Professional Documents
Culture Documents
النص لغة
حينما نطالع المعاجم العربية نجد معاني متعددة للنص وهي في مجملها
تفيد الرفع والحرکة واإلظهار حيث جاء في اللسان« :النص :رفعک
الشئ ،نص الحديث ينصه نصاً :رفعه ،نص الحديث ينصه نصاً :رفعه
ونص المتاع :جعله بعضه علي بعض].» [1
حرکه ونص العروس :أقعدهاويذکر القاموس المحيط« :نص الشيءّ :
علي المنصة].» [2
نص الشيء أظهره وکل ما ظهر فقد
أما تاج العروس فنقرأ فيهّ « :
نص].» [3ّ
ويتضح مما ورد في المعاجم القديمة والحديثة أن الداللة الحديثة للنص لم
تکن غائبا ً کليا ً في المعجم العربي وهي تلتقي أيضا ً مع داللته الالتينية
التي تشير إلي معني بلوغ الغاية واالکتمال في الصنع وهذا المعني البد
أن ينتقل الي النص األدبي الذي يمتاز عن النص العادي.
النص اصطالحا ً
أما "جوليا کريستيفا" فلقد عرفت النص تعريفا ً جامعا ً إذ قالت «نعرف
النص بأنه جهاز نقل لساني يعيد توزيع نظام اللغة واضحا ً الحديث
التواصلي؛ نقصد المعلومات المباشرة في عالقة مع ملفوظات مختلفة
سابقة أو متزامنة».
ويورد "محمد مفتاح" تعريفات عديدة للنص حسب توجهات معرفية
ومنهاجية مختلفة ،فهناک التعريف البنيوي وتعريف اجتماعيات األدب
والتعريف النفساني الداللي إتجاه الخطاب ليخلص إلي تعريف واحد في
النهاية ،أما هذه التعريفات فهي:
بعد انطالق من المحاوالت بتعريف مفهوم النص وبعد تناول النقاد للنص
بمفهومه الجديد کان البد أن يظهر مفهوم جديد يتصل بالنص وهو
"التناص" .
ترد کلمة التناص فط لسان العرب بمعني االتصال «يقال هذه الفالة
تناص أرض کذا وتواصيها أي يتصل بها].» [5
وتفيد االنقباض واإلزدحام کمکا يورد صاحب تاج العروس «انتص
الرجل :انقبض وتناصي القوم :ازدحموا».
وهذا المعني األخير يقترب من المفهوم التناص بصيغته الحديثة فتداخل
النصوص قريب جدا ً من ازدحامها في نص ما في الواقع في هذا المفهوم
نالحظ إحتواء مادة "التناص" علي "المفاعلة" بين الطرف وأطراف
آخر تقابله يتقاطع معها ويتمايز أؤ تتمايز هي في بعض األحيان.
التناص اصطالحا
وصيغته التناصيص مصدر الفعل علي زنة "تفاعيل" تأتي علي اثنين أو
أکثر وهو تداخل النصوص ببعضها عند الکاتب طلبا ً لتقوية األثر.
کما يرد مصطلح » «intertextuelوقد ترجم الي التناصي أو المتناص
وهو مايفيد العملية الوصفية في التناص ومصطلح
»«intertextualiteوقد ترجمه النقاد العرب «التناصية أو
النصوصية» وهذه الترجمة جاءت علي غرار ترجمة مصطلح
»«structuralismeبالبنائية أو البنيوية.
4.ويري "فوکو" بأنه ال وجود لتعبير اليفترض تعبيرا ً آخر وال وجود
لما يتولد من ذاته بل من تواجد أحداث متسلسلة ومتتابعة ومن توزيع
وظائف االدوار.
التناص أو التناصية
النصوصية
تداخل النصوص أو النصوص المتداخلة
النص الغائب
النصوص المهاجرة
تضافر النصوص
النصوص الحالة والمزاحة
تفاعل النصوص
التداخل النصي
التعدي النصي
عبر النصصية
البينصوصية وهو وجود نص في نص آخر
التنصيص
«کما وشهد التناص خلطاض وتداخالً واسعين بينه وبين بعض المفاهيم
األخري ،مثل "األدب المقارن" و"المثاقفة" و"الدراسات المصادر"
و"السرقات األدبية "نتيجة القتراب بين هذا المفهوم وتلک المفاهيم فيما
يخص االتجاه العام بينها في التواصل والتأثير إال أن مفهوم التناص
يختلف عن هذه المفاهيم علي صعيد المعالجة النقدية لما يمتلکه من آليات
نقدية حديثة وأنظمة إشارية ومستويات مختلفة تجعله بعيدا ً في الفعل
اإلجرائي عن تلک المفاهيم ومنفردا ً فط العملية التحليلية والترکبية إثناء
إجراء التطبيق].» [7
خالصة القول :إن النص محکوم حتما بالتناص «أي بالتداخل مع
نصوص أخري» أو کما يقول محمد مفتاح« :فسيفساء من نصوص
أخري أدمجت فيه بتقنيات مختلفة».
ويمکن توضيح بذلک بالقول بأن اليوم األول من حياتنا هو اليوم األول
آن واح ٍد.
في اإلتجاه الي الموت في ٍ
«إن النص في ضوء مفهوم التناص بال حدود فهو ديناميكي متجدد،
متغير ،من خالل تشابكاته مع النصوص األخرى ،وتوالده من خاللها ثم
يعرف النص بأنه النص الذي ال يأخذ من نصوص سابقة عليه أو ّ
متزامنة معه ،بل هو يمنح النصوص القديمة تفسيرات جديدة ،أو يقدمها
بشكل جديد .ويحدد آليات التناص بآلية االستدعاء والتحويل ما يتطلب
النظر إلى اللغة ،باعتبارها لغة إنتاجية منفتحة علی مرجعيات مختلفة،
وليس كلغة تواصل ».ثم يشير إلى وظيفة أخری للنص الذي ال يكتفي
باألخذ من نصوص سابقة عليه ،وهي منح النصوص القديمة تفسيرات
جديدة ،وهذا يذ ّكرنا بمفهوم اإلنتاجية الذي تشترط كريستيفا تحققه في
النص الجديد .من جهته يؤكد الدكتور أحمد الزعبي في كتابه (التناص
نظريا وتطبيقيا) «أن موضوع التناص ليس جديدا تماما في الدراسات
النقدية المعاصرة ،وأن جذوره تعود في الدراسات الشرقية والغربية إلى
تسميات ومصطلحات أخری ،كاالقتباس والتضمين واالستشهاد والقرينة
والتشبيه والمجاز والمعنى وما شابه ذلك في النقد العربي القديم ،فهي
مصطلحات أو مسائل تدخل ضمن مفهوم التناص في صورته الحديثة،
لكنه يؤشر إلى مسألة هامة تتمثل في التفاوت الحاصل في رسم حدود
المصطلح وتحديد موضوعاته .ولعل هذه اإلشكالية المنهجية تتجاوز
مفهوم التناص إلى غيره من النظريات النقدية الحداثية وما بعد الحداثية
نظرا لتعدد االتجاهات والتيارات النقدية التي تنشأ داخل كل نظرية من
تلك النظريات].» [11
أما الناقد "عبد هللا الغذامي" فقد حاول في کتابه "الخطيئة والتفکير" أن
يربط التناص ببعض المفاهيم والطروحات النقدية الموروثة والسيما
نظريات الناقد عبد القاهر الجرجاني في البالغة النقدية وخاصة فيما
يتعلق بمفهوم "األخذ" وشدة اقترابه من مفهوم التناص الحديث إذ رفض
الجرجاني إستعمال "السرقة" کما شاعت قبله وبعده ويترجم الغذامي
التناص ترجمات عدة .فهو يطلق تارة تداخل النصوص المتداخلة ويطلق
عليه تارة ثالثة النصوصية وقد اعتمد في طروحاته علي آراء "کريستيفا
وبارت وريفاتير ولوران جيني".
«أما الناقد محمد بنيس فقد اجترح مصطلحا ً جديدا ً التناص أسماه
ب"النص الغائب" علي اعتبار أن هناک نصوصا غائبة ومتعددة
وغامضة في أي نص جديد وقد طرح هذا المصطلح کتابيه "سؤال
الحداثة" و"ظاهرة الشعر المعاصر في المغرب "وقد اعتمد أيضا ً علي
طروحات "کريستيفا وبارت وتودوروف" والتناص عنده يحدث من
خالل قوانين ثالثة وهي:
][4جوليا کريستيفا ،علم النص ،ت :فريد الزاهي ،مراجعة عبد الجليل
ناظم ،دار توبقال للنشر ،المغرب طبعة أولي1991،
][16محمد قدور ،احمد ،مجلة بحوث جامعة حلب ،عدد ،1991 ،1
ص 250ومابعدها
][17يقطين ،سعيد ،انفتاح النص الروائي ،النص ،السياق ،المرکز
الثقافي العربي ،دار البيضاء ،بيروت ،طبة اولي،1989 ،ص95