Professional Documents
Culture Documents
1
األدب
أوال :المفهوم اللغوي لألدب:
وبتدبر الجذر اللغوي للفظة "أدب" في المعاجم التراثية يتضح لنا أنها دارت حول
معان عدة ،منها:
داللة الدعوة ،جاء في المعاجم :وأصل األدب :الدعاء.
داللة الجمع ،ورد في معجم أساس البالغة :وأدبهم على األمر :جمعهم عليه
يأدبهم.
داللة الكثرة ،ورد في اللسان والتاج :وأدب البحر بالتحريك كثرة مائه.
داللة التربية والتهذيب ،جاء في اللسان والتاج :األدب ،محركة :الذي يتأدب به
األديب من الناس.
داللة الثقافة ،جاء في التاج :وإطالقه على علوم اللغة العربية مولد حدث في
اإلسالم.
اشتقاق المصطلح وتطور داللته عبر العصور األدبية
لفظة أدب مصدر سماعي للفعل الثالثي (أ َدب) واشتقاقه من شيئين :يجوز أن
يكون من األدْب وهو العجب ،ومن األدب مصدر قولك :أدِب فالن القوم يأدبهم
أدبا ...إذا دعاهم.
ويرجح المستشرق " كارل نالينو" أن تكون الكلمة قد اشتقت من كلمة (دأب)
ومعناها العادة ثم جمع لفظ (دأب) على (آداب) ثم مضى زمن طويل كثر فيه
استعمال الجمع (آداب) دون المفرد (أدب) الذي نسيه الناس ،وحين أرادوا
استعمال صيغة المفرد اشتقوا من ذلك الجمع المتداول صيغة مفرد جديدة هي
صيغة أدب.
ويرجح الدكتور شوقي :أن تكون كلمة (أدب) قد انتقلت من معنى حسي ،وهو
الدعوة إلى الطعام ،إلى معنى ذهني وهو الدعوة إلى المحامد والمكارم.
التطور الداللي:
أما عن تطورها فلفظة (أدب) من األلفاظ التي مرت بتطورات عديدة ،عبر عصور
أمتنا المختلفة ،وإليك تتبعا لتلك المعاني والدالالت في العصور المختلفة:
في العصر الجاهلي(051ق.هـ ـــ 0هـ):
معنى واضحا في الجاهلية ،بل كانت تنحسر في مدلوالتها
ً لم تكن كلمة (أدب) تحمل
لتدل على معنى حسي ضيق ،وهو الدعوة إلى الطعام ،قال صخر الغي:
كأن قلوب الطير في قعر ع ِشها ...نوى القسب ملقًى عند بعض المآدب.
2
في عصر صدر اإلسالم (0هـ ـــ 01هـ):
أما في عهد النبوة ،فقد أخذت كلمة أدب معنى ذهنيا بدال من معناها الحسي وهو
المعنى التهذيبي الخلقي التربوي ،حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم " :أدبني
ربي فأحسن تأديبي".
في العصر األموي (00هـ ـــ 031هـ)
وفي العصر األموي تطورت هذه اللفظة تدريجيا ومنطقيا فمن جاهليتها المادية ،إلى
إسالميتها الخلقية ،ثم كان اتساعها األموي نحو المعنى التعليمي ،ودليل ذلك قول
معاوية" :يجب على الرجل تأديب ولده ،والشعر أعلى مراتب األدب".
في العصر العباسي (031هـ ــ 656هـ)
وفي العصر العباسي بدأت كلمة األدب تظهر في خضم االزدهار الثقافي وفي
تعبيرات الكتاب ،فمنهم من وظفها في المعنى التهذيبي ،ومنهم من اتسع بها لتشمل
كل المعارف التي ترقى باإلنسان ،ومنهم من استعملها للداللة على معرفة أشعار
العرب وأخبارهم ولغتهم.
في عصر الدول المتتابعة (656هـ ــ 0303هـ)
ورثت اللفظة الدالالت الواردة في العصر العباسي من خلقي وتعليمي وتثقيفي
ومتخصص ،وإن شاع المدلول التثقيفي نظرا لهيمنة النزعة التجميعية الموسوعية
في التأليف عصرئذ.
ثانيا :المفهوم االصطالحي لألدب:
وقد أخذت الكلمة منذ أواسط القرن الماضي تدل على معنيين:
معنى عام :والتي تطلق على كل ما يكتب باللغة من البحوث العلمية والفنون.
معنى خاص :وهو األدب الخالص الذي ال يقصد به التعبير عن معنى من المعاني
فقط ،بل يراد به أيضا أن يكون جميال بديعا مشتمال على تصور األخيلة الرقيقة،
والمعاني الدقيقة.
ولهذا اللفظ بهذا المعنى الخاص في االصطالح الحديث والمعاصر مجموعة من
المفاهيم المختلفة تعبيرا منها:
أنه :الكالم اإلنشائي البليغ الذي يقصد به التأثير في عواطف القراء والمستمعين،
سواء أكان شعرا أم نثرا.
3
ثالثا :أنواع األدب:
يقسم األدب تقسيمات عديدة؛ إذ ينقسم من حيث اإلبداع والدرس إلى:
األدب اإلنشائي :وهو ذلك النص األدبي الذي يبدعه الفنان ،والمعتمد على
عناصر رئيسة من لغة وأسلوب وتفكير وتصوير وتحليل.
األدب الوصفي :وهو دراسة األدب اإلنشائي بالتفسير والتحليل والتقويم.
أو ينقسم إلى:
تاريخ األدب :وهو الباحث في اإلنتاج اللغوي لعصر محدد زمانيا ومكانيا ،معددا
المؤثرات المتبوعة فيه ،محلال نثرها ونظمها ،مبينا مدى رفعتها أو ضيعتها.
النقد األدبي :وهو فن دراسة اآلثار األدبية ،وإبراز قيمتها.
وينقسم من حيث كونه نصا مبدعا فقط إلى قسمين رئيسين هما :الشعر والنثر.
الشعر:
تدور مادة شعر حول العلم والفطنة ،يقول ابن فارس :الشين والعين والراء أصالن
علم.
معروفان ،يدل أحدهما على ثبات ،واآلخر على ِعلم و َ
تعريفه" :هو قول مرزون مقفى يدل على معنى".
أنواع الشعر:
وللشعر أربعة أنواع رئيسة هي:
.0الشعر الغنائي(الوجداني):
وهو القصائد الشعرية التي تطرق غرضا من األغراض ،مثل :المدح ،والهجاء،
والرثاء ،والغزل( ...وهو االتجاه السائد في الشعر العربي)
.2الشعر القصصي(الملحمي):
وهو الذي يروي سيرا وبطوالت تاريخية (وهذا النوع قليل في الشعر العربي)
.3الشعر التمثيلي(المسرحي):
وهو الذي يكتب ليقال على المسرح على لسان شخصيات ناطقة( .وهو أيضا قليل في
الشعر العربي)
.0الشعر التعليمي(النظم):
وهو الذي من خالله يتم عرض علم من العلوم ،ليسهل فهمه وحفظه( .ولعل العرب
كانوا أكثر األمم عناية بالشعر التعليمي)
4
األنواع النثرية الحديثة:
المقالة:
تعد المقالة من أبرز ألوان النثر في األدب العربي ،وخاصة االدب الحديث ،وتتنوع
من حيث الموضوع إلى أنواع كثيرة منها السياسية والعلمية واألدبية واالجتماعية
والدينية واالقتصادية والرياضية...
القصة:
أحداث مثيرة تصور نمطا من الحياة أو احداثا معينة يشترك فيها الخيال ،وتصاغ
بأسلوب مشوق يستهوي القارئ والمستمع.
والقص :إن كان متوسطا يسمى قصة ،وإن كان طويال سمي رواية ،وإذا كان
قصيرا سمي قصة صغيرة ،وإذا كان قصيرا جدا يسمى أقصوصة.
المسرحية:
هي :فن أدبي يعرض حادثة أو مجموعة من الحوادث بواسطة ممثلين يقومون
بأدوارهم على خشبة المسرح أو يتخذون الحوار أساسا لعملهم.
والمسرحية إما أن تحكي حادثة مفجعة فتسمى "مأساة" أو مضحكة فتسمى "ملهاة".
الترجمة:
هي :نقل األفكار واألقوال من لغة إلى أخرى مع المحافظة على النص المنقول.
النقد األدبي:
هو :تقدير النص األدبي تقديرا صحيحا وبيان قيمته ودرجته األدبية.
5
أعصار األدب العربي:
العلم المعني بأعصار األدب العربي هو تاريخ األدب ،ويقصد بهذا العلم :تطبيق
مناهج التعليم لوصف األدب في عصر أو في عصور متتالية عند شعب واحد أو
عدة شعوب مختلفة.
والتحقيق لألدب العربي جاء على ثالثة أنماط ،مشارقة ،مغاربة ،محدثين ،وذلك
على النحو التالي:
أوال :تحقيق األدب المشرقي:
أكثر من أرخوا األدب العربي المشرقي وزعوا حديثهم عنه على ستة أحقاب
أساسية:
العصر الجاهلي (051ق.هـ ــــ 0هــ):
من يبحثون في األدب الجاهلي ال يتغلغلون به إلى ما وراء قرن ونصف من البعثة
النبوية ،وهي الحقبة التي تكاملت للغة العربية منذ أوائلها ،والتي جاء بها الشعر
الجاهلي.
عصر صدر اإلسالم (0هـ ـــ 01هــ):
ويمتد منذ ظهور الدعوة اإلسالمية في المدينة المنورة إلى نهاية الحكم الراشدي في
األربعين من الهجرة النبوية.
وينقسم هذا العصر إلى عهدين:
العهد النبوي :ويبدأ من السنة األولى للهجرة النبوية إلى السنة .11
العهد الراشدي :ويبدأ منذ تولي سيدنا أبي بكر الصديق ــ رضي الله عنه ــ مقاليد
الخالفة في السنة 11هـ ،وينتهي بوفاة سيدنا علي ـ رضي الله عنه ـ في 44هـ.
العصر األموي (00هـ ـــ 031هــ):
ويبدأ منذ تأسيس سيدنا معاوية بن أبي سفيان ـ رضي الله عنهما ــ الخالفة االموية
في السنة 41هـ ،وينتهي بوفاة مروان بن محمد آخر خليفة أموي في السنة 132هـ.
العصر العباسي (031هـ ــ 656هــ):
فقد بدأ منذ تأسيس أبي العباس السفاح الخالفة العباسية في السنة 132هـ وينتهي
بمقتل الخليفة المستعصم في السنة 656هـ.
7
ملحمة الفردوس المفقود :وهي ملحمة ذات طابع ديني للشاعر اإلنجليزي
(ملتون) ونشرت عام 1667م في اثني عشر نشيدا.
المسرحية:
هي جملة أحداث يرتبط بعضها ببعض ارتباطا حيويا أو عضويا.
والمسرحية بألوانها المختلفة تفترق عن الملحمة والقصة معا في أنها ال تعتمد على
السرد أو الوصف بل على الحوار.
نشأتها وتطورها:
نشأت عن الشعر الغنائي ،وتطورت الملهاة من شعر الهجاء ،وتطورت المأساة من
شعر المدح ،وكانت البداية ذات طابع ديني ترجع على أناشيد دينية غنائية ،كانت
تنشدها (جوقة) وهي (الكورس) في أعياد (ديونيسوس) لتشيد بصفات ذلك اإلله ،ثم
اكتسبت هذه األناشيد طابع مسرحيا بالتدريج.
2
أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد عربي قرشي من بني أمية ،ولد بأصبهان،
وأجمع الرواة على أن مولده كان عام 264هـ في خالفة المعتضد بالله.
وقد انتقل إلى بغداد ،وانصرف فيها إلى طلب العلم ،ودرس على جلة من علماء
عصره ،بينهم ابن دري ،وابن األنباري ،وكان حاد الذهن قوي الحافظة ،فاستوعب
من علمهم الشيء الكثير ،وتوفي في خالفة المطيع بالله عام 356هـ.
مؤلفاته:
عاش أبو الفرج األصفهاني اثنتين وسبعين سنة ،كانت كلها حافلة بالتأليف والجد في
سبيل التحصيل العلمي.
أهمية كتاب األغاني:
يعد األغاني من خيرة ذخائر التراث العربي ،وأجمع المؤرخون وأهل األدب على
أن األغاني نسيج وحده في هذا الباب ،وأن كل كتاب في االدب جاء بعده كل عليه،
ولواله لضاع الكثير من أخبار الجاهلية وصدر اإلسالم وأيام بني أمية.
منهج األصفهاني في كتاب األغاني:
حدد منهجه في الكتاب بأنه :نسب ما ذكره من األغاني إلى قائل شعره ،وصانع
لحنه ،وطريقته من إيقائه ،وإصبعه التي ينسب إليها من طريقته ،واشتراك ــ بين
المغنين إن كان فيه.
كتاب األغاني في ميزان النقد:
لكن يؤخذ على أبي الفرج األصفهاني أنه اهتم بسرد الجوانب اإلنسانية الضعيفة في
حياة الشعراء ،وركز على جانب الخالعة والمجون في تصرفاتهم ،وأهمل الجاد
الرزين المعتدل منها.
14
اشتهر ابن عبد ربه بكتابه العقد الفري ،وله شعر رائق معجب طبع منه خمس
قصائد.
أهمية الكتاب:
نال كتاب العقد الفريد حظا وافرا من الشهرة ال يشاركه فيها إال كتاب األغاني
فضال عن كونه الكتاب الذي يعد األول من نوعه في األندلس.
محتوى العقد الفريد:
قسم صاحب العقد مؤلفه إلى خمسة وعشرين كتابا ،في خمسة وعشرين فنا ،ثم
تصوره عقدا مؤلفا من خمس وعشرين جوهرة كريمة.
منهجه:
وقد بين ابن عبد ربه منهجه الذي في أول كتابه فقال :وقد ألفت هذا الكتاب
وتخيرت جواهره من متخير جواهر األدب ،ولحصول جوامع البيان ،فكان
جوهر الجواهر ولباب اللباب ،وإنما لي فيه تأليف ألخبار وفضل االختيار
وحسن االختصار وفرش في صدر كل كتاب ،وما سواه فمأخوذ عن أفواه
العلماء ومأثور عن الحكماء واألدباء.
كتاب العقد الفريد في الميزان:
فمما يؤخذ عليه أن حظ األندلس إذا قيس بما خص به الشرق اإلسالمي متواضع
قليل.
ويؤخذ عليه كذلك أنه ال يمحص االخبار وال يقف منها وقف الفاحص المدقق،
وإنما يعرضها كيفما تأتت له.
ويؤخذ عليه أيضا نظره في تقسيمه كتابه البن قتيبة في كتابه "عيون األخبار"
فاحتذى حذوه وسار على دربه.
انتهى
11