You are on page 1of 15

‫بحث حول‪:‬‬

‫المأانة العلمية والوقاية مأن السرقة‬


‫العلمية‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫تتنننوع مناهننج البحننث العلمنني حسننب تنننوع حقننول المعرفننة لكنهننا تقننوم وترتكننز جميعهننا علننى المانننة‬
‫العلمية عند جمع البينات والمعلومات ونقلها وتحليلها وطرحها‪ ،‬فالمانننة العلميننة منن مقومننات كتابننة البحننث‬
‫العلمنني وركننن مننن أركننان السننتعداد الشخصنني للبنناحث فنني أي د ارسننة‪ ،‬فبالضإننافة للقنندرة العلميننة ‪ ،‬الرغبننة‬
‫النفسية‪ ،‬المهارات الشخصية والموضإوعية فني الطنرح تنأتي الماننة العلمينة النتي تتجلنى فني فني عندم إسنناد‬
‫البنناحث لنفسننه أفكننار واجتهننادات غي نره‪ ،‬إذ يجننب إسنننادها لصننحابها ‪ ،‬فكلمننا تقينند البنناحث بقواعنند المانننة‬
‫العلمية عند القتباس أضإفى ذلك على بحثه أصالة وقيمة حقيقية‪.‬‬
‫وإذا كانت أهداف البحث العلمي إضإافة معارف جديدة وتقديم إسهامات في شننتى المجننالت فليننس‬
‫مننن المعينب السننتعانة بد ارسننات سنابقة أو بنندء البحننث منن حيننث أنهننى البناحثون السنابقون طالمننا يتنم إسنناد‬
‫تلننك الفكننار لصننحابها‪ ،‬غيننر أن البحنناث العلميننة فنني الننوقت ال ارهننن أصننبحت مفرغننة مننن محتواهننا ج نراء‬
‫عنندم الننتزام أغلننب البنناحثين بقواعنند وضإنوابط المانننة العلميننة‪ ،‬ن أيننن انتشننرت ظنناهرة خطينرة أثننرت سننلبا علننى‬
‫جودة وأصالة البحاث العلمية أل وهي السرقة العلمية‪ ،‬والتي تعد أبرز صورة للخلل بالمانة العلمية‬
‫ومن هنا نطرح الشكالية التالية‪:‬‬
‫ما هي ضوابط وقواعد المانة العلمية؟ وما يبلا الوقاية من الخإللا بها؟‬
‫للجابة عن هذه الشكالية سنقسم الدراسة وفقا لخطة البحث التالية‪:‬‬

‫خطة البحث‪:‬‬
‫المبحث الول‪ :‬الطار المفاهيمي للمانة العلمية‬
‫المطلب الول‪ :‬مفهوم المانة العلمية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬ضإوابط وقواعد القتباس‬
‫المبحث الثاني‪ :‬السرقة العليمة كمظهر للخلل بالمانة العلمية‬
‫المطلب الول‪ :‬مفهوم السرقة العلمية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مظاهر السرقة العلمية والوقاية منها‬
‫خاتمة‬
‫المبحث الولا‬
‫الطار المفاهيمي للمانة العلمية‬

‫المان ننة العلمي ننة ف نني النق ننل م ننن أه ننم أخلقي ننات البح ننث العلم نني‪،‬ل ننذا فق نند عكف ننت القن نوانين الجامعي ننة‬
‫والمواثيق بين الجامعات إلى الحد من السنرقات العلمينة‪ ،‬وفرضإنت علنى البناحث الكناديمي عنند تعنامله منع‬
‫الدراسات السابقة أن يكون ذو صفات وضإنوابط علمينة أخلقينة‪ ،‬وان يتحلنى بالماننة العلمينة فني النقنل مننن‬
‫المصننادر والم ارجننع وكننل البحنناث الننتي سنناعدته ليقنندم بحننث أكنناديمي مميننز ويتصننف بالحصنرية والشننمولية‬
‫وغيرهننا‪ ،‬فنناللتزام الكامننل بالمانننة العلميننة فنني إعننداد البحنناث والد ارسننات الكاديميننة المنظمننة يفننرض علننى‬
‫الباحث نوع من أنواع المسئولية والمحاسبة؛ لذلك تحدثنا عن المسئولية كصفة أساسية مننن صننفات البنناحث‬
‫العلمي‪.‬‬

‫وسننتطرق فني هنذا المبحنث لمفهنوم الماننة العلمينة فني المطلنب الول‪ ،‬ثنم ضإنوابط وقواعند الماننة‬
‫العلمية وذلك على النحو التالي‪:‬‬

‫المطلب الولا‬

‫مفهوم المانة العلمية‬

‫المانة العلمية هي أن ل يقوم الباحث بنسخ ما قاله الخرون دون أعطاء كل ذي حق حقننه وعنندم‬
‫المانة العلمية هي أن يقوم شخص بنقل أو نسب تعب ومجهود الخرين دون الشارة لهم‪.1‬‬

‫إذا فالمانننة العلميننة هنني أن أكننون أمينننا فنني أثننناء كتابننة بحننثي أو رسننالتي أو أي نننوع مننن الننواع‬
‫الكتابة فيما يختص بنقل القتباسات من الخرين والمحافظة على تعبهم‪ ,‬ويوق الدكتور أحمد شننلبي دكتننور‬
‫الفلسفة من جامعة كامبردج أن من المانة أيضإنا إننه عنند اقتبنناس شننيء منن أحنند البناحثين الخرينن وقنص‬
‫جننزء منننه ل يحتنناج إلننى البنناحث فنني بحثننه )أي ‪ :‬اقتبنناس جننزء وحننذف جننزء أخننر( أن ل يضإننر الحننذف‬
‫بالمعني الصلي الذي يريده الكاتب ‪.‬‬

‫‪ 1‬الباحث هو شخص يبحث عن حق ما‪ ,‬والباحث عن الحق ل بد وأن ل يستخدم وسائل غير شرعية أو أمينة في أثناء بحثه‪ ,‬فالغاية هنا ل تبرر‬
‫الوسيلة ‪.‬‬
‫وتقنول جننوديث بننل فنني تعريفهنا عنن عنندم المانننة العلمينة كسنرقة فكرينة ” سنرقة عمنل شنخص أخننر‬
‫دون نسننبه إلننى صنناحبه أو تجرينند الشننخص مننن الملكيننة الفكريننة للعمننل وتقننديم المننادة كأنهننا ملننك للكنناتب‬
‫السارق …‪ .‬وتعتبر السرقة الفكرية جريمة أكاديمية خطيرة ”‪. 1‬‬

‫هننناك تننوجه لنندى بعننض العلمنناء بعنندم الهتمننام بالنح ارفننات الخلقيننة فنني العلننم‪ ،‬وذلننك لعتبننارهم‬
‫النحنراف الخلقنني “شننيئا ننناد ار وغيننر ذي دللننة ” فهنني وفقننا لهننم “أحننداث فرديننة أو شننذوذات وخننروج عننن‬
‫المننألوف‪ ،2‬ولنندى بعننض آخننر مننن العلمنناء تننوجه آخننر يفسننر النح ارفننات الخلقيننة فنني العلننم فنني سننياق أو‬
‫نظرية “المنرض النفسنني”‪ ،‬بمعننى اعتبننار العلمناء الننذين يخننالفون المسننلك الخلقنني بننأنهم “مختلننون عقليننا”‪،‬‬
‫ويبررون حكمهم ذلك بأن “الشخص المخبول هو فقننط النذي يتصننور أننه يمكنن أن يقنترف أمن ار فاضإننحا منن‬
‫قبي ننل النتح ننال والخ ننداع”‪ ،‬وأش ننكال أخ ننرى م ننن النحن نراف ث ننم ينف ننذ بجل ننده‪ ،3‬وي نندعم ديفي نند رزين ننك ال ارف ننض‬
‫لتوصيف الخطاء الخلقية بالشذوذات حتمية فضإح حقيقة العلماء المخالفين للمسلك الخلقي‪ ،‬فيقر بأن‬
‫“الجريمننة ل تفينند فنني العلننم “‪ ،‬ومننؤدى تننوجهه ذاك أن “المنهننج العلمنني‪ ،‬ونظننام تحكيننم النظ نراء والطبيعننة‬
‫العامة للبحث العلمي‪ ،‬كل هذا يخدم بوصفه آلية لتصيد الذين يكسرون القواعد الخلقية للعلم” ‪ 4‬كذلك‪،‬‬
‫إواذا ما أردنا تأسنيس الماننة العلمينة وردهنا لمفهنوم الخلق‪ ،‬للمحننا توجهنا فكريننا ينؤمن بعندم وجنود مسنائل‬
‫أخلقيننة ذات شننأن قنند تنشننأ فنني العلننم‪ ،‬مؤسسننين ذلننك علننى نظرتهننم للعلننم بوصننفه “موضإننوعيا”؛ بمعنننى أن‬
‫العلننم ينندرس وقننائع موضإننوعية مسننتخدما مناهننج موضإننوعية‪ ،‬وبالتننالي ينتننج “معرفننة مجمعننا عليهننا”‪ .‬وهننم‬
‫ينظننرون إلننى الخلقيننات بوضإننعها علننى الجننانب الخننر المقابننل للموضإننوعية‪ ،‬فهنني تنندرس القيننم مسننتخدمة‬
‫مناهج ذاتية ومنتجة آراء يثار الختلف بشأنها‪.‬‬

‫هننذا التننوجه يؤمنننون بوجننوب عنندم انشننغال العلمنناء بالموضإننوعات الخلقيننة وهننم يمارسننون نشنناطهم‬
‫العلمن نني‪ .‬فهن ننم العلمن نناء يواجهن ننون المسن ننائل الخلقين ننة بوصن ننفهم أعضإن نناء فن نني المجتمن ننع ‪ ،‬لكن ننن توجهن ننا أكن ننثر‬
‫مصداقية‪ ،‬ولو في رأيننا الشخصني علنى أقنل تقندير‪ ،‬ينؤمن بعندم إمكانينة العلمناء الهنروب من الموضإنوعات‬
‫الخلقية المثارة في المجتمع الذي يعيشنون فينه؛ ممنا يعنني إمكانينة اسنتيعاب العلنم لينة مناقشنات أخلقينة‬
‫قد تثار تجاوبا والحقيقة المتمثلة بكون “العلم نشاط تعاوني يحدث داخل سياق سياسي اجتماعي أكبر‪.)5‬‬

‫‪ 1‬جوديث بل‪ ،‬مناهج البحث العلمي‪ ،‬ترجمة جورج سعد‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬السكندرية‪ ،1998 ،‬ط ‪ ،1‬ص ‪.211‬‬
‫‪ 2‬رزينك‪ ،‬ديفيد‪ :‬أخلقايات العلم‪ :‬ت‪ :‬عبد النور عبد المنعم‪ .‬سلسلة عالم المعرفة )العدد ‪، 316‬المجلس الوطني للثقافة والفنون والداب‪ ،‬الكويت‪،‬‬
‫‪ ،2005‬نقل عن رشاد توم‪ :‬المانة العلمية في البحث الكأاديمي ارتباط بحق المؤلف‪ ،‬ص ‪.06‬‬
‫‪ 3‬نفس المرجع‪ ،‬نقل عن رشاد توم ‪ ،‬ص ‪.07‬‬
‫‪ 4‬نفس المرجع‪.‬‬
‫‪ 5‬نفس المرجع‬
‫المطلب الثاني‬

‫ضوابط وقواعد القتباس‬

‫كننثي ار مننا ينقننل البنناحث ويقتبننس نصننوص وأحكننام رسننمية أو أراء وأفكننار الخريننن بهنندف اسننناد وتأسننيس‬
‫وتنندعيم فرضإننياته وآ ارئننه العلميننة‪ ،‬أو بغننرض نقنندها وتحليلهننا وتقييمهننا‪ ،‬أو بغايننة بيننان الراء والفكننار والحكننام‬
‫المختلفة والمتعارضإة بخصوص الموضإوع محل الدراسة والبحث‪.‬‬
‫ولكنني تتحقننق عمليننة القتبنناس هننذه‪ ،‬وتحقننق أهنندافها فنني نطنناق حنندود أخلقيننات الن ازهننة والموضإننوعية‪،‬‬
‫والمان ننة العلميننة‪ ،‬وتأكينند وجننود الكفنناءة والشخصننية العلميننة للب نناحث العلم نني‪ ،‬توج نند مجموعننة مننن الضإن نوابط‬
‫والقواعد المنهجية‪ ،‬يجب على الباحث العلمي احترامها والتقيد بها عند القيام بعملية القتباس‪.‬‬
‫هننناك بعننض القواعنند والرشننادات تتعلننق بعمليننة القتبنناس فنني البحننوث العلميننة يتطلننب مننن البنناحث‬
‫العلمي واللتزام بها بدقة وعناية‪ ،‬حتى يسنتفيد –علمينا‪ -‬منن عملينة القتبناس‪ ،‬وحنتى تتنم عملينة القتبناس هنذه‬
‫بصورة مشروعة وسليمة وموضإوعية‪.‬‬
‫ومن هذه القواعد والرشادات ما يلي‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ ‬الدقة والفطنة التامة في فهم القواعد والحكام والفرضإيات العلمية وآراء الغير المراد اقتباسها‬

‫‪ .‬عدم التسليم والعتقاد بأن القواعد والحكام والفرضإيات والراء هي حجج ومسلمات مطلقة ونهائية‬
‫بخصوص الموضإوع‪ ،‬بل يجب اعتبارها دائما أنها مجرد فرضإيات تتطلب عملية التجريب والنقد والتحليل‬
‫والتقييم‪.‬‬

‫‪ .‬الدقة والجدية والموضإوعية في اختيار ما يقتبس منه‪ ،‬وما يقتبس‪ ،‬يوصي ويطلب من الباحث‬
‫العلمي دائما أن يختار العينات الجديرة بالقتباس في البحوث العلمية‪ ،‬أي أن يختار الفكار والحكام والراء‬
‫والمواقف الصلية والقيمة‪ ،‬والتي تعتبر حجة علمية جوهرية‪ ،‬مثل النص القانوني‪ ،‬والحكم القضإائي والوثائق‬
‫الصلية في الموضإوع‪ ،‬وآراء وأفكار ونظريات الفقهاء والعلماء الكبار والذين يعتبرون حجة علمية في ميدان‬
‫تخصصهم العلمي المتعلق بالموضإوع محل الدراسة والبحث‪.2‬‬

‫‪ ‬الفطنننة والدقننة والعنايننة الكاملننة أثننناء عمليننة النقننل والقتبنناس‪ ،‬وتجنننب الخطنناء والهف نوات فنني عمليننة‬
‫النقل والقتباس هذه‪.‬‬
‫‪ ‬حسننن النسننجام والتوافننق بيننن المقتبننس وبيننن مننا يتصننل بننه‪ ،‬وتحاشنني ع نوام التنننافر والتعننارض وعنندم‬
‫النسجام بين العينات المقتبسة وسياق الموضإوع المتصل بها‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫أحمد شلبي‪ .........................،‬ص ‪15‬‬
‫‪2‬‬
‫أحمد شلبي ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪ ‬عدم التطويل والمبالغة في القتباس‪ ،‬والحد القصى المتفق هو أل يتجاوز القتباس الحرفنني المباشنر‬
‫على ستة أسطر‪.‬‬
‫‪ ‬عدم ذوبان واختفاء شخصية الباحث العلمي بين ثنايا القتباسننات‪ ،‬بننل لبنند مننن تأكينند وجننود شخصننية‬
‫الباحث العلمية أثناء عملية القتباس ذاتها‪ ،‬عن طريق دقة وحسن القتباس‪ ،‬والتقديم والتعلينق‪ ،‬والنقند‬
‫والتقييم للعينات المقتبسة‪.‬‬
‫هننذه بعننض الرشننادات والتوجيهننات والقواعنند المرشنندة للبنناحث أثننناء القيننام بعمليننة القتبنناس أثننناء تحريننر‬
‫وصياغة بحثه‪.‬‬
‫* قواعد السإناد وتوثيق الوثائق في الهوامش‪:‬‬
‫المقصننود –هنننا‪ -‬بقواعنند السننناد وتوثيننق الوثننائق‪ ،‬مننن وثننائق بننالمعنى الخنناص الضإننيق‪ ،‬ومصننادر‪،‬‬
‫وم ارجننع فنني اله نوامش‪ ،‬هننو إسننناد إوالحنناق المعلومننات المقتبسننة اقتباسننا مباش ن ار وحرفيننا أو اقتباسننا غيننر مباشننر‬
‫وغيننر حرفنني إلننى أصننحابها الصننليين‪ ،‬وبيننان الوثننائق الننتي وجنندت فيهننا هننذه المعلومننات‪ ،‬وذلننك فنني الهنوامش‬
‫ووفقا للقواعد والساليب المنهجية المقررة لذلك‪.‬‬
‫فما دامت البحوث والد ارسنات العلمينة هني مجموعة معلومنات مسنتقاة منن مختلنف الوثنائق والمصنادر‬
‫والم ارجننع بالدرجننة الولننى‪ ،‬وليسننت مثننل المقننالت العلميننة والدبيننة الننتي تعتننبر عننن الراء الشخصننية لكاتبيهننا‪،‬‬
‫فإنه لبد من استخدام قواعد السناد وتوثينق الوثنائق فني الهنوامش طبقنا لقواعند وأسناليب المنهجينة الحديثنة فني‬
‫توثيق الوثائق وتنظيم الهوامش عند كتابة البحث العلمي‪.‬‬
‫فهكننذا يجننب علننى البنناحث عننندما يعتمنند ويقتبننس معلومننات أو أفكننار وحقننائق مننن وثننائق ومصننادر‬
‫ومراجع مختلفة‪ ،‬أن يوضإع في نهاية القتباس رقما في متن الصفحة‪ ،‬ثم يعطي في الهننامش كافننة المعلومننات‬
‫المتعلق ننة به ننذه الوث ننائق‪ ،‬مث ننل اس ننم المؤل ننف‪ ،‬وعنن نوان الوثيق ننة‪ ،‬وبل نند ومدين ننة الطب ننع والنش ننر‪ ،‬ث ننم رق ننم الطبع ننة‪،‬‬
‫وتاريخها‪ ،‬ورقم الصفحة التي توجد فيها المعلومات المقتبسة‪ ...‬وهكذا)‪.(1‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫السإرقة العلمية كمظهر من مظاهر الخإللا بالمانة العلمية‬
‫لطالمننا شننكل موضإننوع السنرقة العلميننة فنني الوسننط الجننامعي فنني الج ازئننر هاجسننا بالنسننبة للقننائمين علننى‬
‫شننؤون تسننيير البحننث العلمنني وعلننى الس نرة الجامعيننة ككننل‪ ،‬حيننث اسننتفحلت وانتشننرت ظنناهرة الس نرقة العلميننة‬
‫)‪ (1‬هناك ثلثة طرق لوضع الرقاام في المتن والهامش‪ ،‬الطريقة الولى‪ ،‬تتضمن ترقايم متسلسل الرقاام خاص بكل صفحة على حدة‪ ،‬والطريقة الثانية‬
‫تجعل تسلسل الرقاام خاص بكل فصل أو باب‪ ،‬والطريقة الثالثة‪ ،‬تجعل أرقاام الهوامش تبدأ مع بدايتتة البحتتث ثتتم بتسلستل حتتى نهايتتة البحتتث‪،‬وتعتتتبر‬
‫الطريقة الولى أوضح وأسهل وأبسط‪ ،‬أنظر الدكأتور أحمد شلبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.113-112‬‬
‫خلل السنننوات الخي نرة فنني الوسننط الجننامعي بشننكل رهيننب ‪ ،‬المننر الننذي أثننر علننى سننمعة البحننث العلمنني فنني‬
‫الج ازئننر بحيننث أصننبح المطننالبين بننالبحث العلمنني بنندون ضإننمير ول أخلق مننن خلل ممارسننتهم للنتحننال مننن‬
‫خلل السطو على أفكار وألفاظ وأعمال الغير العلمية بدون أي وجه حق ‪،‬‬
‫ولعل ما ساعد على ذلك هو غياب رادع يحول دون تحقينق المنتحلينن لغ ارضإنهم‪ ،‬المنر النذي‬
‫استدعى من الهيئات الوصية دق ناقوس الخطر لمواجهنة خطنر هنذه الظناهرة الدخيلنة علنى جامعاتننا‪ ،‬وهو منا‬
‫تم تنداركه منن خلل إصندار القنرار النوزاري رقنم ‪ 933‬المؤرخ فني ‪ 28‬جويلينة ‪ 2016‬يحندد القواعند المتعلقنة‬
‫بالوقاية من السرقة العلمينة ومكافحتهننا للحيلولنة دون اسنتفحال هنذه الظنناهرة‪ ،‬وبهنذا الصنندد نسنلط الضإننوء علننى‬
‫الجننانب النظننري للس نرقة العلميننة وفقننا لهننذا الق نرار والتنندابير الننتي أقرهننا هننذا الق نرار بشننأن الوقايننة مننن الس نرقة‬
‫العلمية والعقوبات المقررة لها من حيث قدرتها على التصدي لهذه الظاهرة ‪.‬‬

‫المطلب الولا‬
‫مفهوم السإرقة العلمية‬
‫وسنننتناول أول التعريننف العننام للسنرقة العلمية ن ثننم التعريننف القننانوني للسنرقة العلميننة‪ ،‬وذلننك علننى النحننو‬
‫التالي‪:‬‬
‫أول‪-‬ا تعريف السإرقة العلمية‪:‬‬
‫السنرقة العلميننة هنني اسننتخدام غيننر معننترف بننه لفكننار وأعمننال الخريننن يحنندث بقصنند أو بغيننر قصنند‬
‫وس نواء أكننانت الس نرقة مقصننودة أو غيننر مقصننودة‪ ،‬فالس نرقة العلميننة هنني عبننارة عننن سننلوك إرادي يننأتيه فنناعله‬
‫بقصد انتهاك واقتباس أفكار وكلمات المؤلفين‪ ،‬بحيث يشنكل هنذا السنلوك انتهاكننا صنارخا لجهنند الخريننن‪ ،‬كمننا‬
‫يعد انتهاكا للضإوابط التي تنظم المانة العلمية عند انجاز البحث العلمي‪.‬‬
‫فالسن نرقة العلميننة والنتحننال هنني أي شننكل مننن أشننكال النقننل غيننر القننانوني‪ ،‬وتعننني أن تأخننذ عمننل‬
‫شننخص أخننر وتنندعي زو ار وكننذبا أنننه عملننك‪ ،‬وهننو عمننل خنناطئ سنواء كننان متعمنندا أو غيننر متعمنندا‪ ،1‬فالسننرقة‬
‫العلمية تدرج ضإمن إطار الجريمة الخلقية قبل أن تكون جريمة علمية‪،2‬لنها تقوم على خيانة لمانة العلمية‬
‫مننن الطننالب أو البنناحث مننن خلل السننتحواذ علننى الفكننار العلميننة والعبننارات العلميننة للغيننر ونسننبها لننه مخالفننا‬
‫بذلك للضإمير والخلق اللتان يفترض التحلي بهما من طرف الباحثين‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬ا تعريف السإرقة العلمية قانونا‪:‬‬
‫تطن ننرق القن نرار الن ننوزاري رقن ننم ‪ 933‬الصن ننادر بتارين ننخ ‪ 28‬جويلين ننة ‪ 2016‬المتضإن ننمن القواعن نند المتعلقن ننة‬
‫بالوقايننة مننن الس نرقة العلميننة ومكافحتهننا إلننى تعريننف الس نرقة العلميننة بننالقول‪" :‬هنني كننل عمننل يقننوم بننه الطننالب‬

‫‪ 1‬أحمد بن يحي الجبلي ‪ ،‬السرقة العلممية ‪ :‬ماهي ؟ وكيف أتجنبها؟سلمسلمة دعم التعلمم والتعلميم في الجامعة ‪ ،‬الناشر مكتبة اللمك فهد‬
‫الوطنية ‪ ،‬جامعة المام محمد بن سعود السلمية ص ‪https://units.ima m u.ed u .sa do 3‬‬
‫‪ 2‬طالب ياسين ‪ ،‬جريمة السرقة العلممية وآليات مكافحتها في الجامعة الجزائرية في ضوء القرار الوزاري ‪ ، 933‬كتاب أعمال ملمتقى المانة‬
‫العلممية النعقد بالجزائر العاصمة ص ‪. 85‬‬
‫والستاذ الباحث أو الستاذ الباحث ألستشفائي الجننامعي أو البنناحث النندائم أو كننل منن يشننارك فنني عمنل ثنابت‬
‫للنتحننال وتزويننر النتائننج أو غننش فنني العمننال العلميننة المطننالب بهننا‪ ،‬أو أي منشننورات علميننة أو بيداغوجيننة‬
‫أخرى‪.1‬‬
‫يستشف من خلل نص هذه المادة أنه ركز على الفعال المادية لعطائها وصف السرقة العلمية‬
‫مننن دون أن تشننير إلننى أي مننن الفعننال المعنويننة والننتي مننن شننأنها أن توصننف هنني الخننرى بالس نرقة العلميننة‪،‬‬
‫مثننال ذلننك السنرقة العلميننة للفكننار تعتننبر سنرقة معنويننة للفكننار ثننم تجسننيدها ونسننبها للمنتحليننن ‪ ،‬كمننا أن هننذه‬
‫المادة حصرت السرقة العلمية في أشخاص طبيعيين معينين بصنفاتهم وهنم فئنة الطلبنة وفئنة السناتذة البناحثين‬
‫والساتذة الستشفائيين الجامعين وأخي ار فئة الباحثين الدائمين‪ ،‬كما تضإيف ذات المادة إلى كل من يشارك في‬
‫عمننل ثننابت ‪ ،‬كمننا أنهننا بينننت صننور السنرقة العلميننة أو بننالحرى مظاهرهننا بحصننرها هنني الخننرى فنني عمليننات‬
‫النتحننال و تزويننر النتائننج أو ممارسننة الغننش فنني العمننال العلميننة المفروضإننة علننى المخنناطبين بهننا فنني أي‬
‫منشور علمي أو بيداغوجي ‪.‬‬
‫من هذا التعريف يمكننا استخلص تعريف السرقة العلمية أنها سلب واستيلء غير قانوني لبتكارات‬
‫الغيننر وأفكننارهم ومؤلفنناتهم فنني كننل العمننال الننتي قنناموا بانجازهننا س نواء بطريقننة مقصننودة أو غيننر مقصننودة ‪،‬‬
‫وبالتننالي فننان هننذا التصننرف يعتننبر عمل محظننو ار بمننوجب أحننام المننادة ‪ 3‬مننن ذات الق نرار ‪ ،‬والكننثر مننن ذلننك‬
‫يعتبر انتهاكا خطي ار لعمال الغير‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫مظاهر السإرقة العلمية والوقاية منها‬
‫الفرع الولا‪ :‬مظاهر السإرقة العلمية‬
‫لم تعد السرقة العلمية تقتصر على المظاهر التقليدية المعروفة بل أنها تطورت مع ما عرفننه العننالم‬
‫من تطورات تكنولوجينة هائلة اسنتغلها المنتحلنون للسنرقة العلمينة فني تحقينق أهندافهم من دون أي خجنل أو‬
‫ضإمير يثنيهم عن أفعالهم تلك‪ ،‬كما أن سبب انتشنار ظنناهرة السنرقة العلميننة لننم يتنأتى هكننذا فحسنب‪ ،‬بننل لنه‬
‫أسباب ودوافنع لندى المقنترفين غنذته ليصنبح علنى منا هنو عليه الينوم ‪ ،‬لنذلك سننعالج هنذه النقطنة فني ثلثنة‬
‫نقاط وفق التي ‪:‬‬
‫أول‪-‬ا أنواع السإرقة العلمية الشائعة‪ :‬تتمثل أنواع السرقة العلمية الشائعة فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ – 1‬أخذ معلومات دون ذكر أو الشارة إلى بيان مصدر المعلومة محل السرقة‪.‬‬
‫‪ – 2‬نقنل عمنل هنو أصنل لبناحثين آخرينن ‪ ،‬وذلنك منن خلل اسنتعمال أسنلوب نسنخ عمنل لشنخص آخنر ‪،‬‬
‫فهذا السلوب ساذج وحقير ‪ ،‬و بالتالي يعد خيانة علمية محضإة‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع الادة ‪ 3‬من القرار الوزاري رقم ‪ 933‬الؤمرخ في ‪ 28‬جويلمية يحدد القواعد التعلمقة بالوقاية من السرقة العلممية ومكافحتها‬
‫‪ – 3‬النقل من شبكة النترنت ‪ ،‬هنذه الشنبكة بندل منن أن تسنتغل فني تسنهيل البحنث العلمني للمخناطبين به‬
‫أصبحت تستغل للستيلء على عمل الخريين من دون تنقل ول عناء ‪ ،‬فوجود الكم الهائل من المعلومات‬
‫في هنذه الشنبكة شنجع الكنثير من أشنباه البناحثين بنل وأسنال لعنابهم فني اقتبناس العمنال و الفكنار العلمينة‬
‫ونسننبها لهننم ‪ ،‬فالنقننل مننن هننذه الشننبكة يسننتوجب ذكننر وتنندوين كننل المعلومننات والبيانننات المتعلقننة بالكنناتب‬
‫)المؤلف( حتى يكننون البناحث بعيندا عنن السنرقة العلمينة‪ ،‬فكمننا ذكننر أسنناتذة جامعننة المننام محمنند بنن سنعود‬
‫السننلمية وعلننى أرسننهم سننليمان بننن عبنند ال ن بخصننوص لجننوء البنناحثين إلننى النقننل والقتبنناس مننن شننبكة‬
‫النننترنت"أن الننناس تعتقنند أن المعلومننات المتننوفرة علننى شننبكة النننترنت هنني مجننال مفتننوح وعننام"‪ ،1‬ويضإننيف‬
‫خاصة أنها مجانا‪.‬‬
‫‪ – 4‬السرقة العلمية الناتجنة عنن النسنخ واللصنق‪ ،‬ويظهننر ذلنك مننن خلل اسنتخدام البناحث جملنة أو تعنبي ار‬
‫استخداما حرفيا دون أي تغيير بالنسبة للمصدر الصلي‪.2‬‬
‫‪ – 5‬الس نرقة باسننتبدال الكلمننات تعتننبر هننذه الس نرقة مننن أذكننى الطننرق والسنناليب المعتمنندة مننن المخنناطبين‬
‫بالبحث العلمي فني السنرقة العلمينة‪ ،‬حينث أنه يصنعب علنى الخنبراء اكتشنافها بسنهولة كنون أن المنتحنل أو‬
‫الفاعننل يتلعننب بالكلمننات والمفننردات المرادفننة للكلمننات والمفننردات الصننلية للخريننن ليننوهم الغيننر أنهننا مننن‬
‫إنتنناجه ‪ ،‬وعلننى العمننوم تعتننبر هننذه الس نرقة بحسننب المختصننين اقتبنناس جزئنني مننن المصنندر إوادخننال بعننض‬
‫الكلمات حتى يبدو العمل مبتك ار‪.3‬‬
‫‪ – 6‬السرقة العلمية باستخدام الستعارة ‪.‬‬
‫‪ – 7‬السرقة العلمية للفكار ‪ ،‬وهي استعانة الباحث لفكار الخرين فيما يقوم به من بحث مع نسبه له‪.‬‬
‫هذا وقد قسم الدكتور عبد الفتاح حفتر السرقة بأنها ‪:‬‬
‫‪ -‬سرقة شاملة‪،‬‬
‫‪ -‬سرقة علمية‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫سرقة عن طريق الترجمة‬ ‫‪-‬‬

‫ثانيا‪-‬ا أنواع السإرقة العلمية المتضمنة في القرار الوزاري رقم ‪ : 933‬وفقا للقرار الوزاري رقم ‪ ، 933‬فقد‬
‫ذكرت المنادة ‪ 3‬مننه فني فقرتهنا الثانينة أننواع السنرقة العلمينة‪ ،‬وبتعنبير آخنر مظناهر السنرقة العلمينة نوجزهنا‬
‫فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ 1‬أحمد بن يحي الجبلي ‪ ،‬السرقة العلممية ‪ :‬ماهي ؟ وكيف أتجنبها؟ ص ‪25‬‬


‫‪ 2‬هيفاء مشعل الحربي‪ ،‬ميساء النشمي الحربي ‪ ،‬برمجيات كشف السرقة العلممية )دراسة وصفية تحلميلمية ( ص ‪. 12‬‬
‫‪3‬‬
‫نفس المرجع‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫نفس المرجع‪.‬‬
‫‪ -‬اقتبنناس كلنني أو جزئنني لفكننار أو معلومننات أو نننص أو مقطننع مننن مقننال منشننور أو مننن كتننب أو‬
‫مجلت أو د ارسننات أو تقننارير أو مننن مواقننع الكترونيننة أو إعننادة صننياغتها دون ذكننر مصنندرها و‬
‫أصحابها الصليين ‪.‬‬
‫‪ -‬اقتباس مقاطع من وثيقة دون وضإعها بين شولتين ودون ذكر مصدرها و أصحابها الصليين‪.‬‬
‫‪ -‬استعمال معطيات خاصة دون تحديد مصدرها وأصحابها الصليين‪.‬‬
‫‪ -‬استعمال برهان أو استدلل معين دون ذكر مصدره و أصحابه الصليين‪.‬‬
‫‪ -‬نشر نص أو مقال أو مطبوعة أو تقرير أنجز من طرف هيئة أو مؤسسة واعتباره عمل شخصيا‪.‬‬
‫‪ -‬اسننتعمال إنتنناج فننني معيننن أو إدراج خ ارئننط أو صننور أو منحنيننات بيانيننة أو جننداول إحصننائية أو‬
‫مخططات في نص أو مقال دون الشارة إلى مصدرها و أصحابها الصليين ‪.‬‬
‫‪ -‬الترجمة من إحدى اللغات إلى اللغة التي يستعملها الطننالب أو السننتاذ البنناحث أو السننتاذ البنناحث‬
‫الستشفائي الجامعي أو الباحث الدائم بصفة كلية أو جزئية دون ذكر المترجم والمصدر ‪.‬‬
‫‪ -‬قيام الستاذ الباحث أو الستاذ الباحث ألستشفائي الجامعي أو الباحث الدائم أو أي شخص أخننر‬
‫بإدراج اسمه في بحث أو أي عمل علمي دون المشاركة في إعداده‪.‬‬
‫‪ -‬قيام الباحث الرئيسي بإدراج اسم باحث أخر لم يشارك في انجاز العمل بإذنه أو دون إذنه بغننرض‬
‫المساعدة على نشر العمل استنادا لسمعته العلمية‪.‬‬
‫‪ -‬قيام الستاذ الباحث أو الستاذ الباحث الستشفائي الجامعي أو الباحث الدائم أو أي شخص أخننر‬
‫بتكليف الطلبة أو أطراف أخرى بانجناز أعمنال علمينة منن أجنل تبنيهنا فني مشنروع بحنث أو انجناز‬
‫كتاب علمي أو مطبوعة بيداغوجية أو تقرير علمي‪.‬‬
‫‪ -‬استعمال الستاذ الباحث أو الستاذ الباحث الستشفائي الجامعي أو البنناحث النندائم أو أي شنخص‬
‫أخر أعمنال الطلبننة و منذكراتهم كمننداخلت فني الملتقينات الوطنيننة والدولينة أو نشنر مقنالت علميننة‬
‫بالمجلت والدوريات‪.‬‬
‫‪ -‬إدراج أسننماء خننبراء ومحكميننن كأعضإنناء فنني اللجننان العلميننة للملتقيننات الوطنيننة أو الدوليننة أو فنني‬
‫المجلت والدوريات من أجل كسب المصداقية دون علم و موافقة وتعهنند كتننابي مننن قبننل أصننحابها‬
‫أو دون مشاركتهم الفعلية في أعمالها‪.‬‬

‫مننا يمكننن ملحظتننه بشننأن مظنناهر السن نرقة العلميننة المتضإننمنة فنني القن نرار الننوزاري رقننم ‪ 933‬خاصننة‬
‫المننذكورة فنني نننص المننادة ‪ 3‬يكتشننف حننرص واضإننعي هننذا القنرار الحاطننة تقريبننا بكننل أننواع السنرقة العلميننة‬
‫الش ننائعة والمعروف ننة ل نندى الخ نناص والع ننام‪ ،‬بحي ننث ل ننم ت ننترك ه ننذه الم ننادة المج ننال للمكلفي ننن ب ننالبحث العلم نني‬
‫لممارسننة أعمننال وأسنناليب للسنرقة العلميننة دون ذكرهننا‪ ،‬ولننم يننترك المجننال للصنندفة يمكننن للمنتحليننن التملننص‬
‫مننن العقنناب‪ ،‬وقنند تننم ذكننر هننذه الننواع حننتى تكننون حجننة لمننن يرينند أن يقننترف الفعننال الموصننوفة بالس نرقة‬
‫العلمية‪ ،‬بحيث يمكن تجنب الوقوع فيها بمجرد معرفتها ‪ ،‬فالتشنهير بهنذه المظناهر والننواع فني التقنينن منن‬
‫شأنه ردع المخالفين وثنيهم اللجوء إلى هذه المحظورات‪.‬‬
‫ثالثا‪-‬ا أسإباب ظهور السإرقة العلمييية ‪ :‬ل شننك أن لجننوء المخنناطبين بننالبحث العلمنني مننن الفئننات المننذكورة‬
‫في المادة ‪ 3‬من القرار رقم ‪ 933‬للسرقة العلمية وراءه أسباب ودوافع تشجعهم إلنى اللجنوء إلنى اقنتراف هنذه‬
‫الفعننال‪ ،‬وجننل هننذه السننباب غيننر موضإننوعية ول مننبرر لهننا‪ ،‬وبهننذا الخصننوص سنننوجز أهننم السننباب الننتي‬
‫يسلكها المخالفين ويتخذون منها ذريعة للسطو والستيلء على أعمال الخرين‪ ،‬وهذه السباب هي ‪:‬‬
‫‪ – 1‬تدني المهارات البحثية‪ ،‬وذلك يرجع إلى النتشار الواسع للمواضإنيع محنل البحنث خاصنة توافرهنا علنى‬
‫الشبكة اللكترونية ) شبكة الننترنت( هنذا منن شنأنه أن يشنجع البناحثين المنتحلينن علنى القندوم علنى أفعنال‬
‫توصف بالسرقة العلمية‪.‬‬
‫‪ – 2‬انعنندام الضإننمير فنني إعننداد البحننث العلمنني‪ ،‬ذلننك أن الضإننمير قننوة فكريننة يهتنندي إليهننا العقننل وبفضإننلها‬
‫يمكنه أن يميز بين ما هو مشروع وما هو غير مشروع ما ساعد على النتشار الرهيب للسرقة العلمية‪.‬‬
‫‪ – 3‬الجري وراء بلوغ أعلى المراتب العلمية على حساب البحث العلمي الشريف والنزيه‪.1‬‬
‫‪ – 4‬عدم التجريم الصريح لفعل السرقة العلمينة فني قنانون العقوبنات والقواعند المكملنة لنه رغنم وجنود تشنريع‬
‫يعننود إلننى سننبعينيات القننرن الماضإنني‪ ،‬وبالتحدينند المننر رقننم ‪/ 14‬ن ن ‪ 73‬المننؤرخ فنني ‪ 29‬صننفر ‪ 1393‬ه‬
‫الموافق ل ‪ 03‬أفرينل ‪ 1973‬يحمني حقوق المؤلنف والنذي ألغني بمنوجب المنر رقنم ‪ 97 / 10‬المؤرخ فني‬
‫‪ 27‬شن نوال الموافننق ل ‪ 06‬مننارس ‪ 1997‬المتضإننمن التسننيير الجمنناعي للحقننوق وحمايننة مصنننفات الننتراث‬
‫الثقننافي وصننول إلننى المننر رقننم ‪/ 03‬ن ‪ 05‬المننؤرخ فنني ‪ 19‬جمننادى الولننى عننام ‪ 1424‬ه الموافننق ل ‪19‬‬
‫يوليو ‪ 2003‬والمتعلق بحقننوق المؤلننف والحقنوق المجنناورة‪،‬إل أن هنذه القنوانين لنم تكننن عنائق أمننام السنرقات‬
‫العلمية لعدم معالجتها لظاهرة السرقة العلمية بالتفصيل مثلما جاء به القرار الوزاري رقم ‪. 933‬‬
‫‪ – 5‬اس ننتعمال القتب نناس كوس ننيلة للسن نرقة العلمي ننة ك ننون ه ننذا الخي ننر أص ننبح وس ننيلة محب ننذة ل نندى الك ننثيرين‬
‫المخ نناطبين ب ننالبحث العلم نني ف نني السن نرقة العلمي ننة‪ ،‬لن ننه كم ننا أك نندنا س ننابقا يص ننعب عل ننى الخ ننبراء اكتش نناف‬
‫القتبنناس بسننهولة‪ ،‬لنننه يعتمنند علننى اقتبنناس الفكننار مننن أصننحابها ووضإننعها فنني قننالب آخننر ينسننب إلننى‬
‫الفاعل‪ ،‬وهذا بخلف النقل أو الطرق الخرى التي سبق إيرادها أعله‪.‬‬
‫‪ – 6‬انعدام التحسيس بخطورة فعل السرقة العلمية‬
‫‪ – 7‬انعدام النزاهة والصدق واللتزام بالمانة العلمية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد ا بوجرادة ‪ ،‬أخلقيات البحث العلممي والسرقة العلممية ‪ ،‬مداخلمة بجامعة قاصدي مرباح بورقلمة ‪ 2017/ 2016‬ص ‪. 24‬‬
‫‪ – 8‬ضإيق الوقت و انعدام التكوين العلمي المتمينز منا يصنعب علنى البناحث اسنتعمال أسنلوبه فني التنأليف‬
‫و البتكار‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التدابير الوقائية من السإرقة العلمية‬
‫الملحننظ لهننذا القن نرار يستشننف أنننه توسننع إلننى حنند بعينند فيمننا يخننص تنندابير الوقايننة مننن السن نرقة العلميننة‪،‬‬
‫والمتمثلة‪:‬‬
‫أول‪-‬ا التحسإيس والتوعية‪ :‬من خطر السرقة العلمية وتنظيم التأطير والتكوين والحننث علننى تأسننيس قاعنندة‬
‫بيانات لكل العمال المنجزة لسيما رقميا‪ ،‬وهذا من شأنه أن يعينق المخناطبين بنالبحث العلمني اللجنوء إلنى‬
‫السرقة العلمية خوفا من انكشاف أمرهم في بداينة عملهنم‪ ،‬ومن بينن التندابير الوقائينة كنذلك اسنتعمال ب ارمنج‬
‫معلوماتيننة كاشننفة للس نرقات العلميننة ‪12‬ممننا يحنند هننو الخننر مننن الس نرقة العلميننة‪ ،‬ومثننل هننذه التنندابير كفيلننة‬
‫بمحاربة ظاهرة السرقة العلمية‪ ،‬لن هدفها هو الوقاية من السنرقة العلمينة للحيلولنة دون الوقننوع فيهنا المنر‬
‫الذي يشع المخاطبين بالبحث العلمي على العزوف عن السرقة العلمينة‪ ،‬ومثنل هنذه السنتراتيجية النتي جناء‬
‫بها هذا القرار نراها ضإرورية لمكافحة هذه الظناهرة والقضإناء عليهنا قبنل أن تظهنر لن الجنانب الوقنائي هنو‬
‫إجراء تحسيسي يعطي الفرصة للمخالفين لتجنب الوقوع في السرقة العلمية‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬ا تيدابير الرقابية‪ :‬قنند تضإننمن الفننرع الول مننن الفصننل الثننالث عنندة تنندابير تسننهم إلننى حنند بعينند فنني‬
‫الوقاية من السرقة العلمية ‪ ،‬فعلى سبيل المثال فان تدابير الرقابة المتضإمنة في ذات الفصل وبالتحدينند فنني‬
‫الفننرع الثننالث ن ارهننا جنند فعالننة للحنند مننن الس نرقة العلميننة وبخاصننة الج نراء المتعلننق بش نراء حقننوق اسننتعمال‬
‫مبرمجات معلوماتية كاشفة للسرقة العلمية باللغة العربية واللغات الجنبية الخرى ‪ ،‬هننذا الجنراء مننن شننأنه‬
‫أن يكشف السنرقة فني مهندها قبننل نشنرها ‪ ،‬بالضإنافة إلنى اسنتعمال البرمجينات المجانيننة المتننوفرة فنني شننبكة‬
‫النننترنت بغننرض كشننف الس نرقات العلميننة‪ ،‬وكننل هننذه الج نراء الوقائيننة أصننبحت أكننثر مننن ضإننرورة تطلبهننا‬
‫مقتضإننيات مكافحننة السنرقة العلميننة‪ ،‬ومننن هنننا تظهننر أهميننة هننذه الجنراءات للحنند منهننا‪ ،‬إواذا لننم تجنندي هننذه‬
‫الج نراءات نفعننا ولننم تحقننق الغننرض مننن فرضإننها‪ ،‬فقنند قننرر ذات الق نرار عقوبننات لننردع المخننالفين‪ ،‬وهننو مننا‬
‫سنبينه في الفرع الثاني من هذا المطلب‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬العقوبات الردعية لمرتكبي السإرقة العلمية‬


‫‪-1‬ا مجلس وأخإلقيات المهنية الجامعيية‪ :‬فكمننا أش نرنا إليننه أعله إذا لننم تجنند التنندابير الوقائيننة مننن الس نرقة‬
‫العلميننة نفعننا بالنسننبة للمخنناطبين بننالبحث العلمنني فقنند أقننر القنرار رقننم ‪ 933‬ضإننمن فصننله ال اربننع إنشنناء آليننة‬
‫تسننمى مجلننس وأخلقيننات المهنننة الجامعيننة وفقننا لمننا تننم النننص عليننه فنني المننادة ‪ 8‬منننه‪ ،‬ومهننام هننذه الهيئننة‬
‫هي‪:‬‬
‫‪ -‬دراسة كل إخطار بالسرقة العلمية مع إجراء التحقيقات والتحرينات بشنأن المشنتبه فيهنم اقنتراف فعنل‬
‫السرقة العلمية‪.‬‬
‫‪ -‬تقري ننر درج ننة ع نندم الل ننتزام بقواع نند الخلقي ننات المهني ننة والن ازه ننة العلمي ننة لك ننل حال ننة تع ننرض عل ننى‬
‫المجلس ‪.‬‬
‫‪ -‬تقرير درجة الضإرر اللحق بسمعة المؤسسة وهيئاتها العلمية ‪.‬‬
‫إحالننة كننل حالننة تتعلننق بالس نرقة العلميننة علننى الجهننات الداريننة المختصننة فنني المؤسسننة مشننفوعة‬ ‫‪-‬‬
‫‪13‬‬
‫بتقرير مفصل بين حالت النتحال والسرقة العلمية في العمل موضإوع الحالة‪.‬‬

‫ويمكننن للمجلننس بمننوجب أحكننام المننادة ‪ 16‬مننن الق نرار الننوزاري رقننم ‪ 933‬اتخنناذ إج نراءات النظننر فنني‬
‫الخطننار بالسنرقة العلميننة ومعاقبننة مقترفيهننا مننن الفئننات المخاطبننة بننالبحث العلمنني المعنيننة بالسننرقة العلميننة‬
‫وهم فئة الطلبة وفئة الستاذ الباحث وفئتي الستاذ الباحث الستشفائي والباحث الدائم‪.‬‬
‫فالمجلس يعتبر هيئة إدارية مكلفة بالبحث والتحري في مختلف السرقات العلمية حسب مفهوم المادة ‪3‬‬
‫مننن القنرار النوزاري رقننم ‪ 933‬حينث يعند التقننارير الخاصنة بنذلك إلننى الجهنات الدارينة المختصنة للنظننر فنني‬
‫الس نرقة العلميننة والمتمثلننة فنني اللجنننة الداريننة المتسنناوية العضإنناء‪ ،‬هنناته الخي نرة هنني المكلفننة بالفصننل فنني‬
‫متابعات السرقة العلمية بالنسبة للستاذ الباحث‪ ،‬ثم تتخذ ق ارراتها بعد ثبنوت الدلنة فني حنق مقنترفي السنرقة‬
‫‪1‬‬
‫العلمية‪ ،‬بعد ذلك يبلغ الستاذ الباحث بهذا القرار في أجل ل يتعدى ‪ 8‬أيام تسري من يوم إصدار الق رار‬
‫مع العلم أن هذا القرار ليس نهائي بحيث يجوز الطعن فيه أمام لجنة الطعن للنظر فيه‪.‬‬
‫‪-2‬ا العقوبات المقررة للسإرقة العلمية في القرار رقم ‪ : 933‬تم النص على هنذه العقوبننات فنني المنادة ‪35‬‬
‫من القرار حيث خصت هذه المادة فئة الطلبة الذين يثبت في حقهم تصرفات أو أعمال تشكل سرقة علميننة‬
‫اسننتنادا إلننى مفهننوم المننادة ‪ 3‬مننن ذات الق نرار بحيننث أن هننذه العمننال العلميننة والبيداغوجيننة المكلننف بهننا‬
‫الطلبة تتمثل في مذكرات التخرج في الليسانس والماسننتر والماجسننتير والندكتوراه سنواء قبننل أو بعند مناقشننتها‬
‫فان أصحابها يتعرضإون إلى إبطال المناقشات وسحب اللقاب الحائزين عليها‪.‬‬
‫أمننا المننادة ‪ 36‬مننن نفننس القنرار فقنند خصننت فئننة السنناتذة البنناحثين والسنناتذة الستشننفائيين الجننامعيين‬
‫والس نناتذة ال نندائمين ب ننذات العقوب ننة المنص ننوص عليه ننا ف نني الم ننادة ‪ 35‬المش ننار إليه ننا أعله عن نندما يقوم ننون‬
‫بتصن نرفات وأعم ننال علمي ننة ذات ط ننابع بي ننداغوجي المط ننالبين به ننا سن نواء ف نني الم ننذكرات أو مش نناريع البح ننث‬
‫المختلفة بعد ما يتم التأكد من التهم المنسوبة إليهم وتوثيقها إواعداد التقارير الخاصة بها فننان أصننحاب هننذه‬
‫العمال سواء بعد مناقشتها أو قبل مناقشتها أو نشرها أو عرضإها للتقييم يعننرض صنناحبها إلننى إبطنال تلننك‬
‫المناقشننات وسننحب اللقنناب الحننائزين عليهننا أو وقننف نشننرها أو سننحبها مننن النشننر‪ ،‬وفنني حالننة عنندم ثبننوت‬

‫راجع الادة ‪ 33‬من القرار الوزاري رقم ‪. 933‬‬ ‫‪1‬‬


‫التهمننة بسننبب عندم كفايننة الدلننة بخصننوص السنرقة العلميننة وحننل تننبين للجننة الطعننن أن الفعننال المتضإننمنة‬
‫‪1‬‬
‫في المادة ‪ 3‬من القرار ل تنطبق على المشتبه بهم جاز لها توقيف جميع المتابعات التأديبية‬
‫أمنا المنادة ‪ 38‬من ذات القنرار فقند سنارت علنى نهنج المنادة ‪ 16‬منن القنرار رقنم ‪ 371‬المؤرخ فني ‪11‬‬
‫جوان ‪ 2014‬المتضإمن إحداث المجالس التأديبية في مؤسسات التعليم العالي‪ 2‬عندما أكدت حق الط راف‬
‫المتضإررة أن تتأسس كأطراف مدنية من فعل السرقة العلمية أمام القضإاء للمطالبة بالتعويض‪.‬‬
‫خإاتمة‪:‬‬
‫من خلل كل ما تقنندم يمكنننا التأكيند أن الماننة العلمينة قيمنة أخلقينة بالدرجنة الننولى يتننوجب علننى‬
‫الباحث اللتزام بها‪،‬فننالخلل بهننا عنن طريننق السنرقة العلميننة الننتي تتننافى مننع ضإننمير مقترفيهنا‪ ،‬كمنا تتنننافى‬
‫مننع أخلقيننات البحننث العلمنني والمانننة العلميننة‪ ،‬وأن تننرك مقترفيهننا يجولننون ويصننولون فنني انتهنناك حقننوق‬
‫الخرينن يعتنبر فني حنذ ذاتنه تواطنأ منع المقنترفين‪ ،‬والندليل علنى ذلنك هنو انتشنار هنذه الظناهرة فني السننوات‬
‫الخينرة بسننبب عنندم الهتمننام بمحاربننة هننذه الظنناهرة والتصنندي لهننا بكننل قننوة ‪ ،‬فرغننم وجننود منظومننة قانونيننة‬
‫تصنندى للملكيننة الفكريننة مجسنندة فنني المننر رقننم ‪/ 03‬ن ‪ 05‬المننؤرخ فنني ‪ 19‬جمننادى الولننى عننام ‪ 1424‬ه‬
‫الموافننق ل ‪ 19‬يوليننو ‪ 2003‬والمتعلننق بحقننوق المؤلننف والحقننوق المجنناورة ‪17‬إل أن هننذا المننر ل يمكنننه‬
‫التصنندي للس نرقة العلميننة نظ ن ار لحساسننية موضإننوع الس نرقة العلميننة ونظ ن ار لنعنندام الليننات المتخصصننة فنني‬
‫مكافحة السرقة العلمية وفقا لما جاء به القنرار النوزاري رقننم ‪ 933‬هننذا الخيننر سنند الثغنرة كنونه وضإنع آلينات‬
‫تعكف علننى مكافحننة ظنناهرة السنرقة العلميننة بالوسننائل الوقائيننة للحيلولنة دون وقنوع هنذه الجريمننة وصننول إلننى‬
‫الوسائل الردعية والمتمثلة في مجلس أخلقيات المهنة الجامعية كهيئة بحث وتحري وأحيانننا تصنندر قن اررات‬
‫ابتدائية يجوز الطعن فيها أمام لجنة الطعن لدراسة طعن المقترفين‪.‬‬
‫وهنننا ننننوه بننالجراءات الننتي جنناء بهننا هننذ ا القنرار خاصننة العقوبننات الننتي قررتهننا المنواد ‪، 35‬ن ‪ 36‬منن‬
‫ذات القرار والتي من شنأنها التصندي والقضإناء علنى هنذه الظناهرة نهائينا والنتي تتننافى منع الخلق والندين‬
‫وفقا لما نهى عليه النبي ص من غشنا فليس منا‪.‬‬

‫‪ 1‬راجع الادة ‪ 37‬من القرار الوزاري رقم ‪. 933‬‬


‫‪ 2‬نصت الادة ‪ 16‬من ذات القرار على "ل تلمغى العقوبات التأديبية الصادرة عن الجالس التأديبية التابعات القضائية النصوص علميها في‬
‫التشريع والتنظيم الساري الفعول"‬

You might also like