Professional Documents
Culture Documents
محاضرات في
نظـريـة المنظمـة
( أو نظـرية التنظيــم )
Organization Theory
E-mail : amina2003alg@yahoo.fr
إن نظرية المنظمة هي طريقة و وسيلة لرؤية المنظمات بوضوح و عمق .و هذه الطرق أو الوس ائل
للرؤي ة تتمث ل في :النم اذج و الترتيب ات لتص ميم المنظم ات و الس لوك ،و هي أدوات لفهم
المنظمة و كيفية عملها بمعنى أن النماذج و النظريات هي أدوات لفهم المنظمات و المنظمات تختلف
-ما هي المنظمة و لماذا وٌ جدت المنظمة ،و ما هي األسُس التي تقوم عليها المنظمة ،و ما هي
-التطور التاريخي لنظرية المنظمة و النماذج التقليدية و الحديثة فيها ( التقليدية ،السلوكية ،
و الحديثة ) ،و كيف نظرت المدارس الفكرية المختلفة لعملية التنظيم إبتداءا من التقليدية أو الكالسيكية
فالسلوكية فالحديثة متمثلة في مدرسة النظم و المدرسة الكمية و المدرسة الموقفية .
-المفاهيم الجديدة مثل المنظور القائم على المعرف ة ( الم دخل المع رفي ) ،البنـاء المؤسسـي ،
المداخل اإلستراتيجية لمختلف الظواهر التنظيمية ؛ ألن هناك أهمية كبيرة لدراس ة وض ع المنظم ات
إلحداث هدف التكيف و البقاء الذي يوفر لها شروط تحقيق أهدافها و غايـاتها النهـائية .
-لماذا ندرس نظرية المنظمة .و ما هي أهم الكلمات أو المصطلحات التي يجب أن نفهمها في
نظرية المنظمة
الهياك ل التنظيمي ة إذا م ا تم اس تخدامها في موق ف مُعين س يزيد من تط وير و تحس ين فاعلي ة
المنظم ة .و م ا عالق ة البيئ ة و التكنولوجي ا و اإلس تراتيجية و حجم المنظم ة و دورة حياته ا و الثقاف ة
بالتنظيـم و بتص ميم الهيك ل التنظيمي .و ه ل من الض روري تص ميم المنظم ات لمجابه ة البيئ ة
-كما يجب أن نكون قادرين على تحليل الواقع العملي لما يدور في منظمات األعمال .
-تطبيقات نظرية المنظمة أو نظريةـ التنظيم :و هي تطبق على ك ل أن واع المنظم ات س واء
تلك التي تستهدف الربح أم ال تستهدف الربح .فعند دراسة حاالت لمختلف المنظمات أو الش ركات
نجد أن كل منظمة أو كل مدير يُشارك في نظرية المنظمة حتى في حالة تحقيق تاريخ متميز مثل م ا
هو في شركات عالمية كبيرة مثل :جنرال مـوتورز أو جنرال إلكتري ك ال تي اجت ازت تح والت
هيكلية رئيسة باستخدام مفاهيم معتمدة في نظرة المنظمة .فمثال في الوالي ات المتح دة األمريكي ة
تتجسد النواة الحديثة للث ورة التنظيمي ة في ش ركة ج نرال إلكتري ك( )G.Eألنه ا ش ركة متم يزة في
األداء و كثيرا ما يتم اإلشادة ببراعتها التنظيمية ؛ رئيسها التنفيذي هو "جاك والش" .و باس تطاعتنا
اإلطالع على القصة الكاملة لهذه الشركة و ما حققته من نجاحات باهرة ( مع المالحظة أنها تصلح
(دافت )2007 ،أن نظرية المنظمة تطورت ع بر الدراس ات ال تي و يذكر المفكر اإلداري Daft
أقيمت حول المنظمات ؛ حيث أثبتت الدراسات التي أجريت على مئات المنظمات و الشركات أهمي ة
المعرفة -مثال – التي ُتعد القاعدة التي صنعت شركات عالمية مثل شركة ":زيروكس " و غيرها
و استطاعت نظرية المنظمة مساعدة األفرا د و المنظمات على فهم و تش خيص و التع رف على
الحاجات التنظيمية و المشكالت ،و على إدارة المنظمات حيث سرعة التغيير و شدة التعقيد.
أخيرا ال بد من التعرف على أهم األسماء البارزة في نظرية المنظم ة أو نظري ة التنظيم من علم اء
اإلدارة و مفكريها و التطلع باستمرار إلى الدراسات الحديث ة في ه ذا المج ال و ال تي أص بحت تتخ ذ
لها توجهات إستراتيجية و مداخل معرفية جديدة نظ را ل دخول المنافس ة العالمي ة ال تي أص بحت
تحتم على الشركات و المنظمات أن تقوم بتغييرات إستراتيجية هامة و تعتمد اإلدارة اإلستراتيجية في
تنبيه :يجب أن ُنميز بين المص طلحات المس تخدمة في مختل ف المراج ع و ه ذا مهم ج دا ؛
فهناك ما هو يقصد إلى نفس المعنى و هناك تشابه قد ال يؤدي إلى نفس المعنى .مثل :
" األنواع ،األنماط ،األشكال ،األبعاد ،الخصائص ،األسس ،المبادئ ،العوامل ،المحددات ،
الشروط ،المكونات ....،الخ " .و في المحاض رات اآلتي ة س نعتمد على مص طلحات ثابت ة و واض حة
المعنى و القصد .كما يجب أن نفرق بين المفهـوم و التعـريف دائما .
اختلفت المراجع العلمية كثيرا في وضع تعريف علمي شامل للتنظيم .و على الرغم من ذلك يُمكن
القول أن التنظيم يُعد وظيفة من أهم أحد وظائف اإلدارة ،ليست هدفا بح د ذات ه و إنم ا تس تخدم
ُ
األطر السياسية هو م ا يُطل ق علي ه اس م " المنظمــة " في العل وم و مصطلح " التنظيم " في
اإلدارية عموما لهذا فإننا سنستخدم المصطلحين ( المنظمة و التنظيم ) بنفس المعنى .إن
وح دة التحلي ل ال تي تتناوله ا نظري ة المنظم ة هي التنظيم اإلداري من منظ ور ش مولي Macro
، Perspectiveفهي تحلل المنظمة ك ُكل و كـوحدة ،و هي تخص األف راد مجتمعين في األقس ام
و المنظمات في مختلف الهياكل ،بمعنى أخر أنها تدرس سُسيُـولوجية المنظمة ال تي ترك ز على
النظام االجتماعي .فنظرية المنظمة تركز على ال تركيب التنظيمـي و الهيك ل و مواض يع التنظيم
و القوة و السياسة و االتصاالت ...إلخ بمعنى أنها تتناول بالتحليل دراسة الظواهر التنظيمي ة
و أهمه ا :أن واع الهياك ل التنظيمي ة و خصائص ها ،تص ميم المنظمة ،فاعلي ة المنظمة ،أه داف
المنظمة ،إدارة التغيير التنظيمي و إعادة الهندسة ،التطوير التنظيمي ،بيئ ة المنظم ة ( أنـواعها
و إدارتها ) ،حجم و تعقي د المنظم ة و دورة حياتها ،إدارة ثقاف ة المنظمة ،إدارة الص راع التنظيمي
التخطيط االستراتيجي ،االتصال ،اإلستراتيجية ،طبيعة العمل أو التكنولوجيا المس تخدمة و أثره ا على
المنظمة ،القوة و السياسة في المنظمات ،اإلبداع و حاجة المنظمات إلى اإلبداع .
فاعلية المنظمـة
لو انتقلنا إلى نظرية المنظمة كحقل معــرفي متخصــص ،ســنجد أنهــا تســاهم في إثــارة تســاؤالت عديــدة
أي من الهياكل التنظيمية التي إذا ما تم استخدامها في موقــف ُمعين ســيزيد من تطــوير وتحســين
بشأن ُ
فاعلية المنظمة ؛ ألن الهيكل التنظيمي األحسن هو الذي يجعل المنظمة فاعلة أكثر .
الفاعلية هي الدرجة التي تدرك أو تحقق بها المنظمة أهدافها ،والواقع أن الهدف ال ذي يتف ق علي ه أغلب
الباحثين كشرط مهم لنجاح المنظمة هو البقاء .لقد ازدادت الدراسات الخاصة بدراسة الفاعلية التنظيمية
بعد سنة 1970بشكل كبير .وعن دما نتفحص مض مون تل ك الدراس ات نج د أنه ا ح ددت لن ا م ا يق ارب
ثالثين معيارا لقياس الفاعلية مثل إجمالي الفاعلية ،اإلنتاجية ،الكفاي ة ،الربحي ة ،النوعي ة ،دوران العم ل،
الحوادث ،النمو ,الغيابات ،الدافعية ،المعنوية ،السيطرة ،التماسك/الصراع ،المرونة والتكي ف ،اإلجم اع
على الهدف ،التخطيط و وض ع األه داف ،الثب ات ،التأكي د على الت دريب والتنمي ة ،المه ارات اإلداري ة
الخاصة ،إدارة المعلومات ،توظيف واالستفادة من البيئة ،قيمة الموارد البشرية ....وهكذا.
كما ويالحظ على تلك الدراسات أن القليل منها أستخدم معايير متعددة ،وإن المالح ظ على ه ذه المع ايير
أنها تتراوح بين معايير عامة جدا كما هو الحال بالنسبة للنوعية و الحالة المعنويــة ،ومعاييـر مح ددة
و واضحة كما هو الحال بالنسبة للحوادث ومعدالتها ،والغيابات .ويفهم من ذل ك أن الفاعلي ة تع نى أش ياء
مختلفة عند األفراد ،كل ينظ ر إلي ه من زاويت ه الخاص ة .و يجب أن يعكس التعري ف الخ اص بالفاعلي ة
التنظيمية هذه التعقيدات ،كما يجب أن يأخذ في االعتبار الوسائل (العمليات) والغايات (المخرجات) .
إن التعقيد الذي صاحب موضوع الفاعلية ،و حالة عدم اتفاق الباحثين على تعريف واحد جامع مانع
للفاعلية التنظيمية أدى إلى ظهور أربعة مداخل رئيسية لدراستها هي:
هذا المدخل يرى أن فاعلية المنظمات يجب أن تقوم من خالل مدى تحقيقها ألهدافها من خالل
وسائلها .ويتجسد
هذا المدخل بشكل واضح في أسلوب اإلدارة بتحديد األهداف management by objectives
)، (MBO
على أن تكون األهداف واضحة وقليلة ،وممكن قياسها وتحقيقها خالل الفترة التي حددت مسبقا.
إن المدخل السابق يركز على األهداف فقط كمعيار لقياس فاعلية المنظمة .و مدخل النظم ال يلغى أهمية
األهداف ،ولكنه يؤكد على أنها مجرد عنصر واحد في مجموعة معقدة من معايير الفاعلية .فه ذا الم دخل
يؤكد على المعايير التي ستعمل على زيادة فرص البقاء على المدى الطويل مثل المع ايير الخاص ة بق درة
المنظمة على الحصول على الموارد ,والمعايير الخاص ة بالمحافظ ة على الم وارد االجتماعي ة والبش رية
وكذلك االهتمام بالموارد التي تعكس قدرة المنظمة على التفاعل بنجاح م ع بيئته ا الخارجي ة .وعلي ه ف إن
هذا المدخل يركز على الوسائل والغايات عند الحكم على الفاعلية التنظيمية.
وكذلك فإن هذا المدخل يفترض أن المنظمات تتكون من أنظمة فرعية متفاعلة مع بعضها ,وإذا م ا عم ل
أي منها بصورة غير جيدة فسوف يؤثر على أداء المنظمة ككل .كما إن الفاعلية تتطلب التفاعل اإليج ابي
ومم ا يع اب على ه ذا الم دخل ص عوبة قي اس بعض المع ايير ،فكي ف نقيس معي ار مرون ة اس تجابة
يفترض ه ذا الم دخل إن المنظم ة الفعال ة هي ال تي ترض ى طلب ات الجه ات أو األط راف الموج ودة في
بيئتها ،وهذا المدخل يشبه مدخل النظم وإن ركز على جوانب مختلفة .فكالهما يؤك د على أهمي ة التفاع ل
البيئي ,لكن هذا المدخل ال يركز على التفاعل مع كل المتغيرات البيئية وإنما هم ه إرض اء العناص ر
أو األجزاء البيئية التي تؤثر إستراتيجيا في استمرار عمل المنظمة .مثال الجامعات الحكومية تتعام ل م ع
الفاعلي ة التنظيمي ة من حيث ق درة الجامع ة على اس تقطاب الطلب ة الج دد وتخ ريجهم دون أن تهتم كث يرا
بموضوع توظيفهم.ألنها ال تتأثر بتوظيف أو عدم توظيف هؤالء الخريجين بينما تتأثر بإقبال الطلبة عليها
ألن ذلك إن لم يحدث سوف تتأثر عملية نجاح الجامع ة وبالت الي يت أثر بقائه ا في البيئ ة .وعلى ذل ك تهتم
كثيرا ببناء عالقات طيبة مع الجهات المالية والتشريعية ألن فشلها في ذلك سينعكس س لبا على ميزانيته ا
المالية.
ويفترض هذا المدخل أن المنظمات ميادين سياس ية تتص ارع فيه ا المص الح المختلف ة من أج ل الس يطرة
على الموارد .ووفقا لذلك تقاس فاعلية المنظمة بمدى نجاحها في إرضاء األطراف األساس ية ال تي تعتم د
عليها المنظمة في بقائها ونجاحها المستقبلي .على المدير الناجح أن يحدد االئتالفات المهمة ومن ثم يح دد
العناصر التي يعتبرونها حيوية لبقاء المنظمة ،ومن ثم تحديد األهمية النسبية بالنسبة لكل عنصر من ه ذه
العناصر وتحديد التوقعات التي يمتلكها نح و المنظم ة وم اذا يري د منه ا .ألن ك ل جه ة من ه ذه الجه ات
اإلستراتيجية لديها أهداف خاصة يسعى لتحقيقها ,وما هي الوسائل التي يستخدمها للض غط على المنظم ة
المبدأ األساسي في هذا المدخل أن المعيار الذي تستخدمه في قياس فاعلية المنظمة التي تعمل فيه ا يعتم د
على من تكون أنت وما هي الرغبات أو القيم التي تفضلها .فمالك المنظم ة يُقيم الفاعلي ة بطريق ة مختلف ة
من مدير التسويق ،اإلنتاج ،الجودة ،وهكذا .وكذلك يفترض هذا المدخل عدم وجود هدف واحد يتفق عليه
الجميع بشكل تام ،و كذلك ال يوجد إجم اع في ت رتيب األس بقيات .ل ذا ف إن الفاعلي ة التنظيمي ة موض وع
شخصي ويرتبط بالقيم الشخص ية للف رد المقيم و تفض يالته ورغبات ه ،و ل ذلك ه و يخبرن ا عن المُقيم
أكثر من المنظمة.
:وعلى ضوء ما سبق تم تشخيص ثالثة مجاميع أساسية من القيم التنافسية هي
المجموعة األولى :المرونة ضد الس يطرة .وتؤش ر ه ذه المجموع ة بع دين متناقض ين من القيم للهيك ل
التنظيمي .فالمرونة تعكس ها متغ يرات اإلب داع و التكي ف والتغي ير ،بينم ا تتجس د الس يطرة بمتغ يرات
المجموع ة الثانية :األف راد ض د المنظم ة و تتعام ل ه ذه المجموع ة م ع م ا إذا ك ان المعي ار يهتم
المجموعة الثالثة :الوسائل -الغايات ؛ حيث تركز الوسائل على العمليات الداخلية في المدى الطويل بينما
التساؤل المطلوب إثارته هنا هو تحت أي ظرف يفضل استخدام هذا المدخل أو ذاك ؟ لإلجابة على ذل ك
قام () ,1983Cameronبمقارنة للمداخل األربعة وتوصل إلى أن كل منها يكون مفيدا جدا للحكم على
الفاعلية التنظيمية تحت الظروف المذكـورة إزاء ك ل م دخل .و فيم ا يلي مقارن ة بين الم داخل األربع ة
:الذي
عندما تكون األهداف واضحة تحقق أهدافها المحددة مسبقا تحقيق الهدف
.زمني معلوم
عندما تكون هناك عالقة واضحة يحصل فيه على الموارد النظم
عنــدما ال تمتلــك المنظمــة وضــوحا تأكيد المنظمة على المجاالت القيم المتنافسة
.الوقت
هناك تساؤال طالما أثير في السنوات األخيرة من قبل علماء المنظم ة مف اده ه ل أن المنظم ات االجتماعي ة
كائنات حية مثل بقية المخلـوقات ،وهل أن لهذه المنظم ات دورة حي اة مث ل دورة حي اة الك ائن الحي؟ .إن
هؤالء العلماء ينطلقون فى تساؤلهم من حقيقة أساسية هي أن المنظمات مثل بقية المخلوقات ،تولد ،وتنم و،
وتحتاج إلى موارد بش كل متواص ل لكي تبقى .ولكن المنظم ات لم يتم اس تحداثها لكي تم وت ب ل أن فك رة
موتها ابعد ما يمكن قبوله من قبل المُؤسسين طالما كانت ناجحة في عملها .وهذه الحقيق ة إذا ك انت تنطب ق
على المنظمات فإنها النطبق على األفراد وبقية الكائنات الحية .فاإلنسان يؤمن تماما أن الموت ح ق ولكن ه
قطعا ليس شيئا حتميا بالنسبة للمنظمات .لذا فإن المقارنة بين المنظم ة والك ائن الحي من ه ذه الزاوي ة هي
مقارنة غير متكاملة .فالمنظمات شبيهة بالكائن ات الحي ة من حيث نموه ا ومروره ا بمراح ل حياتي ة يمكن
التنبؤ بها وتحديد خصائص كل مرحلة فيه ا .إض افة إلى أن ه ذه المنظم ات تحت اج إلى طاق ة لتنتج الس لع
والخدمات ,وإذا لم تحصل على هذه الطاقة من البيئة الخارجي ة فس وف تفش ل في تحقي ق أه دافها ويك ون
يشير مفهوم دورة حياة المنظمة إلى أن للمنظمة نمط من أنماط التغير الذي يمكن التنبؤ ب ه .ويف ترض ه ذا
النمط أن للمنظمات دورات حياة تمر بها عبر عملية تتابعيه أثناء نموها .وعن دما نطب ق فك رة دورة الحي اة
على المنظمة فإننا نعنى ضمنا أن هن اك مراح ل مم يزة تتق دم خالله ا المنظم ة ،وأن ه ذه المراح ل مرتب ة
بشكل منطقي وأن االنتقال من مرحلة إلى أخرى ليس عشوائيا وبالتالي فإن باإلمكان التنبؤ به .
حظي مفهوم دورة الحياة باهتمام كبير من قبل المهتمين بقض ايا التس ويق أوال .حيث أس تخدم ه ذا المفه وم
ليوضح كيف تتحرك السلع عبر أربع مراحل هي :الوالدة أو مرحلة التكوين ,والنم و ,والنض ج ,والت دهور
أو االضمحالل .وإنه إذا ما أرادت المنظمة أن تبقى فعالة ولمدة طويل ة من ال زمن الب د من تق ديم منتج ات
جديدة وهذا ما ينبه له مفهوم دورة حياة السلعة وإنه باإلمكان استخدام ه ذه المراح ل األربع ة في وص ف
حركة المنظمات مع األخذ في االعتبار من ذ البداي ة أن ه ذه المنظم ات ليس ت س لعا أو خدم ة وإنم ا تمتل ك
خصائص فريدة األمر الذي يتطلب إجراء تحويرا في الكلمات التي تستخدمها عن د الح ديث عن المنظم ات
-مرحلة التأسيس و االنبثاق ،تك ون المنظم ة في دور الطفول ة ولكن ه تمتل ك أه داف طموح ة وإب داعاتها
متعددة .إن التقدم للمرحلة الثانية يتطلب ضمان استمرارية حصول المنظمة على مواردها األساسية.
-مرحلة التجميع ،وهى امتداد للمرحلة السابقة ،إال أن المنظمة هنا تمتلك رسالة واضحة .أما االتص االت
اإلدارية والهيكل التنظيمي فال يزاالن غير رس ميان ومم ا يالح ظ على األف راد الع املين في ه ذه المرحل ة
أنهم يعملون ساعات طويلة دافعهم في ذلك االلتزام واإلخالص العاليين للمنظمة.
مرحلة الترسيم والسيطرة ،الهيكل التنظيمي هنا أك ثر ثبات ا .تمي ل اإلب داعات إلى أن تك ون قليل ة في -
الوقت الذي يجرى فيه التأكيد على الفاعلية والكفاءة .ويوجد تحفظ في الق رارات ومركزيته ا فض ال عن
إحكام السيطرة على المنظمة .وفى هذه المرحلة يكون وجود المنظمة أهم من وجود الشخص ،ف األدوار تم
تحديدها إلى درجة لم يعد يسبب رحيل أحد األعضاء تهديدا مباشرا لوجود المنظمة.
-مرحلة توسيع الهيكل التنظيمي ،تنوع المنظمة في هذه المرحلة الس لع والخ دمات ال تي تق دمها .وتك ون
اإلدارة مهتم ة باس تمرار في البحث عن الس لع الجدي دة و ف رص النم و في البيئ ة الخارجي ة .كم ا يص بح
الهيكل التنظيمي أكثر تعقيدا واتساعا ،األمر الذي يتطلب انتشار ممارسة الالمركزية في اتخاذ القرارات.
-مرحلة التدهور ،نتيجة لمنافسة الحادة و تقلص األسواق تج د المنظم ة نفس ها و ق د انفض الن اس
عن اقتناء سلعها أو خدماتها .وتب ذل اإلدارة قص ارى جه دها في البحث عن األس اليب الكفيل ة باالحتف اظ
باألسواق وتبحث في الوقت نفس ه عن الف رص الجدي دة .ويالح ظ ارتف اع مع دل دوران األف راد الم اهرين
وتزايد حدة مستويات الصراع بين العاملين .كما وتظهر احتماالت ظهور قي ادات جدي دة تنق ذ المنظم ة من
هذه هي المراحل التي أجمع عليها الباحثون عليها ،إال أن التساؤل الذي يثار هنا هو هل أن جميع منظمات
األعمال تمر بكل هذه المراحل؟ .واإلجابة بالنفي .إذ أن بعض اإلدارات تم وت أو تتالش ى من ذ مراحله ا
األولى ،لكن هناك منظمات نجد أن إداراته ا ال ت رغب في الوص ول إلى المرحل ة الخامس ة .مم ا يع نى أن
تكافح اإلدارة باستمرار لتكون في نمو متواصل أو أن تضمن لنفسها الثبات والبقاء في مرحلة معين ة وه ذا
افتراض متفائل ،فليس هناك منظم ة خال دة في الوج ود ،ح تى وإن بقيت بعض المنظم ات ناش طة في دني ا
إن استخدام مفهوم دورة حياة المنظمة الجديد قلب الموازين ،حيث أنه لم يع د مقب وال اآلن الق ول كم ا كن ا
نقول في السابق أي في نظريات التنظيم التقليدية إن المنظمة كي ان ث ابت Static Entityألنه ا وفق ا له ذه
الرؤية الجدي دة ك ائن حي يتح رك باس تمرار وهى تتط ور وتتغ ير .وك ذلك ف إن الموق ف ال ذي يتم يز ب ه
المنظمة في مرحلة معينة ال يمكن أن يكون ثابتا ألنه سوف يتغير عبر المراح ل ال تي س تمر به ا المنظم ة
مستقبال .وتبعا لذلك تتغير النظريات الخاصة بكل من القيادة والدافعية والمركزية والرسمية.
من هنا نستطيع أن نخلص إلى أن موضوع دورة حي اة المنظم ة جع ل م دير الي وم أك ثر واقعي ة من م دير
الهيكـل التنظيمـي
التنظيم هو عملية هيكلة كل من األفراد و الموارد الطبيعية النجاز األهداف المنظمية كونها تهتم -هذه
العملية -بتحديد مهام العمل و ترتيب األشخاص والمصادر األخ رى وص وال ألداء أفض ل .بمع نى العم ل
على تجميع المهام و األعمال في وحدات إدارية وتحديد الصالحيات ومس ؤوليات ك ل منه ا موزع ة على
أما الهيكل التنظيمي فه و ال ذي يوض ح العالق ات الرس مية بين األقس ام والوح دات االداري ة .ل ذلك ف إن
الهيكل التنظيمي ينتج من خالل الجهود الخاصة بعملية التنظيم .و بذلك يك ون هيك ل المنظم ة واح دا من
النتائج الواضحة النجاز وظيفة التنظيم .بمع نى :أن وظيف ة التنظيم ُتش ير إلى عملي ة ص نع ق رارات
المدراء .أما الهيكل التنظيمي فيشير إلى نتائج هذه القرارات .
و تشير مصطلحات :التركيب ،التصميم ،البناء ،الهيكل ،المحتوى ،الخارط ة ،الش كل ...إلى مع نى
الهيكل التنظيمي لكن األكثر إستعماال و قبوال ه و مص طلح الهيك ل .و التص ميم التنظيمي يُع رف
عادة بأنه الوضع الكلي لعناصر الهيكل التنظيمي و العالقات القائم ة بين ه ذه العناص ر المس تخدمة الدارة
كل منظمة .فالتصميم عملية أشمل من الهيكل ،فهي تختص أو تمثل إختيار و إدارة األبع اد و األج زاء
المختلفة التي لها عالقة بالهيكل .ت ،أي أنه يهتم بتحديد هـ .ت
* تعريف الهيكل التنظيمي :هو شكل التنظيم و هو اإلطار الرس مي للقواع د و المه ام و العالق ات
الوظيفية ،و المتحكم بكيفية تعاون األف راد و إس تخدام الم وارد لتحقي ق األه داف التنظيمي ة أو أه داف
المنظمة .و قد تم تعريفه في قاموس أكسفورد بأنه نمط من التنسيق و الرقابة و تدفق العمل و الس لطة
و االتصاالت .
*أنواع الهياكل التنظيمية :هن اك تن وع كب ير ألش كال الهياك ل التنظيمي ة لكن هن اك ع دد منه ا
أكثر إنتشارا في المنظمات المختلفة و فيما يلي توضيح موجز ألهم هذه األنواع :
-1الهيكل التنفيذي أو البسيط :و ه و من أق دم أن واع هـ .ت و أكثره ا إنتش ارا .و ق د أس تخدم في
المنظمات العسكرية بوجه خاص و كذلك في المنظمات ذوات األحجام الص غيرة .و غالب ا م ا تتك ون
هذه الهياكل من وحدة واحدة تتكون من مدير و مجموعة من المنفذين ال ذين يقوم ون بالعم ل الرئيس ي
و بذلك فهو من أيسر انواع الهياك ل التنظيمي ة .و ال ذي يم يز ه ذا الهيك ل ه و :االش راف المباش ر ،
التخص ص القلي ل ،ت دريب و تعليم قليلين ،المركزي ة ،الع دد القلي ل من وس ائل االتص ال و
االرتب اط ....الخ .و من جه ة أخ رى يتص ف ه ذا الهيك ل بس ماحه للتنفي ذ الم رن و الس ريع
لالستراتيجيات و تواصله مع المتغيرات االستراتيجية بشكل سريع ،و هذا م ا يس مح ل ه بتك وين
-2الهيك ل ال وظيفي :لق د ك ان فري ديك ت ايلور أول من س اهم في إرس اء قواع د الهيك ل التنظيمي على
اساس الوظائف و اشار إليه في كتابه " إدارة الورش " الذي نشر عام 1903م ؛ إذ الحظ ت ايلور ب أن
األعباء الوظيفية تتطلب جهودا و وقتا أطول لالنجاز .ل ذلك ق دم ه ذا الن وع من التنظيم و ال ذي يق وم
على أساس مبدأ التخصص و تقسيــم العمل في مختلف الوح دات االداريــة العامل ة في المنظم ة .
و غالبا ما تحتاج المنظمات هذه الهياكل عند ك بر حجمه ا ،و ب ذلك يك ون التخص ص ه و الم يزة
الرئيسة للهياكل الوظيفية .و يالئم هذا النوع من الهياكل المنظمات متوسطة الحجم ال تي يوج د فيه ا
عدد من خطوط االنت اج داخ ل الص ناعة نفس ها ،و يك ون الع املون فيه ا متخصص ين في الوظ ائف
المختلفة مث ل التس ويق ،التموي ل ،االنت اج ،الم وارد البش رية ...الخ أهم إيجابي ات ه ذا الهيك ل ه و
سماحه بسيطرة تشغيلية أكبــر للمستوى األعلى في المنظمة و يرتب ط به ذا تحدي د واض ح لألداء
و المهام .أما أهم سلبياته فهي أن ه يمكن أن يص بح عبئ ا على كب ار الم دراء ح ول القض ايا التش غيلية
اليومية و خاصة عندما تصبح المنظمات أكبر و متنوعة أكثر إذ قد يعتمد هؤالء المدراء على مهارات
-3الهيكل المتعدد األقسام أو الهيكل التقسيمي :يصلح ه ذا الش كل في حال ة المنظم ات ال تي فيه ا ع دد
من خطوط االنتاج في عدد مختلف من الصناعات .و إن الصفة الرئيسة لهذا الهيكل هي أن المنظمة تقس م
و ق د تتش كل ه ذه األقس ام على أس اس المنتوج ات أو الخ دمات أو المن اطق الجغرافي ة أو عملي ات
المنظمة ....الخ و يتم التنسيق بين هذه الوحدات بواسطة المركز الرئيسي .كم ا أن الم دراء في ك ل
قسم كما يعالجون وظائف كادرهم و قسمهم فإنهم يقومون أيضا بصياغة و تنفي ذ االس تراتيجيات
الخاص ة بهم بالتنس يق م ع الم دير الع ام .و أهم م ا يم يز ه ذا الش كل :الوص ف ال دقيق لمع ايير
المخرجات ،تخصص الوظائف ال دقيق ،الرس مية الواس عة ،وس ائل إتص ال بين األقس ام ض عيفة ،ال
-4الهيكل المصفوفي :نش أ ه ذا الن وع تاريخي ا في ص ناعات الفض اء من ذ الخمس ينات و بالتحدي د في
وكال ة ناس ا األمريكي ة .و ه و هيك ل مُص مم بحيث يجم ع بين ن وعين من أن واع التنظيم هي الش كل
التقليدي للهيكل التنظيمي و هو الهيكل الوظيفي غالبا و تنظيم فريق المشروع ،و ينتج عن هذا الهيكل
أن كل فرد فيه يكون ج زءا من إدارة وظيفي ة و من فري ق المش روع في ال وقت نفس ه و من ثم
يصبح لديه رئيسان مسؤول تجاههما .و ذلك يعني أن هناك انسياب م زدوج للس لطة ،أي أن األف راد
في هذا الهيكل يستلمون أوامرهم من االدارة ال تي ينتم ون إليه ا وظيفي ا و من إدارة المش روع ال ذين
يعملون فيه .إن الهيكل المصفوفي مُصمم النجاز نتائج محددة بواسطة إستخدام فرق متخصصة من
مختلف المواقع الوظيفية في المنظمة .و هذا النوع من التنظيم غالبا م ا يس تخدم عن دما تك ون المنظم ة
مُطالبة باستجابة عالية للمتغ يرات المتس ارعة في البيئ ة الخارجي ة .بحيث يحق ق ه ذا الش كل المرون ة
*أبعاد أو خصائص الهيكل التنظيمي :إن العناصر واألبعاد الثالث ة ال تي نعتم دها فى إع داد هيك ل
المنظمة هي :التعقيد ,والرسمية ,والمركزية .وعلى الرغم من شيوعها إال أنها غير متفق عليها من قب ل
الجميع .عليه وقبل مناقشة هذه األبعاد الثالثة األساسية سيتم ذكر بعض األبعاد األخرى ال تي يؤك د عليه ا
-1المكون اإلداري :و هو عدد المشرفين المباشرين والمديرين وبقي ة الع املين في وظ ائف إداري ة بالنس بة
-2المركزية :تشير المركزية و الالمركزية إلى مستوى الهرمية الذي يمتلك سلطة إتخــاذ القرارات
-3التعقيد :اتس اع حجم الهيك ل التنظيمي و تش عب مس توياته اإلداري ة الناش ئة عن تعقي د العالق ات
-6الرسمية(والالرسمية):مدى تحديد سلوك األفراد بمختلف مناصبهم و إلزامهم بأداء العمل وفق سياس ات و
قواعد موثقة
-7التكامل .
-10التخصص .
-11المعيارية .
وتؤشر هذه القائمة من األبعاد (الخصائص) أو العناص ر المس تخدمة في إع داد ص ناعة هيك ل المنظم ة،
مدى التعددية التي يمكن اعتمادها في هذا المجال .و سنناقش األبعاد أو الخصائص الثالثة ال تي نعتبره ا
أوال :التعقيد
ويعنى بالتعقيد درجة االختالف أو التمايز الموجودة في المنظمة ،إذ أن هناك تمايز أفقي وتم ايز عم ودي
التمايز أو االختالف األفقي :يشير إلى درجة االختالف أو التباع د األفقي بين الوح دات أو األقس ام في -1
المنظمة باالعتماد على اتجاهات األعضاء ,وطبيع ة المه ام ال تي تنج ز ,والمس تويات الثقافي ة والتدريبي ة
التي يحتاجه ا الف رد لكي يعم ل في ه ذا القس م أو ذاك .وكلم ا ازدادت الوظ ائف ال تي تحت اج إلى معرف ة
متخصصة ومهارة عالية ،تكون المنظمة أكثر تعقيدا بسبب التباين في تطلعات األف راد و ال ذي يص عب
عملية االتصال بين أعضاء المنظمة وكذلك الحال بالنسبة لعملية تنسيق األنشطة .وفى الواقع ف إن أك ثر
-2التمايز العمودي :ويعنى به البعد العمودي للهيكل أو عمق الهيكل ،وي زداد التم ايز والتعقي د بزي ادة ع دد
المستويات اإلدارية في المنظمة .وتبعا لذلك ت زداد احتم االت التش ويش وع دم الدق ة في االتص االت بين
المستويات .كما تزداد صعوبة تنسيق القرارات الخاصة ب إدارة الم وارد البش رية .و من الممكن أن يفهم
التمايز األفقي بشكل أفض ل كنتيج ة لزي ادة التم ايز العم ودي ,إذ كلم ا ازداد التخص ص ازدادت أهمي ة
التنسيق .إن ازدياد التمايز األفقي يعنى تزايد الحاجة إلى برامج تدريبية والتخصصية في العمل .
إن المنظمات التي تمتلك نفس العدد من العاملين تتباين فى درج ة التم ايز العم ودي ,وإن العام ل المح دد
له ذه الحال ة ه و نط اق اإلش راف ،وال ذي يع نى ع دد الع املين ال ذين يس تطيع الم دير اإلش راف عليهم
بفاعلية .و إنه كلما صغر نطاق اإلشراف ازدادت المنظمة طوال.
-3التمايز الجغرافي :ويقصد به مدى انتشار مكاتب المنظمة وأقس امها أو فروعه ا على مس احة جغرافي ة
واسعة .وأنه كلما ازداد االنتشار الجغرافي كلما ازداد التعقيد .و فى الواق ع أنن ا عن دما نفحص المنظم ات
نجد العديد من العوامل أو المتغيرات تختلف من منظمة إلى أخ رى ،ب ل وح تى داخ ل المنظم ة الواح دة،
سؤال :لماذا كان التعقيد مهما ؟ الواقع أن المنظمات تحتوى على أنظم ة فرعي ة بحاج ة إلى اتص االت،
وتنس يق ،وس يطرة أو متابع ة إذا أردن ا أن تك ون المنظم ات فعال ة فعال .وكلم ا ازداد التعقي د في ه ذه
المنظمات ،ستزداد حاجتنا إلى اتصاالت جيدة ،وتنسيق جيد ،وسيطرة جيدة بصورة أك ثر من الس ابق.
و إن زي ادة تعقي د المنظم ة ت ؤدى إلى زي ادة حاج ة اإلدارة العلي ا إلى ض مان أن ك ل من التم ايز األفقي
والتمايز العمودي والتمايز الجغرافي ،تعمل معا وبانسيابية عالية باتج اه تحقي ق أه داف المنظم ة .وهن ا
ستزداد الحاجة إلى اس تخدام أس اليب أو أدوات تنظيمي ة متط ورة تتالءم م ع أه داف المنظم ة و واق ع
ثانيا :الرسمية
وهى الدرج ة ال تي يك ون فيه ا العم ل رس ميا ،أي يك ون العم ل ال ذي يمارس ه الف رد محكوم ا بقواع د
وإجراءات وسلوكيات محددة بحيث ال يستطيع الخروج عليها ألن هناك تحذيرات عدي دة من قب ل اإلدارة
تمنعه من ممارسة ذلك .والمالحظ أن ه كم ا ازدادت رس مية العم ل قلت مرون ة الف رد في أس لوب إنج از
عمله داخل المنظمة ،كما تقل مرونته في تحديد متى وكيف ينجز العمل .أما لو ك انت الرس مية منخفض ة
أو قليلة فإن عمل الفرد أو سلوكه في العمل غير مبرمج ،أو مبرمج ولكن بشكل قليل ،األمر الذي س يوفر
له حرية كبيرة في إنجاز عمله .وعليه فإن الرسمية هي مقياس للمعيارية أيضا.
وتجدر اإلشارة هنا إلى أن درجة الرسمية قد تتغير بشكل كبير بين المنظمات وداخ ل المنظم ة الواح دة ؛
إذ أن هناك أعمال معينة ال تحتاج إلى رسمية عالية ،كما الحال بالنسبة لمحاضرة األستاذ بالجامعة .بينم ا
الموظف الذي يعمل في قسم تسجيل الطلبة علي ه أن يتب ع خط وات مح ددة في تس جيل الطالب وتوثي ق
نتائجهم الفصلية أو السنوية بدقة عالية ،وه ذه الخط وات تمليه ا علي ه إدارة الكلي ة .والمالح ظ أن ه كلم ا
ازدادت الحرفي ة أو المهني ة Professionalizationفي عم ل معين قلت الرس مية ب المعنى ال ذي عرفن اه
سابقا ،وإن كانت هناك بعض االس تثناءات .و كم ا تختل ف الرس مية وفق ا لمعي ار الحرفي ة أو درج ة
المهارة ،تختلف أيضا وفقا للمستويات اإلدارية .و لذلك فإن الرسمية ترتبط بعالق ة عكس ية م ع المس توى
اإلداري في المنظم ة .و إن طبيع ة العم ل ال ذي يُم ارس ي ؤثر على درج ة الرس مية ،فاألعم ال في قس م
اإلنت اج أك ثر رس مية من أعم ال ال بيع أو البحث والتط وير .و الس ؤال ال ذي نطرح ه :لم اذا ك انت
الرسمية مهمة ؟و الجواب أن المنظمات تستخدم الرسمية ألن فيها فوائد عديدة من بينه ا مثال أنه ا تقل ل
من االختالفات الحاصلة في السلع التي تنتجها المنظمة ،فضال عن أنها تجعل من عملي ة المراقب ة عملي ة
سهلة ،ومن جهة أخرى فإن الرسمية تساعد على إتمام عملية التنس يق .بقى أن نق ول أن الرس مية العالي ة
تقلل من النفقات ،أي أن فيها م ردودا اقتص اديا .ذل ك ألن المرون ة في العم ل تكلفن ا أم واال طائل ة .بينم ا
الرسمية العالية تعمل على حصر سلوك الفرد العام ل داخ ل الش ركة في إط ار مح دد ،األم ر ال ذي ينجم
عمه تقليص في تكاليف متابعته .و السؤال األخر :هل توجد عالقة بين الرسمية والتعقيد ؟ الج واب
:بالتأكيد هناك عالقة قوية بين كل من التخصص ،والمعيارية ،والرسمية .فعندما ينجز أو يمارس األفراد
فى المنظمة مهاما محددة ومتكررة ومتخصصة ،فإن أسلوبهم يكاد يكون معياريا موحدا ومتش ابه إلى ح د
كبير .كما يحكم تصرفاتهم الوظيفية عدد كبير من القواعد واإلجراءات الرسمية .ولكن لكل قاعدة اس تثناء
أيضا ،إذ نجد بعض الحاالت ذات التعقيد العالي تقترن برسمية واطئة .فالش خص المح ترف ال ذي ت درب
تدريبا علميا عاليا ال يحتاج إلى إجراءات أو قواعد كثيرة إلتمام عمله بشكل جيد.
ثالثا :المركزية
أين تصنع القرارات في المنظمة ،هل في المستويات اإلدارية العليا أم في المستويات اإلدارية الدنيا
؟ هذا التساؤل واإلجابة عليه تحدد بشكل كبير معالم صياغة الهيكل التنظيمي للمنظمة .
تعنى المركزية تجميع كافة السلطات وح ق اتخ اذ الق رارات في المراك ز القيادي ة العلي ا حيث ال تس تطيع
المستويات اإلدارية الدنيا اتخاذ أي قرار دون الرجوع إلى المرك ز اإلداري األعلى .وكلم ا ازداد تمرك ز
القرار ازدادت درجة المركزية .علما أنه ال توجد في الحياة العملية في منظمات األعمال مركزي ة مطلق ة
أو المركزية مطلقة .وتعنى الالمركزية توزيع السلطة أو حق اتخاذ القرار بين المستويات اإلدارية العلي ا
والدنيا .إن موضوع المركزية والالمركزية رغم ما كتب عنه ،الزال يمث ل واح دا من أعق د المواض يع
في المنظمة.
و إنه من المتفق عليه في أدبيات اإلدارة أن المنظمة تكوين اجتماعي منس ق ب وعي ،يتفاع ل في ه األف راد
ضمن حدود معينة من أجل تحقيق أهداف مشتركة .و إن المنظم ة فى حقيق ة األم ر هي نظم متكامل ة من
صناعة القرارات ومعالجة المعلومات .وهى تض من تحقي ق األه داف المش تركة من خالل تنس يق الجه د
الجماعي .لذلك كانت قضية القرارات ومعالجة المعلومات قضية مركزية في صيرورة وتجسيد التنس يق
ولكي يحاف ظ الم دراء على حي ويتهم في العم ل اإلداري نج دهم يخول ون ج زءا من ه ذه المعلوم ات
والمواضيع وحق البت به ا إلى اآلخ رين .ه ذا التحوي ل ه و في حقيق ة األم ر الالمركزي ة .إذن من أج ل
السرعة في اتخاذ القرارات الخاصة بمش اكل ال تحتم ل الت أخير نلج أ إلى الالمركزي ة .والب د أن نض يف
أيضا أن اإلدارة يزداد ميلها إلى الالمركزية عندما تمتلك فروعا منتشرة ومتباع دة عن بعض ها جغرافي ا,
وذلك من أجل ضمان أكثر للحلول أو المعالجات الواقعية التي تتالءم وخص ائص البيئ ة ال تي يوج د فيه ا
الفرع.
كما تلجأ اإلدارة إلى الالمركزية عندما تقتن ع اإلدارة أن ل دى المس توى األدنى الكف اءات الالزم ة التخ اذ
القرارات وأن لديهم اندفاع ذاتي لتحمل المسؤولية وبذل الجه د الك افي إلنجاحه ا .و ال ننس ى أن لإلدارة
العليا فلسفتها ومبادئه ا الخاص ة بالتعام ل م ع اآلخ رين ،فعن دما تمتل ك اإلدارة رؤي ا متفائل ة في قابلي ات
اآلخرين و فى خصائصهم الذاتية و اإلدارية نجدها أمي ل إلى الالمركزي ة من اإلدارة األخ رى المتش ائمة
بما لدى اآلخرين من قدرات والتي ال يهمها سعادتهم .فالالمركزية هنا تتيح المجال للمس تويات اإلداري ة
الدنيا لتنمية مهاراتهم اإلدارية وتنشيط اإلبداع لديهم ،وتضمن نجاحا أفضل.
ولإلجابة نقول ال توجد مثل هذه المعادلة أو ذلك المقياس .ولكن و ألن المركزية ميكانيكي ة في طبيعته ا
إلى حد كبـير ،نستطيع القول أنها أكثـر صالحية للمنظمات التي تعمل في ظل ظ روف بيئيـة ثــابتة
أو مس تقرة .وكلم ا تعق دت البيئ ة و أص بحت غ ير مس تقرة ،يص بح اللج وء إلى الالمركزي ة بمثاب ة
تؤكد دراسات إدارية عديدة وجود عالقة عكس ية بين المركزي ة والتعقي د ،بينم ا ترتب ط الالمركزي ة بق وة
بالتعقيد العالي.والحُجة هي أن تزايد حاجة العاملين إلى التدريب المتخص ص تق ود بالض رورة إلى زي ادة
مشاركتهم في اتخاذ القرارات ,ألنهم عارفين بمجريات األمور التي ينجزونها أو يتعاملون معها .ه ذا من
جهة ،ومن جهة أخرى ال زالت العالقة بين الرسمية والمركزية غامضة نوعا ما ومحيرة أحيانا.و الكث ير
من الدراسات خلصت إلى أن هناك عالقة قوية بين المركزية والرسمية ،بينما وجدت بحوثا أخ رى أك ثر
حداثة عالقة قوية ولكنها عكسية بين الطرفين .حيث أن هناك بعض المنظمات تؤك د بص ورة أك ثر على
إن الرسمية العالية باإلمكان رؤيتها سواء في الهيكل التنظيمي المركزي أو الهيكل التنظيمي الالمرك زي.
فحينما يك ون غالبي ة الع املين فى المنظم ة غ ير م اهرين فمن المحتم ل أن تج د الكث ير من اإلج راءات
والقواعد الرسمية الرامية إلى قيادة سلوكيات هؤالء العاملين بالشكل الذي ترغبه المنظمة .و باإلمك ان أن
تجد أيضا القيادة العليا في هذه المنظمة قيادة سلطوية ومركزية أيض ا .وعن د تفحص الس يطرة في هك ذا
منظمة نجد أنها تمارس باألطر الرسمية وتتركز اتخاذ القرارات في ي د اإلدارة العلي ا .أم ا ل و انتقلن ا إلي
منظمة أخرى فيها غالبي ة الع املين متخصص ين أو مهن يين أو مح ترفين Professionalس تجد ش يوع
الالمركزية والرسمية القليلة .لكن ذلك ليس دائما ألن نوعية الق رارات المطل وب البت به ا تغ ير من ه ذه
العالقة .إذ يتوقع المحترفين ال مركزية في القرارات التي تؤثر على عملهم بصورة مباشرة وإن كان هذا
ال ينطبق على بعض القرارات ذات العالقة المباشرة باألفراد ك األجور و إج راءات تق ييم األداء
أو القرارات اإلستراتيجية .ثم إن رغبة واهتمامات المح ترفين من جه ة أخ رى تكمن في عملهم الف ني ال
في صناعة القرارات اإلستراتيجية .هذا قد يؤدى إلى رسمية واطئة م ع مركزي ة في آن واح د .على أي ة
ح ال ،إن المركزي ة تق ترن باإلس تراتيجية وليس ب القرارات التش غيلية كم ا أن للق رارات اإلس تراتيجية
-1مبدأ وحدة الهدف :وجود أهداف مصاغة بوضوح و مفهومة و بدرجة كافية إلعداد الهيكل التنظيمي.
للمسـؤولية و يسمح بقدر معين بمشاركة العمال و الموظفين في اتخاذ القرارات و التطـوير ال ذاتي
-3مب دأ المواق ف و الظ روف البيئي ة :ال ب د من تص ميم الهيك ل التنظيمي لخدم ة المواق ف و الظ روف
زيادة المنافسة بين المنظمات و التطور التكنولوجي و التغيير في ظ روف البيئ ة المحيط ة بالمنظم ة ،
تجع ل من المس تحيل وج ود هيك ل تنظيمي ث ابت .فالمنظم ة تق وم ب التغيير في بعض األحي ان لكي
تتمكن من بيع منتجاتها – مثال – و أحيانا تقوم ب التغيير نتيج ة تغ ير أف راد اإلدارة العلي ا و هك ذا ..
فككل شيئ ،في اإلدارة كل نظام ل ه م ات يم يزه و ل ه ك ذلك نق اط ض عف ،فكي ف نخت ار النظ ام
المناسب ؟ إن ذلك يتوقف على عدة عوامل نذكر أهمها :طبيعة المتغيرات المؤثرة على المنظم ة
( البيئة ) ،االستراتيجية ،حجم المنظمة ،و طبيعة العمل ( التكنولوجيا ) إض افة إلى الثقاف ة و ك ذلك
دورة حياة المنظم ة . ...فمثال إذا ك انت متغ يرات الس وق س ريعة ج دا فمع نى ه ذا أنن ا في حاج ة إلى
مرونة أكثر مما يحبذ الهيكل متعدد األقسام او الهيكل القطاعي .و إذا كانت طبيعة العم ل بس يطة
و مكررة فقد يكون الهيكل الوظائفي أفضل .و إن كانت إستراتيجية المنظمة تركز على التميز و بالت الي
تشجع االبداع فتكون المرونة عامل أساسي و بالتالي يفضل الهيكل القط اعي .و إذا ك ان حجم المنظم ة
كبير فإنها تحتاج إلى قدر من الرسمية في التعامل و في نفس الوقت تحت اج إلى المرون ة ال تي تمكنه ا
من المنافسة مع الشركات األصغر حجما .قد يحدث أن تتعارض هذه المحددات األربعة و ه ذا يحت اج
بعض الفكر الختيار الهيكل المناسب .و تظهر أهمية الهيكل المصفوفي في حالة الشركات الكبيرة ال تي
فتصميم المنظمة و بالتالي هيكلها هو عملية مستمرة ،و عندما تتغير البيئة أو إستراتيجية المنظمة يكون
من المفترض عندئذ صياغة تصاميم جديدة ُتبرز الحاجة باستمرار إلى مسألة " مدى مالئمة التص ميم
العالقة للمنظمة" و هذا يؤيد ما ورد ضمن أسس النظرية الموقفية من أنه ال وج ود لهيك ل أو تص ميم
تنظيمي قابل لالستعمال في كل مكان و لجميع المنظمات في نفس الوقت ؛ إذ تعتمد مالئمة تص ميم معين
على بيئ ة المنظم ة و عوام ل أخ رى م ؤثرة .ومن ه ف إن أهم العــوامل المؤثـرة في الهيك ل
-الهيكل البسيط :من التسمية نجد أن الهيكل البسيط هو الذي ال يكون أكثر مما هو عليه ؛ هو هيك ل ال
توجد فيه تفصيالت كثيرة وقليل التعقيد والرسمية وتكون السلطة المركزية محص ورة في ش خص واح د.
وفي الغالب يتصل كل واحد من العاملين في القمة اإلستراتيجية التي يمثلها شخص واحد هو المالك ع ادة
والذي يمتلك سلطة اتخاذ القرارات المختلفة .وغالبا ما تكون صناعة القرارات عملية غير رسمية م ع أن
كل القرارات الرئيسية هي بيد صاحب المنظمة أو الشركة .فهو بسبب التعقيد الواطئ يستطيع الحص ول
على المعلومات األساسية بشكل مباشر ويستجيب بسرعة عن دما يتطلب األم ر ذل ك .والم دير األعلى في
الهيكل البسيط يشرف على مجموعة كبيرة من المرؤوسين لذلك نراه يمتلك نطاق سيطرة واسع.
الهيكل التنظيمي الطويل و هـ .ت القصير :الهيكل الطويل ه و ال ذي يك ون في ه اله رم ال وظيفي -
طوي ل من الناحي ة الرأس ية ،أي أن طبق ات الم ديرين كث يرة .و ط ول الهيك ل يجع ل عملي ة اتخ اذ
المديرين قليلة ،و هذا الهيكل يعطي مسؤوليات و تف ويض أك ثر للم ديرين مم ا يزي د من س رعة اتخ اذ
القرارات في الوقت نفسه فإن كل مدير يكون مسؤوال عن عدد أكبر من المرؤوسين .
الهيكل الميكانيكي ( اآللي أو البيروقراطي ) و الهيكل الحيوي ( العضوي ) :تتمتع البيروقراطية اآللية
بمهام تشغيلية ذات روتينية عالية وإجراءات وقواعد رسمية عالية جدا ومركزية عالي ة .كم ا أن الق رارات
يتم اتخاذها عبر سلسلة األوامر .وهن اك تفص يالت كث يرة في هيك ل المنظم ة وف وارق ح ادة بين األنش طة
التنفيذية واالستشارية .و المعيارية (أو التقييس) هي المفهوم األساسي الذي يتخلل الهياكل البريروقراطي ة
األلي ة ( الميكانيكي ة ) .ويوض ح منتزب يرج ""Mintzbergأن التنظيم الب يروقراطي اآللي يتص ف ب أن
القواعد والتشريعات تسيطر تماما على مجمل العمليات ،وأن الجزء الرئيس ي في ه ذا التنظيم ه و الهيك ل
الفني ،وذلك ألن ه في ه ذا الج زء يوج د المحلل ون ال ذين يقوم ون بعملي ات التق ييس .ومن أمثل ة ه ؤالء
المحلل ون :مهندس و ال وقت و الحرك ة ،و مص ممو توص يف األعم ال ،و المخطط ون ،و واض عي
الموازنات التقديرية و المحاس بون ،و الم دققون و محلل و األنظم ة و األس اليب .و ه ذا الهيك ل قلي ل
المرونة و لكن الرقابة فيه أكثر ،و يتسم بالرسمية و المركزية و طول الهرم الوظيفي .أم ا الهيك ل
الحيوي العضوي فهــو يتسم بكثير من المرونة و الالمركزية و الالرسمية و قصر اله رم ال وظيفي
و يفضل في حالة التغيرات البيئية السريعة و عندما تريد المنظمة أو الشركة أن تتميز بمنتجاتها .
المحاضرة الرابعة
إننا نهتم بدراسة البيئة ليس بوصفها كيانا و إنما نهتم بتأثيراته ا في المنظم ة .و نهتم بالبيئ ة
التي يتحتم على المنظمة أن تستجيب لها و تتكيف معها .و المنظمة عادة تواجه بيئ ات متع ددة
و كثيرة و نظرا للتصنيفات الكثيرة للبيئة التي جاء بها الكتاب و الباحثين في مجـال اإلدارة و التنظيم
فإننا سنتناول تلك التصنيفات حسب الدراسات المُعمقة التـي أجريت حول البيئة و أنواعها و إدارتها
-البيئة العامة ( الكلية ) :و تمثل تلك الظروف المحيطة بالمنظمة التي ربما تؤثر فيها بشكل م ا ..إال أن
تلك التأثيرات تكون غير واضحة جيدا مثل العوامل االقتصادية و الظروف السياسية و االجتماعي ة و
الثقافية ..الخ
-البيئة الخاصة :وتمثل ذلك الجزء من البيئة الذي يرتبط تأثيره مباشرة بالمنظمة عند تحقيقها ألهدافها
و يشمل مختلف أصحاب المصالح من عمالء و مستهلكين و منافسين و وكاالت حكومية و اتح ادات
نقاب ات العم ال و الجمعي ات التجاري ة ..الخ و تختل ف البيئ ة الخاص ة من منظم ة ألخ رى و ذل ك
حسب المجال الذي تعمل في ه ك ل منظم ة و تخت اره و ال ذي يتح دد بن وع المنت وج أو الخدم ة ال تي
-البيئة العالمية
و يمكن أن نقول أيضا :البيئة الخارجية ،و هي كل تلك العناصر الموجودة خارج حدود و التي
تمتلك القدرة على التأثير على ك ل أو ج زء من المنظم ة .و بيئ ة المهم ة ( النش اط ) ،و ال تي تش مل
القطاعات التي ترتبط بها أعمال المنظمة و لها تأثير مباشر في قدراتها في مجال تحقيق أه دافها
أو غاياتها مثل قطاع الصناعة و المواد األولية و السوق و الموارد البش رية .و البيئ ة الداخلية ،
و تشمل الظروف و العوامل المؤثرة في المنظمة من داخل حدودها التنظيمية و تتمثل أساسا في
-البيئة الهادئة العشوائية :و هي تماثل النموذج الكالس يكي ( ه دوء البيئ ة تج اه المنظم ة و التغي ير
يحصل بطيء )
و الطبيعة العشوائية للبيئة تمنـع المنظمة من استخدام إستراتيجيتها للتفاعل مع القــوى الخـارجية
البيئة الهادئة التجميعية :هنا يظهر التغيير بطيئا لكن ه أك ثر تعقي دا بس بب تجم ع الق وى الخارجي ة
على شكل مجاميع عنقودية تفعل فعلها تجاه المنظمة بدون توزيع عشوائي .
-البيئة المضطربة
كما يمكن تصنيف البيئة إلى - :البيئة الجزئية :داخل المنظمة و مكوناته ا من ع املين و م وارد
و سياسات و خدمات
هناك عالقة عكسية بين درجة استقرار البيئة و تعق د الهيك ل التنظيمي .فالبيئ ة غ ير المس تقرة تتطلب
هيكال تنظيمي ا معق دا يتض من العدي د من الوح دات و المهن .كم ا أن هن اك عالق ة إيجابي ة بين درج ة
استقرار البيئ ة و درج ة الرس مية في الهيك ل التنظيمي ،فكلم ا ازدادت البيئ ة تغ يرا و اض طرابا ازدادت
لقد أصبح من الضروري على المنظمات االهتمام بادارة البيئة و ليس بتحلي ل البيئ ة فق ط .و يمكن أن
نقول أن المنظمات تواجه بيئتها الداخلية التي تتمثل في الهيك ل و الثقاف ة و األنش طة الرئيس ة ،و ك ذلك
اإلستراتيجية Strategy
يمكن تعري ف اإلس تراتيجية بأنه ا تحدي د األه داف األساس ية الطويل ة األم د للمنظم ة وتب ني مجموع ة من
األفعال وتخصيص للموارد الض رورية في س بيل تحقي ق تل ك األه داف .كم ا يمكن تعريفه ا أيض ا بأنه ا
خط ط وأنش طة المنظم ة ال تي يتم وض عها بطريق ة تض من خل ق درج ة من التط ابق بين رس الة المنظم ة
وأهدافها.و بين الرسالة والبيئة التي تعمل بها بصورة فعالة وذات كفاءة عالي ة .و تقتض ى الحاج ة هن ا إلى
فالغاية أو الغرض هو الدور األساسي للمنظمة والذي يتم تعريفه بواسطة كل األط راف ص احبة المص لحة
وال تي تتحم ل المخ اطرة بالتعام ل معه ا ،ومن بين أص حاب المص لحة : Stakeholdersالمس تهلكون،
والدائنون ،وأصحاب رأس المال .أما رسالة المنظمة فهي الخص ائص الفري دة في المنظم ة وال تي ُتميزه ا
عن غيرها من المنظم ات المماثل ة األخ رى .ومن هن ا ف إن رس الة المنظم ة هي تجس يد للفلس فة األساس ية
للمنظمة ألنها ُتعبر عن مفهوم الذاتي للمنظمة إلى جانب تعبيرها عن الصورة الذهنية التي ترغب المنظم ة
في إسقاطها على أذهان األفراد .و أخيرا فإن األهداف تمثل الوس ائل الوس يطة ال تي تحت اج إليه ا المنظم ة
لكي تترجم رسالتها الفلسفية إلى مصطلحات محددة وملموسة و يمكن قياس ها؛ فاأله داف إذن هى خط وات
:درس العالم Chandlerمائة شركة صناعية كبيرة فى الواليات المتحدة -1دراسة شاندلر Chandler
األمريكية ،متتبعا تطورها خالل الخمسين سنة ،منذ 1909ولغاي ة .1959وح اول تش خيص األح داث
األساسية التي مرت بها كل شركة .وقد استنتج أن التغيرات فى إستراتيجية الشركة تتقدم وتق ود التغ يرات
في هيكل المنظمة .والسبب كما يقول شاندلر ه و أن اإلس تراتيجية الجدي دة تتطلب هيك ل تنظيمي جدي د أو
على األقل يتم تحديثه إذا أرادت المنظمة العمل بكفاءة .وما لم يتبع الهيكل اإلس تراتيجية ستنش أ ل دينا حال ة
عدم الكفاءة .وقد وجد شاندلر أن هذه الشركات ك انت مركزي ة في هياكله ا التنظيمي ة في البداي ة عن دما لم
يكن لديها أكثر من خط إنتاجي واحد .ولكن مع تطورها ونموها ازدادت خطوط اإلنتاج ،األم ر ال ذي أدى
إلى ض رورة تط وير هياكله ا التنظيمي ة ألنه ا لم تع د ق ادرة على التعام ل بكف اءة م ع ه ذا التعقي د البن ائي
المتزايد .وهكذا إذن تتح ول المنظم ات من الهيك ل التنظيمي البس يط (حيث الرس مية منخفض ة والمركزي ة
عالية والتعقيد قليل) إلى الهيكل التنظيمي األكثر تعقيدا ،لتكون لدينا ال مركزية عالية وتعقيد ع ال ورس مية
عالية .و غاية هذا التحول هو أن تكون المنظمة أكثر كفاءة في تحقيق أهدافها( .لو انتقلنا لمفه وم ش اندلر
بخصوص اإلستراتيجية سنجد أنه يتحدث عن إستراتيجية النمو حصرا Growth Strategy؛ حيث ك ان
النم و موض ع اهتمام ه األول وليس الربحي ة .ووفق ا لمفه وم فاعلي ة المنظم ة ف إن الهيك ل واإلس تراتيجية
المناسبين من وجهة نظر شاندلر هو الذي يقود إلى النم و أك ثر من توجه ه نح و ال ربح ) ،ب الرغم بعض
المآخ ذ على نظريت ه و ك ذلك بخص وص تعريف ه لإلس تراتيجية ال ذي ن راه تعريف ا ض يقا -ألن
اإلس تراتيجية بإمكانه ا االهتم ام بأش ياء أخ رى إلى ج انب النم و ،ك القوة المالي ة ،والف رص المتاح ة،
وتصرفات المنافسين ،وتجزئة السوق ...الخ - .م ع ذل ك فإنن ا ال نمل ك إال االتف اق مع ه عن دما يق ول :إن
اإلستراتيجية تـؤثر على الهيكل التنظيمي في مستويات اإلدارة العليا في الشركات .
-2دراسة مايلز وسنو :Miles & Snowلعل من أهم البحوث التي اهتمت بالعالقة بين اإلستراتيجية
وهيكل المنظمة بعد دراسة شاندلر ،هو البحث الذي أنجزه كل من Miles & Snowفي عام( ) 1978
تحت عنوان "إستراتيجية المنظمة والهيكل والعملية" .لقد قام هذان الباحثان بتقديم أربعة أنواع من
اإلستراتيجيات هي اآلن اإلطار األكثر انتشارا في تعريف اإلستراتيجية و أثرها على تصميم المنظمة.
و هذه اإلستراتيجيات هي :إستراتيجية المدافعون ،وإستراتيجية المنقبون ،وإستراتيجية المحللون ،
أ-إستراتيجية المدافعون : Defenders /تحقق هذه اإلستراتيجية الثبات من خالل إنتاج ع دد مح دود من
السلع الموجهة إلى جزء محدود من السوق .وضمن هذا اإلطار السوقي الضيق يناضل الم دافعون (اإلدارة
العليا) ضد دخول المنافسين إلى حلبتهم .ويتم ذلك من خالل إتباع تصرفات اقتصادية رشيدة كالتركيز
على األسعار التنافس ية و النوعي ة العالي ة للمنتج ات .كم ا يتجاه ل الم دافعون م ا ي دور ح ولهم في البيئ ة
الخارجية و ال يتخلوا فيها إال في أضيق الحدود .وربما عملوا بعض التطويرات على سلعهم .و مما يالحظ
على الم دافعين أنهم ق ادرين على الحف اظ على الموق ع الالئ ق والبيئ ة المالئم ة في مج ال الص ناعة ال تي
يعملون فيها .و مع مضى األيام يصبح من الصعب على المنافسين السيطرة عليها.
ب-إس تراتيجية المنقب ون : Prospectors /تمت از ه ذه اإلس تراتيجية بأنه ا عكس إس تراتيجية الم دافعين .
وتكمن قوته ا في إيج اد و اس تثمار منتج ات جدي دة ،وفى إيج اد الف رص التس ويقية .ولع ل االبتك ار ل دى
المنقبون أكثر أهمية من الربحية العالي ة .و َيعتم د نج اح ه ذه اإلس تراتيجية على ق درة اإلدارة على تط وير
الطاقة والمحافظة عليها من أج ل اس تخدامها في اس تثمار أو توظي ف المتغ يرات واألح داث ذات العالق ة.
ل ذلك نج د اإلدارة تنف ق بس خاء من أج ل اس تقطاب وتوظي ف األف راد و س بر أغ وار البيئ ة وتش خيص
متغيراتها وعالقتها بالفرص السوقية .وألن المرونة شئ مهم عند المنقبين لذلك نج د ل ديهم هيكال تنظيمي ا
مرنا .وهم يركزون على التكنولوجيا المتنوعة التي تنخفض فيها درجة الرقابة واآللية .كما و نج د وح دات
تنظيمي ة ال مركزي ة .وم ا قي ل هن ا ينطب ق على الس يطرة ،فهي المركزي ة أيض ا وتحق ق من خالل نظم
اتصاالت متطورة جانبية وعمودية .باختصار إن المُنقب هو مدير فع ال ألنـه ق ادر على االس تجابة لع الم
الغد.
ج-إس تراتيجية المحلل ون : Analyzers /يح اول الم دير في ظ ل ه ذه اإلس تراتيجية االس تفادة من مزاي ا
اإلستراتيجيتين السابقتين ،فهو يجتهد لكي يقلل المخاطر ويعمل في الوقت نفسه على تضخيم فرص تحقي ق
األرباح .كما أنه ال يقدم على إنت اج س لعة جدي دة أو ال دخول إلى س وق جدي دة إال إذا ثبت ل ه ج دوى ذل ك
بواسطة المنقبين .إن هذا المدير يعيش على التقليد والمحاك اة ،حيث يأخ ذ من المنق بين األفك ار الناجح ة
ويقلدها في عمله .والمالحظ على هذا المدير أنه يتبع المنافسين الصغار المبدعين و المتفوقين في س لعهم .
كما يحرص على بيع السلع بسعر أقل من زميله المنقب واالكتفاء بهامش ربح قليل .والمالح ظ أيض ا أن
المدير المحلل يسعى ألن يحقق المرونة والثبات في آن واحد .ويتم له ذلك من خالل تكوين هيك ل تنظيمي
فبعض األج زاء ل ديها مس توى ع الي من المعياري ة (التق ييس ) و الرقاب ة والميكانيكي ة من أج ل ض مان
الكفاءة .أما األج زاء أو المجموع ة األخ رى من الوح دات اإلداري ة فتك ون ق ادرة على التكي ف من أج ل
تعزيز المرونة .و لذلك نجد أن المدير المحلل يفتش عن الهياك ل التنظيمي ة الق ادرة على اس تيعاب التكي ف
والثب ات في العملي ات .غ ير أن ه في محاولت ه التوفي ق تواجه ه التك اليف العالي ة .فل و تح ركت أو تغ يرت
األوضاع البيئية بسرعة وتطلبت التحرك السريع باتجاه الثبات أو المرونة فإن ق درة المنظم ة على التكي ف
د-إستراتيجية المستجيبون : Reactors /وت دعى أيض ا بإس تراتيجية رد الفع ل .وهى تمث ل اإلس تراتيجية
المتبقية عند المدير التي يأخذ بها عندما يفشل في تطبيق أي من اإلستراتيجيات األخرى .وهى تجسد أنماط
الالتجانس وعدم الثب ات المنبثق ة من ج راء تط بيق أي من اإلس تراتيجيات الثالث الس ابقة بش كل خ اطئ .
وبصورة عامة فإن المدير الذي يستجيب لهذه اإلستراتيجية ستكون استجابته غير مالئم ة وإنج ازه رديئ ا ،
األمر الذي يؤدى به إلى تبنى إستراتيجية محددة في المستقبل .إال أن ه ق د يفش ل في تع ديل هيك ل المنظم ة
ليتالءم م ع اإلس تراتيجية المخت ارة .ل ذلك ق د يلج أ إلى االحتف اظ بنفس العالق ة الحالي ة بين اإلس تراتيجية
والهيكل بغض النظر عن التغيرات الكثيرة والشاملة في البيئة التي تحيط به بس بب افتق اد ه ذا الم دير إلى
بناءاً على ما سبق استعراضه فإنه يالحظ على نموذج (مايلز وسنو) ربط ه المباش ر بين الخص ائص ال تي
ينبغي إيجاده ا في الهيك ل التنظيمي وم دى معرف ة اإلدارة وتأك دها من الظ روف البيئي ة ال تي يحتم ل أن
فمثال إذا رأى المدير أن البيئة مستقرة فال بد أن يختار موقف اإلس تراتيجي الم دافع ،وفى ه ذه الحال ة ف إن
أحسن تنظيم يتوجب اختياره هو الذي يؤكد على المركزية والرسمية وتقسيم العمل والس يطرة الكامل ة على
الوحدات اإلدارية .إذن نستطيع القول أن ه ذا النم وذج ي دعو إلى تب نى الهيك ل التنظيمي الميك انيكي اآللي
أما المدير المحلل فيأخذ موقفا وسطا .يجمع بين المركزية و الالمركزية في آن واحد .فهو لديه س لطة
محكمة على األنشطة الحالية ،ومرون ة عالي ة بخص وص المش اريع واألنش طة الجدي دة .وه و يتخ ذ ه ذا
الموقف ألنه يدرك أن البيئة الخارجية ال يمكن التنبؤ بكل مفرداتها بدقة عالية.
من جهة أخرى ،نالحظ أن المدير الذي يتبع إس تراتيجية المس تجيب ،يس تجيب للتغ ير في الهيك ل ولكن
على مضض .صحيح أنه يُدخل بعض التغييرات ،لكنها غير جوهرية ،إال إذا ضغطت علي ه البيئ ة بق وة .
عندها سيتغير و لكن سيُحبذ تبنى هيكل الم دير الم دافع .ونخلص من ك ل ذل ك إلى أن لإلس تراتيجية دور
المحاضرة السادسة
يتفق أغلب الباحثين على أن حجم المنظمة هو مجموع ع دد الع املين في المنظم ة .ونقط ة االنطالق هن ا
أنه مادام األفراد و تفاعالتهم هي التي يتوجب هيكلتها ،إذا و عليه فإن هناك عالقة قوي ة بين ع ددهم
و الهيكل .ت ،عالقة تتفوق على أي مقياس آخر للحجم .على أية حال ،إن اتف اق أغلب الب احثين على
أن الحجم يجسده عدد العاملين ،فهذا ال يعني بالضرورة أن موقفهم صحيح .فالحجم مفهوم متعدد األبعاد
يمكن حص ره ببع د واح د .ويب دو أن وج ود االرتب اط و العالق ة القوي ة بين ع دد الع املين والمق اييس
األخرى الخاصة بالحجم هو الذي يجعلنا نؤكد أن حجم العاملين يعتبر مقياسا دقيقا لحجم المنظم ة .فمثال
وجدت عالقة قوية بين عدد الع املين وص افى الموج ودات .كم ا أن ع دد الع املين ممكن االعتم اد علي ه
بشكل كب ير في قي اس حجم الجامع ات والمستش فيات .ولكن ه ل أن مقي اس الحجم يجس د ك ل المتغ يرات
التنظيمي ة في الهيك ل ؟ للج واب على ذل ك ،نق ول أن ه متغ ير مهم يس اعد في التنب ؤ ببعض المتغ يرات
هل يؤثر الحجم في التعقيد و المركزية و الرسمية بنفس الدرجة وبذات االتجاه أم أن التأثير يختلف داخ ل
-1عالقة الحجم و التعقيد :وجدت دراسات عديدة عالقة قوية بين الحجم والتعقيد .وان الحجم عام ل حتمي
في إحداث تغيير في هيكل المنظمة أفقيا وعموديا .إال أن العالق ة ليس ت متوازن ة .فـزيادة حجم المنظم ة
بمقدار معين ال يعني أن تقسيم العمل أو التخصص ،أو عدد المستويات اإلدارية س يزداد بنفس المق دار.
والخالصة ،أنه إذا تم التسليم ب أن الحجم ي ؤثر في التعقي د ف إن ش دة أو ق وة ه ذا الت أثير تختل ف بحس ب
طبيعة المتغير وبحسب طبيعة عمل المنظمة و عائداتها ،حكومية أو خاصة .كما يتوجب عدم إخضاع
العالقة باتجاه واحد فقط .فمثلما يؤثر الحجم في التعقيد فإن للتعقيد وزيادته أثر في زيادة الحجم أيضا.
-2العالق ة بين الحجم والمركزي ة :من المس تحيل إدارة ك ل أم ور المنظم ات الكب يرة من قم ة اله رم
التنظيمي .فهناك أشياء تحدث في المستويات اإلدارية ال دنيا يص عب على الف رد أو ح تى مجموع ة أف راد
اإلحاطة بها أو توقعه ا .وكلم ا ازداد الحجم ازدادت الالمركزي ة ،أي اتجهت اإلدارة إلى تخوي ل ج زءا
-3العالقة بين الحجم والرسمية :ال يمكن إنكار العالقة بين الحجم والرسمية ،ويكاد يك ون ت أثير الحجم في
الرسمية كبيرا .فهن اك عالق ة منطقي ة بين الزي ادة في الحجم والزي ادة في الرس مية .حيث تح اول اإلدارة
السيطرة على سلوك العاملين عن طري ق اإلش راف المباش ر ومن خالل القواع د واإلج راءات الرس مية.
ومن الجدير بالذكر أن القواعد واإلشراف كالهما وسائل للسيطرة ،وإذا ك انت القواع د تحكمه ا اآللي ة ،
فإن اإلشراف جه د إنس اني يحت اج إلى أنش طة عدي دة تتن اول الفحص ال دقيق للج وانب النوعي ة والكمي ة
للعم ل .وفى المنظم ات الص غيرة يمكنن ا تحقي ق الس يطرة من خالل اإلش راف عن طري ق العالق ات
المباشرة غير الرسمية .ولكن بنمو المنظمة وتزايد حجمها يزداد عدد المرؤوسين المراد اإلشراف عليهم,
مما يجعل االعتماد على اإلجراءات والقواع د أك ثر كف اءة في ممارس ة الس يطرة .وه ذه الحقيق ة تؤك دها
وتؤيدها النظرة االقتصادية واإلنسانية .فتكاليف اإلشراف المباشر ستكون عالية كم ا أن الق درة اإلنس انية
لممارس ة عملي ة اإلش راف الكفء تت أثر بزي ادة الحجم ؛ أي بزي ادة ع دد الع املين ال ذين يش رف عليهم
المدير.
في عام 1957نشر "باركنسون" Parkinsonقانونه المعروف باسم ,Parkinson's Lawوخالص ته
أن العمل يتوسع لكي يشغل كامل الوقت المتاح إلتمامه .و ق د نفى تبع ا ل ذلك أن تك ون هن اك عالق ة بين
العمل المراد إنجازه وعدد الع املين ال ذين كلف وا بإنج ازه .و وفق ا لباركنس ون ف إن ع دد الم وظفين في
لقد أتاح قانون باركنسون المجال أم ام الب احثين لل دخول في دراس ات عدي دة لم ا يس مى حالي ا بدراس ات
المك ون اإلداري Administrative Componentوال تي تبحث العالق ة بين حجم المنظم ة والمك ون
اإلداري .ولكن ما هو المكون اإلداري؟ هل له تعريف واحد مقبول من الجمي ع ،أم أن ه كم ا رأين ا في
في الواقع ال يوجد اتف اق ح ول التعري ف ،فهن اك من يُع رف المك ون اإلداري بأن ه النس بة Ratioبين
المدراء والعاملين .أو هو نسبة المدراء التنفيذيون ومعاونوهم إلى ع دد الع املين في اإلنت اج ،أو نس بة
الوظائف اإلدارية إلى الوظائف التنفيذية .ونع نى بالوظ ائف اإلداري ة الوظ ائف ال تي تق دم أنش طة ال دعم
للعملية اإلنتاجية.
إن الدراسات التي اهتمت بدراسة المكون اإلداري أك ثر من الدراس ات األخ رى ال تي ج رت ألي مُتغ ير
هيكلي آخر من حيث عالقته بحجم المنظمة .ويقوم التبرير العلمي لمثل هذه الدراسات عادة على المنط ق
االقتصادي للحاجة إلى االستخدام الكفء للموارد البشرية في المنظمة .ف إذا وظفت المنظم ة ع ددا كب يرا
من الع املين لتحقي ق أه دافها فهي منظم ة غ ير كف ؤة ،ويمكن أن تك ون غ ير كف ؤة أيض ا إذا اس تخدمت
ومن بين الدراسات التي تؤيد وج ود عالق ة بين المك ون اإلداري وحجم المنظم ة ,دراس ة( & Terrien
.) Millsو هى دراس ة قديم ة تع ود إلى ع ام ، 1955حيث درس الباحث ان ( )428معه دا دراس يا في
كاليفورنيا و وجدا أن نسبة العاملين الذين يشغلون وظائف (مدير ،مس اعد استش اري ،عمي د ،م دير
عمل ..الخ ) قد ازدادت عندما توسع حجم المعهد .بينما توصلت دراسات أخرى إلى نت ائج س لبية ،أي
عدم وجود عالقة بين المكون اإلداري وحجم المنظمة .بالشكل الذي قدمته دراسة تيرن ومل ز( Terrien
.)& Millsإذ توصلت هذه الدراسات إلى وجود ارتباط سالب ،أي يتناقص حجم المك ون اإلداري قياس ا
بزيادة حجم المنظمة .وعندما نتح دث عن النقص هن ا نع نى نس بة أو تناس ب .فالع دد يرتف ع ولكن ليس
بنفس نسبة الزيادة في الحجم ،فالشركة الصناعية ال تي تبل غ مبيعاته ا الس نوية ح والي ( )5ملي ون دوالر
تستخدم ( )60عامل ،ربما تحتاج إلى خدمات ثالثة أفراد للمشتريات بدوام كامل ،فإذا تضاعف حجم
المبيعات فليس معنى ذلك أن الشركة تحتاج إلى ستة أفراد للمشتريات.
أخيرا ،البد من اإلشارة هنا إلى أن العالقة بين المك ون اإلداري وحجم المنظم ة عالق ة غ ير خطي ة ب ل
منحنية .Curvilinearبمعنى أن زيادة المكون اإلداري ال تقترن دائما بزيادة حجم المنظمة .فقد نج د في
بداية األمر (عندما تكون المنظمة صغيرة) تزايد بالمكون مع تزايد في حجم المنظمة ،ثم نصل إلى نقطة
مراوحة عند وصول المنظمة إلى حجم معين ،ثم تناقص نسبى في حجم المكون مع استمرار تزاي د حجم
المنظمة .كما يجب أن نالحظ أن حجم المكون اإلداري يخضع لمؤثرات و اعتبارات عدي دة ( اقتص ادية
و إنسانية) أكبر من حصره في متغير زيادة حجم المنظمة فقط .ولعل أهم شئ يجب اإلشادة به في أبحاث
باركنس ون ،ه و أن ه وج ه األنظ ار (و ل و ض منيا ) إلى أن ه في حال ة غي اب المق اييس المباش رة
والموضوعية لقياس أداء العاملين ،يستطيع المدراء بناء إمبراطوريات تخدم مصالحهم الذاتية في المقام
األول.
التكنولوجيا ( ) Technology
التكنولوجيا هي جميع الوسائل المستخدمة لتوفير كل ما هو ضروري لمعيشة الناس ورفاهيتهم .و ُتع رف
التكنولوجيا بأنها األساليب والعمليات الفنية التي تستخدمها المنظمة لتغيير المدخالت (مثل المواد والمعرف ة
ويرى دافت Daftأن التكنولوجيا هي":األدوات واألساليب المستخدمة لنقل أو تحويل المدخالت التنظيمية
إلى مخرجات " .ووفقا للعالم Khandwallaفإن التكنولوجي ا هي التط بيق و االس تخدام العلمي المنظم
للمعرف ة اإلنس انية في المج االت أو المه ام العلمي ة .و وفق ا للمحت وى التنظيمي باإلمك ان النظ ر إلى
التكنولوجي ا على أنه ا أح د المتغ يرات الهيكلي ة ألنه ا ت ؤثر وبش كل مباش ر ومس تمر في عالق ات األف راد
بالمنظمة .فالمكائن س واء ك انت بس يطة أم معق دة ،ت ؤثر في ق درات األف راد الذاتي ة و معنوي اتهم وعلى
اختلفت الدراسات التي تناولت التكنولوجيا وتنوعت في نتائجها نظرا لتناولها منظم ات بأحج ام ومس تويات
مختلفة من التحليل .و لتقلي ل الفوض ى و االرتب اك س يتم تن اول بعض المس اهمات ال تي ك ان له ا دورا
-1دراسة وود وارد :Jon Woodwardدرست الباحثة وود وارد ( )100ش ركة ص ناعية في بريطاني ا
عالق ة بالهيك ل التنظيمي مث ل ع دد المس تويات اإلداري ة ,نط اق اإلش راف ,المك ون اإلداري ،
الرسمية...،الخ .كم ا جمعت بيان ات مالي ة عن ك ل ش ركة ،كالربحي ة والمبيع ات ،و الحص ة الس وقية ،
وهكذا .وقد ساعدت هذه البيانات في تصنيف الشركات إلى ثالثة أصناف ،هي:
فوق هذا المعدل ،المعدل ،وتحت المعدل (المتوسط) .على أساس النجاح أو الفاعلي ة التنظيمي ة .لق د ك ان
هدفها واضحا صريحا إذ حاولت معرفة م دى وج ود ارتب اط بين ش كل الهيك ل والفاعلي ة .ص نفت " وود
وارد " الشركات تبعا لتكنولوجيا طريقة اإلنتاج أو ما يطلق عليه أحيانا درجة التعقيد التكنولوجي للعملي ات
-إنتاج بالوحدة -دفعات صغيرة - ، )Unit Production( -إنتاج واســع (، )Mass Production
-إنتاج مستمر ( . )Continuos Process Productionو وجدت "وود وارد" عالق ات ممت ازة بين
هذه التصانيف والهيكل التنظيمي كما وجدت فاعلية المنظمة ترتبط بطبيعة التالؤم بين التكنولوجي ا وهيك ل
المنظم ة ؛ حيث وج دت أن درج ة التم ايز العم ودي (ع دد المس تويات اإلداري ة) ت زداد بزي ادة التعقي د
التكنول وجي .كم ا وج دت أن المك ون اإلداري يتغ ير مباش رة م ع التغ ير التكنول وجي ،أي كلم ا تعق دت
التكنولوجيا ازدادت نسبة اإلداريين .لقد أثبت بحث "وود وارد" وجود عالق ة ترب ط كال من التكنولوجي ا
و الهيكل و فاعلية المنظمة ،وكانت الشركات التي تمكنت من جعل هيكله ا النم وذجي موائم ا م ع نـوع
التكنولوجيا التي تستخدمها هي األكثر فاعلية .كم ا أش ارت "وود وارد" إلى أن الفاعلي ة هي دال ة مُالئم ة
للهيك ل المالئم للتكنولوجي ا .ل ذلك تك ون الش ركات ال تي تط ور هياكله ا كي تتكي ف م ع التكنولوجي ا ال تي
تستخدمها أكثر نجاحا من تلك التي ال تقوم بذلك .وأخيرا ،مهما قيل بشأن بحث "وود وارد" من انتقادات
السيما االنتقادات الخاصة بالمقياس الذي استخدمته في قياس التكنولوجيا (حيث إعتم دت على المالحظ ات
الشخصية) ،أو تلك االنتقادات التى وُ جهت إلى المقي اس ال تي اس تخدمتها فى قي اس النج اح التنظيمى ،ف إن
لهذه الباحثة الفضل فى أنها وضعت بداية النهاية للنظرة القائلة بوجود مب ادئ موح دة فى اإلدارة والتنظيم.
فلقد شكل عملها تحول حقيقى لعلماء نظرية المنظمة من منظور المبادئ إلى النظرية الظرفية للمنظمات.
دراسة بيرو : Charles Perrowيُعد اعتماد "وود وارد" على منظمات ص ناعية فق ط اح د المآخ ذ -2
األساس ية لبحثه ا فى ت أثير التكنولوجي ا على الهيك ل التنظيمي .فالمنظم ات الص ناعية ال تمث ل ك ل أن واع
المنظمات في المجتمع ،فهناك المنظمات الخدمية ،والزراعية ،والمالية...الخ .لذلك يتوجب إيج اد وس يلة
تكون بها التكنولوجيا اكثر شموال بالنسبة لجميع أنواع المنظمات .وهذا ما أقترح ه "ش ارلس ب يرو" .لق د
ع رف ب يرو التكنولوجي ا بأنه ا " اإلج راءات ال تي يؤديه ا الف رد على ش ئ م ا ،باس تعمال أدوات أو
أجهزة ميكانيكية أو بدونها لغرض إحداث تغيير في هذا الشئ .ومن هنا فإن " بيرو " ق د بحث في
تكنولوجيا المعرفة Knowledge Technologyو أعتبرها أكثر أهمية من تكنولوجي ا اإلنت اج و أنه ا
مدى تغيير المهام / :Task Variabilityأي عدد االستثناءات التي تواجه العامل أو الشخص في عمله أ-
ب-قابلية تحليل المشكلة / Problem Analyzability :أي نوع طرق البحث المتبعة في إيجاد حل للمشكلة
أو االستثناء الذي يواجهه الفرد في عمله .هل يتم حل المشكلة بشكل جي د أم ال .وعن دما نقيم م ا
فعله "بيرو" نجد أنه أكثر قبوال بين الباحثين مقارنة مع ما عملته "وود وارد" إال أن الذي يُؤخذ عليه أنه لم
العالقة بين التكنولوجيا وهيكل المنظم ة .حيث وج دت إح دى الدراس ات ال تي أج ريت على ( )16منظم ة
صحية وجمعية خيرية ،أن لهذه المنظمات تكنولوجيا مختلفة ،وأن العمل كلما كان روتينيا ازدادت مركزية
اتخاذ القرار.
-3دراسة ثومبسون / James D.Thompson :يرى ثومبسون أن التكنولوجيا تحدد اختيار اإلستراتيجية
الخاصة بعدم التأكد وأنه يمكن من خالل إجراء تعديالت معينة فى هيكل المنظمة تسهيل عملية تقلي ل حال ة
عدم التأكد .وبناء عليه قام ثومبسون بتحديد تكنولوجيا المنظمات المعقدة بثالث أنواع حس ب طبيع ة المه ام
أ -تكنولوجيا طويلة مترابطة / Long-Linked Technology:وتتمثل بوجود اعتماد متبادل تتابعي بين
المهام أو العمليات ,وتتصف بتسلسل ثابت للخط وات المتك ررة .ومن أمثلته ا خط وط التجمي ع في اإلنت اج
الواسع .وتقع حالة عدم التأكد الرئيسية فيها على جانبى المدخالت والمخرجات فى المنظم ة .وأح د أفض ل
الوسائل لالستجابة لحالة عدم التأكد هو التكامل العمودى لألمام أو الخلف أو كليهم ا مع ا من أج ل تطوي ق
ب-تكنــولـوجيا وسيطـة / Mediating Technology :وهى التكنولوجيا ال تي ترب ط بين الزب ائن في كال
الجانبين؛ المدخالت والمخرجات .ومن أمثلتها خدمات اله اتف ،والمص ارف (البن وك) ،و مك اتب البري د.
فالمصارف أو البنوك مثال تجمع المودعين الذين يرغبون في االدخار مع أولئك الذين يريدون االقتراض
ج -تكنولوجيا كثيفة / Intensive Technolog :وهى استجابة موحدة أو متماثلة لمجموعة من المواق ف
المختلفة ،و تعتمد اإلجابة الصحيحة على طبيعة المُشكلة و مدى تنوعها و ال تي ال يُمكن التنبــؤ به ا
أو توقعها بدقة ،كالتكنولوجيا المستخدمة فى المستشفيات ،والجامعات ومختبرات البحوث ..وغيرها.
لكي نحدد العالقة وطبيعتها بشكل متكامل يستلزم األمر بحث هذه العالقة بين التكنولوجي ا واألبع اد الثالث ة
-1التكنولوجيــا و التعقيد :تش ير بعض الدراس ات إلى أن للتكنولوجي ا الروتيني ة عالق ة ض عيفة م ع التعقي د
التنظيمي .إذ كلما ازدادت روتينية العمل قل عدد المجموعات المهنية وقلت الحاج ة إلى ت دريب الع املين .
ومن جهة أخرى كلما ازدادت التكنولوجيا تعقي دا وأص بحت غ ير روتيني ة زادت س مات التعقي د في هيك ل
-2التكنولوجيا و الرســمية :ترتبط التكنولوجي ا الروتيني ة م ع الرس مية بش كل م وجب .ويراف ق التكنولوجي ا
الروتينية قواعد ووصف األعمال كى تساعد اإلدارة في تنفيذ القواعد والتعليمات واإلج راءات على أس اس
أن طريقة العمل معروفة بشكل جيد والعمل متكرر مما يبرر كلفة استخدام األنظمة الرس مية .بينم ا تحت اج
التكنولوجيا غير الروتينية إلى نظم سيطرة تسمح بالمرونة وحرية التصرف.
-3التكنولوجيــا و المركزية :لم نج د عالق ة واض حة المع الم بين التكنولوجي ا والمركزي ة ،نظ را إلرتب اط
األخ يرة بمتغ يرات س يكولوجية عدي دة إلى ج انب المتغ يرات الهيكلي ة األخ رى .وم ع ذل ك ف إن المناقش ة
ً
روتينية ،ازدادت مركزية اتخاذ القرار بينم ا المنطقية لطبيعة العالقة تؤشر أنه حيثما ازدادت التكنولوجيا
في التكنولوجيا المعق دة أي غ ير الروتيني ة ال تي تعتم د مباش رة على معرف ة المتخصص ين فيه ا تك ون
المحاضرة الثامنة
بالرغم من أن التكنولوجيا والبيئة أو أي من المتغيرات األساسية األخرى التي تؤثر على الصيغة النهائي ة
لهيكل المنظمة ,إال أنه الزال أمام الم دير فرص ة للمن اورة واتخ اذ الق رار اإلس تراتيجي ال ذي يع زز من
موقعه الوظيفي وسيطرته في المنظمة .فالعوامل البيئية كالمنافسين والنقابات ودوائ ر الدول ة ذات العالق ة
هي في الحقيقة بمثابة قيود على حرية المدير في اتخاذ القرار اإلداري لكنها ال تص طدم مباش رة بالهيك ل
التنظيمي ألن هذه العوامل يتوسطها الخيار اإلستراتيجي .و الشئ نفس ه ينطب ق على التكنولوجي ا .ه ذه
-1يمتلك المدير حرية في اختيار بديل واحد من بين مجموع ة ب دائل متاح ة و بالش كل ال ذي ينس جم م ع
الميدان الذي يعمل فيه .وعليه فإن اإلدارة و ليست البيئة أو التكنولوجي ا هي ال تي تق رر ن وع الهيك ل من
-2إن فاعلية المنظمة هي ليست نقطة مثالية لإلنجاز و إنما هي مدى .وهذه نقطة مهمة ألن الم دير
-3ليست المنظمات أسيرة للبيئة دائما ،فهناك بعض المنظمات القادرة على السيطرة على بيئتها .كم ا وأن
هن اك بعض الم دراء ال س يما الع املون في الش ركات الكب يرة ق ادرين على خل ق الطلب على س لعهم
-4و يجب أن ال ننسى أهمية إدراك وتقييم األحداث البيئية .فهذا متغير يتوسط البيئ ة وتص رفات المنظم ة.
فمن المعلوم أن هناك فرق واضح بين الخصائص الحقيقية للبيئ ة وبين إدراك تل ك الخص ائص من قب ل
العاملين في المنظمة .إن األفراد غير ق ادرين دائم ا على إدراك المتغ يرات البيئي ة بدق ة .و بالت الي ف إن
تفسيراتهم سوف تعكس دوافعهم الشخصية في القرارات التي يختارونها .ومما سبق نستطيع أن نقول أن
الخي ارات اإلس تراتيجية س تؤثر كث يرا في رس م المع الم األساس ية لهيك ل المنظم ة بغض النظ ر عن
الخصائص الفعلية للبيئ ة.إال أنن ا ال يمكن أن نعمم ذل ك ألن التزام ات المنظم ة م ع اآلخ رين تحتم عليه ا
العمل في ميدان أو مجال محدد ،وكذلك هناك حواجز أو عقبات تض عها بعض األس واق أم ام المنظم ة.
فالشركات المنافسة ال تقف مكتوفة األيدي أمام المنظمة الوافدة باعتبارها منافسا جدي دا ،وق د يك ون ه ذا
إن النظ رة الظرفي ة ال تي تنص على أن الهيك ل التنظيمي س يتغير ليعكس التغ يرات في اإلس تراتيجية،
الحجم ،والتكنولوجيا ،والبيئة ،قدمت افتراضات ضمنية عديدة حول اتخاذ الق رارات التنظيمي ة .مثال أن
متخذي القرار يتبعون األسلوب التقليدي في اتخاذ الق رار .كم ا افترض ت العقالني ة أن الم دير أو اإلدارة
العليا هي الجهة المهيمنة في المنظمة و أن هناك إجماع على الهدف .والواقع أن هذه االفتراض ات ليس ت
دقيقة في وصف القرار التنظيمي .و هذا ما سيتم مالحظته فيما يأتي:
-تفيد النظرية اإلدارية أن عملية اتخاذ القرار تبدأ بتحديد المشكلة الموج ودة أوال ،وه ذا يع نى أن هن اك
حالة غير مرضية .وما أن يتم تحديد الحاجة إلى القرار يقوم متخذ القرار بتحديد جميع البدائل ال تي يمكن
أن تحل المشكلة ،ثم يقوم بتحديد عناصر القوة والضعف لكل بديل تمهيدا الختيار البديل األمثل.
-كم ا تلتقي النظ رة الظرفي ة م ع النظري ة اإلداري ة بخص وص عقالني ة الم دير في اتخ اذ الق رارات.
ف القرارات العقالني ة Rational Decisionعلى النقيض من الق رارات غ ير العقالني ة ،تلتقي وتنس جم
تماما مع أهداف المنظمة وتوجه نحو تحقيقها بأقصى ما يكون .و تشير المجموعة المهنية Dominant
Coalitionإلى المجموع ة أو التح الف الموج ود داخ ل المنظم ة وال ذي يمتل ك ق وة الت أثير على نت ائج
القرارات .وطبقا للنظرة الموقفية فإن المجموعة المهيمنة واإلدارة العليا وجهان لعملة واحدة .وهذا ش ئ
مهم ،ألن النظرة الموقفية تتجاه ل احتم ال أن يك ون هن اك آخ رين ،إلى ج انب اإلدارة ،ل ديهم الق وة
-ونقطة أخرى أن الرؤية الموقفية ترى أن صانعي القرار يمتلكون هدف مش ترك ه و خدم ة المنظم ة.
فالمصالح الفردية يجب أن تذوب أو تتراجع أمام مصلحة المنظمة .ويمكن إثارة التساؤل اآلتي :ه ل أن
المدير يجد صعوبة في االختيار بين البدائل التي تكون لصالح المنظمة وتل ك ال تي لص الحه ؟ إن النظ رة
الموقفية تقول أن الخيار سيكون لصالح المنظمة بال منازع .إن هذه االفتراضات األربعة لو ك انت دقيق ة
المنظمة .إال أن مناصري " القوة-السيطرة " يرون أن هذه االفتراضات ليست دقيقة .فالمدير ال يتب ع
األسلوب التقليدي في اتخاذ القرارات اإلداري ة ،كم ا أن قرارات ه ليس ت متناس قة م ع بعض ها وال ته دف
دائما إلى تعظيم عوائد المنظمة ؛ األمر الذي يجعلنا نقول أن قراراته ليست عقالني ة .إن الق رار الحقيقي
الخاص بالهيكل التنظيمي س يتم اتخ اذه من قب ل األعض اء ال ذين يملك ون الق وة .أي من قب ل المجموع ة
المهيمنة .وقد تكون هذه المجموعة أو ال تكون مرادفة لألفراد الذين يملكون السلطة الرسمية في المراك ز
اإلدارية العليا بالمنظمة .و أخيرا فإن المجموع ة المهيمن ة مكون ة في أحس ن األح وال من أف راد متنوع ة
هناك نوع من الخلط بين مفه ومي الق وة والس لطة ل دى بعض الب احثين في نظري ة المنظم ة ,وس يتم هن ا
التفريق بين االثنين .فالسلطة كما تم تعريفها فيما سبق بأنه ا الح ق في العم ل أو إص دار األوام ر لتوجي ه
اآلخرين نحو العمل من أجل تحقيق أهداف المنظمة .وهذا الح ق ه و ح ق ش رعي أو ق انوني مس تمد من
المركز الوظيفي في المنظمة .ولكن إعطاء الحق للمدير في توجيه اآلخرين نحو العم ل ق د ال يض من لن ا
تحقي ق النت ائج يجب أن يمتل ك الم دير ق درة على الت أثير في اآلخ رين .وه ذه الق درة هي الق وة .ف القوة
powerهي قدرة الفرد على التأثير في اآلخرين .و يمكن للفرد أن يملك سلطة ولكن ه ال يمل ك الق وة ،
أو يملك القوة ولكنه ال يملك السلطة ,وقد يملكهما مع ا .وكمث ال على الحال ة األولى م ا حص ل في ح رب
فيتنام عندما كان الجندي األم ريكي ي رفض أوام ر الض باط بالتوج ه إلى المعرك ة .و كمث ال على الحال ة
الثانية ،أي حالة امتالك الفرد القوة دون الس لطة ،اس تجابة العام ل لطلب ات زوج ة الم دير بال ذهاب إلى
السوق وشراء بعض الحاجات المنزلية لها .وكمثال على الحال ة الثالث ة ،الحال ة ال تي يمل ك فيه ا الم دير
االثنان معا أي السلطة والقوة ،عندما يجعل األفراد يعملون بجد ونشاط إلنج از مش روع مهم في موع د
محدد.
إن الس لطة تق ترن بالعم ل (المرك ز ال وظيفي) وحينم ا ي ترك الف رد عمل ه اإلداري يتخلى عن الس لطة
المالزمة لذلك العمل .إن السلطة هي جزء من الق وة أو أنه ا أح د مص ادر الق وة ,فاإلنس ان ق د ال يحت اج
للسلطة للتأثير في اآلخرين .كما أن باإلمكان تف ويض الس لطة إلى المس تويات اإلداري ة األدنى .إن الح ق
في اتخاذ القرارات يزداد كلما اتجه أو تحرك الفرد إلى أعلى الهيكل التنظيمي .بينما نج د الق وة باإلمك ان
تصورها على هيئ ة مخ روط ذي ثالث ة أبع اد .فق وة الف رد في المنظم ة تعتم د على موقع ه العم ودي في
المخروط ,وعلى مدى بعده عن مركز المخ روط .ول و تص ورنا ه ذا المخ روط على أن ه منظم ة أعم ال
معينة ,فإن مركز المخروط سوف يكون مركز القوة ،Power coreوكلما اتجه الفرد نحو هذا المركز
ازداد تأثيره في القرارات .و هذا التحليل يفيدنا في أن نتذكر باستمرار الحقيقتين التاليتين:
-1كلما تحرك الفرد إلى أعلى المنظمة (زيادة في السلطة) كلما أصبح أكثر قربا من مركز القوة.
-2ال يشترط امتالك السلطة لممارسة القوة ،ألن بإمكان الفرد التحرك أفقيا نحو مرك ز الق وة ب دون التح رك
إلى األعلى.
ومن األمثلة على األشخاص الذين يمتلكون القوة ولكن سلطتهم قليلة ،سكرتيرة المدير .وكذلك المهن دس
الذي لديه خدمة طويلة في المعمل فإذا تعطلت إحدى المكائن القديمة قد ال يوجد في المعمل من ه و اق در
منه على إصالحها (وذلك لخبرته) .إن هذا المهندس هو ذو قوة بالرغم من أن سلطته قليل ة ،أي س يكون
إن هذا التفريق بين السلطة والقوة مهم جدا لفهم الرؤية الخاص ة ب القوة والس يطرة واختالفه ا عن الخي ار
اإلستراتيجي .فهي تنبهنا إلى أن األشخاص أصحاب السلطة الرسمية قد يمتلك ون النف وذ والس يطرة ولكن
ربما هناك آخرين في المنظمة قد يمتلكون ق وة ذات أس س متين ة تس اعدهم على امتالك ت أثير ق وى على
القرارات .وما من ش ك أن ه ؤالء األش خاص ال ذين يملك ون الق درة العالي ة في الت أثير على الق رارات ،
سوف يختارون المع ايير و التفض يالت ال تي تنس جم م ع مص الحهم الشخص ية .وبالت الي ف إن الخي ارات
ستكون هنا ذات تشعبات عديدة أكثر من تلك التي تظهر تحت ظروف الخي ار اإلس تراتيجي .لق د ب رهنت
وجهة نظر القوة – السيطرة على أنه ليس فقط باتخ اذ الق رارات الهيكلي ة تتحق ق األه داف المختلف ة ب ل
(وبشكل مغاير عن نظ رة الخي ار اإلس تراتيجي) ،ق د يتم اتخاذه ا من قب ل ائتالف معين بعي د تمام ا عن
تشير الدالئل إلى وجود ثالثة طرق الكتساب القوة هي - :السلطة الهرمية - ،السيطرة على الم وارد ،
-1تدرج السلطة : Hierarchy of Authority /إن السلطة الرس مية مص در من مص ادر الق وة وإن
األفراد العاملين في الوظائف القيادية يستطيعون التأثير من خالل قراراتهم الرس مية أيض ا .فالمرؤوس ين
يقبلون هذا التأثير باعتباره حق مالزم لمركز المدير .إن وظيفة المدير يص احبها بعض الحق وق الخاص ة
بالمكافأة والعقاب إضافة إلى االمتيازات الخاصة باتخاذ ق رارات معين ة .وم ع ذل ك ف إن بعض الم ديرين
يجد تأثيره الرسمي على اآلخرين محدود للغاية ألنهم يعتمدون على اآلخرين داخل المنظمة.
-2الس يطرة على الم وارد : Control of Resources /إن الس يطرة على الم وارد من قب ل الف رد أو
الجماعة ال يضمن امتالك القوة ما لم تكن هذه الموارد ن ادرة .وكلم ا ك انت الم وارد ن ادرة تع ززت ق وة
الف رد في الت أثير على اآلخ رين .وك ذلك الب د من معرف ة م دى وج ود الم وارد البديل ة أو المعوض ة
.Resource Substitutabilityفإذا لم يكن للمورد بدائل معوضة فإن ذلك سيزيد من قوة الفرد الحائز
أو المسيطر على ذلك المورد .مثال ذلك األفراد الذين يمتلكون مهارات في مجاالت معينة فسيكون ل ديهم
تأثير على القرار .كما يجب أن يكون المورد ذا أهمية كبيرة و حرجة حتى يتسنى للفرد (أو الجماعة )
امتالك الق وة بش كل أك بر .ويمكن الق ول أن مس توى م ا يمتلك ه الف رد من ق وة على اآلخ رين يعتم د
بالدرجة األساس على مدى حاجتهم إلى ذلك المورد الذي يسيطر عليه الفرد .فعن دما ال يحت اج اآلخ رين
-3تمركز شبكة العمل : Network Centralityوجود الفرد في المكان الصحيح داخل المنظمة قد يكون
مصدرا للقوة .فاألفراد والجماعات ال ذين يحتل ون المرك ز في ش بكة العم ل يكتس بون الق وة ألن م وقعهم
يسمح لهم بأن يكاملوا بين الوظ ائف األخ رى ،أو تقلي ل اعتمادي ة المنظم ة .إن وج ود الف رد في الموق ع
الص حيح ال ي أتي اعتباط ا أو بش كل عش وائي ,فمن يمتل ك المركزي ة أو االهتم ام األول يعتم د على
إستراتيجية المنظمة والمشاكل التي تواجهها المنظمة في موقف معين .فاألقس ام الوظيفي ة داخ ل المنظم ة
تختلف في درجة أهميتها اعتمادا على إستراتيجية تل ك المنظم ة والمش اكل الجوهري ة ال تي تواجهه ا بين
حين وآخر .وهذا يعنى أن توجه اإلستراتيجية الرئيسية للمنظمة يحدد بشكل مبدئي من يمتلك الق وة .فمثال
نجد في المنظمة ذات التوجه التسويقي أن األفراد العاملين في قسم التسويق أكثر قوة من العاملين في قسم
المالية ،وكذلك المحاسبين العاملين في المؤسسات المالي ة ،ك البنوك هم أك ثر ق وة من زمالئهم الع املين
نستطيع أن نب دأ التولي ف ه ذا من خالل إع ادة اس تذكار فرض يتنا األساس ية ال تي ق دمناها في بداي ة ه ذه
المحاضرة بخصوص "القوة -السيطرة " والتي هي ( :إن هيكل المنظمة هو نتيجة اختيار أولئك ال ذين
يمتلكون القوة ؛ ذلك الهيكل الذي يضمن لهم البقاء ويعزز من سيطرتهم على مقدرات المنظمة والعاملين
فيها ) .إن منظور القوة – الس يطرة ال يتجاه ل ت أثيرات الحجم أو التكنولوجي ا ،أو المتغ يرات الظرفي ة
-1القرارات الهيكلية كعملية سياسية :يعتقد مناصرو"القوة – السيطرة" أن هيكل المنظمة هو نتيجة لصراع
القوى بين االئتالفات المتنفذة التي لكل منها مصلحة خاصة تسعى من خالل المجادلة إلى تث بيت الهيك ل
التنظيمي الذي يخدمها بشكل مباشر وليس الذي يحق ق أه داف المنظم ة بالض رورة .وب الطبع ف إن إدارة
هكذا صراعات من قبل المجموعة وترسيخ المعايير التي تفضلها وفقا لفاعلي ة المنظم ة س تمهد الطري ق
للمناورة السياسية في تحديد المعايير و األفضليات لمتخذي الق رار .و تش ير السياس ات( ) Politicsإلى
تلك الجهود ال تي يب ذلها أعض اء المنظم ة للحص ول على ال دعم ألج ل أو ض د السياس ات أو القواع د أو
األهداف ،أو الق رارات األخ رى ال تي س تكون نتائجه ا م ؤثرة عليهم .و علي ه ف إن السياس ات هي في
-2نموذج القوة – السيطرة :كيف يدرك مؤيدي القوة – السيطرة مسألة تكوين هيكل المنظمة .فهم ي رون أن
الخيار الخاص بالهيكل يتوقف على إستراتيجية المنظمة والحجم والتكنولوجيا والبيئة وما هو الح د األدنى
المطلوب من الفاعلية التنظيمية .إن هذه القوى المتع ددة تجتم ع م ع بعض ها لتش كل مجموع ة من الب دائل
الهيكلية التي ستنبثق منها القرار النهائي .ولكن من سيتخذ القرار ؟ إنه (االئتالف المهيمن) على المع ايير
و التفضيالت في ذلك القرار ،وبالتالي ستكون النتيجة نشـوء أو والدة هيكل المنظمة .
كيف يؤثر نموذج " القوة – السيطرة " على الهياكل التنظيمية في التطبيق الميداني .كي ف يفس ر نم وذج
القوة الذي قدمناه في الشكل السابق دور كل من التكنولوجيا و البيئة في هيكل المنظمة .هل المجموع ات
المهنية ستفضل اختيار تكنولوجيا معقدة أم روتينية ،ثم كيف ستتفاعل م ع البيئ ة وم ع التعقي د والرس مية
إن الذين يتمتعون بالقوة سيختارون الهيكل الذي يحفظ لهم السيطرة و يتميز في نفس ال وقت بتعقي د
قليل و رسمية و مركزية عالية .و ربما نالحظ بعض التناقض بين النظرية الموقفية التي ترى ع دم
وجود هيكل مثالي للمنظمة و بين نظرية القوة– السيطرة .إال أن الواقع غير ذلك تمام ا ،ألن النظري ة
الموقفية تستخدم األداء كمعيار لفاعلية الهيكل التنظيمي بينم ا تس تخدم نظري ة الق وة – الس يطرة معي ار
-1التعقيد :تؤدى الزيادة في التنويع األفقي والعم ودي أو المك اني إلى ص عوبات في التنس يق والس يطرة .
لذلك تفضل اإلدارة الحصول على أق ل تعقي د ممكن ض من منظ ور الق وة – الس يطرة .لكن األم ر ليس
به ذه الس هولة دائم ا ،فعوام ل الحجم والتكنولوجي ا والبيئ ة تخل ق تعقي دات عالي ة وفعال ة في العدي د من
المواقف ،األمر الذي يحتم على اإلدارة االتجاه نحو فكرة الحل الوسط ،وه و م ا نس ميه بإيج اد ن وع
من التوازن .لماذا ؟ ألن الحتميات أو الموجهات هي التي تشكل الثوابت أو المعالم ، Parameters
األمر الذي يتطلب من اإلدارة اختيار أقل ما يمكن من التعقيد (بهدف زيادة السيطرة إلى أقصى ما يمكن)
وبما ينس جم م ع مقي اس الرض ا للفاعلي ة التنظيمي ة .و الب د من اإلش ارة هن ا إلى أن تط ور تكنولوجي ا
المعلومات سمح بتطور وتوسيع وتعقيد الهياكل التنظيمية دون أن تفقد اإلدارة س يطرتها ؛ حيث س محت
ه ذه التكنولوجي ا لإلدارة العلي ا في أن تك ون على اتص االت مس تمرة (بس بب اس تخدام تكنولوجي ا
الحاس بات) وبالت الي ف إن اإلدارة تس تطيع مراقب ة نط اق واس ع من األنش طة وللعدي د من المس تويات
-2الرسمية :إن من يمتلك القوة يس تطيع أن ي ؤثر على درج ة القواع د والتش ريعات اإلداري ة ال تي يعم ل
بموجبها األفراد .وبما أن السيطرة مطمح أصحاب القوة لذلك يجب أن تكون الرس مية العالي ة هي اله دف
المنشود هنا .ولو كانت التكنولوجيا غير روتيني ة وهن اك ص عوبة في إدارة بيئ ة ع دم التأك د لتوقعن ا أن
الرس مية العالي ة (وهي مرغوب ة من قب ل أص حاب الس يطرة) ال تتحق ق ب دون ت أثيرات س لبية على أداء
المنظمة .ولكن فإن اإلدارة ستبذل جهودا واسعة من أجل المهم ات روتيني ة وإدارة ع دم التأك د .وبم ا أن
التكنولوجيا والبيئة يتم اختيارهم ا من قب ل ذوى الق وة فإنن ا نتوق ع أنهم س يختارون تل ك ال تي تنس جم م ع
الرسمية العالية و تحافظ في الوقت نفسه على السيطرة .أما في البيئة المضطربة جدا والتي يص عب
إدارتها ،أو ألن األفراد الذين يعملون في المنظمة على درج ة عالي ة من التخص ص واالح تراف ،ف إن
المجموعة المهيمنة ستلجأ إلى استخدام تكنولوجيا معلومات معقدة كوسيلة للسيطرة وتحل في الوقت نفس ه
-3المركزية :عندما تكون األخطاء التي ترتكبها المستويات اإلداري ة األدنى مكلف ة ج دا تلج أ اإلدارة العلي ا
إلى المركزية تجنبا لذلك ،أو ألنها تريد أن تقدم صورة متكاملة عن الموقف أو تحاول أن تفهم الموقف
بصورة عامة .و أصحاب القوة يبذلون قصارى جهدهم لكي تكون الالمركزية حالة اس تثنائية ال تتك رر
باستمرار .و حتى لو اعتمدت في وقت أو حال ة معين ة فالب د أن تك ون ال مركزي ة مزيف ة أو ص ورية
، Pseudo decentralizationو يتحقق لها ذلك عن طريق إيجاد تفويض ظاهري التخاذ الق رارات في
المس تويات اإلداري ة األدنى ،و لكنه ا في ال وقت نفس ه ُتس تخدم تكنولوجي ا المعلوم ات للتغذيـة
العكسية .حيث تسمح هذه التغذية لذوى القوة ( أو لإلدارة العليا ) مراقبة القرارات عن كثب و تص حيح