You are on page 1of 10

‫ملخص علم املعاين للفرقة الثالثة‬

‫فضل علم البالغة‬


‫قال أبو هالل العسكري يف الصناعتني ‪:‬‬
‫‪ .1‬أهنا أحق العلوم ابلتعلم بعد معرفة هللا‬
‫‪ .2‬البالغة يعرف هبا إعجاز القرآن الكري‬
‫‪ .3‬يعرف به متييز اجليد من الرديء‬
‫‪ .4‬قيمته يف صنع الكالم اجليد املقبول‬
‫معىن الفصاحة‬
‫تدور مادة الفصاحة يف اللغة حول اإلابنة والظهور‬
‫أما عن الفصاحة يف االصطالح فإهنا ‪ :‬تعين فصاحة الكلمة أو الكالم و خلومها من العيوب اليت ختل بفصاحتهما‬
‫البالغة‬
‫البالغة يف اللغة هي الوصول واالنتهاء‬
‫و يف االصطالح هي "مطابقة الكالم ملقتضى احلال مع فصاحة عبارته"‬
‫العيوب اليت ختل بفصاحة الكلمة ثالثة‪ :‬تنافر احلروف‪ ،‬الغرابة‪ ،‬خمالفة القياس اللغوي‬
‫أوال‪ :‬تنافر احلروف ‪ :‬وصف يف الكلمة يوجب ثقلها على اللسان و عسر النطق هبا‪ .‬وهو نوعان‪:‬‬
‫‪ .1‬ما كان متناهيا يف الثقل‪ ،‬حنو‪ :‬اهلعخع‪ ،‬عقجق‪ ،‬الظش‪ ،‬الشصاصاء‬
‫‪ .2‬أن يكون يف الكلمة ثقل ال جيد اللسان تعسرا يف النطق هبا‪ .‬حنو‪ :‬مستشزرات‪ ،‬و علم\ملع‪ ،‬أمل أعهد‬
‫اثنيا‪ :‬الغرابة ‪ :‬أن تكون الكلمة وحشية ال يظهر معناها فيحتاج إىل حبث يف كتب اللغة املبسوطة‪ ،‬أو خيرج هلا عن وجه بعيد‪.‬‬
‫فمثال الوحشي ‪ :‬ما لكم تكأكأمت علي تكأكؤكم على ذي جنة افرنقعوا عين‪ .‬أي اجتمعتم‬
‫و مثال ما خيرج هلا من وجه بعيد‪ … :‬وفامحا ومرسنا ومسرجا‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬خمالفة القياس اللغوي‪ :‬وهو أن تكون الكلمة على خالف القواعد النحوية والصرفية املستنبطة من كالم العرب‪.‬‬
‫املثال‪ :‬احلمد هلل العلي األجلل > األجل‪ ،‬نواكس األبصار > انكسي‬
‫فصاحة الكالم‪ :‬خلو الكالم من العيوب اليت ختل بفصاحته‪ .‬و تلك العيوب هي‪ :‬تنافر الكلمات‪ ،‬التعقيد بنوعيه‪ :‬اللفظي واملعنوي‪ ،‬ضعف التأليف‬
‫أوال‪ :‬تنافر الكالم‪ :‬وهو نوعان‪:‬‬
‫‪ .1‬ما تكون الكلمات بسببه متناهية يف الثقل على اللسان و عسر النطق هبا متتابعة‪.‬‬
‫املثال‪ … :‬و ليس قرب قرب حرب قرب‪ ،‬و كما قال الشاعر‪ :‬لو كنت كنت كتمت احلب كنت كما…‬
‫‪ .2‬و مثال ما هو دون ذلك يف الثقل‪ :‬كري مىت أمدحه أمدحه‬
‫اثنيا‪ :‬ضعف التأليف‪ :‬وهو أن يكون أتليف الكالم على خالف املشهور من قواعد النحو‪.‬‬
‫دّير‪ ،‬وقال أيضا‪ :‬أال أيهذا‬
‫عدي بن حامت…‪ ،‬وقال أيضا‪ … :‬أال جياوران إالك ا‬
‫املثال‪ :‬ضرب غالمه زيدا‪ ،‬وقول الشاعر‪ :‬جزى ربه عين َّ‬
‫الزاجري أحضر الوغ…‬
‫اثلثا‪ :‬التعقيد‪ :‬أن ال يكون الكالم ظاهر الداللة على املعىن املراد منه بسبب تعقيد حدث يف الكالم‪ .‬وله سببان‪:‬‬
‫‪ .1‬ما يرجع إىل اللفظ‪ .‬كقول الفرزدق‪ :‬وما مثله يف الناس إال مملكا * أبو أمه حي أبوه يقاربه‬
‫وكقوله أيضا‪ :‬إىل ملك ما أمه من حمارب * أبوه وال كانت كليب تصاهره‬
‫آدم * وأبوك والثقالن أنت حممد‬
‫أّن يكون أاب الرباّي ٌ‬
‫ومنه أيضا‪ :‬ا‬
‫‪ .2‬ما يرجع إىل املعىن‪ .‬كقول العباس‪ :‬سأطلب بعد الدار عنكم لتقربوا * وتسكب عيناي الدموع لتجمدا‬
‫علم املعاين‬
‫تعريفه يف االصطالح‪ :‬علم يعرف به أحوال اللفظ اليت هبا يطابق مقتضى احلال‪.‬‬
‫‪ -‬قيل‪" :‬يعرف" دون "يعلم"‪ ،‬رعاية ملا اعتربه بعض الفضالء من ختصيص العلم ابلكليات و املعرفة ابجلزئيات‪.‬‬ ‫احملرتزات‪:‬‬
‫‪-‬واملراد ب"أحوال اللفظ"‪ :‬األمور العارضة له من تقدي وأتخري‪ ،‬وذكر وحذف‪ ،‬وتعريف وتنكري‪ ،‬وفصل ووصل‪ ،‬وغري ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬وقيدت "األحوال" ب"اليت هبا يطابق اللفظ مقتضى احلال" إلخراج األحوال اليت تعرض للفظ لكن ليست ملطابقته ملقتضى‬
‫احلال كاإلعراب و البناء‪ ،‬و علم البيان‪ ،‬وعلم البديع‪.‬‬
‫أبواب علم املعاين‬
‫أوهلا‪ :‬أحوال اإلسناد اخلربي‪ ،‬واثنيها‪ :‬أحوال املسند إليه‪ ،‬واثلثها‪ :‬أحوال املسند‪ ،‬ورابعها‪ :‬أحوال متعلقات الفعل‪ ،‬وخامسها‪ :‬القصر‪،‬‬
‫وسادسها‪ :‬اإلنشاء‪ ،‬وسابعها‪ :‬الفصل والوصل‪ ،‬واثمنها‪ :‬اإلجياز واإلطناب واملساواة‪.‬‬
‫ووجه احلصر أن الكالم إما خرب أو إنشاء؛ ألنه إما أن يكون لنسبته خارج تطابقه‪ ،‬أو ال تطابقه‪ .‬أو ال يكون هلا خارج‪ ،‬األول اخلرب‪،‬‬
‫والثاين اإلنشاء‪ .‬مث اخلرب ال بد له من إسناد ومسند إليه ومسند‪ .‬وأحوال هذه الثالثة هي األبواب الثالثة األويل‪ .‬مث املسند قد يكون له متعلقات إذا‬
‫كان فعال أو متصال به أو يف معناه كاسم الفاعل وحنوه‪ ،‬وهذا هو الباب الرابع‪ .‬مث اإلسناد والتعلق كل واحد منهما يكون إما بقصر أو بغري قصر‪،‬‬
‫وهذا هو الباب اخلامس‪ ،‬واإلنشاء هو الباب السادس‪ .‬مث اجلملة إذا قرنت أبخرى فتكون الثانية إما معطوفة على األوىل أو غري معطوفة‪ ،‬وهذا هو‬
‫الباب السابع‪ .‬ولفظ الكالم البليغ إما زائد على اصل املراد لفائدة أو غري زائد عليه‪ ،‬وهذا هو الباب الثامن‪.‬‬
‫‪ .1‬أحوال اإلسناد اخلربي‬
‫معىن اإلسناد اخلربي هو ضم كلمة أو ما جيري جمراها إىل أخرى أو ما جيري جمراها حبيث يفيد احلكم أبن مفهوم إحدامها اثبت ملفهوم‬
‫األخرى أو منفي عنه‪ .‬مثل‪ :‬زيد جمتهد‪ ،‬حممد يدعو إىل هللا تعاىل‪ ،‬سبحان هللا واحلمد هلل تثقل امليزان‪ ،‬ال إله إال هللا منجاة من العذاب‪ ،‬زيد‬
‫شجاع‪ ،‬عمرو ليس جباان‪.‬‬
‫أغراض اخلرب‪ .‬الغرض من الكالم أحد أمرين‪ :‬إما للفائدة‪ ،‬وإما الزم الفائدة‬
‫‪ -‬مثال لفائدة اخلرب‪ :‬كأن يقول لك‪" :‬جاء فالن" وأنت ال تعرف هذا‪ ،‬ويسمى هذا فائدة اخلرب‬
‫‪ -‬مثال الزم الفائدة‪ :‬كأن يقول لك‪" :‬امسك حممد" فأنت تعرف امسك‪ ،‬ولكنه أراد أن خيربك أنه يعرف امسك‪ .‬وكقولك ملن زيد عنده وال‬
‫يعلم أنك تعلم‪" :‬زيد عندك" ويسمى هذا الزم الفائدة‬
‫هذا وقد أييت اخلرب وال يقصد به الفائدة وال الزم الفائدة وإمنا جاء لغرض بالغي آخر منها‪:‬‬
‫‪ .1‬إظهار التحسر واحلزن‪ :‬كما يف قوله تعاىل‪…( :‬قالت رب إين وضعتها أنثى…)‬
‫‪ .2‬إظهار الضعف واخلشوع‪ :‬كما يف قوله تعاىل‪( :‬قال رب إين وهن العظم مين…)‪ ،‬وكقول الشاعر‪ :‬إهلي عبدك العاصي أاتك***مقرا‬
‫ابلذنوب دعاك‪.‬‬
‫‪ .3‬االسرتحام واالستعطاف‪ :‬كقولك‪ :‬إين فقري إين أرجو رمحتك ّي هللا‪ ،‬حمتاج إىل رضاك‪ ،‬ال أجلأ إال إليك وال أطلب الرمحة إال منك‪.‬‬
‫‪ .4‬الفخر‪ :‬كقول أيب العالء املعري‪ :‬وإين وإن كنت األخري زمانه***آلت مبا مل تستطعه األوائل‬
‫توسط عندان***لنا الصدر دون العاملني أو القرب‬
‫وحنن أانس ال ا‬ ‫وكقول أيب فراس احلمداين‪:‬‬
‫هتون علينا يف املعايل نفوسن*** ومن خطب احلسناء مل يغله املهر‬
‫‪ .5‬املدح‪ :‬كقول النابغة ميدح النعمان بن املنذر‪ :‬أمل تر أن هللا أعطاك سورةً***ترى كل ٍ‬
‫ملك دوهنا يتذبذب‬
‫منهن كوكب‬
‫طلعت مل يبد ا‬
‫ْ‬ ‫فإنك مشس و امللوك كواكب***إذا‬
‫‪ .6‬النصح واإلرشاد‪ :‬كما يف قوله تعاىل‪( :‬هلل ما يف السموات وما يف األرض…إخل)‪ ،‬و قوله تعاىل‪( :‬إن هللا أيمركم أن تؤدوا األماانت إىل‬
‫أهلها…إخل)‪ ،‬وكقول ﷺ‪" :‬عدل ساعة يف حكومة خري من عبادة ستني سنة"‬
‫‪ .7‬الراثء‪ :‬كقول ابن الرومي‪ :‬طواه الردى عين فأضحى مزاره***بعيدا على القرب قريبا على البعد‬
‫‪ .8‬اهلجاء‪ :‬كقول الشاعر‪ :‬زعم الفرزدق أ ْن سيقتل ِمربعا***أبشر بطول سالمة ّي مربع‬
‫أمشت يب من كان فيك يلوم‬
‫‪ .9‬التوبيخ واإلنكار‪ :‬كقولك ملن يؤذي أابه‪ :‬إمنا هو ابوك‪ ،‬وكقوهلم‪ :‬وأنت الذي أخلفتين ما وعدين * و َّ‬
‫وأبرزتين للناس مث تركتين * هلم غرضا أرمي وأنت سليم‬
‫‪ .10‬التهديد‪ :‬كقوله تعاىل‪( :‬وسيعلم ِ‬
‫الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)‪ ،‬وكما يف قوله تعاىل‪( :‬وقل احلق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء‬
‫فليكفر…)‬
‫‪ .11‬احلث واستنهاض اهلمم لشيء حممود‪ ،‬كقولك‪ :‬من جد واثبر فاز مبا يريد‪ ،‬من طلب العال سهر الليايل‪ ،‬أو التحذير والتنبيه على‬
‫شيء ممقوت‪ ،‬مثل ‪ :‬من يعص والديه يعذبه هللا‪ ،‬ومما جيمع بينهما كقوله تعاىل‪( :‬ال يستوي القاعدون من املؤمنني غري أويل الضرر‬
‫واجملاهدون يف سبيل هللا أبمواهلم وأنفسهم فضل هللا اجملاهدين أبمواهلم وأنفسهم على القاعدين درجة و كال وعد هللا احلسىن وفصل هللا‬
‫اجملاهدين على القاعدين أجرا عظيما)‬
‫أضرب اخلرب ثالثة‪ :‬ابتدائي‪ ،‬وطليب‪ ،‬وإنكاري‬
‫أوال‪ :‬الضرب االبتدائي‪ :‬وهو أن يكون املخاطب خايل الذهن ويقصد من اخلرب جمرد إعالمه به‪ ،‬ومن مث ال حيتاج الكالم معه إىل أتكيد‪.‬‬
‫املثال‪" :‬أان جنحت"‪ ،‬و"جاءين زيد وأكرمت عمرا" خلايل الذهن‪ .‬ومنه قوله تعاىل‪( :‬ميحق هللا الراب ويريب الصدقات…)‪( ،‬وهو الذي خلق من‬
‫املاء بشرا…)‪( ،‬مثل الذين ينفقون أمواهلم يف سبيل هللا…إخل)‬
‫اثنيا‪ :‬الضرب الطليب‪ :‬وهو أن يكون املخاطب مرتددا يف احلكم‪ ،‬طالبا الوقوف على حقيقة األمر‪ .‬وحكم اخلرب يف هذه احلالة‪ :‬التأكيد مبؤكد‬
‫واحد استحساان إلزالة تردد املخاطب‪.‬‬
‫املثال‪ :‬كقولك ملرتدد يف قرب االمتحان‪" :‬إن االمتحان قريب"‪ ،‬ومنه قوله تعاىل‪( :‬فلما أ ْن جاء البشري…)‬
‫اثلثا‪ :‬الضرب اإلنكاري‪ :‬وهو أن يكون املخاطب منكرا للحكم ابلكلية ال شاكا وال مرتددا‪ ،‬فيحتاج الكالم إىل ما يؤكد اخلرب ويزيل اإلنكار‪.‬‬
‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬
‫ني فك َّذبومها‬ ‫ٱض ِر ۡب هلم َّمث ًال أ ۡص َٰحب ٱلق ۡري ِة إِ ۡذ جآءها ٱلم ۡرسلون‪ ،‬إِ ۡذ أ ۡرسلنآ إِل ۡي ِهم ٱث ن ۡ ِ‬
‫ۡ‬
‫املثال‪" :‬إين صادق" و "إين لصادق"‪ ،‬وعليه قوله تعاىل‪( :‬و‬
‫َم ۡر َسلُو َن )‬ ‫ۡ ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ِۡ‬ ‫ٍۡ ۡ ۡ‬ ‫ٱلر ۡ َٰ ِ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬
‫ف عَّززان بِثالِث ف قالٓواْ إِ َّنا إِلَي ُكم ُّمر َسلُو َن‪ ،‬قالواْ مآ أنتم إَِّال بشر ِامث لنا ومآ أنزل َّ‬
‫محن من شيء إِن أنتم إَِّال تكذبون‪ ،‬قالواْ ربُّنا ي علم إِ َّنا إِلَي ُكم ل ُ‬
‫‪ .2‬أحوال املسند إليه‪:‬‬
‫‪ .1‬ذكر املسند إليه‬
‫َٰٓ‬ ‫أوال‪ :‬زّيدة اإليضاح والتقرير‪ .‬كما تقول‪" :‬هؤالء كتبوا‪ ،‬وهؤالء أفادوا"‪ ،‬و منه قوله تعاىل‪( :‬أُ ْولَٰٓئِكُُ ٰ‬
‫لَعُه ٗدىُم َّ‬
‫ِنُرب ِ ِهمُۖۡوأ ْولئِكُهمُٱلمفل ِحونُ)‬
‫َّ ْ‬ ‫ُاثنيا‪ :‬إطالة الكالم وبسطه‪ .‬مثاله قوله تعاىل حكاية عن موسى عليه السالم‪( :‬وما ُت ِلكُ بِي ِمين ِكُيٰم ٰ‬
‫وَسُ‪ ١٧‬قالُُ ِِهُعصايُُأتوكؤاُعليهاُ‬
‫وأه ُّشُبِه ٰ‬
‫اُلَعُغن ِِمُو ِِلُفِيهاُمُارِبُأخر ٰىُ‪) ١٨‬‬
‫اثلثا‪ :‬التعريض بغباوة السامع‪ .‬كما تقول لسامع القرآن‪" :‬القرآن كالم هللا"‬
‫رابعا‪ :‬إلظهار تعظيمه‪ .‬حنو‪" :‬أمري املؤمنني حاضر‪ ،‬والقائد املغوار قادم"‬
‫خامسا‪ :‬التلذذ بذكر املسند إليه‪ .‬كقولك‪" :‬هللا ريب" "حممد نبيي" "احلبيب قادم"‪ ،‬ومنه قول الشاعر‪ّ" :‬ي هللا ّي ظبيات القاع قلن لنا***ليالي‬
‫منكن أم ليلي من البشر"‬
‫‪ .2‬حذف املسند إليه‪ .‬حيذف املسند إليه ألغراض منها ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬االختصار واالحرتاز عن العبث بناء على الظاهر‪ ،‬لداللة القرينة عليه‪.‬‬
‫مثال ذلك أن تقول‪" :‬حضر" أي حممد فتحذف املسند إليه‪ ،‬ومن أمثلته أيضا قول الشاعر‪:‬‬
‫سأشكر عمرا إن تراخت منييت***أّيدي مل متنن وإن هي جلات‬
‫فىت‬
‫فىت غري حمجوب الغىن عن صديقه***وال مظهر الشكوى إذا النعل زلت > أصله ‪ :‬هو ً‬ ‫ً‬
‫اثنيا‪ :‬ضيق املقام عن إطالة الكالم بسبب سآمة أو توجع أو حتزن أو ضياع فرصة‪ .‬كقول الشاعر‪:‬‬
‫قال يل كيف أنت قلت عليل***سهر دائم وحزن طويل > أي‪ :‬أان عليل‬
‫‪ -‬مثاله بسبب اخلوف من ضياع الفرصة‪ :‬كقول املستغيث "حريق" أو "غريق" أي‪ :‬هذا حريق‪/‬غريق‪ .‬م مثل "غزال" أي هذا غزال‪.‬‬
‫َّ‬
‫كتُوجههاُوقالتُعج ٌ‬ ‫تُُٱمرأت ُهۥُِف َّ‬
‫وزُعقِيمُُ‪ )٢٩‬أي‪ :‬أان عجوز‬ ‫َُصةُٖفص‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬مثاله أيضا بسبب الضجر‪ :‬قوله تعاىل ‪( :‬فأقبل ُِ‬
‫اثلثا‪ :‬كون املسند ال يصلح إال له لكونه كامال فيه معلوما\لعينه‪ .‬مثاله‪" :‬عامل الغيب والشهادة" أي‪ :‬هللا ﷻ ‪ ،‬وقولك‪" :‬عادل يف حكومته"‬
‫أي‪ :‬عمر الفاروق‬
‫رابعا‪ :‬ا‬
‫لتأيت اإلنكار عند احلاجة‪ .‬كقولك عن رجل معروف بظلمه وفسقه‪" :‬فاجر\ظامل" أي‪ :‬فالن فاجر\ظامل‬
‫خامسا‪ :‬التعجيل ابملسرة أو املساءة‪ .‬كقولك‪" :‬جنح" أي ابنك جنح‪" ،‬راسب" أي املهمل‬
‫سادسا‪ :‬للمحافظة على الوزن‪ .‬كقول الشاعر‪… :‬وأخلص منه ال علي وال ليا‪ ،‬أي‪ :‬ال غلى شيء وال يل شيء‪ .‬و مثاله أيضا‪ … :‬وال بد‬
‫ترد الودائع‪ ،‬أي أن يرد الناس الودائع‪ .‬ومثاله أيضا "من طابت سريرته محدت سريته" أي‪ :‬محد الناس سريته‪.‬‬
‫يوما أن َّ‬
‫سابعا‪ :‬اتباع االستعمال الوارد‪ .‬كقوهلم‪" :‬رمية من غري رام" أي هي رمية‪" .‬احلمد هلل أهل احلمد" أي‪ :‬هو أهل احلمد‪" .‬أعوذ ابهلل من الشيطان‬
‫الرجيم" أي‪ :‬هو الرجيم‪" .‬اللهم ارحم عبدك املسكني" أي‪ :‬هو املسكني‬
‫‪ .3‬تعريف املسند إليه‬
‫أ‪ .‬تعريف املسند إليه ابلضمري‪.‬‬
‫مثاله بضمري املتكلم‪ :‬أان الذي نظر األعمى إىل أديب‪....‬‬
‫مثاله بضمري املخاطب‪ :‬وأنت الذي أخلفتين ما وعدتين‪...‬‬
‫من البيض الوجوه بين سنان***لو أنك تستضيء هبم أضاؤوا‬ ‫مثاله بضمري الغائب‪:‬‬
‫هم حلوا من الشرف املعلى***ومن حسب العشرية حيث شاؤوا‬
‫َّ‬ ‫ْ‬
‫ّللُبيننا ُۚوُهوُُخۡيُ‬ ‫واُح َّ ٰ‬
‫َّتَُيكمُٱ ُ‬ ‫ومما جيب التنبيه إليه أن ضمري الغيبة ال بد من تقدم ذكره أي مرجعه إما لفظا كقوله تعايل ‪(ُ:‬فُٱص ِِب ُ‬
‫ّللُبِماُتعُملونُ‬
‫َّ‬ ‫وا ُْهوُُأز ٰ‬
‫َكُلك ۚمُوُٱ ُ‬ ‫جع ُۖۡ‬
‫ْ‬
‫واُفُٱر ِ‬‫جع ُ‬
‫ى)‪ِ(،‬إَونُقِيلُلكمُٱر ِ‬
‫وا ُْهوُُأقربُل َّ‬
‫ِلتقو ُٰ‬ ‫ٱلح ٰ ِ‬
‫ك ِميُُ‪ ) ٨٧‬وإما معىن كقوله تعاىل‪( :‬ٱعدِل ُ‬
‫عُل ِيمُ‪) ٢٨‬‬
‫ب‪ .‬تعريف املسند إليه ابلعلمية‬
‫‪ .1‬قصد إحضار مدلوله بعينه وشخصه يف ذهن السامع‪ .‬قوله تعاىل‪...( :‬هللا أعلم حيث جيعل رسالته)‪( ،‬هللا الذي رفع السموات‪)...‬‬
‫‪ .2‬قصد مدحه وذمه‪ .‬تقول يف األول‪" :‬أبو املعايل حضر"‪ ،‬ويف الثاين‪" :‬أنف الناقة ذهب"‬
‫‪ .3‬قصد التربك بذكر امسه‪ .‬كقولك‪ :‬هللا ربنا‪ ،‬و سيدان حممد نبينا‬
‫‪ .4‬قصد التلذذ بذكره‪ .‬كقول الشاعر‪ :‬اب هللا ّي ظبيات القاع قلن لنا***ليالي منكن أم ليلي من البشر"‬
‫‪ .5‬قصد التفاؤل أو النظر‪ .‬كقولك‪ :‬سعد يف دارك‪ ،‬والسفاح يف دار صديقك‬
‫‪ .6‬قصد التسجيل على السامع‪ .‬املثال‪" :‬هل أقر عمرو بذلك لزيد؟ نعم‪ ،‬عمرو أقر بذلك لزيد"‬
‫ت‪ .‬تعريف املسند إليه ابملوصولية‬
‫‪ .1‬زّيدة تقرير الغرض املسوق له الكالم‪ .‬كما يف قوله تعاىل‪( :‬وروادته اليت هو يف بيتها عن نفسه)‬
‫اليم ما غشيهم)‬
‫‪ .2‬تفخيمه وتعظيمه‪ .‬كقوله تعاىل‪...( :‬فغشيهم من ا‬
‫َّ‬ ‫ا‬ ‫ن ُٱ ََّّلِينُ ُءامنواُْوع ِملوا ُْٱ َّ ٰ‬
‫لصل ِحٰتُِ َُكنتُلهمُج َّنٰت ُٱلفِردو ِ ُ‬
‫س ُنزًل ُ‪ ( ،) ١٠٧‬إِنُ‬
‫َّ‬
‫‪ .3‬اإلمياء إىل وجه بناء اخلرب‪ .‬كما يف قوله تعاىل‪ُ( :‬إ ِ ُ‬
‫َّ‬
‫ٱَّلِينُُيستك ِِبونُعنُعِباد ِِتُسيدخلونُجه َّنمُداخ ِِرينُ‪)٦٠‬‬
‫‪ .4‬عدم علم املخاطب ابألحوال املختصة ابملسند إليه سوى الصلة‪ .‬كقولك‪" :‬الذي صلى اجلمعة ابألمس عامل فاضل"‬
‫‪ .5‬الستهجان التصريح ابالسم‪ .‬كقولك‪" :‬الذي خيرج من السبيلني انقض الوضوء‪.‬‬
‫‪ .6‬تنبيه املخاطب على خطإ وقع منه أو من غريه‪ .‬كقول الشاعر‪ :‬إن الذين تروهنم إخوانكم*يشفي غليل صدورهم أن تصرعوا‬
‫‪ .7‬تشويق املخاطب إىل اخلرب‪ .‬كقول أيب العالء املعري‪ :‬والذي حارت الربية فيه*حيوان مستحدث من مجاد‬
‫ث‪ .‬تعريف املسند إليه ابإلشارة‬
‫‪ .1‬قصد متييز املسند إليه أكمل متييز‪ .‬كقول ابن الرومي‪ :‬هذا أبو صقر فردا يف حماسنه‪...‬‬
‫‪ .2‬القصد إىل تعظيمه ابلقرب‪ .‬كقوله تعاىل‪( :‬إن هذا القرآن يهدي لليت هي أقوم‪...‬اخل)‬
‫‪ .3‬قصد التحقري ابلقرب‪ .‬كما يف قوله تعاىل‪( :‬وما هذه احلياة الدنيا إال هلو ولعب)‬
‫‪ .4‬قصد تعظيمه للبعيد تنزيال لبعد درجته‪ .‬كقوله تعاىل‪( :‬قالت فذلكن ملتنين)‬
‫‪ .5‬قصد التعريض بغباوة السامع‪ .‬كقول الشاعر‪ :‬أولئك أابئي فجئين مبثلهم‪...‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫‪ .6‬قد يكون الداعي إليه هو التحقري‪ .‬كما يف قول القرآن حكاية عن الكفار‪ِ( :‬إَوذاُرأوكُإِنُي َّتخِذونكُإًِلُهز اواُأُهٰذاُٱَّلِيُبعثُُٱ ُ‬
‫ّللُ‬
‫ا‬
‫رسوًلُ‪) ٤١‬‬
‫ج‪ .‬تعريف املسند إليه ابإلضافة‬
‫‪ .1‬إهنا أقصر طريق إلحضاره يف ذهن السامع‪ .‬كقول الشاعر‪ :‬هواي مع الركب اليماين مصعد*جنيب جثماين مبكة موثق‬
‫‪ .2‬قصد تعظيم شأن املضاف‪( :‬وعباد الرمحن الذين ميشون على األرض هوان)‪ ،‬أو املضاف إليه‪" :‬خادمي‪ ،‬سياريت" "علمي يف خدمة‬
‫الطالب‪ ،‬وأمواله يف خدمة الفقراء"‬
‫‪ .3‬قصد حتقري شأن املضاف‪" :‬ولد اللص حضر‪ ،‬أخو املهمل أقدم"‪ ،‬أو املضاف إليه‪" :‬صديق خالد عاق لوالديه"‪ ،‬أو غريمها‪" :‬ابن‬
‫اللص صديق زيد"‬
‫‪ .4‬إغناء اإلضافة عن تفصيل متعذر‪" :‬أهل مصر متعذر" "بنو مطر يوم اللقاء كأهنم‪ ،"...‬أو عن تفصيل مرجوح‪" :‬قومي هو قتلوا متيم‬
‫أخي‪"...‬‬
‫‪ .4‬تنكري املسند إليه‬
‫‪ .1‬القصد إىل فرد غري معني‪ .‬كقوله تعاىل‪( :‬وجاء من أقصى املدينة رجل يسعى"‬
‫‪ .2‬قصد النوعية‪ .‬منه قوله تعاىل‪( :‬ختم هللا على قلوهبم وعلى مسعهم وعلى أبصارهم غشاوةٌ)‪ ،‬ومنه قول الشاعر‪" :‬لكل داء دواء‪"...‬‬
‫‪ .3‬قصد تعظيم املسند إليه‪ .‬مثل قوله تعاىل‪( :‬ولكم يف القصاص حياة)‬
‫‪ .4‬قصد حتقري املسند إليه‪ .‬كقول الشاعر‪" :‬فلو إذ نبا دهر وأنكر صاحب‪ ."...‬هذا وقد اجتمع التعظيم و التحقري يف قول الشاعر‪:‬‬
‫وهلل مين جانب ال أضيعه***وللهو مين واخلالعة مين جانب‬
‫‪ .5‬إفادة التكثري‪ .‬كقولك‪" :‬إن حملمد خلدما‪ ،‬ن له لن له إلبال"‪ ،‬قوله تعاىل‪( :‬وجاء السحرة فرعون قالوا إن لنا ألجرا‪)...‬‬
‫‪ .6‬إفادة التقليل‪ .‬قوله تعاىل‪( :‬رضوان من هللا أكرب)‬
‫‪ .5‬تقدمي املسند إليه‬
‫‪ .1‬كون التقدي هو األصل‪ ،‬وال مقتضى للعدول عنه‪ .‬املثال من اجلملة االمسية ‪ :‬الطائرة أسرع من السيارة‪ ،‬و من اجلملة الفعلية‪ :‬قام‬
‫علي\علي قام‪.‬‬
‫‪ .2‬إلرادة متكن اخلرب يف ذهن السامع\للتشوق‪ .‬كقول الشاعر‪ :‬والذي حارت الربية فيه*حيوان مستحدث من مجاد‬
‫‪ .3‬إفادة ختصيص املسند إليه ابملسند‪ .‬حنو‪" :‬ما رجل فعل هذا"‪" ،‬ما أان فعلت هذا" "ما أان ضربت زبدا"‪" ،‬وما أان أسقمت جسمي‬
‫به***وال أان أضرمت يف القلب انرا"‪" ،‬ما أان قلت هذا الشعر وال غريي"‪ ،‬ما أان رأيت كل رجل"‪ ،‬ما أان ضربت كل رجل إال زيدا"‬
‫‪ .4‬ختصيص أو أتكيد لتقوية احلكم وتقريره‪ .‬املثال‪ :‬حممد سعى يف حاجتك"‪" ،‬أان كتبت يف شأنك"‪ ،‬رجل اهتم أبمرك"‪ ،‬و منه قول‬
‫الشاعر‪" :‬هم يفرشون اللبد كل طمرة***وأجرد سباح يبذ املغاليا"‪ ،‬أنت ال تكذب" أقوى من "التكذب أنت" لتكرار اإلسناد فيه‪.‬‬
‫‪ .3‬اإلنشاء واإلجياز‬
‫أوال‪ :‬اإلنشاء هو قول ال حيتمل الصدق وال الكذب‪ ،‬أما اخلرب فهو ما احتمل الصدق و الكذب لذاته‪.‬‬
‫هناك نسبتان‪ :‬نسبة كالمية هي نسبة تفهم من الكالم‪ ،‬و تسبة خارجية هي نسبة تفهو من الواقع‪ .‬ومطابقة النسبة الكالمية للنسبة‬
‫اخلارجية ثبوات ونفيا صدق‪ ،‬وعدم املطابقة كذب‪ .‬مثل‪" :‬العلم انفع" فإنه حيتمل الصدق إن كانت نسبته الكالمية مطابقةً للنسبة اخلارجية‪،‬‬
‫وإال فكذب كقولك‪" :‬اجلهل انفع" إذ أن نسبته الكالمية ليست مطابقة للنسبة اخلارجية"‬
‫واإلنشاء قسمان‪ - :‬إنشاء طليب‪ :‬وهو ما يستدعي مطلواب غري حاصل وقت‪ .‬ويشمل‪ :‬األمر‪ ،‬والنهي‪ ،‬واالستفهام‪ ،‬والتمين‪ ،‬والنداء‪ .‬كقوله‬
‫تعاىل‪ّ( :‬ي أيها الذين آمنوا اصربوا وصابروا‪ ،)...‬وقول الشاعر‪ :‬ال جتلس إىل أهل الدانّي***فإن خالئق السفهاء تعدي‬
‫‪ -‬إنشاء غري طليب‪ :‬ما ال يستدعي مطلواب غري حاصل وقت الطلب‪ .‬وله أنواع كثرية‪:‬‬
‫أ‪ -‬املدح والذم ويكوانن بنعم وبئس أو حبذا وال حبذا‪ ،‬قال تعاىل‪" :‬واألرض فرشناها فنعم املاهدون"‬
‫ب‪ -‬العقود وتكون ابملاضي كثريا حنو بعت واشرتيت ووهبت وأعتقت‬
‫ج‪ -‬القسم‪ ،‬وكقول الشاعر‪ :‬لعمرك ما ابلعقل يكتسب الغنی * وال ابكتساب املال يكتسب العقل‬
‫د‪ -‬التعجب ويكون بصيغتني‪ :‬ما أفعله‪ ،‬أافعل به‪ ،‬وبغريمها = حنو‪ :‬هلل دره عاملا‪ ،‬وكقول احلق سبحانه‪" :‬قتل اإلنسان ما أكفره "‬
‫ه ‪ -‬الرجاء ويكون بعسی وحرى واخلولق حنو عسى هللا أن أييت ابلفرج‪ ،‬وكقول الشاعر‪:‬‬
‫عسی سائل ذو حاجة إن منعته من اليوم سؤال أن يكون له غد‬
‫و أما اإلنشاء الطليب أقسامه ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬االستفهام‪ ،‬والفهم هو إدراك الشيء مبعىن حصول فؤرته يف الذهن‪ .‬واملراد به عند البالغيني هو طلب العلم بشيء مل يكن معلوما من‬
‫قبل أبدوات خمصوصة‪.‬‬
‫وأدوات االستفهام منها ما يطلب به التصور اترة ى التصديق أخرى‪ ،‬وهو اهلمزة‪ .‬ومنها ما يطلب به التصديق فقط‪ ،‬وهو هل‪.‬‬
‫ومنها ما يطلب به التصور فقط‪ ،‬وهو بقية األدوات‪.‬‬
‫التصور هو‪ :‬طلب تعيني املفرد‪ ،‬كقولنا‪" :‬أ حممد انجح أم علي؟ أعلى سافر أم حممد ؟‪ ،‬أسافر حممد‪ ،‬أم أقام؟‪ ،‬أطائرا جئت أم‬
‫مبحرا؟‪ ،‬أيف الكلية مكثت أم يف املعسكر ؟‪ ،‬أيوم السبت أتيت أم االثنني؟"‬
‫وعلى هذا فالتصور‪ :‬هو إدراك املسند إليه وحده‪ ،‬أو املسند وحده أو النسبة اجملردة وحدها‪ ،‬أو اثنني من هذه الثالثة‪ ،‬او الثالثة‬
‫كلها‪ .‬فإذا سألت‪ :‬أعليًا يف البيت أم أمحد؟ إذا كان يعلم أن يف البيت أحدمها‪ ،‬ولكن مل يتعني لديه أحدمها ويسأل كذلك‪ :‬أعلي يف البيت‬
‫أم يف الكلية ؟ إذا كان يعلم أ ن عليا يف واحد منهما‪ ،‬ومل يتعني لديه واحد منهما فإذا أجيب عن السؤال األول أبمحد مثال‪ ،‬أو اجيب عن‬
‫السؤال الثاين ب "يف اجلامعة" كان ذلك هو التصور‪.‬‬
‫أن يكون ما بعد (أم) معادال ملا بعد اهلمزة‪ .‬كقوله تعاىل‪( :‬أهم خري أم قوم تبع؟ )‪( ،‬قل أأنتم أعلم أم هللا)‪( ،‬أأرابب متفرقون خري‬
‫أم هللا الواحد القهار؟)‪ ،‬أميسكه على هون أم يدسه يف الرتاب)‪( ،‬ليبلوين أأشكر أم أكفر)‪.‬‬
‫أما التصديق فهو‪ :‬إدراك مطابقة النسبة الكالمية للواقع أو عدم مطابقتها أو هو إدراك النسبة‪ ،‬أعين نسبة ثبوت املسند للمسند‬
‫إليه‪ .‬كقولنا‪" :‬أحضر األستاذ؟" (أأنت فعلت هذا ّي إبراهيم)‬
‫أن (أم) إذا وقعت بعد مهزة التصور كانت متصلة أي متصلة مبا قبلها‪ .‬و(أم) إذا وقغت بعد مهزة التصديق كانت منقطعة أي تكون‬
‫مبعىن "بل" لإلضراب‪.‬‬
‫(هل) أتيت للتصديق فقط حنو‪" :‬هل انكسر الزجاج؟"‪ .‬فيمتنع أن تقول‪" :‬هل فاطمة جنحت أم سعاد؟"‬
‫والباقي من أدوات االستفهام التصوري هي‪:‬‬
‫(من) للعاقل‪ ،‬كما يف قوله تعاىل (من أنبأك هذا)‬
‫(ما) لغري العاقل‪ ،‬كقوله تعاىل‪ّ( :‬ي أيها اإلنسان ما غرك بربك الكري)‬
‫(مىت) ويسأل هبا عن الزمان (مىت نصر هللا) ؟‬
‫(كيف) ويسأل هبا عن احلال (و انظروا كيف كان عاقبة املكذبني)‬
‫(آابن) ويسأل هبا عن الزمان (يسألون أّين يوم الدين؟)‬
‫(أين) ويسأل هبا عن املكان (يقول اإلنسان يومئذ أين املفر؟)‬
‫(أين) ويسأل هبا عن احلال (قاتلهم هللا أّن يؤفكون) ويسال هبا عن املكان أيضا فتكون مبعىن‪ :‬من أين جئت‪،‬كقوله تعاىل (ّي مري‬
‫أين لك هذا ؟) أي‪ :‬من أين لك هذا؟ وأتيت أيضا مبعىن (متی) حنو (فأتوا حرثكم أّن شئتم)‬
‫(كم) ويسأل هبا عن العدد‪ ،‬كما يف قوله تعاىل‪( :‬قال قائل منهم كم لبثتم) ؟‬
‫(أي) وهي مبعىن ما تضاف إليه‪.‬‬
‫األغراض البالغية\ املعاين اجملازية لالستفهام‬
‫‪ .1‬التعجب‪ :‬كقوله تعاىل‪( :‬قالت ّيويلتا أألد وأان عجوز بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب)‬
‫‪ .2‬النفي واإلنكار‪ :‬كقوله تعاىل‪( :‬هل جزاء اإلحسان إال اإلحسان) أي‪ :‬ما جزاء اإلحسان‪...‬‬
‫‪ .3‬االستبطاء وهو عد الشيء بطيئا يف زمن انتظاره‪ .‬كما يف قوله تعاىل (وزلزلوا حىت يقول الرسول والذين آمنو معه مىت نصر هللا)‬
‫‪ .4‬التعظيم والتهويل‪ :‬كقوله تعاىل‪( :‬احلاقة‪ ،‬مااحلاقة؟) (القارعة‪ ،‬ماالقارعة)‬
‫‪ .5‬التهكم والسخرية )‪ّ( :(Sindiran‬ي شعيب أ صالتك أتمرك أن نرتك‪)...‬‬
‫‪ .6‬التقرير والتوضيح‪ :‬كقوله تعاىل‪( :‬هل أتى على اإلنسان حني من الدهر مل يكن شيئا مذكورا) أي‪ :‬قد أتى‪...‬‬
‫‪ .7‬الوعيد والتهديد‪ :‬كقوله لشخص خلقه سيئا‪( :‬أمل أؤدب فالان؟)‬
‫اثنيا‪ :‬التمين هو طلب الشيء احملبوب‪ ،‬والشيء املطلوب يف التمين دائما غري متوقع سواء كان مستحيال أو كان بعيد املنال‪.‬‬
‫ليت الكواكب تدنو فأنظمها*عقود مدح فما أرضى لكم كلمي‬ ‫مثال املستحيل‪:‬‬
‫أال ليت الشباب يعود يوما *فأخربه مبت فعل املشيب‬
‫(ويوم يعض الظامل على يديه يقول ّيليتين اختذت مع الرسول سبيال‪ّ .‬ي ويلتا ليتين مل أختذ فالان خليال)‬
‫مثال بعيد املنال‪ :‬قوله تعاىل‪( :‬قال الذين يريدون احلياة الدنيا ّي ليت لنا مثل ما أويت قارون إنه لذو حظ عظيم)‬
‫إن كان املطلوب ممكنا مطموعا يف حصوله كان ذالك ترجيا (ب"لعل" و "عسى") كقوله تعاىل‪( :‬عسى هللا أن أييت ابلفتح) (لعل هللا حيدث‬
‫بعد ذلك أمرا)‬
‫األدوات اليت تنوب مكان "ليت" يف التمين "هل‪-‬لو‪-‬لعل"‬
‫التمين ب(هل)‪ :‬كما يف قوله تعاىل‪( :‬فهل لنا من شفعاء فيشفوعوا لنا)‪ ،‬و منه قول الشاعر‪ :‬أال ليت شعري هل أقول قصيدة*فال أشتكي‬
‫فيها وال أتعتب‬
‫التمين ب(لو)‪ :‬كما يف قوله تعاىل‪( :‬فلو أن لنا كرة فنكون) والدليل على استعمال (لو) هنا يف التمين‪ :‬نصب املضارع بعدها‬
‫وكقول الشاعر‪ :‬وىل الشباب محيدة أّيمه*لو كان ذلك يشرتي أو يرجع‬
‫التمين ب(لعل)‪ :‬كما يف قوله تعاىل‪( :‬وقال ّي فرعون ّي هامان ابن يل صرحا لعلي أبلغ األسباب)‬
‫اثلثا‪ :‬األمر وهو طلب حصول الفعل على وجه االستعالء‪ .‬ومن أمثلته‪ :‬قوله تعاىل‪( :‬وعبدوا هللا وال تشركوا به شيئا) (واصنع الفلك أبعيننا‬
‫ووحينا)‬
‫‪ .1‬فعل األمر الصريح‪ ،‬كقوله تعاىل‪ّ( :‬ي بين أقم الصالة وأمر ابملعروف‪ ،)...‬ومنه قول النيب ﷺ‪" :‬أقرب ما يكون العبد‬ ‫صيغ األمر‪:‬‬
‫من ربه وهو ساجد فأكروا الدعاء"‬
‫‪ .2‬الفعل املضارع املقرتن بالم األمر‪( :‬وليكتب بينكم كاتب ابلعدل) (مث ليقضو تفثهم وليوفوا نذرهم‪)...‬‬
‫‪ .3‬اسم فعل األمر‪ّ( :‬يأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم ال يضركم‪ )...‬أي‪ :‬الزموا أنفسكم‬
‫‪ .4‬املصدر النائب عن فعل األمر‪(:‬وقضى ربك أال تعبد إال إّيه وابلوالدين إحساان) أحسنوا ابلوالدين‬
‫األغراض البالغية لألمر‪:‬‬
‫‪ .1‬الدعاء وهو طلب الفعل من على وجه التضرع من األدّن إىل األعلى‪ ( :‬وماَُكنُقولهمُإ ِ ًَّلُٓأنُقالواُْر َّبناُٱغفِرَُُلاُذنوبناُِإَوۡسافن ِ ٓ‬
‫اُِفُ‬
‫أم ِرناُوثبِتُُأقدامناُوُُٱنُصناُلَعُُٱلقو ُِمُٱلكٰف ِِرينُُ‪(ُ،) ١٤٧‬غفرانك ربنا وإليك املصري)‬
‫‪ .2‬اإلابحة مثل قوله تعاىل‪( :‬وكلوا واشربوا حىت يتبني لكم اخليط األبيض‪)...‬‬
‫‪ .3‬اإلنعام واالمتنان و اإلكرام‪( :‬ادخلوها بسالم آمنني)‪( ،‬وقال هلم خزنتها سالم عليكم طبتم فادخلوها خالدين) (ادخلوها بسالم ذلك‬
‫يوم اخللود)‬
‫‪ .4‬التعجب‪( :‬انظر كيف يفرتون على هللا الكذب وكفى به إمثا مبينا) (انظر كيف نبني هلم اآلّيت مث انظر أّن يؤفكون) (انظر كيف كذبوا‬
‫على أنفسهم‪)...‬‬
‫‪ .5‬النصح واإلرشاد‪( :‬وأشهدوا إذا تبايعتم)‬
‫‪ .6‬التمين‪( :‬حىت إذا جاء أحدهم املوت قال رب ارجعون) (ربنا أخرجنا منها فإن عدان فإ اان ظاملون)‬
‫‪ .7‬الرتجي‪" :‬أال الليل الطويل أال اجنلي***بصبح و ما اإلصباح منك أبمثل"‬
‫أوصل أخاك‪"...‬‬
‫ْ‬ ‫‪ .8‬التخيري‪ْ :‬‬
‫"فعش واحدا‬
‫‪ .9‬التسوية‪( :‬قل أنفقوا طوعا أو كرها‪)...‬‬
‫نبك من ذكرى حبيب ومنزل * ِ‬
‫بسقط اللوى بني الدخول فحومل‬ ‫‪ .10‬االلتماس‪ :‬قِفا ِ‬
‫َّ ْ َّ‬ ‫ُّ ْ‬ ‫ٗ‬ ‫ْ َّ‬
‫ارُِ‪( ،) ٣٠‬قلُتم َّتعُُبِكف ِركُ‬ ‫صۡيكمُإَِلُٱَلَّ ُ‬‫واُفإِنُم ِ‬‫ضلواُعنُسبِيل ِ ُهِۦُُقلُتمتع ُ‬ ‫اُّل ُِ‬ ‫‪ .11‬التهديد والوعيد‪ :‬قوله تعاىل‪( :‬وجعل ُ‬
‫واُ ِّللُِأنداد ِ‬
‫ا َّ‬
‫بُٱَلَّ ُ‬
‫ارُِ‪) ٨‬‬ ‫قل ِيًلُإِنكُمِنُ أصحٰ ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُِفُريبُ م َِّماُ ن َّزَلاُ ٰ‬
‫واُ‬‫لَعُ عبدِنا ُفأتواُ بِسورةُٖ مِنُ مِثل ِ ُهِۦُُوُُٱدع ُ‬ ‫ٖ‬ ‫‪ .12‬التعجيز والتحدي)‪ :(Menantang‬قوله تعاىل‪ِ( :‬إَون ُكنتم ِ‬
‫َّ‬ ‫ٓ‬
‫ّللُِإِنُكنتمُص ٰ ِدق ِيُ‪) ٢٣‬‬
‫ونُٱ ُ‬ ‫شهداءكمُمِنُد ِ‬
‫التحقري واإلهانة‪ :‬قوله تعاىل‪( :‬قل كونوا حجارة أو حديدا)‪( ،‬ذق إنك أنت العزيز احلكيم)‬ ‫‪.13‬‬
‫التسخري‪ :‬كقوله تعاىل‪( :‬فقلنا هلم كونوا قردة خاسئني)‬ ‫‪.14‬‬
‫رابعا‪ :‬النهي وهو طلب الكف عن الفعل على وجه االستعالء‬
‫صيغته‪ :‬للنهي صيغته واحدة فقط وهي الفعل املضارع املقرتن بال الناهية‪.‬‬
‫ومن أمثلته‪ :‬قوله تعاىل‪ّ( :‬يأيها الذين آمنوا ال أتكلوا الراب أضعافا مضاعفة‪( ،)...‬وال تقربوا مال اليتيم‪)...‬‬
‫األغراض البالغية ألسلوب النهي‪:‬‬
‫َّ‬ ‫‪ .1‬الدعاء‪ :‬كقوله تعاىل‪( :‬ر َّبناًُلُتؤاخِذنُا ُٓإنُنَّسِينآُأوُأخطأنا ُۚر َّبناُوًُلَُت ِملُعلينآُإ ٗ‬
‫َصاُكماَُحلت ُهۥُُلَعُٱَّلِينُُمِنُقبل ِنا ُۚر َّبنُاُوًُلَُت ِملناُ‬‫ِ‬ ‫ِ‬

‫رب ال حترمنَّين جنة اخلل * د وكن ِا‬


‫رب يب رؤوفا حفياا"‬ ‫مُاًُلُطاقةَُلاُب ِ ُهِۖۡ ُۦ)‪( ،‬ربنا ال تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا)‪ ،‬ومنه قول الشاعر‪ِ " :‬ا‬
‫‪ .2‬االلتماس ‪ :‬ما جاء على لسان هارون ألخيه موسى ‪-‬عليهما السالم‪" :-‬قال َّ‬
‫يبنؤم ال أتخ ْذ بلحييت وال برأسي"‬
‫ٓ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫‪ .3‬النصح واإلرشاد‪( :‬يَٰٓأ ُّيهاُٱَّلِينُُءامنواًُلُتسُل ُواُعنُأشياءُإِنُتبدُلكمُتسؤكمُ…)‬
‫تطلع"‬ ‫‪ .4‬التمين‪ :‬منه قول الشاعر‪" :‬فباهلل ّي ليل طل ساعةً * وابهلل ّي صبح ال تقرتب" "ّيليل ط ْل ّينوم زْل ّيصبح ْ‬
‫قف ال ْ‬
‫‪ .5‬اإليناس والتسلية )‪" : (Menentramkan‬ال حتزن إن هللا معنا"‬
‫‪ .6‬التحقري واإلهانة‪ :‬كقول الشاعر‪ِ " :‬‬
‫دع املكارم ال ترحل لبغيتها***واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي"‬
‫مثله*عار عليك إذا فعلت عظيم"‬
‫ٌ‬ ‫‪ .7‬التوبيخ )‪ :(Tercela‬قول الشاعر‪" :‬ال تنه عن خلق وأتيت‬

‫‪ .8‬التهديد والوعيد‪ :‬قوله تعاىل‪( :‬وال حتسنب هللا غافال عما ا‬


‫عما يعمل الظاملون)‪ ،‬وقول الشاعر‪" :‬ال تطمعوا أن هتينوان ونكرمكم…"‬
‫‪ .9‬التيئيس‪ :‬قوله تعاىل‪( :‬ال تعتذروا قد كفرمت بعد إميانكم)‬
‫حتسنب الذين قتلوا يف سبيل هللا أمواات…)‬
‫ا‬ ‫‪ .10‬بيان العاقبة‪ :‬قوله تعاىل‪( :‬وال‬

‫‪ .11‬الكراهة‪ :‬قوله تعاىل‪( :‬وال متش يف األرض مرحا…)‪ ،‬قول النيب ﷺ‪" :‬ال ا‬
‫يتحرى أحدكم فيصلي عند طلوع الشمس وعند غروهبا"‬
‫‪ .12‬االعتبار‪ :‬قول النيب ﷺ‪" :‬ال تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم"‬

‫القول يف اإلجياز‬
‫أن املعاين اليت جتول قي الصدور‪ ،‬وختطر ابلبال ال يعدو التعبري عنها طريقا من طرق ثالث‪:‬‬
‫‪ -‬املساواة‪ :‬وهي أتدية املعىن املراد بعبارة مساوية له‪.‬‬
‫‪ -‬اإلجياز‪ :‬وهو أتدية املعىن بعبارة انقصة عنه مع وفائها ابلغرض‪.‬‬
‫‪ -‬اإلطناب‪ :‬وهو أتدية املعىن بعبارة زائدة عنه مع الفائدة‪.‬‬
‫واإلجياز لغة‪ :‬التقصري واالختصار‬
‫واصطالحا‪ :‬هو التعبري عن املعىن أبلفاظ قليلة تدل عليه داللةً واضحةً‬
‫واإلجياز على قسمني‪ .1 :‬إجياز قصر ‪ .2‬إجياز حذف‬
‫‪ .1‬إجياز قصر‪ :‬هو داللة اللفظ القليل على املعاين الكثرية من غري حذف يف الرتكيب الدال على هذه املعاين‪ .‬الدليل‪ :‬قال النيب ﷺ‪" :‬أوتيت جوامع‬
‫الكلم‪ ،‬واختصر الكالم اختصارا)‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ٓ‬ ‫ٓ‬ ‫َّ َّ‬
‫ّللُيأمرُُب ِٱلعد ُِلُوُُٱ ِۡلح ٰ‬
‫غُيعِظكمُلعلكمُتذكرونُ‬ ‫بُوين ٰ‬
‫َهُع ِنُٱلفحشاءُُِوُُٱلمنك ُِرُوُُٱۡل ِيُ‬ ‫نُِإَويتا ِٕيُذِيُٱلقر ُٰ‬
‫س ُِ‬ ‫املثال من القرآن‪ :‬قوله تعاىل‪ُ( :‬إ ِنُُٱ ُ‬
‫‪ .) ٩‬واإلحسان هو اإلخالص يف واجبات العبودية‪ ،‬وإيتاء ذي القرىب هو الزّيدة على الواجب من النوافل‪ ،‬و"ابلفحشاء " اإلشارة إىل القوة‬
‫الشهوانية‪ ،‬وب"املنكر" إىل اإلفراط احلاصل من آاثر الغضبية أو كل حمرم شرعا‪ ،‬و ب"البغي " إىل االستعالء الفائض عن الومهية‪.‬‬
‫ف ُوأع ِرضُع ِن ُٱلجٰ ِهل ِيُ ُ‪ ) ١٩٩‬أي‪ :‬خذ ما تيسر أخذه وتسهل‪ ،‬وقوله (وأعرض عن اجلاهلني) أمر‬
‫وأيضا قوله تعاىل‪( :‬خ ُِذ ُٱلعفوُ ُوأمرُ ُب ِٱلعر ِ ُ‬
‫إبصالح قوة الغضب‪ ( .‬وأمر ابلعرف ) أي ابملعروف واجلميل من األفعال‪.‬‬
‫ِ َّ ٰ‬ ‫ٗ‬ ‫ٓ‬ ‫ٓ‬ ‫ٓ‬
‫لظل ِ ِميُُ‪)٤٤‬‬ ‫عُماءكِ ُويٰسماءُأقل ِِعُوغِيضُٱلماءُُوق ِِضُٱۡلم ُرُوُُٱستوتُُلَعُُٱۡلود ُِ‬
‫ِيُۖۡوقِيلُبعداُل ِلقومُٱ‬ ‫وأيضا قوله تعاىل‪( :‬وقِيلُُيَٰٓأۡرضُٱبل ِ ُ‬
‫َّ‬
‫بُلعلكمُت َّتقونُ‪ ،) ١٧٩‬املراد به أن اإلنسان إذا علم أنه مىت ق تل قتِل كان ذلك داعيا‬ ‫اصُحي ٰوُةُيَٰٓأ ْو ِِلُٱۡللبٰ ُِ‬
‫وأيضا قوله تعاىل‪( :‬ولكمُُ ِِفُٱلقِص ِ ُ‬
‫له قوّيً إىل أن ال يقدم على القتل‪ ،‬فارتفع ابلقتل الذي هو قصاص كثري من قتل الناس لبعضهم لبعض‪ ،‬فكان يف ارتفاع القتل حياة هلم وفضله‬
‫على ما كان عندهم أوجز كالم يف هذا املعين وهو قوهلم " القتل أنفی للقتل "‪.‬‬
‫ت ال أرضا قطع وال ظهرا)‬
‫ومن حديث النيب ﷺ‪( :‬إن املنب ا‬
‫‪ .2‬إجياز احلذف‪ :‬هو ما كان الغرض منه إكثار املعىن مع حذف شيء من الرتكيب‪ .‬وله ثالثة أقسام‪:‬‬
‫األول منها وهو حذف جزء مجلة وهو أنواع‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يكون احملذوف مضافا وذلك كقوله تعاىل‪( :‬واسأل القرية) أي أهلها‪ ،‬وكقوله تعايل (حىت إذا فتحت أيجوج ومأجوج وهم من كل حدب‬
‫ينسلون) أي سد أيجوج ومأجوج‪ ،‬وكقوله تعاىل‪( :‬ملن كان يرجو هللا) أي رمحة هللا‪ .‬ومنه قوله تعاىل‪( :‬حرمت عليكم امليتة) أي تناوهلا‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يكون احملذوف مضافا إليه وذلك كقوله تعاىل‪…( :‬هلل األمر من قبل ومن بعد…) أي من قبل ذلك ومن بعده‪.‬‬
‫‪ .3‬أن يكون احملذوف موصوفا وذلك كقوله تعاىل‪( :‬واذكروا هللا كثريا) أي‪ :‬ذكرا كثريا‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ٓ‬
‫‪ .4‬أن يكون احملذوف صفة وذلك حنو قوله تعاىل‪( :‬وَُكنُوراءه َّ‬
‫مُمل ِكُيأخذُُكُسفِين ٍةُغص ٗباُ‪ ) ٧٩‬أي‪ :‬كل سفينة صحيحة أو صاحلة‪.‬‬
‫‪ .5‬أن يكون احملذوف شرطا وذلك كقولك‪" :‬أكرم والديك وإال ختسر الدنيا واآلخرة" أي‪ :‬وإال تكرمهما ختسر‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ْ‬
‫‪ .6‬أن يكون احملذوف جواب شرط كقوله تعاىل‪ِ( :‬إَوذاُقِيلُلهمُُٱ َّتق ُواُماُبيُأيدِيكمُوماُخلفكمُلعلكمُترَحونُ‪ ) ٤٥‬أي‪ :‬أعرضوا‬
‫الثاين منها وهو ما يكون احملذوف مجلة‪:‬‬
‫كقوله تعاىل‪ِّ ( :‬ل ِح َُّقُٱۡل َُّقُويب ِطلُٱلبٰ ِطلُُولوُك ِرهُٱلمج ِرمونُُ‪ ) ٨‬أي‪ :‬فعل ما فعل‪.‬‬
‫ٗ‬ ‫وقوله تعاىل‪( :‬وماُُكنتُِبان ِبُُٱ ُّ‬
‫لطورُُإذُناديناُولٰكِنُ َّرَح ُةُم َّ‬
‫ِنُربِكُ) أي‪ :‬اخرتانك\علمناك رمحة‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وقوله تعاىل‪( :‬ليدخل هللا يف رمحته من يشاء) أي‪ :‬كان الكف ومنع التعذيب ليدخل هللا يف رمحته أي يف توفيقه‪.‬‬
‫وقوله تعاىل‪( :‬فقلنا اضرب بعصاك احلجر فانفجرت) أي‪ :‬فضربه هبا فانفجرت‪.‬‬
‫الثالث منها وهو ما يكون احملذوف أكثر من مجلة‪:‬‬
‫َّ‬
‫ّللُٱلمو ُٰ‬
‫ت) أي‪ :‬أي فاضربوه ببعضها‪ ،‬فحيي‪ ،‬فقلنا كذلك حيي هللا املوتى‪.‬‬ ‫ضها ُۚكذٰل ِكُي ِ‬
‫ۡحُُٱ ُ‬ ‫ۡضبوهُُبِبع ِ‬
‫كقوله تعاىل‪( :‬فقلناُٱ ِ‬
‫وقوله‪( :‬أان أنبئكم بتأويله فأرسلون) أي‪ :‬فأرسلوين إىل يوسف ألستعربه الرّيء‪.‬‬
‫َّ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ٓ‬
‫وقوله تعاىل‪( :‬فقلناُٱذهبُاُإَِلُٱلقو ُِمُٱَّلِينُُكذبوأَُ‍ِبُيٰت ِناُفد َّمرنٰهمُتدم ِٗۡياُ‪ ) ٣٦‬أي‪ :‬فأتياهم فأبلغاهم الرسالة فكذبومها فدمرانهم‪.‬‬

You might also like