Professional Documents
Culture Documents
هذه محاضرات في علم الدللة حسب المقرر لهذا المقياس ،للسنة الثانية بالمدرتسة العليا للتساتذة .حاولنا
.جاهدين القتصار على ما هو ضروري ومفيد وبأتسلوب مبسط نظرا لطبيعة التكوين عن بعد
وقد بذلنا أقصى جهد لتصحيح الطخطاء المطبعية أو التي كانت نتيجة السهو،ومع ذلك فربما فاتنا تصحيح
.بعض الطخطاء رغم التدقيق ،نعتذر لكم لذلك
ول بد من الشارة هنا إلى أننا اعتمدنا عدادا من المراجع والمصاادر ،وكان لبعضها النصيب الوفر مثل
كتاب علم الدللة للدكتور أحمد مختار عمر ،نظرا لكون البرنامج قد وضع اعتماادا على فهرس هذا
الكتاب أصل ،وإذا كنا ل نشير ادائما إلى المرجع حتى ل نثقل المحاضرة ) لن طبيعة المحاضرة تختلف
عن طبيعة تأليف الكتاب ( ،وكذلك كتاب )ادللة اللفاظ( للدكتور إبراهيم أنيس .وكان ذلك أيضا بالنسبة
.لكتابي الدكتور حلمي طخليل حول المولد والمعاجم
.وننصحكم بالرجوع إلى هذه الكتب بالضافة إلى المراجع الطخرى المذكورة في قائمة المصاادر والمراجع
.نتمنى لكم التوفيق
1
أوليات
المحاضرة الولى :تقديم البرنامج و قائمة المصاادر و المراجع
1- :تمهيد عام للماادة و يشمل
تقديم حول اللغة و حياة النسان -
كيف بدأت اللغة -حاجة النسان إلى اللغة -و العلقة بين اللغة و التفكير و الحضارة و العمران -
)).العلم ،الادب ،الزادهار و التقدم
.المحاضرة الثانية :إشارة تسريعة إلى )فرضيات( نشأة اللغة النسانية
علم الدللة -تعريف عام -من المعاجم اللغوية و المختصة -وآراء الباحثين -الدللة 2-
.و المعنى
2
.مفردات مقياس علم الدللة
أول :علم الدللة
]مدطخل إلى ادراتسة الدللة ] :مفهومه ،موضوعه ،غاياته ،أنواعه -
علقة علم الدللة بعلوم اللغة ] :الدللة و الصوات ،الدللة و الصرف ،الدللة و النحو ،الدللة و -
].المعجم
علقة علم الدللة بالعلوم الطخرى ]:الدللة و التعبيرات الصطلحية ،الدللة و الفلسفة ،الدللة و -
].علم النفس ،الدللة و علوم التصال ،الدللة و علم العلمات
ثانيا :نشأة علم الدللة وتطوره
]عند القدماء ] :الدرس الدللي عند اليونان ،الهنواد ،العرب -
]عند المحدثين ] :الدرس الدللي عند الغربيين ،المريكيين ،العرب -
:ثالثا :أنواع المعنى
]المعنى التساتسي ،المعنى الضافي ،المعنى التسلوبي ،المعنى النفسي ،المعنى اليحائي [ -
رابعا :مناهج درااسة المعنى
]نظرية السياق ] :السياق اللغوي ،السياق العاطفي ،تسياق الموقف ،السياق الثقافي -
نظرية الحقول الدللية -
.النظرية التحليلية -
:خامسا :التغييرات الدللية
]}أتسبابها ،أشكالها ،مجالتها ،العلقات الدللية } التراادف ،الشتراك ،التضااد [
.الوحدة الدللية
3
قائمة بعدد من المراجع 2.
إبراهيم أنيس
ادللة اللفاظ -
اللهجات -
الصوات اللغوية -
4
الجرجاني السيد الشريف :التعريفات
الجوهري :الصحا ح
الشيباني أبو عمرو :كتاب الجيم
الفراهيدي الخليل بن أحمد :كتاب العين
الفيروز أباادي :القاموس المحيط
مجمع اللغة العربية بالقاهرة - :المعجم الكبير
المعجم الوتسيط -
المعجم الوجيز -
هانس ادير :معجم العربية المعاصرة :عربي /انجليزي
كتب مترجمة
تشو مسكي :البنى التركيبية
مظاهر النظرية التركيبية
ادوتسوتسير :ادروس في اللسانيات العامة
مارتينيه :مباادئ اللسانيات العامة
مقالت
عدنان الخطيب :المعجم العربي بين الماضي و الحاضر .مجلة مجمع ادمشق ج ،2/مج 4/ص 194
مجلة المبرز العداد 8المدرتسة العليا للتساتذة .أحمد شامية :مستويات الدللة و المعنى
5
مقدمة عامة
لبد قبل الحديث عن الدللة من الحديث عن اللغة ،لتسيما أن الدللة اللغوية هي الهم و الوتسع و الكثر
.تعقيدا و أنها هي الموضوع التساتسي في علم الدللة بالضافة إلى الشارة إلى أنواع الدللت الطخرى
و يمكن القول بإيجاز أن اللغة هي النسان أو أن اللغة أهم طخصائص النسان التي تميزه عن غيره من
المخلوقات الحية ،و تجعل له هذه المكانة و المهمة التي طخلق لها )الخلفة في الرض( حتى أننا يمكن أن
نعّ،رف النسان بأنه حيوان ذو لغة ،و إن كان النسان قد تميز بعقله و تفكيره و قابليته للتطور و الرقي
و التقدم في الحضارة و العمران ،فان ذلك كان بفضل هذه المزية المعجزة ) مزية اللغة( فال تعالىـ كما
"جاء في كتابه الكريم ـ " طخلق النسان ،علمه البيان " " ،و علم آادم التسماء كلها
و بغض النظر الن عن كيفية نشأة اللغة النسانية حسب الفرضيات المشهورة فإننا يمكن أن نؤكد أن هذه
اللغة للنسان هي من الضرورات الحيوية التي ما كان للنسان أن يستطيع التستمرار و التطور بدونها،
و تأتي ترتيبا بعد الهواء و الماء و الغذاء و ذلك نظرا لمكانيات النسان الجسدية الضعيفة التي ما كان
قاادرا بها لول اللغة و التفكير و هما مرتبطان ،ما كان قاادرا على مواجهة قوى الطبيعة الطبيعية
و الحيوانية و بالتالي ما كان قاادرا على التستمرار و لكنها حكمة ال و إراادته بأن تستمر الحياة إلى حيث
.قّ،در تسبحانه و تعالى لها
و ليست اللغة في الواقع ـ و أهم غاياتها تأمين التواصل و التصال ـ ليست ال علقة بين صورة صوتية
ألفاظ ( وصورة مفهومية ) معان ( يتم الربط بينهما ذهنيا ،فسواء نشأت اللغة ابتداء في صورتها (
المكتملة أو كانت قفزة نوعية في طرائق التستدلل و التواصل فهي تعتمد على ربط العلقة بين الدال
.و المدلول
و من هنا كان الهتمام بالدللة ،و علم الدللة غاية عند الصوليين و المناطقة و اللغويين )طبعا( و علماء
.........النفس
و كان لهذا العلم علقة بكل هذه العلوم )النسانية( بل إن للدللة علقة بكل أنواع المعرفة و في شتى
.مجالت الحياة
6
la sémantique حصة تطبيقية حول تعريف علم الدللة
يقول الدكتور عبد الرحمن الحاج صالح " :اللسان في حد ذاته نظام من الادلة المتواضع عليها ،فاللسان
على هذا العتبار ليس مجموعة من اللفاظ يعثر عليها المتكلم في القواميس أو يلتقطها بسمعه من
الخطابات ثم يسجلها في حافظته ،كما أنه ليس أيضا مجموعة من التحديدات الفلسفية للتسم والفعل
والحرف أو القواعد المسهبة الكثيرة الشواذ ،بل هو نظام من الوحدات يتواصل بعضها ببعض على شكل
".عجيب وتتقابل فيها بناها في المستوى الواحد التقابل الذي لوله لما كانت هناك ادللة
الدليل :نمثل له ب :ـ الراية الحمراء التي تدل على منع السباحة
ـ أرقام الهاتف
ـ قوانين المرور
الرمز :نمثل له ب :ـ الميزان الذي يدل على مفهوم العدل.
يشترك الدليل والرمز في كونهما يحملن نية للتبليغ ،لكنهما يختلفان في نوعية العلقة التي تربط بين
العنصرين )أ ( و ) ب ( فالرمز مرتبط كثيرا بشكله ،واطختياره ليس عشوائيا ول اعتباطيا بل وفق ما
.يحمله ذلك الشكل من معنى
7
أما الادلة فتمت بالتفاق والتواضع والصطل ح بين الناس لتحقيق غرض التبليغ ،والعلقة التي تربط
العنصرين ) أ( و) ب( ،كمكونات الدليل في هذه الحالة ،علقة غير حتمية ،عشوائية ،اعتباطية ناتجة
عن التفاق و التواضع والصطل ح فل توجد بين كلمة )جهاز( ومعناه أية علقة طبيعية كما ل توجد أية
.علقة طبيعية بين اللون الحمر والمر بالوقوف في إشارات المرور
.فنقول إذن إن علم الدللة يدرس المعاني اللغوية وعلقة اللفاظ بمعانيها
.ووحدته هي الدليل اللغوي وهو أصوات يستعملها النسان للبانة عن المفاهيم والشياء
ملحظة :لتوضيح أكثر ارجع إلى كتاب طخولة طالب البراهيمي ،مباادئ في اللسانيات ،ادار القصبة
للنشر
8
المحاضرة رقم 2
علم الدللة
تعريف علم الدللة :العلم هو ادراتسة ظاهرة معينة و الوقوف على ماهيتها و جزئياتها و ما يتعلق بها
ادراتسة موضوعية ،و الدللة )بالتعريف( قد يختلف تعريفها بين الباحثين و لنأطخذ مثال لتعريفها من كتاب
التعريفات للجرجاني السيد الشريف حيث قال :الدللة هي كون الشيء بحالة يلزم من العلم به العلم بشيء
آطخر و الول هو الدال و الثاني هو المدلول .و هي إما ادللة مطابقة أو ادللة تضمن أو ادللة التزام وكل
ذلك يدطخل في الدللة الوضعية لن اللفظ الدال بالوضع يدل على تمام ما وضع له بالمطابقة و على جزئه
،بالتضمن و على ما يلزمه في الذهن باللتزام ،كالنسان فانه يدل على تمام الحيوان الناطق بالمطابقة
و على جزئه بالتضمن و على قابل العلم باللتزام )انظر كتاب التعريفات للجرجاني علي بن محمد-
)الدار التونسية للنشر 1971ص 56-55
و في القاموس المحيط ادّ،له عليه ادللة ) و يثلث( و ادلولة فاندل :تسداده إليه)...........الفيروز أباادي-
)القاموس المحيط -ادار العلم للجميع -بيروت ج 3/ص 377
إن الحديث عن الدللة الوضعية هنا يدفعنا إلى الحديث عن نوعي الدللة أو الدال و هما الدال اللغوي
.و الدال غير اللغوي
و في الدراتسات اللسانية الحديثة تقسيم لنواع )الدليل( الذي ينتج عن ارتباط الدال بالمدلول ارتباطا
ادليل ذهنيا .
مدلول ادال
فالدال اللغوي )اللفظ /الكلمة /الوحدة الدالة( في رأي الباحثين بغض النظر عن بعض التستثناءات هو
ادال وضعي اعتباطي أي أن علقته بالمدلول علقة عرفية تواضعية )و تستأتي على تفصيل ذلك على
)حينه
:أما التقسيم فيبينه الشكل البياني التالي
9
الدليل
هذا و قد أشار الزمخشري في كتابه )المفصل( إلى هذه العتباطية )الوضع( عندما عرف الكلمة بقوله:
)).الكلمة هي اللفظ الدال على معنى مفراد بالوضع
و بالعوادة إلى )الدللة( في اللسانيات الحديثة )البنوية( فعند تسوتسور هناك ادال )لفظ( و هناك مدلول
)معنى( أو مفهوم و الدال و المدلول وجهان لورقة واحدة و ل يمكن الفصل بينهما /و إن تحليل الدال
يؤادي إلى تحليل المدلول )ينظر :تسوتسور ،ادروس في اللسنية العامة -ترجمة صالح القرماادي و محمد
).الشاوش و محمد عجينة ،ص 174
و للتأكيد على أن الدللة تتم من الرتباط الذهني بين الدال و المدلول فقد أوضح تلميذ تسوتسور هذه
:العلقة من طخلل ما يعرف بمربع تسوتسور للدللة حسب الشكل التالي
مربع تسوتسور للدللة
صورة حسية للمدلول صورة حسية للدال
)الشيء في الواقع( )لفظ(
صورة ذهنية للمدلول صورة ذهنية
للدال
الدللة
10
لن تسوتسور يبدو أنه حصر عناصر الدللة في الدال و المدلول ،و أهمل الموضوع وهو الشيء
أو المرجع الذي تحيل اليه العلقة الدللية ،و هو في ذلك يلتقي – في هذه الثنائية – مع ابن تسينا الذي
حصرها بين اتسم )مسموع( و معنى ،في حين يرى )بيرس( أن العلقة ثلثية :الصورة )الدال( و المفسرة
).المدلول( و الموضوع ،و هو ما تحيل إليه العلمة ،أي الشيء
أما الغزالي فيرى أن الشياء لها أربعة مراتب عندما قال " ان للشيء وجوادا في العيان ثم في الذهان
ثم في اللفظ ثم في الكتابة ،فالكتابة ادالة على اللفظ ،و اللفظ ادال على المعنى الذي هو في النفس ،و الذي
.في النفس هو مثال الموجواد في العيان
).عن مجلة تجليات الحداثة ،معهد اللغة العربية العداد 1993 ،2/ص (34
شجرة في الحقل
مفهو م علم الدللة و موضوعه:
للحديث عن علم الدللة ) (sémantiqueو موضوعه أو لتوضيح ذلك ،لبد من تحديد علقة علم الدللة
بعلم اللغة وذلك باعتبارين الول :أن يكون علم الدللة فرعا من فروع علم اللغة )اللسانيات( ،و الثاني
أن يكون علم اللغة )الدللة اللغوية على الخصوص( فرعا من علم الدللة أو علم العلمات الذي يطلق
عليه مصطلح )العلمية( أيضا .فموضوع العلمية )العلمات و الشارات و الادلة بمفهومها الواتسع
لغوية كانت أم غير لغوية و هذا ما ذهب اليه اللساني السويسري )تسوتسور(.
و اذا بدأنا بالعتبار الول )كون علم الدللة فرعا من اللسانيات) لبد من العوادة إلى مستويات البنية
اللغوية و هي على الشكل التالي ) :للملحظة ( هناك من ل يدطخل المستوى البلغي والمستوى الدللي في
هذه المستويات (.
المستوى البلغي /علم البلغة و التسلوب
11
و هنا نلحظ أن المستوى الدللي في هذا البناء هو مستوى يتقاطع مع جميع المستويات الطخرى ،لن
الدللة حاضرة و ناتجة عن تفاعل كل هذه المستويات ،حتى المستوى الصوتي الذي يقال أنه مستوى
الوحدات غير الدالة .وينبغي الشارة هنا إلى أن هذا التقسيم هو تقسيم نظري افتراضي ،فاللغة تعمل
لاداء مهمتها وفق نظام اللغة الذي يندمج فيه كل هذه النظمة .فعلى مستوى العمل و الاداء ليس هناك
مستويات منفصلة ،و إنما التقسيم إلى هذه المستويات لضرورة البحث و التحليل و الدراتسة اللغوية.
فالمتكلم الذي يتكلم وفق نظام اللغة )اللسان( ل علقة له بهذه المستويات التي لها أنظمة طخاصة بها.
-على أية حال يبدو لنا في هذا التحليل أن علم الدللة الذي يبحث في أحد تلك المستويات هو فرع من علم
اللغة أو اللسان.
-أما بالعتبار الثاني فيظهر لنا في المستوى الادائي أن علم اللغة )الدللة اللغوية( هو أهم عناصر علم
العلمات ،إلى جانب عناصر ادللية أطخرى غير لغوية ،و أن العناصر اللغوية هي المعّ،ول عليها في
التصال الذي يقوم أتساتسا على فهم العلقة بين الدال و المدلول .بل أن اللغة حاضرة ادائما في كل فروع
الدللة لغوية كانت أم غير لغوية.
و إذا كنا تسنولي اهتمامنا للدللة اللغوية )الدليل اللغوي( ادون التفصيل في الادلة غير اللغوية )عدا
إشارات فقط ،و بما أننا نستعمل مصطلحات مثل ) لغة ،لسان ،كلم( فلبد من محاولة تحديد مفهوم هذه
المصطلحات ،و إن كانت متداطخلة أحيانا في أذهان الناس بل و في أذهان الطلبة و الباحثين في علوم
اللغة.
و قد ل نحتاج هنا إلى التفاصيل التي تدرس في علم اللغة أو اللسانيات و لكن يمكن أن نوضح هذه
المفاهيم بما يلي:
-من الشائع بين اللسانيين أن ماادة علمهم ليست الكلم و ل اللسان و إنما هي اللغة )ينظر عبد السلم
المسدي :مباحث تأتسيسيه في اللسانيات ص . (168
و يلحظ هنا أن هناك ثلثة مصطلحات لثلثة مفاهيم ،و كلها تمثل ما يسمى بالظاهرة اللغوية التي
ترتقي من )الكلم( و هو كلم الفرااد كما نسمعه أو نحاادثهم فيه و هذه هي المرتبة الفرادية و هذا الذي
يمكن أن نسجله على آلة التسجيل ،ثم تأتي مرتبة )اللسان( و تتطابق مع منزلة الوجواد النوعي و هو
الشتراك في معرفة ما يتم التحاور به ضمن كل مجموعة لغوية )اللسان العربي أو النجليزي أو
الصيني(
12
أما مرتبة اللغة فهي تتطابق مع جملة من القوانين التي إن أطلقت صدقت على كل لسان من اللسنة
البشرية )المرجع السابق ص .(170
و هنا تبدو اللغة أعم من اللسان ،و تدرس من طخلل ما يسمى باللسانيات العامة مقابل اللسانيات الخاصة
التي تدرس نظام كل لسان بشري على حدة.
و في تسياق أطخر يذكر أن اللسان أعم من اللغة مع إمكان اتستعمال كل مصطلح لمفهوم الطخر.
و الحقيقة أن الظاهرة اللغوية تستوعب المفاهيم الثلثة السابقة )الكلم ،اللسان ،اللغة( فاللغة )لغة الناس/
البشر( و اللسان )لسان الجماعة اللغوية( و الكلم )كلم الفرااد(.
اللغة مفهوم كلي و اللسان مفهوم نمطي و الكلم مفهوم انجازي )السابق ص ،(172اللغة جنس ،اللسان
نوع ،الكلم شخص.
اللغة )صورة القانون( ،اللسان ) نموذج العرف( ،الكلم )نموذج السلوك(.
إن اللساني يدرس البنية اللغوية في جوانبها الصوتية و الصرفية و التركيبية و الدللية ثم يعمل على
كشف ارتباط هذه البنية بوظائفها الجتماعية.
بعد هذا يظهر لنا أن موضوع علم الدللة هو الادلة بشكل عام و الدليل اللغوي بشكل طخاص ،و علقة
الدوال بمدلولتها و.يتفق عداد كبير من الباحثين على أن السيمياء كنوع من اللسانيات كان من أثر اللغوي
الفرنسي بريال ) ،(1883باعتبار أن هذا العلم يدرس الدللت و القوانين التي تتحكم في تغير المعاني
أو أن الموضوع هو المعنى ) .ينظر تسالم شاكر :مدطخل إلى علم الدللة ،ترجمة محمد يحياتن ،اديوان
المطبوعات الجامعية .الجزائر 1992ـ ص ( 4
أما غاية هذا العلم فهي طخاصة و عامة ،فالغاية الخاصة هي أن علم الدللة – مثل أي علم آطخر -يسعى إلى
التستقللية و امتلك الادوات و المناهج الرياضية ،و هنا ينبغي الشارة إلى الهتمام بهذا العلم حيث
ظهر في عام 1923كتاب عنوانه ) (the meaning of meaningلمؤلفيه Richardsو .Ogden
و أما الغاية العامة فهدف علم الدللة كغيره من العلوم النسانية – و بالتستعانة بها و بالتعاون معها – هو
التسهام في ترقية الحياة النسانية في جميع المجالت ،و تسهيل عملية التصال و التعاون و التفاهم
المشترك و ضبط المصطلحات و المفاهيم في جميع العلوم لتسيما في العلوم الحديثة و وتسائل التصال
و طخاصة في محيط العولمة و التقارب ،إن لم نقل الندماج الفكري على القل بين المم و الشعوب.
و كان أحد الباحثين قد حداد هدف علم الدللة الجرائي بأنه حصر صور الوضاع الدللية كأنظمة قابلة
للتحليل ) ينظر بوجراند :النص و التطبيق و الجراء(.
13
حصة تطبيقية حول الدليل اللغوي le signe linguistique
يقول ادو تسوتسير ":يظن بعض الناس أن اللسان إنما هو في أصله مجموع اللفاظ أي قائمة من التسماء
تطلق على عداد من المسميات .وفي تصوره هذا نظر ،من عدة وجوه :انه يفترض وجواد معان جاهزة
قبل وجواد ألفاظها ثم إننا ل نتبين به هل التسم هو جوهر صوتي أم نفساني......ويشعرنا أيضا أن ارتباط
التسم بالمسمى هو عملية في غاية البساطة وهذا بعيد جدا عن الواقع ......إن الدليل اللغوي ل يربط
مسمى ما باتسمه الملفوظ بل مفهوم ذلك الشيء أو تصوره الذهني بصورة لفظه الذهنية فهذه الصورة
الصوتية ليست هي الصوت الماادي لنه شيء فيزيائي محض بل انطباع هذا الصوت في النفس
والصورة الصاادرة عما تشاهده حواتسنا .فالدليل اللغوي إذن كيان نفساني ذو وجهين ويسمى ادليل لغويا
المركب المتكون من المفهوم والصورة الصوتية ) صورة اللفظ في الذهن (...ولكن نقتر ح لفظة الدليل
".للدللة على الكل واتستبدال لفظتي المفهوم والصورة الصوتية بلفظتي الدال والمدلول
ادوتسوتسير في هذا النص ينفي فكرة تساادت ،وهي أن اللفاظ ألقاب للمسميات ويبين لنا الدليل اللغوي ل
يربط بين لفظ ومسماه ) الشيء والمعنى ( إنما يربط بين المفهوم والصورة الصوتية في قوله " إن الدليل
".اللغوي .........لفظه الذهنية
يعني هذا أننا ل ننظر إلى الدليل اللغوي كحقيقة ماادية لننا ل نتحدث عن المعنى كشيء جاهز ول عن
".اللفاظ كمجموعة من الصوات نسمعها في قوله " يفترض وجواد معان جاهزة ................نفساني
14
لكن ادوتسوتسير يتصور الدليل اللغوي كيانا ذهنيا مكونا من دال هو الصورة الصوتية ومدلول هو المفهوم
الذي يتصوره النسان لذلك الشيء الخارجي ،أي الموجواد طخارج ذهن النسان والذي ندرج فيه كل
.الشياء الماادية والمعنوية التي تحيط بنا و نسميه المرجع أو المدلول عليه
فالدليل اللغوي إذن يتكون عندما يريد النسان الحديث عن المرجع ) الشيء ( فيبحث في نظامه التقديري
عن المفهوم الذي ينطبق على ذلك المرجع وقد تعلمه وورثه عن أفرااد مجتمعه ،والمسمى المدلول أو
) الصورة الذهنية ( .ثم يعبر عنه بصورة صوتية وهي ) التصور الذهني للصوات الذي يتم في ذهن
:النسان ( وهنا تتم عملية تكوين الدليل اللغوي ،ويمكننا التمثيل له بالشكل التالي
)ادال ) صورة صوتية
ادليل لغوي المرجع
) مدلول )صورة ذهنية
ب ـ الخطية (liniaire):بما أن الركيزة الماادية للدليل اللغوي هي الصوت فانه يتسلسل عند إحداثه
تسلسل الزمن في طخط واحد أفقي يسمى مدرج الكلم ،مثل كلمة ) صدق ( التي تنطق حروفها متسلسلة
ص+اد+ق وإذا تغير التسلسل ق +ص +اد تغير المعنى.
15
المحاضرة رقم 3
علقة علم الدللة بعلو م اللغة
كنا في المحاضرة السابقة قد بينا العلقة المتباادلة بين علم الدللة )العلمية( و علم اللغة )اللسانيات( حيث
ل و جزء.
أنها علقة عموم و طخصوص أو ك ّ،
و قد ذكرنا أن علم الدللة – كغيره من العلوم – ،يعتمد أتساتسا على اللغة كأاداة في كل ما يتعلق بهذا
العلم ،و نبين بعد ذلك بشيء من التفصيل علقة )الدللة( بعناصر )مستويات( البنية اللغوية بافتراض
اتستقللية هذه العناصر نظريا فقط.
و بشكل عام ينصرف مفهوم علم الدللة إلى الدللة اللغوية.
16
و قد ذهب عداد من الباحثين إلى هذا الرأي و من هؤلء ابن جني ت 392ه .الذي أوراد في كتابه
الخصائص عدادا من العناوين و المثلة التي تؤكد قناعته بهذا الرأي ،من ذلك تصاقب اللفاظ لتصاقب
المعاني .و باب في إمساس اللفاظ أشباه المعاني .فالصوت )الحرف( مفرادا أو مركبا يحمل قيمة ادللية
في ذاته ،و ليس ذلك بغريب على ابن جني الذي لم يخف ميله إلى النظرية التي ترى أن أصل اللغات إنما
هو من الصوات المسموعة ،فهذا المذهب عنده وجه صالح و متقبل.
و هناك أمثلة كثيرة غايتها تأكيد القيمة التعبيرية )الدللية( للحرف الواحد ،مركبا في الكلمة من ذلك:
نضح و نضخ ،قال تعالى " فيها عينان نضاطختان "و بما أن النضخ أقوى من النضح فقد جعلوا الحاء
لرقتها للماء الضعيف ،و الخاء لغلظها لما هو أقوى منه ،و كذلك :قضم و طخضم ،فالقضم للصلب اليابس
و الخضم للرطب .و كان أحمد بن فارس )توفي 395ه( قد وضع معجما تسماه) :مقاييس اللغة( وجه فيه
كل جهده لتستنباط الصلت بين اللفاظ و ادللتها ،و لكنه غالى و تكلف ،كما فعل ابن جني.
و لم يكن علماء العرب و حدهم الذين يعتقدون بهذه القيمة التعبيرية للصوات )الحروف( ،فمن المحدثين
الغربيين )جسبرتسن( الذي يلخص آراء المحدثين في الصلة بين اللفاظ و الدللت فتعرض لمقال
)همبلت( الذي يزعم أن اللغات بشكل عام تؤثر التعبير عن الشياء بواتسطة ألفاظ أثرها في الذن يشبه
أثر تلك الشياء في الذهان ،و هذا ما يسمى بالمناتسبة الطبيعية بين اللفاظ و معانيها ،و إن كان يرى أن
هذه الصلة كانت في البداية ،و لكنها تطورت حتى أصبحت العلمة غامضة.
و كان جسبرتسن يضرب بعض المثلة عن المناتسبة الطبيعية ،من ذلك أن طائرا في أوربا يسمى)كوكو(
فهو يصيح فيصدر صوتا هو – كوكو .-
ويمكن أن نمثل لهذا كذلك بكلمة الصفق و هو الصفع على الوجه ،و هو ما يشبه الصوت الصاادر عن
ذلك.
و من مظاهر الدللة الصوتية )النبر( فالنبر و العتمااد بقوة أو الضغط على مقطع ما أو كلمة ما يجعل
لها معنى طخاصا .وفي لغات أطخرى يحداد موضع النبر نوع الكلمة ،اتسما أو فعل .
و من مظاهر الدللة الصوتية كذلك ،النغمة الكلمية ففي اللغة الصينية قد يكون للكلمة الواحدة عدة معان
يفرق بينهما النغمة.
و مثال ذلك في العربية قولنا ):هكذا( فقد تكون بمعنى التستفهام إذا كان المتكلم يريد التستفسار عن كيفية
عمل شيء ،و قد تكون للشجب و التستنكار ،و قد تكون للقرار و الطخبار.
و مما يتعلق بهذه الدللة الصوتية ما ذكر من أن بعض اللغات تعبر عن الصول المختلفة للفعل ،أي
لحدوث الفعل من الفاعل بكلمات إضافية تدل من حيث اليقاع الصوتي على تلك الحالة أو الكيفية ،من
17
ذلك ما ذكره الدكتور إبراهيم أنيس في كتابه )ادللة اللفاظ( من أن من لغات وتسط إفريقيا أن الفعل الذي
يدل على مطلق المشي هو ): (zo
ZO KA KA و يمشي منتصبا :
ZO DES DES يمشي بنشاط و حماس :
ZO TYA TYA يمشي بسرعة:
ZO BOHO BOHO يمشي متثاقل :
) ارجع إلى ص 69/70من هذا الكتاب /مكتبة النجلو مصرية ط(1984 5/
18
حصة تطبيقية حول علقة علم الدللة بمستويات التحليل اللساني
:النص الول
يقول ابن جني في باب إمساس اللفاظ أشباه المعاني " :اعلم أن هذا موضع شريف لطيف وقد نبه عليه
الخليل وتلقته الجماعة بالقبول له والعتراف بصحته .قال الخليل كأنهم توهموا في صوت الجندب
،اتستطالة ومدا فقالوا صر ،وتوهموا في صوت البازي تقطيعا فقالوا صرصر
وقال تسيبويه في المصاادرالتي جاءت على الفعلن أنها تأتي للضطراب والحركة ،نحو الغليان والغثيان
".فقابلوا توالي حركات المثال بتوالي حركات الفعال
الخصائص ج 2ص 152
:النص الثاني
و يقول أيضا " :فأما مقابلة اللفاظ بما يشاكل أصواتها من الحداث ،فباب عظيم وواتسع ونهج متلئب
عند عارفيه ،ذلك لنهم كثيرا ما يجعلون أصوات الحروف على تسمت الحداث المعبر بها عنها ،
فيعدلونها بها ويحتذونها عليها بذلك أكثر مما نقدره وأضعاف ما نستشعره من ذلك كقولهم طخضم وقضم ،
فالخضم لكل الرطب كالبطيخ والقثاء وما كان نحوهما من المأكول الرطب ،والقضم للصلب اليابس
" .نحو قضمت الدابة شعيرها ونحو ذلك
الخصائص ج 2ص 157
:النص الثالث
أما في باب تصاقب اللفاظ لتصاقب المعاني فيقول ":من ذلك قول ال تسبحانه ":ألم تر أنا أرتسلنا
الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا " أي تزعجهم وتقلقهم .فهذا في معنى تهزهم هزا ،والهمزة أطخت
الهاء ،فتقارب اللفظان لتقارب المعنيين .وكأنهم طخصوا هذا المعنى بالهمزة لنها أقوى من الهاء وهذا
".المعنى أعظم في النفوس من الهز لنك قد تهز ما ل بال له ،كالجذع وتساق الشجرة ونحو ذلك
19
.المطلوب :حلل هذه النصوص مبرزا أهم الظواهر الدللية
التحليل :نلحظ في النص الول أن ابن جني قد التفت إلى وجواد صلة بين صوت الجندب والفعل الذي
يدل عليه " صر " .وبسبب تشابه صوت البازي وصوت الجندب مع وجواد اطختلف في الكيفية ،جاء
" .الفعل الذي يصف صوت البازي مضعفا " صرصر
فنجد ابن جني يركز على تقارب المعاني نتيجة لتقارب جرس الصوات ،ويفرق بين المعاني نتيجة
لطختلف الجرس .ويضيف ابن جني ما قاله تسيبويه في هذا الباب " أن المصاادر التي جاءت على
الفعلن ،أنها تأتي للضطراب ...........حركات الفعال ".فالمصاادر التي على وزن " فعلن " ـ بفتح
.الفاء والعين ـ تدل على الحركة المصاحبة للحدث
ثم يوضح في النص الثاني أثر الصوات في المعاني ،فالصوت الرطخو يدل على المعنى الرطخو وبالمقابل
يدل الصوت الغليظ على المعنى الغليظ ويعطينا مثال لذلك كلمتي :الخضم التي تدل على أكل الرطب
.و القضم لكل الصلب اليابس
أما في النص الثالث فيوضح لنا أن تقارب الحروف أو الصوات ناتج عن تقارب المعاني ويقدم مثال
لذلك كلمتي الهز و ال ز المتقاربتين في المعنى ومعناهما :تزعجهم وتقلقهم .أما إذا نظرنا إلى الكلمتين
من الناحية اللفظية فنجد أنهما ل تختلفان إل في حرف الهاء والهمزة وهما حرفان متقاربان أيضا من
.الناحية الصوتية فالهاء مخرجه الحلق وهو المخرج ذاته للهمزة
فتتصور من مجموع هذه النصوص أن ابن جني يريد القول بوجواد العلقة الطبيعية بين الحرف ومعناه
أو ما يسمى بالقيمة التعبيرية للحرف الواحد ،إذ تتقارب المعاني أحيانا نتيجة تقارب مخارج الحروف،
.وترتبط قوة المعاني بقوة الحروف
.ملحظة :هذه فكرة توضيحية وعلى الطالب أن يتعمق في الشر ح والتعليل كنموذج تدريبي
20
تابع للمحاضرة رقم 3
علقة الدللة بعلم الصرف )الدللة الصرفية(.
بالرجوع إلى المستوى الصرفي من مستويات البنية اللغوية نذكر أن عناصر هذا المستوى هي )المفرادات
أو الكلمات أو الوحدات الدالة( التي تنشأ من جمع الصوات )الوحدات غير الدالة( بصورة اعتباطية )مع
التحفظ هنا على هذه العتباطية( ليكون لدينا وحدات لها ادللة مفرادة )بالوضع( كما ذكر الزمخشري في
كتابه )المفصل( .هذه الوحدات ذات الدللة المفرادة تأطخذ أشكال صرفية مختلفة و هي التي تسمى الصيغ
الصرفية ،و لكل صيغة ادللة معينة بالضافة التي ادللة الماادة الصوتية التي تتشكل منها .فللأتسماء
و الفعال و الوصاف )المشتقات المختلفة( ادللة إضافية تحدادها الصيغة .فلكل فعل من الفعال
)الماضي ،المضارع و المر( و بصورها المختلفة )المجرادة و المزيدة ( هيئة صرفية تدل على المعنى
أو على جزء من المعنى .مثل :فعل ،يفعل ،افعل ،اتستفعل ،تفاعل............و كذلك فاعل ،مفعول ،مفعل،
مفعل ،فعال ،مفعال.
و قد تدل صيغة واحدة على عدة معان يحدادها السياق ،مثل صيغة اتسم الفاعل و المفعول.
)مختار( ،بضم الميم ،المتحولة من البنيتين العميقتين :مختير و مختير ،بفتح الياء في الولى وكسرها
في الثانية ،و من ذلك الصيغة التي تدل على اتسم الزمان و المكان و اتسم المفعول و المصدر الميمي
يضوع ،التي تدل على الظهور )مسعى( على وزن مفعل ،ومن ذلك أيضا :الفعل ضاع
و الطختفاء و ندرك ذلك بالرجوع إلى المضارع :ضاع يضيع و ضاع يضوع ،و كذلك رام يروم و يريم
)حلمي طخليل مقدمة لدراتسة فقه اللغة ص .(182
إن علم الصرف الذي يدرس هذه الصيغ )هذه الوحدات( التي تعد من المفرادات على الرغم من أنها قد
تتألف من أكثر من وحدة ادالة حسب مبدأ تحديد الوحدات الدالة بناء على المعنى ،أقول إن علم الصرف
هنا يتقاطع مع علم الدللة لن الصل في تصريف الصيغة الولى إلى صيغ مختلفة الحاجة إلى الدللت
المختلفة التي نحتاج إليها ضمن النظام اللغوي لتؤادي اللغة وظيفتها بشكل كامل و ادقيق.
21
حصة تطبيقية حول علقة علم الدللة بالمستوى الصرفي
النص
يقول ابن جني في " باب في الدللة اللفظية والصناعية والمعنوية " :اعلم أن كل واحد من هذه الدلئل
معتد مراعى مؤثر إل أنها في القوة والضعف على ثلث مراتب ،فأقواهن الدللة اللفظية ثم تليها
الصناعية ثم تليها المعنوية ولنذكر من ذلك ما يصح به الغرض فمنه جميع الفعال ،ففي كل واحد منها
الادلة الثلثة ،أل ترى إلى قام وادللة لفظه على مصدره وادللة بنائه على زمانه وادللة معناه على فاعله
،فهذه ثلث ادلئل من لفظه وصيغته ومعناه ،وإنما كانت الدللة الصناعية أقوى من المعنوية من قبل
أنها وان لم تكن لفظا فإنها صورة يحملها اللفظ ويخرج عليها و يستقر على المثال المعتزم بها ،فلما
كانت كذلك لحقت بحكمه وجرت مجرى اللفظ المنطوق به ،فدطخل بذلك في باب المعلوم والمشاهدة و أما
".المعنى فإنما ادللته لحقة بعلوم التستدلل وليست في حيز الضروريات
22
.يتبين لنا أن الصيغ الصرفية تلعب ادورا كبيرا في الدللة على معنى الكلمة
فصيغ الفعال بأنواعها :الماضي والمضارع و المر تدل على الحدث وزمانه ،وما يتصل بهذه الفعال
من حروف وما يدطخلها من التضعيف ،فتضعيف العين مثل يدل على قوة الحدث وكثرته مثل :اطخضر
.واطخضوضر
وتحمل صيغ التسماء العديد من المعاني التي تتنوع بتنوعها ،كأتسماء الفاعلين وأتسماء المفعولين وصيغ
.المبالغة والتصغير والنسب والجموع ،فلكل منها معنى تؤاديه
.ويمكننا التعرف على معاني تلك الوزان بالرجوع إلى كتب الصرف
.ج ـ الدللة المعنوية :عرفها ابن جني بقوله "ادللة معناه على فاعله " أي ادللة فاعل الفعل
).فالدللة المعنوية للفعل ) قام ( هي الفاعل الذي قام بالفعل ) هو
والدللة المعنوية في التسم )قافلة ( هي :قافلة ،تسيارة ،كواكب ...أي مختلف المعاني الصلية
.و المجازية
:يمكن أن نمثل لمختلف تلك الدللت بالشكل التالي
ادللة الفعل قا م
23
ادللة التسم اسيارة
.ـ هاتف 2 ،ـ صه 3 ،ـ من 4 ،ـ نعم ) بكسر النون وتسكين العين ( 5 ،ـ يسلم 1
) :ـ ما المعنى المستفااد من الصيغ المتقابلة التالية ) اتستعن بالمعاجم العربية 2
)أ ـ القوام ) بكسر القاف ( والقوام )بفتحها
) ب ـ الذل ) بكسر الذال ( والذل ) بضمه
ج ـ حاتسوب ،حاتسب
24
تابع للمحاضرة رقم 3
الدللة و علم التراكيب )الدللة النحوية(.
يقول الجرجاني عبد القاهر في كتابه المشهور )ادلئل العجاز في علم المعاني( ) :إن اللفاظ المفرادة
التي هي أوضاع اللغة لم توضع لتعرف معانيها في أنفسها و لكن لن يضم بعضها إلى بعض فيعرف
فيما بينها فوائد ) (.....ادلئل العجاز ص .(353
إن ما يقال من أن الوحدات الدالة في المستوى الصرفي تتشكل من تجمع لعناصر من الوحدات غير الدالة
)الصوات( ادون صدور ذلك عن نظام عقلي )إن نظم الحروف هو تواليها في النطق فقط) (....انظر
ادلئل العجاز ص ).(353مع التحفظ على ذلك( .فان ذلك ل ينطبق على تشكيل الجمل من الوحدات
الدالة و إنما يتم ذلك بالتآلف بين هذه الوحدات فيأتلف بعضها و ل يأتلف بعضها الطخر ،كما يذكر
الجرجاني نفسه في كتابه الجمل )اعلم أن الواحد من التسم و الفعل و الحرف يسمى كلمة ،فإذا ائتلف منها
اثنان فأفاادا ) (.....يسمى كلما ويسمى جملة ) الجمل ص . (107
و على هذا تكون الفاادة ليس معنى المفرادات في حد ذاتها .و هو ما يوضحه في قوله السابق في الدلئل.
و إنما الفاادة هنا في هذا المستوى )مستوى التراكيب( أو المستوى النحوي هو تعريف المخاطب )بفتح
الطاء ( و إبلغه بالعلقات النحوية أو ما يسمى بمعاني النحو ،و هو المعنى التسناادي الذي يربط بين
الوحدات اداطخل التركيب فيفهم من الذي قام بالفعل أو اتصف بالوصف و على من وقع هذا الفعل ،و مع
ترابط عناصر التركيب بما في ذلك الملحقات مثل الحال و التمييز و غيرها ،حيث يوضع كل عنصر في
موضعه المناتسب لصحة المعنى ،وإل لن يفهم المخاطب ،بفتح الطاء ) ،السامع( أي معنى مع أنه من
المفترض أنه يعرف المعاني المفرادة لللفاظ و إنما المعنى المقصواد هنا هو معنى النحو ،أو الوظائف
النحوية .و يرى الجرجاني أن ذلك النظام يقوم على ربط الكلمات ببعضها يقول " ليس الغرض بنظم
الكلم أن توالت ألفاظها في النطق بل أن تناتسقت ادللتها وتلقت معانيها ،على الوجه الذي اقتضاه العقل
)ص . (35
وكان الجرجاني قد ضرب مثل ببيت امرئ القيس ـقفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ـ فقال
ما معناه أننا لو غيرنا ترتيب الكلمات فهل يعني قول امرئ القيس مبينا بعد ذلك .
وقد عّ،د بعضهم الجملة )التركيب( هي الوحدة الدللية التساتسية.
وهذا ل يعني –طبعا -أن المعاني المعجمية )الجتماعية( بمعزل عن فهم المعنى لن اللغة تعمل بنظام
متفاعل تتداطخل فيه المستويات ،و يظهر ذلك عند تشو مسكي فيما يسمى مبدأ السلمة النحوية ،
و يضرب لذلك المثلة ،فقد يكون التركيب تسليما نحويا من حيث التسنااد ،و لكنه ل يؤادي للمخاطب
)بفتح الطاء ( معنى صحيحا مثال ذلك ) :شرب الجدار النجمة المؤمنة( .و إنما قد يكون ذلك فيما يسمى
باطختراقات الشعراء مثل ) .شربتني قهوتي ( .
25
و إذا كنا قد ركزنا هنا على الجرجاني فلنه ركز على العلقة بين النحو و البلغة أو البل غ و ليس
البل غ إل نقل المعاني و تباادلها بين المخاطب ) بفتح الطاء ( و المخاطب )بكسر الطاء ( .و من هنا كان
لعلم الدللة علقة متينة بعلم النحو فليست اللغة إل مجموعة من العلقات بين اللفاظ و ادللتها ،و هذا ما
تؤكده كثير من المذاهب اللسانية الغربية الحديثة.
26
:حصة تطبيقية حول علقة علم الدللة بالمستوى التركيبي
:النص الول
يقول عبد القاهر الجرجاني ":اعلم أن ههنا أصل أنت ترى الناس فيه في صورة من يعرف من جانب
وينكر من آطخر ،وهو أن اللفاظ المفرادة التي هي أوضاع اللغة لم توضع لتعرف معانيها في أنفسها و
لكن لن يضم بعضها إلى بعض فيعرف فيما بينها فوائد ،وهذا علم شريف وأصل عظيم ،والدليل على
ذلك أنا إن زعمنا أن اللفاظ التي هي أوضاع اللغة ،إنما وضعت ليعرف بها معانيها في أنفسها ،لادى
" .....ذلك إلى ما ل يشك عاقل في اتستحالته
ادلئل العجاز ص 469
:النص الثاني
و يقول أيضا ":ليت شعري كيف يتصور وقوع قصد منك إلى معنى كلمة من ادون أن تريد تعليقها
بمعنى كلمة أطخرى ،ومعنى القصد إلى معاني الكلم أن تعلم السامع بها شيئا ل يعلمه ؟
و معلوم أنك أيها المتكلم لست تقصد أن تعلم السامع معاني الكلم المفرادة التي تكلمه بها فل تقول :طخرج
زيد لتعلمه معنى طخرج في اللغة ومعنى زيد ،كيف ومحال أن تكلمه بألفاظ ل يعرف هو معانيها كما
تعرف ،ولهذا لم يكن الفعل وحده ادون التسم ،ول التسم وحده ادون اتسم آطخر أو فعل كلما ،أو كنت لو
قلت :زيد ولم تأت بفعل ول باتسم ول قدرت فيه ضمير الشأن ،أو قلت زيد ولم تأت بفعل ول اتسم آطخر
" ولم تضمره في نفسك ،كان ذلك وصوتا تصوته تسواء فاعرفه
المرجع نفسه ص 372
:النص الثالث
ويقول " :و اعلم أن مثل واضع الكلم مثل من يأطخذ قطعا من الذهب أوالفضة فيذيبها بعضها في بعض
حتى تصير قطعة واحدة ،وذلك أنك إذا قلت :ضرب زيد عمرا يوم الجمعة ضربا شديدا تأاديبا له ،فانك
تحصل من مجموع هذه الكلم كلها على مفهوم هو معنى واحد ل عدة معان كما يتوهمه الناس ،وذلك
لنك لم تأت بهذه الكلم لتفيده أنفس معانيها إنما جئت بها لتفيده وجوه التعلق التي بين الفعل الذي هو
ضرب وبين ما عمل فيه ،أو الحكام التي هي محصول التعلق ........وإذا كان ذلك كذلك بان منه وثبت
أن المفهوم من مجموع الكلم معنى واحد ل عدة معان وهو إثباتك زيدا فاعل ضربا لعمرو في وقت كذا
.ولغرض كذا
27
التحليل
تناول فيه إعجاز القرآن من زاوية تخصصه اللغوي اللساني والتسلوبي ،مؤتسسا بذلك نظرية النظم و التي
جمع فيها بين علوم ثلث :النحو ،البلغة ،النقد ،وهي نظرة مكتملة تمكننا من فهم النص الادبي من طخلل
.صياغته
والنظم في جوهره يتصل بالمعنى من حيث هو تصور للعلقات النحوية كتصور علقة التعدية بين الفعل
والمفعول به ،وتصور علقة السببية بين الفعل والمفعول لجله ،ثم تأتي المزية من وراء ذلك بحسب
.موقع الكلمات بعضها من بعض
ارتبطت نظرية النظم بقضية فكرية ادينية شغلت المسلمين حقبة طويلة ،احتدم الجدال حولها :القرآن أمخلوق
.هو أم قديم؟
وقد تزعم المعتزلة القول بخلق القرآن ،واتصل البحث فيها بماهية الكلم ،حيث قال المعتزلة إن كلم الناس
حروف ،وكذلك كلم ال وقد مر ذلك إلى تناول الصلة بين اللفاظ ومدلولتها ،فمن العلماء من رأى
.أنها طبيعية ذاتية ومنهم من قال بأنها علقة اعتباطية اتفاقية
كل ذلك وصل إلى عبد القاهر الجرجاني الذي أادرك تسوء الفهم لدى أهل زمانه إذ منهم من مال إلى اللفظية
.الجامدة ،وأعطى اللفاظ بعض القداتسة
كما تجاوز آراء العلماء طخاصة في المسائل النحوية التي ارتبطت بقضايا الصواب والخطأ في الاداء إلى
.الهتمام بالعلقات المتنوعة بين الكلمات ثم بين الجمل
28
:التحليل
ـ يبين الجرجاني في النص الول أن الدللة ل تقتصر على الجانب الفراادي فقط إنما تتعداه إلى المستوى
التركيبي النحوي ،ثم نجده يفاضل بين الدللتين عندما يبين لنا أن الغرض من اللغة الذي هو التعبير
والتواصل ل يتحقق بالنظر في معاني اللفاظ المفرادة ،لن هذه المعاني ناتجة عن التواضع والصطل ح ،
ول نحقق أية فائدة عند الكتفاء بمعرفتها ،لنها معروفة أصل عند كل المتخاطبين ،بل الفائدة تتحقق
".بمعرفة المعاني الناتجة عن ضم تلك الكلمات بعضها مع بعض ،ويصفه بأنه "علم شريف وأ صل عظيم
ـ وفي النص الثاني ،يبين أيضا أن الفائدة المرجوة من اللغة ـ أي تبليغ معاني جديدة للمستمع ل يعرفها ـ ل
تتحقق إل بتعليق أي ضم الكلمات بعضها ببعض وفق قواعد نحوية معينة ،و هنا نتحدث عن معنى
.الجملة
يقدم لنا الجرجاني مثال توضيحيا لذلك بجملة " طخرج زيد " ،فالقصد هنا ليس إعلم أو إفاادة السامع بمعنى "
طخرج " أو بمعنى " زيد " لن معناهما ناتج عن التواضع ـ مثلما ذكر في النص الول ـ إنما إعلمه
.بمعنى التركيب ) :طخرج +زيد( أو) زيد +طخرج ( و هنا تتحقق الفائدة
ـ نلحظ أن الجرجاني في النص الثالث يوضح أكثر معنى " ادللة الجملة " ،باتستعماله " :ضرب زيد عمرا
يوم الجمعة ضربا شديدا تأاديبا له " ،وهي عبارة تحمل بكلماتها المجتمعة معنى واحدا هو معنى
.الثبات أي إثبات زيد فاعل ضربا لعمرو في وقت كذا وعلى صفة كذا ولغرض كذا
فمعنى الثبات هو المعنى النحوي ،ويقول عنه الجرجاني أنه " معنى واحد ل عدة معان كما يتوهمه الناس
".
.لن المعاني المنفصلة الخاصة بكل كلمة ،ناتجة كما ذكر عن التواضع والصطل ح
نستنتج أن المعنى النحوي عند الجرجاني يخضع لقواعد معينة ،وأي تغيير في ترتيب الكلمات وتركيبها
يخضع لتلك القواعد .ومن أنواع المعاني النحوية التي يمكن ذكرها هي :معنى التستفهام في جملة
...........التستفهام ،معنى الثبات في جملة الثبات ،معنى النفي في جملة النفي
29
الدللة و علم البلةغة
قد ل يذكر الباحثون في الغالب ـ أن هناك مستوى في البنية اللغوية يسمى المستوى البلغي ،لنه
متداطخل مع المستوى البلغي الذي يعتمد التراكيب أو التسنااد أتساتسا ،و إنما هناك أنواع من التصرف
في الكلم قد تجعله بليغا ،و يتفاوت في ذلك المتكلمون ،و مما يشير إلى أن الدللة البلغية في تسياقاتها
تختلف عن الدللت الطخرى مع ارتباطها بها أننا لو أطخذنا المثال المشهور من التراث اللغوي العربي
)كثير الرمااد( .فالدللة النحوية هنا لو وققنا عندها كانت أن شخصا ما عنده الكثير من الرمااد )بقايا النار(
و قد يكون ذلك للتجار به أو أن يكون للقذارة و عدم التخلص منه ،و لكن في السياق البلغي تكون
ادللة )كثير الرمااد( الكرم .........وهذا الذي تسمي عند الجرجاني بمعنى المعنى .و كنا قد ذكرنا أن
)أوجدن
و ريتشاراد( قد ألفا كتابا في عام 1923بعنوان "معنى المعنى" the meaning of meaning
و كان عبد القاهر الجرجاني قد تسبق إلى ذلك و إن كان بمجراد إشارة.
هذا بالضافة إلى علقة الدللة بالنص )الدللة النصية( ،إذ أن هناك من يرى أن الوحدة الدللية هي )
. (atextو أن أي امتدااد للكلم ابتداء من المورفيم ـ و ربما ادون ذلك ـ هو وحدة ادللية )انظر :أحمد
مختار عمر .علم الدللة ،عالم الكتب ص (32علما بأن أبرز وحدة ادللية هي الكلمة لنها المستوى
التساتسي في البنية اللغوية )مستوى الوحدات الدالة( كما كنا قد أشرنا تسابقا عند حديثنا عن مستويات البنية
اللغوية.
كل كلمة من كلمات اللغة العربية لها ادللة معجمية مستقلة عما توحيه أصواتها أو صيغتها من ادللت
زائدة على تلك الصلية أو المركزية أو القاعدية ،و يطلق عليها الدللة الجتماعية .و لكن عندما تنتظم
الكلمة ضمن الجملة تضاف إلى الكلمة كل الدللت الطخرى و ل يتم الفهم إل بالوقوف عليها جميعها.
و أصل المعنى المعجمي هو ما تدل عليه الكلمة من المعنى الوضعي ،و هذا ما أشار إليه الزمخشري
عندما قال في كتابه المفصل " :الكلمة هي اللفظ الدال على معنى مفراد بالوضع " .هذا المعنى المرتبط
–مبدئيا -بالصول الصوتية )العربية ثلثية الصوات( هو الذي تنطلق منه المعاني الطخرى ،و قد
ارتبطت المعاجم العربية القديمة و الحديثة )غالبا( بمبدأ الصول الثلثية ،حتى رأى بعضهم )ابن جني(
30
و ربما من قبله )الخليل بن أحمد( :أن المعنى الصلي يظل مرتبطا بهذه الصول و ل يكااد يفارقها حتى
و إن تغير ترتيبها في الكلمة الواحدة )الشتقاق الكبير( ـ أو حتى لو أبدلنا بها ما يقاربها من الصوات
)الشتقاق الكبر( و إن كان الذين اعتمدوا هذا الرأي قد تأولوا كثيرا.
هذا بالضافة إلى أن هناك من عّ،د الماادة الصوتية الولى في الكلمات اللغة كانت صوتين فقط
أو ما يعرف بالمقطع الصوتي القصير المغلق )قط ،شد ،شك( هذا تاريخيا ثم انتقلت هذه الثنائية إلى
ض( الثلثي المضاعف و نظرا للحاجة إلى تنويع المعنى
ط ،شّ،د ،ع ّ،
المعجم بتضعيف الصوت الثاني )ق ّ،
أضيف فيما بعد صوت ثالث تتويجا أو حشوا أو كسعا من ذلك قط +ع = قطع – و +ر = قطر ،و +م
= قطم.......وفج بإادطخال صوت في وتسطها تصبح فلج أو فرج ..........
و لعل ما يشير إلى علقة الدللة بالمعجم أن هناك معاجم بنيت على أتساس المعاني ،و تسميت معاجم
المعاني ،و قد كان هذا في التراث اللغوي العربي عندما وضع جامعو اللغة الول ما يسمى بالرتسائل
اللغوية المتعلقة بأحد الموضوعات أو المعاني مثل :كتاب البل ،و كتاب الخيل ،و النواء و غير ذلك
و كما أن هناك الن معاجم نبحث فيها اعتماادا على اللفظ ،فان هناك معاجم أطخرى يبحث فيها اعتماادا
على المعنى.
31
المحاضرة رقم 04
علقة علم الدللة بالعلو م ةغير اللغوية
ي من العلوم الطخرى ،تسواء النسانية أو الرياضية و الطبيعية،
في الواقع ل يمكن فصل علم الدللة عن أ ّ،
فالعلوم كلها تعتمد الدللة في جميع مساراتها .بل كل شيء في الحياة و في علقة النسان بما يحيط به من
الكون و ما ينشأ عنه من فعاليات يعتمد الدللة أتساتسا.
-2الدللة و الفلسفة.
من المعروف أن ارتباط الدللة بالفلسفة و المنطق كان أظهر من ارتباطه بأي علم آطخر .بل كان الباحثون
ل يفرقون – ربما – بين علم الدللة و الفلسفة ،غير أن علم الدللة بدأ ينفصل تدريجيا و يدطخل بل يتمركز
في ادائرة العلوم اللغوية بل مازال علماء الفلسفة يدرتسون علقة موضوعاتهم الفلسفية بعلم اللغة ،و قد
كان فلتسفة اليونان قد اهتموا بهذه العلقة.
و لعل ما يراد في الدراتسات اللغوية من الحدواد و التقسيمات ،و من مصطلحات مثل :الخبر و النشاء
و اتسم الجنس و اتسم النوع ،ل ينفك عن علم المنطق ،بل أن هناك من المناطقة من اطختص بعلم الدللة و
ربما كانت المثلة اللغوية المستقلة في المنطق تبين بوضو ح مثل هذه العلقة مثل:
محمد فان محمد إنسان -كل إنسان فان
ليس كل ادطخان يدل على النار. -كل نار لها ادطخان
32
-3الدللة و علم النفس.
يبحث علم النفس في طريقة اكتساب اللغة ،و كيفية التعلم ،و لعل اهتمام علماء النفس بموضوع الادراك
من أبرز ما يربط بين علم النفس و علم اللغة و )منه الدللة( إذ أن الادراك ظاهرة فرادية و الناس
يختلفون في إادراك الكلمات و في تحديد ادللتها .و يلحظ أن للغة جوانب نفسية تتغير بتغير الحوال من
فر ح و حزن و غير ذلك .و يظهر هذا من طخلل كلم المتكلمين.
33
حصة تطبيقية حول الدللة عند الفلاسفة والبلةغيين
ـ يقول ابن تسينا )أبو علي الحسين بن عبد ال 428ه( " :إن النسان قد أوتي قوة حسية ترتسم فيها 1
صور المور الخارجية و تتأادى عنها إلى النفس فترتسم فيها ارتساما ثانيا ثابتا و إن غابت عن
الحس ................ومعنى ادللة اللفاظ أن يكون إذا ارتسم في الخيال مسموع اتسم ارتسم في النفس
" معنى ،فتعرف النفس أن هذا المسموع لهذا المفهوم ،فكلما أوراده الحس على النفس التفتت إلى معناه
الشفاء ص 3ـ 4
ـ يقول الغزالي ) أبوحامد 505ه( " :إن للشيء وجوادا في العيان ،ثم في الذهان ،ثم في اللفاظ 2 ،
ثم في الكتابة .فالكتابة ادالة على اللفظ ،واللفظ ادال على المعنى الذي في النفس ،والذي في النفس هو مثال
".الموجواد في العيان
ـ يقول حازم القرطاجني ) توفي تسنة 684ه ( " :كل شيء له وجواد طخارج الذهن فانه إذا أادرك 3
حصلت له صورة في الذهن تطابق ما أادرك منه ،فإذا عبر عن تلك الصورة الذهنية الحاصلة عن
الادراك ،أقام اللفظ المعبر به هيئة تلك الصورة الذهنية في أفهام السامعين وأذهانهم فصار للمعنى وجواد
آطخر من جهة ادللة اللفاظ ،فإذا احتيج إلى وضع رتسوم من الخط تدل على اللفاظ لمن لم يتهيأ له تسمعها
من المتلفظ بها ،صارت رتسوم الخط تقيم في الفهام هيئات اللفاظ ،فتقوم بها في الذهان صور المعاني
" .فيكون لها أيضا وجواد من جهة ادللة الخط على اللفاظ الدالة عليه
المطلوب :حلل هذه النصوص ،مستخرجا أهم الظواهر اللغوية الوارادة فيها ثم قارنها بما توصلت إليه
".اللسانيات الحديثة ممثلة بآراء " ادوتسوتسير
34
التحليل
اهتم الدارتسون القدامى على اطختلف اتجاهاتهم العلمية من فلتسفة :أبو حامد الغزالي ،ابن تسينا
وبلغيين ) لغويين( :حازم القرطاجني بطبيعة الدليل اللغوي من حيث هو شيء محسوس بديل في
.الواقع المدرك عن الشيء الموجواد في المحيط الخارجي حتى وان غاب عن العيان
:ففي النص الول يحداد لنا ابن تسينا أهم العناصر التي تساهم في تشكيل العملية الدللية وهي
ـ صور المور الخارجية
ـ النفس
ـ مسموع اتسم
ـ ادللة اللفظ
ـ المعنى
فعندما يواد النسان التعبير عن شيء ما موجواد في المحيط الخارجي ،يبدأ بإادراكه أول ،أي يحداد تصوره
لذلك الشيء ،فتتشكل في ذهنه صورة له )وهو المعنى( ،حتى وان غاب عن الحس ثم يعبر عن ذلك
.التصور الذهني باتسم
) .إذن الدليل اللغوي عند ابن تسينا يتكون من ثنائية ) مسموع اتسم ،معنى ( وهو بذلك يلغي ) المرجع
:فإذا قارنا هذا الرأي مع ما توصلت إليه اللسانيات الحديثة يتبين لنا أن
:ـ تصور ابن تسينا يتوافق مع تصور ادوتسوتسير للدليل اللغوي ،فكلهما يلغي المرجع منه
صورة صوتية
مسموع اتسم
لكن نلحظ في النص الثاني ،أن الغزالي يعتبر المرجع عنصرا أتساتسيا في الدليل اللغوي ،والذي يتشكل
35
:من أربعة أطراف أتساتسية هي
ـ الموجواد في العيان
ـ الموجواد في الذهان
ـ الموجواد في اللفاظ
ـ الموجواد في الكتابة
يتبين لنا أن الغزالي اتستطاع أن يثبت قدرة النسان التكيف مع العالم الخارجي ) العيان ( باتستعماله
لعقله ) الذهن ( الذي تسمح له بإبداع الدال ) اللفاظ ( كرموز تعبر عما أادركه في ذهنه للعالم الخارجي
.ثم تأتي عملية الكتابة لتثبيت ذلك الادراك
فالشياء الموجوادة في المحيط الخارجي والتي اصطلح عليها بتسميات مختلفةـ حسب اتجاهات العلماء ـ
وهي المدلول عليه ،المرجع ،العيان ،المور الخارجية ،الشيء،ل يمكن للنسان أن يعبر عنها إل بعد
إادراكها ،أي وضع تصوره لها في الذهن ،فيتشكل له مدلول عن ذلك الشيء ثم يشكل الصورة اللفظية
.أو الدال الذي تسيتلفظ به ويمكنه من التواصل مع باقي البشر
ـ ول يخرج حازم القرطاجني ـ كبلغي ـ في النص الثالث عن هذا التصور العام للعملية الدللية فهو
:يحداد أيضا أنواع العلقات الدللية التي ترتبط مع بعضها انطلقا من مختلف العناصر المكونة لها وهي
" ـ المرجع أو المدلول عليه والذي عبر عنه ب ":كل شيء له وجواد طخارج الذهن
"ـ والمدلول " إذا أادرك حصلت له صورة تطابق ما أادرك منه
" ـ الدال " أقام اللفظ المعبر به هيئة تلك الصورة الذهنية في أفهام السامعين وأذهانهم
فالمعنى عنده بوصفه مدلول تدل عليه علمة لغوية هو محصلة لعملية إادراك الواقع الخارجي فالدال
اللفظ( يعبر عن الصورة الذهنية المدركة وهنا يتساوى اللفظ في دللته على تلك الصورة الذهنية مع (
ادللة الرموز الكتابية ـ عبر عنها حازم القرطاجني ب " رتسوم الخط "ـ في دللتها على اللفظ " لمن لم
يتهيأ له تسمعها " ـ حسب ماجاء في النص ـ لن الرتسم الخطي يدل على هيئات اللفاظ ،وهي هيئات تدل
بدورها على المعاني الحاصلة في الذهان ،هذه الطخيرة تدل على الشياء الخارجية ،فالعالم الخارجي
يتحول عن طريق الادراك في الذهن إلى مجموعة من المفاهيم ) المدلولت ( ثم يتحول إلى ادللت
.صوتية ) ادوال( ثم إلى رموز كتابية ،إذا اقتضت الحاجة ذلك
36
الصورة الصوتية أي اللفظ ) مدلول ) الرموز الكتابية) ادال (
الصورة الذهنية ) مدلول ) الصورة الصوتية أي اللفظ ) ادال (
الشياء طخارج الذهن ) مدلول ) الصورة الذهنية ) ادال (
فكل مدلول ـ حسب تصور حازم القرطاجني ـ يتحول بدوره إلى مدلول ،فالصورة الصوتية تكون مدلول
في علقتها بالرموز الكتابية ،لكنها تصبح ادال في علقتها بالصور الذهنية ،والصور الذهنية تكون
.مدلول في علقتها بالصورة الصوتية وتتحول إلى ادال في علقتها بالعالم الخارجي المحيط بنا
37
علم الدللة – نظرة تاريخية موجزة –
عند اليونان :من الطبيعي أن تكون الدللة من الموضوعات التي يهتم بها الفكر النساني منذ القدم .و كان
ذلك عند فلتسفة اليونان ،فقد رأى أرتسطو أن المعنى يتطابق مع التصور الموجواد في العقل و ميزبين:
-1الشياء في العالم الخارجي
-2التصورات أو المعاني
-3الصوات أو الرموز أو الكلمات.
و فتح ذلك الباب لكثير من الفكار و المناقشات حول الدللة و المعنى في العصور الوتسطى ،كما تعرض
أفلطون إلى قضية العلقة بين اللفظ و المعنى و اتجه إلى أن العلقة بينهما طبيعية ذاتية.
بينما اتجه أرتسطو إلى أن هذه العلقة اصطلحية عرفية ،أي متواضعة عليها و قام بشر ح هذه العلقة
العرفية و بيانها.
) ينظر .أحمد مختار عمر ص (17
عند الهنود :اهتم الهنواد بالتأمل في لغتهم و قاموا بدراتستها بدافع اديني للحفاظ على كتابهم المقدس
)الفيدا( ـ و هذا ما يشبه ما كان من أمر العرب عندما ادرتسوا لغتهم.
و كان )بانيني( الذي عاش في القرن الخامس و الرابع قبل الميلاد وضع كتابا في السنسكريتية تسماه
)المثمن( قيل أنه أشبه بكتاب تسيبويه.
و كان من أهم الموضوعات التي ناقشها الهنواد ،نشأة اللغة و اكتساب بعض الصوات لمعانيها و قد كانوا
فريقين :أحدهما يرى أن اللغة نشأت باللهام ،و الثاني :من اطختراع البشر.
كما ناقشوا قضية اللفظ و المعنى فمنهم من رأى أن اللفظ والمعنى ل ينفصلن عن بعضهما ،و منهم من
رأى أن العلقة بين اللفظ و المعنى علقة فطرية و طبيعية ،و منهم من رأى أن العلقة بين اللفظ
و المعنى علقة ضرورية لزومية.
و من القضايا التي ناقشوها :أنواع الدللت للكلمة .و توصلوا إلى أن هناك أربعة أقسام للدللت :حسب
عداد الصناف الموجوادة في الكون و هي )ينظر المرجع السابق ص :(19
-1قسم يدل على مدلول عام )رجل(
-2قسم يدل على كيفية )طويل(
-3قسم يدل على حدث )جاء(
-4قسم يدل على ذات )محمد(.
عند العرب:
38
قام العرب بدراتسة لغتهم لسبب أتساتسي اديني ،يتمثل في المحافظة على لغة القران لصحة تلوته
و اتستخلص الحكام و التشريعات منه .و كان للخوف من اطختلف المعنى أو إفسااده في تلوة اليات
بشكل غير صحيح أكبر الثر في النهوض بهذه الدراتسة ،لذلك كانت أوائل العمال اللغوية المتعلقة
بالدللة بشكل طخاص ذات صلة بالقرآن الكريم مثل :معاني الغريب في القرآن الكريم
و مجاز القرآن ،بالضافة إلى معاجم الموضوعات )المعاني( .و معنى ذلك ضبط المصحف الشريف.
و قد تجلت أهم أعمال الدراتسيين العرب الدللية بما يلي:
-عمل ابن فارس في معجمه )المقاييس( بربط المعاني الجزئية بالمعنى العام.
-عمل الزمخشري في معجمه )أتساس البلغة( للتفريق بين المعاني الحقيقية و المجازية.
-أعمال ابن جني في ربط تقلبات الماادة )اللفظة( بمعنى واحد.
هذا بالضافة إلى أعمال لغوية أطخرى ذات صلة بعلم الدللة.
و لبد من الشارة هنا إلى ما قام به الصوليون و علماء الكلم ،و ما ذكروه من :ادللة اللفظ و ادللة
المنطوق و ادللة المفهوم.
بالضافة إلى أعمال البلغيين في ادراتسة الحقيقة و المجاز ،و نظرية النظم عند عبد القاهر الجرجاني.
كانت هذه فكرة مقتضبة جدا عن الدراتسات الدللية قديما ،و نعرج بعد ذلك إلى تقديم فكرة عن الدراتسات
الدللية في العصر الحديث
39
لم تكن الدراتسات الدللية القديمة ادراتسة علمية حقيقية ،و إنما كانت مثل هذه الدراتسة العلمية بمفهوم العلم
و مناهج البحث من ثمرة الدراتسات اللغوية الحديثة.
و بهذا المفهوم الخاص يمكن القول أن بواكير هذا العمل نشأت في أواتسط القرن التاتسع عشر هذا و لم
تزل الدراتسات الدللية في العصر الحديث تتسع و تستقل في مؤلفات طخاصة بالضافة إلى ما تأطخذه من
مساحات ضمن إطار الدراتسات اللغوية و علم اللغة الذي اتستوى و تطور في الفترة الطخيرة و كان هناك
عداد من الباحثين العرب الذين اهتموا بالسيمياء مثل الدكتور أحمد مختار عمر )و قد اعتمدنا كثيرا على
كتابه )علم الدللة( أثناء إعدااد هذه المحاضرات كذلك على كتب الدكتور حلمي طخليل و الدكتور إبراهيم
أنيس و غير ذلك.
و في الدراتسات اللغوية الغربية و اعتبارا من تشومسكي الذي ادعا في البداية إلى ضرورة فصل النحو
عن المعنى إل أن عدل عن موقعه بتأثير عداد من اللسانيين الذين أادطخلوا المكون الدللي في التحليل
و نذكر على تسبيل المثال )تستيفن أولمن( الذي أصدر عدادا من الكتب حول ادراتسة المعنى ،منها :أتسس
علم المعنى ،و ادور الكلمة في اللغة.
و في الدراتسات اللغوية الغربية الحديثة رّ،اد عداد من اللغويين مثل كاتز و فوادور العتبار إلى المعنى
و أادرج المكون الدللي في التحليل بعد أن كان قد اتستبعد هذا المكون الذي يقوم بإعطاء تفسيرات ادللية
للبنية العميقة.
و كان تشو مسكي الذي عرف بنظرية النحو التوليدي التحويلي ،و الذي طّ،ور نظريته التي ظهرت في
كتابه )البنى التركيبية( عندما أطخرج كتابه )مظاهر النظرية التركيبية( كان يدعو إلى فصل النحو عن
المعنى و لكنه عدل عن موقعه ربما بتأثير أولئك اللسانيين ،فأادرج القواعد الدللية في نموذجه المعياري
عند الغربيين و كان على رأس من أتسهم في وضع أتسس هذه الدراتسات ماكس مولر)) max muller
و ميشال بريال اللغوي الفرنسي الذي وضع بحثا بعنوان مقالة في السيمانتيك )essai de
(sémantiqueعام ،1879و قد اهتمت هذه المقالة بدللة اللفاظ القديمة في اللغات الهندوأوربية.
و ربما كان من أبرز العمال في هذا السياق المؤلف الضخم بعنوان )لغتنا( للعالم السويدي أادولف نورين
)( adolf noreenالذي طخصص قسما كبيرا لدراتسة المعنى مستخدما مصطلح ).(somology
حيث قسم ادراتسة المعنى إلى قسمين :
-1الدراتسة الوظيفية.
-2الدراتسة اليتمولوجية التي تعالج تطور المعنى التاريخي.
و قد تطورت الدراتسة الدللية حديثا ،عند الوربيين و ظهرت أتسماء مهمة مثل :أوجدن و ريتشاراد
اللذان أطخرجا مؤلفهما الشهير الذي عنوانه ) (the meaninig of meaningأي معنى المعنى عام
1923حيث وضعا نظرية للعلمات و الرموز.
40
و في الدراتسات المريكية يمكن أن نذكر أتسماء مثل:
بلومفيلد الذي يقال أنه و أتباعه أراادوا إطخراج ادراتسة المعنى من مستويات الدراتسة اللغوية و أن
)السيمانتيك( ـ في رأيهم ـ تقع طخارج المجال الواقعي للغة ،أو هي على القل أضعف نقطة في الدراتسة
اللغوية ،مما أادى إلى إهمال المعنى و إن كانت تفسيرات أقوال بلومفيلد ل تعبر بدقة عما أرااد.
و ربما لم يراد العتبار لدراتسة المعنى )الدللة( في أمريكا في النصف الثاني من القرن العشرين و
طخاصة في التجاه التوليدي عند تشو مسكي.
و من المؤلفين العرب الذين اهتموا بعلم الدللة في العصر الحديث الدكتور إبراهيم أنيس في كتابه ادللة
اللفاظ( حيث عالج في هذا الكتاب عدة قضايا منها ارتباط اللفاظ بمدلولتها – أقسام الدللة – العلقة
بين اللفظ و المعنى – اكتساب الدللة عند الطفل و الكبار – التطور الدللي.
41
كثيرا ما يتحدث الباحثون عن أن معنى الكلمة يظل ضبابيا و شبه غامض طخارج تسياق الكلم ،بل إن
بعضهم نفى أن يكون للكلمة أي معنى طخارج السياق .و إذا كان الرجوع إلى المعجم هو الوتسيلة – غالبا –
للبحث عن معنى الكلمة و رغم أنه يدون عاادة في المعاجم عداد من المعاني فان معظم الكلمات ل يمكن
الوقوف في معانيها عندما يذكر في المعجم.
و قد اطختلف الباحثون و تفاوتوا في حصر عداد المعاني المحتملة للكلمة .و كان الدكتور أحمد مختار عمر
)في كتابه علم الدللة ص 36و ما بعدها( .قد ذكر طخمسة أنواع عّ،دها أهم أنواع الدللة و هي:
.2المعنى الضافي أو الثانوي :و هو المعنى الذي يزيد عن المعنى التساتسي و ل يكون يكتسب صفة
الثبوت ،و إنما يتغير حسب أنواع الثقافات و الزمنة و الخبرات.
فإذا كانت كلمة )طفل( لها ملمح أتساتسية هي ) +إنسان +ذكر – بالغ( فان هناك معاني إضافية تتعلق
بكلمة طفل كلبس نوع من الثياب ،البكاء و التأثر ،عدم الخبرة.........
و كلمة الوالدة التي معناها التساتسي النثى التي ولدت الولد إل أن من معانيها الضافية الحنان و العطف
و الخوف على الوليد..........
و من المؤكد أن هذا المعنى مفتو ح و قابل للتغير مع ثبات المعنى الصلي.
.3المعنى الاسلوبي :إن أي قطعة لغوية تحمل طخصائص أتسلوبية تتعلق بمستوى اللغة المستعملة
،كاللغة الادبية أو العامية أو المبتذلة وكذلك بنوع البيئة و المستوى الجتماعي و العصر و لذا يلحظ أن
بعض الكلمات التي قد تبدو متراادفة هي في الحقيقة غير متطابقة المعنى تماما من حيث إادراك معانيها
الضافية و مثال ذلك :الزوجة في العربية فهي ) الحرم و الزوجة و المرأة أو المرة أو الدار أو الهل
أو الطخرى(
.4المعنى النفسي :و هو المعنى الخاص المتعلق بالفراد المتكلم الذي ل علقة له بالتداول بين الفرااد
حيث يعكس الفراد في أحااديثه معاني فرادية تتعلق بحالته النفسية الخاصة و كثيرا ما يظهر في كتابات
الادباء و الشعراء.
42
.5المعنى اليحائي :و هو ما تتركه بعض الكلمات من ظلل إيحائية )شفافية( طخاصة .
و قد ذكر ألمان )أنظر أحمد مختار عمر( ثلثة أنواع لتأثيرات هذا المعنى و هي:
-التأثير الصوتي :مثل كلمة )صليل( لصوت السيف و )طخرير( لصوت المياه.
-التأثير الصوتي :و يمكن أن تمثل لذلك بالفعل الرباعي المضعف بالعربية )شلشل (.
-التأثير الدللي :و هو ما تتركه بعض المعاني الكثر شيوعا من المعاني التساتسية من أثر إيجابي على
المعنى الطخر ،مثل المعاني المتعلقة بالجنس أو الموت أو قضاء الحاجة.
43
) نص لفدوى طوقان ويمكن للطالب أن يعتمد أي نص لشاعر حديث آطخر (
44
و أتساتسها مفهوم تسياق الحال الذي يعرفه فيقول " هو جملة من العناصر المكونة للموقف الكلمي و من
ذلك شخصية المتكلم و السامع )المخاطب و المخاطب( ،و تكوينهما الثقافي بالضافة إلى شخصيات من
يشهدون الكلم ،غير المتكلم و السامع – إن وجدوا – و بيان ما لذلك من علقة بالسلوك اللغوي،
و العوامل و الظواهر الجتماعية ذات العلقة باللغة و السلوك اللغوي لمن يشارك في الموقف الكلمي
مثل حالة الجو ،و الوضع السياتسي ،و مكان الكلم.
ومن هنا نعرف أن تسياق الحال تتشابك في ادللته عناصر كثيرة.
و أصحاب هذه النظرية يحدادون معنى الكلمة بأنه :اتستعمالها في اللغة ،فالمعنى ل يظهر إل إذا كانت في
السياق .و إذا أريد معرفة كلمة )ادللتها( فيجب وضعها في تسياقات مختلفة ،لن الوحدات اللغوية
المجاورة لها ذات أهمية في تحديد معناها ،فدراتسة معاني الكلمات تتطلب تحليل للسياقات و المواقف التي
تقع فيها لغوية أم غير لغوية .ويتعداد معنى الكلمة تبعا لتعداد السياقات التي تقع فيها ..يقول العالم اللغوي
)هرادر( ما معناه :إذا اعتقدنا أن للكلمة أكثر معنى واحد في تسياق واحد فنحن في حالة انخداع كبير،
و يقول مارتينيه" :طخارج السياق ل تتوفر الكلمة عن معنى".
و من السياقات التي اقترحها الباحثون ما ذكرناه في البداية و ل بأس من ذكره ثانية :السياق اللغوي –
السياق العاطفي – تسياق الموقف – السياق الثقافي و يكفي لتوضيح هذه السياقات أن نأتي بأمثلة لكل
تسياق منها:
.1السياق اللغوي :و نمثل له بلفظ )كلمة( صالح فنقول:
رجعت من السفر صالحا ،أي تسالما معافى -
تجهزت جهازا صالحا ،أي جيدا حسنا. -
-تزواد المسافرون زاادا صالحا ،أي كثيرا.
-لشدن الحبل شدا صالحا ،أي )شديدا ،قويا(.
-وجدت في رحلتي صالحا ،أي نافعا
-رزقني ال ولدا صالحا أي ،بارا مستقيما
و كلمة قرن مثل قد تعني حسب السياق :قرن الثور أو الخروف ،أو القرن الفريقي أو القرن العشرين
أو قرن اللوبياء.
و كلمة goodبالنجليزية ،فإذا ورادت مع كلمة رجل good manفهي تعني الناحية الخلقية و إذا
ورادت وصفا لطبيب فهي تعني التفوق في المهنة ،و هكذا )ينظر أحمد مختار عمر ص ).(70- 60
السياق العاطفي :وهو الذي يحداد ادرجة النفعال بين القوة و الضعف مثال الفرق بين الضغينة و الكره
45
و يمكن أن نستعمل كلمة )أحب( فنقول )أحب الشتاء( و أحب والدي فالسياق الكلمي بين المعنيين يفرق
بين المعنيين.
اسياق الموقف :و مثاله قولنا )ال يسهل( فقد تكون بمعنى ادعني و ابتعد في موقف معين ،و قد تكون
بمعنى الدعاء للمخاطب بأن يسهل ال له طريقه و عمله ،و قد تكون بمعنى التستنكار لما يصدر عن
المخاطب من فعل.
على أن السياق الثقافي قد يكون أوتسع من ذلك مع اتساع ادائرة التستعمال اللغوي.
أما أهم ميزات المنهج السياقي فهي:
أنه يجعل المعنى قابل للتحليل الموضوعي.
.1لم يخرج في التحليل اللغوي عن ادائرة اللغة ،أي ادون الخروج عن ادراتسة العلقات اللغوية كما
فعل بعض الباحثين عندما أراادوا ادراتسة المعنى و شرحه في ضوء متطلبات غير لغوية.
أما ما واجهته نظرية السياق من انتقاادات فيتمثل في:
.1أن نظرية السياق – كما جاء بها فيرث – )اهتمت بدراتسة المعنى في معزل عن مستويات البنية
اللغوية الطخرى(
.2إن الحديث عن السياق – لتسيما في تسياق الموقف – كان غامضا و غير محداد نوعا ما.
.3هذا المنهج قد ل يكون مفيدا لمن يبحث عن معنى كلمة ل يوضح السياق معناها.
و قد ركز بعض أصحاب هذه النظرية على السياق اللغوي ،عندما اهتموا بما تسمي بالرصف و هو
علقة كلمة أو عدة كلمات بأطخر علقة شبه ملزمة فكلمة )النصهار( تلزم المعاادن مثل :الحديد و
النحاس
و الذهب و الفضة و ل تلزم الجلد و الخشب.
و إذا كانت الكلمة قد تنتظم مع أكثر من مجموعة ،و تقع في أكثر من تسياق لغوي فقد ظهر مصطلح
)الوقوع المشترك( أو مصطلح )احتمالية الوقوع(
46
و لذا ل بد من تبديل أنواع السياقات اللغوية أو وضع الكلمة في تسياقات مختلفة لصدار الحكام
الصحيحة.
فكلمة )نزل( لها تسياقات لغوية مختلفة مثل :نزل المطر -نزل إلى السوق – نزل عند رأي الجماعة –
نزل منزلة رفيعة في قومه...........
47
النص الول
يقول ابن جني في باب ذكر علل العربية أكلمية هي أم فقهية " :نعم ،وقد يمكن أن تكون أتسباب التسمية
تخفى علينا لبعدها في الزمان عنا .أل ترى إلى قول تسيبويه :أو لعل الول وصل إليه علم لم يصل إلى
الطخر ،يعني أن يكون الول الحاضر شاهد الحال ،فعرف السبب الذي له ومن أجله ما وقعت عليه
التسمية ،والطخر لبعده عن الحال لم يعرف السبب للتسمية ،أل ترى إلى قولهم للنسان إذا رفع صوته :
قد رفع عقيرته ،فلو ذهبت تشتق هذا ،بأن تجمع بين معنى الصوت ،وبين معنى ) ع ق ر ( لبعد عنك
وتعسفت .و أصله أن رجل قطعت إحدى رجليه ،فرفعها على الطخرى ،ثم صرخ بأعلى صوته فقال
".الناس ،رفع عقيرته
ج 1ص 66 الخصائص
:النص الثاني
يقول ابن جني معقبا على قول العرب "تسير عليه ليل " وهم يريدون ليل طويل..........وكأن هذا إنما
حذفت فيه الصفة لما ادل من الحال على موضعها ،وذلك أنك تحس في كلم القائل لذلك من التطويح
والتطريح ) التطويل والتفخيم والتعظيم ( ما يقوم مقام قوله طويل أو نحو ذلك .وأنت تحس هذا من نفسك
إذا تأملته و ذلك أن تكون في مد ح إنسان أو الثناء عليه فتقول :كان وال رجل .فتزيد في قوة اللفظ
" بال " وتتمكن في تمطيط اللم وإطالة الصوت بها وعليها أي رجل فاضل أو شجاعا أو كريما أو نحو
ذلك .
و كذلك تقول تسألناه فوجدناه إنسانا ،وتمكن الصوت بإنسان وتفخمه فتستغني بذلك عن وصفه بقولك إنسانا
تسمحا أو جواادا أو نحو ذلك .وكذا إذا ذممته أو وصفته بالضيق قلت تسألناه ،وكان إنسانا ؟ تزوي وجهك
و تقطبه فيغني ذلك عن قولك ،إنسانا لئيما أو إنسانا لحزا ـ ضيق الخلق ـ أو مبخل أو نحو ذلك " .
التحليل
48
ـ يشير ابن جني في النص الول إلى ادور تسياق الحال في تحديد المعنى .ونقصد بسياق الحال هنا ،كل 1
.الظروف الجتماعيةو النفسية....التي تحيط بالمتكلم
فالمعنى الجتماعي أعم من المعنى المعجمي ،وهذا الطخير موجواد في المعاجم محداد ،تعارف عليه الناس ،أما
.المعنى الجتماعي فهو متعلق بمجموعة الظروف والمواقف المحيطة بالنسان
يوضح ابن جني هذه الظاهرة اللغوية بكلمة ) ع ق ر( ،مميزا بين معناها المعجمي وهو الرجل المقطوعة
.ومعناها الجتماعي وهو الصوت
ويرجع السبب في هذا الطختلف إلى عدم علم الشخاص الذين لم يشاهدوا الواقعة بالظروف التي وقعت فيها
هذه الحاادثة ،فربطوا بين تسماعهم للفظ )عقيرة( وارتفاع صوت الشخص ،فتصوروا أن معنى رفع
.عقيرته هي رفع صوته ،وهو المعنى الجتماعي
ـ أما النص الثاني فيبين لنا فيه ابن جني بعض العناصر التي تلعب ادورا هاما في تحديد المعنى والتي 2
:تؤثر في فهم الحدث اللغوي على المستوى الجتماعي ،ونحدادها ب
أ ـ التنغيم :الذي يعرفه العلماء بأنه " :الرتفاع والنخفاض في ادرجة الجهر بالكلم " .فكل تغير
.في ادرجة الجهر بالكلم يدل على معنى معين
وللتوضيح يضرب لنا ابن جني عدة أمثلة في النص ،فيقول أنه يمكننا حذف الصفة " طويل "في عبارة
تسير عليه ليل طويل " و الكتفاء بقولنا " تسير عليه ليل " ،ويمكننا فهم معنى طويل في طريقة نطق "
.كلمة " ليل " بالتطويل والتفخيم والتعظيم
ويمكننا أيضا إادراك معنى الثناء على شخص في عبارة " كان وال رجل " ،وذلك إذا زادنا في قوة لفظ
اتسم الجللة " ال " فنمطط اللم ونطيل الصوت بها فنفهم من هذه التغيرات الصوتية معنى :الشجاعة
........والكرم
يبرز ابن جني في آطخر النص عامل آطخر من عوامل تحديد المعنى ،وهو مرتبط بتصرفات الناس
وتعابير وجههم أثناء الكلم .فيقول عن عبارة تسألناه وكان إنسانا ! ،أننا نفهم في ذلك النسان معنى اللؤم
و البخل وضيق الخلق إذا كان الكلم مرتبطا بتغييرات محدادة ،تظهر على وجه المتكلم عند تلفظه بتلك
العبارة ،إذ نجده يزوي وجهه ويقطبه وكل ذلك يغنيه ـ حسب قول ابن جني ـ على أن يقول أنه إنسان لئيم
.....يتبين لنا من هذين النصين أهمية العنصر الجتماعي في تحديد المعنى ،رغم ما تطرحه من صعوبات
49
عند وضعها لقواعد تحداد تلك الدللة الجتماعية ،نتيجة تنوع العناصر الجتماعية والثقافية المحيطة
.بالقول ،وصعوبة حصرها
وقد حاول "فيرث " ضبط تلك العناصر التي تصور أنها تساهم في تحديد المعنى على المستوى
:الجتماعي وهي
أ ـ تصرفات المتكلم والسامع أثناء الحدث الكلمي
.ب ـ الظروف المحيطة بالموقف
50
المحاضرة رقم 7
نظرية الحقول الدللية
لم تتبلور فكرة الحقول الدللية إل في العشرينات و الثلثينات من القرن العشرين على يد علماء
تسويسريين و ألمان ثم تطور السيمانتيك في فرنسا باتجاه طخاص حيث ركز motoreو أتباعه )(1953
على حقول تتعرض ألفاظها للتغيير و المتدااد و تعكس تطورا تسياتسيا و اقتصااديا و اجتماعيا هاما.
تبني هذه النظرية على المفهوم الحقلي ،و هو المفهوم الذي يندرج تحته مجموعة من العناصر التي
تربطها علقة ما ،لن المفهوم قاعدة تصنيفية ،تصنف من طخللها أشياء الكون و عناصره وفق قواعد
معينة ).ينظر أحمد مختار عمر ص (38
و يعرف الدكتور عبد السلم المسدي الحقول الدللية بما يلي " :أما الحقل الدللي لكلمة ما فتمثله كل
الكلمات التي لها علقة بتلك الكلمة ،تسواء كانت علقة تراادف أو تضااد أو تقابل جزئي أو كلي.....فكل
مجموعة نسميها الحقل ،و الحقل هو المعنى العام الذي يشمل كل الوحدات )الحيوان هو الحقل الذي
تندرج فيه كل الحيوانات )المخلوقات التي فيها الحياة و الحركة(".
و تعتبر منهجية تحليل الحقول الدللية هي الكثر حداثة في علم المعاني )علم الدللة( فهي ل تسعى إلى
تحديد البيئة الداطخلية لمدلول الكلمات فحسب ،و إنما إلى الكشف عن بيئة أطخرى تسمح بالتأكد من أن هناك
قرابة ادللية بين مدلولت عداد من الكلمات ،و ل تصنف هذه الطريقة مدلول الكلمات في حقول ادللية
مبنية على التراادف و التماثل فقط مثل :طالب ،تلميذ .و إنما تكون كذلك مبنية على التضااد مثل الطويل -
القصير ،البيض – التسواد ،الصغير -الكبير
أو على علقة التدرج ،أو على علقة السبب بالمسبب.
بالضافة إلى ذلك فقد تكون العلقة في الحقل الدللي مبنية على الوزان الشتقاقية و التصنيفات النحوية
أو الحقول السنتجماتية ) وتسوف نفصل ذلك فيما بعد( .
إن هذا التحليل الولي للحقول الدللية تتبعه امتداادات فمن جهة:
-التقابل الكلي :ليل /نهار
-التقابل الجزئي :يوم /نهار
-التدرج :هزيل /ضامر /أعجف ،والمرأة :ربحلة ـ تسبحلة ـ ضناك ـ عفضاج
-السبب و المسبب :تسحاب /مطر.
إن أصحاب هذه النظرية )نظرية الحقول الدللية( يذهبون إلى أن فهم معنى كلمة ما يقتضي فهم مجموعة
الكلمات التي ترتبط بها ادلليا ،و لذا يعرف أحد العلماء معنى الكلمة بأنه محصلة علقاتها بالكلمات
الطخرى اداطخل الحقل الدللي و المعجم) .ينظر :ليون ،الحقول الدللية ص 22عن أحمد مختار عمر .علم
51
الدللة ص .(79و هدف التحليل في هذه النظرية هو جمع كل الكلمات التي تخص حقل معينا و الكشف
عن صلتها الواحدة بالطخرى ،و صلتها بالمصطلح العام )ينظر السابق ليون ص .(1
و هناك جملة من المباادئ تتعلق بهذه النظرية )ذكرها أحمد مختار عمر ص (80هي:
.1ليست هناك وحدة )لغوية معجمية( تنتمي إلى أكثر من حقل
.2ليست هناك وحدة معجمية ل تنتمي إلى حقل معين
.3ل يصح إغفال السياق الذي تراد فيه الكلمة.
.4يستحيل أن تدرس المفرادات مستقلة عن تركيبها النحوي.
و هذا ل يعني تسهولة تصنيف الكلمات في حقول ادللية ،فقد يستعصي أحيانا إادراج بعض الكلمات في
حقل ادللي معين و لهذا تبدو مشكلة تصنيف المعجمات وفقا للحقول الدللية مستعصية الحل ،و يظهر
ذلك فيما يلي:
.1صعوبة حصر الحقول الدللية ،أو المفاهيم الموجوادة في اللغة و تصنيفها .
.2صعوبة التمييز بين الكلمات التساتسية ،و الكلمات الهامشية اداطخل الحقل ن فالكلمة التساتسية هي
الوحدة المعجمية المفرادة ،و ل يمكن التنبؤ بمعناها من طخلل معنى أجزائها فقد يعتمد التمييز على
التستقراء و الحصاء للكلمات الكثر اتستعمال.
.3صعوبة تحديد العلقات بين الكلمات اداطخل الحقل و العلقات هي :التراادف – الشتمال – التضااد –
التنافر . (...و التضااد منه الحااد مثل :ميت/حي .و المتدرج مثل :تساطخن/باراد و المتعاكس مثل:
باع/اشترى.
كما أنه من الصعب وضع الحقول الدللية لعداد كبير من الكلمات ،فل نستطيع أن نقول إن هذا المر
ينتمي إلى حقل ادللي معين )النسر( الذي ينتمي إلى حقل )الطيور( أو حقل الجوار ح أو حقل الطيور غير
الليفة فهناك تداطخل في الحقول الدللية.
كما أن الحقول الدللية ليست مغلقة بل هي مفتوحة ،و يضاف إليها ادائما.
لن التطور الجتماعي يؤثر على المعاجم ،و يمكن التمثيل لذلك بحقل وتسائل النقل و المواصلت مثل
)حمار ،جمل ،عربة ،تسيارة ،طائرة ،تسفينة فضاء.(..........
و قد تنقرض أو تنزوي بعض الوحدات المعجمية لتفسح المجال لوحدات أطخرى في التستيرااد إذ عندما
تظهر لفظة جديدة بواتسطة التوليد أو القتراض أو غير ذلك فان مدلول هذه الوحدة الجديدة يبنى على
حساب مدلول الوحدات السابقة التي تفقد جزءا من ادللتها عندئذ.
و هكذا تقع هذه الوحدة الجديدة في السياقات و الحقول التي كانت تقع فيها الوحدات السابقة مثل :المحراث
اليدوي /التراكتور.......و إن كانت قد تتعايش معها لفترات طويلة......
52
و إن كانت الصعوبة تتعلق بتصنيف المفاهيم ،فقد وضع الباحثون أتسسا يمكن بها تصنيف المفاهيم في
حقول بعد أن حدادوا المفهوم بأنه قاعدة معرفية ،يمّ،كن الفراد من تحديد صفة تصنيفية معينة و قد أشار
بعضهم )تشو مسكي( إلى مجموعة من المثلة.
إن مجموعة الملمح المشتركة بين كرتسيين بالرغم من طابعيهما المختلفين تكون التفريق الصحيح
للمداول )كرتسي( .....في الفرنسية مثل ،وهذه الملمح هي:
بظهر – على قدم ،لشخص واحد ،للجلوس ،بمساند ،من ماادة صلبة )طخشب( ،هذه هي الملمح الخاصة
للكرتسي،و بالمقارنة مع الريكة نجد أنها :للنوم و ليست للجلوس فهناك طخاصية تميزها عن الكرتسي.
و هكذا فان الخصائص التي اكتشفت بشكل مستمر تعطي للكرتسي مميزاته الدللية المركبة.
إن هذا التحليل الولي تتبعه امتداادات فمن جهة إذا قارنا هذا التمييز الدللي واضعين في العتبار مدلول
معينا مع مميزات ادللية مركبة مجاورة جامعة تقريبا فإننا نتوصل إلى تعيين تلك الميزات الدللية
المركبة التي يعين غيابها كل واحد من العناصر التي تنتمي إلى حقل ادللي واحد.
و فيما يلي جدول يبين المميزات الدللية المركبة المميزة لخمسة عناصر في حقل الكرتسي:
و في أطروحة قدمها الدكتور حسن عبد الكريم بعنوان )الموضوعية البنوية – ادراتسة في شعر السياب(
تبين أن أكبر الحقول الدللية التي ورادت في شعر السياب هي حقل الحب ،و حقل الموت ،وحقل الحياة،
وحقل اللون....بالضافة إلى حقل الصيغ الصرفية مثل فعلل.
ففي حقل الموت تكررت لفظة الموت 93مرة .......ومن اللفاظ الطخرى في هذا الحقل :الحمام ،اللحد،
الرمس ،الجدث ،الضريح ،الشاهد ،الجنازة النعش ،التابوت الجثة ،الرفات ،الدفن ،المواراة ،الجثمان،
الجبانة ،النزع ،النفر ،المنية ،الحتف ،الرادى ،الهلك ،الفناء ،الحتضار.
أما حقل الحياة فوراد فيه :الحياة 184مرة و فيه :العيش ،الخلواد ،الولادة ،البعث ،النشور.
53
و أما حقل اللون فقد وراد منه ما يلي :أتسواد 67مرة و منه أيضا :أبيض ،أحمر ،قان ،أرجواني ،أكحل،
أزرق ،أتسمر ،أطخضر،أصفر ،أشقر ،أغبر ،طخضيب..........
و يقال :إن تسوتسير كان هو السّ،باق إلى طر ح المجالت الدللية حيث أشار إلى أن الدليل يمكن أن يخضع
إلى نوعين من العلقات المترابطة:
1ـ علقات مبنية على الصيغة ،فكلمة )تعليم( توحي بكلمات مثل :عّ،لم – علم -معلم
2ـ علقات مبنية على المعنى والمدلول ،فكلمة تعليم توحي بكلمات مثل :تربية ،تكوين ،تنشئة ،
رعاية.
و قد طر ح جورج منان قضية الحقول الدللية بدقة بقوله " هل يمكن ـ من الوجهة النظرية ـ بناء على
هيكلة مجموعة مكونة من عداد غير متناه من الوحدات ،كوحدات المعجم اللغوي ،و هل يمكن على نحو
أكثر شمولية و ادقة القيام بذلك بالنسبة إلى مجموعة الظواهر اللغوية التي تتوفر على معنى"
و يفهم من هذا الكلم أن مونان يشكك في إمكانية وضع الحقول الدللية لكلمات كثيرة ،حيث يرى أن
ذلك من الصعوبة بمكان........
و هذا ما كنا قد أشرنا إليه عندما مثلنا بكلمة ) النسر( و إلى أي حقل ادللي يمكن أن تنتمي حيث تتداطخل
الحقول الدللية.
كما أشرنا إلى أن الحقول الدللية مفتوحة و ليست مغلقة و مّ،ثلنا لذلك بوتسائل النقل )الحمار ،العربة،
السيارة(...........
و لذا فانه لضبط طخصائص العلقات القائمة اداطخل حقل من الحقول فان الكيفية المعتمدة متمثلة في تحليل
الوحدات إلى صفات ،فالوحدات المنتمية إلى النظام الدللي نفسه تتوفر كلها على صفة مشتركة واحدة
على القل و هي الصفة المحدادة للحقول.
و تختلف بعضها عن بعض بصفة واحدة على القل و حينئذ فان المظهر الصوري للتحليل تسيسمح
بالوقوف على العلقات و الطختلفات الموجوادة ،و من مكونات الحقل ،و نوضح ببعض المثلة أيضا:
.1ادراجة نارية :صفاتها:
بعجلتين لشخصين على الكثر ،تنتقل بمحرك ،لها فرامل ،مقواد من الجانبين.
.2الحافلة :صفاتها:
تنتقل بمحرك أربع عجلت على القل ،الركاب أكثر من ثمانية ،المقواد ادائري ،فرامل زيتية،
مخطاف......
.3تسيارة :صفاتها:
تنتقل بمحرك ،أربع عجلت ،مقواد ادائري ،عداد الركاب ل يقل عن أربعة و ل يزيد عن تسبعة بفرامل
زيتية ،مغطاة.........
54
و لو ادرتسنا هذه الخصائص المعنوية لوتسائل النقل السابقة لوجدنا أنها تختلف في بعض الخصائص
و تتفق في أطخرى.
و لهذا نجد أن أبا هلل العسكري قد تناول الفروق في اللغة في كثير من الكلمات التي توهم الناس أنها
متراادفة فأشار إلى ما بينها من فروق ادقيقة ،رغم انتظامها في حقل ادللي واحد.
و بقي أن نعواد إلى توضيح مفهوم الحقول السنتجماتية التي تشمل الكلمات التي تترابط عن طريق
التستعمال ،ادون أن تقع في الموقع النحوي ذاته............
فكلمات مثل كلب /نبا ح ،فرس /صهيل ،زهر /يتفتح ،طعام /يقدم......أشقر /شعر ،يسمع /أذن....
)ينظر أحمد مختار عمر ص .(81
و بعضهم يقسم العلقات بين كلمات الحقل السنتجماتي إلى:
.1الوقوع المشترك مثل في النجليزية travel by footأو .go by foot
و run by foot .2التنافر مثل walk by foot
معجم الحقول الدللية:
أادت نظرية الحقول الدللية إلى وضع يعتمد كافة الحقول الدللية في اللغة و تقدم فيه المفرادات اداطخل كل
حقل.
و ربما كان أشهر معجم أوربي مبكر صنف على أتساس الموضوعات هو المعجم الذي وضعه Roget
لكلمات اللغة النجليزية و عباراتها ،الذي ذكر في مقدمة هذا المعجم إلى أنه مرتب ليس على حساب
النطق و ل الكتابة و إنما حسب المعاني.
و لعل أحدث معجم يعتمد نظرية الحقول الدللية هو المعجم الذي عنوانه Greek New Testament
و ل بد من الملحظة هنا إلى أنه كان للعرب أتسبقية في ميدان المعاجم المعنوية ابتداء من رتسائل
الموضوعات التي وضعها جامعو اللغة الول.
و يقوم عمل معجم مصنف للمفاهيم على أتساتسين:
.1وضع قائمة بمفرادات اللغة .
.2تصنيف هذه المفرادات حسب المجالت أو المفاهيم التي تتناولها.
و كان )أولمن( قد قسم الحقول الدللية إلى ثلثة أنواع )عن أحمد مختار عمر ص . (107
.1الحقول المحسوتسة المتصلة :و المثال على ذلك نظام اللوان إذ أن مجموعة اللوان امتدااد متصل من
الممكن تقسيمه بطرق مختلفة ،و تختلف اللغات في ذلك التقسيم.
.2الحقول المحسوتسة ذات العناصر المنفصلة كنظام العلقات التسرية ،و هي أيضا يمكن أن تصنف
وفق معايير مختلفة.
.3الحقول التجريدية و تمثلها اللفاظ الخاصة بالمعاني الفكرية غير المحسوتسة.
55
حصة تطبيقية حول نظرية الحقول الدللية
الحقل الدللي أو المعجمي هو مجموعة من الكلمات التي ترتبط ادللتها ،وتوضع عاادة تحت لفظ عام
" يجمعها ،مثل الكلمات الدالة على اللوان في اللغة العربية . .فهي تقع تحت مصطلح عام هو " اللون
.وتضم ألفاظا مثل :الحمر ،الزرق ،الصفر ،الطخضر ،البيض
من هنا يعرف " لينز " معنى الكلمة بأنه " محصلة علقاتها بالكلمات الطخرى اداطخل الحقل المعجمي " .
والهدف من التحليل للحقول الدللية هو جمع كل الكلمات التي تخص حقل معينا ،والكشف عن صلتها
:الواحد منها بالطخر ،وصلتها باللفظ العام و ل تخرج هذه العلقات في أي حقل معجمي عن
) ـ التراادف :يكون ) أ( و ) ب ( متراادفين إذا كان ) أ( يتضمن ) ب ( و )ب ( يتضمن ) أ 1
.ـ الشتمال :وهي أهم العلقات ،و يختلف عن التراادف في أن التضمن يكون من طرف واحد 2
.يكون) أ( مشتمل على) ب( حين يكون) ب( أعلى في التقسيم التصنيفي أو التفريعي
ـ علقة الجزء بالكل :مثل علقة اليد بالجسم ،والفرق واضح بينها وبين علقة الشتمال ،فاليد جزء 3
.من الجسم وليس نوعا منه
.ـ التضااد :أ ـ في النقيض :حي /ميت 4
ب ـ التضااد المتدرج :مثل :غال /حار /ادافئ /معتدل /مائل للبروادة /باراد /قارس /
.متجمد
.ج ـ العكس :باع /اشترى
اد ـ التضااد التجاهي :أعلى /أتسفل ،يصل /يغاادر
:تمرين تطبيقي :صنف هذه الكلمات في حقل ادللي مبينا نوع العلقات
الجمبري ،قرش ،هدهد ،رجل ،كلب ،تسوتسن ،بعوض ،حمام ،امرأة ،عصفور ،كاميليا ،
بلبل ،ذباب ،لوتس ،ياتسمين ،ولد ،تبن ،حصان ،نمل ،بقرة ،بنت ،الصنوبر ،حنكليس ،زعتر ،
الزيتون
.كركدن ،السلق ،صقر
56
:الجابة
المخلوقات الحية
57
المحاضرة رقم 08
النظرية التحليلية.
تعتمد النظرية التحليلية ادراتسة المعنى من طخلل تحليل الكلمات ضمن كل حقل ادللي و بيان العلقات بين
معانيها و كذلك تحليل كلمات المشترك اللفظي و تحليل المعنى الواحد إلى عناصره التكوينية المميزة.
أول :تحليل كلمات المشترك اللفظي:
كل معنى للكلمة يمكن تحديده عن طريق المتابعة من المحداد النحوي إلى المحداد الدللي إلى المميز مثال
ذلك )كما جاء في كتاب علم الدللة لحمد مختار عمر ص 115عن مقال لكتز و فوادر(
Bachelor
اتسم
)إنسان( )حيوان(
58
و تمتلك كلمة )بنت( العناصر نفسها عدا )أنثى( بدل )ذكر(.
تحليل المعنى إلى عناصر تكوينية
و يعتبر هذا النوع من التحليل امتداادا لنظرية الحقول الدللية حيث يلجأ الباحث إلى اتستخلص أهم
الملمح التي تجمع كلمات الحقل من ناحية و التمييز بين أفرااده من جهة أطخرى.
أما الخطوات الجرائية لهذا التحليل فهي:
.1اتستخلص مجموعة من المعاني تشكل مجال ادلليا طخاصا نتيجة تقاتسمها عناصر تكوينية
مشتركة )أب ،أم ،ابن ،بنت ،أطخت ،عم) (..........كائن بشري يتصل بالطخر عن طريق الدم أو
المصاهرة(.
.2تقرير الملمح التي تستخدم لتحديد المحتويات التي تستعمل للتمييز )الجنس – الجيل – النحدار
و المباشرة و قرابة الدم و المصاهرة(.
.3تحديد المكونات التشخيصية لكل معنى على حدة – فمعنى )أب( يتميز بملمح أو مكونات – كذا
و كذا .-
.4وضع الملمح إما في شكل مشجر أو شكل جدول.
ابن
ابنة ابن أطخت أخ عمة عم أم أب المكونات
العم
الشخصية
ذكر
ذ ث ذ ث ذ ث ذ ث ذ الجنس
أنثى
1+
نفسه 1- 1- نفسه نفسه 1+ 1+ 1+ 1+ 1- الجيل
نفسه
مباشر
2+ م م 1+ 1+ 1+ 1+ م م 1+ التصال
1-
ادم :م
اد اد اد اد اد اد اد اد اد القرابة
مصاهرة :ص
59
)ينظر أحمد مختار عمر .علم الدللة ص (123
كان ذلك مختصرا لهذه النظرية و يستحسن الرجوع إلى كتاب علم الدللة لحمد مختار عمر للوقوف
على التفاصيل و العديد من المثلة و التطبيقات.
60
حصة تطبيقية حول النظرية التحليلية
هذه النظرية تتبع نظرية الحقول الدللية ،فنجد مثل أننا لم نبين الملمح الدللي لكلمة )ولد( ـ في المشجر
المعطى في تطبيقات نظرية الحقول الدللية ،إذ اكتفينا لتحديد معناها بتوضيح علقاتها الدللية مع باقي
.الكلمات ـ لكن النظرية التحليلية تستساعد على النظر في ادللة الكلمة ،بحصر مكوناتها الدللية
:تدرس هذه النظرية المعاني بشكل متدرج
أ ـ أحلل كلمات الحقول الدللية
ب ـ أحداد الكلمات المشتركة أو المتراادفة
ج ـ أحلل المعنى إلى عناصره التكوينية المميزة فاللغوي يجمع هنا بين نظرية الحقول الدللية وعلم
....الصوات في تحليلها لكل حرف إلى صفاته المميزة ،مثل قولنا ] :ب [ :شفوي ،مجهور ،انفجاري
فالهدف من هذه النظرية هو الوصول إلى نظرية تكون قاادرة على توضيح معاني الكلمات ،وتحديد
العلقات فيما بينها
تمرين تطبيقي :حداد معنى الكلمات التالية ،مبينا مكوناتها ،انطلقا من النظرية التحليلية ) مستعينا
) :بما قدم في ادرس المحاضرة
الكلمات هي :عرق ،وتين ،أطخدع ،أبجل ،نسا
:.تمرين
يقول الثعالبي ":إذا كان في طعم الشيء كراهة ومرارة وحفوف كطعم الهليلج و ما أشبهه فهو بشع ،
فإذا كانت فيه بشاعة وقبض وكراهة كطعم العفص فهو عفص ،فإذا لم تكن له حلوة محضة ول
61
حموضة طخالصة ول مرارة صاادقة فهو تفه ،فإذا كانت فيه حراوة وحرارة ،كطعم الفلفل فهو حامر ،
" فإذا لم يكن له طعم فهو مسيخ أو مليخ
فقه اللغة وتسر العربية ص 459
.المطلوب :حداد معاني الكلمات الموجوادة في النص التالي متبعا نفس المنهج التحليلي مع التمرين السابق
62
المحاضرة رقم 9
تغيير المعنى )التطور الدللي(
انطلقا من أن قائمة اللفاظ )الكلمات( منتهية مهما كثرت ،و أن المعاني قائمة مفتوحة غير محدوادة فان
تطور معاني الكلمات أو تغييرها و انتقالها أظهر ما يكون في تطور النظام اللغوي في جميع مستوياته.
الصوتية و الصرفية و النحوية التي قد تكون شبه ثابتة إلى حد بعيد ،و هذا ل يعني أن التطور في صورة
الكلمات غير واقع و لكنه يظل أقل بكثير من التطور في الجانب الدللي و هو ظاهرة شائعة في كل
اللغات و ذلك لن العوامل الجتماعية و التغيرات الحياتية التي تواكبها اللغات تفرض ذلك .و لنمثل لذلك
بما يلي )ينظر إبراهيم أنيس .ادللة اللفاظ ص ،124فيما نقله عن كتاب اللغة لبلومفيلد ص .(429
كثيرا ما نطلق اليوم اتسم أو لقب )قيصر( على كل حاكم عظيم أو جبار لنه كان اتسم علم لحد أباطرة
الرومان )يوليوس قيصر( و قد اشتق هذا التسم من فعل لتيني معناه يقطع أو يشق .لن ذلك المبراطور
قد ولد بعملية شق البطن فأطلق عليه هذا التسم ،و ل زلنا نقول )عملية قيصرية( عن عملية الولادة التي
تجرى بشق البطن.
و قد أوراد الدكتور إبراهيم أنيس أيضا عداد من الكلمات المستعملة في عاميتنا التي انحدرت من أصل
عربي فصيح من ذلك :كلمة )البغدادة( التي تعني التدلل ،و ربما اقتصر اتستعمالها على وصف المرأة
بهذه الصفة ،و قد جاءت من اتستعمال قديم هو " تبغداد الرجل أي انتسب إلى بغدااد و أهلها" ،أي أصبح
متحضرا راقيا في تسلوكه ،لن نظرتهم إلى بغدااد حينئذ كانت كنظرة بعضنا اليوم إلى المدن الوربية.
و من ذلك أن )طول اليد( كان قديما وصفا للسخاء و الكرم ،و أصبح اليوم يعبر عن السرقة.
و لعل موضوع الحقيقة و المجاز هو الذي يتصل بهذا التطور الدللي .و قد وصف القدماء الحقيقة بأنها
الدللة الصلية للفظ أي ادللة الوضع الول ،و أن المجاز هو المعاني الطخرى التي قد تكون للفظ غير
ذلك المعنى الصلي.
و قد اطختلف العلماء في ذلك فمنهم من أصر على أن الكلم كله حقيقة في حين يرى آطخرون أنه كله مجاز
بالضافة إلى من يرى أن بعضه حقيقة و بعضه مجاز.
و الحقيقة أن قضية الحقيقة و المجاز فيها شيء من النسبية ،و ربما يكون من الصعب تحديد المعاني
الحقيقية الصلية لن المعنى ينتقل من الحقيقة )المعنى الول الوضعي( الذي قد يصعب تحديده إلى معنى
آطخر على تسبيل المجاز و لكنه يستقر فيصبح معنى حقيقيا ثم ينتقل إلى مجاز جديد و هكذا )ينظر أحمد
شامية .في اللغة ص (156
و يمكن أن نوجز أهم عوامل التطور الدللي بما يلي )ينظر إبراهيم أنيس ص 135و مابعدها(
أن الناس يتداولون اللفاظ و يتباادلونها عن طريق الذهان و النفوس التي تتباين بين أفرااد الجيل الواحد
63
و البيئة الواحدة ،و تتكيف الدللة تبعا لذلك.
و مع اشتراك الناس في معاني اللفاظ المركزية ،إل أنهم يختلفون في حدوادها الهامشية و في ظللها
و ما يكتنفها من ظروف و ملبسات تتغير و تتنوع بتنوع التجارب و الحداث و لذلك تتم النحرافات في
الدللة مع توارث الجيال .و أبرز ما يمكن ذكره من عناصر هذا العامل )التستعمال( ما يلي:
.1تسوء الفهم :فقد يسمع أحد لفظا و يفهم معناه بغير ما يقصده المتكلم ،ثم ينقل هذا الفهم الخاطئ
و يتكرر و قد يعيش جنبا إلى جنب مع المعنى الصلي المرااد من المتكلم ،و يحدث ما يسمى بالمشترك
اللفظي....
.2بلى اللفاظ :أو شيء من التطور الصوتي فينتقل اللفظ من صورة إلى صورة أطخرى له ادللة مختلفة،
ففي كلمة )السغب( تطورت السين إلى تاء ،فصارت الكلمة )تغب( و تعني الدرن و الوتسخ.
.3البتذال :الذي يصيب بعض اللفاظ لتسباب تسياتسية ،أو اجتماعية أو عاطفية فكلمة )الحاجب( التي
كانت تعني في الدولة العربية الندلسية )رئيس الوزراء( ثم أصبحت تدل على طخاادم أو حارس على
الباب.
و مما يؤادي إلى ابتذال اللفاظ و انزوائها أن تكون متصلة بمعنى القذارة و الدنس أو الغريزة الجنسية
و يستعاض عنها بكلمات أطخرى أكثر غموضا .و من ذلك أيضا اللفاظ المتصلة بالموت و المراض مما
يثير الهلع و الخوف في النفوس فتستبعد من التستعمال و يستعاض عنها بكلمات أطخرى أو يكنى عنها .
و نحن اليوم نسمع بعض الناس يقولون عن السرطان )ذاك المرض( كناية ،أو قد يقال عن تسمية ما
يكره بالدارجة )اللي ما يتسمى(
أما العامل الثاني فهو الذي يسمى الحاجة ،أي الحاجة إلى التجديد و التغيير في معاني اللفاظ ،ويتم بقصد
و إراادة من قبل الفئة النابهة الموهوبة من الشعراء و الادباء أو من قبل الهيئات اللغوية الرتسمية،كالمجامع
اللغوية حيث يتم نقل اللفظ من مجاله المألوف إلى مجال آطخر جديد.
أما ادوافع هذه الحاجة فتتمثل في التطور الجتماعي و السياتسي و القتصاادي.
64
مظاهر التطور الدللي) :للوقوف على هذا الموضوع ارجع إلى :أحمد شامية اللغة ص 155و ما بعدها
حيث نقلناه من هناك(
غالبا ما تمر التطورات و التغيرات الدللية بمرحلتين :
1ـ مرحلة التغيير الولي ،أو البتداع
2ـ مرحلة انتشار المعنى أو المفهوم الجديد وتعميمه .
و أهم مظاهر هذا التغير كما ذكرها الباحثون :
)يمكن الرجوع إلى إبراهيم أنيس :ادللة اللفاظ ص 152و ما بعدها(.
.1تخصيص الدللة أو تضييقها.
إذ أن هناك ألفاظا تدل على العموم أو على الجناس فتحداد و تخصص ادللتها باطختصارها على نوع
معين أو على فراد معين ،حتى تصبح كأنها علم عليه ،فالعلم هي أقصى ادرجات الخصوص .و لعامل
ما تتطور ادللة اللفظ من العموم إلى الخصوص و ضيق المجال ،فكلمة MEETالنجليزية كانت تعني
مجراد الطعام و تعني الن )اللحم( فقط .و مثل ذلك عندما تطلق الن – في اللهجة المصرية – كلمة
)العيش( على الخبز فقط .و كلمة الحج كانت تعني القصد إلى أي مكان فتخصصت بمعنى الحج إلى بيت
ال الحرام بمكة.
.3انتقال الدللة.
أو تغيير مجال اتستعمالها بسبب المشابهة بين مدلولين كقولنا :اتستقبال حار ،و صوت عذب .و قد يكون
النتقال لحالة غير المشابهة كما هو في المجاز المرتسل فتطلق كلمة )شتاء( على المطر و )الغيث( على
العشب.
65
.4انحطاط الدللة و انحدارها:
قد يكون لكلمة ما معنى ذو بال و أهمية في حياة المجتمع فتفقد هذه المكانة بسبب الشيوع أو كثرة
التستعمال ،أو تغير الظروف السياتسية و الادارية و القتصاادية و العاادات و التقاليد .مثال ذلك أن كلمة
)الحاجب( كانت تعني في الدولة الندلسية رئيس الوزراء ،أما اليوم فتعني الحارس أمام أبواب الادارة.
" و قد كان لكلمة )ثور( معنى شريف ،و هو السيد ،و ربما ورث العرب في الادب القديم احترام الثور
من المم السامية ،حيث كان الثور نموذجا لله القوة و الصالة و الكرم.
و كان له في أتساطيرهم جناحان يطير بهما فجعلوه للسيد مجازا حتى تسميت به أعلمهم مثل :حميد بن ثور
الهللي ،و تسفيان الثوري ،و هو من أصحاب الحديث .أما اليوم فقد اقترن الثور بالمعنى السلبي ،فهو
علمة الحمق و الغباء و البلادة ]ينظر إبراهيم السامراني) .مقال الدللة بين السلب و اليجاب( مجلة
مجمع اللغة العربية بالقاهرة ،ج ،37نوفمبر 1993ص .[69-68
.5رقي الدللة:
على العكس من السابقة ،قد يكون للفظ أو الكلمة ادللة أو معنى منحط أو متواضع ثم يعلو شأنها .فكلمة
)القماش( كانت تدل على ما يتناثر من متاع البيت ،أو ما على الرض من فتات الشياء ،ثم أصبحت تدل
على نوع من النسيج المتقن الصنع .و كلمة )السفرة( كانت في التساليب القديمة تعني بعض الطعام الذي
يحمله المسافر ،و من هذا المعنى كانت تسميتها ،ثم أصبحت تدل اليوم على مائدة لها صفاتها و عليها ما
عليها.
و نشير هنا إلى أن الكلمة قد يكون لها معنى عظيم في تسياق ،و وضيع في تسياق آطخر ،فكلمة )القلم( التي
ورادت في القرآن الكريم )ن ،و القلم وما يسطرون( لها وقع ادللي في النفس غير كلمة )قلم( في حقل
العمال المدرتسية.
66
حصة تطبيقية حول التغير الدللي
التمرين الول :وضح التوتسع في المعاني وانتقالها في اللفاظ التالية ،مستعينا في ذلك بمعجمين أحدهما
قديم كلسان العرب لبن منظور أو الصحاح للجوهري أو تاج العروس للزبيدي .......وآطخر حديث مثل
:المعجم الوتسيط الذي أصدره مجمع اللغة العربية بالقاهرة
.الهاتف ،السيارة ،الطالب ،المحرك ،المناخ
:التمرين الثاني :تحت أي مظهر من مظاهر تغير الدللة يمكن تصنيف اللفاظ التالية
.أ ـ الحائط :كانت تدل على البستان ثم أصبحت تدل على الجدار
ب ـ الصلة :كانت تدل على الدعاء ثم أصبحت تدل ـ في التسلم ـ على القوال والفعال المخصوصة
.المفتتحة بالتكبير المختتمة بالتسليم بشرائط طخاصة
.ج ـ السفير :كانت تدل على حامل الجرة من الطين ثم أصبحت تدل على مندوب الدولة في الخارج
د ـ العقيقة :كانت تدل على الشعر الذي يخرج على الولد من بطن أمه ثم نقل الى الذبيحة التي تنحر عند
.حلق ذلك الشعر على تسبيل المجاز
التمرين الثالث:هذه مجموعة من الكلمات أحياها الناس وطخلعوا عليها ادللت جديدة تعبر عن حاجتهم .
.فما أصل ادللة هذه اللفاظ ؟ اتستعن بمجموعة من المعاجم القديمة
67
المحاضرة رقم 10
العلقات الدللية
مما ل شك فيه أن الصل أن يكون لكل لفظ )كلمة( ادللة )معنى( واحدة محدادة ،و لكن كما لحظنا عند
حديثنا عن تطور الدللة أن الدللت تتغير و تنتقل ،و تتشابك بحيث أنه قد تجتمع عدة ادللت على اللفظ
الواحد ،حتى تلك الدللت التي تبدو متباعدة المجالت ،و قد تصل إلى ادرجة التضااد الذي يوحي بعدم
منطقية اللغة ،كما أن حركية الدللت قد تجعل عدادا من اللفاظ لها جميعها ادللة واحدة .ومن هنا ظهر
في اللغة ما يسمى بظواهر :التراادف ،و الشتراك ،و التضااد.........
إن هذه الظواهر ظاهرة عامة في كل اللغات ،و ان هناك من يرى أنها في العربية أكثر ظهورا حتى
عدت من طخصائص العربية ]مع شيء من التحفظ[.
و أن البحث الدللي يقتضي الوقوف عند هذه الظواهر التي تتعلق بالمستوى الدللي للغة .إنما تسنحاول
– هنا – اليجاز قدر المكان لن هذه الموضوعات تدرس أيضا في تسياق ادراتسة فقه اللغة .و تسيكون
اهتمامنا منصبا على هذه الظواهر في اللغة العربية لتسيما فيما نسوقه من أمثلة.
المشترك اللفظي
اهتم القدماء من علماء العربية بهذه الظاهرة و كانت هناك مؤلفات عديدة لمعالجتها تسواء فيما يتعلق
بالقرآن الكريم أو الحديث الشريف أو اللغة العربية بشكل عام.
ووصل إلينا عداد من العناوين مثل )الشباه و النظائر( ،أو )الوجوه و النظائر( ،أو عنوان )ما اتفق لفظه
و اطختلف معناه من القرآن المجيد( للمبراد.
و ربما كان من أشهر المؤلفات القديمة في هذا الموضوع هو الذي وضعه كراع )علي بن حسن الهنائي
ت 310ه( الذي عنوانه )المنجد في اللغة(.
و بشكل عام كان تعريف المشترك هو )ما اتفق لفظه و اطختلف معناه( أو بعبارة أطخرى )اتحااد الصورة
و اطختلف المعنى( ،و قد ذكر تسيبويه في )الكتاب( ذلك فقال " اعلم أن من كلمهم اتفاق اللفظين
و اطختلف المعنيين( )ينظر الكتاب ج 1/ص .(7
و قد كان هناك من القدماء من ضّ،يق مفهوم المشترك حتى كااد أن ينكر وقوعه مثل )ابن ادرتستويه(،
و هناك من أكد وجواده و ربما بالغ في ذلك مثل ابن فارس و ابن طخالويه و هناك منهم من اعتدل فلم ينكر
و لم يبالغ بل أقّ،ر بأن هناك بعض المشترك اللفظي في اللغة ،إذ أن ذلك ل ينافي المنطق بل أنه قد يكون
68
تسنة لغوية إن لم يكن ضرورة ،و ل يقتصر وجواده على العربية بل هو في كل اللغات ،و الشواهد على
ذلك كثيرة.
و فيما يروى من الشواهد في ذلك قول الشاعر:
إذا رحل الجيران عند الغروب يا ويح قلبي من ادواعي الهوى
و ادمع عيني كفيض الغروب اتبعتهم طرفي وقد أزمعوا
تفتر عن مثل أقاصي الغروب كانوا و فيهم طفلة حرة
فالغروب الولى غروب الشمس ،و الغروب الثانية جمع غرب ،و هو الدلو الكبيرة المملوءة و الثالثة
جمع غرب و هي الو هااد المنخفضة )المزهر ج.(1/381/
و قد عزا اللغويين وقوع المشترك إلى عداد من التسباب من أهمها:
.1تداطخل اللهجات.
.2التطور الصوتي لبعض الكلمات حتى تتطابق لفظتان في لفظة تدل على المعنيين لكل منهما أو يحدث
فيهما أو في أحدهما قلب مكاني .
.3التطور المعنوي أي تغيير المعنى عن طريق المشابهة و التستعارة و المجاز .من ذلك توتسيع
المعنى ،أو تضييقه أو السببية فكلمة )الثم( كان معناها الذنب ،ثم أصبحت تطلق على الخمر لنها تسبب
في الثم.
أما المحدثون فقد بلوروا أنواع المشترك بما يلي:
معنى مركزي للفظ تدور في فلكه عدة معان فرعية. .1
تعداد المعنى نتيجة اتستعمال اللفظ في مواقف مختلفة. .2
ادللة الكلمة الواحدة على أكثر من معنى بسبب تطور المعنى. .3
وجواد كلمتين تدل كل واحدة منهما على معنى ثم اتحااد صورتي الكلمتين في كلمة واحدة. .4
و ربما يتقارب النوعان الول و الثاني ،و نمثل لهما بكلمة )عنق( فالمعنى المركزي هو )الرقبة( ومن
المعاني الهامشية عنق الزجاجة و عنق الواادي....
أما النوع الثالث فقد تسماه اللغويون )البوليزيمي( أو)كلمة واحدة ـ معنى متعداد( فكلمة )عملية( ل يفهم لها
معنى محداد منعزلة عن السياق و يحداد لها معنى من المعاني حسب السياق أو الحقل فتكون عملية
جراحية أو عسكرية أو اقتصاادية.
أما النوع الرابع و يسمى )الهومونيمي( فيمكن أن يمثل له بكلمة )قال( الفعل الماضي الذي يدل على
يقيل . يقول أو قال معنى القول ،أو القالة و يحداد ذلك صيغة المضارع ،قال
و قد يصعب الفصل أحيانا ،في التفريق فيما إذا كان لدينا معنى مركزي تدور حوله معان أطخرى ،أو أن
لدينا عداد من المعاني لكلمة واحدة مثال كلمة)يد( التي تراد في عداد من التستعمالت:
69
-كسرت يد فلن
-يد الفأس.
-يد الطائر )جناحه(
-طويل اليد )تسمح جوااد أو تسارق(.
-يد الرجل )قومه أو أنصاره(
و للملحظة :هناك نوعان من المجاز ،أو لهما المجاز الحي الذي نشعر به و نلحظه كقولنا أتسد عن
الرجل الشجاع و المجاز الميت أو الذي تنوتسيت علقته و انتقاله من الحقيقة فأصبح كأنه حقيقة مثل
الكتابة لمعنى النسخ و أصل معناها الجمع ،إذ هي جمع للحروف و الكلمات.
نماذج من المشترك اللفظي من كتب بعض اللغويين القدماء )ينظر أحمد مختار عمر ص (153
عن كراع :العين :مطر يدوم طخمسة أيام ل يقلع.
عين كل شيء :طخياره
و عين القوم :ربيئتهم الناظر لهم
و عين الرجل :شاهده
و العين :عين الشمس.
عن أبي عبيدة :العين :الذهب
العين :عين الماء
العين :نفس الشيء
العين :النقد
العين :التي يبصر بها
عن أبي العميثل:
العين :النقد من ادنانير و ادراهم
العين :عين البئر و هو مخرج مائها
و العين :ما عن يمين القبلة
و العين :عين الميزان.
و أطخيرا هناك من يرى أن المشترك كظاهرة هو مزية ايجابية في اللغة فهو:
.1يعد من طخواص التسلوب و يساعد الادباء و الشعراء في فنهم.
.2أنه يخفف من حفظ الكلمات الكثيرة لجميع المعاني إذ يعبر بكلمة واحدة عن أكثر من معنى .و لكن
ذلك ينقضه وجواد التراادف.
70
ومن الثار السلبية للمشترك:
.1ما يؤادي إليه من الغموض و عدم الدقة و تعمية الفهم.
71
الضداد
يمكن اعتبار التضااد نوعا من المشترك اللفظي يصل فيه اطختلف المعنى للفظ الواحد إلى ادرجة الضدية
و تعريفه هو اتستخدام اللفظ الواحد في معنيين متضاادين.
و قد اهتم علماء العربية قديما بهذه الظاهرة ووضعوا فيها كثيرا من المؤلفات ،من أشهرها:
-الضدااد لبن النباري )ت 328ه(
-الضدااد للصمعي 216ه
-الضدااد لبن السكيت 244ه
و كما كان بالنسبة للمشترك فقد اطختلف العلماء قديما بين مثبت و منكر و متوتسط
و من المنكرين ابن ادرتستويه )347ه( الذي وضع كتابا في إبطال الضدااد ،كما فعل بالنسبة للمشترك
و كذلك الجواليقي.
و كان مما علل به المنكرون موقفهم أن وجواد الضدااد ينافي الحكمة ،و واضع اللغة ل بد أنه كان حكيما.
أما الذين يقرون بوجواد الضدااد فهم كثر منهم:
ابن النباري ،و ابن فارس ،الذي قال " وأنكر ناس هذا المذهب ،و أن العرب تأتي باتسم واحد للشيء
و ضده) ".........ينظر الصاحبي ص (98
على أية حال هناك من توتسع في التضااد فأادطخل فيه ما ليس منه ،و هناك من ضيق فاعتبر أن بعضه لغات
وليس من الضدااد.
بل هناك من بالغ كثيرا مثل :قطرب و ابن النباري.
72
المحاضرة رقم 11و 12
الترادف
إن كثيرا مما قيل عن المشترك يقال عن التراادف و لكن في وضع معكوس بالنسبة للمفهوم.
فالتراادف لغة هو التتابع ،وهو مصدر تراادف الذي يدل على الحدث ادون الدللة على الزمان وهذا
المصدر ماادته رادف الذي يدطخل ضمن ادللتها الدللة على التبعية و الخلفة ومن ذلك الرادف الراكب
طخلف الراكب التابع ) .ينظر :فريد عوض حيدر ،كتاب علم الدللة ادراتسة نظرية وتطبيقية ،كلية ادار
العلوم جامعة القاهرة ،فرع الفيوم (
دَردَاددَفه ودَرادف له دَرًفْاد اًفا تبعه وركب طخلفه وصار له . -
وأما اصطلحا فالمتراادف هو ما اطختلف لفظه واتفق معناه أو هو إطلق عدة كلمات على مدلول
واحد كالتسد و السبع و الليث التي تعني مسمى واحدا
وهو أيضا كما عرفه المام الرازي :اللفاظ المفرادة الدالة على شيء واحد باعتبار واحد .على -
أية حال فالتراادف هو من مجالت ادراتسة المعنى ،إذ أن لفظين أو عداد من اللفاظ تحمل ادللة
واحدة أو تدل على معنى واحد أو متقارب بوجواد بعض الفروق كما تسيتبين .
لقد ظهر الخلف بين القدامى كما ظهر بين المحدثين العرب و الغربيين حول ظاهرة التراادف
بين معترف بوجوادها ومنكر لذلك.
ولقد تعرض كثير من الدارتسين لهذه الظاهرة من وجهة نظر القدامى ولكن قل منهم من تناولها
من وجهة النظر اللغوية الحديثة ،ورأينا أن نتعرض أول إلى موقف القدامى من هذه الظاهرة ثم نتعرض
بعدها لموقف المحدثين منها.
73
موقف القدامى من الترادف. •2
اطختلف اللغويون العرب القدامى اطختلف واتسعا في إثبات هذه الظاهرة أو إنكار وجوادها في
اللغة العربية حيث كانت هذه الظاهرة إحدى القضايا التي تناولها الباحثون و اللغويون القدامى.
يثبت التراادف ويغالي في إثباته ويتوتسع فيه ومن هؤلء ابن طخالويه ) ت 370هـ (
ويظهر رأيه من طخلل تلك الرواية التي تذكر الخلف الذي وقع بينه وبين أبي علي الفارتسي حول أتسماء
السيف .وتعد هذه الرواية من أشهر الروايات حول الخلف في ظاهرة التراادف في العربية ،حيث يروى
أن أبا علي الفارتسي قال " كنت بمجلس تسيف الدولة بحلب وبحضرة جماعة من أهل اللغة ومنهم ابن
طخالويه فقال ابن طخالويه أحفظ للسيف طخمسين اتسما فتبسم أبو علي الفارتسي وقال :ما أحفظ له إل اتسما
واحدا وهو السيف .قال ابن طخالويه :فأين المهند و الصارم وكذا وكذا ،فقال أبو علي هذه صفات.
تدل هذه الحاادثة على أن ابن طخالويه يثبت ظاهرة التراادف وأبو علي الفارتسي ينكرها. -
ولقد ألف ابن طخالويه كتابين في التراادف أحدهما في أتسماء التسد و الثاني في أتسماء الحية. -
ومن الذين أثبتوا التراادف أيضا مجد الدين الفيروزباادي صاحب القاموس المحيط الذي ألف كتابا
في التراادف] أتسماه الروض المسلوف فيما له أتسمان إلى ألوف [ .ومن هذا الفريق أيضا ابن جني حيث
عبر عن ذلك في باب في اتستعمال الحروف بعضها مكان بعض واتستدل على ذلك بوقوع التراادف فقال "
وجدت في اللغة من هذا الفن شيئا كثيرا ل يكااد يحاط به "
وفيه موضع يشهد على من أنكر أن يكون في اللغة لفظتان بمعنى واحد من تكلف لذلك أن يوجد
فرقا بين قعد وجلس وبين ذراع وتساعد ) .ينظر فريد عوض حيدر ،علم الدللة .ادراتسة نظرية تطبيقية ،
مكتبة النهضة المصرية ص (121
وهو الذي ينكر التراادف ويرفضه رفضا تاما ومن هؤلء أبو علي الفارتسي وذلك لما كان بمجلس
تسيف الدولة وكان بحضرة المجلس ابن طخالويه عندما راد عليه كما ذكر آنفا .
74
وكذلك كان أبو عبد ال محمد بن زيااد العرابي وأبو العباس أحمد بن يحي ثعلب وأبو محمد عبد ال بن
جعفر ادرتستويه .
قال ابن ادرتستويه :كذلك ذهب ابن فارس مذهب معلمه ثعلب فأنكر وقوع التراادف قائل " :
ويسمى الشيء الواحد بالتسماء المختلفة نحو السيف و المهند و الحسام و الذي نقوله في هذا أن التسم
واحد هو السيف وما بعده من اللقاب صفات ) ينظر إميل بديع يعقوب .فقه اللغة العربية وطخصائصها
ص . (177
ومن المنكرين أيضا للتراادف أبو هلل العسكري ) توفى تسنة 395هـ ( حيث قال " :فأما في
لغة واحدة فمحال أن يختلف اللفظ و المعنى واحد ،كما ظن كثير من النحويين و اللغويين ،وهو يقول
أيضا " :الشاهد على أن اطختلف العبارات و التسماء يوجب اطختلف المعاني أن التسم كلمة تدل على
المعنى ادللة الشارة ،وإذا أشير إلى الشيء مرة واحدة فإن معرفة الشارة إليه ثانية وثالثة غير مفيدة
ويؤيد ذلك ثعلب الذي يرى أن ما يظن من المتراادفات هو من المتباينات ،كما يرى ابن فارس أن كل
صفة من الصفات لها معنى طخاص فالفعال ) مضى ،ذهب ،انطلق ،ليست بمعنى واحد " .
ورغم أن أبا هلل العسكري كان من هذا الفريق الرافض للتراادف المبالغ في رفضه في كتابه الفروق
غير أنه في كتابين آطخرين له نسي هذا المبدأ اللفاظ المتراادفة بل اعتراض عليها أو محاولة التفريق
بينها.
ويبدو أن كل من الفريقين أتسرف فيما ذهب إليه فالول أتسرف في إثبات الظاهرة و الثاني أتسرف في
البحث عن الفروق الدللية بين اللفاظ .
يجمع المحدثون من علماء اللغات على إمكان وقوع التراادف في أي لغة من لغات البشر بل
إن الواقع المشاهد أن كل لغة تشمل على بعض تلك الكلمات المتراادفة ،ولكنهم يشترطون شروطا معينة
لبد من تحققها حتى يمكن أن يقال أن بين الكلمتين تراادفا وهذه الشروط هي :
التفاق في المعنى بين الكلمتين اتفاقا تاما على القل في ذهن الكثرة الغالبة لفرااد البيئة الواحدة -1
… فإذا تبين لنا بدليل قوي أن العربي كان حقا يفهم من الكلمة جلس شيئا ل يستفيده من كلمة قعد قلنا
حينئذ ليس بينهما تراادف .
75
التحااد في البيئة اللغوية أي أن تكون الكلمتان تنتميان إلى لهجة واحدة ومجموعة منسجمة من -2
اللهجات وبذلك يجب أل نلتمس التراادف من لهجات العرب المتباينة فالتراادف بمعناه الدقيق هو أن يكون
للرجل الواحد في البيئة الواحدة الحرية في اتستعمال كلمتين أو أكثر في معنى واحد يختار هذه حينا
ويختار تلك حينا آطخر وفي كلتا الحالتين ل يكااد يشعر بفرق بينهما إل بمقدار ما يسمح به مجال القول
)ينظر إبراهيم أنيس في اللهجات العربية ص (177
ولم يتفطن المغالون في التراادف إلى مثل هذا الشرط بل اعتبروا كل اللهجات وحدة متماتسكة
وعدوا كل الجزيرة العربية بيئة واحدة .ولكنا نعتبر اللغة النموذجية الادبية بيئة واحدة ونعتبر كل لهجة أو
مجموعة منسجمة من اللهجات بيئة واحدة
التحااد في العصر فالمحدثون حين ينظرون إلى المتراادفات ينظرون إليها في عهد طخاص وزمن -3
معين وهي تلك النظرة التي يعبرون عنها بالنظرة الوصفية ل تلك النظرة التاريخية التي تتبع الكلمات
المستعملة في عصور مختلفة ثم تتخذ منها متراادفات .
فإذا طبقت هذه الشروط على اللغة العربية اتضح لنا أن التراادف ل يكااد يوجد في اللهجات
العربية القديمة ،إنما يمكن أن يلتمس في اللغة النموذجية الادبية .
أما المنكرون للتراادف من المحدثين العرب فمنهم الدكتور السيد طخليل و الدكتور محمواد فهمي
حجازي وله رأي معتدل حيث يقول :يندر أن تكون هناك كلمات تتفق في ظلل معانيها اتفاقا كامل ومن
الممكن أن تتقارب الدللت ل أكثر ول أقل …
وأما المحدثون الغربيون فقد عّ،رفوا التراادف بأنه الحالة التي يكون فيها لصيغتين أو أكثر المعنى
نفسه ،ومن أول المنكرين للتراادف من الغربيين أرتسطو " ويبدو ذلك من النص الذي نقله الدكتور
إبراهيم تسلمة من كتاب الخطابة لرتسطو حيث يقول :وكذلك الكلمة يمكن مقارنتها بالكلمة الطخرى
ويختلف معنى كل منهما .
ومن الذين أنكروا وجواد التراادف من علماء اللغة الغربيين المحدثين " بلومفيلد " حيث يقول ليس
هناك تراادف حقيقي .
وبعد النظر في هذه المواقف و الراء المختلفة لدى الباحثين القدامى و المحدثين العرب و
الغربيين نرى أنه من التعسف الشديد إنكار وجواد التراادف في العربية وإيجااد معنى لكل اتسم من أتسماء
التسد أو السيف ،وغيرها مختلف عن غيره في بعض الصفات أو التفاصيل .فالتراادف ظاهرة لغوية
76
طبيعية في كل لغة نشأت من عدة لهجات متباينة في المفرادات و الدللة ،وليس من الطبيعي أن تسمي كل
القبائل العربية الشيء الواحد باتسم واحد وعليه نرى أن التراادف واقع في اللغة العربية الفصحى التي
كانت مشتركة بين قبائل العرب في الجاهلية وكان من الطبيعي أن نقع على بعض الكلمات في القرآن
الكريم لنزوله بهذه اللغة المشتركة )ينظر اميل بديع يعقوب ،فقه اللغة العربية و طخصائصها ص (175
ول بأس أن نذكر أو نذّ،كر أطخيرا بأن هناك رأيا ظل تسائدا قديما وحديثا وهو أن ل تراادف في
العربية وأن هناك فروقا بين المعاني لللفاظ التي تبدو متراادفة ذكرها العلماء في مؤلفاتهم وأورادوا لها
أمثلة ،من ذلك ما جاء في كتاب فقه اللغة للثعالبي )ارجع إلى هذا الكتاب( فهو يرى أن هزال الرجل على
مراحل ،فالرجل هزيل ثم أعجف ثم ضامر ثم ناحل .
و قد يدل على ادرجات الحالت النفسية المتفاوتة ،فالهلع أشد من الفزع ،و البث أشد من الحزن
،و النصب أشد من التعب و الحسرة أشد من الندامة .
كما أوراد أبو هلل العسكري في كتابه الفروق في اللغة ) ارجع إلى هذا الكتاب( أمثلة كثيرة
ومتنوعة لهذه الفروق نذكر منها قوله :
الفرق بين الصفة و النعت :أن النعت لما يتغير من الصفات ،و الصفة لما يتغير ول يتغير. -
و الفرق بين اللذة و الشهوة :أن الشهوة توقان النفس إلى ما يلذ ،و اللذة ما تاقت إليه النفس . -
الفرق بين الغضب و الغيظ و السخط و الشتياط :أن الغضب يكون على الطخرين وليس على -
النفس ،و الغيظ يكون من النفس ،و السخط هو الغضب من الكبير على الصغير وليس العكس ،
أما الشتياط :فهو تلك الخفة التي تلحق النسان عند الغضب .
الفرق بين القد و القط :أن القد الشق طول و القط هو الشق عرضا -
الفرق بين البخل و الشح :أن الشح هو بإضافة الحرص على البخل أي البخيل يبخل على -
الطخرين أما الشحيح فهو يبخل على الطخرين وعلى نفسه .
الفرق بين السرعة و العجلة :أن السرعة التقدم فيما ينبغي وهي محموادة ،ونقيضها البطاء وهو -
) في التأني السلمة و مذموم .و العجلة :التقدم فيما ل ينبغي ونقيضها الناة ،و الناة محموادة
في العجلة الندامة (
الفرق بين الفوز و النجاة :أن النجاة هي الخلص من المكروه ،و الفوز هو الخلص من -
المكروه و الوصول إلى المحبوب.
و يمكن تلخيص أهم أاسباب الترادف حسب رأي الباحثين بما يلي )و هذا يخص اللغة العربية
77
ادون غيرها(
انتقال كثير من مفرادات اللهجات العربية إلى لهجة قريش بفعل طول الحتكاك بينهما وكان بين -1
هذه المفرادات كثير من اللفاظ التي لم تكن قريش بحاجة إليها لوجواد نظائرها في لغتها مما أادى إلى
نشوء التراادف في الوصاف و التسماء و الصيغ .
أطخذ واضعي المعجمات عن لهجات قبائل متعدادة كانت مختلفة في بعض مظاهر المفرادات ،فكان -2
من جراء ذلك أن اشتملت المعجمات على مفرادات غير مستخدمة في لغة قريش ويوجد لمعظمها
متراادفات في متن هذه اللغة .
تدوين واضعي المعجمات كلمات كثيرة كانت مهجورة في التستعمال ومستبدلتها ) مفرادات -3
أطخرى(.
عدم تمييز واضعي المعجمات بين المعنى الحقيقي و المعنى المجازي فكثير من المتراادفات لم -4
توضع في الصل لمعانيها بل كانت تستخدم في هذه المعاني اتستخداما مجازيا )ينظر اميل بديع
يعقوب ،فقه اللغة العربية و طخصائصها ص . (177
انتقال كثير من نعوت المسمى الواحد من معنى النعت إلى معنى التسم الذي تصفه فالمهند -5
و الحسام و اليماني من أتسماء السيف يدل كل منها على وصف طخاص للسيف مغاير لما يدل عليه
الطخر .
إن كثيرا من المتراادفات ليس في الحقيقة كذلك ،بل يدل كل منها على حالة طخاصة من المدلول -6
تختلف بعض الطختلف عن الحالة التي يدل عليها غيره ،فقد يعبر كل منها عن حالة طخاصة للنظر تختلف
عن الحالت التي تدل عليها اللفاظ الطخرى ف)رمق ( يدل على النظر بمجامع العين و" لحظ " على
حدَدجه " معناه رماه ببصره مع حدة و" شفن " يدل على نظر المتعجب الكاره
النظر من جانب الذن و " دَ
و " رنا " يفيد إادامة النظر في تسكون و هكذا.........
انتقال كثير من اللفاظ السامية و المولدة و الموضوعة و المشكوك في عربيتها إلى العربية وكان -7
لكثير من هذه اللفاظ نظائر في متن العربية .
كثرة التصحيف في الكتب العربية القديمة وبخاصة عند ما كان الخط العربي مجرادا من العجام -8
و الشكل )نفسه ص (176/177
تعداد الواضع أو توتسع ادائرة التعبير وتكثير وتسائله ،وهو المسمى عند أهل البيان بالفتنان -9
78
أو تسهيل مجال النظم و النثر وأنواع البديع ،فإنه قد يصلح أحد اللفظين المتراادفين للقافية أو الوزن
أو السجع ادون الطخر وقد يحصل التحسين و التقابل و المطابقة ونحو ذلك بهذا ادون الطخر .
- 11أصل الحدث أي الفعل الذي يقع في محدث ما يقع من غيره .فيرمز الول باتسم غير الثاني
فالهمس .مثل من النسان ،و الهيس أيضا صوت أطخفاف البل .و الهسهسة عام في كل شيء .وقد يكون
الحدث واحدا في الحالت المختلفة ،فالخرير صوت الماء الجاري أما إذا كان تحت ورق فهو قسيب ،فإذا
ادطخل في مضيق فهو فقيق ،فإذا تراداد في جرة فهو بقبقة.
79
حصة تطبيقية حول العلقات الدللية
.هذه مجموعة من الكلمات تربطها علقات معينة بمعانيها ،حداد هذه العلقات ثم بين السبب لكل نوع
اتستعن بالمعاجم العربية القديمة منها و الحديثة ـ ذكر بعضها في الحصة الخاصة بالتغير الدللي ـ (
).وببعض الكتب التراثية ككتاب المزهر للسيوطي
80
المحاضرة رقم 12و 13
المعاجم العربية
)تقدم هنا فكرة موجزة عن أبرز المعاجم العربية المشهورة مع الشارة إلى المصاادر و المراجع التي
اقتبسنا منها هذه المعلومات و طخاصة مؤلفي الدكتور حلمي طخليل :المولد قبل التسلم و المولد بعد
التسلم(.
رتب الماادة اللغوية حسب المعاني الكبرى متدرجا بها من المولد الحسي إلى المدلولت المجرادة ،فاتستشهد
على ذلك بنصوص من الشعر و النثر على اطختلف العصور ،ادون التقيد بعصر معين.
.2المعجم الواسيط :صدرت الطبعة الولى للمعجم الوتسيط تسنة 1961و الثانية .1972
في مقدمة الطبعة الولى عرف المولد بأنه :المحدث من كل شيء.......و من الكلم كل لفظ عربي
الصل غيرته العامة..........و ما اتستخدمه العرب و لم يكن من كلمهم فيما مضى.
و في مقدمة الطبعة الثانية قالوا :المولد المحدث من كل شيء........ومن الكلم كل لفظ عربي الصل ،ثم
تغير في التستعمال و اللفظ العربي الذي يستعمله الناس بعد عصر الرواية .
.3لسان العرب:
نعلم أن الماادة اللغوية التي ضمها معجم لسان العرب المؤلف في القرن الثامن الهجري قد أطخذت من
معاجم تسبق تأليفها في مراحل تسابقة ،و هذه المعاجم بدورها أطخذت ماادتها من الرتسائل اللغوية التي
أتسفرت عنها معركة جمع اللغة في الباادية منذ أواطخر القرن الهجري الول و أوائل القرن الهجري الثاني
ثم على امتدااد القرن الثالث كله ،و من ثم فماادة اللسان ماادة بدوية تمثل العربية و هي في اداطخل الجزيرة
وقبل انتشارها مع المسلمين عقب الفتح التسلمي.
81
خ ح ص 190-189
.4معجم دو زي :يزيد إلى المعاجم القديمة ألفاظ الحضارة التسلمية التي ادطخلت العربية بعد الفتح
ترجمتهم للعلوم و المعارف المختلفة و التي اعتبرتها المعاجم القديمة من المولد فأهملتها .
المعجم الوتسيط يعكس ما أثبت من ألفاظ مولدة و مستخدمة في صورة العربية الحديثة و يحذف كثيرا .5
خ ح ص 191
.6يرى الدكتور طخليل أنه من الضروري وجواد مجمع لغوي واحد لوضع مسميات موحدة و طخاصة
لللت و الادوات الحديثة على أن نكثر هذه المسميات و تتعداد بتعداد اللهجات و القطار العربية.
خ ح ص 230
خ ح ص 239
.8من حصيلة هذين المصدرين ]قراءة المعاجم الغربية القديمة و معاجم المصطلحات قراءة ادقيقة
و التجاه إلى النصوص الادبية و التاريخية و العلمية في التراث العربي و حديثا على أن نقسم النصوص
تاريخيا [....يمكن ترتيب هذه الماادة اللغوية و اتستكمال المعجم المنشواد لللفاظ المولدة .
خ ح ص 239
.9طخصص الرازي المتوفي 322لهذا اللون من اللفاظ التي جاء بها التسلم معجما كامل تسماه كتاب
الزينة في الكلمات التسلمية العربية.
82
الزينة ج 1ص .6 خ .المولد بعد التسلم ص 67
.10شهدت هذه الفترة )عصر النهضة( حركة التأليف في المعاجم اللغوية التي كانت قد توقفت منذ أن
أطخرج الزبيدي )ت (1205معجمه تاج العروس فظهر أول معجم عربي حديث هو محيط المحيط
لبطرس البستاني 1866تبعه بقطر المحيط و هو مختصر لهذا المعجم ثم ظهر أقرب المواراد .1889ثم
معجم الطالب لجرجس همام الشويري 1907ثم المنجد 1908للب لويس المعلوف.
و قد اعتنت هذه المعاجم جميعا بالمصطلحات و اللفاظ المولدة و أكثر من فعل ذلك بطرس البستاني في
محيط المحيط
خ ح ص 46
.11و شهدت هذه المرحلة )عصر النهضة( ظهور مجموعة من المعاجم العلمية من أشهرها معجم
الدكتور محمد شريف بالنجليزية و العربية في العلوم الطبيعية و الكيمياء و الطبيعة و النبات و معجم
الحيوان و المعجم الفلكي لمين المعلوف و معجم أتسماء النباتات للدكتور احمد عيسى و معجم اللفاظ
الزراعية للمير مصطفى الشهابي كما نشرت صحف و مجلت هذه المرحلة بحوثا في الكثير من
المصطلحات العلمية و المعربة.
.12و لسد هذا النقص وضع مصطفى الشهابي معجمه في اللفاظ الزراعية في الزراعة العامة
والبساتين و يضم هذا المعجم حوالي عشرة آلف مصطلح كان للمولد نصيب كبير فيها.
و الغرض من هذا المعجم أن يجد العلماء و الادباء و أتساتذة الجامعات و المدارس الزراعية و الثانوية
وأرباب الزراعة و المتأادبون أصلح الكلمات العربية التي يمكن اتستعمالها في زبدة العلوم الزراعية
الحديثة و في زبدة علوم المواليد من نبات و حيوان و جمااد.
.13و لذلك فكر الكرملي في وضع معجم لسد هذا النقص في مفرادات العربية يذكر فيه ما أغفلته
المعاجم من اللفاظ و تسمى معجمه هذا ذيل لسان العرب ثم عدل عن هذه النسبة و أطلق عليه )المساعد(.
ح خ 87و ما بعدها
83
مجلة لغة العرب 7/883نقل عن اد .إبراهيم -الب انستاس الكرملي و آراؤه اللغوية ص .111
.14و قد نتج عن هذه القطيعة إتسقاط ألف من اللفاظ – المصطلحات من المعجم العربي العام ،و قد
اقتفى المحدثون إل من رزقه ال التسامح – أثار اللغويين القدماء في هذه القطيعة فكانت المعاجم العامة
الحديثة – في الغالب – صورا مشذبة متفرعة من المعاجم القديمة .
.15ظهر في اللغة العربية طخلفا لبقية لغات العالم الحية – مستويان مستقلن منفصلن للرصيد
المعجمي العربي – توقيفي و منظور و قد حظي الول بالتدوين و همش الثاني .و تهميش هذا المستوى
قد أحدث في المعجم العربي انفصاما بين مستويات اللغة.
في أواطخر القرن الثاني و بداية الثالث ظهرت مؤلفات معجمية كثيرة و لكنها لم تكن معاجم -
حقيقية ومعظمها إما في غريب القرآن و الحديث أو في مظاهر لغوية معجمية مثل الضدااد
والمعلقات هو في صفات البداع و هي الكثر عدادا لهذه المعاجم مثل :الرتسائل في المطر
واللبن .....والنبات وطخلق النسان ،أو أكثر المعجميين المؤلفين لهذه المعاجم .
النضر بن شميل )818-203م( -قطرب بن المستنير ) (821-206و أبو عبيدة معمر بن المثنى -
) (825-210و أبو زيد النصاري ) (830-215و أبو تسعيد عبد الملك الصمعي )(828-214
و أبو عبيد القاتسم بن تسلم الهروي ) (839-223و كتاب الغريب المصنف أهم مدونة معجمية
بعد كتاب العين ،و قد رتب فيه اللفاظ اللغوية التي جمعت من المؤلفات السابقة بحسب مجالتها.
في النصف الول من القرن الثالث ظهر في اللغة العربية معجمان علميان مختصان إل أنهما ليسا .17
من وضع علماء عرب بل هما معجمان مترجمان من اللغة اليونانية هما:
84
معجم المقالت الخمس من القرن الول الميلادي أو كتاب ]الحشاشين[ للعالم -1
اليوناني اديوتسفيريدس العين زربي من القرن الول الميلادي ،من نقل اتسطفن بن بسيل )من
القرن الثالث( و إصل ح حنين إتسحاق )873-260م((
كتاب الادوية المفرادة للعالم اليوناني جالينوس البرغامي 199م .من نقل حنين بن -2
إتسحاق.
و أطخر كتاب عربي ألف في الادوية المفرادة على طريقة القدامى هو]كشف الرموز[ لعبد الرزاق -
بن حّ،ماادوش الجزائري المتوفي )1168ه – 1754م(
الرحلة المشرقية لبي العباس النباتي الشبيلي ) (1239-637و هو معجم في النبات. -
كشاف اصطلحات الفنون لمحمد بن علي التهانوي الذي انتهى من تأليفه )(1745-1158 -
.18أول معجم علمي مختص يؤلف في اللغة العربية هو كتاب الادوية المفرادة لتسحق بن عمران
بالقيروان و هو مفقواد...و قد أطخذ منه ابن البيطار في كتابه الجامع في النبات و المداواة 22مفرادة
و في النبات 30
.19لسان العرب لبن منظور ]جمال الدين أبو الفضل محمد بن مكّ،رم ابن منظور )630ه711-ه( )
1232م (1311 -في مستوى الجمع كان تابعا لعمال تسابقيه لنه لم يتسع إلى اتستيعاب الرصيد
المعجمي العربي كله ،من مختلف مظانه ،بل تعمد النحصار في طخمسة مصاادر فضلها على كل
ماعداها و اعتبرها كافية و هي:
التهذيب للزهري )ت 370ه 980/م( ،الصحا ح للجوهري )ت 393ه1003/م( و المحكم لبن تسيدة
)ت 458ه1066/م( و الحواشي لبن بري)ت 582ه1187/م( و النهاية لبن الثير)ت 606ه /
85
1210م(.
* تنتمي إلى عصور مختلفة ،ما بين النصف الول من القرن الرابع إلى نهاية القرن الساادس
الهجريين
* و من حيث الطختصاص تنتمي تلك المصاادر إلى مجالي المعجمية و علم الحديث )ابن الثير(
-ومن منهجيته أنه لم يكن يتقيد بالنقل الحرفي ادائما عن مصاادره فكان ذا موقف و منهج في الطخذ
فكانت مدونته معبرة عن شخصيته العلمية.
-كان موقفه متحيزا ضد العجمة و ذلك ادفاعا عن العربية التي كانت في حالة جزر .حيث فشت
العجمة و اتستفحلت .
-أفقد العجمة ألفاظا كثيرة .حيث ادون مداطخل أعجمية كثيرة و لكنه اعتبرها عربية طخالصة ولم يشر
إلى عجمتها مثل البوارج و البريز و النزيم و بندق و البستان ..........و البطيخ.
-اعتمد في اثبات العجمة لبعض اللفاظ على أراء عداد كبير من العلماء.
-اقتصر في أطخذ المقترضات اللغوية على إثبات ما اعترف به أئمة اللغة من المقترضات و ادونوه في
متونهم و طخاصة المعرب العلمي.
-كان يخضع العجمي لجذور عربية فوضع التستبرق تحت برق كما اشتق جذور وهمية من ألفاظ
أعجمية مثل بطرك الذي وضع للبطريك.
-أطلق مصطلحات مختلفة على العجمي مثل )المعرب – الدطخيل – العجمي – المولد(.......
و نسب العجمي إلى لغات مختلفة مثل )الفارتسية – النبطية -العبرانية )البعير( – الرومية و أهمل
كثيرا من نسبة اللفاظ إلى لغاتها.
.20من الكتب ذات الهمية التي اعتمدها المعجميون العرب في تعريف الماادة النباتية )كتاب النبات
لبي حنيفة الدينوري(.
86
ادراتسات في المعجم العربي ص 182
.21مستدرك ادوزي :ادوزي هو المستشرق الهولندي رينحارت ادوزي المتوفي 1883و هو مجمع
لمستدركات متعدادة لخصها في المستدرك على المعاجم العربية – صدرت طبعته الولى في لندن .1881
-جمع ماادته من المصاادر التي اتستقرأها و التي بلغت 450مصدرا ينتمي معظمها إلى ما بين القرن
الرابع و العاشر الهجريين.
-حاول تدوين المولد و المستحدث من اللفاظ و العبارات الجديدة التي طرأت في مختلف العصار
التسلمية ،طخلفا لمن تسبقوه الذين اكتفوا بتدوين الفصيح فقط في حدواد الجزيرة العربية و بعض التخوم
و نهاية عصر الحتجاج )ق 3ه(
-و مع ذلك فكان في مدونة ادوزي بعض مصاادر النقص إذ لم يستقرأ كل المصاادر و طخاصة التي
كانت قبل عصر الحتجاج مع وجواد مؤلفات كثيرة في العلوم و طخاصة في القرن الثالث وفيها ألفاظ لم
تدون في المعاجم العربية.
-كان معجم ادوزي ثنائي )عربي /فرنسي( اللفظ بالعربي و الشر ح بالفرنسي.
-كان لديه في كثير من الحيان ظاهرة الحشو بتكرار تعاريف بعض المداطخل و طخاصة المركبة.
-كان المدطخل المركب تارة حسب الجزء الول و تارة حسب الثاني و أطخرى حسب
-يعتبر معجم ادوزي أول معجم يقر بلغة المصار التسلمية من ادور في إثراء اللغة العربية
ضياء الدين أبو محمد عبد ال بن أحمد المعروف بالعشاب و النباتي ولد في مالقة بالندلس في النصف
الثاني من القرن الساادس الهجري )الثاني عشر الميلادي( و توفي في ادمشق 1248 /646م
87
أهم كتبه التي وصلت - :المغني من الادوية المفرادة
-المصطلحات النباتية و الصيدلية :احتوى كتاب الجامع على 3000مصطلح علمي منها القديم
و منها الحديث الذي اطختص به ابن البيطار.
و اعتمد في منهجه على .1اتستقراء المصاادر القديمة .2 .البحث الميداني .3 .اعتمااد المخبرين.
وجد في القتراض اللغوي وتسيلة هامة لنماء معجمه اللغوي و توتسيعه إذ يلحظ تفتح المؤلف على
معجم اللهجات العامية في عصره و على معجم اللغات العجمية فقام بدور العالم المصطلحي و
المعجمي،كان يكتب المصطلح حسب نطقه بلغته الم فبدأ بالساكن مثل )تسطوبي (
إن عمل ابن البيطار العلمي و المعجمي منهج يحتذى به و طريقة ل تزال صالحة.
ابن بيطار – الجامع – 1/3و 3/14 ادراتسات في المعجم العربي 293 – 271
.5معجم المصطلحات الطبية الكثير اللغات الذي صدر في ادمشق 1956للتساتذة مرشد
طخاطر – أحمد حمدي الخياط – محمد صل ح الدين الكواكبي.
.6مجموعة المصطلحات العلمية و الفنية الصاادر عن مجمع اللغة العربية بالقاهرة في تستة
أجزاء بين 957و 964
88
.8المعجم الطبي الموحد الصاادر في بغدااد 1973عن اتحااد الطباء العرب.
و السمة التساتسية في كل هذه المعاجم المتخصصة هي الترجمة ،فهي جميعا ثنائية اللغة
و قد رتبت مداطخلها المعجمية على حروف المعجم العجمية عدا الموتسوعة في علوم
الطبيعة.
-اعتبرت في ترتيب مداطخله المصطلحات النجليزية أصول ثم اتبعت بالفرنسية و قوبلت جميعها
بالعربية.
-و كان ترتيب المعجم من حيث الصفات عربيا )من اليسار إلى اليمين( طخاص بقسم النبات.
-هذا المعجم مؤهل لن يكون أحسن ما ألف المحدثون في مصطلحات علم النبات و ذلك لتوفر
أربع طخصائص:
ب -لنه ثمرة عمل جماعي و مر بثلث مراحل – فقد أعد ماادته الولى مكتب تنسيق
التعريب ،ثم أعاادت النظر فيه لجنة علمية في الجزائر ، 1973ثم أعاادت مراجعته
لجنة علمية متخصصة .1974
ج -انه معجم موحد بمعنى أن تحظى مصطلحا ته بنوع من الجماع العربي.
89
.25ومع المزايا اليجابية فان معجم النبات ل يخلو من بعض السلبيات مثل:
.1أنه طخال من التعريف و يكتفي بذكر المقابل العربي فيعرف المصطلح بمصطلح آطخر و كأنه
معجم لغة عامة مع أنه معجم مصطلحات علمية
.2هناك نوع من التسيب المنهجي في وضع المصطلحات و من مظاهر ذلك عدم التقيد بمنهج
ادقيق في معالجة السوابق و اللواحق كترجمة اللحقة OIDEذات الصل اليوناني بست طرق
مختلفة ،و الضطراب في تعريب الصوات العجمية مثل .V. Gبالضافة إلى تحريف
مصطلحات عربية كانت اللغة اللتينية قد اقترضتها في القرون الوتسطى مثل مصطلح تسماق
الذي جاءت محرفة تسماك.
هذا بالضافة إلى القطيعة بين واضعي هذا المعجم و العلماء السابقين من القدماء و المحدثين
.26من ناحية أطخرى يلحظ تزايد ظهور المعاجم الفنية التخصصية في كثير من مجالت العلوم بفضل
جهواد مؤتسسات التعريب و مجامع اللغة العربية في عدة أقطار عربية في المشرق و المغرب.
.27من المعاجم الحديثة :الجاتسوس على القاموس لحمد فارس الشدياق ) (1887-1804ينتقد فيه
القاموس المحيط للفيروز أباادي.
خ ح 75
.28البرقيات لحمد تيمور ) (1930-1871و هو معجم صغير كان هدفه احياء بعض الكلمات العربية
خ ح ص .101 القديمة.
90
حصة تطبيقية حول تعريف المعجم لغة واصطلحا:
:النص
يقول ابن جني " :اعلم أن عجم وقعت في كلم العرب للبهام و الطخفاء وضد البيان والفصا ح ،
فالعجمة الحبسة في اللسان ،ومن ذلك رجل أعجم وامرأة عجماء ،إذا كانا ل يفصحان ول يبينان
كلمهما ،والعجم الطخرس ،والعجم و العجمي غير العرب لعدم إبانتهم أصل ،واتستعجم العربي
القراءة ،لم يقدر عليها لغلبة النعاس عليه ،والعجماء البهيمة لنها ل توضح ما في نفسها ،واتستعجم
.............الرجل :تسكت ،واتستعجمت الدار عن جواب تسائلها تسكتت
اعلم أن أعجمت وزنه أفعلت و أفعلت هذه وان كانت في غالب أمرها تأتي للثبات و اليجاب نحو
أكرمت زيدا أي أوجبت له الكرامة ،فقد تأتي أفعلت أيضا ويرااد بها السلب والنفي ،وذلك نحو أشكيت
" .زيدا أي أزلت له ما يشكوه ،وكذلك قولنا أعجمت الكتاب أي أزلت عنه اتستعجامه
التحليل
يتضح لنا من اتستعمال مشتقات كلمة عجم أنها ل تفيد الوضو ح إنما تدل على الغموض ،فكيف يكون
.المعجم من مشتقاتها ؟ والمعروف أن من أهدافه التساتسية التيسير والتسهيل ؟
:جمع ابن جني في هذا النص مشتقات كلمة عجم محدادا معانيها ب
91
ااستعجم الرجل :تسكت
ااستعجمت الدار عن جواب اسائلها :تسكتت
92
حصة تطبيقية حول تحليل مادة معجمية
يحلل المعجم معنى الكلمات بالنظر إلى مستوياتها اللغوية المختلفة وهي مستويات تمثل مجموعة من
:المعلومات التي يتوقع أي طالب أن يقدمها له المعجم
أ ـ المعلومات الصوتية :وهو تمثل صوتي ادقيق يمثل الحرف في الكتابة رمزا كتابيا واحدا مستقل كأن
.تصف حركات الكلمة و مدها واعجام الحروف وإهمالها
ب ـ المعلومات الصرفية :يقدم المعجم تحديد المبنى الصرفي للكلمة إذا كانت اتسما أو صفة أو فعل ،
وهذا غالبا ما يحدث في صيغ صرفية محايدة مثل فاعل ) بكسر العين ( تقال لصفة فاعل و المر من
.فاعل نحو قاتل
ج ـ المعلومات النحوية :حينما يسوق المعجمي شواهد الكلمة عاادة ما يوراد بعض الشارات النحوية،
.وذلك بعرض بعض القواعد النحوية وذكر معناها الوظيفي في فهم المعنى
د ـ المعلومات الدللية :يكون شر ح المعنى بذكر المعاني المتعدادة التي يصلح كل واحدة منها لسياق
:معين ،وذلك
ـ بعرض الشكال التي تستعمل في عصر واحد مثل :بكة ومكة
ـ تخصيص مدطخل لكل اشتقاق من اشتقاقات الماادة
.ـ يتجنب الشر ح بالمراادف
ـ التستشهااد على كل معنى من المعاني التي يورادها المعجم للكلمة إذ يساعد في تركيبها
مؤلفه هو أبو نصر إتسماعيل بن حمااد الجوهري المتوفي تسنة 400ه .تتلمذ على يد أبي علي الفارتسي
و أبي تسعيد السيرافي .و يدلنا عنوان المعجم على أن صاحبه قصد إلى أرقى اللفاظ والصحيح منها
بصفة طخاصة .يقول في مقدمته " :أوادعت هذا الكتاب ما صح عندي من هذه اللغة التي شرف ال تعالى
" منزلتها
ترك الجوهري نظام ترتيب الحروف على المخارج ،ونظام ترتيبها على اللف باء .و ابتدع نظاما
جديدا
93
منهج المعجم
كيفية ااستخدامه :إذا أرادنا مثل البحث عن معنى كلمة اتستكتب :جرادناها من الحروف الزائدة وهي
.همزة الوصل والسين والتاء ،فيكون أصلها كتب ،فنبحث عنها في باب الباء فصل الكاف
نموذج من المعجم
العقيقة :صوف الجذع .و شعر كل مولواد من الناس و البهائم الذي يولد عليه :عقيقة وعقيق وعقة
:أيضا بالكسر .قال ابن الرقاع يصف حمارا
و اجتاب أطخرى جديدا بعدما ابتقل تحسرت عقة عنه فأنسلها
و منه تسميت الشاة التي تذبح عن المولواد يوم أتسبوعه :عقيقة .وقال أبو عبيد :العقة في الناس والحمر
ولم نسمعه في غيرهما
:وعقيقة البرق :ما انعق منه ،أي تضرب في السحاب و به شبه السيف .قال عنترة
94
تسلحي ل أفل ول فطارا وتسيفي كالعقيقة فهو كمعي
وكل انشقاق فهو انعقاق .وكل شق وطخرق في الرمل وغيره فهو عق .ويقال انعقت السحاب ،إذا تبعجت
.بالماء
والعقيق ،ضرب من الفصوص .والعقيق وااد بظاهر المدينة .وكل مسيل شقه ماء السيل فوتسعه فهو
.عقيق والجمع أعقة
و ذلك السهم يسمى عقيقة ،وهو تسهم العتذار وكانوا يفعلونه في الجاهلية .فان رجع السهم ملطخا بالدم
لم يرضوا إل بالقوة ،و إن رجع نقيا مسحوا لحاهم وصالحوا على الدية .وكان مسح اللحى علمة للصلح،
:قال ابن العرابي :لم يرجع ذلك السهم إل نقيا .ويروي عقوا بسهم ،بفتح القاف ،وهو من باب المعتل و ينشد
ثم اتستفاءوا وقالوا حبذا الوضح عقوا بسهم فلم يشعر به أحد
وعق عن ولده يعق :إذا ذبح عنه يوم أتسبوعه ،وكذلك إذا حلق عقيقته .وعق والده يعق عقوقا ومعقة
فهو عاق وعقق ،مثل عامر وعمر ،والجمع عققة مثل كفرة .وفي الحديث ) ذق عقق( أي ذق جزاء فعلك
.يا عاق
أعق فلن :إذا جاء بالعقوق .وأعقت الفرس :أي حملت فهي عقوق ،ول يقال معق إل في لغة
.راديئة ،وهو من النواادر ،والجمع عقق مثل لرتسول رتسل
.ونوى العقوق :نوى رطخو تعلفه البل العقق ،وربما تسموا تلك النواة عقيقة
والعقاق الحوامل من كل حافر ،وهو جمع عقق مثل قلص وقلص وتسلب وتسلب .والعقاق بالفتح :
............الحمل ،يقال أظهرت التان عقاقا وكذلك العقق
95
:الجابة :لقد شر ح الجوهري الماادة ) عق ( بذكره لمجموعة من المعلومات نفصلها ب
أ ـ المعلومات الصوتية :أوراد الجوهري طريقة نطق بعض الكلمات مثل قوله :عقة أيضا بالكسر وعقوا
.بسهم بفتح القاف ،العقاق بالفتح
ب ـ المعلومات الصرفية :قدم لنا مجموعة من اشتقاقات الجذر ) عقق ( ،ابتداء من الفعل الماضي عق
في قوله :عق بالسهم ،أعق ،العقاق ،العقوق إضافة لذكر بعض الجموع مثل الجمع عقق
.وعققة.وبعض أبواب الفعل في قوله :عقوا بسهم هو من باب الفعل المعتل
ج ـ المعلومات الدللية :شر ح الجوهري معاني الكلمات المشتقة من الفعل ) عقق( ،كتعريفه للعقيق :
.بأنها ضرب من الفصوص و العقاق :الحوامل من كل حافر
الشواهد :اتستعان مؤلف المعجم لتحديد معاني بعض الكلمات بمجموعة من البيات الشعرية لشعراء
.يعتد بفصاحتهم اللغوية
:تمرين
:ـ رتب هذه الكلمات على حسب طريقة عرضها في معجم الصحا ح 1
المطلوب :اتستخرج معاني المفرادات التالية من معجم الصحا ح أواللسان ،أو تاج العروس ،أوالقاموس
:المحيط ،مبينا نوع المعلومات التي يقدمها كل معجم
96