You are on page 1of 12

‫أنـواع القـراءة‪:‬‬

‫الرجوع إىل قائمة املقاالت‬

‫تصنيف القراءة بحسب شكل أدائهاـ ‪:‬‬

‫القراءة من هذه الناحية نوعان مها ‪ :‬القراءة الصامتة أو (السرية)‪ ,‬والقراءة اجلهرية‪ ,‬وميكن أن منيز بني‬
‫القراءتني الصامتة و اجلهرية بأن كال النوعني من القراءة يستلزم من القارئ أن يقوم بتعرف الرموز‬
‫وفهم املعاين‪ ,‬إال أن القراءة اجلهرية تنفرد بعد ذلك بأهنا تتطلب من القارئ أن يفسر لغريه األفكار‬
‫واالنفعاالت اليت حتتوي عليها املادة املقروءة‪ ,‬فالقراءة اجلهرية أكثر تعقيداً وصعوبة من الفهم الصامت‬
‫ملعناها‪.‬‬

‫ويري البعض أن القراءة الصامتة أيسر من القراءة اجلهرية‪ ,‬ألهنا حمررة من النطق وأثقاله‪ ,‬ومن مراعاة‬
‫الشكل و اإلعراب‪ ,‬وإخراج احلروف من خمارجها‪ ,‬ومتثيل املعىن‪ ,‬ومراعاة النربة‪ ,‬وغري ذلك من‬
‫خصائص النطق" وميكن توضيح ذلك على النحو التايل ‪:‬‬

‫القراءة الصامتةـ ‪:‬‬

‫هي عملية فكرية ال دخل للصوت فيها‪ ,‬ألهنا حل الرموز املكتوبة وفهم معانيها بسهولة ودقة‪.‬‬
‫فالقراءة الصامتة حتدث بانتقال العني فوق الكلمات وإدراك مدلوالهتا‪ ,‬فهي قراءة سرية ليس فيها‬
‫صوت وال مهس وال حتريك لسان أو شفة‪.‬‬

‫وهلذا النوع من القراءة تأثرياً نفسياً يف منو الطفل‪ ,‬حيث أهنا حترره من اخلجل واحلرج‪ ,‬وخاصةً‬
‫األطفال الذين لديهم عيوب يف النطق‪ ,‬كما أن هلا‪  ‬تأثرياً يف منو الطفل اجتماعياً‪ ,‬ألن فيها احرتاماً‬
‫لشعور اآلخرين‪  ,‬وتقديراً حلرياهتم وعدم إزعاجهم‪ ,‬وأما تأثريها من الناحية اجلسمية فإهنا تريح‬
‫أعضاء النطق أثناء القراءة‪  .‬فالقراءة الصامتة تشكل حنو‪ % 90  ‬من مواقف القراءة األخرى‪.‬‬

‫مميزات القراءة الصامتة‪:‬ـ‪  ‬‬

‫‪ ‬هناك العديد من املميزات اليت متيز القراءة الصامتة عن غريها مايلي‪:‬‬

‫‪       -‬حتقيق الفهم واالستيعاب؛ الن الذهن فيها يركز على املعىن دون اللفظ ‪.‬‬

‫‪       -‬زيادة كمية املادة املقروءة ؛ ألهنا قراءة جمردة من النطق‪.‬‬

‫‪       -‬أيسر من القراءة اجلهرية؛ الن القارئ فيها يتحرر من عبء االهتمام بصحة النطق واحلركات‬
‫اإلعرابية ‪.‬‬

‫‪       -‬ميكن إشراك مجيع األطفال يف الفصل بقراءة القطعة من خالهلا ‪.‬‬

‫‪       -‬تدرب األطفال على السرعة يف القراءة ‪.‬‬

‫عيوب القراءةـ الصامتة‪:‬‬

‫على الرغم من املزايا العديدة اليت تتميز هبا القراءة الصامتة إال أن ذلك ال مينع من أن يكون هلا بعض‬
‫السلبيات منها‪:‬‬

‫‪       -‬ال متكن املعلم من تشخيص عيوب النطق لدى املتعلم ‪.‬‬

‫‪       -‬قد ال ميارسها املتعلم فينشغل بأمور أخرى ‪.‬‬

‫‪       -‬ال تدرب املتعلم على صحة النطق واالسرتسال وحسن اإللقاء‪.‬‬


‫‪       -‬قد ال حيسن البعض استخدامها فيمارسوهنا بأسلوب اجلهرية مع خفض الصوت ‪.‬‬

‫‪       -‬تساعد على شرود الذهن وقلة الرتكيز واالنتباه مع املعلم ‪.‬‬

‫القراء على الوقوف أمام اجلماعات أو مواجهة مواقف اجتماعية‪.‬‬


‫‪       -‬أهنا قراءة فردية ال تشجع ّ‬
‫ثانيا ‪ :‬القراءة الجهريةـ ‪:‬‬

‫تعرف القراءة اجلهرية بأهنا ‪ :‬عملية حركية عضلية يشرتك فيها اللسان والشفة واحلنجرة‪ .‬‬

‫ويري البعض أهنا‪ :‬نطق الكالم بصوت مسموع حبسب قواعد اللغة العربية مع مراعاة صحة النطق ‪,‬‬
‫وسالمة الكلمات ‪ ,‬وإخراج احلروف من خمارجها ‪ ,‬ومتثيل املعىن‪.‬‬

‫كما يعرفها البعض بأهنا‪ :‬ترمجة الرموز املكتوبة إىل ألفاظ منطوقة وفهم معانيها وتقوميها فالنطق فيها‬
‫عنصر فعال ويشكل حموراً رئيسياً فيها‪ ,‬وفيها تشرتك العني والذهن واللسان‪ ،‬ومن أبرز ما تشدد عليه‬
‫‪:‬‬

‫‪       -‬نطق الكلمات واجلمل نطقاً صحيحاً ‪.‬‬

‫‪       -‬االسرتسال يف القراءة ‪.‬‬

‫‪       -‬التعبري الصويت عن املعاين أي ؛ توضيح املعىن من خالل النربات الصوتية‪.‬‬

‫‪       -‬حتقيق عنصر الفهم واإلفهام‪.‬‬

‫‪       -‬ضبط حركات اإلعراب ‪.‬‬

‫وحتقق القراءة اجلهرية حتقق ثالثة أهداف رئيسية‪ :‬تشخيصية‪ ,‬ونفسية‪ ,‬واجتماعية‪ ,‬فيظهر ( اهلدف‬
‫التشخيصي ) يف أن املعلم يستطيع أن يضع يده على مواطن الضعف والقوة لدى التلميذ القارئ‪,‬‬
‫ويظهر( اهلدف النفسي ) يف أن التلميذ القارئ يشعر بالثقة يف نفسه حينما يقرأ جهرا خماطب زمالءه‬
‫ومتخطياً – يف الوقت نفسه – حاجز الرتدد واخلجل واخلوف‪ ,‬ويظهر( اهلدف االجتماعي‪ )  ‬يف أن‬
‫التلميذ يتدرب منذ البداية على مواجهة اجلمهور‪ ,‬وعلى التحدث والتفاعل معه‪ ,‬وهي هبذا االعتبار‬
‫تعد الطالب ملمارسة احلياة بفاعلية وجناح‪ .‬‬

‫وقد يعتقد البعض أن الفهم ليس شرطاً يف القراءة اجلهرية ؛ حيث إن نطق الكلمات والعبارات نطقاً‬
‫سليماً‪ ،‬ومالءمة درجة الصوت والتعبري املناسب‪ ،‬هو أهم ما يف القراءة اجلهرية‪ ،‬وإن فشل القارئ يف‬
‫فهم ما يقوله‪.‬‬

‫ويف احلقيقة أن مدى الفهم جيب أن يؤخذ يف احلسبان مع حتويل املادة املكتوبة إىل لغة منطوقة عند‬
‫القراءة قراءة جهرية؛ فالقارئ جيب أن يفهم على األقل بعض املعىن‪ ،‬حىت تصبح استجابته اللفظية‬
‫للمادة املكتوبة واضحة‪.‬‬

‫وترجع أمهية القراءة اجلهرية يف الصفوف األوىل من املرحلة االبتدائية إىل أهنا تنمى مهارات النطق عند‬
‫التالميذ‪ ،‬ومتكن املعلم من التعرف على أخطاء النطق عند تالميذه‪ ،‬ومن مث تساعده على تصحيحها‬
‫أوالً بأول‪ ،‬وتنمى القراءة اجلهرية أيضاً القدرات االجتماعية لدى التالميذ من حيث تعويدهم على‬
‫مواجهة املواقف اليت تتطلب قراءة جهرية‪.‬‬

‫وكذلك فإن القراءة اجلهرية وسيلة لتنمية امليول األدائية‪ ،‬والقدرة على التمثيل لدى بعض التالميذ‬
‫املوهوبني‪ ،‬الذين لديهم القدرة على الطالقة واألداء املعرب عن املواقف‪ ،‬جبانب فوائدها يف تثبيت الثقة‬
‫ىف النفس لدى التالميذ‪ ،‬وتعويدهم على التعبري عن آرائهم وحاجاهتم وأفكارهم حبرية وشجاعة‪ ،‬كما‬
‫تساعد على التذوق‪ ،‬كما أهنا تساعد على وصول املعىن بأكثر من وسيلة ؛ العتمداها على حاسيت‬
‫السمع والبصر‪.‬‬
‫مزايا القراءةـ الجهرية ‪:‬‬

‫هلذا النوع من القراءة العديد من املزايا منها‪:‬‬

‫‪       -‬إجادة النطق الصحيح للكلمات‪ ,‬وحسن األداء‪ ,‬ومتثيل املعىن ‪ ,‬خصوصاً لتالميذ الصفوف‬
‫األولية ‪.‬‬

‫‪       -‬الكشف عن األخطاء اليت يقع فيها املتعلمني أثناء القراءة‪ ,‬فيتسىن للمعلم عالجها‪.‬‬

‫‪       -‬تشجيع األطفال على اإللقاء أمام اجلمهور واحلديث إىل اجلماعة األخرى‪.‬‬

‫‪       -‬الكشف عن عيوب النطق وعالجها ‪.‬‬

‫‪       -‬تساعد – من الناحية النفسية – على انتزاع اخلوف واخلجل من نفوس املتعلمني ‪.‬‬

‫‪       -‬إثارة حب املنافسة بني التالميذ داخل الفصل‪ ,‬من خالل املدح والثناء على التلميذ املتميز يف‬
‫قراءته من قبل املعلم‪.‬‬

‫عيوب القراءةـ الجهرية‪:‬‬

‫للقراءة اجلهرية العديد من السلبيات‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪       -‬قد ال يتسع وقت احلصة لكي يقرأ مجيع التالميذ‪ ,‬مما يؤدي إىل حالة من اإلحباط لدى بعض‬
‫التالميذ ‪.‬‬

‫‪       -‬انشغال بعض التالميذ أثناء قراءة اآلخرين بأمور خارج موضوع الدرس‪.‬‬

‫‪   -‬السأم وامللل لدى بعض التالميذ نتيجة كون املوضوع واحداً وتعدد قراءاته اليت تُشعر الطلبة بعدم‬
‫وجود جديد فيه‪.‬‬
‫‪       -‬الذهن فيها ال ينصرف إىل املعىن إذ ينشغل بصحة النطق ومراعاة احلركات اإلعرابية‪.‬‬

‫‪       -‬يبذل التلميذ فيها جهداً أكرب من مثيلتها القراءة الصامتة ‪.‬‬

‫وال يعد تقسيم القراءة إىل هذين النوعني هو التقسيم الوحيد حيث يقسمهما البعض حبسب أغراض‬
‫القارئ والتهيؤ الذهين للقراءة‪.‬‬

‫وضع القراءة الجهريةـ والقراءة الصامتة في برامج القراءةـ ‪:‬‬

‫لو تأمل كل منا يف األسلوب الذي تعلم به القراءة يف الصغر والذي استخدمه كل منا يف حل تدريباته‬
‫يف مجيع مراحل التعليم‪ ،‬لوجدناه بالطبع يقتصر على استخدام أسلوب القراءة اجلهرية‪ .‬أما نصيب‬
‫استخدام القراءة الصامتة يف حياتا فيكاد يكون حمدودا‪ ،‬ومل تكن حتظى بقدر من العناية كاليت حتظى‬
‫هبا القراءة اجلهرية يف حياتنا‪ ،‬اإل أن هناك بعض املواقف قد نستخدم فيها القراءة الصامتة حني‬
‫نستذكر دروسنا استعداد لالمتحانات‪ ،‬أو حني نقرا الصحف اليومية ‪.‬‬

‫ومع التسليم بكل ما سبق فلو أننا تعمقنا يف األمر وفحصنا األسلوب الذي نستخدمه يف القراءة يف‬
‫حياتنا اليومية خارج املدرسة أو بعد انقضاء مرحلة التعليم لوجدنا أن قراءاتنا كلها تكاد تكون‬
‫صامتة‪ ،‬كقراءة اجلرائد والصحف اليومية والتقارير والرسائل اليت ترد إلينا كل هذا نقراه بأبصارنا‪،‬‬
‫وال نكاد نستخدم اللسان اإل يف مواقف قليلة كان يلقى احدنا خطبة أو حماضرة أو يقرأ رسالة ألخر‬
‫ال حيسن القراءة والكتابة‪.‬‬

‫ومن هنا جاء االهتمام يف مدارسنا هبذين النوعني من القراءة ‪ (.‬اجلهرية والصامتة )‪ ،‬وخصص لكل‬
‫منهما يف برنامج تعليم القراءة قدرا معلوما خيتلف باختالف املناسبات واملرحلة التعليمية‪.‬‬
‫وهناك من املربني من يبدأ تعليم الطفل القراءة بطريقة جهرية حمض‪ ،‬وقد يراوح بعضهم بني اجلهر‬
‫والسر‪ ،‬كما أن هناك من يصطنع طريقة تعتمد على الطريقة السرية فقط‪ .‬ولكل من هؤالء له فلسفته‬
‫اليت يبين عليها طريقته ويربر هبا مسلكه‪ ،‬وسنحاول يف الصفحات التالية أن نتحدث عن كل من هذه‬
‫الطرق ‪.‬‬

‫‪ ‬الطريقةـ الجهريةـ ‪:‬‬

‫إذا اعتمد الطفل على طريقة الكلمة يف تعلم القراءة فان أوىل خطواته يف تعلمها هي عملية الربط بني‬
‫الرمز املكتوب وما يثريه الصوت املنطوق من استجابات نامجة عن خربة الطفل السابقة هبذا الصوت‬
‫واملقصود هبا هنا لغة احلديث‪.‬‬

‫فلغة احلديث – أذن – هي األساس الذي يعتمد عليه تعلم القراءة بطريقة الكلمة أو " انظر وقل "‪،‬‬
‫ومعىن هذا أن الطريقة جهرية يف أساسها‪.‬‬

‫وتعلم القراءة هبذه الطريقة يعين – يف أول خطواته – إدراك الطفل أن الرموز املكتوبة ما هي إال‬
‫الكالم املنطوق يف لغة احلديث‪.‬‬

‫والطفل يقرأ مبعىن أنه يستطيع أن يقول الكلمات اليت متثلها الرموز املكتوبة ‪ .‬ومن أجل هذا يشرتط‬
‫على ضرورة أن تكون الكلمات اليت تقدم للطفل يف أوىل خطواته من قاموس حديثه لكي يثري النظر‬
‫إليها ما كان يثريه النطق هبا من استجابات‪.‬‬

‫ومن أجل هذه العالقة الوثيقة بني الكلمة املكتوبة ولغة احلديث يرى بعض املربني أنه ينبغى أن يشجع‬
‫الطفل على النطق بالكلمات أول ما يتعلم القراءة ‪ ..‬أي أن يقرأ جهرا ما استطاع إيل ذلك سبيال‪،‬‬
‫وأال حيال بينه وبني ترديد أصوات الكلمات أو اهلمس هبا مع حتريك الشفتني‪.‬‬
‫وحجة هؤالء يف ذلك أن الكالم املنظور ينبغى أن يرتبط ارتباطا وثيقا بلغة احلديث حىت يثري نفس‬
‫املعاين اليت يثريها الكالم املتحدث به‪ ،‬وبذلك يقوم تعلم القراءة على أساس سليم‪.‬‬

‫وعلى هذا فتعليم القراءة بناء على هذا الرأي يكون ابتداء بالربط بني األصوات اليت ينطق هبا املعلم أو‬
‫التلميذ والرموز املكتوبة اليت تقع عليها عينه أثناء االستماع‪ .‬ومن املفرتض أثناء هذه العملية أن يستمع‬
‫بقية التالميذ إيل الطفل الذي يقرأ وعيوهنم شاخصة إيل الكالم املنطوق‪ ،‬وشفاههم تتحرك وتصوغ‬
‫الكلمات املقروءة مهسا مع زميلهم ‪ ،‬وحينما تصادف القارئ صعوبة ما ينطق هبا املعلم فيحاكيه ىف‬
‫نطقها ‪.‬‬

‫واملؤيدون هلذا الرأي يرون فيه كثريا من املزايا وأمهها ‪:‬‬

‫‪ - 1‬أن الربط – إذ يقوم بني األصوات املنطوقة اليت يألفها الطفل واليت يستخدمها يف حديثه ويعهدها‬
‫يف استماعه – حيمل إليه ما تضمنه من معان له هبا عهد وألفة وخربة ‪.‬‬

‫‪ -2‬أن يف عملية التصويت نفسها حياة وقوة ال جيدها التلميذ يف جمرد النظر إيل الكلمات‪ ،‬ويظهر‬
‫ذلك بوضوح حينما تكون املادة املقروءة قصة أو حوارا‪.‬‬

‫‪ - 3‬أن قراءة الطفل جهرا جتعل من امليسور للمعلم أن يكشف األخطاء اليت يقع فيها يف النطق‪،‬‬
‫وبذلك يتمكن من عالجها‪.‬‬

‫‪ ‬ومع هذه املميزات فهناك بعض املربني يهامجون هذا األسلوب ويرون فيه عيوبا عدة من أمهها‪:‬‬

‫‪  -1‬أن عملية التصويت – حينما تستخدم ىف بدء تعلم القراءة – قد تؤدي إيل تعويق النمو القرائي‬
‫للطفل مستقبال ؛ وذلك مبا تؤصل فيه منذ البداية من عادة أحداث األصوات أثناء القراءة حىت إذا‬
‫تثبتت هذه العادة الصوتية فيصبح من العسري إقالعه عنها‪ .‬ومثال ذلك الطفل الذي ينهج هذا النهج‬
‫مييل دائما إيل استخدام القراءة اجلهرية حىت حينما يقرا لنفسه‪.‬‬

‫‪  -2‬أن هذه الطريقة تعرض الطفل – أكثر مما تعرضه الطريقة الصامتة – ألزمات انفعالية قد تكون‬
‫خطرية لنموه ال يف القراءة فحسب‪ ،‬بل لنموه االجتماعي والوجداين كذلك‪ .‬ذلك ألن الطفل – طبقا‬
‫هلذه الطريقة – قد يطلب إليه فجأة أن يقرأ مادة ليس لديه االستعداد الكايف لقراءهتا‪ ،‬وبديهي أن‬
‫الطفل يف مثل هذه املواقف قد ينتابه الشعور بالقلق وعدم االطمئنان‪.‬‬

‫‪  -3‬وإذا كانت الطريقة تعتمد على استماع تالميذ الفصل مجيعا لألصوات املنطوقة سواء حينما يقرأ‬
‫املعلم أو أحد زمالئهم ‪ ،‬وعلى حتريك شفاههم وصياغة الكلمات بألسنتهم وهم يتتبعون القارئ –‬
‫اقتضى هذا املسلك أن تكون العملية مجاعية تشغل تالميذ الفصل مجيعا يف مادة واحدة وىف فرتة‬
‫واحدة وىف قصة واحدة طول الوقت‪ .‬ومعىن هذا انه ليست هناك فرصة للعمل الفردي الذي يتيح‬
‫لكل تلميذ أن يتعلم طبقا لقدراته واستعداداته‪ ،‬عالوة على ذلك ما نالحظه عادة يف مثل هذا‬
‫األسلوب من سآمة التالميذ ومللهم ‪.‬‬

‫‪  -4‬أن عملية التصويت يف القراءة قد تعوق الرتكيز يف املعاين واألفكار‪ ،‬وتشغل بال األطفال‬
‫باألصوات أكثر مما تشغله مبا تتضمنه من معان وأفكار‪.‬‬

‫ومن أجل هذه العيوب وغريها يف تعليم القراءة بطريقة اجلهر باألصوات ذهب البعض إيل استخدام‬
‫طريقة أخرى تعتمد على السر بدال من اجلهر‪.‬‬

‫الطريقةـ الصامتة‪:‬‬

‫هناك وسيلة أخرى للحصول على املعىن بغري استخدام وسيلة الكالم كما حيدث يف القراءة اجلهرية‪،‬‬
‫هذه الوسيلة هي الصورة فإهنا تثري معىن يف ذهن الطفل يف غري حاجة إيل االستماع إيل الكلمة منطوقا‬
‫هبا‪ .‬والربط سيقوم بني ما تثريه الصورة املرسومة من معىن‪ ،‬والرمز املكتوب حتت الصورة؛ ولذلك‬
‫مسيت هذه الطريقة بالطريقة الصامتة يف تعليم القراءة‪ .‬فهذه الطريقة يف تعليم القراءة تستهدف استبعاد‬
‫عنصر التصويت استبعادا تاما‪ ،‬واالكتفاء مبا حتمله الصورة من معىن يقوم الربط بينه وبني الرمز‬
‫املكتوب‪.‬‬

‫وإذا كان الطفل وعمره ست سنوات‪  ‬قادرا على فهم الصيغ املرئية اليت حيتاجها عن طريق البصر‪،‬‬
‫ومادام احلصول على املعاين واألفكار اليت حتملها الرموز املكتوبة هو اهلدف األساسي من القراءة‪،‬‬
‫ومادامت عملية التصويت يف القراءة اجلهرية تؤصل يف الطفل عادات معوقة للقراءة يصعب التغلب‬
‫عليه فيما بعد – فقد كان ذلك مربرا الصطناع األسلوب الصامت يف تعليم القراءة للمبتدئني‪.‬‬

‫وبديهي أنه إذا صح لنا استخدام الصورة املناسبة يف تعليم القراءة هبذه الطريقة فأوىل أن نستخدم‬
‫الشيء نفسه بدال من صورته‪ ،‬وهذا ما ينصح باستخدامه فعال يف مرحلة اإلعداد للقراءة أما األسلوب‬
‫الذي يتبعه تعليم القراءة هبذه الطريقة فيتلخص يف أن ميهد املعلم هلا مبناقشات شفهية تدور حول‬
‫الكلمات إيل يراد قراءهتا حبيث ال تقع أبصار التالميذ على هذه الكلمات يف أثناء املناقشة الشفهية ‪.‬‬
‫فإذا عرضت األشياء أو الصور على التالميذ طلب املعلم إليهم أال يلفظوا بأي صوت‪ ،‬وإمنا ينظرون‬
‫إليها مث إيل الكلمة املكتوبة حتتها ويفكرون يف املعىن لكي حيدث الربط املباشر بني الرمز املرئي ومعناه‪.‬‬
‫وهكذا يكون النشاط املتوقع يف عملية القراءة قائما على الرؤية والتفهم ‪ ،‬فجدير بالطريقة أن تسمى‬
‫" انظر وافهم " بدال من " انظر وقل مث افهم " كما تقتضي الطريقة اجلهرية ‪.‬‬

‫من كل ما تقدم نستخلص أنه ليست هناك قيمة عملية كبرية للموازنة بني األسلوب الصامت أو‬
‫األسلوب اجلهري‪ .‬فاحلق أن لكل من األسلوبني مكانة يف تعليم القراءة للمبتدئني ‪ ،‬وإمنا يتميز كل‬
‫معلم عن آخر مبا يصنعه من ترتيب وتنظيم حبيث يقدم األسلوب املناسب يف الوقت املناسب‪ ،‬أو ميزج‬
‫بينهما مزجا حيقق الغاية املقصودة من كل منهما‪.‬‬
‫وتأسيسا على ما سبق ميكن أن نستخلص وضع القراءة اجلهرية والصامتة يف تعليم القراءة للمبتدئني‬
‫على النحو التايل‪:‬‬

‫‪  -1‬يف مرحلة اإلعداد للقراءة ستقع أبصار األطفال على عبارات وكلمات ومجل وبطاقات بأمسائهم‬
‫يف حجرة الدراسة أو يف البيئة الدراسية‪ ،‬وستلفت هذه الرموز املكتوبة أنظار األطفال وتشغل أذهاهنم‬
‫‪ .‬فهذه مرحلة قراءة صامتة وإن كانت غري مقصودة‪.‬‬

‫‪  -2‬أما البدء احلقيقي لعملية القراءة املنظمة املقصودة فيكون عادة باألسلوب اجلهري‪ .‬ومزية ذلك‬
‫أن لغة احلديث حتمل من قبل معاين يف ذهن الطفل‪ ،‬واهلدف األساسي لتعليم القراءة هو احلصول على‬
‫نفس املعىن من الرمز املكتوب‪ .‬أما إذا استبعدنا عنصر اجلهر من فإننا جناىف النمو الطبيعي للغة ‪ ،‬وهو‬
‫منو يسري من اجلهر إيل الصمت ‪ ..‬ومن أجل هذا كان البدء باألسلوب اجلهري هو األسلوب الطبيعي‬
‫‪.‬‬

‫‪  -3‬وإذا مل يكن حظ الطفل من القراءة الصامتة املوجهة املقصودة كبريا يف خالل السنة األوىل فإننا‬
‫بعد انتهاء هذه السنة سنوىل القراءة الصامتة عناية أكرب‪ .‬فالقراءة الصامتة يف هذه املرحلة ستتبع‬
‫بطريقة طبيعية غري مفتعلة من القراءة اجلهرية‪ ،‬وسيكون االنتقال من أحدامها إيل األخرى هينا ميسورا‬
‫وذلك ألن األطفال سيميلون إيل استبعاد عنصر النطق أو اجلهر من تلقاء أنفسهم‪ .‬فإذا تعلم الطفل‬
‫القراءة مستقال فإن معظم قراءته ستنقلب بعد ذلك إيل قراءة صامتة ‪ ،‬وكل قراءة جهرية يقوم هبا‬
‫املعلم يف هذه الفرتة ينبغى أن تسبقها قراءة صامتة للمادة املقروءة‪.‬‬

‫‪  -4‬أما عادة اهلمس بالكلمات أو حتريك الشفتني أثناء القراءة ‪ ‬فمن املعروف أن معظم األطفال‬
‫ميرون هبذه املرحلة وأن بعضهم يعربها قبل غريه‪ ،‬ومنهم من تبقى معه العادة حىت بعد أن يكرب‪ .‬وميكن‬
‫تدريب األطفال على قراءة املادة السهلة اليسرية الشيقة‪ ،‬وذلك الن قراءة املادة الصعبة هو الذي‬
‫يلجئ الطفل إيل التصويت يف القراءة‪.‬‬

You might also like