Professional Documents
Culture Documents
-المادة 72ق م بدأت بعبارة " إذا وعد" وهنا يقصد قيام شخص بتقديم وعد لطرف آخر ثم إنقل لعبارة " نكل" والتي
تفيد التراجع عن فعل الشئ وعليه التراجع عن الوعد وكانت الشروط الالزمة لقيام العقد قائمة فيما بينها الشروط الشكلية
فإنه يقوم الحكم محل العقد ،في حالة رفض الواعد تنفيذ إلتزامه عينا بتحرير عقد البيع النهائي ،بقوة القانون و ال يحتاج
إلى استصدار حكم يقضي بقيام الحكم مقام العقد..
نالحظ أن المادة اعتمدت أسلوبا شرطيا.
ثانيا التحليل الموضوعي :
تحليل مضمون النص :
من خالل قراءة نص المادة 72ق م يتضح أن المشرع قد تطرق للوعد بالبيع وهو أن يبرم الواعد مع الموعود له
العقد إذا أظهر هذا األخير رغبته في إبرامه خالل المدة المحددة في الوعد,
أما إذا نكل الواعد بوعده فيمكن للموعود له استصدار حكم من المحكمة ،يقوم ذلك الحكم مقام العقد.
1
تحديد اإلشكالية :
و بتحديد Wمضمون المادة 72من القانون المدني يمكن طرح عدة تساؤالت نلخصها في اإلشكالية التالية :
ما هو مفهوم الوعد بالبيع ؟ وماهي طرق إنقضاءه ؟
التصريح بخطة البحث :
مقدمة
المبحث األول :مفهوم الوعد بالبيع
المطلب األول :تعريف و أركان الوعد بالبيع
المطلب الثاني :صور وخصائص الوعد بالبيع
المبحث الثاني :طرق انقضاء الوعد بالبيع
المطلب االول :الطرق الخاصة النقضاء الوعد بالبيع
المطلب الثاني :الطرق العامة إلنقضاء الوعد بالبيع
الخاتمــة
مقدمة
يعتبر الوعد بالبيع من أهم الصور الشائعة للعقود التمهيدية W،اذ يمثل أسلوبا عمليا مفيدا لتحقيق قدر من االرتباط مستقبال،
عندما ال يكون بمقدور طرفيه ابرام عقد نهائي نظرا لظروف معينة W،أو عوامل مادية أو قانونية تحول دون ذلك .فهو
عقد تام تتالقى فيه ارادة الواعد والموعود له تمهيدا إلبرام عقد بيع نهائي ،يتضمن في الغالب االتفاق على جميع
المسائل الجوهرية المكونة للعقد الموعود به خالل مدة محددة ،كما يستوجب افراغه في الشكل الذي تطلبه القانون لذلك.
المبحث األول :مفهوم الوعد بالبيع
المطلب األول :تعريف و أركان الوعد بالبيع
الفرع األول :تعريف الوعد بالبيع
الوعد بالبيع هو إرتباط تمهيدي Wو إتفاق إلبرام عقد بيع مستقبال يتكون كسائر العقود من محل وسبب ،إضافة إلى
الشكلية إذا كان العقد الموعود به يستلزم شكلية معينة.
ويمثل المرحلة التي تمهد للعقد النهائي والتي يلتزم بمقتضاه أحد األطراف أو كل منهما نحو األخر ،بإبرام العقد في
المستقبل.
فالوعد بالبيع إذن هو العقد الذي يلتزم بمقتضاه الواعد أو شخص ببيع شيء معين عقارا أو منقوال أو حق ما أو غيرها
من الحقوق المالية األخرى لشخص آخر ويسمى موعود له إذا ما أبدى هذا األخير رغبته في الشراء ضمن مدة معينة.
إن المشرع الجزائري لم يقم بسن نصوص خاصة للوعد بالبيع فقد اكتفى بوضع أسس الوعد بالتعاقد فاعتبر الوعد بالبيع
صورة له ،لذا فقد لعب الفقه دورا هاما في وضع المفاهيم األساسية للوعد بالبيع من خالل تحديد خصائصه وصوره
وكذا مدى ارتباطه بالوعد بالتعاقد.
هو تلك االتفاقيات التي تمهد Wللعقد النهائي سواء ينعقد أم ال ،وعليه فهو أوسع من الوعد بالبيع ألنه يشمل أيضا الوعد
1
بغيره من العقود كالوعد باإليجار و الوعد بالمقاولة والوعد بالعمل و غيره .
1
دربال عبد الرزاق ،الوجيز في أحكام االلتزام في القانون المدني الجزائري ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،عنابة 2004. ،ص 282
2
الفرع الثاني :أركان الوعد بالبيع :
أوال :اإلتفاق على طبيعة الوعد
يجب أن يكون الشيء الموعود به محددا وأن تتوافر كل من اإليجاب والقبول وأن يكون صادرا من ذي أهلية وأن يكون
خاليا من عيوب الرضى ويجب توافرها وقت الوعد بالبيع للوعد ألنه ملزم من جانب واحد ويجب أن يتناول أيضا جميع
المسائل الجوهرية أي أن يعين المبيع أو يكون قابل للتعيين ويحدد ثمن البيع أ ,يتفق على األسس التي بمقتضاها يحدد
الثمن .
ثانيا :المدة :
يالحظ ،في بعض القوانين المقارنة عدم إشتراط تعيينها في الوعد بالبيع ولكن نجد أنها شرط انقاد الوعد من خالل
تحديد Wالمدة التي يبرم فيها العقد الموعود له فإذا لم تعين هذه المدة لم ينعقد هذا العقد أو .يقع باطل بطالن مطلق وتحديدW
المدة ليس شرط أن يكون صريحا بل يمكن أن يكون ضمنيا كما أن الوعد بالبيع ال يخول للموعود له حقا عينيا على
المال الموعود له بيعه بل يخوله حقا شخصيا قبل الوعد .
المطلب الثاني :صور وخصائص الوعد بالبيع
الفرع األول :صور الوعد بالبيع
يأخذ الوعد بالبيع ثالث صور :
الصورة األولي :الوعد بالبيع من جانب واحد :
إن كان الواعد بالبيع هو صاحب الشيء نكون أمام وعد بالبيع ،وإ ن كان الواعد يريد الشراء ،فهو وعد بالشراء ،وهذا
ما سوف نتولى شرحه كاألتـي:
أ -الوعد بالبيع unilatrale promesse de vente :
من خالل هذه الصورة ينهدم صاحب الشيء بوعد بيع شيء معينا سوآءا منقول أو عقار لمتعاقد األخر ،إذا رغب هذا
أخير في شراء في المدة المحددة ،فيقع االلتزام على عاتق طرف واحد فقط بالبيع شيء وهو الواعد متى اظهر
الموعود له رغبته في الشراء.
بينما الموعود له فال يلتزم بشيء قط ،بل له الحق في أن يظهر رغبته في الشراء ،وان شاء أبداها وإ ن شاء امتنع عنها
وهنا يسقط البيع .
ب -الوعد بالشراء promesse d'achat :
في هذه الصورة فاألمر ينعكس بالمقارنة بالصورة األولى (الوعد بالبيع) ،فللوعد بالشراء من جانب وأحد هو أن يعد
المتعاقد األخر صاحب الشيء أن يشتري منه هذا الشيء إذا رغب الموعود له ذلك في المدة المحدودة.
وهنا في الفترة التي تسبق إبداء الرغبة في إتمام البيع من قبل الموعود له .
فإن هذا األخير له حرية التصرف في الشيء كيفما شاء للغير ،ويعد هذا التصرف من قبل الموعود له رفضا ضمنيا
للبيع وال يسأل عن ذلك كون االلتزام في هذه الحالة يقع على الواعد فقط ،كما له كذلك سلطة االستعمال واالستغالل ،أما
2
التعبير عن الرغبة في البيع ينشئ عقد بيع صحيحا بتطابق إرادة األطراف ،ويسري أثوه من وقت إبداء الرغبة .
3
يكون الوعد متبادال بالبيع والشراء أي ملزما لجانبين وهي حالة نادرة الوقوع في المعامالت اليومية ألنها كثيرا ما تعتبر
بيعا تاما ،وهناك من اعتبره عقد ابتدائي وإ ن يستعمل الطرفين اسم الوعد ،وذلك في حالة ما يكون الوعد المتبادل بالبيع
والشراء بدون أن يفصل وعدهما مدة زمنية مستقبلية ،فالوعد هنا ينقصه شرط أساسي وهام أال وهو المدة طبقا للمادة
71من القانون المدني سابقة الذكر.
إال أنه في حالة ما إذا هناك وعد متبادل بالبيع والشراء في مدة معينة فهنا يلتزم كل طرف في إبداء الرغبة على حدا
خالل مدة المتفق عليها فكليهما واعد وموعود له في نفس الوقت فيعد الوعد متبادل بوعد بالبيع ملزم لجائب وأحد (وعد
بالبيع والوعد بالشراء في وقت واحد أي كل طرف ملزم على حدى) بتوفر الشروط المطلوبة
الصورة الثالثة :الوعد بالتفضيل préférences les pactes des
اعتبر بعض الفقه أن الوعد بالتفضيل هو صورة خاصة للوعد بالبيع الملزم لجانب واحد ،ولقد عرف على انه " :اتفاق
تمهيدي Wأو تحضري « »contrat avantيدخل ضمن اتفاق المرحلة السابقة على التعاقد النهائي ،حيث يلتزم بمقتضاه
الواعد إذا ما قرر مستقبال إبرام عقد معين أن يختار الموعود له دون سواه في الحالة التي يقرر فيها فعليا التعاقد .
كما عرف انه " :عقد بمقتضاه يتعهد Wأحد طرفيه بجعل األولوية للطرف األخر في الحالة التي يقرر فيها بيع الشيء
المملوك له ".
وفي هذه الصورة يلتزم الواعد إذا رغب في بيع العين محل الوعد أن يعرضها أوال على الموعود له تفضيال له عن
غيره ،وإ ذا قبل الموعود له ذلك تم البيع.
ولقد أجمع الفقه على الطبيعة القانونية للوعد بالتفضيل على انه وعد معلق على شرط واقف ،وهو شرط حصول البيع،
وإ ذ يرى مدى هذا االتفاق فيما بين المؤجر والمستأجر أو بين الشريكين على الشيوع لعقار واحد.
وتجدر المالحظة أن بعض فقهاء القانون المدني وعلى رأسهم الدكتور عبد الرزاق أحمد السنهوري يرى أن الوعد
بالتفضيل هو صورة خاصة للوعد بالبيع.
بينما يرى األستاذ علي فياللي أن الوعد بالتفضيل ليس صورة خاصة للوعد بالبيع بل هو صورة من صور الوعد بالبيع
كباقي الصور.
ويتم الوعد بالتفصيل شأنه في ذلك شأن الوعد الملزم لجانب واحد ،باإلنفاق على المسائل الجوهرية في العقد المراد
إبرامه (الشيء محل الوعد ،مدة الوعد) إال أن الثمن ليس شرط ضروريا وقت الوعد بالتفضيل كما هو الحال في الوعد
بالبيع ،ذلك أن الواعد لم تكن لديه نية البيع وقت الوعد بالتفضيل ،حيث يبقى ثمن إلى حين تقرير البيع.
والوعد بالتفضيل أمر شائع خاصة في عقد البيع فهو يقتصر على البيع دون سواه من المعامالت" ،فيلتزم فيه الواعد
بالبيع إذا رغب في البيع حسب الظروف باختيار الموعود له في البيع أن يفضله عن غيره بنفس الثمن الذي يرضي به
3
الغير ،إال انه يبقى حرا في أمر التفاوض إال في شخص المشتري الذي يتقيد بشخص الموعود له فقط دون سواه.
الفرع الثاني :خصائص الوعد بالبيع
الوعد بالبيع من العقود التمهيدية Wالتي تصنف ضمن العقود الغير مسماة لطابعه الخاص وما مدى تأثره على الرضا
المتعاقدين في البيع ،فمن خصائص الوعد بالبيع ما يلي :
3بلحاج العربي ،مصادر االلتزام في القانوني المدني الجزائري ،الجزء الثاني ،العقد اإلرادة المنفردة "،دار هومه ،الطبعة الثانية ،الجزائر،
2016ص 302
دربال عبد الرزاق مرجع سابق ص 287
4
أ -الوعد بالبيع عقد تمهيدي:
يعد الوعد بالبيع من الصور الوعد بالتعاقد " ،فلقد أشارت المادة 71من القانون المدني الجزائري السابقة الذكر على أن
الوعد بالتعاقد هو مجرد وعد بالتعاقد مستقبال ،فيعتبر بذلك اتفاقا مبدئيا ومؤقتا يحضر أو يمهد Wلعقد آخر قد تنصرف
إرادة أطراف إلى إبرامه نهائيا في المستقبل ،إذ الوعد عقد غير مقصود لذاته إنما تمهد Wلرغبة أطرافها بطريقة محققة
أو غير محققة إلى العقد النهائي المقصود ،بحيث يتم االتفاق على العناصر الجوهرية التي تعد ركيزة الوعد بالتعاقد
عموما والوعد بالبيع على وجه الخصوص.
ب -الوعد بالبيع صورة خاصة للتراضي:
عمال بمبدأ الرضائية في عقد البيع ،فان الوعد بالبيع فيه صور خاصة ،فإلى جانب البيع بالعربون ،البيع عن طريق
المزايدة والمناقصة ،البيع االلكتروني ،نجد الوعد بالبيع كصورة خاصة للرضائية في عقد البيع حيث ال يقوم الوعد
بالبيع إال عند ارتباط اإليجاب بالقبول بغض النظر عن وقت صدوره.
ج -الوعد بالبيع عقد ملزم لجانب واحد:
تكتسي هذه الخاصية أهمية كبيرة في المعامالت بين األطراف فهي أصل وأساس الوعد بالبيع ،فإن الوعد الذي يتقيد
بالبيع دون الشراء فإنه يندرج ضمن قائمة التصرفات القانونية الملزمة لجانب واحد بالتالي فهو يختلف عن كل من
تصرفات اإلرادة المنفردة ،إال أنه يمكن أن يكون العقد الملزم لجانبن كاستثناء كما هو األمر بالنسبة الوعد بالبيع
والشراء الذي تختلف أحكامه عن الوعد الذي يقتصر على البيع دون الشراء.
د -الوعد بالبيع عقد غير مسمي
يوجد نوعان من العقود ،وهي العقود مسماة والعقود غير مسماة فالعقد المسمى يتولى تنظيم أحكامه القانون المدني تحت
اسم خاص كعقد اإليجار وعقد البيع ،أما العقد غير مسمى لم يتناول القانون المدني تنظيمه وإ نما أتى نتيجة لتطور
4
المعامالت وكثرتها بين األشخاص كما هو الحال في الوعد بالبيع.
5
المتفق عليها من قبل الطرفين وفق ما نصت عميه المادة 71قانون مدني أو بأسباب أخرى تنهي هذه العالقة.
ومنه فإن الوعد بالبيع ينقضي بطرق خاصة به كما ينقضي بأسباب عامة وهي أهم أسباب انقضاء االلتزام بصفة عامة،
المطلب االول :الطرق الخاصة النقضاء الوعد بالبيع
على غرار سائر العقود ينقضي الوعد بالبيع بطرق خاصة تستنبط من خالل المواد من 258 إلى 322من القانون
المدني ،التي تنص عمى انقضاء االلتزام بصفة عامة.
فينقضي الوعد بالبيع بطريقين :الطريق االول يتمثل في انقضاء دون الوفاء به ،وذلك إذا لم يبد الموعود له رغبته في
الشراء بحلول المدة المتفق عليها ،واما أن ينقضي عن طريق الوفاء متى كان ممكنا ،أو عن طريق التعويض في حالة
ما إذا لم يتمكن الموعود لو من استيفاء حقه عينا.
الفرع االول :انقضاء الوعد بالبيع بانقضاء مدته
قد تنتهي مدة الوعد بالبيع لكن الموعود له ال يبدي رغبته في الشراء ،أو كان قد صرح ضمنا أنو ليس راغبا في الشراء
خالل المدة المحددة لذلك وهنا يتحلل الواعد من وعده ،وينقضي بذلك الوعد بالبيع دون حاجة ألن يعذر الموعود له
الواعد.
كما قد يحدث وأن يبدي الموعود له رغبة لكن خارج المدة المحددة ففي هذه الحالة فإن رغبة الموعود له ال يعتد Wبها بعد
أن يكون الواعد قد تحلل من التزامه ،و لو أن يتصرف في الشيء بعد ذلك كون العين قد أصبحت ملكا له.
و الرغبة قد تكون صريحة أو ضمنية ،أو بحصول أمر معين ،هذا ما ذهبت إليه المحكمة العليا في القرار رقم
247607الصادر بتاريخ 23-05-2001
" أن قضاة الموضوع قد طبقوا المادة 71من قانون المدني تطبيقا سليما عندما اعتبروا الوعد بالبيع المحرر بتاريخ
،16-08-1995قد تم فيه تحديد Wأجل إبرام عقد البيع عندما ذكر أن البيع سيتم إثر تسوية وضعية االموال العقارية
للبائعة وحصولها على عقد قسمة نهائي ،وذلك أنه ليس بالضرورة ،تحديد المدة التي يجب إبرام عقد البيع فيها أن يكون
ذلك في تاريخ معين ،بل قد يكون االتفاق على هذه المدة اتفاقا ضمنيا أو حصول أمر معين ،كما هو الشأن في دعوى
الحال".
الفرع الثاني :انقضاء الوعد بالبيع بإبداء الموعود له الرغبة في الشراء أو بالتعبير الضمني له
وهنا نميز بين حالتين ،حالة إمكانية التنفيذ الوعد والحالة الثانية عدم إمكانية تنفيذه أو استحالة التنفيذ.
اوال :حالة إمكانية التنفيذ :
إن الرغبة في شراء الشيء الموعود به من طرف الموعود له قد تظهر صراحة خالل المدة المتفق عليها ،كما قد تظهر
ضمنا ،كما سبق لنا القول.
ففي هذه الحالة يتم البيع النهائي ،بمجرد ظهور الرغبة ويتم الوفاء في الوعد بالبيع عينا وينقضي الوعد بالبيع بصفة
الطبيعية أال و هي الوفاء ،إذ يمكن إن يكون من المدين أو من نائبه أو من أي شخص له مصلحة في الوفاء ،وطبق
5
ألحكام الوفاء المنصوص عليها في القانون المدني ال سيما أحكام المواد 258-284منه.
وطرفا الوفاء في الوعد بالبيع هما الواعد الذي يقوم بعرض الشيء ،والموعود له الذي يستقبل العرض وله إبداء رغبته
أو عدمها في األجل الذي يتفقان عليه ،ومنه إذا قبل الموعود له شراء الشيء محل الوعد ،انعقد عقد البيع وأصبح
الواعد بائعا ،والموعود له مشتريا ،فيتم الوفاء بإتباع قواعد البيع ،السيما القواعد المنصوص عليا في المواد 351إلى
5
بلحاج العربي ،أحكام االلتزام في القانوني المدني الجزائري ،دراسة مقارنة ،دار هومه ،الطبعة الثانية ،الجزائر 2015،ص 263
6
412من قانون المدني.
فيلتزم الواعد )البائع( بنقل الملكية للمشتري إذا كان شيئا معينا بالذات كآلة أو سيارة ،وبالتسجيل إذا كان عقارا ،وذلك
طبقا لممادة 361من قانون المدني ،كما يلتزم البائع بضمان التعرض واالستحقاق وضمان العيوب الخفية هذا من جهة
.ومن جهة أخرى يلتزم المشتري بدفع الثمن طبقا لنص المادة 387قانون المدني في فقرتها االولي ،كما يلتزم باستالم
المبيع
ووفقا للمادة 258من القانون المدني ،فإن الوفاء يصح من المدين أو من نائبه أو من أي شخص لو مصلحة في الوفاء،
فقد يكون من له مصلحة في الوفاء من الخلف العام مثال.
وفي نفس الوقت نجد المادة 258أعااله تحيلنا إلى المادة 170من نفس القانون في الوعد بالبيع نجد أن التزام الواعد
هو التزام بعمل وهو إبرام العقد النهائي عند إبداء الموعود له رغبته خالل األجل المحدد لكن نظرا لطبيعة الوعد بالبيع
وعقد البيع الذي يتمخض عنه ،فإن تنفيذ التزام الواعد المتمثل في تسليم المبيع ،أو في نقل الملكية وفي ضمان العيوب
الخفية ،ضمان التعرض وغيرها تجعل من تطبيق المادة 170السابق غير ممكنة وبالتالي يمكن تطبيق المادة 72وهو
استصدار حكم يحل محل العقد.
ثانيا :حالة عدم إمكانية التنفيذ :
إذا استحال على المدين تنفيذ التزامه عينا ،أي ال يكون بإمكانه نقل ملكية الشيء الموعود به يمكن لمدائن )الموعود
له( اللجوء إلى طرق أخرى الستفاء حقه من الواعد ،فله أن ينفذ بطريق التعويض وفقا ألحكام المواد من 176إلى
187من قانون المدني وعليه يجب على الدائن أن يثبت أن المدين هو الذي تسبب في استحالة التنفيذ ،وفي الحالة
العكسية ال يحكم له بالتعويض كأن يكون قد رتب رهنا على الشيء فاستنفذ ذلك الشيء في الوفاء بالدين أو أن يكون قد
تصرف فيه لشخص آخر.
والتنفيذ بمقابل ال يلجأ إله إال عند عدم إمكانية التنفيذ العيني لإللزام وله حاالت معينة هي
استحالة التنفيذ بفعل المدين W،إذا كان في التنفيذ العيني إرهاقا للمدين ،إذا كان التنفيذ العيني غير ممكن أو غير مالئم ،
إال إذا صدر من المدين ولم تجد الغرامة التهديدية في حمله على الوفاء ،و إذا كان التنفيذ العيني ممكنا ،و لكن لم يطلبه
الدائن ولم يعرفه المدين ،والتعويض قد يقدره القاضي طبقا ما نصت عليه المادة 177من قانون المدني ،كما يجوز أن
يتفق عليه االطراف إذ يضمونه في بند من بنود عقدهما ،إال أنه البد من توافر شروط الحكم بالتعويض وهي :
- استحالة التنفيذ أو عسره على المدين
-توافر أركان المسؤولية العقدية
6
-إعذار المدين ،طبقا لممادتين 180و 181من القانون المدني سابقتي الذكر.
وهكذا ينقضي الوعد بالبيع في الظروف العادية إما ب الوفاء بو عينا أو عن طريق التعويض طبقا للقواعد العامة
6محمد صبري السعدي ،النظرية العامة لاللتزامات ،القسم الثاني ،أحكام اإللتزام في القانون المدني الجزائري ،دار الكتاب الحديث ،دون طبعة،
الجزائر 2004،ص 195
7
.
و السبب األجنبي يجب إثباته من طرف المدين فإذا تعرض الشيء الموعود به إلى هالك ،كما لو كان محل الوعد عقارا
ثم تهدم بسبب حريق أو فيضان أو زلزال ،وأثبت الواعد أن سبب تهدم العقار كان سبب أجنبي ،ينقضي الوعد بالبيع
8
وتبرأ ذمته W،وال يطالب بالتعويض ألن اإلستحالة لم ترجع إلى فعله ،إال إذا كان اتفاق بينه وبين الموعود له على أن
يتحمل
السبب األجنبي ،وذلك طبقا لما جاءت به المادة 178من القانون المدني .واذا رتب الموعود له تأمينا علي الوعد
بالبيع ،فإن بانقضائه ينقضي معه تلك التأمينات ،وينزل الواعد للموعود له عما يكون لو من دعوى أو حق في التعويض
على الشيء الهالك ،فإذا كان الشيء مؤمنا عليه ينتقل حقه إلى مبلغ التأمين ،أما إذا هلك الشيء جزئيا فإن الواعد يلتزم
بالجزء المتبقي من الشيء.
بالرغم من توافر شروط اإلستحالة إال أن في حاالت استثنائية معينة Wال ترتب أثارها ،أال وهي:
الحالة األولي :
إذا نشأت اإلستحالة بعد إعذار المدين ،ال ينقضي التزامه ،بل يجب عليه التعويض ،ألن اإلعذار يضع الواعد موضع
المقصر عن تنفيذ التزامه ما يفيد أن الهالك كان بخطئه مما يستوجب مسؤوليته.
الحالة الثانية :
إذا كان الواعد قد قبل أن يتحمل تبعة الحدث المفاجئ أو القوة القاهرة ،طبقا للمادة 178 من القانون المدني.
وان استحالة التنفيذ تثير مسألة تحمل التبعة W،فمن يتحملها يا ترى؟ هل يتحمل الواعد الذي استحال عليه تنفيذ التزامه؟ أم
الموعود له الذي أدت استحالة التنفيذ إلى عدم حصوله على الشيء الموعود به ؟
لقد رتبت المادة 121من القانون المدني فسخ العقد بسبب استحالة التنفيذ وذلك بقوة القانون ،لكن بالنسبة للعقود الملزمة
لجانبين .
يسقط على الطرف اآلخر التزامه المقابل ويتحمل المدين الهالك ،ففي الوعد بالبيع إذا استحال تنفيذ التزام البائع بالتسليم
نظرا لهالك المبيع بسبب أجنبي ،انقضى إلتزام بدفع الثمن فالبائع هو الذي يتحمل تبعية Wالهالك.
وتجدر االشارة إلى أنه بعد انقضاء الوعد بالبيع في عقارات ألحد األسباب المذكورة أعاله ،فإنه يجب اللجوء إلى
المحافظة العقارية من أجل إلغاء شهر الوعد ،عن طريق شطب التأشير.
خالصة
إن الوعد بالبيع متى انعقد صحيحا فإنه يرتب آثاره القانونية عبر مرحلتين باعتبار أن الوعد بالبيع مرتبط بالمدة المتفق
عليها من قبل الطرفين ،فله آثار في المرحمة السابقة إلبداء الموعود له رغبته بالشراء من عدمه ،فيقع على الواعد
إلتزامات ما دام التزامه هنا هو التزام بعمل إذا يلتزم في هذه المرحمة بالمحافظة على الشيء إلى غاية حلول المدة
إلبداء الرغبة ،بينما يبقى طوال تمك الفترة مالكا للشيء وله حرية التصرف في الشيء كيفما شاء.
أما الموعود له فيكون له في هذه الفترة حق شخصي المتمثل في مطالبة الواعد بتنفيذ وعده ويمكن أن ينتقل هذا الحق
إلى ورثته ،كما لو أن يتنازل عنه بموجب حوالة الحق ،وله في سبيل المحافظة عمى حقه هذا أن يطالب الواعد بأن
يرتب عميو رىنا أو أي تأمين آخر كما لو أن يستعمل الدعوى غير المباشرة.
وأما في المرحلة الالحقة إلبداء الرغبة ،فإذا لم يبد الموعود له رغبته في الشراء انقضى الوعد بالبيع وتحلل الواعد من
التزامه ،وأما إذا أبدى رغبته بالشراء ،انعقد البيع من تاريخ إبداء الرغبة ،وتسري أحكام عقد البيع ،فيلتزم البائع بتسليم
الشيء ،وضمان السالمة ،وضمان العيوب الخفية ويلتزم الموعود له بتسليم الثمن و المبيع.
-وأما إذا نكل الواعد بوعده فيمكن للموعود له استصدار حكم من المحكمة ،يقوم ذلك الحكم مقام العقد طبقا للمادة 72
8
من قانون المدني ،وأما إذا كان الشيء الموعود به عقارا يسجل ذلك الحكم ويشهر.
9
ونجد الوعد بالبيع كسائر العقود ينقضي:
بأسباب خاصة ،تتمثل في :إما أن ال يرغب الموعود له بالشراء وهنا ينقضي الوعد بالبيع دون الوفاء به ،و إما أن
يبدي الموعود له رغبته في الشراء ،فينعقد العقد وتسري أحكام عقد البيع من تاريخ إبداء الرغبة من طرف الموعود له،
أما إذا استحال تنفيذ الوعد بالبيع بعد إبداء الرغبة يمكن للموعود له اللجوء إلى تنفيذ عن طريق التعويض متى أثبت أن
استحالة الوفاء كانت بسبب الواعد.
كما ينقضي الوعد بالبيع بأسباب عامة :تتمثل في اتحاد الذمة ،أن يصبح الموعود له دائنا ومدينا في نفس الوقت كما
لو ورث الموعود له الواعد ،أو أوصى الواعد لموعود له
وكان ذلك الشيء ضمن ما وصى به ،أو أن يهب الواعد الشيء محل الوعد للموعود له ،وينقضي كذلك الوعد بالبيع
بهالك الشيء محل الوعد بسبب أجنبي كزلزال ،أو حريق أو غيرها ،ويكون الهالك كليا.
خاتمة
إن طبيعة االلتزام بالوعد بالبيع ال تعدو أن تكون إال ذات طبيعة شخصية ،فالوعد بالبيع ال يتضمن سوى التزامات
شخصية ،ألن االلتزام الذي يترتب في ذمة الواعد هو إلتزام بعمل ،وهو أن يبرم الواعد مع الموعود له العقد إذا أظهر
هذا األخير رغبته في الشراء خالل المدة المحددة في الوعد ،وقبل ظهور الرغبة ال يرتب عقد الوعد بالبيع أي التزام
في جانب الموعود له ،بينما يرتب في جانب الواعد التزاما بعمل ،هو إبرام عقد بيع نهائي عند ظهور الرغبة ،فإذن ال
توجد إلتزامات متقابلة ،وال يلتزم الواعد بنقل الملكية طالما أن الموعود له لم يظهر رغبته بعد W.فحق الموعود له في
هذه المرحلة ،أي قبل ظهور الرغبة هو حق شخصي وليس حقا عينيا .فإذا أظهر الموعود له رغبته خالل األجل المحدد
بات ،والتزم الواعد بإبرام عقد البيع النهائي ،فإذا امتنع عن ذلك كان للموعود إجباره على
تحول الوعد بالبيع إلى بيع َ
تنفيذ هذا االلتزام برفع دعوى إللزامه بالتنفيذ العيني باعتبار عقد الوعد بالبيع بيعا تاما .وهو ما نصت عليه المادة 72
من القانون المدني الستصدار حكم قضائي يقوم مقام العقد.
لم يكن المشرع الجزائـري يلزم بشهـر عقد الوعد بالبيع قبل سنة ،2004غير أنـه وبموجب المادة 10من قانون المالية
لسنة 2004تحدث عن شهر عقد الوعد بالبيع في إطار إحداث رسم اإلشهار العقاري .
المراجـع :
10
- 1بلحاج العربي ،مصادر االلتزام في القانوني المدني الجزائري ،الجزء الثاني ،العقد اإلرادة المنفردة "،دار
هومه ،الطبعة الثانية ،الجزائر.2016 ،
2 -دربال عبد الرزاق ،الوجيز في أحكام االلتزام في القانون المدني الجزائري ،دار العلوم للنشر والتوزيع،
الجزائر2004 ،
- 3د /علي فياللي "،االلتزامات الفعل المستحق للتعويض" ،الطبعة الثانية ،موفر للنشر ،الجزائر.2007 ،
4 -د /إسحاق إبراهيم منصور" نظريتا القانون والحق وتطبيقاتهما في القوانين الجزائرية "،الطبعة السابعة
،ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر 2004،
11
الفهرس:
مقدمة.................................................................................ص02
خاتمة.................................................................................ص10
المراجـع ..............................................................................ص11
الفهرس...............................................................................ص12
12