Professional Documents
Culture Documents
إن غرفة اإلتهام ليست وليدة البارحة ،بل عرفها القضاء منذ القدم ومرت بعدة مراحل في القانون الروماني ثم في القانون
اإلنجليزي وكذا الفرنسي ،بحيث ظهر هذا النظام ألول مرة في ظل القانون الروماني القديم ،حيث كانت تسمى بنظام محلفي
اإلتهام ،لكن عملها كان ينحصر في إثبات وتأكيد وجود الجريمة ،كما ظهر هذا النظام في بريطانيا في أواخر القرن السابع عشر
م -أي – سنة 1790م حيث سمي بنظام كبار المحلفين ،وكانوا يملكون بوليسية و أمنية ولهم صالحيات واسعة .لكن هذا النظام
سرعان ما انتقد بسبب مداوالته السرية وتشكيلته حيث كان يتشكل أساسا من الطبقة الراقية و النبالء ،فال يتسنى أي شخص
الطعن في قراراتهم ،ثم انتقل هذا النظام إلى فرنسا عام 1791م بمقتضى قانون التحقيقات الجنائية ،ونظرا للتطورات التي
حدثت في المجتمعات ،أدخلت عدة تعديالت على هذا القانون و ألغي و عوض بنظام آخر و المتمثل في غرفة الوضع تحت
اإلتهام سنة 1811م ،لكن هذا األخير لم يخل هو اآلخر من اإلنتقادات إلى أن صدر بفرنسا في 01/12/1957م قانون
اإلجراءات الجزائية الذي عوض نهائيا قانون التحقيقات الجنائية ،حيث غير هذا القانون تسمية الغرفة و أطلق عليها إسم غرفة
اإلتهام ألول مرة باعتبارها الجهة الوحيدة التي توجه األتهام النهائي في الجنايات.
أما في الجزائر فقد أعطى المشرع الجزائري بدوره لغرفة اإلتهام أكثر شرعية وحاول تنظيم عملها ومهامها وهذا بمقتضى القانون
المؤرخ في 16نوفمبر 1965و أكد ذلك األمر الصادر
في 08/02/1966و المتعلق بتسييرالمحاكم Sو المجالس القضائية ،ويظهر هذا جليا من خالل تكريس المشرع الجزائري للمواد
القانونية من المادة 176إلى غاية المادة 211من قانون اإلجراءات الجزائية ،حيث أدخل المشرع تحسينات هامة تقتضيها الحاجة
وهذا بغيت اتباع اإلجراءات السليمة التي تكشف عن الحقيقة بثبوت األدلة الكافية ،وكذا ضمان حريات األفراد
و صيانتها ،و حماية الحريات المدنية من كل تعسف قد يطالها من طرف أعوان الدولة و القضاء على حد سواء.