You are on page 1of 11

198

198/188.‫ ص‬،)0702( ‫ جوان‬/70 :‫ العـــدد‬/70 :‫المجلد‬


‫العالقة بين المبدع والمتلقي ضمن س ياق الخطاب الشعري‬
‫قصيدة ا ألوراس لمحمود درويش أأنموذجا‬
The relationship between the creator and the recipient within the
context of poetic discourse
poem « Aurès » by Mahmoud Darwish as a model

‫ مختار حسيني‬.‫د‬
hoceinim22@gmail.com
‫مركز البحث في العلوم الإسالمية والحضارة اب ألغواط‬
)‫(الجزائر‬
0702/72/70 :‫اتريخ النشر‬ 0700/00/02 :‫اتريخ القبول‬ 0700/00/70 :‫اتريخ الس تالم‬
:‫ملخص‬
‫ في الخطاب ا ألدبيي عامة‬،‫يطرح البحث اإشكالية العالقة بين المبدع والمتلقي ضمن س ياق التفاعل الخطابيي‬
‫ وكيف ينتج المعنى؟ هل من الدوال اللغوية للنص؟ أأم ما يدعي المتكلم أأنه أأودعه في‬،‫والخطاب الشعري خاصة‬
‫نصه؟ وما دور المتلقي في تشكيل المعنى؟ وما هو التفاعل الخطابيي الذي تتقاطع فيه قصدية المتكلم وتأأويالت‬
‫المتلقي؟ وكيف يتحقق ذلك اإجر ًاء؟‬
‫أ‬
‫ ويتعامل‬،‫ والتلقي‬،‫ والتأويل‬،‫ وقوانين التخاطب‬،‫ التفاعل الخطابيي‬:‫يتعرض هذا البحث لمفاهيم نظرية مثل‬
‫ فيدرس فيها المس توى التخاطبيي‬،"‫عبرها مع نص شعري معاصر هو قصيدة"ا ألوراس" للشاعر "محمود درويش‬
‫ متّخذين التأأويل وس يلة لتجاوز المعاني المباشرة في الخطاب‬،‫ وما يتعلق بها من قواعد تخاطبية‬،‫وا ألبعاد التواصلية‬
.‫اإلى المعانى غير المباشرة الكامنة فيه‬
.‫ قوانين الخطاب‬،‫ تفاعل خطابيي‬،‫ تلق‬،‫ تأأويل‬،‫ خطاب‬،‫ شعر‬:‫كلمات مفتاحية‬
Abstract:
This research raises the problem of the relationship between the creator and
the receiver within the context of discursive interaction, in the literary discourse
in general, and the poetic discourse in particular, in relation to the production of
meaning. Is it derived from the linguistic signs of the text, Or the speaker,
implicatures deposited in his text; the receiver’s inferences, Or the discourse in
the discursive interaction?
This research deals with theoretical concepts, such as discursive
interaction, the laws of discourse, and interpretation, In the poem "Aurès" by
"Mahmoud Darwish". And it studies the conversational level and communicative
dimensions, Taking interpretation as a means of perceiving direct and indirect
meanings in discourse.
Keywords: poetry, discourse, interpretation, reception, discourse interaction,
laws of discourse.

188
‫العالقة بين المبدع والمتلقي ضمن س ياق الخطاب الشعري‪ ،‬قصيدة الأوراس لمحمود درويش أأنموذجا‬

‫‪ -‬مقدمة‪:‬‬
‫لم يعد تلقي النصوص ا ألدبية المعاصرة مجرد قراءة تفسيرية لها‪ ،‬بل أأصبح نوعا من الإبداع الذي ل يختلف‬
‫كثيرا عن فعل الكتابة‪ ،‬وصار العمل ا ألدبيي نتيجة لذلك قائما على قطبين فاعلين؛ أأحدهما فعل الإبداع الفنّي الذي‬
‫ينجزه صاحب النص‪ ،‬والآخر فعل التأأويل الجمالي الذي يحقق وجودَه المتلقي الذي له كفاءة ودراية وتجارب سابقة‬
‫مع النصوص‪ ،‬وقد نتج عن هذه الثنائية القطبية كثير من القضااي التي طفت على سطح البحث النقدي‪ ،‬و أأهمها طبيعة‬
‫العالقة بين مبدع النص ا ألدبيي ومتلقيه‪ ،‬وهي عالقة تتميز ابلتعقيد واختالف أأثر البناء‪ ،‬والتي ل تنفصل عن قضية‬
‫التفاعل الخطابيي الذي يعد نقطة اللتقاء بين النص والمؤلف والمتلقي بواسطة التحقق الذي يوجده التأأويل‪.‬‬
‫اإن التفاعل الخطابيي يعطي أأدوارا متوازنة ألطراف العمل ا ألدبيي في صناعة الدللة وإانتاج المعنى‪ ،‬ولكي ينتقل‬
‫العمل ا ألدبيي اإلى ذهن المتلقي ألجل اإعادة اإنتاجه ل بد أأن يكون هناك عمل تأأويلي للنص يتفاعل في اإطاره النص‬
‫والمتلقي‪ ،‬اإل أأن المتلقي ل يبقى خاضعا لقصدية المؤلف الذي قام بعملية الإبداع الفني‪ ،‬بل يسجل حضوره من خالل‬
‫الفعل التأأويلي‪ ،‬وفي ذات الوقت يس تجيب لما يخططه النص وتمليه طبيعة بنائه اللغوي‪ ،‬فيتحرك في حرية مقيدة‬
‫تنتهيي حيث تسمح تواصلية النص ودواله اللغوية‪.‬‬
‫اإن التأأويل عملية ذهنية فاعلة تمكن المتلقي من البحث في أخاديد النص‪ ،‬واس تجالء مضامينه الخفية‪،‬‬
‫أ‬
‫والوقوف على حقائقه و أأسراره المكنونة‪ ،‬لذلك فاإن لغة النص في علم التأأويل هي موضع تساؤل دائم‪ ،‬وحوار مس تمر‪،‬‬
‫خاصة في وجود التعمية والترميز والغموض مثلما هي عليه نصوص الشعر المعاصر‪ ،‬التي تأأبيى الإفصاح عن أأسرارها‪،‬‬
‫وتتخذ لنفسها مسافة من المتلقي العادي‪ ،‬عبر ا ألقنعة والكثافة الدللية و أأساليب التخفي‪ ،‬مما يعطي الشرعية لعملية‬
‫التأأويل‪.‬‬
‫‪ -‬التأأويل‪:‬‬
‫من خصائص الشعر المعاصر أأنه يعتمد على الغموض‪ ،‬خالفا لما ساد في الشعر الكالس يكي‪ ،‬حيث كان‬
‫الوضوح والواقعية والمباشرة‪ ،‬وإاصابة المعنى سمة الإجادة والإبداع‪ ،‬ذلك أأن الكتابة عند الشعراء المعاصرين لم تعد‬
‫"تخاطب السامع عبر أأذنه‪ ،‬وإانما تطرح أأمام الآخر نصا يشاهده ويتأأمل فيه"‪ 1‬مما يجعل القصيدة المعاصرة متشحة‬
‫بوشاح الغموض‪ ،‬غير سافرة عن وجهها الحقيقي‪ ،‬وهو ما يسمح بتعدد المعاني واختالف التأأويالت‪ ،‬وهو أأمر يقصده‬
‫الشعراء المعاصرون‪ ،‬تحقيقا لما يسمى "الرؤاي" في الشعر‪ ،‬التي يرتكز عليها المبدع في خلق صور جديدة للعالم‪،‬‬
‫انجمة عن تجاربه الشعرية والشعورية الخاصة‪ ،‬وليتجاوزه بواسطتها عالم الشعور اإلى الالشعور‪ .‬و ألن الرؤاي بطبيعتها‬
‫قفزة خارج المفاهيم القائمة‪ ،‬وتمرد على ا ألشكال والمناهج الشّ عرية القديمة‪ ،‬ورفض لمواقفه و أأساليبه التي استنفدت‬
‫أأغراضها‪ 2‬وكشف يحدث في سرعة كومضة خاطفة يختلف فيها الراؤون عمقا وشمول‪ ،‬فالبد أأن يالزم ك َّل ذلك‬
‫غموض واحتجاب‪ .‬ثم اإن الخلوص اإلى هذه الرؤاي يختلف أأيضا من قارئ لآخر‪ ،‬بحسب كفاءة القارئ وطول تجاربه‬
‫مع النصوص‪.‬‬
‫اإن التأأويل في مثل هذه النصوص ل يصبح مجرد اختيار‪ ،‬بل يفرض نفسه كأأداة قرائية وبديال للتفسير الذي‬
‫هو مجرد شرح وبيان ‪-‬وقد قيل‪ :‬التأأويل للخواص‪ ،‬والتفسير التنزيل للعوام‪ - 3‬أأما التأأويل فهو "فعالية ذهنية اإنسانية‪،‬‬
‫تتيح للمتلقي التعمق والغوص في أأغوار النص‪ ،‬والبحث عن الحقائق المخفية‪ ،‬وربما حتى المغمورة منها لعتبارات‬
‫خاصة من أأجل أأن يفهمها" ‪ 4‬ليصبح التأأويل بذلك نصا قائما بذاته منفصال عن النص ا ألصلي‪ ،‬ويتحول المؤول من‬
‫قارئ سطحي اإلى "فاعل اإبداعي يخلق الصور و المفاهيم من النص‪ ،‬فيعطيه قدرة الخلق و الإبداع" ‪ . 5‬ول يتأأتى‬
‫فهم النص في اإطار التفاعل الخطابيي اإل من خالل خلق التجانس بين المبدع والمتلقي‪ ،‬واندماج النص ا ألصلي مع‬
‫نص التأأويل‪.‬‬
‫‪ -‬مدونة البحث‪:‬‬
‫أ‬
‫وقع اختياران على قصيدة "الوراس"‪ ،‬للشاعر الفلسطيني "محمود درويش" مدونة لهذا البحث‪ ،‬وهي قصيدة‬
‫نشرها الشاعر في ديوانه المشهور " أأوراق الزيتون" الذي قال فيه‪" :‬الطابع العام المميز لقصائده هو التعبير الجديد‪،‬‬
‫ابلنس بة لشعران‪ ،‬عن النتقال من مرحلة الحزن والشكوى إالى مرحلة الغضب والتحدي‪ ،‬والتحام القضية الذاتية‬
‫‪189‬‬
‫مختار حسيني‬

‫ابلقضية العامة‪ ،‬متنقال من سمة "الثوري الحالم" إالى الثوري أالكثر وعيا‪ .‬وتش يع في جو الديوان رائحة الريف‪ ،‬وألم‬
‫الناس‪ ،‬والتغني اب ألرض والوطن والكفاح‪ ،‬والصرار على رفض ا ألمر الواقع‪ ،‬وحنين المشردين إالى بالدهم‪ ،‬ومحاولة‬
‫العثور على مبرر لصمود ا إلنسان أأمام مثل هذا العذاب"‪6‬‬
‫وقصيدة ا ألوراس قصيدة كتبها الشاعر محمود درويش للثورة الجزائرية‪ ،‬يقول في مطلعها‪:‬‬
‫بيتي على ا ألوراس كان مباحا‬
‫يس تصرخ الدنيا َ‬
‫مساء صباحا‬
‫و تراب أأرضي من دمي معشوشب‬
‫كي يشرب الغرابء منه الراحا‬
‫رسم فيها الشاعر صورة المس تعمر المتوحشة‪ ،‬وافتخر فيها ابلثورة الجزائرية‪ ،‬التي اعتبرها مدرسة يس تلهم‬
‫منها ثوار العالم و أأحراره الدروس والقيم والعبر‪ ،‬مبرزا من خاللها التزامه بقضااي أأمته و أأنه شاعر "ينفعل ابلحوادث التي‬
‫وحسه‪ ،‬وبأأعصابه‪ ،‬وبتطلّعه بكل ما في نفس الإنسان العربيي المثقّف‬ ‫تجرى على أأرض الواقع‪ ،‬فيعاينها ويعيشها بدمه ّ‬
‫الشّ اعر‪ ،‬الث ّائر‪ ،‬الذي يتميّز بصدق العاطفة وعمق المعاانة والذي يش ّد القارئ ويغ ّمه في المأأساة‪ّ ،‬ثم ل يلبث أأن‬
‫ينتزعه من جحيمها ليضعه أأمام عظمة الفداء والإيثار والكبرايء والنّصر"‪7‬‬
‫‪ -‬التأأويل التداولي‪:‬‬
‫شهد مجال تحليل الخطاب منذ س تينيات القرن الماضي بروز مجموعة من المناهج والنظرايت النقدية‪ ،‬أأثناء‬
‫مرحلة الحداثة وما بعد الحداثة‪ ،‬انفتح بموجبها النص ا ألدبيي على مقارابت متعددة‪ ،‬منها التوجه التداولي الذي تبنى‬
‫تصورا خطابيا للنص ا ألدبيي‪ ،‬حتى وإان لم تتجلى فيه العناصر الخطابية‪ ،‬مثلما هو عليه الخطاب اليومي‪ ،‬ليتم في هذا‬
‫التوجه استثمار بعض المفاهيم التداولية‪ ،‬وإاعادة صياغتها بما يتالءم وخصوصية النص ا ألدبيي‪ ،‬ويرفض المفهوم القائل‪:‬‬
‫بأأن اللسان ي ُس تخدم للتواصل ونقل المعلومة ابلمعنى الضيق للعبارة‪ ،‬و أأنه ينطوي بذاته على قائمة من العالقات‬
‫كامل من التفاقيات والقوانين‪ ،‬وا ألدوار أأو ما يسميه أأوس تين ا ألفعال الكالمية ‪ 8‬مما يعني أأن‬ ‫جهاز ٍ‬‫ال َب ْيبَشَ َريّة‪ ،‬وعلى ٍ‬
‫تأأويل النص في هذا التجاه ل يقوم على أأساس شكلي‪ ،‬بل يعتمد على المظاهر التصالية للغة‪ ،‬ابلإحالة على المرسل‬
‫والمتلقي ابلس ياق الذي قيلت فيه‪ ،‬أأي دراسة النص الشعري في عالقته ابلس ياق التكويني الذي أأنتج فيه وس ياق‬
‫التلقي الذي يقر أأ فيه‪ ،‬فيتجاوز البنية اللغوية للخطاب ا ألدبيي ودللتها‪ ،‬اإلى الرسالة والس ياق وإالى العالقة بين المبدع‬
‫والمتلقي ضمن س ياق له خصوصيته التفاعلية‪ ،‬وهو توجه يدرس الجانب الوظيفي والس تعمالي والس ياقي في النص أأو‬
‫الخطاب‪ ،‬ويدرس المعنى من خالل التركيز على عالقة العالمات بمس تعمليها‪ ،‬أأكثر من اهتمامها ابلحقيقة أأو‬
‫ابلتركيب‪ ،‬وتهتم أأيضا ابلمرجع والإحالة التي تم اإقصاؤها من طرف دوسوسير ‪-‬حينما قصر العالمة على الدال‬
‫والمدلول‪ -‬ومساءلة أأفعال الكالم والمقصدية الوظيفية وحضور ا ألان وا ألنت في النص‪ 9‬ويتجاوز – بداي ًة‪ -‬الجمل َة اإلى‬
‫الخطاب‪ ،‬ويقيم تصورا للغة بأأنها " أأقوال تتحول اإلى أأفعال مختلفة ابختالف الس ياقات التي ترد فيها"‪ 10‬فيتعامل مع‬
‫القصيدة الشعرية بوصفها فعال كالميا أأكبر‪ ،‬ووحدة خطابية عضوية يميزها التساق والنسجام‪.‬‬
‫ومن خالل دراستنا لقصيدة ا ألوراس يتبين لنا قيامها على محاور ثالثة‪ :‬جغرافيا واتريخ وشعب‪ ،‬تتقاطع في‬
‫رمز ا ألوراس؛ رمز لتغيير خارطة الكون‪ ،‬ورمز لكتابة التاريخ‪ ،‬ورمز للتضحية اب ألرواح عبر قوافل الشهداء‪ ،11‬وبين‬
‫ثنااي هذه الرمزية ثالثية ا ألبعاد ترتسم صورة المس تعمر المستبد وجريمة سرقة ا ألوطان‪ ،‬وعزم أأبناء الوطن المختطف‬
‫على استرداد أأحالمهم المسروقة‪ ،‬وإايمانهم بهدفهم المشروع‪ ،‬فأأعلنوها قتال وفداء ضد سارق الوطن‪:‬‬
‫أأان في ترابك اي جزائر‬
‫غت المشاعر‬ ‫فرت ‪ّ ..‬مر ُ‬
‫َع ُ‬
‫و خز ُنت أأمسك ِ كله ُ‬
‫ووعيت اتريخ المجازر‬
‫أأان قبلما اعطيتني نور الحياة ‪ ..‬ولدت اثئر‬
‫لو تسأألين الصخر و الغاابت ‪ ،‬و السفح المكابر‬
‫لو تسأألين الساحل المذبوح ‪ ،‬و الشط المهاجر‬
‫‪190‬‬
‫العالقة بين المبدع والمتلقي ضمن س ياق الخطاب الشعري‪ ،‬قصيدة الأوراس لمحمود درويش أأنموذجا‬

‫لو تسأألين ذراع طفل علقوه على الخناجر‬


‫لو تسأألين بكارة العذراء تشوى ابلسجائر‬
‫لو تسأألين حذاء جندي ٍ يدق ُ على الحرائر‬
‫بقرت ْ حراب النذل بطن َ الحامالت ِ ‪..‬و ظ ّل حائر‬
‫فالوحش يقتل اثئر ًا ‪ ..‬و ا ألرض تنبت أألف اثئر!‬
‫اي كبرايء الجرح ! لو متنا لحاربت َ المقابر!‬
‫أ‬
‫وهنا يبرز أأثر الثورة الجزائرية في نفس الشاعر من خالل ما توحيه مجازر الس تعمار من معاانة كل الحرار‪،‬‬
‫وما يشترك فيه الوطن الجزائري ووطن الشاعر (فلسطين) من ظلم واستبداد‪ ،‬وتنكيل وتهجير‪ ،‬مما دفع أأبناء‬
‫الوطنين اإلى الثورة على المغتصب‪ ،‬وهو ما عبر عنه بصفة الثائر الذي يختزل إارادة الثائرين في منافحة الس تعمار‪ ،‬ثم‬
‫ما ترمز له الثورة الجزائرية من أأبعاد قومية وإانسانية وتحررية‪ ،‬حيث تعتبر الثورة الجزائرية ثورة كل ا ألحرار وكل‬
‫العرب وكل المس تضعفين‪ ،‬ويُعد نجاحها انتصارا للحق ‪ -‬مهما بلغ ضعف أأصحابه ‪ -‬على كل أأنواع الستبداد‬
‫والس تعمار والطغيان‪ ،‬بل اإنه "لم يُدخل إالى الشعر الحديث نغمة الفرح الواثق اإل ثور ُة الجزائر الباهرة‪ ،‬التي شهدت‬
‫انتصار النسان العربيي في الجزائر على قوى أأشد منه بطشا‪ ،‬و أأعتى منه في قواها العلمية والتكنولوجية‪ ،12‬ول أأدل‬
‫على ذلك من تغني الشعراء العرب بثورة الجزائر‪ ،‬ودعم كل أأحرار العالم لها ومباركتها‪ ،‬والشد على سواعد الثوار‪،‬‬
‫ومساندتهم ماداي ومعنواي‪.‬‬
‫لم يكن ا ألوراس برمزيته الثورية ابلنس بة للشاعر مجرد كفاح وانتصار‪ ،‬وإانما كان أمال ينبعث في نفوس‬
‫أ‬
‫ا ألحرار من جديد‪ ،‬ونورا يبدد روح اليأأس والقنوط‪ ،‬تشحذ على حجره عزائم المكلومين‪ ،‬و أأحيا فيهم الإصرار على‬
‫مواصلة الكفاح‪ ،‬فكان ا ألوراس مفخرة كل شاعر اثئر‪ ،‬خاصة بعد اغتصاب أأرض فلسطين التي أأدت اإلى حالة من‬
‫الشعور ابلنتكاس الذي غلب على الشعر العربيي بعد ذاك‪:‬‬
‫فبغير كف ابلدما ‪ ،‬حنّاؤها‬
‫لم نلق في ابب الغد المفتاحا‬
‫و بغير زيت دمائنا ‪ ،‬ما نورت‬
‫حرية ‪ ،‬كنا لها مصباحا!‬
‫اان منحنا للشموس ضياءها‬
‫و لكل من طلب الصعود جناحا‬
‫اان فتحنا الباب في افريقيا‬
‫فتطايرت شهب اللهب رماحا‬
‫ومما هو جدير ابلتأأكيد في هذا الس ياق ومما تبدّ ى من تحليلنا لبيات الشاعر أأن تحليل الخطاب الشعري‬
‫أ‬
‫على أأساس المؤشرات اللغوية لم يعد اإل جزء ًا من عملية التحليل‪ ،‬ولم تبق "مسارات الس تنتاج المرتبطة بتأأويل‬
‫العبارات[‪ ]...‬خاصة ابلشفرة اللغوية فقط‪ ،‬وإانما تستند اإلى قدرات معرفية عامة غير خاصة ابللغة "‪ 13‬و أأصبحت‬
‫محاولة الكشف عن خواص الس ياقات وعن ا ألفعال الكالمية وترابطها في المواقف "ا ألساس لإنجاز المنطوقات‪،‬‬
‫وفهمها في س ياقات تواصلية معينة"‪ .14‬وابت التعامل مع النص الشعري قائما على أأساس أأنه خطاب يتميز ابلوحدة‬
‫العضوية‪ ،‬و أأنه فعل كالمي واحد‪ ،‬مترابط داخليا‪ ،‬مرتبط خارجيا بس ياقه التداولي وبمقصدية المتكلم‪ ،‬ويدخل في الآن‬
‫ذاته في اإطار أأكبر هو تداخل الخطاابت ‪ .Interdiscours‬وعلى أأساس ذلك يأأخذ تصوران لقصيدة محمود‬
‫الدرويش على أأنه فعل كالمي كلي واحد شرعيته‪ ،‬و أأنه من التوجيهيات بحسب تقس يم سيرل‪ ،‬و أأن محتواه القضوي‬
‫هو تمجيد الثورة الجزائرية والدعوة اإلى الهتداء بمعالمها في سبيل التحرر من أأشكال الستبداد والس تعباد‪ ،‬ويمكننا‬
‫القول من ثم أأن القوة الإنجازية لهذا الفعل الكالمي هي‪ :‬اي أأحرار العالم اهتدوا واقتدوا بما فعله ثوار الجزائر وحققته‬
‫ثورة ا ألوراس‪ ،‬فال سبيل اإلى النعتاق اإل هذا السبيل‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫مختار حسيني‬

‫كما يتبدى لنا مما س بق أأن التأأويل في مسمى التفاعل الخطابيي يعتمد على القراءة التفاعلية "حيث تتعدد‬
‫الدللة وتتجه القراءة اإلى البحث عن فك الغموض في الطبقات النصية الخفية‪ ،‬خاصة في الشعر المعاصر‪ ،‬ومعنى‬
‫ذلك أأن يتحول التلقي اإلى حدث تواصلي يعكس نوعا من أأنواع التفاعل بين المبدع والمتلقي‪ ،‬ويصبح التأأويل شكال‬
‫من أأشكال البناء النّصي ومحاولة إلقامة بنية التلقي في مقابل بنية الإبداع‪ ،‬وعليه فاإن التأأويل داخل التفاعل الخطابيي‬
‫يتطلب نوعا من الخلق والإبداع‪ ،‬ول يكتفي بمجرد التفسير الشكلي لبنية النص‪ ،‬و أأن تفاعل المبدع والمتلقي في اإطار‬
‫خطابية النص ل يعني اإلغاء أأدبيته بل يعني أأن الشعرية "ليست خصيصة في ا ألش ياء ذاتها‪ ،‬بل في تموضع ا ألش ياء في‬
‫فضاء من العالقات‪ .‬بدقة أأكبر‪ :‬ل شيء يمتلك الشعرية‪ ،‬ما هو شعري هو الفضاء الذي يتموضع بين ا ألش ياء‪ ،‬فبدل‬
‫من أأن يكون النص شعراي‪ ،‬يصبح الس ياق التداولي هو الشعري"‪ ،15‬وبهذا يكون حتى "النزايح الدللي الذي‬
‫ركزت عليه الدراسات ا ألسلوبية والشكلية كمعطى جمالي لمسي ليس خصيصة داخلية في النص‪ .‬فتحديد جمالية‬
‫النص يخضع لمعايرة ذوقية ذات مرجعيات اجتماعية وثقافية وفردية‪ ،‬وهذه المعيارية تتشكل في كل عصر بشكل‬
‫مختلف"‪ ،16‬ليعاد من خالل ما اتجه اإليه تحليل الخطاب ‪ -‬خاصة في توجهه الفرنسي ‪ -‬ا ُ‬
‫إدخال الس ياق اإلى تحليل‬
‫النصوص بعدما تم استبعاده من النظرية النقدية ردحا من الزمن‪.‬‬
‫أأما مسأألة النفصال الزمكاني بين الباث والمتلقي‪ ،‬وعدم اشتراكهما في المقام نفسه‪ ،‬مثلما هو حاصل في‬
‫عالقتنا الخطابية ونحن في القرن الواحد والعشرين بخطاب تم اإنتاجه في س بعينيات القرن الماضي‪ ،‬وقد أأفضى‬
‫المخ ِاب اإلى ربه‪ ،‬فمسأألة تم حلها على مس توى البناء وإاعادة البناء لمعاني الملفوظات‪" ،‬وكل متلق هو في ذات الوقت‬
‫مرسل ابلقوة وتتأأسس في الكفاءة الثقافية لكليهما صورة عنهما ابعتبارهما شريكين في العملية التواصلية"‪ 17‬و أأصبح‬
‫النص ا ألدبيي وفق هذا التصور ليس مجرد عالمات وبنيات داخلية مغلقة‪ ،‬مثلما كرس ته البنيوية‪ ،‬وإانما "بنية ودللة‬
‫وتركيب ووظيفة س ياقية قبل كل شيء"‪ 18‬رغم خصوصية النصوص ا ألدبية في ذاتها وفي س ياقاتها‪.‬‬
‫‪ -‬التفاعل الخطابيي ‪:L’interaction discursive‬‬
‫يعتبر التفاعل الخطابيي مفهوما واسعا يس تدعي الكثير من القضااي كالستراتيجيات الخطابية والتداول على‬
‫الكالم وحركية الس ياق‪ ،‬فس نقصد به هنا تحديدا التفاعل اللغوي بين المتخاطبين‪ ،‬مركزين على المؤلف كمخا ِطب‬
‫كمخاطب‪ ،‬كما أأنه تفاعل خطابيي متميز يقتضي معالجة خاصة‪ ،‬لعدم اشتراك المتخاطبين المتفاعلين في‬ ‫َ‬ ‫وعلى المتلقي‬
‫نفس المقام التواصلي‪ ،‬لكن التلفظ يبقى تلفظا مشتركا يقوم على المخا ِطب المبدع وعلى المتلقي كمشارك في هذا‬
‫ا إلنتاج عن طريق التأأثير في تأأويل الملفوظ بردة أأفعاله وإاعادة صياغته للملفوظ ‪ ،Reformulation‬مما يحقق‬
‫التصور التفاعلي للغة‪ ،‬و أأن "كل خطاب هو بناء جماعي"‪ 19‬فالمبدع لم ينتج خطابه إال ليتوجه به إالى متلق‪ ،‬متعمدا‬
‫اإشراكه في الخطاب عبر ما يتركه من فراغات واس تنباطات وتأأويالت‪ ،‬وحتى من توقعات عنه وعن معـــــــــارفه‬
‫وكفاءاته و أأحكــــامه المس بقة فيما يسمى إابطار المشاركة ‪ .Cadre participatif‬وهو ما يدفع القارئ اإلى تسجيل‬
‫حضوره في عملية اإنتاج المعنى "عبر رصد الفجوات وملء الفراغات التي تترك من طرف المؤلف قصدا‪ ،‬اإل أأنه‬
‫يس تجيب لما يخططه النص ‪ ،‬فيتحرك في عملية التعيين على وفق ما يريد النص"‪ 20‬وفي نفس الوقت تسمح له هذه‬
‫العملية بتنمية الإحساس بأأبعاد النص العميقة التي تظل تمد الدللت وتسمح ابلتأأويل في دائرة ل ينغلق فيها النص‪،‬‬
‫بل يتجدد مع كل قراءة‪21‬‬
‫ومما يس تدعي التنبيه في هذا الس ياق أأننا نقصد ابلمتلقي تحديدا القارئ الفاعل الذي يسمى متلفظا مشاركا‬
‫وقارئا مؤهال ‪ ،Co-énonciateur ratifié‬والذي أأعطاه صفة التأأهيل هو المتلفظ ذاتُه حين توجه إاليه بخطابه‪،‬‬
‫و أأيضا بمشاركته في إاعادة بناء الخطاب‪ ،‬حيث يصير المعنى هو حصيلة اس تجابة القارئ إللمامات المؤلف"‪ ،22‬يقول‬
‫درويش‪:‬‬
‫افتح ذراعك للجزائر‬
‫و احضن مسدس كل اثئر!‬
‫المدفع الرشاش في الحضان يحفظ ‪ ..‬في المحاجر‬
‫خبئه في العينين ‪ ..‬في الشفتين‪ ..‬في قلب الجزائر‬
‫و انصبه تمثا ًل‪ ..‬الها امطر الدنيا بشائر!‬
‫‪192‬‬
‫العالقة بين المبدع والمتلقي ضمن س ياق الخطاب الشعري‪ ،‬قصيدة الأوراس لمحمود درويش أأنموذجا‬

‫فسالحنا مطر السماء ‪ ،‬و ليس مو ًات أأو مخاطر‬


‫فلينبت الزيتون ‪ ،‬و ليزرع زهور الحب في قلب الحرائر‬
‫و ليخمر الخبز المملح ابلكرامة و المفاخر‬
‫و ليحرس الشطأآن من ريح يحركها مغامر!‬
‫اإن الملفوظات التالية‪( :‬مسدس‪ ،‬اثئر‪ ،‬المدفع الرشاش‪ ،‬العينين‪ ،‬الشفتين‪ ،‬تمثا ًل‪ ،‬بشائر‪ ،‬مطر السماء‪،‬‬
‫الزيتون‪ ،‬الحب‪ ،‬الكرامة‪ ،‬المفاخر‪ ،‬مغامر‪ )...‬في هذه القصيدة يمكن اعتبارها مجرد وسائط نحو مخاطب مشارك‬
‫مؤهل هو القارئ العربيي الثائر‪ ،‬الذي أأدرك فضاعة الس تعمار وعانى الظلم والستبداد‪ ،‬وتجرع الشعور ابلقهر‬
‫والس تعباد‪ ،‬فتتكشف من خالل ملفوظات الشاعر أأمام عينيه ممارسات المس تعمر وما تضج به مشاعر الثائرين‪،‬‬
‫وتتجسد عبرها روح الصمود والس تعداد للتضحية بكل شيء في سبيل تحقيق الحرية ونيل الكرامة‪ ،‬ذلك أأن "التلفظ‬
‫ل يقوم على المتلفظ وحده‪ ،‬بل يأأتي التفاعل في المقام ا ألول[‪ ]...‬وحتى المناجاة ‪ Monologue‬يمكن اعتبارها ‪-‬‬
‫رغم مظهرها‪ -‬نوعا من أأنواع الحوار والذي يعد بنية أأساس ية"‪ 23‬يقوم عليها النص ابعتباره خطااب‪ .‬وربما عدّ النص‬
‫الشعري "ا ألوراس" في هذا النوع من الخطاابت ابعتباره صادرا عن متكلم واحد هو محمود درويش‪ ،‬خاصة من‬
‫وجهة نظر الشعراء المعاصرين الذين لم يعد لديهم الشعر انقال للواقع‪ ،‬بل أأصبح "ينقل الشعور والنفس والرؤية‬
‫(الذات)"‪ 24‬وهو ما يجعل منه ‪ -‬ابصطالح محللي الخطاب ‪ -‬خطااب أأحادي الكالم أأو مونولوجيا (‪)Monologal‬‬
‫بتعبير " أأوريكيوني" صادرا عن متكلم واحد‪ 25‬بمعنى أأنه ل يس تدعي جوااب وتداول حواراي بين طرفي الخطاب‪.‬‬
‫اإن قول درويش‪ " :‬أأوراس ! اي خبزي و ديني ‪ ..‬اي عبادة كل اثئر!" ينم عما تمثله الثورة على المستبد ونيل‬
‫الحرية واسترجاع ا ألرض من قيمة في وجود الإنسان‪ ،‬فال عيش بغير حرية‪ ،‬ول دين ول كرامة بغير أأرض‪ ،‬ويعكس‬
‫ما تمثله الثورة الجزائرية في نفوس ا ألحرار والثائرين في كل بقاع ا ألرض من رمزية وإالهام ودروس وأآمال‪ ،‬اإل أأن ما‬
‫يجب التأأكيد عليه في هذه التأأويالت أأنها ل تنفصل عن مقتضيات س ياق التلقي الذي يؤطران بوصفنا متلقين‬
‫للخطاب‪ ،‬ويتدرج فيه تجاربنا المتواضعة مع النصوص‪ ،‬وحسب ايوس فاإنه "يبرز بوضوح الختالف التأأويلي في فهم‬
‫العمل بين الحاضر والماضي‪ ،‬وتحديد اتريخ تلقيه الذي يعيد اإقامة العالقة بين ا ألفقين"‪ ،26.‬أأفق الإبداع و أأفق التلقي‪،‬‬
‫و أأن رجوعنا اإلى الماضي في شكل تفاعل خطابيي نبتعد فيه عن س ياق التلفظ مسافات أأمر مشروع‪ ،‬بل ضرورة‬
‫حتمية‪ ،‬ألنها تساعد على الفهم‪ ،‬وعلى اندماج ا ألفقين‪ ،‬مما يعطي للنص حداثته‪ ،‬ويس تطيع الطرفان "التفاعل‬
‫والشتراك في بناء المعنى"‪27‬‬
‫ومما يس تدعي التنبيه في هذا الس ياق أأننا نقصد ابلمتلقي تحديدا القارئ الفاعل الذي يسمى متلفظا مشاركا‬
‫وقارئا مؤهال ‪ ،Co-énonciateur ratifié‬والذي أأعطاه صفة التأأهيل هو المتلفظ ذاتُه حين توجه اإليه بخطابه‪،‬‬
‫و أأيضا بمشاركته في اإعادة بناء الخطاب‪ ،‬حيث يصير المعنى هو محصلة اس تجابة القارئ لمثير المؤلف‪ .‬يقول‬
‫درويش‪:‬‬
‫افتح ذراعك للجزائر‬
‫و احضن مسدس كل اثئر!‬
‫المدفع الرشاش في الحضان يحفظ ‪ ..‬في المحاجر‬
‫خبئه في العينين ‪ ..‬في الشفتين‪ ..‬في قلب الجزائر‬
‫و انصبه تمثا ًل‪ ..‬الها امطر الدنيا بشائر!‬
‫فسالحنا مطر السماء ‪ ،‬و ليس مو ًات أأو مخاطر‬
‫فلينبت الزيتون ‪ ،‬و ليزرع زهور الحب في قلب الحرائر‬
‫و ليخمر الخبز المملح ابلكرامة و المفاخر‬
‫و ليحرس الشطأآن من ريح يحركها مغامر!‬
‫اإن الملفوظات التالية‪( :‬مسدس‪ ،‬اثئر‪ ،‬المدفع الرشاش‪ ،‬العينين‪ ،‬الشفتين‪ ،‬تمثا ًل‪ ،‬بشائر‪ ،‬مطر السماء‪،‬‬
‫الزيتون‪ ،‬الحب‪ ،‬الكرامة‪ ،‬المفاخر‪ ،‬مغامر‪ )...‬في هذه القصيدة يمكن اعتبارها مجرد وسائط نحو مخاطب مشارك‬
‫‪193‬‬
‫مختار حسيني‬

‫مؤهل هو القارئ العربيي الثائر‪ ،‬الذي أأدرك فضاعة الس تعمار وعانى الظلم والستبداد‪ ،‬وتجرع الشعور ابلقهر‬
‫والس تعباد‪ ،‬فتتكشف من خالل ملفوظات الشاعر أأمام عينيه ممارسات المس تعمر وما تضج به مشاعر الثائرين‪،‬‬
‫وتتجسد عبرها روح الصمود والس تعداد للتضحية بكل شيء في سبيل تحقيق الحرية ونيل الكرامة‪ ،‬ذلك أأن "التلفظ‬
‫ل يقوم على المتلفظ وحده‪ ،‬بل يأأتي التفاعل في المقام ا ألول[‪ ]...‬وحتى المناجاة ‪ Monologue‬يمكن اعتبارها ‪-‬‬
‫رغم مظهرها‪ -‬نوعا من أأنواع الحوار والذي يعد بنية أأساس ية" يقوم عليها النص ابعتباره خطااب‪ .‬وربما ع ّد النص‬
‫الشعري "ا ألوراس" في هذا النوع من الخطاابت ابعتباره صادرا عن متكلم واحد هو محمود درويش‪ ،‬خاصة من‬
‫وجهة نظر الشعراء المعاصرين الذين لم يعد لديهم الشعر انقال للواقع‪ ،‬بل أأصبح "ينقل الشعور والنفس والرؤية‬
‫(الذات)" وهو ما يجعل منه ‪ -‬ابصطالح محللي الخطاب ‪ -‬خطااب أأحادي الكالم أأو مونولوجيا (‪)Monologal‬‬
‫بتعبير " أأوريكيوني" صادرا عن متكلم واحد بمعنى أأنه ل يس تدعي جوااب وتداول حواراي بين طرفي الخطاب‪.‬‬
‫اإن قول درويش‪ " :‬أأوراس ! اي خبزي و ديني ‪ ..‬اي عبادة كل اثئر!" ينم عما تمثله الثورة على المستبد ونيل‬
‫الحرية واسترجاع ا ألرض من قيمة في وجود الإنسان‪ ،‬فال عيش بغير حرية‪ ،‬ول دين ول كرامة بغير أأرض‪ ،‬ويعكس‬
‫ما تمثله الثورة الجزائرية في نفوس ا ألحرار والثائرين في كل بقاع ا ألرض من رمزية وإالهام ودروس وأآمال‪ ،‬اإل أأن ما‬
‫يجب التأأكيد عليه في هذه التأأويالت أأنها ل تنفصل عن مقتضيات س ياق التلقي الذي يؤطران بوصفنا متلقين‬
‫للخطاب‪ ،‬ويندرج فيه أأيضا تجاربنا المتواضعة مع النصوص‪ ،‬واعتبارات الفرق بين التأأويل في زمنين؛ الماضي‬
‫والحاضر‪ ،‬و أأنه ل بد من اإقامة عالقة بين أأفق الإبداع و أأفق التلقي‪ ،‬و أأن رجوعنا اإلى الماضي في شكل تفاعل خطابيي‬
‫نبتعد فيه عن س ياق التلفظ مسافات أأمر مشروع‪ ،‬بل ضرورة حتمية‪ ،‬ألنها تساعد على الفهم‪ ،‬وعلى اندماج ا ألفقين‪،‬‬
‫مما يعطي للنص حداثته‪ ،‬ويس تطيع بفعله الطرفان التفاعل وتحقيق بناء المعنى بشكل مشترك‪.‬‬
‫‪ -‬التحليل وقوانين الخطاب في القصيدة‪:‬‬
‫اإن تحليل الخطاب هو "تحليل اس تعمال اللغة"‪ 28‬فهو ل يكتفي ابلتحليل اللغوي للنص أأو التحليل النفسي‬
‫أأو الجتماعي لمحتواه‪ ،‬بل يعمل على تحليله في اإطار اجتماعي بعينه‪ ،‬وابإسهام العلوم الإنسانية‪ ،‬ابعتباره تخصصا‬
‫يقف في مفترق طرق العلوم الإنسانية‪ ،‬حيث يوجد محللون للخطاب هم اب ألحرى علماء اجتماع‪ ،‬وأآخرون هم‬
‫اب ألحرى لسانيون‪ ،‬والبعض الآخر علماء نفس‪ 29‬ولذلك س نحاول في هذا المس توى من التحليل عدم الكتفاء بتحليل‬
‫الملفوظات بناء على مكوانتها وبنائها اللغوي‪ ،‬بل س نعمل على مقاربتها في اإطار س ياقي ينظر فيه اإلى العناصر اللسانية‬
‫ضمن تفاعلها مع العناصر الخارج لسانية ‪ Extra-linguistipue‬وتعتبر فيه العالقة بين المبدع والمتلقي من أأهم‬
‫أليات التحليل التي ي ُتوسل بها اإلى اإدراك المعنى‪.‬‬
‫سنس تعين في تحليلنا لخطاب درويش الشعري بقوانين الخطاب مثلما سماها ديكرو‪ ،30‬وصاغها في كتابه‪:‬‬
‫» ‪ « Le dire et le dit‬وفي مقال له بعنوان "قوانين الخطاب" في مجلة‪31Langue française :‬‬
‫واعتمدها "دومنيك منغينو" فيما بعد‪ 32‬ذلك أأنه تصنيف يس تجيب في نظران لخصوصية الخطاب ا ألدبيي‪ ،‬أأما قواعد‬
‫"بول غرايس"‪ 33‬فرغم أأس بقية صاحبها واعتباره أأول من صاغ المبد أأ‪ ،‬وك ُّل من جاء بعده اإنما توسع فيه أأو أأعاد‬
‫صياغته أأو أأحدث فيه شيئا من التعديالت‪ 34‬فاإنها قواعد حوارية اب ألساس‪ ،‬سعت اإلى نمذجة جميع أأنواع الخطاابت‪،‬‬
‫أأما قوانين "منغينو"؛ مثلما صاغها في كتابه‪" :‬تداولية الخطاب ا ألدبيي" (‪Pragmatique pour le‬‬
‫‪ )discourslittéraire‬فهيي قوانين تنزع اإلى النظرة التكاملية للخطاب واس تدراك النقائص في جميع ما صيغ من‬
‫قواعد‪ .‬ونحن اإذ نعتمد هذه القواعد ف ألنها تُمث ّل ما ينتظره المتلقي من المبدع‪ ،‬بوصفها مبادئ تأأويل أأكثر من كونها‬
‫يوظفها في‬‫يوظفها احتراما وخرقا‪ ،‬والمتلقّي ّ‬
‫قواعد معياريَّة أأو قواعد سلوك‪ 35‬و ألن كال الطرفين يوظفانها‪ ،‬فالمبدع ّ‬
‫التأأويل‪.‬‬
‫‪ -‬مس توايت التخاطب عند "ديكرو"‪:‬‬
‫يحدد "ديكرو" في الخطاب ثالثة مس توايت‪:‬‬
‫‪ -‬المس توى المنطوق‪ :‬وهو ذلك المعنى الذي يصرح به المتكلم من خالل الدللة المباشرة للملفوظ‪.‬‬
‫‪ -‬المقتضى‪ :‬ويتعلق بتلك القاعدة الفتراضية المس بقة والمشتركة بين المتخاطبين‪ ،‬التي يُبنى عليها التفاعل‬
‫الخطابيي بينهما‪ .‬وتس تفاد من النص دون الس ياق‪.‬‬
‫‪194‬‬
‫العالقة بين المبدع والمتلقي ضمن س ياق الخطاب الشعري‪ ،‬قصيدة الأوراس لمحمود درويش أأنموذجا‬

‫المخاطب بتأأويلها ونس بة قصديتها اإلى الباث‪،‬‬ ‫‪ -‬المفهوم‪ :‬ويتعلق ابلمعاني المضمرة في الملفوظات‪ ،‬والتي يقوم َ‬
‫بله تلك التي اقتضتها البنية اللغوية للملفوظات‪ ،‬ويس تفاد من النص والس ياق معا‪ .‬يقول محمود درويش‪:‬‬
‫افتح ذراعك للجزائر‬
‫و احضن مسدس كل اثئر!‬
‫المدفع الرشاش في الحضان يحفظ ‪ ..‬في المحاجر‬
‫خبئه في العينين ‪ ..‬في الشفتين‪ ..‬في قلب الجزائر‬
‫و انصبه تمثا ًل‪ ..‬الها امطر الدنيا بشائر!‬
‫فسالحنا مطر السماء ‪ ،‬و ليس مو ًات أأو مخاطر‬
‫فلينبت الزيتون ‪ ،‬و ليزرع زهور الحب في قلب الحرائر‬
‫و ليخمر الخبز المملح ابلكرامة و المفاخر‬
‫و ليحرس الشطأآن من ريح يحركها مغامر!‬
‫أأما منطوق الملفوظ فهو ما تفيده البنية اللغوية لهذه ا ألبيات دون انفصال عن غيرها من أأجزاء القصيدة‪ ،‬وهو‬
‫هنا الس تبشار والفرح بلثورة الجزائر ومباركتها‪ ،‬والعتزاز بما صنعته من أأحداث وخطته من أأمجاد‪ ،‬وفيها الدعوة اإلى‬
‫احتضان سبب النصر ووس يلته وهو السالح‪ ،‬و أأنه صانع الكرامة و أأداة كتابة التاريخ وا ألمجاد‪ ،‬و أأن هذه الدعوة ليست‬
‫اإرهااب أأو دعوة للقتل وإازهاق ا ألرواح‪ ،‬وإانما هي استرجاع للحق ابلقوة التي بمثلها سلبت الحقوق واس تبيحت المحارم‪.‬‬
‫أأما القتضاء الذي يتعلق ابلمشترك بين المتخاطبين‪ ،‬والذي تتولد دللته في اإطار التفاعل الخطابيي بين الباث‬
‫والمتلقي فهو تعطش الشاعر اإلى الحرية وتعظيمه ألس باب تحقيقها‪ ،‬ودعوته لسترجاع الوطن ابلقوة مثلما سلب‬
‫ابلقوة‪ ،‬و أأن ذلك حق شرعي عار من أأي دعوة ل إالرهاب أأو العنف‪ ،‬و أأن شجرة للحرية ل بد أأن تسقى بدماء ا ألحرار‬
‫كي تنبت وتزهر وتثمر‪ ،‬و أأن الس ياسة أأثبتت فشلها في استرجاع ا ألوطان‪ ،‬و أأن الجزائر خير دليل على صحة هذا‬
‫المذهب‪ ،‬وصدق هذا العتقاد‪.‬‬
‫أأما المفهوم من ا ألبيات فمفادها أأن وطن الشاعر مسروق منه ومغتصب‪ ،‬و أأن دماء الثورة تسري في قلب‬
‫الشاعر وجوارحه‪ ،‬و أأنه عاشق للحرية‪ ،‬داع للثورة ضد الستبداد‪ ،‬و أأنه يعتبر الجزائر وثورتها قبلة لكل اثئر‪ ،‬وقدوة‬
‫لكل بلد واقع تحت نير الس تعمار‪ ،‬يتجرع أأبناؤه مرارة الظلم‪ ،‬ويئنون تحت وطأأته‪ ،‬و أأنه ل سبيل للتحرر اإل سبيل‬
‫ا ألوراس ورمزيته‪ ،‬و أأن موازين القوة ل وجود لها مع ا إلرادة والحق‪ ،‬و أأن على الفلسطينيين أأن يسلكوا سبيل الثورة‬
‫الذي سلكته الجزائر كي يتحرروا‪ ،‬و أأن ا ألوراس ضرب المثال الواقعي لما يمكن أأن تفعله الثورة والإيمان ابلوطن‪،‬‬
‫و أأن ذلك لم يعد حلما أأو تنظيرا بعيدا عن الواقع‪ ،‬أأو موازنة يخشى أأن تكون مجرد اإنشاء تجول في رحابه السحرية‬
‫ا ألقالم‪ ،‬وتحلق في خياله ا ألحالم‪ ،‬أأو مغامرة ل يتوقع المحللون نتائجها‪ ،‬وإانما هي حقيقة وواقع‪ ،‬بل هي كما قال أأبو‬
‫تمام‪:‬‬
‫نباء ِم َن ال ُك ُت ِب***في َح ِّد ِه ال َح ُّد ب َ َين الجِ ِّد َوالل َّ ِع ِب‪36‬‬
‫ُ ً‬ ‫أ‬‫َ‬ ‫ق‬ ‫صدَ‬‫أ‬‫َ‬ ‫يف‬‫ُ‬ ‫الس‬
‫َّ‬
‫والثابت أأن "عملية التخاطب في النص الشعري عملية معقدة متشابكة ا ألطراف‪ ،‬تتعلق بجانب متحقق‬
‫داخل النص أأو خارجه‪ ،‬وجانب افتراضي يحتاج معه إالى قارئ حذق يخرج النص من الموجود ابلقوة إالى الموجود‬
‫ابلفعل‪ ،‬ويتم هذا عبر ا ألنظمة التواصلية الشعرية التي تجمع بين ا إليقاع والتخييل‪ ،‬يرتبط هذا النظام بقنوات التواصل‬
‫الكتابية والشفاهية ارتباطا تداوليا"‪ 37‬حيث يكون التبلبغ ابلنس بة لطرفي الخطاب فعال خطابيا يسعى إالى تغيير‬
‫س ياق التلفظ‪ ،‬وهذا يحصل خاصة بفضل الس تنباطات التي يقوم بها المتلفظ المشارك"‪ 38‬فعن طريق ما يحمله‬
‫الملفوظ من معلومات جديدة وما يس تنبطه المتلقي من أأقوال مضمرة (‪ )Sous-entendus‬يتغير الس ياق ويحدث‬
‫التفاعل‪ ،‬وكلما تغير الس ياق حدثت المالءمة بينه وبين الملفوظات‪ ،‬على أأن تتميز المعلومات الجديدة بميزتين؛‬
‫أأولهما الجدة فال تكون متكررة‪ ،‬واثنيتهما وجود عالقة بينها وبين المعلومات السالفة‪ ،‬فال تكون منبتَّة‪.‬‬
‫ومما س بق يتبين أأن قوانين الخطاب تقوم في جوهرها على صياغة جملة من القواعد التي يسعى المتخاطبون‬
‫إالى احترامها وتحقيقها ألجل غاية هي إانجاح عملية التواصل وتحقيق التفاعل اللغوي بين المتخاطبين‪ ،‬وهي من أأهم‬
‫‪195‬‬
‫مختار حسيني‬

‫المفاهيم في تحليل الخطاب‪ ،‬كما أأنه مفهوم واسع يس تدعي الكثير من القضااي كالستراتيجيات الخطابية والتداول على‬
‫الكالم ومراعاة الس ياق الذي لم يعد مجرد حالة لفظ‪ ،‬وإانما هو على ا ألقل متوالية من أأحوال اللفظ‪ ،‬ل تظل المواقف‬
‫فيها متماثلة في الزمان وإانما تتغير‪ ،‬ليصبح "كل س ياق هو عبارة عن اتجاه في مجرى ا ألحداث"‪.39‬‬
‫و ألن اهتمامنا في هذه البحث منصب على الخطاب ا ألدبيي عموما وعلى الخطاب الشعري بوجه خاص‪ ،‬فقد‬
‫اقتصران من قوانين الخطاب على ما يخدم الخطاب الشعري وعلى التفاعل الخطابيي فيه والذي له خصوصياته التي‬
‫تفرض طريقة تعامل خاصة‪ .‬اإذ يمكن القول إان نص محمود درويش "قصيدة ا ألوراس" بوصفه خطااب أأدبيا "يحترم من‬
‫القواعد ما يبقي على تداوليته‪ ،‬ويخرق من القواعد ما يتيح جماليته"‪ ،40‬ويمكننا اعتبار ما سميناه سابقا ابلوسائط أأداة‬
‫للتوجه نحو مخاطب مشارك مؤهل هو القارئ العربيي‪ ،‬الذي من أأجله أأنتج المتلفظ خطابه‪ ،‬دفعا به نحو الثورة‬
‫والتغيير‪ ،‬ومن ّثم ف إان "القواعد التداولية للمخاطبة الشعرية تقوم على التفاعل بين فعلين هما القراءة والكتابة‪ ،‬كما أأن‬
‫تحقق الكتابة فعليا يتعلق بجانبين هما‪ :‬القول ومعرفة تشعباته و أأوجهه واضرب اس تعماله‪ ،‬وتمكن براعة الشاعر في‬
‫القدرة على افتراض غاايت المخاطب وربطها بمقاصد القول التي تصلح لتلك الحالة"‪41‬‬
‫‪ -‬خاتمة‪:‬‬
‫اإن العالقة بين المبدع والمتلقي تخضع لتفاق ضمني بين هذين الطرفين‪ ،‬فالفعل البداعي الفني يقتضي وجود‬
‫متلق‪ ،‬وقيام المتلقي ابلفعل التأأويلي والجتهاد فيه تجعلهما طرفين متشاركين في بناء معاني الملفوظ‪ ،‬ا ألول ابلبناء‬
‫والثاني ابإعادة البناء‪ ،‬وفي ذلك نوع من العقد الذي يسمح للطرفين بتبادل ا ألدوار‪ ،‬و أأن يعترف الواحد منهما ابل آخر –‬
‫كما يقول منغينو‪ -‬ومن منظور الذات المؤولة فاإنه ما يسمح بفهم فعل تواصلي فهما جزئيا حتى قبل أأن يدرك تفاصيله‪،‬‬
‫مما يعني تعلق العقد بمفهوم جنس الخطاب‪ ،‬فبمجرد أأن نعتبر مدونة دراستنا شعرا س ياس يا قاله محمود درويش في‬
‫الثورة الجزائرية نكون قد فهمنا جزئيا الخطاب من خالل تأأطيران اإايه‪.‬‬
‫اإن المشاركين في التلفظ ‪ -‬في تصوران للمدونة ‪ -‬هما‪ :‬المبدع (محمود درويش) والمتلقي المؤول‪ ،‬وهذان‬
‫الطرفان يدخالن بطريقة تلقائية في عقد ضمني يحقق نجاح التخاطب‪ ،‬يتعلق جانب من هذا العقد ابلمتلفظ‬
‫(الشاعر) الذي يُبِين عن محتوى خطابه‪ ،‬والشاعر هنا يتحدث ‪-‬كما ر أأينا‪ -‬عن الثورة الجزائرية عموما ورمزها‬
‫"ا ألوراس"‪ ،‬ويرسل اإلى هؤلء الشهداء تحية اإجالل وإاكبار‪ ،‬و أأنهم صناع التاريخ الحقيقيين‪ ،‬وليس الساسة أأو تجار‬
‫الكالم‪.‬‬
‫ويلتفت الشاعر اإلى الش باب القراء داعيا اإايهم اإلى أأخذ الدروس من الشهداء‪ ،‬و أأن يسلكوا سبيل النصر كما‬
‫سلكوه‪ ،‬ويطهروا ا ألرض من جيل الخياانت والعمولت‪ ،‬ليلعب الشاعر دور الموجه‪ ،‬المدرك لحقيقة ا ألمور‪،‬‬
‫الفاحص لحقيقة الستبداد وواقع ا ألوطان ومواطن الداء فيها‪ ،‬واصفا بعد ذلك سبيل النصر‪ ،‬ووسائل استرجاع‬
‫الحرية والكرامة‪ ،‬وهو ول شك بعد مقامي يطابقه عقد التخاطب‪ ،‬الذي يتعلق بدور الشاعر‪ ،‬والبعد الثاني اتصالي‬
‫يطابقه عقد الكالم الذي تحدده طبيعة عقد التصال‪ ،‬فالشاعر من حقه توجيه قرائه‪ ،‬وهم من واجبهم فهم رسالته‪،‬‬
‫ومن ثم تحقيقها‪ .‬فالمتلفظ المبدع (الشاعر) عليه أأن يكون في مس توى ما ينتظره منه المتلقي (المتلفظ المشارك)‪،‬‬
‫وعلى المتلقي الإسهام في التفاعل ابلس تجابة لما ينتظره المتلفظ‪ ،‬ليصبح بذلك هذا العقد في حد ذاته نوعا من‬
‫التعاون‪.‬‬
‫اإن ما سمح لنا بهذه النظرة للخطاب الشعري "ا ألوراس" وللتفاعل الخطابيي و ألطرافه المشاركة‪ ،‬والعقد‬
‫الذي دخلت فيه‪ ،‬هو اعتباران هذه القصيد َة متوالي ًة خطابية واحدة ‪ Séquence discursive‬أأي وحدة نصية ذات‬
‫مس توى أأدنى من النص المنظور اإليه في شموليته‪ ،‬كما يمكننا تصنيف مدونتنا على أأنها متوالية وصفية مهيمنة‪ ،‬تتعلق‬
‫برمزية ا ألوراس في الثورة الجزائرية‪ ،‬وتندرج تحتها متوالية حجاجية تدعم ر أأي الشاعر فيما ذهب اإليه‪ ،‬وبين‬
‫المتواليتين مبادلت ‪ Transactions‬على درجة كبيرة من النسجام الدللي والتداولي‪ ،‬غايتها تحقيق فعل كالمي‬
‫كلي‪ ،‬ينضوي تحت قسم التوجيهيات‪ ،‬محتواه القضوي هو تمجيد الثورة الجزائرية والدعوة اإلى الهتداء بهذاها في‬
‫سبيل التحرر والنعتاق من ربقة الستبداد والس تعباد‪ ،‬وقوته الإنجازية هي توجيه أأحرار العالم اإلى التمثل بما فعله‬
‫ثوار الجزائر و أأخذ الدروس والعبر من ثورة ا ألوراس وما حققته من انتصار اتريخي‪ ،‬أأثبت أأنه ل سبيل اإلى الحرية اإل‬
‫الثورة والدماء‪.‬‬
‫‪196‬‬
‫العالقة بين المبدع والمتلقي ضمن س ياق الخطاب الشعري‪ ،‬قصيدة الأوراس لمحمود درويش أأنموذجا‬

‫‪ -‬هوامش البحث‪:‬‬

‫‪ - 1‬أأدونيس‪ ،‬الثابت والمتحول‪ ،‬صدمة الحداثة وسلطة الموروث الشعري‪ ،‬دار الساقي‪ ،‬ط‪ ،0772 ،8‬ج‪ ،4‬ص‪020‬‬
‫‪ - 2‬أأدونيس‪ ،‬زمن الشعر‪ ،‬دار العودة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،0708 ،2‬ص‪7‬‬
‫‪ - 3‬القشيري (عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك)‪ ،‬لطائف الإشارات‪ ،‬تح‪ :‬اإبراهيم البس يوني‪ ،‬الهيئة المصرية للكتاب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.007/0 ،2‬‬
‫‪ 4‬لطفي فكري محمد الجودي‪ ،‬النص الشعري بوصفه أأفقا تأأويليا "قراءة في تجربة التأأويل الصوفي عند محي الدين بن عربيي"‪ ،‬مؤسسة المختار‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،0700 ،0‬ص‪01‬‬
‫‪ - 5‬ينظر‪ :‬عبد القادر فيدوح‪ ،‬فن التأأويل بين الفلسفة الإسالمية والفلسفة الغربية‪ https://fidouh.com ،‬زايرة الموقع بتاريخ‪0700/70/00 :‬‬
‫‪ - 6‬حوار مع محمود درويش أأجراه الناقد اللبناني محمد دكروب‪ ،‬ونشرته مجلة الطريق عام ‪ 0728‬في موسكو‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫‪ https://atlasjournal.wordpress.com/2016/11/18‬تمت زايرة الموقع بتاريخ‪.0700/72/02 :‬‬
‫‪ -7‬نسيب نشاوي‪ ،‬مدخل اإلى دراسة المدارس ا ألدبيّة في الشّ عر العربيي المعاصر‪ ،‬التباعية‪ ،‬الرومانس ية‪ ،‬الواقعيّة‪ّ ،‬الرمزية‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪ ،0784 ،0‬ص‪.241‬‬
‫‪ - 8‬سيرفوني جان‪ ،‬الملفوظيّة‪ ،‬تر‪ :‬قاسم المقداد‪ ،‬منشورات ات ّحاد الكتّاب العرب‪ ،0778 ،‬ص‪070‬‬
‫‪ - 9‬ينظر‪ :‬حمداوي جميل‪ ،‬المقاربة التداولية في ا ألدب والنقد‪ ،www.diwanalarab.com ،‬تمت زايرة الموقع في‪0700/70/00 :‬‬
‫‪ - 10‬موقع بلخير عمر ‪ omarbelkheir.wordpress.com‬تمت زايرة الموقع في‪0700/70/00 :‬‬
‫‪ 11‬ينظر‪ :‬نواف أأبو ساري‪ ،‬محمود درويش قراءة في قصيدة ا ألوراس‪ ،‬مجلة منتدى ا ألس تاذ المدرسة العليا ل ألساتذة‪ ،‬ع‪ ،0‬أأفريل ‪0772‬‬
‫‪ - 12‬سلمى خضراء الجيوسي‪ ،‬مجلة عالم الفكر‪ ،‬الكويت‪ ،‬مج‪ ،4‬ع‪ ،0‬سبتمبر ‪ ،0702‬ص‪02‬‬
‫‪ - 13‬علوي حافظ اإسماعيلي‪ ،‬التداوليات علم اس تعمال اللغة‪ ،‬عالم الكتب الحديث‪ ،‬ا ألردن‪ ،‬ط‪ ،0700 ،0‬ص‪4‬‬
‫تطور علم اللغة منذ ‪0707‬م‪ ،‬تر‪ :‬سعيد حسن بحيري ‪ ،‬مكتبة زهراء الشّ رق‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪ ،0770 ،0‬ص‪200‬‬ ‫‪ - 14‬هلبش جرهارد‪ّ ،‬‬
‫‪ - 15‬ينظر‪ :‬الطائي معن‪ ،‬التداولية والنظرية النقدية‪ www.startimes.com ،‬بتاريخ‪0700/70/02 :‬‬
‫‪ - 16‬ينظر‪ :‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪17- Orecchioni. C.K, L’énonciation, Armond Colin, Paris, 3éd, 2006, p30.‬‬
‫‪ - 18‬حمداوي جميل‪ ،‬المقاربة التداولية في ا ألدب والنقد‪ ،‬م‪.‬س‬
‫‪ - 19‬منغينو دومنيك‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪02‬‬
‫‪ -20‬انظم عودة خضر‪ ،‬ا ألصول المعرفية لنظرية التلقي‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،0770 ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪14‬‬
‫‪ -21‬ينظر‪ :‬محمد عبد الناصر‪ ،‬نظرية التلقي بين ايوي وأآيزر‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،0770 ،‬ص‪0‬‬
‫‪ -22‬تومبكنز جين‪ ،‬نقد اس تجابة القارئ‪ ،‬تر‪ :‬حسن انظم وعلي حاكم‪ ،‬مطبوعات المجلس ا ألعلى للثقافة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،0777 ،‬ص‪07‬‬
‫‪23 - Maingueneau.D, Les termes clés de l'anayse du discours, Seuil, Paris, 1996, p37‬‬
‫‪ - 24‬أأحمد عبد المعطي حجازي‪ ،‬ديوان أأحمد عبد المعطي حجازي‪ ،‬دار العودة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،0780 ،2‬المقدمة‪.‬‬
‫‪ - 25‬وضده حواري ‪( Dialogique‬وليس ‪ Dialogal‬الذي يعني تعدد المتكلمين) ويس تعمل مصطلح ‪ Dialogique‬أأيضا للخطاابت الموجهة‬
‫اإلى الذات الشخصية ينظر‪Charaudeau.P et Maingueneau.D, Dictionnaire d’analyse du discours, Seuil, Paris, 1éd, :‬‬
‫‪2002, p179.‬‬
‫‪ -26‬ايوس‪ ،‬جمالية التلقي (من أأجل تأأويل جديد للنص ا ألدبيي)‪ ،‬تر‪ :‬رش يد بنجدو‪ ،‬مطبوعات المجلس ا ألعلى للثقافة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪،0‬‬
‫‪ ،0772‬ص‪10‬‬
‫‪ - 27‬شارودو ابتريك ومنغينو دومنيك‪ ،‬معجم تحليل الخطاب‪ ،‬تر‪ :‬عبد القادر المهيري وحمادي صمود‪ ،‬دار سيناترا‪ ،‬المركز الوطني للتّرجمة‪،‬‬
‫تونس‪ ،‬ط‪ ،0778 ،0‬ص‪020‬‬
‫‪ - 28‬منغينو دومنيك‪ ،‬المصطلحات المفاتيح لتحليل الخطاب‪ ،‬تر‪ :‬محمد يحياتن‪ ،‬منشورات الختالف‪ ،‬الجزائر‪ ،0771 ،‬ص‪7‬‬
‫‪ - 29‬منغينو دومنيك‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪07‬‬
‫‪ - 30‬ينظر‪Ducrot.O, Le dire et le dit, éd de Minuit, 1984, p25-33 :‬‬
‫‪ - 31‬ينظر‪, Les lois de discours, magazine: Langue française. N°42, 1979. La pragmatique p21-33.O.Ducrot :‬‬
‫‪ - 32‬ينظر‪Maingueneau.D, Pragmatique pour le discours littéraire, NATHAN, Paris, 2éd, 2001, p101 :‬‬
‫‪ - 33‬اإن التفاعل اللغوي ابعتباره سلوكا اجتماعيا يخضع لجملة من القواعد يعمل المتخاطبون على احترامها ألجل اإنجاح عملية التواصل وبلوغ‬
‫التواصل اللغوي مداه‪ ،‬وقواعد "غرايس" قواعد منظمة للخطاب بوجه عام (في مس توييه الحرفي (‪ )littéral‬أأو المباشر وغير الحرفي أأي‬
‫الس تلزامي (‪ .)implicatif‬سرحان اإدريس‪ ،‬التأأويل الدللي‪-‬التداولي للملفوظات وأأنواع الكفاايت المطلوبة في المؤول‪ ،‬التداوليات علم اس تعمال‬
‫اللغة‪ ،‬تنس يق وتقديم‪ ،‬حافظ اإسماعيلي علوي‪ ،‬عالم الكتب الحديث‪ ،‬ا ألردن‪ ،‬ط‪ ،0700 ،0‬ص‪022‬‬
‫‪ - 34‬مثل مبادئ التأأدب لروبين لكوف‪ ،‬ومبادئ الوجه لبراون وليفنسون‪ ،‬ومبادئ التأأدب ا ألقصى لليتش‪ .‬ينظر‪ :‬عبد الرحمن طه‪ ،‬اللسان‬
‫والميزان أأو التكوثر العقلي‪ ،‬المركز الثقافي العربيي‪ ،‬المغرب‪ ،‬ط‪ ،0778 ،0‬ص‪ ،028‬والشّ هري عبد الهادي بن ظافر‪ ،‬استراتيجيَّات الخطاب‬
‫مقاربة لغويَّة تداول َّية‪ ،‬دار الكتاب الجديدة المتّحدة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،0774 ،0‬ص ‪077‬‬
‫الطليعة ّ‬
‫للطباعة‬ ‫‪ - 35‬أآن روبول وجاك موشلر‪ ،‬التَّدَ اوليَّة اليوم‪ ،‬علم جديد في التَّو ُاصل‪ ،‬تر‪ :‬س يف الدّ ين دغفوس ومح ّمد الشيباني‪ ،‬دار َّ‬
‫والنَّشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪ ،0772 ،0‬ص‪10‬‬
‫‪ - 36‬الآمدي أأبو القاسم الحسن بن بشر‪ ،‬الموازنة بين شعر أأبيي تمام والبحتري‪ ،‬تح‪ :‬الس يد أأحمد صقر‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪17/0 ،4‬‬
‫‪ - 37‬ش يتر رحيمة‪ ،‬تداولية النص الشعري جمهرة أأشعار العرب نموذجا‪ ،‬أأطروحة دكتوراه‪ ،‬قسم اللغة العربية وأآدابها‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪،‬‬
‫ابتنة‪ ،0777-0778 ،‬ص‪041‬‬
‫‪ - 38‬منغينو دومنيك‪ ،‬المصطلحات المفاتيح لتحليل الخطاب‪ ،‬ص‪82‬‬
‫‪197‬‬
‫مختار حسيني‬

‫الس ياق‪ ،‬اس تقصاء البحث في الخطـاب الدّ للي والتّداولي‪ ،‬تر‪ :‬عبد القادر قينيني‪ ،‬دار اإفريقيا الشّ رق‪ ،‬المغرب‪ ،‬ط‪،0‬‬ ‫النص و ّ‬
‫‪ - 39‬دايك فان‪ّ ،‬‬
‫‪ ،0770‬ص‪018‬‬
‫‪ - 40‬ش يتر رحيمة‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪040‬‬
‫‪ - 41‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪041‬‬
‫‪ -‬قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬
‫‪ .0‬أأدونيس‪ ،‬الثابت والمتحول‪ ،‬صدمة الحداثة وسلطة الموروث الشعري‪ ،‬دار الساقي‪ ،‬ط‪ ،0772 ،8‬ج‪4‬‬
‫‪ .0‬أأدونيس‪ ،‬زمن الشعر‪ ،‬دار العودة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪0708 ،2‬‬
‫‪ .2‬الآمدي أأبو القاسم الحسن بن بشر‪ ،‬الموازنة بين شعر أأبيي تمام والبحتري‪ ،‬تح‪ :‬الس يد أأحمد صقر‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪ ،4‬ج‪0‬‬
‫‪ .4‬تومبكنز جين‪ ،‬نقد اس تجابة القارئ‪ ،‬تر‪ :‬حسن انظم وعلي حاكم‪ ،‬مطبوعات المجلس ا ألعلى للثقافة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪0777 ،‬‬
‫‪ .1‬الجيوسي سلمى خضراء‪ ،‬مجلة عالم الفكر‪ ،‬الكويت‪ ،‬مج‪ ،4‬ع‪ ،0‬سبتمبر ‪0702‬‬
‫‪ .2‬حجازي أأحمد عبد المعطي‪ ،‬ديوان أأحمد عبد المعطي حجازي‪ ،‬دار العودة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪0780 ،2‬‬
‫الس ياق‪ ،‬اس تقصاء البحث في الخطـاب الدّ للي والتّداولي‪ ،‬تر‪ :‬عبد القادر قينيني‪ ،‬دار اإفريقيا الشّ رق‪ ،‬المغرب‪،‬‬ ‫النص و ّ‬
‫‪ .0‬دايك فان‪ّ ،‬‬
‫ط‪0770 ،0‬‬
‫‪ .8‬عبد الرحمن طه‪ ،‬اللسان والميزان أأو التكوثر العقلي‪ ،‬المركز الثقافي العربيي‪ ،‬المغرب‪ ،‬ط‪0778 ،0‬‬
‫الطليعة ّ‬
‫للطباعة‬ ‫‪ .7‬روبول أآن وموشلر جاك‪ ،‬التَّدَ اول َّية اليوم‪ ،‬علم جديد في التَّو ُاصل‪ ،‬تر‪ :‬س يف الدّ ين دغفوس ومح ّمد الشيباني‪ ،‬دار َّ‬
‫والنَّشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪0772 ،0‬‬
‫‪ .07‬سرحان اإدريس‪ ،‬التأأويل الدللي‪-‬التداولي للملفوظات وأأنواع الكفاايت المطلوبة في المؤول‪ ،‬التداوليات علم اس تعمال اللغة‪ ،‬تنس يق‬
‫وتقديم‪ ،‬حافظ اإسماعيلي علوي‪ ،‬عالم الكتب الحديث‪ ،‬ا ألردن‪ ،‬ط‪0700 ،0‬‬
‫‪ .00‬سيرفوني جان‪ ،‬الملفوظيّة‪ ،‬تر‪ :‬قاسم المقداد‪ ،‬منشورات ات ّحاد الكتّاب العرب‪0778 ،‬‬
‫‪ .00‬شارودو ابتريك ومنغينو دومنيك‪ ،‬معجم تحليل الخطاب‪ ،‬تر‪ :‬عبد القادر المهيري وحمادي صمود‪ ،‬دار سيناترا‪ ،‬المركز الوطني‬
‫للتّرجمة‪ ،‬تونس‪ ،‬ط‪0778 ،0‬‬
‫‪ .02‬الشّ هري عبد الهادي بن ظافر‪ ،‬استراتيجيَّات الخطاب مقاربة لغويَّة تداوليَّة‪ ،‬دار الكتاب الجديدة المتّحدة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪0774 ،0‬‬
‫‪ .04‬ش يتر رحيمة‪ ،‬تداولية النص الشعري جمهرة أأشعار العرب نموذجا‪ ،‬أأطروحة دكتوراه‪ ،‬قسم اللغة العربية وأآدابها‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪،‬‬
‫ابتنة‪0777-0778 ،‬‬
‫‪ .01‬علوي حافظ اإسماعيلي‪ ،‬التداوليات علم اس تعمال اللغة‪ ،‬عالم الكتب الحديث‪ ،‬ا ألردن‪ ،‬ط‪0700 ،0‬‬
‫‪ .02‬القشيري عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك‪ ،‬لطائف الإشارات‪ ،‬تح‪ :‬اإبراهيم البس يوني‪ ،‬الهيئة المصرية للكتاب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،2‬ج‪0‬‬
‫‪ .00‬لطفي فكري محمد الجودي‪ ،‬النص الشعري بوصفه أأفقا تأأويليا "قراءة في تجربة التأأويل الصوفي عند محي الدين بن عربيي"‪ ،‬مؤسسة‬
‫المختار للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪0700 ،0‬‬
‫‪ .08‬منغينو دومنيك‪ ،‬المصطلحات المفاتيح لتحليل الخطاب‪ ،‬تر‪ :‬محمد يحياتن‪ ،‬منشورات الختالف‪ ،‬الجزائر‪0771 ،‬‬
‫‪ .07‬عبد الناصر محمد‪ ،‬نظرية التلقي بين ايوي وأآيزر‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪0770 ،‬‬
‫‪ .07‬انظم عودة خضر‪ ،‬ا ألصول المعرفية لنظرية التلقي‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،0770 ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‬
‫‪ .00‬نسيب نشاوي‪ ،‬مدخل اإلى دراسة المدارس ا ألدبيّة في الشّ عر العربيي المعاصر‪ ،‬التباعية‪ ،‬الرومانس ية‪ ،‬الواقعيّة‪ّ ،‬الرمزية‪ ،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪0784 ،0‬‬
‫‪ .00‬نواف أأبو ساري‪ ،‬محمود درويش قراءة في قصيدة ا ألوراس‪ ،‬مجلة منتدى ا ألس تاذ المدرسة العليا ل ألساتذة‪ ،‬الجزائر‪،‬ع‪ ،0‬أأفريل ‪0772‬‬
‫تطور علم اللغة منذ ‪0707‬م‪ ،‬تر‪ :‬سعيد حسن بحيري ‪ ،‬مكتبة زهراء الشّ رق‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪0770 ،0‬‬ ‫‪ .02‬هلبش جرهارد‪ّ ،‬‬
‫‪ .04‬ايوس‪ ،‬جمالية التلقي (من أأجل تأأويل جديد للنص ا ألدبيي)‪ ،‬تر‪ :‬رش يد بنجدو‪ ،‬مطبوعات المجلس ا ألعلى للثقافة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪،0‬‬
‫‪0772‬‬
‫المراجع الأجنبية‪:‬‬
‫‪01.‬‬ ‫‪Charaudeau.P et Maingueneau.D, Dictionnaire d’analyse du discours, Seuil, Paris, 1éd, 2002.‬‬
‫‪02.‬‬ ‫‪Ducrot.O, Le dire et le dit, éd de Minuit, 1984‬‬
‫‪00.‬‬ ‫‪Ducrot.O, Les lois de discours, magazine: Langue française. N°42, 1979. La pragmatique‬‬
‫‪08.‬‬ ‫‪Maingueneau.D, Pragmatique pour le discours littéraire, NATHAN, Paris, 2éd, 2001‬‬
‫‪07.‬‬ ‫‪Maingueneau.D, Les termes clés de l'anayse du discours, Seuil, Paris, 1996‬‬
‫‪27.‬‬ ‫‪Orecchioni. C.K, L’énonciation, Armond Colin, Paris, 3éd, 2006.‬‬
‫المواقع الإلكترونية‪:‬‬
‫ـ ‪ https://atlasjournal.wordpress.com/2016/11/18‬زايرة الموقع بتاريخ‪.0700/72/02 :‬‬ ‫‪.20‬‬
‫‪ ،www.diwanalarab.com‬زايرة الموقع بتاريخ‪0700/70/00 :‬‬ ‫‪.20‬‬
‫ــ ‪ https://fidouh.com‬زايرة الموقع بتاريخ‪0700/70/00 :‬‬ ‫‪.22‬‬
‫‪ www.omarbelkheir.wordpress.com‬زايرة الموقع بتاريخ‪0700/70/00 :‬‬ ‫‪.24‬‬
‫‪ www.startimes.com‬زايرة الموقع بتاريخ‪0700/70/02 :‬‬ ‫‪.21‬‬

‫‪198‬‬

You might also like