Professional Documents
Culture Documents
ا ال د ب م و ض و ع ا ل ل د ر ا س ا ت ا ل ث ق ا ف ي ة
د ادريس خضراوي
للتعليم العالي في جامعة القاضي عياض وعضو اتحاد كتاب المغرب حاصل على درجة
الدكتوراه في اآلداب من جامعة محمد الخامس بالرباط .وله أبحاث ودراسات عديدة
صدر للباحث المغربي إدريس الخضراوي كتاب بعنوان "األدب موضوعا للدراسات
الثقافية" .وقد عني فيه بمساءلة العالقة المركبة بين النقد واألدب والمجتمع الذي
يستوحي منه المتخيالت واألنساق .ويذهب الباحث إلى أن رغبة النقد في التجدد والمالءمة
حملته خارج حدود األدب بالمعنى المتداول ،ليغامر بارتياد تخوم الثقافة.
وفي سياق هذه المغامرة اختبر النقد منهجية جديدة هي الدراسات الثقافية بتياراتها
المتعددة ومنها النقد الثقافي .ولعل أبسط تحديد لها هو العناية بفك األنساق التي تحملها
الخطابات األدبية والثقافية ،والعمل على فهمها وتحليل عالقاتها بالسلطة والهيمنة والقوة
والمقاومة.
ويرى الباحث بأن هذا التوجه انبثق بسبب االختزال الواضح للظاهرة األدبية من قبل
المناهج التي تأثرت بالبنيوية الفرنسية ،حيث انطلقت من مبادئ ومسلمات لسانية لوصف
الخطاب األدبي ،مما فوت عليها فرصة االنخراط في اجتراح أجوبة جديدة عن أسئلة
يتألف الكتاب من مدخل عام حمل عنوان :األدب وتعدد النظريات النقدية ،وفصلين اثنين:
األول بعنوان :الدراسات الثقافية واألدب ،والثاني بعنوان :بين القراءة ونقد النقد ،وخاتمة.
مقدمة
-1الوعي بالمفاهيم
تمهيد
تقديم الكتاب.
تنظيرات غربية
في هذا المشروع فإن إدريس الخضراوي النقدي ،حاول لفت نظرنا إلى مصوغة نقدية
ذات أهمية بليغة لها ميزتها الخاصة ،تكمن في رؤية منهجية مفتوحة تبتغي ربط النص
بتمثالته الثقافية اإلنسانية ،لذلك فـ" إن الدراسات الثقافية التي تقدم نفسها بديال لهذا
التوجه في القراءة تعتبر كل منتج إنساني نصا عن هذا اإلنسان و تعبيرا صريحا عن ذاته.
وإذا كان يحسب لها هذا النزوع إلى تحرير الذات من سطوة اإلنتماء واالنحياز إلى تاريخ
أو هوية ناجزة أو مكتملة ،بغية تحقيق تلك المسافة التي تمكن من فهم اآلخرين والشعور
بهم واإلنصات لتجربتهم ،فإن هذا التوق المعرفي ليس بمنجاة من التسامي واالرتفاع و
الوقوع في حبال االنتماء والتمركز الذي انبرت لنقده وتفكيكه .فالشمولية المعرفية هاهنا
تبدو محدودة وغير ممكنة" ،إضافة إلى هذا ،فالتقاطع الحاصل بين المنتج ـ النص،
واإلنسان ـ الذات ما هو إال انتماء ـ هوية لفهم وتفسير شعور أو وجدانيات اآلخر باعتباره
يتقاسم نفس التجربة الكونية ،وبالتالي فما يجمع بين كل هذه العناصر هو تمركز المسافة
بين األنا واآلخر ،ضمن مفارقات المركزي الهامشي ،أو الراقي والدوني ،أو الفوقي
والتحتي ،أو الجيد والفاسد " ،بحيث إن المستهدف هنا هو النص األدبي في عالقاته
وتشابكاته وتقاطعاته مع الحقل الثقافي الخاص والعام ،لذلك نرى أنه من الضروري تأطير
الظاهرة األدبية من خالل انتمائها ضمن تنوع المقاربات القرائية .
إن جل الدراسات النقدية القديمة والحديثة ما لم تستوعب أدواتها ،ال يمكنها أن تستعيد
النص من فوضاه التخييلية ،ألنه أساسا طارئ ثقافيا وقابل للقراءة والتأويل ،أما
بخصوص نقد النقد ،فقد نظر إليه من خالل ثالثة أسماء ،هي:
ـ أحمد محمد البنكي الذي وظف القراءة التفكيكية في مقاربته النقدية ،واشتغل على
المرجعية الدريدية كأفق لتمثل النص وتأويله.
ـ جليلة طريطرالتي صاغت قراءتها للسيرة الذاتية من منطلق نقد النقد ،وحاولت أن تحدد
السمات الخطابية وبنيات المدونة ،وبالتالي إعادة إقامة السياقات والتعاقدات والهويات.
ـ محمد الدغمومي الذي ارتأى بدوره أن يعيد قراءة الخطاب النقدي من منظور نقد النقد،
بحيث راهن على التحوالت بدءا من سنة ،1985ثم عرج على السياقات التي ساهمت في
البناء والتشييد وانتهى إلى خطاب تأصيلي وتأسيسي وتوفيقي ،دون نسيان االنطباعي
فيه ،والجامعي ،والواقعي ،فالقارئ ـ الناقد تكمن أهميته في محاولة الكشف عن الطرائق
واألدوات المستخدمة ،والضبط المنهجي واللغوي وتصيد والتقاط الزوايا الفنية والجمالية
في العمل األدبي.
وبما أن المنظور األول يرصد األدب بوصفه موضوعا للدراسات الثقافية ،فإن المنظور
الثاني يعتمد فيه على صياغة مقاربة تأويلية ،تعيد قراءة النسقية السردية التي ما فتئت
تستلهم آليات شكلية في تحليل المتون ،دون ربطها بالخطابات أو الغايات ،ودون وعي
منها بعلم األدب
األدب موضوعا للدراسات الثقافية ،مقالة على موقع :منبر حر للثقافة والفكر و .1
االدب بتاريخ :االربعاء 9أبريل 2008رابط الموقع :
/https://diwanalarab.com
د .محمد صولة ،الدراسات الثقافية وتحديد النسقية ..قراءة في مشروع إدريس .2
الخضراوي نموذجا ، 02/08/2015 ،الرابط :
http://www.qabaqaosayn.com