Professional Documents
Culture Documents
1
كيفية تقييم املادة:
احملاضرة :امتحان مبرمج في نهاية السداس ي.
األعمال املوجهة :تقيم مستمر على طول السداس ي عن طريق األسئلة املباشرة ومراقبة الحضور واالنضباط والتفاعل
أثناء الحصة.
أهم املصادر واملراجع املعتمدة يف تدريس املادة:
2
-23مبادئ اللسانيات العامة ،أندري مارتيني ،ترجمة أحمد الحمو ،وزارة التعليم العالي ،دمشق-سورية.1985 ،
-24مبادئ اللسانيات ،أحمد محمد قدور ،دار الفكر املعاصر ،ط ،2بيروت-لبنان.1999 ،
-25محاضرات في األلسنية العامة ،فيرديناند دي سوسير ،ترجمة يوسف غازي ومجيد النصر ،دار نعمان للثقافة،
جونية-لبنان.1984 ،
-26املدارس اللغوية التطور والصراع ،جيفري سامبسون ،ترجمة أحمد الكراعين ،املؤسسة الجامعية للنشر
والتوزيع ،بيروت-لبنان1993. ،
-27مدخل إلى اللسانيات ،رونالد إيلوار ،ترجمة بدر الدين القاسم ،وزارة التعليم العالي ،دمشق.1980 ،
-28مدخل لفهم اللسانيات ،روبير مارتن ،ترجمة عبد القادر املهيري ،املنظمة العربية للترجمة ،توزيع مركز دراسات
الوحدة العربية ،بيروت-لبنان.2007 ،
-29معرفة اللغة ،جورج بول ،دار الوفاء للطباعة والنشر ،اإلسكندرية-مصر.2000 ،
-30النظرية األلسنية عند رومان جاكوبسون ،بركة فاطمة طبال ،املؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع،
بيروت-لبنان.1993 ،
-31نظرية تشومسكي اللغوية ،جون اليونز ،ترجمة حلمي خليل ،دار املعرفة الجامعية ،اإلسكندرية-مصر.1975 ،
-32املرسوم التنفيذي رقم 165-08املؤرخ في 17شعبان عام 1429هـ املوافق 19غشت سنة 2008م واملتضمن نظام
الدراسات للحصول على شهادة الليسانس وشهادة املاستر وشهادة الدكتوراه.
-33القرار رقم 136املؤرخ في 26جمادى الثانية عام 1430هـ املوافق 20جوان سنة 2009م املحدد للقواعد
املشتركة للتنظيم والتسيير البيداغوجيين للدراسات الجامعية لنيل شهادة الليسانس وشهادة املاستر.
-34القرار رقم 504املؤرخ في 15جويلية 2014الذي يحدد مدونة الفروع مليدان لغة وأدب عربي لنيل شهادة
الليسانس وشهادة املاستر.
-35القرار رقم 616املؤرخ في 24جويلية 2014الذي يحدد برنامج التعليم للسنة الثانية لنيل شهادة ليسانس في
ميدان لغة وأدب عربي فرع دراسات لغوية.
-36محضر اجتماع رؤساء اللجان البياغوجية الوطنية للميادين املوسع لألمناء الدائمين للندوات الجهوية املتضمن
إنشاء مرجع االختصاصات في الليسانس املنعقد بجامعة سيدي بلعباس بتاريخ 04-03ديسمبر .2014
-37محضر اجتماع اللجنة البياغوجية الوطنية مليدان لغة وأدب عربي املتضمن إعداد مرجع تخصصات الليسانس
املنعقد بجامعة تبسة بتاريخ 08-07جانفي .2015
-38محضر اجتماع اللجنة البياغوجية الوطنية مليدان لغة وأدب عربي املتضمن دراسة مطابقة تكوينات الليسانس
املعروضة من طرف املؤسسات الجامعية مع مرجع اللجنة البيداغوجية الوطنية للميدان ،املنعقد بجامعة الجزائر،2
بتاريخ 22جوان .2015
3
احملاضرة رقم 08تعليمية مادّة "اللسانيات العامّة"
يجدر التذكير بأن الدراسة في مرحلة الليسانس وفق النظام الجديد في الجامعة الجزائرية تمتد على مدى ( )6ست
سداسيات مهيكلة في ثالثة أطوار تعليمية هي:
-01الطور األول :وهو عبارة عن طور يسمح بالتعرف على الحياة الجامعية والتكييف معها وكذا اكتشاف
التخصصات املتاحة ويمتد لسداسيين (السنة األولى) وهو يخص جميع طلبة الشعبة (نفس الوحدات التعليمية
واملواد لجميع طلبة الشعبة.
-02الطور الثاني :وهو طور يسمح بتعميق املعارف باإلضافة إلى التوجيه التدريجي ويمتد كذلك لسداسيين (السنة
الثانية) وينقسم إلى مسارات مختلفة ،بحيث يمكن للطالب االنتماء ألي مسار تعليمي ،علما أن التكوين مشترك ما
بين مختلف املسارات بنسبة %80ومميز أو خاص بنسبة %20وهو ما يتيح فتح املعابر فيما بين املسارات.
-03الطور الثالث :ويتمثل في طور التخصص باعتباره يمكن الطالب من اكتساب املعارف واملهارات في التخصص
املختار ضمن مسار محدد ويمتد هو اآلخر لسداسيين (السنة الثالثة) ويعد التكوين فيه متخصصا بنسبة %80
ومشتركا بنسبة %20في إطار تخصصات املسار وفتحا أيضا للمعابر فيما بين تخصصات املسار املعني.
-)01أهمية مادة "اللسانيات العامّة" يف مسار الدراسة لطلبة قسم اللغة واألدب العربي:
لقد أدرك واضعوا البرامج الدراسية في ميدان اللغة واألدب العربي أهمية "مادة اللسانيات العامة" لطلبة ميدان
اللغة واألدب العربي فأدرجوها ضمن البرنامج العام لليسانس في اللغة واألدب العربي في الطور الثاني (السنة الثانية)،
وتحديدا في السداس ي الثالث منه أي في مرحلة الجذع املشترك ،فهي موجهة لجميع الفروع الثالثة املتوفرة في مرحلة
الليسانس ،والتي تتمثل في :فرع دراسات لغوية ،وفرع دراسات أدبية ،وفرع دراسات نقدية ،كما هو مبين في الوثيقة
أدناه .فكل الفروع الثالثة معنية بهذه املادة وليس فقط فرع دراسات لغوية.
ولقد أدرجت مادة "اللسانيات العامة ،ضمن الوحدة األساسية ،وخصص لها 04أرصدة و 02في املعامل .كما أنها
معززة بحصتين خالل األسبوع؛ حصة بساعة ونصف للدروس النظرية ،وأخرى بساعة ونصف لألعمال املوجة.
ّ
العامة" القيمة نفسها في النظام التعليمي السابق في مرحلة الكالسيكي وجدير بالذكر أنه قد كان ملادة "اللسانيات
(قبل ،)2010فقد كانت تدرس في السنة الثانية من التعليم الجامعي لطلبة الليسانس في اللغة واألدب العربي ،وقد
رصد لها معامل مرتفع يعكس أهميتها ،كما أنها كانت تحظى بحصتين واحدة للمحاضرات بحجم ساعة ونصف تقدم
فيها الدروس النظرية ،وأخرى لألعمال املوجة في ساعة ونصف كذلك لتقدم فيها بحوث لتعميق املعارف النظرية .مع
العلم أن اللسانيات العامة هي ّ
املادة اللسانية األولى أو الوحيدة التي كان يتلقاها الطلبة الجامعيون في مقرراتهم
الدراسية حينما ادرجت املواد اللسانية في املقررات التعليمية الجامعية ،ربما كان ذلك في بداية التسعينات.
4
-)2اخللفية العلمية واملنهجية ملادة "اللسانيات العامة":
ال يمكن التوغل في موضوعات اللسانيات وفروعها والتعمق في مفاهيمها دون أن يحصل الطالب الجامعي على أهم
املفاهيم واملصطلحات الضرورية في مادة اللسانيات ،ولذلك وضع علماء اللسانيات ومدرسوها في الجامعات منواال
أطلقوا عليه عنوان" :اللسانيات العامة" ،فكما هو معتمد في جميع العلوم التي تدرس في الجامعة ّ
يقدم للطلبة في
سنتهم األولى مدخال في بدايات العلوم ،مثل :مدخل إلى االقتصاد لطلبة االقتصاد ،ومدخل للعلوم القانونية لطلبة
القانون ،ومدخل للعلوم االجتماعية وهكذا.
ومن شأن هذه املناويل التمهيدية أنها تمهد للعلم املدروس ،حيث يتوفر فيها مواد عن تاريخ العلم؛ نشأته وتطوره،
ويتعرف فيه على أهم رواد هذا العلم وأهم التصانيف املؤلفة فيه ،ثم يتطرق فيه ملوضوع العلم املدروس ،كما أنه
يقدم فيه أهم اتجاهات وتيارات هذا املنوال العلمي.
ولذلك فإن لهذه املناويل أهمية قصوى في مسار العلم الذي نحن بصدده ،فال يمكن للطالب أن يتعمق في مضامين
العلم ،دون أن يلم بأهم جوانبه ومصطلحاته وتياراته وأفكاره .ولذلك فإن املناويل التمهيدية حقها أن تكون في
صدارة املواد الدراسية من حيث الزمن ،أي يجب أن تبرمج في السنة األولى أو على أقص ى تقدير في السنة الثانية من
املسار الدراس ي ،كما أنها يجب أن تحظى بحجم ساعي هام وكاف من شأنه أن يحقق االستفاء الكامل للبرنامج
املخصص ،كما انه يجب أن يسند هذا املنوال ألكثر األساتذة إحاطة به وتخصصا فيه.
َّ
الفرنسية أو ّ
العامة" ،والتي تقابل في الترجمة عبارة Linguistique Généraleفي وإذا جئنا ملنوال "اللسانيات
َّ
اإلنجليزية ،فإنه منوال يستمد موضوعاته من كتاب سوسير املشهور "محاضرات في General Linguisticsفي
5
اللسانيات العامة" ،الذي هو في األصل عبارة عن أمليات كان يلقيها سوسير على طلبته في الجامعة قبل وفاته سنة
،1913حيث قام بعض طلبته بجمعها وتنسيقها ليخرجوها للنور سنة .1916
ولقد أصبح مستقرا لدى الد اسين للسانيات أن اللسانيات العامة ّ
تقدم فيها املوضوعات التالية في شكل محاضرات ر
قد يخصص لعنصر منها عدة حصص من الحصص املبرمجة للسانيات:
-05التمييز بي اللسانيات والتصورات واملناهج السابقة (الفيلولوجيا ،املنهج املقارن ،املنهج التاريخي).
-06الحديث عن فروع اللسانيات ومجاالتها ،والتفريق بين اللسانيات النظرية واللسانيات التطبيقية ،والنظرية
العامة للسانيات والنظرية الخاصة للسانيات.
-09التطرق إلى أهم االتجاهات اللسانية في القرن العشرين بعد ظهور اللسانيات التي أرس ى أفكارها سوسير.
-01تقييم البرنامج من حيث التحديد الزمني :من خالل الوثيقة السابقة ،ومن خالل ما قلناه في بداية هذه
املحاضرة ،فإن اللسانيات العامة كمادة قد برمجت في السنة الثانية لجميع طلبة ميدان اللغة واألدب العربي في
السداس ي الثالث (في مرحلة الجذع املشترك) ،وهذا اعتراف بأهميتها لجميع التخصصات فحتى طلبة النقد
والدراسات األدبية هو بحاجة للتعرف على اللسانيات ،فال يخفى على أحد أن االتجاهات النقدية املعاصرة قد
استمدت من اللسانيات الكثير من املفاهيم واملصطلحات.
فبرمجة اللسانيات العامة في هذه الفترة من مسار الدراسة فيه كثير من الداللة ،ويحظى بكثير من التوفيق ،فالطالب
وهو مستجد في حياته الدراسية بالجامعة يحتاج للتعرف على اللسانيات التي أصبحت تهيمن على جميع األنساق
املعرفية املعاصرة.
-02تقييم البرنامج من حيث االعتمادات البيداغوجية املرصدة له :من املؤشرات على أهمية مادة اللسانيات العامة
ضمن البرنامج العام لطلبة اللغة واألدب العربي أنها مهيكلة ضمن الوحدة األساسية ،وهذا ما يعكس تقديرها بمعامل
جيد ( ،)02ورصيد مهم ( .)04كما أنها معززة بحصص لألعمال املوجهة لتعزيز قدرة الفهم واإلدراك واالستيعاب
ملضمون املادة.
-من حيث استيفائه لعناصر املوضوع :نالحظ أن البرنامج قد شمل أهم عناصر مادة اللسانيات العامة ،التي تتوفر
عليها الكتب التمهيدية في اللسانيات والتي تمثل موارد لهذا املوضوع ،مثل كتاب محاضرات في اللسانيات العامة لدي
سوسير وترجماته املختلفة للعربية ،وكتاب املدخل إلى علم اللغة لرمضان عبد التواب ،وكتاب علم اللغة العام لعبد
الصبور شاهين ،وكتاب مدخل في اللسانيات لصالح الكشو ،وكتاب اللسانيات النشأة والتطور ألحمد مومن ،وكذلك
كتاب مبادئ اللسانيات ألحمد محمد قدور ،وغيرها.
فقد قدم هذا البرنامج ملادة "اللسانيات العامة" بمدخل عن تاريخ الفكر اللغوي وخصص لها حصتين ،وهذا أمر مهم
جدا ومفيد للمتعلم ،وتحدث عن موضوع اللسانيات في حصتين ،إال أن املالحظ أنه أعطى ملوضوع مستويات التحليل
اللساني (أغلب الحصص بـ 05حصص) ،وهذا يؤدي إلى استحواذ موضوع معين على مساحة البرنامج كلها ،وهذه من
سلبيات البرنامج ،ألن هذا التمدد لبعض املفردات سيكون على حساب عناصر أخرى مثل :األبعاد االجتماعية
7
والنفسية والسيميولوجية للغة مثال التي لم يتطرق إليها البرنامج .فهذا البرنامج عرف حشوا زائدا كان ينبغي التخلص
منه ،كما أنه عرف نقصا في بعض عناصره كان ينبغي استكماله.
-من حيث التزامه بالتسلسل الزمني واملنطقي في إيراده لعناصر املوضوع :لقد احترم برنامج اللسانيات العامة املذكور
أعاله فلسفة التسلسل الزمني واملنطقي لعناصره ،حيث ابتدر البرنامج بمدخل عام عن الجهود اللغوية لألمم القديمة
ولألوروبيين في القرنين الثامن والتاسع عشر ،وهذا األمر له أهميته حيث سيؤدي إلى إقامة مقارنة بين منهج
اللسانيات املناهج القديمة حتى يتعرف الطالب على هذا املنوال الجديد ،فال يمكن للطالب أن نتعرف على الجديد
وذهنه خال من التصورات السابقة وما كان سائدا قبل هذا التحول في الدرس اللغوي .ثم بعد ذلك يخلص البرنامج
إلى التعرف على موضوع اللسانيات ومفاهيمها في العناصر الثالثة املوالية ،ثم ينتقل ملعرفة إجراءات التحليل اللساني
من خالل عنصر مستويات التحليل اللساني .إن االلتزام بالتسلسل الزمني واملنطقي للعناصر في أي مادة تعليمية
سيؤدي إلى تحقيق االنسجام واالتساق بين عناصر البرنامج ،وهذا كله سيثمر في األخير في تحقيق الفهم واإلدراك
ملوضوع املادة قيد التعليم.
-من حيث استمرارية املادة وتكررها ضمن املسار الدراس ي :لقد برمجت ّ
مادة "اللسانيات العامة" مرة واحدة خالل
املسار الدراس ي لطلبة ميدان اللغة واألدب العربي في مرحلة الليسانس وفي مرحلة املاستر ،وليس لها امتداد في هاتين
املرحلتين كذلك ،وهذا أمر مفهوم وله ما يبرره ،حيث إن املواد التمهيدية ومقدمات العلوم في جميع التخصصات ال
ترد إال مرة واحدة خالل املسار الدراس ي ،وإنما األمر الذي يحدث هو أنه يتم تفجير عناصر البرنامج في هذه املواد
لتصبح مواد جديدة تحظى ببرنامج دراس ي هي األخرى.
8
احملاضرة رقم 09تعليمية مادّة "املدارس اللسانية"
-)01أهمية مادة "املدارس اللسانية" يف مسار الدراسة لطلبة ميدان اللغة واألدب العربي :تحظى مادة "املدارس اللسانية"
بمكانة هامة ضمن مسار الدراسة لطلبة ميدان اللغة واألدب العربي سواء في مرحلة الليسانس أو في مرحلة املاستر،
فكما هو مبين في الجدولين أدناه ،فقد برمجت هذه املادة في السداس ي الرابع في مرحلة الليسانس ،أي في مرحلة
التخصص بعد الجذع املشترك ،فالسداس ي الرابع هو السداس ي الذي يتفرع فيه امليدان إلى التخصصات الثالثة
املعروفة (لسانيات تطبيقية ،دراسات أدبية ،دراسات نقدية) ،وتعد املرحلة التي تشمل السداس ي الثالث مع الرابع
مرحلة تعميق املعارف األساسية املتعلقة بالتخصص املختار وترسيخ املعارف والتوجيه التدريجي.
وقد أعيد برمجة مادة "املدارس اللسانية" مرة أخرى في مرحلة التخصص لطلبة اللسانيات التطبيقية ،وربما
لتخصصات أخرى في الجامعات الجزائرية املختلفة .مما يعني أن جميع طلبة ميدان اللغة واألدب العربي قد تعرفوا
على موضوعها.
ويالحظ أن هذه املادة قد أدرجت في مرحلة الليسانس في وحدة التعليم املنهجية ،وهي الوحدة التي تأتي في املرتبة
الثانية من حيث األهمية بعد وحدة التعليم األساسية ،فقد حظيت فيه مادة "املدارس اللسانية" بمعامل 02ورصيد
،03كما أن هذه املادة معززة بحصص لألعمال املوجة لتثبيت وترسيخ املعارف التي حصل عليها الطالب في حصص
املحاضرات.
أما في مرحلة املاستر لطلبة تخصص لسانيات تطبيقية ،فكما هو مبين في الجدول الثاني أدناه ،فقد أدرجت ضمن
وحدة التعليم األساسية من السداس ي الثالث ،ولقد حظيت بمعامل مرتفع ( )03ورصيد عالي ( .)05وقد عززت هي
األخرى بحصص للمحاضرات وأخرى لألعمال املوجهة.
ويجدر الذكر أن مادة "املدارس اللسانية" كانت مبرمجة في السنة الرابعة لطلبة اللغة واألدب العربي في النظام
الكالسيكي قبل اعتماد نظام ( ل م د) الجديد سنة .2008
فمما سبق ذكره عن مواصفات "مادة املدارس اللسانية" في الجامعة الجزائرية ،يتبين لنا أهمية هذه املادة في مسار
الدراسة لطلبة ميدان اللغة واألدب العربي في الجامعة الجزائرية.
9
مرحلة املاستر :تخصص لسانيات تطبيقية.
-السداس ي الثالث:
نوع التقييم الرصيد املعامل الحجم الساعي األسبوعي الحجم وحدة التعليم
الساعي
السداس ي
امتحان متواصل أعمال أعمال محاضرة 16-14
أخرى موجهة أسبوع
وحدات التعليم األساسية
09 و ت أ ( 1إج)
× × 05 03 3:00 1:30 1:30 48 املادة :1املدارس اللسانية
× × 04 02 1:30 1:30 1:30 48 املادة :2املدارس النحوية
09 و ت أ ( 2إج)
× × 05 03 3:00 1:30 1:30 48 املادة :1علم املفردات وصناعة املعاجم
× × 04 02 1:30 1:30 1:30 48 املادة :2النحو النسقي (الوظيفة والنسق
والبنية)
وحدات التعليم املنهجية
09 و ت م (إج)
× × 03 02 1:30 1:30 1:30 48 املادة :1علم األطالس اللغوية
× × 03 02 1:30 1:30 1:30 48 املادة :2فنيات البحث والكتابة03
× × 03 02 1:30 1:30 24 املادة :3تحقيق النص اللغوي
وحدات التعليم اإلسكتشافية
02 و ت إ (إج)
× × 01 01 1:30 1:30 24 املادة :1الترجمة اللسانية
× × 01 01 1:30 1:30 24 املادة :2النظريات اللسانية
وحدة التعليم األفقية
01 و ت أ ف (إج)
× 01 01 1:30 1:30 24 املادة :1أخالقيات املهنة
30 19 18:00 13:30 10:30 384 مجموع السداس ي 3
10
-)2اخللفية العلمية واملنهجية ملادة "املدارس اللسانية":
نعني بمادة "املدارس اللسانية" ذلك املنوال العلمي والدراس ي الذي يعرض للمراكز العلمية للسانيات التي
نشأت في أوروبا وأمريكا خالل القرن العشرين وبعده ،والتي ظهرت أساسا نتيجة ألفكار "دي سوسير" مؤسس
اللسانيات ،وتهدف هذه املادة إلى تقديم عرض مفيد وكاف عن مختلف الجهود اللسانية واتجاهاتها في عرض
متناسق منطقيا وزمنيا بما يسهم في تتبع الخريطة الفكرية للسنيات والكشف عن تطور النظريات والفكر
اللساني بأسلوب علمي دقيق.
ولقد شهدت اللسانيات في القرن العشرين وفي بداية القرن الحالي تطورا عجيبا ،إذا تعاقبت النظريات وتباينت
االتجاهات يحدو أصحابها الطموح إلى الفوز بمنهج علمي يمكن من وصف نظم األلسن ووصفها علميا
باالعتماد على منهج علمي يضاهي منهج العلوم البحتة ضبطا ودقة وموضوعية ،ويسمح من ّثم باستنباط
قوانين وكليات تتوافر في كل األلسن مهما كانت الفصائل اللغوية التي تنتمي إليها .ولقد تعاقبت النظريات
ابتداء من تلك التي تقص ي كل ما يعتبر حائال دون تحقيق صرامة املنهج العلمي من معنى ومقام ،وكل مالبسات
االستعمال مرورا بالتي تأخذ املعنى باالعتبار ،إلى التي تعير كل االهتمام إلى املقام وسائر مالبسات الخطاب التي
تبحث عن عالقة النشاط اللغوي بالذهن.
وتمثل مادة "املدارس اللسانية" مظهرا من مظاهر "علم تاريخ اللسانيات" بوصفها جزءا مهما من العلم في ذاته،
وبوصفه مكونا له قيمته في املسار الدراس ي لطلبة الدراسات اللغوية في الجامعة ،ولقد أصبحت لها مكانتها في
املناهج الدراسية في مراحل الجذع املشترك ومراحل الدراسات العليا في كثير من الجامعات األوروبية
واألمريكية ،وأماكن اخرى ،أما في بريطانيا فقد خصص منصب رسمي ألستاذ محاضر في تاريخ علم اللغة(.)1
ويمكن تقدير تزايد االهتمام بهذه املادة الدراسية باعتبارها رصد لتاريخ أفكار وتصورات ومذاهب واتجاهات
اللسانيات في هذه الفترة املهمة من تحوالته وازدهاره ،ولذلك ظهرت في هذا السياق وازدهرت الجمعيات
العلمية التي غايتها خدمة تاريخ اللسانيات وعلم اللغة عموما ،فمنذ 1978يعقد كل ثالث سنوات املؤتمر الدولي
ّ
حول تاريخ علوم اللغة ،ثم تنشر أبحاثه بعد ذلك ،كما أن جمعية تاريخ علوم اللغة ونظرية معرفتها التي
تأسست عام 1978أيضا تعقد حلقات دراسية وندوات منتظمة ،وتنشر األبحاث املقدمة فيها بعد ذلك.
ُّ
مع التأكيد على أنه مهما أ ِّلف من مؤلفات ومصنفات لرصد حركة الفكر اللساني من خالل مادة "املدارس
اللسانية" أو مادة "نظريات لسانية" أو مادة "تاريخ علم اللغة" أو مادة "االتجاهات اللسانية املعاصرة" مثال،
وغيرها ،فإنه ال يمكن اإلملام في مادة دراسية منها بكل حيثيات وكل تفاصيل الدرس اللساني الحاصل في العالم
املعاصر ،فاملجال الزمني املخصص لهذه املادة ضمن الحجم الساعي للبرنامج لن يتسع إال لذكر عدد محدود
من اإلنجازات والنظريات واألعمال ،بل إن املساحة ال تتسع حتى إلعطاء حقها من البحث واإليضاح.
ولذلك يكون من املهم واملفيد تخصيص عدة برامج في املسار الدراس ي الجامعي تصب في تاريخ اللسانيات
عساها تفي برصد أهم منجزاتها وتعرف بأهم أعالمها ونظرياتها في العالم املعاصر.
( )1ينظر :موجز تاريخ علم اللغة عند الغرب ،ر.هـ روبنز ،ترجمة :أحمد عوض ،سلسلة عالم املعرفة ،املجلس الوطني
للثقافة والفنون واآلداب بالكويت ،نوفمبر ،1997ص.13
11
-)03تقييم برنامج مادة"املدارس اللسانية" يف اجلامعة اجلزائرية :سنقوم بتقييم برنامج مادة "املدارس السانية" في
مرحلتي الليسانس واملاستر
-01تقييم برنامج مادة "املدارس اللسانية" يف مرحلة الليسانس من حيث الربجمة الزمنية :برمجت مادة "املدارس
اللسانية" في السنة الثانية من مرحلة الليسانس وتحديدا في السداس ي الرابع منها ،وهذه املرحلة هي مرحلة التفرع إلى
الشعب ،حيث إنه بداية من السداس ي الثالث يتفرع الطلبة في ميدان اللغة واألدب العربي إلى الفروع الثالثة املعتمدة
من اللجنة الوطنية مليدان اللغة واألدب العربي ،وهذه الفروع هي :الدراسات اللغوية ،والدراسات األدبية ،والدراسات
النقدية ،لكن املالحظ هو أنه جميع الطلبة في الفروع الثالثة يتلقون دروسا في املدارس اللسانية ،وهي يعكس أهمية
مادة "املدارس اللسانية" في مسار الدراسة لطلبة ميدان اللغة واألدب العربي ،كما أشرنا إلى ذلك من قبل.
12
ويمكننا أن نقول إن اختيار السداس ي الرابع للحصول على هذه املادة هو مناسب جدا لها ،وهذا ألن الحصول على
مادة "املدارس اللسانية" كان بعد أن تحصل الطلبة على مادة "اللسانيات العامة" في السداس ي الثالث ،فاملؤكد هنا
أن واضع البرنامج قد أخذ في االعتبار التدرج املرحلي لعناصر العلم (اللسانيات) .فال يمكن أن يكون الحصول على
"املدارس اللسانية" قبل أخذ منوال "اللسانيات العامة".
-02تقييم برنامج مادة "املدارس اللسانية" يف مرحلة الليسانس من حيث االعتمادات البيداغوجية املرصدة له :من خالل
الجدول الذي يصف برنامج مادة "املدارس اللسانية" ،ومن خالل الجدول العام لبرنامج السداس ي الرابع مليدان اللغة
واألدب العربي ،يتضح جليا أن هذه املادة تحظى بأهمية ضمن البرنامج العام مليدان اللغة واألدب العربي ،وهذا من
عدة جهات:
-بالرغم من أنها لم تدرج ضمن وحدة التعليم األساسية ،إال أنها تبقى لها أهميتها حينما أدرجت ضمن وحدة التعليم
املنهجية ،فهي تحظى بمعامل 02ورصيد هام وهو .03
-كما أنها عززت بحصص لألعمال املوجهة بغرض تعميق الدروس النظرية وتثبيتها ،وهذا يعني أنها ذات تقييم مستمر
خالل حصص األعمال املوجهة ،كما أن تتوج بامتحان في نهاية السداس ي.
-من حيث استيفائه لعناصر املوضوع :خصص ملادة "املدارس اللسانية" أربعة عشر حصة خالل السداس ي ،وهي في
ذلك ال تختلف عن باقي املواد ،ففي نظام الدراس ي الجديد الذي هو نظام السداسيات ،وفي كل سداس ي عدد 14
حصة ،ولذلك فواضع البرنامج عليه أن يقوم بانتقاء أهم أربعة محاضرة مهمة لتكون برنامجا لهذه املادة .وحيث إن
مادة "املدارس اللسانية" هي مادة لتاريخ اللسانيات ،فإن على واضع البرنامج أن يختار أهم االتجاهات واملراكز
واألعمال اللسانية لتكون في هذا البرنامج ،ويكون بذلك متأكدا أنها عناصر مفيدة للدارس العام واملتخصص.
-ونالحظ في هذا البرنامج أنه شرع فيه بمحاضرة أولية لبعض املصطلحات املهمة للتفريق بين الحلقة واملدرسة
والنظرية ،وكأنه يريد أن يبين للدارس ماذا نعني بلفظ املدارس ،وملاذا تم اختيار هذا اللفظ ليكون في عنوان املادة،
مع العلم أنه يوجد في املسار الدراس ي مادة مشابهة لها وهي مادة "النظريات اللسانية" ،وال شك فإن بينهما فرق دقيق.
فالبد دائما في كل مادة من محاضرة افتتاحية يعرف فيها األستاذ للطلبة بهذه املادة ويبين أهميتها لهم في مسارهم
الدراس ي ويجري الفرق بينها وبين املواد املقاربة لها.
-والجميل في هذا البرنامج أنه خصص الحصة الثانية منه للتذكير بموضوع اللسانيات ،من خالل التعريج على أفكار
دي سوسير ومبادئه وهي التي أرست األرضية الحقيقة للسانيات وألهمت اللسانيين الذين جاؤوا بعده مما ساهم في
بناء هيكل اللسانيات وازدهارها .وهذا ملمح جيد الن الطالب في هذه املرحلة الدراسية بحاجة دائما لترسيخ معارفه
اللسانية في مفاهيمها ومصطلحاتها األساسية.
-كما نالحظ أن هذا البرنامج قد استغرق أهم املدارس اللسانية املعاصرة املشهورة واملؤثرة ،فلقد تطرق أوال ملدرسة
براغ في حصتين ،وهذا أمر مهم؛ فال شك أن حلقة براغ لها تأثير كبير في ازدهار اللسانيات وتعاظم أهميتها في القرن
13
العشرين بعد سوسير ،وقد زودتها بالكثير من النظريات واملصطلحات واملفاهيم املهمة ،كما أن لها رواد وأتباع في
مختلف املراكز الفكرية اللسانية في العالم .وقد تطرق البرنامج للمدرسة الوظيفية ،واملدرسة الغلوسيماتيكية
(مدرسة كوبنهاغن) ،والسياقية ،والتوزيعية ،ثم املدرسة التوليدية التحويلية ،وأضاف إليها مدرسة أكسفورد ويعني
بها االتجاه التداولي في اللسانيات.
-ويالحظ أيضا أن بعض املدارس خصص لها أكثر من حصة ،وهذا ملمح ذكي من واضع البرنامج ألنه أدرك أن بعض
املدارس لها زخم كبير أكثر من غيرها ولها تأثير كبير ،وذلك مثل املدرسة التوليدية التحويلية ،وحلقة براغ ،ولذلك
خصص حصصا زائدة في البرنامج حتى يتم استيفاء أهم أعمال هذه املدرسة أو تلك ،ولتجنب االنتقاص من ذكر
أعمال هذه املدارس املهمة.
-ومن النقد الذي يمكن توجيهه لهذا البرنامج أنه أدرج في ذيله حصة للمدرسة الخليلية ،واملقصود بها تلك النظرية
التي تعزى للساني الجزائري عبد الرحمن حاج صالح ،ورأينا أن هذه نظرية لم يلتف حولها علماء وأتباع يعملون على
تعميق البحث والدراسة في هذه النظرية قصد تطويرها وتوسيعا ،وبذلك فهي لم ترق إلى مصاف املدرسة اللسانية
الحقيقة ،فإدراج هذه العنصر في برنامج املدارس اللسانية يوهم الطالب بأن هناك مدرسة حقيقية تسمى املدرسة
الخليلية لها أعالم ورواد ،والحقيقة هي عكس ذلك.
ولذلك فيجب أن يحكم واضع البرنامج واألستاذ املدرس لهذه املادة الفرق والعالقة بين املدارس اللسانية والنظريات
اللسانية .ونرى أن محل النظرية الخليلية هو ضمن منوال آخر يدعى "النظريات اللسانية".
ونحن هنا نتفهم توجه واضع البرنامج في أنه أراد أن يخصص مساحة للتعريف باللسانيات العربية وجهود علمائها
وإسهامهم في بناء صرح اللسانيات ،فقد أصبحت اللسانيات منواال عامليا يرصد كل جهد يعطي تصورا مفيدا عن
اللغة البشرية ،ولكن في الحقيقة إن هذه النظرية محلها كما قلنا في مادة أخرى تدعى بـ"النظريات اللسانية".
-من حيث التزامه بالتسلسل الزمني واملنطقي في إيراده لعناصر املوضوع :لقد التزم واضع برنامج مادة "املدارس
اللسانية" بالتسلسل الزمني واملنطقي لعناصر املادة ،فاحترام التسلسل الزمني واملنطقي في تاريخ العلم له أهميته،
ألنه يفيد في تلقي هذه املعارف واستيعابها فهي مادة تحكي وتسرد تاريخ علم اللسانيات ،ولذلك فإنه علينا تعقب
ظهور املدارس والنظريات واالتجاهات عبر الزمن .إال أنه يجب على األستاذ أال يكتفي هنا فقط بسرد الوقائع واألعمال
اللسانية في تعاقبها الزمني ،بل عليه أن يقدم مجهودا إضافيا ليبين تأثير بعض املدارس اللسانية على البعض اآلخر،
وأن يظهر الفروقات بينها ،واألهم من ذلك أن يحترز من أن يقدم مادة "املدارس اللسانية" بالكيفية التي تقدم بها
مادة "النظريات اللسانية" ،ففي األلى تقدم املدارس على أنها مراكز لها رواد واعالم واتباع ونظريات أو جهود ،بينما في
الثانية فيكون التركيز فقط على تقديم النظريات اللسانية والتطرق إلى التحليل اللساني في ضوئها.
-من حيث استمرارية املادة وتكررها ضمن املسار الدراس ي :برمجت مادة "املدارس اللسانية" مرة واحدة في مرحلة
الليسانس ،ثم أعيد برمجتها مرة أخرى في مرحلة املاستر لطلبة "اللسانيات التطبيقية" ،وهذا مؤشر آخر على أهميتها
ضمن مسار اللسانيات ،وسننعرض في العنصر القادم للشكل والكيفية التي تم بها تكرار هذه املادة؛ فهل هو استمرار
ملادة بعناصر أخرى ،أم إنه تكرار لعناصر هذه املادة مرة أخرى.
14
ثانيا)-تقييم برنامج مادة "املدارس اللسانية" يف مرحلة املاسرت:
-01تقييم برنامج مادة "املدارس اللسانية" يف مرحلة املاسرت من حيث الربجمة الزمنية :كثيرا ما نجد في بعض املسارات
التعليمية بالجامعة الجزائرية إعادة ملواد في مرحلة املاستر كانت مبرمجة من قبل في مرحلة الليسانس ،وفي هذه
اإلعادة أمران :إما أن تعاد املادة بحذافرها ،وهذا يعني أن هذه املادة لها أهمية قصوى في املسار التعليمي في هذا
امليدان التعليم ي ،ولذلك يتم إعادتها بهذا الشكل طلبا ملراجعة املادة أو تثبيتها وترسيخ محتواها لدى الطالب ،أو
يمكن إعادتها بحيث يتم استمرارها بعناصر أخرى جديدة ،وهذا يفيد أن البرنامج األول لم يكتمل بعد ،وحان أوان
استكماله نظرا ملا استجد من نظريات ومعارف جيدة في هذا املوضوع.
وعن مادة "املدارس اللسانية" التي تم إعادة برمجتها في مرحلة املاستر بعدما كانت مبرمجة من قبل في مرحلة املاستر
فهذا له داللته عند واضعي البرامج اللسانية في ميدان اللغة واألدب العربي في الجامعة الجزائرية ،فهو يعني أن املادة
له أهمية عند طلبة مرحلة املاستر للسانيات التطبيقية ،فهم بحاجة إلى ترسيخ املعلومات في هذه املادة ،أو أن هناك
15
مستجدات عرفتها هذه املادة ،باعتبار أنها مادة تاريخ العلم ،فهي في تواصل مستمر ولذلك فيجب برمجتها من جديد
للحاق بهذه املستجدة الحاصلة في مجال االتجاهات اللسانية ونظرياتها.
-02تقييم برنامج مادة "املدارس اللسانية" يف مرحلة املاسرت من حيث االعتمادات البيداغوجية املرصدة له :من خالل
الجدول أعاله ،الذي يصف برنامج مادة "املدارس اللسانية" في مرحلة املاستر ،ومن خالل الجدول العام لبرنامج
السداس ي الثالث لتخصص ماستر لسانيات تطبيقية ،يتضح جليا أن هذه املادة تحظى بأهمية ضمن هذا البرنامج
العام للماستر ،وهذا من عدة جهات:
-فهي تدرج ضمن وحدة التعليم األساسية ،ولذلك فهي تحظى بمعامل هام ( )03ورصيد معتبر (.)05
-كما أنها عززت بحصص لألعمال املوجهة بغرض تعميق الدروس النظرية وتثبيتها ،وهذا يعني أنها ذات تقييم مستمر
خالل حصص األعمال املوجهة ،كما أن تتوج بامتحان في نهاية السداس ي.
-03تقييم برنامج مادة "املدارس اللسانية" يف مرحلة املاسرت من حيث املضمون :إذا جئنا ملضمون برنامج مادة "املدارس
اللسانية" في مرحلة املاستر ،فمن خالل الجدول أعاله نرى أن مفرداته ال عالقة لها أبدا باملدارس اللسانية املعاصرة،
وإنما مفردات ملادة أخرى قد نجعل لها عنوانا" :الجهود اللغوية العربية قديما وحديثا" ،حيث تضمن جهود الخليل،
ثم جهود الجاحظ ،والكسائي والجرجاني ،وجعلها في شكل محاور بحسب املوضوعات اللغوية الكبرى (لغة وبيان
وبالغة) ،فليس هو امتداد ملادة املدارس اللسانية في مرحلة الليسانس ،وال هو تكرار لها .هذا حتى وإن تضمن هذا
البرنامج مفردات للمدرسة الخليلة التي تعزى لعبد الرحمن حاج صالح ،وأخرى عن املدارس السانية الغربية في آخره.
فهذا البرنامج يعرف خالل كبيرا وخطيرا ملضمون مادة "املدارس السانية املعاصرة" يوقع الطالب في تضليل وهم كبير.
حيث إنه يعكس االضطراب والبلبلة املنهجية واملعرفية الكبيرة التي مازال يتخبط فيها بعض املنتسبين للسانيات،
حيث إن الفهم الواعي للمنهج اللساني الحديث يمكننا من إقامة الفروقات املنهجية بين الدراسات اللغوية قبل
سوسير وغيرها التي جاءت بعد سوسير والتي اصطلح على تسميتها اليوم باللسانيات.
فواضع هذا البرنامج من الذين يعتقدون أن أي دراسة للغة تصب في ما يسمى باللسانيات ،وهذا غير صحيح فحتى
اللسانيين الغربيين ال يطلقون مصطلح "اللسانيات" على الدراسات التي سادت العالم قبل أن تتبلور اللسانيات على
يد سوسير ومن جاء بعده .فالقضية ليست قضية مصطلح بل هي قضية منهج ومفاهيم أصبحت مستقرة اليوم في
الدرس اللساني .فهذا البرنامج ال يصلح أن نطلق عليه حتى عنوان "اللسانيات العربية".
إن برنامج مادة "املدارس اللسانية" في مرحلة املاستر يعكس بكل وضوح األزمة املنهجية واملعرفية التي تعرفها
اللسانيات العربية والتي كانت بدايتها في منتصف القرن العشرين ،وما زلنا لم نتجاوزها إلى اليوم بعد ،ولذلك فهي ال
تزال ماثلة اليوم لتنعكس سلبا في صياغة البرامج الدراسية الجامعية.
16
احملاضرة رقم 10تعليمية مادّة "اللسانيات التطبيقية"
-)01أهمية مادة "اللسانيات التطبيقية" يف مسار الدراسة لطلبة ميدان اللغة واألدب العربي :تحظى مادة "اللسانيات
التطبيقية" ،اليوم ،بمكانة هامة ضمن مسار الدراسة لطلبة ميدان اللغة واألدب العربي سواء في مرحلة الليسانس أو
في مرحلة املاستر ،فكما هو مبين في الجداول األول أدناه ،فقد برمجت هذه املادة في السداس ي الرابع في مرحلة
الليسانس ،أي في مرحلة التخصص بعد الجذع املشترك ،فالسداس ي الرابع هو السداس ي الذي يتفرع فيه امليدان إلى
التخصصات الثالثة املعروفة (لسانيات تطبيقية ،دراسات أدبية ،دراسات نقدية) ،وتعد املرحلة التي تشمل
السداس ي الثالث مع الرابع مرحلة تعميق املعارف األساسية املتعلقة بالتخصص املختار وترسيخ املعارف والتوجيه
التدريجي.
وقد أعيد برمجة مادة "اللسانيات التطبيقية" مرة أخرى في مرحلة التخصص لطلبة اللسانيات التطبيقية ،وربما
لتخصصات أخرى في الجامعات الجزائرية املختلفة .وهذا يعني أن جميع طلبة ميدان اللغة واألدب العربي قد تعرفوا
جيدا على موضوعها.
ويالحظ أن هذه املادة قد أدرجت في مرحلة الليسانس في وحدة التعليم األساسية ،فقد حظيت فيه مادة "اللسانيات
التطبيقية" بمعامل 02ورصيد ،04كما أن هذه املادة معززة بحصص لألعمال املوجة لتثبيت وترسيخ املعارف التي
حصل عليها الطالب في حصص املحاضرات.
أما في مرحلة املاستر لطلبة تخصص لسانيات تطبيقية ،فكما هو مبين في الجدولين األخيرين أدناه ،فقد أدرجت ضمن
وحدة التعليم األساسية من السداس ي األول ،وحظيت بمعامل مرتفع ( )03ورصيد عال (ّ .)05
ثم برمجت مرة أخرى
في السداس ي الثاني ،وحظيت فيه كذلك بمعامل مرتفع ( )03ورصيد عال (.)05
كما نؤكد على أن مادة "اللسانيات التطبيقية" وفي كل مرة برمجت فيها قد تعززت بحصص للمحاضرات وأخرى
لألعمال املوجهة بغرض تأكيد املعارف املتحصلة في املحاضرات وتعميقها وترسيخها.
ويجدر الذكر أن مادة "اللسانيات التطبيقية" كانت مبرمجة في السنة الثالثة لطلبة اللغة واألدب العربي في النظام
الكالسيكي قبل اعتماد نظام ( ل م د) الجديد سنة .2008
فمما سبق ذكره عن مواصفات "مادة اللسانيات التطبيقية" في الجامعة الجزائرية ،يتبين لنا تبوء هذه املادة ،قديما
وحديثا ،أهمية كبيرة في مسار الدراسة لطلبة ميدان اللغة واألدب العربي في الجامعة الجزائرية.
17
عنوان املاستر :لسانيات تطبيقية.
السداس ي :األول.
نوع التقييم األرصدة املعامل الحجم الساعي األسبوعي الحجم وحدة التعليم
الساعي
السداس ي
امتحان متواصل أعمال أعمال محاضرة 16-14
أخرى موجهة أسبوع
وحدات التعليم األساسية
09 و ت أ ( 1إج)
× × 05 03 3:00 1:30 1:30 48 املادة :1التركيب الوظيفي
× × 04 02 1:30 1:30 1:30 48 املادة :2التحليل التوليدي
09 و ت أ ( 2إج)
× × 05 03 3:00 1:30 1:30 48 املادة :1اللسانيات التطبيقية
× × 04 02 1:30 1:30 1:30 48 املادة :2اللسانيات التعليمية
وحدات التعليم املنهجية
09 و ت م (إج)
× × 03 02 1:30 1:30 1:30 48 املادة :1املبادئ املنهجية للتحليل
اللساني
× × 03 02 1:30 1:30 1:30 48 املادة :2فنيات البحث والكتابة 01
× × 03 02 1:30 1:30 24 املادة :3املنهج واملنهجية
وحدات التعليم االستكشافية
02 و ت إ (إج)
× × 01 01 1:30 1:30 24 املادة :1الترجمة اللسانية
× × 01 01 1:30 1:30 24 املادة :2النظريات اللسانية
وحدة التعليم األفقية
18
01 و ت أ ف (إج)
× × 01 01 1:30 1:30 24 املادة :1لغة أجنبية
30 19 18:00 15:00 09:00 384 مجموع السداس ي 1
-)02اخللفية العلمية واملنهجية ملادة "اللسانيات التطبيقية" :خالل فترة التسعينيات عرفت الجامعة الجزائرية في
ميادين اللغات واآلداب ،ومن ضمنها ميدان اللغة العربية وآدابها مساقا دراسيا يدعى بـ"اللسانيات التطبيقية" ،ولئن
كان دخوله إلى الجامعة في بداية األمر محتشما ،إال أنه ،وبمرور السنوات ،بدأ يعرف توسعا ويلقى اهتماما ،حتى
19
أصبحت "اللسانيات التطبيقية" تخصصا كامال يوجه إليه الطالب في مراحل التخصص املختلفة سواء في الليسانس
أو في مرحلة املاستر أو مرحلة املاجيستير أو مرحلة الدكتوراه .ولئن كان ّ
يقدم في بدايته اعتماده في شكل منوال دراس ي
تفجرت موضوعاته ليتعدد إلى مواد ّ
عدة مخصوصا بحصة محاضرة أو أعمال موجهة ،فإن في املراحل املتأخرة ّ
ومختلفة بحسب مجاالت وموضوعات التي أقرها له باحثوه ودارسوه.
فمن الناحية االيبستيمية ،وبما أن هذه املادة تتخذ لها عنوانا تطبيقيا ،فإن الجانب التطبيقي ألي علم يتبدى في
حالتين :إحداهما :إخضاع املعطيات العلمية النظرية للتجربة واالختبار ،واألخرى :استعمال القوانين والنتائج العلمية
في ميادين أخرى من أجل اإلفادة منها .فلكل العلوم تطبيقات معينة على صعيد املمارسة التقنية .فالرياضيات
والفيزياء ،شأنهما شأن الكيمياء ،قد وجدنا تطبيقاتهما في حل املشكالت الشخصية التي تفرض نفسها على االنسان
العامل HOMO FABERخالل عمله في املادة انطالقا من قوانين عامة ،هي مار تجربة وتفكر االنسان العاقل
HOMO SAPIENSفاملهندس الذي ينش يء جسرا إنما يطبق القوانين التي وضعها عالم الفيزياء وعالم الرياضيات كما
أن الطبيب الذي يمارس مهنة الطب يستنجد باملعطيات التي خلص إليها عالم البيولوجيا وعالم الكيمياء.
وبناء على هذا التصور ملفهوم التطبيق العلمي ،فيفترض أن اللسانيات التطبيقية ،ستقوم بتطبيق ما تجود به
اللسانيات من نظريات على أرض الواقع ،ولذلك يذهب الكثير من الباحثين إلى تعريف اللسانيات التطبيقية بأنها:
"استثمار للمعطيات العلمية للنظرية اللسانية واستخدامها استخداما واعيا في حقول معرفية مختلفة ،أهمها حقل
تعليمية اللغات ،وذلك بترقية العملية البيداغوجية وتطوير طرائق تعليم اللغة للناطقين بها ولغير الناطقين بها(.)3
ويفهم من التعريف السابق أن اللسانيات التطبيقية ستقوم بتنزيل بعض التنظير في اللسانيات النظرية لتقوم
بتوظيفه في مجال تعليمية اللغة .وهذا أمر مفهوم من حيث إن تعليمية اللغات هي من أقدم موضوعات اللسانيات
التطبيقية ،فال تكاد تنفصل عنه في أذهان الكثير ،فالكثير ال يفهم اللسانيات التطبيقية إال من حيث إنها موضوعات
تعليم اللغات للناطقين بها ولغير الناطقين بها .ومن جهة أخرى قد أسهمت بعض النظريات اللسانية في توفير األدوات
العلمية لنظرية تعليمية اللغات .يقول "ستيفن بيت كوردر )4("Stephen Pit Corderفي هذا الشأن" :إن بين أيدينا
( )2ينظر :علم اللغة التطبيقي وتعليم العربية ،عبده الراجحي ،دار املعرفة الجامعية ،اإلسكندرية-مصر ،1995 ،ص.9
( )3اللسانيات وأسسها املعرفية ،عبد السالم املسدي ،ص.50
( ،)1990-1918( Stephen Pit Corder )4شغل منصب أستاذ اللسانيات التطبيقية بجامعة أدنبرة ،وأول رئيس للجمعية
البريطانية للسانيات التطبيقية ( ،)1970-1967أحد أبرز من طور اللسانيات التطبيقية في بريطانيا ،وعرف بإسهاماته
الرائدة في تحليل أخطاء متعلمي اللغة األجنبية.
20
اليوم زادا ضخما من املعارف املتعلقة بطبيعة الظاهرة اللغوية ،وبوظائفها لدى الفرد والجماعة ،وبأنماط اكتساب
اإلنسان لها...وعلى معلم اللغات أن يستنير بما تمده به اللسانيات من معارف علمية حول طبيعة الظاهرة اللغوية"(.)5
ويرى "أحمد حساني" أن استثمار النظرية اللسانية العامة في مجال تعليمية اللغات ينتج عنه بالضرورة تقاطع منهجي
بين النظرية اللسانية وعلم النفس التربوي من ناحية ،وطرائق التبليغ البيداغوجي من ناحية أخرى ،وفي رحاب هذا
التقاطع املنهجي يتحدد اإلطار العملي للسانيات التطبيقية التي يتمركز مبحثها حول ثالثة عناصر أساسية في العملية
البيداغوجية ،وهي املعلم ،واملتعلم ،وطريقة التعليم(.)6
إن اللسانيات التطبيقية ،بناء على ما سبق هي في عالقة ّ
تبعية مع اللسانيات النظرية شأنها شأن تقنيات املهندس
والطبيب في عالقاتها مع معطيات العلوم األساسية التي يقوم عملها عليها .لكن تجربتهما الخاصة عن طريق نوع من رد
الفعل ،تسيطر على معطيات العلوم األساسية التي تستند إليها ،أو تدحضها ،وتساهم في التطوير النظري لهذه
العلوم.
وعلى هذا فإن تطبيق معطيات اللسانيات النظرية على املشكالت العملية التي تتصدى لحلها خليق بأن يرفد األسس
املعرفية للسانيات النظرية ،ويجددها
ولكن الواقع أنه لم تتحقق حتى اآلن حالة من التوازن بين العلم النظري وتطبيقاته العملية ،فإذا كانت اللسانيات
نقطة التقاء جميع علوم االنسان ،بمعنى أنها تناول االنسان في جوهره إنسان ناطق ،فإن تطبيقات معطياتها على
املشكالت النوعية لهذا االنسان الناطق تبين أن مسارها على الصعيد البراغماتي ال يزال غامضا في أكثر األحيان.
وكل ما هناك فإن اللسانيات التطبيقية ما هي مجال تلتقي فيه اللغة مع مشكلة من مشكالت الحياة ،أو مع علم من
العلوم في ظل العالقات البينية بين العلوم املختلفة وتالش ي الحدود بينها ،التي بدأت تعرف تفاقما وتعقدا مع
االنفجار العلمي والتكنولوجي في الوقت الراهن.
ولهذا فإن املوضوعات واملجاالت التي تشملها اللسانيات التطبيقية تزداد توسعا وتعداد ،بل أصبحت بعص املجاالت
علوما مستقلة اليوم ،مثل تعليمية اللغات ،التي أصبحت يطلق عليها اللسانيات التعليمية ،واللسانيات االجتماعية،
واللسانيات النفسية ،وغيرها.
وملزيد من الفهم للمعضلة املنهجية وااليبستمية للسانيات التطبيقية ،يجدر بنا أن ننظر في املراحل التي مرت بها
خالل نصف قرن من الزمن ،فقد قام "دنيال كوست )7("Daniel Costeبتقديم خالصة للمحطات التاريخية التي
( )5مدخل إلى اللغويات التطبيقية ،س .بيت كوردر ،ترجمة :جمال صبري ،مجلة اللسان العربي ،العدد ،14الرباط،
،1976ص.46
( )6ينظر :دراسات في اللسانيات التطبيقية (حقل تعليمية اللغات) ،أحمد حساني ،ديوان املطبوعات الجامعية ،ط،2
الجزائر ،2009 ،ص.42-41
( )7دانيال كوست ( :)...-1940لساني ،مختص في تعليمية اللغات ،أستاذ مبرز في علوم اللغة وتعليمية اللغات ،ومدير مركز بحوث
ودراسات نشر اللغة الفرنسية ( ( Centre de recherches et d'études pour la diffusion du français - CREDIFالذي كان
21
مرت بها اللسانيات التطبيقية ،وعمل على تحديد خصائص كل مرحلة إبستيميا ،فوجدها ال تخرج عن خمس،
وأعطى لكل واحدة منها عنوانا ،وحددها بتواريخ ،وفق تعاقب زمني ،ارتأينا إعادة تقديم أهم معامله ههنا ،العتقادنا
بأهمية التوصيف الذي أعده في تجلية التطورات التي شهدها هذا الحقل إلى أن وصل إلى ما وصل إليه ،على الرغم
من وقوفه عند نهاية ثمانينيات القرن املاض ي ،تاريخ نشر املقال ،ألننا نرى أن هذه املرحلة بما تحمله من مواصفات
ّ
صدوره بأكثر من عقدين تأكيدا لهذه املعاينة. لم تنته بعد ،إذ نلحظ في الكتابات التي جاءت بعد تاريخ
فقد كتب أحد الدارسين سنة 2016أن اللسانيات التطبيقية قد عرفت في العقدين األخيرين تحوالت عميقة في
موضوعاتها ّوتحرياتها ،والتي ترسخت بقوة في إشكاليات اكتساب اللغة ،وكيفية اشتمال التفاعالت املدرسية ،كما
عرفت حديثا انفتاحا على الخطابات املهنية ،وبصورة أعم على حقل تحليل العمل ،وأن هذا التحول أكثر معاينة في
ّ
اآل ّ
نموذج ( )Paradigmeاآلنجلو ساكسوني مما في التقليد الفرنكفوني.
-01اللسانيات التطبيقية علم دقيق وتكنولوجيا فائقة (من الخمسينيات إلى بداية الستينيات (:وتميزت بالصرامة
العلمية ،عبر االستعارة مما يعرف بالعلوم الصلبة كالرياضيات والتقنيات كعمليات التكميم ،والتعداد ،واإلحصاء
واملعالجة اآللية ،واملقاربات القائمة على التجارب ،والدراسات اإلمبريقية ،واملراقبة والقياسات.
-02اللسانيات التطبيقية واللسانيات العامة (خالل فترة الستينيات) :وتميزها حالة البحث عن إعادة املفهمة
والتوازن ،في عشرية هيمنت عليها البنيوية بصرامتها ،وبفضل هذا التيار املعرفي أضحت اللسانيات علما قطبا بين
العلوم اإلنسانية ،ومن ثمة بحثت اللسانيات التطبيقية عن التكامل ضمن حركية بحث عن الشرعية العلمية ،واعتبر
كوست هذه الفترة بالعصر الذهبي لهذه األخيرة ،والذي شهدت فيه توجه االهتمام نحو مواقع وموضوعات وأغراض
أخرى .ومما اختصت به هذه الحقبة أيضا هو بداية بروز تعليم اللغات بوصفه ميدانا تطبيقيا ،وبداية التساؤل عن
الجدوى من بقائه منزويا تحت لواء اللسانيات التطبيقية ،من قبل بعض املختصين في تعليم اللمة الفرنسية لغة
أجنبية على وجه الخصوص.
-03اللسانيات التطبيقية ومناهج تعليم اللغات (نهاية الستينيات وبداية السبعينيات) :ونعتها الباحث بمرحلة
التوسع واكتشاف مناطق بحثية غير تلك التي غزتها سابقا ،وهي تدين بالفضل ،في علميتها ال إلى اللسانيات العامة
فقط ،وإنما إلى علمي النفس واالجتماع أيضا ،اللذين اتخذت منهما مرجعية لها ،بعدما شاهد التطبيقيون بداية
تزحزح البنوية عن عليائها.
-04من اللسانيات التطبيقية إلى تعليمية اللغات (من بداية السبعينيات إلى نهاية الثمانينيات) :وتتميز بسعي
أنصار تعليم اللغات إلى الخروج من دائرة التخصصات الفرعية إلى االنفصال ،واتخاذ عنوان لهم بديال عن
اللسانيات التطبيقية ،وكان املعين على البحث عن االستقاللية هو تململ املختصين في تعليمية اللغات في مراكز
منتسبوه في نهاية الستينيات من القرن املاض ي من أوائل الداعين إلى استقاللية التعليمية عن اللسانيات التطبيقية ،وخبير لدى
املجلس األوروبي.
(Voir : Daniel Coste. Elans et aléa de la linguistique appliquée. Artp.Cit. pp.117-125.)8
22
أكاديمية راقية وخاصة في فرنسا ،وهو ما حفزهم على الجرأة على التصريح بالفكرة التي أضحت في بعض جوانبها ولو
مؤقتا واقعا معاينا.
-05إعادة تحيين اللسانيات التطبيقية (من نهاية الثمانينيات إلى يومنا هذا) :وخاصية هذه الفترة أن اللسانيات
التطبيقية حافظت على ديناميتها ،وأثبتت أنه ال يمكن لها أن تتالش ى ،أو أن تتراجع عن أي موقع اقتحمتهّ ،وكذا
انفتاحها على كل املجاالت التي يكون موضوعها التواصل بكل أشكاله اللغو ّي ،من مثل إسهامات الوقائع اللسانية في
تشكل ُّ
الهويات املهنية ،وصيغ الكتابة املهنية ،واشتمال اللمة معجميا وتركيبيا في الصيغ اللغوية في مواقع العمل،
ووظيفة اللغة في اتخاذ القرارات املهنية ،ودراسات خطابات األعمال ،بحيث تتجه املقاربة اللسانية التطبيقية إلى
املظهر اللغوي في املوضوع املعالج ،ممثال في الكفاءات اللغوية َّ
املجندة. ّ
ألجل ما سبق فإنه يتعين على الباحث والدراس ملجاالت اللسانيات التطبيقية أن يضع في الحسبان مشكالتها
االيبستيمية ،وأن يكون عارفا بمراحل تطورها ْ
ليح ِكم العالقة بين اللسانيات النظرية واللسانيات التطبيقية من جهة
أخرى .وليحدد بنجاح مجاالتها وموضوعاتها.
وإذا كنا قد خصصنا بالحديث السابق الدارس والباحث في اللسانيات التطبيقية ،فإننا حين نخص بالحديث واضع
البرنامج املالئم ملسارات التعلمية لهذه املادة في الجامعة واملدرس لهذه املادة في الجامعة فإن األمر يزداد خطورة
وتعقيدا ،ونحن على قناعة تامة بأن كال من األستاذ والطالب ال يزال يشعر بغموض هذا املنوال الدراس ي في جامعاتنا،
وهذا ما تعكسه فعال برنامج هذه املادة في مختلف املراحل واملستويات ،وفي مختلف مجاالت اللسانيات التطبيقية.
ولكن طلبا للخروج من املأزق املنهجي واالبستيمي ملادة "اللسانيات التطبيقية" وسعيا إلى تقديم وصف مفيد ملادتها
حتى نضمن برمجة جيدة ملوادها ومفرداتها في املسارات التعليمية الجامعية ،فإنه علينا أن نعاملها بكونها حقال من
حقول الدراسات البينية للعلوم ،ال بوصفها مجرد نسق تحكمه ضوابط داخلية ،كانت محل دراسات معمقة،
وخاصة مع الطروحات التي جاء بها تشومسكي ،في الدراسات اللسانية النظرية ،بل بوصفها رصيدا إنسانيا ّ
مفعال في
استعماالت اجتماعية متنوعة كاملحادثات الثنائية والخطابات املهنية واإلعالمية ،ولغات التخصص املختلفة ،ومن
ّ
ينجر عن توظيفاتها من ثمة كانت ملتقى لجملة تخصصات تتعاون فيما بينها ،وتتقاطع وتتكامل ،في فهمها ،وما قد
مالبسات ،وسوء تدبير .وهو ما يعني أن البين تخصصية تبرز لنا األهمية املركزية التي توليها لإلسهامات املعرفية
املسترفدة من تخصصات مختلفة .ومرد ذلك أن البين تخصصية ال تمتلك مبررات وجودها إال في إطار تخصصات
علمية متفاعلة فيما بينها ومن ثمة كانت الحاجة إلى تعاضد االختصاصات ،وتكاملها في التصدي ملسألة اللغة ،بغية
استثمار النتائج املتوصل إليها في ترقية املناهج واألدوات التي من شأنها مقاربة املوضوع وفق رؤية بين تخصصية.
أوال) -تقييم برنامج مادة "اللسانيات التطبيقية" يف مرحلة الليسانس :يرجى النظر في الجدول التالي.
السداس ي :الرابع
عنوان الليسانس :اللسانيات التطبيقية.
23
ّ الل ّ ّ
التطبيقية سانيات املادة:
محتوى املادة:
ّ الل ّّ ّ
الرصيد4 : املعامل2 : السداس ي :الرابع التطبيقية/محاضرة وتطبيق سانيات املادة:
مفردات التطبيق مفردات املحاضرة
ّ ّ الل ّّ
نصوص مختارة :شارل بوتون /املسدي /احمد حساني/ التطبيقية :1املفهوم والنشأة والتطور. سانيات -مدخل إلى 01
صالح بلعيد
ّ الل ّ ّ
نصوص مختارة :مازن الوعر/ميشال زكرياء التطبيقية : 2املجاالت واملرجعية املعرفية واملنهجية سانيات مدخل إلى 02
ّ ّ ّ ّ
نصوص مختارة :محمد عيد... امللكات اللغوية 1فهم اللغة ،إنشاء اللغة 03
الل ّ ّ
نصوص مختارة :عبد الرحمن الحاج صالح... غوية 2الكتابة ،القراءة امللكات 04
السلوكية ،االرتباطيةّ
ّ ّ
/ نظريات التعلم :1 05
ّ
/ نظريات التعلم :2النظرية البيولوجية 06
ّ ّ
/ املعرفية نظريات التعلم :3النظرية 07
ّ
/ التقليدي .املنهج البنو ّي
ّ مناهج تعليم اللغات :1املنهج 08
ّ ّ
/ التواصلي. مناهج تعليم اللغات :2املنهج 09
/ االزدواجية ،والثنائية والتعدد اللغوي 10
/ التخطيط اللغوي 11
/ أمراض الكالم وعيوبه 12
/ اللغة واالتصال 13
/ الترجمة اآللية 14
طريقة التقييم :يجري تقييم املحاضرات عن طريق امتحان في نهاية السداس ي ،بينما يكون تقييم األعمال املوجهة
متواصال طوال السداس ي.
-01تقييم برنامج مادة "اللسانيات التطبيقية" يف مرحلة الليسانس من حيث الربجمة الزمنية :برمجت مادة
"اللسانيات" في السنة الثانية من مرحلة الليسانس وتحديدا في السداس ي الرابع منها ،وهذه املرحلة هي مرحلة التفرع
إلى الشعب ،حيث إنه بداية من السداس ي الثالث يتفرع الطلبة في ميدان اللغة واألدب العربي إلى الفروع الثالثة
املعتمدة من اللجنة الوطنية مليدان اللغة واألدب العربي ،وهذه الفروع هي :الدراسات اللغوية ،والدراسات األدبية،
والدراسات النقدية ،لكن املالحظ هو أنه جميع الطلبة في الفروع الثالثة يتلقون دروسا في مادة "اللسانيات
التطبيقية" ،وهي يعكس أهمية مادة "اللسانيات التطبيقية" في مسار الدراسة لطلبة ميدان اللغة واألدب العربي ،كما
أشرنا إلى ذلك من قبل.
ويمكننا أن نقول إن اختيار السداس ي الرابع للحصول على هذه املادة هو مناسب جدا لها ،وهذا ألن الحصول على
مادة "اللسانيات التطبيقية" كان بعد أن تحصل الطلبة على مادة "اللسانيات العامة" في السداس ي الثالث ،فاملؤكد
هنا أن واضع البرنامج قد أخذ في االعتبار التدرج املرحلي لعناصر العلم (اللسانيات) .فال يمكن أن يكون الحصول على
"اللسانيات التطبيقية" قبل أخذ منوال "اللسانيات العامة".
-02تقييم برنامج مادة "اللسانيات التطبيقية" يف مرحلة الليسانس من حيث االعتمادات البيداغوجية املرصدة له :من
خالل الجدول الذي يصف برنامج مادة "اللسانيات التطبيقية" ،ومن خالل الجدول العام لبرنامج السداس ي الرابع
24
مليدان اللغة واألدب العربي ،يتضح جليا أن هذه املادة تحظى بأهمية ضمن البرنامج العام مليدان اللغة واألدب
العربي ،وهذا من عدة جهات:
-أدرجت ضمن وحدة التعليم األساسية ،فهي بذلك تحظى بأهمية قصوى ،وهذا ما يؤهلها لتحصل على اعتمادات
بيداغوجية هامة ضمن خريطة املواد التعليمية في السداس ي ،فقد حظيت بمعامل جيد 02ورصيد معتبر .04
-كما أنها عززت بحصص لألعمال املوجهة بغرض تعميق الدروس النظرية وتثبيتها ،وهذا يعني أنها ذات تقييم مستمر
خالل حصص األعمال املوجهة ،كما أن تتوج بامتحان في نهاية السداس ي.
-من حيث استيفائه لعناصر املوضوع :نالحظ في مفردات برنامج مادة "اللسانيات التطبيقية" ملرحلة الليسانس أنه في
عمومه كان غير متوازن ،فقد أعطى حصصا كثيرة لقضايا التعلم وتعليم اللغة ،في حين أنه أهمل الكثير من
موضوعات اللسانيات التطبيقية ،وهي املجاالت املشهورة لها ،من مثل :اللسانيات االجتماعية ،واللسانيات النفسية،
واللسانيات الحاسوبية ،ولم يزد على املواد التعليمية إال بعض املجاالت األخرى للسانيات التطبيقية وهي :االزدواجية،
والثنائية والتعدد اللغوي ،والتخطيط اللغوي ،وأمراض الكالم وعيوبه ،واللغة واالتصال ،والترجمة اآللية.
فواضع هذا البرنامج كان انتقائيا في اختيار ما يشاء من مفردات ليضعها في البرنامج دونما مسوغ إجرائي أو علمي.
مرد هذا االختالل في نظرنا إلى ما تلقيه الوضعية االيببستيمية واملنهجية ملادة "اللسانيات التطبيقية" في ّ
حد ولعل ّ
ذاتها من مشكالت أمام برمجة مفرداتها ،فهي لم تنفك عن موضوعات التعليمية في أذهان الكثيرين ،كما أن مجاالتها
متعددة ال تكاد تنهي ،وهي في ازدياد مع مرور األيام ،فهي مرهونة باالنفجار العلمي وتضافر الوشائج والعالئق بين اللغة
ومجالت الحياة ومشكالتها .وهذا األمر قد فصلنا الحديث فيه في عنصر الخلفية العلمية واملنهجية ملادة "اللسانيات
التطبيقية" .ولذك لم يستطع واضع البرنامج من أن يستوفي كل مجالتها في هذا البرنامج ،كما أنه كان رازحا تحت
وطأة التعليمية.
وال مناص من الخروج من هذه املعضلة سوى أن ّ
يمد في برنامج ّ
مادة "اللسانيات التطبيقية" لعدة سداسيات
لنستوفي أهم مجالتها ،ثم لتكون هناك فسحة سانحة للحديث عن القضايا االيبستيمية واملنهجية للسانيات
التطبيقية .ورب قائل أن يقول ليس الوقت مناسب اآلن أن نشغل بال طلبتنا وهم في هذه املرحلة بالقضايا
االيبستيمية واملنهجية لهذه املادة ،حيث يكون من الصعوبة بمكان أن يفهمها وهو في هذه املرحلة من التكوين .وقد
يكون هذا الرأي صائبا في جانب منه ،ولكن هذه املادة تعرف أزمة ما ينبغي لنا توضيحها والوقوف عندها ،كما أن
الطالب قد تعرف على مادة "اللسانيات ّ
العامة" .ففي اعتقادي أنه بإمكانه أن يستوعب الكثير من هذه املسائل.
-من حيث التزامه بالتسلسل الزمني واملنطقي في إيراده لعناصر املوضوع :بالنسبة لهذا العنصر ،فليست هناك من
منهجية تستند على أساس منطقي أو منهجي في إدراج مفردات البرنامج وترتيبها ،سوى أن نأخذ باألشهر من هذه
املجاالت فندرجه أوال ثم نتبعها باألقل شهرة وهكذا ،أو أن نبدأ بما هو أصيل منها ولصيق بها مثل التعليمية ،ثم
25
نتبعها ب املجاالت املستحدثة منها ،وهكذا .ولقد كان هذا البرنامج موفقا في املحاضرتين األوليتين ،التي خصصهما
للتعريف باللسانيات التطبيقية في مفهومها ،وموضوعها ،وقد أجاد حين خصص حصتين لهما.
-من حيث استمرارية املادة وتكررها ضمن املسار الدراس ي :لقد عرفت مادة "اللسانيات التطبيقية" تكرارا في برمجتها
في مراحل املاستر لطلبة "اللسانيات التطبيقية" ولغيرهم ،بل كانت أكثر املواد تكررا من غيرها ،وهذا ما سنتطرق إليه
حين نصل إلى عنصر تقييم البرنامج في مرحلة املاستر.
إال أن هذا التكرار له فلسفته في بيداغوجيا املناهج ،فهل تكون اإلعادة تكرار للمفردات وهذا له مسوغه ،أو أن يكون
امتدادا واستمرار للمادة في مفردات أخرى ،وهذا له مسوغه البيداغوجي أيضا.
ثانيا) -تقييم برنامج مادة"اللسانيات التطبيقية" يف مرحلة املاسرت :يرجى النظر في الجدولين اآلتيين.
26
عنوان املاستر :لسانيات تطبيقية
السداس ي :الثاني
اسم الوحدة :األساسية
اسم املادة :اللسانيات التطبيقية (محاضرة +أعمال موجهة)
الرصيد05 :
املعامل03 :
محتوى املادة:
الرصيد05 : املعامل03 : مادة :اللسانيات التطبيقية وحدة التعليم األساسية
-01تقييم برنامج مادة "اللسانيات التطبيقية" يف مرحلة املاسرت من حيث الربجمة الزمنية :يالحظ من الجدول الذي
يبين البرنامج العام للسداسين األول والثاني ملرحلة املاستر لتخصص لسانيات التطبيقية ،أن ّ
مادة "اللسانيات
التطبيقية" قد برمجت مرتين متتاليتين وفي بداية املرحلة ،أي في السداسيين األول والثاني ،وهذه البرمجة بهذا
الشكل لها ما يبررها ،فهذه املادة تحمل عنوان التخصص العام تخصص "اللسانيات التطبيقية" كذلك.
-02تقييم برنامج مادة "اللسانيات التطبيقية" يف مرحلة املاسرت من حيث االعتمادات البيداغوجية املرصدة له :من
خالل الجدولين السابقين الذين يصفان برنامج مادة "اللسانيات التطبيقية" في مرحلة املاستر للسداسيين األول
والثاني ،ومن خالل الجدولين العامين لهما ،يتضح جليا أن هذه املادة تحظى بأهمية ضمن البرنامج العام لتخصص
"لسنيات تطبيقية" ،وهذا من عدة جهات:
-أدرجت مادة "اللسانيات التطبيقية" ضمن وحدة التعليم األساسية ،في كال السداسيين ،فهي بذلك تحظى بأهمية
قصوى ،وهذا ما يؤهلها لتحصل على اعتمادات بيداغوجية هامة ضمن خريطة املواد التعليمية في السداسيين ،فقد
حظيت بمعامل جيد ،3وهو أعلى معامل معتمد ،ورصيد معتبر ،05وهو كذلك أعلى األرصدة املعتمدة.
27
-كما أنها عززت بحصص لألعمال املوجهة بغرض تعميق الدروس النظرية وتثبيتها ،وهذا يعني أنها ذات تقييم مستمر
خالل حصص األعمال املوجهة ،كما أن تتوج بامتحان في نهاية السداس ي.
-من حيث استيفائه لعناصر املوضوع :نالحظ في مفردات برنامج مادة "اللسانيات التطبيقية" ملرحلة املاستر أنه كان
احسن من برنامج مادة "اللسانيات التطبيقية" في مرحلة الليسانس ،فقد حاول اإلحاطة بأهم مجاالت اللسانيات
التطبيقية ،وحافظ على قدر مهم من التوازن فيما بينها ،فقد تعرض ملجاالت :علم الترجمة ،علم التربية ،علم
االجتماع اللغوي ،علم النفس اللغوي ،تعليمية اللغة ،الوسائل التعليمية ،اللغة واملجتمع ،اللغة واللهجات العربية.
ثم تطرق لقضايا اللسانيات التطبيقية حين أدرج عنصرا لعالقة اللسانيات التطبيقية واللسانيات العامة ،وتعرض
لرواد اللسانيات التطبيقية ،وتدريس اللسانيات التطبيقية في برامج التعليم العالي .فأرى أن هذا البرنامج موفق ّ
لحد
كبير في اإلحاطة بأهم مجاالت وقضايا اللسانيات التطبيقية ،إال أنه بحاجة إلى مواصلة واستمرار في البرمجة حتى يتاح
بذلك التعرض ملزيد من مجاالت اللسانيات التطبيقية التي باتت تعرف تزايدا وتعاضما مع مرور الزمن .حيث يغيب
عن هذا البرنامج مجال اللسانيات الحاسوبية مثال ،وصناعة املعاجم ،واللغات املهنية ،ولغات التخصص مثال،
وهكذا.
-من حيث التزامه بالتسلسل الزمني واملنطقي في إيراده لعناصر املوضوع :بالنسبة لهذا العنصر ،فكما تطرقنا له في
عنصر تقييم املادة في مرحلة الليسانس ،فليست هناك من منهجية تستند على أساس منطقي أو منهجي في إدراج
مفردات البرنامج وترتيبها ،سوى أن نأخذ باألشهر من هذه املجاالت فندرجه أوال ثم نتبعها باألقل شهرة وهكذا ،أو أن
نبدأ بما هو أصيل منها ولصيق بها مثل التعليمية ،ثم نتبعها باملجاالت املستحدثة منها ،وهكذا .ولقد كان هذا البرنامج
موفقا في املحاضرتين األوليتين ،التي خصصهما للتعريف باللسانيات التطبيقية في مفهومها ،وموضوعها ،وقد أجاد
حين خصص حصتين لهما.
-من حيث استمرارية املادة وتكررها ضمن املسار الدراس ي :لقد عرفت مادة "اللسانيات التطبيقية" تكرارا في برمجتها
في مراحل املاستر تخصص "اللسانيات التطبيقية" ،فقد برمجت ملرتين في سداسيين متتالين ،وهذا أمر جيد ،حيث
يفهم من ذلك أنها هي بحاجة لالستمرار في موادها ،نظرا لكثرة موضوعاتها ومجاالتها .ولغيرهم ،ولكن هذا التكرار في
السداس ي الثاني هو مجرد صورة طبق األصل عن مفردات السداس ي األول ،كما مبين في الجدول الثاني ،وهذا في
الحقيقة يعد عيبا في البرمجة ،وقد كان هذا التكرار فرصة لإلحاطة بكل مجاالت وميادين اللسانيات التطبيقية ،ولكن
هذا لم يحدث ،بل هذا التكرار يؤدي فقط للملل .ولقد أشرنا فيما سبق أن التكرار في املواد الدراسية من مرحلة إلى
أن برنامج اللسانيات التطبيقية قد تم وضعه بعيدا عن كل رؤية مرحلة له فلسفته في بيداغوجيا املناهج ،ولكن يبدو ّ
وتصور علمي أو منهجي أو بيداغوجي .ونرجو أن يستدرك هذا األمر في عمليات التعديل التي ستمس هذه البرامج
مستقبال.
28
احملاضرة رقم 11تعليمية مادّة "النظريات اللسانية"
-)01أهمية مادة "النظريات اللسانية" يف املسار الدراسي لطلبة ميدان اللغة واألدب العربي :يحتاج الطلبة في مسارهم
الدراس ي أن يتعرفوا على بعض املساقات الدراسية التي تكون قريبة من تخصصهم العام ،والتي لن تكون مادة هامة
في دراستهم ،كما هو الحال مع املواد األساسية واملواد املنهجية ،وتوصف هذه املواد بأنها مواد استكشافية تعمل على
توسيع معارف الطالب وتفتح له آفاق جديدة في حالة إعادة توجيهه ،كما أنها تهدف لتمكين الطالب من االنفتاح على
مواد قريبة من تخصصه األساس ي.
ووحدات التعليم االستكشافية ال تحظى بمعامل وال برصيد هام ،كما أنها ال تقدم في شكل محاضرات ،بل هي
حصص لألعمال املوجهة ،فطريقة تقديمها تختلف بذلك عن تقديم املحاضرات .وبما أن هذه املادة تقدم في شكل
أعمال موجهة فتقييم عمل الطالب فيها يكون مستمرا طيلة الفصل الدراس ي ،وذلك من خالله التزامه بالحضور في
الحصص وتحليه االنضباط فيها ،وتقديمه لبحوثه وغيرها.
ومن هذه املواد االستكشافية في مسارات طلبة اللسانيات نتطرق في هذه املحاضرة إلى مادة "النظريات اللسانية" التي
برمجت لطلبة ماستر تخصص "اللسانيات التطبيقية" ،حيث لم تكن قد برمجت فيما سبق في مرحلة الليسانس،
فهي مادة ثانوية كما يبدو .وهي تشبه في مضمونها إلى حد بعيد مادة "املدارس اللسانية" ،التي سبق وأن تطرقنا إلى
تعليميتها في املحاضرة رقم .09حيث يتعرف الطالب على أهم النظريات اللسانية التي ظهرت عند الغرب ،في القرن
العشرين والقرن الواحد والعشرين .عن طريق البحوث أو أعمال أخرى يقترحها األستاذ املوجه لهذه املادة.
وجدير بالذكر أنه تم برمجة مادة "نظريات لسانية" لطلبة ماستر لسانيات التطبيقية ملرتين؛ خالل السداس ي األول،
وخالل السداس ي الثالث ،كما هو مبين في جدولين العامين للسداس ي األول والثالث أدناه.
نوع التقييم األرصدة املعامل الحجم الساعي األسبوعي الحجم وحدة التعليم
الساعي
السداس ي
امتحان متواصل أعمال أعمال محاضرة 16-14
أخرى موجهة أسبوع
وحدات التعليم األساسية
09 و ت أ ( 1إج)
× × 05 03 3:00 1:30 1:30 48 املادة :1التركيب الوظيفي
× × 04 02 1:30 1:30 1:30 48 املادة :2التحليل التوليدي
09 و ت أ ( 2إج)
× × 05 03 3:00 1:30 1:30 48 املادة :1اللسانيات التطبيقية
× × 04 02 1:30 1:30 1:30 48 املادة :2اللسانيات التعليمية
وحدات التعليم املنهجية
29
09 و ت م (إج)
× × 03 02 1:30 1:30 1:30 48 املادة :1املبادئ املنهجية للتحليل
اللساني
× × 03 02 1:30 1:30 1:30 48 املادة :2فنيات البحث والكتابة 01
× × 03 02 1:30 1:30 24 املادة :3املنهج واملنهجية
وحدات التعليم االستكشافية
02 و ت إ (إج)
× × 01 01 1:30 1:30 24 املادة :1الترجمة اللسانية
× × 01 01 1:30 1:30 24 املادة :2النظريات اللسانية
وحدة التعليم األفقية
01 و ت أ ف (إج)
× × 01 01 1:30 1:30 24 املادة :1لغة أجنبية
30 19 18:00 15:00 09:00 384 مجموع السداس ي 1
وتهدف هذه املادة إلى تقديم عرض مفيد وكاف عن مختلف النظريات اللسانية ملختلف االتجاهات اللسانية في
عرض متناسق منطقيا وزمنيا بما يسهم في اإلحاطة بأهم أعمال الفكر اللساني في العصر الراهن بأسلوب علمي
دقيق.
ولقد شهدت اللسانيات في القرن العشرين وفي القرن الحالي تطورا عجيبا ،إذا تعاقبت النظريات وتباينت
االتجاهات يحدو أصحابها الطموح إلى الفوز بمنهج علمي يمكن من وصف نظم األلسن ووصفها علميا
باالعتماد على منهج علمي يضاهي منهج العلوم البحتة ضبطا ودقة وموضوعية ،ويسمح من ّثم باستنباط
قوانين وكليات تتوافر في كل األلسن مهما كانت الفصائل اللغوية التي تنتمي إليها .ولقد تعاقبت النظريات
ابتداء من تلك التي تقص ي كل ما يعتبر حائال دون تحقيق صرامة املنهج العلمي من معنى ومقام ،وكل مالبسات
االستعمال مرورا بالتي تأخذ املعنى باالعتبار ،إلى التي تعير كل االهتمام إلى املقام وسائر مالبسات الخطاب التي
تبحث عن عالقة النشاط اللغوي بالذهن.
وتمثل مادة "النظريات اللسانية" ،بوجه آخر ،رصدا لتاريخ أفكار وتصورات ومذاهب واتجاهات اللسانيات في
فترة القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين ،هذا التاريخ الذي ال يمكن اإلحاطة بكل عطاءاته ،ولذك
فال يمكن ملادة "النظريات اللسانية" اإلملام بكل النظريات اللسانية في مساق واحد ،بل ال بد من توفير عدة
مساقات لعلها تفي بتقديم أهم هذه النظريات اللسانية ،سواء تلك التي تقدم وصفا ملختلف مستويات الدرس
اللساني (الصوتي ،والتركيبي ،والداللي ،والتداولي ،والنص ي) ،أو تلك التي تتحدث عن طبيعة اللغة أو تعطي
تفسيرا لحدوث اللغة وتشكلها كالنظريات واالجتماعية أو العقلية للغة ،أو كالنظريات التواصلية .والعرفنية ،أو
تلك النظريات التي تخص تعليمية اللغة ،وغيرها.
-)03تقييم برنامج مادة"النظريات اللسانية" يف اجلامعة اجلزائرية :يرجى النظر في الجدولين التاليين:
31
الرصيد: املعامل: مادة :النظريات اللسانية وحدة التعليم
01 01 االستكشافية
طريقة التقييم :تقييم األعمال املوجهة يكون متواصال طوال السداس ي.
32
نظريات التعليم وعالقتها باللسانيات 08
نماذج من نظريات اللسانيات وعالقتها بالتعليميات 09
النظريات اللسانية في برامج التعليم الجامعي بالجزائر 10
املدرسة التصنيفية وعالقتها بالنظريات اللسانية 11
املدرسة البنيوية وعالقتها باللسانيات 12
النحو التوليدي التحويلي 13
النظريات اللسانية في مذكرات التخرج 14
طريقة التقييم :تقييم األعمال املوجهة يكون متواصال طوال السداس ي.
-01تقييم برنامج مادة "النظريات اللسانية" من حيث الربجمة الزمنية :يالحظ من الجدولين العامين للسداسين األول
والثالث ملرحلة املاستر لتخصص لسانيات التطبيقية ،أن ّ
مادة "النظريات اللسانية" قد برمجت مرتين متتاليتين ،املرة
األولى خالل السداس ي األول ،واملرة الثانية خالل السداس ي الثالث ،كما أنها أدرجت ضمن الوحدة االستكشافية في
كال السداسين ،فهي بذلك ليست مدرجة ضمن املواد األساسية لهذا التخصص.
-02تقييم برنامج مادة "النظريات اللسانية" من حيث االعتمادات البيداغوجية املرصدة له :من خالل الجدولين
السابقين الذين يصفان برنامج مادة "اللسانيات التطبيقية" في مرحلة املاستر للسداسيين األول والثالث ،ومن خالل
الجدولين العامين لهما ،يتضح جليا أن هذه املادة ال تحظى بأهمية كبيرة ضمن البرنامج العام لتخصص "لسنيات
تطبيقية" ،وهذا من عدة جهات:
-أدرجت مادة "النظريات اللسانية" ضمن وحدة التعليم االستكشافية ،في كال السداسيين ،فهي بذلك ليست ذات
أهمية في هذا البرنامج ،وهذا ما انعكس على اعتماداتها البيداغوجية ،فقد خصص لها معامل واحد فقط ،ورصيد
واحد كذلك.
-كما أنها تقدم في شكل أعمال موجهة فقط ،وليس لها محاضرات نظرية ،وكأن واضع البرنامج يرمي إلى تقديمها
داخل الحصة بشكل عملي وتطبيقي .ويعني تقديمها في شكل أعمال موجهة أنها ذات تقييم مستمر ومتواصل خالل
حصص األعمال املوجهة.
-من حيث استيفائه لعناصر املوضوع :من خالل الجدولين السابقين ،نالحظ وقوع برنامج مادة "النظريات اللسانية"
ملرحلة املاستر ،في عيب النقص واالضطراب والخلل ،فقد افتقر لذكر للكثير من النظريات اللسانية وإدراجها في ترتيب
زمني أو منطقي.
فهناك العديد من النظريات اللسانية املشهورة كان ينبغي إدراجها كمفردات في هذا البرنامج ،مثل :نظرية التواصل
اللساني ،نظرية الفونيم ،نظرية التقطيع املزدوج ،نظرية الغلوسيماتيك ،نظرية الحقول الداللية ،النظرية السياقية،
نظرية التحليل املؤلفاتي ،النظرية التوزيعية ،النظرية التوليدية التحويلية ،نظرية أفعال الكالم ،نظرية النص،
وغيرها.
33
وكان في اإلمكان تقسيمها إلى محاور بحسب املوضوع أو االتجاه ،وغير ذلك من التقسيمات املنهجية والعلمية ،مثل
نظريات وظيفية نظريات تعليمية ،نظريات موضوعية ،وغيرها .وترتب ترتيبا زمنيا كذلك.
وكان يستحسن كذلك التقديم للمحاضرات بمحاضرتين عن موضوع اللسانيات ومفاهيمها والتمييز بين اللسانيات
الحديثة واملناهج اللغوية السابقة ،وهو أمر مهم في أنه يؤسس لطبيعة النظريات التي ينبغي تناولها على انها نظريات
لسانية ،وهذا يعني أننا ال نتعرض لتلك النظريات التي عرفتها الدراسات اللغوية في القرون السابقة قبل ظهور
اللسانيات.
-من حيث التزامه بالتسلسل الزمني واملنطقي في إيراده لعناصر املوضوع :هذا العنصر يرتكز أساسا على العنصر
السابق ،وحيث إن مفردات برنامج "النظريات اللسانية" عرف خلال واضطرابا ونقصا في مفرداته ،فإن عنصر الترتيب
الزمني أو املنطقي سيتأثر هو اآلخر بهذا االضطراب والخلل.
وواضح من الجدولين السابقين أنه لم يعتمد في وضع مفرداته وترتيبها على أساس منطقي أو منهجي ،بل كان وضعه
وضعا عشوائيا .فلقد تحدث في البداية عن النظرية التداولية ،ثم عاد ليتحدث في األخير عن النظرية التوليدية
التحويلية ،ونحن نعلم أن النظرية التوليدية التحويلية هي أسبق في الوجود من التداولية.
-من حيث استمرارية املادة وتكررها ضمن املسار الدراس ي :لقد عرفت مادة "النظريات اللسانية" تكرارا في برمجتها
في مراحل املاستر تخصص "اللسانيات التطبيقية" ،فقد برمجت ملرتين في سداسيين مختلفين ،السداس ي األول
والسداس ي الثالث ،وهذا أمر جيد ،حيث يفهم من ذلك أنها هي بحاجة لالستمرار في موادها ،نظرا لكثرة موضوعاتها
ومجاالتها .ولغيرهم ،ولكن هذا التكرار في السداس ي الثالث هو مجرد صورة طبق األصل عن مفردات السداس ي األول،
كما مبين في الجدول الثاني ،وهذا في الحقيقة يعد عيبا في البرمجة ،وقد كان هذا التكرار فرصة لإلحاطة بكل
النظريات اللسانية ،ولكن هذا لم يحدث ،بل هذا التكرار يؤدي فقط للملل .ولقد أشرنا فيما سبق أن التكرار في
املواد الد اسية من مرحلة إلى مرحلة له فلسفته في بيداغوجيا املناهج ،ولكن يبدو ّ
أن برنامج النظريات اللسانية تم ر
وضعه بعيدا عن كل رؤية وتصور علمي أو منهجي أو بيداغوجي .ونرجو أن يستدرك هذا األمر في عمليات التعديل التي
ستمس هذه البرامج مستقبال.
34