Professional Documents
Culture Documents
تعتبر االستراتيجية من المهام الرئيسية بالنسبة للمؤسسة والتي تعتبر من مهام المدير أو المدير العام أو
مجلس اإلدارة أو صاحب المؤسسة بصفة عامة ،حسب حجم المؤسسة .إال ان وضع االستراتيجية ،كما مر
معنا في فصول سابقة يتوقف على العديد من االمور والمتمثلة في االساس في؛ معرفة المحيط الداخلي
والخارجي للمؤسسة وتوفير االمكانيات المادية والبشرية ،حتى يمكننا رسم االستراتيجية المالئمة لها مع
التطلع والترصد لما ما يمكن حدوثه مستقبال.
إن وضع االستراتيجية هذه يجب ان يصاحبه إعادة النظر في هيكلة المؤسسة بما يتماشى ومتطلباتها من
تغير في بعض ورشاتها ومصالحها اإلدارية وغير ذلك لما لها من اهمية باعتبارها االلية الرسمية التي يتم
من خاللها ادارة المؤسسة عبر تحديد خطوط السلطة واالتصال بين الرؤساء والمرؤوسين.
اإلشكالية:
األسئلة الفرعية:
بهدف توضيح اإلشكالية السابقة وتبسيطها سوف يتم تقسيمها الى مجموعة من التساؤالت الفرعية كالتالي:
الفرضيات:
انطالقا من اإلشكالية وقصد تسهيل اإلجابة على األسئلة المطروحة ارتأينا االستعانة بالفرضيات التالية:
االستراتيجية استغالل الفرص وتجنب المخاطر باستعمال نقاط القوة والحد من نقاط الضعف في المؤسسة.
يقصد بالهيكل التنظيمي :يعرف على انه مجموعة من الطرق التي تقسم بها المؤسسة افرادها في مهمات
متميزة ومحددة .
أهمية الموضوع:
تنبع اهمية هذه الدراسة من كون ان االستراتيجية لها عالقة تكاملية وتبادلية بالهيكل التنظيمي أي أن
الهيكل التنظيمي يؤثر في االستراتيجية وأن االستراتيجية لها تأثيرا في الهيكلة.
أهداف الموضوع:
يهدف هذا البحث على تحقيق جملة من االهداف نذكر منها على سبيل المثال:
محاولة اعطاء تصور لماهية االستراتيجية وعالقتها بالهيكلة.
محاولة معرفة العالقة التي تربط االستراتيجية بالهيكل التنظيمي للمؤسسة.
منهج الدراسة:
المنهجية المتبعة في دراستنا تتمثل في المنهج الوصفي والمنهج التحليلي من خالل تقديم مختلف
المفاهيم المتعلقة باالستراتيجية وعالقتها بالهيكلة .
صعوبات الدراسة:
ضيق الوقت
هيكل البحث:
من أجل اإلحاطة بكل جوانب دراستنا هذه والموسومة بعنووان العالقوة بوين االسوتراتيجية والهيكلوة ,ارتأينوا
تقسيمها إلى ثالثة مباحث .
حيث تطرقنا في المبحث االول الى االطار النظري لالستراتيجية والذي يشومل ثالثوة مطالوب حيوث تناولنوا
فيه نشأة وتطور مفهوم االستراتيجية ,اهم الخصائص والمبادئ ,وأهم أنواعها واالهداف والمعيقات التي
تواجهها.
المبحث الثاني تناولنا فيه ماهية الهيكول التنظيموي والوذي يضوم مفهووم الهيكول التنظيموي واهوم خصائصوه ,
محددات واهداف الهيكل التنظيمي ,واخيرا انواع الهياكل التنظيمية.
المبحث الثالث تطرقنا فيه العالقة بين االستراتيجية والهيكول التنظيموي حيوث توم معالجوة االسوتراتيجية قبول
الهيكلة ,تليها الهيكلة قبل االستراتيجية ,واخيرا العالقة الديناميكية بين الهيكلة واالستراتيجية.
المبحث االول :اإلطار النظري لالستراتيجية.
اصل الكلمة:
ولقد تطرق العديد من المفكرين في اعطاء التعريف لمفهوم االستراتيجية وفق التسلسل الزمني في القرن
العشرين ف الذي جاء به قبل الحرب العالمية الثانية تمحور حول كون االستراتيجية هي فن استخدام
المختلف الوسائل العسكرية لتحقيق االهداف االساسية.
وقد عرفتها الموسوعة البريطانية على أنها فن استخدام كافة الموارد لتحقيق اهداف الحرب .
وقد انتقل هذا المفهوم الى مجال ادارة االعمال بعد الحرب العالمية الثانية ليتمحور حول كون
االستراتيجية خطة متكاملة يتم وضعها لتحقيق االهداف االساسية وفي هذا السياق يمكن التعرض لبعض
التعاريف.
عرف دريكر في الخمسينات من القرن الماضي هو المسطلح الذي يتمثل في :تحليل الموقف الحالي
وتغيريه اذا ما تطلب االمر بما في ذلك تحديد ماهية وكمية الموارد .
كما عرفها شاندلر في الستينات على انها تحديد االهداف االساسية طويلة االمد للمنظمة واختيار طرق
تصرف وتخصيص الموراد الضرورية لتحقيق تلك االهداف وقد ركز على العالقة بين االستراتيجية
والهيكل التنظيمي للمنظمة .
كما عرفها كانون في نهاية الستينات على أنها القرارات الموجبة لتصرف والتي تحتاجها المنظمة تنافسا
لتحقيق اغراضها.
اما في حقبة الثمانينات فيمكن سرد التعريف الذي جاء به برانت والذي يرى بأنها بيان ملخص لكيفية
السعي نحو االهداف.
اما قليك عرفها بأنها خطة موحدة شاملة ومتكاملة تربط بين مزيا االستراتيجية للمنشأة ومع تحديات البيئة
وهي مصممة لضمان تحقيق اهداف المنشئة وهنا يبرز التركيز على مزيا المنشأة والبيئة المتغيرة
المواجهة لها ودور واضعوا االستراتيجية في التوفيق بينها .
اما جواد والمؤمن في مطلع التسعينات فيعرفانها على انها االتجاه العام الذي تسعى المنظمة الى بلورته
واقعيا .وانها الخط العام الذي ينتهج في دور خطط المنافسين واعتمادا على فلسفة المنظمة العامة بما
يضمن بقائها واستمرار عملها.1
ـــــــ االستراتيتجية هي تحرك مرحلي بحسب الظروف والمرحلة التي يمر بها المشروع.
ــــــ االستراتيجية هي رد فعل المؤسسة لما تتوقعه من تهديدات او فرص في البيئة ولما هو موجودا فعال
من عناصر القوة او الضعف في اداء المؤسسة.
ــــــ تركز االستراتيجية على اعادة تخصيص موارد المشروع ( كله أو جزء منها) وذلك الن ابقاء
الموارد على حالها يمكنه فقط من بقاء الشيء على ما هو عليه ومواجهة التغيرات البيئية يتطلب التغير في
هيكل الموارد الحالية وطريقة توزيعها على االستخدامات.
ــــــ ان التحركات االستراتيجية تتم في الزمن القصير او الزمن الطويل وقد تتكرر اوال تتكرر وذلك
استنادا الى طبيعة الظروف البيئية.
ــــــ تستغل االستراتيجية المزايا التنافسية التي يتمتع بها المشروع لمواجهة التهديدات أو المشاكل او في
اقتناص الفرصة المتاحة وقد تكون هذه المزايا في نوع معين من الموارد.
على ضوء االمكانيات التي تملكها المؤسسة ( نقاط القوة والضعف) تقوم بإعداد االستراتيجية المناسبة (
الهجوم ـــــ الدفاع ) وال شك ان هذين االستراتيجيتين تتفرع الى عدة استراتيجيات منها ( :التخصص ــــــ
الشراكة ــــــ التفاهم)
من المستحيل ان تكون المؤسسة دائما في وضعية الرائد في جميع المجالت ،االمر الذي يدفعها ان تركز
جهودها في المجالت التي تتميز فيه ميزات تنافسية اكبر من منافسيها ان هذا التركيز يكون في االنتاج او
السوق او اي نشاط.
ان توفر االمكانيات للمؤسسة ال يعني تبديدها وتبذيرها واما اخذ بمبدا الحيطة والحذر وذلك وذلك بتكييف
تلك االمكانيات على ضوء المتغيرات الحاصلة في المحيط الذي توجد فيه.
ان المؤسسات توجد في محيط مليء بالمخاطر االمر الذي يتطلب منها ان تضع امكانياتها في الواقع التي
تكون فيها درجة الخطورة اقل.
يفهم من ذلك على المؤسسة ان تستغل الفرص المريحة كلما سمحت الفرصة اي نحسن المراهنة على
الحصان المربح وذلك يبينها االستراتيجيات التسويقية المالئمة.
على الرغم من اختالف االستراتيجية وتنوعها فإنها تصنف حسب عدة معايير منها:
1ــــــ حسب درجة التنافس :ويمكن تقسيم االستراتيجية حسب المعايير الى ما يلي:
أــــــ استراتيجية التركيز :وتعني هذه االستراتيجية تقديم سلعة او خدمة تشبع حاجات قطاع معين من
المستهلكين او تخدم منطقة جغرافية محددة فقد ترى المؤسسة دان هناك قطاعا من السوق لم يتم خدمته
بطريقة كافية وان لديها من اإلمكانات أي نقاط القوة مايساعدها على خدمة هذا القطاع بطريقة أفضل من
المؤسسة المنافسة.
ب ــــــ استراتيجية التمايز :تهتم المؤسسة في ظل هذه االستراتيجية بتقديم خطوط منتجات متميزة
بالمقارنة مع المنافسين وتقديم برنامج تسويقي على درجة من الكفاءة لذلك يجب ان يتوفر للمؤسسة التي
تتبع هذه االستراتيجية نظاما فعاال للبحوث او التطوير وبحوث التسويق والرقابة على الجودة.
جـ ــــــ استراتيجية تخفيض التكلفة تحاول المؤسسة في هذه الحالة الوصول الى اقصى تخفيض في تكلفة
الوحدة المنتجة سواء فيما يتعلق باإلنتاج او التوزيع ومن ثم يمكن وضع سعر منخفض لمنتجاتها مقارنة
بالمنافسة وتتحصل بهذا على حصة تسويقية أكبر.2
2ـــــــ حسب التوجه العام :وفي هذا المستوى يمكن التمييز عنه بما يلي:
أ ــــ االستراتيجية الهجومية :هذا النوع من االستراتيجية قد يأخذ اشكال متعددة منها التوسع وتنمية السوق
من خالل المنتجات او الخدمات الحالية الى مناطق جغرافية جديدة وتنمية السلعة عن طريق زيادات
) 2علي بوعيشة ،ياسين قربوز ،اإلدارة االستراتيجية إمكانية تطبيقها في المؤسسة االقتصادية الجزائرية ،مذكرة ليسانس ،كلية االدب والعلوم
االنسانية قسم علوم التسيير ،جامعة ادرار ،سنة ، 2010/2011الصفحة 42ـ .44
المبيعات من خالل تحسين او تعديل المنتجات الحالية والتنويع للسوق او السلعة وعادة ماتهتم بنواحي
االبتكار والتجديد واالستمرار في التغيير وتصلح في حالة تقديم سلعة او غزو سوق جديد.
ب ـــــ االستراتيجية الدفاعية :وتستهدف هذه االستراتيجية تخفيض احتماالت الهجوم او تحويل الهجوم
الى مجاالت اقل تهديدا او تخفيض كثافة الهجوم وبدال من زيادة الميزة التنافسية فإن االستراتيجية الدافعية
تجعل الميزة التنافسية للمؤسسة اكثر استمرارية من خالل جعل الهجوم غير فعال وان هذه االستراتيجية
تؤدي حتما الى تخفيض الربحية في االجل القصير لتحقيق مزيد من الربحية في االجل الطويل من خالل
زيادة حجم االنتاج باالستفادة من االقتصادية المتمثلة في تخفيض تكلفة الوحدة الواحدة المنتجة وكذلك
توثيق العالقة مع الموردون من خالل عقود مميزة او طويلة االجل وايضا تقييد فرص االتصال الخارجية
بالعاملين او بالتسهيالت الخاصة بالمؤسسة ومنع المنافسين من جذب العمالة ذات الخبرة والكفاءة.
3ـــــ حسب درجة التطور :وفي هذا المستوى يمكن التمييز عنه بي :
أــــــ استراتيجية الربح :وتعتمد هذه االستراتيجية على تخفيض كبير في حجم الموارد المخصصة لإلنفاق
على المصاريف الحرجة.
ب ــــ استراتيجية التوقف المؤقت :وتختلف هذه االستراتيجية عن استراتيجية الربح لكونها ال تتطلب
اجراءات أي تخفيض في الموارد انما تميل الى االستراتيجية المؤقتة وتناسب هذه االستراتيجية مؤسسة
مرت بمراحل طويلة من النمو المتميز وتضاعف حجمها وحجم اعمالها وانشطتها مما يتطلب وقفة اللتقاط
االنفاس واعادة ترتيب البيت الداخلي استعدادا لمرحلة جديدة من النمو.
جـ ـــــ استراتيجية التقدم الحذر الى االمام :تركز هذه االستراتيجية على فلسفة المعرفة الدقيقة لموقع قبل
تحقيقها تجنبا للمفاجآت وتتطلب عادة مراقبة واعية متأنية لعوامل استراتيجية غير محددة االتجاه في البيئة
الخارجية.3
تهدف االستراتيجية الى تحقيق هدف السياسة عن طريق االستخدام االمثل لكافة االمكانات والوسائل
المتوفرة .وتختلف االهداف من سياسة ألخرى ومن استراتيجية ألخرى وتتمثل فيما يلي:
التركيز على السوق والبيئة الخارجية باعتبار ان استغالل الفرص ومقاومة التهديدات هو
المعيار االساسي لنجاح المنظمات.
تسهيل عملية االتصال داخل المنظمة حيث يوجد المعيار الذي يوضع الرسائل الغامضة
تساعد على اتخاذ القرارات وتوحيد اتجاهاتها.
وجود معيار واضح لتوزيع الموارد وتخصيصها بين البدائل المختلفة.
ايجاد المعيار الموضوعي للحكم على كفاءة االدارة.4
زيادة فاعلية وكفاءة عملية اتخاذ القرارات والتنسيق والرقابة وتصحيح االنحرافات .
3علي بوعيشة ،ياسين قربوز مرجع سبق ذكره .الصفحة 44ــ .45
) 4غسان عيسى العمري ،سلوى أمين السامرائي ،نظم المعلومات االستراتيجية مدخل استراتيجي معاصر ،كلية العلوم االدارية والمالية جامعة
االسراء ،دار المسيرة .الصفحة 51ــ .52
ـــ التعقيد والصعوبة في االعداد :ان االستراتيجية ترتبط باالهداف والسياسات المتعلقة بالمؤسسة
وبالخطط ومنهجية التسيير وهذا يجعل منها عملية صعبة ومعقدة.
ـــ امكانية نقص مرونتها :كثيرا ماتواجه االنتقادات االستراتيجية على انها صلبة غير مرنة وبذلك قد
تؤدي الى عدم االستفادة من الفرص التي قد تعرض على المؤسسة اثناء تنفيذها.
ــــ امكانية المعارضة عند التنفيذ :من أهم العوائق التي يصادفها المسيرون في تطبيق االستراتيجية هي
المعارضة التي تواجهها مختلف مستويات التنفيذ وقد تكون جزئية او جذرية بواسطة رفضها من بعض
االفراد والمؤسسة ولذلك فإن هناك صعوبة في االعداد وبتالي صعوبة في التنفيذ اال انها هذه الصعوبة
ليس من الممكن القضاء عليها تماما فعلى المؤسسة ان تسعى الى التخفيف منها او تأخذها بعين االعتبار
في مختلف مراحل االستراتيجية.
المبحث الثاني :ماهية الهيكل التنظيمي.
لم يتفق الباحثون والكتاب في الفقه التنظيمي على تعريف واحد جامع لمصطلح الهيكل التنظيمي وتتفاوت
وجهات النظر والمفاهيم التي قدموها من حيث الشمولية والعمق ولكنهم جميعا يرون بان الهيكل التنظيمي
ماهو اال وسيلة لتحقيق اهداف المنظمة ونذكر فيما يلي ابرز تعريفات للهيكل التنظيمي
يعرف blauالهيكل التنظيمي بأنه " توزيع األفراد بين الوظائف االجتماعية التي تؤثر على عالقة
األدوار بين هؤالء األفراد ".
ويعرفه Robert Applebyبان الهيكل التنظيمي هو إطار يوجه سلوك رئيس المنظمة في اتخاذ
القرارات وتتأثر نوعية وطبيعة هذه القرارات بطبيعة الهيكل التنظيمي.
اما ROBINSفيرى بان الهيكل التنظيمي معنى معقد اي انه " يوضح ويحدد كيفية توزيع المهام
والواجبات والمسؤول الذي يتبع كل موظف وأدوات التنسيق الرسمية.
وبشكل عام يمكن ان نعرف الهيكل التنظيمي بأنه " مجموعة الطرق التي تقسم بها المؤسسة أفرادها في
مهمات متميزة ومحددة ومن ثم التنسيق بينها ليتشكل لدينا خارطة رسمية تصف كيفية توزيع المهام
والمسؤوليات على االفراد وكذا تحدد العالقات الرسمية فيما بينهم".5
لكي يحقق الهيكل التنظيمي للمنظمة الفاعلية في االسهام بمتطلبات العمل االداري ال بد ان يتسم
بالخصائص االتية:
1ــــ التوازن :يتضمن مبدأ التوازن التنظيمي تحقيق العالقات المتوازنة بين الصالحيات والمسؤوليات
الممنوحة للفرد وكذلك التوازن في نطاق االشراف وخطوط االتصال الوظيفية واعتماد مبدأ وحدة االوامر
الصادرة من المستويات االدارية المختلفة.
2ــــ المرونة :يتطلب مبدأ المرونة قابلية الهياكل التنظيمية المراد تصميمها على استيعاب التعديالت
التنظيمية المستمرة تبعا للمتغيرات الداخلية والخارجية التي يتطلبها البناء التنظيمي الفعال.
3ـــــ االستمرارية :يشير مبدأ االستمرارية الى ضرورية اعتماد القواعد العلمية في بناء الهياكل
التنظيمية وتوخي الدقة في تشخيص الواقع الى جانب استشراف التغيرات المستقبلية بدون ان يتعرض
البناء الى تغيرات جوهرية متكررة من شأنها ارباكه.
Forum des Ingénieurs Maghrébins ) 5قسم العلوم االنسانية ،االقتصادية واالجتماعية < قسم العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير
< الهيكل التنظيمي وانواعه المساعد الشخصي الرقمي الفتاة الرقمية 12ـ06ـ 2010؛ 03:26 PMالصفحة 03ـ 04
4ـــــ التخصص :يقضي مبدأ التخصص ان يقتصر عمل كل فرد على القيام بأعباء وظيفة واحدة أو ان يتم
انشاء وحدة تنظيمية مختصة بكل عمل وان يكون باالمكان تشغيل هذا الفرد والوحدة التنظيمية لكل وقت
العمل وهذا المبدأ يحقق بعض المزايا منها سرعة االنجاز واتقان العمل وخفض التكلفة.6
هناك عدد من العوامل تؤثر في اختيار الهيكل التنظيمي المناسب ومن هذه العوامل:
استراتيجية المؤسسة :الهيكل التنظيمي هو وسيلة لتحقيق اهداف المنظمة وعليه فان اي
تحليل او تحديد لهيكل المنظمة ال بد ان ينطلق من اهداف واستراتيجية المنظمة (
االهداف طويلة المدى للمنظمة) .فالتغير في االستراتيجية يالزمها تغير في الهيكل
التنظيمي للمنظمة.
حجم المنظمة :يتفق الباحثون في موضوع الحجم على اعتماد مؤشر عدد العاملين
لوصف حجم المنظمة على اعتبار ان مؤشر عدد العاملين له عالقة بباقي المؤشرات
االخرى لقياس الحجم مثل رأس المال ،االصول والمبيعات مثال.
التكنولوجيا :التكنولوجيا أحد المتغيرات الهيكلية ألنها تؤثر بشكل مباشر في عالقة
االفراد بالمنظمة وايضا تؤثر على االتصال بينهم وعلى المستويات االدارية وعلى االداء
واالنجاز وغيرها.
بيئة المنظمة :تؤثر عناصر المحيط الخارجي للمنظمة على التنظيم ومن بين اهم هذه
العناصر الظروف االقتصادية واالجتماعية والتكنولوجية والثقافية السائدة في المجتمع.
القوة والسيطرة :تمتلك ادارة اية منظمة صالحيات متنوعة وهذه تستند على جوانب
رسمية بحكم وجود الفرد في موقع وظيفي معين ،وكلما كان هذا الموقع يقع في قمة
الهرم ازدادت الصالحيات التي يمتلكها من يشغل ذلك الموقع االداري.7
ان التطور الطبيعي للمنظمات ادى الى ظهور انواع من الهياكل التنظيمية بمالمح عديدة ،وكل هذه
العوامل تتدخل في الشكل النهائي للهيكل ،وعليه فمن المتوقع ان يكون لدينا أشكاال عديدة من الهياكل
التنظيمية كالتال:
) 6سعد علي ريحان المحمدي ،العالقة بين الخيار االستراتيجي والهيكل التنظيمي وتأثيرها على فعالية التنظيم ،مجلة حصيرة ،عدد ،15915
جامعة سانت كليمنتس الدولية ،سنة ،2011الصفحة 84ــ .85
) 7ياسف حسيبة ،اثر نمط الهيكل التنظيمي في فاعلية المؤسسة ،httpll www. Enssea.net/enssea/majalat/1911.pdfطلع عليه في
2020ــ 02ــ ،11على الساعة 22:04الصفحة 04ــ .07
تركيز الهيكل ينصب فقط على العمليات الرئيسية واألنشطة الهامة للمنظمة .وفي الغالب يكون التركيز
فقط على عمليات اإلنتاج (وتقديم الخدمة) مع عمليات البيع.
المدير
أ -المزايا:
-البساطة :ألن الهيكل صغير وعملي ويركز فقط على العمليات الهامة.
ب -العيوب:
-يعتمد كليةً على مالك المنظمة ،فصحته ومزاجه تؤثران على اإلدارة كما أن السلطة مركزة بشكل كامل
في يده.
-2الهيكل الوظيفي :ينقسم الهيكل الوظيفي إلى نوعين وله عدة تسميات كالهيكل الكالسيكي أو اآللي أو
النظامي البيروقراطي ،وتتمثل تقسيماته فيما يلي:
أ -الهيكل التنظيمي البيروقراطي الميكانيكي :يتصف هذا النوع من الهياكل بأن أعمال وأنشطة المنظمة
تتسم بأنها ذات درجة عالية من الروتينية ،وهناك إجراءات وقواعد وسياسات عمل رسمية عالية ،كما ان
8
هناك مركزية عالية.
والشكل رقم 02التالي يوضح هيكال بيروقراطيا ميكانيكيا إلحدى الشركات الصناعية:
عزيزة بن سمينة ،اقتصاد المؤسسة ،الطبعة االولى ،دار األيام للنشر والتوزيع ،عمان ـــ االردن ،سنة 2017الصفحة. 77 8
الشكل :2الهيكل التنظيمي البيروقراطي الميكانيكي.
0
رئيس
الشركة
التخطيط العالقات العامة
االستراتيجي
قسم التصنيع
قسم التعيينات قسم المبيعات قسم الحسابات
قسم المواد
قسم التوزيع
قسم األجور قسم التكاليف
قسم الصيانة
قسم الترويج قسم التدقيق
قسم التدريب
قسم الجودة
ينتهج هذا النوع من الهياكل من طرف المنظمات الكبيرة نسبيا والتي تعمل في مجال مهني متقدم وذات
بيئة معقدة ولكنها ثابتة ويمثل المهنيون مركزا هاما في تشغيل المنظمة ،أي أن سمة العمل هنا ال
مركزية.9
ويوضح الشكل التالي هيكالً تنظيميا إلحدى الجامعات ،حيث يتبع الهيكل الشكل الوظيفي مع التركيز على
مالمح الهيكل البيروقراطي المهني:
يظهر الهيكل القطاعي حينما تتضخم إحدى الشركات وتصبح في حجم عمالق ،وتضطر بشكل طبيعي إلى
تقسيم نفسها إلى عدة شركات فرعية ،ولكل فرع استقالليته مع االحتفاظ بالشركة االم التي تملك كافة رأس
المال واألسهم بالتنسيق بصورة أو بأخرى بين الشركات التابعة.
وهنا تهيمن اإلدارة الوسطى على المنظمة ،حيث يشكل كل جزء بيروقراطية آلية ويتم التنسيق بين
الوحدات من قبل اإلدارة االم ،ويتركز دور اإلدارة العليا في االشراف العام وتوفير خدمات المساهمين،
10
وبالتالي فاألقسام تمارس استقاللية ولكن ضمن حدود معينة.
أ -الهيكل القطاعي على أساس السوق :حيث تتنظم القطاعات حسب مكان األسواق أو حسب القطاعات
التي تتخصص في التسويق أو حسب العمالء ،فشركة "رولزر ويس" مثالً لديها قطاع تسويقي تجاري
لبيع السيارات ،وقطاع صناعي يبيع المحركات لشركات الطيران.
ب -الهيكل القطاعي على األساس الجغرافي :وفيه تتنظم القطاعات حسب وجود مواقع اإلنتاج أو وجود
أماكن المصانع ،فشركة "كوكا كوال" مثالً لديها عشرات من المصانع المترامية جغرافيا ً.
جـ -الهيكل القطاعي على األساس السلعي :وفيه تنتظم القطاعات حسب المنتجات أو السلع التي تنتجها
الشركة حيث يمثل كل قطاع سلعة معينة ،فشركات األغذية والسيارات تتبع هذا الخط .كما يتبع هذا النوع
ثالث أنواع فرعية:
الهياكل القطاعية
المتكرر التقليدي
ثانيا :المنظور الحديث:
ذو فرق العمل ويجسده النمط األدهوقراطي في التصميم التنظيمي:
إذا كانت الهياكل البيروقراطية الميكانيكية أو المهنية هي األكثر انتشارا في حياتنا المعاصرة فإن هناك
هياكل جديدة بدأت بالظهور لدواعي الموقف الذي نشأت فيه أو لطبيعة الظروف التي تعمل فيها ،وعليه
فإن هذه الهياكل الجديدة هي وليدة المواقف والظروف.
وهي تتميز بمرونة عالية في التعامل مع البيئات المتغيرة ومع المواقف ذات الطبيعة الخاصة .على سبيل
المثال شركة المقاوالت العقارية التي تبني منازال ومباني فهي تحتاج بجانب الهيكل الموجود حاليا إلى
هياكل تنظيمية موجودة في موقع من مواقع المباني التي تعمل فيها ،وهذه الهياكل مؤقتة وتنتهي بانتهاء
المباني ،وهي غرضية أي أنه تم إنشاء الهيكل لغرض هذا المبنى وحده.
وهناك أنواع كثيرة من الهياكل التي تندرج تحت الهيكل الغرضي المؤقت ،تتمثل في:
-1هيكل المصفوفة :وهو عبارة عن خليط بين هيكلين ،الهيكل األول هو الهيكل األساسي للمنظمة والذي
غالبا ً يتبع األساس الوظيفي ،أما الهيكل الثاني فهو هيكل خاص باألسواق أو المشروعات أو المناطق
الجغرافية للعمليات واإلنتاج ،ويظهر الهيكل األول بشكل رأسي أما الجزء الثاني من الهيكل فيظهر في
شكل جانبي أو أفقي.
-2هيكل الوحدات اإلضافية المستقلة :حينما تجد المنظمات كبيرة الحجم والتقليدية في هياكلها أنها
أصبحت مكبلة باألنظمة والهياكل البيروقراطية فتظهر الحاجة إلى وحدات إضافية جديدة ،فعند إنشاء
الوحدات اإلضافية الجديدة تعطيها االستقاللية في الموارد واألنظمة.
-3الهيكل الشبكي :ظهرت أشكال جديدة ومبتكرة في العالقات والممارسات بين المنظمة ،فبعض
المنظمات ال تود القيام بأنشطة معينة بعيدة عن النشاط الرئيسي لها فتقوم بشراء النشاط بدال من إنتاجه أو
القيام به ،فمثال خدمات الصيانة ،النظافة ،التغذية والتدفق المحاسبي.
-4هيكل فرق العمل :في المنظمات الكبيرة والبيروقراطية والتي تتحكم فيها القواعد واإلجراءات
واألنظمة الرسمية وتكبل العمل في الوحدات التنظيمية ،ترغب هذه المنظمات في إضفاء المرونة على
هيكلها فتقوم بإنشاء فرق عمل ،ويتميز فريق العمل بأنه مؤقت وينتهي في تكوينه ووجوده بانتهاء الغرض
والتوصل إلى الهدف المطلوب.
-5هيكل اللجان والمجالس :هناك منظمات يعتمد تنظيم هيكلها بالكامل على اللجان ،ولكل لجنة رئيس
وعدة أعضاء ويمكن للعضو الواحد أن يشترك في أكثر من لجنة واحدة ،ويستخدم هيكل اللجان حينما
يحتاج االمر مشاركة أكثر من فرد في عضوية اللجنة بسبب خلفياتهم ومهاراتهم المتنوعة ،ومن المنظمات
11
التي تتبع هيكل اللجان نجد النوادي والجمعيات.
-6الهيكل الجماعي :في المنظمات العالية في االستخدام للمجال المهني والتعليمي والبحث ،يتطلب االمر
إعطاء كل وحدة من وحدات العمل أكبر مقدار من الديمقراطية والسلطة ،ويرجع السبب في أن شاغلي
الوظائف على درجة عالية من التعليم واالحتراف المهني ،كما أن القرارات تحتمل وتحتاج إلى نوع من
المشاركة في اتخاذها ،ومن أهم المنظمات التي تتبع الهيكل الجماعي نجد منظمات األبحاث ،معاهد
األبحاث ،هيئات التطوير وكليات الجامعة.
-7هيكل بال حدود :تحاول بعض المنظمات إلغاء كافة الحدود والقيود الخاصة بوجود وحدات تنظيمية،
ومستويات تنظيمية رئاسية فتقوم بإنشاء هياكل ال ترتبط بتسلسل رئاسي معين وال ترتبط بحدود الوحدات
التنظيمية فإذن هي هياكل بال حدود واضحة وبدون قيود رسمية عليها ،فعلى سبيل المثال نجد أن إنتاج
فيلم سينمائي أو حلقات تليفزيونية تحتاج إلى خبرات وتخصصات متنوعة ،وليس فيهم من يرأس االخر
وكلهم مرتبطون ببعض ،ولكن ليس من خالل تسلسل رئاسي وليس من خالل وحدات تنظيمية ينتمون
إليها.
وحيث أن مكونات الهيكل التنظيمي تختلف من منشأة ألخرى من حيث بعض الخصائص والتي ستؤثر
على نوع الهيكل التنظيمي فقد ميز مينتزبرغ بين خمسة أنواع للهياكل التنظيمية هي:
-1الهيكل التنظيمي البسيط:
المكون الرئيسي في هذا النوع من التنظيم هو اإلدارة العليا ،حيث يتميز هذا الهيكل بأنه ليس تفصيليا
وليس معقدا وذو درجة رسمية منخفضة حيث تتركز السلطة لدى شخص واحد وهو المالك للمؤسسة.
) 12خالد محمد بني حمدان ووائل محمد صبحى ادريس ،االستراتيجية والتخطيط االستراتيجي ،دار اليازورى العلمية للنشر والتوزيع عمان ــ
االردن سنة 2007الصفحة 303ـــ .304
إضافة إلى هذا يتميز أيضا بقلة المستويات اإلدارية ويركز الهيكل فقط على العمليات الرئيسية واألنشطة
الهامة في المنظمة.
أ -مزايا الهيكل التنظيمي البسيط :وتتمثل في:
-البساطة كون هذا الهيكل عملي ويركز فقط على العمليات الهامة والرئيسية في المنظمة.
-المرونة إذ يتميز الهيكل البسيط بسرعة التكيف مع ظروف المحيط.
-تكاليفه قليلة.
-المساءلة واضحة.
ب -عيوب الهيكل التنظيمي البسيط :نذكر منها:
-ال يناسب المنظمة الكبيرة الحجم التي تتوسع أعمالها بشكل مستمر.
-يعتمد كلية على مالك المنظمة لذلك فالحالة النفسية لهذا األخير لها أثر على االدارة نظرا لتمركز السلطة
واتخاذ القرار بيده.
-تطبيقه محدود.13
-2الهيكل البيروقراطي اآللي:
يتم إتباع هذا الهيكل عندما تكون الوظائف في المؤسسة روتينية بسيطة ،وتكون فيه اإلجراءات وقواعد
العمل على درجة عالية من الرسمية والسلطة في اتخاذ القرار مركزية بإتباع التسلسل الهرمي ،وتكون
الظروف المحيطة به تشير إلى انه تنظيم متوسط أو كبير الحجم خاصة في المستوى التشغيلي ذو الحجم
الكبير واألعمال المتكررة التي تتطلب مهارات كبيرة ونتيجة لذلك فهو تنظيم متخصص واضح .
كأ -مزايا الهيكل البيروقراطي اآللي :وتتمثل في:
-القدرة على انجاز المهام واألنشطة بكفاءة عالية بسبب الرسمية والنمطية.
-وضع التخصصات المتشابهة معا يحقق اقتصاديات الحجم الكبير وبالتالي وفرات عالية في التكاليف.
-إمكانية تطوير الموارد البشرية في المنظمة في مهن وتخصصات متعارف عليها.
ب -عيوب الهيكل البيروقراطي اآللي :تتمثل في:
-بسبب التخصص الدقيق في العمل فان هناك احتماال لتركيز كل قسم أو وحدة إدارية على األعمال
الخاصة بها وتغلب المصالح الخاصة على العامة وانتشار صراع الوحدات في المنظمة.
-التخصص والروتين يؤدي إلى الملل وإضعاف القدرة على اإلبداع.
-ظهور أمراض البيروقراطية كالمغاالة في استخدام النظم واللوائح والتشدد في تطبيقها وإعاقة العمل
احيانا.
-3الهيكل البيروقراطي المهني:
في النصف الثاني من القرن العشرين ظهرت منظمات كبيرة الحجم وذات تخصص مهني عالي اذ تتطلب
متخصصين ذوي تعليم عالي وتدريب متقدم وانجازات مهنية ،مما يعطي درجات عالية من الحرية
والسلطة لهم .ففي هذا النوع من التنظيم تقل درجة الرسمية عما هي عليه في البيروقراطية اآللية ،إذ
الرسمية هنا ذاتية ال تعتمد على اإلجراءات واألنظمة التي تصدرها اإلدارة ،بل تعتمد على سلطة الخبرة
والمعرفة وليس على السلطة اإلدارية .ومن أهم األمثلة للمنظمات التي تتبع هيكال تنظيميا بيروقراطيا
مهنيا :المستشفيات ،الجامعات والمكتبات العامة والشركات المالية الكبرى....
أ -مزايا الهيكل البيروقراطي المهني :مزايا هذا التنظيم مشابهة للتنظيم البيروقراطي اآللي ونذكر منها:
-األداء الكفء للعمل بسبب استخدام أساليب نمطية ونظم عمل محددة.
-التوظيف يساعد على الحصول على مهنيين على درجة عالية من الكفاءة.
-تحقيق اقتصاديات الحجم الكبير في شكل وفرات في التكاليف.
ب -عيوب الهيكل البيروقراطي المهني :وهي مشابهة لعيوب الهيكل البيروقراطي اآللي .
14
) 13مؤيد سعيد السالم ،نظرية المنظمة الهياكل والتصميم ،دار وائل للنشر ،االردن1999 ،ـ 2000ص 160ـــ .161
) 14مؤيد سعيد السالم مرجع سبق ذكره الصفحة 163ـــ 171
ويتم في هذا النموذج تجميع كل تخصص وظيفي في إدارة واحدة أو قطاع واحد ويظهر هذا التنظيم في
المؤسسات الكبيرة الحجم التي تجد نفسها مضطرة إلى التقسيم القطاعي حيث يكون لكل قطاع إدارة وقدر
من السلطة والسيطرة عي القطاع ويتركز دور اإلدارة العليا هنا على اإلشراف العام وتوفير الخدمات
المساندة وتقييم ومتابعة أداء كل قطاع أو وحدة.
أ -مزايا الهيكل القطاعي :وتتمثل في:
-قدرة عالية للمنظمة على مواكبة تطورات المحيط ومواجه الظروف المتغيرة.
-تحقيق درجة عالية من الالمركزية لصالح القطاعات التابعة للمنظمة.
-تخفيف العبء على اإلدارة العليا مما يسمح لها باالهتمام بالمستقبل بعيد األمد.
-يوفر هذا النظام وسيلة جيدة لتدريب مديرين عامين جيدين كما انه يوفر أيضا مزايا التخصص .
ب -عيوب الهيكل القطاعي :وتتمثل في:
-التقسيم إلى قطاعات مستقلة يفضي إلى عدم إمكانية تحقيق اقتصاديات الحجم الكبير.
-صعوبة تحقيق تنسيق وتكامل بين قطاعات مستقلة عن بعضها.
-صعوبة تنميط األنظمة والسياسات والقواعد عبر كل تلك القطاعات.
-5التنظيم المؤقت (المصفوفي):
إذا كانت الهياكل البيروقراطية (اآللية والمهنية) هي األكثر شيوعا وانتشارا في المنظمات المعاصرة ،فان
هناك هياكل جديدة بدأت بالظهور لدواعي الموقف الذي نشأت فيه أو لطبيعة الظروف ويطلق عليها
بالهياكل التنظيمية هي وليدة المواقف والظروف ،ويطلق عليها بالهياكل المؤقتة أو الغرضية ،هذه األخيرة
تتسم بدرجة عالية من التمايز األفقي لكون معظم العاملين مهنيين ولديهم خبرات مكثفة ومن ناحية أخرى
عدد المستويات اإلدارية منخفض الن كثرة المستويات يعيق قدرة المنظمة على التكيف .إضافة قلة الحاجة
لإلشراف والرسمية ألنها تعيق عملية االبتكار.
وللهيكل التنظيمي المؤقت عدة أنواع نذكر أهمها وهو التنظيم المصفوفي.
أ -مزايا التنظيم المؤقت :وتتمثل في:
-االستجابة السريعة للبيئة والظروف المحيطة بالمنظمة.
-تسهيل التنسيق بين االختصاصيين.
-القدرة على اإلبداع واالبتكار وتوليد أفكار جديدة.
ب -عيوب التنظيم المؤقت :وتتمثل في:
-الصراع بين األعضاء أمر حتمي لعدم وجود هياكل محددة وأنظمة واضحة.
-صعوبة تقسيم العمل إلى وحدات مستقلة.
-صعوبة استخدام أنظمة رسمية وتطبيق قواعد وإجراءات محددة
* يرى (سيمون )Simonsأن اعتماد هيكل تنظيمي من بين بدائل كثيرة يتوقف على عوامل عديدة من
بينها طبيعة االستراتيجية المختارة فقد يكون الهيكل بسيطا ً آو قائما على أساس الوظائف أو على أساس
األقسام الكبيرة أو مصفوفيا أو شبكيا أو على أساس فرق العمل أو هيكال افتراضيا في المنظمة الحديثة،
وان اعتماد واحد من هذه الهياكل يجب أن يكون منسجما مع الخيارات االستراتيجية وكيفية تنفيذها بشكل
فعال.15
* وقد أكد (شاندلر )Chandlerفي دراسته عام 1962طبيعة العالقة بين الهيكل واالستراتيجية في 100
شركة صناعية كبرى في الواليات المتحدة االمريكية ،اذ استنتج أن التغيرات في استراتيجية الشركة تتقدم
وتقود التغيرات في هيكل المنظمة والسبب كما يقول (شاندلر )Chandlerهو ان االستراتيجية الجديدة
تتطلب هيكل تنظيمي جديد أو على األقل تحديثه إذا ارادت المنظمة العمل بكفاءة ،ومالم يتبع الهيكل
االستراتيجية ستنشأ لدينا حالة عدم الكفاءة .وقد وجد (شاندلر )Chandlerأن هذه الشركات كانت مركزية
في هياكلها التنظيمية في البداية عندما لم يكن لديها أكثر من خط انتاجي واحد ،ولكن مع تطورها ونموها
زادت خطوط اإلنتاج واالمر الذي أدى إلى ضرورة تطوير هياكلها التنظيمية ألنها لم تعد قادرة على
التعامل بكفاءة مع هدا التعقيد البنائي المتزايد ،وهكذا تتحول المنظمات من الهيكل التنظيمي البسيط (حيث
الرسمية منخفضة والمركزية عالية والتعقيد قليل) إلى الهيكل التنظيمي أكثر تعقيدا (ال مركزية عالية
وتعقيد عالي ورسمية عالية) .وأشار إلى أن الشركة كلما اتجهت الى النمو تصبح استراتيجيتها اكثر
طموحا وتفصيالً من خط انتاجي ينتج سلعة واحدة إلى توسع األنشطة داخل الصناعة ،لذلك نجدها تتجه
نحو استراتيجية التكامل العمودي لمواجهة التفاعل المتبادل المتزايد بين الوحدات التنظيمية ،االمر الذي
يتطلب أدوات تنسيقية أكثر تعقيدا ويتم هذا التعقيد المرغوب عن طريق إعادة تصميم هيكل المنظمة لتكون
وحدات تنظيمية مختصة .وخالصة دراسة (شاندلر )Chandlerتقول أن الهيكل يتبع االستراتيجية.
* في حين تلخصت وجهة نظر(بومان وآش )Bowma & Aschالعلمية في ان االستراتيجية هي التي
تقود إلى التغييرات الهيكلية بفعل العوامل الموقفية ذات العالقة (دينامكية البيئة ،تعقد المهام ،تنوع
المنتجات واألسواق.)...
* يرى (فريدريكسون )Fredricksonانه بسبب تأثير اإلطار الهيكل على صياغة المشاريع
االستراتيجية من الممكن االفتراض بأن االستراتيجية تتبع الهيكل ،إذ أن بإمكان الهيكل أن يحفز أو يعيق
النشاط االستراتيجي بطرق غير متوقعة وهذا ما أيده(روبن )Robbinsمن خالل استنتاجاته.
* من خالل مشاهدات ودراسة الباحثين (هال وساالس ) Hall & Salasلمنظمات كبرى بيروقراطية
ذات هيكل تنظيمـي يتـسم بعدم المرونة وجدوا بأن االستراتيجية تتبع الهيكل التنظيمي في أحيان عديدة.
) 15عالء الدين خبابة ،اثر البعد التنظيمي للثقافة على تنفيذ االستراتيجية في المؤسسة ،المجلة الجزائرية للتنمية االقتصادية ،عدد ،05جامعة
سطيف ،1سنة ،2016ص97-96
* أن طبيعة العالقة بين الهيكــل واإلستراتيجية هــي عالقة تكامليــة وتبادليــة هذا ما أكده (بيديان
وزاميتو ) Bedeian & Zammutoبعد تبنيهم لسلسلة من البحوث أجراها (ميلز وسناو & Miles
.)snow
أي أن هيكل المنظمة يؤثر في االستراتيجية وأن لالستراتيجية تأثير في هيكل المنظمة.
إن المراد من الهيكل التنظيمي أن يكون قادرا على تنفيذ استراتيجية المنظمة بشكل فعال وكفؤ ،ولكون
الهيكل عنصرا ً مهما ً من مكونات البيئة الداخلية التي تعطي المنظمة قدرات وميزات تجعلها أفضل في
األداء من المنظمات المنافسة األخرى ،ولذلك طرحت العالقة بين االستراتيجية والهيكل التنظيمي
باعتبارها عامل أساسي وحاسم في نجاح المنظمة.
ولقد قسمت دراستنا إلى ثالثة توجهات لشر٩ح العالقة بين االستراتيجية والهيكل التنظيمي كما يلي:
-1التوجه األول :توجه (شاندلر )Chandlerوما تبعه من الباحثين ،انطلق هذا التوجه من دراسات
16
أجريت في مدرسة Harvardلألعمال ،ومن وجهة النظر هذه فإنه يمكن تأشير العالقة بالتالي:
تسبق
الهيكل التنظيمي االستراتيجية
يبدو أن الهيكل التنظيمي يتبع االستراتيجية ويؤطر في ضوئها لغرض أن يكون فعاال في عمليات التنفيذ،
وفي إطار هذا التوجه فان الخيارات االستراتيجية المختلفة والمتباينة ال يمكن وضعها موضع تنفيذ فعال
في إطار الهياكل التنظيمية دون تغيير جزئي أو كلي ،وهكذا فإن الهياكل التنظيمية البسيطة تصلح لتنفيذ
خيارات محددة ،في حين إذا ما انتقلت المنظمة إلى خيارات استراتيجية أكثر تعقيدا فان هياكلها ال تستطيع
تنفيذها مثل هذه الخيارات ولذلك تتغير إلى هياكل وظيفية أو قطاعية أو مصفوفية أو غيرها.
ان هذا األمر يعني أن منظمة االعمال تؤطر العالقة بين االستراتيجية والهيكل التنظيمي بالشكل اآلتي:
-استراتيجية حالية هيكل تنظمي حالي.
-استراتيجية جديدة.
-ظهور مشكالت في الهيكل التنظيمي أثناء التنفيذ.
-تدهور في أداء المنظمة.
-يتم تغيير الهيكل التنظيمي ليتناسب مع االستراتيجية الجديدة .
17
-2التوجه الثاني :وهذا تطرق اليه (هال وساالس )Hall & Salasو(فريدريكسون :)Fredrickso
يسبق
االستراتيجية الهيكل التنظيمي
في إطار هذا التوجه الذي يعتبر أن االستراتيجية تولد من رحم الهيكل التنظيمي ،فان هذا األخير يعزز
العديد من القيود والمحددات على الخيارات االستراتيجية لمنظمة االعمال ،بمعنى انه ال يمكن اعتبار
االستراتيجية هي ناتج تفكير مجرد لرغبات اإلدارة العليا في منظمات االعمال ،بل هي مراحل للمساواة
والرؤى والحوار بين مختلف مكونات الهيكل التنظيمي لذلك فانه يؤثر بشكل كبير.
وفي إطار هذا التوجه فأن المنظمات التي أصبح لها تاريخا ً طويالً وهياكل تنظيمية تتسم بعدم المرونة
والثبات وتقاسم األدوار يصبح تغيير هذه الهياكل أمرا ً ليس سهالً وسريعا ً في إطـار رغبات اإلدارة العليا
أو متطلبات البيئة الحقيقية ,على اعتبار أن متطلبات البيئة هذه ما هـي إال منظور لإلدارة متأثرا ً برغباتها
18
وأنظمة المعلومات المعتمدة التي هي جزءا ً مـن الهيكـل التنظيمي .
في إطار هذا المنظور ،فأن العالقة بين االستراتيجية والهيكل التنظيمي أكثر تعقيـدا ً مـن النظر إليها في
إطار عالقة المتغير التابع والمستقل ،ومن ثم فأن الحوار والنقاش أيهما يسبق اآلخر تصبح حالة غير
واقعية ،لـذلك فـأن هناك التأثير المتبادل بين هذين المفهومين يأخذ اعتباراته وفق المؤثرات الداخلية
والخارجيـة العديدة.
وبالتالي نستنتج:
* ال يوجد هيكل تنظيمي مثالي يصلح الستراتيجية معينة ،كما أنه ال يوجد خيار استراتيجي محدد يصلح
لهيكل تنظيمي محدد.
* ضرورة وجود عالقة تفاعلية تبادلية وتكاملية بين الهيكل التنظيمي والخيار االستراتيجي ،بمعنى أن
الهيكل التنظيمي واالستراتيجية يجب ان يكونا منسجمين مع التغيرات الحاصلة.
* ان المتغيرات التي سبقت اإلشارة اليها (االستراتيجية والهيكل التنظيمي) يتفق بشأنها الكتاب والباحثون
بأن ليس لها مفاهيم محددة معينة .بمعنى أنه ال توجد استراتيجية مثالية تصلح لجميع المنظمات ،كما انه ال
يوجد هيكل تنظيمي مثالي ينطبق على جميع منظمات االعمال ويصلح لمعالجة جميع الحاالت فيها.
من خالل استعراضنا لهذا الموضوع وتفصيلنا في الهيكل التنظيمي بمختلف أشكاله ،و االستراتيجية
وجدنا انه ال يمكن ألي منظمة العمل واإلنتاج بدون هيكل تنظيمي يقســـــــــــم أنشطتها ويحدد اإلطار
العام للعالقات السائدة داخلها وفق استراتيجـــية هادفة وبالتــــــــالي فالهيكل التنظيمي يساعد المنظمة
وبشكل كبير على تحقيق أهدافها وتطبيق استراتيجـــــــيتها بالشكل المناسب.
لكن اختالف المنظمات واختالف الظروف المحيطة بها يحتم على هذه األخيرة اعتماد شكل تنظيمي مع
استراتيجية معينة لهذا الحظنا التعدد الكبير للهياكل التنظيمية واالستراتيجيات المختلفة لكي يكون الهيكل
التنظــــــــــيمي الذي تعتمده المنظمة فعاال وناجحا البد له من ان يتماشى مع االستراتيـــــــجية و جملة
من المميزات كالـــــمرونة وسهولة التكيف مع تقلبات المحـــيط ،وكذا تالؤمه مع أنشطة المؤسسة وتوفير
سهـــــولة التواصل بين مختلف وحداتها التنظــــــــــيمية ليعمل الجميع في نسق واحد وتحت هدف واحد
وهو تعظيم أرباح المؤسسة وضمان استمراريتها.