You are on page 1of 41

‫المجلة الدولية للفقه والقضاء والتشريع‬

‫المجلد ‪ ،4‬العدد ‪2023 ،2‬‬


‫المركز القانونى للشريك فى شركة الشخص الواحد‬
‫“دراسة مقارنة“‬
‫معرف الوثيقة الرقمى (‪10.21608/IJDJL.2022.136662.1153 : )DOI‬‬

‫الصفحات ‪464 - 424‬‬

‫أمير محمد محمود طه‬


‫مدرس القانون التجارى والبحرى ‪ -‬كلية علوم اإلدارة جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة واألداب‬

‫املراسلة‪ :‬أمير محمد محمود طه‪ ،‬مدرس القانون التجارى والبحرى ‪ -‬كلية علوم اإلدارة جامعة أكتوبر للعلوم‬
‫الحديثة واألداب‪.‬‬
‫الربيد اإللكرتوين‪amtaha@msa.edu.eg :‬‬
‫تاريخ اإلرسال‪ 30 :‬إبريل ‪ ،2022‬تاريخ القبول‪ 24 :‬أغسطس ‪2022‬‬
‫نسق توثيق املقالة‪ :‬أمري محمد محمود طه‪ ،‬املركز القانوىن للرشيك ىف رشكة الشخص الواحد “دراسة مقارنة“‪،‬‬
‫املجلة الدولية للفقه والقضاء والترشيع‪ ،‬املجلد ‪ ،4‬العدد ‪ ،2023 ،2‬صفحات (‪.)464 - 424‬‬

‫‪Print ISSN: 2682-4213‬‬ ‫‪Online ISSN: 2682-4221‬‬

‫‪IJDJL 424‬‬
International Journal of Doctrine, Judiciary, and Legislation

Volume 4, Issue 2, 2023


The Legal Position of the Partner in Single-Person Company
“Comparative Study”
DOI:10.21608/IJDJL.2022.136662.1153

Pages 424 - 464

Amir Mohamed Mahmoud Taha


Assistant Professor “Commercial and Maritime Law”
Faculty of Management Sciences
October University for Modern Sciences and Arts (MSA)
Correspondence: Amir Mohamed Mahmoud Taha, Assistant Professor “Commercial
and Maritime Law” Faculty of Management Sciences - October University for Modern
Sciences and Arts (MSA).
E-mail: amtaha@msa.edu.eg
Received Date: 30 April 2022, Accept Date : 24 August 2022
Citation: Amir Mohamed Mahmoud Taha, The Legal Position of the Partner in Single-
Person Company “Comparative study”, International Journal of Doctrine, Judiciary and
Legislation, Volume 4, Issue 2, 2023 (424-464).

Print ISSN: 2682-4213 Online ISSN: 2682-4221

IJDJL 425
‫المجلد ‪ ،4‬العدد ‪2023 ،2‬‬ ‫المجلة الدولية للفقه و القضاء والتشريع‬

‫الملخص‬
‫تمثل شركة الشخص الواحد نموذجاً إستثنائياً من نماذج الشركات تم استحداثه ‪ ،‬حيث لم يكن له وجود فى‬
‫أغلب التشريعات نظرا ً لطبيعته التى تخرج عن المفهوم التقليدى للشركه ‪ ،‬فالشركه بصفه عامه هى تجمع‬
‫لشخصين أو أكثر بهدف تحقيق الربح ؛ فالمصلحه المشتركه للشركاء والمتمثله فى ممارسة نشاطاً ما بهدف‬
‫الربحيه هى الدافع الرئيسى لتكوين الشركه وعليه فإن قوامها هو الشراكه وتحقق عنصر تعدد الشركاء وهو‬
‫مالم يتحقق بالنسبة لشركة الشخص الواحد‪.‬‬
‫فشركه الشخص الواحد هى الشركة التى يمكن لشخص ما سواء كان طبيعيا أو اعتباريا أن يقوم بإنشاءها‬
‫بمفرده بأن يخصص لها مبلغاً مالياً من أمواله الخاصة من أجل استثمارها في مشروع مالي معين‪ ،‬وال يسـأل‬
‫عـن إلتزامـات هـذه الشـركة تجـاه الغيـر إال في حدود المبلغ الذي خصصه من أمواله لإلستثمار في هذا‬
‫المشروع‪.‬‬
‫ولقد كان الستحداث ذلك النموذج أهدافاً كانت هى المحرك ألغلب المشرعين فى الدول المختلفه لتبنى‬
‫فكرة شركة الشخص الواحد ‪ ،‬لما يمثله ذلك النموذج من حراكاً إقتصادياً وأداه لتشجيع المستثمرين الراغبين‬
‫فى إدارة أنشطتهم خارج النموذج التقليدى الخاص بالمنشأت الفرديه ودون أن يكون لهم شركاء ‪ ،‬فمن‬
‫األشخاص من هم أصحاب أفكار إقتصاديه رائده ويحتاجون إلى دعم ويخشون من المسئوليه غير المحدوده‬
‫إلدارة نشاطهم التجارى ‪ ،‬لذا فإن ذلك النموذج المستحدث يقدم لهم الحل األمثل والحماية التى ينشدونها ‪،‬‬
‫فضالً عن أنه يشجع األفراد على تأسيس شركات من أجل اإلستفاده من الحوافز والضمانات التى يمنحها القانون‬
‫للشركات االستثمارية وعلى وجه الخصوص المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر وذلك فى إطار تشجيع الدول‬
‫لتلك المشروعات‪.‬‬
‫إن المشرع فى تنظيمة لشركة الشخص الواحد قارب بينها وبين الشركة ذات المسئولية المحدودة كونها‬
‫األقرب لها فى طبيعتها بإستثناء تعدد الشركاء فى هذه الشركه على خالف الوضع بالنسبه لشركة الشخص‬
‫الواحد ‪ ،‬إن طبيعة الشركة ذات المسئولية المحدودة توجب وجود جمعية عمومية تقوم على مراقبة إدارتها‬
‫وتتكون الجمعية العمومية بهذه الشركة من جميع الشركاء ‪ ،‬وهذا المركز القانونى يكون من اختصاص الشريك‬
‫الوحيد في شركة الشخص الواحد نظرا ً للخصوصية التي تتمتع بها هذه الشركة وذلك حال كون مديرها شخصاً‬
‫أجنبياً عنها ‪ ،‬وال يخل ذلك بأن مدير الشركه قد يكون هو الشريك الوحيد ذاته ‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬شركة الشخص الواحد ‪ ،‬الشريك الوحيد ‪ ،‬المسئولية المحدوده ‪ ،‬الضمان العام ‪ ،‬اإلفالس‪.‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪Single person’s company represents a modernization that has not existed before in most‬‬
‫‪legislations because of its nature, which is outside the traditional concept of the company.‬‬
‫‪In general, the company is a gathering of two or more persons for profit; the partner’s‬‬
‫‪common interest in engaging in a profitable activity is the main motive for the formation of‬‬
‫‪the company.‬‬
‫‪The jurisprudence defines single person’s company as “a company that a person, whether‬‬
‫‪natural or legal, can set up on his own by allocating a sum of his own money to invest in a‬‬
‫‪IJDJL 426‬‬
‫أمير محمد‬ « ‫المركز القانونى للشريك فى شركة الشخص الواحد « دراسة مقارنة‬

particular financial project. He is accountable for the obligations of this company only to the
extent that he allocated his funds to invest in this project”.
The objectives of developing this model are to represent economic mobility and to encourage
investors wishing to run their activities outside the individual enterprise model without
having partners. There are people with leading economic ideas who need support and are
afraid of unlimited liability to run their business, so the single person’s company model
was the perfect solution for such people. In addition, this model encourages individuals
to establish companies to benefit from the incentives and guarantees granted by law to
investment companies, in particular small and micro enterprises, in the context of States’
encouragement of such enterprises.
The legislator in regulating the single person’s company is closer to the limited liability
company as being the closest to its nature, except for multiple partners in this company
unlike the situation of the one person’s company. The nature of the limited liability company
requires a general assembly to control its management and this general assembly consists
of all partners, this legal position belongs to the sole partner of the single person’s company
due to the privacy enjoyed by this company as its director is a foreign person from it and
this does not prejudice the fact that the company’s manager may be the only partner himself.
key Words: Single person’s company, sole partner, limited liability, public security, bankruptcy.

‫مقدمة‬
‫إن سعى الدول نحو جذب اإلستثامر األجنبى املبارش كان الدافع نحو استحداث صور جديده من املرشوعات‬
‫ ومن تلك الصور املستحدثه منوذج رشكة‬، ‫التجاريه وإفراغها ىف القالب الشكىل والقانوىن الذى يتفق وطبيعتها‬
ً ‫ مل يكن له وجود ىف أغلب الترشيعات نظرا‬، ‫ والذى يعد منوذجاً إستثنائياً من مناذج الرشكات‬، ‫الشخص الواحد‬
‫ فالرشكه بصفه عامه هى تجمع لشخصني أو أكرث بهدف‬، ‫لطبيعته التى تخرج عن املفهوم التقليدى للرشكه‬
‫تحقيق الربح ؛ فاملصلحه املشرتكه للرشكاء واملتمثله ىف مامرسة نشاطاً ما بهدف الربحيه هى الدافع الرئيىس‬
‫لتكوين الرشكه وعليه فإن قوام الرشكه هو الرشاكه وتحقق عنرص تعدد الرشكاء وهو مامل يتحقق بالنسبة لرشكة‬
‫ حيث أن قوام هذه الرشكه هو أنه ميكن لشخص ما سواء كان طبيعيا أو اعتباريا أن يقوم‬، ‫الشخص الواحد‬
‫ وال‬،‫بإنشاءها مبفرده بأن يخصص لها مبلغاً مالياً من أمواله الخاصة من أجل استثامرها يف مرشوع مايل معني‬
‫يسـأل عـن إلتزامـات هـذه الشـركة تجـاه الغيـر إال يف حدود املبلغ الذي خصصه من أمواله لإلستثامر يف هذا‬
.‫املرشوع‬
‫ولعل الدافع نحو إستحداث هذا النوع من أنواع الرشكات هو ما سعت إليه بعض الدول من جذب لرؤوس‬

IJDJL 427
‫المجلد ‪ ،4‬العدد ‪2023 ،2‬‬ ‫المجلة الدولية للفقه و القضاء والتشريع‬

‫األموال األجنبية ‪ ،‬حيث يستطيع املستثمر تأسيس رشكته دون حاجة لرشيك وطنى ‪ ،‬فضالً عن سعى بعض‬
‫الدول إىل فتح الباب أمام األشخاص اإلعتبارية العامة لتأسيس رشكات مبا يتفق وطبيعتها ونشاطها وذلك‬
‫إلستثامر أموالها ‪ ،‬فضالً عن تحفيز املرشوعات الصغرية عىل العمل من خالل منوذج الرشكات مبا يعطيهم الفرص‬
‫يف الحصول عىل متويالت من جهات مختلفة ويضمن لهم االستمرارية وعدم التعرث من خالل الحوافز والضامنات‬
‫التي مينحها قانون االستثامر‪.‬‬
‫لقد أضفى املرشع ىف أغلب الدول عىل رشكة الشخص الواحد خصائص رشكات األموال لتصبح املسؤولية‬
‫عن ديون الرشكة محدودة ‪ ،‬مع منحها كافة الضامنات والحوافز التى متنح لباقي الرشكات التى يتم تأسيسها‬
‫وفقاً ألحكام قوانني الرشكات ‪ ،‬ومام ال شك فيه أن تبنى ذلك الفكر من شأنه أن ميثل حراكاً إقتصادياً وأداه‬
‫لتشجيع املستثمرين الراغبني ىف إدارة أنشطتهم خارج النموذج التقليدى الخاص باملنشأت الفرديه ودون أن‬
‫يكون لهم رشكاء ‪ ،‬فهذا النموذج املستحدث يقدم لهم الحل األمثل والحامية التى ينشدونها ‪ ،‬فضالً عن أنه‬
‫يشجع األفراد عىل تأسيس رشكات من أجل اإلستفاده من الحوافز والضامنات التى مينحها القانون للرشكات‬
‫االستثامرية وعىل وجه الخصوص املرشوعات الصغرية ومتناهية الصغر وذلك ىف إطار تشجيع الدول لتلك‬
‫املرشوعات ‪ ،‬ومام الشك فيه أن إستحدث منوذج رشكة الشخص الواحد كان له دور ىف تقنني أوضاع اقتصاد‬
‫الظل لألنشطة الفردية البسيطة مبنحها الحق القانوين لتحويل أنشطتها إىل مؤسسات رسمية‪.‬‬
‫إن الخروج عىل القواعد العامه عىل النحو السابق بيانه بالسامح لفرد بأن يكون هو املؤسس الوحيد لرشكه‬
‫الشخص الواحد ‪ ،‬هو أمر له أثره عىل املركز القانوىن لهذا الرشيك ‪ ،‬فهو وإن كان ىف حقيقة األمر فردا ً وكان‬
‫منطق األمور يوجب أال يكون هناك فصل بني ذمته املاليه وذمة املرشوع التجارى إال أن املرشع خرج ىف ذلك‬
‫النموذج عن تلك القاعده بأن قرر مسؤوليه محدوده له ‪ ،‬ولعل هذا الوضع يستوجب الوقوف عىل املركز‬
‫القانوىن للرشيك ىف هذا النمط املستحدث وما يعرتى هذا املركز من إشكاليات أخصها حامية حقوق الدائنني‬
‫املتعاملني مع تلك الرشكة ‪.‬‬
‫إشكالية البحث‬
‫إن تبنى املرشع ىف مرص وغريها من الدول للنموذج الخاص برشكة الشخص الواحد وإن كان له مربره إال أنه‬
‫يثري العديد من اإلشكاليات فعىل سبيل املثال من اإلشكاليات القانونية التي تواجه رشكة الشخص الواحد تعارض‬
‫طبيعة رشكة الشخص الواحد مع مبدأ الذمة املالية ؛ األمر الذي يؤدي اىل ضعف االئتامن فضال عن إنعدام مبدأ‬
‫العالقة العقدية يف رشكة الشخص الواحد ‪ ،‬مع مالحظة إختالف رشكة الشخص الواحد عن باقي الرشكات كونها‬
‫تعد من املستجدات يف مجال الرشكات وما يتطلبه من العمل عىل خلق التوازن بني مصلحة الرشيك الوحيد‬
‫ومصلحة الدائنني للرشكة ‪.‬‬
‫هدف البحث‬
‫يهدف البحث إىل توضيح وبيان املركز القانوىن للرشيك ىف رشكة الشخص الواحد وأكرث النظم القانونيه إتساقاً‬
‫مع هذه الطبيعه والصوره األقرب له ىف غريه من رشكات األموال ‪.‬‬

‫‪IJDJL 428‬‬
‫أمير محمد‬ ‫المركز القانونى للشريك فى شركة الشخص الواحد « دراسة مقارنة «‬

‫منهج وخطة البحث‬


‫تم إعتامد املنهج الوصفى مع اإلستعانة باملنهج التحليىل واملقارن ‪ ،‬ومسرتشدين يف البحث مبا يدعمه من‬
‫مصادر عامة ومتخصصه وأكرث تخصصاً مع تقسيم الدراسة إىل فصلني عىل النحو التايل‪:‬‬
‫•الفصل األول‪ :‬التنظيم القانوىن لرشكة الشخص الواحد ‪.‬‬
‫•الفصل الثاىن‪ :‬املركز القانوىن للرشيك الوحيد ىف رشكة الشخص الواحد وفق نظام الرشكه وىف مواجهة‬
‫الدائنني ‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنظيم القانوىن لرشكة الشخص الواحد‬
‫متهيد وتقسيم‬
‫مام الشك فيه أن لرشكة الشخص الواحد طبيعة خاصه متيزها عن غريها من الرشكات وهى متثل خروجاً‬
‫عىل القواعد العامه ‪ ،‬وهو األمر الذى يستوجب بيان الطبيعه القانونيه لتلك الرشكه وإنعكاس تلك الطبيعه‬
‫عىل إجراءات التأسيس الخاصه بها وما يتطلبه املرشع بشأنها ‪ ،‬وهو ما سوف نعرض له ىف املبحثني التاليني ‪:‬‬
‫•املبحث األول‪ :‬ماهية رشكة الشخص الواحد وطبيعتها‪.‬‬
‫•املبحث الثاىن‪ :‬تأسيس رشكة الشخص الواحد ‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬ماهية رشكة الشخص الواحد وطبيعتها‬
‫متهيد وتقسيم‬
‫يقتىض بيان الطبيعه القانونيه لرشكة الشخص الواحد ‪ ،‬العرض ملاهيتها من خالل التعريف بهذا النموذج‬
‫الخاص من الرشكات ‪ ،‬وما يتبع ذلك من العرض لطبيعة وخصائص هذا النموذج ‪ ،‬وسوف يتم العرض ملا تقدم‬
‫من خالل املطلبني التاليني‪:‬‬
‫•املطلب األول‪ :‬تعريف رشكة الشخص الواحد والهدف منها‪.‬‬
‫•املطلب الثاىن‪ :‬الطبيعة القانونية لرشكة الشخص الواحد وخصائصها‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تعريف رشكة الشخص الواحد والهدف منها‬
‫أوالً ‪ :‬تعريف رشكة الشخص الواحد‬
‫متثل رشكة الشخص الواحد استحداثاً مل يكن له وجود ىف أغلب الترشيعات وذلك نظرا ً لطبيعتها التى تخرج‬
‫عن املفهوم التقليدى للرشكه ‪ ،‬فالرشكه بصفه عامه هى تجمع لشخصني أو أكرث بهدف تحقيق الربح ؛ فاملصلحه‬
‫‪IJDJL 429‬‬
‫المجلد ‪ ،4‬العدد ‪2023 ،2‬‬ ‫المجلة الدولية للفقه و القضاء والتشريع‬

‫املشرتكه للرشكاء واملتمثله ىف مامرسة نشاطاً ما بهدف الربحيه هى الدافع الرئيىس لتكوين الرشكه ‪.‬‬
‫وعليه فإن ما مييز الرشكه عن املنشأه الفرديه أو التاجر الفرد ‪ ،‬هو تعدد القامئني عىل مامرسة النشاط‬
‫التجارى وهو ما دفع املرشع إىل التمييز ما بني الصورتني وأـن يفرد تنظيامً خاصاً للرشكات وأنواعها املختلفه‬
‫كنموذج يتفق وطبيعة األنشطه التجاريه التى تحتاج إىل املشاركه سواء باملال أو العمل ‪.‬‬
‫إال أنه حديثاً طالعتنا الترشيعات العربيه باستحداث منوذج رشكة الشخص الواحد ‪ ،‬وذلك خروجاً عىل األصل‬
‫العام ؛ عىل خالف الترشيعات الغربيه التى عرفت ذلك النموذج وتناولته بالتنظيم منذ أمد ‪.‬‬
‫حيث أرجع البعض فكرة إنشاء رشكة الشخص الواحد إىل ترشيع إمارة ليشتنشني حني أجازت املاده ( ‪) 835‬‬
‫من القانون املدين لإلماره الصادر يف ‪ 1925/11/5‬تأسيس املرشوع الفردي مع تحديد مسؤولية التاجر عن ديونه‬
‫والتزاماته عن هذا املرشوع ‪ ،‬كام أجازت املواد (‪ )646: 637‬من قانون األفراد والرشكات إلمارة ليشتنشني الصادر‬
‫(((‬
‫ىف ‪1926 /6/20‬تأسيس رشكة تتكون من شخص واحد‪.‬‬
‫كام يرى البعض أن القضاء األملاين كان له السبق ىف اإلشاره إىل هذا النموذج اإلستثناىئ فلقد اعرتف بهذا‬
‫النوع من الرشكات منذ عام ‪ 1884‬عندما أكدت محكمة اإلمرباطورية القيرصية أن اجتامع كل حصص اإلتحاد‬
‫النقايب للمناجم محدودة املسؤولية يف يد شخص واحد ال يؤدي إىل حل هذا االتحاد(((‪ ،‬وهو ما يعد إعرتاف من‬
‫القضاء األملاين بالتكوين غري املبارش لرشكة الشخص الواحد ‪ ،‬وكان ذلك قبل صدور قانون الرشكات األملاين الصادر‬
‫عام ‪ 1980‬الذى نظم صورة الرشكة ذات املسؤولية املحدودة املكونة من رشيك واحد‪.‬‬
‫ومل يختلف األمر كثريا ً بالنسبه لقانون الرشكات الفرنيس الصادر عام ‪ 1985‬حيث نظم الرشكة ذات املسؤولية‬
‫املحدودة املكونة من رشيك واحد سواء أكان الشخص طبيعيا أو معنويا(((؛ ووفقاً ألحكام هذا القانون فإن رشكة‬
‫الشخص الواحد هى ‪( :‬رشكة ذات مسؤولية محـدودة تنشـأ مـن شـخص واحـد أو عـدة أشـخاص ال يتحملـون‬
‫مـن خسـائر الشـركة إال بنسـبة حصصـهم فـي رأس املـال)(((‪.‬‬
‫وهو ذات النهج الذى نهجه قانون الرشكات البلجييك الصادر عام ‪ 1987‬حيث نظم رشكة الشخص الواحد يف‬
‫إطار الرشكة ذات املسؤولية املحدودة ‪ ،‬أما قانون الرشكات اإلنجليزي لعام ‪ 1948‬فلقد إعرتف برشكة الشخص‬
‫الواحد وبإمكانية تأسيسها بشكل غري مبارش ومل يتبنى فكر تأسيسها بشكل مبارش إال ىف نسخته املعدله عام‬
‫‪ ،((( 1992‬مع العلم أن القضاء اإلنجليزي كان قد أقر منوذج رشكة الشخص الواحد بقضية ساملون عام‪.((( 1897‬‬
‫(((صوفى أبو طالب ‪ ،‬تاريخ النظم القانونيه واإلجتماعيه ‪ ،‬دار النهضه العربيه ‪ ، 1998 ،‬ص ‪.221‬‬
‫(((ثامر خليف العبد الله‪ ،‬شركة الشخص الواحد‪ ،‬دار الجامعة الجديدة اإلسكندرية القاهرة‪، 2016 ،‬ص‪.34‬‬
‫(((د‪.‬على السيد قاسم ‪ ،‬المشروع الفردي محدود المسئولية‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ، 2003 ،‬ص ‪. 126‬‬
‫(((إخالص حميد حمزة ‪ ،‬شركة الشخص الواحد محدودة المسؤولية )دراسة مقارنة بين التشريع الفرنسي والمصري والعراقي( ‪ ،‬مجلة كلية التربية‬
‫األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ ،‬جامعة بابل ‪ ،‬العدد ‪ ، 35‬تشرين أول ‪ ، 2017‬ص ‪.998‬‬
‫(((المادة (‪ )31‬من قانون التجارة اإلنجليزى الصادر فى عام ‪ ، 1948‬راجع فى ذلك ‪ :‬د‪.‬ناريمان عبد القادر ‪ ،‬األحكام العامه للشركات ذات المسئوليه‬
‫المحدوده وشركة الشخص الواحد ( دراسه مقارنه ) ‪ ،‬دار النهضه العربيه ‪ ،‬ط‪ ، 1991 ، 1‬ص ‪. 48‬‬
‫(((تدور وقائع تلك القضيه حول التاجر (‪ )Salomon‬الذي كان يعمل في تجارة األدباغ لفترة طويلة وأراد أن يك ّون شركة محدودة المسؤولية‬
‫مؤلفة منه وزوجته وخمسة من أوالده وأن يقوم هو بأعباء اإلدارة لوحده‪ .‬قام التاجر (‪ )Salomon‬برهن جميع أموال الشركة بهدف الحصول على‬
‫قرض مما أثقل على الشركة وأدخلها في صعوبات مالية اضطر على أثرها الدائن المرتهن تعيين حارس قضائي مما أدى إلى دخول الشركة في‬
‫حالة تصفية‪ .‬وخالل التصفية كانت موجودات الشركة كافية لسداد الدين المضمون برهن إال أنها غير كافية لسداد الديون العادية‪ .‬قررت محكمة‬
‫‪IJDJL 430‬‬
‫أمير محمد‬ ‫المركز القانونى للشريك فى شركة الشخص الواحد « دراسة مقارنة «‬

‫ولقد تناولت بعض الترشيعات العربيه هذا النموذج بالتعريف ضمن صور وأنواع الرشكات املختلفه ؛ فعىل‬
‫سبيل املثال تعرف رشكة الشخص الواحد بقانون الرشكات املساهمة املرصى رقم ‪ 159‬لسنة ‪ 1981‬واملعدل‬
‫بالقانون رقم ‪ 4‬لسنة ‪ 2018‬بأنها ‪ ( :‬رشكة ميتلك رأساملها بالكامل شخص واحد‪ ،‬سواء كان طبيعياً أو اعتبارياً‬
‫وذلك مبا ال يتعارض مع أغراضها‪ ،‬وال يسأل مؤسس الرشكة عن التزاماتها إال يف حدود رأس املال املخصص لها) (((‪.‬‬
‫ووفقاً لنظام الرشكات السعودي الصادر سنة ‪ 1437‬هجري املوافق ‪ 2015‬ميالدي ‪ ... ( :‬يجوز أن تؤسس‬
‫الرشكة ذات املسؤولية املحدودة من شخص واحد‪ ،‬أو أن تؤول جميع حصصها إىل شخص واحد ‪.((( ) ...‬‬
‫أما املرشع اإلمارايت فلقد نظم منوذج شـركة الشـخص الواحـد مبوجب القانون االتحادي رقم ‪ 32‬لسنه ‪2021‬‬
‫بشــأن الشــركات التجاريــة حيث نص عىل أنه ‪( :‬يجـوز لشـخص واحـد مواطـن طبيعي أو اعتباري تأسيس‬
‫ومتلك رشكة ذات مسؤولية محدودة وال يسـأل مالـك رأس مـال الشـركة عن التزاماتها إال مبقدار رأس املال‬
‫الـوارد بعقـد تأسيسها‪ ،‬وترسي عليه أحكام الرشكة ذات املسؤولية املحـدودة الـواردة فـي هـذا القانـون فيمـا‬
‫(((‬
‫ال يتعارض مـع طبيعتها) ‪.‬‬
‫كام تضمن قانون الرشكات الكويتي رقم ‪ 25‬لسنة ‪2012‬م‪ ،‬املعدل بالقانون رقم ‪ 97‬لسنة ‪2013‬م‪ ،‬تعريفاً‬
‫لهذه الرشكه ‪ ،‬فوفقاً ألحكامه‪ ( :‬يقصد برشكة الشخص الواحد‪ - ،‬يف تطبيق أحكام هذا القانون‪ -‬كل مرشوع‬
‫ميتلك رأس ماله بالكامل شخص واحد طبيعي أو اعتباري‪ ،‬ال يسأل مالك الرشكة عن التزاماتها إال مبقدار رأس‬
‫املال املخصص للرشكة)(‪. ((1‬‬
‫ولقد عرف الفقه رشكة الشخص الواحد « بأنها الرشكه التى ميكن لشخص ما سواء كان طبيعيا أو اعتباريا أن‬
‫يقوم بإنشاءها مبفرده بأن يخصص لها مبلغاً مالياً من أمواله الخاصة من أجل استثامرها يف مرشوع مايل معني‪،‬‬
‫وال يسـأل عـن إلتزامـات هـذه الشـركة تجـاه الغيـر إال يف حدود املبلغ الذي خصصه من أمواله لإلستثامر يف‬
‫هذا املرشوع (‪.((1‬‬
‫كام عرفها البعض األخر بأنها «الرشكة املؤلفة من رشيك واحد طبيعياً كان أو معنوياً ويكون لهذه الرشكة‬
‫ذمة مالية مستقلة عن الذمة املالية للرشيك‪ ،‬وقد تؤسس هذه الرشكة إبتداء من رشيك واحد وقد تؤول اىل‬
‫رشكة من رشيك واحد جراء بقاء رشيك واحد فيها» (‪.((1‬‬
‫االستئناف (‪ )Court of Appeal‬أن التاجر (‪ )Salomon‬مسؤول عن الخسائر التي لحقت بالشركة لكون الشركة كانت مجرد خدعة للتهرب من‬
‫المسؤولية الشخصية‪ .‬إال أن مجلس اللوردات (‪ )House of Lords‬نقض هذا القرار ووجد أن الشركة قائمة فعال رغم أن التاجر (‪ )Salomon‬هو‬
‫الذي يملك نصيب األسد في هذه الشركة‪ ،‬وهو مجرد وكيل عن باقي الشركاء‪ ،‬وفي هذا اعتراف من القضاء اإلنجليزي بوجود شركة الشخص الواحد‬
‫على الرغم من عدم وجود نص قانوني يقضي بوجودها ؛ راجع فى ذلك ‪ :‬د‪.‬جمال السميطى ‪ ،‬الحاجة لتأسيس شركة الرجل الواحد في اإلمارات‬
‫‪ ،‬مقال منشور بموقع مجلة البيان – اإلمارات ‪ ،‬بتاريخ ‪ 24‬أغسطس ‪https://www.albayan.ae/economy/2006-08-24-1.947259 . 2006‬‬
‫(((المادة (‪ )4‬مكرر من قانون الشركات المساهمة رقم ‪ 159‬لسنة ‪ 1981‬المضافة بالقانون رقم‪ 4‬لسنة ‪ 2018‬فى مادته الخامسه ‪.‬‬
‫(((نظام الشركات السعودي الصادر سنة ‪ 1437‬هجري الموافق ‪ 2015‬ميالدي ونص عليها ضمن الباب السادس تحت مسمى الشركة ذات المسؤولية‬
‫المحدودة في المادة (‪ )154‬الفقرة األولى منها ‪.‬‬
‫(((المادة ( ‪ ) 2 / 71‬القانون االتحادي اإلماراتى رقم ‪ 32‬لسنه ‪ 2021‬بشــأن الشــركات التجاريــة ‪.‬‬
‫(‪((1‬الماده ( ‪ ) 85‬من قانون الشركات الكويتي رقم ‪ 25‬لسنة ‪2012‬م‪ ،‬المعدل بالقانون رقم ‪ 97‬لسنة ‪2013‬م‪.‬‬
‫(‪((1‬ثامر خليف العبد الله‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.4‬‬
‫(‪((1‬الدكتور عبد الله الخشروم ‪ ،‬بحث قانوني و دراسة عن شركة الشخص الواحد ‪ ،‬مجلة المناره ‪ ،‬جامعة أل البيت ‪ ،‬مجلة المنارة للبحوث والدراسات‬
‫‪ -‬األردن‪ ،‬العدد ‪ 3‬المجلد ‪ ، 2005 ،11‬بحث منشور على موقع ‪:‬‬
‫‪IJDJL 431‬‬
‫المجلد ‪ ،4‬العدد ‪2023 ،2‬‬ ‫المجلة الدولية للفقه و القضاء والتشريع‬

‫وعليه فإن البني من مجمل تلك التعريفات أن فكرة رشكة الشخص الواحد تقوم عىل ملكية املرشوع لشخص‬
‫واحد ‪ ،‬عىل أن تكون مسئوليته مسئوليه محدوده عىل خالف فكر املنشأه الفرديه حيث يكون التاجر مسئول‬
‫مسئوليه كامله ىف جميع أمواله عن أية ديون تخص نشاطه ‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬الهدف من استحداث منوذج رشكة الشخص الواحد‬
‫إن الواقع العمىل أثبت وجود كثري من الرشكات ىف حقيقة األمر يكون رأس مالها مملوكاً لشخص واحد‬
‫ولكنها تؤسس ىف شكل رشكه مكونه من مجموعه من الرشكاء وذلك لإلستفاده من الحوافز والضامنات التى‬
‫مينحها املرشع للرشكات ‪ ،‬وهذه الظاهره تعرف بظاهرة الرشكات الوهميه حيث أن الرشكاء ىف حقيقة األمر ما‬
‫هم إال رشكاء وهميني ال حقوق لهم وال إلتزامات عليهم ‪ ،‬لذلك كان من الرضورى القضاء عىل هذه الظاهره‬
‫وذلك من خالل منوذج جديد للرشكات يحقق املعادله من خالل إيجاد شكل جديد يجمع ما بني محدوديه‬
‫املسئوليه واإلداره الكامله للفرد مع الحصول عىل حوافز وضامنات الرشكات ‪.‬‬
‫البني من قانون اإلستثامر املرصي الجديد رقم ‪ 72‬لسنة ‪ 2017‬أن املرشع إستهدف من وراء تأسيس‬
‫هذا النموذج أن يشجع األفراد عىل تأسيس رشكات من أجل اإلستفاده من الحوافز والضامنات التى‬
‫مينحها القانون للرشكات اإلستثامرية وميكن القول بأن املرشع قصد عىل وجه الخصوص املرشوعات الصغرية‬
‫ومتناهية الصغر وذلك ىف إطار تشجيع الدوله لتلك املرشوعات‪.‬‬
‫ومبطالعة موقف املرشع اإلماراىت نجد أن القانون االتحادي الجديد رقم ‪ 32‬لسنه ‪ 2021‬بشأن الرشكات‬
‫التجارية أوضح أهداف إستحداث ذلك النموذج حيث أنه ميثل حراكاً إقتصادياً وأداه لتشجيع املستثمرين‬
‫الراغبني ىف إدارة أنشطتهم خارج النموذج الخاص باملنشأت الفرديه ودون أن يكون لهم رشكاء ‪ ،‬فهناك من‬
‫األشخاص من هم أصحاب أفكار إقتصاديه رائده ويحتاجون إىل دعم ويخشون من املسئوليه غري املحدوده‬
‫إلدارة نشاطهم التجارى ‪ ،‬لذا كان منوذج رشكة الشخص الواحد هو الحل األمثل ملثل هؤالء األشخاص (‪.((1‬‬
‫أضف إىل ذلك أن هذا النموذج هو منوذج مناسب للكيانات اإلقتصاديه الكربى التى تحتاج إىل إستثامر‬
‫أموالها ىف نشاط أو أنشطه تختلف عن نشاطها األساىس – مثال ذلك املؤسسات املاليه « البنوك « – حيث‬
‫ميلك البنك إستثامر أمواله من خالل تأسيس رشكه أو رشكات مملوكه له ملكيه خالصه ‪ -‬دون أن يكون هناك‬
‫رشكاء له ‪ -‬ويستطيع من خاللها إستثامر األموال املودعه لديه مع تحديد مسئوليته عن إدارة تلك األنشطه‪.‬‬
‫هذا ولقد عمد نظام الرشكات السعودى الجديد إىل استحداث منوذج رشكة الشخص الواحد ولقد تم هذا‬
‫اإلستحداث ىف ضوء سعى النظام الجديد إىل تحقيق نهضة نوعية يف اإلقتصاد السعودي(‪.((1‬‬

‫› ‪ 3 ،‬سبتمبر ‪ ، 2016‬تمت زيارة الموقع بتاريخ ‪ 2021 / 9/ 14‬الساعه ‪ 11:16‬م‪https//:www.mohamah.net › law.‬‬


‫(‪((1‬نصت المــادة (‪ )8‬مــن القانــون ذاتــه علـى أنـه يجـوز أن تؤسـس الشـركة أو أن تكـون مملوكـة لشـخص واحـد وفق القانون ‪ ،‬ونصت المادة‬
‫(‪ )2 / 71‬مـن القانـون ذاتـه ( يجـوز لشـخص واحـد مواطـن طبيعي أو اعتباري تأسيس وتملك شركة ذات مسؤولية محدودة وال يسـأل مالـك‬
‫رأس مـال الشـركة عن التزاماتها إال بمقدار رأس المال الـوارد بعقـد تأسيسها‪ ،‬وتسري عليه أحكام الشركة ذات المسؤولية المحـدودة الـواردة فـي‬
‫هـذا القانـون فيمـا ال يتعارض مـع طبيعتها)‪.‬‬
‫(‪((1‬حسام الحجيالن ‪ ،‬النظام القانوني لشركة الشخص الواحد وفق نظام الشركات الجديد ‪ ،‬مقال منشور بالموقع اإللكترونى لجريدة الجزيرة ‪ ،‬األحد‬
‫‪ 23‬ربيع األول ‪ ، 1437‬العدد ‪htm.ar9/2016/20160103/com.jazirah-al.www//:https : 15802‬‬
‫‪IJDJL 432‬‬
‫أمير محمد‬ ‫المركز القانونى للشريك فى شركة الشخص الواحد « دراسة مقارنة «‬

‫حيث يبدو أن الهدف هو جذب أصحاب رؤوس األموال الصغرية واملتوسطة والدفع بهم نحو دعم‬
‫اإلقتصاد الوطنى من خالل استثامر أموالهم ىف شكل الرشكات الصغريه فهى سبيل داعم ومكمل لغريها من‬
‫الرشكات ‪.‬‬
‫أما املرشع القطرى فلقد استحدث هذا النموذج من أجل تسهيل ودعم اإلستثامر يف مجال املرشوعات‬
‫الصغرية واملتوسطة ‪ ،‬األمر الذي يرتتب عليه تشجيع أصحاب املشاريع الصغرية واملتوسطة عىل خوض املخاطر‬
‫التجارية وتحقيق اإلنتاج يف حدود مرشوع محدد سواء كان تجارياً أو صناعياً أو حرفياً وذلك النفصال ذمتهم‬
‫املالية الشخصية عن الذمة املالية للمرشوع اململوك لرشكة الشخص الواحد(‪.((1‬‬
‫وذلك فضالً عام تتميز به رشكة الشخص الواحد من مرونة ورسعة يف اتخاذ القرار دون حاجة للقيود‬
‫النظامية املعمول بها يف إدارة الرشكات متعددة الرشكاء لتمتع مالك رشكة الشخص الواحد بالحرية التامة يف‬
‫(‪((1‬‬
‫إدارة الرشكة بنفسه أو مبن يختاره كمدير للرشكة‪.‬‬
‫املطلب الثاىن‪ :‬الطبيعه القانونيه لرشكة الشخص والواحد وخصائصها‬
‫أوالً‪ :‬الطبيعة القانونية لرشكة الشخص الواحد‬
‫إختلف الفقه حول تحديد الطبيعه القانونيه لرشكة الشخص الواحد ولعل األمر مرجعه الطبيعه اإلستثنائية‬
‫لتلك الرشكة ؛ لذا تباينت النظريات حول بيان طبيعتها عىل النحو التاىل بيانه ‪:‬‬
‫‪ .1‬رشكة الشخص الواحد من رشكات األشخاص‪:‬‬
‫تستند رشكات األشخاص إىل فكره مشرتكه وهى اإلعتبار الشخىص للرشيك ‪ ،‬وهو ما يعد رشط إبتداء وبقاء‬
‫حيث يؤدى زواله إىل إنقضاء الرشكه ‪ ،‬وتقوم فكرة اإلعتبار الشخىص عىل الثقه ىف شخص الرشيك وغالباً تنبع‬
‫هذه الثقه عن عالقه مابني الرشكاء هى التى تولد هذه الثقه‪.‬‬
‫هذا ويرى البعض أن رشكة الشخص الواحد تعد من قبيل رشكات األشخاص حيث أن املرشوع الفردي‬
‫يقوم عىل أساس الثقه يف التعامل مع الغیر ‪ ،‬فالسمعة التجاریة للاملك والثقه فيه محل إعتبار ىف التعامل‬
‫مع الرشكة (‪.((1‬‬
‫إال أن هذا الرأى مردود عليه كون مسئولية الرشيك ىف بعض رشكات األشخاص تكون مسئوليه غري‬
‫محدوده عىل خالف رشكة الشخص الواحد حيث تكون مسئولية الرشيك فيها محدوده ‪.‬‬
‫(‪((1‬تعد شركة الشخص الواحد ذات المسؤولية المحدودة من أحدث الشركات التي تم إقرارها قانوناً بدولة قطر بموجب قانون الشركات التجارية‬
‫القطري رقم (‪ )5‬لسنة ‪ 2002‬وأعيد النص عليه بقانون الشركات التجارية القطري الصادر بالقانون رقم (‪ )11‬لسنة ‪ .2015‬وتخضع شركة الشخص‬
‫الواحد ذات المسؤولية المحدودة لجميع األحكام المنظمة للشركة ذات المسؤولية المحدودة عدا ما يتعارض مع كون رأسمالها مملوكا لشخص‬
‫واحد‪.‬‬
‫(‪((1‬المحامي الشيخ أحمد بن محمد آل ثاني ‪ ،‬شركة الشخص الواحد ‪ ،‬مقال منشور بالموقع اإللكترونى لجريدة لوسيل ‪:‬‬
‫‪https//:lusailnews.net/knowledgegate/opinion19/03/2/‬‬
‫(‪((1‬مصطفى ناطق ‪ ،‬المشروع الفردى (شركة الشخص الواحد ) ‪ ،‬وفق التطورات التشريعية الحديثة ‪ ،‬مجلة الرافدين للحقوق ‪ ،‬المجلد ‪ ، 10‬العدد‬
‫‪ ، 36‬تاريخ النشر ‪ ، 2008 / 6 / 30‬ص ‪. 131‬‬
‫‪IJDJL 433‬‬
‫المجلد ‪ ،4‬العدد ‪2023 ،2‬‬ ‫المجلة الدولية للفقه و القضاء والتشريع‬

‫‪ .2‬رشكة الشخص الواحد من رشكات األموال‬


‫ىف رشكات األموال ال يكون هناك إعتداد كبري بشخصية الرشيك فاملعول عليه هو رأس مال الرشكه بغض‬
‫النظر عن شخص الرشيك فال محل هنا لفكرة اإلعتبار الشخىص ‪ ،‬وهذا ما مييز هذه الرشكات عن رشكات‬
‫األشخاص ‪.‬‬
‫ولعل طبيعة رشكة الشخص الواحد وتحديد املسئوليه فيها هو ما دعى البعض اىل القول بأنها من رشكات‬
‫األموال ولقد كان ملوقف املرشع ىف بعض الدول العربيه بالغ األثر ىف تأييد هذا الرأى ‪ ،‬فعىل سبيل املثال‬
‫نجد أن قانون اإلستثامر املرصي الجديد رقم ‪ 72‬لسنة ‪ ،2017‬أضفى عيل رشكة الشخص الواحد خصائص‬
‫رشكات األموال لتصبح املسؤولية عن ديون الرشكة ىف حدود رأس مال الرشكة وليس رأس مال املؤسس الخاص‬
‫للرشكة(‪.((1‬‬
‫إال أنه عىل الرغم من ذلك فإنه ال ميكن إنكار جانب اإلعتبار الشخىص ىف هذا النموذج الذى يعتمد‬
‫إعتامدا ً كلياً عىل شخص واحد ‪.‬‬
‫‪ .3‬الطبيعة املختلطة لرشكة الشخص الواحد‬
‫إزاء ما تقدم يرى البعض أن لرشكة الشخص الواحد طبيعه مختلطه مبا لها من سامت رشكات األموال‬
‫ورشكات األشخاص (‪ ،((1‬حيث سبق أن ذكرنا أن املرشوع الفردي يقوم عىل أساس الثقه يف التعامل مع الغیر ‪،‬‬
‫فالسمعة التجاریة للاملك والثقه فيه محل إعتبار ىف التعامل مع الرشكة وهنا يظهر اإلعتبار الشخىص ىف رشكة‬
‫الشخص الواحد ‪ ،‬إال أن فيها من خصائص رشكات األموال ما مييزها فاملسؤولية عن ديون الرشكة ىف حدود‬
‫رأس مال الرشكة وليس رأس مال املؤسس الخاص للرشكة ‪ ،‬ولكن مع وجود تنظيم خاص لكل من رشكات‬
‫األشخاص واألموال ‪ ،‬باإلضافه إىل السامت والخصائص التى متيزها عن بعضها البعض ؛ فإنه ال ميكن التسليم‬
‫بفكرة الطبيعه املختلطة(‪.((2‬‬
‫‪ .4‬الطبيعة املستقلة لرشكة الشخص الواحد‬
‫مام الشك فيه أن التقرير بالطبيعه الخاصه لرشكة الشخص الواحد هو أمر من شأنه القول بالطبيعة‬
‫املستقله لهذه الرشكة ‪ ،‬وما يدعم ذلك هو الطبيعه اإلستثنائيه لها ‪ ،‬وكذا الهدف من استحداث هذا النموذج ‪.‬‬
‫ثانياً ‪ :‬خصائص رشكة الشخص الواحد‬
‫‪ .1‬املسؤولية املحدودة للرشيك‬
‫تتألف رشكة الشخص الواحد من شخص طبیعي أو اعتبارى واحد ‪ ،‬وعليه تكون مسؤولیة هذا الشخص‬
‫ ‪ ‬‬ ‫(‪((1‬النظام القانوني لشركات الشخص الواحد وفقاً لقانون االستثمار ‪ ،‬مقال منشور على موقع ‪com.legaladviceme//:https :‬‬
‫(‪((1‬أحمد عبد الرحيم عودة ‪ ،‬األصول اإلجرائية للشركات التجارية ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار وائل ‪ ،‬عمان ‪ ، 2005،‬ص ‪.69‬‬
‫(‪((2‬ناريمان جمیل النعمانى ‪ ،‬النظام القانوني للشركة المحدودة ذات الشخص الواحد في القانون العراقي ‪ ،‬مجلة الكوفة للعلوم القانونیة والسیاسیة‬
‫‪ ،‬العراق ‪ ،‬المجلد ‪ ،2‬العدد ‪ 2010 ، 4‬ص ‪.226‬‬
‫‪IJDJL 434‬‬
‫أمير محمد‬ ‫المركز القانونى للشريك فى شركة الشخص الواحد « دراسة مقارنة «‬

‫بالرشكة مسئوليه محدوده ‪ ،‬حيث تنحرص ىف مقدار ما قدمه من أموال يف ر أس مال هذه الرشكة ‪ ،‬ومام‬
‫الشك فيه أن مبدأ تحدید املسؤولیة ملالك تلك الرشكه هو الذي یشجع العدید من األشخاص عىل اإلقبال عىل‬
‫إنشاء مثل هذا النوع من الرشكات ؛ فهو سبيل للحفاظ عىل رأس املال و فيه تشجيع لصغار املستثمرین عىل‬
‫تكوين رشكات واإلنخراط يف العمل التجاري (‪ ،((2‬كام أنها متثل میزة لكبار التجار حال املىض ىف مرشوعات‬
‫جديده ال يعلم عن مصريها ىشء ولىك ال تتأثر رؤوس أموال رشكاتهم الكربى مبا ميارسونه من أنشطه جديده‬
‫قد يلحقها خساره ‪.‬‬
‫‪ .2‬سهولة تحويل صفة الرشكة أو دمجها‬
‫إن طبيعة رشكة الشخص الواحد لها بالغ األثر عىل سهولة تحويل صفة الرشكة أو دمجها ففي حالة وفاة‬
‫مالك الرشكة ‪ ،‬فإن لورثته وحدهم حق تقرير مصیر هذه الرشكة (‪ - ((2‬وهو األمر الذى مييز هذا النموذج‬
‫‪ -‬سواء باإلبقاء عليها من خالل تحويل صفتها ‪ ،‬حیث ميكن تحويلها من رشكة شخص واحد إىل رشكه ذات‬
‫املسؤولیة املحدودة متعددة الرشكاء وبدون حاجة لتغییر شكلها ‪ ،‬كام أن للاملك الحق ىف أن يندمج مع‬
‫غريه من الرشكات أو أن يقرر بیع حصته ‪ ،‬كام یمكن لرشكة الشخص الواحد أن تنتقل إىل منوذج الرشكات‬
‫الجامعيه ‪،‬عن طریق إنضامم رشیك أو رشكاء لها (‪.((2‬‬
‫‪ .3‬اإلسم التجارى للرشكة‬
‫لرشكة الشخص الواحد إسم تجارى وهو السمه الداله عىل النشاط الذى تبارشه الرشكه والغرض الذي‬
‫أسست من أجله ‪ ،‬وقد يتطلب األمر إضافة إسم ولقب مالك الرشكه ‪ ،‬وبعض الترشيعات قد تشرتط إضافة‬
‫عبارة مثل «رشكة شخص واحد محدود املسؤولیة « ‪ ،‬وتطبيقاً لذلك حدد املرشع املرصى ىف القانون رقم‬
‫‪ 4‬لسنة ‪ 2018‬الصادر بتعديل القانون رقم ‪ 159‬لسنة ‪ 1981‬يف شأن الرشكات املساهمة ورشكات التوصية‬
‫باألسهم والرشكات ذات املسئولية املحدودة ‪ ،‬ضوابط وإجراءات إنشاء وتأسيس رشكات الشخص الواحد‬
‫وذات املسئولية املحدودة‪ ،‬ومن تلك الضوابط ما تعلق باإلسم التجارى للرشكه حيث نص عىل أن يكون لرشكة‬
‫الشخص الواحد إسامً خاصاً لها يستمد من أغراضها أو من إسم مؤسسها‪ ،‬ويجب أن يتبع إسمها مبا يفيد أنها‬
‫رشكة من رشكات الشخص الواحد ذات مسئولية محدودة‪ ،‬ويوضع عىل مركزها الرئيىس وفروعها ‪ -‬إن وجدت‬
‫‪ -‬وىف جميع مكاتباتها‪.‬‬
‫‪ .4‬ضعف اإلئتامن‬
‫إن مسألة ضعف اإلئتامن لرشكة الشخص الواحد تعد نتيجة منطقيه لكونها مملوكه لشخص واحد‬
‫ومسئوليته فيها مسئوليه محدوده ‪ ،‬فال یتمكن الدائنون للرشكة من الحصول عىل حقوقهم يف حال إفالسها‬
‫من أموال املالك ‪ ،‬فاألمر محدود مبقدار ما قدم من رأس املال وىف حدود أموال الرشكه (‪.((2‬‬
‫(‪((2‬د ‪ /‬سميحة القليوبى ‪ ،‬شركة الشخص الواحد ‪ ،‬نشرة جمعیة الضرائب المصریة ‪ ،‬المجلد ‪، 7‬العدد‪، 1997 ، 27‬ص ‪. 98 ، 97‬‬
‫(‪((2‬مفلح عواد ‪ ،‬الشركة ذات المسؤولیة المحدودة وشركة الشخص الواحد ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار الثقافة للنشر والتوزیع ‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن ‪،‬‬
‫‪،1998‬ص‪.39‬‬
‫(‪((2‬مفلح عواد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫(‪((2‬ناريمان جمیل النعمانى ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.223‬‬
‫‪IJDJL 435‬‬
‫المجلد ‪ ،4‬العدد ‪2023 ،2‬‬ ‫المجلة الدولية للفقه و القضاء والتشريع‬

‫املبحث الثاىن‪ :‬تأسيس رشكة الشخص الواحد‬


‫متهيد وتقسيم‬
‫إن الناظر للترشيعات التى أخذت بنموذج رشكة الشخص الواحد سوف يبني له إتفاق تلك الترشيعات‬
‫عىل منح حق تأسيس تلك الرشكه إىل كل شخص طبيعى أو اعتباري ىف حدود األغراض التى أنشئ من أجلها‬
‫‪ ،‬رشيطة أن تكون هذه الرشكة محدودة املسئولية‪.‬‬
‫ولكن تكمن املفارقه بني الشخص الطبيعى والشخص اإلعتبارى أن بعض الترشيعات ومنها الترشيع‬
‫املرصى تشرتط لتأسيس الرشكة إذا كان مؤسسها أحد أشخاص القانون العام الحصول عىل موافقة رئيس‬
‫مجلس الوزراء أو الوزير املختص ‪ ،‬بحسب األحوال ؛ وعليه سوف نقوم ىف هذا املبحث بالعرض لرشوط وطرق‬
‫تأسيس رشكة الشخص الواحد ىف املطلبني التاليني‪:‬‬
‫•املطلب األول‪ :‬رشوط تأسيس رشكة الشخص الواحد‪.‬‬
‫•املطلب الثاىن‪ :‬طرق تأسيس رشكة الشخص الواحد ‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬رشوط تأسيس رشكة الشخص الواحد‬
‫إن تأسيس أى رشكه يتطلب توافر مجموعه من الرشوط الشكليه واملوضوعيه وهى ذات الرشوط التى‬
‫يتطلبها املرشع لتأسيس أى رشكه مع األخذ ىف اإلعتبار الطبيعه الخاصه لهذا النموذج من الرشكات فضالً عن‬
‫الطبيعه اإلستثنائيه املتمثله ىف كون مؤسسها شخصاً واحدا ً خروجاً عىل القاعده األساسيه املتمثله ىف تعدد‬
‫الرشكاء ‪ ،‬لذا سوف نتعرض ىف هذا املطلب أوالً لبيان ما يتطلبه املرشع ىف رأس مال رشكة الشخص الواحد ثم‬
‫للرشوط الشكليه واملوضوعيه‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬رأس مال رشكة الشخص الواحد والقيود التي ترد عليها‬
‫من األمور التى مل تكن محل إتفاق بني الترشيعات املقارنه مسألة تحديد رأس املال املطلوب كرشط‬
‫لتأسيس رشكة الشخص الواحد حيث تباينت املواقف بخصوص هذا الشأن عىل الرغم من أن تنظيم رشكة‬
‫الشخص الواحد مل يخرج ىف أغلب الترشيعات خارج حدود اإلطار التنظيمى للرشكة ذات املسئولية املحدوده‬
‫إال أن هناك ترشيعات أخرى سلكت مسلك مغاير عىل نحو ما سوف نعرض له ‪:‬‬
‫‪ .1‬تحديد حد أدىن لرأس مال رشكة الشخص الواحد‬
‫إشرتطت بعض الترشيعات أن يكون هناك حد أدىن لرأس مال رشكة الشخص الواحد ومنها ما اشرتط سداد‬
‫كامل رأس املال قبل التأسيس والبعض األخر اشرتط السداد عند التأسيس ‪.‬‬

‫من ذلك القانون املرصى رقم ‪ 4‬لسنة ‪ 2018‬الصادر بتعديل القانون رقم ‪ 159‬لسنة ‪ 1981‬يف شأن الرشكات‬
‫املساهمة ورشكات التوصية باألسهم والرشكات ذات املسئولية املحدودة حيث نص عىل أنه ال يجوز أن يقل‬
‫‪IJDJL 436‬‬
‫أمير محمد‬ ‫المركز القانونى للشريك فى شركة الشخص الواحد « دراسة مقارنة «‬

‫الحد األدىن لرأس مال رشكة الشخص الواحد عن خمسني ألف جنيه ‪ ،‬ويجب أن يُدفع رأس املال بالكامل عند‬
‫تأسيس الرشكة ‪ ،‬وال يجوز أن تكون حصص رأس املال يف الرشكة يف شكل أسهم قابلة للتداول ‪ ،‬كام ال يجوز لهذه‬
‫الرشكة أن تصدر أي نوع من أنواع األوراق املالية‪ ،‬أو اإلقرتاض عن طريق إصدار أوراق مالية قابلة للتداول‪ ،‬كام‬
‫ال يجوز لها اإلكتتاب العام سواء عند تأسيسها أو عند زيادة رأس مالها أو مامرسة أعامل التأمني أو البنوك أو‬
‫اإلدخار أو تلقى الودائع أو استثامر األموال لحساب الغري(‪.((2‬‬

‫وهو ذات مسلك الذى اتبعه املرشع البحريني حيث نص عىل أنه يجب أال يقل رأس مال رشكة الشخص‬
‫الواحد عام تحدده الالئحة التنفيذية للقانون ‪ ،‬ويكون مدفوعاً بالكامل ويجوز أن يشمل رأس املال حصصاً‬
‫عينية‪ ،‬يقدر قيمتها أحد الخرباء املختصني‪ ،‬ويف جميع األحوال يجب أال يقل الحد األدىن لرأس املال عن عرشين‬
‫ألف دينار(‪.((2‬‬

‫كام نصت املادة(‪ 8‬فقره أ) من التعليامت التنفيذية لرشكة الشخص الواحد محدودة املسؤولية يف الجمهورية‬
‫العربية السورية الصادرة برقم ‪ 1740‬بتاريخ ‪ ، 2011 / 6 / 2‬عىل أنه يجب أال يقل رأس مال الرشكة عن خمسة‬
‫ماليني لرية سورية للمؤسس السوري سواء كان شخصاً طبيعياً أو إعتبارياً‪.‬‬

‫‪ .2‬تحديد رأس مال رشكة الشخص الواحد ىف ضوء أحكام الرشكه ذات املسئوليه املحدوده‬

‫من الترشيعات ما ذهب إىل تحديد رأس مال رشكة الشخص الواحد ىف ضوء أحكام الرشكة ذات املسئولية‬
‫املحدودة ‪ ،‬من ذلك قانون الرشكات العراقى (‪((2‬حيث نص عىل أن املرشوع الفردي يتكون رأس ماله من‬
‫حصة واحدة فقط ويتحدد مبوجبها مقدار مساهمته يف األرباح والخسائر حيث يسال مسؤولية شخصية وغري‬
‫محدودة عن ديون املرشوع ‪ ،‬والبد أن ال يقل رأس مال املرشوع عن (خمسامئة ألف) دينار عراقي والبد أن‬
‫يسدد رأس مال املرشوع الفردي بالكامل قبل صدور شهادة التأسيس‪ ،‬أما إذا كان مرشوعاً فردياً بصيغة رشكة‬
‫محدودة املسؤولية فيجب أن ال يقل رأس مالها عن مليون دينار عراقي‪ ،‬حسبام نصت عليه املادة(‪/28‬أوال)‬
‫من قانون الرشكات العراقي املعدلة‪ ،‬ومسؤولية مقدم الحصة هنا تكون محدودة بقدر ما قدمه يف رأس مال‬
‫املرشوع‪.‬‬

‫ومبطالعة أحكام قانون الرشكات األردىن نجد أن الحد األدىن لرأسامل رشكة الشخص الواحد يف إطار الرشكة‬
‫ذات املسؤولية املحدودة هو ثالثون الف دينار اردين(‪ .((2‬وميكن للرشيك الوحيد أن يقدم جز ًء من رأس مال‬
‫الرشكة عىل شكل حصة عينية ولكن ال يجوز له ان يقدم كل رأس مال الرشكة عىل شكل حصة عينية ألنه‬
‫يحتاج اىل سيولة ملبارشة اعامل الرشكة‪ .‬اال ان املادة (‪ )58‬تلزم الرشيك الوحيد إذا ما أراد أن يقدم جز ًء من‬
‫رأس مال الرشكة حصة عينية‪.‬‬

‫(‪((2‬مادة ‪ 287‬مکررا ً ‪ 2-‬من القانون المصرى رقم ‪ 4‬لسنة ‪ 2018‬الصادر بتعديل القانون رقم ‪ 159‬لسنة ‪ 1981‬في شأن الشركات المساهمة وشركات‬
‫التوصية باألسهم والشركات ذات المسئولية المحدودة ‪.‬‬
‫(‪((2‬المادة ‪ 293‬من قانون الشركات البحريني رقم ‪ 21‬لسنة ‪. 2001‬‬
‫(‪((2‬نص المادة (‪ )34‬من قانون الشركات العراقي النافذ ‪.‬‬
‫(‪((2‬المادة (‪/54‬أ ) من قانون الشركات األردنى ‪.‬‬
‫‪IJDJL 437‬‬
‫المجلد ‪ ،4‬العدد ‪2023 ،2‬‬ ‫المجلة الدولية للفقه و القضاء والتشريع‬

‫‪ .3‬تحرير رأس مال رشكة الشخص الواحد من أى تحديد‬


‫ومن الترشيعات ما نهج منهج التحرير لرأس مال رشكة الشخص الواحد من خالل عدم النص عىل أى‬
‫تحديد له من ذلك قانون الرشكات اإلمارىت حيث مل تتضمن نصوصه أى تحديد لرأس مال رشكة الشخص‬
‫كامال عند‬
‫الواحد (‪ ،((2‬وهو ذات املسلك الذى سلكه املرشع السعودى الذى أوجب الوفاء برأسامل الرشكة ً‬
‫التأسيس إال أنه مل يضع حدا ً أدىن له(‪.((3‬‬
‫هذا ومام الشك فيه أن الضامن العام لدائنى رشكة الشخص الواحد يوجب أن يكون هناك حد أدىن لرأس‬
‫مالها كون املسئولية فيها محدوده وعليه فإن وضع حد أدىن لرأسامل رشكة الشخص الواحد من شأنه أن‬
‫يحقق التوازن بني مبتغى املرشع من استحداث هذا النوع من الرشكات وحقوق دائنيها ‪.‬‬
‫(‪((3‬‬
‫ثانياً‪ :‬الرشوط املوضوعية والشكليه لتأسيس رشكة الشخص الواحد‬
‫‪ -1‬الرشوط املوضوعية لتأسيس رشكة الشخص الواحد‬
‫أ‪ -‬الرشوط املوضوعية الخاصة‬
‫بحسب األصل ووفق طبيعة رشكة الشخص الواحد فإن تأسيسها يكون مبوجب إراده منفرده وهى إرادة‬
‫الشخص الواحد وهو األمر الذى يدعونا اىل القول بعدم توافر الرابطه العقديه ومن ثم عدم إشرتاط توافر‬
‫الرشوط املوضوعيه الخاصه الالزمة لتأسيس الرشكات فحقيقة األمر أن الرشوط الخاصه ال تالئم طبيعة رشكة‬
‫الشخص الواحد حيث تتمثل تلك الرشوط ىف ‪ :‬تعدد الرشكاء ‪ ،‬تقديم الحصص ‪ ،‬نية املشاركة وإقتسام األرباح‬
‫والخسائر وهى جميعها ال تتفق والطبيعة اإلستثنائية لهذه الرشكة ‪ ،‬فال تعدد للرشكاء حيث أن هذا النموذج‬
‫قرر من أجل تشجيع املستثمرين الراغبني ىف إدارة أنشطتهم خارج النموذج الخاص باملنشأت الفرديه ودون‬
‫أن يكون لهم رشكاء ‪ ،‬وكذا جذب أصحاب رؤوس األموال الصغرية واملتوسطة والدفع بهم نحو دعم اإلقتصاد‬
‫الوطنى من خالل إستثامر أموالهم ىف شكل الرشكات الصغريه ‪ ،‬كام أنه ال مجال للحديث عن ركن تقديم‬
‫الحصص حيث أن رأس مال هذه الرشكه يقدم من مؤسسها ومالها الوحيد وهو ما يؤدى بنا إىل نتيجه منطقيه‬
‫وهى عدم توافر نية املشاركة واقتسام األرباح والخسائر كون مؤسس الرشكه ومالكها ال يبتغى لها رشيك‬
‫يقاسمه الربح أو الخساره ‪.‬‬
‫ب – الرشوط املوضوعية العامة‬
‫الرشوط املوضوعية العامة هى رشوط يلزم توافرها ىف جميع صور العالقات التعاقديه لذا فإن تلك‬
‫الرشوط يلزم توافرها ىف جميع أنواع عقود الرشكات ‪ ،‬وعىل الرغم من أن رشكة الشخص الواحد هى عمل‬
‫قوامه اإلراده املنفرده إال أن هذا األمر ال يخل مبا اشرتطه املرشع من رضورة إفراغ تلك اإلراده ىف شكل العقد‬
‫(‪((2‬د‪.‬محمد سعد العرمان ‪ ،‬التنظيم القانونى لشركة الشخص الواحد فى فى مشروع قانون الشركات اإلماراتى ‪ ،‬مجلة الباحث للدراسات األكاديمية‬
‫‪ ،‬المجلد الخامس ‪ ،‬مارس ‪ ، 2015‬ص ‪. 48‬‬
‫(‪((3‬محمد حسن الجبر ‪ ،‬القانون التجاري السعودي‪ ،‬مكتبة الملك فهد الوطنية‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬ط‪ .‬الرياض ‪ ، 1996 ،‬ص ‪. 397‬‬
‫(‪((3‬هاني محمد مؤنس عوض ‪ ،‬النظام القانوني لشركة الشخص الواحد كمستجد قانوني في االقتصاد السعودي ‪ ،‬دراسات ‪ -‬علوم الشريعة والقانون‬
‫‪ ،‬الجامعه األردنية ‪ ،‬المجلّد ‪ ، 47‬عدد ‪ ، 2020 ، 3‬ص ‪. 56‬‬
‫‪IJDJL 438‬‬
‫أمير محمد‬ ‫المركز القانونى للشريك فى شركة الشخص الواحد « دراسة مقارنة «‬

‫املكتوب وفق إجراءات التأسيس التى اشرتطها املرشع ىف أغلب البلدان التى أقرت هذا النوع من الرشكات‬
‫وأفردت لها منوذج عقد تأسيىس يتفق والطبيعه اإلستثنائيه لها ‪ ،‬وتتمثل الرشوط املوضوعيه العامه ىف ‪ :‬الرضا‬
‫‪ ،‬األهليه ‪ ،‬املحل والسبب ‪ ،‬وال محل للحديث عن الرضا ىف هذا املقام إلنعدام نية املشاركة نظرا ً لطبيعة‬
‫الرشكه وتخلف ركن تعدد الرشكاء ‪ ،‬لذا فإن ما يرشط من رشوط عامه ‪ :‬األهليه واملحل والسبب ‪.‬‬
‫األهلية(‪ :((3‬يرشط ىف الرشيك برشكة الشخص الواحد ما يشرتط بالرشيك ىف أى رشكه من الرشكات وهو‬
‫رضورة توافر األهليه ‪.‬‬
‫واألهليه املطلوبه بالنسبة الرشيك الوحيد برشكة الشخص الواحد هى أهلية األداء والتى من شأنها أن‬
‫تؤهل الشخص للترصف ‪ ،‬لذا فالبد أن يكون بالغاً رشيدا ً متمتعاً بقواه العقلية ‪ ،‬غري محجورا ً عليه ألى عارض‬
‫من عوارض االهلية (كالجنون أو العته) وذلك ملا ينطوى عليه األمر من ترصف يتمثل ىف تقديم رأس مال‬
‫الرشكه بأكمله من الذمة املاليه للرشيك الوحيد وإنتقاله إىل الذمه املاليه للرشكة ‪.‬‬
‫وقد يثور التساؤل حول مدى إمكانية قيام القارص املأذون له بالتجاره بتأسيس رشكة الشخص الواحد ؟ من‬
‫املمكن القول بأن طبيعة الرشكة وكون املسؤوليه فيها محدوده هو أمر يجوز معه للقارص أن يقوم بتأسيس‬
‫هذا الشكل من أشكال الرشكات دون حاجة إىل إذن خاص ‪ ،‬إال أننا نرى أن األمر هنا يوجب الحصول عىل‬
‫إذن خاص بتأسيس رشكة الشخص الواحد حيث أن اإلذن العام يخص تجاره قامئه ولرضوره وهو األمر الذى ال‬
‫محل لتحققه بخصوص تأسيس رشكة جديده وفق منوذج رشكة الشخص الواحد ولعل األمر مرجعه من وجهة‬
‫نظرنا الخاصه إىل ما نصت عليه املادة ‪ 129‬مكرر (‪ )4‬من القانون املرصى رقم ‪ 4‬لسنة ‪ 2018‬الصادر بتعديل‬
‫القانون رقم ‪ 159‬لسنة ‪ 1981‬يف شأن الرشكات املساهمة ورشكات التوصية باألسهم والرشكات ذات املسئولية‬
‫املحدودة ‪ ،‬والتى وضعت استثناءات عىل حدود املسئولية ىف رشكة الشخص الواحد ‪ ،‬فنصت عىل أنه‪:‬‬
‫استثناء من أحكام املادة (‪ 4‬مكررا ً) من هذا القانون‪ ،‬يُسأل مؤسس رشكة الشخص الواحد ىف جميع أمواله‬
‫ىف الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫‪1.1‬إذا قام بسوء نية بتصفية الرشكة أو وقف نشاطها قبل انتهاء مدتها أو تحقيق الغرض من إنشائها ‪.‬‬
‫‪2.2‬إذا مل يقم بالفصل بني ذمته املالية والذمة املالية للرشكة ‪.‬‬
‫‪3.3‬إذا أبرم عقودا ً أو أجرى ترصفات باسم الرشكة تحت التأسيس ومل تكن هذه العقود أو الترصفات‬
‫الزمة لتأسيس الرشكة ‪.‬‬
‫وعليه يضحى أمر تأسيس تلك الرشكه خطريا ً بالنسبه للقارص نظرا ً إلمكانية سؤاله ىف كامل أمواله ىف‬
‫األحوال السابقه وفق نص القانون ‪.‬‬
‫محال يتمثل ىف النشاط أو األنشطة التى سوف تبارشها‬
‫املحل(‪ :((3‬البد أن يكون لرشكة لشخص الواحد ً‬
‫(‪((3‬عبدالله حميدر الغويرى ‪ ،‬تأسيس شركة الشخص الواحد في القانون اإلماراتي ‪ ،‬مجلة جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والقانونية‪ ،‬المجلد ‪13‬‬
‫العدد‪ ، 2016 ، 2‬ص ‪. 320‬‬
‫(‪((3‬عبدالله حسن الخشروم ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 273‬‬
‫‪IJDJL 439‬‬
‫المجلد ‪ ،4‬العدد ‪2023 ،2‬‬ ‫المجلة الدولية للفقه و القضاء والتشريع‬

‫والتى تتفق وطبيعتها ‪ ،‬وعليه يشرتط ىف املحل أن يكون ممكناً ومرشوعاً وغري مخالف للنظام العام واألداب‬
‫العامه(‪.((3‬‬
‫السبب‪ :‬هو الباعث الدافع وراء تأسيس هذه الرشكه ‪ ،‬واملتمثل غالباً ىف الرغبة ىف إدارة نشاط الرشكة‬
‫خارج النموذج الخاص باملنشأت الفرديه ودون وجود رشكاء واستثامر األموال ىف شكل الرشكات الصغريه دون‬
‫خوض املخاطر التجارية وتحقيق اإلنتاج يف حدود مرشوع محدد مع انفصال الذمة املالية للرشيك الوحيد‬
‫عن الذمة املالية للرشكة‪.‬‬
‫كام أن الدافع قد يكون استثامر األموال ىف نشاط أو أنشطه تختلف عن نشاط الرشكه األساىس – مثال‬
‫ذلك املؤسسات املاليه « البنوك « – حيث ميلك البنك استثامر أمواله من خالل تأسيس رشكه أو رشكات‬
‫مملوكه له ملكيه خالصه ‪ -‬دون أن يكون هناك رشكاء له ‪ -‬ويستطيع من خاللها استثامر األموال املودعه‬
‫لديه مع تحديد مسئوليته عن إدارة تلك األنشطه‪.‬‬
‫‪ -2‬الرشوط الشكلية لتأسيس رشكة الشخص الواحد‬
‫ال تختلف رشكة الشخص الواحد عن غريها من الرشكات من حيث الرشوط الشكلية الالزمة لتأسيسها ‪،‬‬
‫مع األخذ ىف اإلعتبار الطبيعة الخاصة الناجمة عن وجود رشيك وحيد فيها‪.‬‬
‫ومن ثم فإن الكتابة والشهر هام الرشطان الشكليان األساسيان لتأسيس رشكة الشخص الواحد إال أن‬
‫املرشع ىف الدول التى استحدثت هذا النموذج قد تبنى عددا ً من الرشوط الشكليه األخرى والتى تتفق‬
‫وطبيعة هذه الرشكة ‪ ،‬فعىل سبيل املثال إشرتط املرشع املرصى لتأسيس تلك الرشكه مجموعه من الرشوط‬
‫الشكليه متمثله ىف تقديم عدة مستندات(‪:((3‬‬
‫‪1.1‬شهادة عدم التباس اإلسم معتمدة من السجل التجاري‪.‬‬
‫‪2.2‬شهادة بنكية بإيداع كامل رأس املال ‪ ،‬و يراعي أال يقل رأس املال عن خمسني ألف جنية مرصي‬
‫‪3.3‬يف حالة قيام الشخص االعتباري بتأسيس رشكة الشخص الواحد يتم تقديم املستندات التالية‪:‬‬
‫•توكيل من املمثل القانوين للشخص اإلعتباري‪.‬‬
‫•مستخرج حديث من السجل التجاري للشخص اإلعتباري (االطالع عيل األصل)‬
‫‪4.4‬إذا كان مؤسس الرشكة أحد أشخاص القانون العام يجب الحصول عيل موافقة رئيس مجلس الوزراء‬
‫أو الوزير املختص بحسب األحوال‪.‬‬
‫(‪((3‬حددت المادة ‪ 129‬مكرر (‪ )2‬من القانون المصرى رقم ‪ 4‬لسنة ‪ 2018‬الصادر بتعديل القانون رقم ‪ 159‬لسنة ‪ 1981‬في شأن الشركات المساهمة‬
‫وشركات التوصية باألسهم والشركات ذات المسئولية المحدودة ‪ ،‬األنشطة المحظور ممارستها من قبل شركة الشخص الواحد‪ :‬يحظر على شركات‬
‫بأي من األعمال اآلتية‪ - 1 :‬تأسيس شركة من شركات الشخص الواحد‪ - 2 .‬االكتتاب العام ‪ ،‬سواء عند تأسيسها‪ ،‬أو عند زيادة‬ ‫الشخص الواحد القيام ٍ‬
‫رأس مالها‪ - 3 .‬تقسيم رأسمال الشركة فى شكل أسهم قابلة للتداول ‪ - 4 .‬االقتراض عن طريق إصدار أوراق مالية قابلة للتداول ‪ - 5 .‬ممارسة أعمال‬
‫التأمين أو البنوك أو االدخار أو تلقى الودائع‪ ،‬أو استثمار األموال لحساب الغير‪.‬‬
‫(‪((3‬يرجع فى ذلك إلى موقع الهيئة المصرية العامة لإلستثمار والمناطق الحرة ‪/Pages/eServices/Arabic/eg.gov.gafi.www//:https :‬‬
‫‪7=DSID?aspx.DepartmentService‬‬
‫‪IJDJL 440‬‬
‫أمير محمد‬ ‫المركز القانونى للشريك فى شركة الشخص الواحد « دراسة مقارنة «‬

‫‪5.5‬توكيل بتأسيس رشكة الشخص الواحد ‪ ،‬سواء كان املؤسس شخص إعتباري أو طبيعي ويكون التوكيل‬
‫منصوص فيه عيل تأسيس الرشكات والتوقيع عيل عقود التأسيس أمام الشهر العقاري‪.‬‬
‫‪6.6‬مناذج التعريف باملستثمر عن صاحب الرشكة أو املدير األجنبي كمستند باإلضافه إىل صورتها ‪.‬‬
‫‪7.7‬أصل مستخرج رسمي من سجل املحاسبني واملراجعني موجه لهيئة االستثامر مبا يفيد أحقية مراقب‬
‫حسابات الرشكة يف مراجعة واعتامد ميزانيات رشكات األموال أول مرة ‪ ،‬أو أصل إقرار قبول تعيني يف‬
‫حال أن يكون قد تقدم بهذه الشهادة مسبقا للهيئة‪.‬‬
‫‪8.8‬صور إثبات الشخصية للمؤسس (سارية واضحة) بعد اإلطالع عيل األصل‪.‬‬
‫•رقم قومي للمرصي‪.‬‬
‫•جواز السفر لألجنبي‪.‬‬
‫‪9.9‬صور إثبات الشخصية للوكيل (سارية واضحة) بعد االطالع عيل األصل ‪:‬‬
‫•رقم قومي للمرصي‬
‫•جواز السفر لألجنبي (يلزم وجود إقامة سارية)‬
‫‪ -10‬صورة من كارنية القيد يف نقابة املحامني للمحامي الذي يقوم بالتصديق عىل العقد أمام نقابة‬
‫املحامني‪( .‬محامي ابتدايئ عىل األقل ويكون كارنيةاملحامي ساري حتى تاريخه)‪.‬‬
‫‪1111‬تحديد إسم وعنوان املستشار القانوين للرشكة عىل أال تقل درجة القيد عن محام استئناف‪.‬‬
‫‪1212‬موافقة الجهة املختصة إذا كانت أي من أغراض الرشكة تستوجب الحصول عيل موافقة خاصة مبقتيض‬
‫أحكام القوانني املعمول بها (موافقة مسبقة)‪.‬‬
‫‪1313‬يف حالة وجود حصة عينية عند التأسيس ‪:‬‬
‫•تقديم تقرير تقييم الحصة العينية من أهل الخربة من أصحاب املهن املنظمة بقانون وذلك‬
‫بحسب طبيعة كل حصة وإقرار املؤسس باملوافقة عيل صحة التقييم‪.‬‬
‫‪1414‬يف حالة تأسيس رشكة الشخص الواحد للعمل بنظام املناطق الحرة العامة وفقا ألحكام قانون اإلستثامر‬
‫رقم ‪ 72‬لسنة ‪ 2017‬تتطلب ذات املستندات سابقة العرض باإلضافة إيل ‪:‬‬
‫•إستيفاء موافقة الهيئة قبل التأسيس وتصدر املوافقة من مجلس إدارة املنطقة الحرة املزمع‬
‫إقامة املرشوع بها‪.‬‬

‫‪IJDJL 441‬‬
‫المجلد ‪ ،4‬العدد ‪2023 ،2‬‬ ‫المجلة الدولية للفقه و القضاء والتشريع‬

‫ومل يختلف األمر كثريا ً بالنسبة للمرشع اإلماراىت حيث نصت الفقـرة الثانية مـن املـادة (‪ )71‬مـن‬
‫القانـون اإلتحـادي رقم ‪ 32‬لسنة ‪ 2021‬بشـان الشـركات التجاريـة ‪ .....(:‬تسـري عليـها أحــكام الشــركة‬
‫ذات املســؤولية املحــدودة الــواردة فــي هــذا القانــون فيمــا ال يتعــارض مــع طبيعتهــا )‪.‬‬
‫وهو األمر الذى يفهم منه إزاء خلو القانون من بيـان خـاص بالشـروط واإلجـراءات الشـكلية لتأسـيس‬
‫شـركة الشـخص الواحـد ‪ ،‬إن املشــرع اإلماراتــي قصــد تطبيــق الشــروط الشــكلية عامة والرشوط‬
‫الشكلية التــي تطبــق عنــد تأســيس الشــركة ذات املســؤولية املحــدودة خاصة (‪.((3‬‬
‫ولقد تبنى املرشع البحرينى ذات النهج السابق بخصوص الرشوط الشكليه(‪ ((3‬الواجب توافرها لتأسيس‬
‫رشكة الشخص الواحد ‪.‬‬
‫أما املرشع السوداىن فلقد نص عىل الرشوط الشكلية لتأسيس رشكة الشخص الواحد واشرتط توافر عدد‬
‫من املستندات والبنود والقيام بالعديد من اإلجراءات حتى يكتمل التأسيس ‪ ،‬عىل أن املالحظ أن األمر مل‬
‫يختلف عام سبق ذكره بالقوانني املقارنه حيث أن كتابة عقد التأسيس رشطاً أساسياً فضالً عن رضورة إستيفائه‬
‫لعدد من البيانات األساسيه مع إشرتاط تسجيله ثم إشهاره (‪.((3‬‬
‫املطلب الثاىن‪ :‬طرق تأسيس رشكة الشخص الواحد‬
‫بإستطالع موقف املرشع ىف دول مختلفه ميكنا القول بأن طرق تأسيس رشكة الشخص الواحد تتمثل ىف‬
‫التأسيس املبارش و التأسيس غري املبارش وهو ما سوف نعرض له فيام يىل ‪:‬‬
‫‪ -1‬التأسيس املبارش لرشكة الشخص الواحد‬
‫التأسيس املبارش لرشكة الشخص الواحد هو التأسيس الذى يتم مبعرفة شخص واحد مبفرده وهو الشكل‬
‫األساىس والذى يتفق وطبيعه الرشكه اإلستثنائيه ‪.‬‬
‫ولقد أجازت الترشيعات املختلفه هذه الطريقه ‪ ،‬من ذلك ما نصت عليه الفقره األوىل من املاده ‪ 129‬مكرر‬
‫من القانون املرصى رقم ‪ 4‬لسنة ‪ 2018‬الصادر بتعديل القانون رقم ‪ 159‬لسنة ‪ 1981‬يف شأن الرشكات املساهمة‬
‫ورشكات التوصية باألسهم والرشكات ذات املسئولية املحدودة‪( :‬إستثناء من حكم املادة (‪ )505‬من القانون‬
‫املدىن‪ ،‬يجوز لكل شخص طبيعى‪ ،‬أو اعتباري ىف حدود األغراض التى أنشئ من أجلها ‪ ،‬أن يؤسس مبفرده رشكة‬
‫من رشكات الشخص الواحد وفقاً ألحكام هذا الفصل‪ ،‬وتكون هذه الرشكة محدودة املسئولية ‪ ) ....‬؛ وهو ذات‬

‫(‪((3‬عبدالله حميد الغويري ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 325‬‬


‫(‪((3‬نصت المادة (‪ )290‬من المرسوم بقانون رقم (‪ )21‬لسنة‏‪ 2001‬بإصدار قانون الشركات التجارية البحرينى و المعدلة بموجب القانون رقم (‪)50‬‬
‫لسنة ‪ ( : 2014‬يجب أن يكون لشركة الشخص الواحد نظام يحدد أحكامها وبياناتها وإجراءات قيدها وشهرها‪ ،‬ويصدر هذا النظام بقرار من الوزير‬
‫المعني بشئون التجارة )‪ .‬كما نصت المادة (‪ )297‬من ذات المرسوم ‪ ( :‬فيما عدا أحكام المواد السابقة تسري في شأن شركة الشخص الواحد‬
‫األحكام المنظمة للشركة ذات المسئولية المحدودة فيما ال يتعارض مع طبيعتها) ‪.‬‬
‫(‪((3‬نص المشرع السوداني على الشروط الشكلية لتأسيس شركة الشخص الواحد في المواد من ‪ 14‬إلى ‪ 21‬من قانون الشركات لسنة ‪2015‬‬
‫‪IJDJL 442‬‬
‫أمير محمد‬ ‫المركز القانونى للشريك فى شركة الشخص الواحد « دراسة مقارنة «‬

‫النهج الذى إعتمده املرشع العراقى (‪ ،((3‬واملرشع البحرينى (‪ ،((4‬كذلك فلقد أجاز املرسوم املليك السعودى‬
‫رقم (م‪ )3/‬الصادر بتاريخ ‪ 1437 / 1 / 28‬للشخص الواحد بإرادته املنفرده أن يقم بتأسيس هذا النموذج من‬
‫الرشكات ‪.‬‬
‫ومل يختلف األمر بالنسبة للترشيع اإلماراىت حيث أجاز املرشع للشخص الواحد القيام بتأسيس رشكه‬
‫مبفرده يسـري علـيها أحـكام الشـركة ذات املسـؤولية املحـدودة الـواردة فـي القانـون فيمـا ال يتعـارض مـع‬
‫طبيعتهـا(‪((4‬؛ والجدير بالذكر أن املرشع حـدد رصاحة أن الحـق فـي تسـجيل رشكة الشخص الواحد يكون قارصا ً‬
‫عىل املواطنيــن املتمتعيــن بجنســية دولــة اإلمــارات العربيــة املتحدة‪.‬‬
‫كام أجازت الفقره الثانيه من املادة ‪ 1832‬من القانون املدين الفرنيس تأسيس رشكة الشخص الواحد بالطريق‬
‫املبارش حيث نصت عىل أنه ‪ -2 ...( :‬يجوز إنشاؤها يف الحاالت الواردة يف القانون بعمل إرادي من شخص واحد‬
‫(‪((4‬‬
‫‪.) .....‬‬
‫‪ – 2‬التأسيس غري املبارش لرشكة الشخص الواحد‬
‫يفرتض التأسيس غري املبارش وجود رشكه ىف شكلها التقليدى حيث يتعدد الرشكاء ‪ ،‬ولكن يطرأ عىل الرشكه‬
‫من األسباب ما يحول دون بقاء جميع الرشكاء بحيث ال يبقى سوى رشيك واحد ‪ ،‬ىف مثل هذه الحاله ووفقاً‬
‫للقواعد العامه يفرتض إنقضاء الرشكه ‪ ،‬وهو ماكان عليه الحال قبل إستحداث املرشع لرشكة الشخص الواحد‬
‫‪ ،‬حيث أنه مع ذلك اإلستحداث أصبح من الجائز إستمرار الرشكه ىف شكل الرشكة محدودة املسئوليه ذات‬
‫الشخص الواحد وهو ما تم النص عليه ىف الترشيعات العربيه والغربيه‪.‬‬
‫(أوال) من هذه المادة‬
‫(‪((3‬الفقرة الثانیة من المادة الثامنة من قانون الشركات العراقى‪ 1997/21‬المعدل لسنة ‪ ( : 2004‬ثانياً‪ :‬استثناء من حكم البند ً‬
‫يجوز ‪ -2 .... :‬يتكون المشروع الفردي من شخص طبيعي واحد أو من شركة محدودة المسؤولية يملكها شخص طبيعي أو معنوي واحد ‪ ، ) ...‬أنظر‬
‫‪ :‬إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬الجزء السادس‪ ،‬شركة الشخص الواحد‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ط‪ .‬بيروت‪ -‬لبنان‬
‫‪ ، 2006 ،‬ص ‪. 27‬‬
‫(‪ ((4‬مادة (‪ )289‬من المرسوم بقانون رقم (‪ )21‬لسنة‏‪2001‬بإصدار قانون الشركات التجارية البحرينى ‪ ( :‬يقصد بشركة الشخص الواحد في تطبيق‬
‫أحكام هذا القانون كل نشاط اقتصادي يمتلك رأسماله بالكامل شخص واحد طبيعي أو اعتباري ) ‪.‬‬
‫(‪((4‬نص الفقـرة ‪ 3‬مـن المـادة رقم ‪ 8‬من القانون اإلتحادي رقم ‪ 32‬لسنة ‪ 2021‬بشأن الشركات التجارية ‪ ( :‬يجـوز أن تؤسـس الشـركة أو أن تكـون‬
‫مملوكـة مـن شـخص واحـد وفق ألحـكام هـذا القانـون ) ‪ .‬نـص الفقـرة ‪ 2‬مـن المـادة ‪ ( : 71‬يجـوز لشـخص واحـد مواطـن طبيعـي أو اعتبـاري‬
‫تأسـيس وتملـك شـركة ذات مسـؤولية محـدودة وال يسـأل مالـك رأس مـال ‪ ،‬وتسـري عليـه أحـكام الشـركة عـن التزاماتهـا إال بمقـدار رأس‬
‫المـال الـوارد بعقـد تأسيسـه ) ‪.‬‬
‫)‪(42‬‬
‫‪(Act no 85-697 of 11 July 1985) Art. 1832 “A firm is established by two or several persons which agree by a contract‬‬
‫‪to appropriate property or their industry for a common venture with a view to sharing the benefit or profiting from‬‬
‫‪the saving which may result therefrom. It may be established, in the cases provided for by statute, = through an act of‬‬
‫‪will of one person alone. The members bind themselves to contribute to losses”. https://www.legifrance.gouv.fr/content/‬‬
‫‪download/1950/13681/version/3/file/Code_22.pdf. Article L. 223-1 “A société à responsabilité limitée may be established‬‬
‫‪by one or more persons who shall bear its losses only up to the amount of their contributions. When the company‬‬
‫‪consists of one person only, this person shall be referred to as the “single member”. The single member shall exercise the‬‬
‫‪powers conferred on the general meeting by the provisions of this chapter. A decree shall determine the standard form‬‬
‫‪of constitution for sociétés à responsabilité limitée, where the single member, who is a natural person, personally takes‬‬
‫‪responsibility for the management and the conditions under which the interested party is informed of the constitution.‬‬
‫‪These standard forms of constitution shall apply unless the interested party produces a different constitution during the‬‬
‫_‪application to register the company. https://www.legifrance.gouv.fr/Media/Traductions/Englishn/code_commerce_part_L‬‬
‫‪EN_20130701‬‬
‫‪IJDJL 443‬‬
‫المجلد ‪ ،4‬العدد ‪2023 ،2‬‬ ‫المجلة الدولية للفقه و القضاء والتشريع‬

‫وهو ما عالجه املرشع املرصى ىف املادة ‪ 129‬مكرر (‪ )7‬من قانون الرشكات املساهمة ورشكات التوصية‬
‫باألسهم والرشكات ذات املسئولية املحدودة ورشكات الشخص الواحد حيث نص عىل أنه ‪ :‬يجوز لرشكات‬
‫املساهمة ورشكات التوصية باألسهم والرشكات ذات املسئولية املحدودة ىف الحالة التى يقل فيها عدد‬
‫املؤسسني أو الرشكاء عن الحد األدىن املقرر قانوناً ‪ ،‬إذا مل توفق أوضاعها خالل املدة املحددة باملادة (‪ )8‬من‬
‫هذا القانون ‪ ،‬أن تتحول إىل رشكة من رشكات الشخص الواحد ما مل تكن تزاول أحد األنشطة املحظورعىل‬
‫رشكات الشخص الواحد مزاولتها طبقاً للامدة (‪ 129‬مكررا ً «‪ )»2‬من هذا القانون‪.‬‬
‫وال يرسى هذا الحكم إذا كان من بقى من الرشكاء هو رشكة من رشكات الشخص الواحد‪.‬‬
‫ولقد أخذ املرشع األردىن بطريق التأسيس غري املبارش لرشكة الشخص الواحد ىف إطار الرشكة ذات‬
‫املسئؤوليه املحدوده حيث نصت املادة (‪ / 53‬ب ) من قانون الرشكات األردىن املعدل ‪ ... ( :‬ب ‪ .‬يجوز‬
‫للمراقب املوافقة عىل تسجيل رشكة ذات مسؤولية محدودة تتألف من شخص واحد أو أن تصبح مملوكة‬
‫لشخص واحد ‪(.‬‬
‫واملالحظ أن نص املادة (‪ /53‬ب) من قانون الرشكات األردىن – قبل التعديل ‪ -‬كان يفهم منه أن املرشع‬
‫مل يكن يأخذ بطريقة التأسيس املبارش وأنه مل يكن يعتمد سوى أسلوب التأسيس غري املبارش ىف إطار الرشكة‬
‫ذات املسؤولية املحدودة ‪.‬‬
‫كام أن املرشع البحرينى قد نهج ذات النهج حيث نصت املادة ‪ 295‬من املرسوم بقانون رقم (‪ )21‬لسنة‬
‫‏‪2001‬بإصدار قانون الرشكات التجارية البحرينى» تنقيض الرشكة بوفاة مالك رأساملها إال إذا اجتمعت حصص‬
‫الورثة يف شخص واحد أو اختار الورثة استمرارها بشكل قانوين آخر وذلك كله خالل ستة شهور عىل األكرث من‬
‫الوفاة‪ .‬كام تنقيض الرشكة بانقضاء الشخص االعتباري مالك رأساملها»‪.‬‬
‫أما املرشع السعودى فلقد تناول بالتفصيل حالة التأسيس غري املبارش لرشكة الشخص الواحد ىف‬
‫حال إذا ما آلت جميع أسهم رشكة املساهمة إىل مساهم واحد ال تتوافر فيه الرشوط الواردة يف املادة‬
‫(الخامسة والخمسني) من نظام الرشكات السعودى ‪ ،‬تبقى الرشكة وحدها مسؤولة عن ديونها والتزاماتها‪.‬‬
‫ومع ذلك يجب عىل هذا املساهم توفيق أوضاع الرشكة أو تحويلها إىل رشكة ذات مسؤولية محدودة من‬
‫شخص واحد (‪.((4‬‬
‫أما قانون الرشكات الفرنىس لعام ‪ ، 1985‬فلقد نص فيه عىل أنه حال إجتامع حصص جميع الرشكاء ىف يد‬
‫رشيك واحد ال تطبق القواعد الخاصه بحل الرشكه وهو ما يفهم منه أن الرشكه ىف مثل تلك الحاله يتم توفيق‬
‫أوضاعها وتتحول إىل رشكة شخص واحد (‪.((4‬‬
‫ومن الترشيعات ما مل يقم بالنص رصاحة عىل أسلوب التأسيس غري املبارش ‪ ،‬من ذلك املرشع العراقى‬
‫حيث مل ينص قانون الرشكات العراقى بشكل رصیح عىل جواز تحول الرشكة إىل رشكة شخص واحد ذات‬

‫(‪((4‬المادة ‪ 149‬المرسوم الملكي السعودى رقم (م‪ )3/‬الصادر بتاريخ ‪. 1437 / 1 / 28‬‬
‫(‪((4‬م ( ‪ ، ) 1 / 36‬يراجع فى ذلك ‪ :‬ناريمان عبد القادر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 148‬‬
‫‪IJDJL 444‬‬
‫أمير محمد‬ ‫المركز القانونى للشريك فى شركة الشخص الواحد « دراسة مقارنة «‬

‫مسؤوليه محدودة ‪ ،‬ولكن ىف ذات الوقت ال يوجد مثة نصوص تحول دون تبنى فكر التأسيس غري املبارش (‪.((4‬‬
‫الفصل الثاىن‪ :‬املركز القانوىن للرشيك الوحيد ىف رشكة الشخص الواحد وفق نظام الرشكه وىف‬
‫مواجهة الدائنني‬
‫متهيد وتقسيم‬
‫بعد أن يكتمل لرشكة الشخص الواحد أركانها ورشوط تأسيسها تتكون شخصيتها اإلعتبارية التى تستقل‬
‫عن شخصية مؤسسها ‪ ،‬وهو األمر الذى يصل بنا إىل نتيجه هامه تتفق والطبيعه اإلستثنائية لهذا النموذج‬
‫املستحدث حيث يكون للرشكة ذمة ماليه مستقلة عن ذمة مؤسسها ‪ ،‬إال ان واقع األمور يوجب القول بأن‬
‫األمر مل يكن محل إتفاق فهناك جانب ترشيعى أخذ بنظرية الذمة املخصصة ‪ ،‬ىف حني أن هناك من تبنى‬
‫نظرية وحدة الذمة املالية ‪.‬‬
‫ومام ال شك فيه أن تبنى أى من النظريتني السابقتني سوف يكون له بالغ األثر ىف تحديد املركز القانوىن‬
‫للرشيك بالرشكة ومن ثم ىف مواجهة الدائنني ‪ ،‬وهو ما سوف نعرض له ىف املبحثني التاليني ‪:‬‬
‫•املبحث األول‪ :‬املركز القانوىن للرشيك ىف رشكة الشخص الواحد وفق نظامها وطبيعتها ‪.‬‬
‫•املبحث الثاىن‪ :‬مركز الرشيك ىف مواجهة الدائنني ‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬املركز القانوىن للرشيك ىف رشكة الشخص الواحد وفق نظامها وطبيعتها‬
‫متهيد وتقسيم‬
‫إن املرشع ىف تنظيمة لرشكة الشخص الواحد قارب بينها وبني الرشكة ذات املسئولية املحدودة كونها‬
‫األقرب لها ىف طبيعتها باستثناء تعدد الرشكاء ىف هذه الرشكه عىل خالف الوضع بالنسبه لرشكة الشخص الواحد‬
‫‪ ،‬إن طبيعة الرشكة ذات املسئولية املحدودة توجب وجود جمعية عمومية تقوم عىل مراقبة إدارتها وتتكون‬
‫الجمعية العمومية بهذه الرشكة من جميع الرشكاء (‪ ،((4‬وهذا املركز القانوىن يكون من اختصاص الرشيك الوحيد‬
‫يف رشكة الشخص الواحد نظرا ً للخصوصية التي تتمتع بها هذه الرشكة وذلك حال كون مديرها شخصاً أجنبياً‬
‫عنها ‪ ،‬وال يخل ذلك بأن مدير الرشكه قد يكون هو الرشيك الوحيد ذاته ‪ ،‬وهو األمر الذى يوجب العرض ملركز‬
‫الرشيك ومسئوليته عىل ضوء طبيعتها وذلك ىف املطلبني التاليني ‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مركز الرشيك الوحيد وفق نظام الرشكة وطبيعتها ‪.‬‬
‫املطلب الثاىن‪ :‬مسئولية الرشيك ىف رشكة الشخص الواحد‪.‬‬

‫(‪((4‬نارمان جميل النعمانى ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.229‬‬


‫(‪ ((4‬د‪ .‬سميحة القليوبى‪ ،‬الوسيط فى الشركات التجارية‪ ،‬دار األهرام للطبع والنشر‪ ،2022 ، ،‬ص ‪.74‬‬
‫‪IJDJL 445‬‬
‫المجلد ‪ ،4‬العدد ‪2023 ،2‬‬ ‫المجلة الدولية للفقه و القضاء والتشريع‬

‫املطلب األول‪ :‬مركز الرشيك الوحيد وفق نظام الرشكة وطبيعتها‬


‫يختلف املركز القانوىن للرشيك ىف رشكة الشخص الواحد بحسب كونه مديرا ً لها أو رقيباً عىل أعامل إدارتها‬
‫كون القائم عىل إدارتها مديرا ً أجنبياً عنها ‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬املركز القانوىن للرشيك ىف رشكة الشخص الواحد حال كونه مديراً لها‬
‫نظرا ً لكون رشكة الشخص الواحد تكون مملوكه لشخص وحيد فإن منطق األمور يوجب أن تكون إدارة تلك‬
‫الرشكة لهذا الشخص كونه األمني عىل مصلحته الشخصيه عن غريه من األشخاص ‪ ،‬فتعيينه ملدير أجنبى هو أمر‬
‫قد يعرضه للمسئوليه عن أخطائه ‪ ،‬وحال كون الرشيك الوحيد هو املدير فإنه يتمتع بجميع السلطات الالزمة‬
‫لتسيري الرشكة فله القيام بكافة األعامل املؤدية لتحقيق أغراضها مبا يتوافق مع مصالحها (‪.((4‬‬
‫أما عن وسيلة توىل الرشيك الوحيد ملهمة إدارة الرشكة فإنها تتم مبوجب قرار تعيني ‪ ،‬هذا ومن املمكن أن‬
‫يكون عقد التأسيس متضمناً قرار التعيني ‪ ،‬كام أنه من املمكن أن يكون التعيني بقرار الحق عىل التأسيس ‪.‬‬
‫ومام الشك فيه أن أمر التعيني بقرار الحق يفضل عن التعيني بعقد التأسيس حيث أنه حال العدول‬
‫عن اإلدارة بواسطة الرشيك ذاته إىل تعيني مدير أجنبى للقيام مبهمة اإلدارة هو أمر يوجب تعديل‬
‫عقد التأسيس (‪.((4‬‬
‫ونظرا ً لطبيعة رشكة الشخص الواحد فإن الرشيك الوحيد هو الذى يقوم بإصدار قرار تعيينه بنفسه عىل‬
‫أن هذا القرار البد أن يتضمن تحديدا ً دقيقاً ملهامه وسلطاته ومسئوليته والحكمه من ذلك هو أال يكون قرار‬
‫التعيني سالح يستخدم من قبل الرشيك الوحيد ضد الغري حسن النية أو الغري املتعامل مع الرشكه بحيث تكون‬
‫قرارات الرشكه وترصفاتها عرضه للبطالن سواء من قبل املدير أو الغري بدعوى بطالن قرار التعيني (‪.((4‬‬
‫هذا ولقد أجازت الترشيعات املقارنة أمر تعيني الرشيك الوحيد برشكة الشخص الواحد مديرا ً لها ‪ ،‬من ذلك‬
‫شخصا طبيع ًيا إدارة رشكة الشخص الواحد بنفسه (‪،((5‬‬
‫الترشيع املرصى الذى أجاز تويل الرشيك الوحيد إذا كان ً‬
‫وهو ذات نهج املرشع البحرينى حيث أجاز ملالك رأس املال إدارة الرشكه بنفسه ‪ ،‬وهو عني ما نص عليه‬
‫(‪((5‬‬

‫املرشع العامىن (‪ ، ((5‬ومبطالعة نصوص قانون الرشكات العراقى الحايل يتضح عدم وجود نصوص خاصة بإدارة‬
‫رشكة الشخص الواحد‪ ،‬وهو األمر الذى ميكن القول معه بجواز تطبيق النصوص الخاصه بالرشكة ذات املسؤولية‬
‫(‪((4‬إلياس ناصيف‪ ،‬شركة الشخص الواحد ‪ ،‬منشورات الحلبى الحقوقية ‪ ، 2022 ،‬صـ ‪. 181‬‬
‫(‪((4‬ثامر خليف العبد الله ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.130‬‬
‫(‪((4‬د‪ .‬الياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬ج‪ – 5‬شركة الشخص الواحد‪ ،‬منشورات الحلبى الحقوقية ‪ 2015،‬ص‪.179‬‬
‫(‪((5‬المادة ‪ 129‬مكر ًرا (و) من قانون الشركات المصري رقم ‪ 4‬لسنة ‪ 2018‬الخاص بتعديل بعض أحكام شركات المساهمة والشركات ذات المسؤولية‬
‫المحدودة وشركات التوصية باألسهم الصادر بالقانون رقم ‪ 159‬لسنة ‪ ( :1981‬تثبت للشريك الوحيد جميع االختصاصات المقررة لجمعية الشركاء‬
‫شخصا طبيعيًا إدارة شركة الشخص الواحد بنفسه أو بواسطة غيره من األشخاص الطبيعيين‪ ،‬وإذا‬ ‫في هذا القانون‪ ،‬ويتولي الشريك الوحيد إذا كان ً‬
‫شخصا اعتباريًا وجب عليه تعيين مدير للشركة من بين االشخاص الطبيعيين‪ ،‬ويراعي في المدير الذي يقوم الشريك الوحيد بتعينه توافر‬ ‫ً‬ ‫كان‬
‫الشروط المنصوص عليها في الالئحة التنفيذية لهذا القانون ) ‪.‬‬
‫(‪((5‬تنص المادة (‪ )294‬من المرسوم بقانون رقم (‪ )21‬لسنة‏‪ 2001‬بإصدار قانون الشركات التجارية البحرينى وتعديالته ‪ ( :‬يدير الشركة مالك رأس‬
‫المال ويجوز أن يعين لها مديرا ً أو أكثر يمثلها لدى القضاء والغير ويكون مسئوالً عن إدارتها أمام المالك)‪.‬‬
‫(‪((5‬تنص المادة ‪ 294‬من قانون الشركات التجارية الجديد الصادر بالمرسوم السلطاني رقم ‪2019 / 18‬م ‪ ( :‬يدير الشركة مالك رأس المـال ‪ ،‬ويجوز‬
‫أن يعين لها مديرا أو أكثر يمثلها لدى القضاء والغير ‪ ،‬ويكون مسؤوالً عن إدارتها أمام المالك ) ‪.‬‬
‫‪IJDJL 446‬‬
‫أمير محمد‬ « ‫المركز القانونى للشريك فى شركة الشخص الواحد « دراسة مقارنة‬

‫ وهو ذات‬، ‫ وعليه يتوىل إدارة رشكة الشخص الواحد الرشيك الوحيد فيها‬، ‫املحدودة أسوة بالترشيعات املقارنة‬
‫ بخصوص إدارة الرشكة ذات املسئولية‬49 ‫(( حيث نصت الفقرة األوىل من املادة‬5( ‫موقف املرشع الفرنىس‬
.‫املحدودة يتوىل إدارتها شخص وهو ما يفهم منه أن يتوىل إدارة رشكة الشخص الواحد الرشيك الوحيد فيها‬
‫ أما حال‬، ً‫هذا وتجدر املالحظة بأن إدارة الرشيك الوحيد لرشكة الشخص الواحد رهينة بكونه شخصاً طبيعيا‬
. ‫ فإن هناك إتفاقاً ترشيعياً حول رضورة تعيني مدير من األشخاص الطبيعيني‬، ً‫كونه شخصاً إعتباريا‬
‫ املركز القانوىن للرشيك ىف رشكة الشخص الواحد حال تعيني مديراً أجنبياً عنها‬:ً‫ثانيا‬
‫أجازت الترشيعات للرشيك ىف رشكة الشخص الواحد حال كونه من األشخاص الطبيعيني تعيني مديرا ً لها من‬
‫ وإذا كانت رشكة الشخص الواحد مملوكة لشخص إعتبارى وجب عليه تعيني مديرا ً لها‬، « ‫الغري « شخص طبيعى‬
‫ وىف تلك الحاله يتمتع الرشيك ىف رشكة الشخص الواحد بجميع اإلختصاصات الرقابية‬، ‫من األشخاص الطبيعيني‬
‫التى أوردها املرشع للجمعية العمومية بالرشكة ذات املسئولية املحدودة وذلك حال إدارتها من قبل شخص‬
‫ وهو ما قرره املرشع املرصى بالنص عىل أنه تثبت للرشيك الوحيد جميع اإلختصاصات املقررة لجمعية‬، ‫غريه‬
‫شخصا طبيع ًيا إدارة رشكة الشخص الواحد بنفسه أو بواسطة غريه من‬ ً ‫ ويتويل الرشيك الوحيد إذا كان‬، ‫الرشكاء‬
‫ ومل‬، ‫شخصا إعتباريًا وجب عليه تعيني مدير للرشكة من بني األشخاص الطبيعيني‬
ً ‫ وإذا كان‬،‫األشخاص الطبيعيني‬
، ‫يختلف األمر ىف القوانني املقارنه حيث أكدت نصوص قانون الرشكات البحرينى والعامىن والكويتى والسعودى‬
‫عىل جواز تعيني مديرا ً أو أكرث لرشكة الشخص الواحد ميثلها لدى القضاء والغري ويكون مسئوالً عن إدارتها أمام‬
. ‫املالك‬
‫ من قانون الرشكات العراقى عىل توىل إدارة رشكة الشخص الواحد الرشيك الوحيد‬121 ‫ولقد نصت املادة‬
‫ كام أجاز قانون الرشكات الفرنيس أن تتم إدارة الرشكة من‬، ‫ يسمى املدير املفوض‬،‫ أو شخصا أخر غريه‬،‫فيها‬
.((5( ‫أكرث من شخص طبيعى يتم تعيينهم من قبل املالك سواء يف النظام األسايس للرشكة أو مبوجب قرار الحق‬
. 239‫ ص‬،‫مرجع سابق‬،‫ناريمان عبدالقادر‬.‫((د‬5(
Assamen Mekonnen Tessema, Comparative Single-Member Companies of Germany, France and England: A
(54)

Recommendation to Ethiopia, Journal of Social Science Research Network · Dec 22, 2012, P22. Article L. 223-18 “The
société à responsabilité limitée shall be managed by one or more natural persons. The managers may be chosen from
outside the members. They are appointed by the members, in the company’s constitution or by a subsequent act, under
the conditions specified in Article L. 223-29. = Under the same conditions, members may decide to remove reference to
the name of a manager in the company’s constitution in the event of the termination of the duties of this manager for
any reason whatsoever. They shall be appointed for the duration of the company, in the absence of any provisions to the
contrary in the company’s constitution. In dealings among members, the powers of managers shall be determined by the
constitution or by Article L. 221-4 if the constitution does not specify these. In dealings with third parties, the manager
shall be vested with the most extensive powers to act on behalf of the company in all circumstances, subject to the powers
expressly attributed to members by the law. The company shall be bound even by those acts of the manager not covered by
the purpose of the company unless it is able to prove that the third party was aware that the act exceeded this purpose or
that could not have known it in view of the circumstances, except that the mere publication of the constitution shall not of
itself be sufficient proof thereof. Clauses of the constitution limiting the powers of the managers resulting from this article
shall be ineffective against third parties. In the event of multiple managers, these shall separately hold the powers specified
in this article. An objection to the acts of one manager formulated by another manager shall have no effect against third
parties unless it is proven that they had knowledge thereof. The manager or managers may decide to move the company’s
IJDJL 447
‫المجلد ‪ ،4‬العدد ‪2023 ،2‬‬ ‫المجلة الدولية للفقه و القضاء والتشريع‬

‫كام أوجب قانون الرشكات اإلنجليزى أن يكون للرشكة مدير من األشخاص الطبيعيني(‪. ((5‬‬
‫ومن املتفق عليه أنه حال كون مدير الرشكه من الغري يجب أن يتضمن نظام الرشكة سلطات املدير‬
‫مبا يتوافق مع أغراض الرشكة‪ ،‬فإذا تم تحديد إختصاصات املدير فال يجوز له مجاوزتها فإن تجاوزها قامت‬
‫مسئوليته أمام الرشيك والغري‪ ،‬وعليه تكون رقابة الرشيك الوحيد عىل أعامل املدير مامثله لصالحيات الجمعيه‬
‫العمومية ىف الرقابه عىل أعامل الرشكة ‪ ،‬وميكن حرص أوجه الرقابه فيام يىل ‪:‬‬
‫‪ .1‬اإلشرتاك ىف تسيري شئون الرشكه‬
‫إن حق الرشيك ىف تسيري شئون الرشكه هو حق أصيل حيث أن الرشكه تتمثل ىف شخصه لذا فإن وجود مدير‬
‫للرشكه ال يعنى أن الرشيك ليس له الحق ىف اإلشرتاك ىف تسيري شئونها بل العكس من حقه التدخل لتصحيح‬
‫أعامل املدير ورقابته ىف جميع ما يقوم به من أعامل وله ىف ذلك الحق يف عزل املدير أو تقييد سلطاته أو تعيني‬
‫مدير أو أكرث معه لتسيري شئون الرشكة(‪.((5‬‬
‫‪ .2‬إتخاذ القرارات العادية وغري العادية‬
‫إذا كان املدير األجنبى ىف سبيل قيامه بأعامل اإلدارة اليومية للرشكة له الحق ىف إصدار التعليامت واتخاذ‬
‫قرارات إال أن ذلك ال يعنى سلب صالحيات الرشيك ىف اتخاذ القرارات إذ يظل محتفظاً بحقه ىف اتخاذ القرارات‬
‫املتعلقه بحسن سري العمل واإلداره للرشكه سواء ما كان يعد منها عادياً أو غري عادى ‪ ،‬ومن أمثلة القرارات‬
‫العادية القرارات املتعلقة بامليزانية والحسابات وتعيني مراقب للحسابات (‪ ،((5‬أما القرارات غري العادية فهى تلك‬
‫التى تكون من اختصاص الجمعية العمومية ىف األحوال العاديه وعليه تتمثل هذه القرارات ىف تعديل النظام‬
‫األساىس للرشكة (‪ ،((5‬التنازل عن الرشكة ‪ ،‬وغريها من القرارات املتعلقه باإلندماج أو اإلستحواذ ‪.‬‬
‫‪ .3‬الحصول عىل املعلومات الالزمه ملراقبة أعامل الرشكه وحسن تسيريها‬
‫مام الشك فيه أن الرشيك باعتباره هو املؤسس واملالك الوحيد فإن املدير األجنبى يستمد جميع صالحياته‬
‫‪registered office within the same department or to an adjacent department, subject to the ratification of the said decision by‬‬
‫‪the members under the conditions specified in the second paragraph of Article L. 223-30. Under the same conditions, the‬‬
‫‪manager may bring the constitution in line with the mandatory provisions of the law and regulations. When the shares have‬‬
‫‪been leased pursuant to Article L. 239-1, the manager may enter in the constitution the lease and name of the lessee beside‬‬
‫‪the name of the member concerned, subject to the ratification of the said decision by the members under the conditions‬‬
‫‪specified in Article L. 223-29”.‬‬
‫)‪(55‬‬
‫‪Assamen Mekonnen Tessema, 2012, P22. Article 154 paragraph 1 “ A private company must have at least one director”.‬‬
‫”‪Article 155 paragraph 1 “ A company must have at least one director who is a natural person.‬‬
‫(‪((5‬نصت المادة ( ‪/129‬مكرر‪) 3/‬من قانون الشركات المصري على أنه ‪ ( :‬يقوم مؤسس شركة الشخص الواحد على كافة شؤونها وله على األخص‬
‫ما يأتي‪ / 5 ...‬تعيين مدير أو أكثر للشركة وتحديد اختصاصاتهم وصالحياتهم واعتماد توقيعاتهم‪ ،‬ويمثل المدير أو من يحدده مؤسس الشركة من‬
‫بينهم‪ ،‬في حالة تعددهم‪ ،‬الشركة أمام القضاء والغير ويكون المدير أو المديرون مسؤولين عن إدارتها أمام المالك‪ ...‬الخ( ‪.‬‬
‫(‪((5‬ثامر خليف العبدالله ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.162‬‬
‫(‪((5‬وفقاً لنص المادة (‪/129‬مكرر‪ ) 3 /‬من قانون الشركات المصري رقم (‪ )4‬لسنة ‪ 2018‬الخاص بتعديل بعض أحكام شركات المساهمة والشركات‬
‫ذات المسؤولية المحدودة وشركات التوصية باألسهم الصادر بالقانون رقم (‪ )159‬لسنة ‪ ،1981‬فإن أي تعديل للنظام التأسيسي لشركة الشخص‬
‫الواحد من إختصاص الشريك الوحيد سواء كان هو المدير أم غيره وال يجوز له تفويض غيره فى تخاذ مثل هذا القرار‪.‬‬
‫‪IJDJL 448‬‬
‫أمير محمد‬ ‫المركز القانونى للشريك فى شركة الشخص الواحد « دراسة مقارنة «‬

‫منه ومن ثم يحتفظ الرشيك بحقه ىف الحصول عىل جميع املعلومات الخاصه بالرشكه سواء ما تعلق منها‬
‫بأنشطتها أو مبركزها املاىل وكذلك ما يتعلق بامليزانيات الخاصه بها فيحق له اإلطالع عىل الدفاتر واملستندات‬
‫وإمداده بالتقارير املاليه عند الطلب(‪ ، ((5‬لذا ينبغي عىل املدير األجنبي أن يعرض للرشيك الوحيد بصفة دورية‬
‫املستندات التي توضح سري العمل مشفوعة بتقرير عن سري الرشكة كام يقوم املدير بإجراء جرد للحسابات وعىل‬
‫الرشيك الوحيد إبداء الرأي حول هذه املستندات‪.‬‬
‫املطلب الثاىن‪ :‬مسئولية الرشيك ىف رشكة الشخص الواحد‬
‫إن املسئولية املحدودة لرشكة الشخص الواحد فضالً عن إعتامدها عىل شخص مؤسسها املنفرد هى العامل‬
‫الرئيىس املميز لهذه الصورة املستحدثة والتى جعلتها أقرب ىف أحكامها إىل الرشكة ذات املسئولية املحدودة‬
‫حيث تحدد مسئولية الرشيك بحصته املقدمه لتكوين رأس املال وهو األمر الذى يحقق له األمان حيث تنحرص‬
‫مطالبات الدائنني لذمة الرشكة دون أن متتد لشخص الرشيك ‪ ،‬ولعل تلك الخصيصه هى الثمه املميزه والفارقه‬
‫بني رشكة الشخص الواحد واملنشأة الفرديه التى تكون فيها مسئولية مالك املنشأة غري محدوده كون مالكها‬
‫شخصاً طبيعياً وال توجد حدود فاصله بني املرشوع ومالكه حيث تتحد الذمه املاليه عىل نحو يعطى الحق‬
‫للدائنني بأن متتد مطالباتهم إىل الذمه املاليه الخاصه ملالك املنشأة ‪.‬‬
‫وعليه ميكننا القول ىف معرض البيان ملسئولية الرشيك ىف رشكة الشخص الواحد أنها مسئولية محدودة ال‬
‫متتد إىل ذمة الرشيك الخاصه وهو األمر الذى يقتىض وضع مجموعه من الضامنات الترشيعية والقضائية لدائنى‬
‫رشكة الشخص الواحد حال إنقضاء الرشكة سواء بالتصفيه أو اإلفالس ‪ ،‬حيث أنه وفقاً للطبيعه السابقه لن يكون‬
‫للدائنني من أموال للوفاء بديونهم سوى أموال الرشكه التى هى ىف حقيقة األمر لن تكن كافيه لسداد الديون ‪.‬‬
‫مام ال شك فيه أن الشفافيه باإلعالن عن طبيعة الرشكة هو أمر من شأنه أن يحقق ضامنه للمتعاملني معا‬
‫حيث يقدر املتعامل وفقاً لهذه الطبيعة ما إذا كان من املناسب بالنسبه له التعامل مع ذلك النموذج من عدمه‬
‫‪ ،‬إال أن أمر الشفافيه وحده ال ميثل الضامنه الكافيه إلتاحة التعامل مع ذلك النموذج املستحدث ‪ ،‬حيث أن‬
‫فكرة املسئوليه املحدوده متثل عيب بالنسبه للمتعاملني مع هذا النموذج لضعف الضامن العام للدائنني ‪ ،‬لذلك‬
‫فإن األمر يوجب أن يكون هناك حد أدىن لضامن حقوق الدائنني ىف إطار فكرة املسئوليه املحدودة عىل نحو‬
‫يحقق ثقه ىف التعامل مع هذا النمط اإلستثناىئ من أمناط الرشكات ‪.‬‬
‫وقد يرى البعض أن املسأله ليست بهذا السوء كون الرشكه ذات املسئولية املحدودة تقوم عىل ذات الفكره‬
‫وهى منوذج مرغوب فيه بني املتعاملني ومل تؤثر طبيعتها ىف حجم التعامل معها بل عىل العكس ‪.‬‬
‫ومل يكن املرشع مبعزل عام يدور بخلد الفقهاء حيث تدخل بفرض ضامنه ووضع حدود لفكرة املسئولية‬
‫املحدوده بحيث ال تكون فكره مطلقه ‪ ،‬حيث أن أمر املسئولية املحدوده من شأنه أن يفتح باب الغش‬
‫والتدليس إذا عمد الرشيك بتلك الرشكه إىل اإلخالل بإلتزاماته لعلمه بأنه ىف مأمن من مطالبات الدائنني‬
‫ملحدودية الضامن ‪ ،‬لذا إعتمدت بعض الترشيعات فكرة التفرقة بني حسن النية وسوء النية للرشيك ‪ ،‬بحيث‬
‫تكون مسئوليته محدوده حال حسن نيته وتكون مطلقه حال الغش والتدليس وذلك حامية للغري حسن النية ‪.‬‬
‫(‪((5‬ثامر خليف العبدالله ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.162‬‬
‫‪IJDJL 449‬‬
‫المجلد ‪ ،4‬العدد ‪2023 ،2‬‬ ‫المجلة الدولية للفقه و القضاء والتشريع‬

‫وتأكيدا ملا سبق فلقد نصت املادة ( ‪ ) 90‬من قانون الرشكات الكويتى رقم ‪ 1‬لسنة ‪ 2016‬عىل أنه ‪..... « :‬‬
‫إذ يكون مسؤوال صاحب الرشكة إذا ثبت سوء نيته « ‪ ،‬وعىل ذات النهج سار الترشيع اإلمارايت (‪ ((6‬حيث نصت‬
‫املادة (‪) 3/8‬عىل أنه إستثناء من البند (‪ )1‬من هذه املادة يجوز أن تؤسس الرشكة أو أن تكون مملوكة من‬
‫شخص واحد وفقا ألحكام هذا القانون كام نصت املادة (‪) 2/71‬عىل أنه ‪ ( :‬يجوز لشخص واحد مواطن طبيعي‬
‫أو اعتباري تأسيس ومتلك رشكة ذات مسؤولية محدودة وال يسأل مالك رأس مال الرشكة عن التزاماتها إال مبقدار‬
‫رأس املال الوارد بعقد تأسيسها‪ ، ).....‬وهو ذات املنهج الذى تبناه املرشع البحريني (‪.((6‬‬
‫وهو ذات املسلك الذى إعتنقه املرشع املرصى حيث قام بالنص عىل األصل واإلستثناء حيث نصت املادة ‪4‬‬
‫مكرر من القانون رقم ‪ 4‬لسنة ‪ 2018‬الصادر بتعديل القانون رقم ‪ 159‬لسنة ‪ 1981‬يف شأن الرشكات املساهمة‬
‫ورشكات التوصية باألسهم والرشكات ذات املسئولية املحدودة أن األصل العام يف شأن حدود مسئولية مؤسس‬
‫رشكة الشخص الواحد‪ ،‬حيث نصت عىل أنه ال يُسأل مؤسس الرشكة عن التزاماتها إال يف حدود رأس املال‬
‫املخصص لها‪ ،‬أي ال يُسأل يف أمواله الخاصة التي ال تدخل ضمن رأس املال الذي حدده لرشكة الشخص الواحد‪.‬‬
‫و إستثناء من أحكام املادة (‪ 4‬مكررا ً) من هذا القانون‪ ،‬يُسأل مؤسس رشكة الشخص الواحد ىف جميع أمواله‬
‫(‪((6‬‬
‫ىف الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫‪1.1‬إذا قام بسوء نية بتصفية الرشكة أو وقف نشاطها قبل انتهاء مدتها أو تحقيق الغرض من إنشائها‪.‬‬
‫‪2.2‬إذا مل يقم بالفصل بني ذمته املالية والذمة املالية للرشكة‪.‬‬
‫‪3.3‬إذا أبرم عقو ًدا أو أجرى ترصفات باسم الرشكة تحت التأسيس ومل تكن هذه العقود أو الترصفات الزمة‬
‫لتأسيس الرشكة‪.‬‬
‫وقد أوردت الالئحة التنفيذية لقانون الرشكات املساهمة ورشكات التوصية باألسهم والرشكات ذات املسئولية‬
‫املحدودة ورشكات الشخص الواحد يف شأن حدود مسئولية مؤسسها (‪ ،((6‬يسأل مؤسس رشكة الشخص الواحد يف‬
‫جميع أمواله إذا قام بسوء نية بتصفية الرشكة‪ ،‬أو أوقف نشاطها قبل انتهاء مدتها أو تحقق الغرض من إنشائها‪،‬‬
‫أو إذا مل يقم بالفصل بني ذمته املالية والذمة املالية للرشكة باملخالفة ألحكام القانون‪ ،‬أو إذا أبرم عقودا ً أو أجرى‬
‫ترصفات بإسم الرشكة تحت التأسيس ومل تكن هذه العقود أو الترصفات الزمة لتأسيس الرشكة ‪.‬‬
‫ويشرتط لتعاقد مؤسس رشكة الشخص الواحد أال يرتتب عىل هذا التعاقد أرضار بالرشكة أو خلط بني الذمة‬
‫املالية له والذمة املالية للرشكة‪ ،‬وأال يجاوز سعر التعاقد األسعار السائدة يف السوق وقت إبرامه أو القيمة‬
‫العادلة حال عدم وجود سعر سوقي‪ ،‬وأال يرتتب عىل التعاقد تجنب رضيبي‪.‬‬

‫(‪((6‬المواد ( ‪ 3/8‬و‪ ) 2/71‬من قانون الشركات اإلماراتي رقم ‪ 32‬لسنة ‪.2021‬‬


‫(‪((6‬المادة (‪ ) 289‬من قانون الشركات البحريني رقم ‪ 21‬لسنة ‪.2001‬‬
‫(‪((6‬مادة ‪ 129‬مكر ًرا ‪ 4‬من القانون رقم ‪ 4‬لسنة ‪ 2018‬الصادر بتعديل القانون رقم ‪ 159‬لسنة ‪ 1981‬في شأن الشركات المساهمة وشركات التوصية‬
‫باألسهم والشركات ذات المسئولية المحدودة ‪.‬‬
‫(‪((6‬مادة ‪ 287‬مكررا ً ‪ : 7-‬أحوال المسئولية غير المحدودة لشركة الشخص الواحد‪.‬‬
‫‪IJDJL 450‬‬
‫أمير محمد‬ ‫المركز القانونى للشريك فى شركة الشخص الواحد « دراسة مقارنة «‬

‫املبحث الثاىن‪ :‬مركز الرشيك الوحيد ىف مواجهة الدائنني‬


‫متهيد وتقسيم‬
‫إن طبيعة رشكة الشخص الواحد والثمة املميزه لها واملتمثله ىف تحديد املسئولية وإن كانت متثل ضامنة‬
‫للرشيك الوحيد والدافع لتبنى هذا النموذج املستحدث من الرشكات ىف أغلب الترشيعات إىل غري ذلك من‬
‫األسباب والدوافع ‪ ،‬إال أن تلك الثمة متثل نفورا ً بالنسبة للمتعاملني مع هذا النموذج ىف ظل غياب الضامن العام‬
‫وتبنى فكر الذمه املخصصه ‪ ،‬األمر الذى من شأنه إضعاف الضامن العام للدائنني ومن ثم التأثري عىل التعامل‬
‫معها ‪ ،‬لذا كان لزاماً علينا بيان أوجه الضامن لدائنى رشكة الشخص الواحد وحاميتهم ىف مواجهة الرشيك الوحيد‬
‫وهذا ما سوف نعرض له ىف املطلبني التاليني ‪:‬‬
‫•املطلب األول‪ :‬ضامنات دائنى رشكة الشخص الواحد‪.‬‬
‫•املطلب الثاىن‪ :‬حامية دائنى رشكة الشخص الواحد حال إفالسها‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬ضامنات دائنى رشكة الشخص الواحد‬
‫من املوضوعات التى شغلت الفقه عند استحداث منوذج رشكة الشخص الواحد ‪ ،‬توفري الضامن الكاىف لدائنى‬
‫تلك الرشكة ‪ ،‬فالذمة املالية املخصصه لرشكة الشخص الواحد متثل عائق أمام املتعاملني معها ‪ ،‬وهو األمر من‬
‫شأنه العزوف عن التعامل معها ومن ثم عدم تحقيقها لألغراض التى دعت إىل إستحداثها ‪.‬‬
‫لذا كان من الالزم البحث عن كيفية تحقيق حد أدىن من الضامن لحامية حقوق جامعة الدائنني ومبا يتفق‬
‫وطبيعة هذه الرشكه ‪ ،‬مام الشك فيه أن الضامنات اإلتفاقيه لدائنى الرشكات تصلح لتعزيز موقف رشكة الشخص‬
‫الواحد ‪ ،‬ولكن ماذا لو إفتقر األمر إىل مثل تلك الضامنات ‪ ،‬فالبد أن تكون هناك ضامنات قانونيه داعمه لحقوق‬
‫الدائنني وهو ما سوف نتتبعه ىف القوانني املقارنه‪.‬‬
‫أوالً ‪ :‬الضامنات اإلتفاقيه‬
‫الضامن هو نوع من الحامية التي يفرضها طرف عىل اآلخر يف معاملة يف حالة إخفاق الطرف الثاين يف أداء‬
‫التزاماته وفقاً للمواصفات املحددة مسبقاً ‪ ،‬وعليه فقد يأخذ الضامن الشكل اإلتفاقى سواء كان شخصياً أو عينياً‬
‫‪ ،‬وعليه فهو يحقق الثقة واإلئتامن ‪ ،‬هذا وإن كان الضامن العينى يعد األداه املثىل لضامن حقوق الدائنني إال‬
‫أن الواقع العمىل قد أثبت الدور املعزز للكفاله كضامن شخىص ‪.‬‬
‫‪ -1‬الضامن الشخىص‬
‫الكفالة‬
‫تعد الكفالة من أهم الضامنات بالنسبه للدائنني حيث تضم ذمة أخرى إىل ذمة املدين وهو األمر الذى يعزز‬
‫الضامن ‪ ،‬هذا ولقد عرفت الكفالة ىف القانون املدىن املرصى بأنها عقد مبقتضاه يكفل شخص تنفيذ التزام بأن‬
‫‪IJDJL 451‬‬
‫المجلد ‪ ،4‬العدد ‪2023 ،2‬‬ ‫المجلة الدولية للفقه و القضاء والتشريع‬

‫يتعهد بأن يفي بهذا االلتزام اذا مل ِ‬


‫يف به املدين (‪ ،((6‬ومن ثم فإن عقد الكفالة التجارية هو عقد يلتزم مبوجبه‬
‫الكفيل بسداد الدين املحتمل املستقبل وعليه فهو الضامن ألي مديونية او إتالف أو عجز عىل املضمون ‪.‬‬
‫هذا وإذا كان األصل أن تكون الكفالة إتفاقية ‪ ،‬إال أنه من املمكن أن تكون قانونية أو‬
‫قضائيه حيث تكون الكفالة قانونية إذا كان مصدر التزام املدين بتقديم كفيل هو نص القانون‬
‫‪ ،‬وتكون قضائية إذا كان مصدر التزام املدين بتقديم كفيل وهو حكم القايض ‪.‬‬
‫ومام الشك فيه أن طبيعة الكفالة عىل النحو السابق من شأنها أن تعزز الضامن لدائنى رشكة الشخص الواحد‬
‫بأن يضم إىل ذمة الرشيك الوحيد ذمة كفيل أو أكرث لتعزيز الضامن ‪.‬‬
‫لذا فإن هناك رشوط البد من توافرها ىف الكفيل ‪ ،‬حتى يتحقق مع وجوده الضامن عىل نحو ميثل حامية‬
‫لحقوق دائنى رشكة الشخص الواحد ىف املستقبل ‪.‬‬
‫وعليه فالبد أن يكون الكفيل مورسا ً ‪ ،‬واملقصود باليسار أن تكون أمواله كافيه للوفاء بالدين املكفول ويقصد‬
‫بذلك أمواله املنقولة والعقارية وذلك لتأمني حق الدائن املتعامل مع الرشكة باإلضافة إىل ماله من ضامن يف‬
‫ذمة الرشيك الوحيد ‪.‬‬
‫فضالً عن الرشط السابق ‪ ،‬فالبد من أن يكون الكفيل مقيامً بذات الدولة التى ترتبط بها حقوق الدائن‬
‫ومطالباته ‪ ،‬وهو األمر الذى تتحقق معه الحكمه من الضامن بحيث يسهل عىل الدائن الرجوع عىل الكفيل‬
‫وإستيفاء ماله من حق حال عجز املدين عن الوفاء بالدين (‪.((6‬‬
‫ويظهر الدور الداعم للكفالة ىف تعزيز الضامن لحقوق دائني رشكة الشخص الواحد عندما يكون هناك‬
‫تضامن بني الكفيل والرشيك الوحيد ‘ فإذا كان بحسب األصل أن الكفالة ال تكون تضامنية(‪ ،((6‬بحيث ال يكون‬
‫يف به الرشيك املضمون نفسه‪ ،‬األمر الذى يوجب عىل الدائنني‬ ‫الكفيل ملزماً بسداد الدين الذي كفله إال إذا مل ِ‬
‫الرجوع أوالً عىل الرشيك الوحيد ( املضمون ) فإن عجز عن الوفاء جاز للدائنني الرجوع عىل الكفيل؛ إال أنه‬
‫يجوز باإلتفاق أو بنص القانون عىل جعل الكفالة تضامنية ‪ ،‬ويف هذه الحالة يكون الكفيل ملزماً بالوفاء‪ ،‬وال‬
‫يحق له دفع املطالبة إذا ما وجهت إليه أوالً‪ ،‬بعدم جواز مطالبته قبل مطالبة الرشيك ( املضمون ) أو الدفع‬
‫بالحق ىف التجريد أو طلب تقسيم املطالبة بينه وبني غريه من الكفالء ؛ فالكفالة التضامنية تخول الدائنني‬
‫ضامناً أوىف من الكفالة العادية(‪ ، ((6‬بحيث يكون أمام الدائنني أكرث من ذمه ماليه يستطيع الرجوع عليها بصورة‬
‫منفردة أو مجتمعة دون أن يكون ألي من الضامنني دفع الدائن برضورة تجريد الرشيك الوحيد املضمون (‬
‫املدين املكفول ) ‪.‬‬

‫(‪((6‬المادة ‪ 722‬من القانون المدنى المصرى ‪.‬‬


‫(‪((6‬تنص المادة المادة ‪ 774‬من القانون المدنى المصرى على أنه ‪ « :‬إذا التزم المدين بتقديم كفيل‪ ،‬وجب أن يقدّم شخصاً موسرا ً ومقيماً في مصر‪،‬‬
‫وله أن يقدّم عوضاً عن الكفيل‪ ،‬تأميناً عينياً كافياً»‪.‬‬
‫(‪((6‬تنص المادة ‪ « : 1 / 788‬ال يجوز للدائن أن يرجع على الكفيل وحده إال بعد رجوعه على المدين «‪.‬‬
‫(‪((6‬تنص المادة ‪ 793‬من القانون المدنى المصرى ‪ « :‬ال يجوز للكفيل المتضامن مع المدين أن يطلب التجريد «‪.‬‬
‫‪IJDJL 452‬‬
‫أمير محمد‬ ‫المركز القانونى للشريك فى شركة الشخص الواحد « دراسة مقارنة «‬

‫‪ -2‬الضامن العينى‬
‫الرهن التجارى‬
‫يعترب الرهن التجاري من أهم الضامنات املقبولة(‪ ((6‬لدائنى رشكة الشخص الواحد ‪ ،‬فالرهن التجاري يلعب‬
‫دورا ً كبريا ً يف تعزيز ضامن دائنى رشكة الشخص الواحد وتحقيق الثقه واإلئتامن ومن ثم توسيع دائرة التعامل‬
‫مع منوذج رشكة الشخص الواحد مبا من شأنه تحقيق مصلحة املجتمع التجاري والتنمية االقتصادية وفق الدوافع‬
‫واألغراض التى من أجلها تم استحداث هذا الشكل من أشكال الرشكات التجارية ‪ ،‬وعليه يحق لدائن الرشيك‬
‫الوحيد ىف رشكة الشخص الواحد أن يطلب تقديم رهون لضامن حقوقه فالرهن التجاري سبيل لتغطية و ضامن‬
‫ديون رشكة الشخص الواحد والرهن التجاري يشمل املال املنقول أو ما يقوم مقام املال املنقول(‪.((6‬‬
‫فالرهن التجاري هو ذلك الذى يتقرر عيل مال منقول بحيث ميثل ضامنا لدين يعترب تجاريا بالنسبة للمدين‪،‬‬
‫و يشرتط لنفاذ الرهن التجاري يف حق الغري ‪ ،‬أن تنتقل حيازة املال املرهون إيل الدائن املرتهن أو شخص عدل‬
‫يعينه الطرفان املتعاقدان وأن يبقي هذا املال املرهون يف حيازة من تسلمه حتى انقضاء الرهن ‪ ،‬ويعترب دائن‬
‫رشكة الشخص الواحد حائزا ً للامل املرهون إذا وضع هذا املال املرهون تحت ترصفه بكيفية تحمل الغري عيل‬
‫اإلعتقاد أن اليشء املرهون أصبح يف حراسته(‪.((7‬‬
‫وتكمن أهمية الرهن التجاري يف أنه يعترب نافذا ً يف حق الرشيك الوحيد دون حاجة إيل إعالنه بالرهن أو‬
‫قبوله له (‪ ،((7‬ولهذا فان دائن الرشيك الوحيد يكون لديه يف حيازته سواء فعلياً أو قانونياً رهن تجاري نافذ يف‬
‫جميع األوقات ‪ ،‬وعىل نحو يعطيه الحق يف الترصف يف املال املرهون وفق كل حالة و مقتضياتها ووفقاً ملا يراه‬
‫لحامية حقوقه ‪ ،‬وال يشرتط لنفاذ الرهن التجاري يف حق الغري أن يكون الرهن مكتوباً أو ثابت التاريخ (‪ ، ((7‬أيا‬
‫كانت قيمة الدين املضمون بالرهن‪.‬‬
‫يف بعض الحاالت قد يتم الرهن التجاري عيل عدة أموال و يف عدة أماكن و يف مثل هذه الحاالت يكون من‬
‫حق دائن رشكة الشخص الواحد أن يعني املال الذي يجري عليه البيع ما مل يتم اإلتفاق بني األطراف املعنية عيل‬
‫غري ذلك و يف جميع األحوال ال يجوز أن يشمل البيع إال ما يكفي للوفاء بحق الدائن فقط‪.‬‬
‫بحسب األصل فان الدين يجب أن يتم سداده إختيارا ً ووفق ما إتفق عليه األطراف و أن يتم هذا السداد ىف‬
‫(‪((6‬محمد بهجت عبد الله قايد ‪ ،‬العقود التجارية ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬الطبعة األولى‪ 1995 ،‬م‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫(‪((6‬تنص المادة (‪ )119‬من قانون التجارة المصرى رقم ‪ 17‬لسنة ‪ 1999‬وتعديالته ‪ « :‬مع مراعاة األحكام التى تنظم أنواعا خاصة من الرهن التجارى‬
‫تسرى أحكام هذا الفصل على كل رهن يتقرر على مال منقول ضماناً لدين يعتبر تجارياً بالنسبة إلى المدين»‪.‬‬
‫(‪((7‬هذا ما نصت عليه الماده ( ‪ ) 120‬من قانون التجاره المصرى رقم ‪ 17‬لسنة ‪ 1999‬وتعديالته ‪ - ١ »:‬يشترط لنفاذ الرهن فى حق الغير أن تنتقل‬
‫حيازة الشىء المرهون إلى الدائن المرتهن أو إلى عدل يعينه المتعاقدان وأن يبقى الشىء المرهون فى حيازة من تسلمه منهما حتى انقضاء‬
‫الرهن ‪ -٢ .‬يكون الدائن المرتهن أو العدل حائزا ً للشىء المرهون فى الحاالت اآلتية ‪ :‬أ ‪-‬إذا وضع تحت تصرفه بكيفية تحمل الغير على االعتقاد‬
‫أن الشىء صار فى حراسته ‪ ،.‬ب ‪. « ................... -‬‬
‫(‪((7‬مادة ( ‪ ) 3 / 121‬من قانون التجاره المصرى رقم ‪ 17‬لسنة ‪ 1999‬وتعديالته ‪ -٣ « :‬ويكون الرهن المشار إليه فى الفقرتين السابقتين نافذا ً فى‬
‫حق المدين دون حاجة إلى إعالنه بالرهن أو قبوله « ‪.‬‬
‫(‪((7‬نص المادة ( ‪ ( ١٢٢‬من قانون التجارة المصرى ‪ -١ « :‬مع مراعاة األحكام المنصوص عليها فى المادة السابقة ال يشترط لنفاذ الرهن التجارى فى‬
‫حق الغير أن يكون مكتوباً أو أن تكون الورقة التى يدون فيها الرهن ثابتة التاريخ ‪ -٢ .‬ويجوز إثبات الرهن التجارى فيما بين المتعاقدين وبالنسبة‬
‫إلى الغير بكافة طرق اإلثبات أياً كانت قيمة الدين المضمون بالرهن» ‪.‬‬
‫‪IJDJL 453‬‬
‫المجلد ‪ ،4‬العدد ‪2023 ،2‬‬ ‫المجلة الدولية للفقه و القضاء والتشريع‬

‫ميعاده ‪ ،‬و لكن قد ال تسري األمور عىل أصلها‪ ،‬و عليه إذا تراخى املدين و مل يقم بسداد الدين املضمون بالرهن‬
‫التجاري يف ميعاده ‪ ،‬فإن للدائن املرتهن كافة الصالحيات الالزمه لحفظ حقوقه إيل حني انقضاء الدين و من‬
‫الجدير بالذكر أنه يعترب باطالً كل اتفاق يربم وقت تقرير الرهن ويكون مضمونه إعطاء الحق للدائن املرتهن‬
‫يف حالة عدم استيفاء الدين عند حلول أجله يف أن يتملك املال املرهون أو يقوم ببيعه دون مراعاة اإلجراءات‬
‫املنصوص عليها يف القانون (‪ ((7‬و تحديدا ً اللجوء إيل املحكمة املدنية املختصة التي تقوم باتباع كافة اإلجراءات‬
‫القانونية املنصوص عليها بالنسبة لبيع املال املرهون بالكيفية و يف املكان و الزمان الذي تحدده مع منح املدين‬
‫حق التظلم إذا أراد ذلك وفق املتطلبات و اإلجراءات القانونية(‪ ، ((7‬ووفق ما تقدم تكمن ضامنة دائنى رشكة‬
‫الشخص الواحد حيث يستوىف الدائن املرتهن بطريق األولوية دينه من أصل وعائد ومصاريف من الثمن الناتج‬
‫من البيع ‪.‬‬
‫ثانياً ‪ :‬الضامنات القانونية‬
‫إذا كان األصل أن مسئولية الرشيك الوحيد ىف رشكة الشخص الواحد هى مسئولية محدودة ال متتد إىل كامل‬
‫ذمته املاليه ‪ ،‬إال أنه يكاد يكون هناك إتفاق فقهى وقانوىن عىل حق دائنى رشكة الشخص الواحد ىف الرجوع‬
‫عىل الرشيك الوحيد والتنفيذ عىل أمواله دون تخصيص حيث تتحقق املسئولية الشخصية حال مخالفة الرشكة‬
‫لنصوص القانون التى رشعت كضامنة للمتعاملني من دائنى رشكة الشخص والواحد ‪ ،‬وعليه ميكننا القول بأن‬
‫مخالفة تلك اإللتزامات من شأنها أن تحول املسئوليه من مسئوليه محدوده إىل مسئوليه شخصيه غري محدوده‬
‫‪ ،‬لذا فهى تعد مبثابة ضامنات قانونية ‪ ،‬وعليه تتمثل تلك الضامنات فيام يىل ‪:‬‬
‫‪ .1‬اإلفصاح عن شكل الرشكة‬
‫أجمعت الترشيعات املنظمة لنموذج رشكة الشخص الواحد عىل رضورة اإلفصاح عن شكل الرشكة وذلك‬
‫للمتعاملني معها حيث أوجبت رضورة شمول إسم الرشكة لصفتها كرشكة شخص واحد ‪ ،‬فعىل سبيل املثال نصت‬
‫املادة ‪ 72‬من قانون الرشكات اإلمارايت رقم ‪ 2‬لسنة ‪ 2015‬عىل أنه ‪ « :‬يجب أن يتبع إسم هذه الرشكة بعبارة‬
‫رشكة الشخص الواحد ذات املسؤولية املحدودة « ‪ ،‬وهو ذات املسلك الذى إتبعه املرشع السورى حيث نصت‬
‫املادة ‪ 3‬من التعليامت التنفيذية لرشكة الشخص الواحد محدودة املسؤولية يف الجمهورية العربية السورية‬
‫الصادرة برقم ‪ 29‬لسنة ‪ « : 2011‬يجوز أن يكون إسم الرشكة مستمدا ً من إسم مالكها أو غايتها ووفق األحكام‬
‫القانونية الخاصة بها ‪ ،‬ويجب أن يتبع إسم الرشكة عبارة رشكة الشخص الواحد املحدودة املسؤولية» ‪ ،‬ومل‬
‫يختلف الترشيع البحرينى ىف حكمه عن سابقه (‪((7‬وكذلك الترشيع املرصى(‪.((7‬‬
‫(‪((7‬تنص المادة ( ‪ (١٢٦‬من قانون التجارة المصرى رقم ‪ 17‬لسنة ‪ 1999‬وتعديالته على أنه ‪ -1 ”:‬إذا لم يدفع المدين الدين المضمون بالرهن‬
‫فى ميعاد استحقاقه كان للدائن المرتهن بعد انقضاء خمسة أيام من تاريخ تكليف المدين بالوفاء أن يطلب بعريضة تقدم إلى القاضى المختص‬
‫بالمحكمة التى يقع فى دائرتها موطنه األمر ببيع الشىء المرهون كله أو بعضه ‪ -٢ .‬ال يجوز تنفيذ األمر الصادر من القاضى ببيع الشىء المرهون‬
‫إال بعد انقضاء خمسة أيام من تاريخ تبليغه إلى المدين والكفيل إن وجد مع بيان المكان الذى يجرى فيه البيع وتاريخه وساعته ‪ -٣ .‬يجرى البيع‬
‫فى الزمان والمكان اللذين عينهما القاضى وبالمزايدة العلنية إال إذا أمر القاضى باتباع طريقة أخرى وإذا كان الشىء المرهون متداوالً فى سوق‬
‫األوراق المالية أمر القاضى ببيعه فى هذه السوق بمعرفة أحد السماسرة المقبولين للعمل بها ‪ -٤ .‬يستوفى الدائن المرتهن بطريق األولوية دينه‬
‫من أصل وعائد ومصاريف من الثمن الناتج من البيع» ‪.‬‬
‫(‪((7‬سميحة القليوبى‪ ،‬شرح العقود التجارية‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ، 2019،‬ص ‪. 264‬‬
‫(‪((7‬المادة ‪ 291‬من قانون الشركات البحريني رقم ‪ 21‬لسنة ‪.2001‬‬
‫(‪((7‬نصت المادة ‪ 4‬مكرر من قانون الشركات المساهمة رقم ‪ 159‬لسنة ‪ 1981‬المضافة بالقانون رقم ‪ 4‬لسنة ‪ 2018‬على ‪ « :‬وتتخذ الشركة اسماً‬
‫‪IJDJL 454‬‬
‫أمير محمد‬ ‫المركز القانونى للشريك فى شركة الشخص الواحد « دراسة مقارنة «‬

‫ومام الشك فيه أن ما أوجبته الترشيعات من رضورة اإلفصاح عن شكل الرشكه هو أمر مرجعه الفصل بني‬
‫ذمته املالية والذمة املالية للرشكة بحيث ال ينخدع املتعامل مع الرشكه نتيجة عدم تحديد الشكل الخاص بها ‪،‬‬
‫وهو األمر الذى يرتتب عليه مساءلة الرشيك الوحيد ىف جميع أمواله‪.‬‬
‫‪ .2‬املسئوليه غري املحدوده للرشيك الوحيد ىف رشكة الشخص الواحد‬
‫إتفقت الترشيعات املقارنه عىل األصل العام يف شأن حدود مسئولية الرشيك الوحيد ىف رشكة الشخص‬
‫الواحد‪ ،‬بحيث ال يُسأل الرشيك ىف تلك الرشكة عن إلتزاماتها إال يف حدود رأس املال املخصص لها‪ ،‬أي ال يُسأل‬
‫يف أمواله الخاصة التي ال تدخل ضمن رأس املال الذي حدده لرشكة الشخص الواحد‪ ،‬إال أنها وضعت استثناءات‬
‫عىل حدود هذه املسئولية‪.‬‬
‫وقد كان ذلك هو مسلك املرشع املرصى فوفقاً ألحكامه (‪ ((7‬يسأل الرشيك الوحيد ىف رشكة الشخص الواحد‬
‫يف جميع أمواله إذا قام بسوء نية بتصفية الرشكة‪ ،‬أو أوقف نشاطها قبل انتهاء مدتها أو تحقق الغرض من‬
‫إنشائها‪ ،‬أو إذا مل يقم بالفصل بني ذمته املالية والذمة املالية للرشكة باملخالفة ألحكام القانون‪ ،‬أو إذا أبرم عقودا ً‬
‫أو أجرى ترصفات باسم الرشكة تحت التأسيس ومل تكن هذه العقود أو الترصفات الزمة لتأسيس الرشكة ‪.‬‬
‫وهو ذات مسلك املرشع الكويتى حيث نص(‪ ((7‬عىل أنه إذا قام صاحب رأس مال الرشكة بسوء نية بتصفيتها‬
‫أو وقف نشاطها‪ ،‬قبل انتهاء مدتها أو قبل تحقيق الغرض من إنشائها‪ ،‬كان مسئوالً عن التزاماتها يف أمواله‬
‫رض‬
‫الخاصة‪ .‬ويكون مسئولً يف أمواله الخاصة إذا ثبت أنه مل يفصل بني ذمته املالية والذمة املالية للرشكة مبا ي ُّ‬
‫الغري الحسن النية ‪.‬‬
‫‪ .3‬الرقابة املالية اإلجبارية عىل رشكة الشخص الواحد‬
‫إن مسألة تعيني مراقب حسابات لرشكة الشخص الواحد هى من األمور التى ال تجرب الرشكة عليها إال ىف‬
‫حاالت محدده (‪ ،((7‬وعليه ميكننا القول أن الرقابة املالية عىل تلك الرشكة قد تكون إختيارية أو إجبارية ‪ ،‬ولكن‬
‫ىف كل األحوال وجود مثل تلك الرقابه هى مسألة من شأنها أن تحقق ضامنه لدائنى رشكة الشخص الواحد ‪.‬‬
‫خاصاً لها يستمد من أغراضها أو من إسم مؤسسها‪ ،‬ويجب أن يتبع إسمها بما يفيد أنها شركة من شركات الشخص الواحد ذات مسئولية محدودة‪،‬‬
‫ويوضع على مركزها الرئيسي وفروعها ‪ -‬إن وجدت ‪ -‬وفي جميع مكاتباتها»‪.‬‬
‫(‪((7‬المادة ‪ 129‬مكرر (‪ )4‬من القانون رقم ‪ 4‬لسنة ‪ « 2018‬لقانون الشركات المساهمة وشركات التوصية باألسهم والشركات ذات المسئولية‬
‫المحدودة وشركات الشخص الواحد « وضعت استثناءات على حدود هذه المسئولية‪ ،‬فنصت على أنه‪ :‬استثناء من أحكام المادة (‪ 4‬مكررا ً) من‬
‫هذا القانون‪ ،‬يُسأل مؤسس شركة الشخص الواحد فى جميع أمواله فى الحاالت اآلتية ‪ - 1 :‬إذا قام بسوء نية بتصفية الشركة أو وقف نشاطها قبل‬
‫انتهاء مدتها أو تحقيق الغرض من إنشائها ‪ - 2 .‬إذا لم يقم بالفصل بين ذمته المالية والذمة المالية للشركة ‪ - 3 .‬إذا أبرم عقودا ً أو أجرى تصرفات‬
‫باسم الشركة تحت التأسيس ولم تكن هذه العقود أو التصرفات الزمة لتأسيس الشركة ‪ .‬وقد أوردت الالئحة التنفيذية لقانون الشركات المساهمة‬
‫وشركات التوصية باألسهم والشركات ذات المسئولية المحدودة وشركات الشخص الواحد في شأن حدود مسئولية مؤسسها‪ ،‬ما يلي‪ :‬مادة ‪ 287‬مكررا ً‬
‫‪ : 7-‬أحوال المسئولية غير المحدودة لشركة الشخص الواحد ‪ :‬يسأل مؤسس شركة الشخص الواحد في جميع أمواله إذا قام بسوء نية بتصفية‬
‫الشركة‪ ،‬أو أوقف نشاطها قبل انتهاء مدتها أو تحقق الغرض من إنشائها‪ ،‬أو إذا لم يقم بالفصل بين ذمته المالية والذمة المالية للشركة بالمخالفة‬
‫ألحكام القانون‪ ،‬أو إذا أبرم عقودا ً أو أجرى تصرفات باسم الشركة تحت التأسيس ولم تكن هذه العقود أو التصرفات الزمة لتأسيس الشركة ‪.‬‬
‫ويشترط لتعاقد مؤسس شركة الشخص الواحد أال يترتب على هذا التعاقد أضرار بالشركة أو خلط بين الذمة المالية له والذمة المالية للشركة‪ ،‬وأال‬
‫يجاوز سعر التعاقد األسعار السائدة في السوق وقت إبرامه أو القيمة العادلة حال عدم وجود سعر سوقي‪ ،‬وأال يترتب على التعاقد تجنب ضريبي‪.‬‬
‫(‪((7‬المادة ‪ 90‬من قانون رقم ‪ 1‬لسنة ‪ 2016‬بإصدار قانون الشركات الكويتى ‪.‬‬
‫(‪((7‬د‪ .‬الياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬ج‪، 5‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪187‬‬
‫‪IJDJL 455‬‬
‫المجلد ‪ ،4‬العدد ‪2023 ،2‬‬ ‫المجلة الدولية للفقه و القضاء والتشريع‬

‫وبتتبع النصوص الترشيعيه بالقوانني املقارنه التى استحدثت منوذج رشكة الشخص الواحد ىف الدول العربيه‬
‫‪ ،‬سوف يتضح لنا أنها مل تعتمد أسلوب الرقابة املالية اإلجبارية عىل هذه الرشكة بتعيني مراقب حسابات لها‬
‫‪ ،‬وذلك عىل خالف موقف الترشيعات الغربية التى أقرت هذ النموذج للرقابة ولكن ىف حاالت محدده حرصا ً‬
‫ومن ذلك قانون الرشكات الفرنىس لسنة (‪ 1985((8‬؛ هذا ولقد أوجب املرشع الفرنيس عىل الرشيك الوحيد حال‬
‫اختيار مراقب حسابات أن ال يكون له أية مصلحة أوعالقة بالرشكة‪ ،‬لىك تتحقق أغراض الرقابه بشكل موضوعى‬
‫(‪((8‬‬
‫ونزيه‪.‬‬
‫‪ .4‬حظر تخفيض رأس مال رشكة الشخص الواحد عن الحد األدىن‬
‫ضامناً لحقوق الدائنني واملتعاملني مع رشكة الشخص الواحد قامت بعض الترشيعات بوضع حد أدىن لرأس‬
‫مال هذه الرشكة ‪ ،‬بل واشرتطت سداده قبل تسجيل الرشكة ‪ ،‬ومل يقف األمر عند ذلك الحد بل إستلزمت تلك‬
‫التترشيعات رضورة وجود هذا املبلغ طوال فرتة حياة الرشكة ‪ ،‬ومن املتصور أن يقل رأس مال الرشكة لسبب ال‬
‫يرجع إلرادة الرشيك الوحيد فيتوجب عليه يف هذه الحالة إتخاذ اإلجراءات الالزمة لزيادته إىل الحد املطلوب‪.‬‬
‫ومن الترشيعات التي تطلبت رضورة تحديد حد أدىن لرأس مال رشكة الشخص الواحد الترشيع السوري‬
‫الذى أوجب أال يقل رأس مال الرشكة عن خمسة ماليني لرية سورية للمؤسس السوري سواء كان شخصا طبيعي‬
‫أو إعتباري(‪ ،((8‬وكذلك الترشيع الكويتى بنصه (‪((8‬عىل أنه يجب أن يكون رأس مال الرشكة كافيا لتحقيق‬
‫أغراضها‪ ،‬ويكون مدفوعا بالكامل‪ ،‬وتبني الالئحة التنفيذية الحد األدىن لرأس مال الرشكة وهو ذات مسلك‬
‫املرشع البحريني الذى إشرتط أال يقل رأس مال رشكة الشخص الواحد عام تحدده الالئحة التنفيذية لهذا‬
‫القانون‪ ،‬ويكون مدفوعا بالكامل ويجوز أن يشمل رأس املال حصصا عينية‪ ،‬يقدر قيمتها أحد الخرباء املختصني‪،‬‬
‫ويف(‪ ((8‬جميع األحوال يجب أال يقل الحد األدىن لرأس املال عن عرشين ألف دينار‪.‬‬
‫وباستطالع موقف املرشع الفرنىس واألملاىن من مسألة تحديد حد أدىن لرأس مال رشكة الشخص الواحد‬
‫يتضح لنا أنهام إتفقا عىل جواز تخفيض رأس مال رشكة الشخص الواحد ولكن مع عدم النزول عن الحد األدىن‬
‫الذي حدده القانون لرأس مال الرشكة املحدودة ‪ ،‬سواء كانت فردية أو متعددة الرشكاء‪ ،‬طاملا استمرت الرشكة‬
‫بالوجود‪.‬‬
‫أما النموذج األمريىك املنظم للرشكات التجارية لعام ‪ 1984‬فإنه يحظر تخفيض رأس مال رشكة الشخص الواحد‬
‫املثبت يف عقد التأسيس ألي سبب من األسباب(‪ ((8‬عىل الرغم من عدم إشرتاطه لحد أدىن لرأس مال الرشكة ‪.‬‬
‫(‪((8‬المادة (‪ ) 2/64‬من قانون الشركات الفرنسي لسنة ‪( : 1985‬على الشركة ذات المسؤولية المحدودة وتبعا لها شركة الشخص الواحد تعيين مراقب‬
‫للحسابات إذا تجاوزت أول ميزانية لها األرقام المحددة لمعيارين من المعايير الواردة بمرسوم مجلس الدولة والمتعلقة بمجموع ميزانيتها ورقم‬
‫حجم أعمالها بعد خصم الضريبة ومتوسط عدد العاملين فيها خالل سنة ) ؛ وضحت المادة ) ‪ ) 43‬من المرسوم رقم ‪ 85/295‬هذه المعايير التى‬
‫نص عليها بالمادة السابقة ‪ :‬فإذا اجتمع معيارين لشركة الشخص الواحد من الثالثة معايير المذكورة يكون الشريك ملزم في هذه الحالة بتعيين‬
‫مراقب حسابات كما يلزم القانون الشريك الوحيد بتعيين مراقب أساسي وأخر فرعى ؛ يراجع فى ذلك ‪ :‬د‪ .‬فيروز سامي عمرو الريماوي‪ ،‬شركة‬
‫الشخص الواحد ( دراسة قانونية مقارنة ) ‪ ،‬دار البشير ‪ ، 1997 ،‬ص ‪ ، 181‬و د‪ .‬الياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬ج‪، 5‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.188‬‬
‫(‪((8‬المادة رقم ‪ 36‬من القانون الفرنسي‪ ، 1966‬راجع ‪ :‬د‪ .‬فيروز سامي عمرو الريماوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.181‬‬
‫(‪((8‬المادة (‪/8‬أ) من التعليمات التنفيذية لشركة الشخص الواحد محدودة المسؤولية في الجمهورية العربية السورية الصادرة برقم ‪ 29‬لسنة ‪.2011‬‬
‫(‪((8‬المادة ‪ 87‬من قانون رقم ‪ 1‬لسنة ‪ 2016‬بإصدار قانون الشركات الكويتى ‪.‬‬
‫(‪((8‬المادة ‪ 293‬من قانون الشركات البحريني رقم ‪ 21‬لسنة ‪.2001‬‬
‫(‪((8‬د‪ .‬فيروز سامي عمرو الريماوي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪IJDJL 456‬‬
‫أمير محمد‬ ‫المركز القانونى للشريك فى شركة الشخص الواحد « دراسة مقارنة «‬

‫‪ .5‬حظر تأسيس األشخاص الطبيعيني ألكرث من رشكة شخص واحد‬


‫تتفق مجموعه من الترشيعات املقارنه عىل أنه ال يجور للشخص الطبيعي تأسيس أكرث من رشكة شخص‬
‫مالك الرشكة مسئولي ًة شخصية عن ديونها يف أمواله الخاصة‪،‬‬
‫واحد وعند مخالفة هذا الحكم تصبح مسئولية ِّ‬
‫بدلً من مسئوليته املحدودة ‪.‬‬
‫حيث حددت املادة ‪ 129‬مكرر (‪ )2‬من قانون الرشكات املرصي رقم (‪ )4‬لسنة ‪ 2018‬األنشطة املحظور‬
‫بأي من األعامل اآلتية‪« :‬‬
‫مامرستها من قبل رشكة الشخص الواحد بأنه يحظر عىل رشكات الشخص الواحد القيام ٍ‬
‫‪ - 1‬تأسيس رشكة من رشكات الشخص الواحد ‪ ، ».‬ومل يختلف الحكم السابق ىف نظام الرشكات السعودى حيث‬
‫نصت املادة ‪ 2/154‬عىل أنه ‪ »:‬ال يجوز يف كل األحوال للشخص الطبيعي أن يؤسس أو يتملك أكرث من رشكة‬
‫ذات مسؤولية محدودة من شخص واحد « ‪ ،‬كام نص الترشيع الفرنيس (‪((8‬عىل أنه ال يحق للشخص الطبيعي‬
‫الواحد أن يكون رشيكاً وحيد يف أكرث من رشكة واحده ‪.‬‬
‫هذه الترشيعات وإن كانت قد أقامت ذلك الحظر إال أنها سمحت لألنواع األخرى من الرشكات بتكوين ما‬
‫تشاء من رشكات الشخص الواحد دون أن تضع قيدا ً أو رشطاً(‪.((8‬‬
‫ولذات الحكمه من ذلك الحظر وىف سبيل الحفاظ عىل ضامن الدائنني وعدم إضعافه فلقد حرصت تلك‬
‫الترشيعات عىل أن تضيف لذلك الحظر حظرا ً أخر مؤيدا ً وداعام لحقوق دائنى الرشكة وهو منع رشكة الشخص‬
‫الواحد من أن تكون رشيكاً وحيدا ً يف رشكة شخص واحد أخرى‪.‬‬
‫املطلب الثاىن‪ :‬حامية دائنى رشكة الشخص الواحد حال إفالسها‬
‫إن الحديث عن حامية حقوق الدائنني حال إفالس رشكة الشخص الواحد هو أمر يوجب البحث أوالً عن‬
‫طبيعة وحدود الذمه املاليه لتلك الرشكه ومن ثم البحث ىف مدى جواز إفالسها ‪ ،‬ولعل ما يوجب ذلك هو‬
‫طبيعة تلك الرشكة التى تختلف عن بقية الرشكات ‪ ،‬فهى منوذج إستثناىئ رشع لتحقيق أغراض محدده ‪ -‬سبق‬
‫اإلشاره إليها مسبقاً ‪ -‬وهو األمر الذى كان له إنعكاساته عىل طبيعة الذمه املاليه الخاصه بها ‪ ،‬وهو ما سوف‬
‫نعرض له فيام يىل ‪:‬‬
‫أوالً ‪ :‬طبيعة الذمة املالية لرشكة الشخص الواحد‬
‫ُ‬
‫حقوق الشخص والتزاماته الحارضة واملستقبلة‪،‬‬ ‫تعرف الذم َة املالية بأنها مجموعة قانونية تفنى فيها‬
‫فتستقر الحقوق يف الجانب اإليجايب فيها‪ ،‬يف حني تجد اإللتزامات مكانها يف الجانب السلبي لها ‪ ،‬ومتثل الذمة‬
‫(‪((8‬‬

‫املالية لرشكة الشخص الواحد الضامن العام الوحيد لدائني هذه الرشكة ‪ ،‬لذا يشرتط املتعاملون معها ضامنات‬
‫أخرى وذلك لحامية حقوقهم ‪ ،‬هذا وإذا كانت القاعده العامة الحاكمه لحقوق الدائنني أن جميع أموال املدين‬
‫ضامنة للوفاء بديونه‪ ،‬وأن الدائنني سواء يف هذا الضامن‪ ،‬إال من كان له حق األولويه والتقدم ‪ ،‬فإن اإلستثناء‬
‫(‪((8‬نص المادة (‪ ) 1/36‬من قانون الشركات الفرنسى ‪ ،‬أنظر ‪ :‬د‪.‬إلياس ناصيف ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫(‪((8‬د‪ .‬كريمة كريم‪ ،‬شركة الشخص الواحد محدودة المسؤولية ( اإلطار القانوني للمشروعات الصغيرة والمتوسطة) مصر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة‪، 2014 ،‬ص ‪.90‬‬
‫(‪((8‬ناريمان عبد القادر‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.75‬‬
‫‪IJDJL 457‬‬
‫المجلد ‪ ،4‬العدد ‪2023 ،2‬‬ ‫المجلة الدولية للفقه و القضاء والتشريع‬

‫الذى يرد عىل هذه القاعده هو أن يكون ضامن الدائن محدود ومن ثم تكون الذمه املاليه للمدين مخصصه‬
‫وهو الحال بالنسبة ملسئولية الرشيك برشكة الشخص الواحد حيث ال يسأل إال ىف حدود الحصة املقدمه واملكونة‬
‫لرأس مال الرشكة‪.‬‬
‫ومع الطبيعة اإلستثنائية لرشكة الشخص الواحد وضعف الضامن العام للدائنني ‪ ،‬ثار التساؤل حول طبيعة‬
‫الذمة املالية ‪ ،‬والهدف من هذا التساؤل هو إيجاد سبل للضامن املعزز للدائنني ‪ ،‬وعليه فلقد إنقسم الفقه إىل‬
‫إتجاهني ‪:‬‬
‫اإلتجاه األول‪ :‬وحدة الذمة املالية‬
‫يرى أصحاب هذا اإلتجاه عدم إمكانية تجزئة الذمة املالية لرشكة الشخص الواحد أو تعددها مهام كانت‬
‫األنشطة التي متارسها(‪ ،((8‬وهو أمر من شأنه أن يطيح بفكرة رشكة الشخص الواحد ‪ ،‬فمنطق هذا اإلتجاه أن ذمة‬
‫الرشكة هى ذاتها ذمة الرشيك ال انفصال بينهام وهى ذمه واحده ال ميكن أن تتعدد ‪ ،‬ومن ثم فإن كان القانون‬
‫قد قرر مسئوليه محدوده لهذا النمط من أمناط الرشكات إال إن حقيقة األمر أن ذمة الرشيك وهى ذمه واحده‬
‫ال تنفصل عن شخصه متثل ضامناً لحقوق الغري حسنى النية من املتعاملني مع الرشكة ‪.‬‬
‫اإلتجاه الثاىن‪ :‬تخصيص الذمة املالية‬
‫يأخذ هذا اإلتجاه بفكرة تخصيص الذمة املالية ‪ ،‬حيث ميكن تخصيص جزء من الذمة املاليه للشخص ألغراض‬
‫إقامة أو مامرسة نشاط معني ‪ ،‬وعليه تتفق هذه الفكره مع طبيعة رشكة الشخص الواحد حيث يخصص الرشيك‬
‫جزء من ذمته املاليه لصالح نشاط الرشكة ودائنيها وتكون ذمة الرشكة عىل هذا النحو منفصله عن ذمته (‪((9‬؛‬
‫وهوما يعنى إمكان تعدد الذمة املالية ؛ فمنطق هذا اإلتجاه يسمح للرشيك بتجنيب جز ٍء من أمواله وتخصيصه‬
‫ألغراض الرشكه ‪ ،‬وتكون بذلك مسئوليته منحرص ًة يف ذلك الجزء فقط (‪. ((9‬‬
‫وهو األمر الذى ميثل استثنا ًء من مبدأ وحدة الذمة املالية‪ ،‬ويتبقى الضام ُن العام للدائنني يف حدود رأس مال‬
‫مالك رشك ِّة الشخص الواحد لهذه الرشكة‪ ،‬دون أن يتعدى ذلك إىل أمواله‬ ‫خصصه ُ‬ ‫رشكة الشخص الواحد الذي َّ‬
‫الخاصة‪.‬‬
‫ومل َّا كانت رشكة الشخص الواحد تعتمد يف ائتامنها عىل رأس مالها فقط دون املسئولية الشخصية ملالك رأس‬
‫مصالح الدائنني لتشجيع التعامل معها ‪،‬‬
‫َ‬ ‫املال ‪ ،‬فقد راعت الترشيعات التى تبنت منوذج رشكة الشخص الواحد‬
‫(‪((9‬‬
‫َ‬
‫وطوال فرتة حياتها ‪.‬‬ ‫فاشرتطت حدا ًأدىن لرأس مالها يجب توافره عند تكوينها‬
‫ونرى أن نظرية الذمة املخصصه هى النظرية املقبولة والتى تتفق وطبيعة رشكة الشخص الواحد ‪ ،‬لذا تبنتها‬
‫و أخذت بها معظم الترشيعات املنظمة لنموذج رشكة الشخص الواحد من ذلك عىل سبيل املثال نص الفقـرة‬
‫(‪((8‬إلياس ناصيف ‪ ،‬مرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 19‬‬
‫(‪((9‬علي سيد قاسم ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 24‬‬
‫(‪((9‬إنتصار عز الدين موسى ‪ ،‬شركة الشخص الواحد محدود المسئولية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة اإلسكند رية ‪ 2014 ،‬م‪ ،‬ص ‪. 8‬‬
‫(‪((9‬هيوا إبراهيم الحيدري ‪ ،‬شركة الشخص الواحد ذات المسئولية المحدودة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬الطبعة األولى‪ 2010 ،‬م‬
‫‪ ،‬ص ‪. 279‬‬
‫‪IJDJL 458‬‬
‫أمير محمد‬ ‫المركز القانونى للشريك فى شركة الشخص الواحد « دراسة مقارنة «‬

‫(‪ )1‬مـن املـادة (‪ )4‬مكـرر من القانــون املرصى رقــم ( ‪ ) 4‬لســنة ‪ ، 2018‬بتعديــل أحــكام قانــون شــركات‬
‫املســاهمة وشــركات التوصيــة باألســهم والشــركات ذات املســؤولية املحــدودة‪ ،‬الصـادر بالقانـون رقـم ‪59‬‬
‫لسـنة ‪1981‬علـى أن ً‪ ( :‬شـركة الشـخص الواحـد هـي شـركة ميتلـك رأسـاملها بالكامـل شـخص واحـد‪ ،‬سـواء‬
‫كان طبيعيـا ً أو اعتباريـاً‪ ،‬وذلـك مبـا ال يتعـارض مـع أغراضهـا؛ وال يسـأل مؤسـس الشـركة عـن التزاماتهـا‪ ،‬إال‬
‫فـي حـدود رأس املـال املخصـص لهـا) ‪.‬‬
‫وعليـه فـإنه ىف حالـة إفـالس شـركة الشـخص الواحـد‪ ،‬فـإن إفالسها لن يطول سوى ذمتها دون ذمة الرشيك‪،‬‬
‫حيث أنه وفقاً لنظرية تخصيص الذمه املاليه سوف تتعـدد الذمـم املاليـة ملالـك شـركة الشـخص الواحـد‪.‬‬
‫ثانياً ‪ :‬إفالس رشكة الشخص الواحد‬
‫إن نظام اإلفالس يهدف إىل تحقیق املساواة بین الدائنین عن طریق إنتظامهم يف جامعة الدائنین التي‬
‫یمثلهم فیها وكیل التفلیسة ‪ ،‬ما عدا الدائنین املرتهنین و أصحاب حقوق االمتیاز الخاصة (‪ ،((9‬و إصدار حكم‬
‫بشهر اإلفالس ‪ ،‬هو أمر يتطلب أن یكون الشخص تاجرا ً و أن یتوقف عن دفع دین تجاري أو استعامل وسائل‬
‫غیر مرشوعة لدعم الثقة املالیة به (‪.((9‬‬
‫هذا وإذا كان الثابت أن اإلفالس هو نظام خاص بالتجار ‪ ،‬فإن السؤال الذى ثار هو مدى جواز إفالس‬
‫الرشكات التجاریة بشكل عام مبا فیها رشكة الشخص الواحد ؟ فهناك قوانني مل تنص رصاحة عىل إفالس الرشكات‬
‫ومل تنظم األحكام الخاصه به ‪ ،‬عىل نقيض ترشيعات أخرى أفردت تنظيامً خاصاً بإفالس الرشكات التجارية ومنها‬
‫من وضع تنظيامً كامالً وأحكام خاصه بإفالس رشكة الشخص الواحد ‪.‬‬
‫واملالحظ أن الترشيعات التى مل تنظم إفالس الرشكات التجارية قامت بوضع تنظيم خاص بتصفية الرشكات‬
‫التجارية ‪ ،‬إال أن حقيقة األمر أن نظام اإلفالس یختلف عن نظام التصفیه ‪ ،‬فالتصفيه هى « مجموعة اإلجراءات‬
‫الالزمة إلنهاء تعهدات ومراكز الرشكة عن طریق إنهاء عملیاتها املبتدئه‪ ،‬وتحصیل دیونها وسداد الدیون املطلوبة‬
‫منها‪ ،‬وبیع بضائعها وممتلكاتها لسداد هذه الدیون ‪ ،‬وذلك لتكوین كتلة إیجابیة صافیة من األموال النقدیة‬
‫إلمكان توزیعها عىل الرشكاء بواسطة القسمة “ (‪.((9‬‬
‫ومن الترشيعات التى مل تقم بوضع أحكام خاصه بإفالس الرشكات التجارية الترشيع األردىن (‪ ،((9‬لذا ثار‬
‫خالف فقهى حول إمكانية إشهار إفالس الرشكات التجاريه بوجه عام ورشكة الشخص الواحد بشكل خاص ‪.‬‬
‫حيث ذهب إتجاه أول ‪ -‬وهو ميثل غالبية الفقه األردىن ‪ -‬إىل إمكانية إشهار إفالس الرشكات التجارية ‪،‬‬
‫وإستند أصحاب ذلك اإلتجاه إىل أن الرشكات التجاریة التي تتوقف عن دفع دیونها تعترب يف حالة إفالس عمالً‬
‫(‪((9‬سعید محمد الهياجنة ‪ ،‬اثار حكم شهر االفالس على جماعة الدائنین ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬مطبعة الشباب ‪ ،‬عمان ‪ ،‬االردن ‪ ، 1993 ،‬ص‪ 65‬وما‬
‫بعدها ‪.‬‬
‫(‪((9‬إلیاس ناصيف ‪ ،‬موسوعة الوسیط في قانون التجارة ‪ ،‬الصلح الواقي واالفالس ‪،‬ج‪، 6‬المؤسسة الحدیثة للكتاب ‪ ،‬طرابلس لبنان ‪ ، 2008 ،‬ص‪91‬‬
‫وما بعدها ‪.‬‬
‫(‪((9‬عبد علي الشخانبة ‪ ،‬النظام القانوني لتصفیة الشركات التجاریة ‪ ،‬جمعیة عمال المطابع التعاونیة ‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن‪ ،1992 ،‬ص ‪. 24‬‬
‫(‪((9‬المادة (‪ )477‬من قانون التجارة األردني أخضعت الشركات المرخصة والمسجلة بمقتضى قانون الشركات الساري المفعول إلى إجراءات التصفیة‬
‫والفسخ الواردة فیه ‪ ،‬ولم تخضعها إلى قواعد اإلفالس ‪.‬‬
‫‪IJDJL 459‬‬
‫المجلد ‪ ،4‬العدد ‪2023 ،2‬‬ ‫المجلة الدولية للفقه و القضاء والتشريع‬

‫بحكم املادة (‪316‬من القانون التجارى األردىن ((‪ ،((9‬ویحكم بشهر اإلفالس مبقتىض املادة (‪ )317‬منه(‪ ، ((9‬وتخضع‬
‫إلجراءات التصفیة والفسخ بعد ذلك عمالً بحكم املادة (‪ ) 477‬منه(‪ ، ((9‬ويدعم هذا السند قرار محكمة التمییز‬
‫(‪((10‬املفرس لنص املادة (‪ ) 477‬من قانون التجارة األردىن ‪ ،‬حيث أن املادة (‪ ( 1/9‬تنص عىل أنه ‪ -1 ( :‬التجار هم‪:‬‬
‫أ‪ .‬األشخاص الذين تكون مهنتهم القيام بأعامل تجارية ؛ ب ‪ .‬الرشكات التي يكون موضوعها تجارياً‪ ، ).‬ومن ثم‬
‫يفهم مام تقدم أن الرشكات التجاریة یجوز شهر إفالسها إذا توقفت عن دفع دیونها التجاریة ‪ ،‬شأنها يف ذلك‬
‫شأن األشخاص الطبیعیین الذین یمتهنون التجارة ومبا ینسجم مع طبیعة الرشكات التي تنتهي وتزول بزوال رأس‬
‫املال عىل خالف طبیعة التاجر الفرد ‪ ،‬كام أنه یجوز للرشكات طلب الصلح الواقي من اإلفالس (‪.((10‬‬
‫وعىل نقيض ما تقدم فلقد ذهب إتجاه أخر إىل التفرقة بني رشكات األشخاص ورشكات األموال ‪ ،‬حيث ذهب‬
‫أنصار هذا الرأى إىل أن رشكات األشخاص هى التى تخضع لنظام اإلفالس ‪ ،‬ىف حني أن نظام التصفية يخص رشكات‬
‫األموال (‪.((10‬‬
‫وباستطالع موقف الترشيعات األخرى ‪ ،‬نجد منها ما تبنى فكر إفالس الرشكات التجارية ولكن مع اإلختالف‬
‫ىف تنظيم األحكام الخاصه به ‪ ،‬من ذلك الترشيع املرصى فوفقاً للبند الثاين من املادة العارشة من قانون التجارة‬
‫املرصى رقم ‪ 17‬لسنة ‪ ، 1999‬فإن كل رشكة تتخذ أحد األشكال املنصوص عليها يف القوانني املتعلقة بالرشكات‪،‬‬
‫تعد تاج ًرا‪ ،‬أياً كان الغرض الذي أنشئت من أجله‪ ،‬وبالتايل يرسي عليها القواعد املتعلقة بالت ُجار يف قانون التجارة‬
‫وأي قانون أخر ‪ ،‬هذا وملا كانت رشكة الشخص الواحد من الرشكات التجارية التى أقرها املرشع (‪ ،((10‬فإنها‬
‫تخضع ألحكام اإلفالس متى اكتسبت الشخصية اإلعتبارية ‪ ،‬و يجوز شهر إفالسها متى توقفت عن د فع ديونها‪.‬‬
‫هذا ومبطالعة نصوص القانـون اإلماراتـي نجد أنه قد أخضـع جميـع الشـركات التجاريـة ‪ ،‬لإلفالس‪ ،‬وبغض‬
‫النظر عن طبيعة الرشيك سواء كان تاجرا ً أم ال‪ .‬فوفقاً ألحكام قانـون الشـركات اإلماراتـي‪ ،‬فإن شـركة الشـخص‬
‫الواحـد تكتسب صفـة التاجـر ‪ ،‬وبغض النظر عن صفة الرشيك الوحيد فيها ‪ ،‬فال يشـرتط أن تتوافـر فيـه صفـة‬
‫تنظيام خاصاً ألحكام إفالس الرشكات‬
‫ً‬ ‫التاجـر(‪((10‬؛ ويالحظ أن قانون اإلفالس اإلماراىت رقم ‪ 9‬لسنة ‪ 2016‬وضع‬
‫ىف الفصل الثالث عرش منه وردت يف املواد من (‪. )148 : 139‬‬
‫(‪((9‬تنص المادة (‪ “ : )316‬مع االحتفاظ بتطبيق أحكام الباب السابق يعتبر في حالة اإلفالس كل تاجر يتوقف عن دفع ديونه التجارية وكل تاجر ال‬
‫يدعم الثقة المالية به إال بوسائل يظهر بجالء أنها غير مشروعة” ‪.‬‬
‫(‪((9‬المادة (‪ .1 : )317‬يشهر اإلفالس بحكم من محكمة البداية التي يوجد في منطقتها المركز الرئيسي للمؤسسة التجارية‪ .2 .‬ويكون هذا الحكم‬
‫معجل التنفيذ ‪ .3 .‬وإذا قضت عدة محاكم في آن واحد بشهر إفالس التاجر نفسه يصار إلى تعيين المرجع‪ .4 .‬المحكمة التي شهرت اإلفالس تكون‬
‫ذات اختصاص لرؤية جميع الدعاوى التي يكون منشأها القواعد المختصة باإلفالس‪.‬‬
‫(‪((9‬تنص المادة (‪ ) 477‬من قانون التجارة األردنى ‪ « :‬تخضع الشركات المرخصة أو المسجلة بمقتضى قانون الشركات الساري المفعول الى اجراءات‬
‫التصفیة والفسخ الواردة فیه ‪ ،‬كما تخضع الشركات المدنیة االخرى الى قواعد التصفیة الواردة في القانون المدني “‬
‫(‪((10‬حكم محكمة التمییز األردنية ‪ -‬حقوق ‪ -‬رقم ‪. 86/431‬‬
‫(‪((10‬ابراهیم صبري االرناؤوط ‪ ،‬مدى جواز افالس الشركات وفقا لقانون التجارة األردني ‪ ،‬مجلة الحقوق ‪ ،‬جامعة الكويت ‪ ،‬السنة ‪ ،36‬العدد ‪، 2‬‬
‫‪ ،2012‬ص‪506‬‬
‫(‪((10‬ابراهیم صبري االرناؤوط ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.507‬‬
‫(‪((10‬أضافت المادة الخامسة من القانون رقم ‪ 4‬لسنة ‪ 2018‬بتعديل بعض أحكام قانون الشركات المساهمة و شركات التوصية باألسهم والشركات‬
‫ذات المسئولية المحدودة الصادر بالقانون ‪ 159‬لسنة ‪ 1981‬مادة جديدة لقانون الشركات رقم ‪ 159‬لسنة ‪ ،1981‬وهي المادة ‪ 4‬مكرر‪ ،‬كما أضافت‬
‫فصالً رابعاً للباب الثاني من القانون بعنوان «شركات الشخص الواحد»‪ .‬والتى بموجبها تعتبر شركة الشخص الواحد أحد أشكال الشركات التجارية‬
‫التي أقرها المشرع‪.‬‬
‫(‪((10‬ناريمان عبد القادر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.218‬‬
‫‪IJDJL 460‬‬
‫أمير محمد‬ ‫المركز القانونى للشريك فى شركة الشخص الواحد « دراسة مقارنة «‬

‫ونرى أنه أياً ما كان الخالف حول مدى إمكانية إشهار إفالس رشكة الشخص الواحد ‪ ،‬فإن الثابت هو صعوبــة‬
‫فصل املركز املاىل للرشيك الوحيد عن الرشكه ‪ ،‬فحقيقة األمور أن إشهار إفالس الرشيك الوحيد بهذه الرشكه ما‬
‫هو إال إفالساً لها ‪ ،‬فإســتمرارها رهينه بثبات مركزه املاىل ‪ ،‬حيث أن أى خلل ىف ذلك املركز يؤدى إىل ضعفه‬
‫وضعف الرشكه ىف ا َن واحد ‪ ،‬وعليه فإن الترشيعات التى مل تنص رصاحة عىل إمكان إفالس رشكة الشخص الواحد‬
‫ولكنها إعتربت الرشيك الوحيد بتلك الرشكه له صفة التاجر ‪ ،‬فإنها ىف حقيقة األمر سوف تصل لنفس النتيجه‬
‫حيث أن إشهار إفـالس هـذا الشـريك سوف يؤدى إىل إنقضــائها لعــدم قدرتهــا علــى الوفــاء بالتزاماتهــا‬
‫التى هى إلتزامات الرشيك ‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬حامية حقوق الدائنني حال إفالس الرشكة‬
‫فـي حال إفالس شـركة الشخص الواحد ‪ ،‬تظل مسـؤولية الرشيك الوحيد محـدودة مبقـدار رأس املـال‬
‫املقـدم مـنه ‪ ،‬وال متتـد هـذه املسـؤولية إلـى أموالـه الخاصـة‪ ،‬ولكن يستثنى من ذلك حالة ما إذا كان شـهر‬
‫إفـالس الشـركة راجعـاً إلـى سـوء نيـة الرشيك الوحيد ‪.‬‬
‫هذا ويجـوز لـدائـنى شـركة الشـخص الواحـد أن يتقـدموا بطلـب لشـهر إفالسـها ‪ ،‬ومقتىض ذلك أنه إذا‬
‫أفلسـت الشـركة‪ ،‬فـإن جميـع آجـال الديون تسـقط‪ ،‬سـواء كانـت ديوناً عاديـة‪ ،‬أو مضمونـه بامتياز ‪ ،‬إال‬
‫أن تلك األجال تظـل قامئـة فـي مواجهـة مالـك رأس مـال الشـركة ( الشـريك الوحيـد) ‪ ،‬وال تسـقط بإفـالس‬
‫(‪((10‬‬
‫الرشكة‪.‬‬
‫إال أن مثل ذلك القول من شأنه إضعاف ضامن الدائنني ىف حني أن نظـام اإلفـالس يجـب أن يقـدم إجـراءات‬
‫تجـدي فـي حاميـة دائنـي شـركة الشـخص الواحـد مـن تواطـؤ مالـك رأس مـال الشـركة‪ ،‬أو مديـر الشـركة ‪،‬‬
‫لذلك وجب البحــث عام إذا كان إفــالس الشــركة ‪ ،‬أو إفــالس الرشيك الوحيد نتيجــة تقصيــر أو احتيــال‬
‫مــن جانــبه أو من جانب مديرهــا أم ال ‪ ،‬مع التأكد من مـدى ثبـوت قيـام أي مـن القامئيـن علـى الشـركة‬
‫بارتـكاب أي مـن األفعـال املذكـورة ‪ ،‬فإذا ثبت ذلك إمتدت املسؤولية إىل أموال الرشيك الخاصة ‪.‬‬
‫وعليه فإن من الترشيعات ما أفرغ مبــدأ تحديــد مســؤولية الرشيك الوحيد بشــركة الشخص الواحد‬
‫مــن مضمونــه‪ ،‬وأجاز التنفيـذ علـى أموالـه الخاصـة فـي حالـة إفـالس الشـركة‪ ،‬وعـدم كفايـة أمـوال الشـركة‬
‫لتعويـض دائنـي الشـركة ‪ ،‬من ذلك قانـون الشـركات الفرنسـي الصـادر عـام ‪ 1985‬حيث قـررت أحكامه‬
‫(‪((10‬املسـؤولية املدنيـة ملديـر الشـركة ذات املسـؤولية املحـدودة‪ ،‬فـي حالـة تصفيتهـا أو إفالسـها‪ ،‬وذلـك فـي‬
‫حالـة وجـود خطـأ إداري أسـهم فـي عـدم كفـاءة نشـاط الشـركة‪ ،‬وبتطبيـق ذلـك علـى شـركة الشـخص‬
‫الواحـد‪ ،‬فإننـا نـرى جــواز مســائلة مديــر سواء كان الرشيك الوحيد أو أجنبى عنها شــركة الشــخص‬
‫الواحــد عــن أعاملــه اإلداريــة التــي تتســبب فــي إفــالس الشــركة‪ ،‬ومــن ثــم ميكــن تعويــض دائنــي‬
‫(‪((10‬سمير عبد السيد تناغو‪ ،‬التأمينات الشخصية والعينية‪ ،‬ومنشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪، 1985 ،‬ص ‪.61‬‬
‫(‪((10‬تنـص المـادة ( ‪ ) 180‬من قانون الشركات الفرنسى لعام ‪1985‬علـى أنـه ( إذا كانـت التصفيـة القضائيـة لشـخص معنـوي‪ ،‬وبصفـة خاصـة‬
‫مشـروع فـردى ذو مسـؤولية محـدودة‪ ،‬بسـبب عـدم كفايـة موجوداتـه‪ ،‬يجـوز للمحكمـة‪ ،‬فـي حالـة ثبـوت إذا كان الخطــأ فــي اإلدارة هــو‬
‫الســبب فــي عــدم كفايــة موجــودات الشــركة أن تقــرر تحميــل ديـون الشـخص المعنـوي كلهـا‪ ،‬أو جـزء منهـا‪ ،‬وسـواء بالتضامـن أو بدونـه‬
‫علـى جميـع مديـري الشــركة المعينيــن‪ ،‬وفقــا ألحــكام القانــون‪ ،‬أو المديريــن الفعلييــن ســواء كانــوا بأجــر‪ ،‬أو بــدون أجـر‪ ،‬أو تحميـل‬
‫هـذه الديـون لبعـض منهـم فقـط(‪.‬‬
‫‪IJDJL 461‬‬
‫المجلد ‪ ،4‬العدد ‪2023 ،2‬‬ ‫المجلة الدولية للفقه و القضاء والتشريع‬

‫الشــركة‪ ،‬فــي حالــة إفالســها مــن األمــوال الشــخصية للمديـر‪ ،‬بسـبب مامرسـته لترصفـات إداريـة خاطئـة‬
‫أدت إلـى إفالسـها‪ .‬ومـن ثـم ال يكـون مالـك رأس مـال شـركة الشـخص الواحـد فـي مأمـن؛ حيـث ميكـن أن‬
‫تقـرر مسـؤوليته عـن ديـون الشـركة فـي حـال إفالسـها‪ ،‬ومـن ثـم إمكانيـة التنفيـذ علـى أموالـه الخاصـة‬
‫فــي حالــة عــدم كفايــة أمــوال الشــركة‪ ،‬وذلــك إمــا بوصفــه مديــرا للشــركة‪ ،‬إذا كان يجمــع بيــن‬
‫صفتـي مالـك رأس مـال الشـركة ( الشـريك الوحيـد ) ومديـر الشـركة‪ ،‬وإمـا بصفتـه املديـر الفعلـي للشـركة‪.‬‬
‫وىف سبيل حامية دائنى رشكة الشخص الواحد حال إفالسها نجد املرشع اإلماراىت يقرر ضامنه إضافيه‬
‫لهؤالء الدائنني حيـث نصـت الفقـرة (‪ )1‬مـن املـادة (‪ )147‬مــن قانـون اإلفـالس اإلماراىت رقـم ‪ 9‬لسـنة‬
‫‪ 2016‬وتعديالته علــى أنه ‪ ( :‬إذا حكــم بإشـهار إفـالس‪ ،‬فللمحكمــة أن تلـزم أعضــاء مجلــس اإلدارة‪،‬‬
‫أو املديريـن‪ ،‬أو القامئيـن علـى التصفيـة فـي إجـراءات التصفيـة التـي متـت خـارج إطـار هـذا املرسـوم‬
‫بقانـون‪ -‬بسـداد مبلـغ لتغطيـة ديـون املديـن‪ ،‬وذلـك إذا ثبـت قيـام أي منهـم بارتـكاب أي مـن األفعـال‬
‫التاليـة خـالل السـنتني التاليتيـن مـن تاريـخ افتتـاح اإلجـراءات وفقـا لهـذا البـاب‪ :‬أ – القيـام بأعمـال تجاريـة‬
‫غيـر مدروسـة‪ ،‬كالتصـرف بالسـلع بأسـعار أدنـى مـن قيمتهـا السـوقية‪ ،‬بغيـة الحصـول علـى األمـوال بقصـد‬
‫تجنـب إجـراءات اإلفـالس‪ ،‬أو تأخيـر بدئهـا‪ .‬ب‪-‬الدخـول فـي معامالت مـع طـرف ثالـث للتصـرف باألمـوال‬
‫بـدون مقابـل‪ ،‬أو لقـاء بـدل غيـر كاف‪ ،‬وبـدون منفعـة مؤكـدة‪ ،‬أو متناسـبة مـع أمـوال املديـن‪ .‬ج‪-‬الوفـاء‬
‫بديـون أي مـن الدائنيـن‪ ،‬بقصـد إلحـاق الضـرر بغريهـم مـن الدائنيـن‪ ،‬وذلـك خـالل فتـرة توقفـه عـن‬
‫الدفـع‪ ،‬أو وقوعـه فـي حالـة ذمـة ماليـة مدينـة)‪.‬‬
‫هذا ولقد سبق اإلشارة إىل أن املرشع املرصى قرر مسؤولية مؤسس رشكة الشخص الواحد يف جميع أمواله إذا‬
‫قام بسوء نية بتصفية الرشكة‪ ،‬أو أوقف نشاطها قبل انتهاء مدتها أو تحقق الغرض من إنشائها(‪ ،((10‬وعليه ميكننا‬
‫أن نقرر بأن ذات الحكم يتحقق حال إفالس رشكة الشخص الواحد بسوء نيه من قبل الرشيك الوحيد فيها ‪.‬‬
‫الخامتة‬
‫ىف ظل مايشهده العامل األن من تطورات وأزمات اقتصاديه ‪ ،‬أصبح لزاماً عىل القامئني عىل مهمة الترشيع أن‬
‫يقوموا بتطويع القوانني مبا يتناسب وتلك املتغريات ‪ ،‬ومام الشك فيه أن التحدى األكرب الذى يواجه الدول األن‬
‫هو التحدى اإلقتصادى ‪ ،‬عىل األخص ىف ظل موجة التضخم العاملية التى تعاىن منها كل الدول ‪ ،‬وهو األمر الذى‬
‫يجعل التحدى األكرب هو جذب اإلستثامرات ىف ظل مناخ غري مشجع‪.‬‬
‫لذا فإننا نرى أن مسألة منح الحوافز لجذب املستثمرين وحدها ال تكفى ‪ ،‬وأنه أضحى لزاماً علينا أن نتبنى‬
‫فكر التجديد الترشيعى والفقهى بأن نخرج عن عبائة القواعد العامه من خالل إستحداث النظريات القانونية‬
‫والنامذج الجديدة للمرشوعات التجارية مثلام حدث بأن تبنت أغلب الترشيعات فكرة رشكة الشخص الواحد ‪،‬‬
‫رشيطة تحقيق تلك املستحدثات لألهداف املرجوه منها‪.‬‬
‫وعليه ‪ ،‬فال غبار عىل املرشع ىف الدول التى استحدثت ذلك النموذج اإلستثناىئ املسمى برشكة الشخص الواحد‪،‬‬
‫(‪((10‬مادة ‪ 287‬مكررا ً ‪ 7-‬من الالئحة التنفيذية للقانون رقم ‪ 4‬لسنة ‪ 2018‬الصادر بتعديل القانون رقم ‪ 159‬لسنة ‪ 1981‬فى شأن الشركات المساهمة‬
‫وشركات التوصية باألسهم والشركات ذات المسئولية المحدودة وشركات الشخص الواحد ‪ :‬أحوال المسئولية غير المحدودة لشركة الشخص الواحد ‪.‬‬
‫‪IJDJL 462‬‬
‫أمير محمد‬ ‫المركز القانونى للشريك فى شركة الشخص الواحد « دراسة مقارنة «‬

‫و الذى ميثل خروجاً صارخاً عىل القواعد العامه ‪ ،‬إذا نجح ىف تحقيق األهداف املرجوه من وراء استحداثه‪ ،‬وهو‬
‫األمر الذى يوجب علينا تقييم تلك التجربة من الناحية الواقعية من حيث مدى إقبال املستثمرين أو أصحاب‬
‫املرشوعات الصغريه عىل تأسيس كياناتهم وفق ذلك النموذج ‪.‬‬
‫إال أننا نرى أن املرشع يقع عليه اإللتزام متى تبنى مثل تلك األفكار بأن يضع لها التنظيم الكامل ويصيغ‬
‫أحكامها صياغة قانونية رصيحة ومحكمة بحيث ال يرتك املجال لإلجتهاد ىف ظل وضع هو بحسب األصل ميثل‬
‫استثناءا ً ‪ ،‬لذا كان لزاما عىل كل الترشيعات التى تبنت النموذج املستحدث لرشكة الشخص الواحد أن تقوم‬
‫بضبط أحكامها وعىل وجه الخصوص تنظيم القواعد الحاكمة لحامية حقوق الدائنني من املتعاملني مع تلك‬
‫الرشكة ‪ ،‬حيث أن تلك املسألة هى الفيصل ىف نجاح ذلك النموذج وتحقيقه لألهداف التى استحدث من أجلها ‪.‬‬
‫النتائج‬
‫‪1.1‬رشكة الشخص الواحد منوذجاً إستثنائياً من مناذج الرشكات ‪ ،‬وفقاً لذلك النموذج ميكن لشخص ما سواء‬
‫كان طبيعيا أو اعتباريا أن يقوم بإنشاءها مبفرده بأن يخصص لها مبلغاً مالياً من أمواله الخاصة من أجل‬
‫استثامرها يف مرشوع مايل معني‪ ،‬وال يسـأل عـن إلتزامـات هـذه الشـركة تجـاه الغيـر إال يف حدود املبلغ‬
‫الذي خصصه من أمواله لإلستثامر يف هذا املرشوع‪.‬‬
‫‪2.2‬يختلف املركز القانوىن للرشيك ىف رشكة الشخص الواحد بحسب كونه مديرا ً لها أو رقيباً عىل أعامل‬
‫إدارتها كون القائم عىل إدارتها مديرا ً أجنبياً عنها ‪.‬‬
‫‪3.3‬يتمتع الرشيك ىف رشكة الشخص الواحد بجميع اإلختصاصات الرقابية التى أوردها املرشع للجمعية‬
‫العمومية بالرشكة ذات املسئولية املحدودة وذلك حال إدارتها من قبل شخص غريه ‪.‬‬
‫‪4.4‬تقوم مسؤولية مدير رشكة الشخص الواحد إذا تسببت قرارته يف إفالسها ‪ ،‬وعليه يتم التنفيذ عىل أمواله‬
‫الخاصة يف هذه الحالة ‪.‬‬
‫‪5.5‬مسئولية الرشيك ىف رشكة الشخص الواحد مسئولية محدودة ال متتد إىل ذمة الرشيك الخاصه وهو األمر‬
‫الذى يقتىض وضع مجموعه من الضامنات الترشيعية والقضائية لدائنى رشكة الشخص الواحد حال‬
‫إنقضاء الرشكة سواء بالتصفيه أو اإلفالس ‪.‬‬
‫‪6.6‬حال إفـالس شـركة الشـخص الواحـد‪ ،‬فـإن إفالسها ال يطول سوى ذمتها دون ذمة الرشيك ‪ ،‬حيث أنه‬
‫وفقاً لنظرية تخصيص الذمه املاليه سوف تتعـدد الذمـم املاليـة ملالـك شـركة الشـخص الواحـد‪.‬‬
‫‪7.7‬فـي حال إفالس شـركة الشخص الواحد ‪ ،‬تظل مسـؤولية الرشيك الوحيد محـدودة مبقـدار رأس املـال‬
‫املقـدم مـنه ‪ ،‬وال متتـد هـذه املسـؤولية إلـى أموالـه الخاصـة‪ ،‬ولكن يستثنى من ذلك حالة ما إذا كان‬
‫شـهر إفـالس الشـركة راجعـاً إلـى سـوء نيـة الرشيك الوحيد ‪.‬‬
‫‪8.8‬هناك فارق بني إفالس رشكة الشخص الواحد وتصفية تلك الرشكة ‪.‬‬

‫‪IJDJL 463‬‬
‫المجلد ‪ ،4‬العدد ‪2023 ،2‬‬ ‫المجلة الدولية للفقه و القضاء والتشريع‬

‫‪9.9‬ضعف الضامنات الترشيعية املمنوحه لدائنى رشكة الشخص الواحد ‪ ،‬وكذا ضعف الرقابة املالية ‪.‬‬
‫التوصيات‬
‫‪1.1‬عىل مرشعي الدول التى تبنت منوذج رشكة الشخص الواحد مهمة وضع نصوص تفصيليه لهذا النوع‬
‫من الرشكات مع تحديد مركز الرشيك فيها وجميع الضامنات التى متنح للمتعاملني معها ‪.‬‬
‫‪2.2‬رضورة تعديل النصوص الترشيعيه املنظمه لنموذج رشكة الشخص الواحد – فيام خلت منه ‪ -‬بإضافة‬
‫الضامنات الخاصه بحامية الغري حسن النيه املتعامل معها ‪ ،‬بحيث إذا قام صاحب رأس مال الرشكة‬
‫بسوء نية بتصفيتها أو وقف نشاطها قبل انتهاء مدتها أو قبل تحقيق الغرض من إنشائها كان مسئوالً‬
‫عن إلتزاماتها يف أمواله الخاصة ‪ ،‬وكذلك الحال إذا ثبت أنه مل يفصل بني ذمته املاليه والذمة املاليه‬
‫للرشكه ‪.‬‬
‫‪3.3‬العمل عىل وضع تنظيم خاص باملسؤولية املحدوده عىل نحو يحقق التوازن بني مصالح الدائنني وأهداف‬
‫الرشيك الوحيد برشكة الشخص الواحد ‪.‬‬
‫‪4.4‬رضورة وضع حد أدىن لرأس مال رشكة الشخص الواحد بالترشيعات التى مل تضع حد أدىن لرأس مال تلك‬
‫الرشكة مع العمل عىل زيادة الحد األدىن لرأس مال الرشكة لتعزيز ضامن الدائنني ‪.‬‬
‫‪5.5‬ىف سبيل ضامن حقوق الدائنني واملتعاملني مع رشكة الشخص الواحد ؛ نوىص برضورة وضع أحكام خاصة‬
‫منظمه إلفالس رشكة الشخص الواحد وذلك بالترشيعات التى مل تنص رصاحة ومل تنظم مسألة إفالس‬
‫هذه الرشكة‪.‬‬
‫‪6.6‬نوىص برضورة وضع نص ترشيعى مفصل ملعالجة مسألة وفاة الرشيك يف رشكة الشخص الواحد ‪ ،‬متضمناً‬
‫حلوالً لتلك الفرضيه سواء باستمرار الرشكة وإنتقالها إىل الورثة ىف ذات الشكل ‪ ،‬واعتبار حصصهم متثل‬
‫حصة واحده أو تقرير إنقضاء الرشكة كون شخص الرشيك محل اعتبار فيها‪.‬‬
‫‪7.7‬نوىص برضورة وضع نص ترشيعى يتضمن إلزام الرشيك ىف رشكة الشخص الواحد باإلفصاح عن املعلومات‬
‫املاليه وغري املاليه التى تهم دائني الرشكه واملتعاملني معها ‪ ،‬وذلك لتحقيق الضامن يف التعامل معها‪.‬‬
‫‪8.8‬حقيقاً للثقه ىف التعامل مع منوذج رشكة الشخص الواحد ولضامن حقوق الدائنني ‪ ،‬نوىص برضورة النص‬
‫عىل السامح لدائنى الرشكه ولكل ذى مصلحه باإلطالع عىل القرارات الهامه التى تتخذها الرشكه والتى‬
‫يكون من شأنها التأثري أو تهديد مصالحهم وكذا متكينهم من اإلعرتاض عليها ‪.‬‬
‫‪9.9‬ىف سبيل تعزيز ضامنات دائنى رشكة الشخص الواحد ‪ ،‬نوىص برضورة النص عىل وضع نظام محكم‬
‫للرقابة املالية وتعيني مراقب للحسابات بهذا النموذج من الرشكات ‪.‬‬

‫‪IJDJL 464‬‬

You might also like