Professional Documents
Culture Documents
إعـــداد
الدكتورة بلعربـي غنيــة
أستاذ باحث بقسم العلوم االقتصادية
حمتوى املقياس :
وتعترب هذه النظريات نتاج التعامل بني عدة تيارات كانت سائدة خالل تلك الفرتة متيزت يف اجلو الغري
وقد أرسى أفكار هذه النظريات كل من "فريديريك تايلور" و"هنري فايول" فضال عن عامل
االجتماع األملاني "ماكس فيرب" ومناداته بالبريوقراطية وهو ما نطلق عليه اليوم بالتنظيمات الرمسية ومن
ظهر االجتاه اإلداري يف نظرية التنظيم يف بداية القرن العشرين ( ، )20وقد ضم مدرستني متميزتني كل
منهما مستقل عن اآلخر ولكن كل منهما متفق على أن الوسائل املادية هي العامل احلاسم يف رفع مستوى
يعترب فريدريك تايلور من رجال اإلنتاج واإلدارة ولقد بدأ تايلور من أبسط الوظائف حيث عمل منذ مطلع
حياته اليت بدأت يف مارس 1856كتلميذ صغري يف ورشة صغرية ،ثم أصبح عامال بشركة "ميدفل"
للحديد والصلب وتدرج من عامل بسيط ،إىل رئيس مجاعة إىل مالحظ عمال ثم دخل سلك املهندسني بعد
جترييب حتليلي ،فلقد اتبع فيها أسلوب يقوم على املالحظة وتسجيل الوقائع ثم التجربة وحتليل النتائج
كما عرفت هذه املدرسة يف بعض الكتابات مبدرسة " دراسة وحتليل طرق العمل " ،
وكانت تشغل أفكارهم مشكلة اإلنتاجية وسبل زيادتها حبيث أنه خالل عمله الحظ اخنفاظ
اإلنتاجية وضياع الوقت واجلهد واملوارد دون حتقيق فائدة إنتاجية مثلى ،وسرعان ما أخذ بإجراء التجارب
امليدانية من أجل زيادة الكفاءة اإلنتاجية وضبط الوقت واجلهد ،حيث ركزت هذه التجارب على
اجلوانب امليدانية املتعلقة بالعمل واإلنتاج وذلك باحلد من اإلسراف والعمل على ختفيض تكلفة العمل
واإلنتاج مما كان على حساب العنصر البشري الذي كان ينظر إليه على أنه آلة بيولوجية هدفها الكسب
املادي فقط مع وجود األنانية والكسل يف القيام بالواجبات والرتكيز على اهليئات اإلدارية العليا أكثر من
ومن بني التجارب اليت قام بها فريدريك تايلور نذكر منها :
أخذ اإلذن من إدارة املصنع واستغنى عن العمال الغري مناسبني وعني عماال أكثر تناسبا مع
األعمال فقاس اإلنتاجية فوجد أنها تضاعفت عدة مرات مع استخدام نصف الوقت .
الحظ أن األدوات املستخدمة من قبل العمال يف رفع الكتل املعدنية واخلامات غري مالئمة فقرر
استبداهلا بأدوات تتناسب مع طبيعة املواد اليت يتعامل معها العمال مما زادت حجم اإلنتاجية .
وعلى ضوء هذه التجارب قام تايلور بتأليف كتابه " مبـادئ اإلدارة العلميــة " والذي احتوى مضمونه
على املبادئ األساسية اليت ميكن أن تكون بديلة عن أسلوب احملاولة واخلطأ الذي شاع االعتماد عليه
أن جتمع اإلدارة ما يعرفه العمال عن احلرفة املختلفة وتضعها يف جداول ثم تردها إىل قوانني
أن تعمل اإلدارة على اختيار العمال بطريقة علمية ثم تدريبهم وتعليمهم .
أن جتعل اإلدارة العمال يتبعون األساليب اجلديدة يف أداء العمل .
تنظيم العمل يف املنظمة بني اإلدارة والعمال وتقسيم العمل بالتساوي مع تقديم احملفزات املادية
كما اعترب تايلور أن مفهوم العمل يرتكز على ثالث حماور :
أ -االستمرار :ذلك أن كافة املهام جيب أن تؤدى بانتظام خالل فرتة معينة .
ب -اإلنتـــاج :هو النشاط الذي مييز العمل عن غريه من األنشطة اإلنسانية .
ت -األجــــر :إذ أن األفراد ميارسون العمل من أجل احلصول على املكافآت .
وقد أكد بأهمية العقالنية و الرشدانية يف املؤسسة من خالل ما يسمى " بالطريقة املثلى ألداء" العمل
اإلدارية .
أما تقسيم العمل تتجلى أهميته يف توزيع العاملني يف املؤسسة على مناصب العمل ،وقد أصبح هذا
املبدأ أساس اختيار العاملني وتدريبهم وبهذا تستفيذ املؤسسة إىل حد كبري من التخصص يف العمل من
أما اهليكل التنظيمي فريى أنه يركز على منط التسلسل يف السلطة واملسؤولية وتقسيم أعمال
الوظائف املساندة :وهي أعمال ووظائف تسهل عمل اإلدارات واألعمال التنفيذية .
وهكذا تقدم لنا التايلورية ثالث ( )03مبادئ كإجراءات حمددة جيب أن تتبعها اإلدارة لتحقيق الكفاية
استخدام دراسات احلركة والزمن للوصول إىل الطريقة املثلى ألداء العمل .
تزويد العمال حبافز تشجيعي يدفعهم إىل أداء العمل وفقا للطرقة اليت مت التوصل إليها
بأسلوب علمي ويتحقق ذلك مبنح العامل مكافأة حمددة تزيد عن معدل األجر اليومي .
استخدام خرباء متخصصني لإلشراف على الظروف املختلفة احمليطة بالعامل مثل وسائل العمل
إهماهلا للجانب اإلنساني يف جمتمع املصنع واعتبارها لإلنسان كآلة بيولوجية موجه بدافع
كان تايلور همه الوحيد زيادة اإلنتاج لذلك كان تركيزه على اجلوانب املادية كدوافع تساهم
جعل مسؤولية رفع وحتسني املردودية مسؤولية اإلدارة وحدها ،رغم أنه يف الواقع ترجع إىل
العمال بقسط كبري وإىل الظروف اإلنسانية اليت يعيشونها ،وبالتالي فهذه النظرية ميكن
إدراجها حتت طائفة النظريات الكالسيكية اليت تصف ما جيب أن يكون بدال مما هو كائن
.