Professional Documents
Culture Documents
جرائم التسيير و التدبير و الادارة في الشركات التجارية
جرائم التسيير و التدبير و الادارة في الشركات التجارية
fb.com/Elkanounia.Ma twitter.com/ElkanouniaMa
المملكة المغربية
جامعة عبد المالك السعدي
كلية العلوم القانونية و اإلقتصادية
و االجتماعية بطنجة
جرائم الشركات
جرائم التسيير و التدبير
-محمد قدار
-غزالن عساري من إعداد الطلبة :
-محمد بومزوغ
-عبد هللا أزوض
السداسي األول
القانون الخاص
مقدمة:
أن التدخل الجنائي للمشرع المغربي في ميدان الشركات التجارية و خاصة
شركات المساهمة لم يكن محض صدفة أو خيارا يمكن تجاوزه ،و إنما هو شر البد
منه أملته إكراهات و ظروف تمثلت في عجز الجزاءات غير الزجرية عن أداء
وظيفتها ،إضافة إلى عدم مالءمة الجزاءات الزجرية التقليدية لدرجة الخروقات و
1
االفعال االجرامية المرتكبة على مستوى الشركات.
حيث صار تدخل المشرع الجنائي في مجال تنظيم الشركات أمرا مسلما به في
جل التشريعات الحديثة نظرا لما أصبح يشكله ميدان المال و األعمال كمجال خصب
لنوع جديد من الجرائم ،و تسمى جرائم األعمال ،و ترتكب هذه الجرائم من طرف
أشخاص يبحثون عن الغنى السريع اعتمادا على وضعيات قانونية تغري بارتكاب
نوع معي ن من الجرائم يعرف بجرائم ذوي الياقات البيضاء.
و بفعل هذا التدخل و التغلغل للجانب الزجري في قانون الشركات أصبحنا أمام
قانون جديد يعرف بالقانون الجنائي للشركات 2و الذي يتمحور حول المخالفات و
الجنح الضبطية 3التي ترتكب من بداية حياة الشركة إلى نهايتها.
و بالرجوع إلى قانون 17.95المتعلق بشركات المساهمة و القانون 5.96
المتعلق بباقي الشركات نالحظ بأن المشرع حرص على تحديد التصرفات أو االفعال
التي تشكل خرقا للقواعد التجارية بصفة عامة و قوانين الشركات بصفة خاصة و
المرتبطة سواء بعرقلة التأسيس أو بعرقلة التسيير و المراقبة و الحل.
و يعتبر التسيير في الشركات التجارية من االمور التي حظيت باهتمام كبير من
لدن التشريعات سواء منها المشرع المغربي او الفرنسي ،و إذا كان التسيير يقتضي
نظريا الحرص على حماية حقوق و مصالح الشركة فإن الواقع العملي كشف عن
وجود مسيرين قلما يأخدون بعين االعتبار مصالح الشركاء 4االمر الذي دفع بالمشرع
إلى إقرار العديد من المقتضيات الزجرية غايتها معاقبة المخالفات التي تطال تسيير و
إدارة الشركات بوجه عام.
-1د.طارق البختي ،المنظومة الزجرية لشركات المساهمة بين الصرامة و المرونة ،طبعة ،2017مكتبة الرشاد-سطات ،ص.33 :
-2في حقيقة االمر ،ليس هناك قانون جنائي للشركات التجارية أو مدونة لهذ القانون ،و إنما جرى العرف لدى رجال القانون و الفقه
على أن هذا القانون يتضمن جميع المقتضيات الزجرية و الجنائية المنصوص عليها في باقي القوانين التجارية و أيضا النصوص
الزجرية المحال عليها من طرف قوانين الشركات التجارية.
-3تنص الفقرة 3من الفصل 111من م.ق.ج هي " :الجريمة التي يعاقب عليها القانون بحبس حده األقصى سنتان أو اقل أو
بغرامة تزيد عن مائتي درهم 3تعد جنحة ضبطية".
-4لحسن بيهي " :الشكلية في ضوء قانون الشركات التجارية المغربي وفق آخر تعديالت ،"2006مكتبة دار السالم ،الطبعة االولى
،سنة ،2005ص.265 :
جرائم التسيير و االدارة و التذبير في الشركات التجارية
الفقرة الثانية :جريمة عدم إعداد الجرد و القوائم التركيبية و تقرير التسيير
جرائم التسيير و االدارة و التذبير في الشركات التجارية
-5أحمد شكري السباعي" :الوسيط في الشركات و المجموعات ذات النفع االقتصادي" الجزء الرابع ،شركات المساهمة ،صفحة
.168:
6
-المادة 715مكرر 23من القانون الجزائري التجاري و التي عاقبت و رتبت مسؤولية المسيرين عن االخطاء التي يرتكبونها
بمناسبة تسييرهم و إدارتهم ألعمال الشركة.
-7عالل فالي ،الشركات التجارية ،الجزء االول المقتضيات العامة ،مطبعة المعارف الجديدة الرباط ،2016صفحة .445 :
-8أنظر المادة 373من القانون 17.95و المادة 100من القانون .5.96
جرائم التسيير و االدارة و التذبير في الشركات التجارية
9 -Bahaini Maria : La société anonyme en Droit Marocain, analyse et explication, ed
headline 1998, p 58
-10عبد اللطيف العباسي :مسؤولية مسير شركة موضوع مسطرة جماعية ،مجلة المحاكم المغربية ،العدد ،100
يناير فبراير ،2006ص . 73
جرائم التسيير و االدارة و التذبير في الشركات التجارية
إال أنه وبضغط من الهيئات المهنية المعنية الممثلة للفاعلين االقتصاديين ،تم
تعديل هاتين المادتين بمقتضى القانونين 20.05و 21.05حيث تم الرجوع عن
العود غير المحدد إلى العود المحدد في خمس سنوات تبتدأ من تمام تنفيذ العقوبة أو
11
تقادمها.
و من مبررات التعديل أن "النظام المخالف لقواعد القانون الجنائي العام
بخصوص مدة العود جد صارم و غير مبرر إطالقا" ،12و هو االمر الذي يطرح
أكثر من تساؤل حول حدود هذا التعديل و أهميته و هل تحديد المدة الزمنية التي
يعتد بها لقيام حالة العود تعد في صالح حياة االعمال.
و عليه ،فإذا كان هذا التعديل جاء كما أسلفنا سابقا استجابة للفاعلين
االقتصاديين ،فإن الواقع و المنطق يقتضي أن يبقي على حالة العود غير المحددة
زمنيا و ذلك لتحقيق ردع أكبر ال سيما و ان عالم الشركات و االعمال عالم يتم فيه
تداول الكثير من االموال المقدمة من طرف الجمهور إلى جهات معينة لتتولى
استثمارها و التصرف فيها و استخدامها بشكل يحقق لهذا الجمهور أرباحا او
13
فوائد.
- 11المادة 375من القانون 17.95كما تم تتميمه و تعديله و المادة 101من القانون 5.96كما تم تتميمه و تعديله.
-12أنظر تقرير لجنة المالية و التنمية االقتصادية بمجلس النواب حول مشروع قانون 20.05المغير و المتممم للقانون .17.95
-13عالل فالي ،مرجع سابق ،صفحة .450 :
جرائم التسيير و االدارة و التذبير في الشركات التجارية
لقانون شركة المساهمة ،فإنه أيضا جاء للتأكيد على خصوصية قانون الشركات و
نشأة قانون جنائي خاص بها.
إال أنه ما يثير االستغراب هو أن المشرع كان متناقضا مع نفسه على هذا
المستوى ،بحيث أنه إذا كان فعال يريد تكريس الطابع الخاص للقانون الجنائي
الخاص كان حري به االبقاء على خصوصية حالة العود كما كانت منظمة سابقا و
مختلفة عن تلك المنظمة بمقتضى الجنائي العام .و بالتالي فإن المشرع كف االرتباط
بين الجنائي العام و الجنائي الخاص للشركات من خالل إلغاء المادتين السابقتين في
حين عاد ليبني هذا االرتباط مجدد من خالل تبني الجنائي الخاص لنفس المقتضيات
الخاصة بحالة العود المتضمنة في القانون الجنائي العام.
و إذا كان المسير يعد أهم متصرفي الشركة ،فإنه يعد في نفس الوقت أخطر عنصر
بحيث يتوفر على قدر كبير من الخبرة و الدهاء ما يمكنه من إخفاء معالم الجريمة
التي يأتيها.
لقد ارتأينا ان نقف هنا عند الجرائم المنصوص عليها في المواد من 384
إلى 386من القانون 17.95المتعلق بشركات المساهمة باعتبارها الشريعة العامة
لباقي الشركات ،و التي من خالل االضطالع عليها يمكن أن نقسمها إلى مطلبين
يتعلق االول بجرائم التسيير ذات القصد الجنائي أما الثاني فيتعلق بجرائم التسيير
المادية.
االستعمال يمكن أن يعرض الذمة المالية للشركة للضرر و المخاطرة ،كما اعتبر أنه
و حتى عند إرجاع المسير لألموال المستعملة فإن ذلك ال يمحي قيام الجريمة و
بالتالي ليس ضروريا لتحريك المتابعة إثبات أن المسير استعمل أموال الشركة بنية
االستحواذ عليها بل يكفي مجرد استعماله لها.
هذا و يجب أن ينصب عنصر االستعمال على أموال و اعتمادات الشركة.و
يقصد بأموال الشركة مجموع األموال سواء منها المنقولة له أو غير المنقولة و التي
تدخل في الذمة المالية للشركة كالبضائع و األدوات و المعدات إضافة إلى الديون
المستحقة لدى الغير و العقارات العائدة لها.
أما اعتمادات الشركة فيقصد بها استغالل اسم الشركة ،سمعتها التجارية المتألقة
في السوق و الناتجة عن نقل وزنها المالي و قوتها التنافسية و عن كبر حجم أعمالها
و معامالتها التجارية و ما إلى غير ذلك من االموال المنقولة المعنوية.
العنصر الثاني :تعارض هذا االستعمال مع المصلحة االقتصادية للشركة.
و هو العنصر الثاني الذي يلزم توافره لقيام الركن المادي لجريمة إساءة استعمال
أموال أو اعتمادات الشركة.
و يعد مفهوم مصلحة الشركة من ضمن المفاهيم القانونية التي يصعب إعطائها
تعريفا محددا و مضبوطا و قد انقسم الفقه الجنائي في تفسير هذا المفهوم إلى اتجاهين
أساسيين:
اتجاه يأخذ بالمفهوم الضيق للمصلحة بناء على نظامها العقدي حيث يرى بأن
مصلحة الشركة تتجلى في مصلحة المساهمين و الشركاء فقط و ينطلق هذا االتجاه
من مفهوم حكومة المقاولة باعتباره األسا الجديد إلعادة توزيع السلطات داخل
الشركة قصد تحقيق توازن بين القوى المتواجدة.
و اتجاه ثاني يأخذ بالمفهوم الواسع لمصلحة الشركة و يستند في ذلك على
النظرية النظامية للشركة و يعرف هذا االتجاه مصلحة الشركة بأنها المصلحة العليا
للشخص المعنوي ذاته الذي يُعد فاعال اقتصاديا مستقال و له أهداف مستقلة عن
أهداف األشخاص المكونين له أي المساهمين و األجراء و الدائنين و الموردين و
الزبناء على أن مصلحة هؤالء تلتقي في الصالح العام المتمثل في ازدهار الشركة و
الحفاظ على سيرورتها و بقائها.
و لقد كان لهاذين االتجاهين األثر الكبير على االجتهاد القضائي الذي لم يستقر
هو اآلخر على موقف موحد فنجده تارة يأخذ بالمفهوم الواسع كي يضمن فعالية و
تطبيق المقتضيات الزجرية ،و تارة أخرى يأخذ بالمفهوم الضيق و يتجلى ذلك حين
رفضه في مناسبات عديدة حق االنتماء كطرف مدني لكل من األجراء و الدائنين
الذين يقعون ضحية تعسفات المساهمين.
جرائم التسيير و االدارة و التذبير في الشركات التجارية
البند الرابع من المادة 384السالفة الذكر ،و هكذا نكون أمام سوء استعمال السلط،
مثال في الحالة التي يعمد فيها أحد المسيرين إلى إعطاء أوامر ألجراء الشركة بإنجاز
أشغال شخصية للمسير.
و استعمال السلط يمكن أن يتحقق بأفعال إيجابية كإعطاء أوامر أو اتخاذ مواقف
تخدم المصالح الشخصية لمصدرها ،و يمكن أن تتحقق بأفعال سلبية كاالمتناع عن
المطالبة بديون الشركة.
•استعمال األصوات.
تتجلى مسألة سوء استعمال األصوات داخل الشركة حينما يوكل أحد الشركاء
المسير بوكالة على بياض حتى ينوب عنه في عملية التصويت داخل الجمعية
العمومية فيستغل المسير هذه الوكالة ليؤثر في قرارات الجمعية بالشكل الذي يرغب
فيه.
و قد تستعمل األصوات أو السلط لتسهيل جمعيات اختال األموال التي قد يقوم بها
المسير و في هذه الحالة تكون السلط و األصوات وسيلة فقط يتحقق بها الهدف
األساسي الذي هو االستيالء على المال.
لذلك يرى الفقه بأن سوء استعمال السلط أو األصوات تشكل جرائم مسهلة
لجريمة سوء استعمال أموال الشركة أو اعتماداتها و التي تعد الهدف المبتغى من
وراء األولى.
و يعاقب على جريمة إساءة استعمال السلط أو األصوات بنفس عقوبة جريمة
سوء استعمال أموال الشركة أو اعتماداتها و ذلك بالحبس من شهر إلى ستة أشهر و
بغرامة من 1000000إلى 100000درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين إلى
جانب العقوبات اإلضافية التي أشرنا إليها عند تناولنا لجريمة إساءة استعمال أموال
الشركة أو اعتماداتها .
طرق غير مشروعة بغية اقتسام ارباح وهمية ،فهذا التصرف يكتسي طابعا اجراميا
في ظل قانون الشركات المغربي ،ويتجلى ذلك في كل من البند رقم 1من المادة
384من ق 17.95والبند رقم 1من ق .05.96
ويتحقق الركن المادي لهذه الجريمة بتوافر العنصرين التاليين :
-1توزيع أرباح وهمية على المساهمين.
-2توزيع في غياب أي جرد أو باالعتماد على جرود تدليسية.
-توزيع أرباح وهمية على المساهمين:
لقد تطرق المشرع المغربي لهذا العنصر من خالل المادة 384بالعبارة التالية:
"الذين وزعوا عن قصد على المساهمين أرباحا وهمية.
وتجدر اإلشارة أن المادة 107من ق 05.96جاءت بعبارة أخرى والتي تفيد
نفس المعنى (خيالية) حيث تقابلها في النص الفرنسي من نفس المادة عبارة ()fitcif
وحتى يتحقق الركن المادي للجريمة ال يكفي أن يبلغ التوزيع المجرد لهذه االرباح ،
بل يجب أن يحصل ذلك عن طريق اقتران هذا التوزيع بتسلم الشركاء لتلك األرباح ،
وتكون هذه األرباح مطابقة للحقيقة.
-التوزيع في غياب أي جرد أو باالعتماد على جرود تدليسية:
الجرود التدليسية هي الجرود الحسابية المغشوشة التي ال تحترم المبادئ
المحاسبية المتمثلة في اإلخالص والصور الصادقة ،والتي تعتمد على التقويم الحقيقي
لقيمة خصوم وأصول الشركة ،وذلك باللجوء إلى أساليب المبالغة في تقدير أصول
الشركة أو حجب خصومها وديونها بقصد افتعال مركز مالي زائف.
وقد نصت المادة 184عن ذلك في البند األول بعبارة " في غياب أي جرد و
باالعتماد على جرود تدليسية " .
بخصوص الركن المعنوي و بالرجوع الى المادة 384من ق ،17.95
والمادة 107من ق ، 05.96نجد أن المشرع استعمل عبارة " عن قصد" مما
يفيد أن هذه الجريمة يلزم لقيامها توافر القصد الجنائي لدى مرتكبيها.
وبناء على ذلك ،يجب أن يعلم الجاني بعدم وجود الجرد أو بالصفة الزائفة
للجرد ،وأن يتوفر لديه كذلك العلم بالصفة الصورية لألرباح الموزعة ،هذا من جهة
ومن جهة أخرى يجب أن يتوافر لديه سوء النية.18
واذا كان المشرع المغربي يعاقب على جريمة توزيع أرباح وهمية فإن هذه
العقوبة تختلف من شركة ألخرى من حيث الغرامة فقط إذ الغرامة المقررة في المادة
وعليه فإنه يستوي عدم القيام بإعداد الجرد والقوائم التركيبية وتقرير التسيير عمدا أو
عن طريق اإلهمال ،ومنه فإن توفر هذا السلوك السلبي يعد جريمة ،وبالتالي فهي
من الجرائم المادية التي ال تستوجب القصد الجنائي ،فالركن المعنوي هنا يتالشى
لصالح الركن المادي.
بالنسبة لألشخاص المساءلين في القانون المغربي نجد أن المادة 386من ق
17.95قد حددتهم في أعضاء أجهزة اإلدارة أو التدبير والتسيير .أما فيما يتعلق
بالقانون المنظم لباقي الشركات 05.96فقد حددهم المشرع في المادة 109في
المسيرين.
أما فيما يتعلق بالعقوبات فيالحظ أن كافة هذه التشريعات نصت على عقوبات
مالية دون العقوبات الحبسية .فالمشرع المغربي في القانون 17.95حددها في
غرامة مالية تتراوح بين 20.000درهم إلى 200.000درهم بمقتضى تعديل
قانون 20.05حيث كانت قبل ذلك محددة في 40.000درهم إلى 400.000
درهم.
أما بخصوص باقي الشركات فإن هذه العقوبة محددة في المادة 109من ق
05.96في 2000إلى 40.000درهم بمقتضى تعديل ،21.05حيث نجد
أن المشرع المغربي خفض من عقوبة هذه الجريمة في باقي الشركات مقارنة مع
شركات المساهمة.
الفقرة الثانية :جريمة عدم إثبات مداوالت مجلس اإلدارة في محاضر
تعتبر هذه الجريمة من الجرائم المادية ،والمشرع نص على هذه الجريمة في
المادة 385من قانون 17.95والتي ال نجد لها مثيال في قانون ،05.96حيث
تنص هذه المادة على أنه " :يعاقب بغرامة من 3000إلى 15.000درهم،
الرئيس أو المتصرف رئيس الجلسة الذي لم يعمل على إثبات مداوالت مجلس
اإلدارة في محاضر .و تعتبر هذه الجريمة هي الوحيدة التي يخاطب فيها المشرع
مسيرا واحدا يتمثل في رئيس الجلسة دون ان يخاطب باقي المسيرين.
والركن المادي لهذه الجريمة يتحقق بمجرد ثبوت تخلف إثبات مداوالت مجلس
اإلدارة في محاضر ،كما تتحقق بثبوته إثبات تلك المداوالت في محاضر دون احترام
مقتضيات المادة .1953
من ذلك إثبات مداوالت مجلس اإلدارة في محاضر دون تضمين تلك المحاضر
في سجل خاص ممسوك بالمقر االجتماعي للشركة .وفق الشكليات المتطلبة أيضا (
الترقيم والتوقيع من طرف كاتب الضبط للمحكمة التي يوجد بدائرتها مقر الشركة).20
-19تنص المادة 53على أنه " تضمن محاضر اجتماعات المجلس في سجل خاص يمسك بالمقر االجتماعي
للشركة ويتم ترقيمه وتوقيعه من طرف كاتب الضبط للمحكمة التي يوجد بدائرتها مقر الشركة ".
جرائم التسيير و االدارة و التذبير في الشركات التجارية
حيث نجد أن المشرع المغربي لم يستوجب توفر سوء النية أو القصد الجنائي
لدى المخالف لتحققها ،حيث أن مجرد عدم إثبات مداوالت مجلس اإلدارة في
محاضر يشكل جريمة حسب القانون المغربي و ذلك بوصفها جريمة مادية يكفي
اتيان النشاط المادي حتى تتبث الجريمة.
أما فيما يخص العقوبات فقد تم تحديد عقوبة هذه الجريمة في 3000إلى
15.000درهم بعد تعديل 20.05حيث كانت قبل ذلك محددة في 6.000إلى
30.000درهم.
ونالحظ أن المشرع المغربي قد قام بتخفيض العقوبة بمقتضى هذا التعديل إلى
النصف في حدها األدنى واألقصى.
والمالحظ أن هذه العقوبة ال ترقى إلى المستوى المطلوب مقارنة مع الدور
الكبير الذي تلعبه هذه المحاضر إلثبات الوضعية االقتصادية للشركة خصوصا إذا تم
التستر على االختالالت المالية التي قد تعاني منها ،حيث يمكن أن تؤدي إلى إفالسها
،وبالتالي االضرار بمصالح الشركة.
خاتمة :
يتفق الجميع على أن التوجه الحالي في مادة المسؤولية الجنائية للجهاز المسير
يسير في إطار التخفيف من الطابع الزجري الذي يميز قوانين الشركات و الذي يجمع
الفقه المختص و المعنيين بتطبيق هذه القوانين على انه أصبح طاغيا في المنظومة
القانونية المنظمة لحياة الشركات .و لعل اكبر دليل على خصوصيات هذا التوجه هي