You are on page 1of 11

‫ملخص كتاب‬

‫مباحث في أجناس األدب العربي ومصادره‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫األدب‬
‫أوال‪ :‬المفهوم اللغوي لألدب‪:‬‬
‫وبتدبر الجذر اللغوي للفظة "أدب" في المعاجم التراثية يتضح لنا أنها دارت حول‬
‫معان عدة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫داللة الدعوة‪ ،‬جاء في المعاجم‪ :‬وأصل األدب‪ :‬الدعاء‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫داللة الجمع‪ ،‬ورد في معجم أساس البالغة‪ :‬وأدبهم على األمر‪ :‬جمعهم عليه‬ ‫‪‬‬
‫يأدبهم‪.‬‬
‫داللة الكثرة‪ ،‬ورد في اللسان والتاج‪ :‬وأدب البحر بالتحريك كثرة مائه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫داللة التربية والتهذيب‪ ،‬جاء في اللسان والتاج‪ :‬األدب‪ ،‬محركة‪ :‬الذي يتأدب به‬ ‫‪‬‬
‫األديب من الناس‪.‬‬
‫داللة الثقافة‪ ،‬جاء في التاج‪ :‬وإطالقه على علوم اللغة العربية مولد حدث في‬ ‫‪‬‬
‫اإلسالم‪.‬‬
‫اشتقاق المصطلح وتطور داللته عبر العصور األدبية‬
‫‪ ‬لفظة أدب مصدر سماعي للفعل الثالثي (أ َدب) واشتقاقه من شيئين‪ :‬يجوز أن‬
‫يكون من األدْب وهو العجب‪ ،‬ومن األدب مصدر قولك‪ :‬أدِب فالن القوم يأدبهم‬
‫أدبا ‪ ...‬إذا دعاهم‪.‬‬
‫‪ ‬ويرجح المستشرق " كارل نالينو" أن تكون الكلمة قد اشتقت من كلمة (دأب)‬
‫ومعناها العادة ثم جمع لفظ (دأب) على (آداب) ثم مضى زمن طويل كثر فيه‬
‫استعمال الجمع (آداب) دون المفرد (أدب) الذي نسيه الناس‪ ،‬وحين أرادوا‬
‫استعمال صيغة المفرد اشتقوا من ذلك الجمع المتداول صيغة مفرد جديدة هي‬
‫صيغة أدب‪.‬‬
‫‪ ‬ويرجح الدكتور شوقي‪ :‬أن تكون كلمة (أدب) قد انتقلت من معنى حسي‪ ،‬وهو‬
‫الدعوة إلى الطعام‪ ،‬إلى معنى ذهني وهو الدعوة إلى المحامد والمكارم‪.‬‬
‫التطور الداللي‪:‬‬
‫أما عن تطورها فلفظة (أدب) من األلفاظ التي مرت بتطورات عديدة‪ ،‬عبر عصور‬
‫أمتنا المختلفة‪ ،‬وإليك تتبعا لتلك المعاني والدالالت في العصور المختلفة‪:‬‬
‫في العصر الجاهلي(‪051‬ق‪.‬هـ ـــ ‪0‬هـ)‪:‬‬
‫معنى واضحا في الجاهلية‪ ،‬بل كانت تنحسر في مدلوالتها‬
‫ً‬ ‫لم تكن كلمة (أدب) تحمل‬
‫لتدل على معنى حسي ضيق‪ ،‬وهو الدعوة إلى الطعام‪ ،‬قال صخر الغي‪:‬‬
‫كأن قلوب الطير في قعر ع ِشها‪ ...‬نوى القسب ملقًى عند بعض المآدب‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫في عصر صدر اإلسالم (‪0‬هـ ـــ ‪01‬هـ)‪:‬‬
‫أما في عهد النبوة‪ ،‬فقد أخذت كلمة أدب معنى ذهنيا بدال من معناها الحسي وهو‬
‫المعنى التهذيبي الخلقي التربوي‪ ،‬حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم‪ " :‬أدبني‬
‫ربي فأحسن تأديبي"‪.‬‬
‫في العصر األموي (‪00‬هـ ـــ ‪031‬هـ)‬
‫وفي العصر األموي تطورت هذه اللفظة تدريجيا ومنطقيا فمن جاهليتها المادية‪ ،‬إلى‬
‫إسالميتها الخلقية‪ ،‬ثم كان اتساعها األموي نحو المعنى التعليمي‪ ،‬ودليل ذلك قول‬
‫معاوية‪" :‬يجب على الرجل تأديب ولده‪ ،‬والشعر أعلى مراتب األدب"‪.‬‬
‫في العصر العباسي (‪031‬هـ ــ ‪656‬هـ)‬
‫وفي العصر العباسي بدأت كلمة األدب تظهر في خضم االزدهار الثقافي وفي‬
‫تعبيرات الكتاب‪ ،‬فمنهم من وظفها في المعنى التهذيبي‪ ،‬ومنهم من اتسع بها لتشمل‬
‫كل المعارف التي ترقى باإلنسان‪ ،‬ومنهم من استعملها للداللة على معرفة أشعار‬
‫العرب وأخبارهم ولغتهم‪.‬‬
‫في عصر الدول المتتابعة (‪656‬هـ ــ ‪0303‬هـ)‬
‫ورثت اللفظة الدالالت الواردة في العصر العباسي من خلقي وتعليمي وتثقيفي‬
‫ومتخصص‪ ،‬وإن شاع المدلول التثقيفي نظرا لهيمنة النزعة التجميعية الموسوعية‬
‫في التأليف عصرئذ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المفهوم االصطالحي لألدب‪:‬‬
‫وقد أخذت الكلمة منذ أواسط القرن الماضي تدل على معنيين‪:‬‬
‫معنى عام‪ :‬والتي تطلق على كل ما يكتب باللغة من البحوث العلمية والفنون‪.‬‬
‫معنى خاص‪ :‬وهو األدب الخالص الذي ال يقصد به التعبير عن معنى من المعاني‬
‫فقط‪ ،‬بل يراد به أيضا أن يكون جميال بديعا مشتمال على تصور األخيلة الرقيقة‪،‬‬
‫والمعاني الدقيقة‪.‬‬
‫ولهذا اللفظ بهذا المعنى الخاص في االصطالح الحديث والمعاصر مجموعة من‬
‫المفاهيم المختلفة تعبيرا منها‪:‬‬
‫أنه‪ :‬الكالم اإلنشائي البليغ الذي يقصد به التأثير في عواطف القراء والمستمعين‪،‬‬
‫سواء أكان شعرا أم نثرا‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ثالثا‪ :‬أنواع األدب‪:‬‬
‫‪ ‬يقسم األدب تقسيمات عديدة؛ إذ ينقسم من حيث اإلبداع والدرس إلى‪:‬‬
‫‪ ‬األدب اإلنشائي‪ :‬وهو ذلك النص األدبي الذي يبدعه الفنان‪ ،‬والمعتمد على‬
‫عناصر رئيسة من لغة وأسلوب وتفكير وتصوير وتحليل‪.‬‬
‫‪ ‬األدب الوصفي‪ :‬وهو دراسة األدب اإلنشائي بالتفسير والتحليل والتقويم‪.‬‬
‫أو ينقسم إلى‪:‬‬
‫‪ ‬تاريخ األدب‪ :‬وهو الباحث في اإلنتاج اللغوي لعصر محدد زمانيا ومكانيا‪ ،‬معددا‬
‫المؤثرات المتبوعة فيه‪ ،‬محلال نثرها ونظمها‪ ،‬مبينا مدى رفعتها أو ضيعتها‪.‬‬
‫‪ ‬النقد األدبي‪ :‬وهو فن دراسة اآلثار األدبية‪ ،‬وإبراز قيمتها‪.‬‬
‫‪ ‬وينقسم من حيث كونه نصا مبدعا فقط إلى قسمين رئيسين هما‪ :‬الشعر والنثر‪.‬‬
‫الشعر‪:‬‬
‫تدور مادة شعر حول العلم والفطنة‪ ،‬يقول ابن فارس‪ :‬الشين والعين والراء أصالن‬
‫علم‪.‬‬
‫معروفان‪ ،‬يدل أحدهما على ثبات‪ ،‬واآلخر على ِعلم و َ‬
‫تعريفه‪" :‬هو قول مرزون مقفى يدل على معنى"‪.‬‬
‫أنواع الشعر‪:‬‬
‫وللشعر أربعة أنواع رئيسة هي‪:‬‬
‫‪ .0‬الشعر الغنائي(الوجداني)‪:‬‬
‫وهو القصائد الشعرية التي تطرق غرضا من األغراض‪ ،‬مثل‪ :‬المدح‪ ،‬والهجاء‪،‬‬
‫والرثاء‪ ،‬والغزل‪( ...‬وهو االتجاه السائد في الشعر العربي)‬
‫‪ .2‬الشعر القصصي(الملحمي)‪:‬‬
‫وهو الذي يروي سيرا وبطوالت تاريخية (وهذا النوع قليل في الشعر العربي)‬
‫‪ .3‬الشعر التمثيلي(المسرحي)‪:‬‬
‫وهو الذي يكتب ليقال على المسرح على لسان شخصيات ناطقة‪( .‬وهو أيضا قليل في‬
‫الشعر العربي)‬
‫‪ .0‬الشعر التعليمي(النظم)‪:‬‬
‫وهو الذي من خالله يتم عرض علم من العلوم‪ ،‬ليسهل فهمه وحفظه‪( .‬ولعل العرب‬
‫كانوا أكثر األمم عناية بالشعر التعليمي)‬

‫‪4‬‬
‫األنواع النثرية الحديثة‪:‬‬
‫‪ ‬المقالة‪:‬‬
‫تعد المقالة من أبرز ألوان النثر في األدب العربي‪ ،‬وخاصة االدب الحديث‪ ،‬وتتنوع‬
‫من حيث الموضوع إلى أنواع كثيرة منها السياسية والعلمية واألدبية واالجتماعية‬
‫والدينية واالقتصادية والرياضية‪...‬‬
‫‪ ‬القصة‪:‬‬
‫أحداث مثيرة تصور نمطا من الحياة أو احداثا معينة يشترك فيها الخيال‪ ،‬وتصاغ‬
‫بأسلوب مشوق يستهوي القارئ والمستمع‪.‬‬
‫والقص‪ :‬إن كان متوسطا يسمى قصة‪ ،‬وإن كان طويال سمي رواية‪ ،‬وإذا كان‬
‫قصيرا سمي قصة صغيرة‪ ،‬وإذا كان قصيرا جدا يسمى أقصوصة‪.‬‬
‫‪ ‬المسرحية‪:‬‬
‫هي‪ :‬فن أدبي يعرض حادثة أو مجموعة من الحوادث بواسطة ممثلين يقومون‬
‫بأدوارهم على خشبة المسرح أو يتخذون الحوار أساسا لعملهم‪.‬‬
‫والمسرحية إما أن تحكي حادثة مفجعة فتسمى "مأساة" أو مضحكة فتسمى "ملهاة"‪.‬‬
‫‪ ‬الترجمة‪:‬‬
‫هي‪ :‬نقل األفكار واألقوال من لغة إلى أخرى مع المحافظة على النص المنقول‪.‬‬
‫‪ ‬النقد األدبي‪:‬‬
‫هو‪ :‬تقدير النص األدبي تقديرا صحيحا وبيان قيمته ودرجته األدبية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫أعصار األدب العربي‪:‬‬
‫العلم المعني بأعصار األدب العربي هو تاريخ األدب‪ ،‬ويقصد بهذا العلم‪ :‬تطبيق‬
‫مناهج التعليم لوصف األدب في عصر أو في عصور متتالية عند شعب واحد أو‬
‫عدة شعوب مختلفة‪.‬‬
‫والتحقيق لألدب العربي جاء على ثالثة أنماط‪ ،‬مشارقة‪ ،‬مغاربة‪ ،‬محدثين‪ ،‬وذلك‬
‫على النحو التالي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تحقيق األدب المشرقي‪:‬‬
‫أكثر من أرخوا األدب العربي المشرقي وزعوا حديثهم عنه على ستة أحقاب‬
‫أساسية‪:‬‬
‫‪ ‬العصر الجاهلي (‪051‬ق‪.‬هـ ــــ ‪0‬هــ)‪:‬‬
‫من يبحثون في األدب الجاهلي ال يتغلغلون به إلى ما وراء قرن ونصف من البعثة‬
‫النبوية‪ ،‬وهي الحقبة التي تكاملت للغة العربية منذ أوائلها‪ ،‬والتي جاء بها الشعر‬
‫الجاهلي‪.‬‬
‫‪ ‬عصر صدر اإلسالم (‪0‬هـ ـــ ‪01‬هــ)‪:‬‬
‫ويمتد منذ ظهور الدعوة اإلسالمية في المدينة المنورة إلى نهاية الحكم الراشدي في‬
‫األربعين من الهجرة النبوية‪.‬‬
‫وينقسم هذا العصر إلى عهدين‪:‬‬
‫العهد النبوي‪ :‬ويبدأ من السنة األولى للهجرة النبوية إلى السنة ‪.11‬‬
‫العهد الراشدي‪ :‬ويبدأ منذ تولي سيدنا أبي بكر الصديق ــ رضي الله عنه ــ مقاليد‬
‫الخالفة في السنة ‪11‬هـ‪ ،‬وينتهي بوفاة سيدنا علي ـ رضي الله عنه ـ في ‪44‬هـ‪.‬‬
‫‪ ‬العصر األموي (‪00‬هـ ـــ ‪031‬هــ)‪:‬‬
‫ويبدأ منذ تأسيس سيدنا معاوية بن أبي سفيان ـ رضي الله عنهما ــ الخالفة االموية‬
‫في السنة ‪41‬هـ‪ ،‬وينتهي بوفاة مروان بن محمد آخر خليفة أموي في السنة ‪132‬هـ‪.‬‬
‫‪ ‬العصر العباسي (‪031‬هـ ــ ‪656‬هــ)‪:‬‬
‫فقد بدأ منذ تأسيس أبي العباس السفاح الخالفة العباسية في السنة ‪132‬هـ وينتهي‬
‫بمقتل الخليفة المستعصم في السنة ‪656‬هـ‪.‬‬

‫‪ ‬عصر الدول المتتابعة (‪656‬هـ ــ ‪0303‬هـ‪:).‬‬


‫‪6‬‬
‫ويبدأ عند أكثر الباحثين منذ سقوط الخالفة العباسية على أيدي التتار سنة ‪656‬هـ‬
‫وينتهي بتحرر العالم العربي من حكم الخالفة العثمانية سنة ‪.1313‬وينقسم إلى‬
‫عهدين‪:‬‬
‫العهد المملوكي‪646( :‬هـ ــ ‪)222‬‬
‫العهد العثماني‪222( :‬هـ ـــ ‪)1213‬‬
‫‪ ‬مفهوم األجناس األدبية‪:‬‬
‫يقصد بها القوالب الفنية العامة التي تفرق على الشعراء والكتاب مجموعة من‬
‫القواعد الفنية الخاصة بكل قالب على حدة‪.‬‬
‫‪ ‬األجناس الشعرية قديما وحديثا‬
‫تنقسم األجناس األدبية قسمين‪:‬‬
‫األول‪ :‬األجناس الشعرية‪ ،‬ومنها‪ :‬الملحمة‪ ،‬المسرحية‪ ،‬الحكاية على لسان الحيوان‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬األجناس النثرية‪ ،‬ومنها‪ :‬القصة والتاريخ والمناظرة والحوار‪.‬‬
‫األجناس الشعرية‪:‬‬
‫‪ ‬الملحمة‪ :‬هي قصة بطولة تحكي شعرا وتحتوي على أفعال غريبة خارقة‪.‬‬
‫خصائصها‪:‬‬
‫كثرة االستطرادات وعوارض األحداث‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الخلط بين الحقيقة والخيال‬ ‫‪‬‬
‫اعتمادها على أصول تاريخية ممتزجة باألساطير والخرافات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫قيامها على عنصر البطولة األسطورية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ومن أبرز المالحم‪:‬‬
‫األلياذة‪ :‬وهي ملحمة شعرية نظمها هوميروس ثم أضاف إليها بعضا من‬ ‫‪‬‬
‫األناشيد من عنده وظل يجول بها في اليونان‪ ،‬وأخذت تتناقلها األجيال حتى جاء‬
‫القرن الخامس قبل الميالد فأمر (بيرسترانس) حاكم آثينا بجمع األناشيد وتدوينها‬
‫األوديسا‪ :‬وهي الملحمة الثانية لهوميروس‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلنياذة‪ :‬ملحمة وطنية نظمها الشاعر الروماني (فرجيل) في السنين العشر‬ ‫‪‬‬
‫األخيرة من حياته بعد أن استقر سلطان األمبراطور الروماني (أوغسطس) على‬
‫إثر موقعة (أكتيوم)‪.‬‬
‫الكوميديا اإللهية‪ :‬هي ملحمة ذات طابع ديني رمزي إنساني للشاعر (دانتي)‬ ‫‪‬‬
‫وموضوعها رحلة الشاعر إلى العالم اآلخر يرافقه (فرجيل)‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ ‬ملحمة الفردوس المفقود‪ :‬وهي ملحمة ذات طابع ديني للشاعر اإلنجليزي‬
‫(ملتون) ونشرت عام ‪1667‬م في اثني عشر نشيدا‪.‬‬
‫‪ ‬المسرحية‪:‬‬
‫هي جملة أحداث يرتبط بعضها ببعض ارتباطا حيويا أو عضويا‪.‬‬
‫والمسرحية بألوانها المختلفة تفترق عن الملحمة والقصة معا في أنها ال تعتمد على‬
‫السرد أو الوصف بل على الحوار‪.‬‬
‫نشأتها وتطورها‪:‬‬
‫نشأت عن الشعر الغنائي‪ ،‬وتطورت الملهاة من شعر الهجاء‪ ،‬وتطورت المأساة من‬
‫شعر المدح‪ ،‬وكانت البداية ذات طابع ديني ترجع على أناشيد دينية غنائية‪ ،‬كانت‬
‫تنشدها (جوقة) وهي (الكورس) في أعياد (ديونيسوس) لتشيد بصفات ذلك اإلله‪ ،‬ثم‬
‫اكتسبت هذه األناشيد طابع مسرحيا بالتدريج‪.‬‬

‫مصادر األدب في العصور المختلفة‪:‬‬


‫‪ ‬البيان والتبيين للجاحظ‪051( :‬هـ ـــ ‪155‬هـ)‬
‫حياته‪:‬‬
‫اسمه عمرو بن بحر بن محبوب‪ ،‬وكنيته أبو عثمان‪ ،‬وشهرته الجاحظ‪ ،‬ولد بالبصر‬
‫‪6‬‬
‫ومكث بالبصرة زمانا يقتات فيها من كتبه‪ ،‬لكن البصرة ما لبثت أن ضاقت به‪،‬‬
‫فرحل عنها إلى بغداد وتردد على مجالس العلماء واألدباء‪ ،‬ووجد عند شيوخها ما لم‬
‫يجده عند أساتذته في البصرة‪ ،‬وفيها استطارت شهرته‪ ،‬وكان من رجال المعتزلة‪.‬‬
‫عاش جاحظ ما يزيد عن تسعين سنة‪ ،‬ولم يمت الجاحظ ضحية المرض‪ ،‬وإنما ذهب‬
‫شهيد الكتب‪ ،‬إذ كان من عادته أن يضعها كالحائط محيطة به‪ ،‬وهو جالس بينها‬
‫يقرأ‪ ،‬وانهالت عليه فقتله ولحدته ميتا بعد أن كان كانت شاغل حياته وسلوة عقله‬
‫عام‪255 :‬هــ‪.‬‬
‫مؤلفاته‪:‬‬
‫أحاط الجاحظ بأكثر ما عرف على أيامه من علوم ومعارف‪ ،‬ولم يترك علما إال‬
‫وضع فيه مؤلفا‪ ،‬وأربت مؤلفاته على ثالثمائة وخمسين‪ ،‬بين كتاب مطول ورسالة‬
‫مختصرة‪.‬‬
‫أهمية الكتاب‪:‬‬
‫يعد البيان والتبيين أحد المؤلفات الكبرى في علم األدب‪ ،‬كما يعد تقريبا أقدم المراجع‬
‫العربية التي تعرضت للبحث في نظرية الفن القولي الذي يتمثل في فن الخطابة وفن‬
‫الجدل والمنظرة وغيرهما من االشكال األدبية‪.‬‬

‫منهج الجاحظ في البيان والتبيين‪:‬‬


‫دأب الجاحظ في البيان والتبيين وغيره من مؤلفاته‪ ،‬أن يرسل نفسه على سجيتها‪ ،‬ال‬
‫يتقيد بنظام يترسمه‪ ،‬وال بمنهج يلتزمه‪ ،‬وقد قسم كتابه إلى ثالثة أجزاء مقسمة إلى‬
‫صدر وصلب‪ ،‬وتحدث تحت عناوين ثالثة‪ ،‬البيان والبالغة والخطابة‪ ،‬عن قضية‬
‫واحدة هي الكالم الجيد‪ :‬خطبة‪ ،‬أو جدال‪ ،‬أو حوارا أو قصصا‪.‬‬
‫البيان والتبيين في ميزان النقد‪:‬‬
‫لقد كان البيان والتبيين موضع تقدير من العلماء‪ ،‬وجعله ابن خلدون واحدا من‬
‫أركان األدب األربعة‪ :‬أدب الكاتب البن قتيبة‪ ،‬والكامل للمبرد‪ ،‬واألمالي ألبي علي‬
‫القالي‪ ،‬والبيان والتبيين للجاحظ‪.‬‬
‫ووصف كثير من المحدثين كتاب البيان والتبيين باالستطراد والميل إلى الخروج‬
‫كثيرا عن موضوعه األصلي‪.‬‬
‫‪ ‬األغاني ألبي الفرج األصفهاني (‪180‬هـ ـــ ‪356‬هـ)‪:‬‬
‫حياته‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد عربي قرشي من بني أمية‪ ،‬ولد بأصبهان‪،‬‬
‫وأجمع الرواة على أن مولده كان عام ‪264‬هـ في خالفة المعتضد بالله‪.‬‬
‫وقد انتقل إلى بغداد‪ ،‬وانصرف فيها إلى طلب العلم‪ ،‬ودرس على جلة من علماء‬
‫عصره‪ ،‬بينهم ابن دري‪ ،‬وابن األنباري‪ ،‬وكان حاد الذهن قوي الحافظة‪ ،‬فاستوعب‬
‫من علمهم الشيء الكثير‪ ،‬وتوفي في خالفة المطيع بالله عام ‪356‬هـ‪.‬‬
‫مؤلفاته‪:‬‬
‫عاش أبو الفرج األصفهاني اثنتين وسبعين سنة‪ ،‬كانت كلها حافلة بالتأليف والجد في‬
‫سبيل التحصيل العلمي‪.‬‬
‫أهمية كتاب األغاني‪:‬‬
‫يعد األغاني من خيرة ذخائر التراث العربي‪ ،‬وأجمع المؤرخون وأهل األدب على‬
‫أن األغاني نسيج وحده في هذا الباب‪ ،‬وأن كل كتاب في االدب جاء بعده كل عليه‪،‬‬
‫ولواله لضاع الكثير من أخبار الجاهلية وصدر اإلسالم وأيام بني أمية‪.‬‬
‫منهج األصفهاني في كتاب األغاني‪:‬‬
‫حدد منهجه في الكتاب بأنه‪ :‬نسب ما ذكره من األغاني إلى قائل شعره‪ ،‬وصانع‬
‫لحنه‪ ،‬وطريقته من إيقائه‪ ،‬وإصبعه التي ينسب إليها من طريقته‪ ،‬واشتراك ــ بين‬
‫المغنين إن كان فيه‪.‬‬
‫كتاب األغاني في ميزان النقد‪:‬‬
‫لكن يؤخذ على أبي الفرج األصفهاني أنه اهتم بسرد الجوانب اإلنسانية الضعيفة في‬
‫حياة الشعراء‪ ،‬وركز على جانب الخالعة والمجون في تصرفاتهم‪ ،‬وأهمل الجاد‬
‫الرزين المعتدل منها‪.‬‬

‫‪ ‬العقد الفريد ابن عبد ربه األندلسي (‪106‬هـ ــ ‪:)318‬‬


‫هو األديب الشاعر أبو عمر شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه القرطبي‬
‫األندلسي‪ ،‬أحد أعالم األندلس المشهورين‪.‬‬
‫ولد في قرطبة عام ‪246‬هـ وتوفي في جمادي األولى سنة ‪326‬هـ‪.‬‬
‫مؤلفاته‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫اشتهر ابن عبد ربه بكتابه العقد الفري‪ ،‬وله شعر رائق معجب طبع منه خمس‬
‫قصائد‪.‬‬
‫أهمية الكتاب‪:‬‬
‫نال كتاب العقد الفريد حظا وافرا من الشهرة ال يشاركه فيها إال كتاب األغاني‬
‫فضال عن كونه الكتاب الذي يعد األول من نوعه في األندلس‪.‬‬
‫محتوى العقد الفريد‪:‬‬
‫قسم صاحب العقد مؤلفه إلى خمسة وعشرين كتابا‪ ،‬في خمسة وعشرين فنا‪ ،‬ثم‬
‫تصوره عقدا مؤلفا من خمس وعشرين جوهرة كريمة‪.‬‬
‫منهجه‪:‬‬
‫وقد بين ابن عبد ربه منهجه الذي في أول كتابه فقال‪ :‬وقد ألفت هذا الكتاب‬
‫وتخيرت جواهره من متخير جواهر األدب‪ ،‬ولحصول جوامع البيان‪ ،‬فكان‬
‫جوهر الجواهر ولباب اللباب‪ ،‬وإنما لي فيه تأليف ألخبار وفضل االختيار‬
‫وحسن االختصار وفرش في صدر كل كتاب‪ ،‬وما سواه فمأخوذ عن أفواه‬
‫العلماء ومأثور عن الحكماء واألدباء‪.‬‬
‫كتاب العقد الفريد في الميزان‪:‬‬
‫فمما يؤخذ عليه أن حظ األندلس إذا قيس بما خص به الشرق اإلسالمي متواضع‬
‫قليل‪.‬‬
‫ويؤخذ عليه كذلك أنه ال يمحص االخبار وال يقف منها وقف الفاحص المدقق‪،‬‬
‫وإنما يعرضها كيفما تأتت له‪.‬‬
‫ويؤخذ عليه أيضا نظره في تقسيمه كتابه البن قتيبة في كتابه "عيون األخبار"‬
‫فاحتذى حذوه وسار على دربه‪.‬‬
‫انتهى‬

‫‪11‬‬

You might also like