Professional Documents
Culture Documents
خاتمة
تعد عملية التطوير والتغيير التنظيمي أحد أهم مجاالت اهتمامات الممارسين المختصين في
المنظمات ،وكذلك الخبراء المتخصصين /في التنظيم واإلدارة على ح ٍد سواء ،لما لهذا المجال
من تأثير واضح على فعالية المنظمات بصفة عامة وفي اآلونة األخيرة بصفة خاصة ،ولما
تشتمل عليه من تغيرات بيئية مستمرة وسريعة وسواء كانت هذه التغيرات داخلية أو خارجية
فإنها تتشكل من أنظمة اقتصادية ،وسياسية ،وقانونية ،وتكنولوجية ،واجتماعية ،وثقافية،
وحضارية معقدة ومتشابكة
وقد فرضت هذه التغيرات الكثيرة والمتداخلة على القادة والمديرين والعاملين على ح ٍد سواء
في كافة مستوياتهم التنظيمية العمل على البحث؛ ليس فقط عن أساليب البقاء لمنظماتهم ،بل
واللجوء إلى إستراتيجيات التطوير والتغيير ؛ لجعل األهداف ،والبناء التنظيمي ،واألساليب
التشغيلية ،والقوى البشرية العاملة في حالة انسجام واستجابة لعوامل التغيير
و لعل أحد أهم االستراتيجيات التي تعتمدها ادارة التغيير هي التحفيز ذلك أن نجاح عملية
التغيير متوقف على سياسة المنظمة في مواجهة مقاومته من خالل األخذ بعين االعتبار
نظرة العاملين بها لألمور ،قيمهم ،اتجاهاتهم ،ودوافعهم (وكلها عوامل موجهة لسلوكياتهم)
وال شك أن التحفيز بأنواعه هو القادر على توجيه سلوك العاملين نحو ايجابية التغيير ،هذا
آلنه يتعلق مباشرة بالعوامل السابقة .
وانطالقا من هذا نتساءل :فيما تتمثل العالقة بين التحفيز و ادارة التغيير ؟
المبحث األول :مفهوم التحفيز
لغة :تعود كلمة الحوافز إلى مادة حفز في اللغة ،وهي بمعنى دفعه من خلفه وأسرع
وتهيأ للمضي فيه وإستعد.
إصطالحا :تشير لفظة الحوافز في معناها اإلصطالحي إلى اإلمكانات المتاحة في البيئة
المحيطة بالفرد،والتي تستخدم لتحريك المزيد من دوافعه نحو سلوك معين وأدائه لنشاط
محدد بالشكل واألسلوب الذي يشبع رغباته أو حاجاته أو توقعاته.
وهي العوائد التي يحصل عليها الفرد في المنظمة كنتيجة لتميزه في األداء عن
أقرانه،وينبغي أن نعي أن مصطلح الحوافز على إطالقه يحمل في طياته الحوافز اإليجابية
القائمة على المنح والحوافز السلبية المبنية على المنع.
وقد إعتنى الباحثون وعلماء اإلدارة بمفهوم الحوافز وأنواعها على أنها تعتبر المؤثر
الخارجي الذي يوجه بوصلة العاملين في منظمات األعمال سواء الخاصة أو العامة منها،
وهنا نسترشد ببعض التعاريف والمفاهيم للحوافز على أنها فرص أو وسائل (مكافأة،
عالوة... ،الخ) Eتوفرها إدارة المنظمة أمام األفراد العاملين لتثير رغباتهم وتوجد لديهم
الدافع من أجل السعي للحصول عليها عن طريق الجهد ،العمل المنتج ،والسلوك السليم
وذلك إلشباع حاجاتهم التي يحسون ويشعرون بها والتي تحتاج إلى إشباع
وقد عرفها برسلون وستاير بأنها "شعور داخلي لدى الفرد ،يولد فيه الرغبة إلتخاذ نشاط
أو سلوك معين يهدف منه الوصول إلى تحقيق أهداف محددة
كما يمكن القول أنها "العوامل التي تدفع العاملين في الوحدة اإلنتاجية إلى العمل بكل
1
قواهم لتحقيق األهداف المرسومة"
1د .حمداوي وسيلة ،إدارة الموارد البشرية ،ديوان المطبوعات الجامعية المطبعة الجهوية بقسنطينة ،مديرية النشر بجامعة قالمة ،سنة ،2004
ص 113
المطلب الثاني :نظريات التحفيز :
هي تلك النظريات التي ترتكز أساسا على المناداة من أن الدافع اإلقتصادي هو من أهم دوافع
العمل ،وهي تنكر أن اإلنسان العامل له مشاعره وأفكاره ومعتقداته وحاجات مؤثرة على
عملية اإلنتاج بالمنظمة.
وتعبر النظريات الكالسيكية على غرار نماذج أو نظريات أساسية هي:
-نظرية اإلدارة العلمية.
-نظرية التقسيم اإلداري.
-نظرية البيروقراطية.
-اإلدارة العلمية فريدريك تايلور "):Frederick Taylor" (1911
"فريدريك تايلور" "Frederick Taylor" كان من األوائل الذين بحثوا في موضوع
التحفيز ،إذ ركز عل تلبية حاجة واحدة فقط من مجموع حاجات الفرد والتي استخدمها في
تنشيط الرغبة للعمل ،أال وهي الحاجة لألمور المادية ،اعتمد "تايلور" المنهج العلمي في
العمل اإلداري ،فقد تعامل مع الكم المنتج ودفع األفراد إلى زيادة اإلنتاجية من خالل زيادة
األجر كحالة ترغيبية لبذل المزيد من الجهد قد أطلق على مثل هذا التعامل اإلداري مصطلح
"المبادرة والتحفيز" ،أطلق على دراسة "تايلور" باإلدارة العلمية كما أنه درس أعمال
تحميل الفحم الحجري في عربة النقل وفق أساليب رياضية كمية هندسية ،ومن األمور التي
حازت على اهتمامه في تصميم وتحديد وتقسيم العمل واختيار األفراد المناسبين واحتساب
كمية المنقول من المواد ،كما افترض "تايلور" أن األفراد كسالى ،وال يمكن تحفيزهم إال من
خالل األجور فقط ،وللوصول لنظام عادل لهذه األجور ،اقترح "تايلور" أن تتم تجزئة العمل
إلى أنشطة صغيرة ،ومن ثم دراسة هذه األجزاء إليجاد أفضل طريقة للقيام بها وتنفيذها،
وعرف "تايلور" بنظام األجر التشجيعي وكذا بدراسة الحركة والوقت.
يرى "تايلور" أنه في نظام األجر التشجيعي كل زيادة في األجر ال بد أن تقابلها زيادة في
اإلنتاجية وكل إنتاجية أعلى يقابلها أجر أعلى ،وهكذا ال تمنح المكافآت إال للعامل الذي يحقق
مستويات أعلى من الحجم المعياري المحدد ،وخالصة القول أن نظرية "فريدريك
تايلور" قامت على المبادئ التالية :
-تحليل نوع العمل وتحديد مكوناته الجزئية.
-اإلهتمام بأعمال اختيار وتدريب العاملين على العمل وكيفية تأديته.
-نشر روح التعاون بين العمال لضمان تنفيذ العمل المناط بهم.
-إعتبار حالة العمل مسؤولية مشتركة بين العامل واإلدارة.
غير أن هذه المبادئ تعرضت إلنتقادات نحصرها فيام يلي:
-المساواة بين البشر واألالت.
-افتراض "تايلور" أن العمال ال يمكن تحفيزهم إال بالمال.
-افتراض وجود أفضل طريقة ألداء العمل ،ليس دوما منطقيا.
وخالصة القول أن المكافآت التي تقدمها المنظمة من خالل هذه النظرية تنحصر في
المكافآت المادية ما دام العامل من وجهة نظر "تايلور" مخلوقا اقتصاديا تنحصر حاجاته في
األشياء المادية فقط.
-نظرية التقسيم اإلداري "هنري فايول" ":(HinryFayol" )1918
أول من أشار إلى اإلدارة الوظيفية هو"هنري فايول" حيث اعتبر من أبرز مفكري مدرسة
وظائف اإلدارة إلى جانب"لوثر جوليكولندال أوريك وجيمس موني" وقد دعت هذه النظرية
إلى تطبيق عدد من المبادئ اإلدارية كوسيلة مضمونة لتحقيق أهداف المنظمة وتمثل هذه
المبادئ خالصة تجارب ناجحة للمديرين حيث حصلوا على فوائد كثيرة من تطبيقها ،ومن
أهم المبادئ التي اقترحها "هنري فايول" هي األربعة عشرة مبدأ والتي نذكرها فيما يلي:
-تقسيم العمل ،السلطة والمسؤولية /،االنضباط ،وحدة التوجيه ،وحدة األمر ،خضوع
المصلحة الفردية للمصلحة المشتركة ،تعويض الموظفين ،التدرج في السلطة ،النظام
العدالة ،االستقرار ،المبادرة ،روح الجماعة ،المركزية.
كما ركزت هذه النظرية على المديرين بالذات ووظائفهم التي تكون في أعلى المستويات
اإلدارية عكس "تايلور" الذي ركز في أبحاثه على العمال.
فمن خالل نظرية التقسيم اإلداري يتضح أنه لم يتم إهمال عنصر مكافأة األفراد كما أنها لم
تهمل فكرة روح الجماعة التي ممكن أن تعزز من خالل اتباع نظام مكافآت جماعي ،أضف
إلى ذلك عنصر المساواة واإلنصاف الذي يستدعي أكبر عدالة في تصميم أنظمة المكافآت،
ولكن ما يمكن قوله أن مبادئ نظرية "فايول" تتعارض مع بعضها البعض فيما يتعلق بمبدأ
التوجيه و وحدة األمر كما أن بعض المبادئ لم تثبت فاعليتها في موقع التنفيذ مثل مبدأ روح
التعاون ،ولكن يجب اإلشارة إلى أن كل نظرية تترك بصمتها على األداء التنظيمي مهما
كانت اإلنتقادات الموجهة لها .
-نظرية البروقراطية "ماكس وييبر" ") :Max Weber" (1920
صاحب هذه النظرية هو "ماكس ويبر" ،إن نظرية التنظيم العلمية تعتبر من وجهة نظر
صاحبها أنها "النموذج المثالي للتنظيم".
يتسم هذا النموذج بالوضوح في تحديد المهام وطرق العمل التي يتم تدريب الفرد عليها ،وأن
السلطة تتبع هرما وهي تتوزع إلعطاء األوامر وتنفيذ الواجبات المحددة رسميا ،وفي مقابل
ذلك يحصل الفرد على أجر مع إمكانية الترقية حسب السلم الوظيفي.
وعلى هذا األساس نجد هذه النظرية لم تهتم بالجانب التحفيزي للفرد ال بالشكل المادي وال
المعنوي إذ أن األجور آنذاك كانت ثابتة وبالتالي تصبح من األمور العادية لدى الفرد وال
تترك عليه أثرا محفزا أثناء قيامه بالعمل ،كذلك فرص الترقية كانت غير موضوعية
ومطولة ،مما كان يقلل من الرغبة في العمل وعدم الوالء ،وكذا التعب النفسي أكثر منه
فكري أو عضلي ،وعليه فهذه النظرية لم تعالج قضية الفرد بشكل أكثر مرونة نظرا ألنها
تعتبر المنظمة نظام مغلق ال نظام مفتوح يتأثر بجميع المتغيرات البيئية ،ولم تعي بشكل أن
الفرد هو المنظمة.
تعرف بأنها" :تحرك اإلدارة لمواجهة األوضاع الجديدة وإعادة ترتيب األمور بحيث تستفيد
من عوامل التغيير اإليجابي ،و َت َج ُنب أو تقليل عوامل التغيير السلبي؛ أي أنها تعبر عن
كيفية استخدام أفضل الطرائق اقتصادا وفعالية إلحداث التغيير لخدمة األهداف المنشودة "
فهي" :فلسفة إلدارة المنظمة(المؤسسة) تتضمن التدخل المخطط في أحد أو بعض جوانب
أو أوضاع المنظمة لتغييرها بهدف زيادة فعاليتها وتحقيق التوافق المرغوب مع مبررات
هذا التغيير"
التغيير من أعلى إلى أسفل :هو نموذج عن القيادة اإلستراتيجية التي تهتم بالتغيير .1
اإلستراتيجي والشامل بمبادرة من القيادة العليا ،ويهدف هذا التغيير العلوي إلى إحداث
تأثير كبير على المؤسسة ،ويركز على إدخال تغييرات جديدة على نظم المؤسسة وعلى
إعادة الهيكلة...
التغيير من أسفل إلى أعلى :يحدث نتيجة مبادرات تغييرية يقوم بها عدد من المديرين .2
وبدعم من جميع المستويات اإلدارية األخرى العاملة ،يشجع هذا األسلوب على
المشاركة في اتخاذ القرارات وتمكين األفراد من أداء أعمالهم بشكل أفضل...
وقد تنشأ برامج التغيير من المستوى األوسط(اإلدارة الوسطى) باتجاه اإلدارة العليا
والمستوى التنفيذي.
-مسؤولية التغيير :تواجه المؤسسات الساعية للتغيير مشكلة اإلجابة عن السؤال التالي:
من يقوم بالتغيير؟ وأبسط إجابة عن هذا السؤال هي :إما أن تقوم المؤسسة بنفسها بالتغيير،
أو أن تعتمد على مستشارين خارجيين ،أو أن تعتمد على البديلين معا ،وفيما يلي سنحدد
كيف يمكن أن تتوزع المسؤولية:
سلطة التغيير +داخل المؤسسة +:تقوم اإلدارة العليا في المؤسسة بتحديد من له سلطة .1
التغيير ،وهناك ثالث بدائل:
أوال اإلدارة العليا :هنا يستأثر المديرون بمعظم أوكل السلطات الخاصة بعمليات
التغيير من تخطيط وتنظيم وإصدار كل القرارات المتعلقة بذلك باالعتماد على
خبراتهم الذاتية أواإلسترشاد بالمعلومات والتقارير التي ترد من مرؤوسيهم ،ويعد
هذا اتصاال من أعلى إلى أسفل.
ثالثا :التفويض :تقوم اإلدارة العليا هنا بالتفويض لباقي المستويات التنظيمية
والعاملين بالمؤسسة في تحديد معالم التغيير المناسب.
االستشاريون خارج المؤسسة :مثل المكاتب االستشارية ،ويختلف دور االستشاري في .2
تحريك عملية التغيير حسب السبب الذي قامت المؤسسة بإحضاره ألجله.
قد تدخل المؤسسات المشرفة على بعض القطاعات االقتصادية في تطوير هذه
القطاعات التي تعمل ضمنها المؤسسة محل التغيير ،كما قد يتدخل الوزراء المشرفون
بحكم مناصبهم للتأثير في شغل المناصب الهامة من خالل التعيين والنقل وإعادة تنظيم
تلك المشروعات التي تثبت عدم قدرتها على الربح وتحقيق أهدافها ،أو تتدخل
الجمعيات العلمية اإلدارية ،وجمعيات اتحادات الصناعة والتجارة ،نقابات العمال،
جمعيات حماية المستهلك ...من خالل ما تجريه من مفاوضات مع المؤسسات.
التغيير من أعلى إلى أسفل :هو نموذج عن القيادة اإلستراتيجية التي تهتم بالتغيير .3
اإلستراتيجي والشامل بمبادرة من القيادة العليا ،ويهدف هذا التغيير العلوي إلى إحداث
تأثير كبير على المؤسسة ،ويركز على إدخال تغييرات جديدة على نظم المؤسسة وعلى
إعادة الهيكلة...
التغيير من أسفل إلى أعلى :يحدث نتيجة مبادرات تغييرية يقوم بها عدد من المديرين .4
وبدعم من جميع المستويات اإلدارية األخرى العاملة ،يشجع هذا األسلوب على
2
المشاركة في اتخاذ القرارات وتمكين األفراد من أداء أعمالهم بشكل أفضل...
حسن إبراهيم بلوط ،المبادئ واالتجاهات الحديثة في إدارة المؤسسات ،دار النهضة العربية ،لبنان ،2005 ،ص .351 2
المطلب الثاني :مفهوم ومصادر مقاومة التغيير :
يعرف حمود مفهوم مقاومة التغيير بأنه " :كافة ردود الفعل السلبية لألفراد تجاه التغيرات التي
قد تحصل ،أو التي حصلت بالفعل في المنظمة؛ العتقادهم بأن هذا التغيير يشكل تهديدًا ألهدافهم
وتعني مقاومة التغيير امتناع األفراد عن التغيير ،أو عدم االمتثال له بالدرجة المناسبة،
ويرى الطجم أن مقاومة التغيير " : Change Resistantهي عبارة عن سلوك فردي أو
كما أن مقاومة التغيير بحسب العامري والغالبي تعني وقوف األفراد والمجموعات موق ًفا سلبيًّا
يدل على عدم رضا ،أو تقبل أي تعديالت ،أو تبديل ترى اإلدارة أنه ضروري ؛ لتحسين األداء وزيادة
فاعلية المنظمة
وبحسب الحربي فإن مقاومة التغيير" :هي ذلك السلوك الموجه نحو التقليل من أهمية
مصادر منطقية وعقالنية :وهي تستنتج وتنبع من عملية تقويم منطقي وعقالني لفائدة وجدوى .1
مصادر عاطفية :وهي التي تنبع من شعور واتجاهات العاملين ،أو األشخاص نحو التغيير نفسه، .2
مصادر سياسية :حيث تتم المقاومة بنا ًء على االعتبارات السياسية التي تحكم الوضع ،مثل: .4
3الحربي ،عبد هللا مداري ،مقاومة التغيير التنظيمي :دراسة تطبيقي ة على المؤسس ات العام ة بمحافظ ة ج دة ،رس الة ماجس تير ،جامع ة المل ك عب د
العزيز ،جدة ، 2001 ،ص 36 -34
المبحث الثالث :العالقة بين التحفيز و ادارة التغيير
يتطلب نجاح التغيير تحفيز العاملين ،فمن األسباب المؤدية لمقاومة التغيير هي نقص
الحوافز التي تقدمها اإلدارة لألفراد الذين سيتأثرون بالتغيير .فقد يطمع هؤالء في بعض
اإلغراءات المادية أو المعنوية ليتقبلوه.
وتكمن أهمية الحوافز من أنها تتعلق مباشرة بدوافع العاملين ويقصد بهذه األخيرة تلك القوى
والحاجات الداخلية التي يسعى الفرد إلشباعها والتي تساهم في توجيه سلوكياته .ولذا يتوجب
على اإلدارة التعرف على هذه الدوافع والحاجات وتحضير مجموعة من الحوافز المالئمة
محاولة منها إلشباعها ،وهذا بغرض كسب والء الفرد وتوجيه لالقتناع بالتغيير وتقديم ما
بوسعه إلنجاحه مع العلم أن هذه العملية أي إشباع الحاجيات عن طريق تقديم الحوافز
المناسبة هي عملية مستمرة ،حيث أن دوافع ورغبات األفراد غير متناهية وإذا توقف
المسؤولون عن تلبيتها يمكن أن تصدر عن الفرد سلوكات في غير صالح المنظمة.
التغيير ليس عملية سهلة بل يتطلب تخطيطا واعيا وجهودا مكثفة إلدارة التغيير من جهة
وواجهة المقاومة التي يبديها األفراد ومعالجة اآلثار الجانبية المترتبة على ذلك مثل تدني
الثقة والروح المعنوية من جهة أخرى ،وتلجا اإلدارة إلى تقديم الحوافز لتقبل األفراد للوضع
الجديد والمشاركة في تنفيذه وإنجاحه ،ولتكون الحوافز ذات فعالية يجب مراعاة ما يلي :
وضوح الهدف من التغيير ،ووضوح العالقة بين الحوافز و التغيير بالنسبة لألفراد الذين
يمسهم هذا التغيير.
التأكد من دقة تقديم أداء األفراد ، ،األمر الذي يترتب عليه ذهاب الحوافز لمستحقيها خاصة
أولئك الذين ساهموا في نجاح عملية التغيير
وجود مقياس للتكلفة والعائد من التغيير ،ودراسة التقويم الموضوعي للنتائج الملموسة
ومقابلتها بمكافآت مالئمة
يجب أن يكون هناك متابعة وتجديد للحوافز المقدمة لألفراد فالحافز الذي يشبع للموظف
رغبة معينة في وقت ما ،قد ال يشبعه في وقت آخر ،لذا البد أن تكون هناك صيانة وتحديد
للحوافز المقدمة.
جاذبية الحوافز التي توفرها المنظمة لها دور فعال في قبول التغييير ،وبالتأكيد فإنه ما لم
يكن الحافز مرغوبا فيه من جانب شاغل الوظيفة فإن تأثيره على األداء يكون ضعيفا .
التوقيت المناسب حيث تتعلق فعالية تقديم الحوافز بالتوقيت ،فالثواب الذي يتبع السلوك
بسرعة أفضل من التوقيت المناسب حيب الذي يتم بعد فترة طويلة من حدوث الفعل
والصرف.
المشاركة حيث يفضل أن يشارك العاملون في وضع نظام الحوافز الذي سيطبق عليهم مما
يؤدي لتبنيهم وتحمسهم ،وزيادة إقناعهم به والدفاع عنه.
توفير الحوافز المادية والمعنوية المالئمة لدفع األفراد على قبول التغيير وتحريك رغبتهم
4
في تنفيذه وإنجاحه
-المشاركة في تخطيط ووضع األهداف :إن مشاركة الفرد في وضع أهداف ونتائج له للعمل
على تحقيقها سيزيد من دافعيته وخاصة إذا كانت هذه األهداف واضحة ومحددة وقابلة
للقياس وترضي طموحه وذات قيمة عالية للفرد بحيث أن تحديد األهداف يعد عامال مساعدا
وقويا في رفع الروح المعنوية للعاملين خاصة إذا كانت هذه األهداف قادرة على جذب
العمال لتحقيقها ،ومن هنا تبرز أهمية وضرورة اقتران مصالح وأهداف وآمال المنظمة من
مصالح وأهداف العمال فيها ،وأما إذا اختلفت هذه األهداف أو كانت غير واضحة فإن
المنظمة تتوقف عن الحياة ،واإلدارة تفقد معناها ،فالسلوك يتجه نحو األهداف االيجابية
الواضحة ويكون أبعد ما يكون عن األهداف السلبية .
-المشاركة في العمل :إن مشاركة الفرد في القرارات /واألمور ذات العالقة بعمله وبالوحدة
التنظيمية ،التي يعمل فيها يزيد من حماسة وانتماءه والتزامه ومن أهم النتائج المترتبة على
المشاركة في العمل ،ترشيد عملية اتخاذ القرارات وأن المشاركة تتفق مع الميل النفسي
لألفراد ليعملوا من خالل ما يقررونه ألنفسهم وليس من خالل ما يطلبه ويفرضه اآلخرون
عليم ،وبذلك تأتي أعمالهم معبرة عن درجة عالية من الرضا ،وااللتزام والفعالية ،فالمشاركة
تقلص من فرص التنافس غير الشريف وتعمل على إزالة األحقاد وتنقية صفوف العاملين من
هذه الظواهر التي يكون في كثير من نتائجها سببا في تمزيق المنظمة وعدم فعاليتها ويتعزز
الوضع إذا كانت المشاركة شاملة على درجة من التفاعل االجتماعي بين األفراد.
-تعديل السلوك :حيث يتم تغيير أفعال العاملين وسلوكهم بالتشجيع المنتظم لألفعال المرغوبة
وتثبيط تلك االنفعال غير المرغوب فيها ،ويبدأ القائد اإلداري بتحديد أي من األفعال
المرغوبة وأيها في حاجة إلى التغيير ،ولقد أثبتت الدراسات أن الثناء والتقدير للجهود
العاملين يكون أكثر فاعلية من استخدام أسلوب العقاب ،وتستخدم القيادة اإلدارية أنواعا
عديدة من المكافآت لتدعيم سلوك العاملين المجتهدين
-التدريب وإعادة التدريب :يشعر الكثير من األفراد اليوم بتهديد من احتمال فقدان وظائفهم
وهذا الشعور بعدم األمان يمكن أن يؤدي إلى تحفيز اقل للعامل ،كما يهدد إنتاجية المنظمة
كما يمكن أن تؤدي مخاوف العمل إلى حدوث مشاكل شخصية تعوق بدورها أداء الفرد أثناء
العمل ،وإحدى الطرق لتحفيز هؤالء العاملين هي توفير التدريب الذي يصقل مهاراتهم أو
إتاحة إعادة التدريب والذي يمد العاملين بمهارات جديدة تمام ،وقد أشارت الدراسات أنه كلما
تقبل العاملون برامج التدريب على أنها تطوير لقدراتهم الذاتية ،كلما كانت الفوائد الناتجة
كبيرة ومن أهمها زيادة الوالء للمنظمة ،وتحسين األداء واإلنتاجية ،وهنا يجب مراعاة ربط
التدريب بالجانب الخاص للعاملين ،والبحث عن أساليب جديدة في التدريب في الوقت
المناسب.
-استخدام أسلوب واضح في المكافآت :وخاصة لمن يحقق من العاملين نتائج جيدة تفوق
األداء المتوقع ،وتتنوع هذه المكافآت ما بين الحوافز المادية كالعالوات والحوافز المعنوية
كإبراز مكانة العامل المتميز أو إصدار شهادة تقدير لجهوده المتميزة أو إعطائه ترقية
5
مناسبة.
خاتمة :
هيثم العاني :اإلدارة بالحوافز ،التحفيزوالمكافآت ،دارالكنوز للمعرفة ،ط، 2008، 1عمان ،األردن ،ص 108 5
إذا كان التغيير عملية مهمة ،ونشاط تتميز به المؤسسات المعاصرة الناجحة ،فان مقاومة
التغيير تعبير ظاهري أو باطني لردود الفعل الرافضة للتغيير ،وهي ظاهرة طبيعية شأنها
شأن التغيير نفسه .وتلجا المنظمة الواعية إلى السيطرة على األمر وتقليل هذه المقاومة من
خالل عدة حلول االتصال والتدريب وغيرها ..وتعتبر الحوافز من أهم االستراتيجيات التي
يمكن أن تتبناها أي منظمة في رسمها لخطة التغيير أو مقاومته .
و عليه التغيير هو تحدي وعملية هامين تقوم بهما أي منظمة الهدف منهما الوصولE
بالمنظمة إلى حال افصل ،تحسين ظروف العمل وتأتي ردة فعل األفراد على هذا التغيير
العتقادهم ان هذا التغيير يهدد أنماط حياتهم الوظيفية و مصالحهم القائمة ،وبذلك يصبح
التحدي الكبير هو مقاومة التغيير ،بل والتحدي األكبر هو إيجاد األسلوب األمثل لمواجهة
هذه المقاومة...وهنا نؤكد على الحوافز كمدخل إلدارة مقاومة التغيير بالمنظمات ألهميته
الكبرى في إشباع حاجات األفراد مادية أو معنوية وكذا كسب والءهم وربط أهدافهم
بأهداف المنظمة.
قائمة المصادر و المراجع :
د .حمداوي وسيلة ،إدارة الموارد البشرية ،ديوان المطبوعات الجامعية المطبعة .1
الجهوية بقسنطينة ،مديرية النشر بجامعة قالمة2004 ،
حسن إبراهيم بلوط ،المبادئ واالتجاهات الحديثة في إدارة المؤسسات ،دار النهضة .2
العربية ،لبنان2005 ،
الحربي ،عبد هللا مداري ،مقاومة التغيير التنظيمي E:دراسة تطبيقية على المؤسسات .3
العامة بمحافظة جدة ،رسالة ماجستير ،جامعة الملك عبد العزيز ،جدة 2001 ،
مصطفى نجيب شاوش :إدارة الموارد البشرية ،إدارة األفراد ،دارالشروق للنشر ،ط .4
، 1عمان ،األردن2007،
هيثم العاني :اإلدارة بالحوافز ،التحفيزوالمكافآت ،دارالكنوز للمعرفة ،ط، 1عمان، .5
األردن2008،