Professional Documents
Culture Documents
خاتمة
إذا أردنا أن نذكر الصفة األبرز واألهم التي يصطبغ بها عالمنا اليوم فربما ما تكون كلمة
التغيير المستمر هي الخيار األقرب واألكثر صحة ،فالثورات والتطورات ,التي ال تفتأ
تطالعنا كل يوم توجب على الجميع أفرادا ومؤسسات العمل على التغيير من أجل مواكبتها
واللحاق بركبها ،وتصحيح المسار وفقا لما تنتجه البيئة الجديدة وظروف العالم المستجدة،
ولكن معرفة أهمية التغيير وحدها ال تكفي ،فبذات القدر من األهمية التي يتمتع بها التغيير،
يعد تقبله والنجاح به أمرا يحتاج لكثير من المهارات والتخطيط ،فهناك العديد من العوامل
التي يجب تجنبها ألجل نجاح التغيير كالثقافة الفردية وسوء العالقة وانعدام األمان فيما بين
اإلدارة والموظفين,.
وعليه فإن إلدارة التغيير يستلزم العديد من األدوات من بينها أداة الرقابة و التي تقود جهود
تقييم وتحليل وتطوير وتوثيق وتنفيذ التغييرات .يضع خطط لتنفيذ مطالب التغيير التي تتسم
بالتعقيد .يراجع عمليات التنفيذ المقترحة ويقيم المخاطر التي تتهدد سالمة البيئة الخاصة
بالمنتج والخدمة .يضمن تطبيق اعتماد التغيير المناسب على التغييرات .يراجع مدى فاعلية
تنفيذ التغيير ويحدد ويقيم ويدير استخدام أدوات وآليات وعمليات لمراقبة التغيير.
إدارة التغيير هي عملية اإلنتقال من وضع قائم بالفعل إلى وضع مستهدف لتحقيق أهداف
محددة فى إطار رؤية واضحة مشتركة بين القيادة والعاملين تتم من خاللها عمل تغييرات
في نظام معين ،حيث يتم تنفيذ هذه التغييرات بطريقة يمكن التحكم بها عن طريق اتباع إطار
ونموذج محددين ،ويتم إجراء ذلك بأسلوب منظم وبأقل مضايقة أو إزعاج والتغيير ببساطة
هو االنتقال مما نحن فيه اآلن إلى ما نريد أن نكون عليه.
وتعتبر ادارة التغيير في مشروع نظام ادارة المعلومات المالية الحكومية احد محاور العمل
الرئيسية في تنفيذ المشروع ترتبط ،بالرؤية واألهداف االستراتيجية للمشروع بتمكين
مستخدمي النظام "الحكومة " من ادارة المال العام بكفاءة وفاعلية من خالل توفـر قاعدة
بيانــات مالية دقيقة وشاملة تدعم ادارة القرارات المالية وصنعها في الوقت المناســب .وهو
ما استلزم تطبيق استراتيجية فعالة إلدارة التغيير تستند في رسالتها على توفير األدوات
والتقنيات واإلرشادات الالزمة واستخدام كل الوسائل الممكنة إلعداد كافة اصحاب المصالح
وعلى وجه الخصوص مستخدمي النظام ،لكي يتقبلوا عملية االنتقال إلى النظام الجديد و
يكونوا أكثر استعداداً والتزاما ً في تطبيقه.
وتتركز مهام إدارة التغيير في مشروع نظام إدارة المعلومات المالية الحكومية في نشر
التوعية بالنظام لمختلف مستخدمي النظام سواء على مستوى العاملين أو إداراتهم المعنية،
هذا باإلضافة إلى بناء قدرات ومهارات الموظفين الماليين في القطاع الحكومي فيما يخص
تطبيقات النظام ،مساعدة المؤسسات على تقبل التغيير المصاحب لتطبيق النظام .باالضافة
الى اعادة هندسة نظم العمليات الالزمة لتطبيقات النظام وبما يتناسب مع االدوار
1
والمسؤوليات الجديدة
1محمد بن يوسف النمران عطيات ،ادارة التغير والتحديات العصرية للمدير ،دار حامد لنشر والتوزيع ، 2006 ،ص33
المطلب الثاني :خصائص إدارة التغير :
من خالل تقديم التعاريف المتعددة للتغير التنظيمي يمكن القول أنها ظاهرة و حقيقة موجودة
في حياة المنظمات ،ال يمكن للمؤسسات تجاهلها بل يجب عليها التأقلم معها من خالل
دراستها و تحضير لها .و التغير التنظيمي كغيره من الظواهر لديه ويمكن حصرها في
مجموعة من النقاط و العديد من الخصائص المتنوعة ،أهها ما يلى :
أ .اإلستهداف :التغير حركة التفاعل الذكي ال يحدث عشوائيا أو إرتجاليا بل يتم في إطار
حركة منظمة ،تتجه الغاية مرجوة و أهداف محددة ،ومن هنا فإن إدارة التغير تتجه نحو
تحقيق هدف و تسعى إلى غاية معلومة و موافق عليها و مقبولة من قوى التغير .
ب .الواقعية :يجب على التغير التتظيمي أن يكون مبني عل ى ترابط إدارة التغير بالمواقع
العملي الذي تعيشه المنظمة و أن يتم في إطار تجانس إمكانيتها و مواردها و ظروفها التي
تمر بها.
ج .التوافقية :يجب أن تكون قدرة مناسبة من التوافق بين عملية التغيير و بين رغبات
واحتياجات وتطلعات القوى المختلفة عمليات التغيير .
د .الفعالية :يتعين أن تكون إدارة التغير فعالة ،أي تملك القدرة الحركة بحرية مناسبة و تملك
القدرة على التأثير على اآلخرين وتوجيه قوة الفعل في أنظمة و الوحدات اإلدارية المستهدف
تغييرها.
هـ .المشاركة :تحتاج إدارة التغير إلى التفاعل االيجابي ،والمفر الوحيد
لتحقيق ذلك هو المشاركة الواعية للقوى و إدماج كل األطراف التي تتأثر بالتغير وتتفاعل
مع قادة التغيير .
و .الشرعية :و هو من أهم الخصائص التي يجب أن تتوفر في التغير التنظيمي و يجب أن
يأخذ صيغة الشرعية القانونية واألخالقية قانوني في آن واحد ،و لما كان القانون القائم في
المنظمة قد يتعارض مع اتجاهات التغير ف إنه يتعين أوال تعديل و تغيير القانون قبل إجراء
التغير من أجل الحفاظ على الشرعية القانونية .
ز.اإلصالح :حتى تنجح إدارة التغير يجب أن تتصف باإلصالح بمعنى أخر يجب أن تسعى
إلى إصالح ماهر قائم من عيوب و معالجة ما هو موجود من إختالفات في المنظمة.
ح.الرشد :الرشد هو صفة الزمة لكل عمل إداري و بصفة خاصة في إدارة التغير إذ يخضع
كل قرار العتبارات التكلفة العائد فليس من المقبول أن يحدث التغيير خسائر ضخمة يصعب
تغطيتها بعائد يفوق هذه الخسارة
ط .القدرة على التطير و االبتكار :و هي خاصية عملية الزمة ،فالتغير يتعين أن يعمل على
إيجاد قدرات تطويرية أفضل مما هو قائم أو مستخدم حاليا ،التقدم و إال فقد مضمونه.
2
فالتغير يعمل نحو اإلرتقاء
كامل المغربي السلوك التنظٌي ًمي مفاهيم اسس سلوك األفراد والجماعة في تنظيم ،األهلية للنشر األردن ، 1993 ،ص245.246 2
المبحث الثاني :الرقابة
تعنـي المراقبـة والمالحظـة والحراسـة وهـي مشـتقة مـن الفعـل راقـب ،وراقبـه يعنـي
حرســه والحظه ،ويتضح أن كلمة الرقابـة
ويسـتدل مـن معنـى الرقابـة مـن هـذه اآليـة هـو محاسـبة اهللا سـبحانه وتعـالى لعبـاده ،وذلـك
عن طريق مراقبته سبحانه وتعالى لجميع النشاطات واألعمال .
هـي عمليـة التحقـق مـن مـدى إنجـاز األهـداف المبتغـاة والكشـف عـن معوقـات تحقيقهـا،
والعمل على إيجاد الحلـول المناسـبة وفـق مـا حددتـه القواعـد القانونيـة للدولـة وبصـورة,
مرضـية ،حيث ازدادت الرقابة مع اتساع نشـاط اإلدارة وتنوعـه فـي جميـع مجـاالت
الحيـاة ،فالرقابـة بهـذا المعنـى تتضـمن إذا لعمليـات التـي تسـتهدف توجيـه األداء نحـو مـا
رسـم لـه مـن ً مجموعـة مـن ا أهداف ومعايير وقياس درجة نجاح األداء الفعلي في تحقيق
األهداف والمعايير .
كمــا عرفــت بأنهــا ":متابعــة العــاملين بالمنظمــة تنفيــذا للخطــط الموضــوعة ,،وتقــويم
أعمالهـا أوال بـأول وذلـك ضـمانا ً لتحقيـق األهـداف المرسـومة للمنظمـة علـى أفضـل وجـه
وفـي أقصر وقت ،وبأكبر قدر من الدقة وأقل قدر ممكن من األخطاء"
هذا التعريف هو جامع لكـل وظـائف الرقابـة مـن تقيـيم األعمـال وتوجيـه النشـاط بمـا يتفـق
مــع الخطــة الموضــوعة ،وفــي نظــر الباحــث هــو تعريــف منطقــي تطــرق إلــى
الرقابــة مــن كــل جوانبها .
كـذلك عرفـت عـل أنهـا ":التحقـق مـن أن التنفيـذ يـتم طبقـا للخطـة المقـررة والتعليمـات
الصادرة ،والكشف عن نقاط الضعف والقصور وعالجها ومنع تكرارها".
هـذا التعريـف ركـز علـى دور وظيفـة الرقابـة ،حيـث ربطهـا بعمليـة التحقـق مـن أن
العمـل يسـير وفـق الخطـة والتعليمـات ,والقواعـد المحـددة مـن قبـل اإلدارة ،بقصـد اكتشـاف
كـل مـواطن الضعف والنقص واألخطاء واالنحرافات ،لعالجها وتفادي حدوثها في
3
المستقبل
-الرقابة الوقائية الطريق األمثل للرقابة الناجعة ،تعـد الرقابـة اإلداريـة رقابـة وقائية فهي
ال تحد من التجـاوزات التـي تقـع فيهـا اإلدارة تجـاه نفسـها أو تجـاه األفـراد ،فحسـب بــل
أنهــا تعمــل علــى أن ال يصــدر أي قــرار أو تصــرف أو عمــل إال فــي حــدود القــانون
وفــي إطار احترام مبدأ المشروعية ،وبما ال يدع مجاالً للشك ،فإن الرقابة اإلدارية تكون
أكثر جديـة وفعالية إذا ما التزمـت بالمقومـات الرئيسـية ،فوفـاء اإلدارة بالتزاماتهـا يجعلهـا
قويـة و يحقـق لهـا مــا كانــت تصــبو إليــه ،مــن ســير منــتظم لــإلدارة بكــل يســر
واطــراد ،وبعيــدا عــن التعســف واالستبداد
-إن الرقابــة المســتمرة الفاعلــة تعمــل علــى ســرعة اكتشــاف األخطــاء والتعــرف,
علــى أسبابها ،والقيام بإبالغ المسئولين عنها في الوقت المناسب لكي يتم التصحيح والتعديل
-أن تكـون الرقابـة مرنـة وسـهلة الفهـم بالنسـبة للعـاملين رؤسـاء ،ومرؤوسـين ،يسـتوجب
هذا األمر أن تكون المعايير المستخدمة في الرقابـة مرنـة ومفهومـة ،ولهـا القـدرة علـى
التكييـف مع الظروف .
-أن تكــون الر قابــة اإلداريــة موضــوعية ،وواقعيــة فــي تأديــة وظيفتهــا ،ويتطلــب
هــذا توافق النظام الرقابي مع حجم المنظمة وطبيعة األنشطة التي تؤديها.
-تساعد في متابعة وضبط األحداث المستقبلية واتخاذ الموقف التصحيحي الالزم .
-أن يقـــــدم نظـــــام الرقابـــــة المعلومـــــات ,الالزمـــــة عـــــن ,المـــــداخالت أو
4
العمليـــــات أو المخرجات في الوقت المحدد .
3احمد بن صالح بن هليل الحربي ،الرقابة اإلدارية وعالقاتها بكفاءة األداء ،رسالة ماجستير،2013 ،،ص12 ،
4السعيد بلوم ،أساليب الرقابة ودورھا في تقييم أداء المؤسسة القتصادية ،دراسة ميدانية بمؤسسة المحركات والجرارات بالسوناكوم ،رسالة
ماجيستير ،جامعة منتوري قسنطينة،2007،ص32. ،
المبحث الثاني :الرقابة و عالقتها بإدارة التغيير
الرقابة هي مقارنة األداء الفعلي بما هو مخطط وتحديد االنحرافات بينهما واتخاذ
اإلجراءات التصحيحية إن لزم األمر ،والرقابة نشاط مهم في برامج التغيير التنظيمي ،
فبعد إعداد الخطط تم تنفيذها ،قد تظهر انحرافات تو جب همال ،وقد يحدث تناسي ونسيان
لمعايير الخطة وأنشطة التطوير ،وقد يحدث التدخل ،وقد يحدث تقاعس وا مقاومة من
البعض لتطبيق أنشطة التطوير هنا تظهر أهمية الرقابة .تستوجب عملية رقابة التغيير ان
يكون هناك معايير معينة ومحددة مسبقا ليتم مقارنة النتائج بها ،مثال هدف رفع الروح
المعنوية للعاملين من المؤشرات المعتمدة في هذا المجال هو هبوط مستوى الغياب عن
العمل عما كان عليه سابقا ،يتمثل جوهر العملية الرقابية للتغيير في قياس األداء للتأكد من
مطابقته للخطط المرسومة وتصحيحه والر قابة على التغيير تشمل - :اإلشراف -المتابعة
-تحديد المعايير او المؤشرات المالئمة للقياس -قياس األداء -تحديد مدى انحراف األداء
عن المعيار -معرفة األسباب التي أدت الى االنحراف -اتخاذ اإلجراء التصحيحي الالزم -
5
متابعة مدى فاعلية اإلجراء المتخذ في منع حدوث االنحراف
سعيد عامر ،مفاهيم ادارة التغير واهميتها ،مركز وايد سرفس ،القاهرة ،ب س ،ص106 5
المطلب الثاني :أهداف الرقابة في ادارة التغيير :
• معرفة الخطأ قبل وقوعه والعمل على تحاشيه (وهو ما يسمى بالرقابة الوقائية) أو معرفة
الخطأ عند وقوعه واصالحه فورا قبل استفحاله
•اكتشاف االنحراف عن المعيار ثم تصحيحه بعد تحديد اسبابه الفعلية.
•تستعمل نتائج الرقابة كتغذية عكسية لتعديل الخطط وتطويرها بحيث تكون أكثر واقعية
وأكثر دقة.
• تقييم اإلنجاز أو األداء في ناحية ما ،لغايات المكافآت ووضع الحوافز لتشجيع األفراد
العاملين في المنظمة.
• تقييم كفاءة المنظمة بشكل عام للحكم على مدى نجاح أساليب إدارتها وسياستها.
• تقويم النتائج ويتم ذلك من خالل التحقق من اآلتي:
-التأكد والتحقق من زيادة فعالية وكفاءة المنظمة.
-التحقق والتأكد من مستوى الرضا الوظيفي وذلك بالتركيز على رضا األفراد والجماعات
في المنظمة.
-التأكد والتحقق من مستوى االلتزام الوظيفي
-التأكد والتحقق من مدى التكيف والتأقلم مع العناصر البيئية الداخلية للمنظمة والعناصر
البيئية الخارجية للمنظمة،
ألهمية ذلك في اقتناص الفرص ،والتأقلم من المخاطر والتهديدات وكذلك لمعرفة نقاط القوة
في المنظمة والعمل على تعظيمها ،وأيضا لمعرفة نقاط الضعف والعمل على معالجتها
6
-التحقق والتأكد وقياس مؤشرات الربحية لدى المنظمة
خاتمة :
سعيد عامر ،مفاهيم ادارة التغير واهميتها ،مرجع سابق ،ص 110 6
من خالل ما تم عرضه في هذا البحث "الرقابة و ادارة التغيير يمكن القول أن :نجاح أي
منظمة يكمن في معالجة التغييرات ,التي تتعرض لها ،وذلك بغية تصحيح ما من شأنه التأثير
السلبي على السير العادي للعمل ،حيث يتسم عالمنا اليوم بالتطورات السريعة المتواصلة، ,
وعليه فإن التكيف مع هذه التطورات تعد من أبرز التحديات التي تواجهها المنظمة .
لقد تبين من خالل بحثنا هذا يمكن القول ان الرقابة تعتبر من أهم العمليات اإلدارية أو أحد
مكونات البيئة الداخلية للمنظمة ،و التي تؤثر على سلوك وأداء المورد البشري أي أنها من
أهم محددات نجاح أو فشل المنظمات ،ويتأتى ذلك من خالل كفاءة وفعالية أداء الفرد والذي
يتحدد من خالل دراسة سلوكه وتفهمه والتنبؤ به لضبطه والتحكم فيه ،وبالتالي تعديله
بالصورة المطلوبة للحفاظ على األداء الجيد في المنظمات تمهيدا لتطبيق برامج ادارة التغيير