Professional Documents
Culture Documents
أهميتها وظائفها مكوناتها
القراءة reading نشاط يتميز برتمجة احلروف أو الرموز إىل كلمات ومجل هلا معىن عند الفرد،
وهتدف إىل فهم املادة املكتوبة ،وهي واحدة من أدوات التعليم األساسية ،ومهارة من املهارات املهمة
اليت تُستخدم يف احلياة اليومية@.
تعرف احلروف والربط بينها ،لفهم الصلة بني ما هو مكتوب@ وما هو
ـ فهي من جهة تعين :عملية ّ
ملفوظ .مثال« :ولدي يتعلم القراءة».
ـ وهي من جهة ثانية تعين :التعبري عن نص مكتوب أو نقله بصوت مرتفع .واالنتقال@ من النظام
الكتايب يف هذه احلالة إىل النظام الشفوي يتطلب معرفة القواعد اليت تنظّم هذا النقل أو التغيري وتضبط
اللف َظ حنوياً وصرفياً وصوتياً وداللياً.
ـ وهي من جهة ثالثة تعين :عملية التّص ّفح بالعينني ملا هو مكتوب من أجل معرفة املضمون .مثال:
تصفح اجملموعة الكاملة جلربان خليل جربانَّ .
إن تأمل التعريفات السابقة يفضي@ إىل أن األول يتعلق
فيخص القراءة الصامته.
ّ بتعلّم القراءة ،وأن الثاين يتعلق بالقراءة اجلهرية ،أما الثالث@
أهميتها
القراءة مهارة استقبال لدى القارىء ،وقناة االتصال اليت تعتمدها الكلمة املكتوبة .ويبدأ تعلم هذه
املهارة يف مرحلة متأخرة عن تعلّم مهاريت االتصال الشفوي (االستماع والتكلم)؛ ألن هذا التعلّم يتم
عموماً يف املدرسة ،بعد أن يكون الطفل قد بلغ مرحلة من النضج العضوي :احلسي احلركي والعقلي،
يسمح له بتتبع الكلمة املكتوبة@ عرب تعرف رموزها وفهمها .وتعلم القراءة يسري جنباً إىل جنب مع
تعلّم الكتابة ،وهي ضرورية للمتعلم الكتساب املعرفة ،وما مل يتمكن املتعلم من القراءة السليمة فمن
املتوقع أن يتعثر يف املدرسة.
وتعلم القراءة له أمهية خاصة يف عمل الفرد؛ إذ يعد إتقان القراءة شرطاً للحصول على العمل،
واملشاركة يف أنشطة اجملتمع ،وهي أيضاً ،وسيلة إلشباع حب االستطالع وازدياد فرص املعرفة.
والقراءة اتصال عرب الزمن ميكن من خالهلا االطالع@ على اآلثار املكتوبة@ اليت أنتجها اآلخرون ،ممن
تفصل عنهم املسافات الزمانية واملكانية ،سواء أكانوا معاصرين لنا أم أسالفاً ،وسواء أكانوا منتمني
إىل مجاعتنا اللغوية أم مل يكونوا (وهنا يكون تعلّم لغات اآلخرين ضرورة).
وظائفها
ـ االتصال ،وهو أهم وظائفها ،وعنه تتفرع الوظائف األخرى .فالقراءة حتقق التواصل مع اآلخرين
البعيدين زماناً ومكاناً .واالتصال هنا غري مباشر ،وتفسري الرسالة أصعب؛ ألنه يتطلب قدرات كانت
تغين عنها تعابري الوجه ،ونربة الصوت ،وحركات اليدين واإلمياءات ،اليت كانت ترافق االتصال
املباشر.
ـ التنمية@ الفكرية والوجدانية .بالقراءة ينمو فكر اإلنسان ،وتتسع معارفه ،وتَغتين خرباته ،وتتهذب
انفعاالته ،ويصقل وجدانه .إهنا تُغين التعبري @،وتنضج التفكري @،وتفتح أمام القارئ باباً واسعاً ليطلع على
معارف اآلخرين وإنتاجهم العلمي والفكري والفين ،وليكتشف العامل مبا فيه من مستحدثات
وخمرتعات وأساليب تفكري وتعبري ،وعالقات إنسانية.
وبذلك تكون القراءة سبيالً إىل التكيف االجتماعي واإلنساين ،إن يف إطار اجلماعة اليت ينتمي
إليها الفرد أو يف إطار اجملتمع البشري على امتداده.
ـ املتعة@ والتسلية .حتقق القراءة وظيفة أخرى ذات بعد نفسي ،فاإلنسان ال ميكنه أن يبقى جاداً دائماً،
والبد له من حلظات يبحث فيها عن االسرتخاء و راحة الذهن من الكد ،والنفس@ من االنقباض،
والعقل من التقصي ،واألعصاب@ من التوتر .والقراءة بقصد التسلية والرتويح عن النفس خري سبيل إىل
ذلك؛ ألهنا ال تقتضي@ الرتكيز والنقد وإمنا االطالع العابر والتصفح السريع.
فبقراءة نكتة ،أو خرب طريف ،أو قصيدة مجيلة ،أو قصة ممتعة… إخل ،سرعان ما يشعر املرء
باالسرتخاء ويستعيد شيئاً من توازنه النفسي بعد ساعات من التعب .وبذلك يليب حاجة نفسية
ضرورية.
والقراءة هبدف املتعة سبيل جيد لتزجية أوقات الفراغ ،والقضاء@ على الشعور بامللل ،واالنشغال يف
حلظات الوحدة واالنفراد .على أن ذلك الخيلو من فائدة معرفية :علمية أو أدبية جينيها املرء من
القراءة املمتعة.
مكوناتها
ـ تعرف الرموز اللغوية :يعين تعرف الرموز إدراكها ومعرفة املعىن الذي تؤديه يف السياق الذي تكون@
فيه .وهذه اخلطوة تتطلب القدرات اآلتية:
ب ـ القدرة على استخدام السياق وسيلة لتعرف معاين الكلمات واختيار األدق منها.
ج ـ القدرة على التحليل البصري للكلمات من أجل تعرف أجزائها.
هـ ـ القدرة على ربط الصوت بالرمز املكتوب الذي يراه القارئ.
ـ الفهم :وهو اهلدف من عمليات القراءة كلها ،واخلطوة األوىل فيه ربط خربة القارئ بالرمز
املكتوب @.وهو أول أشكال الفهم .وقد ال تؤدي املعىن كلمة واحدة ،ولكن القارئ اجليد يستطيع
تفسري الكلمات من تركيبها السياقي؛ وبذلك يفهم الكلمات بصفتها أجزاء للجمل ،واجلمل بصفتها
أجزاء للفقرات ،والفقرات@ بصفتها@ أجزاء للنص الذي يشكل الكل املقصود .وقد وصفه بعض
الباحثني بقوله« :يشمل الفهم يف القراءة الربط الصحيح بني الرمز واملعىن ،وإجياد املعىن من السياق،
الف َكر واستخدامها يف األنشطة احلاضرةواختيار املعىن املناسب @،وتنظيم الفكر املقروءة ،وتذكر هذه ِ
واملستقبلية».
ـ احلكم :من أجل إتقان القراءة ،البد من أن ميتلك القارئ القدرة على احلكم على ما يقرأ ونقده،
ليتبني الغث@ من السمني والصاحل من الفاسد ،وهذا اليأيت إال بعد فرتة من التدرب واملران؛ وهذا يعين
أن القراءة الناقدة حصيلة جهد كبري ،ومثرة تربية متواصلة .والغاية األخرية من تعليم القراءة ينبغي أن
تكون إعداد التالميذ@ المتالك هذه القدرة .وتتفاوت أحوال القراء من ردود فعلهم على ما يقرؤونه،
فقد يكون رد الفعل بالرضا أو الشك أو املتعة@ أو الرفض ،وأحياناً يتأثر القارئ بفهمه أو شعوره
بأفعال الكاتب الذي يقرأ له.
أنواعها
تصنف القراءة إىل أنواع@ اعتماداً على ثالثة معايري هي اهلدف واملوضوع واألداء:
ـ فتبعاً للهدف من القراءة ميكن تصنيفها إىل ثالثة أنواع هي:
أ ـ القراءة النمائية@ أو التدريبية ،إذا كان القصد منها تدريب املتعلم على القراءة هبدف إتقاهنا .وهي
اليت متارس عموماً يف إطار مدرسي منظم ،أو يوصى املتعلم بالتدرب عليها منهجياً.
ب ـ قراءة التصفح @:وهي قراءة سريعة متنقلة ،حيتاج إليها املرء يف مواقف خمتلفة من حياته اليومية.
ومثاهلا قراءة الصحف أو حاالت التتبع السريع لعنوانات الكتب@ يف معارضها.
ج ـ قراءة املتعة والتسلية :وهي ال تتطلب الرتكيز وك ّد الذهن ،إذ إن الغاية منها االستمتاع@ والتسلية
والرتويح عن النفس .ومثاهلا قراءة النوادر والطرائف والقصص والروايات ،واألخبار واالستطالعات.
د ـ القراءة الوظيفية @:وهي اليت يلجأ إليها املتعلم أو الدارس لتحصيل املعلومات ،أو التحليل والنقد
وإصدار األحكام وتضم:
ـ القراءة من أجل التحصيل ،وهي تتطلب الرتكيز والفهم واستخالص ِ
الف َكر واستعادهتا عند االختبار.
ومثاهلا قراءة التحصيل األكادميي يف املدرسة واجلامعة.
ـ القراءة من أجل التحليل والتعليق ،وهي تتطلب إضافة إىل الرتكيز والفهم واالستنتاج ،القدرة على
قراءة ما بني السطور ،واستشفاف ما وراء الكلمات ،والربط املنطقي ،والتأمل@ الناقد .ومثاهلا
التحليالت الصحفية وحتليل النصوص@ العلمية واألدبية والقانونية ،إخل.
ـ القراءة من أجل البحث العلمي :وهي قراءة واعية متأملة ،غرضها مجع املعلومات املتعلقة@ مبوضوع
حبث معني ،وتأملها ومتحيصها ،واستخالص نتائجها ومقارنتها ،وإصدار األحكام بشأهنا .ومثاهلا
أحباث املاجستري والدكتوراه والدراسات العلمية على اختالفها.
ـ القراءة من أجل التقومي @:وهي تتطلب قدرة عالية على التحليل والنقد والدقة واملنطق واملوضوعية يف
إصدار األحكام ،كما أهنا تتطلب قدراً عالياً من التعمق والثقافة يف جمال املوضوع املطروح للتقومي.
ومثاهلا األعمال األدبية والعلمية والفنية@ اليت تؤهل صاحبها للرتقية يف جمال ختصصه ،أو لنيل اجلوائز أو
للحصول على شهادة علمية.
وتبعاً للموضوع ميكن تصنيف القراءة إىل علمية أو أدبية أو فنية أو تربوية أو نفسية أو دينية أو
اجتماعية.
أـ القراءة اجلهرية :وهي ذلك النوع@ الذي يقرأ فيه بصوت ٍ
عال ،مبا يتفق مع نظام اللغة الصويت ُ
والنحوي والداليل.
وهذا يعين أن القراءة اجلهرية مهارة صعبة؛ ألهنا يف احلقيقة مهارة مركبة تتطلب يف الوقت ذاته الفهم
الكتايب للنص املقروء والتعبري الشفوي .فال يكفي فيها أن تُعرف احلروف ،وأن حُي سن نطق األصوات،
وأن تُفهم ضمنياً .إهنا تتطلب إضافة إىل ذلك إجادة التعبري الدقيق عما فهم مبا ينسجم مع النظام
الصويت والنحوي والصريف والداليل للغة .وهذه املهارة يف اللغة العربية أصعب منها يف اللغات
األخرى ،ألن اللغة العربية تقوم على خاصية اإلعراب اليت تتطلب تبيان@ احلركات رفعاً ونصباً وجراً
وجزماً.
وهذا املطلب يف القراءة اجلهرية هو السبب وراء هترب كثريين منها؛ ألهنا ستكون@ اختباراً صعباً يف
حاالت كثرية @،ولذلك جندهم يلجؤون إىل تسكني أواخر الكلمات ،فتبدو قراءهتم مشوهة ومبتورة@
وباعثة على السأم.
ب ـ القراءة الصامتة @،وهي نوع ال حُي تاج فيه إىل حتريك الشفتني وال إىل اجلهر بالصوت .فمن
العادات السيئة@ يف القراءة الصامتة أن يتمتم القارئ أو يهمهم مصدراً أصواتاً تعكر صفو الصمت
املطلوب فيها .إهنا صامتة ألهنا تتطلب صمتاً كامالً ،وكل ما ميارس فيها هو حتريك العينني تتبعاً@
للكلمات ،وإعمال الذهن فيها.
وجماالت استعمال هذه املهارة أكرب وأوسع من جماالت استعمال القراءة اجلهرية ،إذ يُلجأ إليها يف
قراءة الصحف ويف املطالعة والدراسة والبحث والتحصيل والتحكيم والتقومي…إخل.
يعتمد تعليم القراءة على نضج اإلنسان الذهين ،ومنو شخصيته وجتاربه السابقة @،ومنو لغته الشفوية،
وأشهر طرائق تعليم القراءة اثنتان مها :الطريقة اجلزئية أو الرتكيبية والطريقة الكلية أو التحليلية.
فاألوىل تنتقل من احلرف إىل املقطع فالكلمة فاجلملة .والثانية تبدأ على العكس من األوىل ،باجلملة مث
تنتقل إىل الكلمة فاملقطع فاحلرف.
وقد ُو جه لكل من هاتني الطريقتني انتقادات ،متثلت فيما خيص األوىل بأهنا خمالفة لطبيعة اإلدراك لدى
اإلنسان ،الذي يبدأ دائماً بالكل ،وأهنا غري مشوقة وغري فعالة ،ألن الطفل يستغرق وقتاً طويالً قبل أن
ينتقل إىل اجلملة ويفهم معناها@ متكامالً@.
ومن االنتقادات املوجهة إىل الطريقة الكلية أهنا ال تساعد التلميذ على تعلّم احلروف وإتقان@ أصواهتا،
ويبدو ذلك جلياً يف اعتماد الصور وسيلة مساعدة على التعلم وفقها.
وتالفياً لعيوب الطريقتني ،وإفادة من اجلوانب اإلجيابية@ فيهما ،اجته املربون إىل طريقة ثالثة عرفت
بالتوليفية@ اليت جتمع بني خصائص الطريقتني ،انطالقاً من أنه التوجد طريقة بعينها مالئمة ملختلف
األطفال وكافية لتنمية كامل قدراهتم القرائية.
الضعف في القراءة
يرجع الضعف يف القراءة إىل عوامل متعددة ،منها عوامل تعليمية تعود إىل حمتوى املادة يف الكتب@،
وطرائق التعليم ،واملعلم؛ ومنها عوامل اقتصادية واجتماعية تتعلق ببيئة التلميذ؛ ومنها عوامل ذاتية
تتعلق بالنضج العضوي للتلميذ ،أو مبشكالت يف السمع أو البصر ،أو مبستوى الذكاء ،أو بالشخصية
ذاهتا ،وهنا تبدو أمهية التأكد من قدرة األطفال على الكالم واالستماع.
ويعد عدم التعود على القراءة يف سن مبكرة سبباً يف املشكالت العامة للقراءة ،ومن الوسائل اليت
ميكن اعتمادها يف الكشف عن الضعف يف القراءة:
ـ املالحظة اليت ميكن أن يقوم هبا املعلم يف الصف ،مراقباً جلسة الطفل أو حركاته أو قدرته على
السمع أو الرؤية أو اهتمامه بالقراءة.
ـ االختبارات :وهي وسيلة تقومي أكثر موضوعية من الوسيلتني السابقتني؛ إذ خيضع التالميذ@ مجيعاً
للشروط نفسها .واالختبارات@ نوعان @:مقننة تتصف بصدق وثبات عاليني؛ وغري مقننة
يضعها املعلم ذاته.
ـ دراسة احلالة :وهي من أمشل الوسائل وأدقها لتشخيص الضعف يف القراءة ،فهي جتمع الوسائل
السابقة ،إضافة إىل الفحص الطيب والنفسي واالجتماعي.