You are on page 1of 8

‫مقدمـــة ‪:‬‬

‫إن غرفة اإلتهام ليست وليدة البارحة ‪ ،‬بل عرفها القضاء منذ القدم ومرت بعدة مراحل في القانون الروماني ثم في القانون‬
‫اإلنجليزي وكذا الفرنسي ‪ ،‬بحيث ظهر هذا النظام ألول مرة في ظل القانون الروماني القديم ‪ ،‬حيث كانت تسمى بنظام محلفي‬
‫اإلتهام ‪ ،‬لكن عملها كان ينحصر في إثبات وتأكيد وجود الجريمة ‪ ،‬كما ظهر هذا النظام في بريطانيا في أواخر القرن السابع عشر‬
‫م ‪-‬أي – سنة ‪ 1790‬م حيث سمي بنظام كبار المحلفين ‪ ،‬وكانوا يملكون بوليسية و أمنية ولهم صالحيات واسعة ‪ .‬لكن هذا النظام‬
‫سرعان ما انتقد بسبب مداوالته السرية وتشكيلته حيث كان يتشكل أساسا من الطبقة الراقية و النبالء ‪ ،‬فال يتسنى أي شخص‬
‫الطعن في قراراتهم ‪ ،‬ثم انتقل هذا النظام إلى فرنسا عام ‪ 1791‬م بمقتضى قانون التحقيقات الجنائية ‪ ،‬ونظرا للتطورات التي‬
‫حدثت في المجتمعات ‪ ،‬أدخلت عدة تعديالت على هذا القانون و ألغي و عوض بنظام آخر و المتمثل في غرفة الوضع تحت‬
‫اإلتهام سنة ‪ 1811‬م ‪ ،‬لكن هذا األخير لم يخل هو اآلخر من اإلنتقادات إلى أن صدر بفرنسا في ‪ 01/12/1957‬م قانون‬
‫اإلجراءات الجزائية الذي عوض نهائيا قانون التحقيقات الجنائية ‪ ،‬حيث غير هذا القانون تسمية الغرفة و أطلق عليها إسم غرفة‬
‫اإلتهام ألول مرة باعتبارها الجهة الوحيدة التي توجه األتهام النهائي في الجنايات‪.‬‬
‫أما في الجزائر فقد أعطى المشرع الجزائري بدوره لغرفة اإلتهام أكثر شرعية وحاول تنظيم عملها ومهامها وهذا بمقتضى القانون‬
‫المؤرخ في ‪ 16‬نوفمبر ‪ 1965‬و أكد ذلك األمر الصادر‬
‫في ‪ 08/02/1966‬و المتعلق بتسييرالمحاكم‪ S‬و المجالس القضائية ‪ ،‬ويظهر هذا جليا من خالل تكريس المشرع الجزائري للمواد‬
‫القانونية من المادة ‪ 176‬إلى غاية المادة ‪ 211‬من قانون اإلجراءات الجزائية ‪ ،‬حيث أدخل المشرع تحسينات هامة تقتضيها الحاجة‬
‫وهذا بغيت اتباع اإلجراءات السليمة التي تكشف عن الحقيقة بثبوت األدلة الكافية ‪ ،‬وكذا ضمان حريات األفراد‬
‫و صيانتها ‪ ،‬و حماية الحريات المدنية من كل تعسف قد يطالها من طرف أعوان الدولة و القضاء على حد سواء‪.‬‬

‫المبحث األول غرفـــة اإلتهام في القانون الجزائري ‪.‬‬


‫لقد مرت غرفة اإلتهام بعدة مراحل بدء بالقانون الروماني القديم ثم في القانون اإلنجليزي الذي يرجع له الفضل في إنشاء محلفي‬
‫اإلتهام ثم انتقل هذا النظام إلى فرنسا بتاريخ ‪ ، 1791‬وذلك بمقتضى قانون التحقيقات الجنائية الذي يرجع له الفضل في تنظيم هذا‬
‫النظام و إعطائه الشؤعية‪.‬‬
‫وبتاريخ ‪ 01/12/1957‬صدر بفرنسا قانون اإلجراءات الجزائية الذي عوض نهائيا قانون التحقيقات الجنائية ‪ ،‬حيث غيرهذا‬
‫القانون تسمية الغرفة وأطلق عليها إسم غرف ــة اإلتهام ألول مرة وذلك باعتبارها الجهة الوحيدة التي توجه اإلتهام النهائي في‬
‫الجنايات‪.‬‬
‫المطلب األول التنظيم القانوني لغرفة اإلتهام‪.‬‬
‫بعد اإلستقالل بقي التقسيم القضائي في الجزائر كما كان عليه في ظل اإلستعمار الفرنسي ‪،‬‬
‫بعد سنة ‪1965‬و بمقتضى األمر ‪ 65/28‬المؤرخ في ‪16‬نوفمبر‪ 1965‬عدل القانون الذي كان معموال به وجعل التقاضي على‬
‫درجتين ‪ ،‬تماشيا مع القاعدة المعمول بها في جميع النظم القانونية‬
‫( محاكم‪ S‬درجة أولى ومحاكم أستئناف ‪ ،‬وجهاز أعلى مهمته الرقابة على تطبيق القانون ‪ ،‬و المتمثلة في المحكمة العليا في الجزائر‬
‫اتلعاصمة والتي كانت تسمى بمجلس الدولة )‬
‫وبمقتضى المادة الرابعة من األمر المذكور أعاله ‪ ،‬حلت المحكم محل المحاكم‪ S‬الكبرى والمحاكم اإلبتدائية‪ ،‬كما حلت المجالس‬
‫القضائية محل محاكم اإلستئناف ‪ ،‬و المحكمة العليا هي الجهاز المشرف على رقابة تطبيق القانون ‪.‬‬
‫أما المادة الخامسة‪ S‬من المرسوم رقم ‪ 65/279‬المؤرخ في ‪17‬نوفمبر ‪ ، 1965‬فقد قسمت‪ S‬المجالس القضائية إلى عدة غرف و‬
‫أقسام ‪ ،‬و أكدت ذلك المادة األولى من األمر الصادر بتاريخ ‪ 08‬فيفري ‪ 1966‬المتعلق بتسيير المحاكم و المجالس القضائية ‪،‬‬
‫فقسمها‪ S‬إلى غرفة مدنية ‪ ،‬غرفة جزائية ‪ ،‬غرفة إدارية‪ ،‬و غرفة اإلتهام‪  ‬إال أن هذه األخيرة بقيت محصورة في المجالس القديمة (‬
‫وهران ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬قسنطينة )‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس نشأت غرفة اإلتهام كدجة ثانية من قضاء التحقيق على مستوى كل مجلس قضائي ‪ ،‬فنظمها المشرع الجزائري‬
‫في المواد من ‪ 176‬إلى ‪ 211‬من قانوناإلجراءات الجزائية ‪.‬‬
‫إن هذا التنظيم الجديد أعاد فيه المشرع للقضاء الجزائري الوجود ‪ ،‬ومسح ما كان عليه من غبار اإلستعمار‪ ،‬فقد كرس فيه وحدة‬
‫القضاء (‪. )1‬‬
‫المطلب الثاني تشكيل و تعيين أعضاء غرفة اإلتهام ‪.‬‬
‫‪ /1‬تشكيل غرفة اإلتهام ‪:‬‬
‫نصت المادة ‪ 176‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪ ":‬تشكا في كل مجلس قضائي غرف إتهام واحدة على األقل و يعين رئيسها و‬
‫مستشلروها لمدة ثالث سنوات بقرار من وزير العدل " ‪ .‬ويفهم من هذا النص أنه يجوز أن يكون بالمجلس القضائي الواحد أكثر‬
‫من غرفة إتهام ‪ ،‬إذا كانت كثافة العمل تتطلب ذلك ‪ ،‬ولكن من الناحية العملية ال يوجد أي مجلس قضائي توجد به أكثر من غرفة‬
‫واحدة ‪ ،‬على الرغم من كثرة القضايا و تراكمها و كذا عدد القضايا المستأنفة أمام الغرفة و القضايا الجنائية الهائلة المحالة على‬
‫هذه الغرفة ‪ ،‬إضافقة إلى ذلك عدم تفرغ رئيس غرفة اإلتهام لمهامها فقط ‪ ،‬بل له وظائف و مهام أخرى بالمجلس مما يؤثر سلبا‬
‫على أعمال الغرفة خاصة القرارات التي تصدرها ‪.‬‬
‫كما نصت المادة ‪ 177‬من قانون اإلجراءات الجزائية على تشكيل غرفة اإلتهام باإلضافة إلى الرئيس و مستشلرين (‪ ، )02‬يمثل‬
‫النيابة العامة في التشكيلة النائب العام أو أحد مساعديه ‪ ،‬أما وظيفة كاتب الجلسة فيقوم بها أحد كتاب المجلس القضائي ‪.‬‬
‫(‪ -)1‬محمد الصالح البشير بوقجار – نشرة القضاة سنة ‪ 1996‬رقم ‪ 5‬ص ‪25 :‬‬
‫و منه نستنتج أن الطريقة المتبعة في تشكيل غرفة اإلتهام تبدو غير عملية ‪ ،‬فهي كثيرا ماال تحترم ‪ ،‬كما أن المشرع الجزائري لم‬
‫ينص على تشكيل غرفة اإلتهام إذا كان أحد المتهمين "حدث" سواء كان مقترف الجريمة وحده أو مع متهمين آخرين ‪.‬‬
‫‪ /2‬تعيين أعضاء غرفة اإلتهام ‪:‬‬
‫لقد نصت المادة ‪ 176‬من قانون اإلجراءات الجزائية على أن تعيين رئيس غرفة اإلتهام و مستشاريه يتم بقرار من وزير العدل‬
‫لم ــدة ثالث سنوات ‪ ،‬وعليه‬
‫نالحظ عند دراسة نص المادة أن المشرع لم يحدد عدد المستشارين ولم يبين تشكيلة غرفة اإلتهام‪ ،‬إال أنه جرت العادة و العمل‬
‫على التشكيلة الثالثية مثل الغرف األخرى بالمجلس (‪.)1‬‬
‫كما أنه حسب المادة فإن تعيين الرئيس و المستشارين يكون بقرار من وزير العدل لمدة ثالث سنوات ‪ ،‬وهذه الطريقة قد تنشأ عنها‬
‫بعض الصعوبات ‪ ،‬ففي حالة تخلف أحد أو بعض القضاة المشكلين للغرفة ‪ ،‬يجب على رئيس الغرفة في هذه الحاالت أن يخطر‬
‫وزير العدل كي يقوم بتعيين من يخلفه ‪ ،‬وليس لرئيس الغرفة سلطة ندب أحد أعضاء المجلسلتشكيل الغرفة ‪.‬‬
‫كما أن تعيين أعضاء غرفة اإلتهام بقرار من وزير العدل يمكن أن يؤثر في مهام الغرفة ألن الوزير أو الوزارة يمكنها أن تؤثر أو‬
‫تضغط على أعضاء الغرفة ألنهم يخضعون بطريقة غير مناشرة إليها لكون الوزير هو الذي عينهم بقرار ‪ ،‬وبالتالي يمكنه إنهاء‬
‫مهامهم بقرارفي أي وقت و هذا ما يؤثر سلبا على ضمان حرية و استقاللية أعمال و قرارات غرفة اإلتهام‬
‫(‪ -)1‬نجيمي جمال (مقال بعنوان غرفة اإلتهام ) نشرة القضاة العدد‪ 46‬الصادر بتاريخ ‪08‬نوفمبر‪1991‬ص‪20:‬‬
‫المطلب الثالث سير أعمال غرفة اإلتهام ‪:‬‬
‫‪ /1‬إنعقاد الجلسة ‪:‬‬
‫تنعقد جلسات غرفة اإلتهام حسب المادة ‪ 177‬من قانون اإلجراءلت الجزائية‬
‫إما باستدعاء من رئيسها أو بناء على طلب النيابة العامة كلما اقتضت الضرورة لذلك ويفهم من هذا أن انعقاد الجلسات ال يخضع‬
‫ألي تناوب زمني محدد كباقي الغرف بل يمكن أن تنعقد في أي وقت تدعو فيه الضرورة لذلك ‪ ،‬و السبب يعود إلى نوعية القضايا‬
‫أو األوامر المحالــة عليها‬
‫والمتعلقة أساسا بحريات األشخاص المحبوسين احتياطيا (أوامر استئناف ‪ ،‬تجديد الحبس اإلحتياطي أو اإلفراج المؤقت ) ‪ ،‬حيث‬
‫يؤكد الطابع اإلستعجالي للقضايا المطروحة ‪ ،‬حيث حرص المشرع على وضع شروط وآجال محددة ال يمكن مخالفتها أو التعسف‬
‫فيها ‪ ،‬وفرض المشرع علـىمن يخالفها عقوبات جزائية‪.‬‬
‫‪ /2‬تحضير اإلجراءات ‪:‬‬
‫إن المادة ‪ 179‬من قانون اإلجراءات الجزائية ‪ ،‬منحت تولي هذه اإلجراءات للنائب العام الذي يجب عليه تهيئة القضية خالل‬
‫خمسة‪ S‬أيام على األكثر منذ استالمه أوراقها ويقدمها إلى غرفة اإلتهام باعتبارها جهة تحقيق أساسا أن اإلستثناء هو شفوية المرافعة‬
‫‪ ،‬وبعد تقديم الملف مع طلبات النيابة من طرف النائب العام للغرفة ‪ ،‬يعين تاريخ الجلسة بعدما يقوم هذا األخير بتبليغ األطراف و‬
‫محاميهم‪ S‬بتاريخ الجلسة ‪ ،‬حسب ما نصت عليه المادة ‪ 182‬من قانون اإلجراءات الجزائية ‪.‬‬
‫ويتم هذا عبر رسالة مضمنة توجه للموطن المختار للمعني باألمر أو آخر عنوان أعطاه أوآخر محل إقامة له ‪ ،‬وعلى النيابة العامة‬
‫احترام آجال ‪ 48‬ساعة بين تاريخ إرسال التبليغ وتاريخ الجلسة وهذا في حاالت الحبس اإلحتياطي ‪ ،‬وخمسة أيام في الحاالت‬
‫األخـرى ‪ ،‬وأن عدم احترام هذه المواعيد يجعل اإلجراء باطال ‪ ،‬وذلك لما فيه من ضمان لحقوق األطراف ‪ ،‬ويوضع الملف لدى‬
‫كتابة الضبط للغرفة مرفوقا بالنسخ و التبليغات حتى تتمكن غرفة اإلتهام من مراقبة مدى صحة اإلجراءات ‪ ،‬كما تكون القضية‬
‫بكاملها تحت تصرف محامي األطراف حسب المادة ‪ 183‬من قانون اإلجراءات الجزائية ‪ ،‬ويسمح للخصوم ومحاميهم بتقديم‬
‫مذكراتهم لدى كتابة الضبط الذي بدوره يؤشر على تاريخ وساعة وضع المذكرات ‪ ،‬وهذا ما يسمح للغرفة بتقديم الوقت لألطراف‬
‫األخرى لإلطالع عليها‪.‬‬
‫‪ /3‬المرافعات أمام غرفة اإلتهام ‪:‬‬
‫بمجرد وصول القضية إلى كابة ضبط الغرفة ‪ ،‬يعين لها رئيس الغرفة مستشارا مقررا لدراستها و تحرير تقرير بشأنها ‪ ،‬وتقوم‬
‫المرافعات بتالوة تقرير المستشار المقرر ‪ ،‬كما تقوم غرفة اإلتهام بالنظر في الطلبات الكتابية للنيابة العامة ومذكرات الخصوم أو‬
‫محاميهم‪ ، S‬إذ يسمح القانون بحضور جلسة غرفة المشورة احتراما لمبدأ سرية التحقيق ‪ ،‬كما يجيز القانون حسب المادة ‪ 184‬من‬
‫قانون اإلجراءا الجزائية لألطراف ومحاميهم‪ S‬تقديم مالحظاتهم الشفوية لتدعيم طلباتهم الكتابية ‪ ،‬كما يجوز لغرفة اإلتهام أثناء‬
‫الجلسة أن تأمر باستحضار الخصوم شخصيا إذا استدعت الضرورة ذلك وكذا تقديم أدلة اإلثبات ‪ ،‬كما يجب أن يحضر مع‬
‫الخصوم محاميهم طبقا للمادة ‪ 105‬من قانون اإلجراءات الجزائية ما لم يتنازل المعني باألمر عن ذلك صراحة ‪ ،‬كما نالحظ حسب‬
‫نص المادة ‪ 184‬من قانون اإلجراءات الجزائية أن غرفة اإلتهام تفصل في القضية غي غرفة المشورة بعد تالوة تقرير المستشار‬
‫لدراسة القضية ‪ ،‬حيث ورد في نص المادة ‪ 199‬من قانون اإلجراءات الجزائية ما يفيد وجوب ذكر أسماء‪ S‬أعضاء غرفة اإلتهام‬
‫في صلب القرار و اإلشارة إلى تالوة التقرير في الجلسة ‪ ،‬مما يدل على أن إغفال ذكر يالوة التقرير من نفس المقرر أي المستشار‬
‫المعين من طرف الرئيس الذي حضر المداولة لدراسة القضيةو النطق بالقرار واستبداله أو تعويضه بمستشار آخر يعرض قرار‬
‫غرفة اإلتهام لإللغاء‪.‬‬
‫‪ /4‬المــداوالت ‪:‬‬
‫المداوالت هي آخر مرحلة للقضية ‪ ،‬وقد تكون المداوالت مباشرة بعد المرافعات ‪ ،‬وقد تؤجل إلى جلسة أخرى ‪ ،‬فتوضع القضية‬
‫في المداولة وتدرس دراسة كافية و تناقش من حيث الشكل و الموضوع ومدى سالمتها ‪.‬‬
‫كما أن مداوالت غرفة اإلتهام تجري بين أعضاء الغرفة دون حضور النائب العام أو الخصوم أو محاميهم‪ S‬وكاتب الجلسة ‪ ،‬وبعد‬
‫مداولة الغرفة يتم النطق بالقرار في غرفة المشورة بعد تالوة تقرير المستشار المقرر و النظر في الطلبات الكتابية المودعة من‬
‫النائب العام ‪ ،‬وكذا مذكرات الخصوم‪.‬‬
‫كما أن هناك خصائص أخرى نذكر منها ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬السريــة في المداوالت ‪ :‬وهي من ميزاتها فالت يسمح ألي طرف حضور المداوالت ‪ ،‬ألن هذه األخيــرة تتم رئيسها و‬
‫المستشارين فقط ‪ ،‬كما تمتاز أعمالها بالكتابية ‪ ،‬حيث تتم اإلجراءات أمامها بالكتابة عن طريق مذكرات و طلبات كتابية ‪.‬‬
‫‪ -‬عالنية الجلسة ‪ :‬يجوز ألطراف القضية ومحاميهم حضور جلسة غرفة اإلتهام كما أن منطوق غرفة اإلتهام يتم عالنية بالنسبة‬
‫للخصوم ‪ ،‬ولكن تنعقد غرفة اإلتهام في سرية عن الجمهور حسب المادة ‪ 184‬من قانون اإلجراءات الجزائية لكونها جهة تحقيق ‪،‬‬
‫فهي سرية شأنها شأن أعمال قاضي التحقيق‪.‬‬
‫‪ -‬الس ــرعة في اإلجراءات ‪ :‬وهي من خصائص أعمال غرفة اإلتهام ‪ ،‬حيث أوجب قانون اإلجراءات الجزائية الفصل في القضايا‬
‫في أقرب وقت ممكن ‪ ،‬حسب المادتين ‪178‬و ‪ 179‬من قانون اإلجراءات الجزائية ‪ ،‬إال أن هذا القانون لم يقيد غرفة اإلنهام بأي‬
‫أجل للفصل في القضايا باستثناء حالة الحبس اإلحتياطي ‪ ،‬الذي شرع فيه بأن غرفة اإلتهام ملزمة بالفصل غيها خالل مدة ال‬
‫تتجاوز ثالثين يوما ‪ ،‬و إال تعين اإلفراج عن المتهم تلقائيا ما لم يتقرر إجراء تحقيق إضافي (‪.)1‬‬
‫(‪ -)1‬سليمان بارش(شرح قانون األجراءات الجزائية ) دار الشهاب‪ S‬للطباعة –باتنة سنة ‪ 1986‬ص ‪.239 :‬‬
‫المبحث الثاني مهام غــرفة اإلتـهام‬
‫تتمتع غرفة اإلتهام باختصاصين رئيسيين ‪ :‬فاإلختصاص األول يتمثل في هيئة أو جهة استئناف ألوامر قاضي التحقيق ‪ ،‬و أما‬
‫اإلختصاص الثاني باعتبارها درجة عليا أو ثانية من درجات التحقيق في القضايا الجنائية ‪.‬‬
‫و يعتبر اختصاص غرفة البإتهام بصفتها جهة استئناف ألوامر قاضي التحقيق من أهم اختصاصات هذه الغرفة ‪ ،‬والدليل على ذلك‬
‫أن أغلبية القضايا المرفوعة لهذه الغرفة تتعلق باستئناف أوامر قاضي التحقيق من جهة ‪ ،‬و من جهة ثانية تفصل في القضايا‬
‫المتعلقة بالحبس اإلحتياطي و اإلفراج المؤقت‬
‫المطلب األول غرفة اإلتهام كهيئة استئناف ألوامر قاضي التحقيق‬
‫*األطراف التي خول لها القانون حق استئناف أوامر قاضي التحقيق ‪:‬‬
‫لقد خول المشرع الجزائري في المواد من ‪ 170‬إلى ‪ 173‬من قانون اإلجراءات الجزائية لكل من وكيل الجمهورية و النائب العام‬
‫و المتهم و الطرف المدني استئناف أوامر قاضي التحقيق ‪ ،‬إال أنه لم يسمح للمتهم أو الطرف المدني استئناف جميع أوامر قاضي‬
‫التحقيق ‪ ،‬بل قصرها في بعض األوامر التي تمس بمصلحتهما أو حقوقهما وهذا عكس وكيل الجمهورية و النائب العام الذان أعطى‬
‫لهما القانون السلطة المطلقة في استئناتف جميع أوامر قاضي التحقيق دون استثناء ‪.‬‬
‫‪ /1‬وكيل الجمهورية ‪:‬‬
‫لقد خول القانون لوكيل الجمهورية استئناف األوامر التي يصدرها قاضي التحقيق باعتباره ممثل الحق العام و الحارس األمين على‬
‫تطبيق القوانين على مستوى المحكمة تطبيقا صحيحا و غير مناف أو متناقضا مع روح القانون ‪ ،‬و لهذا الغرض منح القانون‬
‫لوكيل الجمهورية استئناف أوامر قاضي التحقيق أو وقع اختالف في وجهة نظرهما في التكييف و الفهم للنص القانوني و في كيفية‬
‫تطبيقه ‪.‬‬
‫لقد أجاز القانون لوكيل الجمهورية الحق في استئناف هذه األوامر الصادرة عن قاضي التحقيق و ذلك أمام غرفة اإلتهام باستثثناء‬
‫بعض األوامر مثل "األمر بإرسال المستندات – ملف القضية " إلى النائب العام بمقتضى المادة ‪ 166‬من قانون اإلجراءات الجزائية‬
‫‪ ،‬حيث أن هذا األمر غير قابل لألستئناف ألنه ينقل الملف إلى النيابة العامة لتتصرف فيه في حدود اختصاصها (‪.)1‬‬
‫و لقد نصت المادة ‪ 171/1‬من قانون اإلجراءات الجزائية ‪":‬لوكيل الجمهورية الحق في أن يستأنف أمام عرفة اإلتهام جميع أوامر‬
‫قاضي التحقيق ‪"...‬‬
‫و يستثنى من ذلك مانصت عليه المادة ‪ 166‬من قانون اإلجراءات الجزائية و التي تستثني أمر إرسال الملف إلى النائب العام ‪،‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك هناك بعض األوامر التي ال يجوز استئنافها مثل األمر باإليداع أو األمر بالقبض الذين يصدرهما قاضي التحقيق‬
‫ضد المتهمين ‪ ،‬وكذلك بعض األوامر البسيطة التي ال يجوةز استئنافها كاألوامر الخاصة باإلنابات القضائية و أوامر تعيين الخبراء‬
‫‪ ،‬و أوامر التفتيش ‪.‬‬
‫ويجب أن يكون استئناف و كيل الجمهورية بناء على تقرير كتابي لدى كتابة التحقيق بالمحكمة‪ ، S‬يبين فيه أسباب اإلستئناف ويعتبر‬
‫ذلك بمثابة عريضة استئناف حتى يكون اإلستئناف مقبوال شكال‬
‫و يجب أن يرفع اإلستئناف في ظرف ثالثة أيام من تاريخ صدور أمر قاضي التحقيق المراد استئنافه ( المادة ‪ 170/2‬من قانون‬
‫اإلجراءات الجزائية )(‪)2‬‬
‫‪ /2‬النائب العام ‪:‬‬
‫أعطى القانون للنائب العام حق استئناف أوامر قاضي التحقيق في كل الحاالت باستثناء أمر إرسال المستندات إلى النيابة العامة (‪)3‬‬
‫و ذلك من أجل تدارك أخطاء و كيل الجمهورية حرصا على تطبيق القانون ‪ ،‬إال أنه منح للنائب العام أن يمارس حقه في‬
‫اإلستئناف خالل مدة العشرين يوما التالية لصدور أوامر قاضي التحقيق ‪.‬‬
‫و الشيء المالحظ أن القانون حدد مهلة استئناف النائب العام وجعلها عشرين يوما عكس المدة التي سمح بها لكل من وكيل‬
‫الجمهورية (المادة ‪ 170‬من قانون اإلجراءات الجزائية ) و المتهم‬
‫( المادة ‪ 172/2‬من قانون اإلجراءات الجزائية ) و المدعي المدني ( المادة ‪ 173/3‬من قانون اإلجراءات الجزائية ) ‪ ،‬حيث منح‬
‫القانون لألطراف المذكورة ثالثة أيام فقط ‪ ،‬و السبب هو حتى يتمكن النائب العام من مراقبة وكيل الجمهورية خاصة إذا علمنا أن‬
‫النائب العام يكون مقره (‪Bouzart Pierre –Pinatal Jean (procedure penale/a*ction publique et)1‬‬
‫‪civil/juridictio/instruction/vois de recours/premiere edition 1970 tome DALLOZ/Paris‬‬
‫(‪ ) 2‬الدكتور جالل ثروت (أصول المحاكمات الجنائية – سير الدعوى العمومية ) الدارالجامعية‪ S‬بيروت ‪ 1962‬ص ‪159‬‬
‫‪ ) 3(.‬أحمد لورجان ( قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري ) الشركة الوطنية للنشر و التوزيع – الجزائر – الطبعة ‪ 1977‬ص‪57‬‬
‫بالمجلس القضائي ‪ ،‬وهناك بعض المحاكم‪ S‬تبعد عن مقر المجلس القضائي بمسافات‪ S‬طويلة‪ ،‬كما أن في كل مجلس توجد عدة محاكم‪S‬‬
‫و عدة و كالء جمهورية ووكالء مساعدين ‪ ،‬و لهذا يصعب على النائب العام مراقبة وكيل الجمهورية في كل محكمة إذا كانت مدة‬
‫اإلستئناف قصيرة جدا ‪ ،‬و لهذا حددت المدة بعشرين يوما بصفته المسؤول األول على السهر على تطبيق و احترام قوانين‬
‫الجمهورية‪.‬‬
‫‪ /3‬المتهم أو محاميه ‪:‬‬
‫إن القانون لم يعط السلطة المطلقة للمتهم أو محاميه في استئناف أوامر قاضي التحقيق ‪ ،‬بل قصرها على بعض االوامر التي تمس‬
‫بمصلحته (‪ ) 1‬خاصة األوامر التي تقيد من حريته كاألمر برفض طلب اإلفراج المؤقت طبقا للمادة ‪ 127‬من قانون اإلجراءات‬
‫الجزائية أو األمر بتمديد الحبس اإلحتياطي ( الماد ‪ 125‬من قانون اإلجراءات الجزائية ) و كذلك في حالة قبول طلب اإلدعاء‬
‫المدني من أي طرف في القضية (المادة ‪ 274‬من قانون األجراءات الجزائية)‬
‫باإلضافة إلى األوامر المتعلقة بالنظر في الدعوى التي يصدرها قاضي التحقيق من تلقاء نفسه‬
‫أو بناء على دفع أحد الخصوم بعدم اإلختصاص‪.‬‬
‫و اليجوز للمتهم استئناف أوامر قاضي التحقيق المتعلقة بالخبرة ‪ ،‬و قد حددت المادة ‪ 172‬من قانون اإلجراءات الجزائية حق‬
‫المتهم في استئناف أوامر قاضي التحقيق أمام غرفة اإلتهام و التي نصت عليها المواد ‪ 127 ،125 ،74‬من قانون اإلجراءات‬
‫الجزائية (‪.)2‬‬
‫كما حددت نفس المادة شروط أو كيفية استئناف المتهم الذي يكون على شكل عريضة تودع لدى قلم كتابة التحقيق بالمحكمة في‬
‫ظرف ثالثة أيام من يوم تبليغ المتهم طبقا للمادة ‪ 168‬من قانون اإلجراءات الجزائية حيث يسجل محضر األستئناف من طرفهم أو‬
‫من طرف محاميهم ‪.‬‬
‫‪ /4‬الطرف المدني أو محاميه ‪:‬‬
‫إن القانون أجازللطرف المدني أو محاميه الحق في استئناف األوامر الصادرة عن قاضي التحقيق التي تمس بحقوقه المدنية كاألمر‬
‫الصادر بأال وجه للمتابعة‬
‫)‪Cass crim du 15 nov 1959 –bull Crim n 753 (1‬‬
‫(‪ )2‬الدكتور أحمد لورجان ( المرجع السابق ) ص ‪58‬‬
‫أو األمر برفض اإلدعاء المدني أو األمر بعدم إجراء التحقيق و ذلك طبقا ألحكام المادة ‪ 173‬من قانون اإلجراءات الجزائية ‪ ،‬غير‬
‫أن استئنافه ال يمكن بأي حال من األحوال أن ينصب على أمر يتعلق بحبس المتهم احتياطيا (‪)1‬ألن الحبس اإلحتياطي متروك‬
‫لتقدير قاضي التحقيق ‪ ،‬فال يتخذه كمبدأ إال عند الضرورة القصوى التي تمليها مصلحة التحقيق و سالمة إجراءاته ‪.‬‬
‫المطلب الثاني إجراءات اإلستئناف و ميعاد سريانه‬
‫تتم إجراءات اإلستئناف بتقرير لدى كتابة التحقيق‪،‬و يجب على الطرف المستأنف أن يبين في التقرير أسباب اإلستئناف و القصد‬
‫منه ‪ ،‬أي الطلبات التي يلتمسها من خالل استئنافه و يكون اإلستئناف في شكل عريضة تقدم لكتابة التحقيق لدى المحكمة‪ ( S‬المواد‬
‫‪173 ،172 ، 171‬من قانون اإلجراءات الجزائية)‬
‫أما إذا كان المتهم محبوس إحتياطيا ‪ ،‬فإن تقرير اإلستئناف يكون لدى كتابة الضبط لدى المؤسسة المحبوس فيها ‪ ،‬حيث يسجل هذا‬
‫األخير استئناف المتهم في سجل خاص باإلستئناف‬
‫و يتعين على رئيس مؤسسة إعادة التربية تسليم تقرير اإلستئناف إلى كتابة ضبط غرفة قاضي التحقيق في المحكمة‪ S‬في ظرف ‪24‬‬
‫ساعة و إذا خالف هذا األخير اإلجراءات و المواعيد القانونية يتعرض لعقوبة تأديبية طبقا للمادة ‪ 172‬من قانون اإلجراءات‬
‫الجزائية ‪.‬‬
‫ويرفع استئناف وكيل الجمهورية و المتهم و الطرف المدني بنفس الشكل الذي تقدم ذكره و ذلك خالل مهلة ثالثة أيام من تاريخ‬
‫صدور االمر المراد استئنافه ( المادة ‪ 170/1‬من قانون اإلجراءات الجزائية ) و ذلك بالنسبة لوكيل الجمهورية ‪ ،‬ومن يوم تبليغه‬
‫للمتهم أو المدعي المدني في موطنه الحقيقي أو المختار أو محل إقامته (المواد ‪ 173 ،172‬من قانون اإلجراءات الجزائية)‬
‫أما استئناف النائب العام فإنه ال يخضع ألي شكل من اإلجراءات ‪ ،‬و إنما يجب أن يبلغ هذا اإلستئناف لألطراف المعنية خالل‬
‫العشرين يوما الموالية لصدور أمر قاضي التحقيق المراد استئنافه( المادة ‪ 171‬من قانون اإلجراءات الجزائية )‪.‬و لكي يتمكن كل‬
‫من له الحق في اإلستئناف أن يرفعه في اآلجال المحددة قانونا ‪ ،‬أوجب القانون على قاضي التحقيق تبليغ أوامره إلى كل األطراف‬
‫برسالة موصى عليها في خالل الـ ‪ 24‬ساعة الموالية لصدور األمر (المادة ‪ 168/1‬من قانون اإلجراءات الجزائية )‬
‫)‪Cass Crim du 24 /10/ 1962 Bull Crim n 266- Bull Crim du 01/12/1970 (1‬‬
‫ميعاد سريان اإلستئناف من النظام العام‪ :‬إنه البد من مراعاة سريان ميعاد اإلستئناف ومراعاته واحترمه ألن القانون أوجبه و جعله‬
‫من اإلجراءات الشكلية التي تضمن لألطراف حقوقهم المتعلقة به ‪ ،‬فال يجوز تمديد هذه المدة و المواعيد إال بالقوة القاهرة أو‬
‫الظروف اإلستثنائية الطارئة و على كل حال فعدم التبليغ يسمح باإلستئناف خارج المهلة المقررة قانونا ‪.‬‬
‫إن جميع اآلجال المنصوص عليها في قانون اإلجراءات الجزائية هي مواعيد كاملة التحسب فيها يوم بدايتها وال يوم نهايتها ‪ ،‬كما‬
‫نصت على ذلك المادة ‪ 726‬من قانون اإلجراءات الجزائية ‪ ،‬وعلى هذا االساس تعتبر القواعد المتعلقة باألجال قواعد جوهرية من‬
‫النظام العام و يترتب على مخالفتها النقض(‪.)1‬‬
‫المطلب الثالث فصل غرفة اإلتهام في اإلستئناف‬
‫إن من مهام غرفة اإلتهام عندما تصل القضية إليها هو البحث في مدى توافرالشروط الشكلية بالدرجة األولى ‪ ،‬ثم تتصدى‬
‫لموضوع اإلستئناف‬
‫‪ / 1‬البحث في توافر الشروط الشكلية ‪ :‬إن أول عمل تقوم به غرفة اإلتهام عندما تصل القضية إليها هو البحث في توافر الشروط‬
‫الشكلية التي أوجبها القانون في المادة ‪ 170‬و ما يليها من قانون اإلجراءات الجزائية الخاصة باآلجال القانونية لإلستئناف وصفة‬
‫المستأنف و الشروط التي أوجبها القانون ‪ ،‬فإذا كانت الشروط الشكلية محترمة و متوفرة فإن غرفة اإلتهام تقبل اإلستئناف من‬
‫حيث الشكل ثم تتصدى لموضوع اإلستئناف ‪ ،‬وإ ذا رفضت اإلستئناف شكال فإنها ال تتعرض للموضوع إطالقا ‪.‬‬
‫‪ / 2‬الشروط الموضوعية أو موضوع اإلستئناف ‪ :‬بعد تأكد غرفة اإلتهام من توافرالشروط الشكلية لإلستئناف و تقبله شكال ‪،‬‬
‫تتعرض لموضوع اإلستئناف من حيث قابلية الموضوع لإلستئناف‬
‫و صفة القاضي الذي أصدر األمر محل اإلستئناف مع مراقبة مدى صحة و سالمة هذه‬
‫(‪ )1‬الدكتور أحمد لورجان (النرجع السابق) ص ‪59‬‬
‫اإلجراءات وكذلك أسباب اإلستئناف القانونيةو ذلك من خالل دراستها للطلبات الكتابية للنيابة العامة و مذكرات الخصوم‬
‫ومحاميهم ‪.‬‬
‫و بعد دراسة القضية من غرفة اإلتهام و تبين لها أن اإلستئناف مقبول شكال و غير مؤسس قانونا قررت تأييد األمر المستأنف أما‬
‫إذا تبين لها أن اإلستئناف مؤسس قانونا و مبني على أسباب وجيهة قررت إلغاء األمر كليا أو جزئيا و ذلك حسب‪ S‬أحوال و‬
‫ظروف القضية‬
‫* المداول ــة‪ :‬و هي آخر مرحلة للقضية أمام غرفة اإلتهام بعد تالوة تقرير المستشار و بعد النظر في الطلبات الكتابية المودعة من‬
‫النائب العام و بعد اطالعها على مذكرات الخصوم و بعد سماع المالحظات‪ S‬الشفوية لكل األطراف طبقا للمادة ‪ 184‬من قانون‬
‫اإلجراءات الجزائية ‪ ،‬تدخل مرحلة المداولة التي تجري في غرفة المشورة في سرية بين أعضاء الغرفة دون حضور النائب العام‬
‫و الخصوم اآلخرين أو محاميهم‪( S‬المادة ‪ 185‬من قانون اإلجراءات الجزائية و بعد اإلنتهاء من المداولة تنطق غرفة اإلتهام بالقرار‬
‫في غرفة المشورة ( المادة ‪ 184‬من قانون اإلجراءات الجزائية )‪.‬‬
‫المطلب الرابع آثار الطعن باإلستئناف في أوامر قاضي التحقيق‬
‫بصفة عامة إذا حدث في أي موضوع أن ألغت غرفة اإلتهام أمر قاضي التحقيق فإن لها أن تتصدى للموضوع أو تحيل القضية‬
‫إلى قاضي التحقيق نفسه أو قاضي آخر لمواصلة التحقيق ‪.‬‬
‫و من آثار الطعن باإلستئناف في أوامر قاضي التحقيق خاصة أوامر الحبس المؤقت أو اإلفراج‬
‫ما يلي ‪:‬‬
‫‪ / 1‬إذا كان وكيل الجمهورية قد استعمل حقه في الطعن الممنوح له بموجب المادة ‪ 170‬من قانون اإلجراءات الجزائية وطعن‬
‫باإلستئناف أمام غرفة اإلتهام في أمر يتعلق باإلفراج عن المتهم صادر عن قاضي التحقيق ‪ ،‬فإن من آثار هذا الطعن أن يوقف‬
‫سريان األمر باإلفراج عن المتهم إلى حين الفصل في اإلستئناف من طرف غرفة اإلتهام ‪.‬‬
‫‪ / 2‬إذا تم الطعن باإلستئناف من طرف النائب العام طبقا للمادة ‪ 171‬من قانون اإلجراءات الجزائية في األمر باإلفراج ‪ ،‬فإن أثر‬
‫الطعن هنا يكون سلبيا أي ال يوقف التنفبذ‬
‫‪ / 3‬إذا كان المتهم هو الذي طعن باإلستناف أمام غرفة اإلتهام في أمر تمديد الحبس المؤقت أو في أمر رفض طلبه الرامي إلى‬
‫اإلفراج‪ ،‬فإن فإن طعنه ال يكون له أثر إيجابي على استمرارية سير التحقيق ‪ ،‬بل يتابع قاضي التحقيق أعمال التحقيق إلى أن‬
‫تفصل غرفة اإلتهام في طلب المتهم ‪.‬‬
‫‪ / 4‬من آثار الطعن كذلك إلزام غرفة اإلتهام بالفصل في الطعن المقدم إليها و المتعلق بالحبس المؤقت خالل مدة ال تتجاوز ثالثين‬
‫يوما ‪.‬‬

You might also like