Professional Documents
Culture Documents
ع رف تس يير المؤسس ات تط ورات كث يرة من ذ مئ ات الس نين ،من خالل أراء وأفك ار
ونظريات العديد من الكتاب والمفكرين والممارسين .فمنذ ظهور اإلدارة كعلم مستقل تزايد
الب احثون في مج االت اإلدارة المختلف ة وتزاي دت معهم اآلراء ال تي خلص وا إليه ا من أج ل
تطوير العمل اإلداري .حيث أنه ليس بمقدور رجل اإلدارة تحقيق أهداف مؤسسته بمجرد
إص داره ق راراً معين اً ،وإ نم ا ال ب د ل ه من القي ام بمجموع ة من المه ام وال تي اص طلح على
تس ميتها بالوظ ائف اإلداري ة أو وظ ائف العملي ة اإلداري ة المتمثل ة في التخطي ط و التنظيم و
إع داد تنمي ة الق وى العامل ة و التوجي ه و القي ادة والتق ويم ،إن أداء ه ذه المه ام مجتمع ة وق د
يك ون غيره ا عالوة عليه ا وس يلة القائ د أو أدات ه لتحقي ق أه داف مؤسس ته إال أن الب احثين
بمج ال اإلدارة لم يتفق وا على أس لوب واح د يحكم عم ل الم ديرين للوص ول إلى األه داف
المطلوب ة بأق ل وقت و جه د و م ال و إنم ا اختلفت نظ رتهم إلى ه ذا األم ر ،و ه ذا م ا أدى
إلى ظهور عدة أنواع لإلدارة و كذلك عدة مدارس و كان من أهمها المدرسة الكالسيكية و
من أهم النظري ات ال تي ق دمتها نظري ة اإلدارة العلمي ة لفري دريك ت ايلور ،وعلي ه فالمش كل
المطروح يكمن في كيف ساهمت اإلدارة العلمية في تطور مجال اإلدارة؟
المبحث األول :مدخل عام حول اإلدارة العلمية
ولد فريدريك ونسلو تايلور في 20مارس 1856بوالية فيالدلفيا بأمريكا ،وهو من
عائلة بورجوازية وعمل في ورشة صغيرة كتلميذ صناعي لمدة أربع سنوات التحق بعدها
بشركة “مدفال” لصناعة الصلب ،وخالل ثمانية سنوات تدرج “تايلور” في تلك الشركة من
عامل بسيط إلى ميكانيكي “فني” إلى مهندس الشركة .وأتاح له تدرجه في جميع الوظائف
فرصة فهم شؤون اإلنتاج ونفسية العمال وسبب تذمرهم وانخفاض كفايتهم اإلنتاجية.
وحين جاءت ه الفرص ة وعين كب يرا لمهندس ي الش ركة ب دأ بدراس اته وتجارب ه ون ادى
بأهمي ة مبادئ ه وداف ع عنه ا وعن أهمي ة تطبيقه ا في الحي اة العلمي ة .وق د اع ترفت الهيئ ات
العلمية وغير العلمية بعبقرية “تايلور” فمنحه معرض باريس الدولي الميدالية الذهبية عام
1900الخ تراع متعل ق بص ناعة الص لب ،كم ا عينت ه “جمعي ة المهندس ين الميكانيكي ة
األمريكية” مديرا لها عام 1906ومنحته جامعة “بنسلفانيا” درجة الدكتوراه الفخرية عام
1906اعترافا له بفضله .وذاع صيته حتى أصبح عالما من علماء اإلدارة ،والهندسة عام
،1912وانتشرت مبادئه وأفكاره في اإلدارة في معظم البلدان الصناعية كأمريكا وروسيا
وانجلترا وفرنسا وألمانيا خالل ثلث قرن ،كما ترجم كتابه الذي نشر فيه فلس فته في اإلدارة
العلمي ة ع ام 1911وه و كت اب “أص ول اإلدارة العلمي ة” ش رح في ه بأس لوب مبس ط مع نى
اإلدارة العلمية والغرض منها وكيفية تطبيقها[ CITATIONعصم \.]p 30 \l 5121
اإلدارة علم ل ه أص وله وقواع ده ونظريات ه ،ويمكن تط بيق المنهج العلمي في دراس ته
والتحقق منه؛ حيث يمتاز المنهج العلمي بمميزات ومن بينها :الموضوعية ،وقابلية إثبات
النت ائج ،والقابلي ة للتعميم ،وإ مكاني ة التنب ؤ بالنت ائج ،والمرون ة .5ويزي د في الناحي ة العلمي ة
الموضوعية لإلدارة أن هناك جوانب مادية تتعامل معها وبها اإلدارة ،وهذه يمكن دراستها
وإ خضاعها للتجارب تماما كما تخضع المواد في المختبرات العلمية للتجارب .كما قامت
م دارس إداري ة على تط بيق المنهج الرياض ي واإلحص ائي في دراس ة المش كالت اإلداري ة
وهذا يعمق الجانب العلمي في اإلدارة
حيث قام تايلور بعدد من الدراسات واألبحاث والتجارب وقد اثبت في تجربته األولى
جهل اإلدارة بكمية العمل الواجب أن يقدمه الفرد ،وفي تجربته الثانية قام بدراسة الوقت
الالزم إلنج از العم ل المطل وب ،وه دفت تجربت ه الثالث ة إلى تحس ين األدوات واآلالت
المستخدمة في العمل .ونشر “تايلور” نتائج أبحاثة ودراساته في كتاب “إدارة الورش” عام
.]p 51 \t CITATION[1903مطا \\l 5121
وقام “تايلور” بعدد آخر من الدراسات كان يهدف منها إلى فلسفة جديدة في اإلدارة
وأطل ق عليه ا لف ظ اإلدارة العلمي ة ح تى يميزه ا عن اإلدارة التقليدي ة ال تي ك انت متبع ة في
ذلك الوقت والتي أسماها تايلور إدارة البصمة والتخمين في كتابه “أصول اإلدارة العلمية”.
ويقول “تايلور” أن اإلدارة العلمية أكبر من أن تكون طريقة بحث وتخطيط ورقابة…
إنها ثورة فكرية أو فلسفة إدارية جديدة تنادي بتغيير شامل في تفكير اإلدارة نحو العاملين،
وفي تفكير العاملين نحو اإلدارة ،وفي تفكير العاملين نحو بعضهم البعض.
هي التحديد الدقيق لما يجب على األفراد أن يقوموا به والتأكد من أنهم يؤدونه على
أحسن وجه وأكفأ الطرق.
المطلب الثالث :نشأة نظرية اإلدارة العلمية وتطورها
بدأت الحركة العلمية مسارها العلمي الصحيح في أوائل القرن العشرين لم يكن هناك
كتابات تذكر في تنسيق الجهود البشرية وحفزها على العمل .كما أنه لم تكن هناك طريقة
تمكن رج ال األعم ال للتب ادل فيم ا بينهم المعلوم ات والخ برات الناتج ة عن القي ام بأعم الهم
اليومية.
وفي ه ذا الف راغ األدبي ،ب دأ فري دريك ت ايلور دراس اته ،والح ظ خالل عمل ه في
شركتي “بيت لحم” و “ميدفيل للحديد” أن هناك حاجة ماسة للتعرف إلى تخصص اإلدارة
وفص لها عن المس ؤوليات الخاصة بالعم ال .وكتب ت ايلور آراءه في كتابي ه “إدارة الورش ة”
CITATION[1914المp 109 \l\07 ال ذي نش ر ع ام 1903أس س اإلدارة العلمي ة ال ذي نش ر س نة
.]5121
وحاول تايلور إصالح اإلدارة بطريقة علمية تتميز بالتفكير المنظم والمنطق .ويمكن
القول إن اإلدارة تحاول اإلصالح في أربع نواح مختلفة:
-1اس تخدام الطريق ة العفوي ة في اكتش اف أج زاء العم ل الرئيس ية ب دال من إتب اع
التخمين والحدس.
-2التعرف إلى الوظائف اإلدارية في تخطيط العمل بدال من السماح للعمال الختيار
األساليب و الطرق كل حسب أهوائه و ميوله.
-3اختي ار و ت دريب الع املين و تنمي ة روح التع اون بينهم ب دال للجه ود الفردي ة من
السيطرة على المشروع.
-4تقسيم العمل بين اإلدارة و العمال بحيث يقوم كل منهم بالعمل الذي أهل له ويعود
بالتالي بزيادة الكفاءة اإلنتاجية للمشروع.
تق ترن ب دايات اإلدارة العلمي ة باس م وجه ود فري دريك ت ايلر وهي جه ود ج اءت بع د
إض افات من كث ير من ال رواد األوائ ل أمث ال م اثيو ب اولتن ،جيمس وات ،روب رت أوين،
تشارلز بابيج ،هنري تاوني ،فريدريك هالسي ،فرانك جيل برت ،هنري غانت ،ايمرسون
وآخرون غيرهم[ CITATIONالر.]p 43 \l 5121\03
المطلب الراب ع :مختل ف التص ورات المتعلق ة ب اإلدارة العلمي ة (فرض ياتها ،تجاربه ا،
أسسها)
فرضياتها:
يلي[ CITATIONمطا \ لقد استند تايلور على مجموعة من المشاهدات يمكن إيجازها فيما
أن العاملين لم يحاولوا إطالقا رفع كفايتهم اإلنتاجية لعدم وجود دافع قوي يحفزهم
على زيادة الجهد.
إن أج ر الف رد في المؤسس ة يح دد حس ب وظيفت ه و أقدميت ه و ليس حس ب قدرات ه و
ليس حس ب قدرات ه و خبرات ه و مهارات ه اإلنتاجي ة ف أدى إللى هب وط مس توى أداء
الفرد النشيط إلى مستوى أداء غير النشيط ما دام يحصل على نفس األجر.
جه ل اإلدارة بمق دار ال وقت الالزم إلنج از العم ل المطل وب مم ا ي ؤدي إلى زي ادة
الفاقد في العمل و ارتفاع تكلفته.
جه ل رج ال اإلدارة ب النظم ال واجب إتباعه ا لتنظيم العالق ة بين العم ل و الع املين.
والط رق ال واجب اس تخدامها للح د من التالعب وض ياع ال وقت فق د الح ظ “ت ايلور”
تك رار ته رب العم ال من العم ل أو التظ اهر بالعم ل دون أن يك ون هن اك إنت اج
حقيقي .وقد علل تايلور وجود هذه الظاهرة إلى سببين:
-1الطبيع ة البش رية” ف الفرد يمي ل بطبيعت ه إلى الكس ل و البطء في العم ل إذا لم يكن هن اك
مصلحة شخصية تحقق له حاجة ضرورية .وكذلك أن سوء عالقة الفرد بزمالئه أو رئيسه
يؤدي إلى انخفاض أدائه وإ نتاجيته.
-2اعتقاد بعض العاملين أن زيادة إنتاجيتهم سوف تتسبب في فصل عدد منهم من العمل.
تجاربها:
لقد اهتم تايلور في أثناء عمله بإنتاج أقصى حد ممكن عن طريق مجموعات العمل
ال تي يش رف عليه ا ،فلم يكن مرتاح ا لنظ ام العم ل في المص نع العتق اده ب أن ه ذا النظ ام ال
يقوم على تقدير سليم لطاقة العامل اإلنتاجية ،بل مبني على سجالت اإلنتاج السابقة التي
تقدر عشوائيا معدل اإلنتاج المطلوب وهو مبدأ عرفه العمال وحاولوا دوما الحفاظ عليه
بدرج ة مم ا جع ل العم ال أص حاب المب ادرة بتحدي د كمي ة اإلنت اج .تع د س نة 1898بداي ة
تجارب تايلور حيث ذهب في ذلك العام ليعمل في شركة بيت لحم للفوالذ حيث قام هناك
بدراساته المشهورة في عدة مجاالت على النحو التالي[ CITATIONزوي.]p 29 \l 5121\01
أج رى ت ايلور تجرب ة لرف ع الكت ل المعدني ة على مجموع ة تتك ون من 75عام ل ك انوا
يقومون برفع المعادن على قاطرات ،كان العامل الواحد عند بدأ التجربة يرفع ما معدله
12.5طن من الخامات يوميا ،ومن دراسته ومالحظته للوضع تبين له أن العامل الواحد
يس تطيع أن يرف ع ح والي 47طن ب اليوم وب %43من وقت العم ل فق ط ،حيث أن ال وقت
المتبقي يحتاج ه العام ل للراح ة واس تعادة النش اط .وبالفع ل ق ام ت ايلور بتزوي د العم ال
بالتعليم ات الالزم ة للقي ام بالعم ل مس بقا وب األدوات الالزم ة للقي ام بالعم ل وتحدي د ال وقت
المناس ب إلتمام ه ،وبع د تط بيق التجرب ة ت بين ل ه ص دق فرض يته ب الرغم من ذل ك اس تلزم
اس تغنائه عن 8/7من أف راد المجموع ة ال تي ب دأها ألنهم ال يتناس بون م ع العم ل المطل وب
منهم ،وإ ذ لم يكونوا قادرين على األعمال المطلوبة إليهم.
قام تايلور وبناء على افتراض تدني معدل اإلنتاجيةّ ،بأخذ الضوء األخضر من إدارة
المصنع لالستغناء عن العمال غير المناسبين وتعيين عمال أكثر تناسبا مع األعمال .وبعد
ذل ك ق ام بقي اس اإلنتاجي ة واكتش ف أن اإلنتاجي ة تض اعفت ع دة م رات ،وباس تخدام نص ف
وقت العم ل .وب ذلك دل ل على ض رورة اهتم ام اإلدارة باختي ار المناس بين ،وع دم االعتم اد
على معدالت اإلنتاج المتعارف عليها بالتقادم التي ال تقوم على أسس علمية.
لق د توص ل ت ايلور إلى ع دد من المب ادئ الرئيس ية ال تي اعتبراه ا األس س الض رورية
.]y يلي[ CITATIONالي \\l 5121 لإلدارة العلمية ومن هذه المبادئ ما
إحالل األس لوب العلمي في تحدي د العناص ر الوظيفي ة ب دال من أس لوب الح دس
والتقدير ،وذلك من خالل تعريف طبيعة العمل تعريفا دقيقا ،واختبار أفضل طرق
األداء ،وأهم الشروط للعمل من حيث المستوى ،والمدة الزمنية المطلوبة لتحقيقه.
إحالل األسلوب العلمي في اختيار وتدريب األفراد لتحسين الكفاءة اإلنتاجية.
تحقيق التعاون بين اإلدارة والعاملين من أجل تحقيق األهداف.
تحدي د المس ؤولية بين الم ديرين والعم ال ،بحيث تت ولى اإلدارة التخطي ط والتنظيم،
ويتولى العمال التنفيذ.
ربط تأدية أو نجاح الفرد في عمله باألجر أو المكافآت لرفع الكفاءة اإلنتاجية.
إحك ام اإلش راف والرقاب ة على الع املين في المس توى األدنى ألنهم يفتق دون المق درة
والمسؤولية في القدرة على التوجيه الذاتي.
تقس يم ع ادل للمس ؤولية بين الم ديرين و العم ال بحيث يق ول الم ديرون بوظيف ة
التخطيط والتنظيم و يقوم العمال بوظيفة التنفيذ.
االعتماد على األساليب الفنية في العمل “بدال من األوامر التعسفية”.
االختيار العلمي والتطوير اإليجابي للعمال بحيث ال يسند العمل إال للشخص الذي
هو كفؤ له.
تتحمل اإلدارة نصف مسؤولية العمل ،إذ أنها تتحمل مسؤولية تنمية مواهب العامل
تمكين ه من جم ع المعلوم ات وتبويبه ا ثم حفظه ا في ك راس للعم ل يتض من جم ع
القوانين المتعلقة بأساليب العمل وكيفيات أدائه.
تعليم وت دريب العام ل ح تى يتس نى ل ه أن يرف ع من مس تواه و يتمكن من أداء عمل ه
رفاهيته[CITATION بطريق ة علمي ة ،تس اعده في نهاي ة األم ر على تحقي ق أماني ه و
.]fta47 \p 140 \l 1036
رك ز ت ايلور على دراس ة الحرك ة وال زمن به دف تقلي ل الف ترة الالزم ة إلنج از عم ل
معين من جراء حذف الوقت الضائع وبالتالي زيادة الوقت اإلنتاجي والتوصل إلى معايير
علمية يمكن للمشروع اتباعها .ولكن تايلور لم يغض النظر عن أهمية العنصر اإلنساني،
واعتبر بذلك اإلدارة العلمية “ثورة عقلية” لإلداريين والعمال على حد سواء .فالعامل يزداد
إنتاجه بسبب زيادة أرباح المشروع الذي يقوم بزيادة األجور التي تعمل على حفز العامل
وهك ذا[ CITATIONالمp 110 \l\07 وتش جيعه وبالت الي زي ادة اإلنت اج .وت دور ال دورة م رة أخ رى
.]1036
وبناء على هذه الفلسفة وجد تايلور ضرورة وضع نظام لألجور حيث اعتقد كغيره
من المفكرين في ذلك العصر أن العامل يتجاوب للحافز المادي “األجر” بصورة إيجابية،
فإن كل فرد يتقاضى أجرا معينا لكل وحدة إنتاجية تم انجازها حتى يصل في اإلنتاج إلى
الوحدات القياسية التي قررت من جراء دراسة العمل نفسه وإ ذا ما تمكن العامل من إنتاج
وحدات أكثر عن الحد القياسي فإنه يتقاضى أجرا أعلى من األجر السابق لجميع الوحدات
التي أنتجها.
أمثلة:
لو كان المعيار اإلنتاجي لهذه الوظيفة هو إنتاج خمس قطع كاملة يوميا.
إذا كان األجر الذي يتقاضاه العامل هو “ ”50قرشا لكل قطعة أنتجها.
فإذا أتم العامل إنتاج خمسة قطع فإنه سيتقاضى “ ”250قرشا.
اق ترح ت ايلور أن العام ل النش يط سيتقاض ى “ ”75قرش ا للقطع ة إذا أنتج ع ددا أك بر
من القطع عن المعيار المحدد.
فإذا أنتج العامل النشط ستة وحدات لذلك اليوم فإنه سيتقاضى 6 : وحدات في 75
قرشا= 450قرشا.
فقط[ أي أن العام ل سيتقاض ى “ ”200قرش ا زي ادة عن أج ره الي ومي إلنتاج ه قطع ة واح دة
CITATIONالم.]p 111 \l 1036\07
عم ل فري دريك ت ايلور على وض ع آلي ة التنظيم ال وظيفي على مب دأ تقس يم العم ل بين
عدد من المدراء بلغ عددهم الثمانية واألفراد العاملين ،حيث أعطى تايلور لكل من المدراء
وفق ا لتخصص ه الص الحية والس لطة .أم ا األف راد الع املين فأص بح العام ل الواح د خاض ع
لثمانية رؤساء في الوقت الواحد.
وجع ل على رأس ه ذا التنظيم ال وظيفي م ديرا واح دا “منس قا” مم ا ك ان ه ذا س ببا في
انتق اد ه ذا التنظيم ال وظيفي األم ر ال ذي ي ؤدي إلى الح يرة واالزدواجي ة والتع ارض في
العمل[ CITATIONالج.]p 35 \l 5121\01
المطلب الثالث :خصائص اإلدارة العلمية
الج.]p 35 \l 5121\01
ومن أهداف اإلدارة العلمية في سبيل تحقيق مبدأ الكفاية اإلنتاجية ما يلي:
CITATIONالج.]p 36 \l 5121\01
تبنى عدد كبير من رجال التربية تطبيق مبادئ اإلدارة العلمية في الميدان التربوي سعياً
منهم إلى:
إضفاء الصبغة العلمية على اإلدارة التربوية واعتبار من يعمل بها صاحب مهنة.
استخدام النظريات والنماذج في مجال اإلدارة التعليمية
اهتمام الباحثين بدرجة كبيرة بالدراسات العلمية لإلدارة التربوية
استخدام المنهج العلمي في الدراسات التربوية[ CITATIONالح6ه \.]p 84 \l 5121
وعلى الرغم من االنتقاد الموجه لمدرسة اإلدارة العلمية فيما يتعلق بحصر التخطيط
في مس توى اإلدارة العلي ا ،إال أن بعض القي ادات التربوي ة والتعليمي ة ال زالت
تمارس هذا المبدأ وذلك بتركيز التخطيط في مستوى اإلدارة العليا وحصر الدور
التنفيذي على المستويات الدنيا والمتمثلة في المدارس.
واء
وتم ارس الكث ير من المؤسس ات التربوي ة مب دأ تقس يم العم ل حس ب التخص ص ،س ً
من حيث المواد التدريسية أو العمليات اإلدارية أو الفنية ،ويعد هذا ممارسة حقيقية لمبدأ
التخصص وتقسيم العمل الذي نادى به فريدريك تايلور
كما أن كثيراً من المؤسسات التربوية قد أعطت اهتمام اً كبيراً لعنصر الوقت وإ دارة
الوقت تقديراً منها ألهمية الوقت في العملية التربوية .ويعد هذا االهتمام والممارسة أحد
مظاهر المدرسة العلمية في اإلدارة والتي ركزت على عنصر الوقت وأهميته في العملية
اإلنتاجية.
ويع د تط بيق مب دأ الح وافز – س واء المادي ة أو المعنوي ة – في اإلدارة التربوي ة من
الممارسات والمبادئ التي نادت بها المدرسة العلمية في اإلدارة ،سواء كانت هذه الحوافز
موجهة للعاملين في الميدان التربوي أو للطالب[ CITATIONالح6ه \.]p 85 \l 5121
التالية [ CITATIONهريl\84 لق د القت أفك ار ت ايلور الكث ير من االنتق ادات وذل ك لألس باب
]5121
اعتبرها الكثيرون أنها تضر بصالح العاملين و تلغي شخصية العامل و تجعله يعمل
مثل اآللة ،و بالتالي تقل أهمية العامل داخل المؤسسة.
أدت أفكار تايلور إلى نوع من الحرب بين العاملين و أصحاب العمل.
طريقة الحوافز التي اقترحها تايلور تؤدي إلى معاقبة العامل البطيء و تغري العامل
بإرهاق نفسه مقابل الحصول على أجر دون اعتبار للنواحي الصحية.
عارض ها أص حاب المص انع ال ذين خي ل إليهم أنه ا تعطي حق وق جدي دة للعم ال ال
يستحقونها.
القت أفكار تايلور معارض ة ش ديدة ألنها تطرح أفك ار و طرق جدي دة في اإلدارة لم
يعت د عليه ا أص حاب المص انع ،ب ل إن الط رق التقليدي ة في اإلدارة ك انت بمثاب ة ع ادات و
تقاليد ثابتة غير قابلة للتغيير.
ركزت على السلطة و القوانين الرسمية ،و لم تدع مجاال لمشاركة العاملين في اتحاد
القرارات اإلدارية و غيرها.
نظ ر أص حاب ه ذه المدرس ة إلى الف رد على أن ه مخل وق رش يد ،يل تزم ب القوانين و
األنظم ة ،و أن ه إنس ان م ادي س لبي ،و غ ير محب للعم ل بطبع ه ،و لكن يمكن إس ثارته و
تحفيزه بواسطة المادة.
تجاهلت أهمية التنظيم غير الرسمي بين الجهاز اإلداري و العاملين ،و بين العاملين
وبعضهم البعض ،و بين العاملين و السلطة.
لم تهتم بالحاج ات اإلنس انية و االجتماعي ة و النفس ية للف رد و العام ل ،و نظ رت إلي ه
نظرة مادية بحتة كأداة من أدوات اإلنتاج .وعلى الرغم من النقد الذي وجه لإلدارة العلمية
إال أنها هيأت لميادين العمل كثيرا من النجاح ،كما كان لها تأثير قوي على الفكر اإلداري،
والممارس ة الص ناعية ،ومن محاس نها أنه ا لم تتح يز ألي من العم ال أو أص حاب العم ل،
وأيضا ،إحالل األسلوب العلمي في اإلدارة بدال من االعتماد على الحدس والتخمين.
ركز على زيادة اإلنتاجية من خالل كفاءة اإلنسان و اآللة و دراسة الحركة و الزمن
وتجاهل العالقات اإلنسانية بين الناس في العمل[ CITATIONطلح.]p 38 \l 5121\08
اف ترض ت ايلور أن هيئ ة اإلدارة العلي ا تع رف جي داً مص لحة العم ل ومص الح العم ال
وتعم ل على تحقيقه ا ول ذا فمن رأي ه ال مج ال إلش راك الع املين في مناقش ة الق رارات ال تي
.]p 58 \t عليها[ CITATIONمطا \\l 5121 تتخذ من جانب اإلدارة العليا أو حتى االعتراض
وضع التخطيط للعمل في أيدي اإلدارة العليا وحدها دون اشتراك العاملين في الخطة
وهذا يدل على المركزية الشديدة في اإلدارة.
اعترف (تايلور) وأتباعه بأهمية الحوافز لتشجيع الفرد على العمل أنهم افترضوا أن
األجر وحده هو الدافع الوحيد للعمل.
اعتبرت اإلدارة العلمي ة أن العالق ة بين المؤسس ة والعاملين فيها عالقة تعاقدية يح ق
بموجبه ا لإلدارة أن تض ع ش روطاً وقي وداً على الع املين به دف تحقي ق ال ربح مقاب ل دف ع
اإلدارة[CITATION األجر على كمية العمل ولذا فاإلدارة العلمية تجاهلت العالقة اإلنسانية في
.]p 60 \t مطا \\l 5121
ورغم هذه االنتقادات إال انه يوجد لهذه النظرية ايجابيات ومحاسن تمثلت فيما يلي:
تص دي ه ذه النظري ة للمش اكل بس الح العلم وذل ك باتخاذه ا من العلم منهج ا وب ذلك
بالقيام بالبحوث والدراسات وهي أدوات التحليل الحديث وأساس التنظيم.
لم تكت ف ه ذه النظري ة بم ا توص ل إلي ه من النظري ات الس ابقة وإ نم ا أج رت عليه ا
دراسات وتجارب ووضعت بناء على ذلك نظريات ومبادئ تحكم العمل.
لقد ثبت فيما بعد أن المؤسس ات واإلدارات التي تعمل بمنهج اإلدارة العلمية تحقق
نت ائج جدي دة وأفض ل من المؤسس ات واإلدارات ال تي تعم ل على أس لوب التجرب ة
والخطأ[ CITATIONالر.]p 52 \l 5121\03
الخاتمة:
ق دم ت ايلور أهم إس هاماته في أواخ ر الثمانين ات من الق رن 19وبداي ة العش رين ،وق د اش تمل
أس لوبه على إيج اد طريق ة واح دة تك ون هي المثلى ألداء ك ل عملي ة من عملي ات التص نيع،
كان الشرط األساسي لنجاح النظام ،وفقا لتايلور ،إن يكون العمال شديدي الغباء ،فال يسمح
لهم بالتفكير بل يستمعون فقط لما يقال لهم.
كان تعليق احد الباحثين حديثا« إن الوقت الذي يتوقف فيه اإلنسان عن التفكير هو جزء
من الوقت الذي ال ينتج فيه».
وفي األخير نرى أن اإلدارة العلمية رغم االنتقادات الموجهة لها إال أنها ساهمت كث يرا في
تطور مجال اإلدارة وبشكل كبير.
الهوامش:
1. Taylor, F., & Harper, R. (1947). management scientific in “management the
principles of scientific”. new york.
أحمد عثمان طلحة .)2008( .إدارة المؤسسات العامة في الدول النامية “منظور استراتيجي” .2
(المجلد ط .)1.األردن :دائرة المكتبة الوطنية.
صبرية موسى اليحي وي( .بال ت اريخ) .أستاذة االدارة التربوي ة والعلوم االنسانية .تم االسترداد .3
من الموقع االلكتروني لصبرية موسى اليحيويWWW.DRSMY.COM :
عب د ال رحمن ،و أحم د يس رى .)2003( .تط ور الفك ر االقتص ادي (المجل د الج زء األول). .4
اإلسكندرية :الدار الجامعية.
كامل محمد المغربي .)2007( .اإلدارة :أصالة المبادئ ووظائف المنشأة مع حداثة وتحديات .5
القرن الحادي والعشرين (المجلد ط .)1عمان :دائرة المكتبة الوطنية.
محم د رس الن الجيوس ي ،و جميل ة ج اد اهلل .)2001( .اإلدارة :علم وتط بيق .دار المس يرة .6
للطباعة والنشر.
مص طفى ص الح عب د الحمي د ،و ف دوى ف اروق1426( .ه) .مقدم ة في اإلدارة والتخطي ط .7
التربوي .الرياض :مكتبة الرشد.
مطاوع إبراهيم عصمت( .بال تاريخ) .اإلدارة التربوية في الوطن العربي .القاهرة :دار الفكر .8
للطباعة والنشر.
مطاوع إبراهيم عصمت ،و أمينة أحمد حسن( .بال تاريخ) .األصول اإلدارية للتربية .جدة: .9
دار الشروق للنشر.
مه دي حس ن زويل ف .)2001( .اإلدارة :نظري ات ومب ادئ (المجل د الطبع ة األولى) .عم ان: .10
دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.
هريراج( .تشرين الثاني .)1984 ,خطة نموذجية شاملة لتحسين اإلدارة .الوثيقة رقم 3من .11
االجتماع الخامس للمنطقة األمريكية من أجل التدريب على االتصاالت .سانتياغو-تشيلي.