You are on page 1of 34

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫املركز اجلامعي مغنية‬


‫معهد اآلداب واللغات‬
‫قسم اللغة العربية وآدابها‬

‫حماضرات يف مادة تعليميّة اللسانيّات‬


‫أستاذ املادة‪ :‬د‪.‬عبد القادر بوشيبة‬ ‫السنة األوىل ماسرت لسانيات تطبيقية‬
‫السداسي الثاني من السنة اجلامعية‪2020/2019 :‬‬
‫مالحظة‪ :‬يرجى التنبيه إلى أن هذا البرنامج ُك ّيف ُ‬
‫وع ِّّدل بما يفيد ويناسب موضوع مادة تعليمية اللسانيات‬
‫لتخصص ماستر لسانيات تطبيقية‪( ،‬حيث إن البرنامج األصلي ما هو في الحقيقة إال برنامج اللسانيات‬
‫التعليمية)‪ .‬وهذا عرض للمحاضرات األربعة املتبقية‪.‬‬

‫السداسي‪ :‬الثاني‬ ‫املستوى‪ :‬ماسرت لسانيات تطبيقية‬ ‫املادة‪ :‬تعليمية اللسانيات‬

‫الوحدة‪ :‬التعليم األساسية‬ ‫الرصيد ‪04‬‬ ‫املعامل ‪02‬‬


‫مفردات األعمال املوجهة‬ ‫مفردات احملاضرة‬ ‫الرقم‬
‫مدخل‪ :1‬التعريف بمادة تعليمية اللسانيات وتمييزها عن حصة تمهيدية في التعريف باللسانيات التعليمية بما يسهم في التمييز بينها‬ ‫‪01‬‬
‫وبين تعليمية اللسانيات‪.‬‬ ‫اللسانيات التعليمية‪.‬‬
‫مدخل‪ :2‬التعريف باللسانيات (املوضوع‪ ،‬املنهج‪ ،‬تمييزها عرض ألفكار وثنائيات دو سوسير‪.‬‬ ‫‪02‬‬
‫عن املناهج اللغوية السابقة‪.)...‬‬
‫اختيار كتاب يعرض لالتجاهات اللسانية املعاصرة (كتاب ميلكا إفيتش‬ ‫أهم االتجاهات اللسانية الحديثة بعد دو سوسير‪.‬‬ ‫‪03‬‬
‫أنموذجا)‪.‬‬
‫عرض لألعمال اللسانيات التاريخية العربية‪.‬‬ ‫تاريخ اللسانيات في الثقافة العربية الحديثة ‪.01‬‬ ‫‪04‬‬
‫عرض ألعمال رواد اللسانيات الوصفية العربية‪.‬‬ ‫تاريخ اللسانيات في الثقافة العربية الحديثة ‪.02‬‬ ‫‪05‬‬
‫التركيز على جهود وأعمال اللساني الجزائري الحاج صالح‪.‬‬ ‫مسار اللسانيات في الجامعات الجزائرية‪.‬‬ ‫‪06‬‬
‫عرض الوثائق والقرارات البيداغوجية في مسار اعتماد البرامج الجامعية‪.‬‬ ‫مسار اعتماد البرامج التعليمية في الجامعة الجزائرية‪.‬‬ ‫‪07‬‬

‫عرض وتقييم ألهم برامج اللسانيات يف اجلامعة اجلزائرية‬


‫اختيار كتاب مهم في اللسانيات العامة وتقييم محتواه‪.‬‬ ‫عرض وتقييم لبرنامج مادة اللسانيات العامة‪.‬‬ ‫‪08‬‬
‫اختيار كتاب مهم في مادة املدارس اللسانية وتقييم محتواه‪.‬‬ ‫عرض وتقييم لبرنامج مادة املدارس اللسانية‪.‬‬ ‫‪09‬‬
‫اختيار كتاب مهم في مادة اللسانيات التطبيقية وتقييم محتواه‪.‬‬ ‫عرض وتقييم لبرنامج مادة اللسانيات التطبيقية‪.‬‬ ‫‪10‬‬
‫اختيار كتاب يعرض لالتجاهات اللسانية املعاصرة (كتاب ميلكا إفيتش‬ ‫عرض وتقييم لبرنامج مادة نظريات لسانية‪.‬‬ ‫‪11‬‬
‫أنموذجا)‪.‬‬
‫قراءة في كتب لسانيات التراث (اختيار نموذج أو نموذجين)‪.‬‬ ‫عرض وتقييم لبرنامج مادة لسانيات التراث‪.‬‬ ‫‪12‬‬
‫قراءة في كتب اللسانيات التمهيدية (اختيار نموذج أو نموذجين)‪.‬‬ ‫عرض وتقييم لبرنامج مادة اللسانيات التمهيدية‪.‬‬ ‫‪13‬‬
‫عرض وتقييم لبرنامج مادة لسانيات النص وتحليل قراءة في كتب لسانيات النص وتحليل الخطاب (اختيار نموذج أو‬ ‫‪14‬‬
‫نموذجين)‪.‬‬ ‫الخطاب‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫كيفية تقييم املادة‪:‬‬
‫احملاضرة‪ :‬امتحان مبرمج في نهاية السداس ي‪.‬‬
‫األعمال املوجهة‪ :‬تقيم مستمر على طول السداس ي عن طريق األسئلة املباشرة ومراقبة الحضور واالنضباط والتفاعل‬
‫أثناء الحصة‪.‬‬
‫أهم املصادر واملراجع املعتمدة يف تدريس املادة‪:‬‬

‫‪ -01‬أضواء على األلسنية‪ ،‬هيام كريدية‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪-‬لبنان‪2008. ،‬‬


‫‪ -02‬األلسنية أعالمها ومبادئها‪ ،‬ميشال زكريا‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪.1980 ،‬‬
‫‪ -03‬األلسنية العربية‪ ،‬ريمون الطحان‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪.1972 ،‬‬
‫‪ -04‬تاريخ علم اللغة الحديث‪ ،‬جيرهارد هيلبش‪ ،‬ترجمة سعيد حسن البحيري‪ ،‬مكتبة زهراء الشرق‪ ،‬القاهرة‪-‬مصر‪،‬‬
‫‪.2003‬‬
‫‪ -05‬تاريخ علم اللغة منذ نشأتها حتى القرن العشرين‪ ،‬ترجمة بدر الدين القاسم‪ ،‬وزارة التعليم العالي‪.1981 ،‬‬
‫‪ -06‬االتجاهات األساسية في علم اللغة‪ ،‬رومان جاكبسون‪ ،‬ترجمة‪ :‬حسن ناظم وعلي حاكم صالح‪ ،‬دار الرافدين‪،‬‬
‫ط‪ ،2‬بيروت‪-‬لبنان‪2019. ،‬‬
‫‪ -07‬اتجاهات البحث اللسانى‪ ،‬ميلكا إفيتش‪ ،‬ترجمة دكتور سعد مصلوح ودكتورة وفاء كامل فايد ‪ ،‬املجلس األعلى‬
‫للثقافة‪ ،‬املطابع األميرية‪ ،‬ط‪ ،2‬القاهرة‪-‬مصر‪1996. ،‬‬
‫‪ -08‬التعريف بعلم اللغة‪ ،‬دايفيد كريستل‪ ،‬ترجمة حلمي خليل‪ ،‬دار املعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪-‬مصر‪.1993 ،‬‬
‫‪ -09‬دراسات في علم اللغة‪ ،‬كمال محمد بشر‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬القاهرة‪-‬مصر‪.1969 ،‬‬
‫‪ -10‬دراسات في اللسانيات التطبيقية حقل تعليمية اللغات‪ ،‬أحمد حساني‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫الجزائر‪2009. ،‬‬
‫‪ -11‬سوسير أو أصول البنيوية‪ ،‬جروج مونان‪ ،‬ترجمة وتقديم جواد بنيس‪ ،‬مؤسسة الرحاب الحديثة‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪-‬‬
‫لبنان‪ -06 .2016 ،‬في اللسانيات العامة‪ ،‬مصطفى غلفان‪ ،‬دار الكتاب الجديد املتحدة‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪-‬لبنان‪2010. ،‬‬
‫‪ -12‬علم اللغة في القرن العشرين‪ ،‬جورج مونان‪ ،‬ترجمة نجيب غزاوي‪ ،‬وزارة التعليم العالي‪ ،‬دمشق‪.1982 ،‬‬
‫‪ -13‬علم لغة النص (املفاهيم واالتجاهات)‪ ،‬سعيد حسن البحيري‪ ،‬الشركة املصرية العاملية للنشر لونجمان‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫مصر ‪.1997‬‬
‫‪ -14‬قضايا ابستمولوجية في اللسانيات‪ ،‬حافظ إسماعيل العلوي وامحمد املالخ‪ ،‬الدار العربية للعلوم ناشرون‪،‬‬
‫بيروت‪-‬لبنان‪ ،‬ط‪2009. ،1‬‬
‫‪ -15‬اللسانيات البنيوية منهجيات واتجاهات‪ ،‬مصطفى غلفان‪ ،‬دار الكتاب الجديد املتحدة‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪-‬لبنان‪،‬‬
‫‪2013.‬‬
‫‪ -16‬اللسانيات التداولية (مدخل نظري)‪ ،‬أحمد املتوكل‪ ،‬منشورات عكاظ‪ ،‬الرباط‪-‬املغرب‪.1988 ،‬‬
‫‪ -17‬اللسانيات التوليدية‪ ،‬عادل فاخوري‪ ،‬لبنان الجديد‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪.1980 ،‬‬
‫‪ -18‬لسانيات سوسير‪ ،‬مبارك حنون‪ ،‬دار توبقال‪ ،‬الدار البيضاء‪1987. ،‬‬
‫‪ -19‬اللسانيات في الثقافة العربية الحديثة (حفريات النشأة والتكوين)‪ ،‬مصطفى غلفان‪ ،‬شركة املدارس‪ ،‬ط‪ ،1‬الدار‬
‫البيضاء‪-‬املغرب‪.2006 ،‬‬
‫‪ -20‬اللسانيات النشأة والتطور‪ ،‬أحمد مومن‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية‪ ،‬ط‪ ،5‬الجزائر‪2015. ،‬‬
‫‪ -21‬اللسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ ،‬أحمد املتوكل‪ ،‬دار الكتاب الجديد املتحدة‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪-‬لبنان‪2010. ،‬‬
‫‪ -22‬مباحث في اللسانيات‪ ،‬أحمد حساني‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية‪ ،‬ط‪ ،1‬الجزائر‪.1993 ،‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -23‬مبادئ اللسانيات العامة‪ ،‬أندري مارتيني‪ ،‬ترجمة أحمد الحمو‪ ،‬وزارة التعليم العالي‪ ،‬دمشق‪-‬سورية‪.1985 ،‬‬
‫‪ -24‬مبادئ اللسانيات‪ ،‬أحمد محمد قدور‪ ،‬دار الفكر املعاصر‪ ،‬ط‪ ،2‬بيروت‪-‬لبنان‪.1999 ،‬‬
‫‪ -25‬محاضرات في األلسنية العامة‪ ،‬فيرديناند دي سوسير‪ ،‬ترجمة يوسف غازي ومجيد النصر‪ ،‬دار نعمان للثقافة‪،‬‬
‫جونية‪-‬لبنان‪.1984 ،‬‬
‫‪ -26‬املدارس اللغوية التطور والصراع‪ ،‬جيفري سامبسون‪ ،‬ترجمة أحمد الكراعين‪ ،‬املؤسسة الجامعية للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪1993. ،‬‬
‫‪ -27‬مدخل إلى اللسانيات‪ ،‬رونالد إيلوار‪ ،‬ترجمة بدر الدين القاسم‪ ،‬وزارة التعليم العالي‪ ،‬دمشق‪.1980 ،‬‬
‫‪ -28‬مدخل لفهم اللسانيات‪ ،‬روبير مارتن‪ ،‬ترجمة عبد القادر املهيري‪ ،‬املنظمة العربية للترجمة‪ ،‬توزيع مركز دراسات‬
‫الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪.2007 ،‬‬
‫‪ -29‬معرفة اللغة‪ ،‬جورج بول‪ ،‬دار الوفاء للطباعة والنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪-‬مصر‪.2000 ،‬‬
‫‪ -30‬النظرية األلسنية عند رومان جاكوبسون‪ ،‬بركة فاطمة طبال‪ ،‬املؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫بيروت‪-‬لبنان‪.1993 ،‬‬
‫‪ -31‬نظرية تشومسكي اللغوية‪ ،‬جون اليونز‪ ،‬ترجمة حلمي خليل‪ ،‬دار املعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪-‬مصر‪.1975 ،‬‬

‫املناشري واملراسيم والقرارات‪:‬‬

‫‪ -32‬املرسوم التنفيذي رقم‪ 165-08‬املؤرخ في ‪ 17‬شعبان عام ‪1429‬هـ املوافق ‪ 19‬غشت سنة ‪2008‬م واملتضمن نظام‬
‫الدراسات للحصول على شهادة الليسانس وشهادة املاستر وشهادة الدكتوراه‪.‬‬
‫‪ -33‬القرار رقم ‪ 136‬املؤرخ في ‪ 26‬جمادى الثانية عام ‪1430‬هـ املوافق ‪ 20‬جوان سنة ‪2009‬م املحدد للقواعد‬
‫املشتركة للتنظيم والتسيير البيداغوجيين للدراسات الجامعية لنيل شهادة الليسانس وشهادة املاستر‪.‬‬
‫‪ -34‬القرار رقم ‪ 504‬املؤرخ في ‪ 15‬جويلية ‪ 2014‬الذي يحدد مدونة الفروع مليدان لغة وأدب عربي لنيل شهادة‬
‫الليسانس وشهادة املاستر‪.‬‬
‫‪ -35‬القرار رقم ‪ 616‬املؤرخ في ‪ 24‬جويلية ‪ 2014‬الذي يحدد برنامج التعليم للسنة الثانية لنيل شهادة ليسانس في‬
‫ميدان لغة وأدب عربي فرع دراسات لغوية‪.‬‬
‫‪ -36‬محضر اجتماع رؤساء اللجان البياغوجية الوطنية للميادين املوسع لألمناء الدائمين للندوات الجهوية املتضمن‬
‫إنشاء مرجع االختصاصات في الليسانس املنعقد بجامعة سيدي بلعباس بتاريخ ‪ 04-03‬ديسمبر ‪.2014‬‬
‫‪ -37‬محضر اجتماع اللجنة البياغوجية الوطنية مليدان لغة وأدب عربي املتضمن إعداد مرجع تخصصات الليسانس‬
‫املنعقد بجامعة تبسة بتاريخ ‪ 08-07‬جانفي ‪.2015‬‬
‫‪ -38‬محضر اجتماع اللجنة البياغوجية الوطنية مليدان لغة وأدب عربي املتضمن دراسة مطابقة تكوينات الليسانس‬
‫املعروضة من طرف املؤسسات الجامعية مع مرجع اللجنة البيداغوجية الوطنية للميدان‪ ،‬املنعقد بجامعة الجزائر‪،2‬‬
‫بتاريخ ‪ 22‬جوان ‪.2015‬‬

‫‪3‬‬
‫احملاضرة رقم ‪ 08‬تعليمية مادّة "اللسانيات العامّة"‬

‫يجدر التذكير بأن الدراسة في مرحلة الليسانس وفق النظام الجديد في الجامعة الجزائرية تمتد على مدى (‪ )6‬ست‬
‫سداسيات مهيكلة في ثالثة أطوار تعليمية هي‪:‬‬

‫‪ -01‬الطور األول‪ :‬وهو عبارة عن طور يسمح بالتعرف على الحياة الجامعية والتكييف معها وكذا اكتشاف‬
‫التخصصات املتاحة ويمتد لسداسيين (السنة األولى) وهو يخص جميع طلبة الشعبة (نفس الوحدات التعليمية‬
‫واملواد لجميع طلبة الشعبة‪.‬‬

‫‪ -02‬الطور الثاني‪ :‬وهو طور يسمح بتعميق املعارف باإلضافة إلى التوجيه التدريجي ويمتد كذلك لسداسيين (السنة‬
‫الثانية) وينقسم إلى مسارات مختلفة‪ ،‬بحيث يمكن للطالب االنتماء ألي مسار تعليمي‪ ،‬علما أن التكوين مشترك ما‬
‫بين مختلف املسارات بنسبة ‪ %80‬ومميز أو خاص بنسبة ‪ %20‬وهو ما يتيح فتح املعابر فيما بين املسارات‪.‬‬

‫‪ -03‬الطور الثالث‪ :‬ويتمثل في طور التخصص باعتباره يمكن الطالب من اكتساب املعارف واملهارات في التخصص‬
‫املختار ضمن مسار محدد ويمتد هو اآلخر لسداسيين (السنة الثالثة) ويعد التكوين فيه متخصصا بنسبة ‪%80‬‬
‫ومشتركا بنسبة ‪ %20‬في إطار تخصصات املسار وفتحا أيضا للمعابر فيما بين تخصصات املسار املعني‪.‬‬

‫‪ -)01‬أهمية مادة "اللسانيات العامّة" يف مسار الدراسة لطلبة قسم اللغة واألدب العربي‪:‬‬

‫لقد أدرك واضعوا البرامج الدراسية في ميدان اللغة واألدب العربي أهمية "مادة اللسانيات العامة" لطلبة ميدان‬
‫اللغة واألدب العربي فأدرجوها ضمن البرنامج العام لليسانس في اللغة واألدب العربي في الطور الثاني (السنة الثانية)‪،‬‬
‫وتحديدا في السداس ي الثالث منه أي في مرحلة الجذع املشترك‪ ،‬فهي موجهة لجميع الفروع الثالثة املتوفرة في مرحلة‬
‫الليسانس‪ ،‬والتي تتمثل في‪ :‬فرع دراسات لغوية‪ ،‬وفرع دراسات أدبية‪ ،‬وفرع دراسات نقدية‪ ،‬كما هو مبين في الوثيقة‬
‫أدناه‪ .‬فكل الفروع الثالثة معنية بهذه املادة وليس فقط فرع دراسات لغوية‪.‬‬

‫ولقد أدرجت مادة "اللسانيات العامة‪ ،‬ضمن الوحدة األساسية‪ ،‬وخصص لها ‪ 04‬أرصدة و‪ 02‬في املعامل‪ .‬كما أنها‬
‫معززة بحصتين خالل األسبوع؛ حصة بساعة ونصف للدروس النظرية‪ ،‬وأخرى بساعة ونصف لألعمال املوجة‪.‬‬
‫ّ‬
‫العامة" القيمة نفسها في النظام التعليمي السابق في مرحلة الكالسيكي‬ ‫وجدير بالذكر أنه قد كان ملادة "اللسانيات‬
‫(قبل ‪ ،)2010‬فقد كانت تدرس في السنة الثانية من التعليم الجامعي لطلبة الليسانس في اللغة واألدب العربي‪ ،‬وقد‬
‫رصد لها معامل مرتفع يعكس أهميتها‪ ،‬كما أنها كانت تحظى بحصتين واحدة للمحاضرات بحجم ساعة ونصف تقدم‬
‫فيها الدروس النظرية‪ ،‬وأخرى لألعمال املوجة في ساعة ونصف كذلك لتقدم فيها بحوث لتعميق املعارف النظرية‪ .‬مع‬
‫العلم أن اللسانيات العامة هي ّ‬
‫املادة اللسانية األولى أو الوحيدة التي كان يتلقاها الطلبة الجامعيون في مقرراتهم‬
‫الدراسية حينما ادرجت املواد اللسانية في املقررات التعليمية الجامعية‪ ،‬ربما كان ذلك في بداية التسعينات‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -)2‬اخللفية العلمية واملنهجية ملادة "اللسانيات العامة"‪:‬‬

‫ال يمكن التوغل في موضوعات اللسانيات وفروعها والتعمق في مفاهيمها دون أن يحصل الطالب الجامعي على أهم‬
‫املفاهيم واملصطلحات الضرورية في مادة اللسانيات‪ ،‬ولذلك وضع علماء اللسانيات ومدرسوها في الجامعات منواال‬
‫أطلقوا عليه عنوان‪" :‬اللسانيات العامة"‪ ،‬فكما هو معتمد في جميع العلوم التي تدرس في الجامعة ّ‬
‫يقدم للطلبة في‬
‫سنتهم األولى مدخال في بدايات العلوم‪ ،‬مثل‪ :‬مدخل إلى االقتصاد لطلبة االقتصاد‪ ،‬ومدخل للعلوم القانونية لطلبة‬
‫القانون‪ ،‬ومدخل للعلوم االجتماعية وهكذا‪.‬‬

‫ومن شأن هذه املناويل التمهيدية أنها تمهد للعلم املدروس‪ ،‬حيث يتوفر فيها مواد عن تاريخ العلم؛ نشأته وتطوره‪،‬‬
‫ويتعرف فيه على أهم رواد هذا العلم وأهم التصانيف املؤلفة فيه‪ ،‬ثم يتطرق فيه ملوضوع العلم املدروس‪ ،‬كما أنه‬
‫يقدم فيه أهم اتجاهات وتيارات هذا املنوال العلمي‪.‬‬

‫ولذلك فإن لهذه املناويل أهمية قصوى في مسار العلم الذي نحن بصدده‪ ،‬فال يمكن للطالب أن يتعمق في مضامين‬
‫العلم‪ ،‬دون أن يلم بأهم جوانبه ومصطلحاته وتياراته وأفكاره‪ .‬ولذلك فإن املناويل التمهيدية حقها أن تكون في‬
‫صدارة املواد الدراسية من حيث الزمن‪ ،‬أي يجب أن تبرمج في السنة األولى أو على أقص ى تقدير في السنة الثانية من‬
‫املسار الدراس ي‪ ،‬كما أنها يجب أن تحظى بحجم ساعي هام وكاف من شأنه أن يحقق االستفاء الكامل للبرنامج‬
‫املخصص‪ ،‬كما انه يجب أن يسند هذا املنوال ألكثر األساتذة إحاطة به وتخصصا فيه‪.‬‬
‫َّ‬
‫الفرنسية أو‬ ‫ّ‬
‫العامة"‪ ،‬والتي تقابل في الترجمة عبارة ‪ Linguistique Générale‬في‬ ‫وإذا جئنا ملنوال "اللسانيات‬
‫َّ‬
‫اإلنجليزية‪ ،‬فإنه منوال يستمد موضوعاته من كتاب سوسير املشهور "محاضرات في‬ ‫‪ General Linguistics‬في‬

‫‪5‬‬
‫اللسانيات العامة"‪ ،‬الذي هو في األصل عبارة عن أمليات كان يلقيها سوسير على طلبته في الجامعة قبل وفاته سنة‬
‫‪ ،1913‬حيث قام بعض طلبته بجمعها وتنسيقها ليخرجوها للنور سنة ‪.1916‬‬
‫ولقد أصبح مستقرا لدى الد اسين للسانيات أن اللسانيات العامة ّ‬
‫تقدم فيها املوضوعات التالية في شكل محاضرات‬ ‫ر‬
‫قد يخصص لعنصر منها عدة حصص من الحصص املبرمجة للسانيات‪:‬‬

‫‪ -01‬تاريخ الفكر اللغوي عند األمم القديمة‪.‬‬

‫‪ -02‬تاريخ الدرس اللغوي في أوروبا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر‪.‬‬

‫‪ -03‬الحديث بإمعان عن أفكار سوسير ومبادئه وثنائياته اللسانية‪.‬‬

‫‪ -04‬تحديد موضوع اللسانيات ومنهجها‪ ،‬في ضوء لسانيات سوسير‪.‬‬

‫‪ -05‬التمييز بي اللسانيات والتصورات واملناهج السابقة (الفيلولوجيا‪ ،‬املنهج املقارن‪ ،‬املنهج التاريخي)‪.‬‬

‫‪ -06‬الحديث عن فروع اللسانيات ومجاالتها‪ ،‬والتفريق بين اللسانيات النظرية واللسانيات التطبيقية‪ ،‬والنظرية‬
‫العامة للسانيات والنظرية الخاصة للسانيات‪.‬‬

‫‪ -07‬اللغة في أبعادها؛ االجتماعية‪ ،‬والنفسية‪ ،‬والذهنية‪ ،‬والسيميولوجية‪.‬‬

‫‪ -08‬الحديث عن مستويات الدرس اللساني‪.‬‬

‫‪ -09‬التطرق إلى أهم االتجاهات اللسانية في القرن العشرين بعد ظهور اللسانيات التي أرس ى أفكارها سوسير‪.‬‬

‫‪ -10‬الحديث عن املفاهيم األساسية للتحليل اللساني وإجراءاته‪.‬‬

‫‪ -)3‬تقييم عام لربنامج مادة "اللسانيات العامة" يف اجلامعة اجلزائرية‪:‬‬

‫مادة‪ :‬اللسانيات العامة‪.‬‬


‫السداس ي‪ :‬الثالث (جذع مشترك)‪.‬‬
‫عنوان الليسانس‪ :‬اللسانيات التطبيقية‪.‬‬
‫محتوى املادة‪:‬‬
‫ّ ّ‬
‫الرصيد‪4 :‬‬ ‫املعامل‪2 :‬‬ ‫السداس ي‪ :‬الثالث‬ ‫سانيات الع ّامة ‪ /‬محاضرة‪+‬تطبيق‬
‫الل ّ‬ ‫املادة‪:‬‬
‫مفردات التطبيق‬ ‫مفردات املحاضرة‬
‫ّ‬
‫الهنود و اليونان‪.‬‬ ‫مدخل ‪ :‬تاريخ الفكر اللساني ‪1‬‬ ‫‪01‬‬
‫ّ‬
‫عند العرب (النحو والبالغة واألصول)‪.‬‬ ‫تاريخ الفكر اللساني ‪2‬‬ ‫‪02‬‬
‫ثنائيات دي سوسير (النظام والشكل‪ :‬اللغة والكالم‪ /‬اآلنية‬ ‫اللسانيات الحديثة (أوال‪ :‬مفهومها‪ /‬موضوعها‪ /‬مجاالتها) ‪1‬‬ ‫‪03‬‬
‫والتزمنية)‪.‬‬
‫الدليل اللغوي (الدال واملدلول‪/‬التركيب واالستبدال‪.)...‬‬ ‫اللسانيات الحديثة (أوال‪ :‬مفهومها‪ /‬موضوعها‪ /‬مجاالتها) ‪2‬‬ ‫‪04‬‬
‫الخطية والتقطيع املزدوج‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬خصائص اللسان البشري‬ ‫‪05‬‬
‫دورة التخاطب‪.‬‬ ‫اللسانيات والتواصل اللغوي‬ ‫‪06‬‬
‫تطبيق الوظائف من خالل النصوص‪.‬‬ ‫وظائف اللغة‬ ‫‪07‬‬
‫‪6‬‬
‫الل ّ‬ ‫ّ‬
‫تطبيق على املستوى الفونولوجي‪،‬‬ ‫ساني ‪1‬‬ ‫مستويات التحليل‬ ‫‪08‬‬
‫ّ‬
‫مستويات التحليل الل ّ‬
‫تطبيق املستوى املرفولوجي‪.‬‬ ‫ساني ‪2‬‬ ‫‪09‬‬
‫ّ‬ ‫الل ّ‬ ‫ّ‬
‫التركيبي‪.‬‬ ‫تطبيق املستوى‬ ‫ساني ‪3‬‬ ‫مستويات التحليل‬ ‫‪10‬‬
‫تطبيق املستوى الداللي‪ّ.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مستويات التحليل اللساني ‪4‬‬ ‫‪11‬‬
‫الل ّ‬ ‫ّ‬
‫املستوى النص ي (االنسجام واالتساق)‪.‬‬ ‫ساني ‪5‬‬ ‫مستويات التحليل‬ ‫‪12‬‬
‫ّ‬ ‫الل ّ‬‫ّ‬
‫عبد الرحمان حاج صالح‪.‬‬ ‫سانية العربية الحديثة ‪1‬‬ ‫الدراسات‬ ‫‪13‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الدراسات الل ّ‬
‫تمام حسان‪/‬ميشال زكرياء‪/‬الفهري‪/‬حساني‪.‬‬ ‫العربية الحديثة ‪2‬‬ ‫سانية‬ ‫‪14‬‬
‫طريقة التقييم‪ :‬يجري تقييم املحاضرات عن طريق امتحان في نهاية السداس ي‪ ،‬بينما يكون تقييم األعمال املوجهة‬
‫متواصال طوال السداس ي‬

‫‪ -01‬تقييم البرنامج من حيث التحديد الزمني‪ :‬من خالل الوثيقة السابقة‪ ،‬ومن خالل ما قلناه في بداية هذه‬
‫املحاضرة‪ ،‬فإن اللسانيات العامة كمادة قد برمجت في السنة الثانية لجميع طلبة ميدان اللغة واألدب العربي في‬
‫السداس ي الثالث (في مرحلة الجذع املشترك)‪ ،‬وهذا اعتراف بأهميتها لجميع التخصصات فحتى طلبة النقد‬
‫والدراسات األدبية هو بحاجة للتعرف على اللسانيات‪ ،‬فال يخفى على أحد أن االتجاهات النقدية املعاصرة قد‬
‫استمدت من اللسانيات الكثير من املفاهيم واملصطلحات‪.‬‬

‫فبرمجة اللسانيات العامة في هذه الفترة من مسار الدراسة فيه كثير من الداللة‪ ،‬ويحظى بكثير من التوفيق‪ ،‬فالطالب‬
‫وهو مستجد في حياته الدراسية بالجامعة يحتاج للتعرف على اللسانيات التي أصبحت تهيمن على جميع األنساق‬
‫املعرفية املعاصرة‪.‬‬

‫‪ -02‬تقييم البرنامج من حيث االعتمادات البيداغوجية املرصدة له‪ :‬من املؤشرات على أهمية مادة اللسانيات العامة‬
‫ضمن البرنامج العام لطلبة اللغة واألدب العربي أنها مهيكلة ضمن الوحدة األساسية‪ ،‬وهذا ما يعكس تقديرها بمعامل‬
‫جيد (‪ ،)02‬ورصيد مهم (‪ .)04‬كما أنها معززة بحصص لألعمال املوجهة لتعزيز قدرة الفهم واإلدراك واالستيعاب‬
‫ملضمون املادة‪.‬‬

‫‪ -04‬تقييم مضمون برنامج مادة "اللسانيات العامة"‪:‬‬

‫‪ -‬من حيث استيفائه لعناصر املوضوع‪ :‬نالحظ أن البرنامج قد شمل أهم عناصر مادة اللسانيات العامة‪ ،‬التي تتوفر‬
‫عليها الكتب التمهيدية في اللسانيات والتي تمثل موارد لهذا املوضوع‪ ،‬مثل كتاب محاضرات في اللسانيات العامة لدي‬
‫سوسير وترجماته املختلفة للعربية‪ ،‬وكتاب املدخل إلى علم اللغة لرمضان عبد التواب‪ ،‬وكتاب علم اللغة العام لعبد‬
‫الصبور شاهين‪ ،‬وكتاب مدخل في اللسانيات لصالح الكشو‪ ،‬وكتاب اللسانيات النشأة والتطور ألحمد مومن‪ ،‬وكذلك‬
‫كتاب مبادئ اللسانيات ألحمد محمد قدور‪ ،‬وغيرها‪.‬‬

‫فقد قدم هذا البرنامج ملادة "اللسانيات العامة" بمدخل عن تاريخ الفكر اللغوي وخصص لها حصتين‪ ،‬وهذا أمر مهم‬
‫جدا ومفيد للمتعلم‪ ،‬وتحدث عن موضوع اللسانيات في حصتين‪ ،‬إال أن املالحظ أنه أعطى ملوضوع مستويات التحليل‬
‫اللساني (أغلب الحصص بـ ‪ 05‬حصص)‪ ،‬وهذا يؤدي إلى استحواذ موضوع معين على مساحة البرنامج كلها‪ ،‬وهذه من‬
‫سلبيات البرنامج‪ ،‬ألن هذا التمدد لبعض املفردات سيكون على حساب عناصر أخرى مثل‪ :‬األبعاد االجتماعية‬

‫‪7‬‬
‫والنفسية والسيميولوجية للغة مثال التي لم يتطرق إليها البرنامج‪ .‬فهذا البرنامج عرف حشوا زائدا كان ينبغي التخلص‬
‫منه‪ ،‬كما أنه عرف نقصا في بعض عناصره كان ينبغي استكماله‪.‬‬

‫‪ -‬من حيث التزامه بالتسلسل الزمني واملنطقي في إيراده لعناصر املوضوع‪ :‬لقد احترم برنامج اللسانيات العامة املذكور‬
‫أعاله فلسفة التسلسل الزمني واملنطقي لعناصره‪ ،‬حيث ابتدر البرنامج بمدخل عام عن الجهود اللغوية لألمم القديمة‬
‫ولألوروبيين في القرنين الثامن والتاسع عشر‪ ،‬وهذا األمر له أهميته حيث سيؤدي إلى إقامة مقارنة بين منهج‬
‫اللسانيات املناهج القديمة حتى يتعرف الطالب على هذا املنوال الجديد‪ ،‬فال يمكن للطالب أن نتعرف على الجديد‬
‫وذهنه خال من التصورات السابقة وما كان سائدا قبل هذا التحول في الدرس اللغوي‪ .‬ثم بعد ذلك يخلص البرنامج‬
‫إلى التعرف على موضوع اللسانيات ومفاهيمها في العناصر الثالثة املوالية‪ ،‬ثم ينتقل ملعرفة إجراءات التحليل اللساني‬
‫من خالل عنصر مستويات التحليل اللساني‪ .‬إن االلتزام بالتسلسل الزمني واملنطقي للعناصر في أي مادة تعليمية‬
‫سيؤدي إلى تحقيق االنسجام واالتساق بين عناصر البرنامج‪ ،‬وهذا كله سيثمر في األخير في تحقيق الفهم واإلدراك‬
‫ملوضوع املادة قيد التعليم‪.‬‬

‫‪ -‬من حيث استمرارية املادة وتكررها ضمن املسار الدراس ي‪ :‬لقد برمجت ّ‬
‫مادة "اللسانيات العامة" مرة واحدة خالل‬
‫املسار الدراس ي لطلبة ميدان اللغة واألدب العربي في مرحلة الليسانس وفي مرحلة املاستر‪ ،‬وليس لها امتداد في هاتين‬
‫املرحلتين كذلك‪ ،‬وهذا أمر مفهوم وله ما يبرره‪ ،‬حيث إن املواد التمهيدية ومقدمات العلوم في جميع التخصصات ال‬
‫ترد إال مرة واحدة خالل املسار الدراس ي‪ ،‬وإنما األمر الذي يحدث هو أنه يتم تفجير عناصر البرنامج في هذه املواد‬
‫لتصبح مواد جديدة تحظى ببرنامج دراس ي هي األخرى‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫احملاضرة رقم ‪ 09‬تعليمية مادّة "املدارس اللسانية"‬

‫‪ -)01‬أهمية مادة "املدارس اللسانية" يف مسار الدراسة لطلبة ميدان اللغة واألدب العربي‪ :‬تحظى مادة "املدارس اللسانية"‬
‫بمكانة هامة ضمن مسار الدراسة لطلبة ميدان اللغة واألدب العربي سواء في مرحلة الليسانس أو في مرحلة املاستر‪،‬‬
‫فكما هو مبين في الجدولين أدناه‪ ،‬فقد برمجت هذه املادة في السداس ي الرابع في مرحلة الليسانس‪ ،‬أي في مرحلة‬
‫التخصص بعد الجذع املشترك‪ ،‬فالسداس ي الرابع هو السداس ي الذي يتفرع فيه امليدان إلى التخصصات الثالثة‬
‫املعروفة (لسانيات تطبيقية‪ ،‬دراسات أدبية‪ ،‬دراسات نقدية)‪ ،‬وتعد املرحلة التي تشمل السداس ي الثالث مع الرابع‬
‫مرحلة تعميق املعارف األساسية املتعلقة بالتخصص املختار وترسيخ املعارف والتوجيه التدريجي‪.‬‬

‫وقد أعيد برمجة مادة "املدارس اللسانية" مرة أخرى في مرحلة التخصص لطلبة اللسانيات التطبيقية‪ ،‬وربما‬
‫لتخصصات أخرى في الجامعات الجزائرية املختلفة‪ .‬مما يعني أن جميع طلبة ميدان اللغة واألدب العربي قد تعرفوا‬
‫على موضوعها‪.‬‬

‫ويالحظ أن هذه املادة قد أدرجت في مرحلة الليسانس في وحدة التعليم املنهجية‪ ،‬وهي الوحدة التي تأتي في املرتبة‬
‫الثانية من حيث األهمية بعد وحدة التعليم األساسية‪ ،‬فقد حظيت فيه مادة "املدارس اللسانية" بمعامل ‪ 02‬ورصيد‬
‫‪ ،03‬كما أن هذه املادة معززة بحصص لألعمال املوجة لتثبيت وترسيخ املعارف التي حصل عليها الطالب في حصص‬
‫املحاضرات‪.‬‬

‫أما في مرحلة املاستر لطلبة تخصص لسانيات تطبيقية‪ ،‬فكما هو مبين في الجدول الثاني أدناه‪ ،‬فقد أدرجت ضمن‬
‫وحدة التعليم األساسية من السداس ي الثالث‪ ،‬ولقد حظيت بمعامل مرتفع (‪ )03‬ورصيد عالي (‪ .)05‬وقد عززت هي‬
‫األخرى بحصص للمحاضرات وأخرى لألعمال املوجهة‪.‬‬

‫ويجدر الذكر أن مادة "املدارس اللسانية" كانت مبرمجة في السنة الرابعة لطلبة اللغة واألدب العربي في النظام‬
‫الكالسيكي قبل اعتماد نظام ( ل م د) الجديد سنة ‪.2008‬‬

‫فمما سبق ذكره عن مواصفات "مادة املدارس اللسانية" في الجامعة الجزائرية‪ ،‬يتبين لنا أهمية هذه املادة في مسار‬
‫الدراسة لطلبة ميدان اللغة واألدب العربي في الجامعة الجزائرية‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫مرحلة املاستر‪ :‬تخصص لسانيات تطبيقية‪.‬‬
‫‪ -‬السداس ي الثالث‪:‬‬
‫نوع التقييم‬ ‫الرصيد‬ ‫املعامل‬ ‫الحجم الساعي األسبوعي‬ ‫الحجم‬ ‫وحدة التعليم‬
‫الساعي‬
‫السداس ي‬
‫امتحان‬ ‫متواصل‬ ‫أعمال‬ ‫أعمال‬ ‫محاضرة‬ ‫‪16-14‬‬
‫أخرى‬ ‫موجهة‬ ‫أسبوع‬
‫وحدات التعليم األساسية‬
‫‪09‬‬ ‫و ت أ ‪( 1‬إج)‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪05‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪3:00‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪48‬‬ ‫املادة ‪ :1‬املدارس اللسانية‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪04‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪48‬‬ ‫املادة ‪ :2‬املدارس النحوية‬
‫‪09‬‬ ‫و ت أ ‪( 2‬إج)‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪05‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪3:00‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪48‬‬ ‫املادة ‪ :1‬علم املفردات وصناعة املعاجم‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪04‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪48‬‬ ‫املادة ‪ :2‬النحو النسقي (الوظيفة والنسق‬
‫والبنية)‬
‫وحدات التعليم املنهجية‬
‫‪09‬‬ ‫و ت م (إج)‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪03‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪48‬‬ ‫املادة ‪ :1‬علم األطالس اللغوية‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪03‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪48‬‬ ‫املادة ‪ :2‬فنيات البحث والكتابة‪03‬‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪03‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪24‬‬ ‫املادة ‪ :3‬تحقيق النص اللغوي‬
‫وحدات التعليم اإلسكتشافية‬
‫‪02‬‬ ‫و ت إ (إج)‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪24‬‬ ‫املادة ‪ :1‬الترجمة اللسانية‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪24‬‬ ‫املادة ‪ :2‬النظريات اللسانية‬
‫وحدة التعليم األفقية‬
‫‪01‬‬ ‫و ت أ ف (إج)‬
‫×‬ ‫‪01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪24‬‬ ‫املادة ‪ :1‬أخالقيات املهنة‬
‫‪30‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪18:00‬‬ ‫‪13:30‬‬ ‫‪10:30‬‬ ‫‪384‬‬ ‫مجموع السداس ي ‪3‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ -)2‬اخللفية العلمية واملنهجية ملادة "املدارس اللسانية"‪:‬‬

‫نعني بمادة "املدارس اللسانية" ذلك املنوال العلمي والدراس ي الذي يعرض للمراكز العلمية للسانيات التي‬
‫نشأت في أوروبا وأمريكا خالل القرن العشرين وبعده‪ ،‬والتي ظهرت أساسا نتيجة ألفكار "دي سوسير" مؤسس‬
‫اللسانيات‪ ،‬وتهدف هذه املادة إلى تقديم عرض مفيد وكاف عن مختلف الجهود اللسانية واتجاهاتها في عرض‬
‫متناسق منطقيا وزمنيا بما يسهم في تتبع الخريطة الفكرية للسنيات والكشف عن تطور النظريات والفكر‬
‫اللساني بأسلوب علمي دقيق‪.‬‬

‫ولقد شهدت اللسانيات في القرن العشرين وفي بداية القرن الحالي تطورا عجيبا‪ ،‬إذا تعاقبت النظريات وتباينت‬
‫االتجاهات يحدو أصحابها الطموح إلى الفوز بمنهج علمي يمكن من وصف نظم األلسن ووصفها علميا‬
‫باالعتماد على منهج علمي يضاهي منهج العلوم البحتة ضبطا ودقة وموضوعية‪ ،‬ويسمح من ّثم باستنباط‬
‫قوانين وكليات تتوافر في كل األلسن مهما كانت الفصائل اللغوية التي تنتمي إليها‪ .‬ولقد تعاقبت النظريات‬
‫ابتداء من تلك التي تقص ي كل ما يعتبر حائال دون تحقيق صرامة املنهج العلمي من معنى ومقام‪ ،‬وكل مالبسات‬
‫االستعمال مرورا بالتي تأخذ املعنى باالعتبار‪ ،‬إلى التي تعير كل االهتمام إلى املقام وسائر مالبسات الخطاب التي‬
‫تبحث عن عالقة النشاط اللغوي بالذهن‪.‬‬

‫وتمثل مادة "املدارس اللسانية" مظهرا من مظاهر "علم تاريخ اللسانيات" بوصفها جزءا مهما من العلم في ذاته‪،‬‬
‫وبوصفه مكونا له قيمته في املسار الدراس ي لطلبة الدراسات اللغوية في الجامعة‪ ،‬ولقد أصبحت لها مكانتها في‬
‫املناهج الدراسية في مراحل الجذع املشترك ومراحل الدراسات العليا في كثير من الجامعات األوروبية‬
‫واألمريكية‪ ،‬وأماكن اخرى‪ ،‬أما في بريطانيا فقد خصص منصب رسمي ألستاذ محاضر في تاريخ علم اللغة(‪.)1‬‬

‫ويمكن تقدير تزايد االهتمام بهذه املادة الدراسية باعتبارها رصد لتاريخ أفكار وتصورات ومذاهب واتجاهات‬
‫اللسانيات في هذه الفترة املهمة من تحوالته وازدهاره‪ ،‬ولذلك ظهرت في هذا السياق وازدهرت الجمعيات‬
‫العلمية التي غايتها خدمة تاريخ اللسانيات وعلم اللغة عموما‪ ،‬فمنذ ‪ 1978‬يعقد كل ثالث سنوات املؤتمر الدولي‬
‫ّ‬
‫حول تاريخ علوم اللغة‪ ،‬ثم تنشر أبحاثه بعد ذلك‪ ،‬كما أن جمعية تاريخ علوم اللغة ونظرية معرفتها التي‬
‫تأسست عام ‪ 1978‬أيضا تعقد حلقات دراسية وندوات منتظمة‪ ،‬وتنشر األبحاث املقدمة فيها بعد ذلك‪.‬‬
‫ُّ‬
‫مع التأكيد على أنه مهما أ ِّلف من مؤلفات ومصنفات لرصد حركة الفكر اللساني من خالل مادة "املدارس‬
‫اللسانية" أو مادة "نظريات لسانية" أو مادة "تاريخ علم اللغة" أو مادة "االتجاهات اللسانية املعاصرة" مثال‪،‬‬
‫وغيرها‪ ،‬فإنه ال يمكن اإلملام في مادة دراسية منها بكل حيثيات وكل تفاصيل الدرس اللساني الحاصل في العالم‬
‫املعاصر‪ ،‬فاملجال الزمني املخصص لهذه املادة ضمن الحجم الساعي للبرنامج لن يتسع إال لذكر عدد محدود‬
‫من اإلنجازات والنظريات واألعمال‪ ،‬بل إن املساحة ال تتسع حتى إلعطاء حقها من البحث واإليضاح‪.‬‬

‫ولذلك يكون من املهم واملفيد تخصيص عدة برامج في املسار الدراس ي الجامعي تصب في تاريخ اللسانيات‬
‫عساها تفي برصد أهم منجزاتها وتعرف بأهم أعالمها ونظرياتها في العالم املعاصر‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬موجز تاريخ علم اللغة عند الغرب‪ ،‬ر‪.‬هـ روبنز‪ ،‬ترجمة‪ :‬أحمد عوض‪ ،‬سلسلة عالم املعرفة‪ ،‬املجلس الوطني‬
‫للثقافة والفنون واآلداب بالكويت‪ ،‬نوفمبر ‪ ،1997‬ص‪.13‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ -)03‬تقييم برنامج مادة"املدارس اللسانية" يف اجلامعة اجلزائرية‪ :‬سنقوم بتقييم برنامج مادة "املدارس السانية" في‬
‫مرحلتي الليسانس واملاستر‬

‫أوال)‪ -‬تقييم برنامج مادة"املدارس اللسانية" يف مرحلة الليسانس‪:‬‬

‫ميدان‪ :‬اللغة واألدب العربي‪.‬‬


‫السداس ي‪ :‬الرابع‪.‬‬
‫عنوان الليسانس‪ :‬اللسانيات التطبيقية‪.‬‬
‫الل ّ‬‫ّ‬
‫سانية‪.‬‬ ‫املادة‪ :‬املدارس‬
‫محتوى املادة‪:‬‬
‫الل ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫السداس ي‪ :‬الرابع املعامل‪ 02:‬الرصيد‪03:‬‬ ‫سانية ‪ /‬محاضرة وتطبيق‬ ‫املادة‪ :‬املدارس‬
‫مفردات األعمال املوجهة‬ ‫مفردات املحاضرة‬
‫‪ 01‬مدخل املدرسة‪/‬الحلقة‪/‬النظرية‬
‫كتاب محاضرات في اللسانيات العامة‬ ‫‪ 02‬لسانيات دو سوسير‬
‫ياكوبسون‬ ‫‪ 03‬حلقة موسكو‬
‫تروبوتسكوي‬ ‫‪ 04‬مدرسة براغ ‪1‬‬
‫بنفينيست‬ ‫‪ 05‬مدرسة براغ ‪2‬‬
‫هيلمسليف‬ ‫‪ 06‬مدرسة كوبنهاغن‬
‫مارتيني‬ ‫ّ‬
‫الوظيفية الفرنسية‬ ‫‪ 07‬املدرسة‬
‫فيرث‬ ‫‪ 08‬املدرسة السياقية‬
‫بلومفيلد‪/‬هاريس‬ ‫ّ‬
‫التوزيعية‬ ‫‪ 09‬املدرسة‬
‫تشومسكي‬ ‫‪ 10‬املدرسة التوليدية التحويلية ‪1‬‬
‫كاتس‪ /‬فودور‬ ‫‪ 11‬املدرسة التوليدية التحويلية ‪2‬‬
‫سيمون ديك‪/‬أحمد املتوكل‬ ‫الوظيفية األمريكية‬‫ّ‬ ‫‪ 12‬املدرسة‬
‫أوستين‪ /‬سيرل‬ ‫‪ 13‬مدرسة أوكسفورد‬
‫عبد الرحمن الحاج صالح‬ ‫الخليلية‬ ‫ّ‬ ‫‪ 14‬املدرسة‬
‫طريقة التقييم‪ :‬يجري تقييم املحاضرات عن طريق امتحان في نهاية السداس ي‪ ،‬بينما يكون تقييم األعمال املوجهة‬
‫متواصال طوال السداس ي‪.‬‬

‫‪ -01‬تقييم برنامج مادة "املدارس اللسانية" يف مرحلة الليسانس من حيث الربجمة الزمنية‪ :‬برمجت مادة "املدارس‬
‫اللسانية" في السنة الثانية من مرحلة الليسانس وتحديدا في السداس ي الرابع منها‪ ،‬وهذه املرحلة هي مرحلة التفرع إلى‬
‫الشعب‪ ،‬حيث إنه بداية من السداس ي الثالث يتفرع الطلبة في ميدان اللغة واألدب العربي إلى الفروع الثالثة املعتمدة‬
‫من اللجنة الوطنية مليدان اللغة واألدب العربي‪ ،‬وهذه الفروع هي‪ :‬الدراسات اللغوية‪ ،‬والدراسات األدبية‪ ،‬والدراسات‬
‫النقدية‪ ،‬لكن املالحظ هو أنه جميع الطلبة في الفروع الثالثة يتلقون دروسا في املدارس اللسانية‪ ،‬وهي يعكس أهمية‬
‫مادة "املدارس اللسانية" في مسار الدراسة لطلبة ميدان اللغة واألدب العربي‪ ،‬كما أشرنا إلى ذلك من قبل‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ويمكننا أن نقول إن اختيار السداس ي الرابع للحصول على هذه املادة هو مناسب جدا لها‪ ،‬وهذا ألن الحصول على‬
‫مادة "املدارس اللسانية" كان بعد أن تحصل الطلبة على مادة "اللسانيات العامة" في السداس ي الثالث‪ ،‬فاملؤكد هنا‬
‫أن واضع البرنامج قد أخذ في االعتبار التدرج املرحلي لعناصر العلم (اللسانيات)‪ .‬فال يمكن أن يكون الحصول على‬
‫"املدارس اللسانية" قبل أخذ منوال "اللسانيات العامة"‪.‬‬

‫‪ -02‬تقييم برنامج مادة "املدارس اللسانية" يف مرحلة الليسانس من حيث االعتمادات البيداغوجية املرصدة له‪ :‬من خالل‬
‫الجدول الذي يصف برنامج مادة "املدارس اللسانية"‪ ،‬ومن خالل الجدول العام لبرنامج السداس ي الرابع مليدان اللغة‬
‫واألدب العربي‪ ،‬يتضح جليا أن هذه املادة تحظى بأهمية ضمن البرنامج العام مليدان اللغة واألدب العربي‪ ،‬وهذا من‬
‫عدة جهات‪:‬‬

‫‪ -‬بالرغم من أنها لم تدرج ضمن وحدة التعليم األساسية‪ ،‬إال أنها تبقى لها أهميتها حينما أدرجت ضمن وحدة التعليم‬
‫املنهجية‪ ،‬فهي تحظى بمعامل ‪ 02‬ورصيد هام وهو ‪.03‬‬

‫‪ -‬كما أنها عززت بحصص لألعمال املوجهة بغرض تعميق الدروس النظرية وتثبيتها‪ ،‬وهذا يعني أنها ذات تقييم مستمر‬
‫خالل حصص األعمال املوجهة‪ ،‬كما أن تتوج بامتحان في نهاية السداس ي‪.‬‬

‫‪ -03‬تقييم برنامج مادة "املدارس اللسانية" يف مرحلة الليسانس من حيث املضمون‪:‬‬

‫‪ -‬من حيث استيفائه لعناصر املوضوع‪ :‬خصص ملادة "املدارس اللسانية" أربعة عشر حصة خالل السداس ي‪ ،‬وهي في‬
‫ذلك ال تختلف عن باقي املواد‪ ،‬ففي نظام الدراس ي الجديد الذي هو نظام السداسيات‪ ،‬وفي كل سداس ي عدد ‪14‬‬
‫حصة‪ ،‬ولذلك فواضع البرنامج عليه أن يقوم بانتقاء أهم أربعة محاضرة مهمة لتكون برنامجا لهذه املادة‪ .‬وحيث إن‬
‫مادة "املدارس اللسانية" هي مادة لتاريخ اللسانيات‪ ،‬فإن على واضع البرنامج أن يختار أهم االتجاهات واملراكز‬
‫واألعمال اللسانية لتكون في هذا البرنامج‪ ،‬ويكون بذلك متأكدا أنها عناصر مفيدة للدارس العام واملتخصص‪.‬‬

‫‪ -‬ونالحظ في هذا البرنامج أنه شرع فيه بمحاضرة أولية لبعض املصطلحات املهمة للتفريق بين الحلقة واملدرسة‬
‫والنظرية‪ ،‬وكأنه يريد أن يبين للدارس ماذا نعني بلفظ املدارس‪ ،‬وملاذا تم اختيار هذا اللفظ ليكون في عنوان املادة‪،‬‬
‫مع العلم أنه يوجد في املسار الدراس ي مادة مشابهة لها وهي مادة "النظريات اللسانية"‪ ،‬وال شك فإن بينهما فرق دقيق‪.‬‬
‫فالبد دائما في كل مادة من محاضرة افتتاحية يعرف فيها األستاذ للطلبة بهذه املادة ويبين أهميتها لهم في مسارهم‬
‫الدراس ي ويجري الفرق بينها وبين املواد املقاربة لها‪.‬‬

‫‪ -‬والجميل في هذا البرنامج أنه خصص الحصة الثانية منه للتذكير بموضوع اللسانيات‪ ،‬من خالل التعريج على أفكار‬
‫دي سوسير ومبادئه وهي التي أرست األرضية الحقيقة للسانيات وألهمت اللسانيين الذين جاؤوا بعده مما ساهم في‬
‫بناء هيكل اللسانيات وازدهارها‪ .‬وهذا ملمح جيد الن الطالب في هذه املرحلة الدراسية بحاجة دائما لترسيخ معارفه‬
‫اللسانية في مفاهيمها ومصطلحاتها األساسية‪.‬‬

‫‪ -‬كما نالحظ أن هذا البرنامج قد استغرق أهم املدارس اللسانية املعاصرة املشهورة واملؤثرة‪ ،‬فلقد تطرق أوال ملدرسة‬
‫براغ في حصتين‪ ،‬وهذا أمر مهم؛ فال شك أن حلقة براغ لها تأثير كبير في ازدهار اللسانيات وتعاظم أهميتها في القرن‬
‫‪13‬‬
‫العشرين بعد سوسير‪ ،‬وقد زودتها بالكثير من النظريات واملصطلحات واملفاهيم املهمة‪ ،‬كما أن لها رواد وأتباع في‬
‫مختلف املراكز الفكرية اللسانية في العالم‪ .‬وقد تطرق البرنامج للمدرسة الوظيفية‪ ،‬واملدرسة الغلوسيماتيكية‬
‫(مدرسة كوبنهاغن)‪ ،‬والسياقية‪ ،‬والتوزيعية‪ ،‬ثم املدرسة التوليدية التحويلية‪ ،‬وأضاف إليها مدرسة أكسفورد ويعني‬
‫بها االتجاه التداولي في اللسانيات‪.‬‬

‫‪ -‬ويالحظ أيضا أن بعض املدارس خصص لها أكثر من حصة‪ ،‬وهذا ملمح ذكي من واضع البرنامج ألنه أدرك أن بعض‬
‫املدارس لها زخم كبير أكثر من غيرها ولها تأثير كبير‪ ،‬وذلك مثل املدرسة التوليدية التحويلية‪ ،‬وحلقة براغ‪ ،‬ولذلك‬
‫خصص حصصا زائدة في البرنامج حتى يتم استيفاء أهم أعمال هذه املدرسة أو تلك‪ ،‬ولتجنب االنتقاص من ذكر‬
‫أعمال هذه املدارس املهمة‪.‬‬

‫‪ -‬ومن النقد الذي يمكن توجيهه لهذا البرنامج أنه أدرج في ذيله حصة للمدرسة الخليلية‪ ،‬واملقصود بها تلك النظرية‬
‫التي تعزى للساني الجزائري عبد الرحمن حاج صالح‪ ،‬ورأينا أن هذه نظرية لم يلتف حولها علماء وأتباع يعملون على‬
‫تعميق البحث والدراسة في هذه النظرية قصد تطويرها وتوسيعا‪ ،‬وبذلك فهي لم ترق إلى مصاف املدرسة اللسانية‬
‫الحقيقة‪ ،‬فإدراج هذه العنصر في برنامج املدارس اللسانية يوهم الطالب بأن هناك مدرسة حقيقية تسمى املدرسة‬
‫الخليلية لها أعالم ورواد‪ ،‬والحقيقة هي عكس ذلك‪.‬‬

‫ولذلك فيجب أن يحكم واضع البرنامج واألستاذ املدرس لهذه املادة الفرق والعالقة بين املدارس اللسانية والنظريات‬
‫اللسانية‪ .‬ونرى أن محل النظرية الخليلية هو ضمن منوال آخر يدعى "النظريات اللسانية"‪.‬‬

‫ونحن هنا نتفهم توجه واضع البرنامج في أنه أراد أن يخصص مساحة للتعريف باللسانيات العربية وجهود علمائها‬
‫وإسهامهم في بناء صرح اللسانيات‪ ،‬فقد أصبحت اللسانيات منواال عامليا يرصد كل جهد يعطي تصورا مفيدا عن‬
‫اللغة البشرية‪ ،‬ولكن في الحقيقة إن هذه النظرية محلها كما قلنا في مادة أخرى تدعى بـ"النظريات اللسانية"‪.‬‬

‫‪ -‬من حيث التزامه بالتسلسل الزمني واملنطقي في إيراده لعناصر املوضوع‪ :‬لقد التزم واضع برنامج مادة "املدارس‬
‫اللسانية" بالتسلسل الزمني واملنطقي لعناصر املادة‪ ،‬فاحترام التسلسل الزمني واملنطقي في تاريخ العلم له أهميته‪،‬‬
‫ألنه يفيد في تلقي هذه املعارف واستيعابها فهي مادة تحكي وتسرد تاريخ علم اللسانيات‪ ،‬ولذلك فإنه علينا تعقب‬
‫ظهور املدارس والنظريات واالتجاهات عبر الزمن‪ .‬إال أنه يجب على األستاذ أال يكتفي هنا فقط بسرد الوقائع واألعمال‬
‫اللسانية في تعاقبها الزمني‪ ،‬بل عليه أن يقدم مجهودا إضافيا ليبين تأثير بعض املدارس اللسانية على البعض اآلخر‪،‬‬
‫وأن يظهر الفروقات بينها‪ ،‬واألهم من ذلك أن يحترز من أن يقدم مادة "املدارس اللسانية" بالكيفية التي تقدم بها‬
‫مادة "النظريات اللسانية"‪ ،‬ففي األلى تقدم املدارس على أنها مراكز لها رواد واعالم واتباع ونظريات أو جهود‪ ،‬بينما في‬
‫الثانية فيكون التركيز فقط على تقديم النظريات اللسانية والتطرق إلى التحليل اللساني في ضوئها‪.‬‬

‫‪ -‬من حيث استمرارية املادة وتكررها ضمن املسار الدراس ي‪ :‬برمجت مادة "املدارس اللسانية" مرة واحدة في مرحلة‬
‫الليسانس‪ ،‬ثم أعيد برمجتها مرة أخرى في مرحلة املاستر لطلبة "اللسانيات التطبيقية"‪ ،‬وهذا مؤشر آخر على أهميتها‬
‫ضمن مسار اللسانيات‪ ،‬وسننعرض في العنصر القادم للشكل والكيفية التي تم بها تكرار هذه املادة؛ فهل هو استمرار‬
‫ملادة بعناصر أخرى‪ ،‬أم إنه تكرار لعناصر هذه املادة مرة أخرى‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ثانيا)‪-‬تقييم برنامج مادة "املدارس اللسانية" يف مرحلة املاسرت‪:‬‬

‫عنوان املاستر‪ :‬لسانيات تطبيقية‪.‬‬


‫السداس ي‪ :‬الثالث‪.‬‬
‫اسم الوحدة‪ :‬األساسية‪.‬‬
‫اسم املادة‪ :‬املدارس اللسانية (محاضرة‪+‬أعمال موجهة)‪.‬‬
‫الرصيد‪.05 :‬‬
‫املعامل‪.03 :‬‬
‫محتوى املادة‪:‬‬
‫الرصيد‪05 :‬‬ ‫املعامل‪03 :‬‬ ‫وحدة التعليم األساسية مادة‪ :‬املدارس اللسانية (محاضرة وأعمال موجهة)‬

‫مفردات األعمال املوجهة‬ ‫مفردات املحاضرة‬ ‫رقم‬


‫املعنى املستلزم مقاميا‬ ‫االستلزام الحواري‬ ‫‪01‬‬
‫الخليل بن أحمد‬ ‫املدرسة الخليلية ‪1‬‬ ‫‪02‬‬
‫عبد الرحمن حاج صالح‬ ‫املدرسة الخليلية ‪2‬‬ ‫‪03‬‬
‫املفاهيم األساسية للمدرسة الخليلية‬ ‫املدرسة الخليلية ‪3‬‬ ‫‪04‬‬
‫املفاهيم األساسية للمدرسة‬ ‫املدرسة الخليلية ‪4‬‬ ‫‪05‬‬
‫الجاحظ‬ ‫الجاحظ ومدرسة البيان ‪1‬‬ ‫‪06‬‬
‫فصاحة الكلمة‬ ‫الجاحظ ومدرسة البيان ‪2‬‬ ‫‪07‬‬
‫الجرجاني وفكرة اإلعجاز‬ ‫الجرجاني ومدرسة النظم ‪1‬‬ ‫‪08‬‬
‫النظم واملعنى النحوي‬ ‫الجرجاني ومدرسة النظم ‪2‬‬ ‫‪09‬‬
‫النظم واألسلوب‬ ‫الجرجاني ومدرسة النظم ‪3‬‬ ‫‪10‬‬
‫السكاكي‬ ‫السكاكي ومدرسة البالغة ‪1‬‬ ‫‪11‬‬
‫السياق ومقتض ى الحال‬ ‫السكاكي ومدرسة البالغة ‪2‬‬ ‫‪12‬‬
‫ّ‬
‫مقوماتها وأهم األفكار التي نادت بها‬ ‫املدارس اللسانية الغربية‪1‬‬ ‫‪13‬‬
‫روادها‬ ‫املدارس اللسانية الغربية‪2‬‬ ‫‪14‬‬
‫طريقة التقييم‪ :‬يجري تقييم املحاضرات عن طريق امتحان في نهاية السداس ي‪ ،‬بينما يكون تقييم األعمال‬
‫املوجهة متواصال طوال السداس ي‪.‬‬

‫‪ -01‬تقييم برنامج مادة "املدارس اللسانية" يف مرحلة املاسرت من حيث الربجمة الزمنية‪ :‬كثيرا ما نجد في بعض املسارات‬
‫التعليمية بالجامعة الجزائرية إعادة ملواد في مرحلة املاستر كانت مبرمجة من قبل في مرحلة الليسانس‪ ،‬وفي هذه‬
‫اإلعادة أمران‪ :‬إما أن تعاد املادة بحذافرها‪ ،‬وهذا يعني أن هذه املادة لها أهمية قصوى في املسار التعليمي في هذا‬
‫امليدان التعليم ي‪ ،‬ولذلك يتم إعادتها بهذا الشكل طلبا ملراجعة املادة أو تثبيتها وترسيخ محتواها لدى الطالب‪ ،‬أو‬
‫يمكن إعادتها بحيث يتم استمرارها بعناصر أخرى جديدة‪ ،‬وهذا يفيد أن البرنامج األول لم يكتمل بعد‪ ،‬وحان أوان‬
‫استكماله نظرا ملا استجد من نظريات ومعارف جيدة في هذا املوضوع‪.‬‬

‫وعن مادة "املدارس اللسانية" التي تم إعادة برمجتها في مرحلة املاستر بعدما كانت مبرمجة من قبل في مرحلة املاستر‬
‫فهذا له داللته عند واضعي البرامج اللسانية في ميدان اللغة واألدب العربي في الجامعة الجزائرية‪ ،‬فهو يعني أن املادة‬
‫له أهمية عند طلبة مرحلة املاستر للسانيات التطبيقية‪ ،‬فهم بحاجة إلى ترسيخ املعلومات في هذه املادة‪ ،‬أو أن هناك‬

‫‪15‬‬
‫مستجدات عرفتها هذه املادة‪ ،‬باعتبار أنها مادة تاريخ العلم‪ ،‬فهي في تواصل مستمر ولذلك فيجب برمجتها من جديد‬
‫للحاق بهذه املستجدة الحاصلة في مجال االتجاهات اللسانية ونظرياتها‪.‬‬

‫‪ -02‬تقييم برنامج مادة "املدارس اللسانية" يف مرحلة املاسرت من حيث االعتمادات البيداغوجية املرصدة له‪ :‬من خالل‬
‫الجدول أعاله‪ ،‬الذي يصف برنامج مادة "املدارس اللسانية" في مرحلة املاستر‪ ،‬ومن خالل الجدول العام لبرنامج‬
‫السداس ي الثالث لتخصص ماستر لسانيات تطبيقية‪ ،‬يتضح جليا أن هذه املادة تحظى بأهمية ضمن هذا البرنامج‬
‫العام للماستر‪ ،‬وهذا من عدة جهات‪:‬‬

‫‪ -‬فهي تدرج ضمن وحدة التعليم األساسية‪ ،‬ولذلك فهي تحظى بمعامل هام (‪ )03‬ورصيد معتبر (‪.)05‬‬
‫‪ -‬كما أنها عززت بحصص لألعمال املوجهة بغرض تعميق الدروس النظرية وتثبيتها‪ ،‬وهذا يعني أنها ذات تقييم مستمر‬
‫خالل حصص األعمال املوجهة‪ ،‬كما أن تتوج بامتحان في نهاية السداس ي‪.‬‬

‫‪ -03‬تقييم برنامج مادة "املدارس اللسانية" يف مرحلة املاسرت من حيث املضمون‪ :‬إذا جئنا ملضمون برنامج مادة "املدارس‬
‫اللسانية" في مرحلة املاستر‪ ،‬فمن خالل الجدول أعاله نرى أن مفرداته ال عالقة لها أبدا باملدارس اللسانية املعاصرة‪،‬‬
‫وإنما مفردات ملادة أخرى قد نجعل لها عنوانا‪" :‬الجهود اللغوية العربية قديما وحديثا"‪ ،‬حيث تضمن جهود الخليل‪،‬‬
‫ثم جهود الجاحظ‪ ،‬والكسائي والجرجاني‪ ،‬وجعلها في شكل محاور بحسب املوضوعات اللغوية الكبرى (لغة وبيان‬
‫وبالغة)‪ ،‬فليس هو امتداد ملادة املدارس اللسانية في مرحلة الليسانس‪ ،‬وال هو تكرار لها‪ .‬هذا حتى وإن تضمن هذا‬
‫البرنامج مفردات للمدرسة الخليلة التي تعزى لعبد الرحمن حاج صالح‪ ،‬وأخرى عن املدارس السانية الغربية في آخره‪.‬‬

‫فهذا البرنامج يعرف خالل كبيرا وخطيرا ملضمون مادة "املدارس السانية املعاصرة" يوقع الطالب في تضليل وهم كبير‪.‬‬
‫حيث إنه يعكس االضطراب والبلبلة املنهجية واملعرفية الكبيرة التي مازال يتخبط فيها بعض املنتسبين للسانيات‪،‬‬
‫حيث إن الفهم الواعي للمنهج اللساني الحديث يمكننا من إقامة الفروقات املنهجية بين الدراسات اللغوية قبل‬
‫سوسير وغيرها التي جاءت بعد سوسير والتي اصطلح على تسميتها اليوم باللسانيات‪.‬‬

‫فواضع هذا البرنامج من الذين يعتقدون أن أي دراسة للغة تصب في ما يسمى باللسانيات‪ ،‬وهذا غير صحيح فحتى‬
‫اللسانيين الغربيين ال يطلقون مصطلح "اللسانيات" على الدراسات التي سادت العالم قبل أن تتبلور اللسانيات على‬
‫يد سوسير ومن جاء بعده‪ .‬فالقضية ليست قضية مصطلح بل هي قضية منهج ومفاهيم أصبحت مستقرة اليوم في‬
‫الدرس اللساني‪ .‬فهذا البرنامج ال يصلح أن نطلق عليه حتى عنوان "اللسانيات العربية"‪.‬‬

‫إن برنامج مادة "املدارس اللسانية" في مرحلة املاستر يعكس بكل وضوح األزمة املنهجية واملعرفية التي تعرفها‬
‫اللسانيات العربية والتي كانت بدايتها في منتصف القرن العشرين‪ ،‬وما زلنا لم نتجاوزها إلى اليوم بعد‪ ،‬ولذلك فهي ال‬
‫تزال ماثلة اليوم لتنعكس سلبا في صياغة البرامج الدراسية الجامعية‪.‬‬

‫إنه ليس من حل لهذه املعضلة سوى أن يلجأ األستاذ ّ‬


‫املدرس لهذه املادة‪ ،‬الواعي بعمق هذه املشكلة إلى مواءمة بين‬
‫عنوان املادة ومضمونها‪ ،‬فهو إما أن يغير في عنوان املادة لتصبح مادة "الدراسات اللغوية العربية"‪ ،‬أو ما يقاربها‪ ،‬أو أن‬
‫يكيف هذا البرنامج تكييفا يفيد في تحقيق الغاية من برمجة هذه املادة في هذا املسار الدراس ي‪ ،‬والحل الثاني أفضل‬
‫وأجدى من الناحية اإلجرائية والعلمية‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫احملاضرة رقم ‪ 10‬تعليمية مادّة "اللسانيات التطبيقية"‬

‫‪ -)01‬أهمية مادة "اللسانيات التطبيقية" يف مسار الدراسة لطلبة ميدان اللغة واألدب العربي‪ :‬تحظى مادة "اللسانيات‬
‫التطبيقية"‪ ،‬اليوم‪ ،‬بمكانة هامة ضمن مسار الدراسة لطلبة ميدان اللغة واألدب العربي سواء في مرحلة الليسانس أو‬
‫في مرحلة املاستر‪ ،‬فكما هو مبين في الجداول األول أدناه‪ ،‬فقد برمجت هذه املادة في السداس ي الرابع في مرحلة‬
‫الليسانس‪ ،‬أي في مرحلة التخصص بعد الجذع املشترك‪ ،‬فالسداس ي الرابع هو السداس ي الذي يتفرع فيه امليدان إلى‬
‫التخصصات الثالثة املعروفة (لسانيات تطبيقية‪ ،‬دراسات أدبية‪ ،‬دراسات نقدية)‪ ،‬وتعد املرحلة التي تشمل‬
‫السداس ي الثالث مع الرابع مرحلة تعميق املعارف األساسية املتعلقة بالتخصص املختار وترسيخ املعارف والتوجيه‬
‫التدريجي‪.‬‬

‫وقد أعيد برمجة مادة "اللسانيات التطبيقية" مرة أخرى في مرحلة التخصص لطلبة اللسانيات التطبيقية‪ ،‬وربما‬
‫لتخصصات أخرى في الجامعات الجزائرية املختلفة‪ .‬وهذا يعني أن جميع طلبة ميدان اللغة واألدب العربي قد تعرفوا‬
‫جيدا على موضوعها‪.‬‬

‫ويالحظ أن هذه املادة قد أدرجت في مرحلة الليسانس في وحدة التعليم األساسية‪ ،‬فقد حظيت فيه مادة "اللسانيات‬
‫التطبيقية" بمعامل ‪ 02‬ورصيد ‪ ،04‬كما أن هذه املادة معززة بحصص لألعمال املوجة لتثبيت وترسيخ املعارف التي‬
‫حصل عليها الطالب في حصص املحاضرات‪.‬‬

‫أما في مرحلة املاستر لطلبة تخصص لسانيات تطبيقية‪ ،‬فكما هو مبين في الجدولين األخيرين أدناه‪ ،‬فقد أدرجت ضمن‬
‫وحدة التعليم األساسية من السداس ي األول‪ ،‬وحظيت بمعامل مرتفع (‪ )03‬ورصيد عال (‪ّ .)05‬‬
‫ثم برمجت مرة أخرى‬
‫في السداس ي الثاني‪ ،‬وحظيت فيه كذلك بمعامل مرتفع (‪ )03‬ورصيد عال (‪.)05‬‬

‫كما نؤكد على أن مادة "اللسانيات التطبيقية" وفي كل مرة برمجت فيها قد تعززت بحصص للمحاضرات وأخرى‬
‫لألعمال املوجهة بغرض تأكيد املعارف املتحصلة في املحاضرات وتعميقها وترسيخها‪.‬‬

‫ويجدر الذكر أن مادة "اللسانيات التطبيقية" كانت مبرمجة في السنة الثالثة لطلبة اللغة واألدب العربي في النظام‬
‫الكالسيكي قبل اعتماد نظام ( ل م د) الجديد سنة ‪.2008‬‬

‫فمما سبق ذكره عن مواصفات "مادة اللسانيات التطبيقية" في الجامعة الجزائرية‪ ،‬يتبين لنا تبوء هذه املادة‪ ،‬قديما‬
‫وحديثا‪ ،‬أهمية كبيرة في مسار الدراسة لطلبة ميدان اللغة واألدب العربي في الجامعة الجزائرية‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫عنوان املاستر‪ :‬لسانيات تطبيقية‪.‬‬
‫السداس ي‪ :‬األول‪.‬‬

‫نوع التقييم‬ ‫األرصدة‬ ‫املعامل‬ ‫الحجم الساعي األسبوعي‬ ‫الحجم‬ ‫وحدة التعليم‬
‫الساعي‬
‫السداس ي‬
‫امتحان‬ ‫متواصل‬ ‫أعمال‬ ‫أعمال‬ ‫محاضرة‬ ‫‪16-14‬‬
‫أخرى‬ ‫موجهة‬ ‫أسبوع‬
‫وحدات التعليم األساسية‬
‫‪09‬‬ ‫و ت أ ‪( 1‬إج)‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪05‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪3:00‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪48‬‬ ‫املادة ‪:1‬التركيب الوظيفي‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪04‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪48‬‬ ‫املادة ‪ :2‬التحليل التوليدي‬
‫‪09‬‬ ‫و ت أ ‪( 2‬إج)‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪05‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪3:00‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪48‬‬ ‫املادة ‪ :1‬اللسانيات التطبيقية‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪04‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪48‬‬ ‫املادة ‪ :2‬اللسانيات التعليمية‬
‫وحدات التعليم املنهجية‬
‫‪09‬‬ ‫و ت م (إج)‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪03‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪48‬‬ ‫املادة ‪ :1‬املبادئ املنهجية للتحليل‬
‫اللساني‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪03‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪48‬‬ ‫املادة ‪ :2‬فنيات البحث والكتابة ‪01‬‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪03‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪24‬‬ ‫املادة ‪ :3‬املنهج واملنهجية‬
‫وحدات التعليم االستكشافية‬
‫‪02‬‬ ‫و ت إ (إج)‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪24‬‬ ‫املادة ‪ :1‬الترجمة اللسانية‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪24‬‬ ‫املادة ‪ :2‬النظريات اللسانية‬
‫وحدة التعليم األفقية‬

‫‪18‬‬
‫‪01‬‬ ‫و ت أ ف (إج)‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪24‬‬ ‫املادة ‪ :1‬لغة أجنبية‬
‫‪30‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪18:00‬‬ ‫‪15:00‬‬ ‫‪09:00‬‬ ‫‪384‬‬ ‫مجموع السداس ي ‪1‬‬

‫عنوان املاستر‪ :‬لسانيات تطبيقية‪.‬‬


‫السداس ي‪ :‬الثاني‪.‬‬
‫نوع التقييم‬ ‫األرصدة‬ ‫املعامل‬ ‫الحجم الساعي األسبوعي‬ ‫الحجم‬ ‫‪ -1‬وحدة التعليم‬
‫الساعي‬
‫السداس ي‬
‫امتحان‬ ‫متواصل‬ ‫أعمال‬ ‫أعمال‬ ‫محاضرة‬ ‫‪16-14‬‬
‫أخرى‬ ‫موجهة‬ ‫أسبوع‬
‫وحدات التعليم األساسية‬
‫‪09‬‬ ‫و ت أ ‪( 1‬إج)‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪05‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪3:00‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪48‬‬ ‫املادة ‪ :1‬لسانيات التراث‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪04‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪48‬‬ ‫املادة ‪ :2‬اللسانيات‬
‫التمهيدية‬
‫‪09‬‬ ‫و ت أ ‪( 2‬إج)‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪05‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪3:00‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪48‬‬ ‫املادة ‪ :1‬اللسانيات‬
‫التطبيقية‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪04‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪48‬‬ ‫املادة ‪ :2‬تعليمية اللسانيات‬
‫وحدات التعليم املنهجية‬
‫‪09‬‬ ‫و ت م (إج)‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪03‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪48‬‬ ‫املادة ‪ :1‬املبادئ املنهجية‬
‫للتحليل اللساني‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪03‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪48‬‬ ‫املادة ‪ :2‬فنيات البحث‬
‫والكتابة ‪2‬‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪03‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪24‬‬ ‫املادة ‪ :3‬فنيات البحث‬
‫اللغوي‬
‫وحدات التعليم االستكشافية‬
‫‪02‬‬ ‫و ت إ (إج)‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪24‬‬ ‫املادة ‪ :1‬علم النفس اللغوي‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪24‬‬ ‫املادة ‪ :2‬تعليمية النحو‬
‫العربي‬
‫وحدة التعليم األفقية‬
‫‪01‬‬ ‫و ت أ ف (إج)‬
‫×‬ ‫‪01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪24‬‬ ‫املادة ‪ :1‬إعالم آلي‬
‫‪30‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪18:00‬‬ ‫‪13:30‬‬ ‫‪09:00‬‬ ‫‪384‬‬ ‫مجموع السداس ي ‪2‬‬
‫‪1:30‬‬

‫‪ -)02‬اخللفية العلمية واملنهجية ملادة "اللسانيات التطبيقية"‪ :‬خالل فترة التسعينيات عرفت الجامعة الجزائرية في‬
‫ميادين اللغات واآلداب‪ ،‬ومن ضمنها ميدان اللغة العربية وآدابها مساقا دراسيا يدعى بـ"اللسانيات التطبيقية"‪ ،‬ولئن‬
‫كان دخوله إلى الجامعة في بداية األمر محتشما‪ ،‬إال أنه‪ ،‬وبمرور السنوات‪ ،‬بدأ يعرف توسعا ويلقى اهتماما‪ ،‬حتى‬
‫‪19‬‬
‫أصبحت "اللسانيات التطبيقية" تخصصا كامال يوجه إليه الطالب في مراحل التخصص املختلفة سواء في الليسانس‬
‫أو في مرحلة املاستر أو مرحلة املاجيستير أو مرحلة الدكتوراه‪ .‬ولئن كان ّ‬
‫يقدم في بدايته اعتماده في شكل منوال دراس ي‬
‫تفجرت موضوعاته ليتعدد إلى مواد ّ‬
‫عدة‬ ‫مخصوصا بحصة محاضرة أو أعمال موجهة‪ ،‬فإن في املراحل املتأخرة ّ‬
‫ومختلفة بحسب مجاالت وموضوعات التي أقرها له باحثوه ودارسوه‪.‬‬

‫مر على ظهورها كمادة وتخصص لساني ّ‬


‫يدرس في الجامعة‪،‬‬ ‫بيد أن اللسانيات التطبيقية على الرغم من أنه قد ّ‬
‫وصدرت في موضوعه العديد من األبحاث والدراسات‪ ،‬وتأسست له العديد من الجمعيات واملنظمات التي تعنى‬
‫بقضايا ومباحثه ألكثر من نصف قرن من الزمن‪ ،‬فهو ال يزال وإلى اليوم يعرف عدة إشكاالت في موضوعه ومنهجه وفي‬
‫عالقته باللسانيات النظرية التي سبقته في التحديد والظهور‪ .‬وهذا األمر يتسبب في خلق مشكالت منهجية وعلمية‪،‬‬
‫يواجهها األساتذة والطالب بكثير من الحذر والتوجس حين التعاطي ملوضوعاته‪ .‬فال يزال الباحثون مختلفون بشأنه‪،‬‬
‫فليس ثمة اتفاق على تحديد قاطع ملعناه‪ ،‬وال لطبيعته؛ يظهر ذلك في أمرين‪ :‬مجاالت العلم‪ ،‬واملصطلح الذي استقر‬
‫عليه(‪.)2‬‬

‫فمن الناحية االيبستيمية‪ ،‬وبما أن هذه املادة تتخذ لها عنوانا تطبيقيا‪ ،‬فإن الجانب التطبيقي ألي علم يتبدى في‬
‫حالتين‪ :‬إحداهما‪ :‬إخضاع املعطيات العلمية النظرية للتجربة واالختبار‪ ،‬واألخرى‪ :‬استعمال القوانين والنتائج العلمية‬
‫في ميادين أخرى من أجل اإلفادة منها‪ .‬فلكل العلوم تطبيقات معينة على صعيد املمارسة التقنية‪ .‬فالرياضيات‬
‫والفيزياء‪ ،‬شأنهما شأن الكيمياء‪ ،‬قد وجدنا تطبيقاتهما في حل املشكالت الشخصية التي تفرض نفسها على االنسان‬
‫العامل ‪ HOMO FABER‬خالل عمله في املادة انطالقا من قوانين عامة‪ ،‬هي مار تجربة وتفكر االنسان العاقل‬
‫‪HOMO SAPIENS‬فاملهندس الذي ينش يء جسرا إنما يطبق القوانين التي وضعها عالم الفيزياء وعالم الرياضيات كما‬
‫أن الطبيب الذي يمارس مهنة الطب يستنجد باملعطيات التي خلص إليها عالم البيولوجيا وعالم الكيمياء‪.‬‬

‫وبناء على هذا التصور ملفهوم التطبيق العلمي‪ ،‬فيفترض أن اللسانيات التطبيقية‪ ،‬ستقوم بتطبيق ما تجود به‬
‫اللسانيات من نظريات على أرض الواقع‪ ،‬ولذلك يذهب الكثير من الباحثين إلى تعريف اللسانيات التطبيقية بأنها‪:‬‬
‫"استثمار للمعطيات العلمية للنظرية اللسانية واستخدامها استخداما واعيا في حقول معرفية مختلفة‪ ،‬أهمها حقل‬
‫تعليمية اللغات‪ ،‬وذلك بترقية العملية البيداغوجية وتطوير طرائق تعليم اللغة للناطقين بها ولغير الناطقين بها(‪.)3‬‬

‫ويفهم من التعريف السابق أن اللسانيات التطبيقية ستقوم بتنزيل بعض التنظير في اللسانيات النظرية لتقوم‬
‫بتوظيفه في مجال تعليمية اللغة‪ .‬وهذا أمر مفهوم من حيث إن تعليمية اللغات هي من أقدم موضوعات اللسانيات‬
‫التطبيقية‪ ،‬فال تكاد تنفصل عنه في أذهان الكثير‪ ،‬فالكثير ال يفهم اللسانيات التطبيقية إال من حيث إنها موضوعات‬
‫تعليم اللغات للناطقين بها ولغير الناطقين بها‪ .‬ومن جهة أخرى قد أسهمت بعض النظريات اللسانية في توفير األدوات‬
‫العلمية لنظرية تعليمية اللغات‪ .‬يقول "ستيفن بيت كوردر ‪ )4("Stephen Pit Corder‬في هذا الشأن‪" :‬إن بين أيدينا‬

‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬علم اللغة التطبيقي وتعليم العربية‪ ،‬عبده الراجحي‪ ،‬دار املعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪-‬مصر‪ ،1995 ،‬ص‪.9‬‬
‫(‪ )3‬اللسانيات وأسسها املعرفية‪ ،‬عبد السالم املسدي‪ ،‬ص‪.50‬‬
‫(‪ ،)1990-1918( Stephen Pit Corder )4‬شغل منصب أستاذ اللسانيات التطبيقية بجامعة أدنبرة‪ ،‬وأول رئيس للجمعية‬
‫البريطانية للسانيات التطبيقية (‪ ،)1970-1967‬أحد أبرز من طور اللسانيات التطبيقية في بريطانيا‪ ،‬وعرف بإسهاماته‬
‫الرائدة في تحليل أخطاء متعلمي اللغة األجنبية‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫اليوم زادا ضخما من املعارف املتعلقة بطبيعة الظاهرة اللغوية‪ ،‬وبوظائفها لدى الفرد والجماعة‪ ،‬وبأنماط اكتساب‬
‫اإلنسان لها‪...‬وعلى معلم اللغات أن يستنير بما تمده به اللسانيات من معارف علمية حول طبيعة الظاهرة اللغوية"(‪.)5‬‬

‫ويرى "أحمد حساني" أن استثمار النظرية اللسانية العامة في مجال تعليمية اللغات ينتج عنه بالضرورة تقاطع منهجي‬
‫بين النظرية اللسانية وعلم النفس التربوي من ناحية‪ ،‬وطرائق التبليغ البيداغوجي من ناحية أخرى‪ ،‬وفي رحاب هذا‬
‫التقاطع املنهجي يتحدد اإلطار العملي للسانيات التطبيقية التي يتمركز مبحثها حول ثالثة عناصر أساسية في العملية‬
‫البيداغوجية‪ ،‬وهي املعلم‪ ،‬واملتعلم‪ ،‬وطريقة التعليم(‪.)6‬‬
‫إن اللسانيات التطبيقية‪ ،‬بناء على ما سبق هي في عالقة ّ‬
‫تبعية مع اللسانيات النظرية شأنها شأن تقنيات املهندس‬
‫والطبيب في عالقاتها مع معطيات العلوم األساسية التي يقوم عملها عليها‪ .‬لكن تجربتهما الخاصة عن طريق نوع من رد‬
‫الفعل‪ ،‬تسيطر على معطيات العلوم األساسية التي تستند إليها‪ ،‬أو تدحضها‪ ،‬وتساهم في التطوير النظري لهذه‬
‫العلوم‪.‬‬

‫وعلى هذا فإن تطبيق معطيات اللسانيات النظرية على املشكالت العملية التي تتصدى لحلها خليق بأن يرفد األسس‬
‫املعرفية للسانيات النظرية‪ ،‬ويجددها‬

‫ولكن الواقع أنه لم تتحقق حتى اآلن حالة من التوازن بين العلم النظري وتطبيقاته العملية‪ ،‬فإذا كانت اللسانيات‬
‫نقطة التقاء جميع علوم االنسان‪ ،‬بمعنى أنها تناول االنسان في جوهره إنسان ناطق‪ ،‬فإن تطبيقات معطياتها على‬
‫املشكالت النوعية لهذا االنسان الناطق تبين أن مسارها على الصعيد البراغماتي ال يزال غامضا في أكثر األحيان‪.‬‬

‫وكل ما هناك فإن اللسانيات التطبيقية ما هي مجال تلتقي فيه اللغة مع مشكلة من مشكالت الحياة‪ ،‬أو مع علم من‬
‫العلوم في ظل العالقات البينية بين العلوم املختلفة وتالش ي الحدود بينها‪ ،‬التي بدأت تعرف تفاقما وتعقدا مع‬
‫االنفجار العلمي والتكنولوجي في الوقت الراهن‪.‬‬

‫ولهذا فإن املوضوعات واملجاالت التي تشملها اللسانيات التطبيقية تزداد توسعا وتعداد‪ ،‬بل أصبحت بعص املجاالت‬
‫علوما مستقلة اليوم‪ ،‬مثل تعليمية اللغات‪ ،‬التي أصبحت يطلق عليها اللسانيات التعليمية‪ ،‬واللسانيات االجتماعية‪،‬‬
‫واللسانيات النفسية‪ ،‬وغيرها‪.‬‬

‫وملزيد من الفهم للمعضلة املنهجية وااليبستمية للسانيات التطبيقية‪ ،‬يجدر بنا أن ننظر في املراحل التي مرت بها‬
‫خالل نصف قرن من الزمن‪ ،‬فقد قام "دنيال كوست ‪ )7("Daniel Coste‬بتقديم خالصة للمحطات التاريخية التي‬

‫(‪ )5‬مدخل إلى اللغويات التطبيقية‪ ،‬س‪ .‬بيت كوردر‪ ،‬ترجمة‪ :‬جمال صبري‪ ،‬مجلة اللسان العربي‪ ،‬العدد ‪ ،14‬الرباط‪،‬‬
‫‪ ،1976‬ص‪.46‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬دراسات في اللسانيات التطبيقية (حقل تعليمية اللغات)‪ ،‬أحمد حساني‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫الجزائر‪ ،2009 ،‬ص‪.42-41‬‬
‫(‪ )7‬دانيال كوست (‪ :)...-1940‬لساني‪ ،‬مختص في تعليمية اللغات‪ ،‬أستاذ مبرز في علوم اللغة وتعليمية اللغات‪ ،‬ومدير مركز بحوث‬
‫ودراسات نشر اللغة الفرنسية ( ‪( Centre de recherches et d'études pour la diffusion du français - CREDIF‬الذي كان‬
‫‪21‬‬
‫مرت بها اللسانيات التطبيقية‪ ،‬وعمل على تحديد خصائص كل مرحلة إبستيميا‪ ،‬فوجدها ال تخرج عن خمس‪،‬‬
‫وأعطى لكل واحدة منها عنوانا‪ ،‬وحددها بتواريخ‪ ،‬وفق تعاقب زمني‪ ،‬ارتأينا إعادة تقديم أهم معامله ههنا‪ ،‬العتقادنا‬
‫بأهمية التوصيف الذي أعده في تجلية التطورات التي شهدها هذا الحقل إلى أن وصل إلى ما وصل إليه‪ ،‬على الرغم‬
‫من وقوفه عند نهاية ثمانينيات القرن املاض ي‪ ،‬تاريخ نشر املقال‪ ،‬ألننا نرى أن هذه املرحلة بما تحمله من مواصفات‬
‫ّ‬
‫صدوره بأكثر من عقدين تأكيدا لهذه املعاينة‪.‬‬ ‫لم تنته بعد‪ ،‬إذ نلحظ في الكتابات التي جاءت بعد تاريخ‬

‫فقد كتب أحد الدارسين سنة ‪ 2016‬أن اللسانيات التطبيقية قد عرفت في العقدين األخيرين تحوالت عميقة في‬
‫موضوعاتها ّوتحرياتها‪ ،‬والتي ترسخت بقوة في إشكاليات اكتساب اللغة‪ ،‬وكيفية اشتمال التفاعالت املدرسية‪ ،‬كما‬
‫عرفت حديثا انفتاحا على الخطابات املهنية‪ ،‬وبصورة أعم على حقل تحليل العمل‪ ،‬وأن هذا التحول أكثر معاينة في‬
‫ّ‬
‫اآل ّ‬
‫نموذج (‪ )Paradigme‬اآلنجلو ساكسوني مما في التقليد الفرنكفوني‪.‬‬

‫وفيما يلي وصف ألهم مراحل تطور منوال "اللسانيات التطبيقية"(‪:)8‬‬

‫‪ -01‬اللسانيات التطبيقية علم دقيق وتكنولوجيا فائقة (من الخمسينيات إلى بداية الستينيات‪ (:‬وتميزت بالصرامة‬
‫العلمية‪ ،‬عبر االستعارة مما يعرف بالعلوم الصلبة كالرياضيات والتقنيات كعمليات التكميم‪ ،‬والتعداد‪ ،‬واإلحصاء‬
‫واملعالجة اآللية‪ ،‬واملقاربات القائمة على التجارب‪ ،‬والدراسات اإلمبريقية‪ ،‬واملراقبة والقياسات‪.‬‬

‫‪ -02‬اللسانيات التطبيقية واللسانيات العامة (خالل فترة الستينيات)‪ :‬وتميزها حالة البحث عن إعادة املفهمة‬
‫والتوازن‪ ،‬في عشرية هيمنت عليها البنيوية بصرامتها‪ ،‬وبفضل هذا التيار املعرفي أضحت اللسانيات علما قطبا بين‬
‫العلوم اإلنسانية‪ ،‬ومن ثمة بحثت اللسانيات التطبيقية عن التكامل ضمن حركية بحث عن الشرعية العلمية‪ ،‬واعتبر‬
‫كوست هذه الفترة بالعصر الذهبي لهذه األخيرة‪ ،‬والذي شهدت فيه توجه االهتمام نحو مواقع وموضوعات وأغراض‬
‫أخرى‪ .‬ومما اختصت به هذه الحقبة أيضا هو بداية بروز تعليم اللغات بوصفه ميدانا تطبيقيا‪ ،‬وبداية التساؤل عن‬
‫الجدوى من بقائه منزويا تحت لواء اللسانيات التطبيقية‪ ،‬من قبل بعض املختصين في تعليم اللمة الفرنسية لغة‬
‫أجنبية على وجه الخصوص‪.‬‬

‫‪ -03‬اللسانيات التطبيقية ومناهج تعليم اللغات (نهاية الستينيات وبداية السبعينيات)‪ :‬ونعتها الباحث بمرحلة‬
‫التوسع واكتشاف مناطق بحثية غير تلك التي غزتها سابقا‪ ،‬وهي تدين بالفضل‪ ،‬في علميتها ال إلى اللسانيات العامة‬
‫فقط‪ ،‬وإنما إلى علمي النفس واالجتماع أيضا‪ ،‬اللذين اتخذت منهما مرجعية لها‪ ،‬بعدما شاهد التطبيقيون بداية‬
‫تزحزح البنوية عن عليائها‪.‬‬

‫‪ -04‬من اللسانيات التطبيقية إلى تعليمية اللغات (من بداية السبعينيات إلى نهاية الثمانينيات)‪ :‬وتتميز بسعي‬
‫أنصار تعليم اللغات إلى الخروج من دائرة التخصصات الفرعية إلى االنفصال‪ ،‬واتخاذ عنوان لهم بديال عن‬
‫اللسانيات التطبيقية‪ ،‬وكان املعين على البحث عن االستقاللية هو تململ املختصين في تعليمية اللغات في مراكز‬

‫منتسبوه في نهاية الستينيات من القرن املاض ي من أوائل الداعين إلى استقاللية التعليمية عن اللسانيات التطبيقية‪ ،‬وخبير لدى‬
‫املجلس األوروبي‪.‬‬
‫(‪Voir : Daniel Coste. Elans et aléa de la linguistique appliquée. Artp.Cit. pp.117-125.)8‬‬
‫‪22‬‬
‫أكاديمية راقية وخاصة في فرنسا‪ ،‬وهو ما حفزهم على الجرأة على التصريح بالفكرة التي أضحت في بعض جوانبها ولو‬
‫مؤقتا واقعا معاينا‪.‬‬

‫‪ -05‬إعادة تحيين اللسانيات التطبيقية (من نهاية الثمانينيات إلى يومنا هذا)‪ :‬وخاصية هذه الفترة أن اللسانيات‬
‫التطبيقية حافظت على ديناميتها‪ ،‬وأثبتت أنه ال يمكن لها أن تتالش ى‪ ،‬أو أن تتراجع عن أي موقع اقتحمته‪ّ ،‬وكذا‬
‫انفتاحها على كل املجاالت التي يكون موضوعها التواصل بكل أشكاله اللغو ّي‪ ،‬من مثل إسهامات الوقائع اللسانية في‬
‫تشكل ُّ‬
‫الهويات املهنية‪ ،‬وصيغ الكتابة املهنية‪ ،‬واشتمال اللمة معجميا وتركيبيا في الصيغ اللغوية في مواقع العمل‪،‬‬
‫ووظيفة اللغة في اتخاذ القرارات املهنية‪ ،‬ودراسات خطابات األعمال‪ ،‬بحيث تتجه املقاربة اللسانية التطبيقية إلى‬
‫املظهر اللغوي في املوضوع املعالج‪ ،‬ممثال في الكفاءات اللغوية َّ‬
‫املجندة‪.‬‬ ‫ّ‬

‫ألجل ما سبق فإنه يتعين على الباحث والدراس ملجاالت اللسانيات التطبيقية أن يضع في الحسبان مشكالتها‬
‫االيبستيمية‪ ،‬وأن يكون عارفا بمراحل تطورها ْ‬
‫ليح ِكم العالقة بين اللسانيات النظرية واللسانيات التطبيقية من جهة‬
‫أخرى‪ .‬وليحدد بنجاح مجاالتها وموضوعاتها‪.‬‬

‫وإذا كنا قد خصصنا بالحديث السابق الدارس والباحث في اللسانيات التطبيقية‪ ،‬فإننا حين نخص بالحديث واضع‬
‫البرنامج املالئم ملسارات التعلمية لهذه املادة في الجامعة واملدرس لهذه املادة في الجامعة فإن األمر يزداد خطورة‬
‫وتعقيدا‪ ،‬ونحن على قناعة تامة بأن كال من األستاذ والطالب ال يزال يشعر بغموض هذا املنوال الدراس ي في جامعاتنا‪،‬‬
‫وهذا ما تعكسه فعال برنامج هذه املادة في مختلف املراحل واملستويات‪ ،‬وفي مختلف مجاالت اللسانيات التطبيقية‪.‬‬

‫ولكن طلبا للخروج من املأزق املنهجي واالبستيمي ملادة "اللسانيات التطبيقية" وسعيا إلى تقديم وصف مفيد ملادتها‬
‫حتى نضمن برمجة جيدة ملوادها ومفرداتها في املسارات التعليمية الجامعية‪ ،‬فإنه علينا أن نعاملها بكونها حقال من‬
‫حقول الدراسات البينية للعلوم‪ ،‬ال بوصفها مجرد نسق تحكمه ضوابط داخلية‪ ،‬كانت محل دراسات معمقة‪،‬‬
‫وخاصة مع الطروحات التي جاء بها تشومسكي‪ ،‬في الدراسات اللسانية النظرية‪ ،‬بل بوصفها رصيدا إنسانيا ّ‬
‫مفعال في‬
‫استعماالت اجتماعية متنوعة كاملحادثات الثنائية والخطابات املهنية واإلعالمية‪ ،‬ولغات التخصص املختلفة‪ ،‬ومن‬
‫ّ‬
‫ينجر عن توظيفاتها من‬ ‫ثمة كانت ملتقى لجملة تخصصات تتعاون فيما بينها‪ ،‬وتتقاطع وتتكامل‪ ،‬في فهمها‪ ،‬وما قد‬
‫مالبسات‪ ،‬وسوء تدبير‪ .‬وهو ما يعني أن البين تخصصية تبرز لنا األهمية املركزية التي توليها لإلسهامات املعرفية‬
‫املسترفدة من تخصصات مختلفة‪ .‬ومرد ذلك أن البين تخصصية ال تمتلك مبررات وجودها إال في إطار تخصصات‬
‫علمية متفاعلة فيما بينها ومن ثمة كانت الحاجة إلى تعاضد االختصاصات‪ ،‬وتكاملها في التصدي ملسألة اللغة‪ ،‬بغية‬
‫استثمار النتائج املتوصل إليها في ترقية املناهج واألدوات التي من شأنها مقاربة املوضوع وفق رؤية بين تخصصية‪.‬‬

‫‪ -)03‬تقييم برنامج مادة "اللسانيات التطبيقية" يف اجلامعة اجلزائرية‪:‬‬

‫أوال)‪ -‬تقييم برنامج مادة "اللسانيات التطبيقية" يف مرحلة الليسانس‪ :‬يرجى النظر في الجدول التالي‪.‬‬

‫السداس ي‪ :‬الرابع‬
‫عنوان الليسانس‪ :‬اللسانيات التطبيقية‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ّ‬ ‫الل ّ‬ ‫ّ‬
‫التطبيقية‬ ‫سانيات‬ ‫املادة‪:‬‬
‫محتوى املادة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الل ّ‬‫ّ ّ‬
‫الرصيد‪4 :‬‬ ‫املعامل‪2 :‬‬ ‫السداس ي‪ :‬الرابع‬ ‫التطبيقية‪/‬محاضرة وتطبيق‬ ‫سانيات‬ ‫املادة‪:‬‬
‫مفردات التطبيق‬ ‫مفردات املحاضرة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الل ّ‬‫ّ‬
‫نصوص مختارة‪ :‬شارل بوتون‪ /‬املسدي‪ /‬احمد حساني‪/‬‬ ‫التطبيقية ‪ :1‬املفهوم والنشأة والتطور‪.‬‬ ‫سانيات‬ ‫‪-‬مدخل إلى‬ ‫‪01‬‬
‫صالح بلعيد‬
‫ّ‬ ‫الل ّ‬ ‫ّ‬
‫نصوص مختارة‪ :‬مازن الوعر‪/‬ميشال زكرياء‬ ‫التطبيقية‪ : 2‬املجاالت واملرجعية املعرفية واملنهجية‬ ‫سانيات‬ ‫مدخل إلى‬ ‫‪02‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫نصوص مختارة‪ :‬محمد عيد‪...‬‬ ‫امللكات اللغوية ‪ 1‬فهم اللغة‪ ،‬إنشاء اللغة‬ ‫‪03‬‬
‫الل ّ‬ ‫ّ‬
‫نصوص مختارة‪ :‬عبد الرحمن الحاج صالح‪...‬‬ ‫غوية ‪ 2‬الكتابة ‪ ،‬القراءة‬ ‫امللكات‬ ‫‪04‬‬
‫السلوكية‪ ،‬االرتباطيةّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪/‬‬ ‫نظريات التعلم ‪:1‬‬ ‫‪05‬‬
‫ّ‬
‫‪/‬‬ ‫نظريات التعلم ‪ :2‬النظرية البيولوجية‬ ‫‪06‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪/‬‬ ‫املعرفية‬ ‫نظريات التعلم ‪ :3‬النظرية‬ ‫‪07‬‬
‫ّ‬
‫‪/‬‬ ‫التقليدي‪ .‬املنهج البنو ّي‬
‫ّ‬ ‫مناهج تعليم اللغات ‪ :1‬املنهج‬ ‫‪08‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪/‬‬ ‫التواصلي‪.‬‬ ‫مناهج تعليم اللغات ‪ :2‬املنهج‬ ‫‪09‬‬
‫‪/‬‬ ‫االزدواجية‪ ،‬والثنائية والتعدد اللغوي‬ ‫‪10‬‬
‫‪/‬‬ ‫التخطيط اللغوي‬ ‫‪11‬‬
‫‪/‬‬ ‫أمراض الكالم وعيوبه‬ ‫‪12‬‬
‫‪/‬‬ ‫اللغة واالتصال‬ ‫‪13‬‬
‫‪/‬‬ ‫الترجمة اآللية‬ ‫‪14‬‬
‫طريقة التقييم‪ :‬يجري تقييم املحاضرات عن طريق امتحان في نهاية السداس ي‪ ،‬بينما يكون تقييم األعمال املوجهة‬
‫متواصال طوال السداس ي‪.‬‬

‫‪ -01‬تقييم برنامج مادة "اللسانيات التطبيقية" يف مرحلة الليسانس من حيث الربجمة الزمنية‪ :‬برمجت مادة‬
‫"اللسانيات" في السنة الثانية من مرحلة الليسانس وتحديدا في السداس ي الرابع منها‪ ،‬وهذه املرحلة هي مرحلة التفرع‬
‫إلى الشعب‪ ،‬حيث إنه بداية من السداس ي الثالث يتفرع الطلبة في ميدان اللغة واألدب العربي إلى الفروع الثالثة‬
‫املعتمدة من اللجنة الوطنية مليدان اللغة واألدب العربي‪ ،‬وهذه الفروع هي‪ :‬الدراسات اللغوية‪ ،‬والدراسات األدبية‪،‬‬
‫والدراسات النقدية‪ ،‬لكن املالحظ هو أنه جميع الطلبة في الفروع الثالثة يتلقون دروسا في مادة "اللسانيات‬
‫التطبيقية"‪ ،‬وهي يعكس أهمية مادة "اللسانيات التطبيقية" في مسار الدراسة لطلبة ميدان اللغة واألدب العربي‪ ،‬كما‬
‫أشرنا إلى ذلك من قبل‪.‬‬

‫ويمكننا أن نقول إن اختيار السداس ي الرابع للحصول على هذه املادة هو مناسب جدا لها‪ ،‬وهذا ألن الحصول على‬
‫مادة "اللسانيات التطبيقية" كان بعد أن تحصل الطلبة على مادة "اللسانيات العامة" في السداس ي الثالث‪ ،‬فاملؤكد‬
‫هنا أن واضع البرنامج قد أخذ في االعتبار التدرج املرحلي لعناصر العلم (اللسانيات)‪ .‬فال يمكن أن يكون الحصول على‬
‫"اللسانيات التطبيقية" قبل أخذ منوال "اللسانيات العامة"‪.‬‬

‫‪ -02‬تقييم برنامج مادة "اللسانيات التطبيقية" يف مرحلة الليسانس من حيث االعتمادات البيداغوجية املرصدة له‪ :‬من‬
‫خالل الجدول الذي يصف برنامج مادة "اللسانيات التطبيقية"‪ ،‬ومن خالل الجدول العام لبرنامج السداس ي الرابع‬

‫‪24‬‬
‫مليدان اللغة واألدب العربي‪ ،‬يتضح جليا أن هذه املادة تحظى بأهمية ضمن البرنامج العام مليدان اللغة واألدب‬
‫العربي‪ ،‬وهذا من عدة جهات‪:‬‬

‫‪ -‬أدرجت ضمن وحدة التعليم األساسية‪ ،‬فهي بذلك تحظى بأهمية قصوى‪ ،‬وهذا ما يؤهلها لتحصل على اعتمادات‬
‫بيداغوجية هامة ضمن خريطة املواد التعليمية في السداس ي‪ ،‬فقد حظيت بمعامل جيد ‪ 02‬ورصيد معتبر ‪.04‬‬

‫‪ -‬كما أنها عززت بحصص لألعمال املوجهة بغرض تعميق الدروس النظرية وتثبيتها‪ ،‬وهذا يعني أنها ذات تقييم مستمر‬
‫خالل حصص األعمال املوجهة‪ ،‬كما أن تتوج بامتحان في نهاية السداس ي‪.‬‬

‫‪ -03‬تقييم برنامج مادة "اللسانيات التطبيقية" يف مرحلة الليسانس من حيث املضمون‪:‬‬

‫‪ -‬من حيث استيفائه لعناصر املوضوع‪ :‬نالحظ في مفردات برنامج مادة "اللسانيات التطبيقية" ملرحلة الليسانس أنه في‬
‫عمومه كان غير متوازن‪ ،‬فقد أعطى حصصا كثيرة لقضايا التعلم وتعليم اللغة‪ ،‬في حين أنه أهمل الكثير من‬
‫موضوعات اللسانيات التطبيقية‪ ،‬وهي املجاالت املشهورة لها‪ ،‬من مثل‪ :‬اللسانيات االجتماعية‪ ،‬واللسانيات النفسية‪،‬‬
‫واللسانيات الحاسوبية‪ ،‬ولم يزد على املواد التعليمية إال بعض املجاالت األخرى للسانيات التطبيقية وهي‪ :‬االزدواجية‪،‬‬
‫والثنائية والتعدد اللغوي‪ ،‬والتخطيط اللغوي‪ ،‬وأمراض الكالم وعيوبه‪ ،‬واللغة واالتصال‪ ،‬والترجمة اآللية‪.‬‬

‫فواضع هذا البرنامج كان انتقائيا في اختيار ما يشاء من مفردات ليضعها في البرنامج دونما مسوغ إجرائي أو علمي‪.‬‬
‫مرد هذا االختالل في نظرنا إلى ما تلقيه الوضعية االيببستيمية واملنهجية ملادة "اللسانيات التطبيقية" في ّ‬
‫حد‬ ‫ولعل ّ‬

‫ذاتها من مشكالت أمام برمجة مفرداتها‪ ،‬فهي لم تنفك عن موضوعات التعليمية في أذهان الكثيرين‪ ،‬كما أن مجاالتها‬
‫متعددة ال تكاد تنهي‪ ،‬وهي في ازدياد مع مرور األيام‪ ،‬فهي مرهونة باالنفجار العلمي وتضافر الوشائج والعالئق بين اللغة‬
‫ومجالت الحياة ومشكالتها‪ .‬وهذا األمر قد فصلنا الحديث فيه في عنصر الخلفية العلمية واملنهجية ملادة "اللسانيات‬
‫التطبيقية"‪ .‬ولذك لم يستطع واضع البرنامج من أن يستوفي كل مجالتها في هذا البرنامج‪ ،‬كما أنه كان رازحا تحت‬
‫وطأة التعليمية‪.‬‬
‫وال مناص من الخروج من هذه املعضلة سوى أن ّ‬
‫يمد في برنامج ّ‬
‫مادة "اللسانيات التطبيقية" لعدة سداسيات‬
‫لنستوفي أهم مجالتها‪ ،‬ثم لتكون هناك فسحة سانحة للحديث عن القضايا االيبستيمية واملنهجية للسانيات‬
‫التطبيقية‪ .‬ورب قائل أن يقول ليس الوقت مناسب اآلن أن نشغل بال طلبتنا وهم في هذه املرحلة بالقضايا‬
‫االيبستيمية واملنهجية لهذه املادة‪ ،‬حيث يكون من الصعوبة بمكان أن يفهمها وهو في هذه املرحلة من التكوين‪ .‬وقد‬
‫يكون هذا الرأي صائبا في جانب منه‪ ،‬ولكن هذه املادة تعرف أزمة ما ينبغي لنا توضيحها والوقوف عندها‪ ،‬كما أن‬
‫الطالب قد تعرف على مادة "اللسانيات ّ‬
‫العامة"‪ .‬ففي اعتقادي أنه بإمكانه أن يستوعب الكثير من هذه املسائل‪.‬‬

‫‪ -‬من حيث التزامه بالتسلسل الزمني واملنطقي في إيراده لعناصر املوضوع‪ :‬بالنسبة لهذا العنصر‪ ،‬فليست هناك من‬
‫منهجية تستند على أساس منطقي أو منهجي في إدراج مفردات البرنامج وترتيبها‪ ،‬سوى أن نأخذ باألشهر من هذه‬
‫املجاالت فندرجه أوال ثم نتبعها باألقل شهرة وهكذا‪ ،‬أو أن نبدأ بما هو أصيل منها ولصيق بها مثل التعليمية‪ ،‬ثم‬

‫‪25‬‬
‫نتبعها ب املجاالت املستحدثة منها‪ ،‬وهكذا‪ .‬ولقد كان هذا البرنامج موفقا في املحاضرتين األوليتين‪ ،‬التي خصصهما‬
‫للتعريف باللسانيات التطبيقية في مفهومها‪ ،‬وموضوعها‪ ،‬وقد أجاد حين خصص حصتين لهما‪.‬‬

‫‪ -‬من حيث استمرارية املادة وتكررها ضمن املسار الدراس ي‪ :‬لقد عرفت مادة "اللسانيات التطبيقية" تكرارا في برمجتها‬
‫في مراحل املاستر لطلبة "اللسانيات التطبيقية" ولغيرهم‪ ،‬بل كانت أكثر املواد تكررا من غيرها‪ ،‬وهذا ما سنتطرق إليه‬
‫حين نصل إلى عنصر تقييم البرنامج في مرحلة املاستر‪.‬‬

‫إال أن هذا التكرار له فلسفته في بيداغوجيا املناهج‪ ،‬فهل تكون اإلعادة تكرار للمفردات وهذا له مسوغه‪ ،‬أو أن يكون‬
‫امتدادا واستمرار للمادة في مفردات أخرى‪ ،‬وهذا له مسوغه البيداغوجي أيضا‪.‬‬

‫ثانيا)‪ -‬تقييم برنامج مادة"اللسانيات التطبيقية" يف مرحلة املاسرت‪ :‬يرجى النظر في الجدولين اآلتيين‪.‬‬

‫عنوان املاستر‪ :‬اللسانيات التطبيقية‪.‬‬


‫السداس ي‪ :‬األول‪.‬‬
‫اسم املادة‪ :‬اللسانيات التطبيقية (محاضرة‪ +‬أعمال موجهة)‪.‬‬
‫الرصيد‪.05 :‬‬
‫املعامل‪.03 :‬‬
‫محتوى املادة‪:‬‬
‫الرصيد‪05 :‬‬ ‫املعامل‪03 :‬‬ ‫مادة‪ :‬اللسانيات التطبيقية‬ ‫وحدة التعليم األساسية‬

‫مفردات األعمال املوجهة‬ ‫مفردات املحاضرة‬ ‫رقم‬


‫ماهية اللسانيات التطبيقية ‪ +‬مصطلحات لسانية‬ ‫مدخل إلى اللسانيات التطبيقية‬ ‫‪01‬‬
‫تعريفها وتعدادها‬ ‫مجاالت اللسانيات التطبيقية‬ ‫‪02‬‬
‫مفهومه وماهيته‬ ‫علم اللغة‬ ‫‪03‬‬
‫ماهيته وأنواعه‬ ‫علم الترجمة‬ ‫‪04‬‬
‫تعريفه وعالقته باللسانيات التطبيقية‬ ‫علم التربية‬ ‫‪05‬‬
‫تعريفه وصلته باللسانيات التطبيقية‬ ‫علم االجتماع اللغوي‬ ‫‪06‬‬
‫أصوله وعالقته باللسانيات التطبيقية‬ ‫علم النفس اللغوي‬ ‫‪07‬‬
‫ماهيتها وموقعها في حقل اللسانيات التطبيقية‬ ‫تعليمية اللغة‬ ‫‪08‬‬
‫أنواعها وأثرها في التحصيل اللغوي للمتعلم‬ ‫الوسائل التعليمية‬ ‫‪09‬‬
‫عالقة اللغة باملجتمع وآثارها في فن التواصل‪.‬‬ ‫اللغة واملجتمع‬ ‫‪10‬‬
‫واقع اللهجات العربية (مفهومها وأنواعها)‬ ‫اللغة واللهجات العربية‬ ‫‪11‬‬
‫الفرق بين نوعي اللسانيات‬ ‫اللسانيات التطبيقية واللسانيات العامة‬ ‫‪12‬‬
‫ذكر أهم الجهود في حقل اللسانيات التطبيقية‬ ‫رواد اللسانيات التطبيقية‬ ‫‪13‬‬
‫ذكر واقع التدريس وأهم معوقاته‬ ‫تدريس اللسانيات التطبيقية في برامج التعليم العالي‬ ‫‪14‬‬
‫طريقة التقييم‪ :‬يجري تقييم املحاضرات عن طريق امتحان في نهاية السداس ي‪ ،‬بينما يكون تقييم األعمال‬
‫املوجهة متواصال طوال السداس ي‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫عنوان املاستر‪ :‬لسانيات تطبيقية‬
‫السداس ي‪ :‬الثاني‬
‫اسم الوحدة‪ :‬األساسية‬
‫اسم املادة‪ :‬اللسانيات التطبيقية (محاضرة‪ +‬أعمال موجهة)‬
‫الرصيد‪05 :‬‬
‫املعامل‪03 :‬‬
‫محتوى املادة‪:‬‬
‫الرصيد‪05 :‬‬ ‫املعامل‪03 :‬‬ ‫مادة‪ :‬اللسانيات التطبيقية‬ ‫وحدة التعليم األساسية‬

‫مفردات األعمال املوجهة‬ ‫مفردات املحاضرة‬ ‫رقم‬


‫ماهية اللسانيات التطبيقية ‪ +‬مصطلحات لسانية‬ ‫مدخل إلى اللسانيات التطبيقية‬ ‫‪01‬‬
‫تعريفها و وتعدادها‬ ‫مجاالت اللسانيات التطبيقية‬ ‫‪02‬‬
‫مفهومه وماهيته‬ ‫علم اللغة‬ ‫‪03‬‬
‫ماهيته وأنواعه‬ ‫علم الترجمة‬ ‫‪04‬‬
‫تعريفه وعالقته باللسانيات التطبيقية‬ ‫علم التربية‬ ‫‪05‬‬
‫تعريفه وصلته باللسانيات التطبيقية‬ ‫علم االجتماع اللغوي‬ ‫‪06‬‬
‫أصوله وعالقته باللسانيات التطبيقية‬ ‫علم النفس اللغوي‬ ‫‪07‬‬
‫ماهيتها وموقعها في حقل اللسانيات التطبيقية‬ ‫تعليمية اللغة‬ ‫‪08‬‬
‫أنواعها وأثرها في التحصيل اللغوي للمتعلم‬ ‫الوسائل التعليمية‬ ‫‪09‬‬
‫عالقة اللغة باملجتمع وآثارها في فن التواصل‪.‬‬ ‫اللغة واملجتمع‬ ‫‪10‬‬
‫واقع اللهجات العربية (مفهومها وأنواعها)‬ ‫اللغة واللهجات العربية‬ ‫‪11‬‬
‫الفرق بين نوعي اللسانيات‬ ‫اللسانيات التطبيقية واللسانيات العامة‬ ‫‪12‬‬
‫ذكر أهم الجهود في حقل اللسانيات التطبيقية‬ ‫رواد اللسانيات التطبيقية‬ ‫‪13‬‬
‫ذكر واقع التدريس وأهم معوقاته‬ ‫تدريس اللسانيات التطبيقية في برامج التعليم العالي‬ ‫‪14‬‬
‫طريقة التقييم‪ :‬يجري تقييم املحاضرات عن طريق امتحان في نهاية السداس ي‪ ،‬بينما يكون تقييم األعمال املوجهة‬
‫متواصال طوال السداس ي‪.‬‬

‫‪ -01‬تقييم برنامج مادة "اللسانيات التطبيقية" يف مرحلة املاسرت من حيث الربجمة الزمنية‪ :‬يالحظ من الجدول الذي‬
‫يبين البرنامج العام للسداسين األول والثاني ملرحلة املاستر لتخصص لسانيات التطبيقية‪ ،‬أن ّ‬
‫مادة "اللسانيات‬
‫التطبيقية" قد برمجت مرتين متتاليتين وفي بداية املرحلة‪ ،‬أي في السداسيين األول والثاني‪ ،‬وهذه البرمجة بهذا‬
‫الشكل لها ما يبررها‪ ،‬فهذه املادة تحمل عنوان التخصص العام تخصص "اللسانيات التطبيقية" كذلك‪.‬‬

‫‪ -02‬تقييم برنامج مادة "اللسانيات التطبيقية" يف مرحلة املاسرت من حيث االعتمادات البيداغوجية املرصدة له‪ :‬من‬
‫خالل الجدولين السابقين الذين يصفان برنامج مادة "اللسانيات التطبيقية" في مرحلة املاستر للسداسيين األول‬
‫والثاني‪ ،‬ومن خالل الجدولين العامين لهما‪ ،‬يتضح جليا أن هذه املادة تحظى بأهمية ضمن البرنامج العام لتخصص‬
‫"لسنيات تطبيقية"‪ ،‬وهذا من عدة جهات‪:‬‬

‫‪ -‬أدرجت مادة "اللسانيات التطبيقية" ضمن وحدة التعليم األساسية‪ ،‬في كال السداسيين‪ ،‬فهي بذلك تحظى بأهمية‬
‫قصوى‪ ،‬وهذا ما يؤهلها لتحصل على اعتمادات بيداغوجية هامة ضمن خريطة املواد التعليمية في السداسيين‪ ،‬فقد‬
‫حظيت بمعامل جيد ‪ ،3‬وهو أعلى معامل معتمد‪ ،‬ورصيد معتبر ‪ ،05‬وهو كذلك أعلى األرصدة املعتمدة‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫‪ -‬كما أنها عززت بحصص لألعمال املوجهة بغرض تعميق الدروس النظرية وتثبيتها‪ ،‬وهذا يعني أنها ذات تقييم مستمر‬
‫خالل حصص األعمال املوجهة‪ ،‬كما أن تتوج بامتحان في نهاية السداس ي‪.‬‬

‫‪ -03‬تقييم برنامج مادة "اللسانيات التطبيقية" يف مرحلة املاسرت من حيث املضمون‪:‬‬

‫‪ -‬من حيث استيفائه لعناصر املوضوع‪ :‬نالحظ في مفردات برنامج مادة "اللسانيات التطبيقية" ملرحلة املاستر أنه كان‬
‫احسن من برنامج مادة "اللسانيات التطبيقية" في مرحلة الليسانس‪ ،‬فقد حاول اإلحاطة بأهم مجاالت اللسانيات‬
‫التطبيقية‪ ،‬وحافظ على قدر مهم من التوازن فيما بينها‪ ،‬فقد تعرض ملجاالت‪ :‬علم الترجمة‪ ،‬علم التربية‪ ،‬علم‬
‫االجتماع اللغوي‪ ،‬علم النفس اللغوي‪ ،‬تعليمية اللغة‪ ،‬الوسائل التعليمية‪ ،‬اللغة واملجتمع‪ ،‬اللغة واللهجات العربية‪.‬‬
‫ثم تطرق لقضايا اللسانيات التطبيقية حين أدرج عنصرا لعالقة اللسانيات التطبيقية واللسانيات العامة‪ ،‬وتعرض‬
‫لرواد اللسانيات التطبيقية‪ ،‬وتدريس اللسانيات التطبيقية في برامج التعليم العالي‪ .‬فأرى أن هذا البرنامج موفق ّ‬
‫لحد‬
‫كبير في اإلحاطة بأهم مجاالت وقضايا اللسانيات التطبيقية‪ ،‬إال أنه بحاجة إلى مواصلة واستمرار في البرمجة حتى يتاح‬
‫بذلك التعرض ملزيد من مجاالت اللسانيات التطبيقية التي باتت تعرف تزايدا وتعاضما مع مرور الزمن‪ .‬حيث يغيب‬
‫عن هذا البرنامج مجال اللسانيات الحاسوبية مثال‪ ،‬وصناعة املعاجم‪ ،‬واللغات املهنية‪ ،‬ولغات التخصص مثال‪،‬‬
‫وهكذا‪.‬‬

‫‪ -‬من حيث التزامه بالتسلسل الزمني واملنطقي في إيراده لعناصر املوضوع‪ :‬بالنسبة لهذا العنصر‪ ،‬فكما تطرقنا له في‬
‫عنصر تقييم املادة في مرحلة الليسانس‪ ،‬فليست هناك من منهجية تستند على أساس منطقي أو منهجي في إدراج‬
‫مفردات البرنامج وترتيبها‪ ،‬سوى أن نأخذ باألشهر من هذه املجاالت فندرجه أوال ثم نتبعها باألقل شهرة وهكذا‪ ،‬أو أن‬
‫نبدأ بما هو أصيل منها ولصيق بها مثل التعليمية‪ ،‬ثم نتبعها باملجاالت املستحدثة منها‪ ،‬وهكذا‪ .‬ولقد كان هذا البرنامج‬
‫موفقا في املحاضرتين األوليتين‪ ،‬التي خصصهما للتعريف باللسانيات التطبيقية في مفهومها‪ ،‬وموضوعها‪ ،‬وقد أجاد‬
‫حين خصص حصتين لهما‪.‬‬

‫‪ -‬من حيث استمرارية املادة وتكررها ضمن املسار الدراس ي‪ :‬لقد عرفت مادة "اللسانيات التطبيقية" تكرارا في برمجتها‬
‫في مراحل املاستر تخصص "اللسانيات التطبيقية"‪ ،‬فقد برمجت ملرتين في سداسيين متتالين‪ ،‬وهذا أمر جيد‪ ،‬حيث‬
‫يفهم من ذلك أنها هي بحاجة لالستمرار في موادها‪ ،‬نظرا لكثرة موضوعاتها ومجاالتها‪ .‬ولغيرهم‪ ،‬ولكن هذا التكرار في‬
‫السداس ي الثاني هو مجرد صورة طبق األصل عن مفردات السداس ي األول‪ ،‬كما مبين في الجدول الثاني‪ ،‬وهذا في‬
‫الحقيقة يعد عيبا في البرمجة‪ ،‬وقد كان هذا التكرار فرصة لإلحاطة بكل مجاالت وميادين اللسانيات التطبيقية‪ ،‬ولكن‬
‫هذا لم يحدث‪ ،‬بل هذا التكرار يؤدي فقط للملل‪ .‬ولقد أشرنا فيما سبق أن التكرار في املواد الدراسية من مرحلة إلى‬
‫أن برنامج اللسانيات التطبيقية قد تم وضعه بعيدا عن كل رؤية‬ ‫مرحلة له فلسفته في بيداغوجيا املناهج‪ ،‬ولكن يبدو ّ‬

‫وتصور علمي أو منهجي أو بيداغوجي‪ .‬ونرجو أن يستدرك هذا األمر في عمليات التعديل التي ستمس هذه البرامج‬
‫مستقبال‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫احملاضرة رقم ‪ 11‬تعليمية مادّة "النظريات اللسانية"‬

‫‪ -)01‬أهمية مادة "النظريات اللسانية" يف املسار الدراسي لطلبة ميدان اللغة واألدب العربي‪ :‬يحتاج الطلبة في مسارهم‬
‫الدراس ي أن يتعرفوا على بعض املساقات الدراسية التي تكون قريبة من تخصصهم العام‪ ،‬والتي لن تكون مادة هامة‬
‫في دراستهم‪ ،‬كما هو الحال مع املواد األساسية واملواد املنهجية‪ ،‬وتوصف هذه املواد بأنها مواد استكشافية تعمل على‬
‫توسيع معارف الطالب وتفتح له آفاق جديدة في حالة إعادة توجيهه‪ ،‬كما أنها تهدف لتمكين الطالب من االنفتاح على‬
‫مواد قريبة من تخصصه األساس ي‪.‬‬

‫ووحدات التعليم االستكشافية ال تحظى بمعامل وال برصيد هام‪ ،‬كما أنها ال تقدم في شكل محاضرات‪ ،‬بل هي‬
‫حصص لألعمال املوجهة‪ ،‬فطريقة تقديمها تختلف بذلك عن تقديم املحاضرات‪ .‬وبما أن هذه املادة تقدم في شكل‬
‫أعمال موجهة فتقييم عمل الطالب فيها يكون مستمرا طيلة الفصل الدراس ي‪ ،‬وذلك من خالله التزامه بالحضور في‬
‫الحصص وتحليه االنضباط فيها‪ ،‬وتقديمه لبحوثه وغيرها‪.‬‬

‫ومن هذه املواد االستكشافية في مسارات طلبة اللسانيات نتطرق في هذه املحاضرة إلى مادة "النظريات اللسانية" التي‬
‫برمجت لطلبة ماستر تخصص "اللسانيات التطبيقية"‪ ،‬حيث لم تكن قد برمجت فيما سبق في مرحلة الليسانس‪،‬‬
‫فهي مادة ثانوية كما يبدو‪ .‬وهي تشبه في مضمونها إلى حد بعيد مادة "املدارس اللسانية"‪ ،‬التي سبق وأن تطرقنا إلى‬
‫تعليميتها في املحاضرة رقم ‪ .09‬حيث يتعرف الطالب على أهم النظريات اللسانية التي ظهرت عند الغرب‪ ،‬في القرن‬
‫العشرين والقرن الواحد والعشرين‪ .‬عن طريق البحوث أو أعمال أخرى يقترحها األستاذ املوجه لهذه املادة‪.‬‬

‫وجدير بالذكر أنه تم برمجة مادة "نظريات لسانية" لطلبة ماستر لسانيات التطبيقية ملرتين؛ خالل السداس ي األول‪،‬‬
‫وخالل السداس ي الثالث‪ ،‬كما هو مبين في جدولين العامين للسداس ي األول والثالث أدناه‪.‬‬

‫عنوان املاستر‪ :‬اللسانيات التطبيقية‪.‬‬


‫السداس ي‪ :‬األول‪.‬‬

‫نوع التقييم‬ ‫األرصدة‬ ‫املعامل‬ ‫الحجم الساعي األسبوعي‬ ‫الحجم‬ ‫وحدة التعليم‬
‫الساعي‬
‫السداس ي‬
‫امتحان‬ ‫متواصل‬ ‫أعمال‬ ‫أعمال‬ ‫محاضرة‬ ‫‪16-14‬‬
‫أخرى‬ ‫موجهة‬ ‫أسبوع‬
‫وحدات التعليم األساسية‬
‫‪09‬‬ ‫و ت أ ‪( 1‬إج)‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪05‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪3:00‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪48‬‬ ‫املادة ‪:1‬التركيب الوظيفي‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪04‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪48‬‬ ‫املادة ‪ :2‬التحليل التوليدي‬
‫‪09‬‬ ‫و ت أ ‪( 2‬إج)‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪05‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪3:00‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪48‬‬ ‫املادة ‪ :1‬اللسانيات التطبيقية‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪04‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪48‬‬ ‫املادة ‪ :2‬اللسانيات التعليمية‬
‫وحدات التعليم املنهجية‬

‫‪29‬‬
‫‪09‬‬ ‫و ت م (إج)‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪03‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪48‬‬ ‫املادة ‪ :1‬املبادئ املنهجية للتحليل‬
‫اللساني‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪03‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪48‬‬ ‫املادة ‪ :2‬فنيات البحث والكتابة ‪01‬‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪03‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪24‬‬ ‫املادة ‪ :3‬املنهج واملنهجية‬
‫وحدات التعليم االستكشافية‬
‫‪02‬‬ ‫و ت إ (إج)‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪24‬‬ ‫املادة ‪ :1‬الترجمة اللسانية‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪24‬‬ ‫املادة ‪ :2‬النظريات اللسانية‬
‫وحدة التعليم األفقية‬
‫‪01‬‬ ‫و ت أ ف (إج)‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪24‬‬ ‫املادة ‪ :1‬لغة أجنبية‬
‫‪30‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪18:00‬‬ ‫‪15:00‬‬ ‫‪09:00‬‬ ‫‪384‬‬ ‫مجموع السداس ي ‪1‬‬

‫‪ -‬عنوان املاستر‪ :‬اللسانيات تطبيقية‪.‬‬


‫‪ -‬السداس ي الثالث‪:‬‬

‫نوع التقييم‬ ‫الحجم الساعي األسبوعي‬ ‫الحجم‬ ‫وحدة التعليم‬


‫الساعي‬
‫السداس ي‬
‫امتحان‬ ‫املعامل األرصدة متواصل‬ ‫أعمال‬ ‫أعمال‬ ‫محاضرة‬ ‫‪16-14‬‬
‫أخرى‬ ‫موجهة‬ ‫أسبوع‬
‫وحدات التعليم األساسية‬
‫‪09‬‬ ‫و ت أ ‪( 1‬إج)‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪05‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪3:00‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪48‬‬ ‫املادة ‪ :1‬املدارس اللسانية‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪04‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪48‬‬ ‫املادة ‪ :2‬املدارس النحوية‬
‫‪09‬‬ ‫و ت أ ‪( 2‬إج)‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪05‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪3:00‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪48‬‬ ‫املادة ‪ :1‬علم املفردات وصناعة‬
‫املعاجم‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪04‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪48‬‬ ‫املادة ‪ :2‬النحو النسقي (الوظيفة‬
‫والنسق والبنية)‬
‫وحدات التعليم املنهجية‬
‫‪09‬‬ ‫و ت م (إج)‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪03‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪48‬‬ ‫املادة ‪ :1‬علم األطالس اللغوية‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪03‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪48‬‬ ‫املادة ‪ :2‬فنيات البحث والكتابة‪03‬‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪03‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪24‬‬ ‫املادة ‪ :3‬تحقيق النص اللغوي‬
‫وحدات التعليم اإلسكتشافية‬
‫‪02‬‬ ‫و ت إ (إج)‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪24‬‬ ‫املادة ‪ :1‬الترجمة اللسانية‬
‫×‬ ‫×‬ ‫‪01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪24‬‬ ‫املادة ‪ :2‬النظريات اللسانية‬
‫وحدة التعليم األفقية‬
‫‪01‬‬ ‫و ت أ ف (إج)‬
‫×‬ ‫‪01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪1:30‬‬ ‫‪24‬‬ ‫املادة ‪ :1‬أخالقيات املهنة‬
‫‪30‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪18:00‬‬ ‫‪13:30‬‬ ‫‪10:30‬‬ ‫‪384‬‬ ‫مجموع السداس ي ‪3‬‬
‫‪30‬‬
‫‪ -)2‬اخللفية العلمية واملنهجية ملادة "النظريات اللسانية"‪ :‬نعني بمادة "النظريات اللسانية" ذلك املنوال العلمي‬
‫والدراس ي الذي يعرض ألهم النظريات اللسانية التي قدمها علماء مختصون في اللسانيات‪ ،‬واملقصود بها حصرا‬
‫تلك النظريات التي ظهرت بعد نشأة اللسانيات الحديثة بعد ظهور "سوسير" مؤسس اللسانيات‪ ،‬ونتيجة ألفكاره‬
‫التي انتشرت في العالم الغربي وغيره‪.‬‬

‫وتهدف هذه املادة إلى تقديم عرض مفيد وكاف عن مختلف النظريات اللسانية ملختلف االتجاهات اللسانية في‬
‫عرض متناسق منطقيا وزمنيا بما يسهم في اإلحاطة بأهم أعمال الفكر اللساني في العصر الراهن بأسلوب علمي‬
‫دقيق‪.‬‬

‫ولقد شهدت اللسانيات في القرن العشرين وفي القرن الحالي تطورا عجيبا‪ ،‬إذا تعاقبت النظريات وتباينت‬
‫االتجاهات يحدو أصحابها الطموح إلى الفوز بمنهج علمي يمكن من وصف نظم األلسن ووصفها علميا‬
‫باالعتماد على منهج علمي يضاهي منهج العلوم البحتة ضبطا ودقة وموضوعية‪ ،‬ويسمح من ّثم باستنباط‬
‫قوانين وكليات تتوافر في كل األلسن مهما كانت الفصائل اللغوية التي تنتمي إليها‪ .‬ولقد تعاقبت النظريات‬
‫ابتداء من تلك التي تقص ي كل ما يعتبر حائال دون تحقيق صرامة املنهج العلمي من معنى ومقام‪ ،‬وكل مالبسات‬
‫االستعمال مرورا بالتي تأخذ املعنى باالعتبار‪ ،‬إلى التي تعير كل االهتمام إلى املقام وسائر مالبسات الخطاب التي‬
‫تبحث عن عالقة النشاط اللغوي بالذهن‪.‬‬

‫وتمثل مادة "النظريات اللسانية"‪ ،‬بوجه آخر‪ ،‬رصدا لتاريخ أفكار وتصورات ومذاهب واتجاهات اللسانيات في‬
‫فترة القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين‪ ،‬هذا التاريخ الذي ال يمكن اإلحاطة بكل عطاءاته‪ ،‬ولذك‬
‫فال يمكن ملادة "النظريات اللسانية" اإلملام بكل النظريات اللسانية في مساق واحد‪ ،‬بل ال بد من توفير عدة‬
‫مساقات لعلها تفي بتقديم أهم هذه النظريات اللسانية‪ ،‬سواء تلك التي تقدم وصفا ملختلف مستويات الدرس‬
‫اللساني (الصوتي‪ ،‬والتركيبي‪ ،‬والداللي‪ ،‬والتداولي‪ ،‬والنص ي)‪ ،‬أو تلك التي تتحدث عن طبيعة اللغة أو تعطي‬
‫تفسيرا لحدوث اللغة وتشكلها كالنظريات واالجتماعية أو العقلية للغة‪ ،‬أو كالنظريات التواصلية‪ .‬والعرفنية‪ ،‬أو‬
‫تلك النظريات التي تخص تعليمية اللغة‪ ،‬وغيرها‪.‬‬

‫‪ -)03‬تقييم برنامج مادة"النظريات اللسانية" يف اجلامعة اجلزائرية‪ :‬يرجى النظر في الجدولين التاليين‪:‬‬

‫عنوان املاستر‪ :‬اللسانيات تطبيقية‪.‬‬


‫السداس ي‪ّ :‬‬
‫األول‪.‬‬
‫اسم الوحدة‪ :‬االستكشافية‪.‬‬
‫اسم املادة‪ :‬النظريات اللسانية (أعمال موجهة)‪.‬‬
‫الرصيد‪.01 :‬‬
‫املعامل‪.01 :‬‬
‫محتوى املادة‪:‬‬

‫‪31‬‬
‫الرصيد‪:‬‬ ‫املعامل‪:‬‬ ‫مادة‪ :‬النظريات اللسانية‬ ‫وحدة التعليم‬
‫‪01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫االستكشافية‬

‫نصوص األعمال املوجهة‬ ‫الرقم‬


‫تصنيف النظريات اللسانية‬ ‫‪01‬‬
‫النظريات الوظيفية‪ /‬وغير الوظيفية‬ ‫‪02‬‬
‫وجوه االئتالف واالختالف بين النظريات اللسانية‬ ‫‪03‬‬
‫النظريات الوظيفية‬ ‫‪04‬‬
‫التداوليات في فلسفة اللغة العادية‬ ‫‪05‬‬
‫التداوليات في النماذج اللغوية‬ ‫‪06‬‬
‫نظريات التعلم‬ ‫‪07‬‬
‫نظريات التعليم وعالقتها باللسانيات‬ ‫‪08‬‬
‫نماذج من نظريات اللسانيات وعالقتها بالتعليميات‬ ‫‪09‬‬
‫النظريات اللسانية في برامج التعليم جامعي بالجزائر‬ ‫‪10‬‬
‫املدرسة التصنيفية وعالقتها بالنظريات اللسانية‬ ‫‪11‬‬
‫املدرسة البنيوية وعالقتها باللسانيات‬ ‫‪12‬‬
‫النحو التوليدي التحويلي ‪.‬‬ ‫‪13‬‬
‫النظريات اللسانية في مذكرات التخرج‪.‬‬ ‫‪14‬‬

‫طريقة التقييم‪ :‬تقييم األعمال املوجهة يكون متواصال طوال السداس ي‪.‬‬

‫عنوان املاستر‪ :‬اللسانيات التطبيقية‪.‬‬


‫السداس ي‪ :‬الثالث‪.‬‬
‫اسم الوحدة‪ :‬االستكشافية‪.‬‬
‫اسم املادة‪ :‬النظريات اللسانية (أعمال موجهة)‪.‬‬
‫الرصيد‪.01 :‬‬
‫املعامل‪.01 :‬‬
‫محتوى املادة‪:‬‬
‫الرصيد ‪01‬‬ ‫مادة‪ :‬النظريات اللسانية املعامل ‪01‬‬ ‫وحدة التعليم االستكشافية‬
‫نصوص األعمال املوجهة‬ ‫الرقم‬
‫تصنيف النظريات اللسانية‬ ‫‪01‬‬
‫النظريات الوظيفية‪ /‬وغير الوظيفية‬ ‫‪02‬‬
‫وجوه االئتالف واالختالف بين النظريات اللسانية‬ ‫‪03‬‬
‫النظريات الوظيفية‬ ‫‪04‬‬
‫التداوليات في فلسفة اللغة العادية‬ ‫‪05‬‬
‫التداوليات في النماذج اللغوية‬ ‫‪06‬‬
‫نظريات التعلم‬ ‫‪07‬‬

‫‪32‬‬
‫نظريات التعليم وعالقتها باللسانيات‬ ‫‪08‬‬
‫نماذج من نظريات اللسانيات وعالقتها بالتعليميات‬ ‫‪09‬‬
‫النظريات اللسانية في برامج التعليم الجامعي بالجزائر‬ ‫‪10‬‬
‫املدرسة التصنيفية وعالقتها بالنظريات اللسانية‬ ‫‪11‬‬
‫املدرسة البنيوية وعالقتها باللسانيات‬ ‫‪12‬‬
‫النحو التوليدي التحويلي‬ ‫‪13‬‬
‫النظريات اللسانية في مذكرات التخرج‬ ‫‪14‬‬
‫طريقة التقييم‪ :‬تقييم األعمال املوجهة يكون متواصال طوال السداس ي‪.‬‬

‫‪ -01‬تقييم برنامج مادة "النظريات اللسانية" من حيث الربجمة الزمنية‪ :‬يالحظ من الجدولين العامين للسداسين األول‬
‫والثالث ملرحلة املاستر لتخصص لسانيات التطبيقية‪ ،‬أن ّ‬
‫مادة "النظريات اللسانية" قد برمجت مرتين متتاليتين‪ ،‬املرة‬
‫األولى خالل السداس ي األول‪ ،‬واملرة الثانية خالل السداس ي الثالث‪ ،‬كما أنها أدرجت ضمن الوحدة االستكشافية في‬
‫كال السداسين‪ ،‬فهي بذلك ليست مدرجة ضمن املواد األساسية لهذا التخصص‪.‬‬

‫‪ -02‬تقييم برنامج مادة "النظريات اللسانية" من حيث االعتمادات البيداغوجية املرصدة له‪ :‬من خالل الجدولين‬
‫السابقين الذين يصفان برنامج مادة "اللسانيات التطبيقية" في مرحلة املاستر للسداسيين األول والثالث‪ ،‬ومن خالل‬
‫الجدولين العامين لهما‪ ،‬يتضح جليا أن هذه املادة ال تحظى بأهمية كبيرة ضمن البرنامج العام لتخصص "لسنيات‬
‫تطبيقية"‪ ،‬وهذا من عدة جهات‪:‬‬

‫‪ -‬أدرجت مادة "النظريات اللسانية" ضمن وحدة التعليم االستكشافية‪ ،‬في كال السداسيين‪ ،‬فهي بذلك ليست ذات‬
‫أهمية في هذا البرنامج‪ ،‬وهذا ما انعكس على اعتماداتها البيداغوجية‪ ،‬فقد خصص لها معامل واحد فقط‪ ،‬ورصيد‬
‫واحد كذلك‪.‬‬

‫‪ -‬كما أنها تقدم في شكل أعمال موجهة فقط‪ ،‬وليس لها محاضرات نظرية‪ ،‬وكأن واضع البرنامج يرمي إلى تقديمها‬
‫داخل الحصة بشكل عملي وتطبيقي‪ .‬ويعني تقديمها في شكل أعمال موجهة أنها ذات تقييم مستمر ومتواصل خالل‬
‫حصص األعمال املوجهة‪.‬‬

‫‪ -03‬تقييم برنامج مادة "النظريات اللسانية" من حيث املضمون‪:‬‬

‫‪ -‬من حيث استيفائه لعناصر املوضوع‪ :‬من خالل الجدولين السابقين‪ ،‬نالحظ وقوع برنامج مادة "النظريات اللسانية"‬
‫ملرحلة املاستر‪ ،‬في عيب النقص واالضطراب والخلل‪ ،‬فقد افتقر لذكر للكثير من النظريات اللسانية وإدراجها في ترتيب‬
‫زمني أو منطقي‪.‬‬

‫فهناك العديد من النظريات اللسانية املشهورة كان ينبغي إدراجها كمفردات في هذا البرنامج‪ ،‬مثل‪ :‬نظرية التواصل‬
‫اللساني‪ ،‬نظرية الفونيم‪ ،‬نظرية التقطيع املزدوج‪ ،‬نظرية الغلوسيماتيك‪ ،‬نظرية الحقول الداللية‪ ،‬النظرية السياقية‪،‬‬
‫نظرية التحليل املؤلفاتي‪ ،‬النظرية التوزيعية‪ ،‬النظرية التوليدية التحويلية‪ ،‬نظرية أفعال الكالم‪ ،‬نظرية النص‪،‬‬
‫وغيرها‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫وكان في اإلمكان تقسيمها إلى محاور بحسب املوضوع أو االتجاه‪ ،‬وغير ذلك من التقسيمات املنهجية والعلمية‪ ،‬مثل‬
‫نظريات وظيفية نظريات تعليمية‪ ،‬نظريات موضوعية‪ ،‬وغيرها‪ .‬وترتب ترتيبا زمنيا كذلك‪.‬‬

‫وكان يستحسن كذلك التقديم للمحاضرات بمحاضرتين عن موضوع اللسانيات ومفاهيمها والتمييز بين اللسانيات‬
‫الحديثة واملناهج اللغوية السابقة‪ ،‬وهو أمر مهم في أنه يؤسس لطبيعة النظريات التي ينبغي تناولها على انها نظريات‬
‫لسانية‪ ،‬وهذا يعني أننا ال نتعرض لتلك النظريات التي عرفتها الدراسات اللغوية في القرون السابقة قبل ظهور‬
‫اللسانيات‪.‬‬

‫‪ -‬من حيث التزامه بالتسلسل الزمني واملنطقي في إيراده لعناصر املوضوع‪ :‬هذا العنصر يرتكز أساسا على العنصر‬
‫السابق‪ ،‬وحيث إن مفردات برنامج "النظريات اللسانية" عرف خلال واضطرابا ونقصا في مفرداته‪ ،‬فإن عنصر الترتيب‬
‫الزمني أو املنطقي سيتأثر هو اآلخر بهذا االضطراب والخلل‪.‬‬

‫وواضح من الجدولين السابقين أنه لم يعتمد في وضع مفرداته وترتيبها على أساس منطقي أو منهجي‪ ،‬بل كان وضعه‬
‫وضعا عشوائيا‪ .‬فلقد تحدث في البداية عن النظرية التداولية‪ ،‬ثم عاد ليتحدث في األخير عن النظرية التوليدية‬
‫التحويلية‪ ،‬ونحن نعلم أن النظرية التوليدية التحويلية هي أسبق في الوجود من التداولية‪.‬‬

‫‪ -‬من حيث استمرارية املادة وتكررها ضمن املسار الدراس ي‪ :‬لقد عرفت مادة "النظريات اللسانية" تكرارا في برمجتها‬
‫في مراحل املاستر تخصص "اللسانيات التطبيقية"‪ ،‬فقد برمجت ملرتين في سداسيين مختلفين‪ ،‬السداس ي األول‬
‫والسداس ي الثالث‪ ،‬وهذا أمر جيد‪ ،‬حيث يفهم من ذلك أنها هي بحاجة لالستمرار في موادها‪ ،‬نظرا لكثرة موضوعاتها‬
‫ومجاالتها‪ .‬ولغيرهم‪ ،‬ولكن هذا التكرار في السداس ي الثالث هو مجرد صورة طبق األصل عن مفردات السداس ي األول‪،‬‬
‫كما مبين في الجدول الثاني‪ ،‬وهذا في الحقيقة يعد عيبا في البرمجة‪ ،‬وقد كان هذا التكرار فرصة لإلحاطة بكل‬
‫النظريات اللسانية‪ ،‬ولكن هذا لم يحدث‪ ،‬بل هذا التكرار يؤدي فقط للملل‪ .‬ولقد أشرنا فيما سبق أن التكرار في‬
‫املواد الد اسية من مرحلة إلى مرحلة له فلسفته في بيداغوجيا املناهج‪ ،‬ولكن يبدو ّ‬
‫أن برنامج النظريات اللسانية تم‬ ‫ر‬
‫وضعه بعيدا عن كل رؤية وتصور علمي أو منهجي أو بيداغوجي‪ .‬ونرجو أن يستدرك هذا األمر في عمليات التعديل التي‬
‫ستمس هذه البرامج مستقبال‪.‬‬

‫‪34‬‬

You might also like