Professional Documents
Culture Documents
-حميد بن شنيتي ،سلطة القاضي في تعديل العقد ،أطروحة دكتوراه بكلية الحقوق جامعة الجزائر ،1996 ،ص 1
.4
-عبد الرزاق أحمد السنهوري ،الوسيط في شرح القانون المدني ،الجزء األول مصادر اإللتزام ،دار إحياء التراث 2
العربي (لبنان) ،1960 ،ص 77و 78؛ سليمان مرقس ،الوافي في شرح القانون المدني ،المجلد األول من الجزء
واألخ ذ بمب دإ س لطان اإلرداة ال ذي يس توي على رك يزتين هم ا ،الحري ة ،والرض ائية في التعاق د ،ق د
ت رتب علي ه نت ائج قانوني ة عدي دة منه ا ،إح ترام إرادة األط راف وتوقع اتهم عن د إب رام العق د ،وعن د
تنفيذه ،وهو ما يعبر عنه بالقوة الملزمة للعقد التي تستند في قيامها إلى قاعدتين هما :قاعدة العقد
شريعة المتعاقدين ،وقاعدة تنفيذ العقد في جميع ما اشتمل عليه ،وما هو من مستلزماته وبحسن نية.
وم ؤدى قاع دة العق د ش ريعة المتعاق دين ال تي كرس ها المش رع في الم ادة 106من التق نين الم دني
الجزائ ري حيث قض ت أن":العق د ش ريعة المتعاق دين ،فال يج وز نقض ه ،وال تعديل ه ،إال باتف اق
الط رفين ،أو لألس باب ال تي يقرره ا الق انون" ،ومع نى ذل ك أن العق د يل زم كال المتعاق دين بوج وب
إح ترام وتنفي ذ م ا تض منه ،ويجب على القاض ي أيض ا أن يطب ق أحكام ه ،ويمتن ع علي ه أن يغ ير في
العق د م ا ق د ي راه مخالف ا للعدال ة من وجه ة نظ ره ،وذل ك ألن قاع دة العقد ش ريعة "ق انون" المتعاقدين
ال واجب التط بيق عليهم ا ،وال ذي يمتن ع م ع وج وده الرج وع إلى قواع د العدال ة ،كم ا يمن ع ذل ك م ع
وجود نص قانوني ،1ويمكن القول أن قصر مهمة القاضي على تفسير العقد وتعيين مضمونه يعتبر
مظه ر من مظ اهر مب دأ س لطان اإلرادة ،حيث يتقي د القاض ي بم ا قص دت إلي ه اإلرادة المش تركة
للطرفين.
ومؤدى قاعدة إلزامية تنفيذ العقد في جميع ما اشتمل عليه ،وما هو من مستلزماته مع مراعاة حسن
الني ة ،ه و أن المتعاق دان ملزم ان بتنفي ذ جمي ع اإللتزام ات ،والحق وق ال تي ينش ئها العق د في ذم ة ك ل
متعاقد وفقا للشروط التي ارتضوها ،غير أنه ال يقتصر في تحديد نطاق القوة الملزمة للعقد على ما
اتجهت إلي ه إرادة المتعاق دين الفعلي ة من حق وق والتزام ات ،ب ل يتس ع ليش مل أيض ا م ا ه و من
مس تلزماته ،ول و لم تتج ه إلي ه إرادة المتعاق دين ،وق د أورد المش رع أهم العوام ل ال تي يسترش د به ا
الثاني نظرية العقد واإلرادة المنفردة ،ايرني للطباعة (مصر) ،1987 ،ص 65؛ محمد محي الدين إبراهيم سليم،
نظرية الظروف الطارئة بين القانون المدني والفقه اإلسالمي دراسة مقارنة ،دار المطبوعات الجامعية (اإلسكندرية)،
،2007ص 14؛ بوكماش محمد ،سلطة القاضي في تعديل العقد في القانون المدني الجزائري وفي الفقه االسالمي،
أطروحة دكتوراه ،كلية العلوم اإلنسانية واإلجتماعية جامعة الحاج لخضر باتنة ،2012 ،ص ،5حميد بن شنيتي،
المرجع السابق ،ص .5
-عبد الرزاق أحمد السنهوري ،المرجع السابق ،ص 524؛ سليمان مرقس ،المرجع السابق ،ص ،507علي 1
فياللي ،اإللتزامات –النظرية العامة للعقد ،-المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية ،2005 ،ص 287؛ بلحاج العربي،
النظرية العامة لاللتزام في القانون المدني الجزائري ،الجزء األول التصرف القانوني (العقد واإلرادة المنفردة)،
ديوان المطبوعات الجامعية ،1995 ،ص .248
القاضي في تحديد هذه المستلزمات ،ومن ثم تحديد نطاق العقد ،وهي طبيعة اإللتزام ،والقانون في
احكامه التكميلية ،والعرف ،والشروط المألوفة.1
وتأسيسا على ما سبق ذكره فإن اإلرداة تصبح هي أساس القوة الملزمة للعقد ،وهي التي تتحكم في
تحديد مضمونه ،وفي اإللتزامات التي عليه ،ومن ثم يجب التمسك بالقوة الملزمة للعقد ،والقول بأنه
ال يج وز المس اس ب اإللتزام التعاق دي مهم ا تغ يرت الظ روف اإلقتص ادية ال تي أب رم العق د في ظله ا
لتع ارض ذلك مع مبدأ سلطان اإلرادة ،ذلك ألن األخذ بمبدأ س لطان اإلرادة ك ان من أج ل حث كل
متعاقد على ضرورة تنفيذ التزامه دون تهاون .2ومعنى ذلك أن إحترام إرادة المتعاقدين وتوقعاتهم
قد ينتهي إلى التضحية بإستقرار المعامالت.
-عبد الرزاق أحمد السنهوري ،المرجع السابق ،ص 624؛ سليمان مرقس ،المرجع السابق ،ص 505؛ علي 1
فياللي ،المرجع السابق ،ص 286؛ بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص .248
-محمد محي الدين إبراهيم سليم ،المرجع السابق ،ص .07 2
-حميد بن شنيتي ،المرجع السابق ،ص 8؛ نساخ فطيمة ،الوظيفة اإلجتماعية للعقد ،أطروحة دكتوراه ،كلية 3
-عبد الرزاق أحمد السنهوري ،المرجع السابق ،ص ص 631و632؛ علي فياللي ،المرجع السابق ،ص 297؛ 1
بولحية جميلة ،نظرية الظروف الطارئة في القانون المدني الجزائري دراسة مقارنة ،رسالة ماجستير كلية الحقوق
جامعة الجزائر ،1983 ،ص 11؛ خديجة فاضل ،تعديل العقد أثناء التنفيذ ،رسالة ماجستير كلية الحقوق ،جامعة
الجزائر ،2002 ،ص .76
-حميد بن شنيتي ،المرجع السابق ،ص 08؛ نساخ فطيمة ،المرجع السابق ،ص 231؛ ماندي آسيا يسمينة ،النظام 2
العام والعقود ،رسالة ماجستير كلية الحقوق جامعة الجزائر ،2009 ،ص .85
-ماندي آسيا يسمينة ،المرجع السابق ،ص .85 3
حتى يوص ف الحادث بأنه طارئ ويؤدي إلى تطبيق نظرية الظروف الطارئ ة يجب أن يتصف
عند نشأته بأنه استثنائيا وغير متوقع ،وعام.
الفرع األول :أن يكون الحادث استثنائيا
ال يكفي للخروج على القوة الملزمة للعقد أن تتغير الظروف اإلقتصادية التي أبرم العقد في ظلها،
لذلك حرص المشرع على اشتراط صفة اإلستثنائية في الحادث الذي من شأن توافره تخويل القاضي
س لطة الت دخل لتع ديل العق د إلع ادة الت وازن اإلقتص ادي ال ذي اخت ل نتيج ة الظ رف الط ارئ .وح تى
يك ون الح ادث اس تثنائيا يجب أن يك ون مم ا ال يتف ق م ع الس ير الط بيعي لألم ور ،أي يجب أن يك ون
حادث ا ن ادر الوق وع ،وبعي دا عم ا ألف ه الن اس واعت ادوه في حي اتهم ومعامالت ه اليومي ة ،ومن أمثل ة
الحوادث اإلستثنائية التي درج الفقه على ذكرها :الفيضان ،والزلزال ،وزحف أسراب من الجراد،
واألوبئة ،واألعاصير ،والصواعق ،واالرتفاع الكبير أو االنهيار في أسعار السلع والخدمات بسبب
ف رض تس عيرة جدي دة أو إلغائه ا بع د التعاق د ،أو بس بب حص ار اقتص ادي ،أو نش وب ح رب ،أو
إضراب مفاجئ.1
ويالح ظ أن بعض الح وادث تعت بر اس تثنائية بطبيعته ا ك الحروب ،وال زالزل ،واألوبئ ة ،وف رض
تسعيرة وإ لغائها والحصار اإلقتصادي .وأن البعض اآلخر ال يعتبر استثائيا لكثرة وقوعه في الحياة
العملي ة إال إذا بل غ ح دا من الجس امة غ ير م ألوف ،مثال ف إن حال ة االرتف اع أو االنخف اض الط بيعي
لألس عار ال يش كل مفاجئ ة لجمه ور المس تهلكين ،أو المنتجين ،أو التج ار ،لكن ه ق د يتح ول إلى ح ادث
استثنائي إذا كان ارتفاع أو انهيار األسعار كبيرا وفاحشا وغير متوقع.2
كما يالحظ أن اشتراط ضرورة توافر صفة "اإلستثنائية" في الظرف الطارئ ،عالوة على استجابته
لمبدأ حسن النية ،ومقتضيات العدالة فإنه يعتبر قيدا على سلطة القاضي لمنعه من المسارعة لتعديل
اإللتزامات التعاقدية لمجرد وقوع حادث مألوف ،يقع عادة وفقا للسير الطبيعي لألمور .أضف إلى
-عبد الرزاق أحمد السنهوري ،المرجع السابق ،ص 643؛ سليمان مرقس ،المرجع السابق ،ص 525؛ علي 1
فياللي ،المرجع السابق ،ص 300؛ بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص 257؛ بولحية جميلة ،المرجع السابق ،ص
112؛ حميد بن شنيتي ،المرجع السابق ،ص 57؛ محمد محي الدين إبراهيم سليم ،المرجع السابق ،ص 233وما
بعدها؛ رشوان أحمد ،المرجع السابق ،ص 453؛ خديجة فاضل ،المرجع السابق ،ص 78؛ بوكماش محمد ،المرجع
السابق ،ص .248
-سليمان مرقس ،المرجع السابق ،ص 525؛ محمد محي الدين إبراهيم سليم ،المرجع السابق ،ص 250؛ رشوان 2
أحمد ،المرجع السابق ،ص 453؛ هبة محمد محمود الديب ،المرجع السابق ،ص .38
ذلك أن المشرع قد أراد أن يضيق من مجال تدخل القاضي في العقود محافظة على القوة الملزمة
للعقد إلى الحد الذي يمكن معه التوفيق بين إستقرار المعامالت وما يتطلبه من ثبات الروابط العقدية،
وبين مقتضيات العدالة وما تتطلبه من ضرورة تعديل العقد إذا اختل توازنه اإلقتصادي نتيجة لتغير
الظروف اإلقتصادية التي أبرم العقد في ظلها.1
ويالحظ كذلك أن غالبية فقهاء القانون المدني يذهبون إلى أنه ال يشترط أن يكون الحادث اإلستثنائي
راجع ا إلى فع ل الطبيع ة وح دها ،ب ل إن ه يش مل أي ح ادث ق د ينجم عن أي ة واقع ة مادي ة أخ رى،
كإعالن الحرب أو صدور قانون جديد يترتب عليه تطبيق أحكام نظرية الظروف الطارئة إذا تسبب
في جعل تنفيذ إلتزام المدين مرهقا ،كما هو الشأن بالنسبة لقانون تحرير األسعار الذي ترتب على
تطبيقه إرتفاع كبير في أسعار السلع ،والخدمات.2
كما يالحظ أن المشرع وتبعه بعض الفقه يذهب إلى أن وصف"اإلستثنائية" يجب أن يلحق الحادث
في حد ذاته ،ال األثر المترتب على الحادث .ويؤخذ على هذا الرأي أن الغاية التي يتوخى المشرع
تحقيقها من وراء إشتراط اإلستثنائية ،هي التوفيق بين إستقرار المعامالت ،والعدالة العقدية التي ال
يمكن أن تتم باش تراط أن يوص ف الح ادث باإلس تثنائية ،ذل ك أن الح ادث االس تثنائي ق د يفض ي إلى
نتائج إستثنائية ،كما أن الحادث العادي قد يفضي كذلك إلى نتائج استثنائية ،لذلك ذهب فريق آخر
من الفقه إلى القول أن الذي يجب أن يوصف باإلستثنائية هي النتيجة التي يؤدي إليها الحادث وليس
الحادث في حد ذاته ،حتى يمكن للقاضي أن يتدخل في الرابطة العقدية لتحقيق التوازن بين إستقرار
المعامالت من ناحية ،واعتبارات العدالة من ناحية أخرى.
بينم ا ي ذهب بعض الفق ه -وبح ق -إلى أن وصف اإلس تثنائية يجب أن ينصرف إلى الح ادث في ح د
ذات ه ،وفي نفس ال وقت إلى اآلث ار المترتب ة على الح ادث ح تى تتحقق الغاي ة من وض ع ه ذا الشرط،
ومن ثم فإنه ال يتم تطبيق أحكام نظرية الظروف الطارئة على كل الروابط العقدية التي يختل فيها
-محمد محي الدين إبراهيم سليم ،المرجع السابق ،ص 250؛ رشوان حسن رشوان أحمد ،أثر الظروف الطارئة 1
على القوة الملزمة للعقد ،القاهرة ،1994 ،ص 454؛ حميد بن شنيتي ،المرجع السابق ،ص 57؛ بوكماش محمد،
المرجع السابق ،ص .247
-محمد محي الدين إبراهيم سليم ،المرجع السابق ،ص 238؛ بولحية جميلة ،المرجع السابق ،ص 113و114؛ 2
علي فياللي ،المرجع السابق ،ص 300؛ خديجة فاضل ،المرجع السابق ،ص 79؛ هبة محمد محمود الديب ،أثر
الظروف الطارئة على العقود المدنية ،رسالة استكمال متطلبات الحصول على درجة ما جستير في القانون ،كلية
الحقوق جامعة األزهر غزة ،2012 ،ص .38
الت وازن اإلقتص ادي في العق د،إال إذا ك ان الح ادث اس تثنائيا وت رتبت علي ه نت ائج اس تثنائية أدت إلى
جع ل تنفي ذ إل تزام الم دين مرهق ا ،ألن الق ول بغ ير ذل ك س يؤدي إلى ه دم ك ل إس تقرار منش ود في
العالقات التعاقدية.1
الفرع الثاني :أن يكون الحادث غير متوقع
يعتبر عدم التوقع الذي سميت باسمه "نظرية الظروف غير المتوقعة" شرطا جوهريا البد من توافره
لتطبيق أحكام نظرية الظروف الطارئة ،ألن ما يفصل بين كون الحادث طارئ أو غير طارئ هو
التوقع من عدمه ،ذلك أن كل عقد يحمل في طياته بعض المخاطر ،وكل متعاقد حريص يجب أن
يقدر هذه المخ اطر عن د إبرام العق د فإن قصر في ذل ك فعليه أن يتحمل وزر تقص يره ،أما الح ادث
الذي حرص المشرع على تأمين المتعاقد ضد مخاطره ،والذي يؤدي تحققه إلى الخروج على حكم
قاعدة "العقد شريعة المتعاقدين" ،هو الحادث الذي لم يكن متوقعا ،وليس في الوسع توقعه وقت إبرام
العقد.2
أم ا إذا ك ان الح ادث متوقع ا ،أو ك ان في اإلمك ان توقع ه بالنس بة للمتعاق د ،وأق دم م ع ذل ك على إب رام
العق د ب دون تحفظ ات فليس ل ه أن يتظلم من تحقق ه ،وال يس مع من ه بع د ذل ك دع وى إع ادة النظر في
التزام ه ،ألن إقدام ه على التعاق د م ع توقع ه لوق وع الح ادث يع ني أن ه قب ل النت ائج المحتم ل ح دوثها
نتيج ة ل ذلك ،ومن ثم فال س بيل لتط بيق أحك ام نظري ة الظ روف الطارئة .3ال يع ني ع دم التوق ع أن
الح ادث لم يس بق وقوع ه من قب ل ،ف الحروب ،والث ورات ،واألزم ات اإلقتص ادية ،وص دور ق وانين
جدي دة كله ا أم ور وقعت وتق ع دائم ا في حياتن ا ،وه ذا ليس معن اه أن ه يجب توقعه ا .فنش وب الح رب
-راجع في عرض كل هذه اآلراء أو بعضها رشوان أحمد ،المرجع السابق ،ص 454وما بعدها؛ محمد محي 1
الدين إبراهيم سليم ،المرجع السابق ،ص 252وما بعدها؛ علي فياللي ،المرجع السابق ،ص 300؛ بولحية جميلة،
المرجع السابق ،ص 113؛ خديجة فاضل ،المرجع السابق ،ص 79؛ هبة محمد محمود الديب ،المرجع السابق ،ص
. 38
-عبد الرزاق أحمد السنهوري ،المرجع السابق ،ص 644؛ سليمان مرقس ،المرجع السابق ،ص 526؛ علي 2
فياللي ،المرجع السابق ،ص 300؛ بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص 257؛ محمد محي الدين إبراهيم سليم،
المرجع السابق ،ص 265؛ رشوان أحمد ،المرجع السابق ،ص 437؛ بولحية جميلة ،المرجع السابق ،ص 119؛
حميد بن شنيتي ،المرجع السابق ،ص 58؛ بو كماش محمد ،المرجع السابق ،ص .250
-عبد الرزاق أحمد السنهوري ،المرجع السابق ،ص 644؛ سليمان مرقس ،المرجع السابق ،ص 526؛ علي 3
فياللي ،المرجع السابق ،ص 300؛ بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص 257؛ محمد محي الدين إبراهيم سليم،
المرجع السابق ،ص 265؛ رشوان أحمد ،المرجع السابق ،ص ،437بولحية جميلة ،المرجع السابق ،ص 119؛
حميد بن شنيتي ،المرجع السابق ،ص 58؛ بو كماش محمد ،المرجع السابق ،ص .250
فج أة ،وص دور ق انون بف رض تس عيرة جدي دة لس لعة معين ة تجع ل األس عار ترتف ع ،أو تنه ار بطريق ة
فاحش ة ،أو ح دوث إض راب مف اجئ ،ك ل ذل ك يع د من الظ روف غ ير المتوقع ة إذا لم ت دل عليه ا
أمارات قائمة وقت التعاقد.1
إن الغاية التي أراد المشرع تحقيقها من إيراده شرط عدم التوقع في الحادث هي حماية المدين من
خس ارة فادح ة ،ومن ع ال دائن من تحقي ق كس ب كب ير وذل ك بإع ادة الت وازن اإلقتص ادي بين أداءات
طرفي العقد .2ويتفرع عن ذلك أن الحادث الذي ال يمكن توقعه هو أن يكون أيضا مما ال يستطيع
دفعه أو التقليل من آثاره ،ذلك أن الحادث الذي يستطاع دفعه يستوي في شأنه أن يكون متوقعا ،أو
غ ير متوق ع ،ألن الم دين مل زم بتف ادي الح وادث ال تي تعج زه عن الوف اء ،أو ترهق ه م ادام ذل ك في
وس عه ،ول و لم تكن من الح وادث المتوقع ة ،أو الممكن توقعه ا ،فليس ل ه أن ي ترك مث ل ه ذا الح ادث
يقع اعتمادا على أنه لم يكن متوقعا ،وإ ن فعل فال يكون له أن يستند إليه لطلب تعديل العقد .3صحيح
أن المشرع لم ينص على هذا صراحة ،لكن الفقه والقضاء يجمع عليه بحجة أنه لو أمكن ذلك بفعل
المدين ألعتبر مسلكه مبني على سوء النية الذي يفسد كل شيء.4
يتفق جمهور فقهاء القانون المدني أن المعيار الذي يجب أن يقاس به وصف عدم التوقع هو المعيار
الموض وعي .5ووفق ا له ذا المعي ار ف إن درج ة ع دم التوق ع تح دد ال ب النظر إلى الظ روف الخاص ة
بالمتعاقد .وإ نما بالنظر إلى الظروف واألحوال الموضوعية الخاصة بالعملية العقدية ،ومن ثم فلكي
تطبق أحكام نظرية الظروف الطارئة يجب أن يكون الحادث مما ال يستطاع توقعه وقت إبرام العقد
-محمد محي الدين إبراهيم سليم ،المرجع السابق ،ص 265و.266 1
-محمد محي الدين إبراهيم سليم ،المرجع السابق ،ص .268 2
-عبد الرزاق أحمد السنهوري ،المرجع السابق ،ص 644؛ سليمان مرقس ،المرجع السابق ،ص 527؛ محمد 3
محي الدين إبراهيم سليم ،المرجع السابق ،ص 254؛ خديجة فاضل ،المرجع السابق ،ص .80
-عبد الرزاق أحمد السنهوري ،المرجع السابق ،ص 644؛ سليمان مرقس ،المرجع السابق ،ص 527و528؛ 4
ذاته،أم بعدم توقع النتائج المترتبة على الحادث؟ وفي هذا الشأن فقد ذهب بعض الفقه إلى أن عدم التوقع ينصرف
إلى نتائج الظروف الطارئة ألن ما يترتب عليها هي التي تكون غير متوقعة وتؤدي إلى االختالل بين األداءات
المتقابلة .بينما يذهب البعض اآلخر أنه إذا كان الظرف الطارئ غير المتوقع ال يحدث إال نتائج غير متوقعة ،فإنه قد
يحدث عن حادث متوقع نتائج غير متوقعة وغير منتظرة .وأعتقد كما يذهب إلى ذلك بعض الفقه أن عدم التوقع
يجب أن يشترط في الحادث في حد ذاته وفي نفس الوقت في النتائج المترتبة عليه.
ليس بالنس بة للمتعاق د ذات ه ،وإ نم ا بالنس بة للش خص الع ادي ال ذي يك ون في ظ روف ظ اهرة مماثلة.6
ويجب أن يضع القاضي في اعتباره عند إعماله لذلك التقدير باإلضافة إلى معيار الشخص العادي
طبيع ة العق د ومدت ه ،ففي العق د الطوي ل الم دة تك ون دائ رة التوق ع في ه واس عة نس بيا ،كم ا أن احتم ال
حدوث الظرف الطارئ فيه يكون أكبر من العقد القصير المدة .2ويترك تقدير كون الظرف متوقعا
أو غير متوق ع لقاضي الموضوع دون معقب عليه من المحكم ة العلي ا طالم ا أن تقديره يرتكز على
أسباب سائغة.
وتج در اإلش ارة إلى أن بعض الفقه 3ي ذهب إلى الق ول أن ش رط ع دم التوق ع يغ ني عن ش رط
اإلستثنائية ،باعتبار أن الحادث غير المتوقع البد أن يكون حادثا إستثنائيا ،أما الحادث اإلستثنائي فقد
يكون متوقعا وقد يكون غير متوقع ،وبالتالي فال فائدة من ذكره كشرط مستقل لتطبيق أحكام نظرية
الظروف الطارئة.
الفرع الثالث :أن يكون الحادث عاما
لقد تم تضييق نط اق تطبيق أحكام نظرية الظروف الطارئة ،حتى ال تن ال كثيرا من القوة الملزم ة
للعق د ،فاش ترط المش رع أن تك ون الح وادث اإلس تثنائية عام ة ،ومن ثم ف إن الح وادث اإلس تثنائية
الخاصة بالمدين ،كإفالسه ،أو مرضه ،أو وفاة أحد أفراد عائلته ،ال تكفي لتطبيق نظرية الظروف
الطارئة ،وشرط عمومية الظرف الطارئ قد ينصرف إلى الناحية الشخصية فيتحدد معيار العمومية
بعدد األش خاص المتأثرين به ذا الظرف الطارئ ،كأهل البلد أو س كان إقليم معين ،أو فئة من أفراد
المجتم ع ك المزارعين في جه ة معين ة من ال وطن ،أو منتجي س لعة معين ة ،أو المت اجرين فيه ا ،وق د
ينص رف إلى الناحي ة اإلقليمي ة فيتح دد بمقدار المس احة ،أو ع دد األق اليم ال تي ت أثرت ب ه ،وقد يندمج
العنصران معا في تحديد وصف العمومية.4
-عبد الرزاق أحمد السنهوري ،المرجع السابق ،ص 644؛ سليمان مرقس ،المرجع السابق ،ص 527؛ محمد 1
محي الدين إبراهيم سليم؛ المرجع السابق ،ص 271؛ رشوان أحمد ،المرجع السابق ،ص 441وما بعدها؛ علي
فياللي ،المرجع السابق ،ص 301؛ بولحية جميلة ،المرجع السابق ،ص 120؛ فاضل خديجة ،المرجع السابق ،ص
80؛ بوكماش محمد ،المرجع السابق ،ص 250؛ هبة محمد محمود الديب ،المرجع السابق ،ص .44
-هبة محمد محمود الديب ،المرجع السابق ،ص .44 2
-محمد محي الدين إبراهيم سليم ،المرجع السابق ،ص 252؛ رشوان أحمد ،المرجع السابق ،ص 458؛ هبة 3
محمد محمود الديب ،المرجع السابق ،ص 38؛ خديجة فاضل ،المرجع السابق ،ص .81
-عبد الرزاق أحمد السنهوري ،المرجع السابق ،ص 643؛ علي فياللي ،المرجع السابق ،ص 302؛ محمد محي 4
الدين إبراهيم سليم ،المرجع السابق ،ص 245؛ بولحية جميلة ،المرجع السابق ،ص 117؛ خديجة فاضل ،المرجع
ويالح ظ أن الفق ه ق د اختل ف ح ول ص فة العمومي ة ال تي اش ترطها المش رع في الظ رف الط ارئ بين
مؤيد لموقف المشرع ومعارض له .فاالتجاه األول المؤيد لموقف المشرع يرى بأن شرط العمومية
يجد تبريره في كون فكرة تعديل العقد للظرف الطارئ تمثل إستثناء على استقرار الروابط العقدية،
وباش تراط العمومي ة تتحق ق ه ذه الغاي ة ،فالم دين ال ذي ق د تص يبه بعض التغ يرات دون س واه يتحم ل
لوحده آثارها ونتائجها وال مجال إلعمال نظرية الظروف الطارئة فيها ،إضافة إلى تبرير آخر لهذا
الش رط ه و أن التغ يرات العام ة تمث ل ظ اهرة ملموس ة ويمكن التحق ق منه ا وض بطها بس هولة بعكس
التغ يرات الخاص ة بالم دين ،ومن ثم ف إن ك ل الظ روف الخاص ة بالم دين ال تؤخذ في مفه وم الظ رف
الطارئ ،حتى ال تكون مدخال للغش من جانبه بادعائه خالف الواقع.1
أم ا اإلتج اه المع ارض لم اذهب إلي ه المش رع ف يرى أن اش تراط العمومي ة في الح ادث يتع ارض م ع
الغاي ة ال تي ش رعت من أجله ا نظري ة الظ روف الطارئ ة ،فغاي ة النظري ة تحقي ق مب دأ العدال ة ال ذي
يقضي برفع اإلرهاق عن المدين ،فهي خاصة بالمدين المرهق ،فإذا تقيد الحادث االستثنائي بشرط
العموم ،امتنع تحقيق العدالة في حاالت كثيرة قد ال يكون الحادث اإلستثنائي فيها عاما ،ضف إلى
ذلك أن شرط العمومية شرط مصطنع ال تمليه طبيعة الظرف إذ يحيد عن العدل والمنطق ،فأما أنه
غ ير منطقي فألن ه يقيس األث ر الج زئي بمعي ار ومقي اس األث ر الكلي ،والعدال ة تقتض ي أن يق در أث ر
الظرف بقدره سواء أصاب فردا أو مجموعة أفراد في إقليم أو عدة أقاليم.2
وأما أن الشرط غير عادل ألنه يحرم المدين المرهق من اإلحتماء بأحكام نظرية الظروف الطارئة
قص د التخفي ف من إرهاق ه ب داعي ع دم إص ابة غ يره ب ذات اإلره اق ،وإ ذا ك ان الغ رض من نظري ة
السابق ،ص 79؛ إحسان ستار خضير ،المرجع السابق ،ص 9؛ رشوان أحمد ،المرجع السابق ،ص 461؛ محمد
بوكماش ،المرجع السابق ،ص 248و249؛ بن يحيى شارف ،ضرورة إسقاط شرط عمومية الظرف الطارئ في
القانون المدني الجزائري دراسة مقارنة بالفقه ،مقال منشور بمجلة االكاديمية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية ،العدد
،04السنة ،2010ص 51و.52
-محمد محي الدين إبراهيم سليم ،المرجع السابق ،ص 246وما بعدها؛ رشوان أحمد ،المرجع السابق ،ص 1
462؛ بولحية جميلة ،المرجع السابق ،ص 118؛ محمد بوكماش ،المرجع السابق ،ص 249؛ بن يحي شارف،
المرجع السابق ،ص .52
-محمد محي الدين إبراهيم سليم ،المرجع السابق ،ص 249؛ رشوان أحمد ،المرجع السابق ،ص 462وما 2
بعدها؛ بولحية جميلة ،المرجع السابق ،ص 118؛ محمد بوكماش ،المرجع السابق ،ص 249؛ بن يحي شارف،
المرجع السابق ،ص .52
الظ روف الطارئ ة ه و ض مان العدال ة العقدي ة فال ن رى م بررا الش تراط ص فة العمومي ة في الح ادث
الطارئ خاصة وأنه يجعل تنفيذ اإللتزام مرهقا فقط.1
المطلب الثاني :شروط الظرف الطارئ من حيث األثر
يعد شرط اإلرهاق من أهم الشروط الواجب توافرها لتطبيق أحكام نظرية الظروف الطارئة ،ذلك
أنه ال يعتد بالحادث الطارئ غير المتوقع الذي يراد اإلستناد إليه لتعديل العقد ،إال إذا ترتب على
حدوثه أن أصبح تنفيذ المدين اللتزامه العقدي مرهقا وليس مستحيال ،ألن تحقق اإلستحالة ال يشترط
إال في القوة القاهرة ،لذلك فإن القاضي يبدأ دائما بالبحث عن تحقق شرط اإلرهاق عندما يطلب منه
تط بيق أحك ام نظري ة الظ روف الطارئ ة ،ثم يبحث بع د ذل ك في م دى ت وافر الش روط األخ رى.
والمالحظ أن المشرع قد وضع تعريفا كامال لإلرهاق في الفقرة الثالثة من المادة 107من التقنين
المدني الجزائري ،وذلك عند تمييزه بين أثر القوة القاهرة وهو استحالة تنفيذ اإللتزام ،وأثر الظرف
الطارئ ،وهو صعوبة تنفيذ اإللتزام ،بحيث تؤدي هذه الصعوبة إلى أن يتحمل المدين خسارة فادحة
تخرج عن الحد المألوف في المعامالت المالية ،لو أجبر على تنفيذ إلتزامه التعاقدي المرهق.
إن ك ان الح ادث الط ارئ والق وة الق اهرة يش تركان في أن كال منهم ا ال يمكن توقع ه وال يس تطاع
دفعه ،فإنهما يختلفان في أن القوة القاهرة تجعل تنفيذ اإللتزام مستحيال ،أما الحادث الطارئ فيجعل
تنفيذ اإللتزام مرهقا للمدين يهدده بخسارة فادحة تخرج عن الحد المألوف في المعامالت المالية دون
أن تبلغ حد اإلستحالة .2ويترتب على هذا الفرق في الشرط فرق في األثر ،إذ القوة القاهرة تجعل
اإللتزام ينقضي ،والعقد ينفسخ ،كما قضت بذلك المادة 307من التقنين المدني الجزائري" :ينقضي
اإلل تزام إذا أثبت الم دين أن الوف اء ب ه أص بح مس تحيال علي ه لس بب أجن بي عن إرادت ه" ،فال يتحم ل
الم دين تبع ة ع دم تنفي ذه اللتزام ه ،أم ا الح ادث الط ارئ ف إن اإلل تزام ال ينقض ي ،ب ل ي رد إلى الح د
المعقول ،وبذلك تتوزع الخسارة بين الدائن والمدين ،فيتحمل المدين شيئا من تبعة الحادث ،وإ لى هذا
-محمد محي الدين إبراهيم سليم ،المرجع السابق ،ص 247؛ رشوان أحمد ،المرجع السابق ،ص 464؛ علي 1
فياللي ،المرجع السابق ،ص 302؛ بولحية جميلة ،المرجع السابق ،ص 118؛ بوكماش محمد ،المرجع السابق ،ص
249؛ بن يحي شارف ،المرجع السابق ،ص .52ويالحظ في هذا الشأن أن معظم القوانين المقارنة التي سبقت أو
تلت التشريعات العربية لم تأخذ بوصف العمومية ،بل تعتد بالحادث الطارئ ولو كان فرديا ال يتعدى حدود المدين،
وتكاد التشريعات العربية ومنها التشريع الجزائري ،تنفرد باألخذ بوصف العمومية.
-عبد الرزاق أحمد السنهوري ،المرجع السابق644 ،؛ سليمان مرقس ،المرجع السابق ،ص 528؛ علي فياللي، 2
المرجع السابق ،ص 302؛ محمد محي الدين إبراهيم سليم ،المرجع السابق ،ص 282وما بعدها؛ رشوان أحمد،
المرجع السابق ،ص 506وما بعدها؛ احسان ستار خضير ،المرجع السابق ،ص .10
ذهبت المحكم ة العلي ا في قرار له ا ج اء في ه" :حيث أن قض اة الموض وع لم ا أق روا زي ادة %10من
السعر اإلجمالي للسكن وفقا لعقد التخصيص تماشيا مع عدالة العقد وتوازنه ،فإنهم تناسوا إمكانية
تع ديل الش روط المدرج ة في العق د طبق ا ألحك ام الم ادة 107/3من التق نين الم دني ،إذا م ا ط رأت
ظروف استثنائية ذات طابع عام وغير متوقعة من شأنها أن تجعل التزامات الطاعنة مرهقة ،فإنهم
يكونون قد أخطأوا في تطبيق المادة 107من التقنين المدني".1
ويالحظ أنه إذا قام المدين فعال بتفيذ التزامه المرهق فال يحق له أن يتمسك بتطبيق أحكام نظرية
الظروف الطارئة ،إال إذا كان تنفيذه اللتزامه قد تم بشكل إضطراري كي يدرأ عن نفسه مسؤولية
جس يمة قد ت ترتب على عدم تنفيذه اللتزام ه ،فيم ا ل و لم يثبت له الح ق في تع ديل العقد وفقا ألحكام
نظرية الظروف الطارئة ،وكان قد قرن تنفيذه اللتزامه بحقه في تعديل إلتزاماته التعاقدية ،فعندها
يكون له هذا الحق حتى بعد حصول التنفيذ.2
ويالح ظ أن غالبي ة فقه اء الق انون الم دني الع ربي 3ي ذهبون إلى أن المعي ار ال ذي تق در ب ه درج ة
اإلرهاق هو المعيار الموضوعي ،ال المعيار الشخصي ،فال ينظر إلى مدى إمكانية المدين شخصيا
على تحمل الخسارة الناشئة عن تغير الظروف اإلقتصادية ،التي أبرم العقد في ظلها ،بل يجب أن
يقدر اإلرهاق بالنظر إلى الخسارة التي لحقت بالمدين من جراء تغير الظروف اإلقتصادية التي نتج
عنها إختالل التوازن اإلقتصادي للعقد ،ومدى مجاوزتها قدر الخسارة المحتملة في مثل هذه الصفقة،
وبعب ارة أخ رى فإن ه يع ول في تق دير اإلره اق وفق ا للمعي ار الموض وعي على م دى إختالل الت وازن
اإلقتصادي بين التزامات الطرفين بغض النظر عن ثروة المدين ،وعن أي ظرف آخر من شأنه أن
يس اعد الم دين على تحم ل الخس ارة الفادح ة المترتب ة عن الح ادث الط ارئ .فال ينفي اإلره اق عن
المدين أن يكون واسع الثراء كما لو كان بنكا ،أو دولة ،وال أن يكون لديه كمية كبيرة من السلعة
-قرار صادر عن الغرفة المدنية بالمحكمة العليا بتاريخ ،24/10/1999ومنشور بالمجلة القضائية لسنة ،1999 1
بعدها؛ هبة محمد محمود الديب ،المرجع السابق ،ص 48؛ احسان ستار خضير ،المرجع السابق ،ص .11
-عبد الرزاق أحمد السنهوري ،المرجع السابق ،ص 645و646؛ سليمان مرقس ،المرجع السابق ،ص 529و 3
530؛ علي فياللي ،المرجع السابق ،ص 303؛ بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص 258؛ محمد محي الدين
إبراهيم سليم ،المرجع السابق ،ص 286؛ بولحية جميلة ،المرجع السابق ،ص 122؛ خديجة فاضل ،المرجع
السابق ،ص 81؛ بوكماش محمد ،المرجع السابق ،ص 252؛ هبة محمد محود الديب ،المرجع السابق ،ص 46وما
بعدها.
ال تي التزم بتوري دها تسمح ل ه بالوف اء بالتزامات ه رغم وقوع الح ادث الط ارئ ،إذا لم ينص صراحة
في العقد على توفر هذه السلعة في مخازن المدين وقت إبرام العقد.
خاتمة:
كخاتم ة لم ا تق دم يمكن الق ول أن نظري ة الظ روف الطارئ ة ق د ش رعت من أج ل اإلبق اء على العق د
منتج ا آلث اره ،وتيس ير تنفي ذه ،ألن اإلل تزام المره ق ال ينتهي وإ نم ا ي رد إلى الح د المعق ول ،وذل ك
بتوزي ع تبع ة الح ادث الط ارئ بين المتعاق دين ،فيع ود للعق د توازن ه اإلقتص ادي ال ذي ك ان ق د اخت ل
نتيج ة لتغ ير الظ روف اإلقتص ادية ،فتتحق ق العدال ة العقدي ة ،ويطمئن المتعاق دون لعق ودهم ،فتس تقر
المعامالت المالية بين األفراد ،وبذلك يتحقق األمن القانوني.
قائمة المصادر والمراجع:
.1إحس ان س تار خض ير ،نظري ة الظ روف الطارئ ة وأث ر اختالل الت وازن اإلقتص ادي في تنفي ذ
العقود.
.2بلحاج العربي ،النظرية العامة لاللتزام في القانون المدني الجزائري ،الجزء األول التصرف
القانوني (العقد واإلرادة المنفردة) ،ديوان المطبوعات الجامعية1995 ،
.3بن يح يى ش ارف ،ض رورة إس قاط ش رط عمومي ة الظ رف الط ارئ في الق انون الم دني
الجزائ ري دراس ة مقارن ة بالفق ه ،مق ال منش ور بمجل ة االكاديمي ة للدراس ات اإلجتماعي ة واإلنس انية،
العدد ،04السنة .2010
.4بوكم اش محم د ،س لطة القاض ي في تع ديل العق د في الق انون الم دني الجزائ ري وفي الفق ه
االسالمي ،أطروحة دكتوراه ،كلية العلوم اإلنسانية واإلجتماعية جامعة الحاج لخضر باتنة2012 ،
.5بولحية جميلة ،نظرية الظروف الطارئة في القانون المدني الجزائري دراسة مقارنة ،رسالة
ماجستير كلية الحقوق جامعة الجزائر.1983 ،
.6حمي د بن ش نيتي ،س لطة القاض ي في تع ديل العق د ،أطروح ة دكت وراه بكلي ة الحق وق جامع ة
الجزائر1996 ،
.7خديج ة فاض ل ،تع ديل العق د أثن اء التنفي ذ ،رس الة ماجس تير كلي ة الحق وق ،جامع ة الجزائ ر،
.2002
.8سليمان مرقس ،الوافي في شرح القانون المدني ،المجلد األول من الجزء الثاني نظرية العقد
واإلرادة المنفردة ،ايرني للطباعة (مصر)1987 ،
.9عب د ال رزاق أحم د الس نهوري ،الوس يط في ش رح الق انون الم دني ،الج زء األول مص ادر
اإللتزام ،دار إحياء التراث العربي (لبنان)1960 ،
.10علي فياللي ،اإللتزامات –النظرية العامة للعقد ،-المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية2005 ،
.11ق رار ص ادر عن الغرف ة المدني ة بالمحكم ة العلي ا بت اريخ ،24/10/1999ومنش ور بالمجل ة
القضائية لسنة ،1999العدد .02
.12محمد محي الدين إبراهيم سليم ،نظرية الظروف الطارئة بين القانون المدني والفقه اإلسالمي
دراسة مقارنة ،دار المطبوعات الجامعية (اإلسكندرية)2007 ،
.13نس اخ فطيم ة ،الوظيف ة اإلجتماعي ة للعق د ،أطروح ة دكت وراه ،كلي ة الحق وق جامع ة الجزائ ر،
.2013