You are on page 1of 16

‫الخالف بين مدرستي‬

‫البصرة والكوفة في‬


‫المصطلحات النحوية‬

‫مقرر‪ :‬التفكير النحوي عند العرب‬

‫اشراف ‪ :‬د‪.‬عائدة األنصاري‬


‫مدرستي البصرة والكوفة في المصطلحات النحوية)‬
‫ّ‬ ‫(الخالف بين‬
‫‪ ‬‬

‫– عندما يُذكر الخالف في النحو فهو ال يتعدى البصريين وال‪6‬كوفيين ‪ ،‬الذين أخذوا النحو عن سكان الجزيرة العربية وقبائلها ‪ ، ،‬التي بلهجاتها‬
‫نزل القرآن الكريم ‪ ،‬ودار بينهما الخالف في جل أبواب النحو ومسائله ‪ ،‬على ما تفرع من أصول النحو التي كانت لغة هذه القبائل أو بعضها‬
‫سببا ً في وضعها وهو السماع عنها ‪ ،‬ولم يكن ما جاء بعد هاتين المدرستين إال نتيجة لما خلفاه من مسائل وآراء في النحو العربي من حيث‬
‫القواعد والفروع ‪.‬‬
‫– ولم يكن بعدهما خالف ذو بال يذكر ‪ ،‬حيث جاء بعدهم أهل بغداد ونحوهم قائم على ما دار بين البصريين والكوفيين وعلى ما جاء في‬
‫المذهبين ‪ ،‬ولم يكونوا سوى جهة توفيق بين النحو البصري والكوفي ‪ ،‬فلم يزيدوا على النحو إال أنهم انتقوا من آراء المدرستين ‪ ،‬ولذا سموا‬
‫مدرسة االنتخاب أ‪6‬و المدرسة المزدوجة أو المدرسة التوفيقية ‪.‬‬
‫– عد استعمال ال‪6‬مصطلح أسلوباً متقدما ً في فهم المسائل‪ ،‬واستيعابها‪ ،‬ومظهراً من مظاهر اإلدراك المنهجي العميق لحقائق العل‪6‬م‪ ،‬وأصوله‪ .‬فال‬
‫يستقيم منهج علمي إال إذا ارتكز‪ ،‬وقام على أساس من مصطلحات عل‪6‬مية محكمة تؤدي الحقائق العلمية أداء مستوعبا ً دقيقا ً وقديما ً قالوا العلم‬
‫لغة أحكم وضعها‪.‬‬
‫المصطلحات العلمية ‪:‬‬
‫– ألفاظ يجمع العلماء‪ ،‬وأهل الفن على انتقائها لتدل على شيء محدد في ُعرفهم‪،‬‬
‫– حداً يمتاز به عن سوا‪6‬ه‪ ،‬فتنتقل هذه األلفاظ من معانيها المعجمية إلى معان اصطالحية جديدة‪ ،‬على أساس العالقة القائمة بين ا‪6‬لمعنى اللغوي‪،‬‬
‫والمعنى االصطالحي‪.‬‬
‫– وعلم النحو واحد من تلك العلوم التي تحتاج إلى مصطلحات علمية دقيقة تؤدي عن حقائقه‪ ،‬وتُستحضر بها معانيه بأيسر وسيلة‪ ،‬لتقرب إلى‬
‫األذهان‪ ،‬ويسهل فهمها‪ ،‬وتعلمها‪.‬‬
‫– يقول الجاحظ‪" :‬وهم تخيّروا‪ 6‬تلك األلفاظ لتلك ا‪6‬لمعاني‪ ،‬وهم اشتقوا لها من كالم العرب تلك األسماء‪ ،‬وهم اصطلحوا على تسمية ما لم يكن له في‬
‫لغة العرب اسم‪ ،‬فصاروا في ذلك سلفا ً لكل‪ 6‬خلف‪ ،‬وقدوة لكل تابع ‪...‬‬
‫– وكما سمى النحويون الحال‪ ،‬والظرف‪ ،‬وما أشبه ذلك‪ ،‬ألنهم لو لم يضعوا هذه العالمات لم يستطيعوا تعريف القرويين‪ ،‬وأبناء البلدين عل‪6‬م‬
‫العروض‪،‬والنحو ‪.‬‬
‫– وبحكم سبق البصرة الكوفة في ا‪6‬لدراسة النحوية‪ ،‬فقد نشأت المصطلحات النحوية البصرية قبل المصطلحات ال‪6‬نحوية الكوفية‪.‬‬
‫– فعندما نشأ النحو الكوفي‪ ،‬وتميز من النحو البصري‪ ،‬أراد علماؤه أن يميزوا نحوهم من نحو البصريين‪ ،‬فعمدوا إل‪6‬ى أساليب خاصة تكون‬
‫عالمات‪ ،‬وأمارات محددة ومميزة لنحوهم‪ ،‬فكان من أهم هذه العالمات‪ ،‬وأوضحها أن اتخذوا لنحوهم مصطلحات تباين معظم مصطلحات‬
‫البصريين‪ ،‬وتغايرها تماماً‪.‬‬
‫– ويبدو أن القدماء قد لحظوا‪ 6‬مثل هذه المفارقة بين نحاة المصرين في استعمال المصطل‪6‬ح‪ .‬فقد ذكرأبوالطيب اللغوي أن أبا زكريا يحيى بن‬
‫زياد الفراء كان يتعمد مخالفة البصريين في اصطالحاتهم‪.‬‬
‫– ( كما أكد ذلك المحدثون أيضاً‪ .‬يقول جوتولد فايل‪" :‬كثيراً ما استعمل الفراء اصطالحات تخالف االصطالحات المشهورة عند علماء النحو‬
‫الذين يمثلون هذا العلم‪ ،‬وفي المواضع التي لم تكن فيها االصطالحات القديمة استعمل الفراء اصطالحات جديدة‪ ،‬وصلنا جانب منها فيما‬
‫بعد على أنه اصطالحات الكوفيين) ‪.‬‬
‫– إ ًذا‪ ،‬فقد تميّز النحو الكوفي من النحو ال‪6‬بصري‪ ،‬وأصبحت له مصطلحات‪ ،‬وألفاظ خاصة به‪ ،‬تختلف قليالً‪ ،‬أو كثيراً عما نعهده لدى‬
‫النحويين البصريين‪.‬‬
‫المدرسة البصرية‪:‬‬

‫فإن علم النحو الذي نما وشاع حتى عصرنا‬ ‫– تعتبر البصرة بحق واضعة النحو‪ ،‬وفاتحة أبوابه حيث على أيديهم استغلظ‪ ،‬واستوى على سوقه‪َّ ،‬‬
‫الحاضر هو النحو البصري‪ ،‬فجميع ما يتعلق بالمصطلحات واألصول النحوية وردت عنهم‪ ،‬وذلك أنهم سبقوا الكوفيين فيه نتيجة انشغال الكوفيين‬
‫وإن استدراكات الكوفيين في ذلك كانت بسيطة تتعلق بالفروع النحوية ومرد ذلك أنهم أخذوا علمهم عن البصريين‪ ،‬وعدا ذلك‬ ‫بمشاغل‪ 6‬ذكرت سابق‪َّ ،‬‬
‫إن شهرة البصريين تأتت لهم من خالل أسلوبهم في استقراء اللغة من مصادرها‬ ‫لم نؤثر عن الكوفيين كتبا نحوية جامعة للنحو‪ .‬ويمكننا القول هنا َّ‬
‫حيث اعتمدوا على السماع والقياس‪ ،‬وكانت طريقتهم في السماع أنهم قيدوا ذلك بمقاييد من مثل البيئة والمكان والثقة والكثرة‪ ،‬وقد اشترطو‪ ،‬وحددوا‬
‫عمن يأخذون اللغة‪ ،‬وقيدوا ذلك بالقبائل البدوية التي حافظت على لغته‪ ،‬وكانت بعيدة ك َّل البعد عن مخالطة الحواضر والعجم وحددوها بأسد وتميم‬
‫أن الكسائي أعجبه علم الخليل‪ ،‬فسأله من أين علمك؟ فأجابه‪ :‬من بوا‪6‬دي ا‪6‬لحجاز‬‫وقيس‪ ،‬وأخذوا من هذيل‪ ،‬وبعض كنانة‪ ،‬وبعض الطائيين‪ ،‬كما روي َّ‬
‫ونجد وتهامة‪ ،‬وهذا يجسد دقة البصريين في األخذ عن القبائل العربية الخالصة البداوة‪ ،‬وهم يتفاخرون في ذلك‪ ،‬ويدلل عليه قول الرياشي‪(( :‬نحن‬
‫نأخذ اللغة عن حرشة الضباب‪ ،‬وأكلة اليرابيع‪ ،‬وهؤالء أخذوا اللغة عن أهل السواد أصحاب الكواميخ‪ ،‬وأكلة الشواريز))‪.‬‬
‫– ومما يزيد ذلك أنهم كانوا ال يروون إال من يثقون بهم ك َّل الثقة؛ لذلك خرج من مصادرهم كثير من القبائل العربية؛ لمخالطتهم العجم‪ ،‬أو لشيوع‬
‫وأن مع صلتهما بمنزل‪6‬ة غيرهما من األسماء قال‪ :‬قولك‪(( :‬ما أتاني إال أنهم قالوا‪:‬‬‫أن ْ‬ ‫أن سيبويه في باب ما تكون فيه َّ‬ ‫اللحن فيه‪ ،‬ومن أمثلة السماع َّ‬
‫فأن في موضع اسم مرفوع كأنَّه قال‪(( :‬ما أتاني إال قول‪6‬هم كذا وكذا))‪.‬‬ ‫كذا وكذا)) َّ‬
‫المصطلح النحوي عند البصرة والكوفة ‪:‬‬

‫– يجدر الحديث عن المصطلح النحوي بين المدرسة البصرية والمدرسة الكوفية‪ ،‬وهذا يرتبط بالحديث عن النشأة وأسباب الخالف بين المدرستين‬
‫أن الكوفة حاولت من خالل أقطابها (الكسائي‪ ،‬والفراء‪ ،‬وثعلب) أن تجد‬ ‫ونتائجه‪ ،‬وقد آتى الحديث أكله من خالل المبحث السابق‪ ،‬وخالصة ما يهم هنا َّ‬
‫لنفسها ساحة في الوسط النحوي أمام قدمة البصريين ونفوذهم المسيطر‪ ،‬ولذلك أخذوا بقول ((خالف تعرف)) إلثبات الذات‪ ،‬ففي مجال المصطلح‬
‫النحوي حاولوا إيجاد مصطلحات جديدة للموضوعات النحوية‪.‬‬
‫– وهنا الب َّد من طرح نماذج تمثل كيفية استخدام المصطلح النحوي عند بعض النحاة الذين يمثلون كال المدرستين‪ ،‬فمثالً سيبويه من البصرة استخدم‬
‫مصطلح (الحال) فقد أفرد بابًا سماه (باب ما ينتصب ألنه حال صار فيه المسؤول والمسؤول عنه) ومثل لذلك نحو‪(( :‬ما شأنك قائ ًما؟)) ونحو‪(( :‬ما‬
‫شأن زيد قائ ًما؟)) حيث قال‪ :‬هذا حال‪ ،‬وانتصب بقولك‪(( :‬ما شأنك؟)) كما ينتصب الحال ((قائ ًما)) في قولك‪(( :‬هذا زيد قائ ًما)) بما قبله وكذلك الزجاج‬
‫من البصرة يستخدم مصطلح الحال ففي ففي إعراب قوله تعالى‪(( :‬حنيفًا)) ذكر أنها حال‪ ،‬وقدر المعنى على أنه‪ :‬بل نتبع ملة إبراهيم في حال حنيفته‪.‬‬
‫– وفي جانب المدرسة الكوفية كانت الوقفة مع الفراء الذي استخدم مصطلح (القطع) بدل الحال‪.‬‬
‫أن ما يفصل به بين النعت والخبر يسمى (عمادا) وله موضع من األعراب‪ ،‬وذهب بعضهم إلى َّ‬
‫أن حكمه حكم ما قبله‪ ،‬وذهب‬ ‫– ذهب الكوفيون إلى َّ‬
‫أن حكمه حكم ما بعده‪ ،‬وذهب البصريون إلى أنه يسمى (فصال)؛ ألنه يفصل بين النعت والخبر إذا كان الخبر مضارعا لنعت االسم؛‬‫بعضهم إلى َّ‬
‫ليخرج من معنى النعت كقولك‪ :‬زيد هو العاقل‪ .‬وال موضع له من اإلعراب‪.‬‬
‫– أما الكوفيون فاحتجوا بأن قالوا‪ :‬إنما قلنا َّ‬
‫إن حكمه حكم ما قبله؛ ألنه توكيد لما قبله فتنزل منزلة النفس إذا كانت توكيد‪ ،‬وكما أنك إذا قلت‪ :‬جاءني‬
‫زيد نفسه‪ .‬كان نفسه تابعا لزيد في إعرابه فكذلك ا‪6‬لعماد إذا قلت‪ :‬زيد هو العاقل‪ .‬يجب أن يكون تابعا في إعرابه‪ ،‬وأما من ذهب إلى َّ‬
‫أن حكم ما‬
‫بعده قال‪ :‬ألنه مع ما بعده كالشيء الواحد‪ ،‬فوجب أن يكون حكمه بمثل حكمه‪.‬‬
‫– وأما البصريون فاحتجوا بأن قالوا‪ :‬إنه ال موضع له من اإلعرا‪6‬ب؛ ألنه إنما دخل لمعنى وهو الفصل بين النعت والخبر؛ ولهذا سمي فصال كما‬
‫تدخل الكاف للخطاب في ذلك وتلك وتثنى وتجمع‪ ،‬وال حظ لها في اإلعراب‪ ،‬وما التي للتوكيد‪ ،‬وال حظ لها في اإلعراب‪.‬‬
‫– ومما سبق تبين كيفية استخدام المصطلح النحوي عند النحاة سواء كانوا من البصرة‪ ،‬أ‪6‬و من الكوفة‪ ،‬أو من المدارس النحوية الالحقة التي قامت‬
‫االنتخاب والترجيح‪ ،‬وتقديم آراء نحوية جديدة‪.‬‬
‫– ويمكن توضيح الخالف في المصطلح النحوي بين ا!لمدرستين من خالل ما ذكره شوقي ضيف‪ ،‬وما ذكره عوض القوزي‪ ،‬فقد تناول الرجالن‬
‫الحديث عن المصطلح النحوي بين البلدين حيث ذكرا جوانب االختالف بينهما ويمثل ذلك الجدول التالي‪:‬‬
‫المصطلح الكوفي‬ ‫المصطلح البصري‬
‫الفعل الدائم‬ ‫اسم الفاعل‬
‫المكنى والكناية‬ ‫الضمير‬
‫النعت‬ ‫الصفة‬
‫عطف النسق‬ ‫الشركة‬
‫الترجمة ‪،‬التكرير‬ ‫البدل‬

‫التفسير‬ ‫التمييز‬
‫حروف الجحد‬ ‫حروف النفي‬
‫ال التبرئة‬ ‫ال النافية للجنس‬
‫الصلة والحشو‬ ‫الزيادة‬
‫وما يجري وما ال يجري‬ ‫المصروف والممنوع من الصرف‬
‫الصفة‬ ‫حروف الجر‬
‫المصطلح الكوفي‬ ‫المصطلح البصري‬
‫( المحل) عند الفراء‪ ،‬وجل الكوفيين ( غاية)‬ ‫الظرف‪ ،‬المفعول فيه‬
‫الم القسم‬ ‫الم االبتداء‬
‫الفعل الواقع‬ ‫الفعل المتعدي‬
‫الفعل الذي لم يسم فاعله‬ ‫الفعل المبني للمجهول‬
‫التشديد‬ ‫التوكيد‬
‫القطع‬ ‫الحال‬
‫األسماء المضافة‬ ‫األسماء الستة‬
‫التفسير‬ ‫المفعول ألجله‬
‫أشباه المفاعيل‬ ‫المفعول معه ‪،‬المفعول له ‪ ،‬المفعول فيه ‪ ،‬المفعول المطلق‬

‫العماد‬ ‫الفصل والفاصلة‬


‫الضمير المجهول‬ ‫ضمير الشأن والقصة والحديث‬
‫المصطلح الكوفي‬ ‫المصطلح البصري‬
‫( المرافع عند الفراء‬ ‫الخبر‬
‫األدوات‬ ‫حروف المعاني‬
‫ال خالف‪:‬عامل معنوي عند الكوفيين حيث قالوا‪ :‬الظرف ينتصب‬ ‫البصريون جعلوا العامل فعل محذوف تقديره استقر نحو‪ :‬محمد‬
‫على الخالف إذا وقع خبرًا‬ ‫أمامك‪ .‬والتقدير‪ :‬محمد استقر أمامك‪.‬‬

‫عالمات اإلعراب والبناء جعلوا التسمية عكس البصريين‪.‬‬ ‫عالمات اإلعراب‪ :‬الرفع‪ ،‬النصب‪ ،‬الجر‪ ،‬الجزم‪.‬‬
‫عالمات البناء‪ :‬السكون‪ ،‬الضم‪ ،‬الفتحة‪ ،‬السكون‪.‬‬

‫الصرف جعله الفراء عامل النصب في المفعول معه والفعل‬ ‫البصريون جعلوا عامل النصب في المفعول معه الفعل بتوسط‬
‫المضارع بعد واو المعية‪ ،‬والفاء‪ ،‬و ثم‪ ،‬و أو‪.‬‬ ‫الواو‪ ،‬وفي الفعل المضارع بأن مضمرة‪.‬‬

‫لم يترجموا له‪.‬‬ ‫عطف البيان‬


‫التقريب‪ :‬سموا به اسم اإلشارة‪ ،‬وأعملوه عمل كان وأخواته‪ ،‬فيليه‬ ‫البصريون اسم اإلشارة مبتدأ ‪ ،‬وما بعده خبر‪ ،‬واالسم المنصوب‬
‫اسم وخبر نحو‪ :‬هذا زي ٌد قائ ًما‪.‬‬ ‫حال‪.‬‬
‫أن الخالف في تسمية ا‪6‬لمصطلح النحوي بين البصريين والكوفيين يكون أحيانًا‬ ‫أن المطلع والقارئ للجدول السابق يجد َّ‬‫– وما يجدر اإلشارة إليه َّ‬
‫من خالل المرادف اللغوي نحو‪( :‬التوكيد‪ -‬التشديد)‪ ،‬ونحو‪( :‬حروف الجحد‪ -‬حروف النفي)‪ ،‬وأحيانًا يكون لمجرد الخالف نحو‪( :‬عالمات‬
‫اإلعراب والبناء فالكوفيون عكسوا التسمية فقط)‪ ،‬وأحيانًا يكون من خالل االستخدام الغرضي للمصطلح بحيث يقدمون تعليالً يعتمد على‬
‫الوظيفة النحوية نحو (ضمير الفصل‪ -‬العماد)‪ ،‬وأحيانًا يكون من خالل العامل وتحديده نحو‪( :‬الخالف‪ ،‬الصرف‪ ،)...‬وأحيانًا يكون من خالل‬
‫الحذف وا‪6‬لتقدير نحو‪( :‬أنواع الفعل)‪ ،‬وأحيانًا يكون من خالل التنافس بين البلدين وإثبات الذات‪ ،‬فيحاول أحدهم تقديم ما يبرز نفسه على‬
‫جميع‬
‫المستويات وكانت هناك بعض المصطلحات تعبر عن شيء واحد والفرق فقط في اللفظ وأورد في الجدول التالي نماذج لالختالف في‬
‫المصطلحات بين المدرستين ‪:‬‬
‫– الخاتمة ‪:‬‬

‫– تعتبر المدرسة البصرية هي ال‪6‬سابقة في الدراسات النحوية‪ ،‬كما ال ينسى اإلسهام الكوفي الذي أدى إلى نضج ال‪6‬درس النحوي وا‪6‬كتماله‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل إكمال الجهد البصري باتباع ال‪6‬منهج التوسعي في السماع والقياس الذي ع َّد أقرب إلى المنهج الوصفي الحديث في الدراسات اللغوية‪ ،‬وهذا‬
‫بدوره أدى إلى وجود الخالف بين المدرستين‪ ،‬باإلضافة إلى التنافس العلمي نتيجة مواقف الخلفاء العباسيين وميلهم إلى الكوفيين‪ ،‬والعصبية‬
‫أن المصطلح النحوي البصري هو الذي استخدم‬ ‫اإلقليمية‪ ،‬وهذا بدوره طال المصطلح النحوي في التعبير عن الموضوعات النحوية على َّ‬
‫واشتهر‪ ،‬ولم يشتهر من المصطلح الكوفي إال النعت وعطف النسق‪ ،‬وقد انعكس ذلك على النحاة المتأخرين من المدارس النحوية ال‪6‬بغدادية‬
‫والمصرية واألندلسية‪ ،‬فمثالً العكبري استخدم المصطلح النحوي البصري في إعرابه للقرآن الكريم‪ ،‬بينما ابن النحاس استخدم المصطلح ال‪6‬نحوي‬
‫البصري‪ ،‬واستخدم بعض ال‪6‬مصطلحات الكوفية من مثل (ال التبرئة) وهي ال النافية لل‪6‬جنس‪ ،‬وربما يعود السبب في ذلك إلى الحضور الكبير‬
‫أن ا‪6‬لرجل له مؤلف اسمه‬ ‫ألقطاب النحو الكوفي (الكسائي والفراء وثعلب) في كتابه (إعراب القرآن) من خالل ذكر الوجوه اإلعرابية‪ ،‬كما َّ‬
‫أن المصطلح النحوي عند النحاة من األقل حظًّا في‬ ‫(معاني القرآن)‪ ،‬وهذا االسم يتشابه مع كتاب الفراء (معاني القرآ‪6‬ن)‪.‬ومما يجدر اإلشارة إليه َّ‬
‫الدراسة البحثية؛ لذلك أهيب ببعض الباحثين وضع هذا الموضوع نصب أعينهم الستيفائه حقه من الدراسة‪.‬‬
‫عمل الطالبات ‪:‬‬

‫– سحر إبر‪6‬اهيم الفيفي‬


‫– رشا الشمراني‬
‫– فاطمة أحمد الضيف‬
‫– شر‪6‬يفة محمد البارقي‬
‫– بشاير عبد هللا المسلم‬
‫– مالك عايض القرني‬

You might also like