Professional Documents
Culture Documents
بحث حـــول
وسائل اكراه المدين على التنفيذ العيني
الغرامة المالية و العقوبة التهديدية
التنفيذ العيني لاللتزام ،إما أن يتم من طرف المدين باختياره (وهذا هو الوفاء الذي سندرسه
بصدد انقضاء االلتزام) ،وإما أن يتم تنفيذ االلتزام عينا لكن دون تدخل المدين ولكن على نفقة
المدين المخل (م 170 :مدني) ،أو أن يتم التنفيذ العيني عن طريق استصدار حكم قضائي
يقوم مقام التنفيذ العيني (م 171 :مدني) ،وأحيانا أخرى يكون التنفيذ العيني لاللتزام بحكم
القانون (كما هو حال انتقال الملكية في المنقوالت بمجرد العقد متى كانت معينة بذاتها (م :
165مدني) وقد يكون التنفيذ العيني أخيرا – إذا لم يكن محله مبلغ نقدي ابتداء أو انتهاء كما
في التعويض النقدي – عن طريق جبر المدين بواسطة القوة العمومية (على يد محضر)
كطرد مستأجر ،أو تسليم بضاعة امتنع المدين عن تسليمها ،أو تسليم ولد قاصر إلى من وجبت
له حضانته ...على أنه قبل أن نصل إلى مرحلة هذا النوع من التنفيذ العيني ،مكن المشرع
الدائن م ن وسائل قانونية يستطيع بمقتضاها جبر المدين أو الضغط عليه كي ينفذ التزامه عينا،
ومن هذه الوسائل :التهديد المالي والحق في الحبس واإلكراه البدني.
و الغرض من هـــذا الـبحـث هـــوالتـأكـيد علــى تنــفيــذ االحـــكـام القضـــائيــة والبـحث
فى التنفيــذ العينــى ومعـرفـة كـيفية الـتنفيـذ ووســائل اكراه المدين علــى التنــفيـذ من حيث
االكــراه البدنى أو الغــرامة التهــديــدية النــه فــى الواقــــع ال قــيمـــة للقانـــون بــدون
تنــفـيــــذ وال قـيمــــة الحــكـام القضــاء بــدون تنـفيــذهــا وال قيمــة لمبـدأ الـــشرعــية
فـــى الدولـــة مـا لــم يقـترن بمبـــدأ آخــر مضمــونة احـترام أحـكــام القضـــاء وضمان
تنــفيذهـا ،واال فماذا يجـدى ان يجـتهد القاضى ويبتـكرفـى ايجاد الحلـول بما يتــالئم
وصون الحقوق والحريات والمشروعية اذا كانت احكامه مصيرها عدم التنفيذ والموت.
الــــتنفـيـــذ االخــــــتيارى
هـــــو ان يقـــوم المدين بتحـــقيـق مــا ينـص علــيه ســـــند الدائـن مختــــارا ،ولـــم
يضـع القانــــون اجــــراءات مــعينة يتـم بهــا الــتنـفيـذ االخــتيــارى كما لـم يعــين طرقــا
ينبغـــى اتباعـها فـــى ذلـك _ اال فــــى حالــة امـتنــاع الـدائــن عـن تسـلـــم الحـق
المطـلوب لــــه ،فهنا يسمح المشرع للمدين بأن يتخذ إجراءات العرض وااليداع
المنصوص عليها حيث يـجـب على المـديـــن أن يــودع المطـلوب خـــزانــة المحكــمة
بعـــد أن يعـرضه على الـدائـن عرضا حقـيـقيـا ،ثـم يترتب على القيام بهذه االجراءات
إبراء ذمة المدين إذا قبل الدائن العرض أو صدور حكم نهائى بصحة العرض واإليداع.
التنفيـذ الجـبـرى اذا لم يقـم المدين بالوفاء اخــــتيارا أجـــبرته الســـلطــة العـــامـة علـــى
الــتنـفـيـذ تحــــت اشراف القضاء بعــد طلـب الدائن وتحـقــق شـــــروط مــــعـينة.
وفى جميع األحوال يعتبر التنفيذ أختياريا ،ولو قام المدين مدفوعا بالخوف من قهره على
الوفاء بواسطة ما أعده التنظيم القانونى من وسائل ،فالتنفيذ حتى فى الحالة يبقى تنفيذا
اختياريا.
الـــــــتنفيذ الجبرى
م ن المعلوم انه اذا لـم يقـم المدين بتنفـيـذ التزامه مختارا ,كان للدائن ان يجـبره على هـذا
التنفيذ ,ولكن ليس كل التزام يمتنع المدين عـن الوفاء به اختيارا يكون من شأنه ان
يفتـح باب التنفـيذ الجبري امام الدائن ,وانما يكون التنفيذ الجبرى ممـكنا للـدائن اذا كـان
الـتزام المدين الـتزاما مدينا ولـيس الـتزاما طـبيعيا
االلتزام المدني:
هو االلتزام التام او الكامل الذي يشتمل على عنصرين:
عنصرالمديونيه أي ان هناك واجب على المدين الوفاء به أي ان هناك التزام ( دين ) على
المدين الوفاء به.
عنصرالمســــؤوليه أى انه يمكـن للدائن قـهــر المديـن علـى الوفاء اذا امـــتنـع عـن الوفاء
به اختيارا.
اما اذا تـــوافـر عنصــر المديونيه وانعـــدم عنصـــر المسـئووليه فـى هـــذه الحالـه يـطلـق
علــــى االلـــتزام الــــتزام طـبيـــعـى
-2عنصرالمسؤوليه. االلتزام المدنى -1:عنصرالمديونيه
االلتزام الطبيعى :عنصرالمديونيه فقط.
االلتزام الطبيعي:
االلتزام الطبيعى وان كان ال يمكن أن يجبر صاحبه على تنفيذه إال انه إذ أقدم باختياره على
تنفيذه فإنه ينفذ ما هو ملتزم به ،ونتيجة لذلك ال يستطيع الموفى بالتزام طبيعيا أن يطالب
باسترداد ما أداه باختياره قاصدا أن يوفى التزاما طبيعيا.
فهو ال تزام قوامه عنصر المديونيه ويتخلف فيه عنصرالمسؤوليه ,ومعنى ذلك انه اذا
كان المدين به ملتزم بالوفاء فأنه اليمكن اجباره عليه ,أي ان المدين بالتزام طبيعـى
اليمـكن اجباره على الوفاء به.
”امــثــلـــــة عــلـــــى االلـــــــــتزام الــــطبيعــــــى” .
تعويض الغير عما اصابه من ضرر على الرغم من عدم توافراركان المسؤوليه.
واجب مساعدة األقارب الذين التجب نفقتهم قانونا عليه.
التنفيذ الفردى يهدف الى أداء حق دائن معين عندما يمتنع المدين عن أداء الحق اختيارا ،
ولذلك فهو يتم بتحويل مال معين للمدين الى نقود ليوفى منها حق الدائن وقد نظم قانون
المرافعات هذا النوع من التنفيذ.
التنفيذ الجماعى وهو االفالس فيهدف الى تصفية شاملة لمصلحة جميع الدائنين عندما
يتوقف التاجر عن دفع ديونه.
فيفترض اعساره وتنشـأ الحاجة الى حماية جميع دائنيـه ،ولذلك يتـم هـذا النوع مـن التنفيذ
بتصفية ذمة التاجر المدين تصفية كاملة تمهيـدا لتوزيع ناتج التصفية علـى الدائنين قسـمة
غرماء وقـد نظـم القانون التجارى هـذا النوع مـن التنفيـذ.
مفاهيم التنفيذ العينى
هو تنفيذ عين ما التزام به المدين واالصل فى التنفيذ الجبرى ان يكون عينيا وهو حق •
الدائن وواجب المدين فأذا طلبه الدائن فال يجوز للمدين ان يعدل عنه الى التعويض وأذا
عرضه المدين فليس للدائن ان يرفضه.
ومن ثم كان مناط الحكم بالتنفيذ العينى طلبه من الدائن او عرضه من المدين.
هو تحقـيق عيـن ما نص علـيه سند الدائـن ،فاالصل ان ينصب التنفيذ على عيـن ما •
نـص علـيه السند ،فأذا نص السند على تسليم مسكن معين يكون التنفيذ بتسليم المسكن
عينه وأذا نص السند على هدم جدار معين او اغالق محل معين فالتنفيذ يكون بهدم
الجدار ذاته او باغالق المحل عينه ويسمى هذا التنفيذ عينيا.
هو التنـفيذ الذي يجـريه الموظف العـام تحـت إشـراف القضاء ورقـابت ِه ،لتنفـيذ حـكم أو •
سند تنفيذي آخر ،يعطـيه القانون قوة تنفـيذية ،وبالقوة الجبـرية عند االقتضاء ،فهو
اقتضـاء حق لشخص في ذمة شخص آخر.
أن يتـم اتخاذ ســلسـلة من اإلجـراءات تحـت إشـراف القضـاء ،اقتضــا ًء لحـق شخــص •
فـى ذمة شخـص آخر ،لتنفيذ حكم قضـائى أو ســند تنفـيـذي يعـطي ِه القانـون القـوة
التنفـيذية.
هو حق اجرائى يعترف بمقتضاه قانون المرافعات للدائن بمكنة أو سلطة تحريك الجهاز •
القضائى فى الدولة لمباشرة إجراءات التنفيذ الجبرى فى مواجهة المنفذ ضده ( المدين
فى السند التنفيذى.
التنفيذ العينى لاللتزام أداء عين أو ذات ما التزم به المدين وفقا لالتفاق أو بالطريقة •
المحددة له قانونا.
المــطلب الثانــى :شـروط التنـفـيذ العـينــــى–
الشرط االول :أن يـكون التنفيــذ العينــى ممـكنا.
أن يكون التنفيذ العينى ممكنا فاذا اصبح هذا التنفيذ مستحيال ،سواء رجعت االستحالة الـى
سبب اجنبى او كانت بخطأ المدين ،لم تعد هناك جدوى من المطالبة بالتنفيذ العينى ويرجـع
الدائن بالتعوي ض اذا كانت االستحالة بخطأ من المدين أو بنقص االلتزام دون تعويض اذا
رجعت االستحالة الى سبب اجنبى.
متى كان ممكنا على انه اذا كان فى التنفيذ العينى ارهـاق للمدين جاز لـه ان يقتصر على
دفع تعويض نقدى ،اذا كان ذلك اليلحق بالدائن ضررا جسيما.
ويعتبر التنفيذ العينى غير ممكن أذا كان اجـراءه يقـتضى تـدخل المـدين
الشخصى ويـأبى المدين ان يقــوم بـتنفيـذ التزامة.
ويتحقق ذلك على وجه خاص فى عمل الرسام والــممثل والفنان بوجه عـام وفـى كل
عمل فنى كعمل الطبيب وعمل المهندس.
وكثيرا مـا ترجع االستحالة الـى مـيعاد تنـفيذ االلتزام ،ذلك ان االلـتزام ال يكون فـى
تنـفـيذة جدوى اذا جاوز تنـفيـذه مـيعاد معـينا.
كـممثل تخـلف عـن التمثيـل فـى ميعـاد معـين ،او ادارة معـرض لـم تقـدم الحـد العارضـين
مكانا للعرض حتـى انقضت أيـام العرض.
فـاذا فـات الميعاد الذى يجرى فـيه تـنفيذ االلـتزام ،اصبح التنـفيذ العينـى غـير ممكـنا حكما
وال مناص اذن من االقتصار على طلب التعويض.
وقد ال يحدد ميعــاد للــتنفيذ فيستطيع الدائن فـى هـذه الحالـة ان يحـدد للمدين ميعادا
مناسبا وينذره فـــى الوقــت ذاتـه أن ال يـقبل الـوفاء اذا جـاوز هــذا الميعــاد المحــدد.
فيمتنع الـتنفيذ العينـى بعد هذا الميعاد اذا اثـبت المدين انه ال ضرر علـى الدائن مـن
التاخــير فـى الـتنفيـذ.
وكــذلك اذا تقــدم المدين بطلـب الـتنفيــذ العينـى ،وكــان ممـكـنـا بطبيـعـة الحال فليـس
للـدائـن ان يرفـضه ويطلب التعويض مكـانــه.
بل تبرأ ذمـة المديـن بالـتنفـيـذ العيـنـى الكامـل سـواء رضـى بـه الدائــن ام ابـــاه ،فاذا
لم يطلب الدائن الـتنفيـذ العينــى حتى اذا كان ممكـنا واقتصرعلـى طلب التعويـض ولــم
يعرض المدين من جـهته ان يقـوم بـتنفيذ الـتزامة عينا.
فانه يستعاض عـن التنفيذ العينـى بالتعـويض ويقوم هـذا بناء على اساس اتفاق ضـمنـى
بيـن الدائن والمدين ،فمادام الدائـن لم يطلب التنفيـذ العينـــى وطلـب التعـــويض
مكانــه فكانمــا ارتضى هذا مكان ذلك ،ومـدام المدين لـم يعرض الـتنفيــذ العينـــى فيكـون
قــــد ارتضى دفـــع التعـويض مكانـه ،فيـقـع االتفـاق بين الطرفيـن علـى ارتضاء
التعـويـض بدال مـن التنفــيـذ العينــى.
التعــويض بذلـك ليـس التزامـا تخـييريــا وال الـتزامـا بــدليا عـن الـتنـفيــذ العينـى فـليس
لاللتزام سـوى محـل واحــد ،وهـو عيـن مــا التـزام بـه المـدـين وهـو الـتنفـيـذ العينــى ،
ول يـس للدائـن وحــده او المـديـن وحــده ان يقـتـرح طــلب التعـويـض بـدال مـن الـتنفـيــذ
العينـــى لاللتـزام ،فالتعـويـض ليـس التزامـا تخـييـريــا وال يملك المـدين وحـده الـتقـدم
بالتعـويض بدال من التنفيــذ العـينـى فالتعويـض اذن ليـس بالـتزام بدلـى ،ولكن يجوز ان
يستبـدل التنفـيـذ العينــى بـدل مـن التنفيـذ النقـدى.
ال بأرادة الـدائـن وحـــده وال بـأرادة المديـن وحــده ولكـن باتفـاقهـما مـعـا اذا بقـى الـتنـفيـذ
العينـى او بحكـم القانون اذا اصبح االلتزام مستحيال بخطــأ المدين ،وفـى هاتيـن الحالـتـين
ال يـكـون التعويض النقدى اال بديال عن التنفـيـذ العينـــى.
فالتـزام هـو لـم يتـغير ،وانما استبـدل بمحل آخـر باتفـاق الطـرفين او بحـكـم القـانـون ،
امـا اذا كـان تنفيـذ االلتـزام مستحيال بخطأ المدين فقـد انقضـى االلتـزام الن مـحله اصـبح
مـستحيال باستحالة الت نـفيـذ العينــى وال محل للتـعويض النـــقدى النتفــاء المسئولية.
الشرط الثالث :اال يكون فيه ارهاق للمدين او يكون فيه ارهاق ولكن العدول عنه
يلحق بالدائن ضررا جسيما.
وعلى ذلك فإ ذا كان التنفيذ العينى يدخل فى حدود االمكان فمن حق الدائن ان يعرض القيام
به ,واذا امتنع المدين عن التنفيذ العينى مع امكانه كان للدائن أن يجبره بعد إعذاره على
تنفيذ االلتزام تنفيذا عينيا مستعينا فى ذلك بالسلطة العامة ويسمى التنفيذ حينئذ ” بالتنفيذ
المباشر” .
أما اذا كان التنفيذ العينى غير ممكن أو كان فيه ارهاق للمدين فإن حق الدائن يتحول الى
التزام بمبلغ من النقود ويتحول التنفيذ العينى الى تنفيذ بمقابل.
وقـد يكون التنفيذ العينـى ممكنا ومع هـذا ال يمكن اجراؤه اال اذا قام به المدين ذاته ،كأن
يكون المدين ملتزما بالقيام بعمل يلزم لتنفيذه أن يتم عن طريق المدين ذاته ،كالتزام طبيب
ماهـر بأجراء عمليه ،أو التزام فنان بعمل لوحة فـنية زيتية ،أو التزام فنان بالـقيام بدور
معين فى مسرحية ،إن لم يكن من مصلحة الدائن ان يتم هذا العمل عن طريق طبيب
آخر او فنان آخر بأن كان المقصود ان يتم هذا العمل عن طريق المدين ذاته.
وقــد يكون التنـفيـذ العيـنـى ممكـنا ومـع ذلـك يعدل عـنه المديـن بـأرادته ويقتصـر علــى
التعويض النقدى وذلـك بتوافر شرطان هما:
ان يكون فى التـنفيـذ العيـنـى ارهاق للمدين ،واالرهاق ينطوى على معنى العنت الشديد ال
يكفى فية مجرد العسرالكلفة والمشقة والضيق.
بل يجـب ان يكـون التنفـيـذ العيـنـى مـن شــأنه ان يلحـق المـدين ضـرارا جســيم
وخسـارة فـادحـه وتقـديـر ذلـك مـتروك للقاضـى.
تـوافر اإلرهاق الذى يـهدد بخسارة فادحة أو عدم توافره و معياره موضوعى بالنسبة
للصفقة المعقودة ذاتها – من مسائل الواقع التى يستقل بتقديرها قاضى الموضوع دون رقابة
عليه فى ذلك من محكمة النقض مـا دام إستخالصه سائـغا ً و مسـتمدا ً مما له أصل ثابت
باألوراق.
ويأتـــى االعذار بمعنى إنذار المدين بالوفاء ،حيث أن تراخى المدين فــى التنــفيذ بعـــد
األجـــل المحـــدد ال يجعــله مسئوال ،ويحمــل سكـوت الدائن علـــى الرضـا والتســـامــح.
امـا اذا كـان التنـفيذ العينـى يتحقق بحكم القـانون ،اوقام به المـدين مختارا غير مجبر،
ف ظاهـر انـه لـيس بحاجه الى االعذار فى هاتين الحالتين.
اإلعــذار.
هــو تنبيه يوجه مـن الدائـن إلـى المديـن ينبـهه فيـه الـى انـه متاخر فـى تنـفيـذ الـتزامـه
،بحيث تتــرتب مســؤوليته عـن اإلضرار الت ى تصـيب الـدائن جـزاء تأخره فـى التنـفيـذ
،ويقع اإلعذار بإنذار المدين بورقة رسمـية بواسطة كاتب العدل أو بأي طلب كتابي آخر.
الحـاالت المستثناة مـن اإلعـذار.
هناك حاالت يعتبر فيها إعذار المدين غير ضرورى وإنما يعتبر مجرد حلول االلتزام إعالنا
كافيا للمدين بوجوب الـتنفيذ وإال كان مسـئوال عـن التعويض وهـذه الحاالت قـد ترجع إما
إلى اتفاق المتعاقدين أو إلى نص القانون أو إلى طبيعة االلتزام نفسه.
وهذا االتفاق قد يكون صريحا كما قد يكون ضمنيا ومن امثلة االتفاق الضمنى ما جرى به
القضاء الفرنسى من انه إذا اشترط فى عقد مقاولة وجوب انتهاء المقاول من عمله فى
تاريخ معين ،او إذا اشترط فى عقد توريد وجوب التسليم فور الوقت كان الدائن غير ملزم
بإعذار المدين.
أما االتفاق على شرط جزائى فى العقد فى حالة تخلف المدين عن الوفاء بالتزامه أو تأخره
فيه فال يستفاد منه إعفاء الدائن من واجب اإلعذار.
هناك حاالت ينص المشرع فيها على اعتبار المدين معذرا دون حاجه الى أى إجراء وهذه
الحاالت هى:
– إذا كان االلتزام رد شئ يعلم المدين أنه مسروق والعلة من ذلك ترجع إلى سوء نية
المدين وهذا ما نص عليه القانون المدنى
– إذا كان محل االلتزام تعويضا ترتب على عمل غير مشروع ،ففى هذه الحالة يظهر جليا
أن المدين بارتكابه الفعل الضار كان مقصرا منذ نشأة االلتزام بالتعويض ،فمصدر االلتزام
هو ارتكاب خطأ سبب ضررا لذلك رأى المشرع فى ذلك سببا كافيا إلعفاء الدائن من
اإلعذار.
–إذا صرح المدين كتابة أنه ال يريد القيام بالتزامة فهنا ال يجب على الدائن القيام باإلعذار
ألنه ال جدوى منه.
– ما جاء فى مواضع متفرقة من القانون المدنى من استحقاق الفوائد دون حاجه الى إعذار
آثار االعذار
.1التزام المدين بالتعويض عن التأخير في التنفيذ اعتبارا ً من وقت اإلعذار.
.2تحول يد الضامن إلى أمانة أو العكس قيد البائع على المبيع قبل التسليم هي يد ضمان إال
أنها تتحول إلى يد أمانة من تاريخ إعذار المشتري بوجوب تسلم المبيع.
وقد تتحول يد األمانة إلى ضمان باإلعذار حيث أن يد المستأجر على المأجور يد أمانة ولن
بعد إعذاره بالتسليم عند انتهاء مدة اإليجار تتحول يده إلى يد ضمان.
صاحب يد األمانة ال يسأل عن هالك الشيء إذا كان بسبب أجنبي وإنما يسأل إذا كان
الهالك بتعدي صادر منه.
وقد وردت فى بعض كتب القانون ثالث شروط للتنفيذ العينى هى:
التنفيذ العينى ممكن للمدين •
ال مجال للتنفيذ العينى اذا اصبح تنفيذ االلتزام مستحيال ،ويستوى فى ذلك ان تكون
اجنبى او بفعل المدين وتنحصر اهمية االستحالة فيما يترتب االستحالة لسبب
عليها من آثار فاالستحالة لسبب اجنبى تؤدى الى انقضاء االلتزام أما اذا كانت االستحالة
ترجع الى فعل المدين فأنه يلزم بالتنفيذ بمقابل بطريق التعويض ويتقرر لقاضى الموضوع
سلطة تقدير تحقق االستحالة.
وفى جميع االحوال فإن االلتزام بمبلغ من النقود يكون دائما ممكنا حتى لو كان المدين
معسرا إذا يتماثل التنفيذ بمقابل كتعويض نقدى مع التنفيذ العينى اللتزام نقدى.
وينحصرمجال التعويض عن التأخير فى التنفيذ وتتباين صور استحالة التنفيذ وفقا لنوع
األلتزام:
ففى االلتزام بإعطاء حيث يتعلق بشئ كألتزام بنقل الملكية فيستحيل تنفيذ المدين أللتزامه •
عند هالك الشئ بفعل المدين أو انتقال ملكيته إلى شخص آخر ,فيلزم هذا المدين بالتنفيذ
بمقابل.
وفى االلتزام بعمل فإنه يستحيل التنفيذ العينى إذا كان األداء زمنيا حـيث ال يمـكن تدارك •
ما فات من زمن أو عند فوات الوقـت المناسب ألداء الـعمل كما لـو الـتزم المحامى
بالـطعـن باألستئنـاف ثـم فـوت مواعيده.
وفى االلتزام باالمتناع عن عمل يستحيل التنفيذ العينى بالنسبة للفترة التى تم فيها االخالل •
باإللتزام أما بالنسبة للمستقبل فيجـوز التنفيذ العينـى بإزالة ما تـم مخالفا لاللــتزام إال إذا
استحالت اإلزالة أو انقضت مدة التقيد بهذا االلتزام.
التنفيذ العينى غير مرهق للمدين •
إذا كان التنفيذ العينى مرهقا للمدين بحيث يترتب عليه إصابته بضرر جسيم ،فإن مطالبة
الدائن بالتنفيذ العينى يعتبر تعسفا فى استعمال الحق من جانبه إذ يسعى من ذلك إلى تحقيق
مصلحة قليلة األهمية ال تتناسب البته مع ما يصيب الغير من ضرر بسببها
وينتفى التعسف فى استع مال الحق عند المطالبة بالتنفيذ العينى ،رغم ما يترتب عليه من
ارهاق للمدين ،إذا كان عدم حصول الدائن على عين ما التزم به المدين الذى اصابه ضرر
جسيم ،فترجح مصلحة الدائن على مصلحة المدين ويخضع تقدير ذلك لسلطة قاضى
الموضوع.
ومن أمثلة التنفيذ العينى المرهق لل مدين قيامة بالبناء على مساحة تتجاوز بقدر يسير الحدود
المقررة إذا أن التنفيذ العينى بهدم البناء فى المساحة الزائدة يؤدى إلى إصابة المدين بضرر
جسيم يفوق بكثير ما يعود على الدائن.
وفى حالة مطالبة الدائن تنفيذ االلتزام عينا وثبت انتفاء شروطة كما لو كان غير ممكن او
يؤدى الى ارهاق المدين فيجوز له الحكم بالتعويض يراعى فيه قيمة المال وما لحق بالدائن
من خسارة وما فاته من كسب وقت صدور الحكم القضائى دون ان يعتبر ذلك قضاء بما لم
يطلبه الخصوم.
كـما يتـمثل االلـتزام ب إعــطاء ،فــى دفــع مبـلــغ مـن الـنقــود وكالـتزام الـمستأجر بدفـــع
االجـــرة والــتزام المشــترى بــدفــع الــثمن.
على ذلك يكون التنفيذ العينى فى االلتزام باعطاء ان يلتزم المدين بإعطاء عمل معين يتمثل
فى انشاء حق عينى او نقل حق عينى وارد على شئ.
فأالل تزام بإعطاء إذن هو االلتزام بعمل يتعلق بشئ وقد يكون هذا الشئ منقول او عقار او
يتحدد التنفيذ العينى لاللتزام بإعطاء بناء على طبيعة الشئ الذى تعلق به هذا االلـــــتــزام.
االلتزام بإعطاء هو االلتزام بنقل ملكية او حق عينى آخر ،يجب ان نميز بين حالتين هما
:
االولــــى :ان يكـون محل االلتزام شيئا معين بالذات يملكه الملتزم.
أوالً :الشـيء المعـين بذاتــه /قـد يكــون منقوالً أو عقارا ً فإذا كان محـل االلـتزام بنقـل
الملكية او حـق عينــي آخـــر منقــوالً معـينــا ً بذاتـه مملـوكــا للمـديــن فــيتـم تنــفيـــذ
اإللــتــزام تـلــقائــيا ً بقــوة القانـون أي يتــم اإلعـطاء لحظة نـشوء اإللــتزام أمـا إذا كان
عـقارا ً فــال يكفـي أن يعـيّن
بذاتـه (تعـيين = تحديد ) حتـى ينـشـأ الحـق العينــي بـل يجـب اتبـــاع قـــواعـــد شـهـر
العـقـــار والـذى ينــص علــى أن الحقــــوق الـعـينيــــة األصـلــية التـنـتقــل إال بالتسـجـيل
واليحـتـج بـها إال بــقـيد.
االلتزام بنقل الملكية او اى حق عينى اخر ينقل من تلقاء نفسه هـذا الحق ،اذا كان
محـل االلـتزام شيئـــا مـعينـ ـا بالــذات يملـكــه الملـتزم وذلـك دون اخـالل بالقـواعـــد
المتعـلقــة بالتـسجــيل.
ثانيا ً :األشــيــاء المــعينــة بنوعهــا /إذا ورد االلـتزام بإعــطاء شـــىء لـم يعــين إال
بـنوعــه ويكـون غالبا ً مـن المنقــوالت فـإن ملـكـيتـه التنتـقـل إال بإفـــرازه واإلفــراز
يعنــى التعــيين والتحــديــد ،فال يتــم تنـفـيذ االلـتزام بمجرد نشـأتـه ألن الشــيء غــير
معـــروف قــبل تعــيينــه.
) (1اذا ورد االلتزام بنقل حق عينى على شىء لم يعين اال بنوعه فـال ينتقل الحق اال بافراز
هــذا الشىء ،وإذا كان الشئ الذى ل م يعين اال بنوعه نقودا التزم المدين بدفعها دون زيادة
او نقصان وال تنتقل ملكية تلك النقود اال بالقبض حيث ال يكفى االفراز فى هذه الحاله.
) (2فاذا لم يقم المدين بتنفيـذ التزامه ،جاز للدائن ان يحصل علـى شـىء مـن النوع ذاته
علـى نفقـة المدين بعد اسستئذان القا ضى او دون استئـذانه فى حالة االستعجال ،كما يجوز
لـه ان يطالب بقيمة الشـــــىء مـــن غــير اخـــالل فـــى الحالــتين بحقــه فـــى
الـــتعـويــض).
( االلتزام بنقل حق عينى يتضمن االلتزام بتسليم الشىء والمحافظة عليه حتى التسليم)
فى االلـتـزام بعمــــل ،اذا نــص االتفـــاق او اسـتوجــبت طـبيعـــة الـديـن ان ينــفـذ
المــــدين االلـــتزام ب نفــسه جـاز للدائــن ان يـرفض الوفـــــاء من غـــير المديـــن.
فى االلــتزام بعمــــــل ،اذا لم يقم المدين بتنفيذ التزامه ،جاز للدائن ان يطلب تريخصا من
القضاء فى تنفيذ ممكنا .ويجــوز فى حالة االستعجال ان ينفــذ الدائن االلــتزام على نفقة
المدين ،دون ترخيص من القضاء( .
فـى االلـــتزام بعمـــل يقوم حكم القاضى مقام التنفيذ ،اذا سمحت بهذا طبيعة االلتزام.
فـى االلــــتزام بعمـــل ،اذا كان المطلوب من المدين هـو ان يحافظ على الشــىء او ان
يقوم بادارته او يتوخى الحيطة فى تنفيذالتزامه فأن المدين يكون قد وفى باألاتزام اذا بذل فى
تنفيذه من العناية كل ما يبذله الشخص العادى ,ولو لم يتحقق الغرض المقصود .هذا مالم
ينص القانون او األتفاق على خلالف ذلك.
لكن القاسم المشترك بينهما جميعا هــو قيامها على عنصر الــتهديـد والضغـط على ارادة
المدين لحمله على الوفاء فإن لم يقم به اختيارا جرى تنفيذه جبرا عنه.
وتذهب التشـريعات الحديثـة الى تحـريم فكـرة االكـراه البدنى ونبـذها وذلـك
لكونها تخالـف المبـادئ المـدنيه وتتـنافـى مـع كـرامة االنسـان وادمـيته باعـتبـار ان
العالقــه بـين الــدائـن والمدين هى عـالقه بين ذمـتـين مالـتـين ومـن ثـم فأن امـوال المـدين
ضامـنه لـديـونه وال عالقـه لها بشـخـصه وباعـتبار ان حبـس المدين سيعـطل مـن نشاطـه
وسـيصبح فـى وضع يسـتحـيل معـه تنفيذ االلتزام الـى ان االتجاه فى نبـذ فكـره االكـراه
البـدنى مـنتقـد وذلـك الن المديـن الـذى امتنـع من تنفيذ التزامه يكـون قـد اهـدر
كرامته بنفسه فـال محل لـرعاتيـه وحمايته والمدين الـذى يمتنع عن الوفـاء وهـو قادر
عليها او الـذى يقـوم بتهـريب امـوالـه يسـتحق العقـاب فـى كتير مـن الصور.
أما فى الشريعة األسالمية فانه مـن المبادئ المقرره فى هـذه الشريعه تكريم االنسان
وتحـريم كل مـا يمس كرامته وادمـيته وقـــد جــاء فـى اآليــة الكريمــــــة.
ورد المشرع الجزائري موضوع اإلكراه البدني في الباب الثامن من الكتاب السادس في
تنفـيذ أحكام القضاء فـى المواد من 407إلـى 412من قانون اإلجـراءات المدنيـة
كطـريـق استثنائي محدود ،المشرع الجزائـرى مثـله مـثل التـشريعات المقارنـة اعـتبر
اإلكـراه البدنـى وسيلة تنفي ذ وليس عقوبة تماشيا مع المبادئ العامة المجسدة لفكـرة أن
العقـوبة ترتبط بمفهـوم الذنب الجزائى (الجريمة ) أكثر من الذنب المدنـى و المكره بدنيـا
يكـره فـى جسـمه بالحـبس إلرغامه على الوفاء وليس لعقـابه كونه لم يسدد ما علـيه.
هــــــو طريــق مـن طرق الـتنفـيذ يلجأ فــيها إلــى تهديـــد المحكوم عليه فى جسمه بتحقيق
حبـسه إرغاما لـه على الوفاء بما هـو ملزم به قضاءا بموجب أمر أو حكم أو قرار.
” أو هــــو وســــيلة ضغط إلجبار المحكوم علـيه علــى الوفـــاء بما فـــى ذمته” .
هـــناك بعــــض التشـــريعات جعلت مـــن طبيعة اإلكـــراه البدني مزدوجـة حسـب
السلطـــة التــــى أمرت به فإذا صدر عن جهة الحكم فهــو يعـــتبر جـــزاءا جنــائيا يتضمن
مــعـنى العقــوبـة ،وإذا أمـرت به سـلطة التنفـيذ أي النيابة العامة اعتبر وسيلة تنفيذ وليس
جزاء.
إال أن هذا الـــرأى يعاب عليـه فى أن اإلكـراه البدنــى مجرد وسـيلة للـــتنفيذ الغير مهما
اختلــــفت الجــهة التي أمرت به أو النص الذي نظـم أحكامه ،ورغـم أن تنفـيذه سيودع
الشخـص السـجن و يسـلبه حريتـه إال أنـه ال يعــد عقـوبـة و يخـتلـف عـن الحبـس الوارد
فـى المـواد الجزائيـة مـن حـيـث السبب والغاية ،فالحبس التنفيذي أو اإلكراه البدني سببه
االمتناع عـن الوفاء والغايـة منها إجبار المدين على الوفاء أما الحـبس الجزائـى فـسـببه
إخالل الجريمـة بالـنظام العـام واألمـن العــام للمجتمع.
واالكراه البدنى يكون بإيذاء المدين فـى جسمة كضـربة وحبـسة وتعـذيبــة ،إلجباره
علـى تنـفيذ االلـتزام وتقـر بعـض التشريعات هـذه الوسـيلة ،ولكـن فـى بعض التشريعـات
الحديثـة أصـبـح اإلكـراه البدنـى كقاعـدة عـامـة غـير مشـروع العتبـارات منها:
أن امـوال المدين هـى الـتى تضـمن ديونه ،فاقـتضاء الدين إنما يكـون مـن ماله ال مـن
جـسمه إلى جانب أن حبس المدين يعطل نـشاطة ،ولو ترك حرا قد يربح أمواال يوفى منها
ديونه.
والحبـس هنـا وسـيلة إلجبار المـدين علـى الـوفاء وليس تنفيذا جبريا للدين فالحبس ال
يبرئ ذمة المديـن مـن الدين بل يظـل لصاحـب الشـأن الحـق فـى التنفـيـذ بجميع الطـرق
االعــتياديـة.
من خالل ذلك يتضح ان نــظـــــام الغـــــــــرامة التهـديـديـة هـــى مـن ابتداع القضــــاء
الفرنســــى الــذى دأب على تطبيقها منذ الحكم الذى اصـدرته محكمة النقض الفرنسيــة
رغم االنتقــادات المـوجهه اليه انــذاك الفتقاره وقـتــها الى السنـــد التشريعى حتى جاء
القانـــــون الذى نظــم هذه الوسيــلة واعطـــاها السنــد القانونى.
حيث يرى المشرع أن التهديد يمثل عنصرا جوهريا يتحدد به الحكم الصادر بغرامة تهديدية
واذا كان هذا هو األثر جواهر الغرامة التهديدية فالبد ان يجئ الوقت الذى يعيد فيه القاضى
النظر الى مقدارها.
بالتالى يجب ان يكون هناك التزام على عاتق المدين من ناحية وان يكون تنفيذ هذا االلتزام
الزال ممكنا من ناحية اخرى الن وجود االلتزام هو ما تفرضه طبيعة الحكم بالغرامة
التهديدية.
فإذا لم يوجد التزام فال محل للتهديد المالى ومن ثم ال يجوز ان يحكم بغرامة تهديدية على
احد الخصوم فى دعوى الكراهه على الحضور امام المحكمة اذ ال يوجد التزام على الخصم
بوجوب الحضور الن قانون المرافعات قد رسم جزاء خاص لذلك بأن اباح للمحكمة ان
تحكم فى غيبة الخصم ان كان مدعى عليه او ان يشطب الدعوى ان كان هو المدعى كذلك
ال يجوز الحكم بالغرامة التهديدية اذا كان االلتزام بعد وجودة قد انتهى الى سبب من
اسباب االنقضاء ،وان وجود االلتزام بالمعنى المتقدم ال يكفى وحدة لتبرير الحكم بالغرامة
التهديدية بل يجب ان يكون تنفيذه عينا الزال ممكنا الن الغرض من التهديد المالى هو
الحصول على التنفيذ العينى ومن ثم اذا ما استحال التنفيذ زال مبرر الحكم فيه ،اذا ال تكليف
بما هو مستحيل وال اجبار اال على تأديه مقدور.
وانطالقا من ذلك ال مجال للحكم بالغرامة التهديدية اذا استحال التنفيذ العينى لاللتزام او
استحال تنفيذ الحكم الصادر به باعتباره فى هذه الحالــه امرا غـير مجـد النـه سيكون دافعا
الى ما ال يمكن فعله.
اذ ال يكفى ان يكون االلتزام قائما فى ذمة المدين بل يلزم ان يكون فى استطاعه القيام
بتنفيذه عينا ومن ثم اذا ما استحال على المدين الوفاء العينى لاللتزام ،فإنه ال مجال للحكم
بالغرامة التهديدية ويتعين على المحكمة رفض الحكم بها النعدام الفائدة منها الن الهدف
المقصود من الحكم بالغرامة التهديدية هو الحصول على الوفاء العينى لاللتزام اما وقد
استحال ويمكن تصور استحالة الوفاء العينى لاللتزام فى كل من االلتزام بعمل وااللتزام
باالمتناع عن عمل ،إذ يصبح الوفاء العينى لاللتزام مستحيال إذا كان واجب االداء فى
ميعاد معين ولكن المدين قد فوت هذا الميعاد فال جدوى من المطالبه بالتنفيذ العينى فى هذه
الحاله الرتباط هذا التنفيذ بعنصر الزمن كمغنى تخلف عن الغناء فى مناسبة معينة ،وكذا
الحال عند انعدام الوسائل المادية الالزمة لمباشرة العمل محل االلتزام كما هو فى االلتزام
بتقديم كشف حساب وهال ك المستندات التى يبنى عليها كشف الحساب وكذلك يصبح الوفاء
العينى فى االلتزام باالمتناع عن عمل مستحيال فى حالة إذا ما قام المدين بالعمل المخالف
ودون ان يترك اثرا ماديا يمكن ازالته كإفشاء الطبيب أو المحامى لسر مهنته ،فإنه ال
يتصور فى هذه الحاله تنفيذ االلتزام عينا.
أن يــكون التنفيــذ العينــي غير ممكنا ً إال إذا قام المــدين به بنفســه. •
اما االســــــتاذ عبد الرزاق الســـــنهورى فقد عـــرف الغــرامة التهديــديــة بانها.
إال انه ورغم تعدد التعريفات إال أنها تصب كلها في قالب واحد فهي وسيلة منحها المشرع
للقاضي للضغط على المدين لتنفيذ التزامه عينا.
وبناءا عليه فإن الغرامة التهديدية أو ما يطلق عليه بالتهديد المالي تتلخص وسيلته في أن
القضاء يلزم المدين بتنفيذ التزامه عينا في مدة معينة ،فإذا تأخر في التنفيذ كان ملزما بدفع
غرامة تهديدية عن هذا التأخر.
فالغرامــة التهــديــديــة يقــدرها القـــاض ى تقـــديرا تـحكميا ال يتقيـــد فـيـــه اال بمــراعاة
قـــدرة المــدين علـى المقــاومـــة او المماطلــه فـى التنفيــذ والقــدر الـذى يـرى انـه منتـج
فــى تحقـيــق غايتــها وهــى اخضــاع المــدين وحملــه على ان يقوم بـتنفيــذ التزامــه عينا
وعلى كل حال مهما كان المصطلح المستعمل سواء كان الغرامة التهديـديـة او التهديـد
المالـى فانه يختلف عن العقوبة رغم ان مجلس الدوله صرح ف احدى قرارته ان الغرامة
التهديدية التزام ينطق به القاضى كعقوبة وبالتالى فانه يبنغى ان يطبق عليه مبدأ قانونيه
الجرائم والعقوبات ويمكن التفرقه بينهم ” بمبدأ قانونيه الجرائم والعقوات وبالتالى يجب
سنها بقانون
ان العقوبه نهائيه ويجب تنفيذها كما نطق بيها اما الغرامة التهديدية فهى ذات طابع وقتى
وال تنفذ اال عندما تتحول الى تعويض نهائى وخالل هذا التحول قد تنقص قيمتها او تلغى
والذى ينفـذ فى الواقـع من االمر ليس الغرامة التهديدية الوقتيه بل هو التعويض النهائى.
واذا كان القاضى سياخد فى الحسبان عند تقـديم التعويض النهائـى عنصر العنت الظاهر
مـن المدين فيزيد فى مقداره اال انه ال يجب ان تفسر هذه الزياده على انها عقوبة بل يجب
ر دها الى فكره الخطأ وجسمته والتى تأثر فى تقدير القاضى لتعويض النهائى.
و مــــن حيث تقديــــر المبلغ المحكوم به فالتعـــويض يهـــدف الى تــغطية للخســــارة
الالحـــــقة والكــسب الفائت وهما من عناصــر الضـــرر الذي يجب التعــويض عنهم اما
بالنســـبة للغــرامــة ال تناســب بين مبلــغ الــغرامـــة والضــرر المتحقق من تــعنت
الـــمدين النه يصــدر عــــادة بــما يــفوق الضــرر وقـــد يحكم بــها بدون وجـود
ضـــــــرر ،ومـــن حيث الســـبب فعلى القاضــي تســبيب حكمـــه بالتعـــــويض وال
محــــل لتســــــبيب الحكم بالغــــــرامة التهـديـديـــة.
المطلب الثالث :خصائص الحكم بالغرامة التهديــديــة
تتقرر الغرامـة التهديــديـة بمقتضى حكـم قضائى وتمسك الدائن بالغرامة التهديدية ال يعتبر
طلبا جديدا ويجوز بالتالى ابداوه فى ايه حالة كانت عليها الدعوى ولو الول مرة امام
محكمة االستئناف.
ويتمتع قاضى الموضوع بسلطة تقديرية فى الحكم بالغرامة التهديدية فقد يحكم بها او
ال يحكم بها فإذا حكم بالغرامة التهديــديــة فإنه يخضع لرقابــة محكمة الـنقض من حيث
مـدى توافـر الشروط الالزمة للحكم بها باعتبار ذلك مسألة قانـــونية.
واذا طلب الدائن التنفيذ العينى اللتزام المدين فاللمحكمة أن تقضى بالغرامة التهديدية من
تلقاء نفسها باعتبار انها وسيلة الزمة لنفاذ حكمها بالتنفيذ العينى.
الحكم بالغرامة التهديدية ينبى على التهديد وليس على التعويض. •
الحكم بالغرامة التهديدية ليس تعويضا عن ضرر يصيب الدائن فال تقاس بالتالى بناء على
مقدار الضرر الذى يلحق به.
والمقصود بالغرامة التهديدية فى الواقع هو اكراه المدين بواسطة التهديد المالى على التنفيذ
العينى اللتزامة وتقدر قيمتها بالتالى وفقا للمركز المالى للمدين وبالقدر الذى تدفعه الى
التنفيذ فما يكفى لحث مدين فقير على التنفيذ قد ال يكون كافيا بالنسبة لمدين ثرى.
فيجوز للقاضى أن يزيد فى الغرامة كلما راى داعيا للزيادة ،إذا راى ان مقدار الغرامة
ليس كافيا الكراه المدين الممتنع عن التنفيذ.
فقد يسأل عن التأخير فى التنفيذ أو االمتناع عن التنفيذ ويراعـى القاضى فى تـقدير قـيمة
التعـويض مقــدار الضرر الذى لحق بالدائـن فضال عن مـدى الـعنت الذى بـدا من المدين
إزاء الحكم الصادر بالغرامة التهديدية.
الحكم بالغرامة التهديدية غير واجب التنفيذ نظرا الن الحكم بالغرامة التهديدية مؤقت ال
يتحدد به التزام المدين بصفة نهائية لذا فإنه حكم غير واجب التنفيذ حيث إن قيمة الغرامة ال
تمثل دينا محققا فى ذمة المدين.
اما الحكم الواجب التنفيذ فهو الذى يصدر نهائيا بإلزام المدين التعويض عن التأخير أو عدم
التنفيذ.
الخاتمة:
االصل فى تنفيذ االلتزامات هو التنفيذ العينى اى وفاء المدين بعين ما التزم به فالتنفيذ
العينى هو حق للدائن فال يستطيع المدين أن يعدل عنه أذا كان ممكنا وينفذ التزامه بطريق
التعويض كما أنه حق للمدين فليس للدائن ان يرفضالتنفيذ العينى ويطالب المدين بالتنفيذ
بمقابل التعويض اال انه وان كان التنفيذ العينى هو االصل فأن للدائن ان يلجأ الى التنفيذ
بم قابل كطريق احتياطى للتنفيذ وذلك فى الحاالت التى ال تتوفرفيها شروط التنفيذ العينى
فالمدين يلتزم بتنفيذ التزامة تنفيذاًعينيا أو اختياريا ً أو جبرا ً عند عدم وجود مانع أدبى أو
قانونى وال يخرج عن هذه التصرفات الواردة على عقار ,اذ ال تزال العقود بشانها فى
غالبيه رضائيه اال ان بعض القوانين العربيه التجيز ايضا أجبار بائع العقار على تنفيذ
التزامة عند أمتناعه عن نقل الملكية الى المشترى وتعد هذا النوع من العقود شكليا ال ينعقد
اال بعد تسجيله فى دوائر التسجيل وبهذا أحيط البائع بحصانه قانونية وقضائية ال مسوغ لها
قائمة المصادر و المراجع
دكتور/عبد الرزاق السنهورى “الوسيط فى شرح القانون المدنى الجديد ” نظرية الالتزام •
بوجه عام ,منشورات الحلبى الطبعه الثالثه لسنه 2005بيروت لبنان.
د كتور /عثمان محمد عبد القادر دكتوراه فى القانون الخاص من جامعة السربون بفرنسا •
مدرس قانون المرافعات كلية الحقوق جامعة اسيوط ” مبادئ التنفيذ الجبرى ” الجزء الاول
ا لمشرع الإجرائي الجزائري موضوع الإكراه البدني في الباب الثامن من الكتاب السادس •
في تنفيذ أحكام القضاء في المواد من 407إلى 412من قانون الإجراءات المدنية.
الأستاذ الدكتور /عبدالرازق السنهورى” الوسيط فى شرح القانون المدنى ” •