Professional Documents
Culture Documents
خاتمة
قائمة المصادر و المراجع
مقدمة :
يعتبر العنصر البشري من أهم الركائز األساسية ،التي تعتمد علی أي مؤسسة قائمة بحد
ذات ،و التي تمكنمن تحقيق األهداف ،التي أنشئت من أجلها ،وھو بمثابة رأس المال ،و
القوة المحركة للعملية اإلنتاجية بشتى أنواع ،و المصدر الحقيقي النجاز أي تطور في مجال
الوظيفة ،نجد أن االھتمام بالعنصر البشري ،مر بعدة مراحل باإلنتقال من إدارة
المستخدمين ،إلى غاية تسيير الموارد البشریة ،أين أصبح اإلھتمام بالسبل ،التي تؤدي إلى
من المفاهيم الحديثة في الموارد البشرية مفهوم " المسار المهني " ومفهوم " المسار
الوظيفي " التي برزت في الفكر اإلداري الحديث ضمن اإلتجاهات المعاصرة إلدارة الموارد
ذلك أنه عندما نتحدث عن الحياة المهنية فهذان المصطلحان غالبًا ما يتقاطعان هما المسار
الوظيفي والمسار المهني ،وبالرغم من أن شريحة كبيرة من الناس والسيما الشباب منها
تتعامل مع المصطلحين كونهم مترادفان لمفهوم واحد ،إال أن كال منهم يعكس مجال محدد
مختلف الخصائص والتأثير وكذلك طبيعة التحديات والمستقبل ومن هنا نتسائل :ماهو المسار
هو عبارة عن سلسلة متعاقة من التغيرات الوظيفية التي تحدث في حياة الموظف العملية
سواء كانت هذه التغيرات مرتبطة بالتقدم الوظيفي والنجاح الذي يحرزه في عمله والذي
يرافقة الحصول على اجر اعلى او مكانه وظيفيه افضل وتخمل اعباء ومسئوليات اكبر .
ويعبر عن هذه التغيرات الوظيفية بالترقية راجيا الي وظيفة اعلى ضمن الهيكل التنظيمي
المعتمد .
وقد تكون هذه التغيرات عبارة عن تعاقب في الوظائف التي يشغلها الموظف او الفرد خالل
تاره الوظيفي بصرف النظر عن مكانته الوظيفية التي يشعلها او مستواها في الهيكل التنظيمي
والتي تحدث عادة على مستوى افقي او دون ارتباطها بمراكز اشرافية اعلى لذلك تجد ان
االول :وتمثل في تدرج الموظف او الفرد من وظيفة الخرى ذات مستويات ومسئوليات
الثاني :يتمثل في تدرج الموظف او الفرد من السلم الفني والتخصصي دون ان يرافق ذلك
وينطبق هذا التعريف على العامل المبتدئ ،كما ينطبق على الطبيب أو المحاسب كذلك وعلى
أي نوع من العمل سواء أكان مدفوع األجر أم غير مدفوع األجر ،إضافة إلى هذا فإن تعريف
المسار الوظيفي يمكن أن يشمل العمل التعليمي والمراحل الدراسية وغيرها عالوة على
ذلك فان قياس نجاح المسار الوظيفي ال يستند إلى معايير موضوعية فقط مثل الترقية ،ولكنه
1
يستند كذلك معايير شخصية مثل الرضا
رواية حسن ،مدخل استر اتيجي لتخطيط وتتمية الموارد البشرية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،2002—2001 ،ص .305 1
المطلب الثاني :خصائص المسار الوظيفي :
على الفرد أن يرسم المسار الذي من خالله يرى مستقبله الوظيفي على أن يكون ذلك .1
على الفرد تأهيل نفسه وتحسين القدرات والمهارات والصفات التي تؤهله لشغل الوظيفة .2
لوضع المسار الوظيفي يستلزم أن تمارس المنظمة من الممارسات التنظيمية واإلدارية في .3
مجاالت االختيار والتعيين والتأهيل واإلدخال إلى العمل والتدريب والترقية والنقل وإنهاء
الخدمة وكذلك قرارات اإلشراف واالنتداب وغيرها من مجاالت حركة التوظيف بما يتفق
العمل من خالل النظم ،وتكامل جهود كل من الفرد والمؤسسة لتحقيق التوافق بين .4
تساهم المسارات الوظيفية في تقليل احتماالت الصراع أو النزاع في العمل وما يترتب .5
2
عليه من حاالت التوتر أو ضغوط الوظيفة بين الفرد والمؤسسة
عمر وصفي عقيلي ،إدارة الموارد البشرية ،دار النشر و التوزيع ااألردن 2005،ص 245 2
المطلب الثالث :مراحل المسار الوظيفي :
من الوسائل التي يمكن استخدامها لتحليل ومناقشة المسارات الوظيفية ه و النظر إليها
باعتبارها عملية متعددة المراحل ،وبالتالي فان التقدم من نقطة االستكشاف ثم البحث
الوظيفي ،ثم االستقرار الوظيفي ،وأخيرا ترك الوظيفة ،تمثل مراحل طبيعية في حياة كل منا،
ويتفق الباحثون على وجود أربع مراحل متميزة التي يمر الفرد في حياته الوظيفية هي :
االستكشاف ،التأسيس ،الحفاظ أو الصيانة ،وأخيرا ترك الوظيفة وفيما يلي شرحا لمراحل
المسار الوظيفي
مرحلة االستكشاف :تبدأ هذه المرحلة بعد تعيين الموظف في المؤسسة مباشرة ،حيث يخضع
خاللها إلى فترة تجربة وتأهيل ،وهو هنا يتأثر باستكشافه لذاته من حيث ميوله وقدراته وبما
يقوله أو يشير به أقاربه وأصدقاءه وأساتذته ،وما في يراه األفالم السينمائية والمسلسالت
التلفزيونية ،األمر الذي يؤدي لتضيف اختياراته أو جعلها أكثر تحديدا ،ويضعها في اتجاه
واحد.
مرحلة التأسيس :بانتهاء المرحلة التحضيرية السابقة ،يكون الموظف قد اكتسب خاللها
مهارات ومعارف متنوعة ،ورسم مسار مستقبله الوظيفي في ضوء تقييم إمكانياته التي
حددت في مرحلة االستكشاف في مرحلة التأسيس هذه يوضع الفرد على بداية الطريق أي
بداية مساره الذي سيكمل خالله مشوار حياته الوظيفية المستقبلية في المؤسسة.
مرحلة الحفاظ الوظيفي في :هذه المرحلة يفترض أن يكون الموظف قد وصل إلى مرحلة
النضوج حيث نتيجة ممارسة لعدة وظائف ،وحضوره لبرامج تدريب وتنمية متنوعة ولفترة
طويلة من الزمن ،يكون قد وصل إلى حصيلة تراكمية من المهارات والخبرات والمعارف
تؤهله ألن يكون :مدربا ،ومطورا ،موجها ،يسهم في تشكيل ورسم سياسة المؤسسة ،قادر
على ،وبالرغم من ذلك نجد الفرد في هذه المرحلة أمام ثالث مسارات تفويض السلطة
-االستمرار في المسار الوظيفي بنفس المستوى الذي أدى به مرحلة التأسيس ،وال يعتبر ذلك
سهال حيث يحتاج إلى مزيد من جهد الفرد أوال ومن المؤسسة التي يعمل ثانيا.
-الركود وفي هذه المرحلة يبدأ الفرد انية مساره الوظيفي مبكرا ،وربما أدى ذلك إلى فقده
وظيفته .
-التقدم في المسار الوظيفي إلى أعلى عن طريق الترقية وقد يستلزم ذلك البحث عن وظيفة
مرحلة االنفصال الوظيفي :هذه هي المرحلة األخيرة في المسار الوظيفي ،وهي مرحلة
االستعداد للتقاعد ،وتكون صعبة على كل فرد ،وقد تكون أصعب على هؤالء الذين حققوا
نجاحا مستمرا في المراحل السابقة ،إذ حان وقت التقاعد بعد عقود من األداء الناجح واالنجاز
أما بالنسبة لمن كان أداؤهم فقيرا أو متواضعا متناقصا عبر سنوات الحياة العملية ،فقد
3
يسعدون بنهاية المسار
تنظيم ؛ ، 2014-2013ب ص
أل
المطلب ا ول :مفهوم المسار المهني :
يقصد بالمسار المهني المسار الذي أتخذه الفرد طواعية من أجل الوصول إلى هدف أو
مرتبة وظيفية معينة يطمح فيها ويسعى إليها بكل ما لديه من خبرة ومهارات ،وهو محصلة
نهائية لما يبذله الفرد من مجهود سواء من خالل الكورسات التعليمية أو حضور الورش
التدريبية أو التخصص الوظيفي الممتد لفترة طويلة؛ فالمسار المهني هنا ما هو إال محصلة
وتتويج لمساعي الشخص نحو تحقيق هدفه الوظيفي وما اشتملت عليه هذه المساعي من بذل
ومجهود .
عندما يتعلق األمر بالمسار المهني فأول ما قد يخطر على بال المرء هو الشغف والحب نحو
ما يقوم به؛ فالمسار المهني هنا هو رغبة اتخذها الفرد بملء إرادته ال دفعته الظروف وال
نوع دراسته وال حتى ظروفه المجتمعية نحوها ،بل هو يرغب في سلك هذا الدرب من أجل
أهداف شخصية يراها مناسبة لطموحاته ويرى أن هذا الدرب سيساعده في تحقيق هذا .
على عكس المسار الوظيفي ،فالمسار المهني هو مسار طويل األجل وثابت ،حيث يقرر
الشخص أن يتخصص في هذا المجال أو هذا النوع من التخصص المهني ،وفي سبيل ذلك
يقوم بشحذ مهاراته وخبراته المهنية والعلمية في سبيل الترقي الوظيفي والوصول إلى مراتب
أعلى فيها .
المسار المهني هو مسار احترافي ال يتم دخوله بناء على الصدفة أو بحد أدنى من الخبرة ،بل
يتم االنضمام إليه بناء على مستوى خبرة يسمح بذلك ،وهو في ذلك يمنح سالكه مردود مادي
قوم المسار المهني على االنتقال الهرمي التصاعدي ،حيث يبدأ فيه المرء من نقطة مناسبة
من الخبرة المتوسطة ،ثم يقوم بتطويرها بالتدريبات العملية وكذلك التغذية العلمية والمهنية،
وعلى أساس التعلم من تجارب السابقين وتجنب أخطاء الماضي ،يتمكن المهني أو الموظف
عندما نتحدث عن المسار المهني فالمقصود هنا هو اختيار تخصص ما أو هدف والعمل على
الوصول إليه من خالل الوظيفة التي يتقلدها صاحبها ،كأن يطمح الفرد في الحصول على لقب
وظيفي أعلى في مجال مهتم به ،وهذا اللقب يتعلق به بعض االمتيازات المالية واالجتماعية
والتي تشبع احتياجاته النفسية ،وفي سبيل ذلك ،ال يمانع المرء أن يبذل مزيد من الجهد
أحيانا ما ال تتعلق بدايات المسار المهني بالعائد المادي ،بل قد يوافق أحدهم على العمل تطوعًا
في إحدى الشركات أو العمل مقابل أجر زهيد لفترة تدريبية أو الحضور لساعات متأخرة في
العمل في سبيل تعلم مهارة جديدة ،وهو في كل ذلك مدفوعًا برغبة في إثبات الذات وحب هذا
المجال ،وفي مقابل ذلك هو جاهز على أخذ مسارات استثنائية بعيدة عن روتين حياته
4
اليومية ،بحيث يستغل كل اإلمكانيات الممكنة في تطوير وتنمية ذاته في هذا المجال .
احمد سيد مصطفى إدارة الموارد البشرية ،القاهرة ، 2014ص 289 - 288 4
تقوم عملية المسار المهني بوضع الخطط المهنية األساسية والخطط البديلة عند حدوث .1
تنظيم الوقت والعمل المهني بشكل يالم تحقيق األهداف ،بحيث تساعد عملية تطوير .2
المسار المهني اإلدارة على وضع األساسيات ،وتساعد عملية المسار المهني في التخلص
القيام بتشجيع العمل المهني الجماعي التعاوني ،بحيث يهدف العمل المهني الجماعي إلى .3
تقليل الجهد والوقت في إنجاز األعمال المهنية المختلفة عند تقسيمها على الجميع.
يقوم المسار المهني بوضع برنامج حدد مهام وإنجازات كل عامل في المؤسسة المهنية، .4
إن المسار المهني يقوم على أساس مسؤو لية المؤسسة اليجاد الوظيفة المناسبة للفرد .5
5
وفق قدراته ومهاراته وصفاته ،وتهيئة مناخ العمل الستثمار ما لدى الفرد من مهارات.
جمال الدين محمد المرسي ،اإلدارة االستراتيجية للموارد البشرية .المدخل لتحقيق ميزة تنافسية لمنظمة القرن الواحد والعشرون، 5
المهنية يحقق للفرد و المنظمة أهمية بالغة يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
• محاولة ضمان االتساق والتوافق بين التوقعات والخبرات :فبزيادة رغباته واهتماماته يميل
الفرد إلى وضع أهداف غير واقعية عن العمل ،والتوقعات المبالغ فيها يمكن أن ينتج عنها
اإلحباط والغضب وعدم الرضا ،إذا ما اختلفت خبرات العمل مع القيم واألهداف.
• إشباع القيم المهنية المميزة لكل فرد حيث يختلف األفراد فيما يؤمنون به من قيم وما
يؤدونه من أنواع المهن وفي توجهاتهم الوظيفية ،فبينما يعطي بعض األفراد قيمة أكبر
للترقي أو الحرية ،فان أخرين يعطون قيمة أكبر للمتعة الداخلية المتحققة من العمل ،وآخرين
• اختيار الموارد البشرية :تبدأ إدارة الموارد البشرية باالستقطاب واالختيار والتكيف
االجتماعي الفعال للفرد الجديد وتحتاج المؤسسة إلى االهتمام بتحديد وعاء من األفراد
المؤهلين الموهوبين
واختيار وتعيين أفضل فرد في العمل ،والذي يكون هناك احتماالت أكبر إلسهامه في التنمية،
ولكي تحقق المؤسسة هذه المهام البد وأن تتفهم المسارات الوظيفية التي تقدمها والتي
تتوافق مع أهدافها وتوقعاتها ،عالوة على ذلك عليها أن تساعد األفراد على فهم وظائفهم
يمكن وضع الفرد المناسب في مكانه المناسب ،لتحقيق التوافق بين االحتياجات التنظيمية
واإلمكانيات الفردية.
• توضيح األهداف :ويعني العمل على مساعدة المديرين والمشرفين على توضيح األهداف
6
التنظيمية على مستوى الوحدات وكيفية توافقها مع مهام األفراد.
بن عنتر عبد الرحمان ،إدارة الموارد البشریة ،دار البازوري العلمية ،عمان ، 2010 ،ص 219 6
على التجربة واإلرشاد المناسب يصل إلى مستوى مناسب من الخبرة والمهارات يؤهله إلدارة
عمله بكل حرية .
يتشابه المسار الوظيفي والمسار المهني في كون كال منهم يحتوي على تسلسل هرمي
تصاعدي ،حيث يمكن للعامل فيهما أن يتقلد مراتب أعلى في المسمى الوظيفي مع الحصول
على امتيازات ومكاسب مادية واجتماعية مختلفة .
يمكن للمسار الوظيفي والمسار المهني أن يتقاطعا بالصدفة وذلك بناء على اكتشاف الشخص
لشغفه أو هدفه المهني خالل رحلة ترقية الوظيفي المعتاد ،فمثاًل قد يبدأ الشخص في وظيفة
تقليدية ما لمجرد أنه وجدها شاغرة وتتطلب حد أدنى من المهارات ،ثم أثناء رحلته في تعلمها
يجد إنه يحب تخصص ما فيها ويرغب في دراسته بدقة والترقي فيه ،ومن هنا يبدأ التحول
من مجرد الترقي في ساللم الوظيفة التقليدية العادية ،إلى التخصص في مسار مهني والتطور
فيه .
كال من المسار الوظيفي والمسار المهني قائمان على نفس الغرض المادي وهو الحصول على
مكانة اجتماعية أفضل والحصول على راتب مادي مجزي مقابلها .
كال من المسار المهني والوظيفي يمران بمراحل التوظيف نفسها ،بداية من التقدم للمهنة
وإجراء المقابالت الشخصية والتوظيف واكتساب الخبرة ،مرو ًرا لمرحلة التطور والترقية
7
وصواًل إلى مرحلة ترك العمل والخروج على المعاش .
صالح الدين محمود عبد الباقي ،إدارة الموارد البشریة ،مدخل تطبيقي معاصر ،دار جامعة الجديدة ،االسكندریة ، 2009 ،ص 7
334
أ
المطلب الثاني :وجه اإلختالف بين المسار المهني و المسار الوظيفي :
بالرغم من أهمية كال من المسارين ،إال أن يمكن بسهولة توضيح الفرق بين المسار
الوظيفي والمسار المهني بناء على النظرة الشخصية للفرد؛ ففي األولى يكون الشخص
مدفوعًا باحتياجه المادي والمتاح من فرص العمل ،إال أن األخيرة يدفعه فيها حاجته الشخصية
نحو التطور والتميز في مجال أو تخصص ما؛ ففي األولى تختار الوظيفة الشخص ،أما في
الوظيفة ،وهنا هذه النقطة متغيرة طبقًا لنوع المتغير المستخدم في عملية المقارنة ،فإذا كنت
تتحدث عن الثبات في المسمى الوظيفي نفسه ،ففي المسار الوظيفي يمكن للشخص أن يتقلد
نفس المسمى لفترة طويلة دون الحاجة للتطور أو النمو ،أما يتعلق بالمسار المهني فالثبات
هنا ليس خيا ًرا لصاحبه ،بل عليه أن يطور من مهاراته دائ ًما ويسعى إلى ترقي المناصب
العالية فيه .أما إذا كان المتغير المستخدم في عملية المقارنة في الفرق بين المسار الوظيفي
والمسار المهني هو الثبات الوظيفي نفسه في المجال ،فالكفة هنا سترجح للمسار المهني،
فعندما يختار الشخص مجال ما بناء على شغف واهتمام خاص بيه ،فغالبًا ما يستمر فيه وال
يفكر في تركه ،أما فيما يتعلق بالمسار الوظيفي فبجانب التغيرات الداخلية التي تقوم بها
الشركات في االنتقال بين األقسام وبعضها البعض ،إال إن نسبة كبيرة من الموظفين عادة ما ال
يستقرون في وظيفة ما بعينها ويرغبون في االنتقال إلى وظيفة إلى أخرى بدافع قتل الروتين
الفرق بين المسار الوظيفي والمسار المهني من حيث المكسب المادي شديد السعة ،والسيما
أن التخصص في مجال ما أو فرع معين من مجاالت التشغيل غالبًا ما يجعل صاحبه يتقاضى
أج ًرا عاليًا ،ومع صقل هذا التخصص بالمهارات والكورسات األكاديمية وكذلك الخبرات
يتميز أصحاب المسار المهني بدرجة أعلى من التعليم والثقافة مقارنة بأصحاب المسار
الوظيفي ،وذلك ألن نوعية الدرب الذي قرروا سلكه يحتاج إلى مجموعة من المهارات
والخبرات التي يجب تعلمها والتي ال يمكن الحصول عليها بسهولة من التعليم التقليدي .
لوظيفة سكرتير مثاًل فأنت هنا ال تحتاج إلى التخرج من كلية ما أو االلتحاق بشهادة معينة ،بل
يكفي أن تمتلك خبرات التنظيم واإلدارة الجيدة وكذلك اللغة وحسن المظهر ،أما إذا رغبت أن
تلتحق بوظيفة في مجال الهندسة أو الرعاية الصحية ،فهنا يجب عليك أن تمتلك المؤهالت
ضا بين المسار الوظيفي والمسار المهني يكمن في مستوى الرضا واإلنجاز؛ فالمسار
الفرق أي ً
الوظيفي قد ال يضمن بالضرورة وجود راحة أو استقرار أو إحساس بالرضا ،بل أن الشعور
الذي يطغى على غالبية العاملين في الوظيفة التقليدية هو أنهم محاصرون فيها إلى األبد مقابل
الحصول على األجر المادي الذي سيكفل لهم مستوى معيشة كريمة ،وهو في ذلك مستعد
لتغاطي عن سخطه الداخلي وكراهية المدير س ًرا وإجراء ما يتم طلبه منه في صمت والعودة
سري ًعا إلى البيت .أما فيما يتعلق بالمسار المهني ،فهنا يشعر العامل بنوع من التحدي الذي
يواجه يوميًا وعليه فكل هدف يتمكن من تحقيقه وكل إنجاز يتمكن من الوصول إليه هو شيًئا
يستحق السعادة من أجله والشعور بالتميز بسببه ،لذلك يتمتع المسار المهني بنوع من الرضا
المهنية على نقيض األول ،وذلك ألن الرغبة في سلك هذا الدرب تكمن في البداية في حرية
8
اختيار صاحبها لهذا الدرب عكس أصحاب الوظيفة التقليدية .
خاتمة :
و في األخير يعد المسار الوظيفي و المسار المهني من أهم األمور الحديثة إلدارة الموارد
البشرية نظرا لالستثمار الفعال لقدرات وطاقات المورد البشري ،وتوظيفها في مجاالت العمل
األنسب له ،من خالل تحقيق التوافق بين األفراد من جهة وبين المنصب من جهة أخرى،
وبالتالي تحقيق أهداف كل من المنظمة واألفراد معا ،وهذا من خالل تحديد األهداف لألفراد
بناء على قدراتهم وطموحاتهم واستعداداتهم للتطور الوظيفي أين يمكن لمنظمة أن تحقق عن
محمد حافظ حجازي ،إدارة الموارد البشریة ،دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر ،االسكندریة ،ط، 2007، 2ص 174 - 170 8
طريق عمليات النقل والترقية ،مما يعود بالنفع على المنظمة والفرد معا ،ويسمح لهما
وعليه ،فإن الفرق بين المسار الوظيفي والمسار المهني ال يجعل أحدهما أكثر أو أقل أهمية
من اآلخر ،بل كما قلنا سابقًا كالهما لديه من األهمية والتأثير الخاص ،الذي يجعلهم يقدمون
أفضل تأثير إذا تم منحهم لألشخاص المناسبة .ومع ضرورة وجود التعليم كخطوة مستمرة في
اإلسكندرية2002—2001 ،
عمر وصفي عقيلي ،إدارة الموارد البشرية ،دار النشر و التوزيع ااألردن 2005، .2
ربا ب زراردة ،القيم التنظيمية و عالقتها بتخطيط المسارات الوظيفية ؛ مذكرة مكملة لنيل .3
بن عنتر عبد الرحمان ،إدارة الموارد البشریة ،دار البازوري العلمية ،عمان 2010 ، .6
صالح الدين محمود عبد الباقي ،إدارة الموارد البشریة ،مدخل تطبيقي معاصر ،دار .7
محمد حافظ حجازي ،إدارة الموارد البشریة ،دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، .8