Professional Documents
Culture Documents
Cours 04
Cours 04
2024-2023
د .وسيلة سعود
السنة الثانية شعبة علوم مالية وحماسبة
1 املدارس الحديثة لإلدارة
المدرسة المعاصرة لإلدارة تضم مجموعة متنوعة من النهج والنظريات التي تطورت في القرن العشرين وما
بعده ،وتهدف جميعها إلى تحسين أداء المنظمات ،حيث تسعى جميع النظريات في إطار هذه المدرسة إلى
تقديم أساليب وأدوات لتحسين إدارة المؤسسات بشكل فعال في العصر الحديث.
وقد ظهرت هذه المدرسة نتيجة لمجموعة من العوامل والتحديات التي واجهت المؤسسات في هذا القرن.
ومن بينها:
التغيرات االقتصادية والتكنولوجية :شهد العالم تحوالت اقتصادية وتكنولوجية هائلة خالل القرن العشرين،
مما دفع بالمؤسسات إلى التكيف مع هذه التغيرات وتحسين أدائها.
العولمة :زيادة التفاعل والتواصل بين الثقافات واألسواق العالمية أدت إلى تحديات جديدة تتطلب إدارة
فعالة للمؤسسات في سياق عالمي.
تطور الثقافة التنظيمية :تغيرت مفاهيم الثقافة التنظيمية وأساليب اإلدارة ،مما أدى إلى ظهور نهج جديدة
في مجال اإلدارة.
التحديات البيئية واالجتماعية :تزايدت االهتمامات بالقضايا البيئية واالجتماعية ،مما دفع بالمؤسسات إلى
التفكير بشكل أكبر في المسؤولية االجتماعية واالستدامة.
الضغوط التنافسية :تزايدت منافسة السوق وزيادة متطلبات الجودة والكفاءة دفعت بالمؤسسات إلى البحث
عن نهج إدارة أفضل للبقاء واالزدهار.
بناء على هذه العوامل ،تطورت المدرسة المعاصرة في اإلدارة لتقديم نهج وأساليب جديدة تساعد ً
المؤسسات على التكيف مع التحديات المعاصرة وتحسين أدائها واستدامتها ،ومن بين أهم المناهج اإلدارية في
هذا اإلطار ،يمكن تقديم اآلتي على سبيل المثال ال الحصر:
نظرية النظام في اإلدارة هي إحدى النظريات اإلدارية التي تركز على دراسة المنظومات والعالقات بين
مكوناتها ،حيث تقوم هذه النظرية على فهم الكيفية التي يمكن تحليل وتفهم التفاعالت بين مكونات المنظمة
وكيفية تأثير التغير في مكون واحد على باقي المكونات.
تقوم نظرية النظام على تقسيم المنظومة (في هذه الحالة المؤسسة) إلى مكونات رئيسية تشمل
المدخالت ) (inputsوالمعالجة ) (processingوالمخرجات ) ،(outputsوتهدف إلى دراسة كيفية
تحقيق التوازن والتكامل بين هذه المكونات لضمان تحقيق أهداف المنظمة بكفاءة وفعالية.
هذه النظرية تجد تطبيقات واسعة في مجال اإلدارة حيث يمكن استخدامها لفهم وتحليل العمليات
والهياكل التنظيمية في المؤسسات ،وتحسين أدائها وتنظيمها بشكل أفضل .وتنطلق هذه النظرية من مجموعة
مثل في ِّ
حد ذاتها خصائص نظرية النظم ،والتي يمكن إجمالها في: ِّ
من المبادئ واألسس التي تُ ُ
-االعتماد على الرؤية الشاملة :يجب على اإلدارة أن تنظر إلى النظام بشكل كامل وشامل ،وأن تفهم
تأثير العوامل المختلفة على أداء النظام.
-التفاعل والتكامل داخليا :تُ ِّ
ؤكُد نظرية النظم على أهمية فهم التفاعالت والتكامل بين مكونات النظام،
وتُ ِّ
رك ُز على كيفية تأثير التغيير في مكون واحد على باقي المكونات ،وعلى النظام ككل.
-التواصل والتعاون :تشجع على التواصل والتعاون بين مختلف أقسام وأعضاء المنظمة لتحقيق األهداف
معا بتناغم لتحقيق أهداف النظام.
المشتركة ،فيجب أن تعمل جميع األجزاء ً
-تحقيق األهداف :الهدف الرئيسي لنظرية النظم هو تحقيق أهداف النظام بكفاءة ،حيث يجب توجيه جميع
الجهود نحو تحقيق هذه األهداف.
-مدخالت ومخرجات :تعتبر المدخالت ) (inputsوالمعالجة ) (processingوالمخرجات )(outputs
أساسيا من تكوين النظام.
ً جزًءا
-التكيف والتغيير :ال يعتبر النظام ثابتا ،بل يكون قابال للتغي ُِّّر والتكي ِّ
ُّف ،فيجب على اإلدارة أن تتعامل مع
التحديات والتغيرات بشكل فعال للحفاظ على استمرار النظام ،وأن يكون قاد ار على ُّ
التكيف مع التغييرات.
-فهم القوى والتأثيرات :يجب دراسة القوى والتأثيرات الداخلية والخارجية التي تؤثر على النظام ،وكيفية
التعامل معها بشكل فعال ،ألن المنظمة نظام مفتوح ،وتعتبر جزًءا من بيئتها الخارجية ،فيجب فهم
التأثيرات البيئية وكيف يمكن التكيف معها.
3 املدارس الحديثة لإلدارة
وفقا لهذه النظرية ،فإن المنظمة هي عبارة عن مجموعة من المكونات التي تُ ِّ
شك ُل في مجملها ما
يعرف بالنظام ،والذي يظهر في الشكل التالي:
وفقا لهذه النظرية ،فإن مكونات النظام هي العناصر األساسية التي تشكل الهيكل والوظيفة األساسية
للنظام .تشمل مكونات النظام عادة العناصر التالية:
)1المدخالت ( :)Inputsهي الموارد أو العناصر التي تدخل إلى النظام لتكوينه وتشغيله .على سبيل
المثال ،في سياق منظمة ،المدخالت تشمل المواد الخام ،الموظفين ،المعدات ،والمال.
)2العمليات (المعالجة) ( :)Processهو الجزء من النظام الذي يقوم بمعالجة المدخالت وتحويلها إلى
مخرجات .ت تمثل المعالجة في العمليات واألنشطة التي تحدث داخل النظام لتحقيق األهداف .في
المنظمة ،قد تكون العمليات هي عمليات اإلنتاج والخدمات مثل تصنيع المنتج أو تقديم الخدمة.
)3المخرجات ( :)Outputsهي النتائج أو المخرجات التي تخرج من النظام بعد معالجة المدخالت .في
المنظمة ،قد تكون المخرجات منتجات أو خدمات أو ق اررات أو أي نتائج أخرى تحقق أهداف النظام.
)4ردود الفعل (التغدية العكسية) ( :)Feedbackهو الجزء الذي يقيس أداء النظام ،و ِّ
يوف ُر معلومات ُ
حول كيفية تحقيق األهداف .يمكن استخدام ردود الفعل لتحسين أداء النظام وضبطه .في المنظمة يمكن
أن تكون ردود الفعل من العمالء حول المنتج أو الخدمة ،أو مالحظات الموظفين حول العمليات..الخ.
)5البيئة ( :)Environmentهي الظروف والعوامل الخارجية التي تؤثر على النظام .يمكن أن تكون هذه
العوامل عوامل اقتصادية ،اجتماعية ،تكنولوجية ،أو أي تأثيرات أخرى.
)6األهداف ( :)Goalsاألهداف تمثل النتائج المطلوبة التي يسعى النظام لتحقيقها ،ويجب أن تكون هذه
األهداف واضحة ومحددة لضمان توجيه الجهود نحو تحقيقها .في المنظمة ،مثال زيادة الربحية ،تحسين
جودة المنتج ،توسيع حصة السوق..الخ.
4 املدارس الحديثة لإلدارة
قدمت مدرسة أو نظرية النظم العديد من اإلسهامات والفوائد في مجال اإلدارة ،وقد ساهمت بشكل كبير
في تطور الفهم والممارسة اإلدارية .ومن اإلسهامات البارزة لمدرسة النظم في مجال اإلدارة:
نظما معقدة،
فهم أعمق للمنظمات :ساعدت مدرسة النظم في توسيع الرؤية وفهم المنظمات باعتبارها ً
تتأثر بتفاعالت داخلية وخارجية .هذا يساعد المديرين على رؤية المنظمة بصورة أكثر شموالً وفهم
التأثيرات المحتملة للتغيرات.
تحسين عمليات اإلدارة :تسهم مدرسة النظم في تحليل وتصميم العمليات اإلدارية بشكل أفضل ،فهي
تُ ِّ
عزُز من فهم كيفية تفاعل العمليات داخل المنظمة ،وكيف يمكن تحسينها لزيادة الكفاءة وتحقيق األهداف
بعيدا وفهم العوامل التي تؤثر على المنظمة بشكل التفكير االستراتيجي :تُ ِّ
شج ُع مدرسة النظم على النظر ً
شامل ،مما يمكن المديرين من اتخاذ ق اررات استراتيجية أفضل مستقبلية.
تعزيز التواصل والتعاون :تعزز مدرسة النظم من التواصل والتعاون بين مختلف أقسام المنظمة ،حيث
تُ ِّ
شج ُع على مشاركة المعلومات واألفكار بين أفراد المنظمة لتحقيق األهداف بشكل أفضل.
الرصد والتقييم :تسهم في إمكانية رصد أداء المنظمة وتقييمه باستمرار ،يمكن استخدام نماذج النظام
لقياس األداء وتحديد النقاط التي يمكن تحسينها.
على الرغم من أن نظرية النظم تعتبر أحد األدوات القيمة لفهم وتحليل المنظمات والظواهر المعقدة،
أيضا بعض االنتقادات والتحفظات من قبل الباحثين والمفكرين .من هذه االنتقادات:
إال أنها تواجه ً
قد تكون النماذج والمفاهيم المستخدمة في نظرية النظم معقدة وصعبة التطبيق في بعض الحاالت ،وقد
يصعب على المديرين والممارسين في الواقع تطبيقها بشكل فعال.
ت َعتََقد بعض االنتقادات أن نظرية النظم قد تغفل بسهولة عن العوامل والتفاصيل الواقعية التي يمكن أن
تؤثر على أداء المنظمة.
في بعض الحاالت ،قد تكون صعوبة التنبؤ بتأثير التغيرات في مكون واحد على باقي المكونات ،من
الصعب التخطيط واتخاذ الق اررات.
جدا ،مما يمكن أن يجعلها أقل فاعلية في
تعتمد هذه النظرية على تجزئة المنظمة إلى مكونات صغيرة ً
التفاعل مع الواقع العملي.
5 املدارس الحديثة لإلدارة
ظهرت فكرة اإلدارة باألهداف في النصف الثاني من القرن ،20وتعتبر إحدى النظريات اإلدارية
المعاصرة التي تُ ِّ
رك ُز على تحقيق األهداف كجزء أساسي من إدارة وتوجيه المؤسسة نحو النجاح .من أوائل
من عمل على تقديم وتطوير هذا النهج هو بيتر دروكر ()Peter Drucker
اإلدارة باألهداف هي عملية توجيه وتنظيم جهود الموظفين والموارد نحو تحقيق أهداف محددة
للمؤسسة .تشمل هذه العملية وضع األهداف االستراتيجية والتكتيكية ،وتخصيص الموارد بشكل فعال ،وتنسيق
األنشطة لضمان تحقيق هذه األهداف .تعتمد إدارة األهداف على تحليل البيانات واتخاذ ق اررات استراتيجية
لضمان تحقيق النجاح للمؤسسة .وتقوم اإلدارة باألهداف على مجموعة من المبادئ منها:
-تحديد األهداف بوضوح :يجب تحديد األهداف بشكل دقيق وواضح بحيث يمكن للجميع فهمها بسهولة.
يجب أن يكون الهدف "ذكي" ( . 1) SMARTمثال :في شركة تصنيع األجهزة اإللكترونية ،يتم تحديد
هدف محدد لزيادة إنتاج األجهزة الجديدة بنسبة ٪20خالل العام القادم.
-القابلية للقياس :يجب أن تكون األهداف قابلة للقياس بحيث يمكن تقييم تحقيقها بشكل كمي .مثال :في
متجر التجزئة ،يتم تعيين هدف لزيادة حجم المبيعات الشهرية بـ ٪10وتقاس باستخدام اإليرادات الشهرية.
-التوجيه نحو األهداف :يجب توجيه جميع األنشطة والموارد نحو تحقيق األهداف المحددة .مثال :في
مشروع إنشاء مبنى ،يتم تنظيم جدول العمل وتوجيه العمال والموارد لضمان االنتهاء في الوقت المحدد.
-التخطيط والتنفيذ :يشمل وضع خطط واستراتيجيات لتحقيق األهداف ،ثم تنفيذ هذه الخطط بفعالية .مثال:
في مشروع إطالق منتج جديد ،يتم وضع خطة تسويقية تتضمن استراتيجيات لزيادة الوعي بالمنتج
وتنفيذها بمواعيدها.
يجب أن يكون ً
تحديا وفي الوقت نفسه يمكن تحقيقه بجهد ومهارة.
تناسبا مع أهداف المنظمة العامة ويتماشى مع رؤيتها واستراتيجيتها.
مناسبا وم ً
ً ( R - Relevantمناسب) :يكون الهدف
( T - Time-boundزمني) :يجب تحديد موعد نهائي لتحقيق الهدف ،يساعد في وضع إطار زمني للعمل وتفعيل اإلجراءات
الالزمة.
6 املدارس الحديثة لإلدارة
-مراقبة ومتابعة :يجب مراقبة تقدم العمل ومتابعة تحقيق األهداف بشكل دوري .مثال :في مشروع تطوير
برمجي ،يتم متابعة تقدم البرمجة الشهري ومقارنتها مع الجدول الزمني المحدد.
بناء على نتائج المراقبة ،يتم تقييم األداء وتحديد التحسينات الالزمة .مثال :في مشروع
-تقييم وتحسينً :
تصنيع السيارات ،يتم تقدير جودة المنتج باستمرار وتحسين خطوط اإلنتاج لتجنب العيوب.
-مشاركة وشفافية :ينبغي مشاركة األهداف والمعلومات ذات الصلة مع الموظفين بشكل شفاف .مثال :في
إدارة مشروع تكنولوجي ،يتم مشاركة التقارير الشهرية حول تقدم المشروع مع جميع أعضاء الفريق.
-مرونة :يجب أن تكون إدارة األهداف مرنة ،بحيث يمكن تعديل األهداف في حالة تغير الظروف أو
بناء على تغيرات في السوق.
األولويات .مثال :في شركة تكنولوجية ،يمكن تعديل خطط اإلنتاج ً
-تحفيز وتوجيه الموظفين :يجب توجيه وتحفيز الموظفين بشكل مناسب لضمان تحقيق األهداف بأقصى
كفاءة .مثال :يمكن توجيه الموظفين في فريق المبيعات بواسطة مكافآت لزيادة حجم المبيعات.
-استمرارية وتطوير :يجب على إدارة األهداف أن تسعى الستم اررية تحسين األداء وتطوير العمليات
لتحقيق النجاح .مثال :في مؤسسة تعليمية ،يتم تطوير مناهج التدريس واستراتيجيات التعليم باستمرار
لتحسين تجربة التعلم للطالب ،وتدريب المعلمين لضمان مواكبتهم ألحدث التقنيات واألساليب التعليمية.
يمر تطبيق اإلدارة باألهداف في المؤسسة على مجموعة من العمليات والمراحل المتسلسلة ،وبالرغم ُّ
تصب إجماال فيما ي ِّ
وض ُح ُه هذا الشكل: ُّ من االختالف في تحديد عددها ،إال أنها
ُ
7 املدارس الحديثة لإلدارة
)1تحديد األهداف الرئيسية :تبدأ العملية بتحديد األهداف الرئيسية للمؤسسة ،بحيث يجب أن تكون هذه
األهداف واضحة ومحددة بدقة وتعكس رؤية واستراتيجية المؤسسة.
)2ترجمة األهداف إلى أهداف قسمية وأهداف األفراد :تُحدد األهداف الرئيسية في كل قسم أو وحدة داخل
بناء على األهداف الرئيسية للمؤسسة ،كما يجب أن تكون هذه األهداف متوافقة مع األهداف
المؤسسةً ،
بناء على األهداف القسمية ،فتكون محددة بدقة وتتيح
العامة للمؤسسة .كما يتم تحديد أهداف األفراد ً
لألفراد معرفة ما يتوقع منهم تحقيقه.
)3تطوير خطط العمل :تتضمن وضع خطط عمل محددة لتحقيق األهداف ،ويتم تحديد األنشطة الالزمة
والموارد المطلوبة والجداول الزمنية.
)4المراقبة والمتابعة :يجب مراقبة تقدم تحقيق األهداف بشكل دوري ،أي يتم تقييم مدى تقدم األهداف ،وما
إذا كان هناك حاجة لتعديل الخطط.
بناء على مدى تحقيق األهداف ،ويشمل ذلك تقديم
)5تقييم األداء والتعديل :يتم هنا تقييم أداء األفراد والقسم ً
بناء على نتائج التقييم ،يمكن تعديل األهداف أو خطط
تقييمات ومالحظات حول األداء واإلسهامات .و ً
العمل ،إذا كان ذلك ضرورًيا ،من أجل تحسين األداء أو التكيف مع التغيرات في البيئة.
)6تحديد األولويات والتركيز :يتم تحديد األولويات والتركيز على األهداف الرئيسية التي تساهم بشكل أكبر
في تحقيق النجاح.
دعما ومالحظات بناءة لألفراد
ً )7تقديم التغذية الراجعة (التغذية العكسية) والدعم :يقدم المديرون
لمساعدتهم في تحقيق األهداف وتطوير مهاراتهم.
)8االحتفاظ بالتوجيه والمساهمة المستمرة :العملية مستمرة ،وتتكرر بانتظام ،من أجل ضمان تحسين
مستمر في األداء وتحقيق األهداف.
أهداف إدارة األهداف تتركز حول تحقيق الفعالية والكفاءة في إدارة المؤسسة ،وبعض األهداف الرئيسية
لهذا النموذج اإلداري تشمل على:
تحقيق األهداف التنظيمية :تسعى إدارة األهداف إلى تحقيق األهداف والرؤية التنظيمية بشكل فعال.
تحقيق الكفاءة :تهدف إلى تحسين كفاءة استخدام الموارد المتاحة ،بما في ذلك الوقت والمال والموظفين،
لضمان تحقيق األهداف بأقل تكلفة ممكنة.
8 املدارس الحديثة لإلدارة
تعزيز التنظيم والتنسيق :تساعد في تنظيم وتنسيق أنشطة المؤسسة أو الفرق العاملة بشكل فعال لتحقيق
التوجيهات واألهداف المحددة.
زيادة الشفافية :تعزز من شفافية العمليات واألهداف ،مما يساعد في تعزيز التواصل داخل المؤسسة
وفهم األهداف واألداء بوضوح.
تعزيز الربحية والنجاح واستدامة المؤسسة :تهدف إلى زيادة الربحية والنجاح المؤسسي من خالل تحقيق
األهداف المالية واالقتصادية ،مع تطوير استراتيجيات للمساهمة في استمرار المؤسسة على المدى الطويل
تحفيز الموظفين :تساعد في تحفيز الموظفين لتحقيق األهداف من خالل توجيههم وتقديم مكافآت ومزايا.
تُ ِّقد ُم إدارة األهداف العديد من اإلسهامات والفوائد في مجال اإلدارة ،من بينها يمكن ذكر ما يلي:
توجيه األولويات :تساعد في تحديد وترتيب األولويات واألهداف الرئيسية للمؤسسة ،مما يساهم في توجيه
الجهود والموارد نحو تحقيق هذه األهداف بشكل فعال.
تعزيز التنظيم والكفاءة :تسهم في تنظيم األنشطة وتوجيهها بشكل فعال نحو تحقيق األهداف ،مما يزيد
من كفاءة العمليات.
إدارة الوقت والموارد بفعالية :تساعد في تخصيص الموارد بشكل مناسب واستخدام الوقت بفعالية لتحقيق
األهداف.
قياس األداء :توفر وسيلة لقياس األداء وتقييم التقدم بشكل دوري ،مما يمكن المديرين من معرفة ما إذا
كانت األهداف تحققت بنجاح أم ال.
تحسين اتخاذ الق اررات :تساعد في اتخاذ ق اررات أفضل من خالل توجيهها وتأسيسها على األهداف
المحددة والمعلومات المتاحة.
زيادة التحفيز :تساهم في زيادة تحفيز الموظفين عن طريق تحقيق األهداف الشخصية والجماعية ،وتقديم
مكافآت وترقيات كمكافأة لألداء المتميز.
تعزيز التعلم المستمر :تشجع على التعلم المستمر وتحسين األداء من خالل تقديم دروس تعلم من
التجارب السابقة.
تعزيز الشفافية والمساءلة :تزيد من شفافية العمليات وتجعل المسؤولين مساءلين عن تحقيق األهداف.
تحقيق النجاح المستدام :تعزز من تحقيق النجاح والنمو المستدام للمؤسسة من خالل االستمرار في
تحديد ومتابعة وتحقيق األهداف على المدى البعيد.
9 املدارس الحديثة لإلدارة
قد تركز إدارة األهداف بشكل كبير على األهداف الكمية وترك أهداف الجودة واالستدامة ،هذا يمكن أن
يشجع على تحقيق الكمية على حساب الجودة.
قد يؤدي التركيز الشديد على تحقيق األهداف إلى زيادة التوتر والضغط على الموظفين ،مما يمكن أن
سلبا على صحتهم النفسية. يؤثر ً
قد يتم تجاهل العوامل البيئية واالجتماعية التي تؤثر على تحقيق األهداف ،مما يمكن أن يؤدي إلى عدم
تحقيق النجاح على المدى البعيد.
في بعض الحاالت ،يمكن أن تشجع إدارة األهداف المنافسة المفرطة بين الموظفين ،مما يقلل من التعاون
والروح الجماعية.
يمكن أن تُ ِّقيد إدارة األهداف ،اإلبداع واالبتكار ،حيث يمكن للموظفين أن يركزوا أكثر على تحقيق
األهداف المحددة بدالً من اقتراح أفكار جديدة.
يمكن أن تتطلب عمليات إدارة األهداف إجراءات إدارية معقدة ووقت إضافي للتخطيط والمراقبة ،مما
يمكن أن يزيد من العبء اإلداري.
المدرسة الكمية في اإلدارة هي نهج أو توجه في مجال اإلدارة يستند بشكل أساسي إلى األساليب
واألدوات الكمية واإلحصائية للتحليل واتخاذ الق اررات في سياق إدارة المنظمات .تتعامل هذه المدرسة مع
البيانات واألرقام بشكل مكثف لفهم وتحليل الظواهر المختلفة داخل المنظمة.
10 املدارس الحديثة لإلدارة
تعتمد المدرسة الكمية على النماذج الرياضية واألساليب اإلحصائية لفهم وتحليل العمليات التنظيمية
بناء على األدلة الكمية ،فهي تعتمد على الرياضيات ،واإلحصاء ،وتطبيقات البرمجة
واتخاذ الق اررات اإلدارية ً
الحاسوبية لتحليل البيانات ،ومحاكاة النماذج ،والوصول إلى حلول مبنية على األدلة الكمية.
ونظ ار الرتباط المدرسة الكمية بالجانب الكمي اإلحصائص القياسي ،فإنها تستند على مجموعة من
المبادئ في هذا السياق ،والتي يمكن إجمال أهمها فيما يلي:
-الدقة والتحليل :تعتمد على الدقة ،في جمع وتحليل البيانات والمعلومات ،التخاذ ق اررات صحيحة ومبنية
على األدلة الكمية.
اهتماما بالقياس الدقيق للمتغيرات المختلفة في العمليات التنظيمية ،مما يسمح
ً -القياس والمتغيرات :تولي
بتقدير األداء ورصد التغييرات بشكل فعال.
-النمذجة الرياضية :تستخدم النماذج الرياضية لتصور وتحليل سلوك المؤسسة ،وتقديم توقعات واقعية.
-تحليل التكاليف والفوائد :تقوم بتقييم تكلفة اإلجراءات والق اررات ،مقابل الفوائد المتوقعة ،لضمان أقصى
استفادة من الموارد.
لتنبؤ :تشجع على وضع أهداف محددة بوضوح ورصد تحقيقها بشكل منتظم ،مع إمكانية
-التخطيط وا ُّ
بناء على األداء الفعلي.
تعديل الخطط ً
بناء على التحليل الكمي والمعلومات الموثوقة بدالً من
-اتخاذ الق اررات الرشيدة :تعزز من اتخاذ الق اررات ً
الق اررات العشوائية أو القائمة على الرغبة الشخصية.
تُستخدم المدرسة الكمية في اإلدارة في العديد من الحاالت ،أين تلجأ إليها إدارة المؤسسة في مختلف
مستوياتها اإلدارة من أجل الحصول على معلومات دقيقة ،واتخاذ ق اررات مبنية عليها ،ومن بين المجاالت
التي تستعمل فيها المؤسسة النظريات الكمية في اإلدارة ما يلي:
11 املدارس الحديثة لإلدارة
تخطيط المخزون :تحديد الكميات المثلى لتخزين المواد والمنتجات ،بحيث يتم تحقيق أقل تكلفة ممكنة،
وضمان توفر اإلمدادات عند الحاجة.
تخطيط اإلنتاج :تحديد كميات اإلنتاج المثلى ،والجداول الزمنية ،لضمان تحقيق أقصى استفادة من
الموارد ،وتلبية الطلب.
تحليل التكاليف :تقدير التكاليف المتعلقة لنشاط معين ،وتقديم تقييم دقيق للتكلفة مقابل الفوائد المتوقعة.
تقدير األداء المؤسسي :استخدام مؤشرات األداء الكمية لقياس أداء المؤسسة وتحديد نقاط التحسين.
بناء على نماذج مالية كمية. تحليل االستثمار :تقدير العوائد المالية المتوقعة لمشروع أو استثمار معين ً
تحليل السوق والتنافسية:استخدام األبحاث الكمية لفهم السوق وسلوك المنافسين واتخاذ ق اررات استراتيجية
تخطيط الموارد البشرية :تقدير احتياجات المؤسسة من الموظفين وتطوير استراتيجيات التوظيف والتدريب
تحليل العمليات :تقدير أداء العمليات ،وتحديد المشكالت والفجوات ،من خالل استخدام البيانات واألرقام.
تقييم مشاريع البحث والتطوير :تحليل االستثمارات في مجال البحث والتطوير لتحديد الجدوى والتوجيه.
المدرسة الكمية في اإلدارة قد قدمت العديد من اإلسهامات والفوائد في ميدان اإلدارة وأعمال الشركات،
ومن أبرز هذه اإلسهامات:
تحسين عمليات اتخاذ القرار :ساهمت في تطوير عمليات اتخاذ القرار بشكل دقيق ومبني على األدلة
الكمية والبيانات ،مما يسهم في اتخاذ ق اررات أفضل وأكثر استدامة.
تحقيق الكفاءة وتوفير التكاليف :ساهمت في تحسين إدارة الموارد وتخطيطها بشكل فعال ،مما يسهم في
تحقيق الكفاءة التشغيلية وتقليل التكاليف.
تقديم معلومات دقيقة لإلدارة :تساعد في توفير معلومات دقيقة وموثوقة لإلدارة ،لفهم أفضل لألداء،
واتخاذ الق اررات االستراتيجية.
توجيه استراتيجيات النمو :تسهم في تحليل البيانات الكمية لفهم الفرص والتهديدات في السوق ،واتخاذ
استراتيجيات النمو المستدامة.
تقديم أدوات وتقنيات تحليلية :أسهمت في تطوير العديد من األدوات والتقنيات التحليلية ،مثل تحليل
االنحدار ونماذج االحتمال وغيرها ،والتي تستخدم على نطاق واسع في األعمال والبحث.
تشجيع االبتكار والتحسين المستمر :تعزز من ثقافة االبتكار والتحسين المستمر في المؤسسات ،من
خالل تحليل األداء والبيانات.
12 املدارس الحديثة لإلدارة
على الرغم من الفوائد واإلسهامات العديدة التي قدمتها المدرسة الكمية في اإلدارة ،إال أن هناك بعض
االنتقادات التي وجهت إليها ،ومنها:
تعتبر نظرية Zإحدى النماذج اإلدارية التي نشأت وتطورت في اليابان ،من أجل إدارة المؤسسات
فيها ،لتعرف الحقا انتشارها هاما واستخداما متزايدا من قبل المؤسسات في جميع بقاع العالم.
13 املدارس الحديثة لإلدارة
اإلدارة اليابانية " "Zهي نهج إداري مبني على القيم والمبادئ اليابانية التقليدية ،وهي تعكس الثقافة
والتاريخ اليابانيين .تهدف إلى تحقيق االستدامة والنجاح الطويل األمد ،من خالل تنظيم العمل بشكل فعال،
وبناء على التفاهم والعالقات اإليجابية داخل المؤسسة .وتنطلق اإلدارة اليابانية من مجموعة من الخصائص
والمبادئ التي تتمثل في:
-التكامل والتعاون :تشجع على التكامل والتعاون الوثيق بين الموظفين واألقسام المختلفة في المؤسسة،
أمور أساسية،فيعمل األفراد والفرق بشكل متناسق لتحقيق األهداف
يعتبر العمل الجماعي والتفاهم المتبادل ًا
شج ُع االستقرار في الوظائف والتوظيف الدائم للموظفين ،حيث -االستقرار والتوظيف الدائم :تقوم على وتُ ِّ
فرصا للنمو المهني داخل المؤسسة ،واالهتمام الكبير بصحتهم ورفاهيتهم .وترى نظرية يتم منح الموظفين ً
Zأن هذا ما ي ِّ
ؤدي إلى تحقيق النجاح وزيادة اإلنتاجية ،من خالل بناء الكفاءات وتطوير الموارد البشرية. ُ
-التطوير والتدريب المستمرُ :يشجع على تطوير وتدريب الموظفين بشكل مستمر ،لتحسين مهاراتهم،
وزيادة قدراتهم ،وبالتالي الرفع من أدائهم الشخصي ،وأداء المؤسسة.
-االنتماء والوالء للمؤسسة :تُعزز اإلدارة اليابانية من االنتماء للمؤسسة والوالء لها ،وهذا يعكس العالقات
الوثيقة بين الموظفين والمؤسسة.
-اتخاذ الق اررات بشكل تدريجيُ :يشجع على اتخاذ الق اررات بعناية وبشكل تدريجي ،وعادة ما يتم ذلك بعد
التشاور والتوافق بين الفرق والموظفين المعنيين .أي يتم اتخاذ الق اررات بعناية ،وبشكل تدريجي ،بعد
مناقشة وتشاور شامل بين مختلف األطراف المعنية.
-التركيز على الجودة والعمالء :تُعطى في إطار هذه النظرية ،أهمية كبيرة لتحسين الجودة وتلبية احتياجات
ورضا العمالء ،فتسعى الشركات اليابانية لتقديم منتجات وخدمات تتفوق فيها على المنافسين .حيث تعتبر
النظرية أن تلبية احتياجات العمالء ،وتقديم منتجات وخدمات عالية الجودة ،هي أمور حاسمة للمؤسسة.
-التركيز على المدى الطويل واحترام القيم :تهدف إلى تحقيق االستدامة والنجاح الطويل األجل ،بدالً من
التركيز على الربح السريع .كما أنعا تعتمد على قيم ومبادئ أخالقية في اتخاذ الق اررات وإدارة المؤسسة.
إن خصوصيات اإلدارة اليابانية والمبادئ التي تحملها معها ،جعلت منها ُمساهما كبي ار في مجال
اإلدارة ،من خالل تقديم إضافات نوعية ُم ِّهمة في عملية تسيير المؤسسات .ومن أهم إضافات وإسهامات
اإلدارة اليابانية في اإلدارة ما يلي:
14 املدارس الحديثة لإلدارة
نظر ألن نظرية Zتأتي استجاب ًة لتحديات النمط الياباني لإلدارة ،فقد
التركيز على الثقافة المؤسسيةً :ا
أشارت إلى أهمية بناء ثقافة مؤسسية تشجع على التعاون وااللتزام الشديد بين الموظفين والمؤسسة.
نظر ألنها ترتكز على فهم أفضل للعالقات اإلنسانية في البيئة العملية،
التركيز على العالقات اإلنسانيةً :ا
تشجع نظرية Zعلى توجيه اهتمام أكبر للموظفين واحترامهم ،وبالتالي تحقيق رضاهم والمشاركة الفعالة.
االهتمام بالجوانب االجتماعية والثقافية :تركز نظرية Zعلى تفهم الثقافات والجوانب االجتماعية
للموظفين وتشجع على تطبيق هذا الفهم في سياق العمل.
االعتقاد بأهمية التطوير المستدام :تشجع نظرية Zعلى االستثمار في تطوير الموارد البشرية على
المدى الطويل ،حيث تؤمن بأن االستفادة الكاملة من مهارات وقدرات الموظفين تحتاج إلى وقت وجهد.
الهمة والشغف :تشجع نظرية Zعلى تشجيع الهمة والشغف في العمل ،وهذا يمكن تحقيقه من خالل
توفير بيئة عمل تسمح بالمشاركة والمساهمة الفعالة.
التركيز على اإلبداع واالبتكار :تشجع نظرية Zعلى تعزيز اإلبداع واالبتكار في العمل من خالل تشجيع
التفكير اإلبداعي وتبادل األفكار.
بالرغم من المزايا الكبيرة التي تتيحها اإلدارة اليابانية للمؤسسة التي تعتمد عليها وعلى مبادئيها ،فإن لها
مجموعة من النقائص والعيوب ،التي أُنتُِّقدت من أجلها .يمكن إيراز أهم عيوب اإلدارة اليابانية فيما يلي:
بطء اتخاذ الق اررات ،فالتركيز على التشاور واتخاذ الق اررات بشكل تدريجي ،قد يؤدي إلى بطء في
االستجابة للتغيرات السريعة في السوق.
التكاليف العالية للتوظيف الدائم :االستقرار والتوظيف الدائم للموظفين قد يزيد من تكاليف الموارد
البشرية.
صعوبة التغيير :قد يكون من الصعب تحقيق التغييرات الجذرية أو تكييف المؤسسة مع التحديات
الجديدة.
االنحياز للتراث :قد يعرقل االلتزام بالقيم والمبادئ التقليدية بعض المؤسسات عن تبني االبتكار والتغيير.
صعبا في بيئات عمل
ً عدم االنسجام مع الثقافات الدولية :قد يكون تطبيق بعض جوانب اإلدارة اليابانية
تختلف ثقافاتها عن اليابان.