You are on page 1of 14

‫ماستر القانون االجتماعي ومنازعات الشغل‬

‫الفصل األول ‪ :‬الفوج الثالث‬


‫مادة القانون الجنائي للشغل‬
‫عرض تحت عنوان‪:‬‬

‫المسؤولية الجنائية للمشغل واألجير‬

‫تحت إشراف األستاذة‪:‬‬ ‫من إعداد الطلبة ‪:‬‬


‫فردوس الروشي‬ ‫محمد الحباشي‬ ‫•‬
‫ياسين شناقي‬ ‫•‬
‫وفاء ناصيري‬ ‫•‬
‫يسرى الفياللي‬ ‫•‬
‫أميمة الجديعي‬ ‫•‬

‫السنة الجامعية‪:2022/2021‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫يمكن تعريف المسؤولية الجنائية بكونها التزام بتحمل النتائج القانونيةالمترتبة‬
‫على توافر أركان الجريمة ‪،‬و موضوعه هو العقوبة أو التدبير االحترازي الذي‬
‫ينزله القانون بالمسؤول عن الجريمة‪.1‬‬
‫والمسؤولية الجنائية عن الجرائم المرتكبة تدخل في جميع المجاالت والسيما‬
‫مجال قانون الشغل حيث يتحمل طرفي عقد الشغل ( المشغل و األجير ) تبعات‬
‫أفعالهم الجرمية المرتبطة بالشغل‪.‬‬
‫فالمسؤولية الجنائية في القانون الجنائي للشغل ال تشمل فقط المشغل بل تمتد أيضا‬
‫إلى األجير‪ ،‬فالمشغل يتحمل مسؤولية الجرائم التي تدخل ضمن اختصاصه داخل‬
‫المقاولة كالتحرش‪ ،‬الجنسي التحريض على الفساد‪ ...‬و تعتبر هاته الجرائم بمثابة‬
‫أخطاء جسيمة حسب المادة ‪ 40‬من مدونة الشغل‪ ،‬وإلى جانب المشغل فاألجير أيضا‬
‫يتحمل تبعة أفعاله التي تعد جرائم حسب القانون الجنائي المغربي كالسرقة و خيانة‬
‫األمانة و غيرها من الجرائم وتدخل بعض هاته الجرائم كذلك في مدونة الشغل حيث‬
‫تعتبر بمثابة أخطاء جسيمة‪.‬‬
‫أهمية الموضوع ‪:‬‬
‫يكتسي موضوع المسؤولية الجنائية لألجير و المشغل أهمية على المستوى‬
‫النظري والعملي ‪.‬‬
‫على المستوى النظري‪:‬‬
‫نجد أن إقرار مسؤولية المشغل واألجير جاء لبسط معالم الحماية الجنائية‬
‫في مجال الشغل‪.‬‬
‫على المستوى العملي‬

‫‪ 1‬سعيد الوردي‪ ،‬محاضرات في القانون الجنائي العام ‪،‬موسم الجامعي ‪2020/2019‬‬

‫‪2‬‬
‫تتجلى أهمية الموضوع في كون النصوص القانونية المنضمة للمسؤولية‬
‫الجنائية للمشغل واألجير مشتتة وغير واضحة المعالم فبعضها منصوص‬
‫عليه في قانون الجنائي وبعضها اآلخر منصوص عليه في مدونة الشغل ‪.‬‬
‫إشكالية الموضوع‬
‫يطرح هذا الموضوع إشكالية عميقة تتمثل في مدى كفاية القواعد الجنائية‬
‫في ترتيب المسؤولية الجنائية في حق المشغل و األجير ‪.‬‬
‫هذه اإلشكالية تتفرع عنها جملة من التساؤالت من بينها ‪:‬‬
‫‪-‬ما مدى مسؤولية المشغل عن األفعال التي تعد جرائم بين مدونة الشغل‬
‫والقانون الجنائي ؟‬
‫‪-‬ما مدى مسؤولية األجير عن األفعال الجرمية المرتبطة بالشغل؟‬
‫‪-‬هل يعد التحرش الجنسي المرتكب في إطار عالقة شغل أساسا للمسؤولية‬
‫الجنائية؟‬
‫المنهج المعتمد‪:‬‬
‫حاولنا في هذا العرض االستعانة بمجموعة من المناهج تتمثل في المنهج‬
‫التحليلي وذلك من خالل تحليل مجموعة من النصوص القانونية وتفسيرها‪،‬‬
‫وكذا المنهج المقارن وذلك بمقارنة بعض النصوص القانونية المغربية‬
‫باخرى اجنبية للوقوف على اوجه االختالف او التشابه بينهما‪.‬‬
‫خطة البحث‪:‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬أحكام مسؤولية المشغل و األجير‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬المسؤولية الجنائية في جريمة التحرش الجنسي‬

‫‪3‬‬
‫المطلب األول‪ :‬أحكام المسؤولية الجنائية للمشغل و األجير‬
‫تعتبر المسؤولية الجنائية تحمل الشخص لجزاء عقابي الرتكابه فعال‬
‫مجرما محددا قانونا ‪ ،‬وموضوع المسؤولية الجنائية في جرائم الشغل ال يخص‬
‫فقط المشغل دون األجير بل تشمل كال طرفي عقد الشغل و هوما سوف نتناوله في‬
‫هذا المطلب‪ ،‬حيث سنخصص الفقرة األولى للمسؤولية الجنائية للمشغل‪ ،‬في حين‬
‫سنتناول في الفقرة الثانية المسؤولية الجنائية لألجير‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬المسؤولية الجنائية للمشغل‬


‫إن المسؤولية الجنائية عن جرائم الشغل تنتسب بشكل واسع إلى المشغل‪.‬‬
‫والمشغل طبقا للمادة ‪ 6‬من مدونة الشغل‪ 2‬فهو "كل شخص طبيعي أو اعتباري‪،‬‬
‫خاصا كان أو عاما ‪ ،‬يستأجر خدمات شخص ذاتي واحد أو أكثر"‪.‬‬
‫و القانون الجنائي للشغل يحدد مفهوم رئيس المقاولة أو رب العمل هو ذلك‬
‫الشخصالذي يملك سلطة القيادة في احترام و تطبيق قانون الشغل أي ينفرد باإلدارة‬
‫الفعلية للمقاولة ‪.3‬‬
‫والمشغل كشخص ذاتي هو أول من يتحمل المسؤولية الجنائية عن جرائم الشغل‬
‫التي تقع داخل المؤسسة المشغلة‪ ،‬وبالتالي فالمشغل هو المخاطب بواجب احترام‬
‫األنظمة والقوانين داخل المقاولة ‪ ،‬وأي تقصير يجعله مسؤوال مسؤولية جنائية‬
‫شخصية مباشرة ونخص بالذكر هنـا مـا يتعلـق بـاحترام ضوابط الصحة والسالمة‪،‬‬
‫فال شك أن قواعد حفظ الصحة و السالمة المهنية تعتبر من القواعد اآلمرة التي ال‬
‫أن السهر على “حماية‬ ‫يجوز مخالفتها لتعلقها بالنظام العام االجتماعي‪ ،‬خاصة ّ‬
‫الصحة و السالمة الجسدية” بشكل مطلق يتعلّق ب”حق دستوري” أوصت به‬
‫االتفاقيات الدولية و العربية‪ .‬و ألجله فإنّه يمنع منعا باتّا عدم االمتثال له‪ ،4‬وبالتالي‬

‫‪ 2‬ظهير شريف رقم ‪ 1.03.194‬صادر في ‪ 14‬من رجب ‪ 11 ( 1424‬سبتمبر ‪ ) 2003‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 65.99‬المتعلق بمدونة الشغل ‪،‬الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 5167‬بتاريخ ‪ 13‬شوال ‪ 8 ( 1424‬ديسمبر ‪ ، ) 2003‬ص ‪3969‬‬
‫‪ 3‬سميرة كميلي ‪،‬القانون الجنائي للشغل ‪،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق ‪،‬وحدة التكوين و البحث في قانون األعمال ‪،‬كلية العلوم القانونية‬
‫اإلقتصادية و االجتماعية جامعة الحسن الثاني عين الشق ‪،‬الدار البيضاء ‪،‬السنة الجامعية ‪2002 / 2001‬‬
‫‪ 4‬أمينة رضوان ‪،‬مسؤولية المشغل في الحفاظ على صحة وسالمة األجراء داخل المقاولة ‪ ،‬مقال منشور في مجلة القانون و األعمال‬
‫‪ /https://www.droitetentreprise.com‬تم االطالع عليه بتاريخ ‪20:00 25/11/2021‬‬

‫‪4‬‬
‫فالمشغل الذي يقوم بخرق مقتضيات الصحة و السالمة المهنية يتحمل المسؤولية‬
‫الجنائية ‪.‬‬
‫ويشترط لقيام المسؤولية الجنائية للمشغل عموما ‪ ،‬وقوع الجريمة وأن تنسب إليه‬
‫بصفته فاعال أو شريكا ‪ ،‬وال يمكن مسائلته إال إذا كان الفعل المرتكب منصوص‬
‫عليه بوضوح في نص القانون الجنائي وفقا لمبدأ شرعية الجرائم ‪ ،‬وبالتالي فنطاق‬
‫مسؤولية المشغل ال تخرج عن حالتين إما مسؤولية جنائية ناتجة عن الخطأ الفردي‬
‫أو عن المساهمة ‪ .‬فاألولى نقصد بها حالة الخطأ الفردي الذي يرتكبه المشغل وحده‬
‫ودون مساهمة من غيره ‪ ،‬ففي مثل هذه الحاالت فإن المشغل يرتكب الركن المادي‬
‫المكون للجريمة وحده ‪.‬‬
‫فمسؤولية المشغل عن فعله الشخصي تتطلب تدخال شخصيا منه ولعل ابرز‬
‫مظاهرها في مدونة الشغل ‪:‬‬
‫➢ المس بالحرية والحقوق المتعلقة بالممارسة النقابية‪.‬‬
‫➢ النزول عن الحد األدنى لألجور‪.‬‬
‫➢ التمييز بين األجراء سواء في أداء األجور أو الترقية أو الجزاءات التأديبية‪.‬‬
‫➢ عرقلة عمل مفتش الشغل ‪ ..‬وغيرها‪.‬‬
‫إضافة إلى المسؤولية الجنائية للمشغل عن فعله الشخصي فهو يكون مسؤوال أيضا‬
‫عن أعمال تابعيه‪،‬و هذا من بين المميزات التي تميز القانون الجنائي للشغل‪ .‬فالقاعدة‬
‫العامة في القانون الجنائي هو أن الشخص ال يمكن مساءلته إال على األفعال الجرمية‬
‫التي ارتكبها شخصيا ‪ ،‬أي شخصية العقاب وبالتالي شخصية المسؤولية الجنائية‬
‫وهو ما نص عليه الفصل ‪ 1325‬من مجموعة القانون الجنائي‪، 6‬ولكل قاعدة استثناء‬
‫‪ ،‬و ذلك بجعل المشغل أو رئيس المقاولة مسؤوال عن األخطاء‬
‫التي يقوم بها أجرائه ‪ ،‬لكن ما هو اساس مسؤولية رئيس المقاولة عن فعل تابعيه ؟‬
‫إن موقف القضاء المؤيد إلقرار مسؤولية رئيس المقاولة عن أفعال تابعيه لم يجد‬
‫صداه لدى أغلب األوساط الفقهية ‪ ،‬فظهر اتجاه معارض يدافع عن القاعدة األساسية‬

‫‪5‬الفصل ‪ 132‬من مجموعة القانون الجنائي " كل شخص سليم العقل قادر على التمييز يكون مسؤوال شخصيا عن ‪:‬‬
‫الجرائم التي يرتكبها ‪.‬‬
‫الجنايات أو الجنح التي يكون مشاركا في ارتكابها ‪.‬‬
‫محاوالت الجنايات‬
‫محاوالت بعض الجنح ضمن الشروط المقررة في القانون للعقاب عليها ‪"...‬‬
‫‪ 6‬ظهير شريف رقم ‪ 1.59.413‬صادر في ‪ 28‬جمادي الثانية ‪ 26 ( 1382‬نونبر ‪ ) 1962‬بالمصادقة على مجموعة القانون الجنائي ‪،‬الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 2640‬مكرر بتاريخ ‪ 12‬محرم ‪ 5 ( 1383‬يونيو ‪ ، ) 1963‬ص ‪. 1253‬‬

‫‪5‬‬
‫التي تم المس بها بإقرار هذا النوع من المسؤولية ويتعلق األمر بقاعدة شخصية‬
‫العقاب‪.7‬‬
‫في حين ظهر اتجاه ثان ينادي بتحميل المشغل المسؤولية لكونه يبقى مسؤوال عن‬
‫فعل تابعيه ‪ ،‬في حين ذهب اتجاه ثالث على أن أساس مسؤولية المشغل عن أفعال‬
‫تابعيه تستند على تلك السلطة التي يمارسها اتجاه أجرائه والسبب الوحيد الذي يعفيه‬
‫من المسؤولية الجنائية هو تفويض السلطة ‪،‬إذ إنه بعد أن يستوفي التفويض القائم‬
‫بين المفوض و المفوض إليه كافة الشروط الالزمة ‪ ،‬و المحددة له قانونا يصبح‬
‫المفوض إليه متصرفا بكل حرية و استقاللية في األعمال المفوضة إليه مع تحمل‬
‫جميع المسؤوليات المترتبة عن تصرفاته الشخصية ‪.8‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المسؤولية الجنائية لألجير‬


‫ان األجير باعتباره الطرف الضعيف في عالقات الشغل فهو بحاجة إلى‬
‫حماية قانونية تجاه مشغله وهذا ما كرسته مدونة الشغل ‪،‬لكن رغم ذلك فانه يبقى‬
‫كغيره من افراد المجتمع مطالبا بتحمل مسؤوليته عن األفعال الجرمية التي يرتكبها‬
‫سواء داخل المقاولة أو خارجها ‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن المسؤولية الجنائية لألجير جاءت مخالفة للقاعدة العامة في‬
‫القانون الجنائي التي تعتبر أن الشخص ال يمكن مسائلته إال عن األفعال الجرمية‬
‫التي يرتكبها شخصيا ‪.9‬إال أن مدونة الشغل وسعت من نطاق مسؤولية االجير اتعدى‬
‫فعلها الشخصي‪ ،‬و ذلك في حالة تفويض السلطة من طرف المشغل‪ ،‬بحيث يعفى‬
‫منها هذا األخير و يتحملها االجير‪ ،‬إذ يعد األجراء المشار إليهم في الفقرتين األولى‬
‫والثانية من المادة الثانية من المدونة في حكم مديري ورؤساء مؤسسة‪ ،‬تقع عليهم‬
‫مسؤولية تطبيق أحكام الكتاب الثاني من هذا القانون‪ ،‬إذا كانوا هم الذين يحددون‬
‫نيابة عن مشغليهم‪ ،‬شروط شغل األجراء‪ ،‬المقررة في الكتاب الثاني‪ .‬كما يكون‬
‫هؤالء األجراء مسؤولين‪ ،‬نيابة عن رئيس المقاولة التي تعاقدوا معها‪ ،‬عن تطبيق‬

‫‪ 7‬طلبة الماستر ‪ ،‬مظاهر التجريم و العقاب في مدونة الشغل ‪ ،‬مادة القانون الجنائي لألعمال ‪2019/ 2018،‬‬
‫‪ 8‬المسؤولية الجنائية للمسير في شركات المساهمة على ضوء التشريع و الفقه و القضاء ‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص وحدة‬
‫القانون األعمال ‪،‬جامعة الحسن الثاني عين الشق الدار البيضاء ‪2004 /2003،‬‬
‫‪ - 9‬المادة ‪132‬من القانون الجنائي‬

‫‪6‬‬
‫جميع أحكام هذا القانون‪ ،‬فيما يتعلق باألجراء الذين جعلوا تحت إمرتهم‪ ،‬إذا كان‬
‫يرجع إليهم وحدهم أمر تشغيلهم وتحديد شروط شغلهم‪ ،‬وفصلهم‪.10‬‬
‫كما أكدت على ذلك المادة ‪ 548‬من نفس القانون شريطة التفويض من المشغل لكي‬
‫يعتبر االجير مسؤولية جنائيا عن أفعاله‪.11‬وتجدر اإلشارة إلى أنه يلزم ان يكون‬
‫االجير المفوض إليه متوفرة على االختصاص و السلطة الكافية إللزام االجراء‬
‫التابعين له على احترام تعليماته وهذه السلطة مستمدة من المشرع‪ ،‬و يتعين عند‬
‫النزاع بشأن التابع الذي يتحمل المسؤولية الجنائية ان يتأكد من انه يتمتع‬
‫باالختصاص و السلطة‪ ،‬فال يمكن أن يكون التابع مسؤوال إال اذا كان التفويض من‬
‫المشغل واضحا و ثابتا‪.‬‬
‫و تتغير حدود المسؤولية الجنائية لألجير حسب نوع الجريمة المرتكبة‪،‬‬
‫ومسؤولية االجير عن فعله الشخصي ال يمكن تصورها دون تدخل شخصي منه‬
‫كالسرقة وإفشاء السر المهني ‪ ...‬فمسؤولية االجير ال يمكن أن تثار إال عند ارتكابه‬
‫لمجموعة من الجرائم او كما تم تسميتها من خالل مدونة الشغل في مادتها ‪3912‬‬
‫باألخطاء الجسيمة و التي تعتبر بدوره جرائم معاقب عليها من طرف القانون الجنائي‬
‫العام‪ ،‬و يعاقب عليها اما بالحبس او بغرامة مالية‪ ،‬باعتبارها ال تمس المشغل فحسب‬
‫بل المجتمع ككل عكس مدونة الشغل التي اعتبرتها بمثابة أخطاء جسيمة تبرر الفصل‬
‫دون إخطار أو تعويض‪.‬‬

‫‪ - 10‬المادة ‪ 7‬من مدونة الشغل‬


‫‪ - 11‬المادة ‪ 548‬من مدونة الشغل" يكون مسؤوال جنائيا عن األفعال المخالفة لمقتضيات هذا القانون‪ ،‬والنصوص التنظيمية الصادرة تطبيقا له‪ ،‬كل‬
‫مشغل‪ ،‬أو مدير أو رئيس طبقا للمادة السابعة أعاله‪ ،‬يكون له داخل المؤسسة‪ ،‬وبتفويض من المشغل‪ ،‬االختصاص والسلطة الكافية‪ ،‬لحمل األجراء‬
‫الموضوعين تحت إشرافه‪ ،‬على الطاعة الضرورية‪ ،‬التي يقتضيها احترام التعليمات القانونية والتنظيمية‪.‬‬
‫يعتبر المشغل مسؤوال مدنيا عن األحكام الصادرة على المديرين والمسيرين‪ ،‬والتابعين له بأداء المصاريف‪ ،‬والتعويض عن الضرر"‬
‫‪ - 12‬تعتبر بمثابة أخطاء جسيمة يمكن أن تؤدي إلى الفصل‪ ،‬األخطاء التالية المرتكبة من طرف األجير‪:‬‬
‫‪ -‬ارتكاب جنحة ماسة بالشرف‪ ،‬أو األمانة‪ ،‬أو اآلداب العامة‪ ،‬صدر بشأنها حكم نهائي وسالب للحرية؛‬
‫‪ -‬إفشاء سر مهني نتج عنه ضرر للمقاولة؛‬
‫‪ -‬ارتكاب األفعال التالية داخل المؤسسة أو أثناء الشغل‪:‬‬
‫‪ -‬السرقة؛‬
‫‪ -‬خيانة األمانة؛‬
‫‪ -‬السكر العلني؛‬
‫‪ -‬تعاطي مادة مخدرة؛‬
‫‪ -‬االعتداء بالضرب؛‬
‫‪ -‬السب الفادح؛‬
‫‪ -‬رفض إنجاز شغل من اختصاصه عمدا وبدون مبرر؛‬
‫‪ -‬التغيب بدون مبرر ألكثر من أربعة أيام أو ثمانية أنصاف يوم خالل إثنى عشر شهرا؛‬
‫‪ -‬إلحاق ضرر جسيم بالتجهيزات أو اآلالت أو المواد األولية عمدا أو نتيجة إهمال فادح؛‬
‫‪ -‬ارتكاب خطأ نشأت عنه خسارة مادية جسيمة للمشغل؛‬
‫‪ -‬عدم مراعاة التعليمات الالزم اتباعها لحفظ السالمة في الشغل وسالمة المؤسسة ترتبت عنها خسارة جسيمة؛‬
‫‪ -‬التحريض على الفساد؛‬
‫‪ -‬استعمال أي نوع من أنواع العنف واالعتداء البدني الموجه ضد أجير أو مشغل أو من ينوب عنه لعرقلة سير المقاولة‪.‬‬
‫يقوم مفتش الشغل في هذه الحالة األخيرة بمعاينة عرقلة سير المؤسسة وتحرير محضر بشأنها‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المسؤولية الجنائية في جريمة التحرش‬
‫الجنسي االلكتروني‬
‫يمكن تعريف التحرش الجنسي االلكتروني المرتكب عبر الوسائط االلكترونية‬
‫بانه استخدام للوسائل االلكترونية ووسائل التواصل في توجيه الوسائل التي تحتوي‬
‫على مواد تسبب االزعاج للمتلقي‪ ،‬سواء كانت هذه المواد تلميحا للرغبة بالتعرف‬
‫على المتلقي ألهداف جنسية‪ ،‬او كانت تحتوي على عبارات أو شتائم جنسية‪ ،‬أو‬
‫صورا‪ ،‬أو مشاهد فيديو جنسية عبر وسائل التواصل االلكتروني المختلفة‪.13‬‬
‫وللتطرق لهذا المطلب‪ ،‬ارتأينا الى تقسيمة لفقرتين‪ ،‬حيث سنتناول في الفقرة‬
‫االولى المسؤولية عن التحرش الجنسي في اطار مجموعة القانون الجنائي‪ ،‬ثم‬
‫سنتطرق في الفقرة الثانية الى المسؤولية في اطار مدونة الشغل‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬التحرش الجنسي في إطار مجموعة القانون الجنائي‬


‫تطرق المشرع المغربي لجريمة التحرش الجنسي في المادة الخامسة‬
‫من القانون رقم ‪ 24.03‬المعدل و المتمم لمقتضيات مجموعة القانون الجنائي حيت‬
‫جاء فيها ما يلي‪" :‬يعاقب بالحبس من سنة إلى سنتين بالغرامة مالية من خمسة االف‬
‫درهم إلى خمسين الف درهم من أجل جريمة التحرش الجنسي كل من استعمل ضد‬
‫الغير أو أمر أو تهديدات أو وسائل لإلكراه أو أية وسيلة أخرى مستغال السلطة التي‬
‫خولها له مهامه ألغراض ذات طبيعة جنسية‪".‬‬
‫وبالتالي فإنه من تبت مسؤوليته في ارتكاب هذه الجريمة بتحقق كافة أركانها‬
‫فإنه يعاقب بالجزاءات المنصوص عليها في هذه المادة‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ما سبق نجد القانون رقم ‪ 103.1314‬الصادر سنة ‪ 2018‬المعدل‬
‫و المتمم لمجموعة القانون الجنائي حيت نص على أنه "يعتبر مرتكبا لجريمة‬

‫‪ * 13‬مراد بنار‪ ،‬الجرائم المرتكبة عبر الوسائط االلكترونية ‪،‬جريمتي االبتزاز والتحرش الجنسي‪ -‬نموذجا‪ -‬مجلة القضية‪ ،‬العدد االول ‪، 2019‬‬
‫الصفحة ‪163‬‬
‫‪ 14‬القانون رقم ‪ 103.13‬المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء الصادر بتنفيذ الظهير الشريف رقم ‪ 1.18.19‬بتاريخ ‪ 5‬جمادى اآلخرة ‪1439‬‬
‫(‪22‬مارس ‪ )2018‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6655‬بتاريخ ‪ 23‬جمادى اآلخرة ‪12( 1439‬مارس ‪)2018‬ص ‪1449‬‬

‫‪8‬‬
‫التحرش الجنسي ويعاقب بالحبس من شهر واحد إلى ستة أشهر وغرامة من‬
‫‪2000‬درهم إلى ‪ 10000‬درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين" ‪،‬كما تضمن هذا القانون‬
‫مستجدات بارزة لسد الفراغ التشريعي في هذا الصدد بالفصول ‪ 503.1.1‬و ‪-1-2‬‬
‫‪ 503‬من مجموعة القانون الجنائي ‪،‬حيث كان مضمونها تجريم التحرش الجنسي‬
‫بغض النظر عن جنس مرتكبه أو ضحيته‪ ،‬دون تمييز بين الرجل و المرأة‪.‬‬
‫كما حافظ على نفس الصياغة بالنسبة للتحرش الجنسي في مفهومه في القانون‬
‫الكالسيكي أو ما يعرف ب” تحرش الرئيس بالمرؤوس“ مع تشديد العقوبة الحبسية‬
‫في حدها األقصى وعمل أيضا على توسيع دائرة تجريم التحرش الجنسي لتشمل‬
‫الفضاءات العمومية وغيرها من األماكن الواقعية منها أو االفتراضية بنصه صراحة‬
‫على التحرش الجنسي عبر الوسائط اإللكترونية أو بواسطة رسائل مكتوبة أو هاتفية‬
‫أو الكترونية أو تسجيالت أو صور ذات طبيعة جنسية أو ألغراض جنسية‪.15‬‬
‫وبناء على هذه النصوص القانونية يمكن القول بأن المشرع الجنائي نص على‬
‫جزاءات زجرية في حق المسؤول عن التحرش الجنسي أيا كانت صفته تحقيقا لردع‬
‫العام و الخاص والحد من هذه األفعال المشيئة وغير االخالقية‪ ،‬وهذا خالف المشرع‬
‫في مدونة الشغل كما سنبين في الفقرة الثانية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪:‬التحرش الجنسي في إطار مدونة الشغل‬


‫إن جريمة التحرش الجنسي في مدونة الشغل ال تعتبر إال خطأ جسيم مرتكب‬
‫ضد االجير من طرف المشغل أو رئيس المقاولة أو المؤسسة وجعلته كمقابل لجريمة‬
‫التحريض على الفساد‪ 16‬واعتبر المشرع المغربي بموجب المادة ‪ 40‬أن مغادرة‬
‫األجير لشغله بسبب ارتكاب هذا الفعل بمثابة فصل تعسفي لألجير‪، 17‬وهذا خالف‬
‫ما سار عليه المشرع الفرنسي حيت نص في المادة ‪ 122.46‬من قانون الشغل على‬
‫أنه "ال يمكن أن تتم معاقبة أي أجير أو تسريحه ألجل رفضه الخضوع لتصرفات‬
‫مزعجة من مشغله أو كل شخص مستغال السلطة التي تخولها له مهامه إلعطاء‬
‫األوامر وتوجيه التهديدات وفرض اكراهات أو ممارسة ضغوط من اي نوع كانت‬

‫‪ 15‬مراد بنار ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪1666‬‬


‫‪ 16‬سميرة كميلي‪ ،‬القانون الجنائي للشغل‪ ،‬الجزء االول‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬الجزء االول‪ ،‬ص‪255‬‬
‫‪ 17‬راجع المادة ‪ 40‬من مدونة الشغل‬

‫‪9‬‬
‫على هذا االجير بهدف الحصول على حظوة ذات طبيعة جنسية لصالحه أو لصالح‬
‫الغير"‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة هنا إلى أنه اذا انطلقنا من مفهوم التحرش الجنسي المرتبط‬
‫بالشغل الذي ال يمكن تصوره إال في إطار عالقة السلطة‪ ،‬او بمفهوم اخر فهذه‬
‫الجريمة ال يمكن أن تتحقق إال وهي مرتبطة بالتعسف في استعمال السلطة اثناء‬
‫ممارسة العمل‪ ،‬باإلضافة إلى اإلطار الذي جاءت فيه في المادة ‪ 40‬من مدونة الشغل‬
‫حيث نستفيد منها انها ممارسة غير مشروعة من طرف المشغل ضد االجير‪ ،‬فإنه‬
‫ال يمكن وصف الفعل بالتحرش الجنسي ذلك التصرف الذي يتم بين أجيرين لهما‬
‫نفس الدرجة المهنية كزمالء في العمل مثال‪ ،‬غير أن هذه التصرفات ال تعني انه قد‬
‫تم تجاهلها قانونا بل هي تصرفات يتم العقاب عليها في إطار القانون التأديبي وقانون‬
‫‪18‬‬
‫التسريح من العمل‬
‫وبناء على ما سبق يمكن القول بأن ممارسة هدا الفعل الشنيع وغير االخالقي‬
‫من طرف المشغل على األجير يعتبر خطأ جسيم من جانبه يستوجب دفع التعويض‬
‫لألجير ألنه والحالة هذه يعد بمثابة فصل تعسفي كما جاء في المادة ‪ 40‬من قانون‬
‫الشغل‪.‬أما إذا وقع هدا الفعل من طرف أجير ضد زميل له آخر في العمل فإن ذلك‬
‫يكيف على اساس خطأ جسيم من طرف األجير مادامت األخطاء الواردة في المادة‬
‫‪ 39‬جاءت على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر‪ ،‬وهذا ما استقرت عليه‬
‫محكمة النقص في قرار لها في الملف االجتماعي عدد ‪ 1494/5/1/2012‬حيت جاء‬
‫في حيثياته ما يلي "الخطأ الجسيم المنسوب لألجير المتمثل في التحرش الجنسي تم‬
‫إثباته بتصريحات مجموعة من الشهود المفصلة والمحددة لبعض التصرفات التي‬
‫تفيد أنه كان يتحرش بمجموعة من األجيرات وبالتالي فإن فصله بسبب هذا الخطأ‬
‫استخلصته المحكمة في إطار سلطتها التقديرية واعتبرته مبررا‪".‬‬

‫‪ 18‬سميرة ‪،‬كميلي مرجع سابق ‪،‬ص ‪256‬‬

‫‪10‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫ختاما لما سبق فإن دراسة هذا الموضوع سمح لنا بإعطاء نظرة‬
‫شاملة حول المسؤولية الجنائية لألجير و المشغل ‪،‬حيث أن قيام أحد طرفي‬
‫العالقة الشغلية للجرائم المنصوص عليها قانونا يؤدي إلى تحمله للمسؤولية‬
‫الجنائية‪ ،‬و تجدر اإلشارة على أنه رغم إقرار المشرع لهذه المسؤولية فإنه‬
‫لم يقم بتنظيم أحكامها جيدا كما أن العقوبات المقررة لجرائم الشغل هي‬
‫عقوبات غير رادعة حيث أغلبها غرامات مالية كما أنها هزيلة مقارنة مع‬
‫األفعال التي اعتبرها المشرع جرائم وهو ما جعل القانون الجنائي للشغل‬
‫يعرف بعض القصور لذا يجب على المشرع أن يتدخل من أجل وضع‬
‫عقوبات رادعة خصوصا للطرف القوي في عقد الشغل أال وهو المشغل‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الئحة المراجع‬
‫✓ الكتب‪:‬‬
‫‪-‬سميرة كميلي ‪،‬القانون الجنائي للشغل الجزء األول ‪،‬الطبعة ‪2015‬‬
‫‪-‬سعيد الوردي‪ ،‬محاضرات في القانون الجنائي العام ‪2020/2019،‬‬
‫✓ األطروحات و الرسائل‬
‫‪-‬سميرة كميلي‪ ،‬القانون الجنائي للشغل ‪،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في‬
‫الحقوق ‪،‬وحدة التكوين و البحث في قانون األعمال ‪،‬كلية العلوم‬
‫القانونية اإلقتصادية و االجتماعية جامعة الحسن الثاني عين الشق ‪،‬‬
‫الدار البيضاء ‪،‬السنة الجامعية ‪2002 / 2001‬‬
‫‪ -‬المسؤولية الجنائية للمسير في شركات المساهمة على ضوء التشريع‬
‫و الفقه و القضاء ‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص وحدة‬
‫القانون األعمال ‪،‬جامعة الحسن الثاني عين الشق الدار البيضاء‬
‫‪2004/2003‬‬
‫‪ -‬مراد منار‪ ،‬الجرائم المرتكبة عبر الوسائط االلكترونية‪ ،‬رسالة لنيل‬
‫دبلوم للماستر في القانون الخاص‪ ،‬تخصص للعلوم الجنائية واالمنية‪،‬‬
‫سنة ‪.2017-2019‬‬

‫✓ الظهائر و القوانين‬
‫‪ -‬ظهير شريف رقم ‪ 1.03.194‬صادر في ‪ 14‬من رجب ‪11 ( 1424‬‬
‫سبتمبر ‪ ) 2003‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 65.99‬المتعلق بمدونة الشغل ‪،‬الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 5167‬بتاريخ ‪ 13‬شوال ‪ 8 ( 1424‬ديسمبر ‪ ، ) 2003‬ص‬
‫‪3969‬‬
‫‪ -‬ظهير شريف رقم ‪ 1.59.413‬صادر في ‪ 28‬جمادى الثانية ‪1382‬‬
‫(‪ 26‬نونبر ‪ )1962‬بالمصادقة على مجموعة القانون الجنائي‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 24.05‬المتعلق بتغيير وتتميم مجموعة القانون الجنائي‬
‫الصادر بتنفيذه ظهير شريف رقم ‪ 1.03.207‬بتاريخ ‪ 16‬رمضان‬
‫‪ 11(1424‬نوفمبر‪ ،)2003‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5175‬بتاريخ ‪12‬‬
‫ذو القعدة ‪ 5( 1424‬يناير ‪)2004‬‬

‫‪12‬‬
‫‪-‬ظهير شريف رقم ‪ 1.18.19‬صادر في ‪ 5‬جمادى االخرة‪22 (14.39‬‬
‫فبراير‪ )2018‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 103.13‬المتعلق بمحاربة العنف ضد‬
‫النساء‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6655‬بتاريخ جمادى االخرة‪12(1439‬‬
‫مارس ‪.)2018‬‬

‫✓ المقاالت‬
‫‪ -‬مراد بنار‪ ،‬الجرائم المرتكبة عبر الوسائط االلكترونية ‪،‬جريمتي االبتزاز‬
‫والتحرش الجنسي‪ -‬نموذجا‪ -‬مجلة القضية‪ ،‬العدد االول ‪ ، 2019‬الصفحة‬
‫‪163‬‬
‫‪ -‬أ مينة رضوان ‪،‬مسؤولية المشغل في الحفاظ على صحة وسالمة األجراء‬
‫داخل المقاولة ‪ ،‬مقال منشور في مجلة القانون و األعمال‬

‫✓ المواقع االلكترونية‬
‫‪/https://www.droitetentreprise.com‬‬

‫‪13‬‬
‫الفهرس‬

‫مقدمة‪1............................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬أحكام المسؤولية الجنائية للمشغل و األجير‪3.................‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬المسؤولية الجنائية للمشغل‪3..................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬المسؤولية الجنائية لألجير‪5....................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬المسؤولية الجنائية في جريمة التحرش الجنسي‪8...........‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬التحرش الجنسي في إطار مجموعة القانون الجنائي‪8........‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬التحرش الجنسي في إطار مدونة الشغل‪10......................‬‬
‫خاتمة‪12.............................................................................‬‬
‫الئحة المراجع‪13....................................................................‬‬
‫الفهرس‪15...........................................................................‬‬

‫‪14‬‬

You might also like