Professional Documents
Culture Documents
تداولية اخلطاب البالغي ،الفعل البالغي واإلحالة املقامية يف قصيدة "منزل األقنان" للسياب أمنوذجا
The pragmatic rhetorical discourse, the rhetorical action, and the
position referral in the poem "The House of the Serfs" by al-Sayyab as
a model.
بوزاين بغلول
كلية اللغة العربية وآداهبا واللغات الشرقية ،جامعة اجلزائر 2
bouziane.01.loul@mail.com
ملخص :تشرتك كل من التداولية واخلطاب والبالغة يف حبثها عن اإلحياء اللغوي أو معىن املعىن ،وقطبها يف ذلك
العالمة بني املتكلم واملخاطب ومقام التخاطب ،وملا نكون بصد ثالث اجتاهات لسانية :الوظيفية ،الداللية،
ّ
والتداولية ،تصعب أنسقة اخلطاب قصد الوقوف على معماريته نتيجة تداخل بني املناهج (النحو الوظيفي أو
الوظائف التداولية ،علم االجتماع اللغوي ،وعلم نفس اللغوي ،والبالغة) لكن عند إحلاق اخلطاب ابلتداولية نكون
قد اصطنعنا تركيبة منهجية لغوية اتصالية أكثر حتررا من النسقية فيما لوكنا إبزاء التداولية وحتليل اخلطاب
البالغي/األديب ومها مبعزل عن بعضهما ،فإذا كانت النظرية الوظيفية يف اللسانيات إما دالية/صورية ،وإما تداولية،
فإن التحليل التداويل للخطاب البالغي ينحو منحى أتويل املعىن أتويال دالليا ثقافيا (تداويل إجنازاي ،وسياقي
بالغي مقامي معا)
ويدل هذا اإلجراء أن اللغة غري متماثلة إال عرب بنيتها (دال ومدلول معا) لذا عدت بنيتها ِمن الفكر؛ وإن
كان مبقدور الشعرية أن تربط بني مستويي التحليل اللغوي واألديب/الفكري فإ ّن الداللة ممكنة شعرية من ممكنات
النظام وكلية البنية ،وهي ممكنة خطابية ابألساس (خارج نصية) ألن الوظائف اجلزئية ال تُشيّد الكل إال تشييدا
شعراي تركيبيا وإجنازا مقاميا يف آن ،ونعمل على أتكيد النظري عرب أمنوذج تطبيقي ،وهو قصيدة منزل األقنان لبدر
السياب.شاكر ّ
الكلمات املفتاحية :الوظائف التداولية؛ االتصال البالغي؛ اإلحالة املقامية؛ الصورة الشعرية؛ حتليل اخلطاب.
Abstract:
Pragmatics, discourse, and rhetoric share in their search for linguistic
suggestion or the meaning of the meaning, and their pole in that is the sign
75
بوزاين بغلول
between the speaker and the interlocutor and the place of discourse, and when we
are dealing with three linguistic directions: functional, semantic, and pragmatic,
the discourse systems are difficult in order to stand on its architecture as a result
of an overlap between the approaches (Functional grammar or deliberative
functions, linguistic sociology, linguistic psychology, and rhetoric).
This procedure indicates that the language is not identical except through its
structure (signifier and signified together), so its structure is from thought. And if
poetics can link the two levels of linguistic and literary/intellectual analysis, then
the signification is possible poetically from the possibilities of the system and the
totality of the structure, and it is possible mainly rhetorical, and we work to
confirm the theoretical Through an applied model, which is the poem The House
of Serfs by Badr Shaker Al-Sayyab.
Keywords: Pragmatic; Rhetorical Communication; Rank; Poetic; Discourse
Analysis.
مقدمة:
عند احتمال إدراك املعىن إدراكا إشاراي ،نكون حينئذ إبزاء مقاربة علم اللغة احلديث له ،أين تلعب
مرصوفات البنية بذاهتا ـ ـ منها وإليها ـ ـ دورا يف إزالة الال داللة إزالة إشارية حمضة ،وتتموقع الداللة يف هذه
احلالة خارج البنية الذهنية التارخيية لإلدراك نفسه ،بينما يف حالة إدراكنا للمعىن إدراكا خطابيا تداوليا
فيوجد اللفظ بني املرسل واملتلقي يف احلالة املتغرية (الثالثة) من حاالت معاين اللفظ ،وقد ظلت اإلشكالية
العويصة اليت تستويل على اهتمامات احمللل البنيوي هي إشكالية التنافر أو الال تطابق املتمثل يف مفارقة
وظيفة اللغة لوظيفة األدب لوظيفة للغة اليت يف اللغة ،أي اخلطاب.
لعل اإلشكالية اليت جتمع اللغة والعمل األديب مبعزل عن لسانيات اخلطاب فتبقى استحالة الدراسة و ّ
الوصفية للمعىن الذي هو غاية العمل األديب إال عرب اللغة وتضاريسها املورفولوجية ،وذلك ما اضطلعت به
اللسانيات ابجتاهاهتا الثالثة .وملا نكون بصدد نقطة خالفية بني نظرية األدب ونظرية النقد اجلديد أال وهي
البالغة فإنه حتما نظرايت اخلطاب ستزيل االلتباس ،كون أن دور االستعارة (أي البالغة) يف تبلور معىن ما
ال ينظر إليه املتلقي من زاوية واحدة ،أي دور العوامل الثقافية يف إيالء الشعور ابجلمال األمهية من عدمه؛
ذلك أ ّن املصطلح واملفهوم املركزي اجلديد الذي جاءت به الشكالنية والبنيوية أال وهو الشعرية poetics
انسجم أو اتّفق مع قواعد علم اللسانيات احلديث يف إشاريتها عن الداللة ،لكنها مل تنسجم مع شعرية
التصورات الذهنية ذات البعد اإلحيائي لدى املرسل واملتلقي (التأثري الذوقي إن شئت) أي أن الشعرية هي
قوانني اخلطاب األديب إشاراي فقط واخلاصة ابلنص األديبّ ،أما شعرية العمل األديب فيتقاسم تصوراهتا
الشعرية املرسل واملتلقي.
76
تداولية اخلطاب البالغي ،الفعل البالغي واإلحالة املقامية يف قصيدة منزل األقنان للسياب أمنوذجا
أما اإلشكالية املنهجية اليت اعرتضت سبيلنا هي ابلذات إشكالية هذا البحث ،أو ابألحرى التعدد
املنهجي الذي ال بد منه ،وهو إن مل يكن هناك جماوزة مفاهيم التداولية املتعددة املرتبطة ابملتكلم وابلكالم
ومبستقبل الكالم وهي (السياق ،الفعل الكالمي ،القصدية ،االقتضاء ،االستلزام احلواري ،نظرية املالئمة،
املوجهات )..ألهنا ال خترج عن لغة احلقيقة املعيار األرسطي للبالغة (الصدق والكذب) عن طريق التداخل
املتواقت فيما بينها ،فبإدخال طرف اخلطاب ،وذلك ابحلاق خطاب التلقي السياقي املقامي للشعر العريب
ابلوظائف التداولية ،ونود تتبع مسار تطور ما يقابل تطور الوظيفة اللسانية الداخل نصية على مستوى
(السبك ،احلبك ،القصد ،القبول ،اإلعالم ،املقامية ،التناص) ونعين به "الوظيفة الدور" اليت تستبق أو
تستبسر اإلحياء والتفسري اخلارجي التصنيفي متجاوزة التفسري الوصفي البنيوي أو الشكلي (لدى اجتاه
دراسات وأحباث البنيوية التكوينية مثال) وهذا املوقع الوسط بني الوظيفتني يتداخل عرب مفهومني؛ تقليدي
(البالغة أو النحو العريب) وحداثي عرب مفهوم اخلطاب بعامة ،واخلطاب الشعري خباصة.
فهل ميكن استعمال اخلطاب الشعري استعماال تداوليا؟ أي رد أصل اإلشكالية إىل مفهوم وظيفة اللغة
نفسها؟ وإذا قبلنا هبذا االفرتاض فأمكننا ذلك ـ ـ بال ريب ـ ـ االستفادة كذلك من نظرايت فلسفة اللغة ،أم
إىل ضرورة حتديد أي اللغات وأي اخلطاابت املعنية ،حيث لغة وخطاب األدب خيتلف؟ ونكون حينئذ
وجلنا اجلدل القائم حول مفهوم نظرية األدب ،وولوجنا نظرايت القراءة والتلقي أيضا .ونقوم بتحليل
اخلطاب حتليال وظائفيا على املستويني اللساين اإلشاري والشعري اإلحايل يف قصيدة بدر شاكر السياب
كونه متأثرا ابلشعر اإلجنليزي احلديث املتميز حبكائيته الشعرية .وإىل هذا املدى نقف على صحة عالقة
النشاط اللغوي مبستعمليه ،وطرق وكيفيات استخدام العالمات اللغوية ،والسياقات ،والطبقات املقامية
أيكمن دور اإلحالة املقامية التواصلية يف
املختلفة اليت ينجز ضمنها اخلطاب يف هذه القصيدة ،بتعبري آخر ُ
املبحث التداويل ،يف اإلجابة على السؤال كيف يتم التخابر ابلكالم اإلنشائي؟ أي ال يفك شفرة مقصدية
املعىن الضمين/اجملازي إال صاحب املقام البالغي ،حيث اإلنشائي للمنشئ واخلربي للمخرب.
.1اللسانيات ومصطلح الوظيفة:
يعد مصطلح الوظيفة من أهم املصطلحات يف حقل اللسانيات الدالية والتداولية معا" ،ويف هذه
األخرية تنعت ابلتداولية ) (Pragmatic Functionسواء كانت داللية (اليت حتدد األدوار اليت تقوم
هبا موضوعات احملمول) أو تركيبية (اليت حتدد الوجهة)"" ،1وهو يعين الدور الطبيعي الذي يقوم به أي
شيء داخل الكل ،ابعتباره جزء منه ،كالنشاط أو الدور الذي يقوم به أي شخص ،أو أي عضو ،أو
77
بوزاين بغلول
عنصر داخل تنظيم ،أو جهاز من األجهزة" 2فالوظيفة من هذا املنطلق هي النشاط ،أو الدور الذي يتميز
به عنصر دون آخر.
ومن مقاربة أمحد املتوكل للنظرية الوظيفية يف اللسانيات والنحو الوظيفي ويف اخلطاب ،اُعترب من أهم
الباحثني العرب املشتغلني على تداولية اخلطاب وهو مييز بني معنيني للوظيفة:
.1الوظيفة هي العالقة القائمة بني مكونني أو مكوانت يف املركب االمسي أو اجلملة ،وتكون عالقات
مشتقة حني يتم حتديدها على أساس موقع املكوانت داخل بنية تركيبية معينة ،كما قد تكون الوظيفة
3
عالقات أوىل (غري مشتقة) إذ هي حددت جمردة عن أي بنية تركيبية أو تطريزية
ومنه فالداللة األوىل للوظيفة عند أمحد املتوكل هي تلك العالقات الرابطة بني أجزاء اجلملة ،وهي
نوعان :عالقات مشتقة كامنة داخل البنية الرتكيبية (امللفوظ) ،وعالقة غري مشتقة معزولة عن هذه البنية
(اخلطاب واستعماله لوظيفة كدور املقابل للملفوظ واستعماله اللساين)
4
.2الوظيفة هي الدور أو الغرض الذي تسخر الكائنات البشرية اللغات الطبيعية من أجل حتقيقه
يقصد املتوكل ههنا ابلغرض اهلدف الذي يروم اإلنسان حتقيقه انطالقا من اللغة؛ أي اختاذ هذه األخرية
وسيلة للوصول إىل مراده" .كما أشار املتوكل إىل أن العالقة والدور مفهومان متباينان ،كون العالقة رابط
بنيوي قائم بني مكوانت اجلملة ،يف حني أن الدور خيص اللغة بوصفها نسقا كامال ،لكنهما يف اآلن نفسه
مفهومان مرتابطان" 5فالوظيفة كعالقة عنصر داخلي يربط أجزاء اجلملة ،بيد أن الوظيفة كدور تعىن بغرض
التواصل.
.2املفهوم املتغاير ملصطلح الوظيفة بني اخلطاب واالجتاهات اللسانية الثالثة والبالغة:
أما مفهوم الوظيفة يف الرتاث العريب فلم يتجاوز املوقع اإلعرايب للكلمة يف النحو ،وكشف دقائق وأسرار
ومجال اللغة يف البالغة ،حبيث حتديد اسم لكل اسم أو كل فعل أو حرف ،إن كان مبتدأ أو فعل أمر أو
حرف جر مثال ،هو وظيفته يف النحو ،ابلتايل يف اجلملة اللسانية صرفا وتركيبا من جهة ،وملا يثريه من
"تنظري داليل نتيجة تبعية البنية لوظيفة التواصل ومد اجلسور لوصل البحث اللساين الوظيفي ابلتنظري العريب
الرتاثي للداللة منظورا إليه يف جممله حنوا وبالغة وفقه لغة ،6"..وهكذا ظل األمر إىل أن فقدت الصورة
الشعرية ألول مرة مع الشكليني الروس مفهومها القدمي الذي يعطيها هلا الشعر بوصفه تفكرياً بوساطة
الصور ،ومن هنا فصاعدا أصبح هناك وسائل متعددة للغة الشعرية.
78
تداولية اخلطاب البالغي ،الفعل البالغي واإلحالة املقامية يف قصيدة منزل األقنان للسياب أمنوذجا
وجدير ابلذكر أن النظرية الوظيفية كانت نظرية قائمة بذاهتا يف أعقاب ظهور علم اللغة احلديث ،حيث
تبنت مدرسة براغ علم اللغة الوظيفي يف دراستها للغة بقيادة رومان جاكبسون ،وواضح من التسمية أ ههنا
جعلت من دراسة اللغة تقوم على أساس الوظائف الصوتية يف سياق حنوي تركييب .وال ريب أن تتطور
مفاهيم اخلطاب عن املدرسة اللسانية والبنيوية يف النقد األديب املعاصر كون أن ثنائية دي سوسري
الكالم/اللسان ثنائية جدلية ،ودي سوسري نفسه وهو حيلل بنيته الداخلية دون النظر إىل العوامل اخلارجية
مببدأ احملايثة l’immanenceمل يستقل عن طابع اللسانيات التجريدي جدال ،فهو كان يتكلم؛
والكالم هو األداء الفعلي للسان ،وهو جدير ابللغة جدليا وكل حياة اللسانيات ال معىن هلا خارج الكالم
للهم إذا استثنينا سيميولوجيا اإلمياءة والرمز واإلشارة ،والكالم من يربط االنتظام الشكلي ابلسياق الفعلي
أو العملي يف إنتاج الكالم (ضمري األان) ذلك أن السيميولوجيا جزء من اللسانيات ،وإىل هنا ال يزال
مفهوم اخلطاب ملا ربط الثنائية الدو سوسريية ابلسياق النصي الرتكييب يف حقل الدرس اللساين أو البنيوي،
ذلك "أن اللسانيات مثل اللغة متاما جتسد ابلتزامن وظيفيت تشكيل العامل وبنائه وذلك دون أن يكون
التمييز بني اجملالني أمرا ممكنا ابلفعل وحىت دون أن يكون أمرا مأموال" ،7ومل يتحول عنهما إىل خطاب ما
بعد البنيوية إال منتقال من قيم عالقات الوحدات النصية اجملردة إىل قيم التلقي الداليل لتلك الوحدات
ضمن مستوايت أتويلية (اقرتان حتليل اخلطاب ابلتلقي وجبماليات اخلروج عن سلطة العادة الثقافية) طارحةً
سياقا ذا بعد تدويل للغة ضمن مستويني؛ األول ضمن للسانيات االجتماعية اليت خيتلف مبوجبها امللفوظ
كبناء لغوي عن التلفظ؛ جماال ملتابعة حركية السلوك اللغوي يف الكالم ،ابعتبار كل عملية تلفظ حمددة
اجتماعيا تقبل الدراسة بصورة مسبقة عرب شبكة املفاهيم نفسها.
واثنيا ذو بُعد بالغي خطايب خاص بثقافة املتكلم يف إنتاج الكالم وفق سياق تلفظي تركييب خمتلف يف
اجلملة ،إذن مفهوم اخلطاب أو امللفوظ هو مفهوم لساين بنيوي ،بيد أن حتليل اخلطاب أو التلفظية مفهوم
يتجاوز النسق إىل سياق القارئ أو املخاطَب يف تلقيه نص اخلطاب ،ويستقي أدواته اإلجرائية
واالصطالحية من بُعد خارج حمايث يف عملية التواصل واستنادا إىل نظرية الفعل اإلجنازي للكالم نتيجة
عالقة امللفوظ ابلتلفظ ،وتعىن الوظائفية التداولية للخطاب مبقامات التداول ليس مبعزل عن السياق
التداويل والنفسي والسوسيو ـ ثقايف ( )..للخطاب ،ولعل التأويل الذهين للمتلقي واستهالك القيم املادية
ِ
املتخاطب مرتبطان جدليا بسياق العادة ومقام تداول الثقافة (التطبع) للغة/لسان اجتماعي ما" ،ومعىن
أساسا يستدعي معه سياق املعرفة اخلاصة والعامة اليت يتقامسها املخاطبون ،وسياق املعرفة هذا يضم مكان
79
بوزاين بغلول
وزمان اللفظ ،وابجلملة فإن جمال التداولية يتحدد حبالة كالمية ال تضم فقط اللفظ واملتكلم واملستمع ،بل
8
املعرفة املشرتكة هلذه العوامل اخلاص منها والعام (أي سياق اللفظ)"
.3الوظيفة التداولية والبعد املقامي يف خطاب "منزل األقنان" البالغي:
لعل رؤية ظواهر العصر وهي متناقضة ومشوشة ،ليس جدير ببنية اللغة اليت مل تُلحقها مبسارها الرؤيوي
التارخيي املنسجم مع مقاربة احلقيقة اإلحالة املقامية إىل اخلارج ،إحالة استكملت عربها جتربة السياب
خمزوهنا الشعري من مفردات اإلحياء ،واليت صقلت معجمه وشكلت مقصديتها جبمهوره ،ابعتبار ما "كان
موحيًا هو ذا قصد وما مل يكن موحيًا فال ميلك مقصدية" ،9والكلمات يف الشعر أكثر منها معىن يف النثر،
حيمل األلفاظ من املعاين أكثر مما حتمله يف األذهان ،ومفردة الشاعر تقتضي عدم االلتزام لذلك والشاعر ّ
فإن للشاعر حنوه اخلاص وإيقاعه اخلاص ،وقد أضحى معجم هؤالء متداوال حىت خارج سياق اللساين
احملضن األول للسياب والبيايت وغريمها ،وغدا خطااب شعراي انتقل به من فعل كالمي ونصوص خاص إىل
10
إرث لساين مشرتك ابلتداول ،أي "ليس إبراز منطوق لغوي فقط ،بل إجناز حدث اجتماعي معني"
وإذا لقي اخلطاب األ ديب أتثريا فألن له وقع مجايل على املتلقني ووظيفة شعرية ،أما إذا كان للنص
األديب شعرية مميزة تنبع من عالقات لغوية خالفية وظيفية تقوم هبا عناصره على مستوايت (:السبك،
احلبك ،القصد ،القبول ،اإلعالم ،املقامية ،التناص) وهي اليت تفرز معىن ،ال تتجاوز إشاراته الداللة النظام
اللغوي برتميزاته وإيقاعات وجمازاته إال مع االجتاه الوظيفي التداويل الذي تلى مرحلة اللسانيات التوليدية
اليت خلفت إشكالية االنغالق ابللغة يف ذهن صاحبها" ،فعال ،أن نشري إىل أن بعض الكلمات املشريات
الدالة على الزمان أو املكان أو األشخاص من قبيل (اآلن وهنا وأان) ال ميكن أتويلها إال يف سياق قوهلا.
وأقل سذاجة أن نذكر أبننا ،عند التبادل اللغوي ،نبلغ من املعاين أكثر مما تدل عليه الكلمات ،وليس من
أخريا إن استعمال األشكال اللغوية ينتج عنه ابملقابل إدراج لالستعمال يف النظام نفسه،الساذج أن نقول ً
11
فمعىن القول يقوم على شرح لظروف استعمال ،أي ألداء ذلك القول"
ومبقتضى تداخل يف املناهج فإن الوصول إىل التحليل الوظيفي لتداولية أي خطاب مير عرب توظيف
معريف للبالغة واخلطاب والتداولية ،فالوظيفية ألن هلا دورا فيما حنن بصدده؛ على أن نركز يف اخلطاب على
سياق املخاطَب/املتكلم ويف التداولية على مفهوم الفعل اإلجنازي للكالم ،واجلامع بينهما هو ذلك الكالم
الذي أمهله علم اللغة احلديث ،وكان سببا فيما بعد يف توالد االجتاهات اليت تنتقد علم اللغة احلديث من
الداخل ومن اخلارج؛ وقد "كانت البالغة متثل الصفة اجلمالية للخطاب ،معتمدة على جمموعة من أدوات
80
تداولية اخلطاب البالغي ،الفعل البالغي واإلحالة املقامية يف قصيدة منزل األقنان للسياب أمنوذجا
التحسني ،حىت تتجنب السأم أو الالمباالة عند مستقبل اخلطاب" 12وهي بذلك تقابل علم القواعد الذي
كان يعرض على أنه طريقة ضمان االستعمال الصحيح للغة من أجل غاية اتصالية .أما "مصطلح
اخلطاب يرادف الكالم لدى دي سوسري ،وابلتايل يعارض اللغة ومن مسات الكالم التعدد والتلون والتنوع،
13
هلذا فإن اللسانيات مل تر فيه املوضوع الذي ميكن للعلم أن يقبل عليها ابلدرس واملالحظة"
ولئن كان جون فريث قد فهم املعىن على أنّه وظيفة يف السياق "عالقة بني العناصر اللغويّة والسياق
االجتماعي حبيث تتح ّدد معاين تلك العناصر ،وفقا الستعماهلا يف املواقف االجتماعية املختلفة" 14فإن
جون أوسنت John Austinأحل على ما يعرف بنظرية أفعال الكالم أو قصدية اخلطاب ،على أن لِلُغة
تكون خطاابت ختضع التواصل فعل إجنازي سواء كانت صادقة يف مطابقة الواقع املوصوف أو كاذبة ،هي ّ
ملعيار الفشل أو النجاح ،وقسم الفعل الكالمي إىل ثالثة أقسام:
.1فعل القول ويراد هبذا الفعل إطالق األلفاظ يف مجل مفيدة ذات بناء حنوي سليم ،وذات داللة.
.2الفعل املتضمن يف القول :وهو الفعل اإلجنازي احلقيقي ،إذ إنه عمل يُنجز بقول ما.
.3الفعل الناتج عن القول :وهو جمموعة األفكار املرتتبة على الفعل السابق.
وحيدد أوسنت أيضاً خصائص هذا الفعل يف ثالث نقاط:
.1إنه فعل دال.
.2إنه فعل إجنازي :أي يُنجز األشياء واألفعال االجتماعية
.3إنه فعل أتثريي أي يرتك آاثراً معينة يف الواقع ،خصوصاً إذا كان فعالً انجحاً.15
وقد رأى "أصحاب االجتاه الوظيفي التداويل ارتباط بنية اللغة بوظيفة التواصل والتبليغ والتبيان ،وتقوم
الوظيفة على أن ال اعتبار للوحدات اللسانية إال من خالل الدور الذي تلعبه يف التواصل" 16بيد أن نشوء
منهج حتليل اخلطاب مل يتحقق دون دراسة استعمال اللغة وكيفية إضفاء الناس املعىن عليها حبسب
فتضمن بذلك املقاربة التداولية واللسانيات وغريمها ،إذن حتليل اخلطاب كيفما كان هو حتليال السياقّ ،
تداوليا ،والتداولية ختصصا فرعيا لدراسات اخلطاب.
ومبا أن كل من التداولية واخلطاب فرعان من اللسانيات ،على أن التداولية هتتم ابلوظائف التواصلية
معا" 17ومن هذا املنظور فإن للغة فإن "التداولية تتطرق إىل اللغة كظاهرة خطابية وتواصلية واجتماعية ً
النحو الوظيفي (كون التحليل الوظيفي اخرتق احلدود املنهجية جلميع الدراسات اللسانية احلديثة) أو
تداولية اخلطاب ضمن اسرتاتيجية سياقية تتجاوز اختزال اخلطاب يف امللفوظات إىل التعبري عن متثيالت
81
بوزاين بغلول
ذهنية ثقافية للملفوظات ،ويتجلى هذا الرتابط يف كون نسق االستعمال حيدد يف حاالت كثرية قواعد
النسق املعجمية والداللية والصرفية -الرتكيبة والصوتية -وهو ما يعين به فرع اللّسانيات املسمى اللغوايت
االجتماعية من أبسط العبارات واألمثلة يف هذا املضمار اختالف خصائص العبارات اللغوية ابختالف
18
الوسائط االجتماعية كجنس املخاطب وسنّه وطبقته اجملتمعية واملنطقية اجلغرافية اليت ينتمي إليها
وقد ميّز اللساين املغريب أمحد املتوكل يف كتابه "الوظائف التداولية يف اللغة العربية" مخس وظائف
تداولية :املبتدأ ـ ـ الذيل ـ ـ املنادى ـ ـ البؤرة ـ ـ احملور" ،وتنقسم الوظائف التداولية طبقاً لتكوين اجلملة قسمني:
وظائف «داخلية» (احملور والبؤرة) تسند إىل أحد املوضوعات (املوضوع الفاعل أو املوضوع املفعول أو أي
موضوع آخر) ووظائف «خارجية» (املنادى واملبتدأ والذيل) تُسند إىل مكوانت خارجية عن احلمل (مبعىن
أهنا ليست من موضوعات احملمول)".19
1.3الوظيفتان الداخليتان البؤرة واحملور :يُسندان إىل مكونني داخل احلمل (بؤرة اجلملة) ،حيث
احملموالت يف النحو الوظيفي مفردات حتيل إىل الوقائع :أعمال ) (Actionوأحداث )) Process
وأوضاع ) (Positionوحاالت ) ،(Statesوتكوين احملموالت بنية تشتمل على :حممول وعدد معني
من احلدود "وحيدد اإلطار احلملي حسب املتوكل :ـ ـ احملمول
ـ ـ ـ مقولة احملمول الرتكيبية( :فعل)( ،اسم)( ،صفة)( ،ظرف)
ـ ـ ـ حمالت احلدود املرموز إليها ابملتغريات (س ،1س....،2سن)
20
ـ ـ ـ الوظائف الداللية( :من ّفذ)( ،متقبّل)( ،مستقبل)( ،مستفيد) اليت حتملها حمالت احلدود"
1.1.3وظيفة البؤرة ) :(Focusوالبؤرة مفهوم حنوي وظيفي اقرتحه سيمون ديك ،وهو أهم عنصر يف
اجلملة ،ابعتبار الوظيفة واجملال" ،وظيفة البؤرة تسند إىل املكون احلامل للمعلومة األكثر أمهية أو األكثر
بروزا يف اجلملة ،وميكن أن منيّز بني نوعني من البؤرة :بؤرة اجلديد وبؤرة املقابلة من حيث طبيعة وظيفة
البؤرة ،كما ميكن أن منيز بني بؤرة املكون وبؤرة اجلملة من حيث جمال هذه الوظيفة" ،21أما بؤرة الوظيفة
املكون احلامل للمعلومة اليت
عرف بؤرة اجلديد أبهنا البؤرة املسندة إىل ّ
فلدينا :بؤرة اجلديد /وبؤرة املقابلة" :نُ ّ
املكون احلامل للمعلومة اليت يشك وينكر
عرف بؤرة املقابلة أبهنا البؤرة اليت تسند إىل ّ جيهلها املخاطب ،ونُ ّ
22
املخاطب ورودها"
بؤرة اجلديد هي عبارة عن عناصر حتمل معلومات جديدة مل يسبق للمتلقي معرفتها حبيث تتضمن
اختبار جواب عرب سؤال املتكلم ،يف حني أن بؤرة املقابلة هي تلك العناصر احلاملة ملعارف سبق
82
تداولية اخلطاب البالغي ،الفعل البالغي واإلحالة املقامية يف قصيدة منزل األقنان للسياب أمنوذجا
للمخاطَب الشك فيها حبيث تتضمن اختبار تعقيب منه ال جواب كقوله :ال أو بل" ،فما ميكن أن يضيفه
تعوضتصحح ،أو ّ املتكلم للمخاطَب ليس معلومات جديدة فحسب ،بل كذلك معلومات تع ّدل ،أو ّ
معلومات يف خمزون املخاطب" ،23وهنا تنفتح مقامات التواصل بني حال املخاطَب ومقصد املتكلم ،أو ما
يعرف ابلقراءة التأويلية للخطاب أو ابلبالغة (مطابقة مقتضى احلال) حبيث حتمل كل من بؤرة اجلديد
واملقابلة عدة طبقات مقامية بينهما.
وبؤرة اجلديد اليت تسند للمكون احلمل ،احلامل للمعلومة عن (خرائب) ،وهي األكثر أمهية يف مجلة
تغد أطالال) ،حبيث أ ّن نزع األبواب إبزاء اخلرائب محلت مطلع القصيدة ،وهي (فانزع األبواب عنها ُ
تغد أطالال ،واملقصود إجابة للراوي لنفسه ما اخلرائب؟ والبؤرة بؤرة جديد جديدا إىل املخاطَب وهي أهنا ُ
تغد أطالال ،بيد أن هذه اللغة التواصلية من صنف مستوى اللغة البالغية ألنك عندما تنزع عنها األبواب ُ
اليت طرفاها الراوي ومتلقي خنبوي مدرك نفسيا هلذه اللغة الطبيعية املتسمة ابالنزايح وخرق املألوف ،لكن
انزايح تواصلي كونه قابال للتأويل.
وخوال قد تصك الريح انفذة فتشرعها إىل الصبح ،لكن ما اخلوايل؟ إهنا اليت تصك الريح انفذة فيها
فتشرعها إىل الصبح ،إذن هي بؤرة جديد تسند على مكون "خوال" ،نفس الشيء ابلنسبة للجملة التالية:
يطل منها بوم دائب النوح.
السطح) فهناك بؤرة مقابلة
ِ أما يف (سلّمها احملطم ،مثل برج داثر ،ماال يئن إذا أتته الريح تُصعده إىل
مكون احلمل ،بل على بؤرة املكون وهي حاملة ملعلومة ليست مهمة ،تشبيه (مثل برج داثر) ال تسند على ّ
(سلمها احملطّم) ونفس اجلمل التالية( :يصعدها الريح إىل السطح) ،وسفني تعرك األمواج ألواحه ،ومتأل ّ
رحبة الباحة ...إىل غاية متأل عامل املوت .كلها بؤر مقابلة ال حتمل معلومة يعرفها املخاطَب ،فهي من عامل
الراوي وجتربته اخلاصة اليت أدركها بعد نظرته للخرائب ،وتقتضي تفكريا وإدراكا بالغيا تواصليا مقابال من
لدن املخاطَب الذي من املفروض أنه يق ّدر التجارب الشخصية املعرب عنها هبكذا خطاب منساب من
خواجل النفس.
أما بؤرة اجلديد املسندة على مكون (هبسهسة الراثء) يف مجلة :هبسهسة الراثء ،فتفزع األشباح حتسب
أنه النور سيشرق .فإن فيها محل حيمل معلومة للمخاطَب جيهلها إبالغيا لكن ال جيهلها ثقافة ،فالقبول هبا
ثقافةً جيعل من استساغتها تعابريا بالغية وهو ما يقوي االتصال ،ونفس الشيء يف اجلمل الالحقة :متسك
ابلظالل وهتجر الساحة إىل الغرف الدجية ـ ـ وهي توقظ ربة البيت لقد طلع الصباح .أما مجلة (وحني
83
بوزاين بغلول
يبكي طفلها الشبح ،هتدهد وتنشد :اي خيول املوت يف الواحة) فبؤرة مقابلة ألهنا ال تسند على محل بؤرة
اجلملة :حني يبكي طفلها الشبح ،لكن تسند على معلومة ينكرها املخاطَب ،عالوة على سؤال املخاطب
الذي حيتمل عدة أتويالت منها أن األشباح تتكلم بكالم غري الطبيعي ،أو على األقل تتضرع مبالئكة
املوت عوض خيول املوت.
ويف اجلملة االستفهامية املعربة عن حالة الوضع والعمل معا (أال اي منزل األقنان ،كم من ساعد مفتول
رأيت؟) ،قد نتوقع جوااب غري ما يعرفه الراوي ،فهي بؤرة مقابلة ضمن خطاب لغة طبيعية غري مباشرة،
وهي لغة خطاب بالغي منزاحة حنو خماطبة اجلمادات ،ما خيلق خطاب أتويلي سياقه إدراكي (الذين يرون
هم أهل املنزل) ،ال خيلو من تدخل التجربة الذاتية على لغة وخطاب مقاربني هلذا اخلطاب من لدن قارئ
أديب خلطاب الراوي الشعري ،وهو بصدد مساءلة منزل األقنان ،نتيجة "أن األدب يف واقع األمر إنتاج ال
خيرج عن املقوالت واألمناط التكوينية املتواضع عليها ولو بدت لنا أول األمر قراءةً متمردةً على تلك
األمناط والقيود ،ويتجلى ذلك بوضوح يف الشعر خاصة" 24ويف نفس احلالة اليت يسائل فيها الراوي املنزل
اكض العدهاء يف األمس الذي سلفا؟! املفرتض أال جتيب جتربة القارئ مبا يقابل الصور ألست الر َ
ُ ملا يقول:
ّ
غري الشعرية يف احلمل النووي :ألست العداء الراكض؟ بغري (كيف؟) وما بلك إن أحلقت اجلملة النووية
حبد الزمن ،وكان ذلك الزمن هو املاضي الذي سلف.
ُبدلت ما ألقى مبا ذاقوا) متثل بؤرة جديد ملا محلت معلومة جديدة للمخاطَب أما مجلة (لو خريت أ ِ
ّ ّ
استندت على املكون احلامل ألهم معلومة فيها ،خالية من التجريد أو الرتشيح البالغيني ،والشأن ذاته
ومفضية إىل داللة واحدة ،وهي معاانة حتمله بؤر اجلديد املسرودة تواليا (حمموالهتا تدل على احلالة)ُ ،
الراوي مع املرض والغربة والفقر ،إىل درجة األمل عند وفاته أبن تبكيه ذكرايت منزل األقنان احلية بعده.
وهذا إن دل على شيء دل على عدم قدرة النحو الوظيفي احملايث عزل خياالت أو الصورة الشعرية
املخاطب معا أثناء التواصل ،وهي الوظيفة احلقيقية لألدب بني مرسل ومتلق، (البالغية) للمخاطَب و ِ
وا ملتبلورة عرب مفاهيم التداولية املتداخلة الطاغية ،وهي ثالثة مفاهيم :املقصدية والسياق/املقام ،واالستلزام
احلواري بتناوب بؤرة اجلديد وبؤرة املقابلة طيلة أطوار السرد.
إذا ليس مبقدور املخاطَب فهم دالالت ملفوظ ضمن مجلة واحدة (ليؤول داللة اخلطاب) ما مل يتداوله
يف إطاره دايكروين السياقي أي التلفظ" ،وال يكفي التمييز بني اللغة بوصفها نظاما إشاراي ،واللغة بوصفها
وسيلة اتصال ما مل يرهتن هذا التمييز بطبيعة هذا املصطلح وخصوصيته ،وال يبدو مثل هذا الرأي جمداي
84
تداولية اخلطاب البالغي ،الفعل البالغي واإلحالة املقامية يف قصيدة منزل األقنان للسياب أمنوذجا
دون العناية خبصائصه الثقافية واللغوية العربية ،ألن املصطلح السردي مرهون بعناصر التمثيل الثقايف اليت
تؤثر عميقة يف الداللية والتداولية ،أي وظيفية اللغة وال سيما الفعلية ،ألن املصطلح السردي شديد
التشابك مع الداللية والتداولية" 25وحنن ههنا نقرتض املوروث البالغي العريب الذي وظفته الشعرية العراقية
احلديثة خللق بنية شكل ية جديدة يلعب فيها التعبري واملعجم دورا أساسيا ،يف وصفنا للوظائف اخلمس
املذكورة أعاله مثل ما فعل املتوكل قائال" :إال أننا سنقرتض ،يف وصفنا هلذه الوظائف كلما دعت احلاجة
إىل ذلك ،حتليالت ومفاهيم من الفكر العريب القدمي ،حنوه وبالغته" 26ذك أن أساس التعبري ( كما أشار
إليه املتوكل) يرتكز على :مفردات يتعلمها املتكلم كما هي قبل استعماهلا تسمى "مفردات أصول"
ومفردات يتم تكوينها عن طريق قواعد اشتقاقية انطالقا من املفردات األصول مسيت "مفردات مشتقة"،
ومبا أن األساس يشمل "املعجم" و"قواعد تكوين احملموالت احلدود" فإن املعجم يقوم إبعطاء األطر احلملية
واحلدود األصول ،بينما تقوم قواعد التكوين ابشتقاق األطر احلملية واحلدود غري األصول.
تغد أطالال) يشري إىل الوضع فإنه يففإذا كان احلمل يف مطلع القصيدة (خرائب فانزع األبواب عنها ُ
وسطها يشري إىل الوضع زائد حدث (أال اي منزل األقنان ،كم من ساعد مفتول رأيت؟) إىل أن ينتقل إىل
العمل فقط يف مجلة وما تالها (لو خريت أ ِ
ُبدلت ما ألقى مبا ذاقوا) ّ
ِ
خريت أبدلت ما ألقى مبا ذاقوا: واإلطار احلملي النووي يف اجلملة :لو ّ
ُبدلت (س))1منف (س :2ألقى (س))2مستق (س :3ذاقوا (س ))3متق حيث الوظيفتان لو خريتف (س :1أ ِ
ّ
الرتكيبيتان الفاعل واملفعول يسندان إىل املوضوعني س 1وس 2احلاملني للوظيفتني الدالليتني املنفذ
واملستقبل.
بؤرة املكون وبؤرة اجلملة" :تُسند كل من بؤرة اجلديد وبؤرة املقابلة إىل مكون من مكوانت
اجلملة ،أو إىل اجلملة برمتها ،نقصد بقولنا (بؤرة اجلملة) بؤرة احلمل ،Predicationإذ إن املكوانت
اخلارجة عن احلمل (املبتدأ والذيل) ال يشملها جمال التبئري .فالبؤرة يف اجلملة اآلتية ابعتبارها (بؤرة مجلة)
مسندة إىل احلمل (ساءين سلوك أخيه) وحده ،دون املكون املنادي اي خالد واملكون املبتدأ (عمرو)
واملكون الذيل (بل ابن عمه) :اي خالد ،عمرو ،ساءين سلوك أخيه .بل ابن عمه .لذلك يكون التمييز من
حيث جمال التبئري بني «بؤرة املكون» (البؤرة املسندة إىل أحد مكوانت احلمل) و«بؤرة احلمل» (البؤرة
27
املسندة إىل احلمل بكامله ،دون مكوانت اجلملة اخلارجة عنه)"
85
بوزاين بغلول
تغد أطالال) يستند املكون وهو بؤرة محل وحامل ويف مجلة مطلع قصيدتنا (خرائب فانزع األبواب عنها ُ
املكون (املكوانت اخلارجية عن احلمل: مكون اجلملة اليت ال حتوي على بؤرة ّ ألهم معلومة يف ثناايها ،إىل ّ
املبتدأ ،الذيل ،املنادى) وللتمييز بني البؤرة املسندة إىل اجلملة برمتها وبؤرات اجلديد واملقابلة ،نقرتح اختبار
تغد أطالال.
السؤال ما اخلرب؟ فاخلرب هو أن هناك خرائب عندما تنزع األبواب عنها ُ
أما ومجيع ما جيد له جواب عرب سؤال ما اجلديد؟ يتبع ابعتباره إضافة خرب جديد مفيد للخرب السابق
ومكمل له فهي بؤر جديد ومقابلة ابعتبار الوظيفة ،لكن بؤرهتا تشمل اجلملة ابعتبار اجملال الذي جيمع
حقل (اخلرائب واألبواب واألطالل) إىل غاية أول مجلة ال تستند على بؤرة املكون يف اجلدة وال يف املقابلة،
لكن تستند على بؤرة اجلملة برمتها ،وتكون املقابلة ابدئة ابالستفهام (كم) أو الرتجي (قد) أو التشبيه
كأن (كأن زئري آالف السنني ،)..،وهو مكون حامل ملعلومة مهمة (اي منزل األقنان) مستندا إىل بؤرة
اجلملة ابعتبار اجملال ،وهو توايل اسرتجاع ذكرايت الراوي عن املنزل ،وهي كلها توحي الداللة اليت ليست
من إشارة سيميائية مقابلة لكن مبا يثار من خيال أتويلي يف ذهن الراوي واملخاطَب فهي داللة غري
طبيعية؛ "تقوم على التأويل وتتأسس على االستدالل ،ينوي املتكلم وهو يتلفظ جبملته إيقاع التأثري يف
28
خماطبه ،بفهم هذا املخاطب لنيته"
إىل غاية اجلملة اليت ال تستند على بؤرة املكون (اي منزل األقنان) أو اجلمل املستندة عليه (اسرتجاع
ُبدلت ما ألقى مبا ذاقوا) وهو مكون حامل ملعلومة تكون أهم الذكرايت) ،وهي يف قصيدتنا (ولو خريت أ ِ
ُ
مما سبق مسندا إىل بؤر ُمجلية تنتمي حلقل املرض والفقر والغربة الداليل ،ولعل االنتقال عرب سريورة السرد
من بؤر مكون إىل بؤرة اتليها ،وهي مسندة على بؤر ُمجلة (اي منزل األقنان) مثال يشرتط سيمون ديك
شروط مقامية إلسناد بؤرة جديد مبنية على تطابق بني املتكلم واملخاطب حول جهل أو معرفة مسبّقة
طويت ،وكم
َ مبوضوعات احملموالت ،كما يف اجلمل املسبوقة بكم االستفهامية( :وكم أغنية خضراء ،وكم أمل
ِ
وميالد؟) قيت مبدمع جاري؟ وكم مهد هتزهز فيك؟ وكم موت ُس َ
أما ِإلسناد بؤرة مقابلة إىل مكون اجلملة (ولو ُخريت )..مثال يشرتط حتقيق بنية الوظيفية عرب االشتقاق
واجلزئية أي عرب الوظيفة الرتكيبية كما يف اجلمل املسبوقة هبمزة استفهام :ألست؟ وأأمكث؟ الواقعة يف
القصيدة بعد مكون اجلملة (ولو خريت .)..لذلكم تدخل (هل وكم) على بؤرة اجلديد واهلمزة على بؤرة
املقابلة ،أما أداة احلصر (إمنا) فملتبسة من حيث جمال البؤرة.
86
تداولية اخلطاب البالغي ،الفعل البالغي واإلحالة املقامية يف قصيدة منزل األقنان للسياب أمنوذجا
وتبقى هناك حاالت ال تسند ال على بؤر مكون وال على بؤر ُمجلية ،تفسريها وظيفيا تظافر إجناز فعل
الكالم جراء تداخل مفاهيم تداولية نفسها ،ويف آن واحد ،من ذلك تدخل املوجهات؛ وهي "إكراهات
متعلقة بتفسري موجهات مرتبطة ابملتحاورين ،كضمائر املتكلم واملخاطَب (أان ـ أنت) وظروف الزمان
واملكان (اآلن ،هنا ،هناك)" وعمل الفعل اإلجنازي للكالم /اخلطاب األديب ابعتباره غري تواضعية حتمل
املخاطب يف املخاطَب ،ويقوم "يف نظر بول جرايس على مبدأ ِ داللة غري طبيعية لكن نية إيقاع التأثري من
االستلزام اخلطايب ،من خالل التمييز بني ما قيل وما مت تبليغه ،فالداللة هي ما قيل ،واالستلزام اخلطايب هو
29
ما مت تبليغه"
وعجينة القول أ ّن استعمال اللغة استعماال خطابيا خاصا ال يستجيب ألي حقيقة مثالية اثبتة ،وإمنا
يستجيب لفهم نظرية االتصال اليت تقر أبن املعىن متغري ونسيب خيضع لوجهات نظر متغرية بتغري زوااي
الرؤى وموقعها الثقايف (الزمكاين) من اخلطاب ،فَـ ْهم تكامل العالقة بني نظرية القصدية ونظرية أفعال
الكالم املتيسر عرب اخلطاب الشعري العريب ،وله حظوته يف طريقة اإللقاء الشفاهي ،كونه خطاب جيمع
بني حماولة حبث عن جديد معريف وفين (فعل اإلجناز) ابلتأثري البالغي ،شأنه شأن أي "أتثري عملي على
املتلقي كاإلقناع ..بفعل الكالم عرب النطق السليم للحروف اليت متثل املعىن اللغوي الصحيح" 30وخيضع يف
علم النفس السلوكي لقاعدة مثري استجابة" ،ولقد عُين سريل مبفهوم القصد عناية ابلغة عند حديثه عن
31
املعىن؛ ألنه املعىن برأيه ليس حصيلة فردية فحسب ،وإهمنا نتيجة للممارسات االجتماعية أيضا"
2.1.3وظيفة احملور)" :(Topicتسند وظيفة احملور الدال على ما يشكل احملدث عنه داخل احلمل،
مثل كلمة زيد يف اجلملتني اآلتيتني :أ-مىت رجع زيد؟ ب-رجع زيد البارحة.
32
يشكل املكون زيد حمور اجلملتني لداللته على الشخص احملمول عليه"
تغد أطالال) تعد حمور يف مطلعوكلمتا "اخلرائب" و"أطالل" يف مجلة (خرائب فانزع األبواب عنها ُ
قصيدتنا لداللتها التزامنية على حمط احلديث فيها ،واحملمول عليه ابقي اجلمل ،وهو منزل األقنان ،يف حني
أن الوضع التخابري يف مقام اإلخبار حيوي على ُخمرب الذي هو الراوي ،وخماطَب متقمص لشخصية منزل
فيغد مرواي له ضمنيا ،كما أن
األقنان املعنوية ،عندما تناجيه ذكرايت الراوي املسرتجعة وهو يف عز عنفوانهُ ،
"منزل األفنان" يف مجلة (أال اي منزل األقتان ،كم من ساعد مفتول رأيت؟) يف مرحلة اختالل الربانمج
السردي تعد حمورا ،ولو التبست مبكون املبتدأ املتصدر (أو أي مكون خارجي أو داخلي )يبقى لكل
منهما خصائص تركيبية وتداولية خمتلفة.
87
بوزاين بغلول
بدلت الذي ألقى مبا ذاقوا) هي حمور شكلت ما حي ّدث عنه كما أن "لو خريت" يف مجلة (لو خريت أُ ِ
ُّ
داخل اجلمل التالية ،وإىل غاية عودة توازن الربانمج السردي ،حيث موضوعات البنية احلملية اليت حتمل
وظائف داللية (منفذ ،متقبل ،مستقبل ،مستفيد) تنقل عرب اإلسناد إىل بنية وظيفية (فاعل ،مفعول) وحيدد
زمن احملمول وظيفة املوضوع الداللية كمنفذ ،وحتدث البنية الوظيفية اليت تسند احملور إىل املوضوع كمعلومة
ض ما أُعاين ،عاثر اخلطوات ت الذي أَلْ َقى مبا ذاقواُ ،ممِ ٌّ جيدة للخاطَب بؤرة جديد :لو خِري ِ
ت أُبْدلْ ُ
ُّ ُ
مرجتفا ،..،بال مال ،بال أمل .ولعل غىن أي لغة تواصلية املعجمي من غىن اخلصوصية الرتكيبية :الصوتية،
والصرفية النحوية ،وال تستكمل وظيفيا استعالميتها (التخابر) يف اخلطاب البالغي ضمن بنية داللية
خارجة عنها بغري طرفا موقع التخاطب ،الذي ال يتحقق فعليا دون جمايل احملورية والبؤرية البالغية املقابلة،
كون فعل اإلجناز يف اخلطاب الشعري يقرتن ابمللكة اللغوية املنطقية ،كما يقول أمحد املتوكل" :املقدرة
التواصلية املتوافرة لدى مستعمل اللغة الطبيعية تتكون من مخس ملكات وهي :امللكة اللغوية ،وامللكة
33
املنطقية ،وامللكة املعرفية ،وامللكة اإلدراكية ،وامللكة االجتماعية"
ولعلّه جدير ابلعلوم احلديثة يف اللسانيات كشف ملاذا تتداول أنساق لغوية معينة كاألنساق البالغية يف
شعر احلداثة ،وهي أنساق ال متت صلة بعصرها املفرد التمثّل بشكل الشعر اإلجنليزي؟! لوال أن هناك
عالقة علم اللسانيات يف منعطفه الراهن أبيديولوجيا األنساق الثقافية اليت ال تُتمثل إال بلسانيات اخلطاب،
وابلتداولية ،وما جيمع التداولية ابخلطاب ابلبالغة العربية ،اخلطاب الذي يعرب عن ثقافة كعالمة خطابية
وظاهرة شعرية مازالت سائدة برغم انتفاء بعض أشكاهلا ،مثل القصيدة العمودية ووحدة البيت ،لتشكل
نسقا يدافع عن تقاليده الفنية اخلطابية (ابلتايل ثقافته) من انحية ،والتأثري يف املتلقي من انحية أخرى.
و"بناء على ذلك فاحملور هو الوحدة اللغوية األساسية يف اجلملة ،واليت يقوم عليها الكالم .وميكن التمييز
بني احملورية والبؤرية كمفهومني جمردين عامني من انحية ،وبني حتققهما الفعلي يف اللغات من انحية أخرى،
على أساس هذا التمييز ،ميكن القول إن لغة ما تنتقي فرعا معينا أو فروعا معينة من جمايل احملورية والبؤرية،
إذا كانت تفرد لتحقيق ذلك الفرع ،أو تلك الفروع ،أو آليات خمصوصة صرفية ،أو تركيبية ،أو تطريزية ،أو
تضافرا هلذا مجيعا ،واللغة العربية من اللغات اليت تنتقي مجيع فروع احملورية والبؤرية ،ولعل ذلك راجع
34
ابلدرجة األوىل إىل كون هذه اللغات ذات رتبة حرة"
2.3الوظائف اخلارجية :الوظائف التداولية اخلارجية هي :املبتدأ ،الذيل ،واملنادى.
88
تداولية اخلطاب البالغي ،الفعل البالغي واإلحالة املقامية يف قصيدة منزل األقنان للسياب أمنوذجا
1.2.3وظيفة املبتدأ )" :(Themeهو ما حيدد جمال اخلطاب الذي يعترب احلمل إليه واردا .مثال:
زيد قام أبوه .زيد :مبتدأ .قام أبوه :محل .اجلملة ترتكب إذن من ركنني أساسيني :محل :قام أبوه .مبتدأ:
هو الذي حيدد اجملال الذي يعترب إسناد جمموع احلمل إليه واردا" ،35فاملبتدأ عند النحاة القدامى خيتلف
عما هو عليه عند التداوليني ،فاملقصود به الوحدة اليت حتدد اجملال التخاطيب .ومبتدأ اخلرائب قد ح ّددته
من خالل إسناد احلمل (فانزع عنها األبواب تغد أطالال) فنحن إبزاء جمال آاثر بناية ،وما يفرق بينه وبني
احملور والبؤرة عند احتالل نفس املوقع اخلارجي ،وهو بداية اجلملة ،وروده معرفة مع إحاليته إىل احلمل ال
طفل مات ملا جف إىل نفسه كما تفعله ضمائر القصة (ما) و(هو) ،ويف حالة حدوث ذلك مثل :مجلة ( ٌ
در ) ابلرغم وجود رابط يعرف املبتدأ فهي ال إحالية املخابرة حسب املتوكل ،ومجلة (هي خوال قد ٌّ
تصك )..حتمل حلنا يف استعمال اللغة ألهنا بدأت بضمري" ،وما يؤكد تداولية معرفية املبتدأ أن إحاليته
36
مرتبطة ابملقام ،الوضع التخابري وعلى قدر من املعرفة اللغوية التخاطبية املشرتكة"
بيد أن هناك أفعاال يف احلمل تسمى ابألفعال اإلجنازية مثل :قال وسأل وأمر ..وأدوات االستفهام (أ)
قربي
روي َ و(هل) وهي كلها حتمل قوة إجنازية ال تشمل املبتدأ وإمنا تنصب على احلمل وحده 37مثل :تُ ِّ
الظمآن ـ ـ أأمكث أم أعود إىل بالدي؟ ـ ـ غريب غري انر الليل ما واساه من ِ
أحد ٌ
وكلمة األبواب هي واردة إحالية ابلنسبة ملنزل ،وكل من :خوال ـ ـ سله ُمها احملطهم ـ ـ متأل ُرحبةَ الباحة ـ ـ
ض ما أُعاين ـ صاص ـ ـ بؤسهم املرير ـ ـ ُممِ ٌّ منزل األقنان ـ ـ ودندن ال ُق ه ِ
هبسهسة الراثء ـ ـ أال اي َ متأل عامل ِ
املوت
كل على حدة ـ ـ إليها واردا، جاعت أمه ..هي مكوانت حددت جمال اخلطاب معتربة إسناد حمموالهتا ـ ـ ٌ
حلَم محل
لنب وال َ مثل :جاعت أمه مبتدأ ،فالثدي ال ٌ
الصبح محل .وقد ال يوجد أي ضمري يف احلمل يربطها ابملبتدأ ِ يح انفذةً فتُشرعها إىل تصك الر ُ خوال مبتدأ ،قد ُّ
ويسمى حينئذ ابملبتدأ احلقيقي ،وهذه خاصية لغوية عربية وهندو أوروبية حسب املتوكل ،مثل مجلة (أال اي
قربي الظمآن محل)
روي َ ب تُ ِّ
ك احليا ُس ُح ُمنزل األقنان مبتدأَ ،س هقْت َ
2.2.3وظيفة الذيل ):(Tail
اقرتح املتوكل تعريفا جديدا للذيل تدارك به عن قصور التعريف الذي قدمه سيمون ديك هلذه الوظيفة،
حيث إن ما قدمه املتوكل خبصوص هذه الوظيفة التداولية مستمد من مقرتحات النحاة العرب القدامى،38
والذيل عنده ما حيمل املعلومة اليت توضح معلومة داخل احلمل أو تع ّدهلا أو تصححها ،والبد من التمييز
بني ثالثة أنواع من الذيول :ذيل التوضيح وذيل التعديل ،ومها يُنتجان اخلطاب ،وذيل التصحيح ملطابقة
89
بوزاين بغلول
اخلطاب ،ومن أمثلة الذيل نذكر :أخوه مسافر ،زيد :زيد ذيل .ـ ـ جنحا ،الطالبان :الطالبان ذيل .ـ ـ قرأت
39
الكتاب ،نصفه :نصفه ذيل.
والذيل مكون خارجي موقعه أخري ضمن مواقع الوظائف اخلارجية :منادى ،مبتدأ( ،محل) ،ذيل .وهذه
الصيغة توافق أكثر يف قصيدتنا ذيل التصحيح ،وهي ال تتطابق عموما مع بنية اجلملة الشعرية احلداثية
هتدهده
ُ الشبح،
ُ القصرية مثلما يوافقها ذيل التوضيح :متأل رحبة الباحة ،ذوائب سدرة ـ ـ حني يبكي طفلها
كل َمن عطفا ،على املرضى ـ ـ الليل ينظر ،جنمه.
ـ ـ عاثر اخلطوات ،مرجتفا ـ ـ ـ ترمي ه
دهدهُ) ضمري يعود على احلمل بينما خيلو الذيل (مرجتفا) و(على املرضى) من حيث يف الذيل (هتَ ِ
الضمري ،وإحالة الضمري إىل احلمل يف الذيل مثل إحالته يف املبتدأ حسب املتوكل" ،مقرتحا مصطلح
التحاول الدال على العالقة القائمة بني مكونني هلما نفس اإلحالة" 40على أن الضمري ضروري يف البنية
املذيلة بعكس البنيات املصدرة ابملبتدأ ألن وظيفة الذيل تداولية ال تركيبية (حتدد العالقات القائمة بني
مكوانت اجلملة ابلنظر إىل الوضع التخابري بني املتكلم واملخاطب يف مقام معني كقوله :وولولة ِ
األب
املفجوع خينق صوته األملُ ،وهو مقام ال يشرتك فيه لغواي واجتماعيا إال متلق مدرك للسياق الثقايف إدراكا
نفسيا كما يقول علماء نفس اخلطاب" ،االستعمال اللغوي حمدود ابلسياق أو ابملناسبة .فهو استعمال
للغة هبذا املعىن الذي حيدده علماء نفس اخلطاب ملا هو خطاب ( )..خيتلف علم نفس اخلطاب عن كل
من املقارابت (ابعرتاضه على علم النفس العرفاين) ( )..ويُنظر إىل الفرد واجملتمع على أهنما كياانن
منفصالن ،وهو ما يستلزم وجود ازدواجية بني الفرد واجملتمع" 41أي ال يستسيغ لفظة َو َلول دومنا معايشة
ومطلّع على اخلطاابت الشعرية املماثلة لدى انزك املالئكة الواقع البائس الذي يسرده الراوي من جهةُ ،
واجلواهري والبيايت مثال ،فال تنبو عليه األلفاظ يف انزايحاهتا وال يقسو عليه املعجم ،من جهة أخرى)
ده ُده) يعطي املعلومة املزيلة لعدم كفاية احلمل يف فهم اخلطاب ،فيتدخل إلزالة فذيل التوضيح ( ُهت ِ
الغموض وعدم الفهم ،العائد إىل ضمري (اهلاء) يف طفلها ،فهو مبعىن من املعاين خطاب منتج للتأثري على
املتلقي ،ويف الذيل :ذوائب سدرة غرباء يف (متأل رحبة الباح ْة ،ذوائب سدرة غرباء) نلتمس دور ذيل
التوضيح (ذوائب سدرة غرباء) يف إنتاج اخلطاب ،وحامال ملعلومة حميلة تستهدف إزالة إهبام وارد يف احلمل
(متأل رحبة الباحة) لكن إذا كانت مفردات احلمل مفهومة يقوم اإلسناد بتوضيح معاين العربية املتسمة بثراء
معجمها ،وابلتايل توضيح معىن ذوائب :تداول الريح للسدرة مرة من هنا ومرة من هناك ،وفضال عن أن
أخذه احلالة اإلعرابية للتوابع (يف حمل نصب نعت) تضفي جرسا موسيقيا على اخلطاب ،وهناك املضمرات
90
تداولية اخلطاب البالغي ،الفعل البالغي واإلحالة املقامية يف قصيدة منزل األقنان للسياب أمنوذجا
اإلحماءات اللفظية اليت متيز اخلطاب الشعري سيجليها أتويل مرادفة الذيل لبعض املفردات، الضمنية و ّ
ويشرتط اإلجالء مقام ثقايف ،ففك شفرة املضمرات املمحية يف اخلطاب و"هي على نوعني :مقتضى
الشبح،
ُ ومهمت ويتفرع املقتضى بدوره إىل مقتضى داليل ومقتضى تداويل" 42كقوله :حني يبكي طفلها
وإحماءات لفظية؛ كإسكاته ،واحلنو عليه ،وتدليله ..وهلم ده ُده" قامت مقام عدة مضمرات ّ ده ُده ،و" ُهت ِ
ُهت ِ
جر" ،تعددية املعىن للعالمة اللغوية يف اخلطاب الشعري تعود إىل الثراء الثقايف للعالمة وإبداعية اللغة/
مجالية اللغة حيث يتمكن املبدع من التأليف بني كلمات غري مألوفة؛ ومن مثّ ميكننا الكشف عن معان
تنوع إيقاعها؛ ومن مث تنوع معانيها؛ األمر الذي جيعلها جديدة .وموسيقى الكلمات ودورها البارز يف ّ
43
صاحلة لالستخدام يف سياقات متنوعة"
أما ذيل التعديل مل يرد كثريا لداللته البالغية اليت حيملها للمخاطَب عن مكون احلمل إذن هو حمك
قمر الزمان ـ ـ دندن،
خطايب شعري يف اخلطاب يفرتض أتويال بالغيا من لدن املخاطَب ،مثل قوله :أتىُ ،
ساق ـ ـ ش هح ،املال .وهي كلها تبني احلمل الذي أسندت ظهر ـ ـ احننتُ ،
القصاص ـ ـ ترن ،أغنية ـ ـ ُش هلٌ ،
عليه منتجة للخطاب أيضا لكن عرب التعديل وليس إزالةً لإلهبام ،أي أييت مبعلومة جديدة يرى أ ّن احلمل
خلى منها ،وهي املقصودة ،وهذا ما مينح التعديل إحياء جياوز التوضيح إىل التأويل لدى السامع/املخاطَب؛
(ش ّل ،الظهر) عدل الذيل الظهر من معلومة مكون احلمل عن املعاانة (ممض ما أعاين) ،مع ويف قولهُ :
وجود حاالت خاصة قد تقع يف إضراب مع احلمل لظهورها يف بنيات خاصة تتوجب التصحيح ،غالبا ما
األب املفجوع ،خينقيفسرها املقام التل ّفظي االستعمايل اخلاص ابخلطاب الشعري دون غريه ،كقوله( :ولولة ِ
غمًزا) وهذا ما جعل عبد الرمحنجنمه ْالليل ينظر ُ
اخها و ُ مسعت صر َ
صوته األملُ) املسندة إىل مكون احلمل ( ُ
احلاج صاحل يفرق بني بالغة اخلطاب والفصاحة اللسانية/النحوية قائال" :بالغة الكالم مغايرة من حيث
املاهية حلدود النحو وال دخل هلا يف السالمة اللغوية ،وإن كاان متالزمني ،إذ ال بالغة إال بسالمة الصياغة
إال أهنما متغايران .فذاك نظام لغة وهذا خطاب ،فإن نظران إىل الكالم كصياغة وبنية هلا داللة فهذا خيص
النحوي ابلدرجة األوىل ،بل ينفرد هبا ،ألنه يهتم ابجلانب املصوغ الدال من اللغة ( )..أما الكالم كخطاب
44
فيهتم بدراسته أكثر من واحد"
أما ذيل التصحيح فأمثلته :هتجر الساحة إىل الغرف الدجيهة ،وهي توقظ ربة البيت ـ ـ على الع هكاز
ِ
املغسول ،ابلشمس اخلريفيه ْه أسعى ،حني أسعى ـ ـ ش هد ضلوع اجلائعني ،بصدره الواهي ـ ـ طارت يف الضحى
قربي الظمآن ،تلثمه وتنتحب .الذيل يف هذه اجلمل هو ذيل تصحيح حبيث يعطي املتكلم املعلومة روي َ ـ ـ تُ ِّ
91
بوزاين بغلول
يف مكون احلمل ،لكن ينتبه أهنا ليست ابملعلومة الصحيحة فيعمد إىل إبداهلا ابملعلومة الصحيحة اليت
حيملها الذيل يف بنية إضرابية مطابقة للخطاب ،وليست منتجة له.
ت الذي أَلْ َقى مبا ذاقوا ـ ـ أال اي واجلملتني األكثر انزايحا وبالغة شعرية يف القصيدة (ولو خِري ِ
ت أُبْدلْ ُ
ُّ ُ
ب ) حتواين على ذيل تصحيح؛ ابعتبار أنه ال ميكن أن تتغري الداللة صوراي منزل األقنانَ ،س هقْت َ
ك احليا ُس ُح ُ
ليغد ذيال( :أبدلت الذي القى مبا ذاقوا ،لو خريت ـ ـ سقتك احلياة سحب، عند قلب اجلملة بتأخري املبتدأ ُ
منزل األقنان) أما مستعملو اللغة كأداة لتحقيق أغراض متعددة كالتعبري عن الفكر واألحاسيس واملعتقدات
والتأثري يف الغري إلقناعهم ،كمعشر الشعراء ،فإن هذا القلب الذي ولّد ذيل التصحيح ،ههنا ،سيغري املعىن
كما يغريه احلذف والتأخري يف العربية.
لعل هذه احلالة يف العربية هي اليت جعلت املتوكل يتساءل :كيف يوافق الذيل إعرابيا أحد مكوانت و ّ
احلمل ابلرغم أنه يقع خارجه؟ مث جميبا" :أيخذ الذيل احلالة اإلعرابية (الرفع أو النصب أو اجلر) مبقتضى
وظيفته الداللية أو الرتكيبية .إال أن هذه الوظيفة تُسند إىل الذيل عن طريق ما ميكن تسميته مببدأ
«اإلرث» ،ابعتباره مكوان خارجيا ،ال عن طريق األصالة كما هو الشأن ابلنسبة للمكوانت اليت تُعترب جزءاً
«يعوضه» أو «يقوم مقامه» من احلمل .ويرث الذيل عن املكون املقصود تعديله أو تصحيحه ـ ـ ابعتبار أنه ّ
وظيفته الداللية والرتكيبية" 45وينتج عن أخذ الذيل الوظيفة اإلعرابية للنعت والتوكيد والبدل يف العربية قوة
إحاليته؛ فباإلسناد تنتج مقامية وختاطبية الشعر العريب ،فضال عن دالالت احلذف والتأخري وإضفاء اجلرس
الباحه) اجلمالية.
ْ احه .ومتأل رحبةَ
اج ،ألو ْ عرك األمو ُ
سفني تَ ُ
املوسيقي ( ٌ
ويبقى ظهور الضمري يف ذيل التصحيح مثل ذيل التوضيح ضروراي يف خمالفته لوظيفة املبتدأ ،الذي قد
أيت. أييت غري متصدرا للجملة يف بعض احلاالت اإلعرابية لكنه ليس قطعيا مثل (كم من ساعد ِ
مفتول ر َ
أصلها :رأيت كم من ساعد مفتول)؛ مبعىن أييت حسب ما يفرضه الوزن والقافية الشعريتني ،ألنه ال جيوز
القول :أبدلت الذي القى مبا ذاقوا ،لو ُخ ّريتُهُ .وهذا مسوغ كاف ليجعل املخاطَب يف وضع وظيفي داليل
ومقامي متقبّل ،وهو هنا الذات الشعرية للراوي أو القارئ الضمين" ،فالكالم أكرب من أن يكون جمرد
تطبيق خالص للسان ،فهو توظيف الشفرات غري لسانية إىل جانب الشفرات اللسانية ،من أجل توليد
مؤشرات تربط اجلسور بني الداللة اجملردة يف امللفوظ امللموس ابلداللة الضمنية اليت ترتبط بسياق/مقام
46
التلفظ"
3.2.3املنادى:
92
تداولية اخلطاب البالغي ،الفعل البالغي واإلحالة املقامية يف قصيدة منزل األقنان للسياب أمنوذجا
هو وظيفة تستند إىل املكون الدال على الكائن املنادى يف مقام معني ،مثاله :ـ ـ اي زيد أخوك مقبل.
الوظيفة املنادى وظيفة تداولية تؤاسر املبتدأ ،والذيل ،والبؤرة ،واحملور ،فإسنادها كإسناد الوظائف األربع
مرتبط ابملقام .47إذن املنادى وحدة لغوية كائنة يف مقام حمدد ،وهي وظيفة خارجية أضافها املتوكل مراعاة
خلصوصية اللغة العربية ال عالقة اللسانيات احلديثة هبا ،وردت يف قصيدتنا نزرا يف قوله :اي خيول املوت يف
احه ،تعايل وامحليين ـ ـ آهِ اي بلدي! أأمكث أم أعود إىل بالدي؟ ـ ـ أال اي منزل األقنان ،كم من ساعد
الو ْ
مفتول رأيت؟ أوال جيب التمييز يف اجلملة الواحدة بني النداء كفعل لغوي حيدد جهة اجلملة ،واملنادى ِ
كوظيفة أي كعالقة مسندة إىل املكوانت :خيول املوت ،وبلدي ،ومنزل األقنان.
واثنيا يف مستوى البنية احملمولية (تعايل وامحليين ـ ـ أأمكث أم أعود إىل بالدي ـ ـ كم من ساعد ِ
مفتول
رأيت) يدل احملمول على واقعة احلمل ـ ـ مثال ـ يف األوىل والعودة يف الثانية والرؤية يف الثالثة ،كما تدل
املوضوعات فيها على وظيفة الدور الداللية املنفذ مثال يف األوىل والثانية والتقبل يف الثالثة ،وتدل كذلك
على وظيفة الرتكيب سواء وقعت فاعال مسندا إىل املكون األساسي ،أو مفعوال مسندا على املكون
للمنادى يف النحو العريب خصائص يتميز هبا ويشبهه فيها املندوب واملستغاث، الثانوي .ويف كل هذا ُ
(مبنادى
(املنادى) "اصطلح عليها املتوكل َ فضال عن كونه يقع خارج موقع البنية احملمولية ،يضطلع بوظيفة َ
48
النداء) قصد تقليص الوظائف الداللية والرتكيبية والتداولية قصد الرقي ابلنحو اىل (الكفاية النمطية)"
وحنسب أن االستعمال اإلجنازي اللغوي يف اخلطاب الشعري يتميز هبذه الكفاية الوظيفية اليت استحسنها
املتوكل ،كوهنا تتوافق مع خاصية البالغية للشعر العريب؛ من تنوع معجمي ،وتعبري جمازي وبالغي ،ألقى
بظالله اجلمايل عليه (تشبيه وجتسيد املوت ـ ـ الشكوى اىل البلد ـ مساءلة املنزل مسائلة جماز مرسل عالقته
احمللية أو املكانية) وقعت موقعا إحاليا مقاميا ،كون أن قواعد النحو الوظيفي (البنيات الوظيفية الثالث
داخل احلمل) ميكن أن تتسع اىل وظيفة املنادى ،أي "يدمج اإلطار احملمويل النووي احلدود اإلضافية عن
طريق تطبيق "قواعد توسيع األطر احملمولية" 49فجدلية الدليل اللغوي يف سياق بنية اجلملة اللسانية/النحوية
دليل للبنيات اجملتمعية ،وعالقة اإليديولوجيا والوعي ابللغة لدى املتلقني يف خطاب االستعمال والتواصل.
خامتة:
أابنت قراءتنا الوظائف التداولية يف قصيدة السياب الشعرية عن إمكانية قراءة اخلطاب الشعري العريب
قراءة لسانية حداثية ،أوال على أساس تطبيق املناهج احلداثية املطعمة بنكهة من املوروث النحوي واألديب
العريب ،واثنيا إبعادة الروح إىل جسد اخلطاب البالغي ومجاليته ،فالوصف الشامل الدقيق للبنيات
93
بوزاين بغلول
األساسية يف اللغة العربية يستلزم دراستها عرب الشعر العريب ،أما احلداثي منه فأابن عن ثراء معجم السياب
الشعري ،وبتحديد وظائفه الداللية والرتكيبية عن سر مجاله الذي ِمن احيائه.
ال ميكن أن نتعرف على هذه الوظائف إذا مل نعاين السياقات أبنواعها اليت يتم فيه الفعل اللغوي ،وهي
سياقات جيب أن يهتم هبا علم النص لعالقتها اجلدلية ابلنص ،من انحية ،وعالقتها املتداخلة ببعضها
البعض كي تستدعي أتويال من لدى املتلقي ،من انحية أخرى ،وإقامته عالقة بني القضااي اليت تعرب عنها
سلسلة اجلمل يف النص مستئنسا مبعرفة العامل ،ومنطلقا من اختيار معارفه املخزنة يف ذاكرته للربط بينها
وبني قضااي النص.
لعل جمموعة القواعد واألعراف اليت حتكم تعامل واستعمال اللغة داخل جمتمع معني تنسحب على أي ّ
جمموعة أو فضاء آخر شرط أن تتداول هذه األعراف والقواعد خطااب ،أين يُشكل السياق أو مقام املتكلم
فيه اللبنة األساسية ،كفضاء قراء شعر التفعيلة العريب .كما أن فهم تقاليد القصيدة احلداثية العربية بوصفها
نظاما لسانيا تداوليا مكتواب يتعداه إىل فهم استعمال الثقافة الشفاهية واملكتوبة ،وتطوير ممارسة تلقيها
كنسق لساين وثقايف معا ،ويغدو متثيلها معرفيا هو اآلخر متثيال تداوليا مل ينحا منحاه املبدع إال مبتلقي
مقامي لتلكم القصيدة.
ال غرابة يف ازدهار النظرية التداولية يف الفكر العريب املعاصر على اعتبار تطبيقاهتا لقراءة اخلطاب
الشعري املعاصر ،وصحيح أهنا قراءة ختضع لسنن الثقافة ،بيد أنه ال مناص من أمهية السياق يف إمتام
املعاين اليت تنطوي عليها الشفرة اللغوية مبا يف ذلك شفرة الشعر املنزاح عن قوانني اللغة ،حيث يتعلق هذا
الفهم ببنية الفكر أي ابلثقافة كما ال تتجلى دون االستخدام الفعلي للغة ،متجليةً َع ْربهُ بالغيا يف موقف
احلال وخطابيا يف اإلحالة املقامية.
اهلوامش:
.1أمحد املتوكل ،الوظائف التداولية يف اللغة العربية ،ط ،1دار الثقافة ،الدار البيضاء ،1985 :ص.145
.2حيىي بعيطيش ،حنو نظرية وظيفية للنحو العريب ،أطروحة دكتوراه ،جامعة قسنطينة ،اجلزائر ،2006 :ص.33
.3أمحد املتوكل ،الرتكيبات الوظيفية قضااي ومقارابت ،ط ،1دار األمان ،الرابط ،2005 :ص.21
.4املرجع نفسه ،ص.23
.5املرجع نفسه ،ص.23
.6أمحد املتوكل ،املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب األصول واالمتداد ،ط ،1دار األمان ،الرابط ،2006 :ص.15
94
تداولية اخلطاب البالغي ،الفعل البالغي واإلحالة املقامية يف قصيدة منزل األقنان للسياب أمنوذجا
.7مجعان بن عبد الكرمي ،إشكاالت النص دراسة لسانية نصية ،ط ،1املركز الثقايف العريب ،الدار البيضاء ،2009 :ص .31
.8قويدر شنان ،التداولية يف الفكر األجنلو ساكسوين املنشأ الفلسفي واملآل اللساين ،اللغة واألدب ،العدد ،2006 ،17ص.22
.9صالح إمساعيل ،فلسفة العقل دراسة يف فلسفة جون سريل ،دار قباء للطباعة ،القاهرة ،2007 :ص .193
.10تون .أ وفان دايك ،علم النص مدخل متداخل االختصاصات ،ترمجة سعيد حبريي ،ط ،1دار القاهرة للكتاب ،القاهرة:
،2001ص.18
.11جاك موشلر وآن ريبول ،القاموس املوسوعي للتداولية ،ترمجة عز الدين اجملدوب ،دار سيناترا ،تونس ،2010 :ص.21
. 12مسعود بودوخة ،األسلوبية وخصائص اللغة الشعرية ،عامل الكتب احلديث ،إربد ،2011 :ص.1
.13أمحد يوسف ،حتليل اخلطاب من اللسانيات إىل السيميائيات ،مقارابت ،اجمللد ،1العدد ،2013 ،2ص 34ـ.54
.14أمحد حممد خمتار عمر ،علم الداللة ،ط ،3عامل الكتب ،القاهرة ،1992 :ص.68
.15عبد الفتاح أمحد يوسف ،لسانيات اخلطاب وأنساق الثقافة فلسفة املعىن بني نظام اخلطاب وشروط الثقافة ،ط ،1منشورات
االختالف ،اجلزائر ،2010 :ص.54
.16حممد احلناش ،البنيوية يف اللسانيات ،ط ،1دار الراثء احلديث ،الدار البيضاء ،1980 :ص .96
.17فرانسواز أرمينكو ،املقاربة التداولية ،مركز اإلمناء القومي ،بريوت ،1986 :ص.12
.يف منظور اجلملة الوظيفي لدى مدرسة براغ املسند إليه/املوضوع يدل على شيء يعرفه السامع يف عملية التواصل ،ألنه غالبا ما
صيغهايذكر يف اجلمل السابقة ،أما املسند/اخلرب فيدل على حقيقة جديدة تتعلق ابملوضوع املذكور ،فنحن عندما نصوغ عباراتنا ال نُ ِ
تبعا ملا نريد أن نبلغه للسامع فحسب ،ولكن تبعا ملا يعرفه مسبقا وتبعا لسياق احلديث الذي بنيناه حىت تلك اللحظة ،ومن هنا
يقرتب املنظور الوظيفي من أحد أهم املفاهيم الكربى للتداولية ،ونعين بذلك متضمنات القول وابخلصوص االفرتاض املسبق (أحد
عناصر التداولية حيث يوجه املتكلم حديثه إىل السامع على أساس ما يفرتض سلفا أنه معلوم له)
. 18أمحد املتوكل ،املنحى الوظيفي يف الفكر اللغوي العريب األصول واالمتداد ،ص.21
. 19أمحد املتوكل ،الوظائف التداولية يف اللغة العربية.149 ،
.20املرجع نفسه ،ص.12
.21املرجع نفسه ،ص.28
.22املرجع نفسه ،ص 28ـ ـ .29
.23أ محد املتوكل ،قضااي اللغة العربية يف اللسانيات الوظيفية بنية اخلطاب من اجلملة على النص ،ط ،1دار األمان ،الرابط:
،2001ص.118
.24الطاهر بومزبر ،التواصل اللساين والشعرية مقاربة حتليلية لنظرية جاكبسون ،منشورات االختالف ،اجلزائر ،2007 :ص.14
.25حياة لصحف ،مصطلحات عربية يف نقد ما بعد البنيوية ،ط ،1اجمللس األعلى للغة العربية ،اجلزائر ،2013 :ص.9
.26أمحد املتوكل ،الوظائف التداولية يف اللغة العربية ،ص.10
.27املرجع نفسه ،ص.31
.28إلفي بوالن ،املقاربة التداولية لألدب ،ترمجة حممد تنفو وليلى امحياين ،ط ،1رؤية للنشر والتوزيع ،القاهرة ،2018 :ص.9
95
بوزاين بغلول
96