Professional Documents
Culture Documents
2
الفصل االول :آثار االلتزام
وسنتطرؽ فيو الى ثبلث عناصر أساسية وىي التنفيذ العيني (مبحث أوؿ) التنفيذ
بطريؽ التعويض (مبحث ثاني) وأخي ار ضماف حقوؽ الدائنيف (مطمب ثالث)
المبحث األول :التنفيذ العيني
ال خبلؼ أف تنفيذ االلتزاـ عينا ىو األصؿ ،وىذا ما نصت عميو المادة 164مف
القانوف المدني ،إضافة إلى ما تقرره المادة 176منو ،حيث يتضح مف النصيف أف مف
حؽ الدائف المطالبة بتنفيذ االلتزاـ الذي في ذمة مدينو عينا ،ولئلحاطة بالمقصود
بالتنفيذ العيني البد مف تناوؿ العناصر التالية:
*شروط الحكـ بالتنفيذ العيني الجبري.
*موضوع التنفيذ العيني.
*الغرامة التيديدية (وسائؿ التنفيذ العيني).
المطمب األول :شروط الحكم بالتنفيذ العيني:
بالرجوع لنص المادة 164سالفة الذكر يجب توافر 04شروط:
الفرع األول :إعذار المدين
و يقصد بو تنبيو المديف بضرورة الوفاء و ىذا إجراء حتمي ألف المديف إذا لـ يقـ
بالتنفيذ العيني مف تمقاء نفسو و سكت الدائف عمى ذلؾ ،فإف ىذا قد يفسر عمى
رضا الدائف و عدـ المطالبة بيذا التنفيذ و ترتيبا عمى ىذا لجأ الدائف إلى القضاء
لمطالبة مدينو بالتنفيذ العيني دوف إعذاره و تقدـ المديف بالتنفيذ العيني فإف الدائف
يتحمؿ مصاريؼ الدعوى.
3
الفرع الثاني :أن يكون التنفيذ العيني ممكنا
إذا استحاؿ القياـ بالتنفيذ العيني نتيجة خطأ المديف فإف التنفيذ سيكوف بمقابؿ
(التعويض) ،أما إذا كانت ىذه االستحالة ناتجة عف سبب أجنبي خارج عف إرادة
المديف وفعمو ،فإف االلتزاـ ينقضي .وعميو ال يترتب أي تعويض في ذمة المديف حسب
المادة 176مف القانوف المدني وكمثاؿ عف استحالة التنفيذ بسبب المديف بيع دار
الشخص ثـ بيعيا لشخص آخر ونقؿ ممكيتيا لآلخر ،إمتناع رساـ عف رسـ لوحة تعيد
بيا ،امتناع الطبيب عف إجراء عممية تعيد باجرائيا...
الفرع الثالث :يجب أال يكون ىذا التنفيذ مرىقا لممدين
قد يكوف التنفيذ العيني ممكنا في حد ذاتو ،ولكف إلزاـ المديف عمى القياـ بو فيو
إرىاؽ لو ،فيتحوؿ ىنا التنفيذ إلى التنفيذ عف طريؽ التعويض( ،مثاؿ قياـ مشتري أرض
بتجاوز التزامو بالبناء في مساحة 200متر فيبني 210متر ففي ىذه الحالة ليس مف
حؽ الدائف إجبار المديف عمى التنفيذ العيني (إزالة البناء) بؿ يكفي تعويض نقدي
عادؿ).
كؿ ىذا شريطة أال يمحؽ بالدائف ضرر جسيـ جراء عدـ القياـ بالتنفيذ العيني،
ولمقاضي سمطة تقديرية واسعة في تحديد وجود الضرر الجسيـ مف عدمو.
الفرع الرابع :يجب أال يكون في التنفيذ العيني مساس بالحرية الشخصية
لممدين
مف الممكف أف يكوف التنفيذ العيني الجبري ممكنا في حد ذاتو وغير مرىؽ
لممديف ،لكف إذا مس بالحرية الشخصية لممديف فإنو ال يتحقؽ ،ويصدر القاضي حكمو
بتقديـ تعويض عادؿ لمدائف ،ألف القياـ بجبر المديف عمى التنفيذ فيو مساس بحريتو
الشخصية ،إف المساس بالحرية الشخصية لممديف يمكف أف يجعؿ مف التنفيذ العيني
4
غير منتج في حد ذاتو ،لذا يمكف إجباره عمى ذلؾ بفرض غرامة تيديدية عف كؿ يوـ
يتأخر فيو عف الوفاء بالتزامو ،فإذا فشمت ىذه الطريقة حكـ القاضي بتعويض نقدي
عادؿ.
المطمب الثاني :موضوع التنفيذ العيني
ال يمكف الحديث عف التنفيذ العيني إال إذا كاف ال يمس شخص المديف وحريتو،
ففي ىذه الحالة األخيرة يمكف الحديث عف التنفيذ بمقابؿ فقط .وعميو وقصد التفصيؿ
في موضوع التنفيذ العيني وكيفيتو ،يجب التطرؽ إليو بحسب محؿ االلتزاـ المطموب
تنفيذه وذلؾ عمى النحو التالي:
الفرع األول :االلتزام بإنشاء حق عيني أو نقمو:
يتوقؼ التنفيذ العيني ىنا عمى حسب المحؿ الذي يرد عميو ،ونميز بيف ثبلث
حاالت-المنقوؿ المعيف بذاتو-المنقوؿ المعيف بنوعو-العقار.
-1المنقول المعين بذاتو :إذا كاف المنقوؿ معينا بذاتو فإف الممكية فيو تنتقؿ فورا،
بمعنى أف تنفيذ االلتزاـ يتـ بقوة القانوف ،فالمشرع ال يشترط أي شرط خاص
النتقاؿ الممكية .وىذا حسب نص المادة 165مف القانوف المدني.
-2المنقول المعين بنوعو:
إذا كاف االلتزاـ بإعطاء شيء واردا عمى منقوؿ معيف بنوعو ،فإف الممكية ال تنتقؿ
فور انعقاد العقد بؿ تؤجؿ إلى غاية القياـ بعممية إفراز المنقوؿ .فعند قياـ البائع مثبل
بفرز القمح المتفؽ عميو ووضعو في أكياس تحت تصرؼ المشتري تنتقؿ الممكية.
فإذا حدث ولـ يقـ المديف بعممية الفرز ،فيمكف لمدائف الحصوؿ عمى نفس المحؿ
(النوع) المتفؽ عميو وعمى نفقة المديف كذلؾ بعد أخذ إذف مف القاضي المختص.
5
فإذا لـ يشأ الدائف القياـ بيذه العممية جاز لو المطالبة بتعويض عادؿ و ىذا
حسب المادة 166مف القانوف المدني .وىناؾ حالة استثنائية .وىي حالة االستعجاؿ
حيث يمكف فييا الدائف الحصوؿ عمى شيء مف النوع دوف استئذاف القاضي (حالة
المستشفى مثبل).
-3العقار:
ال تنقؿ الممكية في العقارات إال بعد القياـ بعممية اإلشيار العقاري و ىذا حسب
المادة 165مدني ،و ماداـ التصرؼ في العقارات حسب المادة 324مكرر 1مف
القانوف المدني يجب أف يتـ في شكؿ رسمي تحت طائمة البطبلف فإف امتناع البائع عف
القياـ باإلجراءات البلزمة لمتسجيؿ (إف حصمت) فإف العقد الرسمي وحده كاؼ لممشتري
لكي يقوـ بتقديمو لئلشيار ألف ىذا العقد ىو في حد ذاتو سند تنفيذي ،و يتـ اإلشيار
بو مباشرة ،عكس بعض القوانيف المقارنة (المصري) التي تمنح لممشتري حؽ استصدار
حكـ بدعوى تسمى دعوى صحة التعاقد أو صحة التوقيع (كؿ ما سبؽ يطبؽ عمى
االلتزاـ بعمؿ كأصؿ عاـ ).
الفرع الثاني :االلتزام باالمتناع عن العمل
التنفيذ العيني في االلتزاـ باالمتناع عف عمؿ يتمثؿ في إزالة ما وقع ،فالتزاـ
التاجر بعدـ منافستو مف باع لو محمو التجاري في مكاف معيف ،يترتب عمى اإلخبلؿ بو
الحكـ بإغبلقو .وىذا حسب المادة 173مف القانوف المدني.
ويمنح لمقاضي سمطة تقديرية في إزالة ما وقع أو االقتصار عمى التعويض إذا
رأى أف في اإلزالة تحميبل لممديف فوؽ طاقتو (إرىاؽ لو) كما ىو الحاؿ في حالة بناء
جدار عمى األرض المبلصقة حسب المادة 788مف القانوف المدني.
6
وتجدر اإلشارة ىنا إلى أنو يجب إلزاميا الرجوع إلى القاضي قصد الحصوؿ عمى
ترخيص بإزالة العمؿ غير المشروع حتى ولو كنا في حالة استعجاؿ ،ألف عممية اإلزالة
قد تؤدي إلى أعماؿ عنؼ يكوف ضررىا أكبر مف عممية اإلزالة في حد ذاتيا .فإذا
استحاؿ تنفيذ اإلزالة عينا بأف أصبح األمر مستحيؿ التدارؾ (قياـ ممثؿ بالتمثيؿ رغـ
التعيد بعدـ التمثيؿ) فيتحوؿ التنفيذ مف تنفيذ عيني إلى تنفيذ بمقابؿ نقدي.
المطمب الثالث :الغرامة التيديدية
إذا امتنع المديف عف تنفيذ التزامو طواعية يمكف إجباره عمى تنفيذ ذلؾ ،ويتـ ىذا
عف طريؽ تيديده و ذلؾ بإرغامو عمى تقديـ مبمغ مف النقود عف كؿ يوـ أو شير
تأخير و ىذا ما يسمى بالغرامة التيديدية (امتناع الممثؿ عف التمثيؿ في المسرح الذي
اتفؽ معو ،امتناع شركة الغاز أو الكيرباء عف تقديـ الخدمات )...و عادة ما يكوف
مقدار الغرامة كبي ار و مؤث ار مما يؤدي إلى رضوخ المديف.
وقد نص المشرع الجزائري عمى الغرامة التيديدية في المواد 175-174مف
القانوف المدني و 340مف قانوف اإلجراءات المدنية واالدارية.
الفرع األول :شروطيا
-أف يكوف تنفيذ االلتزاـ عينا مازاؿ قائما وممكنا.
-أف يكوف تنفيذ االلتزاـ غير ممكف إال إذا قاـ بو المديف بنفسو.
-أال يكوف فييا مساس بحؽ المؤلؼ.
الشرط األول :أن يكون تنفيذ االلتزام عينا مازال ممكنا.
إذا استحاؿ التنفيذ بسبب أجنبي اليد لممديف فيو كيبلؾ الشيء محؿ االلتزاـ
نتيجة لفعؿ الغير وليس نتيجة فعؿ المديف ،فإف االلتزاـ ينقضي ،وأصبح مف غير
الجائز المجوء إلى الغرامة التيديدية ،ألف ىدؼ ىذه األخيرة ىو تنفيذ االلتزاـ .واألمر
7
نفسو ينطبؽ في الحالة التي يصبح فييا االلتزاـ مستحيبل نتيجة لخطأ المديف فبل يتـ
الحكـ بالغرامة التيديدية بؿ يحكـ بالتنفيذ بمقابؿ ،ومثاؿ ذلؾ بيع منقوؿ مرتيف
متتاليتيف وقبؿ تسميمو لممشتري األوؿ (الدائف) اصبح ذلؾ مستحيبل ألف المشتري
الثاني قد حاز المنقوؿ بحسف نية.
الشرط الثاني :أن يكون تنفيذ االلتزام غير ممكن عينا ،إال إذا قام بو المدين نفسو.
إذا كاف التنفيذ العيني ممكنا دوف ضرورة لتدخؿ المديف فبل يمكف المجوء إلى
الغرامة التيديدية ،بؿ يقوـ الدائف بالتنفيذ مباشرة حسب ما نص القانوف ،سواء كاف
األمر يتعمؽ بإنشاء حؽ عيني أو تعديمو (راجع ما سبؽ و خصوصا المنقوؿ المعيف
بذاتو ،بنوعو )....،وبمفيوـ المخالفة لما سبؽ يتـ المجوء إلى الغرامة التيديدية في
الحاالت التي تتطمب تدخبل شخصيا مف المديف (الممثؿ ،الطبيب ،تقديـ شركات
االحتكار خدمات لمجميور )...سواء كاف األمر يتعمؽ بالقياـ بعمؿ أو باالمتناع عف
عمؿ (قياـ الممثؿ بالتمثيؿ رغـ تعيده بعدـ التمثيؿ)...
الشرط الثالث :أال يكون فييا مساس بالحق األدبي لممؤلف.
ال يجوز إرغاـ المؤلؼ عمى النشر مع دار نشر حتى ولو اتفؽ معيا ،ألف
المؤلؼ ىو صاحب الحؽ األوؿ واألخير في تقدير نشر مصنفو مف عدمو ،فإجباره
عف طريؽ الغرامة التيديدية فيو اعتداء عمى حقو األدبي والمتمثؿ في مبلئمة النشر
مف عدميا ،وىنا مف حؽ دار النشر المطالبة بالتنفيذ بمقابؿ فقط (التعويض) دوف
إجبار المؤلؼ (المديف) عف طريؽ الغرامة التيديدية.
وتجدر اإلشارة ىنا إلى أف لمقاضي سمطة تقديرية في الحكـ بالغرامة التيديدية مف
عدمو ويمكنو ذلؾ مف تمقاء نفسو حتى دوف طمب مف الدائف ألف ىذا ال يعتبر حكما
8
بأكثر مما طمبو الخصوـ بؿ ىو وسيمة لضماف تنفيذ االلتزاـ األصمي .ولمقاضي الحؽ
في المجوء إلى الوسيمة التي تكفؿ تنفيذ أحكامو.
وال رقابة لممحكمة العميا عميو في حكمو بالغرامة التيديدية ،إنما تكوف رقابتيا في
توافر شروط الغرامة التيديدية مف عدميا .فيذه األخيرة مسألة قانوف في حيف أف تقدير
الغرامة التيديدية ىو مسألة واقع.
ويمكف طمب الغرامة التيديدية في أية مرحمة تكوف فييا الدعوى حتى ولو ألوؿ
مرة أماـ المجمس القضائي وال يعتبر ىذا طمبا جديدا.
وبناء عمى كؿ ما سبؽ ،إذا توافرت شروط الغرامة التيديدية ،جاز لمقاضي الحكـ
بيا ،و تبقى الغرامة سارية حتى يظير موقؼ المديف ،فإذا أوفى بالتزامو رفع عنو
القاضي قيمة الغرامة التيديدية و ألزمو بتقديـ تعويض يتناسب مع ما أحمقو مف ضرر
بالدائف ،أما إذا أصر المديف عمى عدـ التنفيذ فإف القاضي يحكـ مباشرة بالتعويض مع
مراعاة ما لحؽ الدائف مف ضرر نتيجة لتعنت المدين.
الفرع الثاني :خصائص الغرامة التيديدية:
يتميز الحكـ الصادر بخصوص الغرامة التيديدية بأنو تيديدي ،غير محدد
المقدار و مؤقت.
-1حكم تيديدي:
الفرؽ بيف الغرامة التيديدية والتعويض ،ىي أف األولى تحدد عادة بمبمغ نقدي
كبير جدا ،وال يتناسب مع ما قد يمحؽ الدائف مف ضرر جراء تماطؿ المديف في تنفيذ
التزامو ،بينما يراعي في التعويض ما لحؽ المديف مف ضرر وما فاتو مف كسب ،و
يجب أف يكوف عمى قدر الضرر ،فاليدؼ األساسي مف الغرامة التيديدية ىي الضغط
عمى المديف و تيديده ،و القاضي في تحديده لمغرامة ينظر عمى مف يفرض ىذه
9
الغرامة ،و يحددىا عمى حسب قدرة تحمؿ المديف فإذا كاف المديف شركة كبيرة مثبل
كانت الغرامة التيديدية كبيرة.
كما يجوز لمقاضي الزيادة في الغرامة التيديدية كمما وجد مسوغا لذلؾ و ىذا قصد
كسر عناد المديف ،ليذا يرى الفقياء أف الغرامة ذات صفة تحكيمية (.)Arbitraire
-2حكم غير محدد المقدار:
عادة ما تحدد الغرامة التيديدية عف كؿ يوـ تأخير مف المديف عف الوفاء بالتزامو،
و عميو ال يمكف معرفة قيمتيا إال إلى تاريخ صدور الحكـ ،ألف قيمة الغرامة تمثؿ
تراكـ األياـ التي يمتنع فييا المديف عف التنفيذ.
-3حكم مؤقت:
يجوز لمقاضي مصدر الحكـ بالغرامة التيديدية إعادة النظر فييا وىذا حسب
المادة 2/174مف القانوف المدني ،سواء بالرفع منيا أو التخفيض فييا إذا قاـ المديف
بالتنفيذ ،فإذا قاـ المديف بالوفاء تقوـ المحكمة بتصفية الغرامة نيائيا ،و تنقص منيا
لتصبح مساوية لما أصاب الدائف مف ضرر جراء تأخر المديف في الوفاء ،و ي ارعي
القاضي في حكمو بالتعويض ما أظيره المديف مف تعنت في التنفيذ.
و يترتب عمى ما سبؽ أف مبمغ الغرامة التيديدية ليس دينا في ذمة المديف يجوز
التنفيذ عميو ،بؿ ىي تيديد عمى أساسو يحدد التعويض.
الفرع الثالث :آثار الغرامة التيديدية
إذا قاـ المديف بتنفيذ التزامو يحكـ القاضي بتعويض عادؿ مراعيا التأخر في
التنفيذ .أما إذا أصر المديف عمى عدـ التنفيذ فإف الحكـ بالغرامة التيديدية يتحوؿ إلى
التعويض و يشمؿ التعويض في الحالتيف ما لحؽ الدائف مف خسارة و ما فاتو مف
كسب نتيجة تأخر المديف في الوفاء ،لكف المشرع الجزائري أضاؼ عنص ار جديدا في
10
تقدير التعويض و ىو العنت الذي أبداه المديف ،و عميو يجوز لمقاضي رفع التعويض
نتيجة لمضرر األدبي الذي قد يحمؽ بالدائف (العنت).
و نشير أخي ار إلى أف مقدار التعويض المحكوـ بو لمدائف ىو تعويض نيائي و
ليس غرامة تيديدية حتى و لو كاف ىذا التعويض مساويا لمغرامة التيديدية ،ألف الحكـ
بالتعويض يجب أف يكوف مسببا (الخسارة ،ما فاتو مف ربح ،العنت) في حيف أف الحكـ
بالغرامة التيديدية غير مسبب.
11
المبحث الثاني :التنفيذ بطريق التعويض (التنفيذ بمقابل).
عرفنا سابقا أف تنفيذ االلتزاـ عينا ىو األصؿ ،إال أنو قد تحدث أمور تحوؿ دوف
ذلؾ فيتـ عندئذ المجوء إلى تنفيذ االلتزاـ عف طريؽ التعويض وذلؾ في الحاالت التالية:
-1استحالة تنفيذ االلتزاـ نتيجة لفعؿ المديف أو خطئو.
-2إذا أصبح التنفيذ العيني مرىقا لممديف ،فيمكف التنفيذ عف طريؽ التعويض
شريطة أال يكوف في ذلؾ إضرار جسيـ بالدائف.
-3إذا كاف التنفيذ العيني غير ممكف إال إذا قاـ بو المديف نفسو.
-4إذا لـ يطمب الدائف التنفيذ العيني ولـ يقـ المديف بعرضو ،فيحكـ بالتعويض
ماداـ الدائف يرغب في ذلؾ.
وتجدر اإلشارة ىنا ،إلى أف لمتعويض نوعاف :تعويض عف عدـ التنفيذ و تعويض
عف التأخير في التنفيذ ،و يعتبر التنفيذ عف عدـ التنفيذ بديبل عف التنفيذ العيني فيحؿ
محمو ،و عميو ال يمكف تصور اجتماعيما معا ،و ىذا بخبلؼ التعويض عف التأخير
في التنفيذ فيمكف أف يجتمع مع التنفيذ العيني أو التعويض عف عدـ التنفيذ .وقد أشارت
إلى نوعي التنفيذ المادة 176مدني جزائري.
المطمب االول :شروط التنفيذ بطريق التعويض.
غني عف البياف أف شروط استحقاؽ الدائف لمتعويض ىي نفسيا شروط قياـ
المسؤولية وىي الخطأ والضرر وعبلقة السببية ،ولكف المشرع اشترط شرطا آخر وىو
اإلعذار ،وسنتطرؽ فيو إلى المقصود بو ثـ كيؼ يتـ ىذا اإلعذار مرو ار بالحاالت التي
يستغني فييا عف اإلعذار وصوال إلى آثاره.
12
الفرع األول :المقصود باإلعذار
نصت عمى اإلعذار المواد 181-180-179مف القانوف المدني (وجوب
االطبلع عمى ىذه المواد).
يجب أف نعرؼ بداية أف حموؿ أجؿ الديف ال يكفي –كأصؿ عاـ-العتبار المديف
مقص ار في تنفيذ التزاـ بؿ يجب عمى الدائف أف يبيف أنو يريد اقتضاء دينو و بأنو ال
يتسامح في التأخير إطبلقا و يكوف ذلؾ بإعذار المديف ،و عميو فاإلعذار ىو إثبات
تأخر المديف في الوفاء و وضعو موضع المقصر في التنفيذ.
وبناء عمى ىذا وطبقا ألحكاـ المادة 164مف القانوف المدني فإف الدائف ال يمكنو
إجبار المديف عمى تنفيذ التزامو إال بعد القياـ بإعذاره.
الفرع الثاني :كيف يتم اإلعذار
يتـ اإلعذار عف طريؽ إنذار المديف و ذلؾ بورقة رسمية عمى يد محضر قضائي
يطمب فييا الدائف تنفيذ االلتزاـ ،و تسمـ ىذه الورقة لممديف الذي يوقع عمييا ،فإذا امتنع
عف التوقيع يذكر سبب االمتناع ليكوف ذلؾ حجة عمى حصوؿ اإلنذار .ويمكف أف يقوـ
مقاـ اإلنذار أي ورقة رسمية أخرى بشرط أف يذكر فييا بصراحة ودوف لبس أف الدائف
يطمب تنفيذ االلتزاـ.
كما أجاز المشرع الجزائري حسب المادة 180مف القانوف المدني أف يتـ اإلعذار
عف طريؽ البريد.
الفرع الثالث :الحاالت التي يستغنى فييا عن اإلعذار
إذا أصبح تنفيذ االلتزاـ مستحيبل أو أصبح غير ذي جدوى بفعؿ المديف.
إذا كاف االلتزاـ غير تعاقدي.
13
إذا كاف محؿ االلتزاـ رد شيء يعمـ المديف أنو مسروؽ أو تسممو دوف وجية
حؽ.
إذا صرح المديف كتابة أنو ال ينوي تنفيذ التزامو.
إذا اتفؽ الدائف و المديف عمى اعتبار المديف معذ ار لمجرد حموؿ أجؿ التنفيذ.
الفرع الرابع :آثار اإلعذار
يترتب عمى اإلعذار الصحيح النتائج التالية:
يجبر المديف عمى الوفاء ،إضافة إلى مطالبتو بكؿ ما يمحؽ الدائف مف ضرر
جراء عدـ التنفيذ.
إذا كاف العقد تبادليا ،جاز لمدائف المطالبة بفسخ العقد إذا لـ يقـ المديف بتنفيذ
التزامو ،مع التعويض عف الضرر البلحؽ بالدائف .أنظر المادة 119مدني.
بعد القياـ باإلعذار فإف تبعة اليبلؾ تنتقؿ إلى المديف حتى و لو كانت قبؿ
اإلعذار عمى الدائف أنظر المادة 168مدني جزائري فقرة ،1و االستثناء
الوارد عمى ذلؾ في الفقرة 02مف نفس المادة.
المطمب الثاني :كيفية تقدير التعويض
يكوف التعويض مستحقا لمدائف سواء بسبب عدـ تنفيذ االلتزاـ ،أو بسبب التأخر
فيو ،و يجب أف يكوف ىذا التعويض مشتمبل ما لحؽ الدائف مف خسارة و ما فاتو مف
كسب ،و تقدير التعويض ال يخرج عف إحدى طرؽ ثبلث (التعويض القضائي،
التعويض االتفاقي أو ما يسمى بالشرط الجزائي و أخي ار التعويض القانوني).
الفرع االول :التعويض القضائي.
تنص المادة 182مف القانوف المدني الجزائري عمى ما يمي" :إذا لم يكن
التعويض مقد ار في العقد أو في القانون ،فالقاضي ىو الذي يقدره ،و يشمل
14
التعويض ما لحق الدائن من خسارة و ما فاتو من كسب ،بشرط أن يكون ىذا نتيجة
طبيعية لعدم الوفاء بااللتزام أو لمتأخير في الوفاء بو ،و يعتبر الضرر نتيجة طبيعية
إذا لم يكن في استطاعة الدائن أن يتوقاه ببذل جيد معقول".
فمف خبلؿ ىذا النص يظير جميا أف التعويض يجب أف يشتمؿ ما لحؽ الدائف
مف خسارة و ما فاتو مف كسب.
وأبرز مثاؿ عمى ىذا امتناع الشخص عف تسميـ البضاعة المتفؽ عمييا لمتاجر
الذي أبرـ العقد بشأنيا و دفع ثمنيا ،فالتعويض ىنا يجب أف يشتمؿ ما لحؽ التاجر
مف خسارة و ىو ىنا قيمة البضاعة إضافة إلى ما فات ىذا التاجر مف كسب و ىو
الربح الذي كاف سيحصؿ عميو بعد إعادة بيعيا.
و بمفيوـ المخالفة لما سبؽ أي إذا لـ يمحؽ الدائف أي ضرر و خسارة و لـ يفتو
أي كسب جراء عدـ تنفيذ المديف اللتزامو أو تأخره في ذلؾ ،فبل يكوف ىنا أي محؿ
لمتعويض و ىذا النتفاء مبرره ،فإخبلؿ المحامي باستئناؼ حكـ تعيد بو و ظير فيما
بعد أف ىذا الحكـ ال يمكف استئنافو أصبل فبل مجاؿ لمحديث عف التعويض في ىذه
الحالة .ويقع عمى الدائف عبء إثبات مقدار ما فاتو مف كسب و ما لحقو مف ضرر
طبقا لمقواعد العامة لئلثبات.
و تجدر اإلشارة إلى أف التعويض العيني ىو أفضؿ طرؽ التعويض و ذلؾ ألنو
يعيد الحالة إلى ما كانت عميو ،و مثالو حصوؿ الدائف عمى شيء مف النوع ذاتو الذي
التزـ بو المديف و عمى نفقتو حسب ما نصت عميو المادة 166مف القانوف المدني،
لكف يبلحظ أف التنفيذ العيني يمكف أف يتعذر في المسؤولية التقصيرية فيمجأ القاضي
ىنا إلى التعويض بمقابؿ ،و يكوف ىذا غالبا بمبمغ مف النقود ،ما عدا في بعض
الحاالت التي يكوف فييا التعويض غير نقدي كحالة السب و القذؼ و التي يمكف فييا
15
لمقاضي أف يجعؿ التعويض غير نقدي و ذلؾ بنشر الحكـ القاضي بإدانة المديف في
الصحؼ(...أنظر المادة 132مدني جزائري).
و يجب التنويو أخي ار إلى أف التعويض يجب أف يكوف جاب ار قدر المستطاع لكؿ
لكؿ ما لحؽ الدائف مف ضرر و ما فاتو مف خسارة فبل حدود ليذا التعويض ما عدا
في حالتيف:
-1ال يمزـ المديف إال بتعويض الضرر المباشر فقط سواء في المسؤولية العقدية أو
المسؤولية التقصيرية.
-2ال يكوف التعويض إال عمى الضرر المتوقع فقط و ىذا في المسؤولية العقدية
وحدىا.
و يوجد استثناءاف عمى ىذه الحالة الثانية ،حيث يسأؿ فييما المديف عف األضرار
غير المتوقعة و ىذا حسب المادة 182فقرة 02و ىما:
إذا ارتكب المديف غشا بموجبو يتعمد عدـ الوفاء أو التأخر في التنفيذ ،فينا يكوف
المديف قد خرج عف مبدأ حسف النية المفترض احترامو في العبلقات بيف المتعاقديف.
إذا ارتكب المديف خطأ جسيما و معياره ىو ذلؾ الخطأ الذي ال يرتكبو أقؿ الناس
تبصرا ،فارتكاب ىذا الخطأ الجسيـ يجعؿ مف المديف مسؤوال عف الضرر المتوقع و
الضرر غير المتوقع كذلؾ .فإذا تضمف العقد شرطا بإعفاء المديف مف المسؤولية
كاف لزاما العمؿ بيذا الشرط ،ما عدا في ىاتيف الحالتيف (الغش +الخطأ الجسيـ) فبل
يعمؿ بو.
16
الفرع الثاني :التعويض االتفاقي (الشرط الجزائي).
أجاز المشرع الجزائري الشرط الجزائي صراحة في المادة 183بقوليا" :يجوز
لممتعاقدين أن يحددا مقدما قيمة التعويض بالنص عمييا في العقد أو في اتفاق
الحق ،و تطبق في ىذه الحالة أحكام المواد 171إلى ."181
فالشرط الجزائي ىو تقدير اتفاقي لمتعويض ،و معناه أف يتفؽ المتعاقديف عمى
تقدير التعويض الذي يستحقو الدائف جراء إخبلؿ المديف بالتزامو و ذلؾ بعدـ التنفيذ أو
بالتأخر فيو و يكوف ذلؾ في العقد أو في اتفاؽ الحؽ عمى العقد .و يمكف تصور وجود
ىذا الشرط في المسؤوليتيف سواء العقدية أو التقصيرية و إف كاف غالبا ما يكوف في
المسؤولية العقدية.
-1خصائصو( :تابع لبللتزاـ األصمي ،التزاـ احتياطي ،تقدير جزافي لمتعويض)
أ .الشرط الجزائي إلتزام تابع لاللتزام األصمي:
ال يمكف أف يكوف الشرط الجزائي مستقبل عف االلتزاـ األصمي فيو دائما يقوـ إلى
جانب التزاـ أصمي آخر و يترتب عمى ىذا ما يمي:
بطبلف االلتزاـ األصمي يؤدي إلى بطبلف الشرط الجزائي ،فسواء كاف االلتزاـ
األصمي باطبل لسبب غير مشروع أو قاببل لئلبطاؿ ألي سبب مف األسباب كنقص
األىمية مثبل و تسمؾ بو مف لو الحؽ في ذلؾ فإف الشرط الجزائي يبطؿ بالتبعية
لبطبلف االلتزاـ األصمي و العكس غير صحيح.
فسخ العقد األصمي يؤدي حتما إلى زواؿ الشرط الجزائي.
إذا كاف االلتزاـ األصمي موصوفا فإف ىذه األخيرة تمحؽ الشرط الجزائي بالتبعية.
17
ب .الشرط الجزائي التزام احتياطي:
يعتبر الشرط الجزائي وسيمة احتياطية فقط ،يتـ المجوء إليو عند عدـ التنفيذ العيني
لبللتزاـ و عميو فالدائف مجبر عمى المطالبة بتنفيذ االلتزاـ األصمي ماداـ التنفيذ العيني
ممكنا ،فإذا استحاؿ ىذا األخير يمكف لمدائف المطالبة بالشرط الجزائي كما يمكف لممديف
أف يعرضو.
و بناء عمى ما سبؽ فالشرط الجزائي يختمؼ اختبلفا جوىريا عف االلتزاـ البدلي
ألف الشرط الجزائي ال يعتبر بديبل عف تنفيذ االلتزاـ األصمي فبل يمكف لمدائف عدـ
المطالبة بالتنفيذ األصمي إذا كاف ممكنا و المجوء إلى الشرط الجزائي كبديؿ لتنفيذ
االلتزاـ األصمي ،كما أنو يختمؼ عف االلتزاـ التخييري ألنو ليس مف حؽ الدائف
االختيار بيف اإللزاـ االصمي و الشرط الجزائي و يطمب تنفيذ ما يشاء منيما.
و سبؽ أف قمنا بأف الشرط الجزائي يعتبر بمثابة تعويض ،و عميو ال يمكف أف
يجتمعا معا إال إذا كاف المقصود بالشرط الجزائي التعويض عف التأخير في التنفيذ
فيمكف ىنا أف يجتمع مع التعويض عف عدـ التنفيذ.
ت .الشرط الجزائي تقدير جزافي لمتعويض:
ينشأ التعويض جراء عدـ تنفيذ االلتزاـ أو التأخير فيو ،فميس الشرط الجزائي ىو
مصدر التعويض و السبب في استحقاقو فيو في حقيقة األمر اتفاؽ مسبؽ عمى
التعويض ،و يترتب عمى ىذا األمر أنو والستحقاؽ الشرط الجزائي يجب توافر جميع
شروط التعويض و ىي الخطأ و الضرر و عبلقة السببية و اإلعذار و ىذا ما أكدت
عميو المادة 183مف القانوف المدني بوجوب العمؿ بأحكاـ المواد 176إلى .181
18
-2آثار الشرط الجزائي:
إذا تحققت شروط الشرط الجزائي حكـ بو القاضي مباشرة دوف زيادة أو نقصاف
وىذا ىو األصؿ ،لكف ووفقا ألحكاـ القانوف المدني الجزائري (المادتاف )185-184
فإف لمقاضي سمطة تخفيض أو زيادة في قيمة ىذ الشرط.
فيجوز لمقاضي التخفيض في قيمة الشرط الجزائي في حالتيف:
-إذا تمكف المديف مف إثبات أف تقدير التعويض كاف مبالغا فيو إلى درجة كبيرة وغير
معقولة فيجوز لمقاضي أف يزيؿ ىذه المبالغة.
-إذا تمكف المديف مف إثبات وفائو بجزء مف التزامو األصمي ،ألف الشرط الجزائي
موضوع أصبل لحالة عدـ تنفيذ االلتزاـ تنفيذا كامبل ،فتنفيذ جزء مف االلتزاـ يقتضي
منطقا وعدالة عدـ إلزاـ المديف بكامؿ الشرط الجزائي.
كما يجوز لمقاضي الزيادة في قيمة الشرط الجزائي إذا ثبت أف ىناؾ غشا أو خطأ
جسيما مف المديف ،فاالتفاؽ عمى تخفيؼ المسؤولية ىنا باطؿ طبقا لممادة 178فقرة
02مف القانوف المدني ،وعمى القاضي ىنا أف يحكـ بتعويض وفقا لمقواعد العامة حتى
ولو كاف ىذا األخير أكبر مف الشرط الجزائي في حد ذاتو.
-3فوائد الشرط الجزائي:
لمشرط الجزائي فوائد عديدة ولعؿ أىميا:
*إعفاء المديف مف إثبات ركف الضرر ألف ىذا األخير مفترض بناء عمى الشرط
الجزائي.
*غالبا ما يتـ الحكـ بيذا الشرط مف طرؼ القضاء.
*يعتبر الشرط الجزائي وسيمة تيديدية يمكف أف يجبر المديف عمى الوفاء بالتزامو
خاصة إذا كانت قيمة الشرط كبيرة
19
المبحث الثالث :ضمان حقوق الدائنين.
قصد استيفاء حقو بعد حموؿ األجؿ ،يستطيع الدائف أف ينفذ عمى أمواؿ مدينو
سواء كاف ذلؾ عينيا أو بطريؽ التعويض ،إف ىذا الحؽ الممنوح لمدائف يسمى حؽ
الضماف العاـ ( .)droit de gage généralو لقد نصت المادة 188مف القانوف
المدني الجزائري عمى ما يمي":أموال المدين جميعيا ضامنة لوفاء ديونو ،و في حالة
عدم وجود حق أفضمية مكتسب طبقا لمقانون فإن جميع الدائنين متساوون تجاه ىذا
الضمان".
فيتضح مف ىذا أف الضماف العاـ يقع عمى جميع أمواؿ المديف و ليس عمى ماؿ
معيف مف أموالو ،و لذا ينطوي ىذا عمى خطريف كبيريف ييدداف حؽ الدائف و ىما:
-مزاحمة باقي الدائنيف لو.
-تصرؼ المديف في أموالو.
فبالنسبة لمخطر األوؿ ،فمقد أقر المشرع الجزائري حماية لحؽ الدائف عدة وسائؿ
لذلؾ وىي ما تسمى بالتأمينات العينية كالرىف و االمتياز ،و ىي حقوؽ عينية تخوؿ
لمدائف تتبع مالو في أي يد كاف (ليس موضوع دراستنا).
أما الخطر الثاني الذي ييدد الدائف وىو إمكانية تصرؼ المديف في أموالو ،فمقد
وضع القانوف الجزائري (نقتصر عمى دراسة ما ورد في القانوف المدني فقط دوف ما ورد
في قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية) عدة وسائؿ تيدؼ في مجمميا إلى المحافظة
قدر اإلمكاف عمى الضماف العاـ وىي الدعوى غير المباشرة ،الدعوى البولصية ،دعوى
الصورية إضافة إلى حؽ الحبس.
20
المطمب االول :الدعوى غير المباشرة:
(المادة 189من القانون المدني)
الدعوى غير المباشرة ىي تمؾ الدعوى التي يرفعيا الدائف باسـ مدينو ونيابة عنو
ليحمي بيا حقو في الضماف العاـ وىذا نتيجة لتقصير المديف في استعماؿ بعض
حقوقو أو المطالبة بيا.
ومثاؿ ذلؾ أف يممؾ المديف عقا ار و يكوف ىذا العقار في حيازة الغير الذي
سيكسبو بالتقادـ ،فيحؽ لمدائف ىنا أف يرفع دعوى االستحقاؽ العقاري باسـ مدينو
الحائز ،فإذا حكـ باستحقاؽ العقار يرجع العقار إلى ذمة المديف ،و يمكف لمدائف حينيا
الحجز عميو و ىذا ما يسمى بالدعوى غير المباشرة.
الفرع األول :مجال الدعوى غير المباشرة
األصؿ أف الدائف يمكنو استعماؿ جميع حقوؽ ودعاوى مدينو وىذا طبقا لممادة
189مف القانوف المدني ،وىذه السمطة ليست مف النظاـ العاـ إذ يجوز منع الدائف مف
مباشرة حؽ مف الحقوؽ التي يجوز لممديف استعماليا ،وطبقا لنص المادة سالفة الذكر
فقد أخرج مف نطاؽ الدعوى غير المباشرة ما يمي:
-1الحقوق المتصمة بشخص المدين:
فالحقوؽ غير المالية ال تدخؿ أصبل في مجاؿ الدعوى غير المباشرة إضافة إلى
الحقوؽ المالية المتصمة بشخص المديف كالحقوؽ المتعمقة باألحواؿ الشخصية ،فبل
يجوز لمدائف المطالبة باسـ مدينو بطبلؽ ىذا األخير مف زوجتو حتى و لو رتب ىذا
الطبلؽ إثراء لذمة المديف كذلؾ تخرج مف مجاؿ الدعوى غير المباشرة تمؾ الحقوؽ و
الدعاوى المالية المتصمة بشخص المديف كالمطالبة بالتعويض األدبي أو ما يتعمؽ
بحقوؽ المؤلؼ.
21
-2الحقوق غير القابمة لمحجز:
تيدؼ الدعوى غير المباشرة إلى إثراء ذمة المديف قصد التنفيذ عمييا ،و عميو إذا
استحاؿ ىذا التنفيذ فبل مبرر الستعماؿ ىذه الدعوى ،و مثاليا دعاوى النفقة فيذه
األخيرة (النفقة) ال يجوز التنفيذ عمييا ،و عميو ال يمكف رفع دعوى غير مباشرة
لممطالبة بيا ،إضافة إلى ىذا تخرج مف مجاؿ الدعوى المباشرة حؽ المديف في السكف
و االستعماؿ فيي حقوؽ غير قابمة لمتنازؿ أو الحجز عمييا.
-3عدـ جواز إستعمال رخص المدين:
يقصد بالرخصة ذلؾ الحؽ الممنوح ألي شخص و المتوقؼ نشوؤه عمى إعبلف
إرادة ذلؾ الشخص ،و مثاليا حؽ الشفعة و قبوؿ اإليجاب أو قبوؿ صفقة رابحة ...فبل
يجوز ىنا أف يباشر الدائف الدعوى المباشرة ألف ىذه األمور رخص ممنوحة لممديف
فقط.
الفرع الثاني :شروطيا
يجب أف نعرؼ بداية أف استعماؿ الدعوى غير المباشرة يقوـ عمى فكرتيف
أساسيتيف وىما :إىماؿ المديف وتقصيره في استعماؿ حقو إضافة إلى وجود مصمحة
مشروعة لمدائف ،ولمباشرة ىذه الدعوى البد مف توافر شروط إحداىا مرتبطة بالمديف
وأخرى مرتبطة بالدائف و تتمثؿ الشروط المرتبطة بالمديف في:
-1تقصير المديف في استعماؿ حقو.
-2أف يؤدي ىذا التقصير إلى إعسار المديف أو الزيادة في إعساره.
-3وجوب إدخاؿ المديف في الدعوى.
أما الشروط المرتبطة بالدائف فيمكف تحديدىا فيما يمي:
-1يجب أف يكوف حؽ الدائف ثابتا و محققا غير متنازع فيو و غير احتمالي.
22
-2و ماداـ ىذا الحؽ ثابتا و محققا فبل يشترط فيو أف يكوف معموـ المقدار ومثالو
حؽ المضرور مف فعؿ غير مشروع ،كما ال يشترط في ديف الدائف أف يكوف قاببل
لمتنفيذ فبل يشترط أف يحوز الدائف سندا تنفيذيا حتى يرفع الدعوى غير المباشرة.
كما ال يشترط أف يكوف حؽ الدائف مستحؽ األداء حسب المادة 189مدني.
إضافة إلى كؿ ما سبؽ وبما أف جميع أمواؿ المديف ضامنة لموفاء بديونو ،فبل
يمزـ أف يكوف حؽ المديف الذي يستعممو الدائف بالدعوى غير المباشرة سابقا عمى حؽ
ىذا األخير ألف جميع أمواؿ المديف تدخؿ في الضماف العاـ بغض النظر عف تاريخ
دخوليا في ذمة المديف.
الفرع الثالث :آثار الدعوى غير المباشرة
تنص المادة 190مف القانوف المدني الجزائري عمى ما يمي" :يعتبر الدائن في
استعمال حقوق مدينو نائبا عن ىذا المدين ،وكل ما ينتج عن استعمال ىذه
الحقوق يدخل في أموال المدين و يكون ضامنا لجميع دائنيو".
مف خبلؿ ىذا النص نجد أف آثار الدعوى غير المباشرة تتصؿ بالدائف و المديف
و الخصـ إضافة إلى ترتيبيا آثار في ذمة باقي الدائنيف.
فبالنسبة لمدائف ،و ماداـ ىذا األخير نائبا ،فإف الحؽ الذي سيحكـ بو القضاء ال
ينصرؼ إلى ذمتو بؿ ينصرؼ إلى ذمة المديف ،و لكف يجوز لو مطالبة الخصـ بكؿ
ما كاف يمكف لممديف أف يطالبو بو حتى و لو كاف حؽ الدائف أقؿ مف حؽ المديف.
و بالنسبة لممديف ،فإف الحكـ برجوع الحؽ إليو مف مدينو يخولو حؽ التصرؼ في
ىذا الحؽ بكؿ أنواع التصرؼ ،فإذا قاـ بذلؾ جاز لمدائف الطعف في تصرفاتو ىذه
بالدعوى البولصية إذا كانت شروطيا متوفرة ،كما يحؽ لممديف تمقي حقو مف مدينو
23
مباشرة حتى بعد رفع الدعوى غير المباشرة و يعتبر ىذا وفاء صحيحا مبرئا لذمة
الخصـ.
أما بالنسبة لمخصـ و ىو ىنا مديف المديف ،فيمكنو التمسؾ في مواجية الدائف
بكؿ ما كاف يمكنو التمسؾ بو ضد المديف كالتمسؾ بانقضاء الديف بالتقادـ أو
المقاصة ...إضافة إلى حقو في التمسؾ باإلبطاؿ إذا كاف لو ما يبرره.
و أخي ار و بالنسبة لبقية الدائنيف العادييف فإف نجاح الدائف في الدعوى غير
المباشرة ىو نجاح ليـ و زيادة لمضماف العاـ فيحؽ ليـ إلى جانب الدائف رافع الدعوى
التنفيذ عمى ىذا الماؿ دوف أف يستأثر بو وحده ،و يتقاسمونو فيما بينيـ قسمة غرماء.
مف خبلؿ ما سبؽ يظير لنا مدى القصور الموجود في الدعوى المباشرة فبعد نزاع و
خسارة لمجيد و الماؿ يرجع الحؽ إلى ذمة المديف ليتقاسمو باقي الدائنيف فيما بينيـ،
وأماـ ىذا أضاؼ المشرع الجزائري دعوى أخرى تسمى الدعوى المباشرة و ىي دعوى
تمنح لرافعيا حؽ امتياز عمى ىذا الحؽ يتقدـ بموجبو عمى باقي الدائنيف.
مثاؿ توضيحي:
دائن دائن
ج ب أ
تنبيو رسمي مف (أ) بعدـ الوفاء ؿ (ج) ثـ صدور حكـ بصحة الحجز ،فيأمر القضاء
(ج) بالوفاء لمحاجز (أ)ػ
فيقوـ الدائف(أ) في ىذه الدعوى بتنبيو مديف المديف (ج) رسميا بعدـ الوفاء لممديف
(ب) وىو إجراء تحفظي قصد تجميد ديف المديف (ب) حتى ال يقوـ مديف المديف (ج)
بالوفاء لدائنو(ب) وعمى المحجوز لديو (ج) الوفاء لمحاجز (أ).
24
و ىذه الطريقة أكثر فعالية و فائدة لمدائف عكس الدعوى غير المباشرة ،و لقد حدد
المشرع الجزائري الحاالت التي يمكف فييا استعماؿ الدعوى المباشرة كما يمي:
/1المؤجر مع المستأجر مف الباطف (المادة 507مف القانوف المدني الجزائري).
/2الموكؿ مع نائب الوكيؿ (المادة 580مدني).
/3الشخص المضرور مع شركة التأميف (المادة 619مدني).
/4المقاوؿ الفرعي و العماؿ مع رب العمؿ (المادة 565مدني).
/5رب العمؿ ونائب الفضولي (المادة 154مدني).
المطمب الثاني :الدعوى البولصية:
المادة 191مدني وما بعدىا دعوى عدم نفاذ تصرفات المدين.
قد يتصرؼ المديف في جميع أموالو أو في جزء منيا إض ار ار منو بباقي الدائنيف،
لذا فقد منح المشرع لمدائف حماية قانونية مف مثؿ ىذه التصرفات ،فمنح لو الحؽ في
رفع دعوى ييدؼ بمقتضاىا إلى عدـ نفاذ تصرفات مدينو و ىذا ما يطمؽ عميو
"الدعوى البولصية".
و بالرجوع إلى نص المادتيف 191و 196مف القانوف المدني نجدىما تؤكداف
عمى وجوب توافر شروط في التصرؼ المطعوف فيو حتى يمكف الحديث عف الدعوى
البولصية.
الفرع األول :شروط الدعوى البولصية
ويمكف حصر ىذه الشروط فيما يمي:
/1يجب أن يكون التصرف المطعون فيو تصرفا قانونيا:
يجب أف يكوف ىذا التصرؼ إراديا لكي نتحدث عف إمكانية قصد اإلضرار
بالدائف ،و عميو ال يمكف الحديث عف ىذه الدعوى إذا كانت التزامات المديف ناشئة عف
25
الفعؿ الضار أو الفعؿ النافع مثبل فحتى و لو سببت ىذه األفعاؿ إعسا ار لممديف فبل
يجوز لمدائف التمسؾ بيا فمناط ىذه الدعوى ىو التصرفات القانونية فقط سواء كانت
ىذه التصرفات عقودا أو تصرفات بإرادة منفردة.
/2يجب أال يتعمق ىذا التصرف بمال ال يجوز الحجز عميو أو بشخص المدين:
ليست كؿ تصرفات المديف قابمة لمطعف فييا بالدعوى البولصية ،فيناؾ تصرفات
تخرج مف نطاقيا ،و ىي ثبلثة:
-التصرفات المتعمقة بشخص المديف كما رأينا في الدعوى غير المباشرة ،و مثاليا
تنازؿ المديف عف حقو في رفع دعوى تعويض عف الضرر األدبي.
-التصرفات المتعمقة بالحقوؽ غير المالية لممديف حتى و لو رتبت ىذه األخيرة
حقوقا مالية ،فبل تقبؿ الدعوى البولصية في عقد زواج مثبل.
-ال يجوز استعماؿ ىذه الدعوى ضد حؽ مف حقوؽ المديف التي ال يجوز الحجز
عمييا كالنفقة والمرتب.
/3يجب أن يكون تصرف المدين مفق ار لو:
بغض النظر عف الجدؿ الفقيي و القضائي في المقصود بالتصرؼ المفقر ،فإف
المشرع الجزائري قد حدد المقصود بذلؾ في المادة 191مدني ،فكؿ تصرؼ أنقص مف
حقوؽ المديف أو زاد في التزاماتو فيو تصرؼ مفقر ،و عميو ال تقبؿ الدعوى البولصية
إال إذا كانت مبنية عمى الفكرة السابقة ،و العكس غير صحيح ،فبل يجوز رفع ىذه
الدعوى إذا رفض المديف االغتناء مثبل ،فكؿ تصرؼ مف المديف يكوف ضد زيادة
حقوقو أو إنقاص التزامو ال يكوف محبل ليذه الدعوى ،فإذا رفض المديف مثبل ىبة
عرضت عميو فبل يجوز الطعف بالدعوى البولصية عمى ىذا التصرؼ.
26
و نشير ىنا إلى نقطة ميمة و ىي إذا قاـ المديف بتفضيؿ دائف عمى آخر ،حيث
حدد المشرع الجزائري حالتيف ىنا يمكف الطعف فييما بالدعوى البولصية و ىما:
-تفضيؿ المديف لدائف عمى آخر دوف وجو حؽ كمنحو رىنا مثبل.
-قياـ المديف بالوفاء ألحد الدائنيف دوف غيره.
حيث نصت المادة 196مدني عمى ما يمي" :إذا لم يقصد بالغش إال تفضيل
دائن عمى آخر دون حق فال يترتب عميو إال حرمان الدائن من ىذه الميزة.
و إذا وفى المدين المعسر أحد دائنيو قبل حمول األجل المضروب أصال لموفاء،
فال يسري ىذا الوفاء في حق باقي الدائنين و كذلك ال يسري في حقيم الوفاء و لو
حصل بعد حمول ىذا األجل ،إذا كان قد تم نتيجة تواطؤ بين المدين و الدائن الذي
استوفى حقو".
/4أن يكون التصرف المطعون فيو الحقا لوجود حق الدائن:
و ىذا الشرط تقتضيو الضرورة و ىو محؿ إجماع فقيي ،فبل يتصور الطعف في
تصرؼ لممديف كاف قبؿ نشوء حؽ الدائف الطاعف ألف قصد اإلضرار ىنا منعدـ ،و إف
كاف الفقو يرى بقبوؿ رفع ىذه الدعوى إذا كاف تصرؼ المديف قصد اإلضرار بشخص
يوشؾ أف يكوف دائنو ،فرغـ أسبقية تصرؼ المديف عمى حؽ الدائف ىنا إال أف احتماؿ
غش المديف ىنا ظاىر يمكف إثباتو بسيولة ،و مثالو أف يبيع المديف جزءا ميما مف
أموالو ليبرـ بعدىا مباشرة قرض بفائدة كبيرة.
و العبرة بأسبقية حؽ الدائف عمى تصرؼ المديف ىي تاريخ نشوء الحؽ و ليس
تاريخ استحقاقو ،كما أف العبرة في حؽ الدائف ىي دائما في وقت نشوئو و ليس في
وقت شيره إذا كاف عقا ار مثبل ،و يتحمؿ الدائف عبء إثبات أسبقية حقو عمى تاريخ
تصرؼ المديف.
27
ونشير أخي ار الى أف الدعوى البولصية تتقادـ بانقضاء ثبلث سنوات من اليوم
الذي يعمم فيو الدائن بسبب عدم نفاذ التصرف ،وتسقط في جميع األحواؿ سواء عمـ
الدائف بصدور التصرؼ أو لـ يعمـ بو بمرور خمسة عشر سنة تحتسب من الوقت
الذي صدر فيو التصرف المطعون فيو وىذا ما نصت عميو المادة 197مف القانوف
المدني الجزائري.
الفرع الثاني آثار الدعوى البولصية:
يجب أف ننوه ثانية الى أف الدعوى البولصية ىي دعوى تيدؼ حص ار الى
عدـ نفاذ التصرفات التي يبرميا المديف اضرار بدائنو في مواجية ىذا األخير ،فيي
ليست دعوى بطبلف أو دعوى تعويض ،فيبقى التصرؼ الذي أبرمو المديف صحيحا
لكنو غير نافذ ،بخبلؼ الحكـ بالبطبلف مثبل حيث أف الحكـ ببطبلف التصرؼ يؤدي
الى عدـ ترتيب أي أثر وارجاع المتعاقديف الى الحالة التي كانا عمييا قبؿ التعاقد .كما
أف الفقو زاخر بالمناقشات حوؿ الطبيعة القانونية ليذه الدعوى.
وترتب ىذه الدعوى عدة اثار سواء بالنسبة لمدائف مف جية أو بالنسبة لممديف
والشخص المتصرؼ اليو مف جية أخرى
-1اثار الدعوى البولصية بالنسبة لمدائن:
األثر األساسي الذي ترتبو ىذه الدعوى بالنسبة لمدائف ىو عدـ نفاذ التصرؼ
في حقو ،فعدـ استيفاء الدائف لحقو بعد رفع الدعوى وعدـ قياـ المتصرؼ اليو بإيداع
ثمف المثؿ حسب ما تقضي بو المادة 194مف القانوف المدني الجزائري يؤدي الى عدـ
نفاذ التصرؼ في مواجية رافع الدعوى إضافة الى باقي الدائنيف ،وعميو يعتبر ىذا
التصرؼ كأنو لـ يوجد أصبل ،فاذا لـ يتمكف الدائف رافع الدعوى مف إعادة الماؿ
المتصرؼ فيو الى الضماف العاـ جاز لو في ىذه الحالة المطالبة بالتعويض.
28
-2اثار الدعوى البولصية بالنسبة لممدين:
وبالنسبة لممديف والشخص المتصرؼ اليو ،فإف التصرؼ يبقى صحيحا دوف أف
يكوف نافذا في حؽ الدائف كما سبؽ القوؿ ،ويترتب عمى اعتبار التصرؼ صحيحا
بالنسبة ليما تعامؿ المتصرؼ اليو كما لو أف التصرؼ منتج لجميع اثاره ،فمثبل لو
افترضنا بقاء جزء مف ثمف الشيء محؿ التصرؼ بعد قياـ الدائف بالتنفيذ ،فاف ىذا
الباقي ىو مف حؽ المتصرؼ اليو وليس مف حؽ المديف ،كما يحؽ لمشخص المتصرؼ
اليو الرجوع عمى المديف بجميع الدعاوى التي تنشأ عف العقد ،فاذا كاف التصرؼ عقد
بيع مثبل مف المديف الى المتصرؼ اليو ،فيمكف ليذا األخير الرجوع عمى البائع
(المديف) بكؿ الضمانات التي يمنحيا عقد البيع وعمى رأسيا دعوى ضماف التعرض
واالستحقاؽ (المادة 371مف القانوف المدني وما بعدىا) واذا كاف العكس بأف كاف
الشخص المتصرؼ اليو ىو البائع ،فيمكنو المطالبة بفسخ العقد نظ ار إلخبلؿ المشتري
(المديف) بالتزامو بدفع الثمف( .المادة 387وما بعدىا)
المطمب الثالث :دعوى الصورية :
( 199-198من القانون المدني الجزائري)
قد يمجأ المديف الى القياـ بتصرؼ ال وجود لو في الحقيقة أو مخالؼ ليا ،كؿ ىذا
بيدؼ إبعاد أموالو محؿ ىذا التصرؼ مف الضماف العاـ لدائنيو ،وىذا ما يسمى
بالصورية.
فالصورية ىي إخفاء حقيقة معينة وراء مظير قانوني كاذب.
الفرع األول :أنواع الصورية
تنقسـ الصورية الي نوعيف وىما الصورية المطمقة والصورية النسبية
29
-1الصورية المطمقة:
وىي التي يكوف فييا العقد الظاىر مجرد مظير فقط ال وجود لو في الحقيقة،
فالمتعاقداف لـ يقصدا ترتيب أي أثر قانوني عمى ىدا العقد الظاىر ،ومثاليا بيع المديف
ألموالو الى أحد أقاربو ظاى ار فقط ويتفقا عمى أف ىذا البيع ىو عقد بيع صوري بحت،
وتبقى ىذه األمواؿ في حقيقة األمر ممكا لممديف.
-2الصورية النسبية:
ويقصد بيا إخفاء المتعاقديف لجزء مف الحقيقة في العقد الصوري الظاىر ،سواء
كاف ىذا بإخفاء طبيعة العقد بينيما (التستر) أو إخفاء شرط مف شروط العقد(المضادة)
أو إخفاء أحد أطراؼ التصرؼ(التسخير)
أ-الصورية عن طريق التستر:
وىدفيا إخفاء طبيعة التصرؼ في حد ذاتو ،ومثاليا إخفاء ىبة في عقد بيع أو
العكس أو افراغ وصية في عقد بيع حتى ال تكوف في حدود الثمث حسب ما يقصي
القانوف.
ب-الصورية عن طريق الضد:
ويكوف فييا المساس بشرط مف شروط العقد أو ركف مف أركانو ،كأف يذكر ثمف
أعمى مف ثمف البيع الحقيقي اض ار ار بالشفيع ،أو ثمف أقؿ مف الثمف الحقيقي تيربا مف
رسوـ تسجيؿ العقارات .وعادة ما يحتفظ المتعاقداف في ىذا النوع مف الصورية بورقة
تسمى ورقة الضد قصد إثبات الثمف الحقيقي لمعقد.
ج-الصورية عن طريق التسخير:
وييدؼ فييا طرفا التعاقد الى إخفاء أحد طرفي التصرؼ واظيار طرؼ اخر
مكانو وىذا الف القانوف يمنع ذلؾ ،كمنع القضاة والمحاميف والموثقيف ....مف
30
شراء الحقوؽ المتنازع فييا أماميـ ( 403-402مف القانوف المدني الجزائري).
الفرع الثاني :شروطيا
يجب التذكير بداية أنو يمكف رفع دعوى الصورية حتى ولو لـ تؤدي تصرفات
المديف الى إعساره أو الزيادة في إعساره ،فبل عبلقة ليا بإعسار المديف عكس الدعوى
البولصية .ويمكف حصر شروط ىذه الدعوى فيمايمي:
-1وجود عقديف أحدىما ظاىر واألخر مستتر يتحد فييما األطراؼ والموضوع .
-2صدور العقديف في وقت واحد وىذا ما يسمى بالمعاصرة الذىنية.
-3اتجاه إرادة المتعاقديف الى إخفاء العقد الحقيقي أو جزء منو وراء عقد ظاىر
الفرع الثالث :أحكاميا
بالنسبة ألطراؼ التعاقد وخمفيما العاـ فاف العبرة بالعقد الحقيقي فقط ،فبل يعتد
بتاتا بالعقد الظاىر وىذا ما نصت عميو صراحة المادة 199مف القانوف المدني بقوليا:
"إذا أخفى المتعاقدان عقدا حقيقيا بعقد ظاىر فالعقد النافذ بين المتعاقدين والخمف
العام ىو العقد الحقيقي".
وتثبت الصورية فيما بيف المتعاقديف والخمؼ العاـ وفقا لقاعدة عدـ جواز إثبات ما
يخالؼ أو يجاوز ما اشتمؿ عميو مضموف محرر كتابي إال بالكتابة ،ماعدا ما استثناه
المشرع في ىذه الحالة ،وىو وجود بداية ثبوت بالكتابة أو وجود مانع أدبي أو مادي
يحوؿ دوف الحصوؿ عمى دليؿ كتابي أو حالة فقد الدليؿ الكتابي لسبب أجنبي.
ففي ىذه الحاالت الثبلث يمكف النزوؿ عف االثبات بالكتابة الى االثبات بالشيادة
والقرائف.
وىناؾ حالة واحدة يمكف بمقتضاىا تجاوز قاعدة عدـ جواز اثبات ما يخالؼ
أو يجاوز الكتابة اال بالكتابة وىي إذا كاف ىدؼ الصورية ىو التحايؿ عمى القانوف،
31
فيجوز لممتعاقد ىنا وخمفو العاـ اثبات ىذه الصورية بجميع طرؽ االثبات ،فبل يجوز
التمسؾ بقاعدة الكتابة مثبل في ديف ىو في حقيقتو ديف قمار ويظيره المتعاقداف عمى
أنو عقد قرض عادي.
أما بالنسبة لمغير ،وىو كؿ شخص لـ يكف طرفا في التصرؼ الصوري لكف
تكوف لو مصمحة تجعمو يستفيد أو يضار مف ىذا التصرؼ ،وىـ الدائنوف العاديوف
لممتعاقديف وخمفيـ الخاص ،فيمكف ليـ متى كانوا حسني النية حسب المادة 198مف
القانوف المدني أف يتمسكوا بالعقد الصوري الظاىر ،وترتيبا عمى ذلؾ ،ال يمكف بأي
حاؿ مف األحواؿ التمسؾ في مواجيتيـ بالعقد المستتر ،كما يجوز ليـ اثبات الصورية
بكؿ طرؽ االثبات حيث انيـ ليسوا طرفا في العقد حتى يطمب منيـ االمتثاؿ لقاعدة
عدـ جواز اثبات ما يخالؼ الكتابة أو يجاوزىا إال بالكتابة ،فالتصرؼ بالنسبة ليـ يأخذ
حكـ الواقعة المادية.
وتجدر اإلشارة ىنا الى أنو يمكف أف يحصؿ تعارض بيف الدائنيف فيما بينيـ،
فيناؾ مف تكوف مصمحتو في تطبيؽ العقد الظاىر وىناؾ مف تكوف مصمحتو في
تطبيؽ العقد المستتر ،وما يبلحظ ىو عدـ تطرؽ المشرع الجزائري ليذه النقطة واف كنا
نرى حسب المادة 198سالفة الذكر ،أنو وفي حاؿ وجود ىذا االختبلؼ بيف الدائنيف
فإف الذيف يجب األخذ بموقفيـ ىـ الدائنوف الذيف يتمسكوف بالعقد الظاىر ،وىذا ما
يتماشى مع نص المادة.
ولقد تطرقت العديد مف التشريعات الى ىذه الحالة وأعطت الخيار لمدائنيف بيف
األخذ بالعقد الصوري أو العقد المستتر ،واف حدث اختبلؼ بينيـ يؤخذ بقوؿ مف يرى
بتطبيؽ العقد الظاىر.
32
المطمب الرابع :الحق في الحبس
(المواد )202-201-200
يمكف لمدائف إذا كاف ممتزما بأداء شيء لمدينو ،أف يمتنع عف أداء ىذا االلتزاـ
ماداـ ىذا األخير مرتبطا بالتزاـ المديف اتجاه الدائف ،وىذه ىي فكرة الحؽ في الحبس.
فيذا األخير يقصد بو حبس الشيء الذي التزـ الدائف بأدائو لممديف حتى يستوفي حقو
منو.
وأبرز امثمة الحؽ في الحبس ،حبس البائع لمشيء المبيع عف المشتري حتى
يستوفي ثمنو ،وحبس المقاوؿ لمشيء الذي صنعو حتى يستوفي أجره...وسنتطرؽ ليذا
الحؽ بدءا بشروطو ثـ آثاره وأخي ار إنقصاء الحؽ في الحبس.
الفرع األول :شروط الحق في الحبس
تنص المادة 200مف القانوف المدني عمى مايمي" :لكل من التزم بأداء شيء أن
يمتنع عن الوفاء بو مادام الدائن لم يعرض الوفاء بالتزام ترتب عميو ولو عالقة
سببية وارتباط بالتزام المدين .أو مادام الدائن لم يقم بتقديم تأمين كاف لموفاء
بالتزامو ىذا.
ويكون ذلك بوجو خاص لحائز الشيء أو محرزه ،إذا ىو أنفق عميو مصروفات
ضرورية أو نافعة ،فإن لو أن يمتنع عن رد ىذا الشيء حتى يستوفي ما ىو
مستحق لو ،إال أن يكون االلتزام بالرد ناشئا عن عمل غير مشروع".
وحسب ىذه المادة يمكف تحديد شروط الحؽ في الحبس عمى النحو التالي:
-1التزام في ذمة الحابس بأداء شيء معين يقتضي الحؽ في الحبس أف يكوف
في ذمة الحابس التزاـ بأداء شيء معيف ميما كاف ىذا الشيء وميما كاف مصدره،
33
ومثالو إمتناع الحابس عف تسميـ شيء باعو حتىيستوفي ثمنو ...
وليس ضروريا أف يكوف الحابس مالكا لمشيء المحبوس ،فيمكف لمحائز حيازة
عرضية وبطريقة مشروعة ،حسب نص المادة سالفة الذكر ،أف يحبس ما في حيازتو
عف مالكو الحقيقي الى غاية استرداد ما أنفقو عميو مف مصروفات (المادة .)02/202
أما إذا كانت ىده الحيازة غير مشروعة كمف يحوز منقوال عف طريؽ السرقة مثبل،
فبل يجوز لو حبسو عف مالكو مطالبا ما أنفقو عميو مف مصروفات (المادة .)02/202
-2وجود حق مستحق األداء لمحابس
يجب أف يكوف ىناؾ حؽ لمحابس في ذمة المديف ،ويجب أف يكوف ىذا الحؽ
محقؽ الوجود ومستحؽ األداء ،فبل يمكف الحديث عف الحؽ في الحبس إذا كاف حؽ
الحابس معمقا عمى شرط أو مضافا الى أجؿ (سنتطرؽ الى ذلؾ بالتفصيؿ في الفصؿ
الثاني مف ىذه الدراسة عند الحديث عف أوصاؼ االلتزاـ).
-3وجوب وجود إرتباط بين حق الحابس وبين التزامو بأداء شيء
ويعتبر ىذا أىـ شرط ،حيث يقصد بو وجوب وجود إرتباط بيف بيف الدينيف
المتقابميف ،وقد يكوف ىذا االرتباط قانونيا أو ماديا.
فاالرتباط القانوني ىو ذلؾ االرتباط الناشئ عف عبلقة قانونية بيف الدينيف ،ولعؿ
أبرز صور ىذا االرتباط ىو ذلؾ الذي ينشأ في العقود الممزمة لجانبيف ،فيكوف االلتزاـ
الذي في ذمة المديف ىو السبب في االلتزاـ المقابؿ الذي ينشأ في ذمة الطرؼ االخر،
كحؽ البائع في حبس المبيع (المادة 390مف القانوف المدني) والذي يقابمو حؽ
المشتري في حبس الثمف (المادة .)388
34
ويمكف تصور ىدا االرتباط حتى دوف وجود عقد ،ومثاؿ ذلؾ العبلقة بيف
الفضولي ورب العمؿ ،فالتزاماتيما متبادلة وعميو بإمكاف كؿ منيما عدـ تنفيذ التزامو
حتى يستوفي حقو مف الطرؼ االخر( .المواد .)159...150
أما االرتباط المادي ،فيو االرتباط الناشئ عف واقعة مادية دوف أف تكوف ىناؾ
رابطة قانونية ،فكؿ مف حاز شيئا بحسف نية وقاـ باإلنفاؽ عميو يمكنو حبسو عف
المالؾ حتى يسترد ما أنفقو عميو .فمصدر العبلقة بيف الحائز والمالؾ ىنا ىي الحيازة
فقط ،ومثالو ما نصت عميو المادة 836مف القانوف المدني فيما يتعمؽ باسترداد
الشخص الذي اشترى شيئا ضائعا أو مسروقا بحسف نية لثمنو مف مالكو األصمي،
حيث يمكنو أخذ الثمف الذي دفعو مقابؿ ىذا الشيء مف المالؾ ،حيث تنص المادة
836عمى مايمي" :يجوز لمالك المنقول أو السند لحاممو إذا فقده أو سرق منو أن
يسترده ممن يكون حائ از لو بحسن نية وذلك في أجل ثالث سنوات من وقت الضياع
أو السرقة .إذا كان الشيء الضائع أو المسروق قد وجد في حيازة من اشتراه بحسن
النية في السوق بالمزاد العمني أو اشتراه ممن يتجر في مثمو فإن لو أن يطالب ممن
يسترد الشيء أن يرد الثمن الذي دفعو ".كما أكدت نفس الكبلـ السابؽ المادة 839
مف القانوف المدني.
فإذا انعدـ ىذا االرتباط سواء كاف قانونيا أو ماديا فبل مجاؿ لمحديث عف الحؽ
في الحبس .وبتوافر الشروط السابقة يصبح مف حؽ المعني أف يحبس الشيء دوف
قيامو بأي إعذار ،كؿ ىذا وفقا لمقتضيات حسف النية ودوف تعسؼ في استعماؿ الحؽ
مف الشخص الحابس.
35
الفرع الثاني :آثار الحق في الحبس
تنص المادة 201مف القانوف المدني عمى مايمي" :مجرد الحق في حبس الشيء
ال يثبت حق امتياز عميو .وعمى الحائز أن يحافظ عمى الشيء وفقا ألحكام رىن
الحيازة ،وعميو أن يقدم حسابا عن غمتو.
واذا كان الشيء المحبوس يخشى عميو اليال ك أو التمف ،فممحابس أن يحصل
عمى إذن من القضاء في بيعو وفقا لألحكام المنصوص عمييا في المادة ،971
وينتقل الحق في الحبس من الشيء الى ثمنو".
مف خبلؿ النص السابؽ يمكف القوؿ أف آثار الحبس تتمثؿ في حقوؽ وواجبات
تقع عمى عاتؽ الحابس ،ويمكف ليذه اآلثار أف تمس بحقوؽ الغير وىـ األشخاص
الذيف يحتج بالحبس في مواجيتيـ.
فمف حؽ الحابس أمراف ميماف وىما:
-حقو في عدـ تسميـ الشيء المحبوس الى المالؾ األصمي.
-تمسكو بحقو في الحبس في مواجية الغير.
فيمكف لمالؾ الشيء المحبوس مطالبة الحائز بتسميـ الشيء بعد الوفاء بما في
ذمتو لمحائز ،ويكوف ىذا الوفاء كامبل غير منقوص ،ألف الحؽ في الحبس حؽ غير
قابؿ لمتجزئة ،إال إذا رأى القاضي تعسفا في استعماؿ الحؽ مف طرؼ الحابس ،فيمكنو
ىنا تجزئة ىذا الحؽ ،ويكوف ذلؾ إذا كاف الجزء المتبقي لموفاء تافيا مقارنة مع االلتزاـ
األصمي .ويسري ما سبؽ ذكره عمى المالؾ وخمفو العاـ ،كما يطبؽ عمى الحابس وخمفو
العاـ ،بمعنى أف الحؽ في الحبس كما يطبؽ عمى المالؾ يطبؽ عمى ورثتو ،واذا حدث
ومات الحابس فإف ىذا الحؽ ينتقؿ الى ورثتو كذلؾ ،فميـ حبس الشيء الى غاية
استيفاء حقيـ.
36
وجدير بالذكر أف الحؽ في الحبس ال يمنح لمحائز حؽ إمتياز ،فحؽ الحبس ال
يمنح حؽ التتبع الذي يمنحو حؽ االمتياز حسب الفقرة األولى مف المادة .201
والى جانب الحقوؽ الممنوحة لمحابس يمتزـ ىذا األخير حسب المادة 201دائما
بمايمي:
-المحافظة عمى الشيء المحبوس
-المحافظة عمى ثمار الشيء وتقديـ حساب عنيا ،وحبسيا أو حبس ثمنيا إذا
بيعت مع الشيء المحبوس.
-القياـ برد الشيء المحبوس بعد استيفاء حقو.
الفرع الثالث :إنقضاء الحق في الحبس
تنص المادة 202مف القانوف المدني عمى مايمي":ينفضي الحق في الحبس
بخروج الشيء من يد حائزه أو محرزه غير أنو لحابس الشيء إذا خرج من
يده بغير عممو أو بالرغم من معارضتو ،أن يطمب استرداده إذا ىو قام بيذا
الطمب خالل ثالثين يوما من الوقت الذي عمم فيو بخروج الشيء من يده
مالم تنقض سنة من وقت خروجو"
وبناء عمى ىذا النص ،قد ينقضي الحؽ في الحبس بطريؽ أصمي أو بطريؽ
تبعي.
-1إنقضاء الحق في الحبس بطريق أصمي
ويقصد بو انقضاؤه قبؿ انقضاء الحؽ المضموف بطريقة مستقمة تماما ،ويكوف
ذلؾ إما بتقديم المالك لضمان كاف قصد الوفاء بالحؽ المحبوس وذلؾ عف
طريؽ رىف أو كفالة...وىذا حسب المادة .200واما بإخالل الحابس بالتزامو
بالحفاظ عمى العين المحبوسة وىنا يحؽ لممالؾ المجوء الى القضاء والمطالبة
37
بانقضاء الحؽ في الحبس نتيجة لعدـ محافظة الحابس عمى العيف .ويمكف أف
ينقضي الحؽ في الحبس بطريؽ أصمي كذلؾ في الحالة التي تيمك فييا
العين المحبوسة ونميز ىنا بيف أمريف:
فإذا كاف اليبلؾ نتيجة لخطأ الحائز فإنو يمزـ بالتعويض ،أما إذا كاف اليبلؾ
بسبب أجنبي فإف تبعة اليبلؾ تقع عمى المالؾ .وكمثاؿ عمى ذلؾ ىبلؾ
الشيء المبيع المحبوس ،حيث تنص المادة 391مف القانوف المدني عمى
مايمي":إذا تمف المبيع في يد البائع وىو ماسك لو كان تمفو عمى المشتري
ما لم يكن التمف قد وقع من فعل البائع ".وينقضي الحؽ في الحبس أخي ار
بطريؽ أصمي إذا خرج بطريق إرادية مف يد الحائز حسب المادة .202
-2إنقضاء الحق في الحبس بطريق تبعي
وىذا أمر منطقي ،فالحؽ بالحبس في ىذه الحالة ينقضي بالتبعية النقضاء
الحؽ المضموف ،فإذا أوفى المالؾ مثبل بالمصروفات التي أنفقيا الحابس ،فإف
الحبس ينقضي تمقائيا بالتبعية ،فبل مبرر لئلبقاء عمى الحبس بعد إعطائو ما
أنفؽ .فما قاـ بو المالؾ في المثاؿ السابؽ يسمى وفاء وىو يؤدي مباشرة الى
انقضاء الحؽ في الحبس بالتبعية لو ،كما يمكف أف ينقضي الحؽ في الحبس
بما يقوـ مقاـ الوفاء كالتجديد والمقاصة...ويمكف أف ينقضي حتى دوف وفاء
كحالة االبراء أو إستحالة التنفيذ ،مع مبلحظة ميمة وىي أف الحؽ في الحبس
ال يقبؿ التجزئة -كما سبؽ ذكره – وعميو ال يقبؿ بصدده الوفاء الجزئي.
وأخي ار فإف الحؽ في الحبس ال يتقادـ ألف بقاء الشيء المحبوس في يد
الحابس ىو في حد ذاتو يعتبر إق ار ار مف المديف بمديونيتو ،وىذا اإلقرار
المتجدد يقطع التقادـ.
38
الجزء الثاني :أوصاف االلتزام
39