You are on page 1of 10

Droit foncier

‫القانون العقاري‬
Prof. NAGUEZ Najiba

2019/2020
‫تمهيد عام ‪ :‬‬
‫يوجد تعرفان للقانون العقاري‪ ,‬تعريف عام و شامل وأخر خاص و ضيق‪.‬‬
‫التعريف العام ‪ :‬‬
‫هو الذي يعتبر القانون العقاري مجموع القواعد القانونية المتعلقة بالعقارات‪ ‬‬
‫هذا التعريف الواسع يشمل العديد من المواد القانونية كقانون األموال و قانون االلتزامات و العقود التي تعنى بالعقارات كعقد البيع‪ ,‬عقد‬
‫الكراء و عقد الهبة‪.‬‬
‫كما يندرج في هذا القانون التأمينات العينينة الموظفة على عقارات كالرهن العقاري و حق حبس العقار و االمتياز الموظف على العقار‪ ‬‬
‫باالضافة الى قواعد المرافاعات المدنية و التجارية بل أكثر من ذلك يمتد القانون العقاري في مفهومه الواسع الى القانون العام في جانبه‬
‫االداري و الجبائي و العمراني‪.‬‬
‫‪  ‬ان شمولية هذا التعريف تجعله فاقدا للوضوح و الدقة و تجعل من هذه المادة مادة معقدة وهو ما يتجافى مع لغة القانون‪ ,‬ة على هذا‬
‫األساس يتجه اعتماد المفهوم الضيق‪.‬‬
‫التعريف الضيق ‪:‬‬
‫يعرف القانون العقاري بأنه مجموع القواعد القانونية المتعلقة بتسجيل العقارات و احداث دفاتر تمكن من اشهار المعامالت الواقعة عللى‬
‫تلك العقارات العالم الغير بها‪.‬‬
‫لذلك يطلق على القانون العقاري قانون السجل العقاري أو السجل العيني أو التسجيل و االشهار العقاري‪ ‬‬
‫و مما ال شك فيه أن‪  ‬المعامالت‪ B‬و العمليات العقارية و التغيرات التي تطرأ على العقار تؤثر حتما على حقوق األفراد من ناحية و على‬
‫حقوق الغير من ناحية أخرى‪.‬‬
‫و بناء على ذلك فان األخير أي الغير من ناحية أخرى يشكل طرف محوريا في القانون العقاري‪ ,‬ذلك أن الغير يوجد في كل معاملة‪B‬‬
‫قانونية‪ ,‬و على هذا األساس وجب البحث في طريقة لحماية مصالحه فكان االشهار الوسيلة القانونية األنسب لتحقيق هذه الغاية ( حماية‬
‫الغير)‪ ‬‬
‫باعتباره وسيلة اعالمية و احتجاجية يرتكز عليها قانون التسجيل العقاري‪ ‬‬
‫فقرة أولي‪ :‬التطور التاريخي لنظام التسجيل العقاري ‪ :‬‬
‫لقد تعددت المحاوالت عبر التاريخ لتكوين نظام عيني متناسق بواسطة تحجير األرض و مسحها اذ عرفت بعض التجارب فكرة تحديد‬
‫األرض و توثيق المعامالت المتعلقة بها و اشهارها لكنها في الواقع كانت مجرد عناصر أولية لم تتمكن من االرتقاء الى حد صياغة ما‬
‫يسمي بنظام السجل العيني‪.‬‬
‫لم ينشأ نظام السجل و االشهار العيني ثوبه الحديث اال مع بداية القرن ‪ 19‬على يد روبار ريشارد تورانس الذي كان نائبا في البرلمان‬
‫األسترالي و قد مكنه عمله كمراقب في مصلحة الجمارك من االطالع عللى النظام المحك الذي تخضع له السفن بفضل االجراءات المتبعة‬
‫في تسجيل السفينة ة اشهارها التي تمكن من التعرف على مالكيها‪ .‬‬
‫قام سنة ‪ 1858‬باعداد مشروع متكامل للتسجيل و االشهار و اعتمدت مبادءه جميع المستعمرات االنجليزية بأستراليا التى كانت تحتكم‬
‫للنظام االنجليزي المعروف ‪ little registration of Ritter‬و في العام ‪ 1861‬تم تنقيحه بقانون ‪ Real property Act‬و عرف‬
‫هذا القانون بنظام السجالت العينية‪.‬‬
‫و قد تأثرت بريطانبا بالتجربة األسترالية و امتد تأثير هذه التجربة الى البلدان التىتعد ثقافيا تابعة البريطانيا ثم اللى القارة األوروبية كما‬
‫أمتد تأثير هذه التجربة الى بعض المقاطعات‪ B‬من القارة األمريكية‪ .‬‬
‫و على هذا األساس يمكن القول أن أصل نظام السجل العيني يرتبط تاريخيا بالتجربة األسترالية و األلمانية‪ .‬‬
‫وقد أدخلت فرنسا نظام التسجيل و االشهار العقاري بتونس و هو نظام مختلط اذ كان التسجيل مأخوذ من نظام السجل األسترالي في حين‬
‫تم أخذ نظام االشهار العقاري من التجربة األلمانية‪ .‬‬
‫و بذلك مثلت أستراليا و ألمانيا و سويسرا و تونس نظام السجل العيني أما بقية الدول فقد مثلت مدرسة النظام الشخصي و على هذا‬
‫األساس ارتكزت نظم السجالت العقارية على التفرقة بين النظام العيني و النظام الشخصي‪ .‬‬
‫النظام الشخصي‪ :‬‬ ‫‪.1‬‬
‫هو األقدم تاريخيا و تقوم فكرة االشهار فيه على الدفاتر الشخصية العتمادهت على أسماء‪ B‬األشخاص المالكين للعقار و الذي تصدر عنهم‬
‫تصرفات تتعلق بذات العقار فترتب أسماءهم ترتيبا هيجائيا دون اعتبار العقار كمصدر لتلك الدفاتر‪ ‬‬
‫لذلك عرف بالنظام الشخصي الذي اعتمدته بالخصوص ايطاليا و بلجيكيا و فرنسا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫و ان كان للنظام الشخصي مزية تتمثل باألساس في بساطته اال أن عيوبه تخفى تلك المزية و من أهم هذه العيوب أن ترسيم الحق ال يتمتع‬
‫بقوة ثبوتية و ال بحجية مطلقة بل هو مجرد اجراء هدفه االعالن بالحق دون أن يكون له تأثيرا على ذلك الحق‪.‬‬
‫باالضافة الى ذلك الحق فان اعتماد النظام الشخصي ال يمكن من ظبط و تحديد دقيق وواضح للعقار و ال بمستحقيهم اذ يمكن أن يرد‬
‫التصرف علال العقار من غير مالكه الحقيقي‪.‬‬
‫النظام العيني ‪ :‬‬ ‫‪.2‬‬
‫و هو نظام يرتكز على العقار العيني الذي يستمد منه هذا النظام تسميته‪ .‬‬
‫يعتمد النظام العيني على العقار موحدة للتسجيل و االشهار فالعقار هو محور التسجيل و موضوع كل المعامالت‪ B‬الواردة عليه و يتمتع كل‬
‫عقار مسجل بصحيفة خاصة به تسمى الدفتر العقاري الذي تقيد به كل الحقوق و التعمالت‪ B‬و مختلف العمليات القانونية الواقعة عليه و‬
‫تتمتع كل هذه التقيدات بما يسمر بالقوة الثبوتية المطلقة‪ ‬‬
‫فقرة ثانية ‪ :‬تطور نظام السجل العقاري التونسي‪ ‬‬
‫لظبط هذا التطور في التشريع التونسي لنظام السجل العقاري يتجه التفرقة بين فترتين ‪ :‬‬
‫نظام الحماية ‪ :‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪    ‬يعود أول ظهور لنظام السجل العقاري في تونس الى المجلة العقارية الصادرة في غرة جويلية ‪ 1885‬بسعي من سلطات الحماية‬
‫الفرنسية آن ذاك بهدف تحقيق غايات استعمارية تمثلت في السيطرة عللى أخصب االراضي في تونس باعتبار أن احتالل فرنسا لتونس لم‬
‫يكن مجرد عمل سياسي عظيم بل هو صفحة تجارية حسنة كما عبر عن ذلك صراحة سنة ‪ 1882‬المقيم العام الفرنسي‪.‬‬
‫لذلك سعت فرنسا الى البحث عن الحلول و الطرق المناسبة لتحقيق أهدافها المعلن عنها صراحة فاتجهت‪ B‬الى سحب القضايا االستحقاقية‬
‫من أنظار المحاكم الشرعية و اخضاعها الى اختصاص المحاكم الفرنسية‪ .‬‬
‫ثم تم أنشاء لجنة تشريعية لمراجعة نظام العقارات في تونس فصدر عن الباي األمر العلي المؤرخ في غرة جويلية ‪ 1885‬القاضي‬
‫باصدار المجلة العقارية و التي دخات‪ B‬حيز التنفيذ في ‪ 15‬جويلية ‪ .1886‬‬
‫بذلك تم تجنيس العقار المسجل ة تحققت أهداف سلطات الحماية بتمكين المعمرين من السيطرة القانونية عللى أخصب األراضي التونسية و‬
‫سحبها من أنظار المحاكم‪ B‬الشرعية و اخضاعها الى أنظار المحاكم‪ B‬الفرنسية و قد تم تنقيح المجلة العقرية في ‪ 16‬ماي ‪ 1886‬بموجبه‬
‫ألغي المنشئ للترسيم‪.‬‬
‫استقر الوضع على التفرقة بين العقارات المسجلة التي كانت حكرا على المعمرين و العقارات غير المسجلة للمواطنين فصرت عدة‬
‫نصوص تنظم هذا الصنف األخير أهمها أمر ‪ 13‬جانفي ‪ 1935‬المتعلق بنظام الملكية العقارية غير المسجلة و أمر ‪ 10‬جويلية ‪ 1947‬ثم‬
‫أمر ‪ 30‬أوت ‪ 1951‬المتعلقين بالسجل الحوجي الموجود بكل ‪  ‬و هو نوع من المسح االداري يشرف عليه رئيس كتاب المحكمة‪ B‬القارية و‬
‫قباض التسجيل‪ .‬‬
‫عهد ما بعد االستقالل‪ ‬‬ ‫‪.2‬‬
‫تميو هذا العهد من انتهاج سياسة‪ B‬تشريعية تهدف الى االبقاء على نظام تسجيل و االشهار بما يحققه من استقرار في الملكية و العمليات‬
‫المتعلقة بالعقارات‪ .‬‬
‫كما سعى المشرع الى ادخال التسجيل العقاري من خالل اعتماد نظام المسح االجباري و اقرار نظام السجل العيني كما تم الغاء المحاكم‬
‫الفرنسية التى كانت تنظر في المسائل االستحقاقية‪ B‬و تعويضها بالمحكمة العقارية سنة ‪ 1957‬الى جانب ذلك توجه المشرع نحو ادخال‬
‫اصالحالت تشريعية تمت على مرحلتين ‪ :‬‬
‫األولي ‪ :‬بمقتضى مرسوم ‪ 20‬فيفري ‪ 1964‬الذي بعث قانون المسح العقاري االجباري و المجاني و الذي ساهم في خلق ما يسمي‬
‫بالتسجيل االختياري‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬بمقتضي مرسوم ‪ 21‬فيفري ‪ 1964‬الذي صدر لتنقيح المجلة العقارية ثم قانون ‪ 12‬ماي ‪( 1964‬قانون التأميم) المنظم لملكية‬
‫األراضي الفالحيى بتونس و الذي منع األجانب من التملك بتلك األراضي و بتاريخ ‪ 12‬فيفري ‪ 1965‬صدرت مجلة الحقوق العينية لذلك‬
‫تم انهاء العمل بالمجلة العقارية‪ .‬‬
‫و في الفترة األخيرة و تدعيما لنظام السجل العيني تم تركيز االدارات الجهوية للملكية العقارية‪ .‬‬
‫فقرة ثالثة‪ :‬أهمية قانون التسجيل العقاري‪ /‬العيني‬

‫يرتبط قانون السجل العقاري بصفة مباشرة و وثيقة بقانون األموال بل يتمتع بمكانة هامة فيه إذ يتعلق قانون السجل العيني بالحقوق‬
‫العينية األصلية (حق الملكية) و الحقوق العينية التابعية فينظم إشهارها بمقتضى قواعد مضبوطة تمثل جزء هاما من النظام القانوني لتلك‬
‫‪.‬الحقوق‬

‫‪2‬‬
‫و لقد جسم قانون التسجيل العقاري التفرقة الجوهرية بين العقارات المسجلة و العقارات غير المسجلة التي تشكل ميزة أساسية لقانون‬
‫‪.‬األموال التونسي عموما و القانون العقاري خصوصا‬
‫و من مظاهر هذه التفرقة تخصيص المشرع الكتاب الثاني من م‪.‬ح‪.‬ع للعقارات المسجلة و إجراءات التسجيل‪ ,‬تضمن أكثر من ‪100‬‬
‫‪.‬فصل ( الفصول من ‪ 303‬إلى ‪)405‬‬
‫حاول المشرع من خالل مجموعة هذه األحكام ضبط نظام قانوني واضح و دقيق على خالف العقارات غير المسجلة التي تميزت بالتشتت‬
‫و يرتبط قانون السجل العقاري أيضا بعدة فروع من القانون الخاص خاصة منها قانون التأمينات العينية و بصفة أخص فيما يتعلق بإحكام‬
‫إشهار الرهن العقاري كما تتأكد أهمية قانون السجل العقاري على المستوى التطبيقي من خالل منح البنوكو المؤسسات عموما قروض إذا‬
‫‪.‬وجدت عقارات مسجلة توظف عليها رهونا عقارية‬
‫‪:‬و تتدعم مكانة قانون السجل العقاري من خالل األهداف التي يرمي إلى تحقيقها و التي رغم تعددها يمكن تلخيصها قي هدفين‬
‫‪.‬األول‪ :‬تحقيق إستقرار المعامالت الواردة على العقارات المسجلة‬
‫الثاني‪ :‬تفعيل و تنشيط التنمية اإلقتصادية ذلك أن التسجيل العقاري يرتب تطهير العقار من كل التوثيقات بما يجعله قابال بأن يكون أداة‬
‫فعالة للتنمية بمساهمته في تنشيط القروض و إضافة مداخيل هامة لفائدة الخزينة العامة بإعتبار العالقة بين أحكام التسجيل العقاري‬
‫‪ .‬بالتسجيل الجبائي‬

‫فقرة رابعة ‪ :‬مصادر القانون العقاري‬


‫تنتمي مصادر قانون السجل العقاري إلي صنف المصادر الشكلية بإعتبار القانون التونسي قانون مكتوب يكون فيه التشريع المصدر‬
‫األصلي ألحكامه و تحتل م‪.‬ح‪.‬ع الصدارة ضمن مصادر قانون السجل العقاري قهي الصدر الرئيسي إلى جانب نصوص أخرى وردت في‬
‫‪.‬مجالت قانونية أخري أو في قوانين خاصة شكلت مصادر تكميلية في قانون السجل العقاري‬
‫المصدر الرئيسي ‪ :‬مجلة الحقوق العينية‬
‫صدرت مجلة الحقوق العينية بتاريخ ‪ 12‬فيفري ‪ 1965‬خصصت كتابا كامال للتسجيل و اإلشهار العقاري هو الكتاب الثاني منها الوارد‬
‫‪ :‬تحت عنوان "العقارات المسجلة و إجراءات التسجيل" تضمن هذا الكتاب ‪ 5‬عناوين‬

‫العنوان األول ‪ :‬تعلق بأحكام عامة (ف‪ 303‬إلى ‪)318‬‬ ‫‪‬‬


‫العنوان الثاني ‪ :‬جاء في "إجراءات التسجيل" (ف‪ 319‬إلى ‪ /357‬على ‪ 6‬أبواب ) ‪ :‬إنطلقت من مطلب التسجيل موضوع‬ ‫‪‬‬
‫الباب األول‪  ‬و أختتمت بتعقيب إحكام التسجيل العقاري موضوع الباب السادس و األخير من هذا العنوان‪.‬‬
‫العنوان الثالث ‪ :‬خصص لرسم الملكية (ف‪ 358‬إلى ‪)372‬‬ ‫‪‬‬
‫العنوان الرابع ‪ :‬تعلق بترسيم الحقوق العينية (ف‪ 373‬إلى ‪)404‬‬ ‫‪‬‬
‫العنوان الخامس ‪ :‬إحتوى على فصل وحيد هو الفصل ‪ 405‬الوارد تحت عنوان "أحكام جزائية"‬ ‫‪‬‬
‫و ما تجدر اإلشارة ‘ليه هو أن أحاكم التسجيل العقاري عرفت عدة تنقيحات إنطلقت منذ سنة ‪ 1992‬في نطاق السياسة التشريعية المعتمدة‬
‫‪ :‬في اإلصالح العقاري و يمكن أن نذكر في هذا السياق أهم هذه التنقيحات‬
‫القانون عدد ‪ 66‬الصادر في ‪ 4‬ماي ‪ 1992‬المتعلق بالمفعول المنشئ للترسيم‬ ‫‪o‬‬
‫القانون عدد ‪ 10‬المؤرخ في ‪ 23‬جانفي ‪ 1995‬المتعلق بمراجعة الحكم العقاري‬ ‫‪o‬‬
‫القانون عدد ‪ 68‬المؤرخ في ‪ 27‬أكتةبر ‪ 1997‬المتعلق بالطعن في قرارات إداراة الملكية العقارية‬ ‫‪o‬‬
‫القانون عدد ‪ 35‬الصادر في ‪ 17‬أفريل ‪ 2001‬المتعلق بالرسم العقاري‬ ‫‪o‬‬
‫القانون عدد ‪ 67‬صدر بتاريخ ‪ 3‬نوفمبر ‪ 8..2‬المتعلق بتنقيح أحكام مطلب الترسيم و مرجع نظر المحكمة‪ B‬العقارية و‬ ‫‪o‬‬
‫خاصة تكريس التعقيب في أحكام التسجيل العقاري‪.‬‬
‫القانون عدد‪ 34‬المؤرخ في ‪ 29‬جوان ‪ 2010‬و الذي بمقتضاه تم تنقيح الفصلين ‪ 381‬و ‪384‬‬ ‫‪o‬‬
‫المصادر التكميلية ‪ :‬النصوص األخرى‬
‫من أهمها األمر المؤرخ في ‪ 19‬فيفري ‪ 1957‬المتعلق بإحدث المحكمة‪ B‬العقارية ثم المرسوم عدد ‪ 3‬الصادر في ‪ 20‬فيفري ‪1964‬‬
‫‪ .‬المتعلق بالمسح اإلجباري‬

‫‪3‬‬
‫باإلضافة إلي بعض القوانين الخاصة الصادرة في نطاق سياسة اإلصالح التشريعي للنظام العام من أهمها القانون عدد ‪ 91‬الصادر في‬
‫‪ 31‬أكتوبر ‪ 1930‬المتعلق بتطبيق المفعول المنشئ للترسيم و القانون عدد ‪ 34‬المؤرخ في ‪ 10‬فيفري ‪ 2001‬المتعلق بتحيين الرسوم‬
‫‪.‬العقارية‬
‫و يظاف إلي قائمة هذه القوانين الخاصة بعض النصوص المتفرقة في بعض المجالت القانونية يمكن أن نذكر على سبيل المثال أحكام‬
‫الرهن العقاري‪ ,‬حقوق اإلرتفاق في م‪.‬ح‪.‬ع و كذلك في م‪.‬م‪.‬ت على سبيل المثال القسم الثاني المعنون "في األحكام الخاصة بالعقارات‬
‫‪ .‬المسجلة " الوارد ضمن الباب الثالث "في العقل التحفظية" خاصة منها الفصل ‪ 327‬إلى ‪329‬‬
‫و هذا باإلضافة إلى م‪.‬ا‪.‬ع خاصة منها الفصل ‪ 581‬إلي جانب مجلة التهيئة الترابية و التعمير و م‪.‬أ‪.‬ش و مجلة الجماعات المحلية خاصة‬
‫‪.‬منها أحكام الهبة‬
‫و تنضاف إللى كل هذه األحكام بعض القوانين الخاصة من أهمها قانون البعث العقاري الصادر في ‪ 1991‬على أنه تجدر اإلشارة إلى أن‬
‫مصادر قانون السجل العقاري هيا باألساس مصادر شكلية لكن توجد أيضا مصادر تفسيرية يلتجئ إليها القاضي كلما أحوجت الضرورة و‬
‫تتمثل هذه المصادر في فقه القضاء من ناحية و في الفقه من ناحية أخرى‬
‫و في خصوص فقه القضاء فهو يتميز بإزدواجية هيئة فهو يصدر من جهة من محكمة‪ B‬التعقيب بإعتبارها علر رأس القضاء العدلي‬
‫‪.‬العام و من جهة أخرى المحكمة العقارية‬
‫‪.‬أما في خصوص الفقه فالمقصود به الفقه التونسي بما يحتويه من بحوث و دراسات متنوعة تعلقت بمادة قانون السجل العقاري‬
‫‪.‬من كل ما سبق يتضح أن قانون التسجيل العقاري و قانون األشهار العقاري هما المكونان لما يسمى القانون العقاري‬

‫‪4‬‬
‫الجزاء األول ‪:‬‬
‫قانون التسجيل‬
‫العقاري‬
‫التسجيل هو عملية قانونية ترمى إلى إدخال العقار في نظام السجل العيني و إخضاعه إلى نظام اإلشهار العقاري بواسطة حكم تسجيل‬
‫يصدر عن المحكمة‪ B‬العقارية العقار من وضعيته السابقة و ينشئ له رسما خاصا ً في السجل العيني يكون المرجع الوحيد في ضبط حالته‬
‫‪.‬القانونية العادية‬
‫يتم التسجيل بطريقتين‪ :‬طريقة إجبارية تسمى التسجيل اإلجباري‪ /‬و طريقة إختيارية ‪ :‬التسجيل اإلختياري‬
‫لكل من هذين الطريقتين ميزات و إجراءات خاصة يتجه التعرض لها بعد النظر في الخصائص المشتركة بينها‬
‫‪ :‬يتجه تأسيس الجزء األول إلى ‪ 3‬فصول‬
‫الخصائص المشتركة‬ ‫‪)1‬‬
‫التسجيل اإلختياري‬ ‫‪)2‬‬
‫التسجيل اإلجباري‬ ‫‪)3‬‬

‫‪ .I‬الخصائص المشتركة بين التسجيل اإلجباري و التسجيل اإلختياري ‪:‬‬


‫يتميز التسجيل العقاري بالخصائص التالية ‪:‬‬
‫الصبغة الخاصة للملكية القابلة للتسجيل‬ ‫‪.1‬‬
‫الصبغة القضائية للتسجيل العقاري‬ ‫‪.2‬‬
‫الصبغة الكاشفة‪ B‬للتسجيل العقاري‬ ‫‪.3‬‬

‫‪ – 1‬الصبغة الخاصة للملكية القابلة للتسجيل ‪:‬‬


‫و يعني ذلك إقصاء الملك العمومي من التسجيل العقاري‪ ،‬و هو ما تضمنه طراحة منص‪B‬وق الفص‪B‬ل ‪ 356‬م‪.‬ح‪.‬ع ال‪B‬ذي لم يش‪B‬مله أي تنقيح‬
‫منذ صدوره‪ .‬جاء فيه ما يلي ‪ ":‬أجزاء الملك العام المشمولة في عقار مسجل ال يتسلط عليه‪BB‬ا التس‪BB‬جيل و الحق‪BB‬وق المتعلق‪BB‬ة به‪BB‬ا تبقى رغم‪BB‬ا‬
‫عن كل ترسيم‪ ".‬و يفهم من هذا النص أن المشرع إستثني من نظام التسجيل العقاري "الملك العمومي" و لكن يس‪BB‬تثني من المل‪BB‬ك العم‪BB‬ومي‬
‫غير القابل للتسجبل الملك الغابي أي ملك الدولة للغابات الذي يقبل التسجيل رغم أنه ملك عمومي و هو تنصيص صريح ورد بالفصل ‪16‬‬
‫من مجلة الغابات‪.‬‬
‫و يضاف إلى الملك العمومي غير القابل للتسجيل األراض‪BB‬ي اإلش‪BB‬تراكية ال‪BB‬تي تخ‪BB‬رج عن نظ‪BB‬ام التس‪BB‬جيل العق‪BB‬اري تطبيق‪BB‬ا للفص‪BB‬ل ‪ 11‬من‬
‫القانون عدد ‪ 28‬الصادر في ‪ 4‬جوان ‪ 1964‬النتعلق بالنظام األساسي لألراضي االشتراكية‬
‫على خالف الملك العمومي المستثني من نظام التسجيل العقاري فإن الملك الخاص للدولة يقبل التسجيل تطبيق‪BB‬ا ألم‪BB‬ر ‪ 18‬ج‪BB‬ولن ‪ 1918‬و‬
‫كذلك تطبيقا للقانون عدد ‪ 23‬المؤرخ في ‪ 13‬فيفري ‪ 1995‬المتعلق بالعقارات الدولية الفالحية‪.‬‬
‫على هذا األساس يصح القول أن التسجيل العقاري ال يهم إال الملكية العقارية الخاصة الفردية التي تقرها مجل‪BB‬ة الحق‪BB‬وق العيني‪BB‬ة و الق‪BB‬وانين‬
‫الخاصة من ناحية و الملكية الخاصة للدولة من ناحية أخرى‪،‬‬
‫الملكية الخاصة لألفراد و الدولة‬ ‫معني ذلك أن ميدان التسجيل العقاري‬

‫‪ -2‬الصبغة القضائية للتسجيل العقاري ‪:‬‬


‫يتميز التسجيل العقاري بطابعه القضائي إذ تختص المحكمة العقارية بالحكم بتسجيل العقارات و يساعدها في ذلك هيكالن مختصان بالنظر‬
‫في الجوانب اإلدارية و الفنية لعملية التسجيل وهوما ‪ :‬إدارة قيس األراضي بالنسبة للجواني الفنية و إدارة الملكية العقارية بالنسبة للجوانب‬
‫اإلدارية ‪.‬‬

‫المحكمة العقارية ‪:‬‬ ‫‪.A‬‬


‫تم إحداث المحكمة‪ B‬العقارية ألول مرة بمقتضي الفصل ‪ 21‬من القانونالعقاري الصادر في ‪ 1‬جويلية ‪ 1885‬و كانت تسمي بالمجلس‬
‫المختلط الذي كان يتكون من قضاة فرنسيين و تونسيين و في تاريخ ‪ 19‬فيفري ‪ 1957‬تمت تونسة هذا المجلس المجلس الذي أصبح‬

‫‪5‬‬
‫يسمى منذ ذلك التاريخ "المحكمة العقارية للبالد التونسية" و تتركب من قضاة تونسيين يقع إنتدابهم من بين قضاة ‪ ..‬العام و لهامركز‬
‫أصلي يتونس العاصمة و لها فروع في الجهات بمقتضي الفصل ‪ 310‬م‪.‬ح‪.‬ع مع اإلشارة إلى أنه تم حذف عبارة للبالد التونسية و إقتصر‬
‫المشرع على عبارة الحكمة‪ B‬العقارية منذ صدور مجلة الحقوق العينية و تتركب المحكمة من ‪ 3‬أعضاء عمال بالفصل ‪ 311‬م‪.‬ح‪.‬ع بعد‬
‫تنقيحه بالقانون عدد ‪ 10‬الصادر في ‪ 23‬جانفي ‪ 1995‬و تنظر المحكمة‪ B‬العقارية بصفة أصلية و جوهرية في مطالب التسجيل العقاري‬
‫تطبيقا َ للفصل ‪ 310‬م‪.‬ح‪.‬ع و هو ما يعني أن المحكمة العقارية تتولى التسجيل اإلختياري كما تتولي أيضا التسجيل اإلجباري الذي يتم عن‬
‫‪.‬طريق لجان مسح يترأسها قضاة من المحكمة‪ B‬العقارية‬

‫ديوان قيس األراضي و رسم الخرائط ‪:‬‬ ‫‪.B‬‬


‫تأسس ألول مرة في تونس في ‪ 21‬أفريل ‪ 1886‬و كان يسمي أنذاك " إدارة رسم األمثلة األرضية" ثم أصبح فيما بعد "مصلحة قيس‬
‫األراضي" و منذ سنة ‪ 1974‬و بمقتضي القانون عدد ‪ 100‬الصادر في ‪ 25‬ديسمبر أصبح يسمي "ديوان قيس األراضي و رسم الخرائط‬
‫‪ " O.T.C‬و هي مؤسسة عمومية ذات صبغة صناعية‪ /‬تجارية تخضع لوزارة الدفاغ الوطني ألن الخرائط ترسم بناءا على أمثلة عامة‬
‫للتراب التونسي موجودة لدي أركان الجيش الوطني‪ .‬يلعب الديوان دورا هاما َ في عملية التسجيل العقاري إذ يقوم باألعمال الفنية األولية‬
‫من تحديد و تحجيم و تعيين مهندس محلف ليباشر عملية تحديد العقار و ذلك تطبيقا للفصل ‪ 323‬م‪.‬ح‪.‬ع المنقح سنة ‪ ": 1995‬يتولى‬
‫ديوان قيس األراضي و رسم الخرائط تعيين مهندس محلف ليباشر تحديد العقار تحديدا و قتيا بمحضر طالب التسجيل‪"...‬‬

‫إدارة الملكية العقارية ‪:‬‬ ‫‪.C‬‬


‫تم إحداث إدارة الملكية العقارية بمقتضي أمر ‪ 14‬جوان ‪ 1886‬و كانت تسمى أنذاك "محافظة الملكية العقارية" أو محافظة "دفتر خانة"‬
‫و كانت تحت إشراف وزارة المالية ثم وزارة العدل بعد اإلستقالل و أخيرا أصبحت تحت إشراف وزارة أمالك الدولة و الشؤون العقارية‪.‬‬
‫و تمسك إدارة الملكية العقارية السجل العيني المتكون من مجموع الرسوم العقارية المكلفة بإقامتها‪ B‬تنفيذا ألحكام التسجيل الصادرة عن‬
‫المحكمة العارية و قد حدد المشرع مصالح إدارة الملكية العقارية بمقتضي الفصل ‪ 316‬م‪.‬ح‪.‬ع المنقح على التوالي بمقتضي القاموم‬
‫الصادر في ماي ‪ 1992‬ثم القانون الصادر في أفريل ‪: 2001‬‬
‫"إلدارة الملكية العقارية إدارة مركزية بتونس العاصمة وإدارات جهوية وهي مكلفة ‪:‬‬
‫أوال بإقامة الرسوم العقارية تنفيذا لألحكام الصادرة بالتسجيل‪.‬‬
‫ثانيا بحفظ الوثائق المتعلقة بالعقارات المسجلة‪.‬‬
‫ثالثا بترسيم الحقوق والتحمالت المتعلقة بالعقارات المذكورة‬
‫وهي عالوة على ذلك تسهر على التنصيص بالرسوم على كل تعديل يطرأ عليها‪.‬‬
‫رابعا بتسليم سندات الملكية والشهادات والوثائق األخرى‪.‬‬
‫خامسا‪ B‬بتحرير الصكوك المتعلقة بالعقارات المسجلة حسب الفصل ‪ 377‬مكرر من هذه المجلة‪".....‬‬

‫‪ -3‬الصبغة الكاشفة للتسجيل العقاري ‪:‬‬


‫التسجيل العقاري ال ينشئ حقوقا َ جديدة بل يقر و يكشف الحقوق الموجودة في تاريخ التسجيل دون إنشاء حقوق جديدة لذلك يتميز التسجيل‬
‫العقاري بالصبغة الكاشفة إذ بمقتضاه يقع الكشف عن الحالة القانونية و المادية للعقار و الكشف عن الحالة القانونية للعقار موضوع‬
‫التسجيل يقع من خالل تسجيل الملكية بإسم صاحبها ’’’ الوثائق التي أدلي بها هذا األخير أمام المحكمة كذلك ترسيم الحقوق الموثقة على‬
‫العقار (رهن‪ -‬إمتياز) و ترسيم التحمالت الموظفة عليه (حقوق إرتفاق مثال) و هو ما يعني أن المحكمة‪ B‬العقارية مكلفة بالكشف عن‬
‫الوضعية القانونية للعقار بترسيم كل الحقوق و التحمالت‪ B‬الموجودة زمن التسجيل دوم أن تنشأ حقوقا جديدة‬
‫على هذا األساس ال يمكن إعتبار المحكمة العقارية محكمة‪ B‬إستحقاقية إذا ال تصدر حكما بإستحقاق الملكية بل تصرح بملكية المستحق لها‬
‫(الكشف عن مالك العقار و التحمالت الواردة عليه)‬
‫أما الكشف عن الحالة المادية للعقار موضوع التسجيل يقصد به تحديدالعقار مساحة‪ B‬و حدودا و موقعا و إعداد أمثلة هندسية في هذا‬
‫الغرض تتضمن كل تلك المعطيات و غيرها و يجب االشارة إلى أنه قبل قانون نوفمبر ‪ 2008‬كان حكم التسجيل حكما باتا (الصادر عن‬
‫المحكمة العقارية) إذ كان اليقبل الطعن بأية و سيلة ما عدى النراجعة لكن تم التخلي عن هذه الصبغة بعد تنقيح الفصل ‪ 332‬م‪.‬ح‪.‬ع سنة‬
‫‪ 2008‬الذي يجعل من حكم التسجيل حكما نهائيا قابال للطعن بالتعقيب و بذلك تراجع المشارع عن الصبغة الباتة لحكم التسجيل كما تراجع‬
‫عن تقنية مراجعة حكم التسجيل‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫يقابل كل هذه الخصائص المشتركة لحكم التسجيل خصائص خاصة تميز التسجيل االختياري و التسجيل اإلجباري عن بعضهما‪B‬‬
‫البعض لينفرد كل منهما بأحكامه و نظامه الخاص‪.‬‬
‫التسجيل اإلختياري ‪:‬‬ ‫‪.II‬‬
‫جاء بالفصل ‪ 317‬م‪.‬ح‪.‬ع "التسجيل إختباري " مما يجعل هذه الطريقة هي األصل في التسجيل و التسجيل اإلختياري إذن ليس واجبا بل‬
‫هو حق يمارسه المعني باألمر و هو صاحب الحق العيني العقاري بطلب يوجه إللى المحكمة‪ B‬العقارية بإعتبارها المختصة بالنظر في‬
‫مطالب تسجيل العقارات و تصدر حكم بالتسجيل فيصبح العقار حينئذ مسجال يخضع إلى نظام اإلشهار العقاري و تبعا لذلك يصح القول‬
‫‪.‬إذن أن التسجيل اإلختياري يخضع وجوبا إلى إجراءات محددة و يرتب أثارا معينة‬

‫إجراءات التسجيل اإلختياري ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬


‫يخضع التسجيل اإلختياري إلى إجراءات مضبوطة تنطلق من مطلب التسجيل (‪ )1.1‬و تنتهي بصدور حكم التسجيل (‪)1.2‬‬

‫‪ – 1.1‬مطلب التسجيل ‪:‬‬


‫يمر مطلب التسجيل بمرحلتين تتعلق األولى بتقديم مطلب التسجيل و تتمثل الثانية في البحث و التحقيق‬
‫تقديم مطلب التسجيل ‪:‬‬ ‫‪.A‬‬
‫لقد كرس الفصل ‪ 317‬م‪.‬ح‪.‬ع قاعدة مفادها أن التسجيل إختياري و هو ما يفيد إرتباط التسجيل برغبة مالك العقار و جاء بالفصل ‪318‬‬
‫م‪.‬ح‪.‬ع أنه ‪ ":‬يمكن أن يطلب التسجيل كل صاحب حق عيني عقاري"‬
‫فإن كان مالك العقار هو صاحب الحق العيني األصلي الذي يمكنه القانون من طلب تسجيل عقار إذا رغب فإن المشرع قد وسع في قائمة‪B‬‬
‫طالبي التسجيل ليجعله حقا لكل صاحب حق عيني عقاري ألن تسجيل العقار يشكل دعامة هامة و أساسية لحماية حقوق أصحاب الحقوق‬
‫العينية المسلطة على ذلك العقار موضوع مطلب التسجيل مثال ذلك من حق الدائن المرتهن لعقار أن يطلب من المحكمة‪ B‬العقارية أي أن‬
‫يتقدم بمطلب في تسجيل العقار المرهون بإسم المدين الراهن المالك لذلك العقار حتي يتمكن من الحصول على إذن بترسيم حق الرهن إذا‬
‫ما أصدرت المحكمة العقارية حكمها‪ B‬بتسجيل العقار‪.‬‬
‫و يعتبر مطلب التسجيل في واقع األمر حدا للصبغة االختيارية للتسجيل العقاري االختياري بجوازه لفائدة أصحاب الحقوق العينية العقارية‬
‫و يعني ذلك أن تمكين هؤالء من هذا الحق فيه قيد لحرية المالك الذي ال يمكنه أن يمنع التسجيل بناءا على طلب أحد أصحاب الحقوق‬
‫العينية‪ .‬و يضاف إلى هذا اإلستثناء من حرية المالك في طلب التسجيل إستثنئان ‪:‬‬
‫‪ . 1‬يتعلق بالعقارات الموجودة داخل منطقة التهيئة حيث مكن المشرع رئيس البلدية أو الوالي أو الوزير المكلف بالتجهيز و‬
‫اإلسكان أن يقدمو مطلب في تسجيل تلك العقارات أمام المحكمة العقارية بإسم مالكيها و تتحمل مصاريف التسجيل و يسلط‬
‫لفائدتها إمتياز خاص على تلك العقارات لضمان إستخالص تلك المصاريف و بالتالي يبرز هذا القيد على حرية المالك في‬
‫تسجيل عقاره بالمصلحة العامة التي تتحقق من خالل تصفية األوضاع العقارية تطبيقا للفصل ‪ 24‬من مجلة التهيئة الترابية و‬
‫فليس لمالك الحق في معارضة مطلب التسجيل‪.‬‬ ‫التعمير‬
‫‪ . 2‬يتعلق بالعقارات المشمولة بمناطق الصيانة أو الحماية التي يمكن تسجيلها بطلب من الوزير المكلف بحماية التراث الوطني‬
‫عمال بالفصل ‪ 27‬من مجلة حماية التراث الوطني‪.‬‬
‫بإستثناء هذه القيود الثالث يتميز التسجيل العقاري بصبغته اإلختيارية التي تعني أن المبادرة بالتسجيل تكون بطلب من مالك العقار المراد‬
‫تسجيله و أن طالب التسجيل يكون حرً ا في أن يطلب أو ال يطلب تسجيل عقاره بل أكثر من ذلك إذ أن هذا المبدأ يخول له الرجوع في‬
‫طلب التسجيل إذ سبق أن قدمه لكن شرط أن ال يتعلق به حق للغير (إعتراضات) أو تدخالت الحقة من طرف الغير كأصحاب الحقوق‬
‫العينية الموظفة على ذلك العقار‪.‬‬
‫على أنه يجب اإلشارة أن إنابة المحامي أصبحت وجوبية في تقديم مطلب التسجيل بمقتضي تنقيح ‪ 2008‬إذ ورد بالفصل ‪ 319‬جديد في‬
‫فقرته األولى ‪ ":‬إنابة المحامي وجوبية في مادة التسجيل اإلختياري" هذا النص الجديد الوارد تحت عنوان الباب األول التسجيل في فقرته‬
‫الثانية محتوى هذا المطلب فأكد أن مطلب التسجيل يتضمن ما يلي ‪:‬‬
‫اسم و لقب المطلوب في حقه التسجيل و حرفته و صفته و جنسيته و مقره الحقيقي و مقره االختياري بالبالد التونسية‬ ‫‪.1‬‬
‫بيان الحق المطلوب تسجيله‬ ‫‪.2‬‬
‫تشخيص العقار و بيان ‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫االسم المعرف به‬

‫‪7‬‬
‫االسم الذي سجل به‬
‫موقفه أي دائرة محكمة الناحية و الوالية و المعتمدية و البلدية أو العمادة‪ B‬و إن األمر يهم‬
‫ربعا بين النهج و العدد‬
‫مساحته‪B‬‬
‫األمالك المالصقة له ( مع بيان أسماء و ألقاب و عناوين المجاورين الحاليين)‬
‫البناءات و الغروس و األبار و األحواض الموجودة به‬
‫السكك الحديدية أو الطرقات أو المسارب العمومية التي تخترقه‬
‫و إن كان العقار متكونا من عدة قطع متفرقة فإن البيانات اعاله يجب أن تعطي في شأن كل‬
‫قطعة‬
‫تفصيل الحقوق الموظفة على العقار مع تحيين المستحقين‬ ‫‪.4‬‬
‫يتضح من خالل هذه البيانات أن المشرع أرادا إحاطة المحكمة‪ B‬بكل المعلومات و البيانات بكل دقة المتعلقة بالعقار موضوع مطلب‬
‫التسجيل اإلختياري‪.‬‬
‫البحث و التحقيق ‪:‬‬ ‫‪.B‬‬
‫تنقسم هذه المرحلة بدورها إلى ثالث عمليات تتعلق ‪:‬‬

‫بإشهار مطلب التسجيل‬ ‫‪.1‬‬


‫بالتحقيق الفني‬ ‫‪.2‬‬
‫بالتحقيق القضائي‬ ‫‪.3‬‬

‫‪ B.1‬إشهار مطلب التسجيل ‪:‬‬

‫لقد خص المشرع عملية اإلشهار بقواعد و أحكام مضبوطة تضمنها الباب الثاني المعنون ب"اإلشهار و التحديد و المثال" من العنوان‬
‫الثاني "إجراءات التسجيل" و قد إحتوى هذا الباب على الفصول من ‪ 321‬إلى ‪ 327‬التي تم تنقيح البعض منها <<‪>>322/323/325‬‬
‫بمقتضي القانون عدد ‪ 10‬لسنة ‪ 1995‬المؤرخ في ‪ 23‬جانفي ‪ 1995‬و تتم عملية اإلشهار بواسطة طريقتين و هما ‪:‬‬

‫النشر والتعليق ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬النشر ‪ :‬فقد جاء بالفقرتين األولى و الثانية من الفصل ‪ 322‬م‪.‬ح‪.‬ع << يتولى كاتب المحكمة‪ B‬خالل العشرة أيام الموالية لتقديم مطلب‬
‫التسجيل إدراج مضمون منه بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية‪ >> .‬و يوجه إلى ديوان قيس األراضي و رسم الخرائط و إلى قاضي‬
‫الناحية و إلى المعتمد المختصين ترابيا إعالنا مستخرجا من الرائد الرسمي للجمهورية المدرج به المضمون‪.‬‬

‫‪ -‬أما بالنسبة لإلجراءات المتعلقة بالتعليق ‪ :‬نص عليه صراحة الفصل المذكور في فقرته ‪ 3‬حيت أضاف << ويتولى قاضي الناحية‬
‫والمعتمد كل في ما يخصه خالل الثماني واألربعين ساعة الموالية التصالهما بذلك تعليق الوثيقة المشار إليها بمدخل محكمة‪ B‬الناحية وببهو‬
‫المعتمدية حيث يلزم بقاؤها إلى انتهاء اآلجال المعينة بالفصل ‪ >>.324‬و تضيف الفقرة الرابعة و األخيرة من الفصل المذكور إلزام‬
‫وهو ما يبين األهمية البالغة لإلشهار و التي تتأكد‬ ‫قاضي الناحية و المعتمد بإعالم المحكمة‪ B‬بوقوع هذا التعليق في ظرف ‪ 48‬ساعة‬
‫من خالل األثار المترتبة عنه ‪.‬‬

‫أثار اإلشهار ‪:‬‬

‫يترتب عن اإلشهار لمطلب التسجيل العقاري أثار بالغة الخطورة و تحديدا أثران هامان يتعلق األول بقبول اإلعتراضات و الثاني بالمفعول‬
‫التطهيري ‪:‬‬

‫قبول اإلعتراضات ‪ :‬يمكن أن تسجل هذه اإلعتراضات أثناء عمليات التحديد و يتم تدوينها في هذه الصورة صلب محضر‬ ‫‪‬‬
‫التحديد تطبيقا للفقرة األولى من الفصل ‪ 324‬م‪.‬ح‪.‬ع ‪ /‬كما يمكن أن يتلقها كاتب المحكمة‪ B‬العقارية من قبل كل من له مصلحة‬
‫إبتدا ًء ا من يوم إدراج مضمون مطلب التسجيل بالرائد الرسمي إلى إنتهاء أجل قدره شهران من تاريخ إدراج اإلعالم المتعلق‬
‫بختم عمليات التحديد بالرائد الرسمي ‪ .‬و يحرر كاتب المحكمة العقارية محضرا في تلك اإلعتراضات يمضيه مع األطراف‬
‫المعينة و يتضمن محضر اإلعتراضات المحرر من قبل كاتب المحكمة‪ B‬تنصيصات تتعلق بمقر المعترض و جميع المستندات‬

‫‪8‬‬
‫أيضا التي يجب أن ترفق بذلك المحضر باإلضافة الى كل الوثائق التي تؤيد اإلعتراض على أنه يجب أن نشير إلى إمكانية تقديم‬
‫االعتراض عن طريق رسائل توجه إلى المحكمة‪ B‬العقارية و يقع تضمين الغعتراضات بدفاتر تسند لها أعداد رتبية يتولى رئيس‬
‫المحكمة العقارية ختمها تطبيقا للفصل ‪ 324‬م‪.‬ح‪.‬ع ‪.‬‬
‫و يمكن تصنيف هذه اإلعتراضات الى صنفين ‪:‬‬
‫إعتراضات مفهوم التداخل ‪ :‬و ذلك في صورة السهو عن أحد أصحاب الحقوق مثال حق الرهن‬
‫إعتراضات تنازعية ‪ :‬ترمي إلى منازعة طلب التسجيل في إستحقاقه للعقار >> اإلعتراض بالمفهوم الدقيق يتعلق‬
‫بالمنازعات اإلستحقاقية‪.‬‬

‫عمال بالفصل ‪ 324‬م‪.‬ح‪.‬ع الم‪BB‬ذكور وض‪B‬ع المش‪B‬رع أجال مب‪B‬دئيا لتق‪B‬ديم االعتراض‪B‬ات ق‪BB‬دره ش‪B‬هران من ت‪B‬اريخ إدراج اإلعالم‬
‫المتعلق بختم عمليات التحديد بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية على أنه يمكن تلقى االعتراض من يوم إدراج مضمون مطلب‬
‫التس‪BB‬جيل بالرائ‪BB‬د الرس‪BB‬مي و ه‪BB‬و م‪BB‬ا يع‪BB‬ني أن أج‪BB‬ل تلقى االعتراض‪BB‬ات يف‪BB‬وق في الحقيق‪BB‬ة الش‪BB‬هرين المح‪BB‬ددين لنهاي‪BB‬ة األج‪BB‬ل و‬
‫المعارضون مستهدفين‪ B‬لسقوط حقهم في االعتراض بموجب فوات األجل أو بسبب عدم تقديم مؤيدات إعتراض‪BB‬هم على أن‪BB‬ه يجب‬
‫اإلشارة في هذا الخصوص إلى أنه في صورة وجود قضية إستحقاقية منشورة لدى محاكم الحق العام قبل تق‪BB‬ديم مطلب التس‪BB‬جيل‬
‫فس هذه الصورة يكون األجل شهران من تاريخ الحكم بالتمل‪BB‬ك ال من ت‪BB‬اريخ ختم عملي‪BB‬ات التحدي‪BB‬د تطبيق‪BB‬ا للفق‪BB‬رة ‪ 2‬من الفص‪BB‬ل‬
‫‪ 325‬م‪.‬ح‪.‬ع ‪ -‬باإلضافة إلى ذلك يوجد أجل خاص يتعلق ب ‪:‬الغائب ‪ /‬القاصر يضبطه رئيس المحكمة‪ B‬العقارية حس‪BB‬ب إجته‪BB‬اده‬
‫المطل‪BBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBB‬ق عمال بالفص‪BBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBB‬ل ‪ 329‬الفق‪BBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBB‬رة ‪2‬‬
‫‪ – .‬كما تجدر المالحظة أيضا أن تقديم مس‪BB‬تندات االع‪BB‬تراض و الوث‪BB‬ائق المؤي‪BB‬دة ل‪BB‬ه يك‪BB‬ون في نفس األج‪BB‬ل المح‪BB‬دد لإلع‪BB‬تراض‬
‫بإستثناء الدولة و الجماعات‪ B‬المحلية التي يمكن أن تق‪B‬دم مس‪B‬تنداتها خالل أج‪B‬ل ال يتج‪B‬اوز ‪ 3‬أش‪B‬هر من ت‪B‬اريخ تق‪B‬ديم إعتراض‪B‬ها‬
‫تطبيقا للفقرة ‪ 1‬من الفصل ‪ 325‬م‪.‬ح‪.‬ع‬

‫‪ – B.2‬التحقيق الفني ‪:‬‬

‫تدخل هذه العملية في مهام ديوان قيس األراضي و رسم الخرائط و يش‪BB‬مل التحقي‪BB‬ق الف‪BB‬ني عملي‪BB‬تين مختلف‪BB‬تين تتمثالن في ‪ :‬تحدي‪BB‬د وق‪BB‬تي و‬
‫مثال هندسي‬

‫التحديد الوقتي ‪ :‬يتم إجراء عملية التحديد الوقتي من قبل مهندس من دي‪B‬وان قيس األراض‪B‬ي يعين من قبل‪B‬ه في أج‪B‬ل ‪ 45‬ي‪B‬وم من‬ ‫‪‬‬
‫تاريخ إدراج مضمون مطلب التسجيل بالرائد الرسمي و يباشر المهندس المعين من ال‪BB‬ديوان عملي‪BB‬ة تحدي‪BB‬د العق‪BB‬ار تحدي‪BB‬دا و قتي‪BB‬ا‬
‫بمحضر طالب التسجيل أو بعد إس‪BB‬تدعائه كم‪BB‬ا يجب و دون توق‪BB‬ف على المعارض‪BB‬ات‪ B‬و يتم االعالن عن إنطالق أعم‪BB‬ال التحدي‪BB‬د‬
‫الوقتي بالرائد الرسمي للجمهورية عشرين يوما قب‪BB‬ل إجرائ‪BB‬ه و تتمث‪B‬ل أعم‪BB‬ال التحدي‪BB‬د الوق‪BB‬تي في ض‪BB‬بط ح‪BB‬دود العق‪BB‬ار و وض‪B‬ع‬
‫عالمات بارزة في زوايا العقار و إعداد وصف مادي‬

‫‪9‬‬

You might also like