Professional Documents
Culture Documents
من ّالر ْح ِ
{ ِبس ِْم الل ِه ّ
منهج الدعوة فرقة الثالثة
شريعة اإلسالمية
بالقاهرة
*مقدمة و منهج
} -{١النقصد بالدعوة :الدعوة إلى الله ،قال تعالى" :قل ھذه سبیلي أدعوا إلى الله على
بصیرة أنا ومن اتبعني..اآلیة.
} -{٢المقصود بال دعوة الى الله :وھو اإلسالم قال تعالى" :إن الدین عند الله اإلسالم...اآلیة.
} -{٣فتبلیغ اإلسالم ونشره واإلعالم به :ھوأشرف األعمال وأجلھا وأعظمھا على
اإلطالق .قال تعالى" :ومن أحسن قوالممن دعا إلى الله...اآلیة.
} -{٤من الشواھد على ھذه المنزلة أیضا:
- ١ھي الدعوة إلى اإلیمان بالله والرسول .قال تعالى" :وما لكم ال تؤمنون بالله والرسول
یدعوكم لتؤمنوا بربكم...".اآلیة.
- ٢ھي دعوة إلى سبیل الله وإلى الطریق المستقیم .قال تعالى" :وإنك لتدعوھم إلى
صراط المستقیم".
- ٣دعوة إلى الحیاة المستقیمة اآلمنة بین ظالل اإلسالم .قال تعالى" :یا أیھا الذین آمنوا استجیبوا لله
وللرسول إذا دعاكم لما یحییكم".
- ٤دعوة إلى الخیر والمعروف والفالح .قال تعالى" :ولتكن منكم أمة یدعون إلى
الخیر ویأمرون بالمعروف وینھون عن المنكر وأولئك ھم المفلحون".
- ٥دعوة الحق وإلى الحق .قال تعالى" :له دعوة الحق والذین یدعون من دونه ال
بستجیبون لھم بشيء...األیة
- ٦دعوة للعباد إلى الجنة والمغفرة .قال تعالى" :والله یدعو إلى دار السالم ویھدي
من یشاء إلى صراط مستقیم".
- ٧دعوة للنجاة من النار .قال تعالى" :ویا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني
إلى النار".
} - {٥األسس المنهجیة للدعوة التى تقوم علیها الدعوة إلى الله تعالى
اإلسالم ھو دعوة للناس كافة على اختالف أجناسھم وألوانھم وأزمانھم وحظوظھم من االدراك
والمعرفة جاء لیخاطب اإلنسان كله.
} - {٦وھذا المنهج الدعوي یقوم على ثالثة أسس ھي:
- ١المنهج الحسي :ھو مجموعة األسالیب الدعویة ،التي ترتكزعلى الحواس وتعتمد
على المشاھدات والتجارب .الحواس الخمس- :السمع -البصر-الشم -التذوق -اللمس
- ٢المنهج العقلي :من أعظم معالم ھذا التكریم والتفضیل ،ما اختص به البشر من
عقول ھي مركز التوجیه ،ومحور التفكیر ،ومناط التكلیف ،وبھا یتمیز اإلنسان عن
الحیوان .قال تعالى" :ولقد كرمنا بني آدم وحملناھم في البر و البحر".
- ٣المنهج العاطفي :ھو النظام الدعوي الذي یرتكزعلى القلب ،ویحرك المشاعر في النفس،
لكل جوانب الخیر ،ویدفع بالعواطف واألحاسیس إلى الصدق وحسن التوجه إلى الله ،وتعمیق أواصر
المحبة لله ولرسوله وللمؤمنین.
} - {٧معنى كلمة الدعوة لغة:
- ١النداء -٢ .الحث على قصد شيء ما -٣ .الدعوة إلى أمر یراد إثباته أو الدفاع عنه
سواء أكان حقا أم باطال -٤ .المحاولة القولیة أوالفعلیة إلمالة الناس إلى مذھب أو ملة.
- ٥االبتھال والسؤال.
} - {٨معنى كلمة الدعوة اصطالحا:
- ١الدعوة باعتبارھا اإلسالم أو الرسالة :قال تعالى" :له دعوة الحق" یعنى :كلمة
اإلخالص ال إله إال لله ،یدعو الخلق إلیھا.
- ٢الدعوة باعتبارھا عملیة التبلیغ والنشر لإلسالم :ھي حث الناس على الخیر
والھدى ،واألمر بالمعروف والنھي عن المنكر؛ لیفوزوا بسعادة العاجل واآلجل.
- ٣الدعوة باعتبارھا علما وفنا :العلم الذي تعرق بھا كافة المحاوالت الفنیة
المتعددة الرامیة إلى تبلیغ اإلسالم مما حوى منعقیدة وشریعة وأخالق.
} - {٩معنى كلمة المنهج لغة :مصدر من "نھج" بمعنى :الطریق الواضح /المذھب حسیا ومعنویا.
اصطالحا :الطریق الموصل بصحیح النظرفیه إلى المطلوب.
} - {١١منهج الدعوة لغة :نظم الدعوة ،وخططھا المرسومة لھا.
اصطالحا :الطریق الواضح الذي یرسمه ویخطه الداعیة ،ثم یسلكه ویسیرعلیه في دعوته
وتبلیغه شرع الله.
} - {١١أھمیة المنهج ومكانته :فالمنھج دستور األمة وفكرھا وضمیرھا وھویتھا ودلیل عملھا.
-أمثلة وشواھد من الكتاب العزیز :عندما یأمرالله تعالى رسلوله -صلى الله علیه وسلم -بقوله تعالى
تعالى" :اقرأ باسم ربك الذي خلق ".وبعدھا "وأنذر عشیرتك األقربین".
-شواھد من السنة المطهرة :قول النبي -صلى الله علیه وسلم -للصحابي الجلیل معاذ بن جبل -رضي
الله عنه -حین بعثه داعیا إلى الیمن" :إنك تأتي قوما من أھل الكتاب ،فادعھم
إلى شھادة أن ال إله إال الله وأني رسول الله ،فإن ھم أطاعوا لذلك ،فأعلمھم أن الله
افترض علیھم خمس صلوات في كل یوم ولیلة ،فإن ھم أطاعوا لذلك ،فأعلمھم أن الله
افترض علیھم صدقة تؤخذ من أغنیائھم فترد في فقرائھم ،فإن ھم أطاعوا لذلك ،فإیاك
وكرائم أموالھم ،واتق دعوة المظلوم ،فإنه لیس بینھا وبین الله حجاب".
} - {١٢أقسام مناھج الدعوة إلى أربعة أقسام:
* -من حیث واضعها أو مصدرھا إلى قسمین:
-المناھج الربانیة :المناھ ج التي وضعھا الشارع لھذه الدعوة عن طریق القرآن أو السنة (مناھج معصومة
عن الخطأ)
-المناھج البشریة :المناھج التي وضعھا الدعاة و العلماء باجتھادھم (یحتمل الخطأ و الصواب)
* -من حیث موضوعها ،إلى أنواع عدیدة:
-مناھج عقدیة ،عبادیة ،اجتماعیة ،اقتصادیة ،عسكریة ،سیاس یة ،صحیة ،ریاضیة ،ترویحیة ،وما إلى ذالك.
* -من حیث طبیعتها ،إلى:
-م ناھج خاصة وأخرى عامة -مناھج فردیة و أخرى جماعیة -مناھج نظریة و أخرى تطبیقیة.
* -من حیث ركائزھا:
-المناھج مرتكزعلى القلب ،سمي :المنھج العاطفي
-المناھج مرتكزعلى العقل ،سمي :المنھج العقلي
-المناھج مرتكز على الحس ،سمي :المنھج الحسي أو تجریبي.
} - {١٣التخطیط و منهج الدعوة إلى الله.
أوال :العالقة بین التخطیط و منهج الدعوة
-من أھم السمات المطلوبة في الداع یة ھي البصیرة بمفھومھا الواسع ،ومن أھمھا:
-وجود الفھم الشامل لدى الداعیة بأھداف دعوته ومقاصدھا ،وإدراكه للوسائل الشرعیة التي ینبغي أن
یسلكھا لتحقیق ھذه األھداف ،والتنبؤ بما قد یعترضه من عوائق ومشكالت.
ثانیا :مفهوم التخطیط
*تعریفه في اللغة( :الخطة) األمر أو الحالة .مثال" :جاء فالن و في رأسه خطة"
اصطالحا :ویقصد به إعداد دراسة واضحة لعمل یخدم الدعوة اإلسالمیة في منطقة معینة ،أو لفئة
مع ینة ،أو لمجموعة عامة ،أو مشاركة في إعدادھا.
ثالثا :شروط و فوائد التخطیط:
* -تحدید األھداف و ترتیب أولویات مع ربطھا بالوسائل.
* -تحقیق التناسق و االنسجام بین األعمال.
* -توفیر البرامج الزمنیة المناسبة.
* -یساعد في كثیر من النفقات والجھد.
* -إجراء التعدیالت و إعادة البناء.
*شروط الخطة :المرونة ،الدقة والوضوح ،المساھمة في تحقیق األھداف ،الواقعیة و المشروعیة ،التأكد
المعلومات التي تقوم علیھا الخطة.
*الفصل األول :المنهج الحسي
} - {١٤تعریف الحس و الحسیس لغة :الصوت الخفي .وھي الحواس الخمس :السمع ،والبصر،
والشم ،والتذوق ،واللمس.
-اصطالحا :ھو النظام الدعوي الذي یرتكزعلى الحواس ،ویعتمد على المشاھدات والتجارب.
-وعن مسؤولیة الحواس ،قال تعالى" :إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤوال".
} - {١٥أبرز أسالیب المنهج الحس.
-١لفت الحواس إلى المشاھدات الكونیة :وذلك بالنظرإلیھا والتأمل فیھا ،للتوصل لإلیمان بوجود الله.
قال تعالى" :أفلم ینظروا إلى السمآء فوقھم كیف بنیناھا وزیناھا وما لھا من فروج".
-٢أسلوب التعلیم التطبیقي :وھذا منھج حسي وضع رسول الله -صلى الله علیه
وسلم -أسسه وقواعده ،فقال ألصحابه" :صلوا كما رأیتموني أصلي".
- ٣تایید لله لألنبیاء والمرسلین بالمعجزات الحسیة :كعصا موسى ،وناقة صالح.
ھذا بجانب معجزات الرسول -صلى الله علیه وسلم -فقد أیده الله بمعجزات حسیة ،شاھدھا الصحابة،
كانشقاق القمر ،وتسبیح الحصى ،و البركة في الطعام ،بجانب المعجزة المعنویة الكبرى( :القرآن الكریم)
- ٤اعتبر اإلسالم درء المنكرات ودفع المعاصي بالید أوباللسان أو بالقلب :قال صلى االله علیه وسلم:
"من رأى منكم منكارا فلیغیره بیده ،فإن لم یستطع فبلسانه ،فإن لم یستطع فبقلبه ،وذلك أضعف اإلیمان"
} - {١٦من أیات الله تعالى في كونه:
- ١آیات لله في خلق السماء :ومن أعظم اآلیات الدالة على عظمة خالقھا ومبدعھا ،خلق السماء التي
فوق رؤوسنا .قال تعالى" :الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر
ھل ترى من فطور".
وقد امتدح لله تعالى المتفكرین والمتأملین في ملكوت السموات واألرض ،فقال تعالى:
"إن في خلق السماوات واألرض واختالف اللیل والنھار آلیات ألولي األلباب"
وقد تحدث اإلمام ابن القیم في كتابه فقال" :فاألرض والبحار والھواء وكل ما تحت
السموات باإلضافة إلى السموات كقطرة فى بحر".
-٢آیات لله في خلق األرض :اآلیات العظیمة التي تدعو اإلنسان العاقل إلى النظر
والتأمل في عظمة الخالق ،وكمال قدرته ،فقال تعالى" :وفي األرض آیات للموقنین"
ومع مھد األرض واستقرارھا ،جعلھا ذات سبل وطرق كثیرة من أجل سلوك الناس
معھا لقضاء حوائجھم ومصالحھم ،قال تعالى" :الذي جعل لكم األرض مھدا وسلك لكم
فیھا سبال وأنزل من السمآء مآء فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى".
وعن سعة األرض وامتدادھا ،وما أودعه الله فیھا من جمیع الزروع والنبات ،وصنوف الخیرات،
قال تعالى" :واألرض مددناھا وألقینا فیھا من كل شيء موزون".
- ٣آیات لله في خلق النبات :انظر إلى الحبة تكون في باطن األرض تربو وتنشق وتنمو شیئا فشیئا حتى
یخرج الثمرویؤتى أكله في حینه بأذن ربه .قال الله تعالى" :وھوالذي أنزل من السماء ماء
فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا...اآلیة.
} - {١٧خصائص المنهج الحسي وأثاره في الدعوة إلى لله تعالى.
- ١سرعة التأثیر على اإلنسان ،العتماده على الحواس التي تتصل بالمظاھرمن حوله اتصاال مباشرا.
- ٢عمق التأثیر في النفس ،لمعاینتھا الشيء المحسوس ،فتتفاعل معه.
- ٣اتساع دائرة المنھج الحسي ،الشتراك البشر جمیعا .فالحواس الخمس تجتمع
وتتواجد بصورة متماثلة في الناس أجمعین.
*فصل الثاني :المنهج العقلي:
} - {١٨تعریف المنهج العقلي :ھو النظام الدعوي الذي یرتكز العقل ،ویدعو للتفكروالتدبرواالعتبار.
-تعریف العقل في اللغة :الحجر و النھى.
-واالصطالح :قال اإلمام الراز" :والظاھر أن العقل صفة غریزیة یلزمھا العلم بالضروریات
عند سالمة اآلالت وھي الحواس الظاھرة والباطنة".
} - {١٩مكانة العقل في اإلسالم.
- ١العقل أول جوھر أوجده الله تعالى ،وأشرفه ،بداللة ما روي عن النبي -صلى الله
علیه وسلم -أنه قال" :أول ما خلقا الله تعالى العقل...الخ
- ٢أشرف ثمرة للعقل معرفة الله تعالى ،وحسن طاعته ،والكف عن معصیته ،وعلى
ذلك قوله صلى الله علیه وسلم" :العقل ثالثة أجزاء :جزء معرفة الله ،وجزء طاعة الله ،وجزء الصبرعن
معصیة الله".
وجعل إھمال استعمال العقل سبب عذاب اآلخرة بقوله تعالى في أھل النار" :وقالوا
لوكنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعیر".
} - {٢١ومن صور تكریم اإلسالم أیضا للعقل ما یلي:
- ١جعل اإلسالم العقل من ضروریات اإلنسان الخمسة ،التي یجب المحافظة علیھا،
وھي :الدین ،والنفس ،والعقل ،والنسل ،والمال.
- ٢العقل یسمو باإلنسان على المالئكة .إذ إن الله تعالى خلق المالئكة بعقل دون شھوة،
وخلق الدواب بشھوة من غیرعقل ،أما اإلنسان فھومركب من عقل وشھوة.
- ٣األحكام الشرعیة في اإلسالم مرتبطة ببلوغ اإلنسان واكتمال عقله :قال صلى الله علیه وسلم:
"رفع القلم عن ثالثة :عن النائم حتى یستیقظ ،وعن الصبي حتى یحتلم ،وعن المجنون حتى
یعقل".
- ٤أمرالله اإلنسان أن ینشط عقله ویوقظ ذاكرته كلما اعتراھما الغفلة والنسیان .قال تعالى:
"واذكر ربك إذا نسیت وقل عسى أن یھدین ربي ألقرب من ھذا رشدا".
- ٥بین الحق تعالى أن اإللحاد وفساد العقیدة وانحراف السلوك سببه غشاوة العقول
واضطراب الفكر واعتالل النظر ،قال تعالى" :إن شرالدواب عند الله الصم البكم الذین ال یعقلون".
- ٦العقل نور وقد سماه الله نورا في قوله تعالى" :الله نور السماوات واألرض مثل نوره كمشكاة".
وحیث ذكر النور والظلمة أراد به العلم والجھل.
} - {٢١العالقة بین الشرع والعقل.
اعلم أن العقل لن یھتدي إال بالشرع والشرع لم یتبین إال بالعقل؛ فالعقل كاألس}األساس{والشرع كالبناء،
ولن یغنى أس ما لم یكن بناء ،ولن یثبت بناء ما لم یكن أس.
قال تعالى" :قد جاءكم من الله نوروكتاب مبین * یھدي به الله من اتبع رضوانه سبل السالم ویخرجھم من
الظلمات إلى النور بإذنه ویھدیھم إلى صراط مستقیم".
فسمي العقل دینا ولكونھما متحدین قال" :نور على نور ،".أي نورالعقل ونورالشرع ،ثم قال" :یھدي الله
لنوره من یشاء" ،فجعله نورا واحدا.
فالشرع إذا فقد العقل لم یظھربه شيء وصار ضائعا ضیاع الشاع عند فقد نورالبصر ،والعقل إذا فقد الشرع
عجزعن أكثراألمورعجزالعین عند فقد النور.
} - {٢٢مجاالت استعمال المنهج العقلي تنقسم إلى جانبین:
الجانب األول :إزالة العوائق التي تعوق العقل عن ممارسة نشاطاته ،منها:
- ١ذم التقلید األعمى :قال تعالى" :وإذا قیل لھم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفینا علیه آباءنا أولو
كانا آباؤھم ال یعقلون شیئا وال یھتدون".
- ٢اجتناب الظن المذموم :قال تعالى" :إن الذین ال یؤمنون باآلخرة لیسمون المالئكة تسمیة األنثى *
وما لھم به من علم إن یتبعون إال الظن وإن الظن ال یغني من الحق شیئا".
- ٣ذم الهوى :وحیث یوجد الھوى ینتفي العلم والھدى والحق ویظھرالظلم والضالل،
قال تعالى" :بل اتبع الذین ظلموا أھوآءھم بغیرعلم".
الجانب الثانى :أبرز األسالیب واالستدالالت:
- ١االستدالل بالتعریف :االستدالل بالتعریف بأن یؤخذ من ماھیة موضوع القول
دلیل الدعوى بأن یؤخذ مثال من حقیقة األصنام دلیل على أنھا ال تصلح أن تكون معبودا،
ومن بیان صفات الله تعالى دلیل على أن یكون وحده المستحق للعبادة" .إن الله فالك الحب و النوى"
- ٢االستدالل بالتجزئة :إن تذكر أجزاء الموضوع وبتابعھا یكون إثبات الدعوى،
ومن ذلك أن المقرر الثابت بالبدیھة الذي ال مجال للریب فیه الحكم بأن األثر یدل على المؤثر،
وأن الكون یدل على خالقه ،وأن القوى البشریة والعقول المستقیمة تقر بأن الخالق لھذا الكون
صغیرة وكبیرة قوة واحدة ،وھي قوة الله تعالى" .قل الحمد لله وسالم على عباده الذین اصطفى..األیة.
- ٣التعمیم ثم التخصیص :التعمیم أن تذكر قضیة عامة ،وتؤدي إلى إثبات الدعوى بإجمالھا،
ثم یتعرض المستدل إلى جزئیات القضیة ،فیبرھن على أن كل جزء منھا یؤدي إلى إثبات الدعوى المطلوب
إثباتھا ،أو أنھا في مجموعھا تؤدي إلى إثبات الدعوى" .قال فمن ربكما یا موسى"..األیة.
- ٤العلة والمعلول :أساس االستدالل الربط بین القضایا التي تصور أجزاء الحقائق في ھذا الوجود،
بأن یكون وجود بعض األشیاء علة لوجود شيء آخر ،یكون فیه التعلیل جزءا من الدلیل الذي یسوقه
القرآن الكریم بتنزیل من العزیزالحكیم" .وقاتلوا في سبیل الله الذین یقاتلونكم..األیة.
- ٥المقابلة :إن المقابلة بین شیئین أو أمرین ،أو شخصین تكون لیعرف أیھما المؤثر في عمل معین،
وإذا ثبت أن التأثیر لواحد منھما كان له فضل التقدم على غیره.
وقد كان ذلك النوع من ینابیع االستدالل كثیرا في القرآن الكریم ،ألن المشركین
كانوایعبدون أحجارا یصنعونھا وكانوا یعتقدون أن لھا تأثیرا في اإلیجاد ،أو في منع
الشر أو جلب الخیر" .أفمن یخلق كمن ال یخلقأفال تذكرون".
- ٦االستدالل بالتشبیه واألمثال :من ینابیع االستدالل في القرآن التي تثبت قدرة الله تعالى،
ما أتى به القرآن التشبیه وضرب األمثال ،وضرب األمثال باب من أبواب التشبیه ،ولتوضیح المعاني
الكلیة بالمشاھد الجزئیة ،ولالستدالل بحال الحاضرعلى الغائب" .إن الله ال یستحیي أن یضرب..األیة.
- ٧االستدالل بالقصص القرآني :إن القرآن اتخذ القصص سبیال لإلقناع والتأثیروضمن القصة األدلة على
بطالن ما یعتقد المشركون وغیرھم ،وقد یكون موضوع القصة رسوال یعرفونه ویجلونه،
إذ یدعي المجادلون أنھم یحاكون ویتبعونه ،فیجيء الدلیل على لسانه ،فیكون ذلك أكثر اجتذابا ألفھامھم
وأقوى تأثیرا ،وقد یكون مفحما ملزما إن كانوا یجادلون غیر طالبین للحق.
قال الله تعالى" :واذكر في الكتاب إبراھیم إنه كان صدیقا نبیا".
} - {٢٣خصائص المنهج العقلي وآثاره على المدعوین.
- ١تظھرآثارالمنھج العقلي للدعوة إلى الله ،من خالل االنتشارالسریع والمستمرلإلسالم.
- ٢نجح اإلسالم في إفحام الخصم ،حیث ال یستطیع أمام اآلیات القرآنیة واألحادیث
النبویة والحجج العقلیة ،إال اإلذعان والتسلیم والرضا باإلسالم.
- ٣المنھج العقلي ،دائرته محدودة ونطاقه ضیق؛ ألنه وقف على خواص األمة من
العلماء والفقھاء والمفكرین والوالة ،وبصالح ھؤالء واستقامة عقولھم وأفكارھم صالح
واستقامة لألمة.
یق َوالنَ َج ِ
اح {-- }َ --والله ُ َو ِل ّي التُّوفِ ِ