Professional Documents
Culture Documents
محاضرات موجهة لطلبة السنة الأولى ماستر علوم التسيير بجامعة المدية
محاضرات موجهة لطلبة السنة الأولى ماستر علوم التسيير بجامعة المدية
التنظيم ،واستحداث أوضاع تنظيمية جديدة ،وأساليب التسييرإدارة األعمال بجامعة املدية
إدارية وأوجه نشاط جديدة" مقياس :دارة التغييرالتنظيمي
فمن الواضح من خالل هذين التعريفين أن التغيير د.طلحة محمد
التنظيمي:
-هو عملية تقررها اإلدارة متعمدة وبشكل مقصود، املحاضرة األولى :مدخل إلى التغييرالتنظيمي
-يمس التغيير أحد عناصر البيئة الداخلية للمنظمة ،أو
أحد مجاالت املنظمة، مقدمة:
-يكون التغيير التنظيمي استجابة لتغيرات بيئية حدثت، تعتبر قضية التغيير التنظيمي في املنظمات املعاصرة
أو ربما سوف تحدث مستقبال، من القضايا الهامة التي فرضت نفسها بقوة في عالم إدارة
-هدف التغيير هو التخلي نهائيا عن الوضع الحالي األعمال ،فاملدير الذي التي ال ُيفكر باستمرار ،وال يبدع
واالنتقال نحو تجسيد وضع جديد كفيل بضمان في تجديد واقع منظمته ،سيكون مصيره الفشل،
استمرارية املنظمة، وسيدفع باملنظمة ومالكها لإلفالس .فمن املؤكد أن
-املشكلة الرئيسة واملهمة ألي عملية تغيير تنظيمي هو في املنظمة املعاصرة اليوم أصبحت أكثر انفتاحا وتأثرا
كيفية االنتقال نحو الوضع املستقبلي بسبب املعوقات بالتغيرات التي تفرزها البيئة ،وفي غالب األحيان نجد
التي قد تصادف صيرورة ومراحل االنتقال. هذه األخيرة املصدر الرئيس ي للعديد من الضغوطات
ولتقريب مضمون التغيير التنظيمي للطالب تجدر والتحديات ،فالضرورة تستدعي من إدارة املنظمة حسن
ُ
اإلشارة أن نوضح الفرق بين التغيير التنظيمي ومصطلح املتابعة املستمرة وحسن التقدير لكل تغير يحدث في
ُ
التغير ،وكذا العالقة بينهما. بيئتها من شأنه أن يؤثر على املنظمة ،وفي نفس الوقت
فالتغيير التنظيمي هو حدث داخلي مخطط له البحث عن الحلول التنظيمية الفعالة للتعامل معه على
ومقصود ،نجده مستهدفا البيئة الداخلية ،أما ُ
التغير أساس أنه واقع مفروض ،وال يكون هذا اال من خالل
فهو ظاهرة تلقائية تحدث بدون تخطيط ،وغالبا ما تكون إحداث تغيير تنظيمي داخلي يؤمن للمنظمة االستمرارية
ناتجة عن البيئة الخارجية ،وكمثال على ذلك: والبقاء.
كما يتميز التغيير التنظيمي بالخصائص التالية:
التغيير التنظيمي عملية مستمرة :وذلك العتبارات أن أوال :مفهوم التغييرالتنظيمي:
التغيرات البيئية هي تغيرات مستمرة وغير متوقفة. ٌيعرف التغيير التنظيمي بأنه:
-التغيير التنظيمي حتمي :مشروع التغيير التنظيمي " العملية التي تقوم بها املنظمة حتى يتسنى لها التحرك
مرتبط ببقاء واستمرارية املنظمة. من الوضع الحالي غير املرغوب فيه إلى وضع مستقبلي
-التطور :أهمية التغيير التنظيمي في تطوير قدرات مرغوب فيه بهدف زيادة وتحسين فعالية املنظمة "
املنظمة ،بمعنى بناء نقاط قوة جديدة تمح ها بالتأقلم وهو أيضا " :عملية إدخال تحسينات على املنظمة
مع املستجدات. بحيث تكون مختلفة عن وضعها الحالي ،وتتمكن من
-االستمرارية :عملية التغيير مستمرة باستمرار نشاط تحقيق أهدافها بشكل أفضل ،وقد يشمل هذا التغيير
املنظمة وتدخل في طبيعة األعمال. أحد عناصر العمل التنظيمي ،أو أن يشمل األهداف أو
1
التكوين والتدريب عن بعد بهدف تقليل التكاليف ،توجه بعض األمثلة حول عملية تغييرتنظيمي في املنظمات:
ُ
املؤسسات نحو تسويق منتجاتها عبر االنترنت كي توسع -انتقال الجامعة الجز ائرية من نظام الكالسيكي
من الحصة السوقية. للتدريس إلى نظام ل م د .واألكيد أن عملية االنتقال
-3حجم املنظمة :كلما زاد حجم املنظمة كانت الحاجة شهدت عو ائق ومشكالت كبيرة مازالت إلى يومنا هذا.
إلحداث التغيير كبيرة ،فزيادة حجم املنظمة يعني درجة -تغييرمن إجراءات عمل املحاسب في املؤسسات
كبيرة من الالمركزية ،تقسيم مهم للعمل ،إنشاء وحدات الجز ائرية من خالل التخلي عن نظام املخطط
جديدة وضيفتها التنسيق بين األقسام وبين املستويات املحاسبي وتبني نظام جديد سمي بالنظام املالي
التنظيمية ،فكل هذه املتطلبات تقود اإلدارة أن تفكر في املحاسبي .SCF
تصور جديد لهيكلة املنظمة بما يتناسب وحجم املنظمة. -انتقال ملكية املؤسسة االقتصادية العمومية من
-4الثقافة الوطنية والثقافات الفرعية :ونعني بها ملكية الدولة الجز ائرية إلى امللكية الخاصة في إطار
القيم واملثل والرموز واملعتقدات التي يشترك فيها املجتمع الخوصصة .
املحلي ،وهي متغير قابل للتطور عبر الزمن .وتعتبر هذه -االنتقال من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة االلكترونية
الثقافة في علم اإلدارة مصدر مهم ومغذي لثقافة
املنظمة ،بمعنى محدد مهم للسلوك التنظيمي في
املنظمة .فأي تغير في الثقافة املحلية وثقافاته الفرعية
ثانيا :أهم العوامل الدافعة للتغييرالتنظيمي في
يقود حتما اإلدارة إلى التفكير في تعديل النموذج الثقافي
املنظمة:
والسلوكي للتنظيم.
-1خصائص بيئة األعمال :من املتعارف عليه أن أي
-5العوامل السياسية :وهي التغيرات التي تحدث في كل
خيار استراتيجي أو أي خيار تنظيمي مرتبط بدرجة كبيرة
من األنظمة السياسية و التشريعات والقوانين الخاصة ُ
فالتغير بشكل ونوعية البيئة التي تتواجد فيها املنظمة،
للدولة املنظمة للنشاط االقتصادي .فمثال ،نظرة
الحاصل في الخصائص البيئية يقود حتما إلى إحداث
التيارات السياسية في الواليات املتحدة األمريكية ملشكلة
تغير تنظيمي ،فلو تغيرت مثال بيئة املنظمة من ظروف
املناخ والتلوث مختلفة ومتباينة بين الحزب الديمقراطي
بيئية مستقرة نحو ظروف بيئية أكثر اضطرابا نجد
والحزب الجمهوري ،ففي كل مرة يصعد الجمهوريون
اإلدارة تفكر في تغيير هيكلها التنظيمي ،ونجدها تتجه
للسلطة نجدهم َيلغون القيود البيئية على النشاط
أكثر نحو الالمركزية وتفويض عالي للسلطة بالشكل
االقتصادي ،والعكس بالنسبة للديمقراطيين .فزيادة
الذي تستدعيه الظروف الجديدة.
القيود البيئية يعني مراعاة البعد البيئي عند توسع
-2العوامل التكنولوجية :أحيانا وبسبب التطور
املؤسسات االقتصادية في نشاطها.
التكنولوجي الحاصل ترغب املنظمات في االستفادة من
-6ظروف املنافسة :التنافس على األسواق والرغبة في
هذا التطور بإدخال وتبني أساليب عمل جديدة مبتكرة
توسيع الحصة السوقية يدفع املنظمات باستمرار إلى
وتساهم من خاللها في زيادة فعاليتها وكفاءتها ،وتظهر
البحث عن أنجع األساليب لكسب رضا ووالء
أهمية التكنولوجيا أكثر في املنظمات التي تعتمد على
املستهلكين ،فاالستجابة املستمرة ملتطلبات السوق
إستراتيجية الريادة بالتكاليف أو التي تسعى إلى
وتغيراته يتطلب:
املحافظة على جودة منتجاتها واالرتقاء بها .ومن األمثلة
الواقعية نجد :تحول مراكز التكوين نحو تقديم خدمات
2
بها املوارد والتي قد تظهر من خالل تغيير كلي للنشاط ،أو -التغيير االستراتيجي الذي قد يمس الرؤية و الرسالة
مثال الدخول في تحالف استراتيجي مع منظمات أخرى. وكيفية استخدام املوارد.
-4تغييرالهيكل التنظيمي :هو تغيير يمس أحد مراكز -التغيير في وسائل اإلنتاج والتجهيزات ،البحث عن
الهيكل التنظيمي ونطاق اإلشراف ،أو يمس العالقات بين وسائل أكثر كفاءة من ناحية التكلفة والجودة.
األقسام ،أو أن يمس آليات التنسيق املعتمدة ،أو طريقة -التغيير في العاملين من خالل التوظيف والتكوين
اتخاذ القرار ،أو أن يمس الهيكل التنظيمي ككل بتغييره والتدريب ،والتغيير في سلوكهم داخل املنظمة.
كليا. -التغيير املستمر في خصائص املنتج.
-5التغييرالتكنولوجي :هو إدخال أساليب تكنولوجية -التغيير في القيادة وفي ثقافة املنظمة.
جديدة أو وسائل إنتاج حديثة بهدف زيادة فعالية
وكفاءة املنظمة. ثالثا :مجاالت التغييرفي املنظمة:
-1تغييرثقافة املنظمة:
ر ابعا :أنواع التغييرالتنظيمي. تعرف الثقافة التنظيمية بأنها املعتقدات
هناك عدة تصنيفات لتحديد أنواع التغيير التنظيمي، والقناعات والقيم والرموز والتصورات التي يشترك فيها
أهمها: أعضاء املنظمة ،وهي محددة ضمنيا وبال شعور لسلوك
-1التصنيف حسب معيار مدة إحداث التغير: وتصرفات هؤالء األعضاء فتجعلهم يتميزون عن
-التغييرالتدريجي :يكون هذا النوع من التغيير على منظمات أخرى .فلو تمنعنا مثال في سلوك العاملين في
امتداد فترة زمنية محددة ،وغالبا ما يكون مداها أطول. القطاع الحكومي وسلوك العاملين في القطاع الخاص
مثل :تغيير الثقافة التنظيمية ،تغيير سلوكي لوجدنا التباين واالختالف واضح في طريقة حل املشكالت
-التغييراملفاجئ :يحدث هذا النوع فجأة وال يستغرق اليومية التي تصادف العمل.
ُ
وقتا لالنتقال إلى الوضع املرغوب .مثل تغيير في الهيكل غالبا ما تقدر اإلدارة أن الثقافة التنظيمية الحالية
التنظيمي. للمنظمة ال تسمح بتحقيق األهداف ،فاملسألة تحتاج
-2التصنيف حسب معيارموضوع التغيير: إعادة بناءها وتغيير بعض القيم واملعتقدات
-تغييرمادي:وهو التغيير الذي يمس أحد الجوانب والتصورات .كأن ترى اإلدارة مثال أن قيمة الجودة وقيمة
املادية في املنظمة ،مثل التغيير التكنولوجي. العميل مهملة لدى العاملين ،وضرورة صقل هذه القيم
-تغييرغيرمادي :ويمس الجوانب غير امللموسة في في مدركات العاملين ،واملدخل املناسب في هذه الحالة هو
التنظيم ،مثل التغيير السلوكي. التغيير الثقافي.
-3التصنيف حسب الكيفية التي يحدث بها التغيير: -2تغييرسلوك أفراد املنظمة:
-تغييرباملشاركة :يحدث هذا النوع عندما تقرر اإلدارة وهو تغيير يشمل أنماط السلوك املتعلقة بالجانب
إشراك العاملين في عملية التغيير. السيكولوجي في العمل من خالل نظام التدريب
-التغييراملفروض :يحدث هذا النوع جبرا على العاملين والتكوين ،وأحيان االعتماد على البرمجة العصبية.
بدون مشاركتهم في عملية التغيير. -3التغييراالستر اتيجي :وهو التغيير الذي يمس أحد
عناصر إستراتيجية املنظمة ،مثل تغيير الرسالة أو
الغايات أو األهداف ،أو تغيير يمس الكيفية التي تستغل
3