You are on page 1of 9

‫المدارس األدبية و أثرها على األدب العربي‬

‫يا ترى كيف ساد مفهوم المدرسة األدبية في األوساط األدبية؟‬

‫مقدمة‬
‫انبثق مفهوم المدرسة األدبية من ذلك المعتقد السائد الذي يقوم على أن نهضة اآلداب وتطورها‬
‫يرجع إلى ما يعرف بمحاكاة األدباء لغيرهم ممن يتأثرون بهم فينسجون= على منوالهم بشكل يغذي‬
‫طرائقهم في التعبير عن مكنوناتهم اإلبداعية‪ ،‬وهذه المحاكاة ال تلغي األصالة والذاتية في الكتابة‬
‫األدبية وإنما تقوم بدعمها‪ ،‬وهي على تنوعها تجمعها مجموعة من الخصائص العامة تقتضي بمراعاة‬
‫الذاتية واألصالة‪ ،‬وأال يطغى التأثر والمحاكاة على األدب واألديب= ونفسه‪ ،‬كما يجدر بها أن تكون‬
‫بعيدًا عن األلفاظ والعبارات‪ ،‬وسيتطرق هذا المقال ألبرز رواد األدب الحديث ومدارسه‪ ،‬وسيبيِّن‬
‫المدارس األدبية وأثرها في األدب العربي‪.‬‬
‫مدرسة البعث واإلحياء‬ ‫‪‬‬
‫يطلق اسم مدرسة البعث واإلحياء على مذهب أدبي ظهر في العصر الحديث‪ ،‬أخذ فيها‬
‫الشعراء على عاتقهم االلتزام بنظم الشعر على نهج الشعر القديم‬
‫نشأة مدرسة البعث واإلحياء‬ ‫‪‬‬
‫تسمى هذه المدرسة بالمدرسة المحافظة أو مدرسة المحافظين وقد= ظهرت كردة فعل على الحالة‬
‫األدبية التي آل إليها الشعر العربي في العصر الحديث حيث أخذ باالنحطاط والتراجع بعد نهضته‬
‫األولى‪ ،‬وتراجع الحضور العربي واإلسالمي على كافَّة المستويات ال سيما اإلبداعية منها‪ ،‬وأصبح‬
‫الشعر وسيلة للتكسُّب وتزجية الوقت‪ =،‬فظهر مجموعة من الشعراء استيقظت فيهم المشاعر الدينية‬
‫والوطنية واالجتماعية التي مزجت باألساليب الثقافيَّة الجديدة واتخذ هؤالء الشعراء مدرسة من‬
‫مدارس الشعر العربي التي ظه َرت مشابهة للمدرسة الكالسيكية لدى الغرب‪.‬‬
‫خصائص مدرسة البعث واإلحياء‬ ‫‪‬‬
‫تمتاز القصائد التي نظمها شعراء مدرسة اإلحياء بعدد من الخصائص والسمات العامة‬
‫باإلضافة إلى السمات الفنية الخاصة التي ينفرد بها كل شاعر عن اآلخر ومنها‬
‫الحفاظ على النهج العربي القديم في بناء القصيدة العربية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التقيُّد بالبحور الشعرية المعروفة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫افتتاح القصيدة بالغزل التقليدي الذي سار عليه شعراء العصر الجاهلي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫استحداث أغراض شعرية جديدة كالشعر الوطني والشعر االجتماعي والشعر المسرحي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫سام في أشعارهم‪.‬‬
‫التركيز على وجود هدف ٍ‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬رواد مدرسة البعث واإلحياء‬
‫يعد شعراء ورواد مدرسة البعث واإلحياء شعراء المدرسة الكالسيكية في األدب العربي‪ ،‬حيث‬
‫سعوا بشعرهم للنهوض بتقاليد القصيدة العربية القديمة ومن أبرزهم‬
‫أحمد شوقي‪ :‬شاعر مصري لقب بأمير الشعراء‪ ،‬ولد سنة ‪1868‬م‪ ،‬وتوفي سنة ‪1930‬م‪ ،‬وهو من‬
‫أبرز شعراء العصر الحديث‪.‬‬
‫حافظ إبراهيم‪ :‬لقِّب بشاعر النيل وبشاعر الشعب‪ ،‬كان من أبرز شعراء األدب الحديث الذين حافظوا‬
‫على أسس الشعر القديم في قصائدهم‪.‬‬

‫نماذج شعرية‬ ‫‪‬‬


‫احتفظت مصادر األدب= العربي بنماذج كثيرة من قصائد لشعراء ساروا على نهج مدرسة اإلحياء‬
‫وخصائصها في إعادة نهضة الشعر القديم في روح األدب الحديث‪ ،‬ومن أبرز هذه القصائد‪:‬‬
‫قال الشاعر محمود سامي البارودي‪:‬‬
‫كــــــان يَــــ ْملِـــــ ُ=‬
‫ك َع ْينِ َي‬ ‫َ‬ ‫صلَـــــةُ ْال َخـــــيَا ِل َعلَى ْالبـــِ َعا ِد لِقَــــــــــــا ُ=ء لَ ْ‬
‫ـــــو‬ ‫ِ‬
‫اِإل ْغفـــــَا ُ=ء‬
‫يا هاجري من غير ذنب في الهوى= مــــهاًل فهجـــــرك والمنـون ســــواء‬
‫أغريـــــت لحـــــظـــــك بــالفـــؤاد= فـــشفه ومن العيون على النفوس بــالء‬
‫‪ ‬المدرسة الرومانسية‬
‫وهي إحدى المدارس األدبية الحديثة في الفن واألدب‪ =،‬ركزت على الخيال والعاطفة والتلقائية بداًل من‬
‫المنطق والعقل‪:‬‬
‫نشأة المدرسة الرومانسية‬ ‫‪‬‬
‫بدأت في فرنسا في أواخر القرن الثامن عشر اإلرهاصات األولى= لنشأة الرومانسيَّة‪ ،‬فظهر‬
‫نوعان من المدارس األدبية الرومانسية‪ ،‬تم َّرد شعراؤهما على شعراء المدرسة الكالسيكية وأنظمتهم‬
‫الشعرية‪ ،‬فشكلت ثورة على األرستقراطية والمعايير االجتماعية والسياسية في عصر التنوير‪ ،‬وترى‬
‫الرومانسية أن الخيال والعواطف والمشاعر= هي المصدر الحقيقي للتجارب الجمالية كما جعلت من‬
‫الخيال الفردي سلطة ناقدة مما أسهم في التحرر من أفكار المدارس الكالسيكية والعقالنية المثالية‪.‬‬
‫خصائص المدرسة الرومانسية‬ ‫‪‬‬
‫تميزت اقصائد المدراس األدبية الرومانسية بمجموعة من السمات والخصائص ومن أبرز‬
‫خصائص المدرسة الرومانسية في األدب العربي‪:‬‬
‫اللجوء للطبيعة والهروب إليها كلما اشتدت األحزان واآلالم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫شيوع نزعة الحزن والسوداوية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االستعانة بمظاهر الطبيعة في توظيف األفكار= وتأجيج الشعور‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫شيوع العاطفة ونبذ العقلية والمنطقية الجامدة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلحساس بالغربة واأللم= والتعاطف مع البؤساء‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫توظيف الخيال بشكل فعال في القصائد للهروب إليه من الواقع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التمرد على جميع األنظمة والقواعد والقوانين والمواضعات االجتماعية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بروز الفردية وتضخيمها والمغاالة= في تعظيمها وعرض شؤونها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬رواد المدرسة الرومانسية‬
‫شاعت الرومانسية شيوعًا كبي ًرا لدى شعراء الغرب والعرب‪ ،‬ولعل مبادئها التي تقوم على التحرر من‬
‫القيود واألنظمة كانت سببًا في جذبهم إليها‪،‬‬
‫ومن أبرز روادها‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫خليل مطران‪ :‬هو شاعر لبناني من رواد المذهب الرومانسي لقب بشاعر القطرين عرف بغوصه في‬
‫المعاني وجمعه بين الثقافة العربية والغربية‪.‬‬
‫أبو القاسم الشابي‪ :‬هو شاعر تونسي من أبرز رواد المدرسة الرومانسية العرب‪ ،‬ولد في مدينة توزر‬
‫سنة ‪1909‬م‪ ،‬درس القانون وكان مثقفًا شغوفًا باألدب‪..‬‬
‫عمر أبو ريشة‪ :‬هو شاعر سوري= ولد سنة ‪1910‬م‪ ،‬وتوفي سنة ‪1990‬م‪ ،‬نشأ في أسرة كان معظمها‬
‫يقول الشعر‪ ،‬فنبغ وأصبح من كبار شعراء العصر الحديث‪.‬‬
‫نماذج شعرية بدت قصائد شعراء المدرسة الرومانسية سهلة المأخذ غنائية نظرًا لطغيان الجانب‬
‫العاطفي فيها و تحررها من القيود الفنية‪،‬‬
‫ومن أبرز النماذج الشعرية لهذه المدرسة‪:‬‬
‫قال عمر أبو ريشة‪:‬‬
‫هنــا فـي موســــــــــم= الـــــــــورد تالقيــــــــنــــــــــا بال وعـــــــد‬
‫وسرنا في جالل الصمت فوق مناكب الخلد‬
‫مدرسة الديوان‬ ‫‪‬‬
‫هي حركة تجديدية ظهرت في العصر الحديث في الشعر العربي الحديث على يد عباس محمود‬
‫العقاد وعبد الرحمن شكري وإبراهيم المازني‬
‫نشأة مدرسة الديوان=‬ ‫‪‬‬
‫تأسست هذه المدرسة سنة ‪1921‬م‪ ،‬وأطلق عليها اسم مدرسة الديوان نسبة إلى ِكتاب الديوان في‬
‫األدب والنقد‪ ،‬الذي= قام بتأليفه كل من عباس محمود العقاد وعبد الرحمن شكري‪ ،‬حيث وضعا فيه‬
‫مبادئ المدرسة وأهدافها‪ ،‬وقد= وصف العقاد مدرسة الديوان بقوله أنها مذهب إنساني مصري عربي‪،‬‬
‫ولو عقدت مقارنة بين مدرسة اإلحياء والديوان لوجدت أن مدرسة الديوان تشبه المدرسة الرومانسية‬
‫إلى حد ما من حيث أنها تثور على األساليب القديمة المتبعة في الشعر العربي سواء في الشكل أو‬
‫المضمون أو اللغة أو البناء‪.‬‬
‫خصائص مدرسة الديوان‬ ‫‪‬‬
‫لقد بدت مدرسة الديوان مشابهة في ثوريتها على النهج القديم للمدرسة الرومانسية‪ ،‬إال أنها‬
‫اتَّسمت ببعض الخصائص التي ميزتها وأفردتها عن غيرها وهي‪:‬‬
‫التخلي عن النماذج العربية القديمة وعدم تمثُّل معانيها وال صورها‪ ،‬واتِّخاذ النموذج الغربي‬ ‫‪‬‬
‫وال سيما اإلنجليزي نموذجًا أساسيًّا‪.‬‬
‫االرتكاز في بناء القصيدة على الفكرة التي تتمحور حولها وإن كان ذلك على حساب الصياغة‬ ‫‪‬‬
‫والبناء اللغوي‪.‬‬
‫عدم االكتراث للجانب البياني والبالغي‪ ،‬ولذلك جاءت قصائهم سهلة المأخذ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫برود العاطفة في شعرهم نظ ًرا لسيادة التركيز على الفكرة المعنية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التنويع في األوزان= والقوافي‪ .‬التضمين من القصائد الغربية المترجمة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬رواد مدرسة الديوان‬
‫لم يكن لهذه المدرسة عدد كبير من الرواد ال سيما أنَّها اقتصرت على اآلداب العربية‪ ،‬إال أن‬
‫روادها أصدروا نتاجًا وافرًا من الشعر واألدب‪ ،‬ومنهم‪:‬‬
‫عباس محمود العقاد‪ :‬هو أديب ومفكر وصحفي وشاعر مصري من مواليد أسوان= سنة ‪1889‬م‪.‬‬
‫إبراهيم المازني‪ :‬هو إبراهيم عبد القادر المازني‪ ،‬أديب مصري ساخر لجأ في أدبه للسخرية من‬
‫العيوب الجسدية واالجتماعية لنفسه ولآلخرين‪.‬‬
‫عبد الرحمن شكري‪ :‬وهو شاعر مصري من أصول مغربية‪ ،‬كان ألسرته دور بارز في تنمية موهبته‬
‫الشعرية وهو أحد رواد مدرسة الديوان= ومؤسسيها‪.‬‬
‫‪ ‬نماذج شعرية‬
‫لقد خلفت مدرسة الديوان عددًا من النماذج النثرية في فن القصة القصيرة والنماذج الشعرية‬
‫التي ساروا فيها على مبادئهم التي أرسوها في كتاب الديوان= ومنها‪:‬‬
‫قال عباس محمود العقاد‪:‬‬
‫سح ُر دنياك يـا ُأخ ّي قديــم سوف يبقــى ويـــذهب الكــــــه ُ=‬
‫َّان‬
‫ُ=‬
‫واألغصان‬ ‫أفيمضي بسحرها كاهن ما ت وفيها الشموسُ‬
‫ُ=‬
‫واألجـــــــــفــان‬ ‫أفيمضي بسحرها كاهن ما ت وفيهـــــا الثغــــــــور‬
‫‪ ‬نشأة مدرسة المهجر‬
‫نشأت مدرسة المهجر على أيدي الشعراء الذين هاجروا إلى الواليات المتحدة األمريكية‬
‫وأمريكا الالتينية بسبب ظروف سياسية واقتصادية‪ ،‬في الوقت= الذي نشأت فيه في الوطن العربي‬
‫مدرسة الديوان‪ ،‬إال أن كاًل منهما لم تكن على دراية باألخرى‪ ،‬وعلى الرغم= من أن كال المدرستين‬
‫كانتا تسعيان للخروج على مظاهر الشعر القديم وقواعده الفنية إال أن مدرسة المهجر كانت قد حققت‬
‫السبق والنجاح مقارنة بما حققته مدرسة الديوان‪ ،‬و تتفرع هذه المدرسة إلى ثالث أقسام‪:‬‬
‫مدرسة المهجر الشمالي والمهجر الجنوبي والرابطة القلمية‪.‬‬
‫‪ ‬خصائص مدرسة المهجر‬
‫تميزت مدارس المهجر الثالثة بمجموعة من الخصائص التي جمعت بينها وميزتها عن غيرها من‬
‫المدارس وحفظت لها بصمة خاصة ومنها‪:‬‬
‫‪ ‬التعبير عن تجربة شعورية ذاتية مر بها الشاعر في غربته ويظهر عمق التعبير عن هذه‬
‫التجربة عندما تمتزج مشاعره بالطبيعة‪.‬‬
‫‪ ‬توظيف الرمز لما يتيحه من مجال واسع للتعبير عن المعاني وإكسابها لونًا من الغموض‪.‬‬
‫‪ ‬التحرر من قيود الوزن= والقافية‪.‬‬
‫‪ ‬اإلكثار من استخدام الشكل القصصي في الشعر ‪.‬‬
‫‪ ‬ظهور النزعة اإلنسانية في المضامين الشعرية‪.‬‬
‫‪ ‬شيوع عاطفة الحنين إلى الوطن والحزن الذي= يمكن أن يضفيه البعد عن الوطن واألهل‬
‫واألحبة‪.‬‬
‫‪ ‬رواد مدرسة المهجر‬
‫لمعت أنجم شعراء مدارس المهجر الثالثة الشمالية والجنوبية والرابطة القلمية‪ ،‬وتمكنت قصائدهم‬
‫من عبور األقطار العربية والغربية ومن أبرزهم‪:‬‬
‫أمين الريحاني‪ :‬وهو مفكر وأديب ومؤرخ ورحالة ورسام كاريكاتير لبناني‪ ،‬يع ُّد من عمالقة الفكر في‬
‫أوائل القرن العشرين‪.‬‬
‫ميخائيل نعيمة‪ :‬هو مف ِّكر لبناني وواحد من قادة الفكر الثقافي العربي‪ ،‬وهو شاعر وقاص وكاتب‬
‫مسرحي وناقد‪.‬‬
‫جبران خليل جبران‪ :‬هو كاتب ورسام= وشاعر لبناني‪ ،‬يع ُّد من رموز ذروة ازدهار األدب العربي ال‬
‫سيما في الشعر النثري‪.‬‬
‫إيليا أبو ماضي‪ :‬وهو شاعر عربي لبناني من مؤسسي الرابطة القلمية‪ ،‬اتَّجه إلى نظم الشعر في‬
‫الموضوعات= الوطنية‪.‬‬
‫‪ ‬نماذج شعرية‬
‫سجلت مصادر األدب العربي المختلفة كافة القصائد التي أشهرها أصحابها من شعراء المهجر‪،‬‬
‫وهي نماذج تشهد ببراعتهم وإبداعهم ومنها‪:‬‬
‫قال ميخائيل نعيمة‪:‬‬
‫المسير‬
‫ِ‬ ‫يا نهر هل نضبت مياهك فانقطعت عن الخرير‪..‬أم قد هرمت وخار عزمك فانقطعت عن‬
‫باألمس كـــــنت مرنـــــــ ًما بيـن الحــــــــدائــــــق والـــــــــزهـــــــــور‪..‬والـــيوم= قــد= هبــطت‬
‫العميق‬
‫ِ‬ ‫علـيك سكينة اللحد‬
‫‪ ‬مدرسة أبولو‬
‫وهي مدرسة أدبية حديثة نشأت بعد مدرسة الديوان‪ ،‬قام الشاعر األديب زكي أبو شادي بتأسيسها‬
‫خدمة للفن وإجالاًل لألدب‪:‬‬
‫‪ ‬نشأة مدرسة أبولو‬
‫أسس الشاعر زكي أبو شادي جماعة أبولو سنة ‪1955‬م في القاهرة‪ ،‬وقد أوضح في أ َّول عدد من‬
‫أن الغاية وراء تأسيس هذه المدرسة كان للسمو بالشعر والعناية بالشعراء‪ ،‬وقد= أطلق‬ ‫مجلة مدرسته َّ‬
‫عليها اسم أبولو تيمنًا بالمثيولوجيا اإلغريقية التي تزعم أن أبولو هو ربُّ الشعر والموسيقى‪.‬‬
‫‪ ‬خصائص مدرسة أبولو‬
‫تميزت أشعار جماعة أبولو بعدد من الخصائص التي ميزتها عن أشعار غيرها من المدارس‬
‫وجعلتها تنجح في تحقيق الغاية التي رسمت لها ومنها‪:‬‬
‫‪ ‬البساطة والصدق والبعد عن التكلُّف والصنعة‪.‬‬
‫‪ ‬الحرص على إبراز الذاتية التي تع ُّد مكمن اإلبداع وأساس تميزه‪.‬‬
‫‪ ‬الجنوح إلى الرومانسيَّة والميل إليها السيما من خالل استخدام مظاهر الطبيعة‪.‬‬
‫‪ ‬النظم في موضوعات= شعرية تعكس الواقع االجتماعي الذي يعيشه الشاعر في حياته اليومية‪.‬‬
‫‪ ‬استخدام صور جديدة من صور الشعر الحديث‪.‬‬
‫‪ ‬رواد مدرسة أبولو‬
‫يعد رواد مدرسة أبولو من أبرز رواد الشعر العربي الحديث‪ ،‬الذين سعوا لتجديد الشعر والنهوض‬
‫به من وطأة المحاكاة والتقليد‬
‫‪ ‬ومن أبرز روادها‪:‬‬
‫أحمد زكي أبو شادي‪ :‬وهو شاعر وطبيب مصري وكان له نتاج أدبي غزير من الدواوين الشعرية‬
‫والمؤلفات النثرية والمسرحية‪.‬‬
‫إبراهيم ناجي‪ :‬شاعر مصري ولد سنة ‪1898‬م‪ ،‬توفي وهو في الخامسة والخمسين من عمره‪ ،‬تأثر‬
‫بوالده الذي كان مثقفًا ومحبًا للعلم مما ساعده على النجاح في عالم األدب‪.‬‬
‫علي محمود طه‪ :‬شاعر مصري من أعالم الشعر العربي المعاصر‪ ،‬أصدر ديوانه األول= المالح التائه‪،‬‬
‫ثم ارتحل إلى أوروبا التي كان لطبيعتها أثر واضح في شعره وميله للرومانسية‪.‬‬
‫‪ ‬نماذج شعرية‬
‫تعد قصائد مدرسة أبولو من أبرز نماذج الشعر العربي الحديث التي رصدت الطالئع األولى‬
‫للمالمح التجديدية في الشعر العربي ومنها‪:‬‬
‫قصيدة إلبراهيم ناجي إذ يقول فيها‪:‬‬
‫يا من طواها الليل في بـــيدائه روحًـــتا مفزعة عـلى ظلمـــــــــــــــــــائ ِه‬
‫تـــــــــــتلفتين إلـــــــــــــــــي= في أنــــحــــــــــــــائ ِه لهف الفؤاد عـلى‬
‫الشريد التائ ِه‬
‫ك جــــــــمع الوفــــــــاء= شــــقيَّة وشــــــتقيا‬
‫إن تظنئي لي كم ظمئت إلي ِ‬
‫‪ ‬مدرسة الشعر الحر‬
‫هي المدرسة التي ابتكرت فن الموازنة بين القيد الشعري والتحرر منه في آن معًا حيث يتحرر‬
‫الشاعر من االقافية ويبقي على الوزن دون االلتزام بعدد تفعيالته‪:‬‬
‫‪ ‬نشأة مدرسة الشعر الحر‬
‫هي من أبرز مدارس الشعر العربي وهي المدرسة الشعرية التي ظل أثرها قائ ًما حتى اليوم شاهدًا‬
‫على نجاح روادها في مساعيهم نحو خلق جيل شعري جديد‪ ،‬يقوم على التحلل من كافة القيود الشعرية‬
‫كالوزن والقافية‪ ،‬ويسمى شعر هذه المدرسة بالشعر الحر أو شعر التفعيلة‪ ،‬ظهرت اإلرهاصات‬
‫األولى لشعر هذه المدرسة في الثالثينيات‪ ،‬وبدأت تأخذ شكاًل واض ًحا في األربعينيات ونضجت‬
‫واستوت على صورتها المعروفة اآلن في الخمسينيات‬
‫‪ ‬خصائص مدرسة الشعر الحر‬
‫‪ ‬قد ال تقل مزايا وخصائص الشعر الحر عن خصائص غيرها‪ ،‬إال أنها تعد األبرز إذ تمكنت هذه‬
‫المدرسة من تحقيق الغاية التجديدية التي سعت إليها غيرها ومن هذه الخصائص‪:‬‬
‫‪ ‬بدا الشكل الجديد للقصيدة العربية أكثر قربًا لروح العصر الذي نعيشه وأكثر استيعابًا‬
‫لمضامينه‪.‬‬
‫‪ ‬تميز شعر هذه المدرسة بالمرونة الموسيقية حيث تتلون موسيقى الشعر مع االنفعاالت‬
‫الشعرية‪.‬‬
‫‪ ‬حقق شعراء هذه المدرسة الوحدة= العضوية والموضوعية في قصائدهم‪.‬‬
‫‪ ‬تمتاز اللغة الشعرية في الشعر الحر بأنها قريبة من لغة العامة سهلة المأخذ والمعنى المتناول‬
‫قريب لألذهان‪.‬‬
‫‪ ‬استخدم شعراء هذه المدرسة الرمز و قاموا بتوظيفه على نحو واسع بما يتيح للشاعر تضمين‬
‫قصيدته بكم هائل من المعاني‪.‬‬
‫‪ ‬رواد مدرسة الشعر الحر‬
‫تعد مدرسة الشعر الحر األكثر شعبية بين الشعراء فقد وجد فيها الشعراء مرادهم من النطاق‬
‫الشعري الحر المنسجم مع الطبيعة الغنائية للشعر‪ ،‬ومن روادها‪:‬‬
‫أدونيس‪ :‬وهو علي إسبر شاعر سوري= من أبرز شعراء العصر الحديث الذين تبنوا قصيدة التفعيلة‬
‫والقصيدة النثرية‪.‬‬
‫نازك المالئكة‪ :‬شاعرة عراقية حصلت على درجة الماجستير في األدب المقارن‪ ،‬وهي من أبرز‬
‫شعراء العصر الحديث‬
‫ومن أوائل من تبنوا شعر التفعيلة‪.‬‬
‫بدر شاكر السياب‪ :‬هو شاعر عراقي وهو من رواد شعر التفعيلة ومؤسسيها األوائل‪ ،‬له ديوان واحد‬
‫موزع في جزئين‪.‬‬
‫فدوى طوقان‪ :‬وهي من أبرز شعراء التفعيلة‪ ،‬من عائلة مثقفة‪ ،‬تتلمذت على يدي أخيها إبراهيم‬
‫طوقان‪.‬‬

‫‪ ‬نماذج شعرية‬
‫ض َّم ت مصادر األدب الحديث نماذح شعرية بارزة لشعراء مدرسة الشعر الحر أو شعر التفعيلة‪ ،‬وهي‬
‫نماذج تثبت نجا ًحا في بلوغ غايتها تحقيق أهدافها ومنها‪:‬‬
‫يقول بدر شاكر السياب‪:‬‬
‫عيناك غابتا نخيل ســاعةَ الـسحرْ أو شرفتان راح ينـأى عنهما القمرْ‬
‫عيناك حين تبسما ِن تورق الكرو ْم وتــــرقص األضواء كاألقمار= في نهر‬
‫يقول أدونيس‪:‬‬
‫ســـــــــــــــــــيزيف‬
‫َ‬ ‫في الصخرة المجنونة الدائر ْه تــــبحـــــــــــــــــــــث= عــــــــــــــــن=‬
‫تــــــــــــــــــــــــــــولــــــــــــــــــــــــــــــــد=‬
‫عـــــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــنــــــــــــــــــا ْه في األعــــين الــــمطفأة الحـائر ْة‬
‫تقول نازك المالئكة‪:‬‬
‫تونس الكــــــــــــــــــبير ْه ُكســـــّـر قلبي قطعًا صغــــــير ْه‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫نزلـــت‬ ‫حـــــــــــــيـن=‬
‫ث َّم استطعت بين نخل البصر ْه إلصاق قلبي كسرةً فكسر ْه‬

‫خامتة‬
‫وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية البحث األدبي الذي تحدّثنا فيه عن المدارس األدبية و أثرها على‬
‫األدب العربي الحديث فقد تأثر بمجموعة من المذاهب الغربية التي أضفت عليه جانبا جديدا في حين‬
‫كانت هناك مذاهب أخرى لم تبدي أي تأثير يذكر باألدب ولم تلق هي بحد ذاتها أي أي نجاح‪.‬‬

You might also like