You are on page 1of 18

‫ﻣوﻗﻊ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ‬ www.elkanounia.

com ‫ﻟﻠﻣزﯾد ﻣن اﻟﻌروض زوروا‬

fb.com/Elkanounia.Ma twitter.com/ElkanouniaMa
‫المملكة المغربية‬
‫جامعة عبد المالك السعدي‬
‫كلية العلوم القانونية و اإلقتصادية‬
‫و االجتماعية بطنجة‬

‫عرض تحت عنوان‪:‬‬

‫‪‬جرائم الشركات‬
‫جرائم التسيير و التدبير‬

‫تحت إشراف الدكتور‪ :‬هشام بوحوص‬

‫‪ -‬محمد قدار‬
‫‪ -‬غزالن عساري‬ ‫من إعداد الطلبة ‪:‬‬

‫‪ -‬محمد بومزوغ‬
‫‪-‬عبد هللا أزوض‬
‫السداسي األول‬
‫القانون الخاص‬

‫الموسم الجامعية ‪2018/2017‬‬


‫جرائم التسيير و االدارة و التذبير في الشركات التجارية‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫أن التدخل الجنائي للمشرع المغربي في ميدان الشركات التجارية و خاصة‬
‫شركات المساهمة لم يكن محض صدفة أو خيارا يمكن تجاوزه‪ ،‬و إنما هو شر البد‬
‫منه أملته إكراهات و ظروف تمثلت في عجز الجزاءات غير الزجرية عن أداء‬
‫وظيفتها‪ ،‬إضافة إلى عدم مالءمة الجزاءات الزجرية التقليدية لدرجة الخروقات و‬
‫‪1‬‬
‫االفعال االجرامية المرتكبة على مستوى الشركات‪.‬‬
‫حيث صار تدخل المشرع الجنائي في مجال تنظيم الشركات أمرا مسلما به في‬
‫جل التشريعات الحديثة نظرا لما أصبح يشكله ميدان المال و األعمال كمجال خصب‬
‫لنوع جديد من الجرائم‪ ،‬و تسمى جرائم األعمال‪ ،‬و ترتكب هذه الجرائم من طرف‬
‫أشخاص يبحثون عن الغنى السريع اعتمادا على وضعيات قانونية تغري بارتكاب‬
‫نوع معي ن من الجرائم يعرف بجرائم ذوي الياقات البيضاء‪.‬‬
‫و بفعل هذا التدخل و التغلغل للجانب الزجري في قانون الشركات أصبحنا أمام‬
‫قانون جديد يعرف بالقانون الجنائي للشركات‪ 2‬و الذي يتمحور حول المخالفات و‬
‫الجنح الضبطية ‪ 3‬التي ترتكب من بداية حياة الشركة إلى نهايتها‪.‬‬
‫و بالرجوع إلى قانون ‪ 17.95‬المتعلق بشركات المساهمة و القانون ‪5.96‬‬
‫المتعلق بباقي الشركات نالحظ بأن المشرع حرص على تحديد التصرفات أو االفعال‬
‫التي تشكل خرقا للقواعد التجارية بصفة عامة و قوانين الشركات بصفة خاصة و‬
‫المرتبطة سواء بعرقلة التأسيس أو بعرقلة التسيير و المراقبة و الحل‪.‬‬
‫و يعتبر التسيير في الشركات التجارية من االمور التي حظيت باهتمام كبير من‬
‫لدن التشريعات سواء منها المشرع المغربي او الفرنسي‪ ،‬و إذا كان التسيير يقتضي‬
‫نظريا الحرص على حماية حقوق و مصالح الشركة فإن الواقع العملي كشف عن‬
‫وجود مسيرين قلما يأخدون بعين االعتبار مصالح الشركاء‪ 4‬االمر الذي دفع بالمشرع‬
‫إلى إقرار العديد من المقتضيات الزجرية غايتها معاقبة المخالفات التي تطال تسيير و‬
‫إدارة الشركات بوجه عام‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪.‬طارق البختي‪ ،‬المنظومة الزجرية لشركات المساهمة بين الصرامة و المرونة‪ ،‬طبعة ‪،2017‬مكتبة الرشاد‪-‬سطات‪ ،‬ص‪.33 :‬‬
‫‪ -2‬في حقيقة االمر‪ ،‬ليس هناك قانون جنائي للشركات التجارية أو مدونة لهذ القانون‪ ،‬و إنما جرى العرف لدى رجال القانون و الفقه‬
‫على أن هذا القانون يتضمن جميع المقتضيات الزجرية و الجنائية المنصوص عليها في باقي القوانين التجارية و أيضا النصوص‬
‫الزجرية المحال عليها من طرف قوانين الشركات التجارية‪.‬‬
‫‪ -3‬تنص الفقرة ‪ 3‬من الفصل ‪ 111‬من م‪.‬ق‪.‬ج هي ‪ " :‬الجريمة التي يعاقب عليها القانون بحبس حده األقصى سنتان أو اقل أو‬
‫بغرامة تزيد عن مائتي درهم‪ 3‬تعد جنحة ضبطية"‪.‬‬
‫‪ -4‬لحسن بيهي‪ " :‬الشكلية في ضوء قانون الشركات التجارية المغربي وفق آخر تعديالت ‪ ،"2006‬مكتبة دار السالم‪ ،‬الطبعة االولى‬
‫‪ ،‬سنة ‪ ،2005‬ص‪.265 :‬‬
‫جرائم التسيير و االدارة و التذبير في الشركات التجارية‬

‫تأسيسا على ما سبق سنحاول من خالل هذا العرض أن نتناول بالدراسة و‬


‫التأصيل جرائم التسيير و التدبير و اإلدارة في الشركات التجارية ‪ ،‬معتمدين على‬
‫التصميم اآلتي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬المسؤولية الجنائية للجهاز المسير‬

‫المطلب األول‪ :‬القواعد العامة في التجريم‬

‫الفقرة األولى‪ :‬توسيع دائرة الجهاز المسير‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الرجوع إلى القاعدة العامة في العود‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الطابع الخاص للقانون الجنائي في قانون الشركات‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تكريس الطابع الخاص للمنظومة الزجرية لقوانين الشركات‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تكريس الطابع الخاص للعقوبات المطبقة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬جرائم التسيير و االدارة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬جرائم التسيير ذات القصد الجنائي‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الجرائم الماسة بالمصلحة االقتصادية للشركة‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الجرائم المتعلقة بحسابات الشركة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬جرائم التسيير المادية‬

‫الفقرة األولى‪ :‬جريمة عدم إثبات مداوالت مجلس اإلدارة في محاضر‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬جريمة عدم إعداد الجرد و القوائم التركيبية و تقرير التسيير‬
‫جرائم التسيير و االدارة و التذبير في الشركات التجارية‬

‫المبحث االول ‪ :‬المسؤولية الجنائية للجهاز المسير‬

‫تعد المسؤولية عن أخطاء التسيير من أكثر المسؤوليات شيوعا و انتشارا‪،‬‬


‫ويخضع تقديرها للسلطة القضائية‪ ،‬و تنشأ عن الفعل الضار و الخطأ و االهمال و‬
‫التقصير‪ ،5‬ذلك ان هذه االخطاء قد تعصف بحياة و كينونة الشركة و ذلك في حالة‬
‫تفاقمها و عدم وضع حد لها ‪ ،‬و هو االمر الذي جرمته العديد من التشريعات‬
‫المقارنة‪ ،6‬و هو نفس المقتضى و النهج الذي سلكه المشرع المغربي من خالل‬
‫قوانين الشركات التجارية ‪ 17.95‬و ‪ ،5.96‬حيث جاءت هذه االخيرة متضمنة‬
‫للعديد من المقتضيات الزجرية المتعلقة بعدد هائل من االفعال التي يمكن أن ترتكب‬
‫من طرف الجهاز المسير للشركة خالل أداءه لمهام التسيير او بمناسبتها‪.‬‬
‫فالمسؤولية الجنائية ترافق الجهاز المسير خالل جميع مراحل عالقته بالشركة‬
‫بدءا من التأسيس مرورا بمختلف أطوار حياة الشركة و عالقتها باألجراء و بالدائنين‬
‫و االغيار بمراقبي الحسابات‪ ،‬انتهاءا بمرحلة التصفية و القسمة‪ ،‬كما يمكن أن تمتد‬
‫آثار هذه المسؤولية الجنائية للجهاز المسير في بعض الوضعيات حتى بعد تخليه عن‬
‫‪7‬‬
‫مهام التسيير أو حتى بعد انتهاء الشركة و تصفيتها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬القواعد العامة في التجريم‬


‫تتميز القواعد العامة التي تخضع لها المسؤولية الجنائية للجهاز المسير بالعديد‬
‫من المميزات سواء على مستوى توسيع دائرة االشخاص المعنيين بها‪ ،‬أو على‬
‫مستوى حالة العود‪ ،‬او على مستوى النزول عن الحد االدنى للغرامات المقررة او‬
‫ايقاف تنفيذ العقوبات الحبسية‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬توسيع دائرة الجهاز المسير‬


‫إن قراءة متأنية لقوانين الشركات يتضح معها ان المشرع حاول جاهدا توسيع‬
‫دائرة المخاطبين بقواعده و االشخاص المعنيين بالعقوبات الزجرية المنصوص عليها‬
‫في هذه القوانين‪ ،‬بحيث جعلها تشمل كال من مسيري شركات االشخاص و جميع‬
‫أعضاء أجهزة االدارة أو التدبير أو التسيير في شركات المساهمة و كال من‬
‫‪8‬‬
‫المسيرين الفعلين القانونين و الفعليين لهذه الشركات‪.‬‬

‫‪ -5‬أحمد شكري السباعي‪" :‬الوسيط في الشركات و المجموعات ذات النفع االقتصادي" الجزء الرابع ‪،‬شركات المساهمة‪ ،‬صفحة‬
‫‪.168:‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 715‬مكرر ‪ 23‬من القانون الجزائري التجاري و التي عاقبت و رتبت مسؤولية المسيرين عن االخطاء التي يرتكبونها‬
‫بمناسبة تسييرهم و إدارتهم ألعمال الشركة‪.‬‬
‫‪ -7‬عالل فالي‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬الجزء االول المقتضيات العامة‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة الرباط ‪ ،2016‬صفحة ‪.445 :‬‬
‫‪ -8‬أنظر المادة ‪ 373‬من القانون ‪ 17.95‬و المادة ‪ 100‬من القانون ‪.5.96‬‬
‫جرائم التسيير و االدارة و التذبير في الشركات التجارية‬

‫و عليه فإن العقوبات الزجرية المنصوص عليها في قوانين الشركات التجارية‬


‫المغربي تطال كال من المسيرين القانونيين و كذا المسيرين الفعليين الذين ثبتت‬
‫مسؤوليتهم في هذا االطار‪ ،‬بل يمكن ان يقتصر االمر على إثارة مسؤولية المسير‬
‫الفعلي فقط دون المسير القانوني‪ ،‬و تبقى لمحاكم الموضوع في جميع الحاالت سلطة‬
‫تقديرية في إثبات صفة المسير الفعلي و االقتناع باألفعال المنسوبة إليه و ذلك تحت‬
‫رقابة محكمة النقض‪.‬‬
‫فالمسير القانوني للشركة هو ذلك الذي يتولى بصفة نظامية مهام اإلدارة أو‬
‫التدبير أو التسيير في الشركة‪ ،‬أي كل األعضاء القانونيين للشخص المعنوي المعين‬
‫بصفة نظامية‪ ،‬والذين تناط بهم مهام تدبير شؤون الشركة‪.9‬‬
‫أما المسير الفعلي يقصد بالمسير الفعلي ذلك المسير الذي عين بصفة غير‬
‫قانونية‪ ،‬أو الشخص الذي له تأثير دائم على اتخاذ القرارات أو على المسير العادي‬
‫إلدارة الشركة‪ ،‬وكل شخص يمارس بصورة مباشرة أو عن طريق شخص سخر‬
‫نشاطا ايجابيا ومستقال داخل الشركة‪ ،‬تحت غطاء أو نيابة عن الممثلين الشرعيين‪،‬‬
‫أو كان يحركه أو يتالعب بهؤالء‪ ،‬األمر يفترض نشاطا ايجابيا ومعتادا في التسيير‬
‫بكل استقاللية وحرية‪ ،10‬وعليه فإن الذي نستشفه من هذا التعريف‪ ،‬أن كل من ال‬
‫ينطبق عليه وصف المسير القانوني يعتبر مسيرا فعليا‪.‬‬
‫والقضاء الفرنسي عرف المسير الفعلي بأنه الشخص الذي يتدخل في تسيير‬
‫ومراقبة إدارة الشركة‪ ،‬وأن التدخل في الوظائف التي تقوم عليها اإلدارة العامة‬
‫للمقاولة والتي تستلزم مشاركة مستمرة في هذه اإلدارة ومراقبة فعلية وقارة لمسير‬
‫المق اولة المعنية يعتبر معيارا كافيا إلضفاء صفة المسير الفعلي‪ ،‬وأن المحكمة يمكن‬
‫أن تستنتج هذه الصفة من خالل عدة معطيات‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الرجوع إلى القاعدة العامة في العود‬


‫كانت المنظومة الجنائية لقانون الشركات التجارية في صيغتها تنفرد عن‬
‫القواعد العامة لحالة العود المنظمة في القانون الجنائي العام‪ ،‬حيث كان كظرف‬
‫مشدد للعقوبة غير محدد من حيث الزمن‪ ،‬بحيث كانت المادة ‪ 375‬من ق‪.‬ش‪.‬م و‬
‫المادة ‪ 101‬من ق‪.‬ب‪.‬ش تعتبر حالة العود قائمة على كل من يرتكب جريمة و‬
‫يكون قد عوقب عليها و حكم عليه بالحبس أو الغرامة او هما معا بحكم حائز لقوة‬
‫الشيء المقضي به و ذلك خالفا للفصلين ‪ 156‬و ‪ 157‬من القانون الجنائي‪.‬‬

‫‪9 -Bahaini Maria : La société anonyme en Droit Marocain, analyse et explication, ed‬‬
‫‪headline 1998, p 58‬‬
‫‪ -10‬عبد اللطيف العباسي‪ :‬مسؤولية مسير شركة موضوع مسطرة جماعية‪ ،‬مجلة المحاكم المغربية‪ ،‬العدد ‪،100‬‬
‫يناير فبراير ‪ ،2006‬ص ‪. 73‬‬
‫جرائم التسيير و االدارة و التذبير في الشركات التجارية‬

‫إال أنه وبضغط من الهيئات المهنية المعنية الممثلة للفاعلين االقتصاديين‪ ،‬تم‬
‫تعديل هاتين المادتين بمقتضى القانونين ‪ 20.05‬و ‪ 21.05‬حيث تم الرجوع عن‬
‫العود غير المحدد إلى العود المحدد في خمس سنوات تبتدأ من تمام تنفيذ العقوبة أو‬
‫‪11‬‬
‫تقادمها‪.‬‬
‫و من مبررات التعديل أن "النظام المخالف لقواعد القانون الجنائي العام‬
‫بخصوص مدة العود جد صارم و غير مبرر إطالقا"‪ ،12‬و هو االمر الذي يطرح‬
‫أكثر من تساؤل حول حدود هذا التعديل و أهميته و هل تحديد المدة الزمنية التي‬
‫يعتد بها لقيام حالة العود تعد في صالح حياة االعمال‪.‬‬
‫و عليه‪ ،‬فإذا كان هذا التعديل جاء كما أسلفنا سابقا استجابة للفاعلين‬
‫االقتصاديين‪ ،‬فإن الواقع و المنطق يقتضي أن يبقي على حالة العود غير المحددة‬
‫زمنيا و ذلك لتحقيق ردع أكبر ال سيما و ان عالم الشركات و االعمال عالم يتم فيه‬
‫تداول الكثير من االموال المقدمة من طرف الجمهور إلى جهات معينة لتتولى‬
‫استثمارها و التصرف فيها و استخدامها بشكل يحقق لهذا الجمهور أرباحا او‬
‫‪13‬‬
‫فوائد‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الطابع الخاص للقانون الجنائي في قانون الشركات‬


‫إن السياسة الجنائية في ميدان االعمال بصفة عامة و ميدان الشركات التجارية‬
‫خاصة تعرف توجها واضحا نحو خصوصية القانون الجنائي لهذا الميدان‪ ،‬و ليس‬
‫مجرد قواعد قانونية تابعة للقانون الجنائي العام‪ .‬و لعل ما يبرز أكثر هذه‬
‫الخصوصية هو استقالل كل فرع من فروع قوانين االعمال بمنظومة زجرية تنظم‬
‫مجاالته‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تكريس الطابع الخاص للمنظومة الزجرية لقوانين الشركات‬


‫يتجلى هذا التكريس الخاص من خالل إلغاء كل من المادة ‪ 376‬من القانون‬
‫‪ 17.05‬و المادة ‪ 102‬من القانون ‪ 5.96‬و ذلك بمقتضى القانونين ‪ 20.05‬و‬
‫‪ 21.05‬على التوالي‪ ،‬و اللتين كانتا تنصان على أنه ال تطبق االحكام الجنائية‬
‫المنصوص عليها في قوانين الشركات إال إذا كانت االفعال المعاقب عليها ال تقبل‬
‫تكييفا جنائيا أشد حسب أحكام القانون الجنائي العام‪ .‬و إذا كان هذا االلغاء جاء نتيجة‬
‫للمطالبة بتخفيف المسؤولية الجنائية لمسيري الشركات و تليين الجانب الجنائي‬

‫‪ - 11‬المادة ‪ 375‬من القانون ‪ 17.95‬كما تم تتميمه و تعديله و المادة ‪ 101‬من القانون ‪ 5.96‬كما تم تتميمه و تعديله‪.‬‬
‫‪ -12‬أنظر تقرير لجنة المالية و التنمية االقتصادية بمجلس النواب حول مشروع قانون ‪ 20.05‬المغير و المتممم للقانون ‪.17.95‬‬
‫‪ -13‬عالل فالي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬صفحة ‪.450 :‬‬
‫جرائم التسيير و االدارة و التذبير في الشركات التجارية‬

‫لقانون شركة المساهمة‪ ،‬فإنه أيضا جاء للتأكيد على خصوصية قانون الشركات و‬
‫نشأة قانون جنائي خاص بها‪.‬‬
‫إال أنه ما يثير االستغراب هو أن المشرع كان متناقضا مع نفسه على هذا‬
‫المستوى‪ ،‬بحيث أنه إذا كان فعال يريد تكريس الطابع الخاص للقانون الجنائي‬
‫الخاص كان حري به االبقاء على خصوصية حالة العود كما كانت منظمة سابقا و‬
‫مختلفة عن تلك المنظمة بمقتضى الجنائي العام‪ .‬و بالتالي فإن المشرع كف االرتباط‬
‫بين الجنائي العام و الجنائي الخاص للشركات من خالل إلغاء المادتين السابقتين في‬
‫حين عاد ليبني هذا االرتباط مجدد من خالل تبني الجنائي الخاص لنفس المقتضيات‬
‫الخاصة بحالة العود المتضمنة في القانون الجنائي العام‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تكريس الطابع الخاص للعقوبات المطبقة‪.‬‬


‫اعتبارا للطبيعة الخاصة التي تميز أغلب العقوبات المضمنة بقانوني الشركات‬
‫و التي ال تخرج في الغالب عن غرامات يكون الجهاز المسير ملزما بأدائها‪ ،‬فإن‬
‫المشرع حاول الحفاظ على هذا الطابع الخاص للغرامات لكونها تمس الذمة المالية‬
‫المباشرة للجهاز المسير‪ ،‬و بالتالي منع القضاء المختص بالنطق بها من النزول عن‬
‫حدها االدنى و ذلك خالفا للمقتضيات القانونية المنظمة للسلطة التقديرية للقاضي في‬
‫هذا المجال و المنظمة بمقتضى الفصول ‪ 55‬و ‪ 149‬و ‪ 150‬من مجموعة‬
‫‪14‬‬
‫القانون الجنائي العام‪.‬‬
‫و في نفس االطار أيضا منعت كل من المادة ‪ 377‬من ق‪.‬ش‪.‬م و المادة ‪103‬‬
‫من ق‪.‬ب‪.‬ش الجهات القضائية المختصة بشكل صريح و مباشر من االمر بإيقاف‬
‫تنفيذ الغرامات المحكوم بها على الجهاز المسير بحيث يمكن أن يقتصر هذا االمر‬
‫على العقوبات الحبسية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬جرائم التسيير و االدارة في الشركات التجارية‬


‫تعتبر جرائم التسيير و االدارة من أهم الجرائم التي قد ترتكب من طرف الجهاز‬
‫االداري للشركة‪ ،‬و هذه األهمية نابعة أساسا من أعمال االدارة و التسيير تعتبر‬
‫المحرك االساسي لحياة الشركة في عالقتها مع ذاتها و مع االغيار‪ ،‬كما تنبع أيضا‬
‫من الصفة الخاصة لألشخاص المسؤولين و هم المسيرين القانونيين أو الفعليين‪،‬‬
‫و الذين نعتهم الفقه الجنائي بذوي الياقات البيضاء‪.‬‬

‫و إذا كان المسير يعد أهم متصرفي الشركة‪ ،‬فإنه يعد في نفس الوقت أخطر عنصر‬

‫‪ -14‬عالل فالي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬صفحة ‪.452‬‬


‫جرائم التسيير و االدارة و التذبير في الشركات التجارية‬

‫بحيث يتوفر على قدر كبير من الخبرة و الدهاء ما يمكنه من إخفاء معالم الجريمة‬
‫التي يأتيها‪.‬‬
‫لقد ارتأينا ان نقف هنا عند الجرائم المنصوص عليها في المواد من ‪384‬‬
‫إلى‪ 386‬من القانون ‪ 17.95‬المتعلق بشركات المساهمة باعتبارها الشريعة العامة‬
‫لباقي الشركات‪ ،‬و التي من خالل االضطالع عليها يمكن أن نقسمها إلى مطلبين‬
‫يتعلق االول بجرائم التسيير ذات القصد الجنائي أما الثاني فيتعلق بجرائم التسيير‬
‫المادية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬جرائم التسيير ذات القصد الجنائي‪:‬‬


‫جرائم التسيير ذات القصد الجنائي أي التي تطلب المشرع لقيامها ضرورة قيام‬
‫الركن المعنوي إلى جانب الركن المادي و القانوني نوعان و هما ‪ :‬الجرائم الماسة‬
‫بالمصلحة االقتصادية للشركة و الجرائم الماسة بحسابات الشركة‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الجرائم الماسة بالمصلحة االقتصادية للشركة‪:‬‬


‫و يتعلق األمر بالجريمتين المنصوص عليهما في البندين ‪ 3‬و ‪ 4‬من المادة‬
‫‪ 384‬من القانون ‪ 17.95‬المتعلق بشركات المساهمة و من المادة ‪ 107‬من‬
‫القانون ‪ 5.96‬المتعلق بباقي الشركات‪ ،‬سنتناول أوال جريمة إساءة استعمال أموال‬
‫و اعتمادات الشركة و ثانيا جريمة إساءة استعمال السلط أو األصوات داخل الشركة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬جريمة إساءة استعمال أموال و اعتمادات الشركة‪.‬‬
‫يعد تجريم سوء استعمال أموال و اعتمادات الشركة خير مثال على مسايرة‬
‫المشرع ألحدث األفعال و السلوكات الجرمية الواقعة على الذمة المالية للشركة و‬
‫المستعملة من رجال األعمال و مسيري الشركات المساهمة خصوصا‪.‬‬
‫و يأتي تجريم هذه األفعال في إطار حرص المشرع الجنائي على حماية الحقوق‬
‫و المصالح المتواجدة في الشركة و على رأسها حقوق المساهمين و الدائنين و كل‬
‫المتعاملين مع الشركة و حقوق هذه األخيرة في حد ذاتها‪.‬‬
‫ميالد هذه الجريمة يعود إلى القانون الفرنسي الذي استحدثها بمقتضى قانون ‪8‬‬
‫غشت ‪ 1935‬ألول مرة‪ ،‬فقبل هذا التاريخ كان القضاء الفرنسي يدين مديري و‬
‫مسيري الشركات عن الخروقات التي تمس بالذمة المالية للشركة بجريمة خيانة‬
‫األمانة‪ ،‬و إذا كان القضاء يهدف من تطبيق هذه الجريمة عدم إفالت الجناة إال أنه‬
‫خرق مبدأ الشرعية و تعرض بذلك لعدة انتقادات‪ ،‬ألن جريمة خيانة األمانة تقوم‬
‫على عنصري التبديد و االختال لألموال دون أن تتعلق بإساءة االستعمال مما جعل‬
‫من جريمة خيانة األمانة ال تتالءم مع الجرائم المتعلقة بميدان الشركات‪.‬أما بالنسبة‬
‫للتشريع المغربي فإن هذه الجريمة لم تنظَّم إالَّ في ظل القانون ‪ 17.95‬و قانون‬
‫جرائم التسيير و االدارة و التذبير في الشركات التجارية‬

‫‪ 5.96‬الذين استوحت جل نصوصهما من التشريع الفرنسي ل ‪ 24‬يوليوز‬


‫‪.1967‬‬

‫و باستقراء المادتين ‪ 384‬من القانون ‪ 17.95‬و ‪ 107‬من القانون ‪ 5.96‬يتضح‬


‫أن جريمة إساءة استعمال أموال و اعتمادات الشركة تتطلب لقيامها تحقق سالمة‬
‫الركن المادي و المعنوي‪.‬‬
‫‪ ‬عناصر الركن المادي لجريمة سوء استعمال أموال و اعتمادات الشركة‪.‬‬
‫تتعدد عناصر الركن المادي في جريمة إساءة استعمال أموال و اعتمادات‬
‫الشركة في عنصرين أساسيين‪:‬‬
‫العنصر األول‪ :‬استعمال أموال و اعتمادات الشركة‪.‬‬
‫العنصر الثاني‪ :‬تعارض هذا االستعمال مع المصلحة االقتصادية للشركة‪.‬‬
‫و سنقف عند كل عنصر من هذين العنصرين المكونين للجريمة محل الدراسة‪.‬‬
‫العنصر األول‪ :‬استعمال أموال و اعتمادات الشركة‪.‬‬
‫من بين السلطات التي يتمتع بها مسيرو شركات المساهمة إدارة و تسيير هذه‬
‫األخيرة‪ ،‬و استعمال أموالها و اعتماداتها‪ ،‬لكن قد يقع أن يفقد هذا االستعمال قانونيته‬
‫و يخرج عن اإلطار الذي رسمه له المشرع و يتحقق ذلك عندما يقدم هؤالء‬
‫المسيرين على خلط الذمة المالية للشركة مع ذممهم المالية و ذلك بالتعامل مع أموال‬
‫و اعتمادات الشركة و كأنها أموالهم الخاصة و استعمالها على هذا األسا ‪.‬‬
‫و يأخذ االجتهاد القضائي الفرنسي بالمفهوم الواسع لمصطلح االستعمال حيث‬
‫يعرفه بأنه كل تصرف من شأنه المس بالذمة المالية للشركة أو اعتماداتها و قد يتخذ‬
‫صورة التملك أو التبديد أو االستغالل أو التفويت ‪...‬فهو ال يرتبط بثبوت نية التملك‬
‫لدى المسير أو االنتقال الفعلي للمال من ذمة الشركة إلى ذمته الشخصية بل مجرد‬
‫االستعمال السيء ألموال الشركة هو كاف لقيام الجريمة أي أن الركن المادي‬
‫للجريمة يتحقق بمجرد االستفادة من القرض أو التسهيالت المالية أو االستخدام غير‬
‫المبرر ألدوات و معدات الشركة أو االستعانة بأجرائها للقيام بخدمة شخصية لفائدة‬
‫المدير أو المسيرأو إعطاء رشوة من مال الشركة لكسب صفقة تخدم مصالح الشركة‪.‬‬
‫فهذه الجريمة تتحقق سواء كان االستعمال في صالح الشركة او سبب لها ضررا ما‪.‬‬
‫لقد استقر الفقه و القضاء الفرنسي على اعتبار ذلك االستعمال تقوم معه جريمة‬
‫إساءة استعمال أموال الشركة و اعتماداتها مستندا في ذلك على علة كون هذا‬
‫جرائم التسيير و االدارة و التذبير في الشركات التجارية‬

‫االستعمال يمكن أن يعرض الذمة المالية للشركة للضرر و المخاطرة‪ ،‬كما اعتبر أنه‬
‫و حتى عند إرجاع المسير لألموال المستعملة فإن ذلك ال يمحي قيام الجريمة و‬
‫بالتالي ليس ضروريا لتحريك المتابعة إثبات أن المسير استعمل أموال الشركة بنية‬
‫االستحواذ عليها بل يكفي مجرد استعماله لها‪.‬‬
‫هذا و يجب أن ينصب عنصر االستعمال على أموال و اعتمادات الشركة‪.‬و‬
‫يقصد بأموال الشركة مجموع األموال سواء منها المنقولة له أو غير المنقولة و التي‬
‫تدخل في الذمة المالية للشركة كالبضائع و األدوات و المعدات إضافة إلى الديون‬
‫المستحقة لدى الغير و العقارات العائدة لها‪.‬‬
‫أما اعتمادات الشركة فيقصد بها استغالل اسم الشركة‪ ،‬سمعتها التجارية المتألقة‬
‫في السوق و الناتجة عن نقل وزنها المالي و قوتها التنافسية و عن كبر حجم أعمالها‬
‫و معامالتها التجارية و ما إلى غير ذلك من االموال المنقولة المعنوية‪.‬‬
‫العنصر الثاني‪ :‬تعارض هذا االستعمال مع المصلحة االقتصادية للشركة‪.‬‬
‫و هو العنصر الثاني الذي يلزم توافره لقيام الركن المادي لجريمة إساءة استعمال‬
‫أموال أو اعتمادات الشركة‪.‬‬
‫و يعد مفهوم مصلحة الشركة من ضمن المفاهيم القانونية التي يصعب إعطائها‬
‫تعريفا محددا و مضبوطا و قد انقسم الفقه الجنائي في تفسير هذا المفهوم إلى اتجاهين‬
‫أساسيين‪:‬‬
‫اتجاه يأخذ بالمفهوم الضيق للمصلحة بناء على نظامها العقدي حيث يرى بأن‬
‫مصلحة الشركة تتجلى في مصلحة المساهمين و الشركاء فقط و ينطلق هذا االتجاه‬
‫من مفهوم حكومة المقاولة باعتباره األسا الجديد إلعادة توزيع السلطات داخل‬
‫الشركة قصد تحقيق توازن بين القوى المتواجدة‪.‬‬
‫و اتجاه ثاني يأخذ بالمفهوم الواسع لمصلحة الشركة و يستند في ذلك على‬
‫النظرية النظامية للشركة و يعرف هذا االتجاه مصلحة الشركة بأنها المصلحة العليا‬
‫للشخص المعنوي ذاته الذي يُعد فاعال اقتصاديا مستقال و له أهداف مستقلة عن‬
‫أهداف األشخاص المكونين له أي المساهمين و األجراء و الدائنين و الموردين و‬
‫الزبناء على أن مصلحة هؤالء تلتقي في الصالح العام المتمثل في ازدهار الشركة و‬
‫الحفاظ على سيرورتها و بقائها‪.‬‬
‫و لقد كان لهاذين االتجاهين األثر الكبير على االجتهاد القضائي الذي لم يستقر‬
‫هو اآلخر على موقف موحد فنجده تارة يأخذ بالمفهوم الواسع كي يضمن فعالية و‬
‫تطبيق المقتضيات الزجرية‪ ،‬و تارة أخرى يأخذ بالمفهوم الضيق و يتجلى ذلك حين‬
‫رفضه في مناسبات عديدة حق االنتماء كطرف مدني لكل من األجراء و الدائنين‬
‫الذين يقعون ضحية تعسفات المساهمين‪.‬‬
‫جرائم التسيير و االدارة و التذبير في الشركات التجارية‬

‫و يترتب عن األخذ بالمفهوم الواسع للمصلحة االقتصادية للشركة أن موافقة‬


‫المساهمين أو الشركاء على استعمال المسير ألموال الشركة قصد تحقيق مصالحه‬
‫الشخصية ال تنهض سببا لنزع الطابع الجرمي عن هذا االستعمال‪ ،‬فمصلحة الشركة‬
‫ليست رهن إشارة المساهمين أو الشركاء و ليس لهم أهمية التحكم فيها خاصة و أن‬
‫الهدف من وراء التنصيص على هذه الجريمة مصلحة الشركاء و مع الحفاظ على‬
‫ذمة الشركة‪.‬‬
‫‪ ‬الركن المعنوي‪.‬‬
‫تعتبر جريمة إساءة أموال الشركة أو اعتماداتها من الجرائم العمدية التي يلزم‬
‫لتوافرها تحقق القصد الجنائي لدى المسير‪ ،‬فالبند الثالث من المادة ‪ 384‬من ق‪.‬ش‬
‫إن ما يعاقب المسيرين الذين استعملوا بسوء النية أموال الشركة و اعتماداتها استعماال‬
‫يعلمون تعارضه مع المصالح االقتصادية لهذه األخيرة و ذلك بغية تحقيق أغراض‬
‫شخصية أو لتفضيل شركة أو مقاولة أخرى لهم بها مصالح مباشرة أو غير مباشرة‪.‬‬
‫و بهذا المقتضى يلزم الكتمال الركن المعنوي لهذه الجريمة توفر القصد الخاص‬
‫إلى جانب القصد العام‪ ،‬فإذا كان القصد العام يتحقق باتجاه إرادة المسير الجاني إلى‬
‫استعماله ألموال أو اعتمادات الشركة مع علمه بأن هذا النشاط يمس بالمصلحة‬
‫االقتصادية للشركة‪ ،‬فإن القصد الخاص يتمثل في تحقيق الجاني من وراء نشاطه‬
‫اإلجرامي أغراض شخصية أو تفضيل شركة أو مقاولة له بها مصالح مباشرة أو‬
‫غير مباشرة‪.‬‬
‫و مفهوم المصلحة الشخصية مفهوم مرن و جد واسع و يستوعب كافة‬
‫االمتيازات و المنافع التي يحققها مسير الشركة إما لفائدته الشخصية و إما لفائدة‬
‫غيره من األقارب أو األصدقاء أو أي شخص تربطه به عالقة ما‪ ،‬و يمكن أن تكون‬
‫المصلحة عبارة عن مكتسبات مادية عن طريق اإلثراء المباشر من ذمة الشركة أو‬
‫معنوية من قبيل سعي المسير نحو الحفاظ على العالقات االجتماعية أو التجارية أو‬
‫السياسية‪...‬‬
‫و ت ضاعف العقوبة المذكورة في حالة العود طبقا للمادة‪ 375‬من قانون‬
‫‪ 17.95‬التي اعتبرت حالة العود قائمة لكل من ارتكب جريمة بعد أن يكون قد حكم‬
‫عليه بالحبس أو الغرامة أو هما معا بحكم حائز لقوة الشيء المقضي به من أجل‬
‫جريمة سابقة و ذلك خالفا للفصلين ‪ 156‬و ‪ 157‬من القانون الجنائي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬جريمة إساءة استعمال السلط أو األصوات داخل الشركة‪.‬‬
‫• استعمال السلط‬
‫تعرف السلطة بكونها تلك الحقوق المملوكة للمسيرين بواسطة القانون أو‬
‫بواسطة النظام األساسي للشركة‪ ،‬و التي ينتهي سوء استعمالها إلى تجريمها بواسطة‬
‫جرائم التسيير و االدارة و التذبير في الشركات التجارية‬

‫البند الرابع من المادة ‪ 384‬السالفة الذكر‪ ،‬و هكذا نكون أمام سوء استعمال السلط‪،‬‬
‫مثال في الحالة التي يعمد فيها أحد المسيرين إلى إعطاء أوامر ألجراء الشركة بإنجاز‬
‫أشغال شخصية للمسير‪.‬‬
‫و استعمال السلط يمكن أن يتحقق بأفعال إيجابية كإعطاء أوامر أو اتخاذ مواقف‬
‫تخدم المصالح الشخصية لمصدرها‪ ،‬و يمكن أن تتحقق بأفعال سلبية كاالمتناع عن‬
‫المطالبة بديون الشركة‪.‬‬
‫•استعمال األصوات‪.‬‬
‫تتجلى مسألة سوء استعمال األصوات داخل الشركة حينما يوكل أحد الشركاء‬
‫المسير بوكالة على بياض حتى ينوب عنه في عملية التصويت داخل الجمعية‬
‫العمومية فيستغل المسير هذه الوكالة ليؤثر في قرارات الجمعية بالشكل الذي يرغب‬
‫فيه‪.‬‬
‫و قد تستعمل األصوات أو السلط لتسهيل جمعيات اختال األموال التي قد يقوم بها‬
‫المسير و في هذه الحالة تكون السلط و األصوات وسيلة فقط يتحقق بها الهدف‬
‫األساسي الذي هو االستيالء على المال‪.‬‬
‫لذلك يرى الفقه بأن سوء استعمال السلط أو األصوات تشكل جرائم مسهلة‬
‫لجريمة سوء استعمال أموال الشركة أو اعتماداتها و التي تعد الهدف المبتغى من‬
‫وراء األولى‪.‬‬
‫و يعاقب على جريمة إساءة استعمال السلط أو األصوات بنفس عقوبة جريمة‬
‫سوء استعمال أموال الشركة أو اعتماداتها و ذلك بالحبس من شهر إلى ستة أشهر و‬
‫بغرامة من ‪ 1000000‬إلى ‪ 100000‬درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين إلى‬
‫جانب العقوبات اإلضافية التي أشرنا إليها عند تناولنا لجريمة إساءة استعمال أموال‬
‫الشركة أو اعتماداتها ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الجرائم المتعلقة بحسابات الشركة‪.‬‬


‫سنتطرق للحديث في هذا الصدد عن الجنح المتعلقة بنشر أو تقديم قوائم‬
‫تركيبية غير صادقة عن وضع الشركة ‪ ،‬ثم الجنح المتعلقة بتوزيع أرباح وهمية في‬
‫غياب الجرد أو وسائل جرد تدليسية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬نشر أو تقديم قوائم تركيبية ال تعطي صورة صادقة عن وضع الشركة‪:‬‬
‫يجرم القانون كل مسؤول داخل شركة قام بنشر أو تقديم قوائم تركيبية غير‬
‫صادقة ومغلوطة عن وضع الشركة ‪ ،‬وتشمل القوائم التركيبية انطالقا من المادتين‬
‫جرائم التسيير و االدارة و التذبير في الشركات التجارية‬

‫‪ 9‬و ‪ 10‬من قانون رقم ‪ 15 09.88‬والمتعلق بالقواعد المحاسبية الواجب على‬


‫التجار العمل بها‪ :‬الموازنة وحسابات العائدات والتكاليف وقائمة أرصدة اإلدارة‬
‫وجدول التمويل وقائمة المعلومات التكميلية‪...‬‬
‫وعلى هذا األسا حدد المشرع المغربي النصوص التجريمية في هذا االطار‬
‫انطالقا من البند الثاني من المادة ‪ 384‬من قانون رقم ‪ 17.95‬والذي ينص ‪":‬‬
‫الذين قاموا‪...‬بنشر أو تقديم قوائم تركيبية سنوية للمساهمين ال تعطي صورة صادقة‬
‫للنتائج المحققة برسم كل سنة مالية والوضعية المالية للشركة ‪".‬‬
‫وهي نفس المقتضيات التي تم التنصيص عليها في البند الثاني من المادة ‪107‬‬
‫من قانون رقم ‪.05.96‬‬
‫وتتحقق هذه الجريمة بتوافر الركن المادي والركن المعنوي كباقي الجرائم‬
‫االخرى‪.‬‬
‫فالركن المادي لهذه الجريمة هو‪:‬‬
‫‪ -‬تقديم أو نشر قوائم تركيبية ؛‬
‫‪ -‬تقديم قوائم تركيبية للمساهمين ال تعطي صورة صادقة للنتائج المحققة برسم‬
‫كل سنة مالية ‪،‬والوضعية المالية للشركة وذمتها المالية عند انتهاء تلك الفترة‪.16‬‬
‫وبالرجوع إلى المادة ‪ 384‬من ق ‪ ،17.95‬نجد أنها تضمنت فعلين إجراميين‬
‫حيث يكفي احدهما لقيام الجنحة حتى ولو في حالة عدم توزيع االرباح حيث نص‬
‫عليها المشرع المغربي بشكل صريح في المادة ‪ 384‬بالعبارة التالية‪..." :‬الذين‬
‫قاموا عن قصد ولو في حالة عدم توزيع األرباح ‪ ...‬بنشر أو تقديم ‪"...‬‬
‫ويقوم الركن المعنوي بوجود القصد الخاص باإلضافة إلى القصد الجنائي العام‪.‬‬
‫فالقصد الجنائي العام ‪ ،‬يتمثل في العلم واإلرادة كعنصرين ضروريين للقصد الجنائي‬
‫‪ ،‬فالعلم يتمثل في علم الجاني بأن القوائم التركيبية المنشورة أو المقدمة غير صادقة ‪،‬‬
‫أما االرادة فتتجلى في تقديم أو نشر قوائم كاذبة ‪.‬‬
‫أما القصد الخاص والذي يعتبر عنصرا ضروريا لقيام الركن المعنوي لهذه‬
‫الجريمة ‪ ،‬فيتمثل في توجه إرادة الفاعل إلى اخفاء الوضعية الحقيقية للشركة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬توزيع أرباح وهمية في غياب الجرد أو بوسائل الجرد التدليسية‪:‬‬
‫من المبادئ المتعارف عليها في القانون المدني هو تقييم االرباح وتحمل الخسائر‬
‫التي قد تتحقق لدى الشركة‪.17‬ولكن هذه االمكانية قد يتم إساءة استعمالها باللجوء إلى‬

‫‪ - 15‬ظهير شريف رقم ‪ 1.92.138‬صادر في ‪ 30‬من جمادى األول ‪ 25 ( 1413‬ديسمبر ‪ . ) 1992‬بتنفيذ‬


‫القانون رقم ‪ 09.88‬المتعلق بالقواعد المحاسبية الواجب على التجار العمل بها‪.‬‬
‫‪ - 16‬بن خدة رضى‪ ،‬محاولة في القانون الجنائي للشركات التجارية ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2010‬دار السالم لطباعة‬
‫والنشر والتوزيع ‪ ،‬الرباط ‪ ،‬ص ‪.422‬‬
‫جرائم التسيير و االدارة و التذبير في الشركات التجارية‬

‫طرق غير مشروعة بغية اقتسام ارباح وهمية ‪ ،‬فهذا التصرف يكتسي طابعا اجراميا‬
‫في ظل قانون الشركات المغربي ‪ ،‬ويتجلى ذلك في كل من البند رقم ‪ 1‬من المادة‬
‫‪ 384‬من ق ‪ 17.95‬والبند رقم ‪ 1‬من ق ‪.05.96‬‬
‫ويتحقق الركن المادي لهذه الجريمة بتوافر العنصرين التاليين ‪:‬‬
‫‪-1‬توزيع أرباح وهمية على المساهمين‪.‬‬
‫‪-2‬توزيع في غياب أي جرد أو باالعتماد على جرود تدليسية‪.‬‬
‫‪-‬توزيع أرباح وهمية على المساهمين‪:‬‬
‫لقد تطرق المشرع المغربي لهذا العنصر من خالل المادة ‪ 384‬بالعبارة التالية‪:‬‬
‫"الذين وزعوا عن قصد على المساهمين أرباحا وهمية‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة أن المادة ‪ 107‬من ق ‪ 05.96‬جاءت بعبارة أخرى والتي تفيد‬
‫نفس المعنى (خيالية) حيث تقابلها في النص الفرنسي من نفس المادة عبارة (‪)fitcif‬‬
‫وحتى يتحقق الركن المادي للجريمة ال يكفي أن يبلغ التوزيع المجرد لهذه االرباح ‪،‬‬
‫بل يجب أن يحصل ذلك عن طريق اقتران هذا التوزيع بتسلم الشركاء لتلك األرباح ‪،‬‬
‫وتكون هذه األرباح مطابقة للحقيقة‪.‬‬
‫‪-‬التوزيع في غياب أي جرد أو باالعتماد على جرود تدليسية‪:‬‬
‫الجرود التدليسية هي الجرود الحسابية المغشوشة التي ال تحترم المبادئ‬
‫المحاسبية المتمثلة في اإلخالص والصور الصادقة‪ ،‬والتي تعتمد على التقويم الحقيقي‬
‫لقيمة خصوم وأصول الشركة‪ ،‬وذلك باللجوء إلى أساليب المبالغة في تقدير أصول‬
‫الشركة أو حجب خصومها وديونها بقصد افتعال مركز مالي زائف‪.‬‬
‫وقد نصت المادة ‪ 184‬عن ذلك في البند األول بعبارة " في غياب أي جرد و‬
‫باالعتماد على جرود تدليسية " ‪.‬‬
‫بخصوص الركن المعنوي و بالرجوع الى المادة ‪ 384‬من ق ‪،17.95‬‬
‫والمادة ‪ 107‬من ق ‪ ، 05.96‬نجد أن المشرع استعمل عبارة " عن قصد" مما‬
‫يفيد أن هذه الجريمة يلزم لقيامها توافر القصد الجنائي لدى مرتكبيها‪.‬‬
‫وبناء على ذلك ‪ ،‬يجب أن يعلم الجاني بعدم وجود الجرد أو بالصفة الزائفة‬
‫للجرد‪ ،‬وأن يتوفر لديه كذلك العلم بالصفة الصورية لألرباح الموزعة‪ ،‬هذا من جهة‬
‫ومن جهة أخرى يجب أن يتوافر لديه سوء النية‪.18‬‬
‫واذا كان المشرع المغربي يعاقب على جريمة توزيع أرباح وهمية فإن هذه‬
‫العقوبة تختلف من شركة ألخرى من حيث الغرامة فقط إذ الغرامة المقررة في المادة‬

‫‪ - 17‬الفصل ‪ 982‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬


‫‪ - 18‬بن خدة رضى‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.427‬‬
‫جرائم التسيير و االدارة و التذبير في الشركات التجارية‬

‫‪ 384‬من ق ‪ 17.95‬من ‪ 100.000‬إلى ‪ 1.000.000‬درهم أو بعقوبة‬


‫حبسية من شهر إلى ستة اشهر أو بإحدى هاتين العقوبتين ‪ ،‬لكل من أعضاء أجهزة‬
‫اإلدارة أو التدبير أو التسيير لشركة المساهمة‪ ،‬غير أنه يعاقب المسيرين بغرامة من‬
‫‪ 10.000‬إلى ‪ 100.000‬درهم بعقوبة الحبس من شهر إلى ستة أشهر‪ ،‬بالنسبة‬
‫لباقي الشركات ‪ ،‬حسب المادة ‪ 107‬من ق ‪.05.96‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬جرائم التسيير المادية‬
‫إن سير عمل اإلدارة يقتضي قيام كل المسيرين ببعض المهام المنوطة بهم ‪ ،‬إال‬
‫أن عدم القيام بالواجب القانوني المطلوب القيام به جرمه القانون وعاقب عليه و‬
‫يقصد بالجرائم المادية تلك التي يستوي فيها القصد و االهمال او التقصيد فال يشترط‬
‫فيها بالضرورة توافر القصد الجنائي بل ان اتيان النشاط كما حدده النموذج القانوني‬
‫كاف إلثبات الجريمة‪ .‬وفي هذا الصدد سنكتفي بجريمتي ‪ ،‬عدم إعداد الجرد والقوائم‬
‫التركيبية وتقرير التسيير لكل سنة مالية (الفقرة االولى)‪ ،‬وعدم إثبات مداوالت‬
‫مجلس اإلدارة في محاضر(الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬جريمة عدم إعداد الجرد و القوائم التركيبية و تقرير التسيير لكل‬
‫سنة مالية‪:‬‬
‫هذه الجريمة نص عليها المشرع المغربي في المادة ‪ 386‬من ق ‪17.95‬‬
‫حيث جاء فيه " يعاقب بغرامة من ‪ 20.000‬إلى ‪ 200.000‬درهم أعضاء‬
‫أجهزة االدارة أو التدبير والتسيير لشركات المساهمة الذين لم يعدوا برسم كل سنة‬
‫مالية الجرد والقوائم التركيبية وتقرير التسيير"‪.‬‬
‫والركن المادي لهذه الجريمة يتمثل في االمتناع عن إعداد الجرد والقوائم‬
‫التركيبية وتقرير التسيير ‪ ،‬ويثار التساؤل هنا حول ما إذا كان عدم القيام بأحد المهام‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 386‬من قانون ‪ 17.95‬والمتمثلة في اعداد الجرد‬
‫وإعداد تقرير التسيير وإعداد القوائم التركيبية يشكل جريمة مستقلة عن الفعل اآلخر‬
‫‪ ،‬أم انه ضروري اجتماع هذه األفعال الكتمال الجريمة؟‬
‫بخصوص اإلجابة عن هذا التساؤل نرى أن المشرع المغربي استعمل صياغة‬
‫تدل على ضرورة اجتماع هذه األفعال الكتمال العنصر المادي‪.‬‬
‫وتجدر االشارة إلى أن القانون ‪ 05.96‬قد نص على نفس الجريمة في المادة‬
‫‪ 109‬والتي تنص على انه " يعاقب بغرامة من ‪ 2000‬إلى ‪ 40.000‬درهم‬
‫المسيرين الذين ال يعدون بالنسبة لكل سنة محاسبية الجرد والقوائم التركيبية وتقرير‬
‫التسيير"‪.‬‬
‫أما بخصوص الركن المعنوي لهذه الجريمة فبالرجوع إلى نص المادة ‪ 386‬من‬
‫قانون ‪ 17.95‬فالمشرع لم يستوجب توافر القصد الجنائي لتحقق هذه الجريمة ‪،‬‬
‫جرائم التسيير و االدارة و التذبير في الشركات التجارية‬

‫وعليه فإنه يستوي عدم القيام بإعداد الجرد والقوائم التركيبية وتقرير التسيير عمدا أو‬
‫عن طريق اإلهمال‪ ،‬ومنه فإن توفر هذا السلوك السلبي يعد جريمة ‪ ،‬وبالتالي فهي‬
‫من الجرائم المادية التي ال تستوجب القصد الجنائي‪ ،‬فالركن المعنوي هنا يتالشى‬
‫لصالح الركن المادي‪.‬‬
‫بالنسبة لألشخاص المساءلين في القانون المغربي نجد أن المادة ‪ 386‬من ق‬
‫‪ 17.95‬قد حددتهم في أعضاء أجهزة اإلدارة أو التدبير والتسيير‪ .‬أما فيما يتعلق‬
‫بالقانون المنظم لباقي الشركات ‪ 05.96‬فقد حددهم المشرع في المادة ‪ 109‬في‬
‫المسيرين‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بالعقوبات فيالحظ أن كافة هذه التشريعات نصت على عقوبات‬
‫مالية دون العقوبات الحبسية‪ .‬فالمشرع المغربي في القانون ‪ 17.95‬حددها في‬
‫غرامة مالية تتراوح بين ‪ 20.000‬درهم إلى ‪ 200.000‬درهم بمقتضى تعديل‬
‫قانون ‪ 20.05‬حيث كانت قبل ذلك محددة في ‪ 40.000‬درهم إلى ‪400.000‬‬
‫درهم‪.‬‬
‫أما بخصوص باقي الشركات فإن هذه العقوبة محددة في المادة ‪ 109‬من ق‬
‫‪ 05.96‬في ‪ 2000‬إلى ‪ 40.000‬درهم بمقتضى تعديل ‪ ،21.05‬حيث نجد‬
‫أن المشرع المغربي خفض من عقوبة هذه الجريمة في باقي الشركات مقارنة مع‬
‫شركات المساهمة‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬جريمة عدم إثبات مداوالت مجلس اإلدارة في محاضر‬
‫تعتبر هذه الجريمة من الجرائم المادية‪ ،‬والمشرع نص على هذه الجريمة في‬
‫المادة ‪ 385‬من قانون ‪ 17.95‬والتي ال نجد لها مثيال في قانون ‪ ،05.96‬حيث‬
‫تنص هذه المادة على أنه‪ " :‬يعاقب بغرامة من ‪ 3000‬إلى ‪ 15.000‬درهم‪،‬‬
‫الرئيس أو المتصرف رئيس الجلسة الذي لم يعمل على إثبات مداوالت مجلس‬
‫اإلدارة في محاضر‪ .‬و تعتبر هذه الجريمة هي الوحيدة التي يخاطب فيها المشرع‬
‫مسيرا واحدا يتمثل في رئيس الجلسة دون ان يخاطب باقي المسيرين‪.‬‬
‫والركن المادي لهذه الجريمة يتحقق بمجرد ثبوت تخلف إثبات مداوالت مجلس‬
‫اإلدارة في محاضر‪ ،‬كما تتحقق بثبوته إثبات تلك المداوالت في محاضر دون احترام‬
‫مقتضيات المادة ‪.1953‬‬
‫من ذلك إثبات مداوالت مجلس اإلدارة في محاضر دون تضمين تلك المحاضر‬
‫في سجل خاص ممسوك بالمقر االجتماعي للشركة‪ .‬وفق الشكليات المتطلبة أيضا (‬
‫الترقيم والتوقيع من طرف كاتب الضبط للمحكمة التي يوجد بدائرتها مقر الشركة)‪.20‬‬

‫‪ -19‬تنص المادة ‪ 53‬على أنه " تضمن محاضر اجتماعات المجلس في سجل خاص يمسك بالمقر االجتماعي‬
‫للشركة ويتم ترقيمه وتوقيعه من طرف كاتب الضبط للمحكمة التي يوجد بدائرتها مقر الشركة "‪.‬‬
‫جرائم التسيير و االدارة و التذبير في الشركات التجارية‬

‫حيث نجد أن المشرع المغربي لم يستوجب توفر سوء النية أو القصد الجنائي‬
‫لدى المخالف لتحققها ‪ ،‬حيث أن مجرد عدم إثبات مداوالت مجلس اإلدارة في‬
‫محاضر يشكل جريمة حسب القانون المغربي و ذلك بوصفها جريمة مادية يكفي‬
‫اتيان النشاط المادي حتى تتبث الجريمة‪.‬‬
‫أما فيما يخص العقوبات فقد تم تحديد عقوبة هذه الجريمة في ‪ 3000‬إلى‬
‫‪ 15.000‬درهم بعد تعديل ‪ 20.05‬حيث كانت قبل ذلك محددة في ‪ 6.000‬إلى‬
‫‪ 30.000‬درهم‪.‬‬
‫ونالحظ أن المشرع المغربي قد قام بتخفيض العقوبة بمقتضى هذا التعديل إلى‬
‫النصف في حدها األدنى واألقصى‪.‬‬
‫والمالحظ أن هذه العقوبة ال ترقى إلى المستوى المطلوب مقارنة مع الدور‬
‫الكبير الذي تلعبه هذه المحاضر إلثبات الوضعية االقتصادية للشركة خصوصا إذا تم‬
‫التستر على االختالالت المالية التي قد تعاني منها ‪ ،‬حيث يمكن أن تؤدي إلى إفالسها‬
‫‪ ،‬وبالتالي االضرار بمصالح الشركة‪.‬‬

‫خاتمة ‪:‬‬
‫يتفق الجميع على أن التوجه الحالي في مادة المسؤولية الجنائية للجهاز المسير‬

‫يسير في إطار التخفيف من الطابع الزجري الذي يميز قوانين الشركات و الذي يجمع‬

‫الفقه المختص و المعنيين بتطبيق هذه القوانين على انه أصبح طاغيا في المنظومة‬

‫القانونية المنظمة لحياة الشركات‪ .‬و لعل اكبر دليل على خصوصيات هذا التوجه هي‬

‫التعديالت التي أدخلت بمقتضى القانون ‪ 21.05‬و كذا القانون ‪.20.05‬‬

‫‪ - 20‬بن خدة رضى ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.436‬‬

You might also like