You are on page 1of 8

‫الر ِحي ِْم}‬

‫من ّ‬‫الر ْح ِ‬
‫{ ِبس ِْم الل ِه ّ‬
‫منهج الدعوة فرقة الثالثة‬
‫شريعة اإلسالمية‬
‫بالقاهرة‬
‫*مقدمة و منهج‬
‫}‪ -{١‬النقصد بالدعوة ‪ :‬الدعوة إلى الله‪ ،‬قال تعالى‪" :‬قل ھذه سبیلي أدعوا إلى الله على‬
‫بصیرة أنا ومن اتبعني‪..‬اآلیة‪.‬‬
‫}‪ -{٢‬المقصود بال دعوة الى الله ‪:‬وھو اإلسالم قال تعالى‪" :‬إن الدین عند الله اإلسالم‪...‬اآلیة‪.‬‬
‫}‪ -{٣‬فتبلیغ اإلسالم ونشره واإلعالم به ‪ :‬ھوأشرف األعمال وأجلھا وأعظمھا على‬
‫اإلطالق‪ .‬قال تعالى‪" :‬ومن أحسن قوالممن دعا إلى الله‪...‬اآلیة‪.‬‬
‫}‪ -{٤‬من الشواھد على ھذه المنزلة أیضا‪:‬‬
‫‪ - ١‬ھي الدعوة إلى اإلیمان بالله والرسول‪ .‬قال تعالى‪" :‬وما لكم ال تؤمنون بالله والرسول‬
‫یدعوكم لتؤمنوا بربكم‪...".‬اآلیة‪.‬‬
‫‪ - ٢‬ھي دعوة إلى سبیل الله وإلى الطریق المستقیم‪ .‬قال تعالى‪" :‬وإنك لتدعوھم إلى‬
‫صراط المستقیم‪".‬‬
‫‪ - ٣‬دعوة إلى الحیاة المستقیمة اآلمنة بین ظالل اإلسالم‪ .‬قال تعالى‪" :‬یا أیھا الذین آمنوا استجیبوا لله‬
‫وللرسول إذا دعاكم لما یحییكم‪".‬‬
‫‪ - ٤‬دعوة إلى الخیر والمعروف والفالح‪ .‬قال تعالى‪" :‬ولتكن منكم أمة یدعون إلى‬
‫الخیر ویأمرون بالمعروف وینھون عن المنكر وأولئك ھم المفلحون‪".‬‬
‫‪ - ٥‬دعوة الحق وإلى الحق‪ .‬قال تعالى‪" :‬له دعوة الحق والذین یدعون من دونه ال‬
‫بستجیبون لھم بشيء‪...‬األیة‬
‫‪ - ٦‬دعوة للعباد إلى الجنة والمغفرة‪ .‬قال تعالى‪" :‬والله یدعو إلى دار السالم ویھدي‬
‫من یشاء إلى صراط مستقیم‪".‬‬
‫‪ - ٧‬دعوة للنجاة من النار‪ .‬قال تعالى‪" :‬ویا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني‬
‫إلى النار‪".‬‬
‫}‪ - {٥‬األسس المنهجیة للدعوة التى تقوم علیها الدعوة إلى الله تعالى‬
‫اإلسالم ھو دعوة للناس كافة على اختالف أجناسھم وألوانھم وأزمانھم وحظوظھم من االدراك‬
‫والمعرفة جاء لیخاطب اإلنسان كله‪.‬‬
‫}‪ - {٦‬وھذا المنهج الدعوي یقوم على ثالثة أسس ھي‪:‬‬
‫‪ - ١‬المنهج الحسي‪ :‬ھو مجموعة األسالیب الدعویة‪ ،‬التي ترتكزعلى الحواس وتعتمد‬
‫على المشاھدات والتجارب‪ .‬الحواس الخمس‪- :‬السمع ‪-‬البصر‪-‬الشم ‪-‬التذوق ‪-‬اللمس‬
‫‪ - ٢‬المنهج العقلي‪ :‬من أعظم معالم ھذا التكریم والتفضیل‪ ،‬ما اختص به البشر من‬
‫عقول ھي مركز التوجیه‪ ،‬ومحور التفكیر‪ ،‬ومناط التكلیف‪ ،‬وبھا یتمیز اإلنسان عن‬
‫الحیوان‪ .‬قال تعالى‪" :‬ولقد كرمنا بني آدم وحملناھم في البر و البحر‪".‬‬
‫‪ - ٣‬المنهج العاطفي‪ :‬ھو النظام الدعوي الذي یرتكزعلى القلب‪ ،‬ویحرك المشاعر في النفس‪،‬‬
‫لكل جوانب الخیر‪ ،‬ویدفع بالعواطف واألحاسیس إلى الصدق وحسن التوجه إلى الله‪ ،‬وتعمیق أواصر‬
‫المحبة لله ولرسوله وللمؤمنین‪.‬‬
‫}‪ - {٧‬معنى كلمة الدعوة لغة‪:‬‬
‫‪ - ١‬النداء‪ -٢ .‬الحث على قصد شيء ما‪ -٣ .‬الدعوة إلى أمر یراد إثباته أو الدفاع عنه‬
‫سواء أكان حقا أم باطال‪ -٤ .‬المحاولة القولیة أوالفعلیة إلمالة الناس إلى مذھب أو ملة‪.‬‬
‫‪ - ٥‬االبتھال والسؤال‪.‬‬
‫}‪ - {٨‬معنى كلمة الدعوة اصطالحا‪:‬‬
‫‪ - ١‬الدعوة باعتبارھا اإلسالم أو الرسالة‪ :‬قال تعالى‪" :‬له دعوة الحق" یعنى‪ :‬كلمة‬
‫اإلخالص ال إله إال لله‪ ،‬یدعو الخلق إلیھا‪.‬‬
‫‪ - ٢‬الدعوة باعتبارھا عملیة التبلیغ والنشر لإلسالم‪ :‬ھي حث الناس على الخیر‬
‫والھدى‪ ،‬واألمر بالمعروف والنھي عن المنكر؛ لیفوزوا بسعادة العاجل واآلجل‪.‬‬
‫‪ - ٣‬الدعوة باعتبارھا علما وفنا‪ :‬العلم الذي تعرق بھا كافة المحاوالت الفنیة‬
‫المتعددة الرامیة إلى تبلیغ اإلسالم مما حوى منعقیدة وشریعة وأخالق‪.‬‬
‫}‪ - {٩‬معنى كلمة المنهج لغة‪ :‬مصدر من "نھج" بمعنى‪ :‬الطریق الواضح ‪ /‬المذھب حسیا ومعنویا‪.‬‬
‫اصطالحا‪ :‬الطریق الموصل بصحیح النظرفیه إلى المطلوب‪.‬‬
‫}‪ - {١١‬منهج الدعوة لغة‪ :‬نظم الدعوة‪ ،‬وخططھا المرسومة لھا‪.‬‬
‫اصطالحا‪ :‬الطریق الواضح الذي یرسمه ویخطه الداعیة‪ ،‬ثم یسلكه ویسیرعلیه في دعوته‬
‫وتبلیغه شرع الله‪.‬‬
‫}‪ - {١١‬أھمیة المنهج ومكانته‪ :‬فالمنھج دستور األمة وفكرھا وضمیرھا وھویتھا ودلیل عملھا‪.‬‬
‫‪-‬أمثلة وشواھد من الكتاب العزیز‪ :‬عندما یأمرالله تعالى رسلوله ‪ -‬صلى الله علیه وسلم ‪ -‬بقوله تعالى‬
‫تعالى‪" :‬اقرأ باسم ربك الذي خلق‪ ".‬وبعدھا "وأنذر عشیرتك األقربین‪".‬‬
‫‪ -‬شواھد من السنة المطهرة‪ :‬قول النبي ‪ -‬صلى الله علیه وسلم ‪ -‬للصحابي الجلیل معاذ بن جبل ‪ -‬رضي‬
‫الله عنه ‪ -‬حین بعثه داعیا إلى الیمن‪" :‬إنك تأتي قوما من أھل الكتاب‪ ،‬فادعھم‬
‫إلى شھادة أن ال إله إال الله وأني رسول الله‪ ،‬فإن ھم أطاعوا لذلك‪ ،‬فأعلمھم أن الله‬
‫افترض علیھم خمس صلوات في كل یوم ولیلة‪ ،‬فإن ھم أطاعوا لذلك‪ ،‬فأعلمھم أن الله‬
‫افترض علیھم صدقة تؤخذ من أغنیائھم فترد في فقرائھم‪ ،‬فإن ھم أطاعوا لذلك‪ ،‬فإیاك‬
‫وكرائم أموالھم‪ ،‬واتق دعوة المظلوم‪ ،‬فإنه لیس بینھا وبین الله حجاب‪".‬‬
‫}‪ - {١٢‬أقسام مناھج الدعوة إلى أربعة أقسام‪:‬‬
‫*‪ -‬من حیث واضعها أو مصدرھا إلى قسمین‪:‬‬
‫‪ -‬المناھج الربانیة‪ :‬المناھ ج التي وضعھا الشارع لھذه الدعوة عن طریق القرآن أو السنة (مناھج معصومة‬
‫عن الخطأ)‬
‫‪ -‬المناھج البشریة‪ :‬المناھج التي وضعھا الدعاة و العلماء باجتھادھم (یحتمل الخطأ و الصواب)‬
‫*‪ -‬من حیث موضوعها‪ ،‬إلى أنواع عدیدة‪:‬‬
‫‪ -‬مناھج عقدیة‪ ،‬عبادیة‪ ،‬اجتماعیة‪ ،‬اقتصادیة‪ ،‬عسكریة‪ ،‬سیاس یة‪ ،‬صحیة‪ ،‬ریاضیة‪ ،‬ترویحیة‪ ،‬وما إلى ذالك‪.‬‬
‫*‪ -‬من حیث طبیعتها‪ ،‬إلى‪:‬‬
‫‪ -‬م ناھج خاصة وأخرى عامة ‪ -‬مناھج فردیة و أخرى جماعیة ‪ -‬مناھج نظریة و أخرى تطبیقیة‪.‬‬
‫*‪ -‬من حیث ركائزھا‪:‬‬
‫‪ -‬المناھج مرتكزعلى القلب‪ ،‬سمي‪ :‬المنھج العاطفي‬
‫‪ -‬المناھج مرتكزعلى العقل‪ ،‬سمي‪ :‬المنھج العقلي‬
‫‪ -‬المناھج مرتكز على الحس‪ ،‬سمي‪ :‬المنھج الحسي أو تجریبي‪.‬‬
‫}‪ - {١٣‬التخطیط و منهج الدعوة إلى الله‪.‬‬
‫أوال‪ :‬العالقة بین التخطیط و منهج الدعوة‬
‫‪ -‬من أھم السمات المطلوبة في الداع یة ھي البصیرة بمفھومھا الواسع‪ ،‬ومن أھمھا‪:‬‬
‫‪ -‬وجود الفھم الشامل لدى الداعیة بأھداف دعوته ومقاصدھا‪ ،‬وإدراكه للوسائل الشرعیة التي ینبغي أن‬
‫یسلكھا لتحقیق ھذه األھداف‪ ،‬والتنبؤ بما قد یعترضه من عوائق ومشكالت‪.‬‬
‫ثانیا‪ :‬مفهوم التخطیط‬
‫*تعریفه في اللغة‪( :‬الخطة) األمر أو الحالة‪ .‬مثال‪" :‬جاء فالن و في رأسه خطة"‬
‫اصطالحا‪ :‬ویقصد به إعداد دراسة واضحة لعمل یخدم الدعوة اإلسالمیة في منطقة معینة‪ ،‬أو لفئة‬
‫مع ینة‪ ،‬أو لمجموعة عامة‪ ،‬أو مشاركة في إعدادھا‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬شروط و فوائد التخطیط‪:‬‬
‫*‪ -‬تحدید األھداف و ترتیب أولویات مع ربطھا بالوسائل‪.‬‬
‫*‪ -‬تحقیق التناسق و االنسجام بین األعمال‪.‬‬
‫*‪ -‬توفیر البرامج الزمنیة المناسبة‪.‬‬
‫*‪ -‬یساعد في كثیر من النفقات والجھد‪.‬‬
‫*‪ -‬إجراء التعدیالت و إعادة البناء‪.‬‬
‫*شروط الخطة‪ :‬المرونة‪ ،‬الدقة والوضوح‪ ،‬المساھمة في تحقیق األھداف‪ ،‬الواقعیة و المشروعیة‪ ،‬التأكد‬
‫المعلومات التي تقوم علیھا الخطة‪.‬‬
‫*الفصل األول‪ :‬المنهج الحسي‬
‫}‪ - {١٤‬تعریف الحس و الحسیس لغة‪ :‬الصوت الخفي‪ .‬وھي الحواس الخمس‪ :‬السمع‪ ،‬والبصر‪،‬‬
‫والشم‪ ،‬والتذوق‪ ،‬واللمس‪.‬‬
‫‪ -‬اصطالحا‪ :‬ھو النظام الدعوي الذي یرتكزعلى الحواس‪ ،‬ویعتمد على المشاھدات والتجارب‪.‬‬
‫‪ -‬وعن مسؤولیة الحواس‪ ،‬قال تعالى‪" :‬إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤوال‪".‬‬
‫}‪ - {١٥‬أبرز أسالیب المنهج الحس‪.‬‬
‫‪ -١‬لفت الحواس إلى المشاھدات الكونیة ‪ :‬وذلك بالنظرإلیھا والتأمل فیھا‪ ،‬للتوصل لإلیمان بوجود الله‪.‬‬
‫قال تعالى‪" :‬أفلم ینظروا إلى السمآء فوقھم كیف بنیناھا وزیناھا وما لھا من فروج‪".‬‬
‫‪ -٢‬أسلوب التعلیم التطبیقي‪ :‬وھذا منھج حسي وضع رسول الله ‪ -‬صلى الله علیه‬
‫وسلم ‪ -‬أسسه وقواعده‪ ،‬فقال ألصحابه‪" :‬صلوا كما رأیتموني أصلي‪".‬‬
‫‪ - ٣‬تایید لله لألنبیاء والمرسلین بالمعجزات الحسیة ‪ :‬كعصا موسى‪ ،‬وناقة صالح‪.‬‬
‫ھذا بجانب معجزات الرسول ‪ -‬صلى الله علیه وسلم ‪ -‬فقد أیده الله بمعجزات حسیة‪ ،‬شاھدھا الصحابة‪،‬‬
‫كانشقاق القمر‪ ،‬وتسبیح الحصى‪ ،‬و البركة في الطعام‪ ،‬بجانب المعجزة المعنویة الكبرى‪( :‬القرآن الكریم)‬
‫‪ - ٤‬اعتبر اإلسالم درء المنكرات ودفع المعاصي بالید أوباللسان أو بالقلب‪ :‬قال صلى االله علیه وسلم‪:‬‬
‫"من رأى منكم منكارا فلیغیره بیده‪ ،‬فإن لم یستطع فبلسانه‪ ،‬فإن لم یستطع فبقلبه‪ ،‬وذلك أضعف اإلیمان"‬
‫}‪ - {١٦‬من أیات الله تعالى في كونه‪:‬‬
‫‪ - ١‬آیات لله في خلق السماء‪ :‬ومن أعظم اآلیات الدالة على عظمة خالقھا ومبدعھا‪ ،‬خلق السماء التي‬
‫فوق رؤوسنا‪ .‬قال تعالى‪" :‬الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر‬
‫ھل ترى من فطور‪".‬‬
‫وقد امتدح لله تعالى المتفكرین والمتأملین في ملكوت السموات واألرض‪ ،‬فقال تعالى‪:‬‬
‫"إن في خلق السماوات واألرض واختالف اللیل والنھار آلیات ألولي األلباب"‬
‫وقد تحدث اإلمام ابن القیم في كتابه فقال‪" :‬فاألرض والبحار والھواء وكل ما تحت‬
‫السموات باإلضافة إلى السموات كقطرة فى بحر‪".‬‬
‫‪ -٢‬آیات لله في خلق األرض‪ :‬اآلیات العظیمة التي تدعو اإلنسان العاقل إلى النظر‬
‫والتأمل في عظمة الخالق‪ ،‬وكمال قدرته‪ ،‬فقال تعالى‪" :‬وفي األرض آیات للموقنین"‬
‫ومع مھد األرض واستقرارھا‪ ،‬جعلھا ذات سبل وطرق كثیرة من أجل سلوك الناس‬
‫معھا لقضاء حوائجھم ومصالحھم‪ ،‬قال تعالى‪" :‬الذي جعل لكم األرض مھدا وسلك لكم‬
‫فیھا سبال وأنزل من السمآء مآء فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى‪".‬‬
‫وعن سعة األرض وامتدادھا‪ ،‬وما أودعه الله فیھا من جمیع الزروع والنبات‪ ،‬وصنوف الخیرات‪،‬‬
‫قال تعالى‪" :‬واألرض مددناھا وألقینا فیھا من كل شيء موزون‪".‬‬
‫‪- ٣‬آیات لله في خلق النبات‪ :‬انظر إلى الحبة تكون في باطن األرض تربو وتنشق وتنمو شیئا فشیئا حتى‬
‫یخرج الثمرویؤتى أكله في حینه بأذن ربه‪ .‬قال الله تعالى‪" :‬وھوالذي أنزل من السماء ماء‬
‫فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا‪...‬اآلیة‪.‬‬
‫}‪ - {١٧‬خصائص المنهج الحسي وأثاره في الدعوة إلى لله تعالى‪.‬‬
‫‪ - ١‬سرعة التأثیر على اإلنسان‪ ،‬العتماده على الحواس التي تتصل بالمظاھرمن حوله اتصاال مباشرا‪.‬‬
‫‪ - ٢‬عمق التأثیر في النفس‪ ،‬لمعاینتھا الشيء المحسوس‪ ،‬فتتفاعل معه‪.‬‬
‫‪ - ٣‬اتساع دائرة المنھج الحسي‪ ،‬الشتراك البشر جمیعا‪ .‬فالحواس الخمس تجتمع‬
‫وتتواجد بصورة متماثلة في الناس أجمعین‪.‬‬
‫*فصل الثاني‪ :‬المنهج العقلي‪:‬‬
‫}‪ - {١٨‬تعریف المنهج العقلي‪ :‬ھو النظام الدعوي الذي یرتكز العقل‪ ،‬ویدعو للتفكروالتدبرواالعتبار‪.‬‬
‫‪ -‬تعریف العقل في اللغة‪ :‬الحجر و النھى‪.‬‬
‫‪ -‬واالصطالح‪ :‬قال اإلمام الراز‪" :‬والظاھر أن العقل صفة غریزیة یلزمھا العلم بالضروریات‬
‫عند سالمة اآلالت وھي الحواس الظاھرة والباطنة"‪.‬‬
‫}‪ - {١٩‬مكانة العقل في اإلسالم‪.‬‬
‫‪ - ١‬العقل أول جوھر أوجده الله تعالى‪ ،‬وأشرفه‪ ،‬بداللة ما روي عن النبي ‪ -‬صلى الله‬
‫علیه وسلم ‪ -‬أنه قال‪" :‬أول ما خلقا الله تعالى العقل‪...‬الخ‬
‫‪ - ٢‬أشرف ثمرة للعقل معرفة الله تعالى‪ ،‬وحسن طاعته‪ ،‬والكف عن معصیته‪ ،‬وعلى‬
‫ذلك قوله صلى الله علیه وسلم‪" :‬العقل ثالثة أجزاء‪ :‬جزء معرفة الله‪ ،‬وجزء طاعة الله‪ ،‬وجزء الصبرعن‬
‫معصیة الله‪".‬‬
‫وجعل إھمال استعمال العقل سبب عذاب اآلخرة بقوله تعالى في أھل النار‪" :‬وقالوا‬
‫لوكنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعیر‪".‬‬
‫}‪ - {٢١‬ومن صور تكریم اإلسالم أیضا للعقل ما یلي‪:‬‬
‫‪ - ١‬جعل اإلسالم العقل من ضروریات اإلنسان الخمسة‪ ،‬التي یجب المحافظة علیھا‪،‬‬
‫وھي‪ :‬الدین‪ ،‬والنفس‪ ،‬والعقل‪ ،‬والنسل‪ ،‬والمال‪.‬‬
‫‪ - ٢‬العقل یسمو باإلنسان على المالئكة‪ .‬إذ إن الله تعالى خلق المالئكة بعقل دون شھوة‪،‬‬
‫وخلق الدواب بشھوة من غیرعقل‪ ،‬أما اإلنسان فھومركب من عقل وشھوة‪.‬‬
‫‪ - ٣‬األحكام الشرعیة في اإلسالم مرتبطة ببلوغ اإلنسان واكتمال عقله‪ :‬قال صلى الله علیه وسلم‪:‬‬
‫"رفع القلم عن ثالثة‪ :‬عن النائم حتى یستیقظ‪ ،‬وعن الصبي حتى یحتلم‪ ،‬وعن المجنون حتى‬
‫یعقل‪".‬‬
‫‪ - ٤‬أمرالله اإلنسان أن ینشط عقله ویوقظ ذاكرته كلما اعتراھما الغفلة والنسیان‪ .‬قال تعالى‪:‬‬
‫"واذكر ربك إذا نسیت وقل عسى أن یھدین ربي ألقرب من ھذا رشدا‪".‬‬
‫‪ - ٥‬بین الحق تعالى أن اإللحاد وفساد العقیدة وانحراف السلوك سببه غشاوة العقول‬
‫واضطراب الفكر واعتالل النظر‪ ،‬قال تعالى‪" :‬إن شرالدواب عند الله الصم البكم الذین ال یعقلون‪".‬‬
‫‪ - ٦‬العقل نور وقد سماه الله نورا في قوله تعالى‪" :‬الله نور السماوات واألرض مثل نوره كمشكاة‪".‬‬
‫وحیث ذكر النور والظلمة أراد به العلم والجھل‪.‬‬
‫}‪ - {٢١‬العالقة بین الشرع والعقل‪.‬‬
‫اعلم أن العقل لن یھتدي إال بالشرع والشرع لم یتبین إال بالعقل؛ فالعقل كاألس}األساس{والشرع كالبناء‪،‬‬
‫ولن یغنى أس ما لم یكن بناء‪ ،‬ولن یثبت بناء ما لم یكن أس‪.‬‬
‫قال تعالى‪" :‬قد جاءكم من الله نوروكتاب مبین * یھدي به الله من اتبع رضوانه سبل السالم ویخرجھم من‬
‫الظلمات إلى النور بإذنه ویھدیھم إلى صراط مستقیم‪".‬‬
‫فسمي العقل دینا ولكونھما متحدین قال‪" :‬نور على نور‪ ،".‬أي نورالعقل ونورالشرع‪ ،‬ثم قال‪" :‬یھدي الله‬
‫لنوره من یشاء"‪ ،‬فجعله نورا واحدا‪.‬‬
‫فالشرع إذا فقد العقل لم یظھربه شيء وصار ضائعا ضیاع الشاع عند فقد نورالبصر‪ ،‬والعقل إذا فقد الشرع‬
‫عجزعن أكثراألمورعجزالعین عند فقد النور‪.‬‬
‫}‪ - {٢٢‬مجاالت استعمال المنهج العقلي تنقسم إلى جانبین‪:‬‬
‫الجانب األول‪ :‬إزالة العوائق التي تعوق العقل عن ممارسة نشاطاته‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ - ١‬ذم التقلید األعمى‪ :‬قال تعالى‪" :‬وإذا قیل لھم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفینا علیه آباءنا أولو‬
‫كانا آباؤھم ال یعقلون شیئا وال یھتدون‪".‬‬
‫‪ - ٢‬اجتناب الظن المذموم‪ :‬قال تعالى‪" :‬إن الذین ال یؤمنون باآلخرة لیسمون المالئكة تسمیة األنثى *‬
‫وما لھم به من علم إن یتبعون إال الظن وإن الظن ال یغني من الحق شیئا‪".‬‬
‫‪ - ٣‬ذم الهوى‪ :‬وحیث یوجد الھوى ینتفي العلم والھدى والحق ویظھرالظلم والضالل‪،‬‬
‫قال تعالى‪" :‬بل اتبع الذین ظلموا أھوآءھم بغیرعلم‪".‬‬
‫الجانب الثانى‪ :‬أبرز األسالیب واالستدالالت‪:‬‬
‫‪ - ١‬االستدالل بالتعریف‪ :‬االستدالل بالتعریف بأن یؤخذ من ماھیة موضوع القول‬
‫دلیل الدعوى بأن یؤخذ مثال من حقیقة األصنام دلیل على أنھا ال تصلح أن تكون معبودا‪،‬‬
‫ومن بیان صفات الله تعالى دلیل على أن یكون وحده المستحق للعبادة‪" .‬إن الله فالك الحب و النوى"‬
‫‪ - ٢‬االستدالل بالتجزئة‪ :‬إن تذكر أجزاء الموضوع وبتابعھا یكون إثبات الدعوى‪،‬‬
‫ومن ذلك أن المقرر الثابت بالبدیھة الذي ال مجال للریب فیه الحكم بأن األثر یدل على المؤثر‪،‬‬
‫وأن الكون یدل على خالقه‪ ،‬وأن القوى البشریة والعقول المستقیمة تقر بأن الخالق لھذا الكون‬
‫صغیرة وكبیرة قوة واحدة‪ ،‬وھي قوة الله تعالى‪" .‬قل الحمد لله وسالم على عباده الذین اصطفى‪..‬األیة‪.‬‬
‫‪ - ٣‬التعمیم ثم التخصیص‪ :‬التعمیم أن تذكر قضیة عامة‪ ،‬وتؤدي إلى إثبات الدعوى بإجمالھا‪،‬‬
‫ثم یتعرض المستدل إلى جزئیات القضیة‪ ،‬فیبرھن على أن كل جزء منھا یؤدي إلى إثبات الدعوى المطلوب‬
‫إثباتھا‪ ،‬أو أنھا في مجموعھا تؤدي إلى إثبات الدعوى‪" .‬قال فمن ربكما یا موسى"‪..‬األیة‪.‬‬
‫‪ - ٤‬العلة والمعلول‪ :‬أساس االستدالل الربط بین القضایا التي تصور أجزاء الحقائق في ھذا الوجود‪،‬‬
‫بأن یكون وجود بعض األشیاء علة لوجود شيء آخر‪ ،‬یكون فیه التعلیل جزءا من الدلیل الذي یسوقه‬
‫القرآن الكریم بتنزیل من العزیزالحكیم‪" .‬وقاتلوا في سبیل الله الذین یقاتلونكم‪..‬األیة‪.‬‬
‫‪ - ٥‬المقابلة‪ :‬إن المقابلة بین شیئین أو أمرین‪ ،‬أو شخصین تكون لیعرف أیھما المؤثر في عمل معین‪،‬‬
‫وإذا ثبت أن التأثیر لواحد منھما كان له فضل التقدم على غیره‪.‬‬
‫وقد كان ذلك النوع من ینابیع االستدالل كثیرا في القرآن الكریم‪ ،‬ألن المشركین‬
‫كانوایعبدون أحجارا یصنعونھا وكانوا یعتقدون أن لھا تأثیرا في اإلیجاد‪ ،‬أو في منع‬
‫الشر أو جلب الخیر‪" .‬أفمن یخلق كمن ال یخلقأفال تذكرون‪".‬‬
‫‪ - ٦‬االستدالل بالتشبیه واألمثال ‪ :‬من ینابیع االستدالل في القرآن التي تثبت قدرة الله تعالى‪،‬‬
‫ما أتى به القرآن التشبیه وضرب األمثال‪ ،‬وضرب األمثال باب من أبواب التشبیه‪ ،‬ولتوضیح المعاني‬
‫الكلیة بالمشاھد الجزئیة‪ ،‬ولالستدالل بحال الحاضرعلى الغائب‪" .‬إن الله ال یستحیي أن یضرب‪..‬األیة‪.‬‬
‫‪ - ٧‬االستدالل بالقصص القرآني ‪:‬إن القرآن اتخذ القصص سبیال لإلقناع والتأثیروضمن القصة األدلة على‬
‫بطالن ما یعتقد المشركون وغیرھم‪ ،‬وقد یكون موضوع القصة رسوال یعرفونه ویجلونه‪،‬‬
‫إذ یدعي المجادلون أنھم یحاكون ویتبعونه‪ ،‬فیجيء الدلیل على لسانه‪ ،‬فیكون ذلك أكثر اجتذابا ألفھامھم‬
‫وأقوى تأثیرا‪ ،‬وقد یكون مفحما ملزما إن كانوا یجادلون غیر طالبین للحق‪.‬‬
‫قال الله تعالى‪" :‬واذكر في الكتاب إبراھیم إنه كان صدیقا نبیا‪".‬‬
‫}‪ - {٢٣‬خصائص المنهج العقلي وآثاره على المدعوین‪.‬‬
‫‪ - ١‬تظھرآثارالمنھج العقلي للدعوة إلى الله‪ ،‬من خالل االنتشارالسریع والمستمرلإلسالم‪.‬‬
‫‪ - ٢‬نجح اإلسالم في إفحام الخصم‪ ،‬حیث ال یستطیع أمام اآلیات القرآنیة واألحادیث‬
‫النبویة والحجج العقلیة‪ ،‬إال اإلذعان والتسلیم والرضا باإلسالم‪.‬‬
‫‪ - ٣‬المنھج العقلي‪ ،‬دائرته محدودة ونطاقه ضیق؛ ألنه وقف على خواص األمة من‬
‫العلماء والفقھاء والمفكرین والوالة‪ ،‬وبصالح ھؤالء واستقامة عقولھم وأفكارھم صالح‬
‫واستقامة لألمة‪.‬‬

‫یق َوالنَ َج ِ‬
‫اح ‪{--‬‬ ‫}‪َ --‬والله ُ َو ِل ّي التُّوفِ ِ‬

You might also like