Professional Documents
Culture Documents
القراءة من هذه الناحية نوعان مها :القراءة الصامتة أو (السرية) ,والقراءة اجلهرية ,وميكن أن منيز بني
القراءتني الصامتة و اجلهرية بأن كال النوعني من القراءة يستلزم من القارئ أن يقوم بتعرف الرموز
وفهم املعاين ,إال أن القراءة اجلهرية تنفرد بعد ذلك بأهنا تتطلب من القارئ أن يفسر لغريه األفكار
واالنفعاالت اليت حتتوي عليها املادة املقروءة ,فالقراءة اجلهرية أكثر تعقيداً وصعوبة من الفهم الصامت
ملعناها.
ويري البعض أن القراءة الصامتة أيسر من القراءة اجلهرية ,ألهنا حمررة من النطق وأثقاله ,ومن مراعاة
الشكل و اإلعراب ,وإخراج احلروف من خمارجها ,ومتثيل املعىن ,ومراعاة النربة ,وغري ذلك من
خصائص النطق" وميكن توضيح ذلك على النحو التايل :
هي عملية فكرية ال دخل للصوت فيها ,ألهنا حل الرموز املكتوبة وفهم معانيها بسهولة ودقة.
فالقراءة الصامتة حتدث بانتقال العني فوق الكلمات وإدراك مدلوالهتا ,فهي قراءة سرية ليس فيها
صوت وال مهس وال حتريك لسان أو شفة.
وهلذا النوع من القراءة تأثرياً نفسياً يف منو الطفل ,حيث أهنا حترره من اخلجل واحلرج ,وخاصةً
األطفال الذين لديهم عيوب يف النطق ,كما أن هلا تأثرياً يف منو الطفل اجتماعياً ,ألن فيها احرتاماً
لشعور اآلخرين ,وتقديراً حلرياهتم وعدم إزعاجهم ,وأما تأثريها من الناحية اجلسمية فإهنا تريح
أعضاء النطق أثناء القراءة .فالقراءة الصامتة تشكل حنو % 90 من مواقف القراءة األخرى.
-حتقيق الفهم واالستيعاب؛ الن الذهن فيها يركز على املعىن دون اللفظ .
-أيسر من القراءة اجلهرية؛ الن القارئ فيها يتحرر من عبء االهتمام بصحة النطق واحلركات
اإلعرابية .
على الرغم من املزايا العديدة اليت تتميز هبا القراءة الصامتة إال أن ذلك ال مينع من أن يكون هلا بعض
السلبيات منها:
تعرف القراءة اجلهرية بأهنا :عملية حركية عضلية يشرتك فيها اللسان والشفة واحلنجرة .
ويري البعض أهنا :نطق الكالم بصوت مسموع حبسب قواعد اللغة العربية مع مراعاة صحة النطق ,
وسالمة الكلمات ,وإخراج احلروف من خمارجها ,ومتثيل املعىن.
كما يعرفها البعض بأهنا :ترمجة الرموز املكتوبة إىل ألفاظ منطوقة وفهم معانيها وتقوميها فالنطق فيها
عنصر فعال ويشكل حموراً رئيسياً فيها ,وفيها تشرتك العني والذهن واللسان ،ومن أبرز ما تشدد عليه
:
وحتقق القراءة اجلهرية حتقق ثالثة أهداف رئيسية :تشخيصية ,ونفسية ,واجتماعية ,فيظهر ( اهلدف
التشخيصي ) يف أن املعلم يستطيع أن يضع يده على مواطن الضعف والقوة لدى التلميذ القارئ,
ويظهر( اهلدف النفسي ) يف أن التلميذ القارئ يشعر بالثقة يف نفسه حينما يقرأ جهرا خماطب زمالءه
ومتخطياً – يف الوقت نفسه – حاجز الرتدد واخلجل واخلوف ,ويظهر( اهلدف االجتماعي ) يف أن
التلميذ يتدرب منذ البداية على مواجهة اجلمهور ,وعلى التحدث والتفاعل معه ,وهي هبذا االعتبار
تعد الطالب ملمارسة احلياة بفاعلية وجناح .
وقد يعتقد البعض أن الفهم ليس شرطاً يف القراءة اجلهرية ؛ حيث إن نطق الكلمات والعبارات نطقاً
سليماً ،ومالءمة درجة الصوت والتعبري املناسب ،هو أهم ما يف القراءة اجلهرية ،وإن فشل القارئ يف
فهم ما يقوله.
ويف احلقيقة أن مدى الفهم جيب أن يؤخذ يف احلسبان مع حتويل املادة املكتوبة إىل لغة منطوقة عند
القراءة قراءة جهرية؛ فالقارئ جيب أن يفهم على األقل بعض املعىن ،حىت تصبح استجابته اللفظية
للمادة املكتوبة واضحة.
وترجع أمهية القراءة اجلهرية يف الصفوف األوىل من املرحلة االبتدائية إىل أهنا تنمى مهارات النطق عند
التالميذ ،ومتكن املعلم من التعرف على أخطاء النطق عند تالميذه ،ومن مث تساعده على تصحيحها
أوالً بأول ،وتنمى القراءة اجلهرية أيضاً القدرات االجتماعية لدى التالميذ من حيث تعويدهم على
مواجهة املواقف اليت تتطلب قراءة جهرية.
وكذلك فإن القراءة اجلهرية وسيلة لتنمية امليول األدائية ،والقدرة على التمثيل لدى بعض التالميذ
املوهوبني ،الذين لديهم القدرة على الطالقة واألداء املعرب عن املواقف ،جبانب فوائدها يف تثبيت الثقة
ىف النفس لدى التالميذ ،وتعويدهم على التعبري عن آرائهم وحاجاهتم وأفكارهم حبرية وشجاعة ،كما
تساعد على التذوق ،كما أهنا تساعد على وصول املعىن بأكثر من وسيلة ؛ العتمداها على حاسيت
السمع والبصر.
مزايا القراءةـ الجهرية :
-إجادة النطق الصحيح للكلمات ,وحسن األداء ,ومتثيل املعىن ,خصوصاً لتالميذ الصفوف
األولية .
-الكشف عن األخطاء اليت يقع فيها املتعلمني أثناء القراءة ,فيتسىن للمعلم عالجها.
-تشجيع األطفال على اإللقاء أمام اجلمهور واحلديث إىل اجلماعة األخرى.
-تساعد – من الناحية النفسية – على انتزاع اخلوف واخلجل من نفوس املتعلمني .
-إثارة حب املنافسة بني التالميذ داخل الفصل ,من خالل املدح والثناء على التلميذ املتميز يف
قراءته من قبل املعلم.
-قد ال يتسع وقت احلصة لكي يقرأ مجيع التالميذ ,مما يؤدي إىل حالة من اإلحباط لدى بعض
التالميذ .
-انشغال بعض التالميذ أثناء قراءة اآلخرين بأمور خارج موضوع الدرس.
-السأم وامللل لدى بعض التالميذ نتيجة كون املوضوع واحداً وتعدد قراءاته اليت تُشعر الطلبة بعدم
وجود جديد فيه.
-الذهن فيها ال ينصرف إىل املعىن إذ ينشغل بصحة النطق ومراعاة احلركات اإلعرابية.
وال يعد تقسيم القراءة إىل هذين النوعني هو التقسيم الوحيد حيث يقسمهما البعض حبسب أغراض
القارئ والتهيؤ الذهين للقراءة.
لو تأمل كل منا يف األسلوب الذي تعلم به القراءة يف الصغر والذي استخدمه كل منا يف حل تدريباته
يف مجيع مراحل التعليم ،لوجدناه بالطبع يقتصر على استخدام أسلوب القراءة اجلهرية .أما نصيب
استخدام القراءة الصامتة يف حياتا فيكاد يكون حمدودا ،ومل تكن حتظى بقدر من العناية كاليت حتظى
هبا القراءة اجلهرية يف حياتنا ،اإل أن هناك بعض املواقف قد نستخدم فيها القراءة الصامتة حني
نستذكر دروسنا استعداد لالمتحانات ،أو حني نقرا الصحف اليومية .
ومع التسليم بكل ما سبق فلو أننا تعمقنا يف األمر وفحصنا األسلوب الذي نستخدمه يف القراءة يف
حياتنا اليومية خارج املدرسة أو بعد انقضاء مرحلة التعليم لوجدنا أن قراءاتنا كلها تكاد تكون
صامتة ،كقراءة اجلرائد والصحف اليومية والتقارير والرسائل اليت ترد إلينا كل هذا نقراه بأبصارنا،
وال نكاد نستخدم اللسان اإل يف مواقف قليلة كان يلقى احدنا خطبة أو حماضرة أو يقرأ رسالة ألخر
ال حيسن القراءة والكتابة.
ومن هنا جاء االهتمام يف مدارسنا هبذين النوعني من القراءة (.اجلهرية والصامتة ) ،وخصص لكل
منهما يف برنامج تعليم القراءة قدرا معلوما خيتلف باختالف املناسبات واملرحلة التعليمية.
وهناك من املربني من يبدأ تعليم الطفل القراءة بطريقة جهرية حمض ،وقد يراوح بعضهم بني اجلهر
والسر ،كما أن هناك من يصطنع طريقة تعتمد على الطريقة السرية فقط .ولكل من هؤالء له فلسفته
اليت يبين عليها طريقته ويربر هبا مسلكه ،وسنحاول يف الصفحات التالية أن نتحدث عن كل من هذه
الطرق .
إذا اعتمد الطفل على طريقة الكلمة يف تعلم القراءة فان أوىل خطواته يف تعلمها هي عملية الربط بني
الرمز املكتوب وما يثريه الصوت املنطوق من استجابات نامجة عن خربة الطفل السابقة هبذا الصوت
واملقصود هبا هنا لغة احلديث.
فلغة احلديث – أذن – هي األساس الذي يعتمد عليه تعلم القراءة بطريقة الكلمة أو " انظر وقل "،
ومعىن هذا أن الطريقة جهرية يف أساسها.
وتعلم القراءة هبذه الطريقة يعين – يف أول خطواته – إدراك الطفل أن الرموز املكتوبة ما هي إال
الكالم املنطوق يف لغة احلديث.
والطفل يقرأ مبعىن أنه يستطيع أن يقول الكلمات اليت متثلها الرموز املكتوبة .ومن أجل هذا يشرتط
على ضرورة أن تكون الكلمات اليت تقدم للطفل يف أوىل خطواته من قاموس حديثه لكي يثري النظر
إليها ما كان يثريه النطق هبا من استجابات.
ومن أجل هذه العالقة الوثيقة بني الكلمة املكتوبة ولغة احلديث يرى بعض املربني أنه ينبغى أن يشجع
الطفل على النطق بالكلمات أول ما يتعلم القراءة ..أي أن يقرأ جهرا ما استطاع إيل ذلك سبيال،
وأال حيال بينه وبني ترديد أصوات الكلمات أو اهلمس هبا مع حتريك الشفتني.
وحجة هؤالء يف ذلك أن الكالم املنظور ينبغى أن يرتبط ارتباطا وثيقا بلغة احلديث حىت يثري نفس
املعاين اليت يثريها الكالم املتحدث به ،وبذلك يقوم تعلم القراءة على أساس سليم.
وعلى هذا فتعليم القراءة بناء على هذا الرأي يكون ابتداء بالربط بني األصوات اليت ينطق هبا املعلم أو
التلميذ والرموز املكتوبة اليت تقع عليها عينه أثناء االستماع .ومن املفرتض أثناء هذه العملية أن يستمع
بقية التالميذ إيل الطفل الذي يقرأ وعيوهنم شاخصة إيل الكالم املنطوق ،وشفاههم تتحرك وتصوغ
الكلمات املقروءة مهسا مع زميلهم ،وحينما تصادف القارئ صعوبة ما ينطق هبا املعلم فيحاكيه ىف
نطقها .
- 1أن الربط – إذ يقوم بني األصوات املنطوقة اليت يألفها الطفل واليت يستخدمها يف حديثه ويعهدها
يف استماعه – حيمل إليه ما تضمنه من معان له هبا عهد وألفة وخربة .
-2أن يف عملية التصويت نفسها حياة وقوة ال جيدها التلميذ يف جمرد النظر إيل الكلمات ،ويظهر
ذلك بوضوح حينما تكون املادة املقروءة قصة أو حوارا.
- 3أن قراءة الطفل جهرا جتعل من امليسور للمعلم أن يكشف األخطاء اليت يقع فيها يف النطق،
وبذلك يتمكن من عالجها.
ومع هذه املميزات فهناك بعض املربني يهامجون هذا األسلوب ويرون فيه عيوبا عدة من أمهها:
-1أن عملية التصويت – حينما تستخدم ىف بدء تعلم القراءة – قد تؤدي إيل تعويق النمو القرائي
للطفل مستقبال ؛ وذلك مبا تؤصل فيه منذ البداية من عادة أحداث األصوات أثناء القراءة حىت إذا
تثبتت هذه العادة الصوتية فيصبح من العسري إقالعه عنها .ومثال ذلك الطفل الذي ينهج هذا النهج
مييل دائما إيل استخدام القراءة اجلهرية حىت حينما يقرا لنفسه.
-2أن هذه الطريقة تعرض الطفل – أكثر مما تعرضه الطريقة الصامتة – ألزمات انفعالية قد تكون
خطرية لنموه ال يف القراءة فحسب ،بل لنموه االجتماعي والوجداين كذلك .ذلك ألن الطفل – طبقا
هلذه الطريقة – قد يطلب إليه فجأة أن يقرأ مادة ليس لديه االستعداد الكايف لقراءهتا ،وبديهي أن
الطفل يف مثل هذه املواقف قد ينتابه الشعور بالقلق وعدم االطمئنان.
-3وإذا كانت الطريقة تعتمد على استماع تالميذ الفصل مجيعا لألصوات املنطوقة سواء حينما يقرأ
املعلم أو أحد زمالئهم ،وعلى حتريك شفاههم وصياغة الكلمات بألسنتهم وهم يتتبعون القارئ –
اقتضى هذا املسلك أن تكون العملية مجاعية تشغل تالميذ الفصل مجيعا يف مادة واحدة وىف فرتة
واحدة وىف قصة واحدة طول الوقت .ومعىن هذا انه ليست هناك فرصة للعمل الفردي الذي يتيح
لكل تلميذ أن يتعلم طبقا لقدراته واستعداداته ،عالوة على ذلك ما نالحظه عادة يف مثل هذا
األسلوب من سآمة التالميذ ومللهم .
-4أن عملية التصويت يف القراءة قد تعوق الرتكيز يف املعاين واألفكار ،وتشغل بال األطفال
باألصوات أكثر مما تشغله مبا تتضمنه من معان وأفكار.
ومن أجل هذه العيوب وغريها يف تعليم القراءة بطريقة اجلهر باألصوات ذهب البعض إيل استخدام
طريقة أخرى تعتمد على السر بدال من اجلهر.
الطريقةـ الصامتة:
هناك وسيلة أخرى للحصول على املعىن بغري استخدام وسيلة الكالم كما حيدث يف القراءة اجلهرية،
هذه الوسيلة هي الصورة فإهنا تثري معىن يف ذهن الطفل يف غري حاجة إيل االستماع إيل الكلمة منطوقا
هبا .والربط سيقوم بني ما تثريه الصورة املرسومة من معىن ،والرمز املكتوب حتت الصورة؛ ولذلك
مسيت هذه الطريقة بالطريقة الصامتة يف تعليم القراءة .فهذه الطريقة يف تعليم القراءة تستهدف استبعاد
عنصر التصويت استبعادا تاما ،واالكتفاء مبا حتمله الصورة من معىن يقوم الربط بينه وبني الرمز
املكتوب.
وإذا كان الطفل وعمره ست سنوات قادرا على فهم الصيغ املرئية اليت حيتاجها عن طريق البصر،
ومادام احلصول على املعاين واألفكار اليت حتملها الرموز املكتوبة هو اهلدف األساسي من القراءة،
ومادامت عملية التصويت يف القراءة اجلهرية تؤصل يف الطفل عادات معوقة للقراءة يصعب التغلب
عليه فيما بعد – فقد كان ذلك مربرا الصطناع األسلوب الصامت يف تعليم القراءة للمبتدئني.
وبديهي أنه إذا صح لنا استخدام الصورة املناسبة يف تعليم القراءة هبذه الطريقة فأوىل أن نستخدم
الشيء نفسه بدال من صورته ،وهذا ما ينصح باستخدامه فعال يف مرحلة اإلعداد للقراءة أما األسلوب
الذي يتبعه تعليم القراءة هبذه الطريقة فيتلخص يف أن ميهد املعلم هلا مبناقشات شفهية تدور حول
الكلمات إيل يراد قراءهتا حبيث ال تقع أبصار التالميذ على هذه الكلمات يف أثناء املناقشة الشفهية .
فإذا عرضت األشياء أو الصور على التالميذ طلب املعلم إليهم أال يلفظوا بأي صوت ،وإمنا ينظرون
إليها مث إيل الكلمة املكتوبة حتتها ويفكرون يف املعىن لكي حيدث الربط املباشر بني الرمز املرئي ومعناه.
وهكذا يكون النشاط املتوقع يف عملية القراءة قائما على الرؤية والتفهم ،فجدير بالطريقة أن تسمى
" انظر وافهم " بدال من " انظر وقل مث افهم " كما تقتضي الطريقة اجلهرية .
من كل ما تقدم نستخلص أنه ليست هناك قيمة عملية كبرية للموازنة بني األسلوب الصامت أو
األسلوب اجلهري .فاحلق أن لكل من األسلوبني مكانة يف تعليم القراءة للمبتدئني ،وإمنا يتميز كل
معلم عن آخر مبا يصنعه من ترتيب وتنظيم حبيث يقدم األسلوب املناسب يف الوقت املناسب ،أو ميزج
بينهما مزجا حيقق الغاية املقصودة من كل منهما.
وتأسيسا على ما سبق ميكن أن نستخلص وضع القراءة اجلهرية والصامتة يف تعليم القراءة للمبتدئني
على النحو التايل:
-1يف مرحلة اإلعداد للقراءة ستقع أبصار األطفال على عبارات وكلمات ومجل وبطاقات بأمسائهم
يف حجرة الدراسة أو يف البيئة الدراسية ،وستلفت هذه الرموز املكتوبة أنظار األطفال وتشغل أذهاهنم
.فهذه مرحلة قراءة صامتة وإن كانت غري مقصودة.
-2أما البدء احلقيقي لعملية القراءة املنظمة املقصودة فيكون عادة باألسلوب اجلهري .ومزية ذلك
أن لغة احلديث حتمل من قبل معاين يف ذهن الطفل ،واهلدف األساسي لتعليم القراءة هو احلصول على
نفس املعىن من الرمز املكتوب .أما إذا استبعدنا عنصر اجلهر من فإننا جناىف النمو الطبيعي للغة ،وهو
منو يسري من اجلهر إيل الصمت ..ومن أجل هذا كان البدء باألسلوب اجلهري هو األسلوب الطبيعي
.
-3وإذا مل يكن حظ الطفل من القراءة الصامتة املوجهة املقصودة كبريا يف خالل السنة األوىل فإننا
بعد انتهاء هذه السنة سنوىل القراءة الصامتة عناية أكرب .فالقراءة الصامتة يف هذه املرحلة ستتبع
بطريقة طبيعية غري مفتعلة من القراءة اجلهرية ،وسيكون االنتقال من أحدامها إيل األخرى هينا ميسورا
وذلك ألن األطفال سيميلون إيل استبعاد عنصر النطق أو اجلهر من تلقاء أنفسهم .فإذا تعلم الطفل
القراءة مستقال فإن معظم قراءته ستنقلب بعد ذلك إيل قراءة صامتة ،وكل قراءة جهرية يقوم هبا
املعلم يف هذه الفرتة ينبغى أن تسبقها قراءة صامتة للمادة املقروءة.
-4أما عادة اهلمس بالكلمات أو حتريك الشفتني أثناء القراءة فمن املعروف أن معظم األطفال
ميرون هبذه املرحلة وأن بعضهم يعربها قبل غريه ،ومنهم من تبقى معه العادة حىت بعد أن يكرب .وميكن
تدريب األطفال على قراءة املادة السهلة اليسرية الشيقة ،وذلك الن قراءة املادة الصعبة هو الذي
يلجئ الطفل إيل التصويت يف القراءة.