Professional Documents
Culture Documents
المقدمة
خاتمـ ــة
1
المقدمة:
انطالقا من كون العقد هو عالقة قانونية قائمة على تواجد إرادتين وتوافقهما ،في سبيل
االلتزام بشكل متبادل ،بحيث يقوم هذا األخير على االعتبار الشخصي يرتب على كل منهما
ضرورة التنفيذ ،سواء كان االلتزام طبيعي أو التزام مدني ،واللذان يختلفان من حيث قيام مسؤولية الملتزم
بالوفاء.
أحيط االلتزام المدني على خالف االلتزام الطبيعي #،بحماية قانونية باعتباره التزام تام وكامل
يشتمل على عنصري المديونية والمسؤولية ،فيعبر األول عن رابطة قانونية بين الدائن والمدين ،بينما يتجه
الثاني إلى إخضاع المدين لقهر الدائن عن طريق السلطة المختصة .يكفل القانون على هذا النحو للدائن استيفاء
وبين الحقوق التي يتمتع بها الطرفين والواجبات التي تقع على عاتقهما ،تحقيقاً
حقه ،حيث نظم أحكام االلتزام ّ
للموازنة بين مصلحة الدائن والمدين ،ومراعاةً لجميع الظروف التي قد تحيط عملية التنفيذ .يتدخل القاضي في
تطبيق القواعد القانونية وفقاً حدده المشرع لتسهيل المعامالت واستقرارها بين المتعاقدين ،وتحسباً ألي خالف
أو ن ازع قد ينشب بينهم ،السيما عند تقاعس أو رفض أحدهم التقيد بما التزم به ومن ثمة اإلضرار بالمصالح
الشخصية للطرف اآلخر وعلى ضوء ما تقدم بيانه ،يتضح أن التنفيذ هو األثر الجوهري لاللتزام ،ومنه فإن
إشكالية هذه الدراسة تتمحور في التساؤل التالي :ما هي السبل التي يقررها القانون من أجل حمل المدين على
تنفيذ التزاماته تجاه الدائن؟.
2
ويتمثل في الوفاء بااللتزام،فإن لم يتم الوفاء بإرادة المدين،فإن للدائن أن يستعين بالسلطة القضائية إلجباره على
الوفاء بااللتزام ،وهو ما يسمى بالتنفيذ الجبري ،والذي يتمثل في التنفيذ العيني أو التنفيذ بطريق التعويض،
يقصد بالتنفيذ العيني قيام المدين بأداء عين ما إلتزم به متى توافرت شروط معينة
ومثال ذلك أن يقوم البائع بتسليم المبيع الى المشتري،أو أن يقوم بائع قطعة االرض بنقل الملكية الى المشتري
ليصبح هو المالك الجديد لهذه القطعة.
-تنفيذ االلتزام عينا هو األصل ،وهذا ما نصت عليه المادة 164من القانون المدني إضافة إلى ما تقرره
المادة 176منه ،حيث يتضح من النصين أن من حق الدائن المطالبة بتنفيذ االلتزام الذي في ذمة مدينه عينا،
ولإلحاطة بالمقصود بالتنفيذ العيني البد من تناول العناصر التالية:
-شروط الحكم بالتنفيذ العيني الجبري.
-موضوع التنفيذ العيني.
-الغرامة التهديدية (وسائل التنفيذ العيني(
1
دربال عبد الرزاق ،الوجيز في أحكام االلتزام في القانون المدني الجزائري ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،الجزائر 2004 ،ص 213
3
210متر ففي هذه الحالة ليس من حق الدائن إجبار المدين على التنفيذ العيني (إزالة البناء) بل يكفي تعويض
نقدي عادل.
كل هذا شريطة أال يلحق بالدائن ضرر جسيم جراء عدم القيام بالتنفيذ العيني ،وللقاضي سلطة تقديرية واسعة
في تحديد وجود الضرر الجسيم من عدمه.
رابعا #:يجب أال يكون في التنفيذ العيني مساس بالحرية #الشخصية للمدين
من الممكن أن يكون التنفيذ العيني الجبري ممكنا في حد ذاته وغير مرهق للمدين ،لكن إذا مس بالحرية
الشخصية للمدين فإنه ال يتحقق ،ويصدر القاضي حكمه بتقديم تعويض عادل للدائن ،ألن القيام بجبر المدين
على التنفيذ فيه مساس بحريته الشخصية ،إن المساس بالحرية الشخصية للمدين يمكن أن يجعل من التنفيذ
العيني غير منتج في حد ذاته ،لذا يمكن إجباره على ذلك بفرض غرامة تهديدية عن كل يوم يتأخر فيه عن
الوفاء بالتزامه ،فإذا فشلت هذه الطريقة حكم القاضي بتعويض نقدي عادل.
فإذا لم يشأ الدائن القيام بهذه العملية جاز له المطالبة بتعويض عادل و هذا حسب المادة 166من القانون
المدني .وهناك حالة استثنائية .وهي حالة االستعجال يمكن فيها الدائن الحصول على شيء من النوع دون
استئذان القاضي (حالة المستشفى مثال(
2دربال عبد الرزاق مرجع سابق ص 215
-د /علي فياللي "،االلتزامات الفعل المستحق للتعويض" ،الطبعة الثانية ،موفر للنشر ،الجزائر 2007 ،ص 189
4
3- العقار :
ال تنقل الملكية في العقارات إال بعد القيام بعملية اإلشهار العقاري و هذا حسب المادة 165مدني ،و مادام
التصرف في العقارات حسب المادة 324مكرر 1من القانون المدني يجب أن يتم في شكل رسمي تحت طائلة
البطالن فإن امتناع البائع عن القيام باإلجراءات الالزمة للتسجيل (إن حصلت) فإن العقد الرسمي وحده كاف
للمشتري لكي يقوم بتقديمه لإلشهار ألن هذا العقد هو في حد ذاته سند تنفيذي ،و يتم اإلشهار به مباشرة،
عكس بعض القوانين المقارنة (المصري) التي تمنح للمشتري حق استصدار حكم بدعوى تسمى دعوى صحة
التعاقد أو صحة التوقيع (كل ما سبق يطبق على االلتزام بعمل كأصل عام (
ثانيا :االلتزام #باالمتناع عن العمل
التنفيذ العيني في االلتزام باالمتناع عن عمل يتمثل في إزالة ما وقع ،فالتزام التاجر بعدم منافسته من باع له
محله التجاري في مكان معين ،يترتب على اإلخالل به الحكم بإغالقه.
وهذا حسب المادة 173من القانون المدني.
ويمح للقاضي سلطة تقديرية في إزالة ما وقع أو االقتصار على التعويض إذا رأى أن في اإلزالة تحميال
للمدين فوق طاقته (إرهاق له) كما هو الحال في حالة بناء جدار على األرض المالصقة حسب المادة 788من
القانون المدني.
وتجدر اإلشارة هنا إلى أنه يجب إلزاميا الرجوع إلى القاضي قصد الحصول على ترخيص بإزالة العمل غير
المشروع حتى ولو كنا في حالة استعجال ،ألن عملية اإلزالة قد تؤدي إلى أعمال عنف يكون ضررها أكبر من
عملية اإلزالة في حد ذاتها .فإذا استحال تنفيذ اإلزالة عينا بأن أصبح األمر مستحيل التدارك (قيام ممثل
بالتمثيل رغم التعهد بعدم التمثيل) فيتحول التنفيذ من تنفيذ عيني إلى تنفيذ بمقابل نقدي.
5
-1أن يكون تنفيذ االلتزام عينا #مازال ممكنا:
إذا استحال التنفيذ بسبب أجنبي البد للمدين فيه كهالك الشيء محل االلتزام نتيجة لفعل الغير وليس نتيجة فعل
المدين ،فإن االلتزام ينقضي ،وصبح من غير الجائز اللجوء إلى الغرامة التهديدية ،ألن هدف هذه األخيرة هو
تنفيذ االلتزام .واألمر نفسه ينطبق في الحالة التي يصبح فيها االلتزام مستحيال نتيجة لخطأ المدين فال يتم الحكم
بالغرامة التهديدية بل يحكم بالتنفيذ بمقابل ،ومثال ذلك بيع منقول مرتين متتاليتين وقبل تسليمه للمشتري األول
(الدائن) اصبح ذلك مستحيال ألن المشتري الثاني قد حاز المنقول بحسن نية.
-2أن يكون تنفيذ االلتزام غير ممكن عينا إال إذا قام به المدين نفسه
إذا كان التنفيذ العيني ممكنا دون ضرورة لتدخل المدين فال يمكن اللجوء إلى الغرامة التهديدية ،بل يقوم الدائن
بالتنفيذ مباشرة حسب ما نص القانون ،سواء كان األمر يتعلق بإنشاء حق عيني أو تعديله (راجع ما سبق
وخصوصا المنقول المعين بذاته ،بنوعه )....،وبمفهوم المخالفة لما سبق يتم اللجوء إلى الغرامة التهديدية في
الحاالت التي تتطلب تدخال شخصيا من المدين (الممثل ،الطبيب ،تقديم شركات االحتكار خدمات للجمهور)...
سواء كان األمر يتعلق بالقيام بعمل أو باالمتناع عن عمل (قيام الممثل بالتمثيل رغم تعهده بعدم التمثيل(…..
-3أال يكون فيها مساس بالحق األدبي للمؤلف
ال يجوز إرغام المؤلف على النشر مع دار نشر حتى ولو اتفق معها ،ألن المؤلف هو صاحب الحق األول
واألخير في تقدير نشر مصنفه من عدمه ،فإجباره عن طريق الغرامة التهديدية فيه اعتداء على حقه األدبي
والمتمثل في مالئمة النشر من عدمها ،وهنا من حق دار النشر المطالبة بالتنفيذ بمقابل فقط (التعويض) دون
إجبار المؤلف (المدين) عن طريق الغرامة التهديدية.
وتجدر اإلشارة هنا إلى أن للقاضي سلطة تقديرية في الحكم بالغرامة التهديدية من عدمه ويمكنه ذلك من تلقاء
نفسه حتى دون طلب من الدائن ألن هذا ال يعتبر حكما بأكثر مما طلبه الخصوم بل هو وسيلة لضمان تنفيذ
االلتزام األصلي .وللقاضي الحق في اللجوء إلى الوسيلة التي تكفل تنفيذ أحكامه.
وال رقابة للمحكمة العليا عليه في حكمه بالغرامة التهديدية ،إنما تكون رقابتها في توافر شروط الغرامة
التهديدية من عدمها .فهذه األخيرة مسألة قانون في حين أن تقدير الغرامة التهديدية هو مسألة واقع.
ويمكن طلب الغرامة التهديدية في أية مرحلة تكون فيها الدعوى حتى ولو ألول مرة أمام المجلس القضائي وال
4
يعتبر هذا طلبا جديدا.
وبناء على كل ما سبق ،إذا توافرت شروط الغرامة التهديدية ،جاز للقاضي الحكم بها ،و تبقى الغرامة سارية
حتى يظهر موقف المدين ،فإذا أوفى بالتزامه رفع عنه القاضي قيمة الغرامة التهديدية و ألزمه بتقديم تعويض
يتناسب مع ما أحلقه من ضرر بالدائن ،أما إذا أصر المدين على عدم التنفيذ فإن القاضي يحكم مباشرة
بالتعويض مع مراعاة ما لحق الدائن من ضرر نتيجة لتعنت المدين.
4د/محمد صبري السعدي ،النظرية العامة لاللتزامات ،القسم الثاني ،أحكام اإللتزام في القانون المدني الجزائري ،دار الكتاب الحديث ،دون طبعة،
الجزائر2004،ص 302
6
ثانيا :خصائص #الغرامة التهديدية :
يتميز الحكم الصادر بخصوص الغرامة التهديدية بأنه تهديدي ،غير محدد المقدار و مؤقت.
-1حكم تهديدي :
الفرق بين الغرامة التهديدية والتعويض ،هي أن األولى تحدد عادة بمبلغ نقدي كبير جدا ،وال يتناسب مع ما قد
يلحق الدائن من ضرر جراء تماطل المدين في تنفيذ التزامه ،بينما يراعي في التعويض ما لحق المدين من
ضرر وما فاته من كسب ،و يجب أن يكون على قدر الضرر ،فالهدف األساسي من الغرامة التهديدية هي
الضغط على المدين وتهديده ،و القاضي في تحديده للغرامة ينظر على من يفرض هذه الغرامة ،و يحددها على
حسب قدرة تحمل المدين فإذا كان المدين شركة كبيرة مثال كانت الغرامة التهديدية كبيرة.
كما يجوز للقاضي الزيادة في الغرامة التهديدية كلما وجد مسوغا لذلك و هذا قصد كسر عناد المدين ،لهذا يرى
الفقهاء أن الغرامة ذات صفة تحكيمية (.)Arbitraire
-2حكم غير محدد المقدار:
عادة ما تحدد الغرامة التهديدية عن كل يوم تأخير من المدين عن الوفاء بالتزامه ،عليه ال يمكن معرفة قيمتها
إال إلى تاريخ صدور الحكم ،ألن قيمة الغرامة تمثل
و تراكم األيام التي يمتنع فيها المدين عن التنفيذ.
-3حكم مؤقت :
يجوز للقاضي مصدر الحكم بالغرامة التهديدية إعادة النظر فيها وهذا حسب المادة 174فقرة 2من القانون
المدني ،سواء بالرفع منها أو التخفيض فيها إذا قام المدين بالتنفيذ ،فإذا قام المدين بالوفاء تقوم المحكمة بتصفية
الغرامة نهائيا ،و تنقص منها لتصبح مساوية لما أصاب الدائن من ضرر جراء تأخر المدين في الوفاء ،و
يراعي القاضي في حكمه بالتعويض ما أظهره المدين من تعنت في التنفيذ.
و يترتب على ما سبق أن مبلغ الغرامة التهديدية ليس دينا في ذمة المدين يجوز التنفيذ عليه ،بل هي تهديد على
أساسه يحدد التعويض.
ثالثا :آثار الغرامة التهديدية
إذا قام المدين بتنفيذ التزامه يحكم القاضي بتعويض عادل مراعيا التأخر في التنفيذ .أما إذا أصر المدين على
عدم التنفيذ فإن الحكم بالغرامة التهديدية يتحول إلى التعويض و يشمل التعويض في الحالتين ما لحق الدائن من
خسارة و ما فاته من كسب نتيجة تأخر المدين في الوفاء ،لكن المشرع الجزائري أضاف عنصرا جديدا في
تقدير التعويض و هو التعنت الذي أبداه المدين ،وعليه يجوز للقاضي رفع التعويض للضرر األدبي الذي قد
5
يحلق بالدائن.
و نشير أخيرا إلى أن مقدار التعويض المحكوم به للدائن هو تعويض نهائي و ليس غرامة تهديدية حتى و لو
كان هذا التعويض مساويا للغرامة التهديدية ،ألن الحكم بالتعويض يجب أن يكون مسببا (الخسارة ،ما فاته من
ربح ،التعنت) في حين أن الحكم بالغرامة التهديدية غير مسبب.
المبحث الثاني التنفيذ عن طريق التعويض
7
المطلب األول -األساس القانوني للتنفيذ عن طريق التعويض :
تناول المشرع الجزائري تنفيذ اإللتزام عن طريق التعويض في الفصل الثاني من الباب الثاني من الباب األول
في كتاب اإللتزامات و العقود من التقنين المدني و ذلك من المادة 176إلى المادة ، 187و قد نصت المادة
176من ق م" إذا استحال على المدين أن ينفذ االلتزام عينا حكم عليه بتعويض الضرر الناجم عن عدم تنفيذ
التزامه ،ما لم يثبت أن استحالة التنفيذ قد نشأت عن سبب ال يد له فيه ،ويكون الحكم كذلك إذا تأخر المدين في
تنفيذ التزامه"
وعليه إذا استحال على الدائن إجبار المدين على التنفيذ العيني (الطريق األصلي) فليس أمام الدائن إال اللجوء
إلى التنفيذ بمقابل أو عن طريق التعويض (الطريق االحتياطي) .
8
عن التأخير عن التنفيذ عيني.
في الحاالت التي يكون فيها االلتزام غير ممكن بفعل المدين
-أو كان مترتبا عن عمل غير مشروع
-أو إذا كان محل اإللتزام شيئا يعلم المدين أنه مسروق
-أو إذا صرح كتابة أنه ال يريد القيام بالتزامه
مثال :حصل زيد على هاتف محمول دون وجه حق أي حصل عليه بسرقته أو كان قد تسلمه من شخص يعلم
انه سارق فهنا يجب على زيد أن يسلم الهاتف إلى صاحبه دون الحاجة إلى إعذار.
9
المطلب الثاني تقدير التعويض:
حددت المادة 182من القانون المدني الجزائري كيفية تقدير التعويض كما يلي إذ تنص " إذا لم يكن التعويض
مقدرا في العقد أو في القانون فإن القاضي هو الذي يقدره " ...
إذا للتعويض ثالثة صور ((التعويض القضائي)) يقدر فيه القاضي مقدار التعويض ،وقد يكون باالتفاق بين
الدائن والمدين في حال عدم التنفيذ أو التأخير فيه ((التعويض االتفاقي)) كما قد يكونا قانونيا يحدده القانون
وهذا هو ((التعويض القانوني)) إذن تقدير التعويض يكون بالصورالتالية :
حدود التعويض:
.1يشمل التعويض عن الضرر المباشر وليس غير المباشر.
. 2التعويض في المسؤولية العقدية يكون عن الضرر المباشر متوقع الحصول وليس غير المتوقع الحصول أما
في المسؤولية التقصيرية فالتعويض عن الضرر المباشر يكون عن المتوقع الحصول وغير المتوقع الحصول
وفي حالة سوء نية المدين فإنه يسأل عن جميع األضرار المتوقعة وغير المتوقعة .
. 3ويتشرط الستحقاق التعويض أن يكون الضرر حاال أو محقق الوقوع ولو كان مستقبال (كحالة الشخص
الذي يتعرض لحادث مرور وتتراخى األضرار إلى المستقبل) إما إذا كان احتماليا فال يسحق عنه التعويض إال
10
بحدوثه.
. 4الضرر يكون إما ماديا أو معنويا (مثل حالة الضرر الناجم عن موت أحد األقرباء وكل مساس بالحرية أو
الشرف أو السمعة ( 182مكرر ق م).
المدين قد ارتكب غشاً أو خطأ جسيماً" ،إذا للقاضي سلطة في تحديد قيمة التعويض عن الشرط الجزائي
بتخفيضه أو رفعه في الحالت التالية:
. 1للقاضي خفض قيمة الشرط الجزائي إذا أثبت أن تقدير القيمة مبالغ فيه إلى حد كبير.
.2للقاضي خفض الشرط الجزائي إذا أثبت أن االلتزام نفذ في جزء منه.
. 3للقاضي زيادة الشرط الجزائي إذا كان إخالل المدين ناتجا عن غش أو خطأ جسيم.
11
الصورة : 3التعويض القانوني
و قد نصت المادة 186ق م على أنه " إذا كان محل االلتزام بين أفراد مبلغا من النقود ُعين مقداره وقت رفع
الدعوى وتأخر المدين في الوفاء به ،فيجب عليه أن يعوض الضرر الالحق من هذا التأخير"
وهذا النوع من التعويض يسمى بالفوائد التأخيرية والشروط في دفع هذا النوع من التعويض هو أن يكون محل
االلتزام مبلغا من النقود ،وأن يكون المبلغ المتفق عليه معلوم المقدار وأن يتأخر المدين في الدفع و أن يطالب
الدائن بالتعويض القانوني .
كما أن المقصود من التعويض اإلتفاقي هي تلك الحالة التي يتدخل فيها القانون مباشرة لتحديد قيمة التعويض
المستحق للدائن كما في حالة قانون 31-88المتعلق بإلزامية التامين على السيارات وبنظام التعويض عن
10
األضرار حيث نظم المشرع طريقة تعويض الضحايا الناتجة عن حوادث المرور.
خاتمــــة
نافذ القول ،أن االلتزام يعد عنصر جوهري في كل عالقة قانونية تقوم على وجود حق والتزام ،ومن ثمة
تترتب عن التقيد مجموعة من اآلثار تخدم األطراف المتعاقدة على قدم المساواة وتحقق مصالحهم.
اتضح من خالل د ارسة سبل التنفيذ التي قررها المشرع الج ازئري لاللت ازم ،تحقيقاً للتوازن بين مصلحة
الدائن وقدرة المدين على الوفاء ،أن إ اردة هذا األخير تلعب دو اًر متمي اًز ،تتقرر عليها العديد من األحكام،
ليترك له المجال في االستعانة بعنصر الخيار والرغبة ألداء ما التزم به وهو ما يؤكد اتجاه إرادة المشرع نحو
استبعاد أي تدخل للقانون أو القضاء عند تحقق التوافق في اإلرادات وااللتزام بها من األطراف المتعاقدة.
يجدر التنويه ،أن هذه اآلليات بالرغم من كونها تساهم في استيفاء حقوق الدائنين بشكل كبير ،إال أنها تبقى
تفتقر إلى الفعالية الالزمة ،السيما اقتصارها على بعض االلتزامات دون احاطتها باألخرى ،وا بمجموعة من
القيود والشروط التي تحد من نطاق تطبيقها ،ومن ثمة عدم االستفادة من أحكامها.
المراجع
/ 1محمد صبري السعدي ،النظرية العامة لاللتزامات ،القسم الثاني ،أحكام اإللتزام في القانون المدني
الجزائري ،دار الكتاب الحديث ،دون طبعة ،الجزائر.2004،
2 -دربال عبد الرزاق ،الوجيز في أحكام االلتزام في القانون المدني الجزائري ،دار العلوم للنشر والتوزيع،
12
الجزائر2004 ،
- 3د /علي فياللي "،االلتزامات الفعل المستحق للتعويض" ،الطبعة الثانية ،موفر للنشر ،الجزائر.2007 ،
الفهرس:
خطة البحث#.............................................................................
المقدمة#..................................................................................
13
المبحث األول التنفيذ العيني..............................................................
خاتمـ ــة...................................................................................
المراجع#...................................................................................
الفهرس...................................................................................
14