You are on page 1of 20

‫‪ - 1‬التحليل الشكلي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬نص المادة‪:‬‬


‫المادة ‪ ": 106‬العقد شريعة المتعاقدين‪ ،‬فال يجوز نقضه‪ ،‬وال تعديله إال باتفاق الطرفين‪ ،‬أو‬ ‫‪-‬‬
‫لألسباب التي يقررها القانون"‪.‬‬
‫المادة ‪ ":107‬يجب تنفيذ العقد طبقا لما اشتمل عليه وبحسن نية‬ ‫‪-‬‬
‫وال يقتصر العقد على إلزام المتعاقد بما ورد فيه فحسب‪ ،‬بل يتناول ايضا‬
‫ما هو من مستلزماته وفقا للقانون والعرف والعدالة‪ ،‬بحسب طبيعة االلتزام‪.‬‬
‫غ ير أن ه إذا ط رأت ح وادث اس تثنائية عام ة لم يكن في الوس ع توقعه ا وت رتب‬
‫على حدوثها أن تنفيذ االلتزام التعاقدي‪ ،‬وان لم يصبح مستحيال‪ ،‬صار مرهقا للمدين بحيث‬
‫يه دده بخس ارة فادح ة ج از للقاض ي تبع ا للظ روف وبع د مراع اة لمص لحة الط رفين ان ي رد‬
‫االلتزام المرهق الى الحد المعقول‪ ،‬ويقع باطال كل اتفاق على خالف دلك"‪.‬‬
‫ب‪-‬موقع النص القانوني‬
‫النص مح ل التعلي ق نص تش ريعي حيث وردت الم ادتين ‪ 106‬و‪ 107‬في الق انون الم دني الجزائ ري‬
‫الصادر بموجب االمر ‪ 58-75‬المتضمن القانون المدني المعدل والمتمم بجملة من القوانين اخرها‬
‫القانون رقم ‪ 05-07‬المؤرخ في ‪.2007-05-13‬‬
‫أش ار المش رع الى نص الم ادتين ‪ 106‬و‪ 107‬في القس م الث الث المعن ون آث ار العق د الكت اب الث اني‬
‫االلتزامات والعقود الفصل الثاني العقد‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬البناء المطبعي‪:‬‬
‫المادة ‪ 106‬عبارة عن فقرة تبدأ من العقد وتنتهي بالقانون‪.‬‬
‫المادة ‪ 107‬عبارة عن ثالث فقرات‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تبدأ من يجب وتنتهي بنية‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تبدأ وال يقتصر وتنتهي االلتزام‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬تبدأ من غير أنه وتنتهي بخالف ذلك‬
‫د – البناء اللغوي والنحوي ‪:‬‬
‫اس تعمل المش رع الجزائ ري مص طلحات قانوني ة بحثي ة تظه ر أهمي ة وفح وى الم ادة ‪ 106‬ك التزام‬
‫التعاقدي والمادة ‪ 107‬نظرية الطوارئ‪.‬‬
‫‪ -2‬التحليل الموضوعي‬
‫تحليل مضمون المادتين ‪: 107-106‬‬
‫يتضح من المادتين أنهم‬
‫تحديد االشكالية‪:‬‬
‫ومن المادتين يمكن طرح االشكال التالي‪:‬‬
‫ه ل يجب التمس ك بض رورة إح ترام إرادة المتعاق دين وتوقعاتهم ا‪ ،‬ورفض أي مس اس ب القوة الملزم ة‬
‫للعقد؟‬
‫هل يجب النظر في اإللتزامات التعاقدية بسبب هذه الظروف غير المتوقعة‪ ،‬والتضحية بإحترام‬
‫توقعات المتعاقدين في سبيل إستقرار المعامالت وتحقيق األمن القانوني؟‬
‫‪ -4‬الخطة ‪:‬‬
‫مقدمة‬
‫المبحث األول‪ :‬االلتزام التعاقدي بين احترام ارادة المتعاقدين واستقرار المعامالت‬
‫المطلب األول‪ :‬إلزامية العقد حماية لتوقعات المتعاقدين‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تعديل العقد حماية إلستقرار المعامالت‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الشروط الواجب توافرها في الحادث الطارئ ونظرية الظروف الطارئة‬
‫المطلب األول‪ :‬الشروط الواجب توافرها في الحادث الطارئ‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نظرية الظروف الطارئة‬
‫خاتمة‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫نظرا للدور الذي يلعبه العقد في تنشيط الدورة اإلقتصادية داخل المجتمع‪ ،‬باعتباره الوسيلة القانونية‬
‫الوحي دة لت داول األم وال وال ثروات‪ ،‬وتب ادل الس لع والخ دمات‪ ،‬ومختل ف المن افع بين أف راد المجتم ع‪.‬‬
‫يس عى من خالل ه ك ل متعاق د للحص ول على مقاب ل م ا أعط اه وتعه د ب ه‪ ،‬فق د أواله المش رع عناي ة‬
‫خاصة‪ ،‬فوضع قواعد قيامه‪ ،‬وحدد شروط صحته‪ ،‬وأعطى لإلرادة القدرة‪ ،‬والحرية على إنشاء ما‬
‫تشاء من العقود‪ ،‬والتصرفات القانونية‪ ،‬وتحديد آثارها دون قيد أو شرط سوى ما يتطلبه القانون‪،‬‬
‫وما تفرضه قواعد النظام العام واآلداب العامة‪.‬‬
‫لق د ارتب ط العق د "بمب دإ س لطان اإلرادة" ال ذي م ا زال ح تى اآلن يلقي بظالل ه على معظم األنظم ة‬
‫القانوني ة‪،‬ومن ثم إذا نش أ العق د ص حيحا فق د خلص ت ل ه قوت ه الملزم ة وأص بح ش ريعة تحكم عالق ة‬
‫المتعاقدين‪ ،‬ومن ثم فإن المتعاقدان ليس لهما من سبيل سوى تنفيذ اإللتزامات الواقعة على عاتقهما‬
‫طوعا أو كرها‪ ،‬عينا أو عن طريق التعويض‪ ،‬وال يمكن لهما التحلل من التزاماتهما إال عندما يسمح‬
‫لهم ا ب ذلك‪ ،‬إم ا بمقتض ى اتف اق بينهم ا‪ ،‬أو لألس باب ال تي يقرره ا الق انون‪،‬وه ذا م ا قض ت ب ه الم ادة‬
‫‪ 106‬من التقنين المدني الجزائري‪.‬‬
‫وب إقراره لقاع دة العق د ش ريعة المتعاق دين يك ون المش رع الجزائ ري كغ يره من المش رعين ق د وف ر‬
‫الحماية الالزمة للعقد من العبث قصد خلق أجواء الثقة الالزمة الحترام إرادة المتعاقدين وتوقعاتهما‪،‬‬
‫ولم يترك أمام المتعاقدين من خيار سوى تنفيذ العقد‪ ،‬فإذا قام كل متعاقد بأداء ما عليه من حقوق‬
‫والتزام ات‪ ،‬فال يط رح أي مش كل‪ .‬ولكن ق د يح دث في مرحل ة تنفي ذ العق د أن تتغ ير الظ روف‬
‫اإلقتص ادية التي ك ان العق د يقوم عليه ا وقت تكوين ه تغ يرا فجائي ا‪ ،‬بس بب ح ادث طارئ غير متوق ع‬
‫وقت إب رام العق د‪ ،‬ولم يكن ألي من المتعاق دين ي دا في وقوع ه‪ ،‬أدى إلى اختالل الت وازن اإلقتص ادي‬
‫للعقد اختالال خط يرا بحيث أص بح تنفي ذ المدين اللتزامه التعاق دي وفقا للشروط المتفق عليه ا يهدده‬
‫بخسارة فادحة تخرج عن الحدود المألوفة في المعامالت المالية االعتيادية‪ .‬فحينئذ يمكننا أن نتساءل‬
‫ه ل يجب التمس ك بض رورة إح ترام إرادة المتعاق دين وتوقعاتهم ا‪ ،‬ورفض أي مس اس ب القوة الملزم ة‬
‫للعقد؟ هل يجب إعادة النظر في اإللتزامات التعاقدية بسبب هذه الظروف غير المتوقعة‪ ،‬والتضحية‬
‫بإحترام توقعات المتعاقدين في سبيل إستقرار المعامالت وتحقيق األمن القانوني؟‬
‫المبحث األول‪ :‬اإللتزام التعاقدي بين إحترام إرادة المتعاقدين واستقرار المعامالت‬
‫لقد اعترف المشرع بدور اإلرادة وقدرتها على إنشاء ما تشاء من العقود‪ ،‬وتحديد آثارها‪ ،‬وضرورة‬
‫إح ترام إرادة المتعاق دين وتوقع اتهم عن د تك وين العق د وعن د تنفي ذه‪ ،‬وأن ه ال يج وز المس اس ب ارادة‬
‫المتعاق دين مهم ا تغ يرت الظ روف اإلقتص ادية‪ ،‬لكن المش رع ع اد ليقي د ه ذه اإلرادة بقي ود قانوني ة‬
‫مستمدة من قواعد العدالة واإلنصاف‪ ،‬وضرورة إستقرار المعامالت المالية وتحقيق األمن القانوني‪،‬‬
‫ذل ك أن اإلرادة لكي تنتج عق دا ع ادال يجب أن تتقي د بالق انون‪ ،‬وأن ال تخ ل ب التوازن اإلقتص ادي‬
‫للعقد‪ .1‬واإلخالل بالتوازن اإلقتصادي للعقد قد يكون نتيجة ظروف غير متوقعة تجعل تنفيذ اإللتزام‬
‫مرهقا بالنسبة للمدين‪ ،‬وهذا قد يهدد العقد باالنهيار‪ ،‬ومن أجل المحافظة على بقاء العقد واستمراره‬
‫في انتاج آثاره‪ ،‬فق د رخص المشرع للقاضي بالت دخل إلعادة التوازن اإلقتصادي للعقد‪ ،‬وذلك برد‬
‫اإلل تزام المره ق إلى الح د المعق ول م ع مراع اة مص لحة الط رفين‪ ،‬وب دون ش ك ف إن إح ترام إرادة‬
‫المتعاقدين وتوقعاتهم قد ينتهي إلى التضحية باستقرار المعامالت‪ ،‬وأن إستقرار المعامالت وتحقيق‬
‫األمن القانوني قد يتعارض مع اإلرادة الحقيقية للمتعاقدين‪.‬‬
‫وعلي ه س أتناول في المطلب األول فك رة إلزامي ة العق د باعتباره ا مظل ة لحماي ة إرادة المتعاق دين‬
‫وتوقعاتهم‪ ،‬أما في المطلب الثاني فسأتكلم عن تعديل العقد باعتباره آلية لحماية إستقرار المعامالت‬
‫وتحقيق لألمن القانوني‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬إلزامية العقد حماية لتوقعات المتعاقدين‬
‫لقد كان من نتائج فلسفة المذهب الفردي إطالق العنان لحرية الفرد‪ ،‬واستقالل إرادته التي يجب أن‬
‫يترك لها المجال لمزاولة نشاطها‪ ،‬وتوجيه ما في المجتمع من نظم اجتماعية‪ ،‬واقتصادية‪ ،‬وفي ظل‬
‫ه ذا الم ذهب فق د أص بح لإلرادة الش أن األول في تنظيم ش ؤون األف راد وعالق اتهم‪ ،‬وذل ك أخ ذا بمب دإ‬
‫سلطان اإلرادة الذي هيمن على نظرية العقد منذ القرن ‪ ،17‬وإ لى غاية نهاية القرن ‪.19‬‬
‫وي راد بمب دإ س لطان اإلرادة‪ ،‬أن اإلرادة ق ادرة وح دها على إنش اء م ا تش اء من العق ود والتص رفات‬
‫القانوني ة م ا دامت تل تزم وتنش ط في ح دود النظ ام الع ام واآلداب العام ة‪ ،‬وأن ه ذه اإلرادة ح رة في‬
‫رس م نط اق العق د‪ ،‬وتحدي د آث اره‪ ،‬أي أن الش خص ح ر في أن يل تزم بم ا يري د‪ ،‬وبالق در ال ذي يريد‪.2‬‬

‫‪ -‬حميد بن شنيتي‪ ،‬سلطة القاضي في تعديل العقد‪ ،‬أطروحة دكتوراه بكلية الحقوق جامعة الجزائر‪ ،1996 ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.4‬‬
‫‪ -‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬الجزء األول مصادر اإللتزام‪ ،‬دار إحياء التراث‬ ‫‪2‬‬

‫العربي (لبنان)‪ ،1960 ،‬ص ‪ 77‬و ‪78‬؛ سليمان مرقس‪ ،‬الوافي في شرح القانون المدني‪ ،‬المجلد األول من الجزء‬
‫واألخ ذ بمب دإ س لطان اإلرداة ال ذي يس توي على رك يزتين هم ا‪ ،‬الحري ة‪ ،‬والرض ائية في التعاق د‪ ،‬ق د‬
‫ت رتب علي ه نت ائج قانوني ة عدي دة منه ا‪ ،‬إح ترام إرادة األط راف وتوقع اتهم عن د إب رام العق د‪ ،‬وعن د‬
‫تنفيذه‪ ،‬وهو ما يعبر عنه بالقوة الملزمة للعقد التي تستند في قيامها إلى قاعدتين هما‪ :‬قاعدة العقد‬
‫شريعة المتعاقدين‪ ،‬وقاعدة تنفيذ العقد في جميع ما اشتمل عليه‪ ،‬وما هو من مستلزماته وبحسن نية‪.‬‬
‫وم ؤدى قاع دة العق د ش ريعة المتعاق دين ال تي كرس ها المش رع في الم ادة ‪ 106‬من التق نين الم دني‬
‫الجزائ ري حيث قض ت أن‪":‬العق د ش ريعة المتعاق دين‪ ،‬فال يج وز نقض ه‪ ،‬وال تعديل ه‪ ،‬إال باتف اق‬
‫الط رفين‪ ،‬أو لألس باب ال تي يقرره ا الق انون"‪ ،‬ومع نى ذل ك أن العق د يل زم كال المتعاق دين بوج وب‬
‫إح ترام وتنفي ذ م ا تض منه‪ ،‬ويجب على القاض ي أيض ا أن يطب ق أحكام ه‪ ،‬ويمتن ع علي ه أن يغ ير في‬
‫العق د م ا ق د ي راه مخالف ا للعدال ة من وجه ة نظ ره‪ ،‬وذل ك ألن قاع دة العقد ش ريعة "ق انون" المتعاقدين‬
‫ال واجب التط بيق عليهم ا‪ ،‬وال ذي يمتن ع م ع وج وده الرج وع إلى قواع د العدال ة‪ ،‬كم ا يمن ع ذل ك م ع‬
‫وجود نص قانوني‪ ،1‬ويمكن القول أن قصر مهمة القاضي على تفسير العقد وتعيين مضمونه يعتبر‬
‫مظه ر من مظ اهر مب دأ س لطان اإلرادة‪ ،‬حيث يتقي د القاض ي بم ا قص دت إلي ه اإلرادة المش تركة‬
‫للطرفين‪.‬‬
‫ومؤدى قاعدة إلزامية تنفيذ العقد في جميع ما اشتمل عليه‪ ،‬وما هو من مستلزماته مع مراعاة حسن‬
‫الني ة‪ ،‬ه و أن المتعاق دان ملزم ان بتنفي ذ جمي ع اإللتزام ات‪ ،‬والحق وق ال تي ينش ئها العق د في ذم ة ك ل‬
‫متعاقد وفقا للشروط التي ارتضوها‪ ،‬غير أنه ال يقتصر في تحديد نطاق القوة الملزمة للعقد على ما‬
‫اتجهت إلي ه إرادة المتعاق دين الفعلي ة من حق وق والتزام ات‪ ،‬ب ل يتس ع ليش مل أيض ا م ا ه و من‬
‫مس تلزماته‪ ،‬ول و لم تتج ه إلي ه إرادة المتعاق دين‪ ،‬وق د أورد المش رع أهم العوام ل ال تي يسترش د به ا‬

‫الثاني نظرية العقد واإلرادة المنفردة‪ ،‬ايرني للطباعة (مصر)‪ ،1987 ،‬ص ‪65‬؛ محمد محي الدين إبراهيم سليم‪،‬‬
‫نظرية الظروف الطارئة بين القانون المدني والفقه اإلسالمي دراسة مقارنة‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية (اإلسكندرية)‪،‬‬
‫‪ ،2007‬ص ‪14‬؛ بوكماش محمد‪ ،‬سلطة القاضي في تعديل العقد في القانون المدني الجزائري وفي الفقه االسالمي‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واإلجتماعية جامعة الحاج لخضر باتنة‪ ،2012 ،‬ص ‪ ،5‬حميد بن شنيتي‪،‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪ -‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪524‬؛ سليمان مرقس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،507‬علي‬ ‫‪1‬‬

‫فياللي‪ ،‬اإللتزامات –النظرية العامة للعقد‪ ،-‬المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية‪ ،2005 ،‬ص ‪287‬؛ بلحاج العربي‪،‬‬
‫النظرية العامة لاللتزام في القانون المدني الجزائري‪ ،‬الجزء األول التصرف القانوني (العقد واإلرادة المنفردة)‪،‬‬
‫ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،1995 ،‬ص ‪.248‬‬
‫القاضي في تحديد هذه المستلزمات‪ ،‬ومن ثم تحديد نطاق العقد‪ ،‬وهي طبيعة اإللتزام‪ ،‬والقانون في‬
‫احكامه التكميلية‪ ،‬والعرف‪ ،‬والشروط المألوفة‪.1‬‬
‫وتأسيسا على ما سبق ذكره فإن اإلرداة تصبح هي أساس القوة الملزمة للعقد‪ ،‬وهي التي تتحكم في‬
‫تحديد مضمونه‪ ،‬وفي اإللتزامات التي عليه‪ ،‬ومن ثم يجب التمسك بالقوة الملزمة للعقد‪ ،‬والقول بأنه‬
‫ال يج وز المس اس ب اإللتزام التعاق دي مهم ا تغ يرت الظ روف اإلقتص ادية ال تي أب رم العق د في ظله ا‬
‫لتع ارض ذلك مع مبدأ سلطان اإلرادة‪ ،‬ذلك ألن األخذ بمبدأ س لطان اإلرادة ك ان من أج ل حث كل‬
‫متعاقد على ضرورة تنفيذ التزامه دون تهاون‪ .2‬ومعنى ذلك أن إحترام إرادة المتعاقدين وتوقعاتهم‬
‫قد ينتهي إلى التضحية بإستقرار المعامالت‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تعديل العقد حماية الستقرار المعامالت‬


‫إن المبالغة في التمسك بالقوة الملزمة للعقد التي تعني ضرورة إحترام إرادة المتعاقدين وتوقعاتهم‪،‬‬
‫ومن ثم فإنه ال يجوز المساس بالعقد الذي تم على وجه صحيح‪ ،‬مهما تغيرت الظروف اإلقتصادية‬
‫التي أبرم في ظلها‪ ،‬وقد انتهى ذلك إلى التضحية بمبدأ إستقرار المعامالت‪.‬‬
‫ولكن وبسبب التقدم اإلجتماعي‪،‬واإلقتصادي الذي مس جميع مناحي الحياة اإلجتماعية‪ ،‬فقد تأثرت‬
‫ب ذلك العالق ات العقدي ة‪ ،‬مم ا اس تدعى ت دخل المش رع إلعادة النظ ر في المبادئ المنظم ة للعقد‪ ،‬منها‬
‫البحث عن الوس ائل المالئم ة للتخفي ف من الق وة الملزم ة للعق د والتلطي ف من ح دتها‪ ،‬فع اد المش رع‬
‫وقيد قاع دة العقد شريعة المتعاق دين بقيود قانوني ة مس تمدة من قواع د العدال ة واإلنص اف‪ ،‬وضرورة‬
‫إستقرار المعامالت‪ ،‬ذلك أن العقد السليم ليس هو فقط الذي يتم فيه اتفاق إرادتي الطرفين المتعاقدين‬
‫– وفقا للمفهوم التقليدي للعقد‪ -‬وإ نما هو أيضا الذي تتناسب فيه حقوق والتزامات المتعاقدين ‪ 3‬أي‬
‫تتحقق في ه العدال ة العقدي ة – وفق ا لالتج اه الموضوعي الذي يعت بر العق د واقع ة اجتماعي ة‪ -‬وه ذا ما‬
‫أص بح ي برر ت دخل المش رع في العالق ات العقدي ة في حال ة اختالل توازنه ا اإلقتص ادي‪ ،‬ومن أج ل‬
‫إع ادة الت وازن اإلقتص ادي للعق د‪ ،‬وض مان بق اءه واس تمراره في إنت اج آث اره ومن ثم إس تقرار‬

‫‪ -‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪624‬؛ سليمان مرقس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪505‬؛ علي‬ ‫‪1‬‬

‫فياللي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪286‬؛ بلحاج العربي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.248‬‬
‫‪ -‬محمد محي الدين إبراهيم سليم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.07‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬حميد بن شنيتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪8‬؛ نساخ فطيمة‪ ،‬الوظيفة اإلجتماعية للعقد‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية‬ ‫‪3‬‬

‫الحقوق جامعة الجزائر‪ ،2013 ،‬ص ‪. 231‬‬


‫المعامالت‪ ،‬فقد أعطى المشرع للقاضي اآلليات الضرورية لمعالجة اختالل التوازن اإلقتصادي للعقد‬
‫في مرحلة تنفيذه‪ ،‬وهذا ما كرسته الفقرة الثالثة من المادة ‪ 107‬من التقنين المدني الجزائري حيث‬
‫قض ت بأن ه‪":‬غ ير أن ه إذا ط رأت ح وادث إس تثنائية عام ة لم يكن في الوس ع توقعه ا وت رتبت على‬
‫حدوثها أن تنفيذ اإللتزام التعاقدي وإ ن لم يصبح مستحيال صار مرهقا للمدين بحيث يهدده بخسارة‬
‫فادحة جاز للقاضي تبعا للظروف وبعد مراعاة لمصلحة الطرفين أن يرد اإللتزام المرهق إلى الحد‬
‫المعقول ويقع باطال كل اتفاق على خالف ذلك"‪.‬‬
‫فقد تحدث أثناء تنفيذ العقد ظروف طارئة غير متوقعة عند إبرامه فيختل توازنه اإلقتصادي‪ ،‬فإذا‬
‫كان الحادث الطارئ قد جعل تنفيذ اإللتزام مستحيال‪ ،‬لكان قوة قاهرة ينقضي بها اإللتزام‪ ،‬ألنه ال‬
‫ال تزام بمس تحيل‪ ،‬وه ذا م ا قض ت ب ه الم ادة ‪ 176‬من التق نين الم دني الجزائ ري بقوله ا ‪":‬إذا اس تحال‬
‫على الم دين أن ينف ذ اإلل تزام عين ا حكم علي ه بتع ويض الض رر الن اجم عن ع دم تنفي ذ التزام ه‪ ،‬م ا لم‬
‫يثبت أن استحالة التنفيذ نشأت عن سبب ال يد له فيه‪ ،‬ويكون الحكم كذلك إذا تأخر المدين في تنفيذ‬
‫التزامه"‪ .‬أما إذا لم يكن من شأن هذا الحادث الطارئ إال أن يجعل تنفيذ اإللتزام يرجع بخسارة على‬
‫المدين ال تخرج عن الحدود المألوفة في المعامالت المالية لما كان له من أثر‪ ،‬ويلتزم المدين حينئذ‬
‫بتنفي ذ التزام ه كم ا تم االتف اق علي ه‪ .‬ولكن إذا لم يكن من ش أن الح ادث الط ارئ جع ل تنفي ذ اإلل تزام‬
‫مس تحيال ولكن فق ط تس بب في اختالل الت وازن اإلقتص ادي للعق د إختالال خط يرا يجع ل تنفي ذ الم دين‬
‫اللتزامه المرهق يهدده بخسارة فادحة تخرج عن الحدود المألوفة في المعامالت المالية‪ .‬فما مصير‬
‫هذا العقد؟ وما ينبغي أن يكون عليه موقف المشرع‪ ،‬والقاضي من هذا المدين الذي أبرم العقد وهو‬
‫عازم على تنفيذه‪ ،‬إال أن ظروفا طارئة لم تكن في الحسبان قد جعلت التزامه مرهقا‪ ،‬وتنفيذه يهدده‬
‫بخسارة كبيرة تخرج عن الحد المألوف في المعامالت المالية؟‬
‫لق د أوج د المش رع نظري ة الظ روف الطارئ ة لألخ ذ بي د المتعاق د المنك وب من خالل إص الح إختالل‬
‫التوازن اإلقتصادي للعقد‪ ،‬وذلك بالترخيص للقاضي بالتدخل لتخفيف اإللتزام المرهق للمدين برده‬
‫إلى الح د المعق ول م ع مراع اة مص لحة الط رفين وذل ك بتحقي ق الت وازن بين األداءات المتقابل ة‬
‫للمتعاقدين‪.‬‬
‫إن فك رة التوازن اإلقتص ادي للعق د ال تي كرستها أحك ام نظري ة الظروف الطارئ ة هي بقص د تحقي ق‬
‫العدال ة العقدي ة‪ ،‬ذل ك أن القاض ي يس عى إلى إع ادة الت وازن اإلقتص ادي للعق د من أج ل إس تقرار‬
‫المعامالت المالية‪ ،‬وتحقيق األمن القانوني‪ ،‬وذلك باالبقاء على العالقة العقدية قائمة والمحافظة على‬
‫استمرارها في انتاج آثارها‪ ،‬والتشجيع على تنفيذها طبقا لما سطرته إرادة األفراد‪ ،‬وبما يتالءم مع‬
‫الظروف الطارئ ة‪ ،‬ألن هدف أطراف العالق ة التعاقدي ة هو تنفي ذ العقد والحص ول على منافع ه دون‬
‫إلحاق خسارة بأي منهما‪ .1‬وتجدر اإلشارة في هذا الشأن أن القوة الملزمة للعقد بعد أن كانت تستند‬
‫إلى مبدأ سلطان اإلرادة‪ ،‬قد أصبحت اليوم تستند إلى قواعد العدالة واإلنصاف‪ ،‬وضرورة إستقرار‬
‫المع امالت المالي ة من أج ل تحقي ق األمن الق انوني‪ ،2‬ذل ك فإن ه وإ ن ك انت اإلرادة الح رة ق ادرة على‬
‫إنشاء العقد وتحقيق توقعات المتعاقدين‪ ،‬فإنها غير قادرة على تحقيق العدالة العقدية‪ ،‬وفي غياب هذه‬
‫العدالة فإن نظرية الظروف الطارئة جاءت لتضع مصير العقد الذي اختل توازنه اإلقتصادي بين‬
‫يدي القاضي بموقعه المحايد من أجل أن يعيد للعقد توازنه اإلقتصادي فيكون له في هذا الشأن أن‬
‫يضحي بإرادة المتعاقدين وتوقعاتهم في سبيل تحقيق إستقرار العالقات العقدية بدال من إبطالها‪ ،‬ذلك‬
‫أن األمن القانوني يتحقق بطمأنة األفراد على العقود التي أبرموها وعدم مفاجأتهم ببطالنها‪.3‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الشروط الواجب توافرها في الحادث الطارئ‬
‫عندما أقر المشرع نظرية الظروف الطارئة‪ ،‬فإنه لم يشأ أن يكون أي ظرف طارئ مهما كان نوعه‬
‫ومص دره س ببا لتط بيق أحك ام ه ذه النظري ة‪ ،‬ل ذلك فق د اس توجب ح تى يوص ف الح ادث بأن ه ط ارئ‬
‫ويؤدي إلى تطبيق أحكام نظرية الظروف الطارئة التي ترخص للقاضي التدخل لتعديل العقد الذي‬
‫فق د توازن ه اإلقتص ادي‪ ،‬يجب أن تت وافر في ه ش روط مح ددة وهي أن يتص ف الظ رف الط ارئ عن د‬
‫نشأته باإلستثنائية‪ ،‬وعدم التوقع والعمومي ة‪ ،‬وأن يترتب على قيام الظرف الطارئ أن يصبح تنفيذ‬
‫اإلل تزام مرهق ا يه دد الم دين بخس ارة فادح ة تخ رج عن الح د الم ألوف في المع امالت المالي ة‪ .‬وعلي ه‬
‫س أتناول في المطلب األول من حيث نش أته‪ ،‬أم ا في المطلب الث اني فس أتكلم عن ش روط الظ رف‬
‫الطارئ من حيث آثاره‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬شروط الحادث الطارئ من حيث نشأته‬

‫‪ -‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪ 631‬و‪632‬؛ علي فياللي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪297‬؛‬ ‫‪1‬‬

‫بولحية جميلة‪ ،‬نظرية الظروف الطارئة في القانون المدني الجزائري دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة ماجستير كلية الحقوق‬
‫جامعة الجزائر‪ ،1983 ،‬ص ‪11‬؛ خديجة فاضل‪ ،‬تعديل العقد أثناء التنفيذ‪ ،‬رسالة ماجستير كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪ ،2002 ،‬ص ‪.76‬‬
‫‪ -‬حميد بن شنيتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪08‬؛ نساخ فطيمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪231‬؛ ماندي آسيا يسمينة‪ ،‬النظام‬ ‫‪2‬‬

‫العام والعقود‪ ،‬رسالة ماجستير كلية الحقوق جامعة الجزائر‪ ،2009 ،‬ص ‪.85‬‬
‫‪ -‬ماندي آسيا يسمينة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.85‬‬ ‫‪3‬‬
‫حتى يوص ف الحادث بأنه طارئ ويؤدي إلى تطبيق نظرية الظروف الطارئ ة يجب أن يتصف‬
‫عند نشأته بأنه استثنائيا وغير متوقع‪ ،‬وعام‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أن يكون الحادث استثنائيا‬
‫ال يكفي للخروج على القوة الملزمة للعقد أن تتغير الظروف اإلقتصادية التي أبرم العقد في ظلها‪،‬‬
‫لذلك حرص المشرع على اشتراط صفة اإلستثنائية في الحادث الذي من شأن توافره تخويل القاضي‬
‫س لطة الت دخل لتع ديل العق د إلع ادة الت وازن اإلقتص ادي ال ذي اخت ل نتيج ة الظ رف الط ارئ‪ .‬وح تى‬
‫يك ون الح ادث اس تثنائيا يجب أن يك ون مم ا ال يتف ق م ع الس ير الط بيعي لألم ور‪ ،‬أي يجب أن يك ون‬
‫حادث ا ن ادر الوق وع‪ ،‬وبعي دا عم ا ألف ه الن اس واعت ادوه في حي اتهم ومعامالت ه اليومي ة‪ ،‬ومن أمثل ة‬
‫الحوادث اإلستثنائية التي درج الفقه على ذكرها‪ :‬الفيضان‪ ،‬والزلزال‪ ،‬وزحف أسراب من الجراد‪،‬‬
‫واألوبئة‪ ،‬واألعاصير‪ ،‬والصواعق‪ ،‬واالرتفاع الكبير أو االنهيار في أسعار السلع والخدمات بسبب‬
‫ف رض تس عيرة جدي دة أو إلغائه ا بع د التعاق د‪ ،‬أو بس بب حص ار اقتص ادي‪ ،‬أو نش وب ح رب‪ ،‬أو‬
‫إضراب مفاجئ‪.1‬‬
‫ويالح ظ أن بعض الح وادث تعت بر اس تثنائية بطبيعته ا ك الحروب‪ ،‬وال زالزل‪ ،‬واألوبئ ة‪ ،‬وف رض‬
‫تسعيرة وإ لغائها والحصار اإلقتصادي‪ .‬وأن البعض اآلخر ال يعتبر استثائيا لكثرة وقوعه في الحياة‬
‫العملي ة إال إذا بل غ ح دا من الجس امة غ ير م ألوف‪ ،‬مثال ف إن حال ة االرتف اع أو االنخف اض الط بيعي‬
‫لألس عار ال يش كل مفاجئ ة لجمه ور المس تهلكين‪ ،‬أو المنتجين‪ ،‬أو التج ار‪ ،‬لكن ه ق د يتح ول إلى ح ادث‬
‫استثنائي إذا كان ارتفاع أو انهيار األسعار كبيرا وفاحشا وغير متوقع‪.2‬‬
‫كما يالحظ أن اشتراط ضرورة توافر صفة "اإلستثنائية" في الظرف الطارئ‪ ،‬عالوة على استجابته‬
‫لمبدأ حسن النية‪ ،‬ومقتضيات العدالة فإنه يعتبر قيدا على سلطة القاضي لمنعه من المسارعة لتعديل‬
‫اإللتزامات التعاقدية لمجرد وقوع حادث مألوف‪ ،‬يقع عادة وفقا للسير الطبيعي لألمور‪ .‬أضف إلى‬

‫‪ -‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪643‬؛ سليمان مرقس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪525‬؛ علي‬ ‫‪1‬‬

‫فياللي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪300‬؛ بلحاج العربي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪257‬؛ بولحية جميلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‬
‫‪112‬؛ حميد بن شنيتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪57‬؛ محمد محي الدين إبراهيم سليم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 233‬وما‬
‫بعدها؛ رشوان أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪453‬؛ خديجة فاضل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪78‬؛ بوكماش محمد‪ ،‬المرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.248‬‬
‫‪ -‬سليمان مرقس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪525‬؛ محمد محي الدين إبراهيم سليم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪250‬؛ رشوان‬ ‫‪2‬‬

‫أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪453‬؛ هبة محمد محمود الديب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫ذلك أن المشرع قد أراد أن يضيق من مجال تدخل القاضي في العقود محافظة على القوة الملزمة‬
‫للعقد إلى الحد الذي يمكن معه التوفيق بين إستقرار المعامالت وما يتطلبه من ثبات الروابط العقدية‪،‬‬
‫وبين مقتضيات العدالة وما تتطلبه من ضرورة تعديل العقد إذا اختل توازنه اإلقتصادي نتيجة لتغير‬
‫الظروف اإلقتصادية التي أبرم العقد في ظلها‪.1‬‬
‫ويالحظ كذلك أن غالبية فقهاء القانون المدني يذهبون إلى أنه ال يشترط أن يكون الحادث اإلستثنائي‬
‫راجع ا إلى فع ل الطبيع ة وح دها‪ ،‬ب ل إن ه يش مل أي ح ادث ق د ينجم عن أي ة واقع ة مادي ة أخ رى‪،‬‬
‫كإعالن الحرب أو صدور قانون جديد يترتب عليه تطبيق أحكام نظرية الظروف الطارئة إذا تسبب‬
‫في جعل تنفيذ إلتزام المدين مرهقا‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة لقانون تحرير األسعار الذي ترتب على‬
‫تطبيقه إرتفاع كبير في أسعار السلع‪ ،‬والخدمات‪.2‬‬
‫كما يالحظ أن المشرع وتبعه بعض الفقه يذهب إلى أن وصف"اإلستثنائية" يجب أن يلحق الحادث‬
‫في حد ذاته‪ ،‬ال األثر المترتب على الحادث‪ .‬ويؤخذ على هذا الرأي أن الغاية التي يتوخى المشرع‬
‫تحقيقها من وراء إشتراط اإلستثنائية‪ ،‬هي التوفيق بين إستقرار المعامالت‪ ،‬والعدالة العقدية التي ال‬
‫يمكن أن تتم باش تراط أن يوص ف الح ادث باإلس تثنائية‪ ،‬ذل ك أن الح ادث االس تثنائي ق د يفض ي إلى‬
‫نتائج إستثنائية‪ ،‬كما أن الحادث العادي قد يفضي كذلك إلى نتائج استثنائية‪ ،‬لذلك ذهب فريق آخر‬
‫من الفقه إلى القول أن الذي يجب أن يوصف باإلستثنائية هي النتيجة التي يؤدي إليها الحادث وليس‬
‫الحادث في حد ذاته‪ ،‬حتى يمكن للقاضي أن يتدخل في الرابطة العقدية لتحقيق التوازن بين إستقرار‬
‫المعامالت من ناحية‪ ،‬واعتبارات العدالة من ناحية أخرى‪.‬‬
‫بينم ا ي ذهب بعض الفق ه‪ -‬وبح ق‪ -‬إلى أن وصف اإلس تثنائية يجب أن ينصرف إلى الح ادث في ح د‬
‫ذات ه‪ ،‬وفي نفس ال وقت إلى اآلث ار المترتب ة على الح ادث ح تى تتحقق الغاي ة من وض ع ه ذا الشرط‪،‬‬
‫ومن ثم فإنه ال يتم تطبيق أحكام نظرية الظروف الطارئة على كل الروابط العقدية التي يختل فيها‬

‫‪ -‬محمد محي الدين إبراهيم سليم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪250‬؛ رشوان حسن رشوان أحمد‪ ،‬أثر الظروف الطارئة‬ ‫‪1‬‬

‫على القوة الملزمة للعقد‪ ،‬القاهرة‪ ،1994 ،‬ص ‪454‬؛ حميد بن شنيتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪57‬؛ بوكماش محمد‪،‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.247‬‬
‫‪ -‬محمد محي الدين إبراهيم سليم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪238‬؛ بولحية جميلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 113‬و‪114‬؛‬ ‫‪2‬‬

‫علي فياللي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪300‬؛ خديجة فاضل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪79‬؛ هبة محمد محمود الديب‪ ،‬أثر‬
‫الظروف الطارئة على العقود المدنية‪ ،‬رسالة استكمال متطلبات الحصول على درجة ما جستير في القانون‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق جامعة األزهر غزة‪ ،2012 ،‬ص ‪.38‬‬
‫الت وازن اإلقتص ادي في العق د‪،‬إال إذا ك ان الح ادث اس تثنائيا وت رتبت علي ه نت ائج اس تثنائية أدت إلى‬
‫جع ل تنفي ذ إل تزام الم دين مرهق ا‪ ،‬ألن الق ول بغ ير ذل ك س يؤدي إلى ه دم ك ل إس تقرار منش ود في‬
‫العالقات التعاقدية‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أن يكون الحادث غير متوقع‬
‫يعتبر عدم التوقع الذي سميت باسمه "نظرية الظروف غير المتوقعة" شرطا جوهريا البد من توافره‬
‫لتطبيق أحكام نظرية الظروف الطارئة‪ ،‬ألن ما يفصل بين كون الحادث طارئ أو غير طارئ هو‬
‫التوقع من عدمه‪ ،‬ذلك أن كل عقد يحمل في طياته بعض المخاطر‪ ،‬وكل متعاقد حريص يجب أن‬
‫يقدر هذه المخ اطر عن د إبرام العق د فإن قصر في ذل ك فعليه أن يتحمل وزر تقص يره‪ ،‬أما الح ادث‬
‫الذي حرص المشرع على تأمين المتعاقد ضد مخاطره‪ ،‬والذي يؤدي تحققه إلى الخروج على حكم‬
‫قاعدة "العقد شريعة المتعاقدين"‪ ،‬هو الحادث الذي لم يكن متوقعا‪ ،‬وليس في الوسع توقعه وقت إبرام‬
‫العقد‪.2‬‬
‫أم ا إذا ك ان الح ادث متوقع ا‪ ،‬أو ك ان في اإلمك ان توقع ه بالنس بة للمتعاق د‪ ،‬وأق دم م ع ذل ك على إب رام‬
‫العق د ب دون تحفظ ات فليس ل ه أن يتظلم من تحقق ه‪ ،‬وال يس مع من ه بع د ذل ك دع وى إع ادة النظر في‬
‫التزام ه‪ ،‬ألن إقدام ه على التعاق د م ع توقع ه لوق وع الح ادث يع ني أن ه قب ل النت ائج المحتم ل ح دوثها‬
‫نتيج ة ل ذلك‪ ،‬ومن ثم فال س بيل لتط بيق أحك ام نظري ة الظ روف الطارئة‪ .3‬ال يع ني ع دم التوق ع أن‬
‫الح ادث لم يس بق وقوع ه من قب ل‪ ،‬ف الحروب‪ ،‬والث ورات‪ ،‬واألزم ات اإلقتص ادية‪ ،‬وص دور ق وانين‬
‫جدي دة كله ا أم ور وقعت وتق ع دائم ا في حياتن ا‪ ،‬وه ذا ليس معن اه أن ه يجب توقعه ا‪ .‬فنش وب الح رب‬

‫‪ -‬راجع في عرض كل هذه اآلراء أو بعضها رشوان أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 454‬وما بعدها؛ محمد محي‬ ‫‪1‬‬

‫الدين إبراهيم سليم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 252‬وما بعدها؛ علي فياللي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪300‬؛ بولحية جميلة‪،‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪113‬؛ خديجة فاضل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪79‬؛ هبة محمد محمود الديب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‬
‫‪. 38‬‬
‫‪ -‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪644‬؛ سليمان مرقس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪526‬؛ علي‬ ‫‪2‬‬

‫فياللي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪300‬؛ بلحاج العربي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪257‬؛ محمد محي الدين إبراهيم سليم‪،‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪265‬؛ رشوان أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪437‬؛ بولحية جميلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪119‬؛‬
‫حميد بن شنيتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪58‬؛ بو كماش محمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.250‬‬
‫‪ -‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪644‬؛ سليمان مرقس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪526‬؛ علي‬ ‫‪3‬‬

‫فياللي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪300‬؛ بلحاج العربي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪257‬؛ محمد محي الدين إبراهيم سليم‪،‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪265‬؛ رشوان أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،437‬بولحية جميلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪119‬؛‬
‫حميد بن شنيتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪58‬؛ بو كماش محمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.250‬‬
‫فج أة‪ ،‬وص دور ق انون بف رض تس عيرة جدي دة لس لعة معين ة تجع ل األس عار ترتف ع‪ ،‬أو تنه ار بطريق ة‬
‫فاحش ة‪ ،‬أو ح دوث إض راب مف اجئ‪ ،‬ك ل ذل ك يع د من الظ روف غ ير المتوقع ة إذا لم ت دل عليه ا‬
‫أمارات قائمة وقت التعاقد‪.1‬‬
‫إن الغاية التي أراد المشرع تحقيقها من إيراده شرط عدم التوقع في الحادث هي حماية المدين من‬
‫خس ارة فادح ة‪ ،‬ومن ع ال دائن من تحقي ق كس ب كب ير وذل ك بإع ادة الت وازن اإلقتص ادي بين أداءات‬
‫طرفي العقد‪ .2‬ويتفرع عن ذلك أن الحادث الذي ال يمكن توقعه هو أن يكون أيضا مما ال يستطيع‬
‫دفعه أو التقليل من آثاره‪ ،‬ذلك أن الحادث الذي يستطاع دفعه يستوي في شأنه أن يكون متوقعا‪ ،‬أو‬
‫غ ير متوق ع‪ ،‬ألن الم دين مل زم بتف ادي الح وادث ال تي تعج زه عن الوف اء‪ ،‬أو ترهق ه م ادام ذل ك في‬
‫وس عه‪ ،‬ول و لم تكن من الح وادث المتوقع ة‪ ،‬أو الممكن توقعه ا‪ ،‬فليس ل ه أن ي ترك مث ل ه ذا الح ادث‬
‫يقع اعتمادا على أنه لم يكن متوقعا‪ ،‬وإ ن فعل فال يكون له أن يستند إليه لطلب تعديل العقد‪ .3‬صحيح‬
‫أن المشرع لم ينص على هذا صراحة‪ ،‬لكن الفقه والقضاء يجمع عليه بحجة أنه لو أمكن ذلك بفعل‬
‫المدين ألعتبر مسلكه مبني على سوء النية الذي يفسد كل شيء‪.4‬‬
‫يتفق جمهور فقهاء القانون المدني أن المعيار الذي يجب أن يقاس به وصف عدم التوقع هو المعيار‬
‫الموض وعي‪ .5‬ووفق ا له ذا المعي ار ف إن درج ة ع دم التوق ع تح دد ال ب النظر إلى الظ روف الخاص ة‬
‫بالمتعاقد‪ .‬وإ نما بالنظر إلى الظروف واألحوال الموضوعية الخاصة بالعملية العقدية‪ ،‬ومن ثم فلكي‬
‫تطبق أحكام نظرية الظروف الطارئة يجب أن يكون الحادث مما ال يستطاع توقعه وقت إبرام العقد‬

‫‪ -‬محمد محي الدين إبراهيم سليم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 265‬و‪.266‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬محمد محي الدين إبراهيم سليم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.268‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪644‬؛ سليمان مرقس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪527‬؛ محمد‬ ‫‪3‬‬

‫محي الدين إبراهيم سليم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪254‬؛ خديجة فاضل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪ -‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪644‬؛ سليمان مرقس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 527‬و‪528‬؛‬ ‫‪4‬‬

‫محمد محي الدين إبراهيم سليم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 254‬و‪.255‬‬


‫‪ -‬وتجدر اإلشارة أن كلمة فقهاء القانون المدني قد تفرقت حول ما إذا كانت العبرة بعدم توقع الحادث في حد‬ ‫‪5‬‬

‫ذاته‪،‬أم بعدم توقع النتائج المترتبة على الحادث؟ وفي هذا الشأن فقد ذهب بعض الفقه إلى أن عدم التوقع ينصرف‬
‫إلى نتائج الظروف الطارئة ألن ما يترتب عليها هي التي تكون غير متوقعة وتؤدي إلى االختالل بين األداءات‬
‫المتقابلة‪ .‬بينما يذهب البعض اآلخر أنه إذا كان الظرف الطارئ غير المتوقع ال يحدث إال نتائج غير متوقعة‪ ،‬فإنه قد‬
‫يحدث عن حادث متوقع نتائج غير متوقعة وغير منتظرة‪ .‬وأعتقد كما يذهب إلى ذلك بعض الفقه أن عدم التوقع‬
‫يجب أن يشترط في الحادث في حد ذاته وفي نفس الوقت في النتائج المترتبة عليه‪.‬‬
‫ليس بالنس بة للمتعاق د ذات ه‪ ،‬وإ نم ا بالنس بة للش خص الع ادي ال ذي يك ون في ظ روف ظ اهرة مماثلة‪.6‬‬
‫ويجب أن يضع القاضي في اعتباره عند إعماله لذلك التقدير باإلضافة إلى معيار الشخص العادي‬
‫طبيع ة العق د ومدت ه‪ ،‬ففي العق د الطوي ل الم دة تك ون دائ رة التوق ع في ه واس عة نس بيا‪ ،‬كم ا أن احتم ال‬
‫حدوث الظرف الطارئ فيه يكون أكبر من العقد القصير المدة‪ .2‬ويترك تقدير كون الظرف متوقعا‬
‫أو غير متوق ع لقاضي الموضوع دون معقب عليه من المحكم ة العلي ا طالم ا أن تقديره يرتكز على‬
‫أسباب سائغة‪.‬‬
‫وتج در اإلش ارة إلى أن بعض الفقه‪ 3‬ي ذهب إلى الق ول أن ش رط ع دم التوق ع يغ ني عن ش رط‬
‫اإلستثنائية‪ ،‬باعتبار أن الحادث غير المتوقع البد أن يكون حادثا إستثنائيا‪ ،‬أما الحادث اإلستثنائي فقد‬
‫يكون متوقعا وقد يكون غير متوقع‪ ،‬وبالتالي فال فائدة من ذكره كشرط مستقل لتطبيق أحكام نظرية‬
‫الظروف الطارئة‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أن يكون الحادث عاما‬
‫لقد تم تضييق نط اق تطبيق أحكام نظرية الظروف الطارئة‪ ،‬حتى ال تن ال كثيرا من القوة الملزم ة‬
‫للعق د‪ ،‬فاش ترط المش رع أن تك ون الح وادث اإلس تثنائية عام ة‪ ،‬ومن ثم ف إن الح وادث اإلس تثنائية‬
‫الخاصة بالمدين‪ ،‬كإفالسه‪ ،‬أو مرضه‪ ،‬أو وفاة أحد أفراد عائلته‪ ،‬ال تكفي لتطبيق نظرية الظروف‬
‫الطارئة‪ ،‬وشرط عمومية الظرف الطارئ قد ينصرف إلى الناحية الشخصية فيتحدد معيار العمومية‬
‫بعدد األش خاص المتأثرين به ذا الظرف الطارئ‪ ،‬كأهل البلد أو س كان إقليم معين‪ ،‬أو فئة من أفراد‬
‫المجتم ع ك المزارعين في جه ة معين ة من ال وطن‪ ،‬أو منتجي س لعة معين ة‪ ،‬أو المت اجرين فيه ا‪ ،‬وق د‬
‫ينص رف إلى الناحي ة اإلقليمي ة فيتح دد بمقدار المس احة‪ ،‬أو ع دد األق اليم ال تي ت أثرت ب ه‪ ،‬وقد يندمج‬
‫العنصران معا في تحديد وصف العمومية‪.4‬‬

‫‪ -‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪644‬؛ سليمان مرقس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪527‬؛ محمد‬ ‫‪1‬‬

‫محي الدين إبراهيم سليم؛ المرجع السابق‪ ،‬ص ‪271‬؛ رشوان أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 441‬وما بعدها؛ علي‬
‫فياللي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪301‬؛ بولحية جميلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪120‬؛ فاضل خديجة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‬
‫‪80‬؛ بوكماش محمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪250‬؛ هبة محمد محمود الديب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ -‬هبة محمد محمود الديب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.44‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬محمد محي الدين إبراهيم سليم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪252‬؛ رشوان أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪458‬؛ هبة‬ ‫‪3‬‬

‫محمد محمود الديب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪38‬؛ خديجة فاضل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫‪ -‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪643‬؛ علي فياللي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪302‬؛ محمد محي‬ ‫‪4‬‬

‫الدين إبراهيم سليم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪245‬؛ بولحية جميلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪117‬؛ خديجة فاضل‪ ،‬المرجع‬
‫ويالح ظ أن الفق ه ق د اختل ف ح ول ص فة العمومي ة ال تي اش ترطها المش رع في الظ رف الط ارئ بين‬
‫مؤيد لموقف المشرع ومعارض له‪ .‬فاالتجاه األول المؤيد لموقف المشرع يرى بأن شرط العمومية‬
‫يجد تبريره في كون فكرة تعديل العقد للظرف الطارئ تمثل إستثناء على استقرار الروابط العقدية‪،‬‬
‫وباش تراط العمومي ة تتحق ق ه ذه الغاي ة‪ ،‬فالم دين ال ذي ق د تص يبه بعض التغ يرات دون س واه يتحم ل‬
‫لوحده آثارها ونتائجها وال مجال إلعمال نظرية الظروف الطارئة فيها‪ ،‬إضافة إلى تبرير آخر لهذا‬
‫الش رط ه و أن التغ يرات العام ة تمث ل ظ اهرة ملموس ة ويمكن التحق ق منه ا وض بطها بس هولة بعكس‬
‫التغ يرات الخاص ة بالم دين‪ ،‬ومن ثم ف إن ك ل الظ روف الخاص ة بالم دين ال تؤخذ في مفه وم الظ رف‬
‫الطارئ‪ ،‬حتى ال تكون مدخال للغش من جانبه بادعائه خالف الواقع‪.1‬‬
‫أم ا اإلتج اه المع ارض لم اذهب إلي ه المش رع ف يرى أن اش تراط العمومي ة في الح ادث يتع ارض م ع‬
‫الغاي ة ال تي ش رعت من أجله ا نظري ة الظ روف الطارئ ة‪ ،‬فغاي ة النظري ة تحقي ق مب دأ العدال ة ال ذي‬
‫يقضي برفع اإلرهاق عن المدين‪ ،‬فهي خاصة بالمدين المرهق‪ ،‬فإذا تقيد الحادث االستثنائي بشرط‬
‫العموم‪ ،‬امتنع تحقيق العدالة في حاالت كثيرة قد ال يكون الحادث اإلستثنائي فيها عاما‪ ،‬ضف إلى‬
‫ذلك أن شرط العمومية شرط مصطنع ال تمليه طبيعة الظرف إذ يحيد عن العدل والمنطق‪ ،‬فأما أنه‬
‫غ ير منطقي فألن ه يقيس األث ر الج زئي بمعي ار ومقي اس األث ر الكلي‪ ،‬والعدال ة تقتض ي أن يق در أث ر‬
‫الظرف بقدره سواء أصاب فردا أو مجموعة أفراد في إقليم أو عدة أقاليم‪.2‬‬
‫وأما أن الشرط غير عادل ألنه يحرم المدين المرهق من اإلحتماء بأحكام نظرية الظروف الطارئة‬
‫قص د التخفي ف من إرهاق ه ب داعي ع دم إص ابة غ يره ب ذات اإلره اق‪ ،‬وإ ذا ك ان الغ رض من نظري ة‬

‫السابق‪ ،‬ص ‪79‬؛ إحسان ستار خضير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪9‬؛ رشوان أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪461‬؛ محمد‬
‫بوكماش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 248‬و‪249‬؛ بن يحيى شارف‪ ،‬ضرورة إسقاط شرط عمومية الظرف الطارئ في‬
‫القانون المدني الجزائري دراسة مقارنة بالفقه‪ ،‬مقال منشور بمجلة االكاديمية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،04‬السنة ‪ ،2010‬ص ‪ 51‬و‪.52‬‬
‫‪ -‬محمد محي الدين إبراهيم سليم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 246‬وما بعدها؛ رشوان أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪462‬؛ بولحية جميلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪118‬؛ محمد بوكماش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪249‬؛ بن يحي شارف‪،‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ -‬محمد محي الدين إبراهيم سليم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪249‬؛ رشوان أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 462‬وما‬ ‫‪2‬‬

‫بعدها؛ بولحية جميلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪118‬؛ محمد بوكماش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪249‬؛ بن يحي شارف‪،‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫الظ روف الطارئ ة ه و ض مان العدال ة العقدي ة فال ن رى م بررا الش تراط ص فة العمومي ة في الح ادث‬
‫الطارئ خاصة وأنه يجعل تنفيذ اإللتزام مرهقا فقط‪.1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬شروط الظرف الطارئ من حيث األثر‬
‫يعد شرط اإلرهاق من أهم الشروط الواجب توافرها لتطبيق أحكام نظرية الظروف الطارئة‪ ،‬ذلك‬
‫أنه ال يعتد بالحادث الطارئ غير المتوقع الذي يراد اإلستناد إليه لتعديل العقد‪ ،‬إال إذا ترتب على‬
‫حدوثه أن أصبح تنفيذ المدين اللتزامه العقدي مرهقا وليس مستحيال‪ ،‬ألن تحقق اإلستحالة ال يشترط‬
‫إال في القوة القاهرة‪ ،‬لذلك فإن القاضي يبدأ دائما بالبحث عن تحقق شرط اإلرهاق عندما يطلب منه‬
‫تط بيق أحك ام نظري ة الظ روف الطارئ ة‪ ،‬ثم يبحث بع د ذل ك في م دى ت وافر الش روط األخ رى‪.‬‬
‫والمالحظ أن المشرع قد وضع تعريفا كامال لإلرهاق في الفقرة الثالثة من المادة ‪ 107‬من التقنين‬
‫المدني الجزائري‪ ،‬وذلك عند تمييزه بين أثر القوة القاهرة وهو استحالة تنفيذ اإللتزام‪ ،‬وأثر الظرف‬
‫الطارئ‪ ،‬وهو صعوبة تنفيذ اإللتزام‪ ،‬بحيث تؤدي هذه الصعوبة إلى أن يتحمل المدين خسارة فادحة‬
‫تخرج عن الحد المألوف في المعامالت المالية‪ ،‬لو أجبر على تنفيذ إلتزامه التعاقدي المرهق‪.‬‬
‫إن ك ان الح ادث الط ارئ والق وة الق اهرة يش تركان في أن كال منهم ا ال يمكن توقع ه وال يس تطاع‬
‫دفعه‪ ،‬فإنهما يختلفان في أن القوة القاهرة تجعل تنفيذ اإللتزام مستحيال‪ ،‬أما الحادث الطارئ فيجعل‬
‫تنفيذ اإللتزام مرهقا للمدين يهدده بخسارة فادحة تخرج عن الحد المألوف في المعامالت المالية دون‬
‫أن تبلغ حد اإلستحالة‪ .2‬ويترتب على هذا الفرق في الشرط فرق في األثر‪ ،‬إذ القوة القاهرة تجعل‬
‫اإللتزام ينقضي‪ ،‬والعقد ينفسخ‪ ،‬كما قضت بذلك المادة ‪ 307‬من التقنين المدني الجزائري‪" :‬ينقضي‬
‫اإلل تزام إذا أثبت الم دين أن الوف اء ب ه أص بح مس تحيال علي ه لس بب أجن بي عن إرادت ه"‪ ،‬فال يتحم ل‬
‫الم دين تبع ة ع دم تنفي ذه اللتزام ه‪ ،‬أم ا الح ادث الط ارئ ف إن اإلل تزام ال ينقض ي‪ ،‬ب ل ي رد إلى الح د‬
‫المعقول‪ ،‬وبذلك تتوزع الخسارة بين الدائن والمدين‪ ،‬فيتحمل المدين شيئا من تبعة الحادث‪ ،‬وإ لى هذا‬

‫‪ -‬محمد محي الدين إبراهيم سليم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪247‬؛ رشوان أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪464‬؛ علي‬ ‫‪1‬‬

‫فياللي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪302‬؛ بولحية جميلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪118‬؛ بوكماش محمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‬
‫‪249‬؛ بن يحي شارف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ .52‬ويالحظ في هذا الشأن أن معظم القوانين المقارنة التي سبقت أو‬
‫تلت التشريعات العربية لم تأخذ بوصف العمومية‪ ،‬بل تعتد بالحادث الطارئ ولو كان فرديا ال يتعدى حدود المدين‪،‬‬
‫وتكاد التشريعات العربية ومنها التشريع الجزائري‪ ،‬تنفرد باألخذ بوصف العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬المرجع السابق‪644 ،‬؛ سليمان مرقس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪528‬؛ علي فياللي‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪302‬؛ محمد محي الدين إبراهيم سليم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 282‬وما بعدها؛ رشوان أحمد‪،‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 506‬وما بعدها؛ احسان ستار خضير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫ذهبت المحكم ة العلي ا في قرار له ا ج اء في ه‪" :‬حيث أن قض اة الموض وع لم ا أق روا زي ادة ‪ %10‬من‬
‫السعر اإلجمالي للسكن وفقا لعقد التخصيص تماشيا مع عدالة العقد وتوازنه‪ ،‬فإنهم تناسوا إمكانية‬
‫تع ديل الش روط المدرج ة في العق د طبق ا ألحك ام الم ادة ‪ 107/3‬من التق نين الم دني‪ ،‬إذا م ا ط رأت‬
‫ظروف استثنائية ذات طابع عام وغير متوقعة من شأنها أن تجعل التزامات الطاعنة مرهقة‪ ،‬فإنهم‬
‫يكونون قد أخطأوا في تطبيق المادة ‪ 107‬من التقنين المدني"‪.1‬‬
‫ويالحظ أنه إذا قام المدين فعال بتفيذ التزامه المرهق فال يحق له أن يتمسك بتطبيق أحكام نظرية‬
‫الظروف الطارئة‪ ،‬إال إذا كان تنفيذه اللتزامه قد تم بشكل إضطراري كي يدرأ عن نفسه مسؤولية‬
‫جس يمة قد ت ترتب على عدم تنفيذه اللتزام ه‪ ،‬فيم ا ل و لم يثبت له الح ق في تع ديل العقد وفقا ألحكام‬
‫نظرية الظروف الطارئة‪ ،‬وكان قد قرن تنفيذه اللتزامه بحقه في تعديل إلتزاماته التعاقدية‪ ،‬فعندها‬
‫يكون له هذا الحق حتى بعد حصول التنفيذ‪.2‬‬
‫ويالح ظ أن غالبي ة فقه اء الق انون الم دني الع ربي‪ 3‬ي ذهبون إلى أن المعي ار ال ذي تق در ب ه درج ة‬
‫اإلرهاق هو المعيار الموضوعي‪ ،‬ال المعيار الشخصي‪ ،‬فال ينظر إلى مدى إمكانية المدين شخصيا‬
‫على تحمل الخسارة الناشئة عن تغير الظروف اإلقتصادية‪ ،‬التي أبرم العقد في ظلها‪ ،‬بل يجب أن‬
‫يقدر اإلرهاق بالنظر إلى الخسارة التي لحقت بالمدين من جراء تغير الظروف اإلقتصادية التي نتج‬
‫عنها إختالل التوازن اإلقتصادي للعقد‪ ،‬ومدى مجاوزتها قدر الخسارة المحتملة في مثل هذه الصفقة‪،‬‬
‫وبعب ارة أخ رى فإن ه يع ول في تق دير اإلره اق وفق ا للمعي ار الموض وعي على م دى إختالل الت وازن‬
‫اإلقتصادي بين التزامات الطرفين بغض النظر عن ثروة المدين‪ ،‬وعن أي ظرف آخر من شأنه أن‬
‫يس اعد الم دين على تحم ل الخس ارة الفادح ة المترتب ة عن الح ادث الط ارئ‪ .‬فال ينفي اإلره اق عن‬
‫المدين أن يكون واسع الثراء كما لو كان بنكا‪ ،‬أو دولة‪ ،‬وال أن يكون لديه كمية كبيرة من السلعة‬

‫‪ -‬قرار صادر عن الغرفة المدنية بالمحكمة العليا بتاريخ ‪ ،24/10/1999‬ومنشور بالمجلة القضائية لسنة ‪،1999‬‬ ‫‪1‬‬

‫العدد ‪ ،02‬ص ‪.95‬‬


‫‪ -‬سليمان مرقس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪531‬؛ محمد محي الدين إبراهيم سليم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 291‬وما‬ ‫‪2‬‬

‫بعدها؛ هبة محمد محمود الديب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪48‬؛ احسان ستار خضير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 645‬و‪646‬؛ سليمان مرقس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 529‬و‬ ‫‪3‬‬

‫‪530‬؛ علي فياللي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪303‬؛ بلحاج العربي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪258‬؛ محمد محي الدين‬
‫إبراهيم سليم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪286‬؛ بولحية جميلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪122‬؛ خديجة فاضل‪ ،‬المرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪81‬؛ بوكماش محمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪252‬؛ هبة محمد محود الديب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 46‬وما‬
‫بعدها‪.‬‬
‫ال تي التزم بتوري دها تسمح ل ه بالوف اء بالتزامات ه رغم وقوع الح ادث الط ارئ‪ ،‬إذا لم ينص صراحة‬
‫في العقد على توفر هذه السلعة في مخازن المدين وقت إبرام العقد‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫كخاتم ة لم ا تق دم يمكن الق ول أن نظري ة الظ روف الطارئ ة ق د ش رعت من أج ل اإلبق اء على العق د‬
‫منتج ا آلث اره‪ ،‬وتيس ير تنفي ذه‪ ،‬ألن اإلل تزام المره ق ال ينتهي وإ نم ا ي رد إلى الح د المعق ول‪ ،‬وذل ك‬
‫بتوزي ع تبع ة الح ادث الط ارئ بين المتعاق دين‪ ،‬فيع ود للعق د توازن ه اإلقتص ادي ال ذي ك ان ق د اخت ل‬
‫نتيج ة لتغ ير الظ روف اإلقتص ادية‪ ،‬فتتحق ق العدال ة العقدي ة‪ ،‬ويطمئن المتعاق دون لعق ودهم‪ ،‬فتس تقر‬
‫المعامالت المالية بين األفراد‪ ،‬وبذلك يتحقق األمن القانوني‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬
‫‪.1‬إحس ان س تار خض ير‪ ،‬نظري ة الظ روف الطارئ ة وأث ر اختالل الت وازن اإلقتص ادي في تنفي ذ‬
‫العقود‪.‬‬
‫‪.2‬بلحاج العربي‪ ،‬النظرية العامة لاللتزام في القانون المدني الجزائري‪ ،‬الجزء األول التصرف‬
‫القانوني (العقد واإلرادة المنفردة)‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪1995 ،‬‬
‫‪.3‬بن يح يى ش ارف‪ ،‬ض رورة إس قاط ش رط عمومي ة الظ رف الط ارئ في الق انون الم دني‬
‫الجزائ ري دراس ة مقارن ة بالفق ه‪ ،‬مق ال منش ور بمجل ة االكاديمي ة للدراس ات اإلجتماعي ة واإلنس انية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،04‬السنة ‪.2010‬‬
‫‪.4‬بوكم اش محم د‪ ،‬س لطة القاض ي في تع ديل العق د في الق انون الم دني الجزائ ري وفي الفق ه‬
‫االسالمي‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واإلجتماعية جامعة الحاج لخضر باتنة‪2012 ،‬‬
‫‪.5‬بولحية جميلة‪ ،‬نظرية الظروف الطارئة في القانون المدني الجزائري دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير كلية الحقوق جامعة الجزائر‪.1983 ،‬‬
‫‪.6‬حمي د بن ش نيتي‪ ،‬س لطة القاض ي في تع ديل العق د‪ ،‬أطروح ة دكت وراه بكلي ة الحق وق جامع ة‬
‫الجزائر‪1996 ،‬‬
‫‪.7‬خديج ة فاض ل‪ ،‬تع ديل العق د أثن اء التنفي ذ‪ ،‬رس الة ماجس تير كلي ة الحق وق‪ ،‬جامع ة الجزائ ر‪،‬‬
‫‪.2002‬‬
‫‪.8‬سليمان مرقس‪ ،‬الوافي في شرح القانون المدني‪ ،‬المجلد األول من الجزء الثاني نظرية العقد‬
‫واإلرادة المنفردة‪ ،‬ايرني للطباعة (مصر)‪1987 ،‬‬
‫‪.9‬عب د ال رزاق أحم د الس نهوري‪ ،‬الوس يط في ش رح الق انون الم دني‪ ،‬الج زء األول مص ادر‬
‫اإللتزام‪ ،‬دار إحياء التراث العربي (لبنان)‪1960 ،‬‬
‫‪.10‬علي فياللي‪ ،‬اإللتزامات –النظرية العامة للعقد‪ ،-‬المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية‪2005 ،‬‬
‫‪.11‬ق رار ص ادر عن الغرف ة المدني ة بالمحكم ة العلي ا بت اريخ ‪ ،24/10/1999‬ومنش ور بالمجل ة‬
‫القضائية لسنة ‪ ،1999‬العدد ‪.02‬‬
‫‪.12‬محمد محي الدين إبراهيم سليم‪ ،‬نظرية الظروف الطارئة بين القانون المدني والفقه اإلسالمي‬
‫دراسة مقارنة‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية (اإلسكندرية)‪2007 ،‬‬
‫‪.13‬نس اخ فطيم ة‪ ،‬الوظيف ة اإلجتماعي ة للعق د‪ ،‬أطروح ة دكت وراه‪ ،‬كلي ة الحق وق جامع ة الجزائ ر‪،‬‬
‫‪.2013‬‬

You might also like