You are on page 1of 20

‫أبرز نظريات علم النفس املرضي‬

‫د ‪ /‬سامية ابريعم‬
‫جامعة العربي بن مهيدي‪ ،‬أم البواقي‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫تتع ‪$$‬دد النظري ‪$$‬ات الخاص ‪$$‬ة بتفس ‪$$‬ير االض ‪$$‬طرابات النفس ‪$$‬ية واألم ‪$$‬راض العقلي ‪$$‬ة واالنحراف ‪$$‬ات‬
‫الس ‪$$‬لوكية‪ ،‬في تخص ‪$$‬ص علم النفس املرضي‪ ،‬ه ‪$$‬ذه األخ ‪$$‬يرة ال ‪$$‬تي ح ‪$$‬اولت واجته ‪$$‬دت أن تق ‪$$‬دم تفس ‪$$‬يرا‬
‫ألس‪$$‬باب االض‪$$‬طرابات واألم‪$$‬راض ‪ ،‬ل‪$$‬ذلك نس‪$$‬عى من خالل ه‪$$‬ذه الورق‪$$‬ة البحثي‪$$‬ة تن‪$$‬اول أب‪$$‬رز النظري‪$$‬ات‬
‫التي وظفت في علم النفس املرضي ال‪$‬ذي يعت‪$‬بر فرع‪$‬ا من ف‪$‬روع علم النفس الع‪$‬ام‪ ،‬موض‪$‬وعه األساسي‬
‫دراس ‪$$‬ة االض ‪$$‬طرابات النفس ‪$$‬ية واألم ‪$$‬راض العقلي ‪$$‬ة واالنحراف ‪$$‬ات الس ‪$$‬لوكية ومن ثم ‪$$‬ة اق ‪$$‬تراح خط ‪$$‬ة‬
‫عالجية لها‪.‬‬

‫كلمات مفتاحية‪ :‬علم النفس املرضي‪ ،‬نظرياته‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫إن اإلص‪$$‬ابة ب‪$$‬املرض من أوائ‪$$‬ل األخط‪$$‬ار ال‪$$‬تي واجهت اإلنس‪$$‬ان من‪$$‬ذ بداي‪$$‬ة الخلقي‪$$‬ة‪ ،‬فق‪$$‬د اعتبره‪$$‬ا‬
‫اإلنس ‪$$‬ان أول تهدي ‪$$‬دا للبق ‪$$‬اء‪ ،‬فق ‪$$‬د أثبتت دراس ‪$$‬ة بقاي ‪$$‬ا اإلنس ‪$$‬ان األول أن ‪$$‬ه كانت ل ‪$$‬ه أراض وكان يع ‪$$‬اني‬
‫ألوانا من األذى وكان يحاول أن يلجأ إلى الطبيعة للخالص من ذلك األذى وتلك اآلالم‪.‬‬
‫كم ‪$$‬ا أن االض ‪$$‬طرابات النفس ‪$$‬ية‪ ،‬والعقلي ‪$$‬ة‪ ،‬واالنحراف ‪$$‬ات الس ‪$$‬لوكية تع ‪$$‬د من أش ‪$$‬د العوام ‪$$‬ل قس ‪$$‬وة‬
‫وعنف‪$$‬ا في إن‪$$‬تزاع س‪$$‬عادة اإلنس‪$$‬ان وت‪$$‬دميرها ب‪$$‬ل س‪$$‬عادة وأمن املحيطين ب‪$$‬ه أيض‪$$‬ا‪ ،‬فاألس‪$$‬رة ال‪$$‬تي يص‪$$‬اب‬
‫أح‪$‬د أعض‪$‬ائها به‪$‬ذا الن‪$‬وع من األم‪$‬راض واالض‪$‬طرابات تع‪$‬اني كال من التعاس‪$‬ة والب‪$‬ؤس وض‪$‬يق الص‪$‬در‪،‬‬
‫فض ‪$$ $‬ال عم ‪$$ $‬ا يسببه املرض من إعاق ‪$$ $‬ة إلنتاجي ‪$$ $‬ة الف ‪$$ $‬رد وإبداع ‪$$ $‬ه وإس ‪$$ $‬هامه في العم ‪$$ $‬ل ‪ ،‬وق ‪$$ $‬د يق ‪$$ $‬ال أن‬
‫االض‪$‬طرابات النفس‪$‬ية واألم‪$‬راض العقلي‪$$‬ة عص‪$$‬رية حديث‪$$‬ة‪ ،‬أو أنه‪$$‬ا ال توج‪$$‬د في املجتمع‪$$‬ات املتقدم‪$‬ة إال‬
‫أنه‪$$‬ا وج‪$$‬دت من‪$$‬ذ وج‪$$‬ود اإلنس‪$$‬ان‪ ،‬وتع‪$$‬رف عليه‪$$‬ا اليون‪$$‬ان وفالس‪$$‬فتهم ثم تناوله‪$$‬ا علم‪$$‬اء الع‪$$‬رب ب‪$$‬الفحص‬
‫والتشخيص والعالج (غانم ‪،2004،‬ص‪.)15‬‬
‫وترتب ‪$$‬ط املف ‪$$‬اهيم القديم ‪$$‬ة الخاص ‪$$‬ة باالض ‪$$‬طرابات النفس ‪$$‬ية‪ ،‬والعقلي ‪$$‬ة‪ ،‬واالنحراف ‪$$‬ات الس ‪$$‬لوكية‬
‫بمف ‪$$ $ $‬اهيم متع ‪$$ $ $‬ددة كإتب ‪$$ $ $‬اع الش ‪$$ $ $‬ياطين واالبتع ‪$$ $ $‬اد عن اآلله ‪$$ $ $‬ة‪ ،‬والجن‪ ،‬والسحر‪ ،‬والش ‪$$ $ $‬عوذة‪،‬والعين‬
‫الشريرة‪ ،‬تملك الشخص من طرف األرواح ‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫وبمرور الوقت تم االستعانة باملقاربات العضوية والوراثية حيث تم ربط كل اضطراب نفسي‪،‬‬
‫وعقلي‪ ،‬وانح ‪$$ $‬راف س ‪$$ $‬لوكي بمسبباته العض ‪$$ $‬وية‪ ،‬والتكوني ‪$$ $‬ة الوراثي ‪$$ $‬ة‪ ،‬بع ‪$$ $‬د ذل ‪$$ $‬ك ج ‪$$ $‬اءت النظري ‪$$ $‬ات‬
‫النفسية ال‪$‬تي رك‪$‬زت على العوام‪$‬ل النفس‪$‬ية في نش‪$‬وء االض‪$‬طراب النفسي والعقلي‪ ،‬من هات‪$‬ه النظري‪$‬ات‬
‫تولد ما س‪$‬مي بعلم النفس املرضي‪،‬حيث تم اس‪$‬تعمال مف‪$‬ردة علم النفس املرضي ألول م‪$‬رة من ط‪$‬رف‬
‫(‪ ،)Emmingaus,1878‬ليش‪$$‬ير إلى الطب النفسي العي‪$$‬ادي ال‪$$‬ذي يهتم باملرضى لكن بص‪$$‬فة فردي‪$$‬ة‪ ،‬ولق‪$$‬د‬
‫م‪$$‬ر ه ‪$$‬ذا األخ‪$$‬ير بع‪$$‬دة تط‪$$‬ورات‪ ،‬إال أن ج‪$$‬اء (فروي‪$$‬د‪ Freud(،‬ليض‪$$‬ع األس‪$$‬س ملقاربت‪$$‬ه التحليلي‪$$‬ة لتص‪$$‬بح‬
‫أح ‪$$‬د النم ‪$$‬اذج التفس ‪$$‬يرية لعلم النفس املرضي‪ .‬وحالي ‪$$‬ا يعت ‪$$‬بر(‪ )Jasper‬من األوائ ‪$$‬ل ال ‪$$‬ذين يتن ‪$$‬اولوا علم‬
‫النفس املرضي بمفهومه الحالي (زروالي‪،2016،‬ص ص‪.)9-8‬‬
‫من خالل كل هذا وغ‪$‬يره س‪$‬وف نق‪$‬وم من خالل ه‪$‬ذه الورق‪$‬ة البحثي‪$‬ة ب‪$‬التعرف على أهم النظري‪$‬ات‬
‫ًا‬
‫ال‪$$ $‬تي ح‪$$ $‬اولت واجته‪$$ $‬دت أن تق‪$$ $‬دم تفس‪$$ $‬ير ألس‪$$ $‬باب االض‪$$ $‬طرابات النفس‪$$ $‬ية‪ ،‬والعقلي‪$$ $‬ة‪ ،‬واالنحراف‪$$ $‬ات‬
‫الس ‪$$ $‬لوكية‪.‬واملتمثل ‪$$ $‬ة في كل من النظري ‪$$ $‬ات‪:‬الوراثي ‪$$ $‬ة‪ ،‬البيولوجي ‪$$ $‬ة‪،‬الص ‪$$ $‬يداللية والعصبية الكيمائي ‪$$ $‬ة‪،‬‬
‫التحليلي‪$$‬ة‪،‬الس‪$$‬لوكية‪ ،‬املعرفي‪$$‬ة‪ ،‬النس‪$$‬قية‪،‬اإلنس‪$$‬انية‪ ،‬الثقافي‪$$‬ة االجتماعي‪$$‬ة‪ ،‬البيئي‪$$‬ة‪ ،‬م‪$$‬ع محاول‪$$‬ة وض‪$$‬ع‬
‫تصور تقيمي لهذه النظريات‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫أوال – النظرية الوراثية‪:‬‬
‫س‪$$‬محت األعم‪$$‬ال الجني‪$$‬ة الكالس‪$$‬يكية بالتأكي‪$$‬د على ت‪$$‬دخل العوام‪$$‬ل الوراثي‪$$‬ة كمسببات للكث‪$$‬ير من‬
‫االض‪$$ $ $‬طرابات العقلي‪$$ $ $‬ة‪ ،‬خاص‪$$ $ $‬ة في االض‪$$ $ $‬طرابات الفص‪$$ $ $‬امية واض‪$$ $ $‬طرابات ثنائي‪$$ $ $‬ة القطب واإلدم‪$$ $ $‬ان‬
‫الكحولي والخلفة العقلية‪.‬‬
‫في مقابل سمح التطور الحاصل في األبحاث الجنية الجزئية بالتأكيد على وج‪$‬ود مسجالت جني‪$‬ة ال‪$‬تي‬
‫تس ‪$$‬مح بحص ‪$$‬ر العوام ‪$$‬ل الجني ‪$$‬ة املفترض ‪$$‬ة خالل الوص ‪$$‬ل الجي ‪$$‬ني‪ ،‬ويتمث ‪$$‬ل ه ‪$$‬دف التحليالت الخاص ‪$$‬ة‬
‫بالوص ‪$$ $‬ل الجي ‪$$ $‬ني في تحدي ‪$$ $‬د م ‪$$ $‬ا إذا كانت مجموع ‪$$ $‬ة من األنم ‪$$ $‬اط الظ ‪$$ $‬اهرة مثال (الفص ‪$$ $‬ام أو نم ‪$$ $‬وذج‬
‫الشخص ‪$$‬ية املرض ‪$$‬ية) بإمكانه ‪$$‬ا نق ‪$$‬ل – س ‪$$‬واء بطريق ‪$$‬ة مس ‪$$‬تقلة أو بطريق ‪$$‬ة غ ‪$$‬ير مس ‪$$‬تقلة – سجال جني ‪$$‬ا‬
‫خاصا بعائالت مصابة‪.‬‬
‫ب ‪$$ $‬الرغم من تع ‪$$ $‬دد األبح ‪$$ $‬اث في ه ‪$$ $‬ذا املج ‪$$ $‬ال‪ ،‬ظلت املعطي ‪$$ $‬ات الخاص ‪$$ $‬ة باالض ‪$$ $‬طرابات النفس ‪$$ $‬ية‬
‫واألم ‪$$‬راض العقلي ‪$$‬ة غ ‪$$‬ير مؤك ‪$$‬دة‪ ،‬فاملب ‪$$‬ادئ الجني ‪$$‬ة (التك ‪$$‬رار الجي ‪$$‬ني ونس ‪$$‬بة تك ‪$$‬رار األف ‪$$‬راد الح ‪$$‬املين‬
‫للجينات املعبرة عن النمط الظ‪$‬اهري لالض‪$‬طراب) لم يتم تحدي‪$‬دها لح‪$‬د اآلن‪ ،‬مم‪$‬ا اس‪$‬تدعى االس‪$‬تعانة‬
‫بط ‪$$ $ $‬رق أخ ‪$$ $ $‬رى كالطريق ‪$$ $ $‬ة الش ‪$$ $ $‬فعية لألش ‪$$ $ $‬قاء والط ‪$$ $ $‬رق الترابطي ‪$$ $ $‬ة واالختب ‪$$ $ $‬ار االفتراضي للجين ‪$$ $ $‬ات‬
‫املرشحة ‪ ،‬مثل الجينات املرمزة الخاصة باملستقبالت وبالتركيبات األيضية للموصالت العصبية‪.‬‬
‫وب‪$$‬الرغم من تط‪$$‬ور األبح‪$$‬اث الجني‪$$‬ة وب‪$$‬الرغم من دق‪$$‬ة مع‪$$‬ايير التشخيص يظ‪$$‬ل تحدي‪$$‬د النم‪$$‬ط‬
‫الظ ‪$$‬اهري غ ‪$$‬ير واضح في الطب النفسي‪ ،‬حيث لم يتمكن أي مسجل جي ‪$$‬ني لح ‪$$‬د اآلن من تحدي ‪$$‬د مؤك ‪$$‬د‬
‫ألي أحد منه (زروالي‪،2016،‬ص ص ‪.)16- 15‬‬
‫ثانيا – النظرية البيولوجية‪:‬‬
‫تعتم ‪$$‬د النظري ‪$$‬ة البيولوجي ‪$$‬ة في تفس ‪$$‬ير ح ‪$$‬دوث االض ‪$$‬طرابات النفس ‪$$‬ية‪ ،‬والعقلي ‪$$‬ة‪ ،‬واالنحراف ‪$$‬ات‬
‫ًا‬
‫السلوكية وفقا ألكثر من منظور بناء على العدي‪$‬د من الدراس‪$‬ات ال‪$‬تي تنص‪$‬ب اهتماماته‪$‬ا على الج‪$‬وانب‬
‫البيولوجية (أي الخاصة بالجسم ومكوناته الداخلية)‪.‬‬
‫ويرى أصحاب هذه النظرية أن االض‪$‬طرابات النفس‪$‬ية‪ ،‬والعقلي‪$‬ة‪ ،‬واالنحراف‪$‬ات الس‪$‬لوكية هي نت‪$‬اج‬
‫ومحصلة الخلل في وظائف أعضاء جسم اإلنسان‪،‬األمر الذي ينتج عنه اضطراب في السلوك لديه قد‬
‫ًا‬
‫يكون نتاج‪ $‬لنقص أو زي‪$$‬ادة في إف‪$$‬رازات الغ‪$$‬دد الص‪$$‬ماء أو غيره‪$$‬ا من الغ‪$$‬دد األخ‪$$‬رى في جس‪$$‬م اإلنس‪$$‬ان‬
‫فالحركة الزائدة قد تكون نتاج زيادة مادة (الثيروكسين) في الدم على سبيل املثال ال الحصر‪.‬‬
‫وه ‪$$‬ذا االتج ‪$$‬اه واملرتب ‪$$‬ط بعلم البيولوجي ‪$$‬ا ال ‪$$‬تي ي ‪$$‬رى ب ‪$$‬أن للوراث ‪$$‬ة دور واضح في ظه ‪$$‬ور االض ‪$$‬طرابات‬
‫ًا‬
‫النفس‪$$ $‬ية‪ ،‬والعقلي‪$$ $‬ة‪ ،‬واالنحراف‪$$ $‬ات الس‪$$ $‬لوكية ‪ ،‬حيث ي‪$$ $‬رى ب‪$$ $‬أن املورث‪$$ $‬ات تلعب دور في وج‪$$ $‬ود ه‪$$ $‬ذه‬
‫ًا‬
‫األخيرة ‪ ،‬كما أن لعمليات النمو و األيض (التمثيل الغذائي) دور في ذلك‪ ،‬وكذلك الحساس‪$‬ية لألدوي‪$‬ة‬

‫‪3‬‬
‫ونضج األجه ‪$$ $‬زة وس ‪$$ $‬ير عملي ‪$$ $‬ة نم ‪$$ $‬و الف ‪$$ $‬رد وس ‪$$ $‬المة الحيوان ‪$$ $‬ات املنوي ‪$$ $‬ة والبويض ‪$$ $‬ة ومش ‪$$ $‬اكل ال ‪$$ $‬رحم‬
‫وتع‪$$ $‬رض األم الحام‪$$ $‬ل لألم‪$$ $‬راض كالحص‪$$ $‬بة األملاني‪$$ $‬ة أو م‪$$ $‬رض الزه‪$$ $‬ري‪ ،‬وع‪$$ $‬دم وج‪$$ $‬ود بيئ‪$$ $‬ة رحمي‪$$ $‬ة‬
‫مناس‪$$‬بة ل‪$$‬ديها‪ ،‬وتعرض‪$$‬ها ملرضى الس‪$$‬كري‪ ،‬ومش‪$$‬اكل الحم ‪$$‬ل وم‪$$‬ا قبل‪$$‬ه وم‪$$‬ا بع ‪$$‬ده‪ ،‬والتس‪$$‬مم ال‪$$‬والدي‪،‬‬
‫الس‪$$‬امة كالرص‪$$‬اص وال‪$$‬والدة العس‪$$‬يرة ‪،‬وتعرض‪$$‬ها‬ ‫ونقص األوكسجين أثن‪$$‬اء ال‪$$‬والدة وتناوله‪$$‬ا للم‪$$‬واد‬
‫ألشعة (‪ ،)X‬وعدم مراجعته‪$‬ا للط‪$‬بيب والقي‪$‬ام ب‪$‬الفحوص الالزم‪$‬ة لالطمئن‪$‬ان على س‪$‬المة املول‪$‬ود‪ ،‬كله‪$‬ا‬
‫أس ‪$$‬باب ق ‪$$‬د تكون مس ‪$$‬ؤولة بمس ‪$$‬تويات عن وج ‪$$‬ود إعاق ‪$$‬ات ل ‪$$‬دى ه ‪$$‬ذا املول ‪$$‬ود وتعرض ‪$$‬ه لالض ‪$$‬طرابات‬
‫النفسية‪ ،‬والعقلية‪ ،‬واالنحرافات السلوكية (العزة‪،2002،‬ص‪.)44‬‬
‫ثالثا ‪ -‬الصيداللية والعصبية الكيمائية‪:‬‬
‫فيم ‪$$ $‬ا يخص النظري ‪$$ $‬ة الص ‪$$ $‬يداللية والعصبية الكيمائي ‪$$ $‬ة فق ‪$$ $‬د أك ‪$$ $‬دت على دور ال ‪$$ $‬دوبامين‬
‫والنوادرين‪$$‬الين والس‪$$‬يروتونين في التوص‪$$‬يل العص‪$$‬بي‪ ،‬وعلى مس‪$$‬اهمة هات‪$$‬ه النواق‪$$‬ل في تنش‪$$‬يط مختل‪$$‬ف‬
‫العق‪$$‬اقير النفس‪$$‬ية‪ ،‬كم‪$$‬ا س‪$$‬محت التقني‪$$‬ات الكش‪$$‬ف املورفول‪$$‬وجي ال‪$$‬وظيفي لل‪$$‬دماغ بتوص‪$$‬يف تش‪$$‬ريحي‬
‫ووظيفي للمسالك ولألنظمة األمينية األحادية‪ ،‬وبتحديد املستقبالت الخاصة بهاته النواقل‪.‬‬
‫لق‪$$‬د افترض‪$$‬ت النظري‪$$‬ة الدوباميني‪$$‬ة وج‪$$‬ود ارتب‪$$‬اط بين املظ‪$$‬اهر املنتج‪$$‬ة للفص‪$$‬ام وم‪$$‬ابين الف‪$$‬رط‬
‫ال‪$$‬وظيفي لألنظم‪$$‬ة الدوباميني‪$$‬ة وارتب‪$$‬اط املظ‪$$‬اهر الس‪$$‬لبية والتخلفي‪$$‬ة للفص‪$$‬ام بنقص في توظي‪$$‬ف هات‪$$‬ه‬
‫األنظمة‪.‬‬
‫إض‪$$‬افة إلى ذل‪$$‬ك‪ ،‬وبفع‪$$‬ل التط‪$$‬ور الكب‪$$‬ير واملتس‪$$‬ارع الحاص‪$$‬ل في تقني‪$$‬ات الكش‪$$‬ف ال‪$$‬دماغي‪ ،‬فق‪$$‬د تم‬
‫الكش ‪$$‬ف عن ال ‪$$‬دور املؤثر ملواد أخ ‪$$‬رى خاص ‪$$‬ة األسيتيكولين وبعض البيبيت ‪$$‬دات الدماغي ‪$$‬ة كاملس ‪$$‬كنات‬
‫الداخلي‪$$‬ة املنش‪$$‬أ (مث‪$$‬ل أن‪$$‬دورفينات) أو البيبيتي‪$$‬دات غ‪$$‬ير املس‪$$‬كنة حيث تلعب هات‪$$‬ه املواد دورا" مهم‪$$‬ا في‬
‫التوصيل والتعديل العصبيين للمسالك العصبية (زروالي‪ ،2016،‬ص ص‪.)14-13‬‬
‫رابعا – النظرية التحليلية‪:‬‬
‫تش‪$$‬كل نظري‪$$‬ة التحلي‪$$‬ل النفسي الكالس‪$$‬يكية الس‪$$‬يكودينامية كم‪$$‬ا ط‪$$‬وره " فروي‪$$‬د ‪ " Freud‬في أوائ‪$$‬ل‬
‫الق ‪$$ $‬رن العش ‪$$ $‬رين في فهم االض ‪$$ $‬طراب الس ‪$$ $‬لوكي‪ ،‬فق ‪$$ $‬د أك ‪$$ $‬د " فروي ‪$$ $‬د ‪ "Freud‬على أن االض ‪$$ $‬طرابات‬
‫الس‪$$‬لوكية تنتج من الق‪$$‬وى النفس‪$$‬ية الداخلي‪$$‬ة (اله‪$$‬و‪،‬األن‪$$‬ا‪،‬األن‪$$‬ا األعلى)‪ ،‬فه‪$$‬ذه الق‪$$‬وى تتفاع‪$$‬ل في تنفي‪$$‬ذ‬
‫األنش ‪$$‬طة العقلي ‪$$‬ة الش ‪$$‬عورية والالش ‪$$‬عورية‪،‬فالص ‪$$‬راعات يجب أن يتم حله ‪$$‬ا بطريق ‪$$‬ة ناجح ‪$$‬ة في نط ‪$$‬اق‬
‫ال‪$‬وعي ح‪$‬تى ال ت‪$‬ؤدي إلى اض‪$‬طرابات الس‪$‬لوك‪ ،‬كم‪$‬ا يجب أن يوف‪$‬ق األن‪$‬ا بين نزع‪$‬ات اله‪$‬و وض‪$‬وابط األن‪$‬ا‬
‫األعلى ومتطلب‪$$‬ات الواق‪$$‬ع الخ‪$$‬ارجي‪،‬أم‪$$‬ا إذا لم تح‪$$‬ل الص‪$$‬راعات بطريق‪$$‬ة ناجح‪$$‬ة أو إذا لم تس‪$$‬تطع األن‪$$‬ا‬

‫‪4‬‬
‫التوفي ‪$$ $ $‬ق بين نزاع ‪$$ $ $‬ات اله ‪$$ $ $‬و وض ‪$$ $ $‬وابط األن ‪$$ $ $‬ا األعلى والواق ‪$$ $ $‬ع الخ ‪$$ $ $‬ارجي فكل ه ‪$$ $ $‬ذا س ‪$$ $ $‬وف ي ‪$$ $ $‬ؤدي إلى‬
‫اضطرابات السلوك (‪.)Bootzin& Joon,1996,P.55‬‬
‫وق‪$$ $‬د اق‪$$ $‬ترح " فروي‪$$ $‬د ‪ " Freud‬ع‪$$ $‬ام (‪ )1905‬أن عملي‪$$ $‬ات تط‪$$ $‬ور الشخص‪$$ $‬ية تتم خالل سلس‪$$ $‬لة من‬
‫مراح ‪$$ $ $ $‬ل النم ‪$$ $ $ $‬و النفسي الجنسي‪ ،‬وأن التثبيت والنكوص إلى أح ‪$$ $ $ $‬د املراح ‪$$ $ $ $‬ل ي ‪$$ $ $ $‬ؤدي إلى االض ‪$$ $ $ $‬طراب‬
‫السلوكي فعل سبيل املثال ال الحصر اضطرابات الشخصية مثال ترجع إلى املراحل النفس‪$$‬ية الجنس‪$$‬ية‬
‫املبك‪$$‬رة من النم‪$$‬و‪ ،‬فق‪$$‬د اف‪$$‬ترض" فروي‪$$‬د ‪ " Freud‬أن الت‪$$‬دريب على أعم‪$$‬ال النظاف‪$$‬ة يمكن أن ي‪$$‬ؤدي إلى‬
‫ًا‬
‫تثبيت على املرحل‪$$ $‬ة الش‪$$ $‬رجية‪ ،‬وإذا م‪$$ $‬ا أص‪$$ $‬بح الشخص مثبت ‪ $ $‬على ه‪$$ $‬ذه املرحل‪$$ $‬ة‪ ،‬فإن‪$$ $‬ه س‪$$ $‬وف يكون‬
‫ًا‬
‫مقاوم لتحقيق النمو الناضج للشخصية‬
‫وقد أكد " فروي‪$‬د ‪ " Freud‬على تنش‪$‬ئة الف‪$‬رد تنش‪$‬ئة س‪$‬وية خالل الخمس الس‪$‬نوات األولى ألن له‪$‬ا‬
‫ًا‬
‫دور ‪ ،‬فالص ‪$$‬دمات النفس ‪$$‬ية ال ‪$$‬تي يتع ‪$$‬رض له ‪$$‬ا تجعل ‪$$‬ه في حال ‪$$‬ة تثبيت بحيث ال يس ‪$$‬تطيع الف ‪$$‬رد اجتي ‪$$‬از‬
‫ًال‬
‫مرحل‪$$‬ة إلى املرحل‪$$‬ة ال‪$$‬تي تليه‪$$‬ا األم‪$$‬ر ال‪$$‬ذي يظه‪$$‬ر على ش‪$$‬كل نكوص أو تراج‪$$‬ع س‪$$‬لوكي يكون مس‪$$‬ؤو عن‬
‫وج ‪$$‬ود االض ‪$$‬طرابات الس ‪$$‬لوكية فيم ‪$$‬ا بع ‪$$‬د‪ ،‬ك ‪$$‬ذلك " فروي ‪$$‬د ‪ " Freud‬على ص ‪$$‬دمة امليالد ال ‪$$‬تي يعتبره ‪$$‬ا‬
‫مص‪$$‬در للقل‪$‬ق ال‪$‬ذي ي‪$‬ؤدي إلى االض‪$‬طرابات الس‪$‬لوكية على أس‪$‬اس أن الف‪$$‬رد ق‪$$‬د فق‪$$‬د األمن والطمأنين‪$$‬ة‬
‫عندما خرج من بطن أمه‪.‬‬
‫أم‪$$‬ا ع‪$$‬الم النفس التحليلي التف ‪$$‬اعلي "ب‪$$‬يرن ‪ " Berne‬ي‪$$‬رى ب‪$$‬ان الس‪$$‬لوك املض ‪$$‬طرب ن‪$$‬اتج عن ط‪$$‬رق‬
‫تنش‪$‬ئة الف‪$‬رد الخاطئ‪$‬ة املتمثل‪$‬ة في املمنوع‪$‬ات والحرم‪$‬ان الع‪$‬اطفي ‪،‬وع‪$‬دم تعام‪$‬ل األف‪$‬راد باألن‪$‬ا الراش‪$‬دة‬
‫وتع ‪$$‬املهم باألن ‪$$‬ا الطفلي ‪$$‬ة‪ ،‬في حين تعت ‪$$‬بر " ه ‪$$‬ورني ‪ " Horney‬أن الثقاف ‪$$‬ة له ‪$$‬ا دور في ظه ‪$$‬ور االض ‪$$‬طراب‬
‫السلوكي‪.‬‬
‫أما "سوليفان ‪ "Solivan‬فقد اعتبر أن سبب االضطراب السلوكي ناتج عن نقص في قدرة الفرد على‬
‫إنشاء عالقات وتفاعالت ناجحة مع اآلخرين (العزة‪،2002،‬ص ص‪.)45-45.‬‬
‫خامسا – النظرية السلوكية‪:‬‬
‫تعتبر النظري‪$‬ة الس‪$‬لوكية أن الس‪$‬لوك اإلنس‪$‬اني فط‪$‬ري منعكس‪ ،‬أي أن‪$‬ه عب‪$‬ارة عن فع‪$‬ل أو م‪$‬ا يطل‪$‬ق‬
‫علي ‪$$ $‬ه (مث ‪$$ $‬ير اس ‪$$ $‬تجابة)‪ ،‬وفس ‪$$ $‬رت س ‪$$ $‬لوك اإلنس ‪$$ $‬ان على أن ‪$$ $‬ه فط ‪$$ $‬ري منعكس‪ ،‬فق ‪$$ $‬د ربطت بين املنب ‪$$ $‬ه‬
‫واالس‪$$ $‬تجابة بص‪$$ $‬ورة آلي‪$$ $‬ة محض‪$$ $‬ة دون النظ‪$$ $‬ر إلى طبيع‪$$ $‬ة املنب‪$$ $‬ه ودن اعتب‪$$ $‬ار لش‪$$ $‬عور الف‪$$ $‬رد وحالت‪$$ $‬ه‬
‫النفس ‪$$‬ية رغم أن املنب ‪$$‬ه الواح ‪$$‬د ق ‪$$‬د يث ‪$$‬ير اس ‪$$‬تجابات مختلف ‪$$‬ة في أشخاص مختلفين أو في الف ‪$$‬رد نفس ‪$$‬ه‬
‫من حين آلخر (ملحم‪ ،2001،‬ص‪.)44.‬‬

‫‪5‬‬
‫وتؤك‪$‬د النظري‪$‬ة الس‪$‬لوكية على أن كال من أنم‪$‬اط الس‪$‬لوك الس‪$‬وية والش‪$‬اذة يتم اكتس‪$‬ابها من خالل‬
‫التعلم‪ ،‬وأن الس‪$$‬لوك يتح‪$$‬دد بواس‪$$‬طة البيئ‪$$‬ة ال‪$$‬تي يعيش فيه‪$$‬ا الشخص ويكتس‪$$‬ب منه‪$$‬ا س‪$$‬مات س‪$$‬لوكية‬
‫ًا‬ ‫ًال‬
‫معين ‪$$‬ة‪ ،‬وعلى سبيل املث ‪$$‬ال نج ‪$$‬د أن هن ‪$$‬اك ع‪$$‬وام تح ‪$$‬دد م‪$$‬ا إذا كان الشخص س‪$$‬وف يص ‪$$‬بح مجرم ‪ $‬أو‬
‫رجل دين‪ ،‬وهذه العوامل هي خبرات التعلم التي يكتسبها الفرد من البيئة‪ ،‬والسلوك املض‪$$‬طرب يظه‪$$‬ر‬
‫من عمليتي تعلم أساسيتين هما‪:‬اإلشراط الكالسيكي واإلشراط اإلجرائي‪.‬‬
‫والجدير بالذكر هنا أن النظرية السلوكية تركز في تفسيرها للس‪$‬لوك املض‪$‬طرب على الكيفي‪$‬ة ال‪$‬تي‬
‫تم بها تعلم هذا السلوك املضطرب‪،‬و ال تركز على السبب(فايد‪،2004،‬ص ص‪.)44-43.‬‬
‫وعلى كل تفسر النظرية السلوكية االضطرابات السلوكية وفق ما يلي‪:‬‬
‫ًا‬
‫‪ – 1‬االضطراب السلوكي هو نتيجة تعلم سلبي ولهذا ال يجب اعتباره مرض ‪.‬‬
‫‪ – 2‬التركيز على خبرات الفرد وتاريخه‪.‬‬
‫ًا‬
‫‪ – 3‬أصحاب النظري‪$$ $ $‬ة الس‪$$ $ $‬لوكية‪ ،‬عن‪$$ $ $‬د التعام‪$$ $ $‬ل م‪$$ $ $‬ع االض‪$$ $ $‬طراب الس‪$$ $ $‬لوكي ال يعط‪$$ $ $‬ون حكم ‪ $ $ $‬على‬
‫األشخاص وإنما يوصون بالعالج فقط‪.‬‬
‫‪ – 4‬يف ‪$$‬ترض أصحاب ه ‪$$‬ذه النظري‪$$‬ة أن االض‪$$‬طراب الس‪$$‬لوكي تسببه عوام‪$$‬ل بيئي ‪$$‬ة‪ ،‬ونتيج ‪$$‬ة له ‪$$‬ذا ف ‪$$‬إن‬
‫الشخص املضطرب سلوكيا ليس مسؤوال عن هذا االضطراب (الريماوي وآخرون‪،2004،‬ص‪.)45.‬‬
‫سادسا – النظرية املعرفية‪:‬‬
‫يف‪$‬ترض أنص‪$‬ار النظري‪$‬ة املعرفي‪$‬ة أن االض‪$‬طراب الس‪$‬لوكي يرج‪$‬ع إلى الطريق‪$‬ة ال‪$‬تي ي‪$‬درك به‪$‬ا الف‪$‬رد‬
‫الح‪$$‬دث وتفس‪$$‬يره من خالل خبرات‪$$‬ه وأفكاره‪ ،‬فاالض‪$$‬طراب الس‪$$‬لوكي ه ‪$$‬و نم ‪$$‬ط من األفكار الخاطئ ‪$$‬ة أو‬
‫غ ‪$$‬ير املنطقي ‪$$‬ة ال ‪$$‬تي تسبب االس ‪$$‬تجابات الس ‪$$‬لوكية غ ‪$$‬ير التكيفي ‪$$‬ة‪ ،‬وإذا كان الس ‪$$‬لوكيون يعتق ‪$$‬دون أن‬
‫الس‪$$‬لوك املض‪$$‬طرب يتم تعلم‪$$‬ه عن طري‪$$‬ق اإلش‪$$‬راط والت‪$$‬دعيم ف‪$$‬إن أنص‪$$‬ار النظري‪$$‬ة املعرفي‪$$‬ة ي‪$$‬رون أن‬
‫ًا‬
‫الس ‪$$ $ $‬لوك املض ‪$$ $ $‬طرب يمكن أن يتم اكتس ‪$$ $ $‬ابه من خالل املالحظ‪$$ $ $ $‬ة والتقلي‪$$ $ $ $‬د‪ ،‬فق‪$$ $ $ $‬د أوضح "بان ‪$$ $ $‬دور‬
‫‪ " Bandura‬أهمي ‪$$‬ة العوام ‪$$‬ل املعرفي ‪$$‬ة (أفكار الن ‪$$‬اس ومعتق ‪$$‬داتهم) في تنظيم الس ‪$$‬لوك الع ‪$$‬دواني‪ ،‬فق ‪$$‬د‬
‫يميل بعض األشخاص القائمين بالعدوان إلى تبرير اس‪$‬تخدامهم للع‪$‬دوان ك‪$‬أن يق‪$‬ول أن الضحية ظاملة‬
‫أساس‪$$‬ا أو أنه‪$$‬ا هي ال‪$$‬تي دفعت بي الرتكاب الس‪$$‬لوك الع‪$$‬دواني ( ل‪$$‬وم الضحية) (عب‪$$‬د الق‪$$‬وي‪،1995،‬ص‪.‬‬
‫‪.)54‬‬

‫‪6‬‬
‫كم‪$$‬ا رك‪$$‬ز أنص‪$$‬ار النظري‪$$‬ة املعرفي‪$$‬ة على املتغ‪$$‬ير ال‪$$‬دخيل أو الوس‪$$‬يط بين املث‪$$‬ير واالس‪$$‬تجابة أال وه‪$$‬و‬
‫التفك‪$$‬ير‪ ،‬فاألطف‪$$‬ال ال‪$$‬ذين ق‪$$‬اموا بتقلي‪$$‬د النم‪$$‬اذج الوالدي‪$$‬ة ربم‪$$‬ا فك‪$$‬روا قب‪$$‬ل القي‪$$‬ام بالس‪$$‬لوك الع‪$$‬دواني‬
‫قائلين (أنه إذا كان شخص كبير (القدوة) يستطيع ضرب الدمية‪،‬فنحن نستطيع أيضا ضربها)‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بنشأة واستمرار االضطرابات السلوكية‪،‬فيعتبر نموذج" بيك ‪ " Bek‬عام (‪ )1967‬أكثر‬
‫ًا‬
‫النم ‪$$‬اذج املعرفي ‪$$‬ة أص ‪$$‬الة وت ‪$$‬أثير ‪،‬حيث تمث ‪$$‬ل الص ‪$$‬يغة املعرفي ‪$$‬ة حج ‪$$‬ر الزاوي ‪$$‬ة في نظري ‪$$‬ة " بي ‪$$‬ك ‪" Bek‬‬
‫وجمي‪$$ $‬ع األف‪$$ $‬راد ل‪$$ $‬ديهم ص‪$$ $‬يغ معرفي‪$$ $‬ة تس‪$$ $‬اعدهم في استبعاد معلوم‪$$ $‬ات معين‪$$ $‬ة غ‪$$ $‬ير متعلق‪$$ $‬ة بيب‪$$ $‬ائتهم‬
‫واالحتف‪$‬اظ بمعلوم‪$‬ات ايجابي‪$‬ة‪،‬أم‪$‬ا األف‪$‬راد املض‪$‬طربون س‪$‬لوكيا فل‪$‬ديهم ص‪$‬يغ معرفي‪$‬ة س‪$‬لبية‪ ،‬تتص‪$‬ف‬
‫بما يلي‪:‬‬
‫‪ – 1‬استدالل تعسفي أو خاطئ أي أن الفرد يصل إلى استنتاج معين دون وجود دليل كاف‪.‬‬
‫‪ – 2‬تجري‪$$ $ $‬د انتق‪$$ $ $‬ائي يتم الوص‪$$ $ $‬ول من‪$$ $ $‬ه إلى استنتاج من خالل عنص‪$$ $ $‬ر واح‪$$ $ $‬د من العناص‪$$ $ $‬ر الكث‪$$ $ $‬يرة‬
‫املمكنة‪.‬‬
‫‪ – 3‬املبالغة في التعميم ‪.‬‬
‫‪ – 4‬التضخيم والتقليل اللذان يتضمنان أخطاء في الحكم على األداء‪.‬‬
‫‪ -5‬لوم الذات (فايد‪،2004،‬ص ص‪.)47-46.‬‬
‫كم ‪$$‬ا تع ‪$$‬د نظري ‪$$‬ة " أليس ‪ " Ellis‬من اإلس ‪$$‬هامات القيم ‪$$‬ة ذات التوج ‪$$‬ه املع ‪$$‬رفي وال ‪$$‬تي اهتمت بنش ‪$$‬أة‬
‫وأسباب االضطرابات السلوكية‪ ،‬حيث تتلخص وجهة نظره في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬يرى أن هناك تشابكا بين العاطفة والعقل أو التفكير واملشاعر‪.‬‬
‫‪ -‬إن أي إنس‪$$‬ان لدي‪$$‬ه مجموع‪$$‬ة من األفكار العقالني‪$$‬ة واألفكار غ‪$$‬ير العقالني‪$$‬ة والس‪$$‬لوك العقالني ي‪$$‬ؤدي‬
‫إلى الصحة والسعادة (عكس السلوك الالعقالني)‪.‬‬
‫‪ -‬إن التفكير الالعقالني هو نمط متحيز في التفكير ذو طبيعة ذاتية وغير منطقية‪.‬‬
‫‪ -‬ينشأ التفكير غير العقالني نتيجة للعديد من أساليب التعلم في الصغر‪.‬‬
‫‪ -‬إن اس‪$$‬تمرار حال‪$$‬ة االض‪$$‬طراب الس‪$$‬لوكي نتيج‪$$‬ة لح‪$$‬ديث ال‪$$‬ذات ‪ ،‬ومن خالل إدراكات الف‪$$‬رد للظ‪$$‬روف‬
‫واألحداث التي تحيط به واالتجاهات نحوها‪.‬‬
‫‪ -‬إن أي ف‪$$ $‬رد لدي‪$$ $‬ه مجموع‪$$ $‬ة من األفكار غ‪$$ $‬ير العقالني‪$$ $‬ة تم تحدي‪$$ $‬دها في مجموع‪$$ $‬ة من األفكار وه‪$$ $‬ذه‬
‫األفكار هي املسئولة عن االضطراب السلوكي‪ ،‬وتتلخص هذه األفكار غير العقالنية في األفكار اآلتية‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫ًا‬
‫الفك??رة األولى‪ :‬من الض‪$$‬روري أن يكون الشخص محبوب‪$$‬ا أو مرض‪$$‬ي عن‪$$‬ه من قب‪$$‬ل كل املحيطين ب‪$$‬ه بال‬
‫استثناء‪.‬‬
‫الفك??رة الثاني??ة‪ :‬أن يكون الف‪$$‬رد على درج‪$$‬ة عالي‪$$‬ة من الكف‪$$‬اءة واملنافس‪$$‬ة واالنج‪$$‬از ح‪$$‬تى يمكن اعتب‪$$‬اره‬
‫ُا‬
‫شخص ذا أهمية‪.‬‬
‫الفكرة الثالثة‪ :‬بعض الن‪$‬اس يتص‪$‬فون بالش‪$‬ر والوض‪$‬اعة والحق‪$‬ارة والجبن ول‪$‬ذلك فهم يس‪$‬تحقون أن‬
‫يوجه إليهم اللوم والعقاب‪.‬‬
‫الفكرة الرابعة‪ :‬أنه ملن املؤسف أن تسير األمور على غير ما يريد اإلنسان‪.‬‬
‫الفكرة الخامسة‪:‬أن التعاسة تنتج عن ظروف خارجية ال يستطيع الفرد التحكم فيها‪.‬‬
‫الفكرة السادسة‪ :‬أن األش‪$‬ياء الخط‪$‬يرة واملخيف‪$‬ة تعت‪$‬بر رس‪$‬ميا سببا لالنش‪$‬غال الب‪$‬الغ ‪،‬ويجب أن يكون‬
‫الفرد دائم التوقع لها حتى ال تداهمه على حين غرة‪.‬‬
‫الفك ? ??رة الس ? ??ابعة‪:‬إن‪$$ $ $‬ه من األس‪$$ $ $‬هل أن نتف‪$$ $ $‬ادى بعض الص‪$$ $ $‬عوبات واملس‪$$ $ $‬ئوليات الشخص‪$$ $ $‬ية على أن‬
‫نواجهها‪.‬‬
‫ًا‬
‫الفك ??رة الثامن ??ة‪:‬ينبغي على الف ‪$$‬رد أن يكون مستند على آخ ‪$$‬رين‪ ،‬وأن يكون هن ‪$$‬اك شخص أق ‪$$‬وى من ‪$$‬ه‬
‫يستند إليه‪.‬‬
‫الفك??رة التاس??عة‪:‬أن الخ‪$$‬برات واألح‪$$‬داث املتص‪$$‬لة باملاضي هي املح‪$$‬ددات األساس‪$$‬ية للس‪$$‬لوك في ال‪$$‬وقت‬
‫الحاضر‪ ،‬وأن تأثير املاضي ال يمكن استبعاده‪.‬‬
‫الفك??رة العاش??رة‪ :‬ينبغي على الف‪$$‬رد أن يح‪$$‬زن ملا يصيب اآلخ‪$$‬رين من مش‪$$‬كالت واض‪$$‬طرابات وأح‪$$‬داث‬
‫غير سارة‪.‬‬
‫الفك??رة الحادي??ة عش??ر‪ :‬هن‪$$‬اك دائم‪$$‬ا ح‪$$‬ل صحيح أو كام‪$$‬ل لكل مش‪$$‬كلة ويجب أن نبحث عن ه‪$$‬ذا الح‪$$‬ل‬
‫لكي ال تصبح النتائج مؤملة (فايد‪ ،2005،‬ص ص‪.)176-174 .‬‬
‫سابعا – النظرية النسقية‪:‬‬
‫تس‪$$ $‬تمد ه‪$$ $‬ذه النظري‪$$ $‬ة ج‪$$ $‬ذورها من أبح‪$$ $‬اث األنجل‪$$ $‬و سكاس‪$$ $‬ونية‪ ،‬وهي تق‪$$ $‬ترح لتفس‪$$ $‬ير األع‪$$ $‬راض‬
‫النفس‪$‬ية والعقلي‪$$‬ة ض‪$‬من تف‪$$‬اعالت الف‪$$‬رد م‪$‬ع محيط‪$$‬ه االجتم‪$$‬اعي وعالقات‪$‬ه م‪$‬ع اآلخ‪$$‬رين ‪ ،‬وبالخص‪$$‬وص‬
‫عالقات‪$$ $‬ه وتفاعل‪$$ $‬ه م‪$$ $‬ع املحي‪$$ $‬ط الع‪$$ $‬ائلي‪ ،‬وتتمث‪$$ $‬ل األعم‪$$ $‬ال األك‪$$ $‬ثر جلب‪$$ $‬ا لإلهتم‪$$ $‬ام في التحلي‪$$ $‬ل النس‪$$ $‬قي‬
‫للفصام‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫وبالنس ‪$$‬بة له ‪$$‬ذه النظري ‪$$‬ة يعت ‪$$‬بر املريض ضحية لنظ ‪$$‬ام ع ‪$$‬ائلي مرضي حيث يتمث ‪$$‬ل العام ‪$$‬ل املفت ‪$$‬احي‬
‫لتط ‪$$‬ور أي اض ‪$$‬طراب عقلي في نم ‪$$‬وذج التواص ‪$$‬ل والتفاع ‪$$‬ل املتواج ‪$$‬د داخ ‪$$‬ل الخلي ‪$$‬ة ال ‪$$‬تي ي ‪$$‬ترعرع فيه ‪$$‬ا‬
‫املريض وينمو‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بمفهوم الرابطة املزدوجة فالفصامي يكون قد انصاع خالل حيات‪$$‬ه‬
‫لنم‪$$‬وذج من التواص‪$$‬ل املف‪$$‬ارق يتم‪$$‬يز بوج‪$$‬ود رس‪$$‬الة يبعث به‪$$‬ا شخص في وض‪$$‬عية مهيمن‪$$‬ة (األم مثال) ‪،‬‬
‫تتض‪$$‬من وج‪$$‬وب اس‪$$‬تجابتين متناقض‪$$‬تين‪ ،‬ف‪$$‬إذا كانت هات‪$$‬ه الرس‪$$‬الة تتض‪$$‬من أم‪$$‬را يجب تنفي‪$$‬ذه يت‪$$‬وجب‬
‫على الف‪$$‬رد أن ال ينص‪$$‬اع ل‪$$‬ه لكي يطي‪$$‬ع أم‪$$‬ره مثال في حال‪$$‬ة إذا قي‪$$‬ل ل‪$$‬ه كن تلقائي‪$$‬ا‪ ،‬حيث تض‪$$‬ع مث‪$$‬ل هات‪$$‬ه‬
‫األوام‪$$‬ر املفارق‪$$‬ة الف‪$$‬رد في م‪$$‬أزق حقيقي ي‪$$‬دفع ثمن‪$$‬ه النفسي غالب‪$$‬ا إذا ماح‪$$‬اول تج‪$$‬اوزه وعلي‪$$‬ه وحس‪$$‬ب‬
‫هاته املقاربة تعتبر اضطرابات التواصل من أهم العوامل املسببة لح‪$$‬دوث الفص‪$$‬ام (زروالي‪،2016،‬ص‬
‫‪.)20‬‬

‫ثامنا – النظرية اإلنسانية‪:‬‬


‫تشكل النظرية اإلنسانية القوة الثالثة في علم النفس املعاصر بعد التحليل النفسي و السلوكية و‬
‫هو يض‪$‬م مجموع‪$‬ة اتجاه‪$‬ات ص‪$‬اغها علم‪$‬اء ذوي خلفي‪$‬ات متباين‪$‬ة و رؤى مش‪$‬تركة‪ ،‬و الحقيق‪$‬ة أن ذل‪$‬ك‬
‫االتج ‪$$‬اه ق ‪$$‬د ب ‪$$‬دا بجه ‪$$‬د طائف ‪$$‬ة من املع ‪$$‬الجين النفس ‪$$‬يين ال ‪$$‬ذين يعرف ‪$$‬ون في ال ‪$$‬وقت الح ‪$$‬الي باس ‪$$‬م طائف ‪$$‬ة‬
‫علم ‪$$ $‬اء النفس اإلنس‪$$ $‬اني عن ‪$$ $‬دما اخ ‪$$ $‬ذوا يعي ‪$$ $‬دون تفس‪$$ $‬ير نظري‪$$ $‬ات العالج النفسي بالتأكي ‪$$ $‬د على ق ‪$$ $‬درة‬
‫اإلنسان على توجيه نفسه ذاتيا من خالل قدرته على التعلم الذاتي و توظيفه لقدراته و إمكانيات‪$‬ه من‬
‫أب ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬رز رواده ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ا‪:‬‬
‫‪ -‬كارل روج‪$$ $‬رز‪ 1987-1902:‬ع‪$$ $‬الم نفس أم‪$$ $‬ريكي‪ ،‬تلقى تعليم‪$$ $‬ه في جامع‪$$ $‬ة وسيكنس‪$$ $‬ن وكلي‪$$ $‬ة املعلمين‬
‫بجامع ‪$$‬ة كولومبي ‪$$‬ا‪ ،‬حيث انص ‪$$‬ب اهتمام ‪$$‬ه على علم النفس اإلكلينيكي‪ .‬منح درج ‪$$‬ة املاجس ‪$$‬تير بجامع ‪$$‬ة‬
‫كولومبيا ‪1928‬‬
‫و ال ‪$$‬دكتوراة س ‪$$‬نة ‪ .1931‬وكان أول تع ‪$$‬يين ل ‪$$‬ه بوظيف ‪$$‬ة هام ‪$$‬ة في مرك ‪$$‬ز توجي ‪$$‬ه روتشس ‪$$‬تر ‪Rochester‬‬
‫‪ Guidance center‬بنيويورك حيث ط‪$$‬ور م‪$$‬ادة كتاب‪$$‬ه عن "العالج اإلكلينيكي للطف‪$$‬ل املش‪$$‬كل (‪ .)1939‬و‬
‫في س‪$$‬نة ‪ 1940‬انتق‪$$‬ل إلى جامع‪$$‬ة أوه‪$$‬ايو حيث كتب كتاب‪$$‬ه الب‪$$‬الغ الت‪$$‬أثير عن "اإلرش‪$$‬اد والعالج النفسي‬
‫ًا‬
‫الذي نشر سنة ‪ .1942‬وبع‪$‬د ثالث س‪$‬نوات قب‪$‬ل روج‪$‬رز تعيين‪$‬ه في جامع‪$‬ة ش‪$‬يكاغو‪ :‬حيث أص‪$‬بح م‪$‬دير‬
‫ًال‬ ‫ًا‬
‫ملرك‪$$‬ز اإلرش‪$$‬اد‪ .‬وفى س‪$$‬نة ‪ 1946‬انتخب م‪$$‬دير لرابط‪$$‬ة علم‪$$‬اء النفس األمريك‪$$‬يين‪ .‬ونش‪$$‬ر روج‪$$‬رز أعم‪$$‬ا‬
‫ًا‬
‫من بينه‪$$‬ا أيض‪$$‬ا‪ :‬العالج املتمرك‪$$‬ز ح‪$$‬ول العمي‪$$‬ل‪ :‬ممارس‪$$‬ته الجاري‪$$‬ة ومض‪$$‬مونه ونظريت‪$$‬ه (‪ )1951‬وع‪$$‬دد‬
‫من املقاالت التطبيقية في املجالت العلمية‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬أبراه ‪$$‬ام ماس ‪$$‬لو‪ 1972-1916‬ع ‪$$‬الم نفس أم ‪$$‬ريكي ل ‪$$‬ه س ‪$$‬معة كب ‪$$‬يرة في مح ‪$$‬ال علم النفس اإلنس ‪$$‬اني ‪،‬‬
‫اهتم في دراساته باألفراد الذين يعملون في مجاالت حياتيه مختلفة ويعانون من مشكالت نتيجة له‪$$‬ذا‬
‫العم ‪$$‬ل‪ .‬كم ‪$$‬ا ح ‪$$‬رص في دراس ‪$$‬ات أخ ‪$$‬رى على دراس ‪$$‬ة الشخص ‪$$‬يات املش ‪$$‬هورة واملبدع ‪$$‬ة‪ ،‬وذل ‪$$‬ك ملعرف ‪$$‬ة‬
‫الكيفي ‪$$‬ة ال ‪$$‬تي يحقق ‪$$‬ون به ‪$$‬ا اإلنج ‪$$‬ازات في مج ‪$$‬االت أعم ‪$$‬الهم‪ .‬ومن خالل جمل ‪$$‬ة الدراس ‪$$‬ات ال ‪$$‬تي أجراه ‪$$‬ا‬
‫توص‪$$‬ل إلى أن ال‪$$‬ذي يتحكم أو ال‪$$‬ذي يلعب ال‪$$‬دور األساسي ه‪$$‬و الس‪$$‬عي لتحقي‪$$‬ق ال‪$$‬ذات ‪ ،‬إذ ي‪$$‬رى ماس‪$$‬لو‬
‫أن الشخص ال ‪$$‬ذي يحق ‪$$‬ق ذات ‪$$‬ه ه ‪$$‬و الشخص ال ‪$$‬ذي لدي ‪$$‬ه داف ‪$$‬ع لإلب ‪$$‬داع واس ‪$$‬تخدام جمي ‪$$‬ع إمكانيات ‪$$‬ه في‬
‫عمل‪$$‬ه أو مهنت‪$$‬ه أو وظيفت‪$$‬ه‪ ،‬ويتف‪$$‬ق ب‪$$‬ذالك م‪$$‬ع كارل روج‪$$‬رز‪ ،‬ال‪$$‬ذي ي‪$$‬رى أن اإلنس‪$$‬ان لدي‪$$‬ه داف‪$$‬ع فط‪$$‬ري‬
‫لتحقي‪$$‬ق ذات‪$$‬ه‪ ،‬وان الفش‪$$‬ل أو االحباط‪$$‬ات ال‪$$‬تي تع‪$$‬ترض طري‪$$‬ق تحقي‪$$‬ق ذات‪$$‬ه ه‪$$‬و ال‪$$‬ذي ي‪$$‬ؤدي إلى ظه‪$$‬ور‬
‫األع ‪$$‬راض أو املش ‪$$‬كالت املرض ‪$$‬ية لدي ‪$$‬ه‪ ،‬كم ‪$$‬ا لدي ‪$$‬ه نظري ‪$$‬ة ه ‪$$‬رم ماس ‪$$‬لو لحاجي ‪$$‬ات اإلنس ‪$$‬ان املش ‪$$‬هورة ‪.‬‬
‫‪ -‬مبادئ نظريات الذات ‪:‬‬
‫تتلخص األسس التي تعتمد عليها نظرية اإلنسانية فيما يلي‪:‬‬
‫‪ - 1‬الكائن العضوي ‪ Organisation‬وهو الفرد بكليته‪.‬‬
‫‪ - 2‬املجال الظاهري ‪ Phnomenal‬وهو مجموع الخبرة ‪.‬‬
‫‪ - 3‬ال ‪$$‬ذات و هي الج ‪$$‬زء املتم ‪$$‬ايز من املج ‪$$‬ال الظ ‪$$‬اهري و تتكون من نم ‪$$‬ط االدراكات والقيم الش ‪$$‬عورية‬
‫بالنس ‪$$‬بة ل (أن ‪$$‬ا) و ض ‪$$‬مير (املتكلم)‪ .‬و ق ‪$$‬د اب ‪$$‬رز روج ‪$$‬رز طبيع ‪$$‬ة ه ‪$$‬ذه املفهوم ‪$$‬ات و عالقاته ‪$$‬ا املتداخل ‪$$‬ة ‪,‬‬
‫سلس ‪$$‬لة من تس ‪$$‬ع عش ‪$$‬ر قض ‪$$‬ية ‪ ،‬وس ‪$$‬وف نق ‪$$‬دم ه ‪$$‬ذه القض ‪$$‬ايا و ال ‪$$‬تي ق ‪$$‬دمها روج ‪$$‬رز في كتاب ‪$$‬ه ( العالج‬
‫املتمركز حول العميل) ( ‪.)1951‬‬
‫‪ -4‬من أهم أسس نظرية الذات أن العمي‪$‬ل يجب أن يكون املح‪$‬ور ال‪$‬ذي تتمرك‪$‬ز حول‪$‬ه عملي‪$‬ة التوجي‪$‬ه‬
‫أو العالج إذ أن هذه النظريات تقوم على اإليمان بان العميل لديه عناصر الق‪$$‬وة و الق‪$$‬درة على تقري‪$‬ر‬
‫مصيره بنفسه وعليه إن يتحم‪$‬ل املس‪$‬ئولية التام‪$‬ة للقي‪$‬ام ب‪$‬ذلك ‪ .‬واإلط‪$‬ار املرجعي ال‪$‬داخلي للعمي‪$‬ل ه‪$‬و‬
‫الحقيق‪$$‬ة املوض‪$$‬وعية ال‪$$‬تي يجب إن يتوص‪$$‬ل إليه‪$$‬ا املع‪$$‬الج وذل‪$$‬ك بمحاول‪$$‬ة دخ‪$$‬ول ع‪$$‬الم العمي‪$$‬ل الخ‪$$‬اص‬
‫ف ‪$$ $ $‬إذا تم ه ‪$$ $ $‬ذا تمكن املع ‪$$ $ $‬الج من إدراك وج ‪$$ $ $‬دانيات العمي ‪$$ $ $‬ل وانفعاالت ‪$$ $ $‬ه وس ‪$$ $ $‬اعده على التوص ‪$$ $ $‬ل إلى‬
‫البص ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬يرة ‪.‬‬
‫‪ - 5‬يجب على املع ‪$$ $ $‬الج إن يض ‪$$ $ $‬في على ف ‪$$ $ $‬ترة املقابل‪$$ $ $‬ة ج ‪$$ $ $‬وا من الس‪$$ $ $‬ماحة والتقب ‪$$ $ $‬ل مم ‪$$ $ $‬ا يس‪$$ $ $‬اعد على‬
‫التخفيف من خطر التهديد الذي يهدد ذات العميل وهذا يص‪$‬وره يس‪$‬اعد العمي‪$‬ل على إن يتقب‪$‬ل ن‪$‬واحي‬
‫في ذات‪$$ $‬ه لم يكن ليتقبله‪$$ $‬ا من قب‪$$ $‬ل و يس‪$$ $‬اعده ذل‪$$ $‬ك أيض‪$$ $‬ا على التعب‪$$ $‬ير عن وج‪$$ $‬دانيات كان يعج‪$$ $‬ز عن‬
‫التعبير عنها و يمهد تتقبله لنفسه لتقبله لآلخرين ‪.‬‬
‫‪ - 6‬إن أهم عنص ‪$$‬ر في العالق ‪$$‬ة العالجي ‪$$‬ة ه ‪$$‬و الج ‪$$‬انب االنفع ‪$$‬الي فالتشخيص واملعلوم ‪$$‬ات وت ‪$$‬اريخ حي ‪$$‬اة‬
‫الف ‪$$‬رد ليس له ‪$$‬ا أهمي ‪$$‬ة الج ‪$$‬و ال ‪$$‬ذي يص ‪$$‬بغه املع ‪$$‬الج على العالق ‪$$‬ة بين ‪$$‬ه وبين العمي ‪$$‬ل وال ‪$$‬ذي يق ‪$$‬وم على‬
‫اإلخالص والدقة والتقبل والفهم ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ - 7‬التأكيد تن الفرد اإلنساني ليس حيوانا وانه ليس مجرد آلة إنما هو كيان كلي موحد ق‪$$‬وي ايجابي‪$$‬ة‬
‫وإبداعية و طموحات في تحقيق الذات والوجود الشخصي واإلنساني ‪.‬‬
‫‪ -8‬االهتم ‪$$‬ام بدراس ‪$$‬ة اإلنس ‪$$‬ان وفهم ‪$$‬ه على أس ‪$$‬اس ان ‪$$‬ه كي ‪$$‬ان متكام ‪$$‬ل ب ‪$$‬دال من تقس ‪$$‬يمه إلى فئ ‪$$‬ات أو‬
‫تجزيئه إلى وحدات نوعية تضاف إلى بعضها البعض‪.‬‬
‫‪ - 9‬التأكي‪$$‬د على قيم‪$$‬ة اإلنس‪$$‬ان وكرامت‪$$‬ه والعم‪$$‬ل على تنمي‪$$‬ة ق‪$$‬واه وامكانات‪$$‬ه االيجابي‪$$‬ة يس‪$$‬توي في ذل‪$$‬ك‬
‫الفرد العادي و غير العادي ‪.‬‬
‫‪ - 10‬االهتم ‪$$‬ام ب ‪$$‬الخبرات الش ‪$$‬عورية كم ‪$$‬ا يعيش ‪$$‬ها الف ‪$$‬رد ويعانيه ‪$$‬ا و املع ‪$$‬نى ال ‪$$‬ذي تتخ ‪$$‬ذه ه ‪$$‬ذه الخ ‪$$‬برات‬
‫بالنس‪$$ $‬بة ل‪$$ $‬ه و التأكي‪$$ $‬د على ادراكات‪$$ $‬ه لنفس‪$$ $‬ه و لخبرات‪$$ $‬ه الشخص‪$$ $‬ية ولآلخ‪$$ $‬رين وللمج‪$$ $‬ال املحي‪$$ $‬ط ب‪$$ $‬ه‬
‫كأس‪$$‬اس لتفس‪$$‬ير س‪$$‬لوكه وفهم شخصيته ‪.‬يع‪$$‬د مفه‪$$‬وم ال‪$$‬ذات مفهوم‪$$‬ا مح‪$$‬ورا في معظم ه‪$$‬ذه النظري‪$$‬ات‬
‫كم‪$$‬ا يع‪$$‬د تحقي‪$$‬ق ال‪$‬ذات و تأكي‪$$‬دها ال‪$‬دافع الرئيسي ال‪$‬ذي يس‪$‬عى اإلنس‪$‬ان إلش‪$‬باعه وه‪$$‬و يف‪$$‬وت ال‪$‬دوافع‬
‫الفيزيولوجي ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ة ‪.‬‬
‫‪ -‬مسلمات النظرية‪:‬‬
‫تتض ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬من نظري ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ة ال ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ذات أربع ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ة مكون ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ات تتلخص فيم ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ا يلي ‪:‬‬
‫‪1‬ـ الخبــرة ‪ :‬يم ‪$$‬ر اإلنس ‪$$‬ان في حيات ‪$$‬ه بسلس ‪$$‬لة متواص ‪$$‬لة من الخ ‪$$‬برات ‪،‬هي كل م ‪$$‬ا ي ‪$$‬ؤثر في س ‪$$‬لوكه من‬
‫محيطه او من داخله و هذه الخ‪$‬برات بعض‪$‬ها ينسجم م‪$‬ع مفه‪$‬وم ال‪$‬ذات عن‪$‬د الف‪$‬رد و ي‪$‬ؤدي إلى تحقي‪$‬ق‬
‫الس‪$$‬رور و التواف‪$$‬ق النفسي لدي‪$$‬ه و بعض‪$$‬ها غ‪$$‬ير س‪$$‬ار ألنه‪$$‬ا ال تنسجم م‪$$‬ع مفه‪$$‬وم الف‪$$‬رد لنفس‪$$‬ه (مفه‪$$‬وم‬
‫الذات)و ال مع القيم االجتماعية‬
‫وبالتالي تؤدي إلى عدم الرضا و عدم التوافق ‪.‬‬
‫‪2‬ـ الف‪$‬رد‪ :‬ي‪$‬رى روج‪$‬رز إن ل‪$‬دى كل ف‪$‬رد دافع‪$‬ا قوي‪$‬ا لتحقي‪$‬ق ذات‪$‬ه‪ ،‬وه‪$$‬و في تعامل‪$‬ه م‪$‬ع املحي‪$‬ط و الواق‪$‬ع‬
‫ال ‪$$ $‬ذي يعيش في ‪$$ $‬ه يس ‪$$ $‬عى لتحقي ‪$$ $‬ق ذات ‪$$ $‬ه بكس ‪$$ $‬ب حب اآلخ ‪$$ $‬رين واح ‪$$ $‬ترامهم وتق ‪$$ $‬ديرهم وقب ‪$$ $‬ولهم ل ‪$$ $‬ه‪.‬‬
‫وخصوص ‪$$ $ $ $‬ا الجماع ‪$$ $ $ $‬ة املرجعي ‪$$ $ $ $‬ة أو األشخاص املهمين في حيات ‪$$ $ $ $‬ه من أب ‪$$ $ $ $‬وين ومعلمين ومس ‪$$ $ $ $‬ئولين‬
‫‪3‬ـ الس ‪$$‬لوك‪ :‬الس ‪$$‬لوك ه ‪$$‬و م ‪$$‬ا يق ‪$$‬وم ب ‪$$‬ه الف ‪$$‬رد من نش ‪$$‬اط عقلي أو جس ‪$$‬مي أو هم ‪$$‬ا مع ‪$$‬ا من اج ‪$$‬ل إش ‪$$‬باع‬
‫حاجات ‪$$‬ه كم ‪$$‬ا ي ‪$$‬دركها في الواق ‪$$‬ع‪ .‬ومعظم الس ‪$$‬لوك يتف ‪$$‬ق م ‪$$‬ع مفه ‪$$‬وم ال ‪$$‬ذات واملع ‪$$‬ايير االجتماعي ‪$$‬ة وه ‪$$‬ذا‬
‫ي ‪$$‬ؤدي إلى التواف ‪$$‬ق النفسي عن ‪$$‬د الف ‪$$‬رد‪ ،‬أم ‪$$‬ا إذا تع ‪$$‬ارض س ‪$$‬لوك الف ‪$$‬رد م ‪$$‬ع فهم ‪$$‬ه لذات ‪$$‬ه وم ‪$$‬ع مع ‪$$‬ايير‬
‫مجتمعه فانه لن يرضى عن السلوك و يلجا إلى إنكار ويشعر بعدم الراحة والسعادة وس‪$$‬وء التواف‪$$‬ق ‪.‬‬
‫وأفض ‪$$‬ل طريق ‪$$‬ة لفهم س ‪$$‬لوك الفردـ حس ‪$$‬ب روج ‪$$‬رز هي الحص ‪$$‬ول على املعلوم ‪$$‬ات من التق ‪$$‬ارير الذاتي ‪$$‬ة‬
‫التي يكتبها الفرد عن وجهة نظره هو ومن خالل خبراته وبعد فهم سلوك الف‪$$‬رد يمكن تع‪$$‬ديل الخ‪$‬اطئ‬
‫من ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ه من خالل تغي ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ير مفه ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬وم الف ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬رد عن ذات ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ه ‪.‬‬
‫‪4‬ـ املج ‪$$‬ال الظاهري ‪$$‬اتي‪:‬وه ‪$$‬و املدركات الش ‪$$‬عورية للف ‪$$‬رد في بيئت ‪$$‬ه و ه ‪$$‬و ع ‪$$‬الم الخ ‪$$‬برة املتغ ‪$$‬ير باس ‪$$‬تمرار‬
‫ويتعام ‪$$‬ل الف ‪$$‬رد م ‪$$‬ع املج ‪$$‬ال الظ ‪$$‬اهري كم ‪$$‬ا يدرك ‪$$‬ه ه ‪$$‬و‪،‬س ‪$$‬واء كان إدراك ‪$$‬ه صحيحا أو خاطئ ‪$$‬ا‪،‬واملج ‪$$‬ال‬

‫‪11‬‬
‫الظ‪$$‬اهري يرتب‪$$‬ط بالج‪$$‬انب الش‪$$‬عوري من ال‪$$‬ذات و ه‪$$‬و يختل‪$$‬ف عن املج‪$$‬ال غ‪$$‬ير الظ‪$$‬اهري ال‪$$‬ذي يرتب‪$$‬ط‬
‫بالالش‪$$ $ $ $ $ $ $ $‬عور وال‪$$ $ $ $ $ $ $ $‬ذي ال تعطي‪$$ $ $ $ $ $ $ $‬ه نظري‪$$ $ $ $ $ $ $ $‬ات ال‪$$ $ $ $ $ $ $ $‬ذات أهمي‪$$ $ $ $ $ $ $ $‬ة في تفس‪$$ $ $ $ $ $ $ $‬ير س‪$$ $ $ $ $ $ $ $‬لوك الف‪$$ $ $ $ $ $ $ $‬رد ‪.‬‬
‫فرضيات نظرية‬
‫ق ‪$$ $‬دم روج ‪$$ $‬رز مجموع ‪$$ $‬ة من االفتراض ‪$$ $‬ات تمث ‪$$ $‬ل مجتمع ‪$$ $‬ة نظري ‪$$ $‬ة متكامل ‪$$ $‬ة بالنس ‪$$ $‬بة للشخص‬
‫والس ‪$$‬لوك‪،‬حيث تح ‪$$‬اول ه ‪$$‬ذه النظري ‪$$‬ة تفس ‪$$‬ير الظ ‪$$‬واهر املعروف ‪$$‬ة الس ‪$$‬ابقة وك ‪$$‬ذلك الحق ‪$$‬ائق الخاص ‪$$‬ة‬
‫بالشخص ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ية والس ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬لوك‪،‬وتتض ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬من ه ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ذه االفتراض ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ات م ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ا يلي‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬إن كل ف‪$$‬رد يوج‪$$‬د في ع‪$$‬الم من الخ‪$$‬برات املتغ‪$$‬ير ه ‪$$‬و مرك‪$$‬زه‪ ،‬وأن ه ‪$$‬ذا الع‪$$‬الم املتغ‪$$‬ير ه ‪$$‬و املج‪$$‬ال‬
‫الظاهري‪ ،‬وإن هذا العالم في معظمه ال شعوري‪،‬و جزءا ص‪$‬غيرا من‪$‬ه ه‪$‬و ال‪$‬ذي يدرك‪$‬ه الف‪$‬رد ش‪$‬عوريا‪،‬‬
‫غ ‪$$ $ $‬ير آن ه ‪$$ $ $‬ذه الخ ‪$$ $ $‬برات الالش ‪$$ $ $‬عورية يمكن أن تص ‪$$ $ $‬بح ش ‪$$ $ $‬عوريا عن ‪$$ $ $‬د الحاج ‪$$ $ $‬ة‪.‬حيث أنه ‪$$ $ $‬ا توج ‪$$ $ $‬د في‬
‫الالش ‪$$‬عور ‪ ،‬ه ‪$$‬ذا الع ‪$$‬الم الخ ‪$$‬اص من الخ ‪$$‬برة ال يمكن أن يع ‪$$‬رف أال للف ‪$$‬رد نفس ‪$$‬ه وان املع ‪$$‬الج يمكن ‪$$‬ه‬
‫التع ‪$$‬رف على ه ‪$$‬ذا الع ‪$$‬الم إال من خالل الف ‪$$‬رد نفس ‪$$‬ه ولكن ق ‪$$‬د ال يكون الف ‪$$‬رد لدي ‪$$‬ه الق ‪$$‬درة على ه ‪$$‬ذه‬
‫املعرف ‪$$‬ة ويكون املع ‪$$‬الج هن ‪$$‬ا ي ‪$$‬دور املس ‪$$‬اعد لتنمي ‪$$‬ة ه ‪$$‬ذه الق ‪$$‬درة ل ‪$$‬دى العمي ‪$$‬ل‪،‬وبن ‪$$‬اءا على ذل ‪$$‬ك فيكون‬
‫الشخص أفضل مصدر للمعلومات عن خبراته وعما يوجد في عامله الخاص‬
‫ثالث ‪$$ $‬ا‪ :‬يس ‪$$ $‬تجيب الف ‪$$ $‬رد للمج ‪$$ $‬ال الظ ‪$$ $‬اهري ككل منظم بمع ‪$$ $‬نى إن الف ‪$$ $‬رد يس ‪$$ $‬تجيب للمج ‪$$ $‬ال بطريق ‪$$ $‬ة‬
‫جش ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬طالتية أي يف ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬رض فك ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬رة تجزئ ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ة املج ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ال ‪.‬‬
‫رابع‪$$ $‬ا ‪ :‬نزع‪$$ $‬ة أساس‪$$ $‬ية هي تحقي‪$$ $‬ق و إبق‪$$ $‬اء و تقوي‪$$ $‬ة الف‪$$ $‬رد ال‪$$ $‬ذي يعيش الخ‪$$ $‬برة ف‪$$ $‬الفرد نظ‪$$ $‬ام واح‪$$ $‬د‬
‫دين‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬امكي يع‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬د الب‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬اعث الواح‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬د في‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ه تفس‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬يرا كافي‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ا للس‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬لوك بأكمل‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ه ‪.‬‬
‫خامس ‪$$‬ا ‪:‬س ‪$$‬لوك الف ‪$$‬رد في أساس ‪$$‬ه محاول ‪$$‬ة موجه ‪$$‬ه نح ‪$$‬و ه ‪$$‬دف‪ ،‬و اله ‪$$‬دف ه ‪$$‬و إش ‪$$‬باع الحاج ‪$$‬ات ال ‪$$‬تي‬
‫يخيره ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ا الف ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬رد في مجال ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ه كم ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ا يدرك ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ه ‪.‬‬
‫سادس‪$‬ا‪ :‬كل س‪$‬لوك موج‪$$‬ه يص‪$$‬در عن الف‪$$‬رد يص‪$$‬احبه انفع‪$$‬ال يس‪$‬هل ل‪$‬ه مهمت‪$$‬ه‪.‬وتختل‪$‬ف ش‪$‬دة االنفع‪$$‬ال‬
‫طبق ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ا ملا يحمل ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ه املوق ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ف من أهميت ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ه بالنس ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬بة للف ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬رد‪.‬‬
‫س‪$$‬ابعا‪:‬إن أفض‪$$‬ل محاول‪$$‬ة لفهم الس‪$$‬لوك تكون من خالل اإلط‪$$‬ار املرجعي ال‪$$‬داخلي للف‪$$‬رد نفس‪$$‬ه وال‪$$‬ذي‬
‫يفصح عن ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ه في اتجاهات ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ه ‪.‬‬
‫ثامن ‪$$‬ا‪ :‬تتم ‪$$‬ايز ال ‪$$‬ذات من املج ‪$$‬ال االدراكي الكلي وال ‪$$‬ذات هي مجم ‪$$‬وع الخ ‪$$‬برات ال ‪$$‬تي تنس ‪$$‬ب جميعه ‪$$‬ا إلى‬
‫س ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬يئ واح ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬د ه ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬و أالن ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ا ‪.‬‬
‫تاس‪$$‬عا ‪ :‬نتيج‪$$‬ة تفاع‪$$‬ل الف‪$$‬رد م‪$$‬ع البيئ‪$$‬ة‪ ،‬وم‪$$‬ع أراء اآلخ‪$$‬رين املس‪$$‬تمرة تج‪$$‬اه الف‪$$‬رد يتكون مفه‪$$‬وم ال‪$$‬ذات‬
‫ه‪$$‬و نم‪$$‬ط تص‪$$‬وري منظم‪ ،‬م‪$$‬رن ولكن متس‪$$‬ق من ادراكات وعالق‪$$‬ات إلى (أن‪$$‬ا) أو ض‪$$‬مير املتكلم م‪$$‬ع القيم‬
‫ال ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬تي ترتب ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ط به ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ذه املفهوم ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ات‬
‫عاش ‪$$‬را ‪ :‬تش ‪$$‬كل القيم املرتبط ‪$$‬ة ب ‪$$‬الخبرة املباش ‪$$‬رة بالبيئ ‪$$‬ة والقيم ال ‪$$‬تي يس ‪$$‬تخدمها الف ‪$$‬رد عن اآلخ ‪$$‬رين‬
‫جزءا من بناء الذات‪ .‬الحادي عشر ‪ :‬تتحول خبرات الفرد التي تحدث له في حياته إلى ‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫أ‪ /‬ص ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ورة رمزي ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ة ت ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬درك وتنظم في عالق ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ة م ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ا م ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ع ال ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ذات ‪.‬‬
‫ب‪ /‬يتجاهله ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ا الف ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬رد حيث ال ت ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬درك له ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ا عالق ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ة ببن ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬اء ال ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ذات ‪.‬‬
‫ج‪ /‬يح ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ال بينه ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ا وبين الوص ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ول إلى ص ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ورة رمزي ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ة‬
‫بمع ‪$$‬نى إن اإلدراك انتق ‪$$‬ائي ويتح ‪$$‬دد ه ‪$$‬ذا االنتق ‪$$‬اء بمح ‪$$‬ك أساسي ه ‪$$‬و م ‪$$‬دى اتس ‪$$‬اق الخ ‪$$‬برة م ‪$$‬ع ص ‪$$‬ورة‬
‫ال ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ذات ل ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬دى الف ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬رد في أثن ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬اء عملي ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ة اإلدراك ‪.‬‬
‫الث‪$‬اني عش‪$‬ر ‪ :‬اتس‪$‬اق ال‪$‬ذات ‪ ,‬تتس‪$‬ق معظم الط‪$‬رق ال‪$‬تي يختاره‪$‬ا الف‪$‬رد لس‪$‬لوكه م‪$‬ع مفهوم‪$‬ه عن ذات‪$‬ه ‪.‬‬
‫الثالث عشر ‪ :‬ق‪$‬د يص‪$‬در س‪$‬لوك عن خ‪$‬برات و حاج‪$‬ات عض‪$‬وية لم تص‪$‬ل إلى مس‪$‬توى التعب‪$‬ير الرم‪$‬زي ‪,‬‬
‫وربما ال يتسق هذا السلوك مع بناء الذات ‪.‬‬

‫الرابعة عشر‪ :‬ينشا سوء التوافق النفسي حين يمنع الف‪$‬رد ع‪$‬ددا من خبرات‪$‬ه الحس‪$‬ية و الحش‪$‬وية ذات‬
‫الداللة من بلوغ الشعور ‪.‬‬

‫الخ ‪$$‬امس عش ‪$$‬ر‪ :‬يت ‪$$‬وفر التواف ‪$$‬ق النفسي عن ‪$$‬دما يص ‪$$‬بح مفه ‪$$‬وم ال ‪$$‬ذات في وض ‪$$‬ع يس ‪$$‬مح لكل الخ ‪$$‬برات‬
‫الحس‪$$ $‬ية و الحش‪$$ $‬وية للف‪$$ $‬رد ب‪$$ $‬ان تص‪$$ $‬بح في مس‪$$ $‬توى رم‪$$ $‬زي وعلى عالق‪$$ $‬ة ثابت‪$$ $‬ة و متس‪$$ $‬عة م‪$$ $‬ع مفه‪$$ $‬وم‬
‫‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ذات ‪.‬‬ ‫ال‬
‫الس ‪$$‬ادس عش ‪$$‬ر‪ :‬ت ‪$$‬درك الخ ‪$$‬برات ال ‪$$‬تي ال تتس ‪$$‬ق ومفه ‪$$‬وم ال ‪$$‬ذات كتهدي ‪$$‬د‪ ،‬و تقيم ال ‪$$‬ذات دفاعاته ‪$$‬ا ض ‪$$‬د‬
‫الخ ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬برات امله ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ددة عن طري ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ق إنكاره ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ا على الش ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬عور ‪.‬‬
‫الس ‪$$‬ابع عش ‪$$‬ر‪ :‬في ظ ‪$$‬ل ظ ‪$$‬روف معين ‪$$‬ة يمكن مراجع ‪$$‬ة بن ‪$$‬اء ال ‪$$‬ذات بش ‪$$‬كل يس ‪$$‬مح بتمثي ‪$$‬ل الخ ‪$$‬برات إلي ال‬
‫تتس ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ق م ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ع مفه ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬وم ال ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ذات وجعله ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ا متض ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬منة في بن ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬اء ال ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ذات ‪.‬‬
‫الثامن عشر‪ :‬عندما يدرك الشخص و يتقبل في جهاز متسق و متكام‪$‬ل كل خبرات‪$‬ه الحس‪$‬ية والحش‪$‬وية‬
‫فان ‪$$ $ $ $ $ $‬ه يص ‪$$ $ $ $ $ $‬بح بالض ‪$$ $ $ $ $ $‬رورة أك ‪$$ $ $ $ $ $‬ثر تفهم ‪$$ $ $ $ $ $‬ا لآلخ ‪$$ $ $ $ $ $‬رين و أك ‪$$ $ $ $ $ $‬ثر تقبال لهم كأشخاص منفص ‪$$ $ $ $ $ $‬لين ‪.‬‬
‫التاس ‪$$‬ع عش ‪$$‬ر ‪ :‬ولكي يتحق ‪$$‬ق للف ‪$$‬رد تواف ‪$$‬ق متكام ‪$$‬ل وص ‪$$‬حي ال ب ‪$$‬د ل ‪$$‬ه إن يقيم خبرات ‪$$‬ه باس ‪$$‬تمرار ح ‪$$‬تى‬
‫يح‪$$ $ $‬دد م‪$$ $ $‬ا إذا كانت هن‪$$ $ $‬اك ض‪$$ $ $‬رورة إلح‪$$ $ $‬داث تع‪$$ $ $‬ديل في بن‪$$ $ $‬اء القيم ( النظري‪$$ $ $‬ة االنس‪$$ $ $‬انية في العالج‬
‫النفسي‪،‬د‪.‬ت‪ ،‬تم اس ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ترجاعها في بت ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬اريخ‪/10 :‬جويلي ‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $‬ة‪ ،2018/‬من‬
‫‪.) https://www.acofps.com/vb/showthread.php?t=16726‬‬

‫تاسعا‪ -‬النظرية اإلنسانية الوجودية‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫تق ‪$$‬دم النم ‪$$‬اذج اإلنس ‪$$‬انية الوجودي ‪$$‬ة طريق ‪$$‬ة لفهم االض ‪$$‬طراب الس ‪$$‬لوكي تختل ‪$$‬ف عن الط ‪$$‬رق ال ‪$$‬تي‬
‫ًا‬
‫اتبعتها النماذج السابقة‪ ،‬فتتبنى النماذج اإلنسانية الوجودية أساس بأن االضطراب ينتج من فش‪$$‬ل في‬
‫النمو وتحقيق الوجود بالقوة‪.‬‬
‫وتؤك ‪$$‬د على أن الن ‪$$‬اس يمتلكون الق ‪$$‬وة البش ‪$$‬رية الدافع ‪$$‬ة للنم ‪$$‬و والق ‪$$‬درة على أداء كام ‪$$‬ل‪ ،‬وإذا م ‪$$‬ا‬
‫أتيحت الفرص والظروف املناسبة للنمو‪ ،‬فإن الناس س‪$‬وف تكون مح‪$‬ددة ملص‪$‬يرها وس‪$‬وف يمارس‪$‬ون‬
‫حق االختيار واملسئولية‪ ،‬وسوف يحققون ذواتهم‪.‬‬
‫ووفق‪$$‬ا له‪$$‬ذه النظري‪$$‬ة فاالض‪$$‬طراب الس‪$$‬لوكي ه ‪$$‬و فش‪$$‬ل في النم‪$$‬و والتط‪$$‬ور‪ ،‬وأن الصحة ال تكون‬
‫بالض‪$$‬رورة هي غي‪$$‬اب املرض‪،‬ولكنه‪$$‬ا شيء م‪$$‬ا ايج‪$$‬ابي‪ ،‬كم‪$$‬ا تؤك‪$$‬د ه‪$$‬ذه النظري‪$$‬ة على التغي‪$$‬ير من الش‪$$‬ذوذ‬
‫إلى أو القص ‪$$‬ور في النم ‪$$‬و إلى األداء الكام ‪$$‬ل‪ ،‬فعلى الن ‪$$‬اس أن يحقق ‪$$‬وا اختي ‪$$‬اراتهم بحري ‪$$‬ة‪ ،‬أم ‪$$‬ا إذا قب ‪$$‬ل‬
‫الشخص دون وعي قيم اآلخ ‪$$ $‬رين واختي ‪$$ $‬اراتهم ‪،‬ف ‪$$ $‬إن ه ‪$$ $‬ذا الشخص س ‪$$ $‬وف يفق ‪$$ $‬د حينئ ‪$$ $‬ذ اإلحس ‪$$ $‬اس‬
‫ًا‬
‫بالذات ويصبح متناقض ‪.‬‬
‫ًا‬ ‫ًا‬
‫وتمثل الذات موضوع مركزي لدى علماء النفس اإلنسانيين‪ ،‬فقد أكد " روجرز ‪ " Rogers‬أن كل‬
‫ًا‬
‫ف‪$$‬رد لدي‪$$‬ه حاج‪$$‬ة إلى تق‪$$‬دير ذات‪$$‬ه على نح‪$$‬و إيج‪$$‬ابي‪ ،‬وإنطالق‪ $‬من اتس‪$$‬اقه م‪$$‬ع توجه‪$$‬ه ال‪$$‬ذاتي فق‪$$‬د ع‪$$‬رف‬
‫االض ‪$$‬طراب الس ‪$$‬لوكي بأن ‪$$‬ه (إخف ‪$$‬اق املرء في تق ‪$$‬دير ذات ‪$$‬ه بص ‪$$‬ورة إيجابي ‪$$‬ة‪،‬أو بأن ‪$$‬ه تف ‪$$‬اوت مف ‪$$‬رط بين‬
‫مفه‪$$‬وم ال‪$$‬ذات واملفه‪$$‬وم املث‪$$‬الي)‪،‬ونظ‪$$‬را لنم‪$$‬و مفه‪$$‬وم ال‪$$‬ذات من خالل إدراك املرء لتق‪$$‬ييم اآلخ‪$$‬رين ل‪$$‬ه‬
‫ف‪$$ $‬إن اض‪$$ $‬طراب املرء س‪$$ $‬لوكيا وإخفاق‪$$ $‬ه في تحقي‪$$ $‬ق إمكانات‪$$ $‬ه يرجع‪$$ $‬ان بص‪$$ $‬فة جوهري‪$$ $‬ة إلى إخفاق‪$$ $‬ه في‬
‫الحصول على احترام إيجابي من اآلخرين‪.‬‬
‫عالوة على ذل ‪$$‬ك ف ‪$$‬إن الفش ‪$$‬ل في إش ‪$$‬باع حاج ‪$$‬ات أساس ‪$$‬ية ي ‪$$‬ؤدي إلى القص ‪$$‬ور في التط ‪$$‬ور ال ‪$$‬ذي ي ‪$$‬ؤدي‬
‫ب‪$$‬دوره إلى االض‪$$‬طراب الس‪$$‬لوكي ‪ ،‬وق‪$$‬د وص‪$$‬فت نظري‪$$‬ة الدافعي‪$$‬ة " ملاس‪$$‬لو ‪ " Maslow‬الت‪$$‬درج اله‪$$‬رمي‬
‫ًا‬
‫للحاجات األساسية بدء من األكثر قوة مثل الحاجة الفزيولوجية‪ ،‬والحاجة إلى األمن‪ ،‬ثم الحاجة إلى‬
‫الحب‪ ،‬والحاج ‪$$‬ة إلى التق ‪$$‬دير واالح ‪$$‬ترام‪ ،‬وأخ ‪$$‬يرا الحاج ‪$$‬ة إلى تحقي ‪$$‬ق ال ‪$$‬ذات‪ ،‬ال ‪$$‬تي تمث ‪$$‬ل أعلى درج ‪$$‬ات‬
‫ًا‬
‫ه‪$$‬رم الحاج‪$$‬ات النفس‪$$‬ية ووفق‪ " $‬ملاس‪$$‬لو" ف‪$$‬إن كل شخص لدي‪$$‬ه حاج‪$$‬ة لتحقي‪$$‬ق ذات‪$$‬ه‪،‬ولدي‪$$‬ه إرادة ح‪$$‬رة‬
‫من أج‪$$‬ل تحقي‪$$‬ق س‪$$‬المته وصحته ولدي‪$$‬ه داف‪$$‬ع من أج‪$$‬ل تحقي‪$$‬ق ذات‪$$‬ه أو تط‪$$‬وره‪ ،‬ويتكون النم‪$$‬و الس‪$$‬وي‬
‫غ‪$$ $‬ير املض‪$$ $‬طرب من عملي‪$$ $‬ة تحقي‪$$ $‬ق ذات‪$$ $‬ه وإمكانيات‪$$ $‬ه ‪ ،‬في حين يح‪$$ $‬دث الالس‪$$ $‬واء (االض‪$$ $‬طراب) نتيج‪$$ $‬ة‬
‫إلحباط تلك الحاجة (فايد‪،2005،‬ص ‪.)38-37‬‬
‫عاشرا – النظرية الثقافية االجتماعية‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫تمث‪$$‬ل وجه‪$$‬ة النظ‪$$‬ر الثقافي‪$$‬ة االجتماعي‪$$‬ة لالض‪$$‬طرابات الس‪$$‬لوكية إح‪$$‬دى النظري‪$$‬ات العدي‪$$‬دة ال‪$$‬تي‬
‫ح ‪$$‬اولت تفس ‪$$‬ير أس ‪$$‬باب الس ‪$$‬لوك املض ‪$$‬طرب‪ ،‬حيث يؤك ‪$$‬د أنص ‪$$‬ار ه ‪$$‬ده النظري ‪$$‬ة على أن هن ‪$$‬اك عوام ‪$$‬ل‬
‫ثقافية فعالة في نطاق كل مجتمع تحدد السبب في أن أنماط سلوكية معين‪$‬ة تكون س‪$‬وية‪ ،‬وأن أنم‪$‬اط‬
‫ًا‬
‫أخ‪$$‬رى تكون غ‪$$‬ير س‪$$‬وية فم‪$$‬ا يمكن اعتب‪$$‬اره غ‪$$‬ير س‪$$‬وي في مجتم‪$$‬ع معين ق‪$$‬د يكون س‪$$‬وي في مجتم‪$$‬ع آخ‪$$‬ر‬
‫حيث أن االنح ‪$$ $‬راف عن املع ‪$$ $‬ايير االجتماعي ‪$$ $‬ة يرتب ‪$$ $‬ط بثقاف ‪$$ $‬ة معين ‪$$ $‬ة وليس مرتبط ‪$$ $‬ا بثقاف ‪$$ $‬ات أخ ‪$$ $‬رى‬
‫فرعية‪.‬‬
‫ويق‪$$‬ترح أنص‪$$‬ار ه‪$$‬ذه النظري‪$$‬ة مجموع‪$$‬ة من األش‪$$‬كال الس‪$$‬لوكية ال‪$$‬تي ينظ‪$$‬ر إليه‪$$‬ا بوص‪$$‬فها مض‪$$‬طربة‬
‫واملتمثلة في‪:‬‬
‫‪ – 1‬انحراف الشخص عن توقعات املجتمع الذي يعيش فيه‪.‬‬
‫‪ – 2‬انزعاج اآلخرين من تصرفات الشخص‪.‬‬
‫‪ – 3‬القيام بسلوك غير متوافق مع اآلخرين ومحطم للذات( ‪)Kauffman &Hallahan, ,1992,P.65‬‬
‫حادي عشر ‪ -‬النظرية البيئية‪:‬‬
‫يرك‪$$ $‬ز أصحاب ه‪$$ $‬ذا االتج‪$$ $‬اه على تفاع‪$$ $‬ل الق‪$$ $‬وى الداخلي‪$$ $‬ة والخارجي‪$$ $‬ة ه‪$$ $‬و األس‪$$ $‬اس في ح‪$$ $‬دوث‬
‫الس ‪$$‬لوك‪ ،‬فاالض ‪$$‬طراب الس ‪$$‬لوكي ينظ ‪$$‬ر إلي ‪$$‬ه علم ‪$$‬اء النفس البيئيون على أن ‪$$‬ه س ‪$$‬لوك غ ‪$$‬ير مناس ‪$$‬ب وال‬
‫يتوافق مع ظروف املوقف‪.‬‬
‫وينظر أصحاب االتجاه البيئي إلى السلوك اإلنساني على أنه نتاج التفاعل بين القوى الداخلية التي‬
‫ت ‪$$‬دفع الف ‪$$‬رد وبين الظ ‪$$‬روف في املوق ‪$$‬ف‪ ،‬أن تفس ‪$$‬ير الق ‪$$‬وى الداخلي ‪$$‬ة وتفاعله ‪$$‬ا م ‪$$‬ع الق ‪$$‬وى الخارجي ‪$$‬ة‬
‫ًال‬
‫يختل ‪$$‬ف بن ‪$$‬اء على اختالف تخصص ‪$$‬ات أو مي ‪$$‬ادين علم ‪$$‬اء البيئ ‪$$‬ة‪،‬فمث يرك ‪$$‬ز علم ‪$$‬اء االجتم ‪$$‬اع على ت ‪$$‬أثير‬
‫املجموع‪$$‬ات االجتماعي‪$$‬ة واملؤسس‪$$‬ات على س‪$$‬لوك لف‪$$‬رد‪،‬بينم‪$$‬ا يرك‪$$‬ز علم‪$$‬اء البيئ‪$$‬ة األطب‪$$‬اء إلى العوام‪$$‬ل‬
‫الجيني ‪$$‬ة ال ‪$$‬تي تق ‪$$‬رر الخص ‪$$‬ائص واملزاج لف ‪$$‬رد معين ويحلل ‪$$‬ون التفاع ‪$$‬ل بين ه ‪$$‬ذا الف ‪$$‬رد وبين بيئت ‪$$‬ه‪ ،‬وفي‬
‫حين يرك‪$$‬ز علم‪$$‬اء البيئ‪$$‬ة التحليلي‪$$‬ون على التفاع‪$$‬ل األس‪$$‬ري وت‪$$‬أثير ذل‪$$‬ك على شخص‪$$‬ية الف‪$$‬رد ويدرس‪$$‬ون‬
‫نمط التفاعل الذي يحدث بين أفراد األس‪$‬رة‪ ،‬إن الترك‪$‬يز في جمي‪$‬ع وجه‪$‬ات النظ‪$‬ر ض‪$‬من االتج‪$‬اه البي‪$‬ئي‬
‫هو التفاعل بين الفرد والبيئة التي يعيش فيها بدون االهتمام بتفس‪$‬ير ملاذا يس‪$‬لم الن‪$‬اس بالطريق‪$‬ة ال‪$‬تي‬
‫يسلكونها‪.‬‬
‫لذلك على من يقوم بعملية تشخيص السلوك املضطرب في االتجاه البيئي أن يهتم بجمع معلومات‬
‫كث‪$$ $‬يرة عن الف‪$$ $‬رد وعن البيئ‪$$ $‬ة ال‪$$ $‬تي يتفاع‪$$ $‬ل فيه‪$$ $‬ا ومعلوم‪$$ $‬ات تتعل‪$$ $‬ق بنم‪$$ $‬ط س‪$$ $‬لوك الف‪$$ $‬رد في مواق‪$$ $‬ف‬

‫‪15‬‬
‫مختلف ‪$$ $‬ة يتم جمعه ‪$$ $‬ا وك ‪$$ $‬ذلك تالح ‪$$ $‬ظ االختالف ‪$$ $‬ات بين س ‪$$ $‬لوك الف ‪$$ $‬رد في ال ‪$$ $‬بيت والج ‪$$ $‬يرة واملدرس ‪$$ $‬ة‬
‫(القمش‪،‬واملعايطة‪ ،2007،‬ص ص‪.)47-46.‬‬
‫* التعقيب عام على النظريات املفسرة لالضطرابات السلوكية‪:‬‬
‫ًا‬
‫نس ‪$$ $‬تخلص من الع ‪$$ $‬رض الس ‪$$ $‬ابق ألب ‪$$ $‬رز النظري ‪$$ $‬ات ال ‪$$ $‬تي ح ‪$$ $‬اولت أن تق ‪$$ $‬دم تفس ‪$$ $‬ير لالض ‪$$ $‬طرابات‬
‫الس ‪$$‬لوكية أن وجه ‪$$‬ات نظره‪$$ $‬ا متع ‪$$‬ددة‪ ،‬فأصحاب النظري ‪$$‬ة البيولوجي ‪$$‬ة يرك ‪$$‬زون في تفس ‪$$‬ير الس ‪$$‬لوك‬
‫املض‪$$‬طرب عن البحث عن العوام‪$$‬ل املوج‪$$‬ودة داخ‪$$‬ل الشخص‪ ،‬وب‪$$‬الرغم من أن أصحاب ه‪$$‬ذه النظري‪$$‬ة‬
‫يستندون إلى أس علمي ‪$$ $‬ة وموض ‪$$ $‬وعية للوق ‪$$ $‬وف على أس ‪$$ $‬باب االض ‪$$ $‬طرابات الس ‪$$ $‬لوكية إلى أنهم تؤخ ‪$$ $‬ذ‬
‫عليهم ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬يتص ‪$$ $ $‬ور أصحاب البيولوجي ‪$$ $ $‬ة أن االض ‪$$ $ $‬طرابات الس ‪$$ $ $‬لوكية تع ‪$$ $ $‬ود إلى سبب معين ه‪$$ $ $ $‬و االختالالت‬
‫الكيمائية أو توقف في نمو الخاليا أو خلل على مستوى إف‪$‬راز الهرمون‪$‬ات‪ ،‬أو في عم‪$‬ل املورث‪$‬ات‪ ،‬وذل‪$‬ك‬
‫قياس‪$‬ا على األم‪$‬راض الجس‪$‬مية‪،‬ولكن من الص‪$$‬عب اإلس‪$‬قاط واملس‪$‬اواة بين أس‪$‬باب األم‪$‬راض الجس‪$‬مية‬
‫وأسباب االضطرابات السلوكية‪.‬‬
‫‪ -‬يتجاهل أصحاب هذه النظرية األسباب البيئية واالجتماعية رغم نتائج الدراسات التي أك‪$$‬دت وج‪$$‬ود‬
‫أسباب بيئية متعددة تكمن وراء االضطرابات السلوكية‪.‬‬
‫ًا‬
‫‪ -‬إهمال الجانب النفسي تمام والتركيز على أعضاء الجسم كمسبب رئيسي الضطراب السلوك‪.‬‬
‫في حين ي‪$‬رأى أصحاب النظري‪$‬ة الس‪$‬يكودينامية أن اض‪$‬طراب الس‪$‬لوك ه‪$‬و نت‪$‬اج الص‪$‬راع الق‪$‬ائم بين‬
‫اله‪$$‬و واألن‪$$‬ا األعلى وعج‪$$‬ز األن‪$$‬ا على إيج‪$$‬اد ح‪$$‬ل مناس‪$$‬ب له‪$$‬ذا الص‪$$‬راع‪،‬أيض‪$$‬ا إلى الص‪$$‬دمات النفس‪$$‬ية ال‪$$‬تي‬
‫يتع‪$$‬رض له‪$$‬ا الف‪$$‬رد خاص‪$$‬ة في الس‪$$‬نوات الخمس األولى من طفولت‪$$‬ه‪،‬ه‪$$‬ذه األخ‪$$‬يرة ال‪$$‬تي ت‪$$‬ؤدي إلى عرقل‪$$‬ة‬
‫مراح ‪$$ $‬ل النم ‪$$ $‬و النفس ‪$$ $‬و جنسي وال ‪$$ $‬تي ح ‪$$ $‬ددها رائ ‪$$ $‬د التحلي ‪$$ $‬ل النفسي" فروي ‪$$ $‬د ‪ "Freud‬وال ‪$$ $‬تي تع ‪$$ $‬رف‬
‫ب ‪$$‬التثبيت وخاص ‪$$‬ة في املرحل ‪$$‬ة الش ‪$$‬رجية‪،‬كم ‪$$‬ا يرج ‪$$‬ع أنص ‪$$‬ار ه ‪$$‬ذه النظري ‪$$‬ة االض ‪$$‬طرابات الس ‪$$‬لوكية إلى‬
‫عج‪$$‬ز الف‪$$‬رد على إقام‪$$‬ة عالق‪$$‬ات ناجح‪$$‬ة م‪$$‬ع اآلخ‪$$‬رين‪،‬لكن م‪$$‬ا يؤخ‪$$‬ذ على ه‪$$‬ذه النظري‪$$‬ة أنه‪$$‬ا جعلت من‬
‫اإلنسان محكوم بغرائزه ودوافعه لدرجة ألغيت فيها العقل‪.‬‬
‫بينم‪$$‬ا يستند أصحاب النظري‪$$‬ة الس‪$$‬لوكية ال‪$$‬تي تفس‪$$‬ر اض‪$$‬طرابات الس‪$$‬لوك على أن الس‪$$‬لوك متعلم‬
‫يتعلم‪$$‬ه الف‪$$‬رد من البيئ‪$$‬ة ال‪$$‬تي يعيش فيه‪$$‬ا‪،‬حيث تعت‪$$‬بر ه‪$$‬ذه النظري‪$$‬ة أن اإلنس‪$$‬ان ابن بيئت‪$$‬ه بم‪$$‬ا تحتوي‪$$‬ه‬
‫من مث ‪$$ $ $‬يرات متع ‪$$ $ $‬ددة‪ ،‬ولكن م ‪$$ $ $‬ا يؤخ ‪$$ $ $‬ذ على أصحاب ه ‪$$ $ $‬ذه النظري ‪$$ $ $‬ة أنهم يرك ‪$$ $ $‬زون على األع ‪$$ $ $‬راض‬
‫فق‪$$‬ط ‪،‬يرفض‪$$‬ون العملي‪$$‬ات الداخلي‪$$‬ة املحرك‪$$‬ة للس‪$$‬لوك املض‪$$‬طرب ‪،‬كم‪$$‬ا أن ه‪$$‬ذه النظري‪$$‬ة نب‪$$‬الغ في دور‬

‫‪16‬‬
‫البيئ ‪$$ $‬ة في إكس ‪$$ $‬اب الس ‪$$ $‬لوك املض ‪$$ $‬طرب وتقل ‪$$ $‬ل من األس ‪$$ $‬باب األخ ‪$$ $‬رى كاألس ‪$$ $‬باب النفس ‪$$ $‬ية والوراثي ‪$$ $‬ة‬
‫والفزيولوجية ‪.‬‬
‫وكم ‪$$‬ا يب ‪$$‬دو من الع ‪$$‬رض الس ‪$$‬ابق أن النظري ‪$$‬ة املعرفي ‪$$‬ة ق ‪$$‬دمت إس ‪$$‬هامات عدي ‪$$‬دة في مج ‪$$‬ال تفس ‪$$‬ير‬
‫االضطرابات السلوكية‪،‬حيث ركز املعرفيون على العمليات العقلية والوظ‪$$‬ائف املعرفي‪$$‬ة‪ ،‬فاألشخاص‬
‫ال ‪$$‬ذين يج ‪$$‬دون ص ‪$$‬عوبة في توظي ‪$$‬ف ه ‪$$‬ذه الق ‪$$‬درات العقلي ‪$$‬ة وفي اس ‪$$‬تغالل الوظ ‪$$‬ائف املعرفي ‪$$‬ة يكون ‪$$‬ون‬
‫معرض ‪$$ $‬ين لإلص ‪$$ $‬ابة باض ‪$$ $‬طراب الس ‪$$ $‬لوك‪،‬كم ‪$$ $‬ا أنه ‪$$ $‬ا ترك ‪$$ $‬ز على األفكار غ ‪$$ $‬ير عقالني ‪$$ $‬ة والغ ‪$$ $‬ير منطقي ‪$$ $‬ة‬
‫واملسئولة على ظهور السلوك املضطرب لدى األفراد‪.‬‬
‫ورغم ه ‪$$‬ذه اإلس ‪$$‬هامات الكب ‪$$‬يرة ال ‪$$‬تي ق ‪$$‬دمتها النظري ‪$$‬ة املعرفي ‪$$‬ة في مج ‪$$‬ال تفس ‪$$‬ير االض ‪$$‬طرابات‬
‫الس ‪$$‬لوكية إال أنه ‪$$‬ا وجهت له ‪$$‬ا ع ‪$$‬دة انتق ‪$$‬ادات أبرزه‪$$ $‬ا أن النظري ‪$$‬ة املعرفي ‪$$‬ة رك ‪$$‬زت على األفكار الغ ‪$$‬ير‬
‫منطقية كسبب في حدوث السلوك املض‪$‬طرب ‪،‬وألغت األس‪$‬باب األخ‪$‬رى وك‪$‬أن األفكار أص‪$‬بحت املح‪$‬ك‬
‫الوحيد الذي يؤدي إلى االضطرابات السلوكية‪.‬‬
‫ًا‬
‫في حين أن النظرية اإلنسانية الوجودية قدمت تفس‪$‬ير لفهم االض‪$‬طرابات الس‪$‬لوكية يختل‪$‬ف عن‬
‫التفس‪$$ $ $‬يرات ال‪$$ $ $‬تي اتبعته‪$$ $ $‬ا النظري‪$$ $ $‬ات الس‪$$ $ $‬ابقة‪ ،‬فالبنس‪$$ $ $‬بة ألصحاب ه‪$$ $ $‬ذه النظري‪$$ $ $‬ة أن االض‪$$ $ $‬طرابات‬
‫الس‪$$ $‬لوكية تنتج عن فش‪$$ $‬ل في النم‪$$ $‬و وتحقي‪$$ $‬ق الوج‪$$ $‬ود وفي إش‪$$ $‬باع الحاج‪$$ $‬ات األساس‪$$ $‬ية ال‪$$ $‬تي ح‪$$ $‬ددها"‬
‫ماس‪$$‬لو ‪ " Maslow‬في الت‪$$‬درج اله‪$$‬رمي للحاج‪$$‬ات األساس‪$$‬ية‪ ،‬وم‪$$‬ع أن ه ‪$$‬ذه النظري‪$$‬ة اختلفت في طريق‪$$‬ة‬
‫طرحه ‪$$‬ا ألس ‪$$‬باب املعان ‪$$‬اة من االض ‪$$‬طرابات الس ‪$$‬لوكية إال أنه ‪$$‬ا لم تس ‪$$‬لم من االنتق ‪$$‬ادات املوجه ‪$$‬ة إليه ‪$$‬ا‬
‫واملتمثلة في أن هناك أفراد تم إشباع حاجاتهم األساسية ولكنهم يعانون من االضطرابات السلوكية‪.‬‬
‫أم ‪$$‬ا أنص ‪$$‬ار النظري ‪$$‬ة الثقافي ‪$$‬ة االجتماعي ‪$$‬ة فهم يعتق ‪$$‬دون ب ‪$$‬أن االض ‪$$‬طرابات الس ‪$$‬لوكية ناتج ‪$$‬ة عن‬
‫العوام‪$$ $‬ل الثقافي‪$$ $‬ة واالجتماعي‪$$ $‬ة ال‪$$ $‬تي تتسبب في ح‪$$ $‬دوثها من جه‪$$ $‬ة وفي الحكم عليه‪$$ $‬ا من جه‪$$ $‬ة أخ‪$$ $‬رى‪،‬‬
‫فالبنسبة إليهم السلوك املضطرب هو السلوك الذي خالف توقعات املجتم‪$‬ع‪ ،‬إال أن ه‪$‬ذا التفس‪$‬ير ق‪$‬د‬
‫أهمل حقيقة أن العوامل الثقافية واالجتماعية قد تتغ‪$‬ير داخ‪$‬ل املجتم‪$‬ع الواح‪$‬د من مرحل‪$‬ة زمني‪$‬ة إلى‬
‫أخرى‪ ،‬ومن مكان محدد داخل الثقافة إلى مكان آخر في الثقافة نفسها‪.‬‬
‫بينم‪$‬ا يرك‪$‬ز أصحاب النظري‪$‬ة البيئي‪$‬ة في تفس‪$‬يرهم لنش‪$‬أة االض‪$‬طرابات الس‪$‬لوكية على تفاع‪$‬ل الق‪$‬وى‬
‫الداخلي‪$$‬ة والخارجي‪$$‬ة‪ ،‬فاالض‪$$‬طراب في الس‪$$‬لوك ه‪$$‬و ن‪$$‬اتج على التفاع‪$$‬ل بين الف‪$$‬رد وبيئت‪$$‬ه‪ ،‬ه‪$$‬ذا التفاع‪$$‬ل‬
‫الذي يتميز بعدم التوافق‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫وفي خت‪$$‬ام ه‪$$‬ذا العنص‪$$‬ر يج‪$$‬در اإلش‪$$‬ارة إلى أن بعض املهتمين باالض‪$$‬طرابات الس‪$$‬لوكية ق‪$$‬د ص‪$$‬نفوا‬
‫أسباب االضطرابات السلوكية‪:‬‬
‫‪ – 1‬األس ? ??باب البيولوجي ? ??ة‪ :‬تعت ‪$$ $‬بر العوام ‪$$ $‬ل البيولوجي ‪$$ $‬ة ‪،‬حس ‪$$ $‬ب ه ‪$$ $‬ذا التصنيف‪ ،‬هي املس ‪$$ $‬ئولة عن‬
‫االض ‪$$‬طرابات الس ‪$$‬لوكية الش ‪$$‬ديدة‪ ،‬وتتمث ‪$$‬ل ه ‪$$‬ذه العوام ‪$$‬ل في العوام ‪$$‬ل الجيني ‪$$‬ة‪ ،‬والعوام ‪$$‬ل املرتبط ‪$$‬ة‬
‫بمرحل‪$$‬ة م‪$$‬ا قب‪$$‬ل ال‪$$‬والدة مث‪$$‬ل عوام‪$$‬ل س‪$$‬وء التغذي‪$$‬ة‪ ،‬وتن‪$$‬اول العق‪$$‬اقير واألدوي‪$$‬ة واألم‪$$‬راض ال‪$$‬تي تص‪$$‬اب‬
‫بها األم الحامل ثم العوامل املرتبطة بمرحلة ما بعد الوالدة وخاصة إصابات الدماغ‪.‬‬
‫‪ – 2‬األس ??باب البيئي ??ة‪ :‬وتعت‪$$ $‬بر العوام‪$$ $‬ل البيئي‪$$ $‬ة من األس‪$$ $‬باب الواضحة في االض‪$$ $‬طرابات الس‪$$ $‬لوكية‪،‬‬
‫ويقصد باألسباب البيئية تلك األسباب املرتبطة بالعوامل األسرية أو املدرسية‪.‬‬
‫أ‪ -‬األسباب األسرية‪:‬‬
‫‪ -‬نمط العالقة بين الطفل وأبويه‪.‬‬
‫‪ -‬نمط التربية األسرية وخاصة التربية املتشددة أو الفوضوية‪.‬‬
‫‪ -‬اإلهمال الزائد‪ ،‬التدليل الزائد‪ ،‬الحماية الزائدة‪.‬‬
‫ب – األسباب املدرسية‪:‬‬
‫‪ -‬نمط املعاملة املتشددة‪.‬‬
‫‪ -‬أشكال العقاب التي تمارسها اإلدارة املدرسية (العقاب غير املدروس‪ ،‬وغير املبرر)‪.‬‬
‫‪ -‬طرائق التدريس غير املناسبة‪.‬‬
‫‪ -‬مقارنة الطفل بأقرانه باستمرار (سالم‪،1994،‬ص ص‪.)389-388.‬‬

‫‪18‬‬
‫خالصة‬
‫نس ‪$$ $‬تخلص من الع ‪$$ $‬رض الس ‪$$ $‬ابق للنظري ‪$$ $‬ات املفس ‪$$ $‬رة االض ‪$$ $‬طرابات النفس ‪$$ $‬ية‪ ،‬والعقلي ‪$$ $‬ة‪،‬‬
‫واالنحراف‪$$‬ات الس‪$$‬لوكية‪،‬أن‪$$‬ه ال يجب التح‪$$‬يز لنظري‪$$‬ة معين‪$$‬ة‪ ،‬ب‪$$‬ل ينبغي أن توج‪$$‬د نظ‪$$‬رة تكاملي‪$$‬ة لتحدي‪$$‬د‬
‫األسباب الكامنة وراء حدوث املرض النفسي والعقلي والسلوك املضطرب‪،‬حيث أن كل نظرية قدمت‬
‫اجتهادات أصيلة في مجال تقديم تفسيراتها ألسباب لهذه األخيرة ‪،‬إال أن‪$‬ه ال توج‪$‬د نظري‪$‬ة تع‪$‬د نموذج‪$‬ا‬
‫ًال‬ ‫ًال‬
‫مفض أو ش‪$‬ام في التفس‪$‬ير‪ ،‬ول‪$‬ذلك يجب االعتم‪$‬اد على كل وجه‪$‬ة من وجه‪$‬ات نظ‪$‬ر كل نظري‪$‬ة‪ ،‬وه‪$$‬ذا‬
‫من أج‪$$‬ل الوص‪$$‬ول إلى تحدي‪$$‬د األس‪$$‬باب املفس‪$$‬رة‪ ،‬لكي نص‪$$‬ل إلى تحدي‪$$‬د األس‪$$‬باب بش‪$$‬كل دقي‪$$‬ق‪ ،‬ألن كل‬
‫ًا‬
‫نظري ‪$$‬ة ال نس ‪$$‬تطيع االعتم ‪$$‬اد عليه ‪$$‬ا اعتم ‪$$‬اد كامال‪ ،‬حيث كل واح ‪$$‬دة تنظ ‪$$‬ر إلى ج ‪$$‬وانب وتهم ‪$$‬ل ج ‪$$‬وانب‬
‫أخ‪$$ $ $ $‬رى وتبقى ه‪$$ $ $ $‬ذه النظري‪$$ $ $ $‬ات في تخص‪$$ $ $ $‬ص علم النفس املرضي م‪$$ $ $ $‬ا هي إال محاول‪$$ $ $ $‬ة لس‪$$ $ $ $‬بر أغ‪$$ $ $ $‬وار‬
‫االضطرابات النفسية‪ ،‬والعقلية‪ ،‬واالنحرافات السلوكية ومحاولة تلمس األسباب الحقيقية‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫الريماوي‪،‬محمد‪ ،‬وآخرون‪.)2004(.‬علم النفس العام‪ .‬عمان‪ :‬دار املسيرة للنشر والطباعة‪.‬‬

‫الع ‪$$ $ $‬زة‪،‬س ‪$$ $ $‬عيد حس ‪$$ $ $‬ني‪.)2002(.‬التربي ‪$$ $‬ة الخاص ‪$$ $‬ة لألطف ‪$$ $‬ال ذوي االض ‪$$ $‬طرابات الس ‪$$ $‬لوكية (ط‪.‬‬
‫‪.)1‬عمان‪:‬الدار العلمية الدولية للنشر والتوزيع ودار الثقافة للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫النظري ‪$$ $‬ة االنس ‪$$ $‬انية في العالج النفسي‪،‬د‪.‬ت‪ ،‬تم اس ‪$$ $‬ترجاعها في بت ‪$$ $‬اريخ‪/10 :‬جويلي ‪$$ $‬ة‪ ،2018/‬من‬
‫‪https://www.acofps.com/vb/showthread.php?t=16726‬‬

‫زروالي‪ ،‬لطيفة‪.)2016(.‬علم النفس املرضي للراشد‪ .‬وهران‪ :‬منشورات دار األديب‪.‬‬

‫غانم‪ ،‬محمد حس‪$‬ن‪ .)2006(.‬االض‪$‬طرابات النفس‪$‬ية والعقلي‪$‬ة والس‪$‬لوكية (ط‪.)1.‬الق‪$‬اهرة‪ :‬مكتب‪$‬ة‬


‫األنجلو املصرية‬

‫فاي ‪$$ $‬د‪،‬حس ‪$$ $‬ين‪.)2004(.‬علم النفس املرضي (الس ‪$$ $‬يكوباتولوجي)(ط‪.)1.‬الق ‪$$ $‬اهرة‪:‬مؤسس ‪$$ $‬ة ح ‪$$ $‬ورس‬
‫الدولية‪ ،‬ومؤسسة طيبة للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫ملحم‪،‬سامي‪.)2001(.‬سيكولوجية التعلم والتعليم‪.‬عمان‪ :‬دار املسيرة للنشر والطباعة‪.‬‬

‫عبد القوي‪،‬سامي‪.)1995(.‬علم النفس الفزيولوجي(ط‪.)2.‬القاهرة‪:‬مكتبة النهضة املصرية‪.‬‬

‫فاي‪$$‬د‪،‬حس‪$$‬ين‪.)2005(.‬العالج النفسي‪،‬أص‪$$‬وله‪ ،‬تطبيقات‪$$‬ه‪ ،‬أخالقيات‪$$‬ه(ط‪.)1.‬مص‪$$‬ر‪ :‬ومؤسس‪$$‬ة طيب‪$$‬ة‬


‫للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫فايد‪،‬حسين‪.)2005(.‬املشكالت النفسية االجتماعية(ط‪.)1.‬مصر‪ :‬جامعة حلوان‪.‬‬

‫القمش‪،‬مص‪$‬طفى‪،‬واملعايط‪$‬ة‪،‬خلي‪$‬ل‪.)2006(.‬االض‪$‬طرابات الس‪$‬لوكية واالنفعالي‪$‬ة (ط‪.)1.‬عم‪$‬ان‪:‬دار‬


‫املسيرة للنشر والطباعة‪.‬‬

‫‪Bootzin,R,Joon,R.(1996).Abnormal psychology current perspectives (6nd ed). New‬‬


‫‪York :Mcgraw-hill.‬‬

‫‪Hallahan ,D Kauffman,J. (1991). Exceptional children; Introduction to special education‬‬


‫‪(5nd ed). New Jersey :Englewood cliffs, N, J, Prince Hall.‬‬

‫‪20‬‬

You might also like