Professional Documents
Culture Documents
تمهيد :
ّ ّ
إن الموروث العربي اللغوي حظي بكثير اإلهتمام من قبل ال ّدارسيين والباحثين العرب وحتى المستشرقين والغربيين – بعضهم -وهذا عائد ألهمية اللغة ّ ّ
صا ً بها تضبطه القوانين الكامنة Fفي ذهنية أهل كل لغة. أن لكل لغة نظاما ً خا ّ العربية كونها لغة القرآن الكريم؛ فالحاصل ّ
أن هذا النظام اللّغوي يرام من وراء التعامل Fمعه هو تجريد هذا النظام وصياغته في شكل أدبيات علمية ترمي إلى توصيف نسمح ألنفسنا لذهاب إلى ّ
ّ ّ ً
أن النظرية النحوية الوظيفية قصدا؛ هي تحليل الظاهرة اللغوية وتفكيكها ،وما هو إال تفكيك اللّغة وفق اشتراطات وإجراءات مح ّددة ،ومنه نؤول إلى ّ
للتجربة اإلنسانية في تحقيقيته يمهد إلى كنه طبيعة صوغ هذا النظام المح ّكم في عقد الروابط الوظائف الوثاق بين مك ّونات جزاء اللغة الواحدة ،ومنه نقف
صل إليه " ابن جني" في كتابه الخصائص. على الوظيفة األساس للغة التي تفصح عن هذه التجربة اإلنسانية ،وهو ما تو ّ
أ ّما ح ّدها فهي أصوات يعبّر بها كل قوم عن أغراضهم ،هذا التناول جاء في ثنايا Fموروثنا اللغوي العربي دون هذه اإلصطالحية الحديثة؛ عند " سيبويه
"؛ " ابن جني "؛ الجرجاني؛ وغيـــــــــــرهم ...........
لقد جـــــاء النحو عند " سيبويه " بجديد ،ع ّد دراسة غير مسبوقة في ال ّدرس النحوي العربي الوظيفي ،القت بين؛ النظرية واإلجـــــــــراء ،مع تغليبها
الجانب األوّل.
هذا السبق الدراساتي منهجه " سيبويه " في سبعة ( )07أبــــــــــواب كاآلتي :
.01هذا باب علم؛ ما الكلم من العربية.
.02هذا باب مجاري أواخر الكلم.
.03هذا باب المسند والمسند إليه.
.04هذا باب اللفظ للمعاني.
.05هذا باب ما يكون من اللفظ من األعراض.
.06هذا باب االستقامة من الكالم واإلحالة.
.07هذا باب ما يحتمل من الشعر.
والمتف ّحص في رتبة هذا األبواب يستقرئ بنائية ما يعرف؛ باالنتقال Fمن البعض إلى الكل في تكاملية بين سبعة أبواب في منهجية التضام فيما بينها إلنشاء
جملة ،كان لزاما ً إحداث ممارسة إعرابية؛ فيحصل ذلك التركيب ألكثر من تأليف أساس ،يتمظهّر في عملية اإلسناد ،فينتقل المجال إلى وظيفية العالقة
التي تخضع إلى ضابط العامل.
تخضع الجملة النحوية إلى تبديالت ذات صلة بالديباجة الشكلية وحدود مواءمتها للمعنى؛ فينشأ أضراب من التأليف المستصاغة وغير المستصاغة؛ فتتحّد
وحدات القول مع خصائص الخطية؛ فينتج عنه النص الشعري الذي يالقي في معياريته مستويات؛ الصوت والتركيب والنحو وال ّداللية.
واّل فت في مجهودات " سيبويه " الوظيفية النحوية القائمة على ثالثة ( )03مكوّنـــــــات؛ هي :
.01المك ّون المعجمي القاعدي.
.02المكوّن العـــــــــــــــاملي.
.03المكوّن الداللـــــــــــــــــي[.]1
أن اإلجرائية الوظيفية تعمل على عقد العالقة بين أقسام الكلم من جانب وتعود هذه المك ّونات الثالثة إلى الباب األ ّول؛ أقسام الكلم م ّما ال ريب فيه؛ ّ
والمك ّونات األساسية من جانب آخر وبين القصدية الكالمية من جانب آخر.
األفعال واألسماء ،عناصر في مستوى المعجمي للتأليف وتسهم إلضافة في إغنائه واتّساعه ليبزغ المكون العاملي ،ليتيح صلة الوصل بينه وبين باقي
مك ّونات التأليف العاملة على تحصيل ال ّداللة.
إن هذه المك ّونات الثالثة تخضع لنظام المنهج التراتب والتوليد : ّ
.01أقســـــــام الكلم :
إن القصدية الكالمية تنتقل بين مجاالت ثالثة ،بين؛ االسم والفعل والحرف ،هي عناصر Fمنمازة Fتتكامل؛ فتعمل على اتّحاد الكلم معنى ما خصّ لعاقل ّ
وغيره.
إن تحديد " سيبويه " جاء في منتهى الدقّة والتجريد والشكلية؛ فقد مثل االسم بثالث مس ّميات تدل على ما في الكون من أشكال يمكن وصفها ،وهي؛ ّ
( رجل /إنسان)؛ (فرس /حيوان )؛ ( حائط /جماد ).
فاألقسام أحداث لغوية من إنجــــــاز المتكلّم[ ]2؛ تؤول إلى التمييز من المعاني المتباينة والسعي إلى تضييق أشكالها Fوميزاتها.
وهو ما نقف عليه في مدونة " سيبويه " مفسراً ماهية الفعل انطالقا من وظيفته؛ فيقول " :وأ ّما الفعل فأمثلة أخذت من لفظ أحداث األسماء وبيّنت لما
مضى ولما يكون ولما هو كائن ولم ينقطع "[.]3
يصاغ الفعل من االسم وهو في عوز إليه تأليفا ً إلنجاز الفعل الكالمي يزيد الحدث ذا األبعاد الزمانية الثالثة ،الماضوية الحاضرية المستقبلية ،ويتو ّزع بناء
وإعرابا ً يشارك بناء مع الحرف واالسم إعراباً؛ األنواع الثالثة أقواسا ً ثالثة متداخلة ،تمأل دائرة الحيّز اللّغوي ،وترسم التشابك القائم بين المجاريF
الثمانية ،على الرغم من أصالة االسم باإلعراب ،والحرف في البناء وتو ّزع الفعل بينهما.]4[" F
ضم والفتح والكسر يجريان بالحروف واألسمى ،واألفعال بعضها F،والنصب والرفع والجرّ، هذه المجاري الثمانية Fتق ّدم أمثلة تأليفية متّسقة؛ نجد كل من ال ّ
ّ
يجريان Fفي األسماء ،وتع ّد العالمة لها وعلى تداخلها وتج ّزئها تفصيلها؛ فهي تتألف في وظيفته بغية إنجاز رسم بعينه.
فالمحكم ألمثلة " سيبويه " هو التناول اللغوي والتجريدية بتعاطي قواعدية ناظمة؛ فيرون هذه الحاكمية جلية شارحة مباشرة F،متنقلة بين العموم
والخصوص تمثيالً ما جاء مربوطا ً بمجاري Fآواخر الكلم.
.02اإلعراب الوظيفي :
ّ
مجار " :إنما ذكرت لك ثمانية مجار ألفرّق بين ٍ ّ
عند وقوف " سيبويه" على الحركات اإلعرابية ":باب مجاري Fآواخر الكلم ،موزعها بين ثمانية )08( F
ما يدخله ضرب من هذه األربعة لما يحدث فيه العامل ،وليس شيء منها إالّ وهو نزول عنه ويبيّن ما يبنى عليه الحرف بناء ال يزول عنه لغير شيء
أحدث ذلك فيه من العوامل"[.]5
فالصلة بين العامل Fوجلب الحركة صلة تفاعل؛ فالمعرب متنقل عن وظيفته تغيّر حركته على خالف المبني؛ فالحاصلية تغيّر الوظيفية مع بقاء الحركة.
أن الموقع اإلعرابي والعالمة اإلعرابية من؛ رفع وض ّم وفتح وج ّر وكسر وجب التمييز منهم؛ فالواقعة اإلعرابية ال تنجز في شكل عالمة ما يستخلص ّ
إعرابية منظّرة (جمع المؤنّث السالم في حالة النصب) ال تحقّق بالم ّرة( Fكما Fهو الشأن في ما يس ّمى االسم المقصور مثالً ).]6[
فالوظيفية عند " سيبويه" اإلعراب والبناء المرتبط بالوظائف الداللية ال يكون الموقع؛ فالفاعل وإن تأ ّخر يؤدي وظيفة الفاعلية.
ألن لكل مجالها Fالوظيفي. المنصوبات كلّها تتقاطع في الحركة؛ ّ
إن نظرة " سيبويه" لهذين المفردتين Fنظرة وظيفية مؤسّسة على التأليف والداللة؛ فالمسند والمسند إليه عالقة .03المسند والمسند إليه تركيب وظيفي ّ :
تالزمية لتحقيق الفائدة من الكالم؛ بمعنى عدم االستغناء أحد العنصرين عن اآلخر[ ]7؛ فالعالقة اإلسنادية ال تستقيم بعنصر واحد.
فاإلسنـــــــاد " :أن يخبر واحد أو أكثر عن آخر".]8[
فاإلخبارية :هو المسند واإلخبار عنه ،هو المسند إليه ،ومنه ع ّد الفعل والخبر بؤرتي الجملة.
الجملة اإلسمية مجالها مفتوح على كل اسم مج ّرد من الزمن خاصة عند ورود الخبر معرباً.
أ ّم ا الجملة الفعلية ،المجال بها يختلف بحسب اختالف عناصرها وتنوعها Fبين الفعل واالسم واللزوم والتع ّدي ،وهو مجال ذو صلة بـ :الرتبة والحركة
اإلعرابية؛ فالتركيب اإلسنادي عقد بين الفعل واالسم ،إذ ال يمكن وجود الفعل إال بوجود االسم ،وفي .]9[ ......
أن ق ّوة العامل عنصر حاسم التأثير في التركيب انتظاما ً وداللة ،ما يترتّب عنها من تع ّدد العالئق الوظيفية التي ينجزها فإنّما ير ّجح رأي " سيبويه " ،هو ّ
الفعل بالتآلف مع العناصر Fاألخرى.
.04عالقة البنية التركيبية بالبنية الداللية في رسالة " سيبويه " :يبدأ أسلوبه في ترتيب أشكــــــــال الكالم انطالقةً بالغية من حيث الصحة والصدق أخذ
بعين اإلهتمام الضابط النحوي وتطابق البنيتين؛ التأليفية والداللية ،أدرج ذلك في باب االستقامة Fمن الكالم واإلحالة؛ فاجتهد في تقسيم الكالم إلى خمسة
أنواع :
-المستقــــــــيم الحسن نحو :أتيتك أمس
-المحال ،نحو :أتيتك غـــــــداً.
-المستقيم الكذب :حملت الجبل ،شربت ماء البحر.
ُ
رأيت. -المستقيم القبيح :قد زيداً
-المحال الكذب :سوف أشرب ماء البحر أمس[.]10
ّ
جلي هنا اإلجتهاد في الوظيفة النحوية؛ فالتداولية مؤسسة على شرح وظيفية ومقصدية المتكلم ومفهومه وتأويله المتلقي ونوعية التخاطبية التعامل.
فالتعاطي النحوي الداللي في نموذج " سيبويه " نجده يهتّم بالتراكيب والعالئق الداللية ،وفي الوقت نفسه أنواع الملقين والمتلقين.
المثـــــــــــال األ ّو ل :نتذهن االطالع الملقي على قواعدية النحو وأنواع تالؤم اللفظ بالمعنى في نفي صلة الملقي بالنحوية العربية وهو نفسه في النموذج
الخامس؛ تضارب Fاألزمنة أمر يمليه واقع السياق ،أ ّما النموذجان الثالث والرابع؛ فهي من جهة الضبطية النحوية محقّقة ،أ ّما من حيث المعنى لم يتحقّق
لإلستحالة وفي الرابع حصل اختالل في الرتبة.
إن دراسة التوافق صرفا ً وداللةً من زاوية الوظيفين تحتكم إلى ضابط عن صلة عناصر التأليف وسيلة " :الروابط البنيوية متعاونة مع التحديدات السياقية ّ
تستنتج التركيب األساسي مع المعقول نحويا ً ودالليا ً "[.]11
يذهب " تشومسكي " في ذلك بقوله ":ال يجب أن نخلط بين مفهوم قبول الجملة وبين مفهوم أصولية الجملة؛ فمفهوم قبول الجملة عائد إلى مجال دراسة
أن مفهوم أصولية الجملة يرت ّد إلى مجال الكفاية Fاللّغوية؛ فاألصولية هي عامل Fمن بين عوامل متع ّددة تترابط لتحديد قبول الجملة األداء الكالمي ،في حين ّ
"[.]12
ً ّ
فطرح " تشومسكي " جاء يركز اهتماما على مقبولية الجملة إزاء الجمل األصولية والالأصولية؛ فالعالقة بينها موازاة السياق.
اجتهاد " سيبويه " اتّضحت فيه ثنائية الكفاءة اللّغوية واإلجراء الكالمي مبدأ ك ّرسه " سيبويه" اتّضحت فيه ثنائية الكفاءة اللغوية واإلجراء الكالمي.
إن النحو يجب ن ّزل " سيبويه" منزلة األداتية ذات التأثير الق ّو ي في تحديد؛ الصحة والفساد في الجملة العربية ،وهو ما ذهب إليه " "Ruwetفي قوله ّ ":
أن يكون قادراً على الحصر الصريح والواضح لكل الجمل الصحيحة والحسنة التركيب ،وطرد كل الجمل ذات التركيب الفاسد ،الموجودة في اللغة
المدروسة "[.]13
فما ع ّد نحو مالئما ً ،هو ما خضع بطبيعة الملكة اللغوية والمعيارية النحوية؛ والمقصود هنا؛ النظام النحوي الذي تحتكم إليه اللغة في خصوصيتها ،في
بساطة صيغته وشكله ،القابل للتعميم على باقي العناصر Fاللغوية األخرى بغية توضيح الروابط التأليفية الشمولية .]14[ .
? تمهيد :
لقد اعتمد النحـــــــــــاة العرب القدماء Fعلى ضبط قواعد اللغة السليمة من اللحن؛ فإرتكزوا على النحو ،وسلكوا مناهجه إلى أن ظهر ما يس ّمى بـ ":النحو
الوظيفي " ،والذي يعتبر آخر محطّ ة إمتداد إليها النظريات الحديثة في الثلث األخير الذي يهدف إلى ضبط الكلمات مع بعضها Fالبعض ،يعرض تأدية
المعنى النحوي والمعنوي معاً ،حيث اتّسعت نطاقه إلى أن تصل إلى التراث العربي الذي م ّر بمراحل.
المبحث األول : النحو الوظيفي ( المفهوم والمصطلح).
المطلب األول :توطئة.
تع ّد نظرية النحو الوظيفي من النظريات اللسانية التداولية ،والتي نشأت في عام 1978م على يد اللّساني الهولندي " سيمون ديك" {،}Simon Dick
حيث تم ّك ن هذا العالم األلسني أن يرسي أسس النحو بتقديم الخطاطة العا ّمة لتنظيم مك ّوناته من خالل جهازها الواصف الذي يتميّز بال ّدقة والمرونة ،كما
توسّعت حدودها الجغرافية دخل أوروبا لتمت ّد إلى الوطن العربي ،مثل؛ المغرب ،والجزائر وتونس ،ولبنان وغيرها من البلدان العربية األخرى؛ فلقد
اعتمد بعض الباحثين أمثال؛ " أحمد المتو ّكل"؛ و"عز الدين البوشيخي " إلى تبّني هذه النظرية ونقلها من منشئها إلى الدراسات العربية ومحاولة إثرائها
بعد الجهود التي ق ّدموها بعد إعادة قراءة التراث العربي[.]15
المطلب الثاني :النمذجة.
تبدأ كل نظرية بسيطة التكوين لكنّها تسعى مع مرور الزمن إلى تطويرها جهازها الواصف بإغناء مكوّناتها Fومجاالتها؛ وبالتالي ّ
فإن نمذجة النحو
الوظيفي مرّت بمحطّـــــــــات ثالث نصوغها Fكاآلتي :
.01نموذج النحو الوظيفي ما قبل المعيار:
يطمح النحو الوظيفي منذ نشأته أن يكون نحواً للخطــــــاب ببُعديه المقالي والمقامي معاً ،حيث لم تقارب اللّغة في هذا النحو بوصفها Fمعطى مجرّداً قوامه
أن الدراسات الوظيفية في هذه المرحلة اقتصرت على المركب االسمي والجملة ،ولم تقارب نصوصا ً ألفاظ وتراكيب معزولة عن سياق إنتاجها؛ إالّ ّ
أن الجهاز الواصف ال يمثّل إال لمعرفة الصرف وال يكاد يتعداها.
ّ ّ بأكملها إضافةً إلى ّ
.02نموذج النحو الوظيفي المعيــــــــــار:
وتماشيا ً مع مرور سنوات من تفعيل النحو الوظيفي وتمريره الحظ منظرو النحو الوظيفي قصوراً من حيث الدرس والجهاز الواصف في النموذج ما قبل
المعيار ،حيث انحصرت تلك الدراسات في مجال الجملة ،ومن هنا عمد اللّسانيون الوظيفيون إلى مجاوزة تلك الدراسات ليشمل جملة من الدراسات مسّت
بعض القضايا Fالمعجمية والتركيبية[ ]16والتداولية في إطـــــــار الجملة المر ّكبة والمعقّدة ،حيث أعادت فيها النظر بإجــــــراء بعض التعديالت عليها
لتناسب إنتاج الخطاب أو النص ،وقد كان المنطلق في سعيهم ذلك ما أورده "ديك" في الفصل الثامن عشر من الجزء الثاني من كتابه األخير ( ديك –
أن هذه المكوّنات 1997م -ب) ،حيث اقترح صوغ بنية النص على أساس عملية إسقاط بنية الجملة مك ّونات وعالقات ووظائف ،على أساس افتراض ّ
والعالقات والوظائف واردة في بنية النص وورودها في بنية الجملة[.]17
.03نموذج النحو الوظيفي ما بعد المعيار :
وهو النموذج الذي ال يزال في طور النشأة والتعديل ،وهو بحاجة إلى بحوث مكثّفة Fلتأسيس فرضيته القائمة على أطروحة التماثل البنيوي الوظيفي
أن بنية الخطاب الطبيعي بنية واحدة تنعكس Fبكيفية واحدة في نموذج مستعمل اللّغة الطبيعية. للخطاب ومفادها ّ
النحو الوظيفي في التراث العربي :
لقد سلك النحو العربي ثالث عوامل دفعته إلى دراسة اللّغة العربية دراسة منظّمة في استخراج قواعدها بمعنى دراسة مضبوطة بالمعنى الذي أفاده
الضبط عند الكالم ،ومن العوامل التي أسهمت في تأسيس التراث النحو العربي ثالث هي :
ّ
.01العامل الديني: يعتبر القرآن الكريم دستور المسلمين واأل ّمة اإلسالمية عبر العصور ،ث ّم إنه نص موثق لكل تفاصيله إنطالق من مخارج حروفه إلى
عالمات Fإعرابه ،ث ّم إنّ ه نص معجز سواء من حيث المعنى السامي ،ومن حيث المبنى المحكم النسيج ،وقد وعد هللا ع ّز في محكم تنزيله ﴿ :إِنَّا نَ ْحنُ نَ َّز ْلنَا
ِّ
الذ ْك َر َوإِنَّا لَهُ لَ َحافِظُونَ .]18[﴾
ّ ّ
.02العامل القومي :بعد وفاة الرسول صلى هللا عليه وسلم ،وجد العرب أنفسهم ق ّو امين على أمم ذات الحضارة القديمة؛ فكان عليهم أن يكون أصحاب
رسالة إسالم إلخراج الناس من الظلمات إلى النور ،م ّما جعل الرجوع إلى األصل وهو " القـــــرآن الكريم ".
صب كل فريق برأيه. .03العامل السياسي :قد يذهب البعض إلى جعل مدرستين Fنحويتين إلى السياسة أو تع ّ
التعريف بكتاب سيبويه :
يع ّد كتـــــــــاب " سيبويه"[ ]19من أعظم كتب النحو العربي؛ فقد ألّفه ولم يضع له اسما ً مثلما فعل النّحاة قبله ،وإنّما الذين س ّموه بذلك هم النحاة لما رأوه
فيه من القيمة العلمية العالية؛ فهو يختلف عن غيره من الكتب ليس له مق ّدمة وال خاتمة ،وغنّما يض ّم مجموعة من األبواب تشتمل على مسائل نحوية حتّى
لُقٍب بـ " :قـــــرآن النحو ".
ّ
والمتمعّن في لغة الكتــــاب يجد أنّها صعبة الفهم ،إال بعد قراءات متكرّرة Fوتركيز عميق ،حيث يقول " ابن كيسان" ":نظرنا في كتاب "سيبويه" فوجدناه
ألن كتاب أُلِّفَ في زمان كان أهله يألّفون مثل هذه األلفاظ؛ فاختصر على مذاهبهم في الموضع الذي يستحقّه ،ووجدنا ألفاظه تحتاج إلى عبارة Fوإيضاح؛ ّ
أن عبارات الكتاب يكثفها بعض الغموض. "[]20؛ أي ّ
كان " Fسيبويه" يك ّر ر بعض الشواهد مثل؛ اآليات القرآنية وبعض األبيات الشعرية؛ وبالتالي نقول هو كتاب قيّم بامتياز بشهادة كل النحـــــــاة العرب
إن بعض الغربيين Fأقاموا دراسات حول كتاب " سيبويه". والغربيين حتى ّ
نموذج من كتـــــاب "سيبويه" :
نموذج من البـــــــــــاب األول ،الجزء األول من الكتاب " سيبويه" بـــــــــاب " علم الكلم من العربية".
فالكلم :اسم فعل حرف جاء لمعنى ليس باسم وال فعل؛ فاالسم رجل؛ فرس؛ حائط ،وأ ّما الفعل فأمثلته أخذت من لفظ أحداث األسماء ،وبنيت لما مضى
ولما يكون ولم يقع وما هو كائن لم ينقطع ،فأ ّما بناء ما مضى فذهب وسمع ومكث وحمد ،وأ ّما بناء ما لم يقع فإنّه قولك أمراً : اذهب؛ اقتل؛ اضرب
ومخبراً يقتل ويذهب ويضرب.
مجار :على النصب والج ّر والرفع والجزم والفتح والض ّم والكسر ،والوقف؛ هذه المجاري ٍ ثمانية على تجري وهي : العربية مجاري آواخر الكلم من
الثمانية يجمعهن في اللّفظ أربعة أضرب؛ فالنصب والفتح في اللفظ ضرب واحد والج ّر والكسر فيه ضرب واحد ،وكذلك الرفع والض ّم والجزم والوقف،
ّ
مجار ألفرق بين ما يدخله صرب من هذه األربعة لما يحدث فيه العامل[.]21 ِ وإنّما ذكرت لك ثمانية
ولألفعال المضارعة ألسماء Fالفاعلين Fالتي في أوائلها الزوائد األربع :الهمزة؛ والتاء؛ والياء؛ والنون ،وذلك قولك : أفعل أنا ،وتفعل أنت أو يفعل هو،
ونفعل نحن.
مررت بزي ٍد ،والرفع هذا زي ُد وليس في األسماء جزم لتم ّكنها Fوللحاق التنوين.ُ :رأيت زيداً ،والجـــــــــــ ّر
ُ والنصب في األسماء F
والنصب في المضارع من األفعـــــــــــال ،لن يفعل ،والرفع سيفعل ،والجزم لم يفعل ،وليس في األفعال المضارعة ،ج ّر كما أنّه ليس في األسمــــــــــاء
جزم ،ألنّه المجرور داخل في المضاف إليه معاقب للتنوين وليس ذلك في هذه األفعال.
ّ ّ
إذ يع ّد كتــــــــاب " سيبويه" أ ّول كتاب في تاريخ علم اللغة العام يعرض ويط ّور العديد من النظريات اللسانية التي لم تعرف إال في القرن العشرين ،كما
يق ّدم الوصف األشمل للغة في كل مستويات التحليل ويع ّد منطلق التحليل النحوي العربي في تاريخ الدراسات النحوية التركيبية.
النحو الوظيفي العربي عند :ابن جني
أن النحو العربي ال يولي اهتماماً Fإالّ بالعالمات اإلعرابية التي ال تتجاوز الحركات والعالمات الفرعية للكلمة ترسب في األذهــــــــــان – بعضها – ّ
أن هذه الحركات اإلعرابية آلواخر الكلم ،هو اعتناء جوهري بترتيب الكالم وصقله ،وهو اهتمام وظيفي خالص؛ يراعي أن الحاصل هو ّ العربية؛ إالّ ّ
التأليف وصالته بمقصدية الخطاب العربي وإشكاالته؛ منهم " ابن جني"؛ فالنحو عنده استنتاجا ً ونبشا ً في الوظيفية العربية ،التي تأخذ بالبعد التواصلي،
ذي صلة بالتعاطي اإلنساني للغات المختلفة؛ فـ " :ابن جني " ق ّد م عطاءات أثرت المنتوج الكوني في تخصصه؛ فمن جهة التناول المنهجي ارتأينا ،فجاء
على مقاصد ثالثة أجملناها فيما يلي :
األوّل :الظاهرة االجتماعية في االكتساب اللّغوي وعالقتها بالتواصل.
الثاني :النّزعة التداولية مع مراعاة Fقواعد الوضع.
الثالث :المرمى التحادثي اآلخذ بمبدأي الترشيد.
الثالث : المق ّوم المرجعي :دراية المستعمل Fللمضمون الحميمي المحفّز لآللية المحف ّزية اإلجتماعية ،تع ّد الظاهرة اللّغوية شفويةً وخطيّة كانت إفرازاً من
قبل الحاضنة االجتماعية التي تتداول هذه اللغة توظيفا ً بين الجهات المتخاطبة؛ فالخطاب بينها متنق ٌل من؛ متكلّم إلى سامع وهل ّم ج ّراً بحسب مجريات
التعاطي الخطابي ومدار التواصل ،هو السياق الذي يو ّج ه االستعماالت اللغوية؛ بمعنى أداتية اللغة إلنجاز الفعل اللغوي الذي يبتغي النفعية والمعرفية
االجتماعية.
فاللغة االجتماعية أداة تواصل تغليبا ً على باقي الوظائف األخرى من ميزاتها :
أداتية التواصلية اللغة االجتماعية Fفي التواصل اللغوي االجتماعي :
-البنية اللغوية مربوطة بالوظيفة.
-اكتساب اللغة مع تحقيق اإلدراكية والنفسية ضمن الحاضنة اإلجتماعية.
اشتـــــــــــــراطات االكتساب اللغوي االجتماعي :
يخضع لثالثة ( )03مقوّمــــــــــات :
.01المقــــــــــوّم اللّساني :يتجلّى في امتالك الصورة النمطية ،الصوتية ،والمعجمية.
.02مقــــــــــ ّوم تخاطبي :يظهر في القدرة على تساوق أنماط الخطاب بك ّل أنواعها.
الثاني :التص ّو ر التداولي للظاهرة اللغوية تذهن التداولية ذو صلة بالرتبة اللغوية مع حصول العوامل الاّل زمة للمواقف الوظيفية التي تستند عليها
التواصلية.
ومنه وجب االعتناء Fبالمعنى وصلته بما يحاط به من مك ّو نات المعجمية في التركيب الجملي والتنظيمي ،ليتذهن المتلقي قضوية الخطـــــــاب وأبعاده
التداولية.
والمقصود بالمضمون للتركيبـــات اللّفظية وليست التركيبات البنائية في ذاتها ،ذلك ما رامه "ابن جني".
يمكن Fاستقراء تخريج مبادئ التخاطب ،التي تو ّج ه الفعل الكالمي ألداء تداولية الخطاب ،ويحمل فيه معنى آخر؛ التميييز من المعنى والملفوظ و المرام
علي المطالعة ،وأنت ترمي إلى هجرها. نحو :فهم ٌّ
الثالث :المرمى التخاطبي ،مبدأ فيه التكـــــــافل والترشيد ،للغة في اإلجرائية االجتماعية؛ Fفالصالت االجتماعية تفسر ما تتداوله فيما بينه ،وما نتعاطاه.
يتعيّن الخطاب بك ّل تجلّياته يحيل إلى محيط تجاوزه وضوابط تجنح إلى االستعمالية Fالتجميلية والتعليمية لمك ّونات الخطاب ،أدوات من شأنها Fتطبع
ألن مراقبة المتكلّم تتكيّف بحسب ما تق ّدم من إرشادات ،وفيه المتعاطي االجتماعي بين الملقيين والمتلقّيين ،و =هي صفات لغوية يتأ ّخر المخاطب فيها؛ ّ
تترتّب اهتمام " ابن جني" في الحميمية والتكافل االجتماعي.
قائمة المراجع :
-أبو الفتح قبان ،ابن جني ،تـ :محمد علي النجار ،ج ،1ط 03؛ دار الكتاب العربي ،لبنان1913 ،م.
-عبد الفتاح الحموز ،نحو اللغة العربية الوظيفي في مقاربة أحمد المتو ّكل ،ط ،1دار جذير ،عمان ،األردن2012 ،م.
-أحمد المتو ّكل ،التركيبات الوظيفية ،قضايا ومقاربات ،مكتبة دار األمـــــــان ،الرباط ،المغرب2005 ،م.
ولم تنشأ المناهج والنّظريات اللّغوية قديمها وحديثها إالّ تمثيالً وتعبيراً عن مضمون اللّغة ودالالتها دراسةً فتحليال فاستعماال؛ فالنظر إلى اللغة في حالة
ّ ّ ً ً
صل Fوالهدف المتض ّمن Fفي ك ّل إنجاز معرفي عن اللّغة ،السيّما إذا كان التّواصل في النهاية وسيلة وظيفية مه ّمة االستعمال أو التّواصل يبقى الغرض المتأ ّ
الكتشاف مقاصد المتكلّم.
وبمعزل عن المنطلقات التأسيسية؛ النظرية والمنهجية التي يلمسها الباحث عند " ابن جني " ،وذلك باستخالص بعض من مالمح النظرية الوظيفية ذات
الميزة التّواصلية من مظان هذا اإلرث اللساني ،الذي يمثّل غيظا ً من فيض " ابن جنّي " وإسهاماته Fاللّغوية المتنوّعة.
هذا وقد اقتضت الطبيعة لمادة البحث أن يقتصر منهجه على المقاصد الثالثة اآلتية:
* المقصد األ ّول :اجتماعية اللّغة من التكوين الوظيفي إلى السيّاق التّواصلي.
* المقصد الثاني :الرؤية التداولية للّغة ( مبادئ الوضع واالستلزام الخطابين ).
* المقصد الثالث :البعد التّخاطبي للغة ( معيارا التوجيه والتضامن.) F
Tالمقصد األ ّول :اجتماعية اللّغة من التكوين الوظيفي إلى السيّاق التواصلي.
اللّغة إنتاج اجتماعي ،ويتح ّدد وضع التّواصل بالبُعد االجتماعي االستعمالي بين المتخاطبين ،بكونه حواراً متبادالً بين متكلّم ومتل ٍ
ق يتو ّخى االستماع
ّ
وبأن المعنى في النهاية ،هو االستعمال نفسه؛ أي استخدام اللغة ّ واإلجابة ،وبذلك يكون شعار النّظرية الوظيفية مرتبطا ً بفكرة االستعمال االجتماعي للّغة،
لتحقيق أغراض معيّنة ألنّها؛ أي اللّغة ترتبط وظيفيا ً باألنشطة الفعلية.
أن اللّغة في نظر االتّجاه الوظيفي أو النّظرية الوظيفية عبارة Fعن أداة اتصال باعتبار التواصل يمثل الوظيفة الرئيسة المهيمنة Fعلى بقية الوظائف
ّ ّ ّ كما ّ
كالتعبيرية Fوالتمييزية .......
ومن أبرز سمـــــــات هذه النّظرية :
-أنّها تع ّد اللّغة أداة للتّواصل االجتماعي.
أن بنية اللّغات ال يمكن أن ترصد خصائصها Fإال إذا ارتبطت بوظيفة التّواصل.
ّ -تعتمد هذه النّظرية فرضية ّ
-قدرة المتكلّم – السّــــــــــامع في رأي االتّجاه الوظيفي ،هي معرفة المتكلّم لألصول والقواعد التي تم ّكنه من تحقيق أغراض تّواصلية.
-يتّم اكتساب اللّغة في السّياق االجتماعي ،كما Fأنّه يع ّد أحد مالمح Fاالنخراط في المجتمع واإلدراك العام.
ولفهم وظيفة اللّغة من عناصر Fرئيسة ثالثة :
.01مكوّن لساني : يت ّجلى في اكتساب المتكلّم لنماذج صوتية ومعجمية.
.02مكوّن خطابي :يتجلّى في اكتساب المتكلّم القدرة على توظيف مستويات مختلفة من الخطاب.
ضوابط والمعايير Fالتي تحكم التّفاعل Fاالجتماعي. .03مكوّن مرجعي :إدراك المتكلّم ال ّ
Tالمقصد الثاني :الرؤية التداولية للّغة ( مبــــــــــادئ الوضع واالسلتزام الخطابيين).
مفهوم التداولية مرتبط بالسياق ،وهي تعنى بال ّشروط الالّزمة لكي تكون األقوال اللّغوية مقبولة ومؤثّرة ومالئمة في الموقف التّواصلي الذي يتح ّدث أثناءه
المتكلّ م؛ وبالتالي يجب أن تأخذ بعين االعتبار دراسة المعنى في صلته بظروف الكالم والعناصر الداخلة في تركيب الجملة والنص لكي يتّم التم ّكن من فهم
ما يريد المتح ّدث قوله ،والمعنى الذي تر ّكز عليه التداولية هو المعنى السياقي الخاص بالمركبات وليس اللّفظي الخاص بالكلمات واأللفاظ ،وهو ما انتبه
إليه " ابن جنّي " في الخطاب.
ً
فالقاعدة Fالتداولية األولى التي يمكن التماسها ،هي فكرة أو قواعد التخاطب التي تو ّجه السلوك الكالمي وتجعله فعّاال بين المتخاطبين ،وهي تسير بهدي
مبدأ شامل يحكمه أربعة مبادئ ،وهي : مبدأ الك ّم ومبدأ الكيف ،ومبدأ المناسبة والطريقة؛ ويشير مبدأ الك ّم إلى مساهمة المتكلّم في كالمه بالقدر الكافي
صدق ،أ ّما المناسبة فيشير إلى إبراد الكالم في مناسبته طبقا ً للموقف الذي يرد فيه في حين يتّصل مبدأ الطريقة بالوضوح فيما يتّصل مبدأ الكيف بال ّ
واإليجاز.
والقاعدة التداولية األخرى عند " ابن جنّي " ،هي فكرة االستلزام الخطابي والتي تع ّد أصالً تتناسل منها المبادئ األربعة المذكورة ،وذلك بالتفرقة القائمة
بين بنية المعنى األولى للتركيب وبين المعنى التّخاطبي في سياق تواصلي وغرض استعمالي بين المتكلّم والمخاطب أو بعبارة Fأخرى ،التّفرقة بين المعنى
الذكـــــــــــاء " وأنت تقصد غباءه الش ّديد. المنطوق والمقصود مثل ": علّي مفرط في ّ
ّ
Tالمقصد الثالث : البعد التخاطبي للغة ( معيارا Fالتوجيه والتضامن) F
تعكس اللّغة وظيفة التّفاعل Fاالجتماعي للمتكلّم؛ فالعالقة االجتماعية تح ّدد الكثير م ّما نقوله فيما بيننا وقدراً عظيما ً م ّما نوصله.
والخطاب اللّغوي بطبيعته يخضع لظروف إنتاجية خاصّة ومعايير تن َزع إلى استعمال Fأساليب تهذيبية تتوافر على عوامل ِ
توسم البعد االجتماعي بين
ألن مقاصد المتح ّدث ونمط بناء أسلوبه، المتخاطبين ،وهذه األساليب تقوم على صفة لغوية ينتظم المتكلّم فيها ،ويحرص على صيغتها الشكلية المالئمة؛ ّ
يتغاير Fوفق هذه التّوجّهات.
ومن هذا المنطلق انصبّت عناية " Fابن جنّي" على معيني ،التّوجيه والتّضامن في الخطاب اللّغوي وفق ما تقتضيه مستويات المخاطبين.
الخــــــــــــــــاتمة :
في ختام هذا البحث نوجز أه ّم النتــــــــائج :
-المح ّددات التي تحكم وتفسّر الرسالة اللّغوية عند " ابن جنّي" تتمثّل في المحتوى الوظيفي والسّياق التواصلي.
-لقد تنبّه " ابن جنّي " إلى السّمة التداولية للخطاب ،بما يخصّ المك ّونات التخاطبية أو بما يس ّمى مبادئ التخاطب التي تقوم بإنجاح عملية
التّواصل.
النحو الوظيفي عند الجرجاني
ماستر 1 :
محاضرة Fرقم 3 :
سيس الدرس النحوي العربي : تأ ّ
جاء تراث العربي يتّسع في تواصليته بين القديم والحديث في شأن المعنى والداللة وما يحيالن إليه من وظيفية وتواصلية للتعامل مع نص القرآن المق ّدس
الّذي رتّب وظيفيا ً كرسالة جاءت للتعامل Fوالتعاطي معها ،فمنه ،رسّخت الوظيفية من نص القرآن الكريم ،أ ّوالً :
ولع ّل على هامات هؤالء المفكرين العرب؛ المفكر " عبد القاهر الجرجاني" في جوهرته " :النظم" الذي يع ّد قمة الفكر البشري في خلق أدبيات تؤطر
عالقة اللفظ بالمعنى وأن الوظيفية والبنية تتكامالن كتو ّجه وظيفي في تعاطي النّص.
مالمح النحو الوظيفي عند " الجرجاني " :
تتب ّدى اللّسانيات الوظيفية التداولية من زاوية الظاهرة اللّغوية القائمة بذاتها بوصفها كالما ً يجسّد السلوك اللغوي في المقامات Fالتي تتجاوب مع المقاالت
في إنتاج نمطية الخطاب بحسب المناسبة والموقف واالنتقاء.
ً
يولي " الجرجاني " الداللة وأغراضها أهمية قصوى؛ فـ" :النظم " عنده هو تآلف بين المركبات Fوالمستويات والبنى المختلفة ،خضوعا النسجامية
تؤطرها القواعدية الناظمة للغة العربية.
لمعان جديدة مولد ٍة بحكم توجيه البنية للمعنى؛ فالتقديم والتأخير مثالً؛ فهو
ٍF فالمعنى يتب ّدل وينسجم كلّية مع تغيّر المعنى؛ ففي التغيير حاالت وإفرازات
يضيف معانية Fعلى المعنى ،فننتقل من المعنى إلى المعنى اآلخر ،من الحقيقة إلى مجاز ،ومن الظاهر إلى الباطن ،وفي ك ّل ذلك السبك الجمالي الذي يم ّد
أواصر حميمية قوية بين المتخاطبين.
ق بين المعنى واللفظ ال يبدي أي اختالل في الشكل ٍ ونس تضام
ٍ في والشعرية، والجمالية، والنحوية، العلمية، الصالت فـ" :النظم " عند " الجرجاني" عقد
أو المضمون ،وهو عين الوظيفية التي جهرت بها نظريات الفكر اللغوي الحديث والمعاصر.
فجاءت تتص ّرف تقديما ً وتأخيراً في الكالم – بعضه – غيره Fفي ٍ
مقام آخر لتحليل العناية أو الضّرورة الشعرية.
يرتّب " الجرجاني " نحويا ً في المقام األ ّول عند الجمهور اللّغويين العرب.
صالت العلمية بين النّحو
ي في عالقات المعاني والبيان بالنحو العربي .إليه يُعزى الفضل في عقد ال ّ نظرية النظم شاهدةٌ على هذا الحكم؛ فالطرح علم ٌ
واللّغة في النظام المعرفي.
إن الحراك اللّغوي والمعرفي أسّس إلجرائية القراءة والفهم المتع ّدد ،من ذلك نموذج النّص القرآني المق ّدس الذي يمثل الوظيفية في النحوية العربية لما فيه
ّ ّ
من:
.01الطـــــــــــابع البنيوي للنّص القرآني.
.02الطابع الوظيفي للنّص القرآني.
النحو الوظيفي العربي عند :عبد القاهر جرجاني
إن تناول الوظيفية من وجهة المعنى يتطلب الخوض في مركبات المعنى ذات الصلة أساسا ً بارتباطية Fالبنية بالوظيفة ،بحثا ً عن مقاربة Fوظيفية في إجرائية ّ
ً
الل غوية عند اللغويين العرب القدامى وعلى رأس هذا اإلهتمام ،التقديم والتأخير -الحذف – الوصل -الفصل هذه المقارنة Fتحديدا على :التقديم والتأخير ّ
وتسلّط هذه المقاربة عنايتها تحديداً عن التقديم والتأخير والحذف في تمظهراتها Fالوظيفية.
.01التقــــــديم والتأخير :يستهل " الجرجاني " حديثه بـ " :باب التقديم والتأخير " ،في قوله ":باب كثير الفوائد ،ج ّم المحاسن ،واسع التس ّرف ،بعيد
أن آرائك ولطف الغاية ،ال يزال يفتر لك عن بديعة ،ويفضي بك إلى لطيفة وال تزال ترى شعراً يروقك نسمعه وللطف لديك موقعه ،ث ّم تنظر فتجد سبب ّ
عندك ،أن ق ّدم فيه شيء ،وحوّل اللّفظ من مكان Fإلى مكان.]1[F
ففي تخ ّرج " عبد القاهر الجرجاني" يرجع ق ّو ة المعنى وحسنه إلى ما خضع إليه من تبديالت في التقديم والتأخير ،ليقيم الفرق بين ضربين Fمن التقديم :
.1التقديم على نية التأخير ،وهذا التغيير ال يؤثّر على حكم ما ق ّدم نحواً ،نحو :تقديم المفعول على الفاعل؛ " ضرب عمراً زي ٌد " ،هذا في الجملة
الفعلية وفي اإلسمية؛ منطلق زيد.
فيتغيّر الحاصل في الجملتين؛ الفعلية واإلسمية ،بقيت وظيفة؛ الفاعلية Fذات تأثير وهو مبدأ أخذت به به الوظيفية.
.2تقديم ال على نية التأخير؛ وهو ما يحصل فيه تح ّول حكم المق ّدم النحوي إلى آخره ،ويتأثّر إعرابا ً مثل؛ التساوي بين االسمين في التعريف ،نحو :
عمر المنطلق والمنطلق عمر؛ فمتى ق ّدم حاز رتبة المبتدأ ومتى تأخر تغيّر إلى خبرية؛ فلم يحافظ على موقعه األصل ،والحكم ينسحب على المنطلق؛
خاطبت مح ّمداً – مح ّمد خاطبته؛ وردت منصوبة على المفعولية ،أ ّما عند تقديم الرفع؛
ُ ضربت زيداً ،زيد ضربته /
يرى " الجرجاني" فكرة " :اإلكتفاء Fبالتقديم والتأخير للعناية واإلهتمام؛ لما له من اختزالية وغموض ،ويكفي " الجرجاني" إختصاره معنى التقديم بهذه
الكيفية الذي يلبس على المعنى غموضاً ،كان هذا داعيا ً إلى إيضاح وجه العناية؛ فمن الضرورة استقصاء خصوصية البنية ،وهو ما ينطبق إلى صور
الكالم األخرى "....
فمن باب توضيح أولى :بيان وجه التعظيم والتنكير ووجه اإلختصاص في التعريف ...........ومعرفة ما تق ّدم ال تت ّم إالّ بمعرفة الغرض ،والمقصد وهو
ليس هنا بهيّن من إقطاب سحر المعنى داخل سياقاتها ،والوصول إلى كنه داللتها ،للمعنى وقع في اللفظ؛ فهو المح ّدد المقصود من غيره من األلفاظ
األخرى؛ فيكون بذلك المعنى في هذا المقام منتفيا اللفظ الذي يرونه ،وال يُمكن في الحال لهذا طرق أبواب المعنى من اللّفظ ": ،فالمعنى إذن يقودك إلى
اللفظ؛ ألنّه لواله من عرفنا شيئا ً؛ فهذا حال مبدأ التعالق بين اللفظ والمعنى ،والذي بنيت عليه كل أبواب الدالئل[.]2
ومن الخطأ إضافةً عند " الجرجاني " توزيع التقديم والتأخير إلى إفادة وعدمها ،واألمر كذلك وجب استخراج ضابط خضوع التقديم والتأخير في الكالم
جميعه " :وهذه مسائل ال يستطيع أحد أن تمنع من التفرقة بين تقديم وما تق ّدم وترك تقديمه "[]3؛ يبسط " الجرجاني " في التقديم والتأخير على ذات
إن الريب في الحادث وثاق بمسألة التعالق بين اللفظ والمعنى ،واستقراء ضابطية المو ّجه في ذلك ،عوض اإلقتصار على :أنّه للعناية Fواالهتمام؛ فمثالً ّ :
والتساؤل عن ثبوته ،يستدعي لفظا ً غير التي يكون الغرض من التساؤل عن الفعل أو الريب؛ فالسائل عن غرض الحادث الفعل ،يفضي إلى أولية التقديم،
نحو؛ أفعلت ؟ وإن قصداً كان غرض االستفهام عن الفاعل ،جاء هو أولى بالتق ّدم عن الفعل ،مثال؛ أأنت فعلت ؟
فالمعنوية القصدية هما مح ّددا البنية التي خرج فيها على شكل صورة لفظية[.]4
ً
الشأن نفسه في تقديم وتأخير المعنى؛ فمتى رمت نفي فعل لم يثبت أنّه مفعول؛ فمن باب أولى تقديم الفعل؛ ما ضربت خالدا ،نفي ضربه ،ومتى رمت نفي
أن زيداً مضروب حتماً ،والقصد أن تنفي فعل ثبت أنّه مفعول؛ فمن باب أولى كذلك ،تقديم الفعل ،مثال نحو :ما أنا ضربت زيداً ،فالمعنى المقصود ،هو ّ
كونك الضارب له.]5[
ّ ّ ّ
يقول " الجرجاني" ": اعلم أن الذي ألن لك في االستفهام والنفي ،من المعنى في التقديم ،قائم مثله في الخبر المثبت "[]6؛ وهو بقوله يؤكد على أن ماّ
فإن ذلك يستلزم تقديم الفاعل Fوالمعنى في القصد ،هذا ينقسم إلى استنبط من تفعيل في الخبر المثبت ال يختلف عن النفي واإلستفهام؛ فإذا قصد الفاعل؛ ّ
قسمين:
.01أن يكون الفعل ناصا ً على واحد؛ فهو قصر الفعل على الفاعل دون غيره ( أنا كتبت في معنى فالن ).
ك ،إذن فهو ليس كاأل ّول ( قصر الفعل على .02أال يكون القصد إلى الفاعل Fعلى هذا المعنى ،ولكنّك أردت أن تحقّق للسماع أنّه قد فعل منعاً Fللش ّ
بأن الفاعل Fقد فعل؛ فتبدأ بذكر الفاعل لكي تبعده عن الشبهة وتمنعه من اإلنكــــــار ،نحو " :هو يعطي الجزيلة "[.]7 الفاعل ) ،وإنّما هو لتحقيق السامع ّ
ك الفعل إنكاره؛ فإنّه ال يق ّد م ذكر المحدث " الجرجاني" عنه؛ فنقول خرج وال حاجة القول ( :هو مجتزل ) فأنت يلفت اإلنتباه " الجرجاني " عندما Fش ّ
ك يستدعي تقديم المحدث عنه ،وإن كان ك السامع ،وهو ما يوافق مبدأ التعالق بين البنية والمقام؛ فمقام الش ّ تخبر عن معتاد الخروج غداة م ّما يستبعد ش ّ
ك فهو في غير حاجة إلى تقديم[.]8 شيئا ً ال يستدعي الش ّ
أن هذا الصنيع أن تقديم المحدث عنه في الخبر المنفي ،ال يختلف عن تقديمه في الخبر المثبّت؛ فيقول " :واعلم ّ ويرى " عبد القاهر الجرجاني " نية إلى ّ
يقتضي في الفعل المعنى ما اقتضاه المثبّت "[.]9
ويضيف الجرجاني في تقديم وتأخير المتعلّق بالنكر :
" فأنت تريد أن تسأله :هل كان مجيء من واحد ؟ "
ّ
.01إذا قلت :أجاءك رجل ؟ فأنت تريد أن تسأله :هل كان مجيء من واحد من الرجال إليه؛ فإن قدمت االسم؛ فقلت " :أرجل جاءك ؟ " فأنت تسأله عن
جنس من جاءه ،أرجل هو أم امرأة "[.]10
أن في األ ّول ،اإلستخبار جاء عن عدد الرجل ،إن كان واحداً فأكثر ،أ ّما الثاني عن جنس الجائي ،أرجالً كان أم ففي الحالتين كلتاهما حصول المجيء ،إالّ ّ
امرأة.
والمقام الخطابي يستدعي أي البنيتين أص ّح وأصدق داللة من غيرهما ،وال يخرج المقام من":لكل مقـــــــام مقال." F
أن التق ّدم أيّا حصل الب ّد أن يكون ذا داللة ،وهو في هذا التصوّر ومن جهة أخرى يطرح " أحمد المتوكل " في إطار النظرية الوظيفية المعاصرة ،إالّ ّ
أن التقديم وعدمه ليسا مستويين عنده ،وهو يتقفّى أثر " الجرجاني " ،الرائي أنّه من الخطأ تعيين التقديم والتأخير على أنّه مفيد وغير مفيد ،على اعتبار ّ
أن الغاية من التقديم والتأخير الداللة التي تتحكم في المق ّدم والمؤ ّخر"[.]11 مذهب يذهب على ّ
فإن ترف به ترك الذكر .02الحذف :يسته ّل " الجرجاني " قوله في باب الحذف " :باب دقيق المسلك ،لطيف المأخذ ،عجيب األمر ،شبيه بالسّحر؛ ّ
ص مت عن اإلفادة أزيد لإلفادة ،وتجدك أنطق ما تكون إذا لم تنطق ،وأت ّم ما تكون إذا لم تبنى"[.]12 أفصح من ّ
الذكر ،وال ّ
ً
جاء شرح " الجرجاني" جملة ث ّم تفصيال؛ فاألصل في الكالم الذكر والحذف لدواع يمليها Fالمقام.
من أمثلة ذلك؛ ما ساقه " الجرجاني " من مواطن حذف المبتدأ ،ومنه :القطع واإلستئناف " :يبدأون بذكر الرجل ،ويق ّدمون بعض أمره ،ث ّم يدعون الكالم
األ ّول ،ويستأنفون كالما ً آخر ،وإذا فعلوا ذلك ،أتوا في أكثر األمر بخبر من غير مبتدأ "[]13؛ نحو :
وعلمت أنّى يــــــوم ذا **** ك منازل كعبـــــا ً وفهداً
قوم إذا لبسوا الحدي **** د تن ّمروا حلقـــــا ً وق ّداً[]14
أن الحذف مسّ مقطعاً Fجديداً من جزء المعنى ،فمجيئه على ذكر قبيلتي (كعب) Fو( فهــــــد) دون شرح مظاهر قوّتهما ،أسّس االستئناف على الظاهر ّ
ّ ّ
الحذف لقوّة المعنى عليه ،لمواءمته التفاعل Fمع المقطع المعنوي؛ فالشعور بالعظمة وق ّوة البأس ال يكون إال أمام عدو قوي؛ فق ّوة التأثير المعنوي تتجاسر
عند – مقام التلميح ،عند اقتضاء الحاجة إلى تمام النص وجالئه"[.]15
وهو ما حذا بـ " :الجرجاني" حذو؛ ما من اسم أو فعل حذف ،ث ّم أصيب موضعه ،وحذف في الحال ،ينبغي أن يحذف فيها ،إالّ وأنت تجد حذفه هناك
ألن في ذلك من الداللةأحسن من ذكره ،وترى إضماره Fفي النّفس أولى وآنس من النطق به؛ فبعض المقامات Fتقتضي وتوجب اإلضمار بدل اإلظهار؛ ّ
القدر األكبر من اإليحـــــــاء أكثر منه في حالة اإلظهار[.]16
أن الضرب حاصل من الفاعل على المفعول به؛ " ضرب زيد عمراً " ،إثبات ث ّم ينقل " الجرجاني " حديثا ً إلى حذف المفعول به ،وشبّه في المفعول ّ
التباس الضرب الواقع من األ ّول على الثاني ووقوعه عليه ،والفعل هنا عمل ال ّرفع في الفاعل Fوالنصب في المفعول ،لإلعالم من الضارب ،ومن
المضروب ،أو على ح ّد التعبير الوظيفين المعاصرين Fللتطريق بين المنفّذ والمتقبّل[.]17
فأغراض حذف المبتدأ ،كذلك الوضع في حذف المفعول؛ فهناك أغراض تقتضي حذفه " : ،فاعلم أن أغراض الناس تختلف في ذكر األفعال المتع ّدية "[
،]18منها ثالثة :
ّ
.01يذكر المتع ّدي أحيانا والقصد منه االقتصار Fإقرار ال ّداللة على ما اشتقت منها للفاعلين ،دون ذكر المفعولين في وضع الفعل المتع ّدي ،نحو ال يرىً
المفعول لفظاً " :فالن يح ّل ويعقد ال ّداللة فيه إقرار المعنى في نفسه للشيء إطالقاً ،ومنه على الجملة دون الحديث عن المفعول ،م ّما تظهر المقاربة في
قولك " :صار إليه الح ّل والعقد ،وصار بحيث يكون منه الح ّل وعقد"[.]19
ً
.02أن يكون للفعل المفعول مقصود قصده معلوم؛ إالّ أنّه يخضع للحذف لفظا للداللة الحال عليه ،وينقسم قسمين :
أصغيت إليه ) ،وهم يريدون أذى. ُ األ ّول؛ واضع ال تكلّف فيه ،نحو ( :
الثاني؛ مستتر تكلّف ،كأن Fتذكر الفعل وفي نفسك له المفعول مخصوص علم بمكانه ،إ ّما يجري ذكر أو دليل حال إالّ أنّك تنسيك نفسك وتخفيه ،وتوهم
أن تع ّديه إلى شيء أو تعرض فيه لمفعول ،مثل : أنّك لم تذكر ذلك ،الفعل إالّ ألن يثبت فمسّ معناه Fمن غير ّ
شحو حصاده وغيظ عداه **** أن يرى مبصر ويسمع واع[]20
المعنى :أن يرى مبصر محاسنه ،ويسمع واع أخباره وأوصافه[.]21
الثالث؛ يبسّط " الجرجاني" ضربا ً آخر من الحذف وهو ما يعرف بـ ( :اإلظمار على شريطة التفسير ) ،مثاله " :أكرمني وأكرمت عبد هللا " ،تريد " :
أكرمني عبد هللا وأكرمت عبد هللا "؛ فأعرضت عن ذكر لأل ّول؛ فاستغنيت عن ذكر األ ّول والثاني عن ذكر األوّل؛ ألنّه به يكفي داللة على الثاني[2
النحو الوظيفي عند السكاكي
تمهيد
النحو الوظيفي بمصطلحيته المعاصرة Fيتجاوز حدود وظائف الجملة أو النص ؛ بمعنى تجاوز حدود المستوى اللغوي التركيبي ( النحوية ،الفاعلية،
المفعولية )...كونها ال تمثل إال بعضا من كل ،فالتناول بحثا وجب أن يأخذ ببعد المستويات اللغوية األخرى كالمتسويين F؛ الداللي و التداولي فتتكامل
وظيفيا البنيوية و الداللية و التداولية في تفاعل و تناغم و اتحاد ألداء الوظيفة األسمى التي صنعت لها األنظمة اللغوية و التي تتمظهر في التواصل و
التبليغ و في األغراض االجتماعية األخرى في تأسيسها االجتماعي و على رأس هذه الغرضية اللغوية الوظيفية التي صدحت اللسانيات المعاصرة Fكآخر
محطة استقرت عندها في اتنظار ما سيسفر عنه االجتهاد اللساني فيما وراء هذا االستقرار.
الوظيفية عند السكاكي:
هي المعنى المحصل من استخدام األلفاظ أو الصورة التركيبية ،تنقسم الوظيفية النحوية إلى قسمين :وظائف صرفية و وظائف نحوية.
الوظائف النحوية فهي تلك المعاني المقدمة للفظة المجردة من حيث ورودها في نسق كالمي و على نحو مخصوص وفق ما يقتضيه السياق من :أمر،
خبر ،استفهام...إلخ
وظائف صرفية ،هي تلك المعاني التي تشتغلها مباني التقسيم .في الكالم العربي وداللتها من حيث تميز كل تقسيم عن اآلخر
إن الطرح الوظيفي عند الفكر السكاكي يقيم أساساته على المعنى المستخلص من النمطية التركيبية و الوظيفة ذات االتجاه الوظيفي تنشطر إلى شطرين:
أ -وظائف صرفية
ب -وظائف نحوية
الوظائف الصرفية :هي ما تحمله التأليفات من معنى داخل هذه التأليفية العربية و ما يتفرع عنها من دالالت تميزها من بعض .وظائف نحوية :هي
المعنى في لبوس صرفي يأخذ وظيفته بناء على اتساق يحترم فيه قواعد اللغة العربية ضمن موقف و غرض كالميين يستقيان من المقامية Fو المقالية.
( )1فاضل مصطفى الساقي ،أقسام الكالم العربي من حخيث الشكل و الوظيفة ،مكتبة الخانجي ،القاهرة د/ط ،77ص 203
( )2المنصف عاشور ،التركيب عند ابن المقفه مقدمة كليلة و دمنة ،ديوان مطبوعات الجزائر ،د/ط ، 1982 ،ص11:
و التوجه يكاد يكون نفسه في سياق الوظيفية النحوية العربية عند ابن المقفع لمزيد من اإليضاح فالجملة الصرفية التركيبية ،هو المعنى الذي تحيل إليه
من رئيس و ثانوي يتحدد وفق المركب الفعلي و االسمي وفق تراتبية ضابطة تحكم أنواعه ؛ الفعلي أو االسمي.
الوظائف في النحو الوظيفي تشغل حيزها حسب دخوليتها أو خروجيتها عن المحمول ،فهي تحدد حسب تقديمها Fأو تأخيرها عن المحمول.
ومنه نقف على أن الوظيفية النحوية العربية جاءت متكاملة مع التركيبة الصرفية ،فالمعنى ما يوجه من لفظ يؤطره و يحدد معناه Fو دالالته المتعددة ،
فالمعنى سياق موجهه البنائية في المفهوم العربي.
اإلعراب عند السكاكي :يتم تحديد العناصر Fاألساسية للكالم ،و بعدها تأثير كل عنصر في الذي يليه انتهاء إلى الوظيفة النحوية التي يشغلها العنصر في
اإلعراب الضابط للتمييز منها.
العامل عند السكاكي:ـ هو ذلك العنصر الذي يلي الفعل ...؛ معنى الفاعل بأنه ذلك العنصر المؤثر في تغيير إشارة Fالحركة التي تعتري بنية اللفظة الواحدة
المفردة ،فالسكاكي نظر إلى الفاعل Fكونه عامال في إجرائيته الصرفية الرتبية ،فالفاعل ما رفع أو نصب أو جر تحت تأثير العلة و المعلول.
البنية التداولية :مفهوم النحوية الوظيفية ترد بنية تداوال في خمس حاالت :ثالث منها ،خارجية وهي :المنادى ،المبتدأ ،الفعل.
و اثنتان داخليتان :المحور و البؤرة.
)1( السكاكي مفتاح العلوم ص 86
رصد السكاكي تداول البؤرة فيما يعرف بالفاعل المعنوي ،و هو ما احتوى الظروف عالوة على مزج بين البؤرة توظيفا ؛ بالغة و نحوا و تمثيال لذلك
أسلوب الحصر بالقرينتين F؛ إال و إما بـ ؛ "إنما" فالنهج األول ما يوصف بـ طريق النفي و االستثناء مع منسق يعتمد اقترانه الخطأ مع اإلصرار .
و التباين عند السكاكي ،النحوية الوظيفية في المصطلح ،فحسب وجهة نظر السكاكي المكون هو :المستثنى و في النحو الوظيفي البؤرة ما قصد
فيه االستفهام في النحوية الوظيفية ،التداول إنما قرينة استفهام أو اسم عند السكاكي تتفرع إلى ثالثة أقسام :
-طلب حصول تصور
-طلب حصول تصديق
- طلب معرفة الجديد
الوظائف االنجازية :
يطلق على كل األفعال اللغوية بغرض تخصيصها لمحمول اإلنجازية و في النحو الوظيفي تعد التركيبة الصرفية مزادا إليها القوة اإلنجازية تؤدي
حمولة إنجازية و بداخلها نقف تفصيال على نمطين من القوة اإلنجازية:
-قوى إنجازية أصل
-قوى إنجازية فرع
-األصل في مدلوليتها بصيغها Fاألربع خبر ،استفهام ،أمر ،تعجب.
إذن المعنى يستقى من سياقاته اإلنجازية إن المقاربة التفسيرية للظاهرة الداللية و ما تفضي إليه من معان ظاهرة و مؤلة ،إنما هو إفراز و تحصيل
حاصل لتركيب لفظي سيقت فيه " ،من مقامات إنجاز الجمل الطبيعية يفهم معناها ،لذا فالتأويل الداللي ألي جملة طبيعية إنما يتأتى من نتيجة عالمةF
الجملة ،المقام الذي وردت فيه و تتفرع عن القوى األصلية و الفرعية Fتسمى القوى المستلزمة و دورها يظهر لنا تخرج القوة الحرفية ( األصل) إلى
غير ما وضعت فيه إلى معنى فيه التباس و يسمى العدول)2(
و هذا ما يفسر ظاهرة االستلزام التخاطبي و التنقل من المعنى الصريح إلى ما يستلزمه التخاطب.
لقد التفت السكاكي إلى االستلزام التخاطبي و ذهب إلى تقسيم الكالم العربي بناء على قوة االستلزام إلى ( اإلخبار و الطلب مع ضبط أغراض كل منهماF
تحت إمالءات التوجهات المقامية "إن وظيفة الكالم تنحصر في خمسة ضوابط و ما سوى ذلك فهو استلزام أي فرع بالنسبة للخبر هو كالم محتمل
للصدق و الكذب و هذا األصل و الفرع من ترك الصدق و الكذب إلى التصديق فالخبر يخرج إلى أغراض كالتلويح و التجهيل)3(
" أما الطلب فألن كل واحد يكمن و يستفهم و يأمر و ينادي الطلب يخرج على أغراض كـ:
اإلثباث ،النفي ،التحقيق و أخرى ....وهو االستلزام التخاطبي حددته القوى اإلنجازية نظر إليه السكاكي ،نحو :استفهام ،نداء ،نهي ،تمن ،أمر ،وهي
تفرعات Fألغراض استلزامية تخاطبية
:الوظائف التركيبية في نظرية النحو الوظيفي نصوص من كتاب مغني اللبيب البن هشام
إن نظرية النحو الوظيفي التي تزعمها Fالعالم اللغوي ،سيمون ديك الهولندي و التي طبقها على النحو العربي يعرف النحو الوظيفي بأنه هو:
النحو الذي ال يقتصر على الدور تلعبه الكلمات أو العبارات في الجملة ؛ أي الوظائف ( التركيبية أو النحوية) فالفاعل و المفعول....ألن هذه الوظائف ال
تمثل إال جزء من الكل ،تتفاعل Fمع وظائف أخرى (مقامية Fأو تبليغية ) هي ؛ الوظائف الداللية و التداولية تترابط فيها الخصائص البنيوية للعبارات
اللغوية باألغراض التبليغية التواصلية التي تستعمل هذه العبارات وسيلة لبلوغها.
و من أهم ما يميز اللسانيات الحديثة ،هو استخدامها المنهج Fالعلمي الصارم في دراسة اللغة على أنها تنظر إلى اللغة نظرة وصفية تعتمد على
المالحظة المباشرة للظاهرة اللغوية الموجودة "بالفعل".
مغني اللبيب من كتب األعاريب :هو مصنف (لغوي) في حقل النحو من أبرز إسهامات اإلمام ابن هشام األنصاري Fالمصري Fعالم الكبير المتوفي (761
هـ) ،و هو مصنف فريد من نوعه ثري في مادته ال نظير له و هذا الكتاب ،هو بمثابة Fواسطة العقد ما بين كل مصنفاته و قد سلك فيه نهجا مميزا حيث
ص ل قواعدها ثم عرج على األحكام العامة للجمل و أشباهها و ما يتبع ذلك من جمع األدوات و الحروف مصنفة على حروف المعجم و جمع شاردها و ف ّ
تقسيمات و تفريعات و تبين للقواعد الكلية للنحو و األخطاء التي يقع فيها المعربون Fو هو إلى جانب هذا كله غزير في شواهده القرآنية و الشرعية كما
تضمن Fفي ثناياه Fآراء الكثيرين Fمن النحاة و األعالم و من الجدير بالذكر أن " المغني" مصنف دسم ممعن Fفي الدقائق و التفاصيل Fال يالئم المبتدئين في
النحو أو المتوسطين ،إنما هو مالئم لمن هم أعلى من المتوسطين بدرجة يبدأها بالثناء Fعلى " عز وجل" ثم بالصالة و التسليم على النبي "صلى هللا عليه
و سلم" ،ثم يأخذ في الثناء على علم النحو العربي باعتباره هو ،الوصل و الدال و المعين على فهم كتاب هللا ( القرآن الكريم) ،كما Fأنه يعين أيضا على
فهم الحديث النبوي و فهم معناه Fفيقول " :فإن أولى ما تقترحه القرائح و أعلى ما تنج إلى تحميله الجوائح ما تسير به فهم كتاب هللا المنزل ،ويتضح به
معنى حديث نبيه المرسل ،فإنهما الوسيلة إلى السعادة األبدية و الذريعة إلى تحصيل المصالح الدينية و الدنيوية و أصل ذلك علم اإلعراب الهادي إلى
صوب الصواب" ( ، ) 1ثم يثني على كتابه قائال " :دونك كتابا شد الرجال فيها دونه و تقف عنده فحول الرجال و ال يعدونه ،إذ كان Fالوضع في هذا
الغرض لم تسمح قريحة بمثاله و لم ينسج ناسج على منواله ،و مما Fحثي على وضعه أنني لما أنشأت في معناه المقدمة الصغرى المسماة بـ :اإلعراب
عن قواعد اإلعراب حسب وقعها عند أولى األلباب و سار نقدها في جماعة الطالب مع أن الذي أودعته فيها بالنسبة إلي ما ادخرته منها كقطرة من
قطرات بحر و ها أنا ذائع بما أسررته مفيد لما قررته و حررته مقرب فوائده لإلفهام واضح" فوائده على طرف التمام لينالها الطالب.
* -الباب الثاني :في تفسير الجمل و ذكر أقسامها Fو أحكامها.
-الباب الثالث :في ذكر ما يتردد بين المفردات و الجمل ،و هو الظرف و الجار و المجرور و ذكر أحكامها.
-الباب الرابع :في ذكر أحكام يكثر دورها و يقبح بالمعرب جهلها.
-الباب الخامس :في ذكر األوجه التي يدخل على المعرب الخلل من جهتها.
النحو الوظيفي :يقول " المتوكل" " :يتدرج النحو الوظيفي من حيث أهدافه و مبادئه المنهجية في زمرة األنحاء المؤسسة تداوليا"Programtically
"based grammairsالتي تتخذ موضوعها Fلها دراسة خصائص اللسان الطبيعي البنيوي ( الصورية) في ارتباطها بوظيفته التواصلية".
و يعد ضبط المصطلح التوضيح أكثر حتى نزيل الغموض فيما يخص الفرق بين النحو الوظيفي و غير الوظيفي و فيما يلي مقابلة بين النحويين:
أ -النحو الوظيفي :هو الذي ال يقتصر على البحث عن الدور الذي تؤديه الكلمات.
النحو الوظيفي :يقول " المتوكل" " :يتدرج النحو الوظيفي من حيث أهدافه و مبادئه المنهجية في زمرة األنحاء المؤسسة تداوليا"Programtically
"based grammairsالتي تتخذ موضوعها Fلها دراسة خصائص اللسان الطبيعي البنيوي ( الصورية) في ارتباطها بوظيفته التواصلية".
و يعد ضبط المصطلح التوضيح أكثر حتى نزيل الغموض فيما يخص الفرق بين النحو الوظيفي و غير الوظيفي و فيما يلي مقابلة بين النحويين:
أ -النحو الوظيفي :هو الذي ال يقتصر على البحث عن الدور الذي تؤديه الكلمات.
و من خالل ما أورده عبد الجبار في ظل حديثه عن المعنى العام يقودنا إلى وضع المعادلة التالية :
المعنى الوظيفي ،عنده يستلزم معرفتنا بالمعنى الداللي ،هذا المعنى الذي يرتكز على المعنى المعجمي بوصفه عنصرا قارا ،و المعنى المنطقي بوصفه
عنصرا محددا وفق مبادىء العقل األساسية للتفكير
مآالت التصور :
التداولية إفراز التألف بين التركيب و السياق لحسب ما يستدعيه الموقف التخاطبي.
يعد النحو الوظيفي تصورا تأسس على خضوع البنية للوظيفية التواصلية التي تحكمه و تؤطره.
عرض البنية في النحو الوظيفي ،نص من نصوص كتاب اإلحياء للدكتور إبراهيم مصطفى
:موجز عن كتاب إحياء النحو
يقع هذا الكتاب في مئتي صفحة ،بمقدمة طويلة جاءت في 14صفحة يتحدث فيها عن الكتاب و أثره ،و ذكر أن تسمية الكتاب ؛" إحياء النحو" إنما
جاءت بإشارة من عنده ،إذ أنه يتصور إحياء النحو على وجهين ؛ أحدهما من العقل الحديث ليفهمه و اآلخر أن تشيع فيه هذه القوة التي تحبب إلى النفوس
درسه و مناقشته و الجدال في أصوله و فروعه ؛ كما أنه قد أضفى على كتابه المنهج الوصفي.
مشتق في اللغات األوروبية من األصل الالتيني -STURE - الذي يعني البناء أو الطريقة التي يشاد بها المبني ،ثم امتد مفهوم الكلمة ليشمل وضع
األجزاء في مبني ما ،و ال يبعد هذا المعنى عن أصل الكلمة في االستخدام العربي القديم للداللة على البناء و التركيب ،و قد تحدث النحاة عن البناء مقابلF
اإلعراب ،و تصوره على أنه التركيب و الصيغة ، و من هنا جاءت تسميتهم للمبني (للمعلوم) و المبني (للمجهول)
) 1أحمد المتوكل ،نحو اللغةالعربي الوظيفي ،دار جرير للنشر و التوزيع عمان ،األردن ،ط ، 2012 ،11 :ص 93
اصطالحا :
يعتمد على التصور الوظيفي للبنية كعنصر جزئي مندمج في الكل و لقد ركز هذا التصور على السياق ،و عالج كثيرا من مشكالت اللغة ،كمشكلة
الترادف ،توافق المعنى و اختالف البنى1
-تعريف الحمل لغة :لفظ مشتق من الحمل الشيء بحمله حمال و حمالنا فهو محمول و حميل
اصطالحا :حمل الشيء على ،أي إلحاقه به في حكمه أو نسبه و إلحاق أمر إلى أمر آخر إيجابا أو سلبا .
مفهوم البنية الحملية :تنقسم إلى قسمين بنية الحمل و بنية الداللة و تتضمن األولى األطر الحملية الخاصة بالجملة ،و تتكون هذه األطر من أسماء أو
.أفعال أو صفات و بصنف اإلطار الحملي إلى صنفين ؛ محموالت و حدود
.المحموالت :يدل كل محمول على واقعة ،و الوقائع حسب تصور النحو الوظيفي إما أعمال Fأو أحداث أو أوضاع 1
مرجع السابق ص ، 93ظاهرة قياس الحمل في اللغة العربية من علماء Fالغة القدماء )1
عبد الفتاح علي حسن ،دار اللغة للنشر و التوزيع -2األردن ط 1 ،ص 2) 170
الحدود 2-
.و تمثل هذه الحدود المشاركين في الوقائع التي يدل عليها المحمول و تنقسم هذه الحدود إلى قسمين ،حدود موضوعات و حدود لواحق
أ -الحدود الموضوعات :و هي الحدود التي تدل على وظائف داللية أساسية و هي تسهم في تعريف الواقعة ذاتها (الحد المنفذ و الحد المستقبل)
و عليه فجملة "شرب زيد اللبن" تشمل على حديث المحمول الفعلي ( شرب) و الحدان المنفد(زيد) و المستقبل (اللبن) و قد يكون المحمول ثالثة حدود
موضوعات كما في الجملة ( أعطى الغني الفقير ثوبا) المحمول الفعلي (أعطى) الحدود المنفذ (الغني) و المستقبل (الفقير) المستقبل (الثوب)
"و هي تدل على و ظائف غير أساسية ،كالحد الذي يدل على الزمان Fو المكان و الحال كما في الجملة اآلتية "أعطى خالد محمدا كتابا اليوم أمام المكتبة
المحمول الفعلي (أعطى) و الحدود الموضوعات المنفذ (خالد) و المستقبل (محمدا) و المستقبل (كتابا) و الحدود اللواحق زماني (اليوم) و المكاني (أمام
المكتبة) ()1
.و الوقائع و ماتؤديه األطر الحملية (محموالت و حدود) من وظائف داللية خاصة هي التي تمثل البنية الثانية و هي البنية الداللية
و عليه فالبنية العامة للحمل في النحو الوظيفي تقوم على محمول و حدود موضوعات و حدود لواحق ،و على ما سبق ذكره فإن المحموالت تصنف إلى
محموالت أحادية ذات موضوع واحد و محموالت ثنائية ذات موضوعين)1( .
وفيها تتمثل الخصائص Fالوظيفية بنقل البنية الحملية التامة التحديد إلى بنية و ظيفية عن طريق تطبيق مجموعتين القواعد ،قواعد إسناد الوظائف ،و قواعد
تحديد الحمل ،و لكن قبل ذلك علينا أن نعرف معنى الوظيفية في النحو الوظيفي لقد وجب استعمال Fالوظيفية في مفاهيم مختلفة و يمكن Fإرجاعها Fإلى
.مفهومين ، Fأوال :الوظيفة كعالقة و الوظيفة كدور
الوظيفة ك ،عالقة :المقصود بها العالقة القائمة Fبين مكونين أو مكونات في المركب االسمي أو الجملة و هذا المصطلح ؛ بمعنى متداول بين جل األنحاء
مع اختالف من نحو إلى آخر ،و تكون الوظائف عالقات مشتقة حيث يتم تحديدها عل أساس موقع المكونات داخل بنية تركيبية معينة)2( .
عبد الفتاح علي حسن ،ظاهرة قياس الجملة اللغة العربية ص 1) 171
الوظيفة الدور :و يعتمد بين العرض الذي تسخره الكائنات البشرية للغات الطبيعية من أجل تحقيقه ()1
و مما سبق نجد أن مفهومي الوظيفة ،كعالقة و كدور متباينان Fحيث أن العالقة ،هي رابط بنيوي قائم بين مكونات الحمل أو مكونات المركب
في حين أن الدور يخص اللغة ،إال أن هذا التباين Fال يلغي ترابطهما ،من حيث أن الوظيفة تنقسم إلى قسمين :البنية التركيبية و البنية التداولية
أ -البنية التركيبة :يبرز من خاللها وظيفتان Fتركيبيتان هما ؛ الفعل و المفعول و يبرز هذا التقليص للوظائف التركيبية بأن ثمة فرقا بين البنية الداللية
للجملة و بنيتها التركيبة ،بحيث ال ضرورة بأن تتضمن البنية الثانية جميع عناصر البنية األولى ()1
ب -البنية التداولية :و هي البنية التي تظهر من خاللها الوظائف التداولية و هي تعتمد على السياق و المقام و العالقة القائمة بين المتكلم و المخاطب ()2
.يشمل النحو الوظيفي ثالثة أنواع من الوظائف :الوظائف التركيبية ،الوظائف الداللية ،و الوظائف التداولية
.يقتصر النحو الوظيفي على وظيفتين تركيبتين Fهما :الفاعل Fو المفعول
أ -الفاعل :حاز الفاعل في الدرس النحو العربي القديم كثيرا من اهتمام العلماء ،و ذلك العتباره المحرك األساسي للفعل ،فال يمكن Fأن يوجد فعل ما لم
.يكن هناك فاعل ،يمثل :ضرب زيد عمرا ،اسم أسند إليه فعل واقع منه
ب -المفعول :المفعول في نموذج النحو الوظيفي ،هو و ظيفة تركيبية تأتي من حيث الرتبة بعد الفاعل Fو تسهم في الربط بين البنية الحملية و البنية
المكونية()1
الوظيفة الداللة :الوظائف الداللة ،هي و ظائف ناتجة عن البنية الحملية ،ذلك أن هذه البنية ،كما سبق ذكره تتضمن Fبنية الحمل و بنية الداللة ،و 2-
تتكون بنية الحمل من أطر حملية تضم محموالت و حدودا ،حيث يدل كل على محمول واقعة ،تكون هذه الواقعة ،إما عمال أو حدثا
يحي بعطيش ،النحو العربي بين التعصير و التفسير ،منشورات المجلس األعلى للغة العربية ،2001 ،ص 1) 125
الوظائف التداولية :هي وظائف صنعت بناء على و جود مجموعة العناصر التي تؤثر في الخطاب اللغوي ،و تتحكم في توجيهه ،من جملة هذه 3-
)العناصر F،المقام ،و مقصد المتكلم ،و طبيعة العالقة الموجودة بينه و بين المخاطب2
قسم أغلب النحاة عالمات Fاإلعراب إلى قسمين أصلية و فرعية أما أستاذ إبراهيم مصطفى ،فال يعترف بوجود عالمات فرعية ؛ ألنه برأيه يمكن إجراء
العالمات األصلية فيما جعلوه معربا بالعالمات الفرعية ،و قد حاول أن يبين ذلك على النحو اآلتي :
-في األسماء Fالخمسة :و هي ( أب -أخ -حم -فم -ذو) إذ يرى أنها معربة كغيرها ،و إنما مدت كل حركة فنشأ عنها فالضمة لإلسناد و الكسرة لإلضافة
و في جمع المذكر السالم يرى أن الضمة فيه علم الرفع و الواو إشباع و الكسرة علم الجر و الياء إشباع ،و أغفل الفتحة ؛ألنه ليس بإعراب فلم يقصد إلى
أن يجعل له عالمات Fخاصة()3
)3إبراهيم مصطفى قباوة إحياء النحو ،دار النحو لألفاق للنشر ص 108
و الكسرة فليست بعلم اإلعراب ؛ و إنما هي حركة خفيفة مستحبة عند العرب التي يحبون أن يشكلوا بها آخر كل كلمة في الوصل و درج الكالم و هي في
العربية نظير السكون في لغتنا العامةF
و إذا رجعت إلى علم مخارج الحروف و استشهدت عن طبيعة الفتحة في نطقها و جدت البرهان على حقه الفتحة ،و هي ال تكلف الناطق إلى إرسال
النفس و ترك مسرى الهواء أثناء النطق به في تكييفه بعكس الضمة و امتدادها ،و هو الواو فنطقها يكلف ضم الشفتين حتى تحقق نطقها (1
و منه نهتدي إلى إن دراسة الفكر اللغوي الوظيفي الذي استقطب كثير المهتمين في الحقل نفسه ،منه كاتبنا في مؤلفه ،إحياء النحو ،فنظرته
توجهت اإلحياء دراسة إلى ما يعرف بالظاهرة اإلعرابية و عالمتها Fبسعي منه إلى ضخ دماء جديدة في شرايين المنهجية النحوية العربية بداخل تعليمي و
مقاربة التناول بكيفية تيسر و تقرب ليس إال كما جاءت بداخله تطرح مفهوميه Fالوظيفية في تكاملية واتساق لبلوغ المرام باللغة العربية ؛ تواصال ،إجراء
،كانت اللغة العربية حقال منهجيا لهذه النظرة من منظور زاوج بين التراث و الحداثة
نصوص قضايا اللغة العربية ،نصوص من كتاب النحو الوظيفي .في اللسانيات الوظيفية لـ :أحمد
.المتوكل عند أحمد المتوكل
جاءت النظرية الوظيفية مؤسسة علم جملة من المبادئ ،منها اللغة فهي نظرية أي الوظيفة إلى اللغة على أنها أداة صنعت لغرض توظيفي اجتماعي
تواصلي محدد في مواقف تستدعي أقسام عبارات لغوية تناسب تلك المواقف للتفاعل Fالخطابي ،فاألغراض قد تتعدد و تختلف ،إال أن التواصلية هي
المرام من وراء كل ذلك.
فاالستعماالت و اإلنجازات اللغوية تخضع لنظام كل لغة الذي يحكم بنائيتها في اتساق بين مختلف مستوياتها F:السكونية و التركيبية الصرفية ،تحت تأكيد
موجهين اثنين هما :
ب-السياق المقالي.
األول :يتمثل في الجانب المعرفي اإلدراكي اللذين تقتضيانهما المناسبة التواصلية ؛ الملقي و الملتقي على حد سواء.
" مجموعة المعارف و الدالالت التي تتوافر في موقف تواصلي معين لدى كل من المتكلم و المخاطب(")1
إن النظرة الوظيفية عند المتوكل احتلت بؤرة التحليل في االستعماالت اللغوية المختلفة التي خضعت عنده لمجموعة من الضوابط نحو :الوجه ،و يعني به
اإلحالة الموفقة التي ينهجها.
( )1أحمد المتوكل ،المنحى الزظيفي في الفكر اللغوي العربي ،األصول و االمتداد ،الرباط ،دار األمان ،ط،01،ت ، 2006:ص 11
المخاطب اتجاه ما سماه بـ :الواقعية أو الذات أو القضية ،و هو ما يتبين أن الوجه ذو صلة بين الملقي و مضمون تواصله.
الوجه يحيل على موقف يتخذه المتكلم إزاء واقعة ما ،أو أداة ما أو قضية معينة ،معنى هذا أن الوجه مرتبط بعالقة المتكلم بفحوى خطابه ،إذ يؤكد أو
يشكك فيه أو يستغربه أو يتمنى وقوعه أو يستبعد تحقيقه أو يمدحه أو يذمه .....إلى غير ذلك من المواقف العديدة الممكنة.
مما يوضح أنه أحد مكون المكونات الرئيسة للتركيب اللغوي و ما يستدعيه من معنى ،التي تبنى عادة من ثالثة أجزاء:
-1الفحوى القضوي.
نفهم مما تقدم أن الصلة أساسا بين المتكلم (المخاطب) و مضمون كالمه كإحالة على فاعلية المنشئ للخطاب.
القدرة اللغوية:
إن المراد بالقدرة اللغوية ،مقابل اإلنجاز و هي المخزون اللغوي عند كل من :الخاطب و المخاطب اكتسابا التي تموقعه ؛ إنتاجا و تأويال إزاء المنجز
اللغوي.
" يقصد بها المعرفة اللغوية التي يختزنها المتكلم السامع عن طريق االكتساب و التي تمكنه من إنتاج و تأويل عدد غير متناه من العبارات السليمة )2(.
وهو ما يقصد بها الوقوف على أن االقتدار اللغوي عند غير الوظيفيين ال يتجاوز حدود اللغة نفسها على خالف الوظيفيين الذين يتخذونه ألجل التواصل .
نؤول بعد استقراء هذا التصور عند أحمد المتوكل أن االتجاه الوظيفي جاء يختلف عن االتجاه البنائي و هو جوهر التباين بين النظرتين.
يرى المتوكل على أن اللغة أداتية للتواصل و أن الوظيفية تحدد بنية اللغة كما أن لكل أداة من األدوات التي يستعملها Fالبشر تأخذ البنية التي تالزم الوظيفة
المستعملة)1(
و المشروع المتوكلي تأسس على مجموعة من المبادئ و المنهج األليق يتمثل في المقارنة Fاآلتية ،اللغة كباقي اللغات الطبيعية البشرية جاءت للتواصل
االجتماعي ،ويربط ربطا عضويا بين المستويات المختلفة للغة و تداوليتها ؛ بمعنى بين البنية و الوظيفة.
و اللغة العربية إحدى هذه اللغات البشرية ينسحب عليها ما ينسحب على باقي اللغات الطبيعية األخرى في إطار ما اصطلح عليه ب ؛ الكليات اللغوية .
المراجع:
أخذ المتوكل ،المنحى الوظيفي للفكر اللغوي العربي ،األصول و االمتداد الرباطي الطبعة 2006 01
محمد عكاشة Fالتحليل اللغوي ضوء على الداللة ،دار النشر للجامعات Fمصر ط2005 – 1 ،
ضابط اسماعيل علوي اللسانيات في الثقافة العربية المعاصرة ، Fداراسة تحليلية تعددية في قضاياالتلقي و اشكالياته دار الفئات الجديدة بيروت لبنان ط:
2009 01
نحو اللسانيات:
اعتنى المشتغلون بتاريخ الدرس اللغوي على التمييز من المرحلة القديمة ،مرحلة الدراسات النحوية ،و المرحلة الحديثة ،مرحلة اللسانيات.
إذا كان اإلتفاق حاصال في التمييز من هاتين المرحلتين الكبرييين ،فإنه حاصل كذلك على جعل نشأة اللسانيات مطابقة لظهور كتاب دي سوسير الشهير.
الفرق بين الدراسات اللغوية التراتية القديمة و الدرس اللساني الحديث و المعاصر Fتباين واضح و من الممكن أن نرد التباين بين الفكر اللغوي التراثي و
الفكر اللساني إلى :ظروف اإلنتاج و الموضوع و الهدف.
(أ) :من حيث ظروف اإلنتاج توافر للسانيات ،من الوسط العلمي ،و من االستفادة من مختلف العلوم ما لم يتوفر للدرس اللغوي القديم ،وإن كان له أيضا
محيطه الفكري و الثقافي الخاص به.
(ب) :من حيث موضوع الدراسة لم يجاوز الفكر اللغوي القديم حدود اللغة الواحدة و التعقيد لهذه اللغة .من حيث ،أن موضوع اللسانيات هو اللغات
على اختالف أنماطها ،أو باألحرى الملكة اللسانية التي تتميز بها الكائنات البشرية)1(
-من المعلوم أن أحمد المتوكل هو صاحب مشروع نحو اللغة العربية الوظيفي الذي حاول تجسيده من كتبه الكثيرة ،و استطاع في نصه هذا ؛ النحو و
اللسانيات أن يبين إشكالية عالقة لسانيات التراث باللسانيات Fالحديثة.
( ) 1أحمد المتوكل ،المنحى الوظيفي في الفكر اللغوي العربي ،دار األمان ،الرباط ،ط،2006 ،1ص 36ن 37
نؤول بعد استقراء هذا التصور عند أحمد المتوكل ،أن االتجاه الوظيفي جاء يخالف االتجاه البنائي ،وهو جوهر التباين بين النظرتين:
يرى المتوكل على أن اللغة أداتية التواصل ......" :و أن ،الوظيفة تحدد اللغة ،كما أن كل أداة من األدوات التي يستعملها البشر تأخذ البنية التي تالزم
الوظيفة المستعملة لها")1(
-المشروع المتوكلي تأسس على مجموعة من المبادئ و المنهج األليق يتمثل في المقاربة Fاآلتية ،اللغة العربية ،هي كباقي اللغات الطبيعية البشرية
األخرى ،جاءت للتواصل االجتماعي يربط فيها المتوكل ،بين المستويات المختلفة للغة و تداوليتها بين البنية و الوظيفة.
تتحرك وفق العالئقية التي تحكم مستوياتها في اتساق وتكامل فيما يسمى بالنظام اللغوي ،ومنه نذهب مذهب أن التصور اللغوي التداولي الوظيفي ،يعد
أنضج التصورات التي أفرزها الفكر اإلنساني كآخر محطة بحثية لسد الثغرات المنهجية والمضامينية Fالتي طالت تنظيريا و مضامينيا ، Fما سلف من
.اجتهادات في الحقل اللغوي اللساني العالمي
إن أحمد المتوكل من المفكرين العرب الذين حملوا لواء البحث عاليا ،واستطاع كباحث عربي أن يحوز السبق في مجال التنظير الذي كان محصورا في
علماء Fالغرب أسهم ؛ إضافة و إثراء في الوظيفية النحوية ،ورفع بذلك أسهم اللغة العربية في الرصيد العملي كونها لغة تتكامل Fوتتجلى فيها النظرية
التداولية الوظيفية الحديثة ،ولعل النص القرآني الكريم أحسن نموذج التخاذ اللغة العربية لغة تتناغم فيها المقومات التركيبية والداللية في تآلف ينهض
.بشؤون اللغة الطبيعية كما صنعت له أصال
كانت محصلة الباحث الهولندي –سيمون ديك -في أدبيات النحوية الوظيفية حجر تأسيس في اإلحاطة بعوالمها التنظيرية والممارساتية لبناء نظرية عربية
، .تتساوق مع هذا الرؤية السيموندكية ،لكن قضويتها و إضافيتها عربية لما لها من سمات
.إن النظام الذي طبعها بطابعها ،عربيا Fصرف استنادا إلى حصائل لغوية بدرجة أولى
تجلت هذه اإلضافة في اإلنتاج العلمي المخصص تحت عناصر أسست في استقرائيتها االبستمولوجية والمنهجية إلنماء Fهذه الفاعلية التنظيرية§
:والتطبيقية ،منها Fكرونولوجيا
الوظائف التداولية في اللغة العربية سنة خمس وثمانين بعد األلف 1985
دراسات في نحو اللغة العربية الوظيفي سنة ستة وثمانين وتسعمائة ألف 1986
قضايا منهجية ،المحموالت التعليمية في اللغة العربية سنة ثمان Fوثمانين وتسعمائة بعد األلف 1988
الجملة المركبة في اللغة العربية سنة ثمان وثمانين وتسعمائة بعد األلف إلى غيرها من التآليف
:تتألف البنية التركيبية في اللغة العربية من تركيب إسنادي ،طرفان؛ مسند ومسند إليه نحو
شرب محمد اللبن باردا ،ونصطلح على البنية المكونية بأنها األساس في النحو الوظيفي ب ( البنية الحملية ) ويسمى المسند محموال وتسمى
:الموضوعات التي ترد إلى جانب الموضوع حدودا وفي هذه البنية الحملية يدل المحمول على واقعة ،والواقعة أربع أصناف
.أعمال ، Fأحداث ،أوضاع ،وحاالت .وفي هذه الحاالت كلها تكون إما فعال أو صفة
وهذا التفسير الداللي ألنواع الوقائع وارد بالنسبة لنوع الحد الذي تستند إليه الواقعة حيث يفرض المحمول قيود انتقاء بالنسبة لمدخالت الحدود التي
تساوقه في نفس الحمل 1.
إن الداللة الوقائعية بأشكالها Fاألربعة تتأسس على نوعية الحد القائم إسنادا في الواقعة ،أين يملي حد المحمول انتقائه قيود المدخالت التي تتكيف مع الحمل
.نفسه
وهو ما يفضي إلى أن الحدود الواردة في البنية الحملية في االتجاه الوظيفي منسجمة مع الحمل بقسميها F؛ حدود موضوعات وحدود لواحق ،والمرجعية
.المحكمة في التمييز منهما F؛ داللية ال تركيبيةF
:المبادىء التركيبية
.الوظيفية الفاعلية :توصف الواقعة الدال عليها المحمول من وجهة نظر معينة 1-
.وتنص الحدود األخرى خارج مجال الوجهة ، فالحد من منظور رئيس هو الذي يمثل المسند إليه في الوظيفية النحوية
أما الحد من منظور ثانوي ،يمثل الحد الذي تستند إليه الوظيفية النحوية ( الفاعل ) ،أما الحد من منظور ثانوي ،يمثل الحد الذي تستند إليه الوظيفية
التركيبية ( المفعول )
.إذن تفرز الحدود الوجهية إلى فرزين اثنين ؛ حدا الفاعلية Fوالمفعولية و ما تبقى يصنف حدودا متممة
:مبادىء Fتداولية
تصطلح المبادىء Fالتداولية في الوظيفية النحوية بتحديد مكونات الجملة ككل من عنصري التداول الخطابي ؛ الملقي ؛ المتلقي ،عدد ذلك ديك في مبادىءF
:أربعة هي
المبتدأ 1-
الذيل 2-
البؤرة 3-
المحور 4-
المبتدأ و الذيل :يعدان خارجين عن الحمل بتفسير ،إسنادهما إلى مكونين يخرجان عن الحملية ،أما عنصر البؤرة والحمل ،فهما داخالن ،يشرح
.تشكيلهما Fبعضا Fمن الحمل
خارجية المبتدأ والذيل عن الوظيفتين التداوليتين مرده إلى االستناد إلى عناصر Fتخرج عن حدود البنية الحملية وال يعدان أحد حدودها الداخلية ( المحور
– .البؤرة ) فهما على صلة مستمرة بأحد حدود الواقعة
بإضافة مبدأ التداولية الخارجية ،اجتمعت خمسة مبادىء تؤسس لقيام الوظيفة التداولية ،هذه المبادىء الخمسة ( المبتدأ ،الذيل ،البؤرة ’ الحمل ،
.المنادى ) ال للغة العربية وحدها بل لجميع اللغات الطبيعية األخرى
ربط أحمد المتوكل في بحثه بين البنية تركيبا Fوالبالغة توظيفيا ،كما رأى المتوكل أن الوظيفة النحوية والداللية والتداولية تنسحب على جميع لغات
:الطبيعة في إطارها يعرف ب
.الكليات اللغوية على الوظائف التربوية تبقى خارج نظام هذه الكلية اللغوية
.إسناد :مسطرة إلحاق ما أو وظيفة ما ( داللية أو تداولية أو تركيبية ) إلى مكون من مكونات العبارات اللغوية
بنية تحتية :بنية وظيفية غير مرتبة يمثل فيها للوظائف الداللية والتداولية تقوم بين وحدات معجمية ؛ المحمول وحدوده دون أن تربط بين هذه الوحدات
أي عالقة تراتبية تتخذ دخال لمجموعة من القواعد تنقلها
.مستوى بالغي :يتضمن Fثالث طبقات تؤشر للمركز اإلشاري ونمط الخطاب و أسلوبه 1-
تنقسم البنية التحتية إلى مستويين اثنين مختلفان ؛ تمثيلي وعالقي
بنية وظيفية :بنية وظيفية تداولية خرج البنية الحملية ودخل البنية المكونية تصطلح برصد إسناد الوظائف التداولية والوظائف التركيبية إلى البنية
.الحملية
بنية مكونية بنية صرفية تركيبية تتموقع في النموذج في موقع ما قبل التمثيل الصوتي للجملة وما بعد البنية الوظيفية تصطلح برصد قواعد التعبير
( قواعد إسناد الحاالت اإلعرابية وقواعد الموقعة )
حمل :عالم موضوع الحديث ،سواء كان عالم واقع أم من عوالم ممكنة و يتألف من محمول وعدد معين Fمن الحدود
.حد :محط التمثيل في البنية في التحتية للخصائص التداولية والداللية للمركب ،وتتحقق سطحا في المركب
.خزينة :محط التمثيل للمفردات أصول كانت أم مشتقة ،مواد بناء مستويات التحليل حيث لكل مستوى خزينة خاصة به
.فعل حملي :مجهول العبارة Fفي نظرية النحو الوظيفي ،إما دال على عمل ،حدث زائدا وضع ،حالة و الحاالت األربع تكون إما فعال أو صفة
خرج :معلومات تمت معالجتها في مستوى من مستويات التحليل واردة إليه من مستوى آخر ،تتم معالجتها Fلتصير بالنسبة لهذا المستوى دخال ،وخرجا
.بالنسبة للمستوى الذي يعلوه
فعل محمول :فعل مستوف لجميع شروط المحمولية لتدل على واقعة ( عمل أو حدث)
محمول :مقولة تنتمي تركيبا إلى مقولة الفعل أو مقولة االسم أو مقولة الصفة ويدل على واقعة في عالم من العوالم الممكنة
لغة :جاء في لسان العرب البن منظور قوله – النحو – القصد والطريق وهو في األصل مصدر شائع أي نحو قولك قصدت قصدا ثم قص به انتقاء هذا
القبيل من العلم 1 .
.كما جاء في معجم الوسيط ( النحو ) يقال نحوت نحوه ،قصدت قصده انحاء والنحو هو علم يعرف به أحوال أواخر الكالم إعرابا وبناءا
:اصطالحا :ال ينطبق مصطلح النحو إلى مفهوم واحد بل يدل على عدة مفاهيم أهمها
:النحو في اللسانيات
من حيث ظروف إنتاج اللسانيات من المحيط العلمي ومن االستفادة من مختلف العلوم ما لم يتم الدرس اللغوي القديم و إن كان له أيضا محيطه الفكري
من حيث موضوع الدراسة لم يجاوز الفكر اللغوي القديم وإن كان له أيضا اللغة الواحدة والتقصيد لها
كان Fالهدف األساسي من الدراسات اللغوية في القديم تعليم اللغات والحفاظ عليها من أن يشوبها اللحن
.النحو فرعا :يطلق كذلك النحو على فرع من فروع الدرس اللغوي قديما وحديثا يختص بالتركيب أو بالصرف أو يشملهما معا
نحو النموذج :حدث استعماالت النحو وأكثرها انتشارا اآلن في األدبيات اللسانية إطالقه على الجهاز الواصف نفسه وقد يتوسع في ذلك فيطلق هذا
.المصطلح باعتباره Fاسما علما على نظرية لسانية مثل ؛ النحو التوليدي ،النحو الوظيفي ،النحو التحويلي
:مفهوم الوظيفة
لغة :ورد في لسان العرب الوظيفة هي كل شيء ما يقدر له في كل يوم من رزق أو طعام أو شراب ،وجمعها وظائف ،وظف الشيء على نفسه ووظفه
.توظيفا وقد وظفت إلى الصبي كل يوم حفظ آيات من كتاب هللا عز وجل
.كما جاء في المعجم الوسيط :الوظفة = يظفه =أصاب وظيفة = عين له في كل يوم وظيفة
اصطالحا :يرى األستاذ بعيطشة أن للفظة وظيفة مفاهيم متعددة إال أن أهمها وأقربها للنحو الوظيفي ما يلي
.المعاني العامة التي تدل على الدور أو األدوار المتضافرة التي تتفاعل Fمع الكل والشيء العملي المقيد الذي له صلة باالحتياج وااللتزام
المفاهيم السياقية والمعاني الداللية التي لها صلة بالوظائف التداولية والداللية ذات الطابع الكلي
.الوظائف الثانوية التي تعبر على الوظيفة التبليغية األساسية كمفاهيم الوظيفة الشعرية والجمالية و األسلوبية
هو الذي اليقتصر على البحث عن الدور الذي تؤديه الكلمات أو العبارات في الجملة ،أي ال يقتصر على البحث في الوظائف التركيبية بمعنى أن النحو
الوظيفي أثناء دراسته اللغوية ال يقتصر على تلك المستويات التركيبية والنحوية وإنما يربطها Fبمقامها وسياقها المختلفة فيجمع بالتالي كما سبق وقلنا ثالث
.وظائف ( داللية ،تركيبية ،تداولية )
مبدأ تضافر القرائن :يرى الدكتور تمام حسن أنه ال يمكن تأدية المعاني الوظيفية لعناصر Fاللغة في غياب القرائن الثالث اللفظية والمعنوية والحالية،
:وفيما يلي نتعرض لها بإيجاز
.اإلسناد :هو العالقة الرابطة بين المسند و المسند إليه كالعالقة بين المبتدأ والخبر ،والفعل و الفاعل
التخصيص :ويضم مجموعة من المعاني التي تفيد اإلسناد ومن فروع هذه القرينة التعددية و الظرفية ومبرر هذه التسمية عند تمام أن فروع هذه القرينة
.قيود مخصصة لعالقة اإلسناد
.التبعية :وتضم التوابع المقررة Fفي النحو العربي إلى معنى العطف والتوكيد واإلبدال
القرائن اللفظية :وهي ما يقدمه علما األصوات والصرف و النحو من قرائن صوتية أو صرفية وهي ؛
العالمة اإلعرابية :اهتم النحاة القدامى بقرينة اإلعراب اهتماما Fكبيرا مع أن اإلعراب وحده ال يكفي في تحديد المعنى النحوي ما لم تتضافر وسائل 1-
القرائن المعنوية واللفظية لذا درسوا حركات اإلعراب وعالمته التي تتغير في أواخر الكلمات بتغير المواقع انطالقا من فكرة العامل والعامل Fالنحوي
" الدكتور تمام حسن " :مبالغة أدى إليها النظر السطحي والخضوع لتقليد السلف واألخذ بأقوالهم
الصيغة :هي المعنى الصرفي الذي يميز من األسماء واألفعال والصفات والحروف ،فلكل واحد صيغته الخاصة به وللصيغ دور واضح في تحديد 2-
.المعنى
المطابقة :تعمل على ربط الصلة بين أجزاء التركيب والصيغ الصرفية بالضمائر ،بدونها تصبح الكلمات مفككة ويختل المعنى وتكون المطابقة Fفي 3-
. العالمة اإلعرابية والشخص ( التكلم ،الخطاب ،الصيغة ) والعدد ( األفراد والجمع ) والنوع
الربط :هو اتصال ميدانه األلفاظ والتراكب ويتم الربط بين الموصول وصلته والمبتدأ وخبره والحال وصاحبه والمنعوت ونعته والقسم و جوابه 4-
.ويكون الربط بالضمير مستترا أو بارزا
التضاد :هو نوعان ؛ التضاد في الجملة هو توارد أو تنافي زوج من الكلمات الرتباطهما Fبحكم عالقة بينهما أما في النص هو ما يقوم بين مكونات 5-
:ظاهر النص ،من ترابط متبادل وفقا لألعراف التربوية والنظام حسب تمام حسن يقتصر إلى جملة وله وجهان
.الوجه األول :التوارد :هو مصطلح بالغي يعني الطرق الممكنة في وصف جملة ما فتختلف طريقة منها عن األخرى تقديما وتأخيرا وفصال ووصال*
الوجه الثاني :التالزم :هو أن يستلزم أحد العنصرين Fالتحليليين النحويين عن اآلخر أو يتنافى معه فال يلتقي به ،و يسمى هذا التنافي وال يحقق التالزم*
.إال بوجود قرينة دالة عليه
األداة :األدوات تدخل على الجمل والمفردات وتؤدي وظائف خاصة كالنفي والتأكيد وتخلو من المعاني المعجمية وتدل على معنى وظيفي عام هو 6-
.التعليق
.النغمة :التنغيم هو اإلطار الصوتي الذي تنطق به الجملة في سياق معين ،فالنغمة هي التي تتخذ طبيعة الكالم إن كان خبر أو إنشاء أو استفهام 7-
قرينة الحال ( السياق ) :تعد من أهم المعايير التي يصنف النحو أساسها هل هو نحو وظيفي أم غير وظيفي ؟ نجد أنه يتعدد معنى النمط التركيبي
للجملة الصحيحة نحويا وبالتالي تصبح بحاجة إلى قرينة من الخارج الجملة تدل على المعنى المراد وهذه القرينة هي قرينة السياق التي يهتم بها الدكتور
.تمام ؛ ألنها قد تعتمد على شيء من هذه القرائن النحوية المفردة أو تتجاوزها إلى أمور داللية من العقل أو من المقام المحيط بالجملة
مبدأ التعليق :ذهب تمام حسن إلى أن اإلعراب ال يكفي لتفسير المعنى النحوي ولكن يفسر عن طريق فكرة التعليق التي جاء بها اإلمام عبد القاهر
الجرجاني و يرى تمام حسن ،أن التعليق يعني كما سماه Fالنحاة النظرية العامل وما يخص العمل العمل النحوي والعوامل النحوية والتي رأى أنها خرافية
.
.تقسيم الجملة إلى ؛ اسمية وفعلية ووضعية كما تقسم من حيث المعنى انقساما آخر خبرية شرطية وطلبية 4-
.قد يتضح المعنى بدون إحدى القرائن فيمكن الترخص بها بحذفها القول بالتضافر بالقرائن يغني عن القول بالعامل5- F
لقد تخطى االتجاه الوظيفي حدود الشكل والبناء في النحوية الوظيفية إلى دائرة المعنى في تقاطع مع البالغة الحديثة ،أين يوجه االعتناء Fإلى آلية بلوغ
الدالالت وما يحيل إليه من تفرعات Fعند تمام حسن ،بمعنى التعاطي مع المجاز اللغوي ومعنى المعنى ،وفيه نهتدي إلى التعاطي بينه و بين سيبويه
.والجرجاني ممارسة للوظيفية التواصبية في المقام األول
النحو الوظيفي من وجهة تصور تمام حسن ،هو الذي تتآلف فيه المفردات الثالث ،ومن دون ذلك ال يمكن التعامل مع النحو الوظيفي بمفهومه
الممارساتي
يرى أبو سعيد السيراتي ،أن النحو يبحث في الحركات و السكنات والحروف وتهذيب الكالم ،وله دور وظيفي صرف في عالئقيته بالقصدية الخطابية
.وتأويالته
لقد عقد عبد القاهر الجرجاني الصلة بين نظم الكالم ودالالت النحو متوصال إلى قرائن داللة النحو نفسها بما له ترابط بين هذه األخيرة ومراحل
:التأليف على تعاقبها ،وأبواب النحو إن هي إال وظائف لغوية ،نحو
:وظيفة الفاعلية ،االبتدائية ،االستثنائية ،إلى غيرها من الوظائف التي تحركها Fالوظيفة ضمن بنائية تعتبر بها ،مثل*
المبتدأ يرد مفردا أو جملة ،فالوظيفة النحوية تتباين في الهندسة السياقية ،وهو ما يؤول إفصاحا حركاتيا Fأو حروفيا وحقيقة الرتبة كقرينة لفظية -
:ومعنوية تحدد الوظيفة النحوية ،الوظيفة النحوية العربية قسمان
.أ -وظائف نحوية عامة F؛ هي داللة مستوحاة من التأليف بوجه عام
.ب -خاصة ؛ وهي عناصر Fنحوية تؤدي وظائف مخصوصة داخل جمل مركبة تخدم سياقات ومقامات مقصودة لذاتها
إن هذه الوظيفة النحوية بجزأيها ،تمثل نهاية المطاف نسيجية وظائفية تميزها في طرح النحو الوظيفي المعاصر من غيرها ،تجديدا فيما له عالقة
.بالجانب الممارساتي
:خضعت الجملة العربية إلى معايير قسمت على أساسها Fإلى أنماط معينة أهمها
وفي هذا اإلطار تحدث النحاة عن الجمل وعالقتها باإلعراب وقالوا ؛ إن األصل في اإلعراب أن يكون للمفرد ؛ ألنه كلمة واحدة يمكن أن تظهر على
آخرها حركة اإلعراب أو تقدر تقديرا ،أما الجملة فبعيدة من اإلعراب ؛ ألنها مركبة Fمن كلمتين أو أكثر ،يستحيل أن يظهر عليها أو يقدر بمجموعهاF
.حركات اإلعراب
يقول أبو حيان الغرناطي النحوي ( 745ه) " :أصل الجملة أن ال يكون لها موقع من اإلعراب ،فإذا كان لها موقع من اإلعراب تقدرت بالمفرد وأعطيت
:إعرابه تقديرا ؛ ألنها قامت مقامه "...والجمل من هذه الناحية على قسمين
الجمل التي ال محل لها من اإلعراب :وهي الجمل التي ال تحل محل المفرد ؛ ألنها لم تستخدم في موضع المفرد وال يمكن Fأن تقدر به .والحكم على 1-
الجمل ؛ ألنها ال محل لها من اإلعراب ال يعني تجريدها من الداللة المعنوية والعالقات التي بينها وبين ما بعدها .وعليه فقولنا على الجمل إنها استثنائية
واعتراضية ،أو صلة للموصول ،أو غير ذلك إنما هو للوظيفة النحوية التي تؤديها في الكالم وعالقتها بغيرها مع أنها ال محل لها ،أما عدد الجمل التي
ال محل لها قد اختلف النحاة في تعدادها فإن ابن هشام ومن دار فلكه يجمعون أنها سبع جمل ،أما أبو حيان فيراها اثنتي عشرة جملة ،األشهر يرى أنها
:عشر جمل
.االبتدائية 1-
.االستثنائية 2-
.االعتراضية 4-
.التفسيرية 5-
:الجمل التي لها من اإلعراب :هي الجمل التي تحل محل المفرد فتأخذ إعرابه تقديرا ؛ ألنها وقعت موقعه وقامت مقامه ،ومن هذه الجمل2-
.الواقعة مبتدأ
.الواقعة خبرا
.الواقعة فاعال
.الواقعة حاال
.الواقعة مستثنى
.الواقعة جواب شرط جازم مقترن بالفاء أو إذا التابعة لمفرد ( واقعة في محل صفة ) التابعة لجملة لها محل
:إعراب الجمل
إن الغاية من إعراب الجمل هو تحديد موقعها من الكالم ،صلة كل منها مع ما قبلها وما بعدها .والحال واحدة بالنسبة للجملتين ( ال محل لها – لها محل )
،ذلك أنها في إعراب الجمل تحدد موقع الجملة في العبارة Fوعالقتها بالمفردات ،والجمل ونوعها من ؛ اسمية أو فعلية أو شرطية ،وصفتها بين ؛ صغرى
أو كبرى تبين صلتها في اإلعراب فإن كانت في موقع المفرد حلت محله في تقدير اإلعراب واستحقت وظيفته وإذا كانت خالصة محله في تقدير اإلعراب
في جملتيها ال تقتضي ومحل اإلعراب فمن الجمل التي ال محل لها من اإلعراب قوله تعالى " :هللا نور السماوات واألرض - "..النور -35فهذه الجملة
خالصة في جملتيها ال تقتضي محل اإلعراب .ومن الجمل التي لها محل من اإلعراب قوله تعالى ":هذه بضاعتنا ردت إلينا " يوسف ، 65فجملة ردت
.إلينا في محل نصب الحال من بضاعتنا وهو محل إعرابي ،اقتضاه ما ظهر على المفرد الذي قامت مقامه
الجملة الخبرية :وهي الجملة التي تكون خبرا لمبتدأ ( أو لفعل ناقص ،أو لحرف مشبه بالفعل ) ومحلها الرفع والنصب كقولنا :زيد أبوه قائم ،زيد قام
أبوه ونحو قوله تعالى " :ومن يكتمها Fفإنه آثم قلبه " البقرة ، 283والجملة الواقعة خبرا غالبا ما تكون خبرية ويجوز أن تكون انشائية فيها معنى الخبر
المجازي خالفا لبعض النحويين من ذلك الجملة القسمية نحو قوله تعالى " :والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا " العنكبوت ( ، 69 في محل رفع خبر
.الذين )
" جملة الطلب :في قوله تعالى " :والذين يكنزون الذهب والفضة وال ينفقونها في سبيل هللا فبشرهم بعذاب أليم
.جملة االستفهام :فكثير ما ترد جملة الخبر االستفهامية للتعظيم والتهويل كقوله تعالى " :الحاقة ما الحاقة " الحاقة 1
الواجب في جملة الخبر ،أن يكون فيها ضميرا عائدا على المبتدأ كما Fفي قولنا ،زيد أبوه قائم ،زيد قام أبوه فالهاء هو الضمير العائد ،أو الذي يربط
الجملة الخبرية بالمبتدأ فكانت خبرا عنه ،وعلى هذا تجري مجرى الجمل التي لها محل من اإلعراب ،وقد تخلو جملة الخبر من هذا الضمير إذا أشير
فيها إلى المبتدأ نحو قوله تعالى " :والذين كذبوا بآياتنا Fواستكبروا عنها أولئك أصحاب النار" ، وكانت معطوفة عليها جملة فيها العائد نحو :أخي
" تصرخ المظلومة فينجدها ...؛ الجملة المعطوفة عليها فيها الضمير العائد وهو الضمير المستتر " هو" في " ينجد
إن سألوا عيني يعسر الماء تارة فيبدو وتر يجم فيفرق
فجملة يعسر الماء قد وقعت خبرا عن قوله ؛ " وإن سألوا عيني " وهي خالية من الضمير والذي أصلحها ،هو اشتمال الجملة المعطوفة " فيبدو " على
ضمير يعود عليها ،أو ما تعلق بأحد ركنيها ،ظرف مضاف إلى جملة فيها الضمير العائد ،نحو قوله تعالى " :وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا
أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا " نوح اآلية .7،8تعلق الظرف المضاف بأحد ركنيها
فقوله ؛ " جعلوا " وقعت خبرا لمبتدأ رغم خلوها من الضمير العائد على المتكلم ؛ ألن فعلها "جعلوا " تعلق ب " كلما " كونه جاء مضافا إلى " ما
" دعوتهم
:الجملة الحالية
.هي جملة مبنية لهيئة حال صاحبها الفاعل ، Fأو المفعول ،أو غيرهما... Fمما محله النصب ،وترد اسمية أو فعلية
االسمية :إذا وظفت في محل نصب حال وجب لها ضمير يصلها بما قبلها ،والواو و الضمير كالهما موقعه في السياق الربط ،فإن جاءت الحال جملة
اسمية فاألغلب الرابط فيها الواو ،وال يرد بعد واو الحال إال جملة من ؛ مبتدأ أو خبر ،مثل :أتاني محمد وكتابه بيده ،فإن ورد المبتدأ في الجملة الحالية
.به ضمير عائد على صاحب الحال ال يصل الربط بغير الواو ،ونحو :قدم خالد وهو راكض
.قال تعالى " :ال تقربوا الصالة وأنتم سكارى " .النساء 43
.كما قد تساق الجملة االسمية في محل نصب حال ،من غير واو ،إذا كان خبرها ؛ شبه جملة تقدم على مبتدئه