You are on page 1of 17

‫خطة البحث‪:‬‬

‫المقدمة‬

‫المبحث األول مفهوم الشرطة القضائية‬

‫المطلب األول التعريف بالشرطة القضائية‬

‫المطلب الثاني فئات الضبط القضائي‬

‫المبحث الثاني إختصاصات الشرطة القضائية‬

‫المطلب األول االختصاص المحلي و النوعي الضبطية القـضـائية‬

‫المطـلب الثاني‪ :‬اإلختصاصات الغير العادية للضبطية القـضـائيةـ‬

‫خاتمة‬

‫‪1‬‬
‫المقدمة‪:‬‬

‫ماتبناه المشرع الجزئري في اإلجراءات التي تسبق تحريك الدعوى العمومية و التي تسمى بالمرحمة‬
‫االستداللية والتي يتم فيها التأكد من وقوع الجريمة و البحث عن مرتكبيها و جمع الدالئل‪ ،‬لذلك أوكلها إلى‬
‫جهاز يسمى بالضبطية القضائية ‪ ،‬وهو جهاز يباشر اإلجراءات المكونة لمرحلة االستدالل و التي تساعد‬
‫السلطة القضائية في مباشرة التحقيق و يتكون من موظفين عموميين خصهم القانون بتلك المهمة تميزهم‬
‫عن الضبطية اإلدارية‪ .‬فاألول منوط به التحري عن الجرائم المرتكبة و البحث عن مرتكبييا و تعقبهم ‪ ,‬و‬
‫لذلك فهو يعتبر من األجهزة المساعدة للسلطة القضائية في أداء مهمتها ‪ ,‬في حين تنحصر مهمة جهاز‬
‫الضبطية اإلدارية في القيام بكل ما هو الزم الحترام القانون و تحقيق األمن و السكينة للمواطنين ‪ ،‬فدوره‬
‫إذن وقائي و يترتب على ذلك أن نطاق الضبطية اإلدارية الوظيفي يتحدد بالمرحلة السابقة على وقوع‬
‫الجريمة ‪ ,‬بينما يبدأ نشاط الضبطية القضائية بعد وقوع الجريمة ومن هذا المطلق نطرح التساؤل التالي ‪:‬‬

‫كيف نظم المشرع الجزائري الضبطية القضائية والصالحيات المخولة لها؟‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪2‬‬
‫المبحث األول مفهوم الشرطة القضائية‬

‫المطلب األول التعريف بالشرطة القضائية ‪ :‬إن أعضاء الشرطة القضائية موظفون منحهم القانون صفة‬
‫الضبطية القضائية وخولهم بموجبها حقوق وفرض عليهم واجبات في إطار البحث عن الجرائم ومرتكبيها‬
‫وجمع االستدالالت عنها ‪ ،‬فيبدأ دورهم بعد وقوع الجريمة وينتهي عند فتح التحقيق القضائي أو إحالة المتهم‬
‫إلى جهة الحكم وتتميز الشرطة القضائية عن الشرطة اإلدارية في أن المهمة الرئيسية لهذه األخيرة تتمثل في‬
‫تنفيذ تدابير الشرطة العامة الصادرة من السلطات المختصة ومراقبة نشاط األفراد والجماعات قبل وقوع‬
‫الجرائم قصد المحافظة على األمن العمومي ومنع أسباب اإلضطرابات وإ زالتها إذا وقعت فأعمال الشرطة‬
‫اإلدارية إجراءات وقائية ومانعة في حين أن أعمال الشرطة القضائية رادعة‪.‬‬

‫كما ينبغي التمييز بين إجراءات البحث األولى و إجراءات التحقيق االبتدائي وان كان قد ورد في بعض‬
‫النصوص الخلط بين التسميتين فالبحث األولي أو التمهيدي أو جمع االستدالالت يقوم به أصال الضبط القضائي‬
‫في حين أن التحقيق االبتدائي تباشر ه بحسب األصل السلطة القضائية ولو كانت بعض إجراءاته قد يقوم بها‬
‫بصفة استثنائية أعضاء الشرطة القضائية كما هو األمر في حاالت التلبس بالجريمة أو االنابات القضائية‪.‬‬

‫أهمية وظيفة الضبط القضائي ‪ :‬بالرغم من أن وظيفة الضبط القضائي ال تقل أهمية عن وظيفة التحقيق الذي‬
‫يجريه قاضي التحقيق‪ ،‬وبالرغم من أن أعماله تعتبر قانونية بالنسبة إلجراءات المحاكمة التي تقوم بها المحاكم‬
‫إال أن وظيفة الضبط القضائي بالرغم من أنها ليست وظيفة قضائية تماما إال أنها وظيفة ضرورية ال يمكن‬
‫االستغناء عنها‪ ،‬فهي ضرورية لفتح التحقيق‪ ،‬فالتحقيق ال يفتح إال بعد أن توجد دالئل كافية على وقوع‬
‫الجريمة‪ ،‬هذه الدالئل يبحثها الضبط القضائي ويقدمها لسلطة التحقيق‪.‬‬

‫وهي ضرورية أيضا بالنسبة لقيام الدعوى العمومية ‪ ،‬فان النيابة العامة لكي تباشر سلطتها في رفع الدعوى‬
‫إلى قاضي التحقيق أو أمام قاضي الحكم أو حتى في حفظ الدعوى ال بد أن تقوم قبل ذلك بنفسها أو بواسطة‬
‫ضباط الشرطة القضائية ببعض اإلجراءات لكي تستخلص منها القرائن التي تستند إليها في رفع الدعوى أو في‬
‫‪1‬‬
‫صرف النظر عنها بقرار الحفظ إذا رأت أنه ال فائدة من وراء بحث الدعوى أو أنه ال أهمية لرفعها‪.‬‬

‫إذن فمرحلة الضبط القضائي أو مرحلة اإلجراءات األولية ضرورية لقيام الدعوى العمومية ‪ ،‬فهي سابقة‬
‫وحاسمة لها‪ ،‬فإما أن تقام الدعوى بعد هذه المرحلة أو تصرف النيابة النظر عنها وعن إقامتها على ضوء‬
‫المعلومات التي‬
‫‪1‬‬
‫عبد هللا أوهايبية‪ :‬شـرح قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري ‪ ،‬دار هومه سنة‪ 2004‬ص ‪65‬‬

‫‪3‬‬
‫جمعها الضبط القضائي ‪ ،‬وألن مرحلة الضبط القضائي ال تعتبر مرحلة من مراحل الدعوى العمومية بالمعنى‬
‫الصحيح لذلك فان أعضاء هذا الجهاز ال يمكنهم أن يعاملوا الشخص كمتهم ولكن كمشتبه فيه‪.‬‬

‫وعند االنتهاء من هذه المرحلة وعندما يتمكن الضبط القضائي من جمع األدلة والعثور على مرتكب الجريمة‬
‫تبدأ الدعوى العمومية بمعناها الصحيح عندما يبدأ قاضي التحقيق في إجراءات التحقيق بناءا على طلب وكيل‬
‫الجمهورية‪ ،‬وذلك الن النيابة عندما طلبت من قاضي التحقيق االختصاص بالتحقيق إنما قصدت إقامة الدعوى‬
‫على من اشتبه في أمره رجال الضبط القضائي‪.‬‬

‫على أن هذا ال يعني أن الضبط القضائي ينتهي دوره كلية عند إحالة التحقيق إلى قاضي التحقيق ‪ ،‬فان الضبط‬
‫القضائي يستمر دوره بعد فتح التحقيق بمعرفة القاضي فهو يقوم بتنفيذ بتفويضات جهات التحقيق وتلبية‬
‫طلباتها‪.‬‬

‫المطلب الثاني فئات الضبط القضائي ‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 14‬ق‪.‬ا‪ .‬ج على أن الضبط القضائي يشتمل على ثالثة فئات وهي‪:‬‬

‫‪ -‬ضباط الشرطة القضائية‪.‬‬

‫‪ -‬أعوان الضبط القضائي‪.‬‬

‫‪ -‬الموظفين و األعوان المنوط بهم قانون بعض مهام الضبط القضائي كما أوردت المادة ‪ 28‬ق‪.‬ا‪.‬ج حكما‬
‫خاصا في سلطات الوالة في مجال الضبط القضائي‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬ضباط الشرطة القضائية ‪ :‬أوردت المادة ‪ 15‬ق ا ج الطوائف التي منحها المشرع صفة الضبط‬
‫القضائي وقد جاء هذا البيان على سبيل الحصر وهي ‪:‬‬

‫‪ -‬رؤساء المجالس الشعبية البلدية‪.‬‬

‫‪ -‬ضباط الدرك الوطني‪.‬‬

‫‪ -‬محافظوا الشرطة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬ضباط الشرطة‪.‬‬

‫‪ 2‬عبد هللا أوهايبية مرجع سابق ص ‪69‬‬


‫أحمد شوقي الشلقاني‪ :‬مبادئ اإلجراءات الجزائية في التشريع الجزائري ‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ج الجزء الثاني ‪ 1998‬ص ‪132‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬ذو الرتب في الدرك ورجال الدرك الذين أمضوا في سلك الدرك ثالث سنوات على األقل والذين تم تعيينهم‬
‫بموجب قرار مشترك صادر عن وزير العدل ووزير الداخلية بعد موافقة لجنة خاصة‪.‬‬

‫قرار‬ ‫‪ -‬مفتشوا األمن الوطني الذين قضوا في خدمتهم بهذه الصفة ثالث سنوات على األقل وعينوا بموجب‬
‫مشترك صادر عن وزير العدل ووزير الداخلية بعد موافقة لجنة خاصة‪.‬‬

‫‪ -‬ضباط وضباط الصف التابعين للمصالح العسكرية لألمن الذين تم تعيينهم خصيصا بموجب قرار مشترك‬
‫بين وزير الدفاع الوطني ووزير العدل‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أعوان الضبط القضائي ‪ :‬يعتبر من هؤالء األعوان طبقا بما جاء بالمادة ‪ 19‬ق‪.‬ا‪.‬ج ‪:‬‬

‫موظفو مصالح الشرطة وذوو الرتب في الدرك ورجال الدرك ومستخدمو مصالح األمن العسكري الذين ليست‬
‫لهم صفة ضباط الشرطة القضائية‪.‬‬

‫مالحظة ‪ :‬منح األمر ‪ 266-96‬المؤرخ في ‪ 03/08/96‬صفة أعوان الضبط القضائي للحرس البلدي وهو‬
‫أمر مخالف للمادة ‪ 27‬ق ا ج التي تقول بمنح الصفة بقانون‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الموظفين و األعوان المكلفين ببعض مهام الضبط القضائي ‪ :‬وهي الفئة الثالثة من فئات الضبط‬
‫القضائي التي أشارت إليها المادة ‪ 14‬ق ا ج وقد أوردت المادة ‪ 21‬ق ا ج بيانا عن هذه الفئة فهي تتكون من‬
‫رؤساء األقسام و األعوان الفنيون والتقنيون المختصون في الغابات وحماية األراضي واستصالحها‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬الوالة ‪ :‬نصت المادة ‪ 28‬ق ا ج على حالة واحدة أجازت فيها لوالى الوالية القيام بأعمال الضبط‬
‫القضائي وهي حالة وقوع جناية أو جنحة ضد أمن الدولة ووضعت لذلك ثالثة شروط هي ‪:‬‬

‫‪ -1‬أن تكون الجريمة جناية أو جنحة‪.‬‬

‫‪ - 2‬أن يتطلب األمر سرعة القيام باإلجراءات الضرورية إلثبات وقوع الجريمة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -3‬أال يكون قد وصل إلى علمه أن السلطات المختصة قد أخطرت بالحادث‪.‬‬

‫‪ 3‬عبد هللا أوهايبية مرجع سابق ص ‪75‬‬

‫‪5‬‬
‫وفي حالة توافر هذه الشروط يتولى والي الوالية اختصاصات الضبط القضائي فله أن يقوم بنفسه بكل‬
‫اإلجراءات الضرورية من تفتيش وحجز و إجراءات أولية خالل ‪ 48‬ساعة يتخلى بعدها عن هذه المهمة‬
‫ليسلمها إلى وكيل الجمهورية وله أيضا أن يكلف أحد ضباط الشرطة القضائية المختصين للقيام بهذه المهمة و‬
‫اإلجراءات حتى انقضاء مدة ‪ 48‬سا‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬الفئات المحددة بقوانين خاصة ‪ :‬أوردت المادة ‪ 27‬ق ا ج الموظفون وأعوان اإلدارات والمصالح‬
‫العمومية الذين يباشرون بعض سلطات الضبط القضائي التي تناط بهم بموجب قوانين خاصة وهم ‪:‬‬

‫‪ -1‬مفتشو العمل‪ ،‬المادة ‪ 14‬من القانون رقم ‪ 03-90‬بتاريخ ‪. 1990 /02/ 26‬‬

‫‪ -2‬أعوان الجمارك‪ ،‬قانون الجمارك‪.‬‬

‫‪ -3‬المهندسون ومهندسو األشغال ورؤساء المقاطعة قانون ‪.09– 87‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -4‬مفتشو األسعار ومفتشو التجارة‪ ،‬قانون األسعار ‪ 18– 89‬المؤرخ في ‪1989 /05/07‬‬

‫‪ 4‬أحسن بوسقيعة التحقيق القضائي الطبعة العاشرة دار الهومة للطباعة الجزائر ‪ 2013/.2012‬ص ‪29‬‬
‫عبد هللا أوهايبية مرجع سابق ص ‪82‬‬
‫أحمد شوقي الشلقاني مرجع سابق ص ‪140‬‬

‫‪6‬‬
‫المبحث الثاني إختصاصات الشرطة القضائية‬

‫المطلب األول االختصاص المحلي و النوعي الضبطية القـضـائية‪:‬‬


‫يصنف الفقه عادة األعمال التي يقوم بها رجال الشرطة القضائية إلى قسمين‪:‬‬
‫قسـم يتضمن اإلجراءات التي يـباشـرونها في الحاالت العادية و التي غالبا ما يطلق عليها إسم إجراءات‬
‫االستدالل أو البحث األولي و هي تشمل األعمال التي يجب على أعضاء الضبطية القضائية القيام بها عند‬
‫وقوع الجرائم العادية‪.‬و قسم آخر يضم اإلجراءات التي يباشرونها في حاالت خاصة السيما في الجريمة‬
‫المتلبس بها و كذا‬
‫الجرائم اإلرهابية‬
‫و سنتناول هذه اإلختصاصات انطالقا من تحديد االختصاص المحلي للضبطية القضائية أوال ثم التطرق إلى‬
‫االختصاص النوعي ثانيا‪.‬‬
‫اإلختصاص المحلي‪:‬‬
‫القاعدة العامة هي ان ضباط الشرطة القضائية يمارسون اختصاصهم المحلي في حدود الدائرة التي يباشرون‬
‫فيها وظائفهم المعتادة بمعنى أن اختصاص ضابط الشرطة القضائية يتحدد بالدائرة اإلقليمية التي يباشر في‬
‫إطارها عمله المعتاد بغض النظر عن مكان وقوع الجريمة فقائد فرقة الدرك الوطني ( ض‪.‬ش‪.‬ق) يمارس‬
‫إختصاصه في حدود إقليم البلدية أو البلديات التي تتبع إقليم فرقـته فهو يحقق و يتحرى عن الج ارئم التي‬
‫ترتكب في إقليم إختصاصه و عن الجرائم التي أرتكبت خارج ذلك اإلقليم إذا قبض على المشتبه فيه في إقليمه‬
‫أو وصل إلى علمه أن نشاطا ما يتعلق بتلك الجريمة كإقتسام ثمارها داخل حدود إقليم إختصاصه و محافظ‬
‫الشرطة يمارس إختصاصه في حدود دائرة المنطقة الحضرية المعين للعمل بها‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمجموعات السكنية العم ارنية السيما في المدن الكبرى و التي نجد مقسمة إلى دوائر للشرطة فإن‬
‫إختصاص محافظي و ضباط الشرطة ‪ ،‬الذين يمارسون وظائفهم في إحداها يشمل كافة المجموعة السكنية و‬
‫من الناحية العملية و الميدانية نجد أن ضباط الشرطة القضائية التابعين للدرك الوطني يمارسون مهامهم عادة‬
‫في المناطق الريفية و خارج المناطق العمرانية‪ ،‬أما أعضاء الشرطة القضائية التابعين لألمن الوطني يمارسون‬
‫مهامهم في المناطق الحضرية و داخل المدن‪ ،‬إال أنه و بالنسبة لقواعد اإلختصاص اإلقليمي أو المحلي‬
‫للضبطية القضائية بوجه عام حدده قانون اإلج ارءات الج ازئية و بالتالي فإن القانون ال يعترف بهذا التمييز‬
‫الذي كان وليد الممارسات الميدانية‪.‬أما في حاالت اإلستعجال فيجوز لضباط الشرطة القضائية أن يباشروا‬
‫‪5‬‬
‫مهمتهم في كافة دائرة إختصاص المجلس القضائي الملحقين به ‪،‬‬

‫‪ 5‬عبد هللا أوهايبية مرجع سابق ص ‪86‬‬


‫اسحاق ابراهيم منصور المبادئ األساسية لقانون األجراءات الجزائية الجزائري ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر ‪1995‬ص ‪223‬‬

‫‪7‬‬
‫و يجوز لهم في نفس الحاالت أن يباشروا مهمتهم على كافة تراب الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫إذا طلب منهم آداء ذلك من طرف أحد رجال القضاء المختصين قانونا و ينبغي أن يساعدهم ضباط الشرطة‬
‫القضائية الذي يمارس وظائفه في المجموعة السكنية المعنية‪ ،‬و عليهم في‬
‫الحاالت السالفة الذكر أن يخبروا مسبقا وكيل الجمهورية الذي يعملون في دائرة إختصاصه أما فيما يخص فئة‬
‫ضباط الشرطة القضائية من سلك ضباط و ضباط صف مصالح األمن العسكري لم يجعل قانون اإلج ارءات‬
‫الج ازئية إختصاص محليا بل وسع إختصاصهم اإلقليمي إلى كامل التراب الوطني وفقا للمادة ‪16‬الفقرة‬
‫‪6‬عدلت المادة ‪ 16‬من ق أج بالقانون ‪22/06‬المؤرخ في ‪2006/12/20‬بإضافة فقرة ‪7‬تخول لضباط الشرطة‬
‫القضائية في حالة البحث و معاينة الجرائم المحددة حصرا بمباشرة مهامهم في كامل اإلقليم الوطني‬

‫االختصاصات العادية‬
‫يقصد باالختصاص النوعي السلطات المعتادة المخولة قانونا لمأموري الضبط القضائي و المنصوص عليها في‬
‫المادتين ‪12،17‬من قانون اإلج ارءات الج ازئية‪ 2‬و من إستقراء هذين النصين يتبين إختصاصات ضباط‬
‫الشرطة القضائية العادية و التي يمكن حصرها فيمايلي‪:‬‬

‫أوال‪:‬تلقي الشكاوي و البالغات‪:‬‬


‫فرض المشرع على رجال الضبط القضائي عدة واجبات من بينها تلقي البالغات و الشكاوي‪:‬‬
‫و المقصود بالبالغات ‪ ،‬اإلبالغ عن الجريمة أي اإلخبار عنها سواء حصل من شخص مجهول أو معلوم‪ ،‬من‬
‫المجني عليه أو غيره من األفراد أو من جهة عمومية أو خاصة ‪ ،‬شفاهة او كتابة أو عن طريق الهاتف أو‬
‫الصحف أو أية وسيلة من وسائل اإلعالم‪ .‬أما الشكوى أي التظلم عن سوء فعل الغير فغالبا ما تصدر من نفس‬
‫الشخص المضرور أو أحد أقاربه شفاهيا قصد متابعة الجاني‪ ،‬كما يمكن تقديمها كتابة من الشخص المعنوي‬
‫المتضرر من الجريمة أو من محاميه ‪ ،‬و إذا قدم البالغ أو الشكوى إلى ضابط الشرطة القضائية و جب عليه‬
‫قبولها و إمتنع عليه رفضها و ذلك تحت مسؤوليته اإلدارية‪ ،‬كما أوجب القانون على مأموري الضبط القضائي‬
‫أن يبعثوا فو ار إلى النيابة العامة بالبالغات و الشكاوي التي ترد إليهم بشأن الج ارئم ‪ ،‬غير أن التأخر في‬
‫‪6‬‬
‫تنفيذ هذا الواجب ال يترتب عليه البطالن و إنما قد يعتبر خطأ مهنيا يعرض صاحبه إلى متابعة تأديبية‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬جمع اإلستدالالت‪:‬‬
‫و يقصد بـه القيام بمختلف اإلجراءات التي تؤكد وقـوع الجريمة و معرفة مرتكبها و الظروف التي حصلت‬
‫فيها‪ .‬و لم يحدد القانون إج ارءات جمع االستدالالت فهي متروكة لتقدير رجال الضبط القضائي حسب ظروف‬
‫كل جريمة‪ ،‬و لكنها كقاعدة عامة ال تمس حرية االشخاص أو حرمة مساكنهم فال يملك الضبط القضائي‬

‫‪ 6‬اسحاق ابراهيم منصور مرجع سابق ص ‪227‬‬

‫‪8‬‬
‫إصدار أوامر بإحضار شخص أو تفتيش مسكنه دون رضاه ‪ ،‬كما يدلي الشهود بشهادتهم دون حلف يمين ‪ ،‬فال‬
‫يكرهون على قول ما ال يريدون‪.‬‬

‫ثالثا‪:‬تـوقيف الشخص المشـتبه فيه‪:‬‬


‫يعتبر التوقيف للنظر إجراء قضائي بالغ األهمية ألنه يمس بحريات األفراد المحمية في جميع الدساتير العالمية‪,‬‬
‫واإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان الذي ينص علي انه ال يجوز القبض علي أي إنسان أو حجزه تعسفيا‪ ,‬و هو‬
‫ما كرسه الدستور الجزائري في المادة ‪47‬التي نصت" ال يتابع احد و ال يوقف أو يحتجز إال في الحاالت‬
‫المحددة بالقانون و طبقا لإلشكال التي ينص عليها‪ , ".‬وأكدت ذلك المادة ‪48‬بقولها "يخضع التوقيف للنظر في‬
‫مجال الحريات الجزائية للرقابة القضائية و ال يمكن أن يتجاوز مدة ثمان و أربعين ساعة ‪3.‬‬
‫وقد أكد هذه الضمانات الدستورية قانون اإلج ارءات الج ازئية في مواده ‪51‬إلي ‪53‬‬
‫و المادتين ‪55‬و ‪65‬إضافة إلي ما جاء في المواد من ‪107‬إلي ‪109‬من قانون العقوبات الج ازئري‬

‫التوقيف بالنظر هو أخطر هذه اإلجراءات وقد نصت على هذا اإلجراء المادة ‪ 51‬والتي قيدته بالضوابط‬
‫اآلتية ‪:‬‬

‫أ‪ -‬البد من إخطار وكيل الجمهورية فورا لهذا اإلجراء مع تقديم تقرير له عن مبررات التوقيف؛‬

‫ب‪ -‬ال يجوز أن تتجاوز مدة التوقيف بالنظر ‪ 48‬ساعة غير أنه يمكن تمديدها بإذن من وكيل الجمهورية‬
‫المختص ‪:‬‬

‫‪ -‬مرة واحدة‪ :‬إذا تعلق األمر بجرائم االعتداد أنظمة المعالجة اآللية للمعطيات؛‬

‫‪ -‬مرتين‪ :‬جرائم االعتداء على حرمة الدولة؛‬

‫‪ -‬ثالثة مرات‪ :‬في جرائم المخدرات‪ ،‬جرائم تبييض األموال‪ ،‬الجرائم المنظمة عبر الحدود الوطنية‪ ،‬الجرائم‬
‫‪7‬‬
‫المتعلقة بالتشريع الخاص بالصرف؛‬

‫‪ -‬خمس مرات‪ :‬في الجرائم الموصوفة بأعمال إرهابية أو تخريبية‪.‬‬

‫المطـلب الثاني‪ :‬اإلختصاصات الغير العادية للضبطية القـضـائية‪:‬‬


‫إن الصالحيات المعطاة لعناصر الشرطة القضائية في الحاالت العادية و الروتينية ألعمالها قد تزداد نظرا‬

‫‪ 7‬عبد هللا أوهايبية مرجع سابق ص ‪94‬‬


‫أحمد شوقي الشلقاني مرجع سابق ص ‪156‬‬

‫‪9‬‬
‫لإلستعجال أو لخطورة الجرائم السيما في حاالت الجريمة المتلبس بها و أيضا بالنسبة للجرائم الموصوفة‬
‫باألفعال اإلرهابية أو التخريبية و هو ما سنتطرق له فيمايلي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التلبس بالجريمة‪:‬‬


‫التلبس كما يفهم من ظاهر اللفظ يفيد أن الجريمة واقعة و أدلـتها ظاهرة و احتمال الخطأ فيها طفيف ‪ ،‬لذلك‬
‫أطلق عليها بعض الفقهاء اسم الجريمة المشهودة و بالرجوع إلى المادة ‪41‬من قانون اإلجراءات الجزائية حدد‬
‫المشرع حاالت التلبس بقوله ‪ " .‬توصف الجناية أو الجنحة بأنها في حالة تلبس إذا كانت مرتكبة في الحال أو‬
‫عقب إرتكابها " أو " إذا كان الشخص‬
‫المشتبه فيه في إرتكابه إياها في وقت قريب جدا من وقت وقوع الجريمة قد تبعه العامة الصياح أو وجدت في‬
‫حيازته أشياء أو وجدت آثار أو دالئل تدعو إلى إفتراض مساهمته في الجناية أو الجنحة" ‪ ،‬كما تتسم بصفة‬
‫التلبس كل جناية أو جنحة إذا كانت قد أرتكبت في منزل و كشف صاحب المنزل عنها عقب وقوعها و بادر‬
‫في الحال بإستدعاء ضباط الشرطة القضائية"‪1.‬‬
‫و يمكن تلخيص سلطات ضباط الشرطة القضائية في حالة التلبس على النحو اآلتي‪ :‬إخطار وكيل الجمهورية‬
‫بوقوع الجريمة‪ :‬و عمليا يتم ذلك عادة بواسطة الهاتف أو عن طريق تقرير إخباري موجز و هذا إلعالم‬
‫النيابة بحكم أنها صاحبة الدعوى العمومية و قد نصت على إجراء إخطار وكيل الجمهورية المادة ‪42‬من قانون‬
‫اإلج ارءات الجزائية‪.‬‬
‫‪ 2 -‬التنقل فو ار إلى مكان الجريمة و دون تمهل‪ :‬و هي مرحلة أساسية تقوم من خاللها الضبطية القضائية بعد‬
‫جمع المعدات و اللوازم الضرورية إلجراء المعاينات باإللتحاق إلى مسرح الجريمة إلجراء التحريات و التي‬
‫يديرها ضابط الشرطة القضائية و الذي يستعين في أعماله بأعوان الشرطة القضائية الذين توكل إليهم عادة‬
‫األعمال المادية كالبحث عن اآلثار ‪ ،‬و التصوير ‪...‬إلخ و في هذه المرحلة و بمجرد الوصول إلى مكان‬
‫الجريمة يحق لضابط الشرطة القضائية منع أي شخص من مغادرة مكان الجريمة ( المادة ‪1/50‬من قانون‬
‫اإلج ارءات الج ازئية) ‪ ،‬التعرف على هوية أي شخص ( المادة ‪2/50‬من قانون اإلجراءات الجزائية)‪،‬‬
‫المحافظة على‬
‫‪8‬‬
‫اآلثار و الدالئل التي يخشى طمسها و إخفائها ( المادة ‪43‬من قانون اإلج ارءات الجزائية)‪،‬‬

‫إجراء المعاينات من وصف جسم الجريمة و حالة االماكن و أدوات الجريمة مع إمكانية تسخير أشخاص‬
‫مؤهلين للقيام بذلك إذا تطلب ذلك مهارات و خبرة فنية ( المادة ‪49‬من قانون اإلج ارءات الج ازئية)‪1.‬‬

‫‪ 8‬عبد هللا أوهايبية مرجع سابق ص ‪96‬‬


‫أحمد شوقي الشلقاني مرجع سابق ص ‪162‬‬
‫حسين طاهري الوجيز في شرح قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري الجزء األول الطبعة الثالثة دار المحمدية العامة الجزائر ‪ 1993‬ص ‪321‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ 3-‬يمكن لضباط الشرطة القضائية تفتيش األشخاص‪ :‬األمني و الجسدي الذي يجري بغرض البحث عن‬
‫األشياء أو المستندات‪ ،‬و له أيضا حق تفتيش المساكن وفق الشروط الزمانية ( المادة ‪47‬من قانون اإلج ارءات‬
‫الج ازئية) و الشكلية‪ ،‬منها إستظهار اإلذن بالتفتيش الكتابي و حضور الشخص المعني أو ممثله أو إستدعاء‬
‫شاهدين‪...‬ـ إلخ و كل خرق لهذه اإلج ارءات يحول عملية التفتيش من عمل مشروع إلى إنتهاك لحرمة منزل‬
‫يعاقب عليهه مرتكبها‪.‬‬
‫‪ 4-‬يخول القانون لضابط الشرطة القضائية سماع األشخاص‪ :‬الذين بإستطاعتهم تقديم معلومات حول وقائع‬
‫الجريمة و مالبساتها ‪ ،‬و كذا سماع األشخاص المشتبه في أنهم ساهموا في إرتكاب الجناية او الجنحة ‪ ،‬كما‬
‫يمكن للمحقق أن يلجأ لمواجهة الشهود و المشتبه فيهم بغرض التحقيق من صحة وقائع معينة أو إزالة‬
‫التناقضات باإلضافة إلى إمكانية وضع المشتبه فيه تحت المراقبة بما يعرف بالتوقيف للنظر وفقا للشروط و‬
‫اإلجراءات‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اإلختصاصات اإلستثنائية بالنسبة لجرائم المستحدثة ‪:‬‬


‫نظرا لخطورة األفعال و الجرائم الموصوفة بأفعال إرهابية أو تخريبية و إستثنائية اإلج ارءات لمواجهتها‪،‬‬
‫ساير المشرع الج ازئري هذه الحاالت بإد ارج نصوص تشريعية جديدة في قانون العقوبات و قانون اإلج‬
‫ارءات الج ازئية قصد تسهيل البحث و التحري عن هذه الجرائم و مرتكبيها و جمع االستدالالت عنها آخذا‬
‫بعين اإلعتبار الصعوبات العملية التي تلقتها مصالح الضبطية القضائية عند القيام بمهتمها و سواء على‬
‫المستوى الداخلي أو الدولي لم يتوصل رجال القانون إلى إعطاء مفهوم واضح و موحد لمعنى اإلرهاب نظرا‬
‫إلختالف وجهات النظر من جهة و تضارب في تكييف هذه الجريمة من بلد إلى آخر‪ .‬أما المشرع الج ازئري‬
‫فرغم سنه للقانون ‪01/05‬‬
‫المؤرخ في ‪06‬فيفري ‪ 2005‬و المتعلق بالوقاية من تبييض األموال و تمويل اإلرهاب و مكافحتها إال انه لم‬
‫يتطرق لمفهوم اإلرهاب و أكتفى في المادة ‪3‬منه لتعريف " تمويل اإلرهاب " بقوله ( كل فعل يقوم به كل‬
‫شخص بأي وسيلة كانت ‪ ،‬مباشرة أو غير مباشرة و بشكل غير مشروع و بإرادة الفاعل من خالل تقديم أو‬
‫جمع األموال بنية إستخدتمها كليا أو جزئيا ‪ ،‬من أجل إرتكاب الجرائم الموصوفة بأعمال إرهابية او تخريبية‬
‫‪،‬المنصوص و المعاقب عليها بالمواد من ‪87‬مكرر إلى ‪87‬مكرر ‪10‬من قانون العقوبات و قد أضاف المشرع‬
‫بمقتضى المادة ‪3‬من األمر رقم ‪10/95‬من نص المادة ‪16‬من قانون اإلجراءات الج ازئية الج ازئري نستخلص‬
‫‪9‬‬
‫أن الضبطية القضائية تمارس‬

‫‪ 9‬عبد هللا أوهايبية مرجع سابق ص ‪101‬‬

‫‪11‬‬
‫في األصل أعمال جمع األدلة والبحث والتحري في الدائرة اإلقليمية التي تمارس فيها وظائفها العادية‪ ،‬و يمكن‬
‫أن يمتد االختصاص في حالة االستعجال إلى كامل دائرة اختصاص المجلس القضائي التابعة له‪ ،‬كما يمكن أن‬
‫يمتد إلى كافة واليات الجمهورية بشرط أن يطلب منه ذلك ذوي االختصاص من الجهات القضائية مع ضرورة‬
‫أن يرافقه في هذه الحالة نظيره الموجود في الدائرة المعنية بهذا العمل ‪.‬و يمتد االختصاص إلى كافة التراب‬
‫الوطني في حالتين‬

‫الحالة األولى‪:‬‬
‫حالة ضباط الشرطة القضائية من األمن العسكري يمارسون أعمالهم على كافة التراب الوطني‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪:‬‬
‫تتعلق بامتداد االختصاص اإلقليمي لضباط الشرطة القضائية بمختلف أشكالها لمباشرة أعمالهم على المستوى‬
‫الوطني بدون تقييد إدا كانت الجرائم موصوفة كما قررت المادة ‪17‬الفقرة ‪3‬على مايلي يمكن لضباط الشرطة‬
‫القضائية بناءا على رخصة من النائب العام لدى المجلس القضائي المختص إقليميا ‪ ،‬أن يطلبوا‬
‫من أي عنوان أو لسان أو سند إعالمي نشر إشعارات أو أوصاف أو صور تخص‬
‫أشخاص يجري البحث عنهم أو متابعتهم إلرتكابهم جرائم موصوفة بافعال إرهابية أو تخريبية ) ‪1.‬و نظرا‬
‫للطبيعة اإلستعجالية لهذه الجرائم و خطورتها فإن األحكام الواردة في قانون اإلج ارءات الج ازئية المتعلقة‬
‫بتفتيش المحالت و ضبط حجج و أدلة اإلثبات الموجودة بها ال تنطبق عليها بإستثناء األحكام الخاصة بالحفاظ‬
‫على السر المهني و هذا ما أقرته الفقرة السادسة من المادة ‪45‬من قانون اإلج ارءات الجزائية‪ 2.‬أما المادة‬
‫‪ 17‬من قانون اإلج ارءات الج ازئية فقد أعطت لقاضي التحقيق إمكانية أمر ضـباط الشرطة القضائية‬
‫المختصين للقيام بأي عملية تفتيش أو حجز ليال أو نهارا و في أي مكان على إمتداد الت ارب الوطني كما‬
‫يمكنه إتخاذ التدابير األخرى المنصوص‬
‫عليها في التشريع المعمول به ‪ ،‬و أن يأمر بأي تدابير تحفظية إما تلقائيا أو بناء على تسخير من النيابة العامة‬
‫أو بناء على طلب من ضابط الشرطة القضائية‬

‫و لحسن سير التحقيق اإلبتدائي فإنه يمكن تمديد المدة األصلية للتوقيف للنظر بإذن كتابي من وكيل الجمهورية‬
‫المختص‪ ،‬مع مراعاة طبيعة الجريمة حسب التعديل الوارد بالمادة ‪65‬من قانون ‪ 1.22/06‬لإلشارة فإن ضباط‬
‫الشرطة القضائية بغض النظر عن هيئة إنتمائهم ( الدرك الوطني أو األمن الوطني ) يخضعون فيما يتعلق‬
‫بنشاطهم إلش ارف النائب العام لدى المجلس القضائي و إلى إدارة وكيل الجمهورية ‪ ،‬و مراقبة غرفة‬
‫اإلتهام ‪ 10 ،‬كما أن أعمالهم المدونة في محاضر ستكون محل نظر و د ارسة من قبل قاضي الموضوع‬

‫‪ 10‬حسين طاهري مرجع سابق ص ‪326‬‬


‫عبد هللا أوهايبية مرجع سابق ص ‪104‬‬

‫‪12‬‬
‫لقد وسع المشرع الجزائري من اختصاص الشرطة القضائية في إحدى الجرائم المتعلقة بالمخدرات‪ ،‬تبييض‬
‫األموال‪ ،‬التشريع الخاص بالصرف‪ ،‬الماسة بأنظمة المعالجة اآللية للمعطيات‪ ،‬الفساد والمنظمة عبر الحدود‬
‫الوطنية وهذا وفقا للتعديل الجديد المؤرخ في ‪ 20/12/2006‬المعدل والمتمم لقانون اإلجراءات الجزائية رقم‬
‫‪ ، 06/22‬والتي لم يتمتع بها ضباط الشرطة القضائية من قبل وهي سلطة مراقبة األشخاص ووجهة األموال‬
‫واألشياء وإ عتراض المراسالت وتسجيل األصوات والصور والقيام بعملية التسرب‪.‬‬
‫كذلك آجال التوقيف للنظر يمكن تمديدها ألكثر من مرة واحدة‪ ،‬ويبدأ من مرتين كاالعتداء على أمن الدولة إلى‬
‫خمسة مرات كالجرائم اإلرهابية‪.‬‬
‫كذلك أصبح اختصاص الضبطية القضائية يمتد إلى كامل التراب الوطني تحت رقابة النائب العام لدى المجلس‬
‫القضائي المختص وبعد إخطار وكيل الجمهورية‪.‬‬
‫كذلك األمر بإجراء عملية التفتيش للمساكن والمحالت واألماكن بصفة عامة في أي وقت ليال أو نهارا‬

‫السلطات المستمدة من اإلنابة القضائية كقاعدة عامة‬


‫التحقيق هو من اختصاص قاضي التحقيق فال يجوز لغيره القيام به غير أن المشرع الجزائري أجاز لهذا‬
‫األخير أن يفوض بعض صالحياته لجهات أخرى و هذا حتى ينجز التحقيق بسرعة و بدون عوائق حيث تنص‬
‫المادة ‪ 138‬من قانون اإلجراءات الجزائية على ما يلي “ يجوز لقاضي التحقيق أن يكلف بطريق اإلنابة‬
‫القضائية أي قاض من قضاة محكمته أو أي ضابط من ضباط الشرطة القضائية المختصة بالعمل في تلك‬
‫الدائرة أو أي قاض من قضاة التحقيق بالقيام بما يراه الزما من إجراءات التحقيق في األماكن الخاضعة للجهة‬
‫القضائية التي يتبعها كل منهم‪.‬ويذكر في اإلنابة القضائية نوع الجريمة موضوع المتابعة وتؤرخ وتوقع من‬
‫القاضي الذي أصدرها وتمهر بختمه‪.‬وال يجوز أن يأمر فيها إال باتخاذ إجراءات التحقيق المتعلقة مباشرة‬
‫بالمعاقبة على جريمة التي تنصب عليها المتابعة‪”.‬و من هنا نستخلص أن اإلنابة القضائية هي تفويض قاضي‬
‫التحقيق لضابط الشرطة القضائية المختص للقيام بإجراء واحد أو بعض إجراءات التحقيق االبتدائي ما عدا‬
‫االستجواب و المواجهة و هذا استنادا لنص الفقرة ‪ 2‬من المادة ‪ ” 139‬وال يجوز لضباط الشرطة القضائية‬
‫استجواب المتهم أو القيام بمواجهته أو سماع أقوال المدعي المدني‪ ”.‬و يشترط في اإلنابة ما يلي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬أن تكون صادرة من قاضي التحقيق المختص نوعيا و إقليميا و أن تكون مكتوبة و موقعة من طرفه‪.‬‬
‫‪ - 2‬أن يصدر قاضي التحقيق اإلنابة القضائية ألحد ضباط الشرطة القضائية‬
‫‪ - 3‬أن تكون اإلنابة خاصة‪ ،‬فال يجوز للمحقق تفويض ضابط الشرطة القضائية للقيام بجميع إجراءات‬
‫التحقيق‪ ،‬إذ تكون محددة ببعض أعمال التحقيق‬
‫‪ - 4‬تكون إنابة الضابط للقيام بعمل من أعمال التحقيق ما عدا االستجواب و المواجهة و سماع المدعي المدني‬

‫‪13‬‬
‫و ال يجوز لقاضي التحقيق إنابة ضابط الشرطة القضائية للقيام بأوامر التحقيق المختلفة فال تجوز اإلنابة في‬
‫األمر بالقبض أو اإلحضار أو اإليداع أو األمر بالتفتيش ألن مثل هذه األوامر التي يصدرها القاضي المحقق‬
‫يقوم بتنفيذها ضابط الشرطة القضائية‬
‫‪ - 5‬يشتمل أمر اإلنابة على بيانات عينة تتعلق بمن أصدر األمر و صفته و توقيعه و من صدر له األمر و‬
‫األعمال المراد تحقيقها و اتخاذها و نوع الجريمة موضوع المتابعة و تاريخ األمر‬
‫‪ - 6‬على ضابط الشرطة القضائية أن يلتزم حدود اإلنابة القضائية‬
‫‪ - 7‬و يجوز له توقيف كل شخص يرى ضرورة لتوقيفه للنظر لمدة ‪ 48‬ساعة قابلة للتجديد‪ .‬و متى استدعت‬
‫ضرورة تنفيذ اإلنابة القضائية ذلك‪.‬و أخيرا على الضابط أن يحرر محضرا بشأن ما قام ب من إجراءات‪،‬‬
‫‪11‬‬
‫يوافي به قاضي التحقيق في المدة التي حددها له‪ ،‬ففي حالة عدم تحديد المدة فله ‪ 8‬أيام لتنفيذ اإلنابة‪.‬‬

‫‪ 11‬عبد هللا أوهايبية مرجع سابق ص ‪115‬‬


‫أحمد شوقي الشلقاني مرجع سابق ص ‪173‬‬

‫‪14‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫لقد أكدت لـنا هـذه الدراسة من خالل التفصيل في مختلف الجوانب النظرية و التطبيقية لموضوع الرقابة على‬
‫الضبطية القضائية و مسؤولية أعضائها مدى أهمية هذا الجهاز في دعم و تكريس دولة القانون ‪ ،‬السيما من‬
‫خالل التأطير الجيد و الرقابة المستمرة من قبل السلطة القضائية مع ضرورة التكيف مع التطورات و‬
‫التحوالت التي عرفها المجتمع الج ازئري و كذا بتدارك اإلخالالت المسجلة خاصة في الجانب التشريعي و‬
‫التنظيمي بتحيين النصوص و رسم آفـاق مستقبلية ووضع سياسة جنائية واضحة المعالم‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫‪- 1‬عبد اهلل أوهايبية‪ :‬شـرح قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري ‪ ،‬دار هومه سنة‪. 2004‬‬

‫‪- 2‬أحمد شوقي الشلقاني‪ :‬مبادئ اإلجراءات الجزائية في التشريع الجزائري ‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ج الجزء الثاني ‪.1998‬‬

‫‪-3‬أحسن بوسقيعة التحقيق القضائي الطبعة العاشرة دار الهومة للطباعة الجزائر ‪2013/.2012‬‬

‫‪- 4‬اسحاق ابراهيم منصور المبادئ األساسية لقانون األجراءات الجزائية الجزائري ديوان المطبوعات الجامعية‬
‫الجزائر ‪1995‬‬

‫‪- 5‬حسين طاهري الوجيز في شرح قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري الجزء األول الطبعة الثالثة دار‬
‫المحمدية العامة الجزائر ‪.1993‬‬

‫‪16‬‬
‫الفهرس‪:‬‬

‫خطة البحث‪....................................................................................‬صـ‪01‬‬

‫المقدمة‪........................................................................................‬ص‪02‬‬

‫المبحث األول مفهوم الشرطة القضائية‪..........................................................‬ص‪03‬‬

‫المطلب األول التعريف بالشرطة القضائية‪.......................................................‬ص‪04-03‬‬

‫المطلب الثاني فئات الضبط القضائي ‪..........................................................‬ص‪06-04‬‬

‫المبحث الثاني إختصاصات الشرطة القضائية‪....................................................‬ص‪07‬‬

‫المطلب األول االختصاص المحلي و النوعي الضبطية القـضـائية‪.................................‬صـ‪09-07‬‬

‫المطـلب الثاني‪ :‬اإلختصاصات الغير العادية للضبطية القـضـائية‪..................................‬ص‪14-10‬‬

‫خاتمة‪...........................................................................................‬ص‪15‬‬

‫قائمة المراجع‪....................................................................................‬ص‪16‬‬

‫الفهرس‪.........................................................................................‬صـ‪17‬‬

‫‪17‬‬

You might also like