You are on page 1of 14

‫خطة البحث‪:‬‬

‫المقدمة‬

‫المبحث األول التنفيذ العيني‬

‫المطلب األول مفهوم التنفيذ العيني‬

‫المطلب الثاني موضوع التنفيذ العيني‬

‫المطلب الثالث الغرامة التهديدية‬

‫المبحث الثاني التنفيذ عن طريق‪ #‬التعويض‬

‫المطلب األول‪ -‬األساس القانوني للتنفيذ عن طريق التعويض‬

‫المطلب الثاني‪  ‬تقدير التعويض‪ ‬‬

‫خاتمـ ــة‬

‫‪1‬‬
‫المقدمة‪:‬‬
‫انطالقا من كون العقد هو عالقة قانونية قائمة على تواجد إرادتين وتوافقهما‪ ،‬في سبيل‬
‫االلتزام بشكل متبادل‪ ،‬بحيث يقوم هذا األخير على االعتبار الشخصي يرتب على كل منهما‬
‫ضرورة التنفيذ‪ ،‬سواء كان االلتزام طبيعي أو التزام مدني‪ ،‬واللذان يختلفان من حيث قيام مسؤولية الملتزم‬
‫بالوفاء‪.‬‬
‫أحيط االلتزام المدني على خالف االلتزام الطبيعي‪ #،‬بحماية قانونية باعتباره التزام تام وكامل‬
‫يشتمل على عنصري المديونية والمسؤولية‪ ،‬فيعبر األول عن رابطة قانونية بين الدائن والمدين‪ ،‬بينما يتجه‬
‫الثاني إلى إخضاع المدين لقهر الدائن عن طريق السلطة المختصة‪ .‬يكفل القانون على هذا النحو للدائن استيفاء‬
‫وبين الحقوق التي يتمتع بها الطرفين والواجبات التي تقع على عاتقهما‪ ،‬تحقيقاً‬
‫حقه‪ ،‬حيث نظم أحكام االلتزام ّ‬
‫للموازنة بين مصلحة الدائن والمدين‪ ،‬ومراعاةً لجميع الظروف التي قد تحيط عملية التنفيذ‪ .‬يتدخل القاضي في‬
‫تطبيق القواعد القانونية وفقاً حدده المشرع لتسهيل المعامالت واستقرارها بين المتعاقدين‪ ،‬وتحسباً ألي خالف‬
‫أو ن ازع قد ينشب بينهم‪ ،‬السيما عند تقاعس أو رفض أحدهم التقيد بما التزم به ومن ثمة اإلضرار بالمصالح‬
‫الشخصية للطرف اآلخر وعلى ضوء ما تقدم بيانه‪ ،‬يتضح أن التنفيذ هو األثر الجوهري لاللتزام‪ ،‬ومنه فإن‬
‫إشكالية هذه الدراسة تتمحور في التساؤل التالي‪ :‬ما هي السبل التي يقررها القانون من أجل حمل المدين على‬
‫تنفيذ التزاماته تجاه الدائن؟‪.‬‬

‫المبحث‪ #‬األول التنفيذ العيني‬


‫المطلب‪ #‬األول مفهوم التنفيذ العيني‬
‫االصل في تنفيذ االلتزام أن يكون بإرادة المدين‪ ،‬وأن يكون عيناً‪ ،‬وهذا ما يسمى بالتنفيذ االختياري أو الطوعي‬

‫‪2‬‬
‫ويتمثل في الوفاء بااللتزام‪،‬فإن لم يتم الوفاء بإرادة المدين‪،‬فإن للدائن أن يستعين بالسلطة القضائية إلجباره على‬
‫الوفاء بااللتزام‪ ،‬وهو ما يسمى بالتنفيذ الجبري‪ ،‬والذي يتمثل في التنفيذ العيني أو التنفيذ بطريق التعويض‪،‬‬
‫يقصد بالتنفيذ العيني قيام المدين بأداء عين ما إلتزم به متى توافرت شروط معينة‬
‫ومثال ذلك أن يقوم البائع بتسليم المبيع الى المشتري‪،‬أو أن يقوم بائع قطعة االرض بنقل الملكية الى المشتري‬
‫ليصبح هو المالك الجديد لهذه القطعة‪.‬‬
‫‪  -‬تنفيذ االلتزام عينا هو األصل‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 164‬من القانون المدني إضافة إلى ما تقرره‬
‫المادة ‪ 176‬منه‪ ،‬حيث يتضح من النصين أن من حق الدائن المطالبة بتنفيذ االلتزام الذي في ذمة مدينه عينا‪،‬‬
‫ولإلحاطة بالمقصود بالتنفيذ العيني البد من تناول العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ -‬شروط الحكم بالتنفيذ العيني الجبري‪.‬‬
‫‪ -‬موضوع التنفيذ العيني‪.‬‬
‫‪ -‬الغرامة التهديدية (وسائل التنفيذ العيني(‬

‫شروط الحكم بالتنفيذ العيني‪:‬‬


‫بالرجوع لنص المادة ‪ 164‬سالفة الذكر يجب توافر ‪ 04‬شروط‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬إعذار المدين‬
‫و يقصد به تنبيه المدين بضرورة الوفاء و هذا إجراء حتمي ألن المدين إذا لم يقم بالتنفيذ العيني من تلقاء نفسه‬
‫وسكت الدائن على ذلك‪ ،‬فإن هذا قد يفسر على ‪  ‬رضا الدائن و عدم المطالبة بهذا التنفيذ و ترتيبا على هذا لجأ‬
‫الدائن إلى القضاء لمطالبة مدينه بالتنفيذ العيني دون إعذاره و تقدم المدين بالتنفيذ العيني فإن الدائن يتحمل‬
‫‪1‬‬
‫مصاريف الدعوى‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أن يكون التنفيذ العيني ممكنا‬
‫إذا استحال القيام بالتنفيذ العيني نتيجة خطأ المدين فإن التنفيذ سيكون بمقابل )التعويض)‪ ،‬أما إذا كانت هذه‬
‫االستحالة ناتجة عن سبب أجنبي خارج عن إرادة المدين وفعله‪ ،‬فإن االلتزام ينقضي‪ .‬وعليه ال يترتب أي‬
‫تعويض في ذمة المدين حسب المادة ‪ 176‬من القانون المدني وكمثال عن استحالة التنفيذ بسبب المدين امتناع‬
‫طبيب عن إجراء عملية تعهد بإجرائها‪، ...‬أو كامتناع مهندس تسليم مخطط بناء تعهد به‪،‬‬

‫ثالثا ‪ :‬يجب أال يكون هذا التنفيذ مرهقا للمدين‬


‫قد يكون التنفيذ العيني ممكنا في حد ذاته‪ ،‬ولكن إلزام المدين على القيام به فيه إرهاق له‪ ،‬فيتحول هنا التنفيذ‬
‫إلى التنفيذ عن طريق التعويض‪( ،‬مثال قيام مشتري أرض بتجاوز التزامه بالبناء في مساحة ‪ 200‬متر فيبني‬

‫‪1‬‬
‫دربال عبد الرزاق‪ ،‬الوجيز في أحكام االلتزام في القانون المدني الجزائري‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ 2004 ،‬ص ‪213‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ 210‬متر ففي هذه الحالة ليس من حق الدائن إجبار المدين على التنفيذ العيني (إزالة البناء) بل يكفي تعويض‬
‫نقدي عادل‪.‬‬
‫كل هذا شريطة أال يلحق بالدائن ضرر جسيم جراء عدم القيام بالتنفيذ العيني‪ ،‬وللقاضي سلطة تقديرية واسعة‬
‫في تحديد وجود الضرر الجسيم من عدمه‪.‬‬
‫رابعا‪ #:‬يجب أال يكون في التنفيذ العيني مساس بالحرية‪ #‬الشخصية للمدين‬
‫من الممكن أن يكون التنفيذ العيني الجبري ممكنا في حد ذاته وغير مرهق للمدين‪ ،‬لكن إذا مس بالحرية‬
‫الشخصية للمدين فإنه ال يتحقق‪ ،‬ويصدر القاضي حكمه بتقديم تعويض عادل للدائن‪ ،‬ألن القيام بجبر المدين‬
‫على التنفيذ فيه مساس بحريته الشخصية‪ ،‬إن المساس بالحرية الشخصية للمدين يمكن أن يجعل من التنفيذ‬
‫العيني غير منتج في حد ذاته‪ ،‬لذا يمكن إجباره على ذلك بفرض غرامة تهديدية عن كل يوم يتأخر فيه عن‬
‫الوفاء بالتزامه‪ ،‬فإذا فشلت هذه الطريقة حكم القاضي بتعويض نقدي عادل‪.‬‬

‫المطلب الثاني موضوع التنفيذ العيني‬


‫ال يمكن الحديث عن التنفيذ العيني إال إذا كان ال يمس شخص المدين وحريته‪ ،‬ففي هذه الحالة األخيرة يمكن‬
‫الحديث عن التنفيذ بمقابل فقط‪ .‬وعليه وقصد التفصيل في موضوع التنفيذ العيني وكيفيته‪ ،‬يجب التطرق إليه‬
‫بحسب محل االلتزام المطلوب تنفيذه وذلك على النحو التالي‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬االلتزام‪ #‬بإنشاء‪ #‬حق عيني أو نقله ‪:‬‬
‫يتوقف التنفيذ العيني هنا على حسب المحل الذي يرد عليه‪ ،‬ونميز بين ثالث حاالت المنقول المعين بذاته‪-‬‬
‫المنقول المعين بنوعه العقار‪.‬‬
‫‪ -1‬المنقول المعين بذاته ‪:‬‬
‫إذا كان المنقول معينا بذاته فإن الملكية فيه تنتقل فورا‪ ،‬بمعنى أن تنفيذ االلتزام يتم بقوة القانون‪ ،‬فالمشرع ال‬
‫يشترط أي شرط خاص النتقال الملكية‪ .‬وهذا حسب نص المادة ‪ 165‬من القانون المدني‪.‬‬
‫‪ -2‬المنقول المعين بنوعه ‪:‬‬
‫إذا كان االلتزام بإعطاء شيء واردا على منقول معين بنوعه‪ ،‬فإن الملكية ال تنتقل فور انعقاد العقد بل تؤجل‬
‫إلى غاية القيام بعملية إفراز المنقول‪ .‬فعند قيام البائع مثال بفرز القمح المتفق عليه ووضعه في أكياس تحت‬
‫تصرف المشتري تنتقل الملكية‪ .‬فإذا حدث ولم يقم المدين بعملية الفرز‪ ،‬فيمكن للدائن الحصول على نفس‬
‫‪2‬‬
‫المحل )النوع) المتفق عليه وعلى نفقة المدين كذلك بعد أخذ إذن من القاضي المختص‪.‬‬

‫فإذا لم يشأ الدائن القيام بهذه العملية جاز له المطالبة بتعويض عادل و هذا حسب المادة ‪ 166‬من القانون‬
‫المدني‪ .‬وهناك حالة استثنائية‪ .‬وهي حالة االستعجال يمكن فيها الدائن الحصول على شيء من النوع دون‬
‫استئذان القاضي (حالة المستشفى مثال(‬
‫‪ 2‬دربال عبد الرزاق مرجع سابق ص ‪215‬‬
‫‪ -‬د‪ /‬علي فياللي ‪ "،‬االلتزامات الفعل المستحق للتعويض"‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬موفر للنشر‪ ،‬الجزائر‪ 2007 ،‬ص ‪189‬‬

‫‪4‬‬
‫‪3- ‬العقار ‪:‬‬
‫ال تنقل الملكية في العقارات إال بعد القيام بعملية اإلشهار العقاري و هذا حسب المادة ‪ 165‬مدني‪ ،‬و مادام‬
‫التصرف في العقارات حسب المادة ‪ 324‬مكرر ‪ 1‬من القانون المدني يجب أن يتم في شكل رسمي تحت طائلة‬
‫البطالن فإن امتناع البائع عن القيام باإلجراءات الالزمة للتسجيل (إن حصلت) فإن العقد الرسمي وحده كاف‬
‫للمشتري لكي يقوم بتقديمه لإلشهار ألن هذا العقد هو في حد ذاته سند تنفيذي‪ ،‬و يتم اإلشهار به مباشرة‪،‬‬
‫عكس بعض القوانين المقارنة (المصري) التي تمنح للمشتري حق استصدار حكم بدعوى تسمى دعوى صحة‬
‫التعاقد أو صحة التوقيع (كل ما سبق يطبق على االلتزام بعمل كأصل عام (‬
‫ثانيا ‪ :‬االلتزام‪ #‬باالمتناع عن العمل‬
‫التنفيذ العيني في االلتزام باالمتناع عن عمل يتمثل في إزالة ما وقع‪ ،‬فالتزام التاجر بعدم منافسته من باع له‬
‫محله التجاري في مكان معين‪ ،‬يترتب على اإلخالل به الحكم بإغالقه‪.‬‬
‫وهذا حسب المادة ‪ 173‬من القانون المدني‪.‬‬
‫ويمح للقاضي سلطة تقديرية في إزالة ما وقع أو االقتصار على التعويض إذا رأى أن في اإلزالة تحميال‬
‫للمدين فوق طاقته (إرهاق له) كما هو الحال في حالة بناء جدار على األرض المالصقة حسب المادة ‪ 788‬من‬
‫القانون المدني‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة هنا إلى أنه يجب إلزاميا الرجوع إلى القاضي قصد الحصول على ترخيص بإزالة العمل غير‬
‫المشروع حتى ولو كنا في حالة استعجال‪ ،‬ألن عملية اإلزالة قد تؤدي إلى أعمال عنف يكون ضررها أكبر من‬
‫عملية اإلزالة في حد ذاتها‪ .‬فإذا استحال تنفيذ اإلزالة عينا بأن أصبح األمر مستحيل التدارك (قيام ممثل‬
‫بالتمثيل رغم التعهد بعدم التمثيل) فيتحول التنفيذ من تنفيذ عيني إلى تنفيذ بمقابل نقدي‪.‬‬

‫المطلب‪ #‬الثالث‪ #‬الغرامة التهديدية‬


‫إذا امتنع المدين عن تنفيذ التزامه طواعية يمكن إجباره على تنفيذ ذلك‪ ،‬ويتم هذا عن طريق تهديده و ذلك‬
‫بإرغامه على تقديم مبلغ من النقود عن كل يوم أو شهر تأخير و هذا ما يسمى بالغرامة التهديدية (امتناع‬
‫الممثل عن التمثيل في المسرح الذي اتفق معه‪ ،‬امتناع شركة الغاز أو الكهرباء عن تقديم الخدمات‪ #)...‬وعادة‬
‫‪3‬‬
‫ما يكون مقدار الغرامة كبيرا و مؤثرا مما يؤدي إلى رضوخ المدين‪.‬‬
‫وقد نص المشرع الجزائري على الغرامة التهديدية في المواد ‪ 174-175‬من القانون المدني و‪ 340‬من قانون‬
‫اإلجراءات المدنية واالدارية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬شروط الغرامة التهديدية‬


‫‪ -‬أن يكون تنفيذ االلتزام عينا مازال قائما وممكنا‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون تنفيذ االلتزام غير ممكن إال إذا قام به المدين بنفسه‪.‬‬
‫‪ -‬أال يكون فيها مساس بحق المؤلف‪.‬‬
‫‪ 3‬دربال عبد الرزاق مرجع سابق ص ‪218‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ -1‬أن يكون تنفيذ االلتزام عينا‪ #‬مازال ممكنا‪:‬‬
‫إذا استحال التنفيذ بسبب أجنبي البد للمدين فيه كهالك الشيء محل االلتزام نتيجة لفعل الغير وليس نتيجة فعل‬
‫المدين‪ ،‬فإن االلتزام ينقضي‪ ،‬وصبح من غير الجائز اللجوء إلى الغرامة التهديدية‪ ،‬ألن هدف هذه األخيرة هو‬
‫تنفيذ االلتزام‪ .‬واألمر نفسه ينطبق في الحالة التي يصبح فيها االلتزام مستحيال نتيجة لخطأ المدين فال يتم الحكم‬
‫بالغرامة التهديدية بل يحكم بالتنفيذ بمقابل‪ ،‬ومثال ذلك بيع منقول مرتين متتاليتين وقبل تسليمه للمشتري األول‬
‫(الدائن) اصبح ذلك مستحيال ألن المشتري الثاني قد حاز المنقول بحسن نية‪.‬‬
‫‪-2‬أن يكون تنفيذ االلتزام غير ممكن عينا إال إذا قام به المدين نفسه‬
‫إذا كان التنفيذ العيني ممكنا دون ضرورة لتدخل المدين فال يمكن اللجوء إلى الغرامة التهديدية‪ ،‬بل يقوم الدائن‬
‫بالتنفيذ مباشرة حسب ما نص القانون‪ ،‬سواء كان األمر يتعلق بإنشاء حق عيني أو تعديله (راجع ما سبق‬
‫وخصوصا المنقول المعين بذاته‪ ،‬بنوعه‪ )....،‬وبمفهوم المخالفة لما سبق يتم اللجوء إلى الغرامة التهديدية في‬
‫الحاالت التي تتطلب تدخال شخصيا من المدين (الممثل‪ ،‬الطبيب‪ ،‬تقديم شركات االحتكار خدمات للجمهور‪)...‬‬
‫سواء كان األمر يتعلق بالقيام بعمل أو باالمتناع عن عمل (قيام الممثل بالتمثيل رغم تعهده بعدم التمثيل(…‪..‬‬
‫‪ -3‬أال يكون فيها مساس بالحق األدبي للمؤلف‬
‫ال يجوز إرغام المؤلف على النشر مع دار نشر حتى ولو اتفق معها‪ ،‬ألن المؤلف هو صاحب الحق األول‬
‫واألخير في تقدير نشر مصنفه من عدمه‪ ،‬فإجباره عن طريق الغرامة التهديدية فيه اعتداء على حقه األدبي‬
‫والمتمثل في مالئمة النشر من عدمها‪ ،‬وهنا من حق دار النشر المطالبة بالتنفيذ بمقابل فقط (التعويض) دون‬
‫إجبار المؤلف (المدين) عن طريق الغرامة التهديدية‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة هنا إلى أن للقاضي سلطة تقديرية في الحكم بالغرامة التهديدية من عدمه ويمكنه ذلك من تلقاء‬
‫نفسه حتى دون طلب من الدائن ألن هذا ال يعتبر حكما بأكثر مما طلبه الخصوم بل هو وسيلة لضمان تنفيذ‬
‫االلتزام األصلي‪ .‬وللقاضي الحق في اللجوء إلى الوسيلة التي تكفل تنفيذ أحكامه‪.‬‬
‫وال رقابة للمحكمة العليا عليه في حكمه بالغرامة التهديدية‪ ،‬إنما تكون رقابتها في توافر شروط الغرامة‬
‫التهديدية من عدمها‪ .‬فهذه األخيرة مسألة قانون في حين أن تقدير الغرامة التهديدية هو مسألة واقع‪.‬‬
‫ويمكن طلب الغرامة التهديدية في أية مرحلة تكون فيها الدعوى حتى ولو ألول مرة أمام المجلس القضائي وال‬
‫‪4‬‬
‫يعتبر هذا طلبا جديدا‪.‬‬

‫وبناء على كل ما سبق‪ ،‬إذا توافرت شروط الغرامة التهديدية‪ ،‬جاز للقاضي الحكم بها‪ ،‬و تبقى الغرامة سارية‬
‫حتى يظهر موقف المدين‪ ،‬فإذا أوفى بالتزامه رفع عنه القاضي قيمة الغرامة التهديدية و ألزمه بتقديم تعويض‬
‫يتناسب مع ما أحلقه من ضرر بالدائن‪ ،‬أما إذا أصر المدين على عدم التنفيذ فإن القاضي يحكم مباشرة‬
‫بالتعويض مع مراعاة ما لحق الدائن من ضرر نتيجة لتعنت المدين‪.‬‬

‫‪ 4‬د‪/‬محمد صبري السعدي‪ ،‬النظرية العامة لاللتزامات‪ ،‬القسم الثاني‪ ،‬أحكام اإللتزام في القانون المدني الجزائري‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬دون طبعة‪،‬‬
‫الجزائر‪2004،‬ص ‪302‬‬

‫‪6‬‬
‫ثانيا ‪ :‬خصائص‪ #‬الغرامة التهديدية ‪:‬‬
‫يتميز الحكم الصادر بخصوص الغرامة التهديدية بأنه تهديدي‪ ،‬غير محدد المقدار و مؤقت‪.‬‬
‫‪ -1‬حكم تهديدي ‪:‬‬
‫الفرق بين الغرامة التهديدية والتعويض‪ ،‬هي أن األولى تحدد عادة بمبلغ نقدي كبير جدا‪ ،‬وال يتناسب مع ما قد‬
‫يلحق الدائن من ضرر جراء تماطل المدين في تنفيذ التزامه‪ ،‬بينما يراعي في التعويض ما لحق المدين من‬
‫ضرر وما فاته من كسب‪ ،‬و يجب أن يكون على قدر الضرر‪ ،‬فالهدف األساسي من الغرامة التهديدية هي‬
‫الضغط على المدين وتهديده‪ ،‬و القاضي في تحديده للغرامة ينظر على من يفرض هذه الغرامة‪ ،‬و يحددها على‬
‫حسب قدرة تحمل المدين فإذا كان المدين شركة كبيرة مثال كانت الغرامة التهديدية كبيرة‪.‬‬
‫كما يجوز للقاضي الزيادة في الغرامة التهديدية كلما وجد مسوغا لذلك و هذا قصد كسر عناد المدين‪ ،‬لهذا يرى‬
‫الفقهاء أن الغرامة ذات صفة تحكيمية (‪.)Arbitraire‬‬
‫‪ -2‬حكم غير محدد المقدار‪:‬‬
‫عادة ما تحدد الغرامة التهديدية عن كل يوم تأخير من المدين عن الوفاء بالتزامه‪ ،‬عليه ال يمكن معرفة قيمتها‬
‫إال إلى تاريخ صدور الحكم‪ ،‬ألن قيمة الغرامة تمثل‬
‫و تراكم األيام التي يمتنع فيها المدين عن التنفيذ‪.‬‬
‫‪ -3‬حكم مؤقت ‪:‬‬
‫يجوز للقاضي مصدر الحكم بالغرامة التهديدية إعادة النظر فيها وهذا حسب المادة ‪ 174‬فقرة ‪ 2‬من القانون‬
‫المدني‪ ،‬سواء بالرفع منها أو التخفيض فيها إذا قام المدين بالتنفيذ‪ ،‬فإذا قام المدين بالوفاء تقوم المحكمة بتصفية‬
‫الغرامة نهائيا‪ ،‬و تنقص منها لتصبح مساوية لما أصاب الدائن من ضرر جراء تأخر المدين في الوفاء‪ ،‬و‬
‫يراعي القاضي في حكمه بالتعويض ما أظهره المدين من تعنت في التنفيذ‪.‬‬
‫و يترتب على ما سبق أن مبلغ الغرامة التهديدية ليس دينا في ذمة المدين يجوز التنفيذ عليه‪ ،‬بل هي تهديد على‬
‫أساسه يحدد التعويض‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬آثار الغرامة التهديدية‬
‫إذا قام المدين بتنفيذ التزامه يحكم القاضي بتعويض عادل مراعيا التأخر في التنفيذ‪ .‬أما إذا أصر المدين على‬
‫عدم التنفيذ فإن الحكم بالغرامة التهديدية يتحول إلى التعويض و يشمل التعويض في الحالتين ما لحق الدائن من‬
‫خسارة و ما فاته من كسب نتيجة تأخر المدين في الوفاء‪ ،‬لكن المشرع الجزائري أضاف عنصرا جديدا في‬
‫تقدير التعويض و هو التعنت الذي أبداه المدين‪ ،‬وعليه يجوز للقاضي رفع التعويض للضرر األدبي الذي قد‬
‫‪5‬‬
‫يحلق بالدائن‪.‬‬
‫و نشير أخيرا إلى أن مقدار التعويض المحكوم به للدائن هو تعويض نهائي و ليس غرامة تهديدية حتى و لو‬
‫كان هذا التعويض مساويا للغرامة التهديدية‪ ،‬ألن الحكم بالتعويض يجب أن يكون مسببا (الخسارة‪ ،‬ما فاته من‬
‫ربح‪ ،‬التعنت) في حين أن الحكم بالغرامة التهديدية غير مسبب‪.‬‬
‫المبحث الثاني التنفيذ عن طريق التعويض‬

‫‪ 5‬دربال عبد الرزاق مرجع سابق ص ‪224‬‬

‫‪7‬‬
‫المطلب األول‪  -‬األساس القانوني للتنفيذ عن طريق التعويض ‪:‬‬
‫تناول المشرع الجزائري تنفيذ اإللتزام عن طريق التعويض في الفصل الثاني من الباب الثاني من الباب األول‬
‫في كتاب اإللتزامات و العقود من التقنين المدني و ذلك من المادة ‪ 176‬إلى المادة ‪ ، 187‬و قد نصت المادة‬
‫‪ 176‬من ق م" إذا استحال على المدين أن ينفذ االلتزام عينا حكم عليه بتعويض الضرر الناجم عن عدم تنفيذ‬
‫التزامه‪ ،‬ما لم يثبت أن استحالة التنفيذ قد نشأت عن سبب ال يد له فيه ‪،‬ويكون الحكم كذلك إذا تأخر المدين في‬
‫تنفيذ التزامه"‬
‫وعليه إذا استحال على الدائن إجبار المدين على التنفيذ العيني (الطريق األصلي) فليس أمام الدائن إال اللجوء‬
‫إلى التنفيذ بمقابل أو عن طريق التعويض (الطريق االحتياطي) ‪.‬‬

‫حاالت التنفيذ بمقابل‪:  ‬‬


‫‪ - 1‬إذا إستحال على المدين تنفيذ االلتزام تنفيذا عينيا في حالة ما تكون االستحالة راجعة إلى فعله شخصيا‪ ،‬أما‬
‫إذا أصبح تنفيذ االلتزام غير ممكن بسبب أجنبي فهنا ينقضي االلتزام وال محل للتعويض‪. .‬‬
‫‪ - 2‬إذا طالب به الدائن ولم يعترض المدين فالتعويض في هذه الحالة يؤسس على االتفاق الضمني بين الدائن‬
‫والمدين على أن يحل التنفيذ بمقابل محل التنفيذ العيني لاللتزام ‪.‬‬
‫‪ - 3‬إذا كان التنفيذ العيني مرتبطا بتدخل المدين شخصيا ( رسام يرسم لوحة) و رغم الحكم عليه بالغرامة للقيام‬
‫بالتنفيذ إال أنه لم يقم بالتنفيذ ‪ ،‬أي إذا لم تنجح وسيلة الغرامة التهديدية في حمل المدين المتعنت على التنفيذ‬
‫‪6‬‬
‫العيني ‪.‬‬

‫‪ -‬صور التعويض ‪:‬‬


‫حددت المادة ‪ 176‬مدني جزائري صورتي التعويض كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬التعويض عن عدم التنفيذ ‪:‬‬
‫‪ ‬وهي الحالة التي ال ينفذ فيها المدين‪  ‬التزامه‪ ،‬فيلجأ الدائن إلى المطالبة بالتعويض عن عدم التنفيذ أي أن‬
‫التعويض يحل محل التنفيذ لاللتزام‪.‬‬
‫‪ -2‬التعويض عن التأخر في التنفيذ ‪:‬‬
‫وفي هذه الحالة‪  ‬ينفذ المدين التزامه متأخرا بعد المدة المحددة‪ ،‬فهنا يوجد التنفيذ العيني متأخر ويوجد تعويض‬

‫‪ 6‬نفس المرجع ص ‪227‬‬

‫‪8‬‬
‫عن التأخير عن التنفيذ عيني‪.‬‬

‫‪ -‬شروط التعويض ‪:‬‬


‫تنص المادة ‪ 182/01‬ق م "إذا لم يكن التعويض ‪ ...‬بشرط أن يكون هذا نتيجة طبيعية لعدم الوفاء بااللتزام‪،‬‬
‫أو للتأخر في الوفاء به‪ .‬ويعتبر الضرر نتيجة طبيعية‪ ،‬إذا لم يكن في استطاعة الدائن أن يتوقاه ببذل جهد‬
‫معقول"‪ ،‬والمادة ‪ 179‬من "ال يستحق التعويض إال بعد إعذار المدين‪ ،‬ما لم ينص مخالف لذلك"‪.‬‬

‫مما سبق يستخلص أن للتنفيذ عن طريق التعويض شروطا هي ‪:‬‬


‫‪ .1‬عدم قيام المدين بالتنفيذ العيني (الخطأ)‪.‬‬
‫‪ .2‬إصابة الدائن بضرر‪.‬‬
‫‪  .3‬العالقة السببية بين الضرر وعدم قيام المدين بالتنفيذ العيني (أن يكون الضرر الذي أصاب الدائن نتيجة‬
‫عدم قيام المدين بالتنفيذ العيني‪.7‬‬
‫‪ . 4‬قيام الدائن بإعذار المدين بالوفاء بالتزامه ‪ ،‬أو كان هناك اتفاق بين الدائن والمدين على أن يكون المدين‬
‫معذراً بمجرد حلول األجل دون حاجة إلى أي إجراء آخر (‪ 180‬ق م) ‪، ‬ولكن فيما يتعلق بهذا الشرط توجد‬
‫حاالت معينة محددة في نص المادة (‪ 181‬ق م) ال ضرورة إلعذار المدين فيها و هي كاآلتي ‪:‬‬

‫في الحاالت التي يكون فيها االلتزام غير ممكن بفعل المدين‬
‫‪ -‬أو كان مترتبا عن عمل غير مشروع‬
‫‪ -‬أو إذا كان محل اإللتزام شيئا يعلم المدين أنه مسروق‬
‫‪ -‬أو إذا صرح كتابة أنه ال يريد القيام بالتزامه‬
‫مثال ‪ :‬حصل زيد على هاتف محمول دون وجه حق أي حصل عليه بسرقته أو كان قد تسلمه من شخص يعلم‬
‫انه سارق فهنا يجب على زيد أن يسلم الهاتف إلى صاحبه دون الحاجة إلى إعذار‪.‬‬

‫‪ 7‬دربال عبد الرزاق مرجع سابق ص ‪233‬‬

‫‪9‬‬
‫المطلب الثاني‪  ‬تقدير التعويض‪:  ‬‬
‫حددت المادة ‪ 182‬من القانون المدني الجزائري كيفية تقدير التعويض كما يلي إذ تنص " إذا لم يكن التعويض‬
‫مقدرا في العقد أو في القانون فإن القاضي هو الذي يقدره ‪" ...‬‬
‫إذا للتعويض ثالثة صور ((التعويض القضائي)) يقدر فيه القاضي مقدار التعويض‪ ،‬وقد يكون باالتفاق بين‬
‫الدائن والمدين في حال عدم التنفيذ أو التأخير فيه ((التعويض االتفاقي)) كما قد يكونا قانونيا يحدده القانون‬
‫وهذا هو ((التعويض القانوني)) إذن تقدير التعويض يكون بالصورالتالية ‪:‬‬

‫الصورة ‪ : 1‬التعويض القضائي‬


‫إذا لم ينفذ المدين التزامه أو تأخر فيه كان للدائن أن يطالبه بتعويض أمام المحكمة‪ ،‬وتتمثل عناصر التعويض‬
‫التي يحكم بها القاضي فيما فات الدائن من كسب وما لحقه من خسارة ويقع على الدائن عبء إثبات ما لحقه‬
‫من ضرر‪.‬ومثال ذلك‪  :‬تعاقد صاحب مصنع على توريد بضاعة إلى أحد التجار ولم َيف صاحب المصنع‬
‫بالتزامه مما دفع التاجر إلى شراء البضاعة من مصنع آخر بثمن مرتفع‪ ،‬فهنا يحق للتاجر (الدائن) أن يطالب‬
‫صاحب المصنع (المدين) بالتعويض عن الضرر الذي أصابه من جراء ذلك ‪،‬ويشمل التعويض‪:‬‬
‫‪ - 1‬ما لحق بالتاجر (الدائن) من خسارة متمثلة في الفرق بين ثمن البضاعة المتفق عليه وثمن شرائها من‬
‫مصنع آخر‪.‬‬
‫‪ - 2‬ما فات الدائن من كسب ويتمثل فيما كان سيحققه الدائن (التاجر) من ربح من صفقات ضاعت عليه في‬
‫‪8‬‬
‫سعيه لشراء البضاعة من مكان آخر‪.‬‬

‫حدود التعويض‪:‬‬
‫‪ .1‬يشمل التعويض عن الضرر المباشر وليس غير المباشر‪.‬‬
‫‪ . 2‬التعويض في المسؤولية العقدية يكون عن الضرر المباشر متوقع الحصول وليس غير المتوقع الحصول أما‬
‫في المسؤولية التقصيرية فالتعويض عن الضرر المباشر يكون عن المتوقع الحصول وغير المتوقع الحصول‬
‫وفي حالة سوء نية المدين فإنه يسأل عن جميع األضرار المتوقعة وغير المتوقعة‪ .‬‬
‫‪ . 3‬ويتشرط الستحقاق التعويض أن يكون الضرر حاال أو محقق الوقوع ولو كان مستقبال (كحالة الشخص‬
‫الذي يتعرض لحادث مرور وتتراخى األضرار إلى المستقبل) إما إذا كان احتماليا فال يسحق عنه التعويض إال‬

‫‪ 8‬د‪/‬محمد صبري السعدي‪،‬مرجع سابق ص ‪312‬‬

‫‪10‬‬
‫بحدوثه‪.‬‬
‫‪ . 4‬الضرر يكون إما ماديا أو معنويا (مثل حالة الضرر الناجم عن موت أحد األقرباء وكل مساس بالحرية أو‬
‫الشرف أو السمعة (‪ 182‬مكرر ق م)‪.‬‬

‫الصورة ‪ : 2‬التعويض اإلتفاقي أو الشرط الجزائي‬


‫تنص المادة ‪ 183‬من ق م "يجوز للمتعاقدين أن يحددا مقدماً قيمة التعويض‪ ،‬بالنص عليه في العقد‪ ،‬أو في‬
‫اتفاق الحق‪ ،‬وتطبق في هذه الحالة أحكام المواد ‪ 176‬إلى ‪."181‬‬
‫أ‪-‬الشرط الجزائي ‪:‬‬
‫‪  ‬عبارة عن بند في عقد يتضمنه تحديدا للجزاء المترتب على اإلخالل بااللتزام وذلك بتحديد التعويض المستحق‬
‫للدائن لدى المدين عن هذا اإلخالل فهو تقدير اتفاقي للتعويض يتم مقدما‪.‬‬
‫ب‪-‬خصائص الشرط الجزائي ‪:‬‬
‫‪ .1‬التزام تابع فهو يتبع العقد األصلي في البطالن والفسخ‪.‬‬
‫‪ . 2‬التزام احتياطي إذ ال يستحق التعويض المنصوص عليه في الشرط الجزائي متى كان التنفيذ العيني ممكنا‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ .3‬يلزم الستحقاق توافر العناصر العامة للتعويض من خطأ ضرر وعالقة سببية‪.‬‬
‫ج‪ -‬سلطات القاضي اتجاه الشرط الجزائي ‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 184‬من ق م " ال يكون التعويض المحدد في االتفاق مستحقاً إذا أثبت المدين أن الدائن لم يلحقه‬
‫أي ضرر‪ .‬ويجوز للقاضي أن يخفض مبلغ التعويض إذا أثبت المدين أن التقدير كان مفرطا أو أن االلتزام‬
‫األصلي قد نفذ في جزء منه‪ .‬ويقع باطالً كل اتفاق يخالف أحكام الفقرتين السابقتين"‪ ،‬والمادة ‪" 185‬إذا جاوز‬
‫الضرر قيمة التعويض المحدد في االتفاق‪ ،‬فال يجوز للدائن أن يطالب بأكثر من هذه القيمة‪ ،‬إال إذا أثبت أن‬

‫المدين قد ارتكب غشاً أو خطأ جسيماً"‪ ،‬إذا للقاضي سلطة في تحديد قيمة التعويض عن الشرط الجزائي‬
‫بتخفيضه أو رفعه في الحالت التالية‪:‬‬
‫‪ . 1‬للقاضي خفض قيمة الشرط الجزائي إذا أثبت أن تقدير القيمة مبالغ فيه إلى حد كبير‪.‬‬
‫‪ .2‬للقاضي خفض الشرط الجزائي إذا أثبت أن االلتزام نفذ في جزء منه‪.‬‬
‫‪ . 3‬للقاضي زيادة الشرط الجزائي إذا كان إخالل المدين ناتجا عن غش أو خطأ جسيم‪.‬‬

‫‪ 9‬دربال عبد الرزاق مرجع سابق ص‪240‬‬

‫‪11‬‬
‫الصورة ‪ : 3‬التعويض القانوني‬
‫‪ ‬و قد نصت المادة ‪ 186‬ق م على أنه " إذا كان محل االلتزام بين أفراد مبلغا من النقود ُعين مقداره وقت رفع‬
‫الدعوى وتأخر المدين في الوفاء به ‪،‬فيجب عليه أن يعوض الضرر الالحق من هذا التأخير"‬
‫وهذا النوع من التعويض يسمى بالفوائد التأخيرية والشروط في دفع هذا النوع من التعويض هو أن يكون محل‬
‫االلتزام مبلغا من النقود‪ ،‬وأن يكون المبلغ المتفق عليه معلوم المقدار وأن يتأخر المدين في الدفع و أن يطالب‬
‫الدائن بالتعويض القانوني ‪.‬‬
‫كما أن المقصود من التعويض اإلتفاقي هي تلك الحالة التي يتدخل فيها القانون مباشرة لتحديد قيمة التعويض‬
‫المستحق للدائن كما في حالة‪ ‬قانون ‪ 31-88‬المتعلق بإلزامية التامين على السيارات وبنظام التعويض عن‬
‫‪10‬‬
‫األضرار حيث نظم المشرع طريقة تعويض الضحايا الناتجة عن حوادث المرور‪.‬‬

‫خاتمــــة‬
‫نافذ القول‪ ،‬أن االلتزام يعد عنصر جوهري في كل عالقة قانونية تقوم على وجود حق والتزام‪ ،‬ومن ثمة‬
‫تترتب عن التقيد مجموعة من اآلثار تخدم األطراف المتعاقدة على قدم المساواة وتحقق مصالحهم‪.‬‬
‫اتضح من خالل د ارسة سبل التنفيذ التي قررها المشرع الج ازئري لاللت ازم‪ ،‬تحقيقاً للتوازن بين مصلحة‬
‫الدائن وقدرة المدين على الوفاء‪ ،‬أن إ اردة هذا األخير تلعب دو اًر متمي اًز‪ ،‬تتقرر عليها العديد من األحكام‪،‬‬
‫ليترك له المجال في االستعانة بعنصر الخيار والرغبة ألداء ما التزم به وهو ما يؤكد اتجاه إرادة المشرع نحو‬
‫استبعاد أي تدخل للقانون أو القضاء عند تحقق التوافق في اإلرادات وااللتزام بها من األطراف المتعاقدة‪.‬‬

‫يجدر التنويه‪ ،‬أن هذه اآلليات بالرغم من كونها تساهم في استيفاء حقوق الدائنين بشكل كبير‪ ،‬إال أنها تبقى‬
‫تفتقر إلى الفعالية الالزمة‪ ،‬السيما اقتصارها على بعض االلتزامات دون احاطتها باألخرى‪ ،‬وا بمجموعة من‬
‫القيود والشروط التي تحد من نطاق تطبيقها‪ ،‬ومن ثمة عدم االستفادة من أحكامها‪.‬‬

‫المراجع‬

‫‪/ 1‬محمد صبري السعدي‪ ،‬النظرية العامة لاللتزامات‪ ،‬القسم الثاني‪ ،‬أحكام اإللتزام في القانون المدني‬
‫الجزائري‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬الجزائر‪.2004،‬‬
‫‪ 2 -‬دربال عبد الرزاق‪ ،‬الوجيز في أحكام االلتزام في القانون المدني الجزائري‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪،‬‬

‫‪ 10‬دربال عبد الرزاق مرجع سابق ص‪245‬‬


‫د‪/‬محمد صبري السعدي‪،‬مرجع سابق ص ‪321‬‬

‫‪12‬‬
‫الجزائر‪2004 ،‬‬
‫‪ - 3‬د‪ /‬علي فياللي ‪ "،‬االلتزامات الفعل المستحق للتعويض"‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬موفر للنشر‪ ،‬الجزائر‪.2007 ،‬‬

‫الفهرس‪:‬‬

‫خطة البحث‪#.............................................................................‬‬

‫المقدمة‪#..................................................................................‬‬

‫‪13‬‬
‫المبحث األول التنفيذ العيني‪..............................................................‬‬

‫المطلب األول مفهوم التنفيذ العيني‪.......................................................‬‬

‫المطلب الثاني موضوع التنفيذ العيني‪.....................................................‬‬

‫المطلب الثالث الغرامة التهديدية‪#..........................................................‬‬

‫المبحث الثاني التنفيذ عن طريق التعويض‪................................................‬‬

‫المطلب األول‪  -‬األساس القانوني للتنفيذ عن طريق التعويض ‪..............................‬‬

‫المطلب الثاني‪  ‬تقدير التعويض‪...........................................................  ‬‬

‫خاتمـ ــة‪...................................................................................‬‬
‫المراجع‪#...................................................................................‬‬

‫الفهرس‪...................................................................................‬‬

‫‪14‬‬

You might also like