You are on page 1of 7

‫الركن المادي للجريمة‬

‫المقصود بالركن المادي للجريمة ‪:‬‬


‫هو الماديات التي تقوم عليها الجريمة والتي يشعر الجاني والمجني عليه بوجودها فال جريمة بدون ركن‬
‫مادي ‪.‬‬
‫المقصود بالركن المادي في الجريمة التامة ‪:‬‬
‫هو عبارة عن الفعل الذي يحقق االعتداء على الحق الذي يحميه القانون ‪.‬‬
‫العناصر التي تقوم عليها الجريمة التامة ‪:‬‬
‫‪ - 1‬السلوك اإلجرامي من الفاعل ‪.‬‬
‫‪ - 2‬النتيجة اإلجرامية المتحققة في العالم الخارجي ‪.‬‬
‫‪ - 3‬العالقة السببية بين سلوك الفاعل والنتيجة التي حصلت ‪.‬‬
‫المقصود بالسلوك اإلجرامي ‪:‬‬
‫هو نشاط مادي خارجي يصدر‪ 7‬عن الجاني ويكون من شأنه إحداث النتيجة التي يجرمها القانون ‪.‬‬
‫‪ -‬يقصد بالفعل اإليجابي ‪:‬‬
‫كل حركة عضوية إرادية تصدر‪ 7‬من الجاني ليتوصل بها إلى ارتكاب جريمته وقد تكون هذه الحركة قابلة‬
‫بطبيعتها للتغاير والتنوع‪ 7‬بحسب الجريمة التي يريد الجاني ارتكابها وهذه الحركة قد يؤديها بيده أو ساقه أو‬
‫فمه ‪.‬والفعل حتى يكتسب قيمته الجنائية ال يكفي تواجد العنصر‪ 7‬المادي له المتمثل في الحركات العضوية بل‬
‫إنه ينبغي توافر‪ 7‬عنصر آخر هو العنصر‪ 7‬النفسي يقوم على الصفة اإلرادية للفعل ‪.‬‬
‫فما المقصود‪ 7‬باالمتناع أو الشكل السلبي للسلوك ؟‬
‫يقصد به إحجام الجاني عن القيام بعمل إيجابي مفروض عليه القيام به كواجب قانوني ينتظره المشرع منه‬
‫في ظروف معينة ‪.‬‬
‫لالمتناع عدة عناصر هي ‪:‬‬
‫‪ – 1‬اإلحجام عن أداء عمل معين إيجابي معين ‪:‬‬
‫ليس كل امتناع يمكن أن يدخل في تكوين الركن المادي للجريمة وإنما يقتصر فقط على أحوال معينة حددها‬
‫المشرع يلزم فيها الجاني بأداء عمل إيجابي معين ‪ .‬فالمشرع‪ 7‬الجنائي ينصرف لحماية مجموعة من الحقوق‬
‫والمصالح األساسية ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬جريمة امتناع الشاهد عن الحضور لإلدالء بشهادته أمام القاضي فهي ال تقوم إالّ بامتناع الشاهد‬
‫اإلدالء باألقوال المتعلقة بالوقائع‪ 7‬المعروضة على القضاء دون سواها ‪.‬‬
‫‪ - 2‬وجود‪ 7‬واجب يفرضه القانون ‪:‬‬
‫إن امتناع الشخص أو إحجامه عن أداء عمل معين ال أهمية له قانونا ً إالّ إذا كانت هناك قاعدة معينة تفرض‬
‫عليه واجب اإلتيان بفعل إيجابي معين أيا ً كانت طبيعة هذه القاعدة قانونية كانت أو أخالقية أو اجتماعية أو‬
‫دينية ‪ ..‬الخ ‪ .‬فالمشرع‪ 7‬يهتم في االمتناع المؤثم في قانون العقوبات ‪.‬فإن لم يكن هناك واجب قانوني يفرضه‬
‫نص بنصوص قانون العقوبات فال جريمة بحق من أحجم عن الفعل وإن كان في إحجامه ما يناقض واجبا ً‬
‫أخالقيا ً ‪.‬فمن يشهد طفالً يعبث بأسالك كهربائية عارية فال ينهره أو يحذره حتى يصعقه التيار فيقتله فإن كان‬
‫يسأل أخالقيا ً فإنه ال يسأل قانونياً‪. 7‬‬
‫‪ – 3‬الصفة اإلرادية لالمتناع ‪:‬‬
‫االمتناع كالفعل اإليجابي مصدره اإلرادة أي أن تتوافر في شأنه اإلدراك واالختيار‪ 7‬فإذا ثبت أن االمتناع قد‬
‫تجرد من الصفة اإلرادية فال يوصف‪ 7‬بأنه امتناع يعاقب عليه القانون ‪.‬فمثالً إذا أصيب عامل اإلشارات‬
‫بالسكك الحديدية بإغماء في الوقت الذي كان يتعين عليه فيه إعطاء إشارة تحذير‪ 7‬إلى قطار على وشك‬
‫الدخول في المحطة فلم يقم بالعمل اإليجابي المفروض عليه فال يقل عنه أنه ممتنع في لغة القانون ‪.‬‬
‫فما المقصود‪ 7‬بالنتيجة ؟‬
‫هي العنصر الثاني من عناصر الركن المادي ويقصد بها األثر المترتب على السلوك اإلجرامي والذي يأخذه‬
‫المشرع بعين االعتبار في التكوين القانوني‪ 7‬للجريمة ‪ .‬وقد قيل في الفقه بمدلولين للنتيجة ‪:‬‬
‫‪ – 1‬المفهوم المادي للنتيجة ‪:‬‬
‫وتعني التغيير الذي يحدث في العالم الخارجي كأثر للسلوك اإلجرامي مع ارتباطها بهذا السلوك برابطة‬
‫سببية وهذا التغيير قد يمس أحد األشخاص أو آخر األشياء مثال ذلك إزهاق الروح الناشئ عن سلوك القتل‬
‫أو الحريق الناشئ عن سلوك إشعال النار وتحطيم أموال الغير الناشئ عن فعل اإلتالف ‪.‬‬
‫وأقول إن التغيير المادي الذي يحدثه النشاط اإلجرامي في العالم الخارجي هو شرط وقوع‪ 7‬الجريمة ترتب‬
‫عليه أهمية قانونية في مجال التفرقة بين الجرائم التي يتطلب فيها ذلك ‪ ،‬فقسم الفقه الجرائم‪ 7‬على نوعين تبعا ً‬
‫لضرورة أو عدم ضرورة تحقق نتيجة معينة للسلوك اإلجرامي‪ 7‬كعنصر‪ 7‬الزم للركن المادي ‪.‬‬
‫النوع األول ‪ :‬الجرائم المادية ‪:‬‬
‫هذه الجرائم‪ 7‬ال تتم إالّ بتوافر‪ 7‬نتيجة معينة حددها القانون أي حتى تكتمل الجريمة في ركنها المادي يتعين‬
‫حدوث نتيجة واضحة ملموسة في العالم الخارجي ومحددة بنص القانون أما إذا لم يتوصل الجاني إلى‬
‫إحداث هذه النتيجة على الرغم من سعيه إلى ذلك بنشاطه اإلجرامي وقفت الجريمة عند حد الشروع إذا كان‬
‫محالً للتجريم وفقا ً ألحكام القانون في هذا الخصوص مثل جرائم الضرب والسرقة وهتك العرض ‪.‬‬
‫النوع الثاني ‪ :‬الجرائم الشكلية ‪:‬‬
‫يقال عنها جرائم السلوك أو النشاط المجرد وهي جرائم ال يشترط فيها القانون تحقق نتيجة إجرامية معينة بل‬
‫إنها تعتبر واقعة لمجرد إتيان السلوك اإلجرامي دون توقف‪ 7‬على حدوث أثر خارجي له ‪ .‬وتعتبر‪ 7‬الجريمة‬
‫تامة بمجرد إتيان هذا السلوك بغض النظر عن تحقق نتائج عنه أو عدم تحققها ‪ ،‬مثال ذلك جريمة حيازة‬
‫سالح غير مرخص ‪.‬‬

‫‪ – 2‬المفهوم القانوني للنتيجة ‪:‬‬


‫مؤدى هذا المفهوم أن النتيجة هي ذلك العدوان الذي ينال المصلحة التي يحميها القانون وتتحقق في إحدى‬
‫صورتين ‪:‬‬
‫‪ - 1‬هي اإلضرار‪ 7‬بمصلحة المعتدى عليها سوا ًء عن طريق تعطيلها كلية أو إنقاصها ‪.‬‬
‫‪ - 2‬هي مجرد تهديد هذه المصلحة بالخطر‪. 7‬‬
‫وعلى ذلك فإن النتيجة القانونية في جريمة القتل هي العدوان على حق اإلنسان في الحياة ‪ .‬والنتيجة وفقا ً‬
‫لمفهومها القانوني ال تعني تغيراً ماديا ً يحدث في العالم الخارجي تكفي المالحظة الحسية إلدراكه وإنما هي‬
‫عبارة عن حقيقة قانونية تتمثل في ضرر‪ 7‬معنوي‪ 7‬يعتدي به على حق يحميه القانون ‪.‬‬
‫الفرق بين النتائج ذات الضرر‪ 7‬والنتائج ذات الخطر ‪:‬‬
‫‪ - 1‬اصطالح جريمة الضرر‪ 7‬يكون عندما تمثل النتيجة القانونية المترتبة على النشاط اإلجرامي في إلحاق‬
‫ضرر فعلي بالمصلحة محل الحماية الجنائية كالقتل ‪.‬‬
‫‪ - 2‬اصطالح جريمة الخطر يطلق عندما تتمثل النتيجة القانونية المترتبة على النشاط اإلجرامي في مجرد‬
‫تهديد المصلحة المحمية بالخطر دون استلزام األضرار الفعلي بها فهذا الخطر هو النتيجة في هذه الجرائم‬
‫يعاقب عليه القانون ليتفادى حدوث الضرر‪ 7‬مثل إحراز سالح بدون ترخيص ‪.‬‬
‫‪ -‬أهمية صلة السببية ‪:‬‬
‫‪ - 1‬تعتبر عنصراً في الركن المادي لجريمة إذ تقوم على الربط بين النشاط اإلجرامي والنتيجة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬البحث فيها ال يدور‪ 7‬إالّ بالنسبة للجرائم ذات النتيجة المادية أي التي تنطوي‪ 7‬على تغيير مادي ملموس‬
‫يقع في العالم الخارجي ‪.‬‬
‫موطن الصعوبة في بحث عالقة السببية ‪:‬‬
‫تنشأ صعوبة البحث في توافر‪ 7‬عالقة السببية بين نشاط الفاعل والنتيجة اإلجرامية التي حدثت إذا ما تداخلت‬
‫مع نشاطه هذا ‪ ،‬عوامل أخرى متعددة ومستقلة عنه ولكنها تنضم إليه وتتشابك معه في إحداث النتيجة بحيث‬
‫يصبح الوقوف على سبب النتيجة أمراً عسيراً ‪.‬‬
‫‪ -‬العوامل أو األسباب التي قد تتداخل مع نشاط الجاني ‪:‬‬
‫‪ - 1‬عامل ضعف البدن واعتالل الصحة وإصابة المجني عليه بمرض القلب يساعد على وفاته بمجرد‬
‫اعتداء الجاني عليه ولو بالضرب ‪.‬‬
‫‪ - 2‬عامل معاصر لهذا النشاط كمن يطلق النار على المجني عليه فيصيبه في ساقه وتصادف‪ 7‬في تلك‬
‫اللحظة أن هذا األخير كان يرتدي سرواالً‪ 7‬قذراً مما يسبب عنه تقيح الجرح وحدوث الوفاة نتيجة لذلك ‪.‬‬
‫‪ - 3‬عامل الحق لنشاط الجاني كإطالق‪ 7‬الجاني عيار ناري على المجني عليه فأصابه في غير مقتل إالّ أن‬
‫المجني عليه يهمل في العالج أو يخطئ الطبيب في عالجه مما يؤدي إلى الوفاة ‪.‬‬
‫‪ -‬اختلف الرأي في معيار السببية إلى عدة نظريات ‪:‬‬
‫‪ – 1‬نظرية تعادل األسباب ‪:‬‬
‫مضمونها‪ : 7‬أن كل األسباب التي أدت إلى تحقيق النتيجة اإلجرامية تعتبر متعادلة‬
‫ومتساوية في القيمة ‪ ،‬تأسيسا ً على أن كل سبب من هذه األسباب تقوم بينه وبين‬
‫النتيجة عالقة سببية ولواله ما وقعت هذه النتيجة وذلك بغض النظر عن قيمة كل‬
‫منها منفرداً أو بمدى قربه أو بعده من النتيجة في إطار سلسلة السببية ألنه إذا‬
‫تخلف أي سبب منها ما كان للنتيجة أن تقع بنفس الكيفية التي تمت بها ‪.‬تطبيقا ً‬
‫لمنطق أصحاب هذه النظرية فلو أن شخصا ً طعن غريمه بخنجر فأصابه إصابة‬
‫استدعت نقله إلى المشفى شب حريق أدى إلى موته حرقا ً فإن الوفاة التي حدثت‬
‫تنسب إلى سلوك الجاني ألنه هو السلوك األول الذي أدى إلى سير األمور على‬
‫الوجه الذي انتهت إليه ‪.‬‬
‫أما إذا كان انتفاء سلوك الجاني لم يكن ليؤثر على تحقيق النتيجة فإن رابطة السببية ال تقوم بين سلوكه وتلك‬
‫النتيجة التي تحققت ‪ ،‬مثال ذلك إذا أصاب الجاني قائد‪ 7‬مركب بجرح يسير‪ 7‬ال يعوقه عن القيادة لم اصطدم‪7‬‬
‫المركب بلغم شارد في البحر نسفه بمن يحمله فإن عالقة السببية تنفي بين فعل الجاني والوفاة ألنها كانت‬
‫ستحدث على كل حال حتى ولو لم يصدر‪ 7‬عن الجاني فعله ‪ ،‬وال تزيد مسؤوليته حينئذ عن الشروع في‬
‫القتل ‪.‬‬
‫‪ -‬تقييم نظرية تعادل األسباب ‪:‬‬
‫هذه النظرية استندت إلى معيار سهل الستخالص توافر السببية من عدمه بين السلوك والنتيجة إالّ أن هذه‬
‫النظرية تعرضت للعديد من االنتقادات أهمها ‪:‬‬
‫‪ - 1‬اإلسراف‪ 7‬في تحميل الجاني تبعية النتيجة اإلجرامية التي حدثت ‪.‬‬
‫‪ - 2‬نتائجها ال تتفق مع مقدماتها وتناقض نفسها إذ بينما تقرر تعادل األسباب والعوامل التي تؤدي إلى‬
‫إحداث النتيجة اإلجرامية ترجع وتختار‪ 7‬من بينها سببا ً تلقي عليه وحدة عبء المسؤولية ‪.‬‬
‫‪ - 3‬نظرية ليست ذات طابع قانوني‪ 7‬ألن اجتماع عدة أسباب في إحداث نتيجة معينة ال يفيد بذاته تعادلها ‪.‬‬
‫‪ – 2‬نظرية السبب األقوى‪: 7‬‬
‫مضمونها‪ : 7‬تقوم هذه النظرية على أساس التفرقة بين العوامل التي ساهمت في إحداث النتيجة اإلجرامية‬
‫ويقرر أصحابها بأن عالقة السببية ال تتوافر‪ 7‬بين جميع هذه العوامل والنتيجة التي حدثت بل تقوم فقط بين‬
‫قواها مساهمة في إحداثها أمام ما عداه من العوامل فتعتبر‪ 7‬عالقة السببية منتفية بينها وبين النتيجة ‪ ،‬فالجاني‪7‬‬
‫ال يسأل عن النتيجة إالّ إذا كان سلوكه هذا هو األقوى واألكثر فاعلية من بين جميع العوامل األخرى التي‬
‫ساهمت معه في إحداث النتيجة ‪ ،‬أما إذا قام بالدور األقوى‪ 7‬عامل آخر فإنه وحده الذي يصبح سببا ً لنتيجة ‪.‬‬
‫وال يعتبر فعل الجاني في هذه الحالة سوى ظرف مساعد لها ‪.‬‬

‫نقدها ‪:‬‬
‫‪ - 1‬حلت الصعوبة بمثلها ألنها لم تضع معياراً للتفرقة بين األسباب بحيث نستطيع بواسطته تحديد مقدار‬
‫مساهمة كل سبب وتوضيح السبب األقوى أو األكثر فعالية من بينها ‪.‬‬
‫‪ - 2‬تؤدي لحصر النتيجة في عامل واحد هو أقواها ‪ ،‬مما يعني السماح بإفالت بعض الجناة من العقاب‬
‫لمجرد أنهم قاموا‪ 7‬بدور أقل من دور غيرهم ‪ ،‬وهو يخل بموازين العدالة ‪.‬‬
‫‪ - 3‬تحصر السببية في أضيق نطاق‪ 7‬ومن ثم تفسح للجاني الفرصة لإلفالت من النتيجة المترتبة على فعله‬
‫كلما ساهمت معه في إحداثها عوامل أخرى ‪.‬‬
‫مضمون السببية المالئمة ‪:‬‬
‫ال يعتبر فعل الجاني سببا ً لحدوث النتيجة المعاقب عليه إالّ إذا تبين أن هذا الفعل صالح إلحداث تلك النتيجة‬
‫وفقا ً للمجرى العادي لألمور‪ 7‬في الحياة ‪ ،‬حتى لو ساهمت معه في إحداثها عوامل أخرى سابقة عليه أو‬
‫معاصرة معه أو الحقة له ما دامت هذه العوامل متوقعة ومألوف حدوثها وفقا ً للسير الطبيعي لألمور في‬
‫الحياة‪.‬‬
‫موقف المشرع السوري‪ 7‬من عالقة السببية ‪:‬‬
‫أوضح المشرع السوري‪ 7‬موقفه من عالقة السببية في نص المادة (‪ )203‬من قانون العقوبات بقوله ‪:‬‬
‫‪ - 1‬إن الصلة السببية بين الفعل وعدم الفعل من جهة وبين النتيجة الجرمية من جهة ثانية ال ينفعها اجتماع‬
‫أسباب أخرى سابقة أو مقارنة أو الحقة سوا ًء جهلها الفاعل أو كانت مستقلة عن فعله ‪.‬‬
‫‪ - 2‬يختلف األمر إذا كان السبب الالحق مستقالً وكافياً‪ 7‬بذاته إلحداث النتيجة الجرمية ‪.‬‬
‫الركن المادي في الجريمة الناقصة أو الشروع في الجريمة‬

‫رأينا أن الجريمة تتألف من (‪ )3‬عناصر وهي ‪ :‬الفعل والنتيجة وعالقة السببية ‪ ،‬إذا توافرت هذه العناصر‬
‫كنا أمام جريمة في ركنها المادي ‪.‬‬
‫إالّ أن الجاني قد ال يتمكن من إحداث النتيجة التي من أجلها أقدم‪ 7‬على الجريمة لسبب ال دخل لهم فيه فعندئ ٍذ‬
‫ال نكون أمان نشاط مجرم كونه قد يتخذ صورة الشروع‪ 7‬المعاقب عليه قانونا ً ‪.‬إذاً فالشروع ما هو إالّ صورة‬
‫للجريمة الناقصة في ركنها المادي ‪.‬‬
‫مكان الشروع في مراحل الجريمة ‪:‬‬

‫‪ – 1‬مرحلة التفكير في الجريمة والعزم‪ 7‬عليها ‪:‬‬


‫فالمجرم‪ 7‬أوالً يحدث نفسه في أمر الجريمة التي يريد ارتكابها وهذه الفكرة الكامنة في ذهنه قد يتخلى عنها‬
‫كما قد يعقد العزم على تنفيذها وبما أن التفكير في ارتكاب الجريمة ال يتعدى حيز النوايا فإن القانون ال‬
‫يتدخل بالعقاب عليه ‪.‬‬
‫‪ – 2‬مرحلة التحضير للجريمة ‪:‬‬
‫قد يتمثل هذا التحضير‪ 7‬في إعداد وسائل وأدوات التنفيذ كشراء السالح الالزم لها كما قد يشمل هذا التحضير‪7‬‬
‫كل فعل يضع به الجاني نفسه في الموضع الذي يسمح له باإلقدام بعد ذلك على تنفيذ الجريمة كالسير في‬
‫الطريق الموصل إلى المكان المراد سرقته ‪.‬‬
‫والقاعدة أن المشرع ال يتدخل بالعقاب تأسيسا ً على أنها ال تنطوي‪ 7‬على خطر يهدد حقا ً أو مصلحة ثم أنها‬
‫أعمال قابلة للتأويل حيث ال تفيد القصد نحو جريمة معينة ‪ ،‬فمثالً من يركب عربة للنقل العام قد يهدف من‬
‫هذا االنتقال وضع نفسه في الوسط المالئم لسرقة الركاب ‪.‬فضالً عن رغبة المشرع في منح الجناة فرصة‬
‫للعدول عن جريمتهم ومراجعة أنفسهم إذ لو جرم العمل التحضيري‪ 7‬ال خطر من تورط فيه أن يكمل مشواره‬
‫اإلجرامي ما دام عقابه مقرراً في الحالتين ‪.‬‬
‫‪ – 3‬مرحلة الشروع ‪:‬‬
‫فيها يقدم الجاني بالفعل على تنفيذ جريمته بحيث ال يبقى ثمة حائل دون وقوعها لوال تدخل عمل خارجي‬
‫أوقف نشاط الجاني عن البلوغ إلى غايته أو خيبة الجاني في تحقيق غايته رغم قيامه بنشاطه اإلجرامي‬
‫كامالً ‪ ،‬فعدم تحقق النتيجة التي قصدها الجاني بفعله كان لسبب خارج عن إرادته ورغما ً عنه ‪.‬ويطلق‪ 7‬على‬
‫الوضع األول الجريمة الموقوفة أو الشروع الناقص وعلى الوضع الثاني الجريمة الخائبة أو الشروع‪7‬‬
‫التام ‪.‬ومن الجائز أن يعدل الجاني باختياره عن المضي في تنفيذ نشاطه اإلجرامي‪ . 7‬وهنا يتجاوز‪ 7‬المشرع‬
‫عن عقابه تشجيعا ً له لعدم التمادي في نشاطه هذا إالّ إذا كان ما ارتكبه يكون جريمة أخرى قائمة بذاتها‬
‫فيعاقب عليها‪.‬‬
‫‪ – 4‬مرحلة الجريمة التامة ‪:‬‬
‫يصل إليها الجاني إذا ما تمكن من بلوغ مقصده بإحداث النتيجة التي استهدفها منذبدأ في تنفيذ جريمته ‪.‬‬

You might also like