‫علم الصرف‬

‫نشأته‪ ,‬تعريفه ‪ ,‬مجاله ‪,‬‬

‫أهميته‬
‫‪BAMB3423‬‬
‫‪USTAZ NAZMI BIN DESA‬‬
 ‫نشأة علم الصرف‬
‫مـن الثاب ت أن الباع ث األول عل ى تدوي ن اللغ ة العربية‪ ،‬واس تقرائها‪ ،‬واس تنباط‬
‫قواعده ا‪ ،‬ووض ع األص ول اليت حتفظه ا م ن الضياع والفس اد‪ ،‬ه و ظهور اللحن‬
‫واخلطأ على األلسنة‪ ،‬بعد أن بدأت السليقة العربية بالضعف‪ ،‬نتيجة اختالط‬
‫العرب باألعاج م‪ ،‬إث ر الفتوح اإلس المية والس كىن يف بالده م‪ ،‬وبعده م ع ن‬
‫موطن لغتهم األصلي‪ ،‬ودخول األعاجم يف اإلسالم‪.‬‬
‫ومل يقتصر هذا الضعف والفساد على األساليب والرتاكيب اللغوية‪ ،‬بل سرى إىل‬
‫املفردات اليت تتكون منها اجلمل‪ ،‬فخشي أهل البصر والعلم من امتداد هذا الفساد‬
‫اللغوي‪ ،‬وأ ن يطول العه د ب ه‪ ،‬فيس تغلق القرآ ن الكرمي ‪ ،‬واحلدي ث الشري ف عل ى‬
‫األفهام ويف ذل ك تفريط يف صيانة الدي ن‪ ،‬وتضييع للغته‪ ،‬فوضعوا بع ض الضوابط‬
‫والقواع د اللغوي ة‪ ،‬مث تواىل العلماء طبق ة بع د طبق ة حبثاً ومجعاً وتأليفاً‪ ،‬فل م ينق ض‬
‫القرن اهلجري الثاين حىت وض ع س يبويه (ت ‪ ۱۸ ۰‬هـ) كتاب ه الذي عرف باس م‬
‫«الكتاب»‬
‫كان ت هذه املؤلفات تشتم ل عل ى مباح ث اإلعراب ـ وه و م ا يعرف‬
‫بالنحو اليوم ـ ومباحث الصرف معاً‪ ،‬ألن النحو يف اصطالحهم يومذاك‬
‫‪ :‬عل م تعرف ب ه أحوال الكلمات العربي ة مفردة ومركب ة‪ ،‬ويف هذا يقول‬
‫اب ن جين (ت ‪ ۳۹ ۲‬هـ)‪« :‬النح و انتحاء مس ت كالم العرب يف تص رفه‬
‫م ن إعراب وغريه‪ ،‬كـالـتـثـنـيـة واجلم ع والتص غري والتكس ري واإلضـافـة‬
‫والنسب والرتاكيب وغري ذلك‬
 ‫مث اس تقل عل م الص رف ع ن النح و عل ى ي د مس لم ب ن معاذ اهلراء (ت‬
‫‪ ۱۸ ۷‬هـ)‪ ،‬الذي غين بالص رف ومس ائله خاص ة‪ ،‬مث تواىل التألي ف في ه‪،‬‬
‫فألف املازين (ت ‪ ٢٤٩‬هـ) كـتـابـا س ـمـاه «الـتـصـريـف»‪ ،‬وقد شـرحـه ابـن‬
‫جـنـي فـي كـتـابـه «املنصف» مث جاء ابن احلاجب (ت ‪ 646‬هـ) فوضع‬
‫كتاب ه «الشافي ة» الذي يع د م ن أه م كت ب الص رف‪ ،‬واب ن عص فور‬
‫اإلش بيلي (ت ‪ 669‬هـ) ص احب كتاب «املمت ع يف التص ريف»‪ ،‬واب ن‬
‫مالك (ت ‪ ٦٧٢‬هـ) صاحب األلفية‪..‬‬
 ‫معنى الصرف‬
‫الصرف لغة‪:‬‬
‫الصرف اصطالحاً‪:‬‬ ‫التغيري والتحويل‬
‫عـلـم بـأصول تعرف هبا أبنية الكلمات‬
‫العربية وأحواهلا‪ ،‬اليت ليست بإعراب‪ ،‬وال‬
‫بناء‪ .‬فهو يبحث يف الكلمة مفردة‪ ،‬قبل أن‬
‫تنتظم يف الرتكيب‪ ،‬من حيث صيغتها‪ ،‬وما‬
‫يعرتيها من حتويل وتغيري‬
‫هذا التحويل والتغيري يف بنية الكلمة املفردة‪ ،‬إما‪ :‬لغرض معنوي أو لفظي‪ ،‬فاملعنوي‪:‬‬
‫مثل حتويل «العلم» إىل عامل‪ ،‬عالم‪ ،‬معلوم‪ ،‬معلم‪ ،‬أعلم‪ ،‬علم‪ ،‬علم‪ ....‬لتفيد‬
‫معاين أخر‪ ،‬باإلضافة إىل املعىن الذي أفاده لفظ «العلم»‪ ،‬وكتغيري املفرد إىل املثىن‬
‫واجلمع‪ ....‬واللفظي‪ :‬مثل إعالل الواو والياء ألفاً يف حنو ‪ :‬قال‪ ،‬باع‪ ،‬دعا‪ ،‬رمي‪...‬‬
‫إذ أصلها قبل اإلعالل‪ :‬قول‪ ،‬بيع‪ ،‬دعو‪ ،‬رمي‪ ....‬ومثل إبدال التاء طاء يف حنو‪:‬‬
‫اصطرب‪ ،‬إذ أصله‪ :‬إصترب‪ ،‬ومثل إدغام الدالني يف‪ :‬شد‪ ،‬إذ األصل قبل اإلدغام‪:‬‬
‫شدة‪ ،‬فالتغيري الذي أصاب الكلمات السابقة تغيري الفظي‪ ،‬ال معنوي‪.‬‬
 ‫مجال علم الصرف‬
‫إن علم الصرف خيتص بدراسة الكلمات مفردة‪ ،‬يف معزل عن اجلملة‪ ،‬أي‪ :‬قبل أن‬
‫تنتظ م يف الرتكي ب‪ ،‬يف حني يدرس ها عل م النح و وه ي يف الرتكي ب‪ ،‬ليكون آخره ا‬
‫على حسب ما يقتضيه منهج العرب يف كالمهم‪ :‬من رفع أو نصب أو جر أو جزم‪،‬‬
‫الختالف العوام ل‪ ،‬أ و بقاء آخره ا عل ى حال ة واحدة إذا كان ت مبنية‪.‬‬
‫غري أن علماء الصرف‪ ،‬وقد خصصوا ميدانه باألمساء املعربة‪ ،‬واألفعال املتصرفة‪ ،‬فال‬
‫يتعرض بالدراسة لألمساء املبنية‪ ،‬مثل‪ :‬كم‪ ،‬كيف‪ ،‬من‪ ،‬ما‪ ...‬وال لألفعال اجلامدة‪،‬‬
‫مثل‪ :‬نعم‪ ،‬بنس‪ ،‬حبذا‪ ،‬عسى‪ .... ...،‬وال للحروف‪ ،‬مثل‪ :‬لو‪ ،‬لوال‪ ،‬يف‪ ،‬كي‪ ،‬مل‪،‬‬
‫لن‪...،‬‬
 ‫أمهيته‬
‫يقول ابن عصفور‪« :‬التصريف أشرف شطري العربية‪ ،‬وأغمضهما‪ :‬فالذي يبني شرفه‪ ،‬احتياج‬
‫مجيع املشتغلني باللغة العربية ‪ :‬من حنوي ولغوي إليه أميا حاجة‪ ،‬ألنه ميزان العربية‪ ،‬أالترى أنه قد‬
‫يؤخذ جزء كبري من اللغة بالقياس‪ ،‬وال يوصل إىل ذلك إال عن طريق التصريف‪.‬‬
‫ومن مظاهر احتياج دارس النحو إىل علم الصرف‪ ،‬أن املوقع اإلعرايب لبعض الكلمات‪ ،‬ال ميكن‬
‫معرفته‪ ،‬إال إذا عرفنا الصيغ الصرفية لأللفاظ‪ ،‬كما يف هذه األمثلة‪ :‬أخوك كاتب درسه‪ ،‬جارك‬
‫مفهوم حديثه‪ ،‬خالد نبوي خلقه‪ .‬فالكلمات ‪ :‬درس‪ ،‬حديث‪ ،‬خلق‪ ،‬الميكننا معرفة إعراهبا‪ ،‬إال‬
‫إذا عرفنا البنية الصرفية للكلمات‪ :‬كاتب‪ ،‬مفهوم‪ ،‬نبوي‪.‬‬
‫وقد أدرك العلماء قدمياً هذه العالقة بني العلمني‪ ،‬فكانت كتبهم شاملة هلما‪ ،‬كما أن بعض‬
‫العلماء قد أشار إىل ضرورة دراسة الصرف قبل النحو"‪.‬‬