Professional Documents
Culture Documents
حوالة الحقوق المالية تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية أنموذجين
حوالة الحقوق المالية تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية أنموذجين
:عرض حول
حوالة الحقوق المالية :تسنيد الديون وحوالة الديون
"المهنية "أنموذجين
:إشراف الدكتور
ياسين مساعف :إنجاز الطلبة
-الحسين زروال
-أحالم لعموري
-فؤاد ميس
-فوزي الهناوي
-لحسن بن موسى
تقديم
مبدأ انتقال االلتزام لم يكن مسلما به لدى الفقه عموما ،حيث كانت الفكرة تصطدم مع
النزعة الشخصية لاللتزام ،والتي ال تبقي مجاال للحديث عنه ،فالنزعة الشخصية لاللتزامات
هي التي كانت تسيطر على الفقه منذ فترة طويلة وهي موروث فقهي عن القانون الروماني،
أخذه عنهم الفقهاء الالتينيين ،وبقي هذا الموروث الفقهي الذي يحول دون انتقال الحق سواء
مـــن دائن إلى آخر أو انتقال االلتزام من مدين إلى آخر هو المسيطر.
وتعني النزعة الشخصية لاللتزام أن شخصية الدائن أو المدين هي المعيار الذي تقـــوم
عليه العالقة القانونية التي ينشأ عنها االلتزام ،فإذا انتقل االلتزام عن أحد المتعاقدين ال يستقيم
بقاء العالقة القانونية بينهما وال تعتبر االلتزامات الناشئة عنها نافذة بل تنحل.
بدأت هذه النظرة تتراجع لدى الفقه مع انتقال والقانوني الذي حصل في أوروبا منذ قرن
مضى ،بحيث استدعت الضرورات االقتصادية البدء بالتفكير الجدي والمعمق لألخذ بمبدأ
انتقال االلتزام باعتباره وسيلة عملية وآمنة تساهم في نقل الديون أو الحقوق بما ييسر سير
المعامالت المدنية والتجارية وهو المراد المطلوب في حينه.
وبعد النهضة االقتصادية التي شهدتها أوروبا ،بدا واضحا أن الفقه الجرماني كان السابق
في األخذ بالنظرية ،وانقسم الفقه لديه إلى فريقين ،يرى أحدهما ضرورة تطبيق مبدأ
االستخالف في الدين أو الخالفة الخاصة لاللتزام ،معتمدًا في ذلك على أن االلتزام لم يعد ذو
نزعة شخصية كما كان في القانون الروماني ،وإنما ذو نزعة اقتصادية تعنى بقيمة االلتزام،
وفريق آخر بقــــي منتصرا لفكرة النزعة الشخصية لاللتزام باعتبارها األقدر على تأمين
االلتزامات والحفاظ على حقوق أطرافها ،حسم هذا الخالف لدى الفقه الجرماني عام 1869م،
حيث بدأ األخذ بمبدأ انتقال االلتزام وتمثل ذلك في تقنين حوالة الدين ،وتنظيم أحكامها
باعتبارها وسيلة النتقال االلتزامات.
فانتهى بذلك عصر النزعة الشخصية لدى الفقه الجرماني ،وأخذت القوانين األوروبية
بمبدأ انتقال االلتزام متمثال بحوالتي الحق والدين ،وتطورت فيه هذه القوانين بما أفردته من
تنظيم وأحكام مفصلة عالجت معظم الجوانب القانونية ،التي يمكن أن تترتب على انتقال
االلتزام.
يتأسس نظام انتقال االلتزام في القواعد العامة على الفصل بين شروط االنعقاد وشروط
النفاذ ،وقد شكل هذا الفصل عرقلة أمام سرعة انتقال وتداول الحقوق في المعامالت البنكية،
فكان هذا من دواعي خضوع نظام انتقال االلتزام لتطوير مستمر ،وقد ارتكز هذا باألساس
على التخفيف بل التخلي عن الشكلية المنصوص عليها في القانون المدني ،ليتم انتقال االلتزام
بسهولة وبساطة مما أدى إلى وجود نظام قانوني أخر يتم تفعيله في التطبيقات المعاصرة حيث
1
حوالة الحقوق المالية" :تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين
يختلف هذا النظام عن انتقال االلتزام في القواعد العامة في مجموعة من المقتضيات ال سيما
تلك المتعلقة بالشروط و واألثار.
ومن بين التطبيقات المعاصرة النتقال االلتزام في القانون المغربي يمكن الحديث عن
حوالة الديون المهنية ،والتي تم التنصيص عليها في الباب الرابع من مدونة التجارة المتعلق
بالعقود البنكية ،وهي العملية التي تهدف إلى تسهيل إجراء المعامالت التجارية سواء بين
األشخاص الذاتية أو المعنوية سواء منها العامة أو الخاصة والتسهيل الذي تهدف له هذه
العملية يتمثل في توفير السيولة في الحال ،إضافة إلى تقديم ضمان للقروض.
ينتقل االلتزام كذلك بما يسمى بتسنيد الديون تعتبر هذه التقنية أداة مالية ذات أصول أنجلو
سكسونية تم استيرادها من الواليات المتحدة األمريكية ،حيث تعد هذه األخيرة مهد والدة
وتطور هذه التقنية والتي جاءت بعد مبادرة من بعض الوكاالت الفيدرالية على إثر أزمة
صناديق التوفير ،وما نتج عنها من أزمة في القطاع السكني بالنظر إلى النقص الذي عرفه
تمويل هذا القطاع.
أهمية قانونية :تتمثل في الحماية القانونية التي أوالها التشريع المغربي لحماية
المتعاملين بهاتين الوسيلتين وخصوصا األطراف الدائنين من اجل تشجيعهم على
التعامل بهما لما يوفرونه من ائتمان ومن سرعة في المعامالت.
أهمية اقتصادية :تعتبر كل من حوالة الديون المهنية ،وعملية تسنيد الديون
إحدى محفزات االقتصاد الوطني ،بحيث تمكن المهنيين من الحصول على االئتمان
البنكي .كما تعتبر أداة لتوفير السيولة المالية سواء للمقاول ،أو المقاولة على حد
السواء.
أهمية نفسية :تتجلى في الطمأنينة التي تتحقق لدى الدائنين ألنهم حينما يتعاملون
بوسيلة قانونية تمتاز بضمانات تشريعية وقضائية فإن هذا يجعلهم يتعاملون بحقوقهم
المالية دون تخوفهم من ضياعها.
2
حوالة الحقوق المالية" :تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين
إلى أي حد استطاع المشرع المغربي وضع منظومة قانونية متكاملة تنظم حوالة
الديون المهنية وتسنيد الديون كأليتين للتمويل؟
3
حوالة الحقوق المالية" :تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين
إذا كان االلتزام " رابطة قانونية بين شخصين أحدهما دائن واآلخر مدين ،يترتب
بمقتضاها على الطرف المدين اتجاه الطرف الدائن ،نقل حق عيني أو القيام بعمل أو االمتناع
عن العمـل".1فـإن هـذا االلـتزام أيـا كـان مصـدره يكـون محال لالنتقـال عن طريـق مجموعـة من
التقنيات القانونية التي ابتدعها العقل البشري لتيسير المعامالت كاستثناء لمبدأ نسبية العقود،
2
ولعل أهم التقنيات هو نظام الحوالة.
وعليه اقتضت منا الدراسة البحث في المقصود بحوالة الديون المهنية وتمييزها عن
غيرها من المؤسسات المشابهة وكذا وظائفها وشروط انعقادها (المطلب األول) ،كما سنتناول
من خالل هذا المبحث الحديث عن آثار حوالة الديون المهنية وطرق تحصيلها وذلك في إطار
(المطلب الثاني).
نظم المشرع المغربي بمقتضى المواد من 529إلى 536من مدونة التجارة نوعا آخر
من حوالة الحق وذلك لدعم الثقة واالئتمان في المجال التجاري ولتمكين كل فاعل اقتصادي
من الحصول على التسهيالت االئتمانية التي تقدمها المؤسسة البنكية ،بمجرد تسليمه لهذا البنك
قائمـة بـديون مهنيـة كضـمان لمبلـغ االئتمـان الـذي منحـه إيـاه3.ولكي تنعقـد حوالـة الـديون المهنيـة
البد من توفر مجموعة من الشروط لكن قبل عرض هذه الشروط ال بد أوال من تحديد مفهوم
حوالة الديون المهنية (الفقرة األولى) والحديث عن شروط انعقادها (الفقرة الثانية).
سنتطرق من خالل هذه الفقرة للحديث عن تعريف حوالة الديون المهنية وتمييزها عن
غيرها من المؤسسات المشابهة (أوال) ثم بعد ذلك سنتطرق لوظائفها (ثانيا).
لقد نظم المشرع المغربي حوالة الديون المهنية في المواد من 229إلى 536ضمن
الباب السابع من القسم السابع المعنون بالعقود البنكية من الكتاب الرابع المتعلق بالعقود
التجاريـة من القـانون رقم 15.95بمثابـة مدونـة التجـارة 4.الـذي اسـتمد أحكامهـا من قـانون ديلي
1م أمون الكزبري" ،نظرية االلتزامات في ضوء قانون االلتزام ات والعق ود المغ ربي" ،الج زء األول ،مص ادر االل تزام
دون ذكر المطبعة والطبعة ،الصفحة .11
2أسماء الصدقي "،حوالة الحق الشخصي على ضوء األحكام المسطرة في ق انون االلتزام ات والعق ود المغ ربي" ،مجل ة
المنبر القانوني ،مطبعة المعارف الجديدة ،الرباط ،2016 ،العدد ،11الصفحة .47
3محمد لفروجي "،العقود البنكية بين مدونة التجارة والقانون البنكي" ،مطبع ة النج اح الجدي دة ال دار البيض اء ،الطبع ة
األولى ،1998ص326.
4ظهير شريف رقم 1.96.83الصادر في تاريخ 15من ربيع األول ( 1417فاتح أغسطس )1996بتنفيذ القانون رقم
15.95المتعلق بمدونة التجارة .الجريدة الرس مية ع دد 4418بت اريخ 19جم ادى األولى 3( 1417أكت وبر )1996
4
حوالة الحقوق المالية" :تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين
تتميز حوالة الديون المهنية عن مجموعة من المؤسسات المشابهة من قبيل ذلك حوالة
الحق فإذا كانت هذه األخيرة حسب قانون االلتزامات والعقود يمكن ممارستها من طرف أي
كان كما أنها ترد على حقوق كيفما كانت طبيعتها ،فإن الوضع على خالف ذلك في حوالة
الديون المهنية ،فالطرف المحال له يجب أن يكون بالضرورة مؤسسة بنكية ،كما أن المستفيد
من االئتمان ال يمكن أن يكون إال شخصا معنويا خاضعا للقانون الخاص والفانون العام
9
أشخصا طبيعيا يستهدف من االئتمان تلبية حاجيات نشاطه المهني.
إضافة لما سبق فإن حوالة الديون المهنية تختلف عن تسنيد الديون الرهنية في مسائل
عدة من بينها طبيعة الديون المفوتة ،إذ اشترط المشرع في الديون المفوتة إلى المؤسسة البنكية
أن تكـون ديـون مهنيـة ناشـئة عن مزاولـة المهنـة 10،على خالف الـديون الرهنيـة الـتي تكـون فيهـا
الصفحة 2187
5ياسين مساعف " ،حوالة الديون المهنية كتقنية حديثة لالئتمان البنكي" ،مطبعة المعارف الجديدة ،الرباط ،طبع ة ،2019
ص .9
6الفصول من 189إلى 208من قانون االلتزامات والعقود
7ادريسية بوجطاط" ،حوالة ال ديون المهني ة دراس ة مقارن ة" ،رس الة لني ل دبل وم الدراس ات العلي ا المعمق ة في الق انون
الخاص ،جامعة محمد األول كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية وجدة سنة ،2008-2009ص .9
Cour de cassation, arrêt commercial pourvoi n 03/15669, 22/11/2005 « la cession Dailly est 8
un instrument de crédit, parce qu’elle permet au cédant de mobiliser immédiatement ses
نقال عبر الموقع الحكومي اإللك تروني .Légifrance. Gouvتم االطالع بت اريخ 11ف براير 2024 .» créances
على الساعة .22:32
9محمد جنكل" االئتمان التجاري -االئتمان البنكي نموذجا ،"-أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص ،جامعة الحسن
الثاني كلية الحقوق عين الشق الدار البيضاء ،السنة الجامعية ،2001/2000الصفحة 147
10ادريسية بوجطاط ،مرجع سابق ،الصفحة .31
5
حوالة الحقوق المالية" :تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين
كما تختلف معها من حيث التوقيع والتأريخ ،إذ جعل المشرع التوقيع والتأريخ من
البيانات اإللزامية التي يجب توفرها في مستند تفويت الديون الرهنية على عكس حوالة الديون
المهنية إذ لم يرتب على تخلف التوقيع والتأريخ في مستند التفويت بطالن حوالة الديون
المهنية .كما أن هناك اختالف على مستوى الكتابة ،فبالرجوع إلى المادة 531من مدونة
التجارة ،نجدها تعطي امكانية تفويت الديون المهنية بطريق إعالماتي ،وهذه المادة ال نجد لها
مقابل في قانون تسنيد الديون الرهنية رغم انتشار التعامل بالمعلوميات في مجال المال
11
واألعمال.
ذهب الفقه الفرنسي ،استنتاجا من المادة 313.24من قانون النقد المالي الفرنسي إلى
12
تحديـد غرضـين لهـا فهي إمـا أن تكـون على سـبيل الخصـم أو أن تكـون على سـبيل الضـمان.
وهذا ما أكدته المادة 529من مدونة التجارة ،ينقل التفويت للمؤسسة المفوت لها ملكية الدين
المحال سواء مقابل تسبيق كلي وجزئي لمبلغه ،ضمانا لكل ائتمان سلمته المؤسسة أو ستسلمه
للمحيل.
الحوالة على سبيل التفويت :عندما تهدف حوالة الديون المهنية إلى تحقيق الغرض
المقصود في هذا الصدد وهو توفير السيولة في الحال فإنها تمثل بيعا حقيقيا للحقوق الشخصية
( الديون) المهنية مقابل ثمن نقدي يتبلور حسب الفقرة الثانية من مدونة التجارة بالتسبيق الكلي
والجزئي لمبلغ الحقوق الشخصية (الديون)المهنية المحال لها ،وال شك أن هذا النوع من
الحوالة الرامي إلى توفير السيولة في الحال يقدم خدمة جد معتبرة للمقاول والمقاولة ولو كان
13
أو كانت من الباطن.
ويقصد بالحوالة على سبيل التفويت كذلك " العملية التي من خاللها تشتري مؤسسة
ديون المحيل على زبائنه والتقييد في حسابه مبلغ الدين المذكورة مع خصم فرق الربع
مقـدما14.وهـذا يعـني أن البنـك تقـوم بشـراء ديـون المقـترض أي المحيـل الـتي في ذمـة مـدينين مـع
اقتطاع األرباح.
الحوالة على سبيل الضمان :يمكن استغالل حوالة الديون المهنية على سبيل الضمان،
ففي هذه الحالة المحيل ال يؤدي ثمن كمقابل للمحال (البنك) بل تنتقل ملكية الحق الشخصي له،
كمقابل للقرض واالئتمان الذي قدمه أو سلمه للمحيل ،كما أشارت إلى ذلك الفقرة الثانية من
11الحسين حمداوي ،محمد بالعايدي ،حوالة الديون المهنية (مقال مشترك) ،منشور في مجلة مغرب القانون ع بر موقعه ا
اإللكتروني https://2u.pw/YGgVtjERبتاريخ 9نونبر 2020 2020وتم االطالع علي ه بت اريخ 16ف براير
على الساعة .17.00
12عبد الكريم العيوني "انتقال االلتزام ،دراسة مقارنة في ضوء التطبيق ات المعاص رة ،سلس لة أعم ال جامعي ة" ،مطبع ة
المعارف الجديدة ،الرباط طبعة ،2016الصفحة .37
13م حمد الشليح "،قراءة في أحكام حوالة الديون المهنية المنظمة في مدونة التجارة لسنة ،" 1996مجلة محاكم ة ،الع دد
،4طبعة ،2008الصفحة .15
14عبد الكريم العيوني ،مرجع سابق ،الصفحة .37
6
حوالة الحقوق المالية" :تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين
المادة 529من مدونة التجارة ..."،أو ضمانا لكل ائتمان سلمته المؤسسة أو ستسلمه للمحيل.
وعلى الرغم مما قد تشكله هذه الضمانات في العالقات التي تربط المهنيين فيما بينهم من
صفات المرونة والسرعة والمالئمة ،فإنه عند مقارنتها بحوالة الحقوق الشخصية (الديون)
المهنية تبدو تلك الضمانات صلبة وبطيئة وغير مالئمة أحيانا ،ولقد كان العمل تجاوز مثل
هذه المطالب من الدوافع التي حملت ديلي إلى اقتراح القانون الذي يحمل اسمه في فرنسا.
والذي وقع تبنيه في مدونة التجارة المغربية ،ومن هنا فإن حوالة الحقوق الشخصية (الديون)
المهنية يمكن أن تبرم على سبيل الضمان (الرهن) المقدم للدائن ،المقرض المحيل أنها عمليا ال
تستخدم إال لضمان القروض القصيرة األجل أو لضمان ما يسمى بتسهيالت الصندوق
15
المتجددة خالل مدة غالبا ما تكون غير محددة.
حتى يقوم عقد حوالة الديون المهنية بشكل صحيحا ال بد له من شروط يجب توافرها في
أطراف العقد والديون المحالة (أوال) ،ثم توفر مجموعة من الشروط في هذه القائمة (ثانيا).
لكي يقوم عقد حوالة الديون المهنية بشكل صحيح فال بد له من شروط يجب توافرها في
أطراف العقد وكذا الديون المحالة.
محيال بغض النظر عما إذا كان من أشخاص القانون الخاص كالشركات المدنية أو التجارية
أو الجمعيات أو كان من أشخاص القانون العام كالدولة والمؤسسات العمومية والجماعات
19
الترابية وغيرها.
المحال له :حسب المادة 529من مدونة التجارة فإنه يتعين أن يكون المحال له مؤسسة
بنكية .وهو الشيء الذي يميز حوالة الديون المهنية عن حوالة الحق في قانون االلتزامات
والعقود التي يمكن ممارستها من طرف أي كان .مما جعل الفقه المغربي يختلف في قراءته
للمـادة ،حيث يـذهب األسـتاذ محمـد لفـروجي 20إلى تأكيـد على أن الطـرف المحـال لـه يجب أن
يكون بالضرورة مؤسسة بنكية .غير أن الموقف الغالب 21في هذا الشأن يؤكد أن القراءة
الحرفية للمادة 529ال تتالءم مع مقتضيات قانون ديلي الذي استمد منه المشرع المغربي
أحكامه ،إضافة إلى أن مؤسسة االئتمان وكما جاء في القانون الفرنسي تشمل في القانون
22
المغـربي طبقـا للقـانون 103.12المتعلـق بمؤسسـات االئتمـان والهيئـات المعتـبرة في حكمهـا،
نجدها تدخل في مفهوم مؤسسة االئتمان البنوك وشركات التمويل ،حيت نصت الفقرة األولى
من المادة العاشرة من هذا القانون على ما يلي ":تشمل مؤسسة االئتمان صنفين من
المؤسسات :البنوك وشركات التمويل".
المحال عليه :نفس ما يشترط في المحيل يشترط في المحال عليه ،أي أن يكون إما
شخصا طبيعيا أثناء مزاولة نشاطه المهني أو شخصا معنويا خاضعا للقانون الخاص أو العام.
-2الشروط المرتبطة بالدين موضوع الحوالة:
تنص المادة 530من مدونة التجارة على أنه" خالفا لمقتضيات الفصلين 190و192
من الظهير الشريف المتعلق بااللتزامات والعقود يكون كل دين قابل للتحويل حتى وإن نتج
عن تصرف متوقع الحدوث وكان مبلغ وتاريخ حلوله غير محددين .خالفا لما جاء ذكره في
الفصـلين 190و 192من قـانون االلتزامـات والعقـود المغـربي.23ويتضـح أنـه من أجـل تسـهيل
حوالة الديون المهنية فقد وسع المشرع المغربي من دائرة الديون التي تقبل االنتقال عن طريق
حوالة الديون المهنية .وتبعا لذلك فإن الديون التي يمكن نقلها بواسطة حوالة الديون المهنية
يجب أن تكون ديون متعددة ومترتبة على الغير ال على المحيل ،وذلك بصرف النظر عما إذا
كان الدين ناتجا عن واقعة حالة أو محتملة الوقوع وعما إذا كان مبلغه وتاريخ استحقاقه
محددين أم غير محددين كما يجب أن تكون الديون المذكورة مهنية كلما كان المدين المحال
عليه شخصا طبيعي خاضعا للقانون العام أو للقانون الخاص فإن الدين الذي عليه يقبل االنتقال
عن طريق حوالة الديون المهنية من دون أدنى اهتمام لصفته أي لما إذ كان مهني أو غير ذلك.
اشترط المشرع المغربي بمقتضى المادة 531من مدونة التجارة أن توقع قائمة الديون
المهنية من طرف المحيل وأن تؤرخ من طرف المحال له وأن تتضمن فوق ذلك البيانات
اآلتية:
-1تسمية محرر" حوالة الديون المهنية ".
-2اإلشارة إلى أن المحرر خاضع لمقتضيات هذا الباب أي الباب السابع من القسم
السابع من الكتاب الرابع من مدونة التجارة.
-3اسم أو تسمية المؤسسة البنكية المستفيدة.
-4الئحة الديون المحالة مع اإلشارة ،بالنسبة لكل واحد منها ،للعناصر التي تمكن
من تشخيصه وخصوصا بذكر اسم المدين به ومكان أدائه أو قيمته وتاريخ استحقاقه
واحتماال رقم الفاتورة.
-5كل البيانات التي تسمح بالتحقق من االئتمان المضمون.
وقد سمح القانون بإمكانية نقل الديون بطريق معلوماتي ،وفي هذه الحالة فإن الالئحة
يجب أن تتضمن البيانات المشار إليها في البنود 1و 2و 3من المادة 531من مدونة التجارة
والتي تستوجب ذكر كل البيانات التي تسمح بالتحقق من االئتمان المضمون ،مع اإلشارة إلى
24
الوسيلة التي تم النقل بواسطتها وإلى عدد الديون ومبلغها اإلجمالي.
إضافة لما سبق فإن الكتابة كإجراء شكلي هي التي تسمح بالوصف الدقيق للديون
المحالة بالقائمة .كما أن المشرع حافظ على الطابع الورقي المادي الملموس للقائمة ،التي يجب
تضمينها جميع البيانات اإللزامية الواردة بالمادة 531من مدونة التجارة ،كما ينبغي توقيعها
من طرف المحيل وتأريخها من طرف المحال له ،إال أنه بكثرة الديون وضخامة مبلغها فإن
القائمة الورقية تعفي فقط من تعين الديون وتشخيصها ،وتكتفي باإلشارة فقط إلى عدد الديون
25
ومبلغها اإلجمالي إلى الوسيلة المعلوماتية التي يمكن من خاللها تعين الديون وتشخيصها.
تخضع حوالة الديون المهنية في تكوينها للشروط العامة للعقد وكذا في وأثارها ،ويكمن
االختالف الجوهري بين هذه األخيرة والحوالة المدنية ،أنها ترتب أثارها بمجرد التوقيع على
قائمة الديون المحالة وتسليمها لمؤسسة االئتمان لتبلغها هذه األخيرة للمدين األصلي ،وعليه
فإن حوالة الديون المهنية يترتب عليها عدة نتائج بحيث نميز في هذا المطلب بين األثار
المادة 531من مدونة التجارة. 24
9
حوالة الحقوق المالية" :تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين
المتعلقة بأطراف الحوالة أي المحيل والمحال له والمحال عليه (الفقرة األولى) ،وبين األثار
التي تترتب بالنسبة للغير (الفقرة الثانية).
ينتج عن انعقاد حوالة الديون المهنية ،بعد استكمال األطراف المعنية جميع اإلجراءات
القانونية عدة أثار حيث سنتطرق في (األول) لعالقة المحيل بالمحال له بينما سنعرج لعالقة
المحال له بالمحال عليه (ثانيا).
يظهر من خالل قراءة مقتضيات المادة 529من مدونة التجارة ،أنه من بين النتائج
الهامة المترتبة عن حوالة الديون المهنية انتقال ملكية الديون الواردة في القائمة إلى المؤسسة
البنكية المحال لها ،سواء مقابل تسبيق كلي أو جزئي لمبلغ الدين المحال ،أو ضمانا لكل ائتمان
سـلمته أو ستسـلمه للمحيـل ،26كمـا تنتقـل كـذلك بمـوجب حوالـة الـديون المهنيـة الضـمانات الـتي
تضمن الدين للمحال له ،27وعليه فإن المحيل بالرغم من استمرار عالقته بالمدينين المحال
عليهم ال يمكن له بدون موافقة المؤسسة البنكية التصرف في الحقوق المحالة ،وال أن يعدلها أو
يلغيها ألن ملكيتها تعود للمحال له .وأمام هذا االقتضاب والشح من طرف المشرع المغربي
في الفقرة المذكورة من المادة 532من مدونة التجارة حيث يعلق أحد الباحثين على هذه الفقرة
قـائال" :28لعـل المالحظـة االساسـية على هـذا المقتضـى هـو أنـه جـاء مقتضـبا مقارنـة بالقـانون
الفرنسي الذي ذكر التأمينات و الضمانات والتوابع وأيضا مقارنة بظهير االلتزامات والعقود
بمناسبة حديثه عن حوالة الحق حيث تطرق في الفصل 200منه إلى أن حوالة الحق تشمل
توابعه المتمم له كااللتزامات مع استثناء ما كان منها متعلقا بشخص محيل وهي ال تشمل
الرهون الحيازية على المنقوالت والرهون الرسمية والكفاالت إال بشرط صريح بمعنى أن
حوالة الحق في قانون االلتزامات والعقود يتطلب فيها المشرع المغربي وجود شرط صريح
لالنتقال الرهون الحيازية على المنقوالت والرهون الرسمية والكفاالت في حين أنه فيما يتعلق
بحوالة الديون المهنية ليس هناك ما يدل على أن المشرع المغربي تطلب مثل هذا الشرط".
وبالتالي وأمام هذه العمومية التي جاء بها النص المذكور يظهر أنه يتضمن مقصود لم
ينطق،
والتساؤل المطروح في هذا الصدد هل يمكن لكل من المحيل والمحال له االتفاق على
عدم انتقال هذه الضمانات؟
وبالرجوع إلى مدونة التجارة وخصوصا الباب السابع المنظم لحوالة الديون المهنية نجد
أن المشرع صمت عن هذ المسألة ولكن بالعودة إلى مقتضيات الفصل 200من ظهير
االلتزامات والعقود نجد أن المشرع نص على أن حوالة الحق" تشمل توابعه المتممة له بما
فيهـا "29...ويمكن أن نستشـف من صـياغة هـذه الفقـرة أنهـا جـاءت بصـيغة قريبـة إلى األمـر أي أن
حوالة الديون المهنية تنقل للمحال جميع الضمانات المشار إليها في الفصل المذكور ،كما أنه
بالرجوع إلى المادة الثانية من مدونة التجارة تنص على أنه "يفصل في المسائل التجارية
بمقتضى قوانين وأعراف وعادات التجارة أو بمقتضى القانون المدني ما لم تتعارض قواعده
مع المبادئ األساسية للقانون التجاري ".ولعل من أهم مبادئ القانون التجاري الثقة واالئتمان
وإن االتفاق حول عدم نقل الحوالة لضمانات الدين تكون ضربا الحد أهم مبادئ القانون
التجاري.
كما تقضي الفقرة الثانية من المادة 532على أن المحيل يضمن بالتضامن أداء الدين
المحال على غرار ما جاء في المادة 335من مدونة التجارة فالمحيل يعتبر في حوالة الديون
المهنية مدينا بالتضامن للوفاء بالديون المحالة مع المدين المحال عليه ،وفي هذا الشأن ذهبت
محكمة النقض الفرنسية أنه من حق المؤسسة البنكية المحال لها ممارسة دعوى الضمان في
30
مواجهة المحيل حتى قبل تبليغ الحوالة للمدين الرئيسي المحال عليه.
ونخلص في األخير إلى أن الدائن المحيل يبقى مدينا بالتضامن ويحق للمحال له الرجوع
عليه في أي وقت وبالتالي أمكن القول إن الدائن المحيل بمجرد تحويل ديونه المهنية إلى
المؤسسة البنكية المحال عليها يتحول لمدين لها إلى جانب المدين األصلي المحال عليه كما أنه
تنـتزع من الـدائن المحيـل مجموعـة من الحقـوق الـتي يمكن التمسـك بهـا 31.ففي قـرار لمحكمـة
النقض الفرنسية ،اعتبرت ان صفة دائن في دين محال على مؤسسة بنكية انتقلت إلى هذه
االخـيرة ممـا يجعـل طلب المحيـل لفتح مسـطرة التسـوية القضـائية من طـرف المحيـل باطلـة .32كمـا
اعتبرت محكمة النقض المغربية في قرار لها على أن حلول طرف في عقد تضمن شرطا
تحكيميا محل طرف آخر يفقد المحيل الصفة في التمسك بشرط التحكيم المذكور وتنتقل هذه
الصفة إلى المحال له متى توفرت شروط الحوالة.33
إن باستقراء مقتضيات الباب السابع من مدونة التجارة نجد أن المشرع لم يقرر أي
مقتضى زجري ضد المحيل الذي قد يعمل إما على تضمين قائمة حوالة الديون المهنية ديون
وهمية ،أو إجراء حوالة بنفس الديون ألكثر من حوالة نظرا لما تلحق هذه الممارسة من ضرر
باالئتمان .وبالتالي النيل من مصداقية التعامل بحوالة الدهون المهنية كأهم طريقة من طرق
ضمانات االئتمان البنكي ،الشيء الذي جعل القضاء الفرنسي يكيف هذه الممارسات على أنها
جرائم تتم المعاقبة عليها جنائيا إلى جانب التعويض عن الطلب ،ولهذا قضت محكمة النقض
الفرنسية في قرار لها بتاريخ 22فبراير 1993بأن تصرف المحيل المتمثل إما في تسليمه
للمؤسسة البنكية قائمة حوالة ديون مهنية تتضمن ديون غير موجودة وإما اعادة حوالة نفس
34
الـديون الى محـال اخـر يعتـبر نصـبا واحتيـاال ويعـاقب عليـه بالعقوبـات المقـررة لهـذا الجريمـة.
وبالتالي وجب على المشرع المغربي تضمين مقتضيات زجرية في ما يخص التالعب بقائمة
الديون المهنية باعتبارها من أهم وسائل التمويل واالئتمان البنكيين ،أو على األقل اإلحالة على
مقتضـيات مجموعـة القـانون الجنـائي 35الخـاص بـالتزوير أو النصـب واالحتيـال ،ممـا سـيجعل
حوالة الديون المهنية تتصف بالمصداقية والثقة.
بعدما تطرقنا إلى عالقة المحيل بالمحال له أي الدائن األصلي بالمؤسسة البنكية المحال
لها ،ننتقل االن إلى عالقة هذه األخيرة بالمدين المحال عليه ،ولعل أول ما يالحظ في هذه
الحالة هو عدم تضمين مقتضيات واضحة في مدونة التجارة ،تبين الطريقة التي ينتقل بها
الحق للمحال له اتجاه المدين ،باستثناء إشارة طفيفة تم ذكرها في المادة 534حيث نصت
36
على أنـه مفعـول الحوالـة ال يسـري بين األطـراف إال من التـاريخ المـدون في قائمـة الـديون
والمادة 536من مدونة التجارة ،وأمام هذا العقم في الباب السابع من مدونة التجارة وعدم
وضوح طرق انتقال الحق نكون ملزمين بالرجوع إلى القواعد العامة في ظهير االلتزامات
والعقود ،حيث نجده ينص في الفصل 195أنه ال ينتقل الحق للمحال له به تجاه المدين والغير
إال بتبليـغ الحوالـة للمـدين تبليغـا رسـميا أو بقبولـه إياهـا في محـرر ثـابت التـاريخ ،37ويستشـف من
هذا الفصل أن المشرع في ظهير االلتزامات والعقود اشترط النتقال الحق إلى المحال له تبليغ
الحوالة للمدين تبليغا رسميا ونتساءل هنا ما المقصود بالتبليغ الرسمي؟
33قرار محكمة النقض عدد 230الصادر بتاريخ 14أبريل 2021في الملف التجاري عدد 2020\1\3\799الوارد
عبر البوابة القانونية لوزارة العدل تم االطالع بتاريخ 16فبراير 2024على الساعة 17:36
Cour de cassation française-Arrêt commercial- 22 Février 1993 – RTD.com 1993. P695 34ـ
أورده محمد الفروجي ،مرجع سابق ،الصفحة .391
35ظهير شريف رقم 1.59.413صادر في 28جم ادى الثاني ة )1 ،1382نون بر )1962بالمص ادقة على مجموع ة
القانون الجنائي ،الجريدة الرسمية عدد 2640مكرر ،بتاريخ 12محرم ( 1383يونيو ،)1963الصفحة .1253
36الفصل 195من ظهير االلتزامات والعقود.
37قرار لمحكمة النقض رقم 135الصادر بتاريخ 2م ارس 2022في المل ف الم دني رقم 2021\7\1\6275ال وارد
عبر البوابة القانونية لوزارة العدل تم االطالع بتاريخ 15فبراير 2024على الساعة 10:32
12
حوالة الحقوق المالية" :تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين
والمشرع لم يشترط فيه شكلية معينة ،وما زاد لألمر تعقيدا أن المشرع في الفصل المذكور
استعمل عبارة أو بقبوله إياها في محرر ثابت التاريخ مما يجعل الحق محل الحوالة منتقال
للمحال له ومواجهة المدين األصلي به إما تبليغ الحوالة تبليغا رسميا أو قبول هذا األخير
الحوالة في محرر ثابت التاريخ أي من وقت التراضي وهذا ما ذهبت إليه محكمة النقض
المغربية في حكم لها حيث اعتبرت أن الحوالة التعاقدية لدين أو لحق او لدعوى تصير تامة
برضـى الطـرفين ويحـل المحـال لـه محـل المحيـل في حقوقـه ابتـداء من وقت التراضـي ،38لكن
مدونة التجارة جاءتنا بمقتضى مفاده أن بناء على طلب المحال له ،يمكن للمدين أن يلتزم بأن
يؤدي له مباشرة؛ يثبت هذا االلتزام ،تحت طائلة البطالن ،كتابة بعنوان "محرر قبول حوالة
دين مهـني 39 .وبالتـالي فبمجـرد بلـوغ حوالـة الـديون المهنيـة للمـدين وقبولـه إياهـا في المحـرر ذو
الشكلية الخاصة تحت طائلة البطالن ،ال تبرأ ذمته من الدين إال إذا تم أداءه للمدين الجديد
والتي هي المؤسسة البنكية.
ويمكن للمدين األصلي مواجهة المؤسسة البنكية بأسبقية دفع الدين المحال أو تقادمه
ولكن هناك بعض الدفوع التي تطرح بعض اإلشكاالت ونذكر بعضا منها:
الدفوع الشخصية :والتي يجب أن تكون قد نشأت قبل التاريخ المدون في القائمة ألنه هو
تاريخ خروج الديون المحالة من الذمة المالية للمحيل وبالتالي ال يحق له أن يتصرف فيها اال
بموافقة المحال له عمال بمقتضيات الفقرة الثانية من المادة 534كما أن قبول المدين لطلب
المؤسسـة البنكيـة يجعلـه ملتزمـا لـه مباشـرة 40.لكن بـالعودة إلى الفقـرة الثانيـة من المـادة 536
يمكن للمدين مواجهة المحال له بالدفوع المبنية على عالقته الشخصية بالمحيل إذا تعمد
المحيل له بقبوله الدين اإلضرار بالمدين.
الدفع بمقاصة الدين المحال :بالرجوع إلى القواعد العامة المنظمة للمقاصة نجد الفصل
359من ظهير االلتزامات والعقود يمنع المدين الذي قبل بدون تحفظ الحوالة التي أجرها
الدائن ألحد من الغير أن يتمسك بها في مواجهة المحال له غير أن الفقرة الثانية من المادة 536
من مدونة التجارة تنص على عدم امكانية المحال عليه التمسك بالدفوع المبنية على عالقته
الشخصية بالمحيل إال إذا تعمد له بقبول الدين اإلضرار بالمدين ،وعليه يطرح التساؤل االتي
هل المقاصة تتميز بالطابع الشخصي؟ فبالرجوع إلى الفصل 357من ظهير االلتزامات
والعقود يتضح أن المقاصة لها طابع شخصي وبالتالي ال مجال الستثنائها من مقتضيات الفقرة
الثانية من المادة ،536وتجدر اإلشارة إلى أن المشرع المغربي ال يميز في التمسك بالمقاصة
بين الديون المتصفة بخاصية التالزم أو الترابط وغيرها ألن الفصل 364من ظهير
41
االلتزامات والعقود يسمح بإجراء المقاصة بين ديون مختلفة.
الفقرة الثانية :أثار حوالة الديون المهنية بالنسبة للغير وطرق تحصيلها
سنتطرق في هذه الفقرة إلى األثار التي تنتج عن حوالة الديون المهنية بالنسبة لألغيار
(أوال) لنخصص(ثانيا)وبشكل مقتضب إلى طرق تحصيل حوالة الديون المهنية لكونها ال
تطرح أي إشكال.
وجب التمييز في اثار حوالة الديون المهنية بالنسبة للغير إذا كانت حوالة الديون على
سبيل التفويت أو الضمان ،ففي الحالة األولى أي حوالة الديون المهنية على سبيل التفويت
يسري مفعول الحوالة ابتداء من التاريخ المدون في القائمة ،وال يمكن للمحيل بدون موافقة
المؤسسـة البنكيـة ان يغـير مـدى الحقـوق المرتبطـة بالـديون المعـدودة فيهـا .42وبالتـالي في عنصـر
المفاضلة في القائمة تعتمد على التاريخ وإذا تساوى رجحت من بلغت أوال للمدين 43.ولو كانت
حوالته متأخرة في التاريخ وهذا ما جاء ذكره في الفقرة األولى من الفصل 197من ظهير
االلتزامات والعقود.
أما بالنسبة للحالة الثانية فقد جاءنا القانون 44 21.18بتعديلين في المادتين 529و534
من الباب السابع من مدونة التجارة حيث أصبح يعتد بحواالت الديون المهنية على سبيل
الضمان في مواجهة الغير ابتداء من تاريخ تقيدها في السجل الوطني االلكتروني للضمانات
المنقولـة .45كمـا عـاد المشـرع المغـربي بمقتضـاه التعـديل المـذكور للتأكيـد بصـيغة الوجـوب مـرة
أخرى على هذا المقتضى بموجب الفقرة الثانية من الفصل 197من ظهير االلتزامات والعقود
حيث أقر بسريان الحوالة على سبيل التفويت من تاريخ تقييدها في السجل الوطني اإللكتروني
للضمانات المنقولة ،ويسري هنا حق إثر حوالة الديون المهنية على سبيل الضمان في مواجهة
46
األغيار من تاريخ تقييد حواالت الديون المهنية في السجل االلكتروني للضمانات المنقولة.
42المادة .534
43يسن مساعف ،مرجع سابق ،الصفحة.189
44ظهير شريف رقم 1.19.76صادر في 11شعبان 17) 1440أبريل )2019بتنفيذ الق انون رقم 21.18المتعل ق
بالضمانات المنقولة الجريدة الرسمية عدد ( 6771بتاريخ 16شعبان 22 )1440أبريل ،2019الصفحة .2058
45تم إحداثه بمقتضى المادة 12من القانون 21.18الخاص بالضمانات المنقولة ولتوسع أكثر راجع:
عبد العزيز مرشد "الضمانات المنقولة والتجدي دات الطارئ ة عليه ا وفق ا للق انون " 21.18رس الة لني ل ش هادة الماس تر،
جامعة القاضي عياض ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،مراكش 2021-2020الصفحة 23وما يليها.
46الفقرة الثانية من الفصل 197من ظهير االلتزامات والعقود.
14
حوالة الحقوق المالية" :تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين
وعليه فابتداء من التاريخين المذكورين يخرج الدين المحال من ذمة المحيل ،وال يمكن
الي طرف من األغيار أن يوقع الحجز على هذا الدين بين يدي المدين المحال عليه سواء تعلق
األمر بسلوك مسطر حجز ما للمدين لدى الغير الحائز المنظمة بموجب الفصل 488وما
بعـدها من قـانون المسـطرة المدنيـة ،47أو مسـطر الحجـز التحفظي المنظمـة بمقتضـى الفصـل
452و ما بعدها من نفس القانون .48
أما فيما يتعلق بالنزاع بين المؤسسة البنكية المحال لها وبين المتعاقد من الباطن مع
المقاول .ماذا لو قام المقاول الرئيسي بتحويل الدين الممسوك على أحد االغيار الى المؤسسة
البنكيـة بينمـا المقـاول من البـاطن لم يسـتوفي حقـه اتجـاه المقـاول الرئيسـي؟ 49فعلى مسـتوى
مرسوم الصفقات العمومية رقم 502.22.431تصدى لهذه المسألة في المادة 151على أنه
ينص دفتر الشروط الخاصة على بند يتم بمقتضاه الزام صاحب الصفقة بأن يقدم لصاحب
مشروع الوثائق التي تثبت ادائه للمستحقات المتعاقب من الباطن طيلة سريان تنفيد االعمال
المتعاقد عليها من الباطن ،كما نص في نفس المادة على أنه ليس لصاحب المشروع أي عالقة
قانونية مع المتعاقد من الباطن ويظل صاحب الصفقة مسؤول شخصيا على جميع االلتزامات
المترتبة على الصفقة سواء ازاء المستخدمين أو االغيار ،وبالتالي يكون مرسوم الصفقات
العمومية قد أكد ما جاء في ظهير االلتزامات والعقود في فقرته األخيرة من الفصل .780
ولكن في المقابل ذهب القضاء الفرنسي عكس ذلك عندما اعتبر محكمة النقض الفرنسية ان
المقاول الرئيسي ليس من حقه أن يفوت الى المؤسسة البنكية عبر حوالة الديون المهنية دينا
مقابل ألشغال لم ينجزها بنفسه ،االمر الذي يكون معه للمقاول من الباطن األسبقية على البنك
المحال له في استيفاء حقه من رب المشروع الذي يعتبر مدينه ومحاال عليه سواء لجأ المقاول
الى المقاولة من الباطن قبل اجراء حوالة الديون المهنية او بعد ذلك.51
كما خول كذلك المشرع المغربي بمقتضى المادة 705من القانون 73.17الذي بمقتضاه
تم نسخ الكتاب الخامس من مدونة التجارة للبائع كامل الحق على البضاعة التي لم يدفع ثمنها
كامال في استردادها شريطة أن يكون االتفاق تم كتابة على األكثر حين التسليم.
وفي جميع األحوال يبقى المحال له أي المؤسسة البنكية في حماية قانونية حيث يمكن لها
ممارسة دعويين حيث يمكن لها المطالبة باسترجاع مبلغ االئتمان كما يمكن لها كذلك مقاضاته
باعتباره مسؤوال بالتضامن بنص القانون.
47ظهير شريف بمثابة ق انون رقم 1.74.447بت اريخ 11رمض ان 28(1394ش تنبر (1974بالمص ادقة على نص
قانون المسطرة المدنية الجريدة الرسمية عدد 3230مكرر ،بتاريخ 13رمضان 30( 1394ش تنبر ،)1974الص فحة
.2741
48محمد الفروجي مرجع سابق الصفحة .359
49محمد لفروجي نفس المرجع الصفحة .397
50صدر بالجريدة الرس مية ع دد 7176بت اريخ 9م ارس 2023المرس وم رقم 2.22.431الص ادر في 15ش عبان
1444الموافق ل 8مارس 2023المتعلق بالصفقات العمومية.
51محمد الفروجي ،مرجع سابق ،الصفحة .396
15
حوالة الحقوق المالية" :تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين
بقيت االشارة الى مسألة تحصيل الدين المهني اذ غالبا ما تعمد المؤسسة البنكية المحال
لها من تخويل زبونها صالحية تحسين الديون المدرجة في قائمة حوالة الديون
المهنية بواسطة عقد وكالة ثم اداء مبلغ االئتمان الذي منحته إياه مقابل الضمان ،بينما يمكن
للبنك مباشرة استخالص الديون المدرجة في القائمة بنفسه دون الحاجة الى توكيل
المحيل والذي يبقى من حق المؤسسة البنكية أن تمنع المحال عليه من األداء بين يدي المحيل،
وبالتـالي ال يصـح االداء اال إذا تم بين يـدي المؤسسـة البنكيـة .52وفي حالـة المنازعـة المتعلقـة
بوجود أو بنقل أحد تلك الديون ،يحق للمحال له أن يثبت بجميع الوسائل أن دينه موضوع
53
المنازعة يدخل في المبلغ اإلجمالي المسجل في القائمة.
يعتبر تسنيد الديون أحد النواتج األساسية لمجموعة من التطورات المالية العالمية وأحد
أشكال األدوات المالية المستحدثة والتي لها صدى منذ انتشارها في ثمانينيات القرن العشرين،
كانت بداية عمليات التسنيد في البورصات األمريكية وكان غرضها حل مشكلة القروض
اإلسكانية العقارية ،ثم انتقل فيما بعد إلى أوربا وبقية العالم.
وقد عرف المغرب هذه التقنية سنة 1999حيث صدر القانون 10.98المتعلق بتسنيد الديون
الرهنيـة 54كـأول قـانون متعلـق بعمليـات تسـنيد قـروض الـرهن العقـاري والمؤسـس كـذلك لسـوق
الرهن العقارية بالمغرب ،حيث توسعت إمكانيات التمويل عن طريق هذا النوع من
56
القـروض 55،وقـد تمت أول عمليـة تسـنيد بـالمغرب من طـرف القـرض العقـاري والسـياحي CIH
خالل سنة 2001وبمساهمة أول شركة مغربية للتسنيد المسماة "المغاربية للتسنيد"
57
.)Maghreb Titrisation.) MT
وتأكيدا على نجاح هذه التجربة فقد صدر القانون 33.06المتعلق بتسنيد األصول ،58حيث
وسع المشرع من طبيعة الديون التي يمكن تسنيدها وكذا من األطراف التي يمكن لها اللجوء
إلى هذه التقنية التي تتميز بالتمويل المباشر.
ولإللمام بهذه العملية نرى من الضروري التطرق بداية لإلطار النظري لعملية التسنيد
(المطلب األول) ،ثم دراسة اإلطار التطبيقي لهذه العملية (المطلب الثاني).
كما تمت اإلشارة إليه فقد عرف المغرب تقنية التسنيد سنة 1999حيث صدر القانون
10.98المتعلق بتسنيد الديون الرهنية كأول قانون متعلق بعمليات تسنيد قروض الرهن
العقاري والمؤسس كذلك لسوق الرهن العقارية بالمغرب ،وبعد نجاح هذه التجربة توالت
النصوص القانونية التي سعى من خاللها المشرع إلى توسيع نطاقها سواء من حيث الديون
القابلة للتفويت أو من حيث األطراف المتدخلة.
وللوقوف على ماهية التسنيد وإطاره النظري ،سوف نتطرق في هذا المطلب إلى قسمين
أساسيين ،حيث سنبدأ بمفهوم عملية التسنيد (الفقرة األولى) ،ثم ننتقل للتعرف على األطراف
المتدخلة في هذه العملية (الفقرة الثانية)
للوقوف على مفهوم التسنيد في القانون المغربي سنبدأ بتعريف بعملية تسنيد الديون
(أوال) ،ثم ننتقل للحديث عن الديون التي تخضع لهذه العملية (ثانيا)
57تعد "المغاربية للتسنيد" شركة مغفلة برأس مال يقدر بـ 5.000.000,00درهم ،حيث تع ود 24,33 %من ه للق رض
العقاري والسياحي و 26,33%لصندوق اإليداع والتدبير CDGتعتبر كأول شركة مغربية متخصصة في الهندس ة المالي ة
والودائع وفي إدارة أو تدبير كل صناديق التوظيف الجم اعي للتس نيد ،وق د تم إنش اء ( )MTفي أبري ل ،2001حيث تع د
اليوم كرائدة في مجال التسنيد بالمنطقة وهي ش ركة متخصص ة في ال تركيب الم الي والق انوني له ذا الن وع من الص ناديق
وتتكفل كذلك بإدارة هذه األخيرة .للمزيد المرجو االطالع على :علقمة مليكة" ،دراسة تحليلية لتجربة المملكة المغربي ة في
مجال عمليـــات التوريق (التسنيد)" ،لمجلة الجزائرية لالقتصاد والمالية ،العدد 09 :أبريل .2018ص 12ومايليها
58ظه ير ش ريف رقم 1.08.95ص ادر في 20من ش وال 20( 1429أكت وبر )2008بتنفي ذ الق انون رقم 33.06
المتعلق بتسنيد الديون ،الجريدة الرسمية عدد 5684الصادرة بتاريخ 21ذو القعدة 20( 1429نوفمبر .)2008
17
حوالة الحقوق المالية" :تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين
عرضه على الجمهور من خالل منشأة متخصصة لالكتتاب في شكل أوراق مالية ،تقليال
59
للمخاطر ،وضمانا للتدفق المستمر للسيولة النقدية للبنك.
إذن فالتسنيد هو أداة مالية جديدة لتمويل الديون الى أوراق مالية من خالل قيام مؤسسة
مالية بحشد مجموعة من الديون المتجانسة ،والمضمونة كأصول ،ووضعها في صورة دين
واحد معزز ائتمانيًا ،وموزع على شكل أوراق مالية متساوية القيمة ،قابلة للتداول تقليًال
للمخاطر ،وضمانًا للتدفق المستمر للسيولة النقدية للبنك ،وبعبارة موجزة :تحويل الديون
60
المضمونة من المقرض األساسي الي مقرضين آخرين.
كما تم تعريفه من قبل موقع شركة (المغاربية للتسنيد) بما يلي " :التسنيد هو أسلوب مالي يتم
من خالله تحويل األصول غير السائلة التي يحتفظ بها أصحابها بشكل عام (المؤسسات
المبادرة التي تسعى إلى التمويل) حتى تاريخ االستحقاق إلى أوراق مالية قابلة للتداول في
61
سوق رأس المال من خالل تحويلها النهائي أو المؤقت إلى صندوق التوريق".
ويمكن أن نوجز هذه التعاريف ،فنقول أن التسنيد هو القيام بتحويل مجموعة من الديون
المتجانسة من حيث اآلجال والفوائد إلى أوراق مالية (سندات دين) تعرض لالكتتاب فيها.
ونجد أن تعريف المشرع المغربي للتسنيد قد تطور بتوالي التعديالت التي طالت القانون
المتعلق بالتسنيد توالت النصوص القانونية التي سعى من خاللها المشرع إلى التوسيع من
طبيعة الديون التي يمكن تسنيدها وكذا األطراف التي يمكن لها اللجوء إلى هذه التقنية التي
تتميز بالتمويل المباشر.
59عجيل جاسم النشمي " ،التوريق والتصكيك وتطبيقاتهما" ،بدون ذكر المطبعة 2009م ،الصفحة .3
60خالد عبد الباقي" ،التوريق وأهميته للسوق العقاري المصري" ،مقال منشور بموقع LinkedInعلى الراب ط المختص ر
التالي ، https://2u.pw/Lt324PP :بت اريخ ،07.05.2017تم االطالع علي ه بت اريخ 19.02.2024على الس اعة
16:28
61موقع شركة "المغاربية للتسنيد" على الراب ط الت اليhttps://www.maghrebtitrisation.ma/fr/titrisation- :
au-marocتم االطالع عليه في ،18.02.2024على الساعة .16.54
18
حوالة الحقوق المالية" :تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين
نجد المشرع قد عرف التسنيد في المادة الثانية من القانون رقم 10.98المتعلق بتسنيد
الديون الرهنية بما يلي " :التسنيد :العملية المالية المتمثلة في قيام صندوق توظيف جماعي
للتسنيد بشراء ديون رهنية يؤدى ثمنها بواسطة حصيلة إصدار حصص ممثلة لتلك الديون
وعند االقتضاء بواسطة حصيلة إصدار اقتراض سندي معتمد على تلك الديون وذلك وفقا
لألحكام الواردة في هذا القانون".
وعرفه بموجب المادة الثانية من القانون رقم 33.06بأنه "العملية المالية المتمثلة في
قيام صندوق توظيف جماعي للتسنيد بتملك ديون مؤسسة أو مجموعة مؤسسات مبادرة
بواسطة إصدار حصص وعند االقتضاء سندات دين".
بينما جاء البند الثاني من المادة األولى من القانون رقم 62119.12المغير و المتمم
63
للقانون 33.06بتعريف لمجموعة أكبر من العمليات التي تندرج ضمن عمليات التسنيد
حيث وسع نطاق األصول المقبولة في عملية التسنيد ،كما هدف هذا التعديل إلى توضيح قواعد
سير أقسام صناديق التوظيف الجماعي للتسنيد وقواعد سيولتها وتنسيق إجراءات منح رأي
62ظهير شريف رقم 1.13.47صادر في فاتح جمادى األولى 13( 1434مارس )2013بتنفيذ القانون رقم 119.12
المغير والمتمم للقانون رقم 33.06المتعل ق بتس نيد ال ديون والق انون رقم 24.01المتعل ق بعملي ات االس تحفاظ ،منش ور
بالجريدة الرسمية عدد ،6184الصفحة 5920
63جاء في البند الثاني من المادة األولى من القانون رقم 119.12بأن "التسنيد هي العملية المالية المتمثلة بالنسبة لصندوق
توظيف جماعي للتسنيد ،في إصدار سندات إلنجاز العمليات التالية - 1 :تملك بشكل دائم أو مؤقت أصول مؤهل ة كم ا ه و
مش ار إليه ا في الم ادة 16من ه ذا الب اب ل دى مؤسس ة أو مجموع ة مؤسس ات مب ادرة -2أو منح ق روض لمؤسس ة أو
لمجموعة مؤسسات مبادرة بهدف «تمويل تملك أو حيازة أصول مؤهلة تستفيد من ضمانات متعلق ة به ذه األص ول - 3أو
ضمان مخاطر قرض أو تأمين .يعتبر جزءا ال يتجزأ من عملية التسنيد ،استغالل األصول المؤهلة وكراؤها وإعادة بيعها،
وإبرام عقود التغطية ،وبصفة عامة ،جميع العمليات األخرى الالزم ة إلنج از ك ل حص يلة ناتج ة عن األص ول الم ذكورة
بغرض تمويل تكاليف هذه العملية ومكافأة حاملي السندات وتس ديد س نداتهم عن د االقتض اء .تح دد بنص تنظيمي الش روط
المتعلقة بالقواعد االحترازية والمراقبة وكيفيات إنجاز عمليات التسنيد المشار إليها في ( )2و ( )3أعاله".
19
حوالة الحقوق المالية" :تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين
بالموافقة لشهادات الصكوك أحكام القانون البنكي الجديد 64،فنظرا للتطور الذي شهدته
الصكوك على مستوى دولي واسع ،وسع المشرع المغربي بدوره نطاق التسنيد من خالل فتح
بـاب إمكانيـة اصـدار الصـكوك 65ألول مـرة بمقتضـى هـذا القـانون بمـا يتماشـى مـع المجهـودات
المبذولة في سبيل إصالح وتطوير هذا القطاع خاصة فيما يتعلق بمواكبة المالية التشاركية
التي اعتبرها طيف من المهتمين إنجازا مهما يعزز المنظومة البنكية المغربية ،ويطور أداءها
تحديدا في الشق المتعلق بالصكوك مع الحرص على مطابقتها ألحكام الشريعة اإلسالمية.
وللتسنيد خصوصيات عديدة بالنظر لطابعه االقتصادي على اعتبار أنه وليد عالم المال
واألعمال ،وعليه فإن المشرع المغربي قد ميزه ببعض األحكام التي تختلف عن تلك المتعلقة
بنقـل الحقـوق الـواردة في ظهـير االلتزامـات والعقـود 66،لعـل أبرزهـا اسـتبعاد أحكـام الفصـل
67190بحيث أنه إذا كانت القاعدة العامة المطبقة على حوالة العقد العادية ،أنه ال يجوز أن
ترد الحوالة على الحقوق المحتملة ،فإن التشريعات الحديثة أجازت تسنيد الديون المحتملة
والمتنازع فيها ،وهو نفس االتجاه الذي سار عليه المشرع المغربي في إطار المادة الثالثة من
القانون رقم .119.12
68
باإلضـافة إلى اسـتبعاده ألحكـام الفصـل 192المتعلقـة ببطالن حوالـة الحـق المتنـازع فيهـا وكـذا
الفصل 69195المتعلقة بتبليغ الحوال للمدين تبليغا رسميا أو قبوله إياها في محرر ثابت
التاريخ.
ومن هنا يتضح لنا أن حوالة التسنيد -كما هو الحال بالنسبة لحوالة الحقوق المهنية-
اتسمت بالتخفيف من الشروط الشكلية المنصوص عليها في حوالة الحق المدنية فقد نصت
المادة 20من القانون رقم 119.12على أنه يتم تفويت الديون التي يمكن تسنيدها من قبل
المؤسسة المبادرة إلى صندوق التوظيف الجماعي للتسنيد ،بمجرد تسليم مستند إلى مؤسسة
التدبير ،وهو األمر نفسه بالنسبة لحوالة الحقوق المهنية ،التي تتم بمجرد تسليم القائمة لمؤسسة
64تنص المادة 6من نفس القانون على أن "السندات التي يمكن لصندوق توظيف جماعي للتسنيد إصدارها هي الحص ص
واألسهم وسندات الدين وشهادات الصكوك"...
65عرف القانون 119.12من خالل المادة 1 - .7من -شهادات الصكوك بأنها "سندات ممثلة لحق انتف اع مش اع لك ل
حامل في أصول مؤهلة تم تملكها أو في طور التملك أو في استثمارات منجزة أو في طور اإلنجاز من طرف مص در ه ذه
السندات .تحدد الخصائص التقنية لشهادات الصكوك التي توظف ل دى المس تثمرين المقيمين وك ذا كيفي ات إص دارها بنص
تنظيمي بعد استطالع رأي لجنة الشريعة للمالية المشار إليها في المادة 2.7أدناه .يشترط قبل إصدار أي شهادات ص كوك
توظف لدى المستثمرين المقيمين الحصول على شهادة المطابقة ألحكام الشريعة لدى لجنة الشريعة للعالية المشار إليه ا في
المادة 2.7أدناه"...
66الظهير الشريف الصادر في 9رمضان 12( 1331أغسطس )1913بمثابة قانون االلتزامات والعقود
67تنص المادة 190من ظهير االلتزامات والعقود على :يجوز أن يرد االنتقال على الحقوق أو الديون ال تي لم يح ل أج ل
الوفاء بها ،وال يجوز أن ي رد على الحق وق المحتمل ة" ،بحيث ال تطب ق على ص ناديق التوظي ف الجم اعي للتس نيد أحك ام
الفص ول 190و 192و 195ومن 960إلى 981من ظه ير االلتزام ات والعق ود ،وذل ك بمقتض ى الفق رة الس ابعة من
الم ادة 3من الق انون رقم 33.06المتعل ق بتس نيد ال ديون والمغ ير والمتمم للق انون رقم 35.94المتعل ق ببعض س ندات
الديون القابلة للتداول والقانون رقم 24.01المتعلق بعمليات االستحفاظ.
68تنص ال 192من ظهير االلتزامات والعقود على أنه "تبطل حوالة الحق المتنازع فيه ،ما لم تتم بموافقة المدين المحال
عليه ويعتبر الحق متنازعا فيه ،في معنى هذا الفصل ،إذا كان هن اك ن زاع في ج وهر الح ق أو ال دين نفس ه عن د ال بيع أو
الحوالة ،أو كانت هناك ظروف من شأنها أن تجعل من المتوقع إثارة منازعات قضائية جدية حول جوهر الحق نفسه".
69تنص المادة 194من ظهير االلتزامات والعقود على أنه " الحوالة التعاقدية لدين أو لحق أو لدعوى تصير تامة برضى
الطرفين ،ويحل المحال له محل المحيل في حقوقه ابتداء من وقت هذا التراضي".
20
حوالة الحقوق المالية" :تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين
االئتمان وبالرغم من هذا التشابه بين حوالة التسنيد وحوالة الحقوق المهنية فإنه توجد بعض
االختالفات تميز بينهما ،فهي من جهة أن المحال إليه في حوالة الحقوق المهنية هو مؤسسة
ائتمان ،أما في حوالة االئتمان فهو مؤسسة التدبير الممثلة لصندوق التسنيد ،ومن جهة ثانية
70
فإن قائمة حوالة الحقوق المهنية قابلة للتظهير على عكس حوالة التسنيد التي ال تقبل ذلك.
تنبغي اإلشارة في النهاية إلى أن اثار حوالة التسنيد على دائنين المؤسسة المحيلة في
القانون المغربي ،تسري ابتداء من التاريخ الذي تضعه مؤسسة التدبير على مستند الحوالة،
من جهة أخرى فإن المشرع المغربي لم يشترط علم المدنيين المحال عليهم بحوالة التسنيد
لتسري آثارها عليهم ،وإنما تصبح نافذة في حقهم منذ التاريخ المحدد في مستند الحوالة عند
71
تسليمها لمؤسسة التدبير.
نظم المشرع المغربي حوالة الديون المهنية في مدونة التجارة ،باعتبارها صورة خاصة
لحوالة الدين ،ولعل المالحظة األساسية التي يمكن استنتاجها بمجرد إلقاء نظرة سريعة على
هذا النوع من الحوالة ،أنها تهدف إلى تسهيل إجراء المعامالت التجارية سواء بين األشخاص
الطبيعيين أو االعتبارية ،السيما من حيث توفير السيولة المالية في الحال إضافة إلى ما يوفر
من ضمان للقروض الممنوحة.
وتتشابه آلية حوالة الديون المهنية مع آلية تسنيد الديون ،حيث تتميز هذه اآلليات بالتخلي
عن اإلجراءات البطيئة واإلكراهات المقررة في حوالة الحق العادية ،لتقترب أكثر من تداول
األوراق التجارية بل لتتماثل معها من حيث سرعة االنتقال وضماناتها ،حيث لم تعد هناك
فوارق كثيرة بين نظام الحوالة ونظام التداول فيما يتعلق بحوالة الديون المهنية وحوالة
التسنيد ،واختفت فيهما التفرقة بين شروط الصحة والنفاذ فلم تعد هناك شروط النعقاد الحوالة
72
وأخرى لنفاذها.
فقد نص المشرع المغربي على أن التفويت المستندي للديون من لدن المؤسسة المبادرة
إلى صندوق التوظيف الجماعي للتسنيد ،يتم بمجرد تسليم المستند إلى مؤسسة التدبير
واإليداع ،فبمجرد إيداع المستند يتم انتقال ملكية الديون إلى صندوق التوظيف الجماعي
للتسنيد ،وهو األمر نفسه بالنسبة لحوالة الديون المهنية التي تتم بمجرد تسليم القائمة لمؤسسة
73
االئتمان.
70عبد الكريم العيوني" ،انتقال االلتزام دراسة مقارنة في ضوء التطبيقات المعاصرة" ،مطبعة دار نشر المعرف ة ،الطبع ة
األولى ،2016الصفحة 162و163
71عبد الرحمان الشرقاوي" ،القانون المدني دراسة حديثة للنظرية العام ة لالل تزام على ض وء تأثره ا بالمف اهيم الجدي دة
للقانون االقتصادي" ،مطبعة المعارف الجديدة ،الطبعة األولى ،2016الصفحة .132
72عبد الكريم العيوني ،مرجع سابق ،الصفحة 167
73نصت المادة 534من القانون رقم 15.95المتعلق بمدون ة التج ارة أن ه "يس ري مفع ول الحوال ة م ا بين األط راف،
ويواجه به األغيار ،من التاريخ المدون على القائمة إذا ك انت على س بيل التف ويت ،وابت داء من ت اريخ تقيي دها في الس جل
الوطني اإللكتروني للضمانات المنقولة في مواجهة األغيار إذا قدمت على سبيل الضمان"...
21
حوالة الحقوق المالية" :تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين
لقد تناول المشرع المغربي في البند الثالث من المادة الثانية من القانون القديم رقم
10.98الديون الرهنية التي تخضع للتسنيد وحددها حصرا في الديون الممثلـة لقروض
مضمونة برهون عقارية من الرتبة األولى.
وبالرغم من أن المشرع لم يحدد في هذه المادة مصدر الرهون التي يجب أن تضمن بها
الديون لتكون قابلة للتسنيد ،إال أنه على األقل حددها من حيث المحل الذي تنصب عليه ،حيث
أن المشرع نص في القانون السالف على أن الديون المراد تسنيدها يجب أن تكون مضمونة
75
برهون عقارية 74،دون أن يستثني أي نوع من أنواع الرهون.
وبعد إصدار القانون رقم 33.06الجديد ،قام المشرع بتوسيع دائرة الديون التي يمكن
تسـنيدها ،وذلـك من خالل المـادة 16من ذات القـانون 76،ويتضـح من خالل هـذه المـادة بـأن
المشرع قد وسع من نطاق الديون التي تشملها عملية التسنيد ،بعدما كانت في ظل المادة الثانية
من القانون القديم رقم 10.98تطبق على نوع واحد وهو الديون وهي التي تكون مضمونة
برهون عقارية ،فيما أصبحت على ضوء المادة 16من القانون الجديد رقم 33.06تشمل
الديون التي تتوفر على ضمانات رهنية تكون في حيازة الهيئات غير تلك الحائزة على الديون
المشار إليها ذات المادة ،وكذلك سندات الديون خاصة تلك القابلة للتداول والتي ينظمها القانون
رقم 7735.94الـتي يمثـل كـل واحـد منهـا حـق دين على الهيئـة الـتي تصـدرها والقابلـة للتحويـل
بقيدها في حساب أو عن طريق التداول ،باستثناء السندات التي تمكن بطريقة مباشرة أو غير
مباشرة من المشاركة في رأسمال شركة.
78
عالوة على ذلـك ،فقـد اشـترط المشـرع المغـربي في الـديون القابلـة للتسـنيد بمـوجب المـادة 18
من القانون رقم 33.06أال تكون محل منازعة جدية وأن تكون في تاريخ تفويتها خالية من
79
أي احتمال لعدم تحصيلها.
وكما سبقت اإلشارة إليه ،فقد تم تعديل القانون 33.06بموجب القانون رقم 119.12
الـذي أصـبح يـتيح إمكانيـة تسـنيد الـديون المسـتقبلية 80والـتي كـانت ممنوعـة في البدايـة ،حيث نص
74حيداس محمد علي" ،عملية تسنيد الديون الرهنية ودورها في حماية الدائن المرتهن" ،مجلة الباحث للدراسات القانوني ة
والقضائية ،العدد ،41أبريل ،2022الصفحة .109
75ويعتقد أحد الباحثين بأن الرهن المقصود في قانون تسنيد الديون الرهنية هو الرهن الرسمي سواء الرضائي أو الجبري
دون الحيازي ،على أساس أن نق ل الحي ازة من ش أنه أن يعط ل تط ور آلي ة الق رض الره ني عموم ا وآلي ة تس نيد ال ديون
خصوصا .للمزيد أنظر - :سفيان ادريوش" ،تسنيد الديون الرهنية –مقاربة قانونية ومالية ،"-أطروح ة لني ل ال دكتوراه في
القانون الخاص ،كلية العلوم القانوني ة واالقتص ادية واالجتماعي ة ،جامع ة محم د األول ،وج دة ،2004.2005 ،الص فحة
.163
76راجع المادة 16من القانون رقم 33.06كما تم تعديله وتتميمه
77ظهير شريف رقم 1.95.3ص ادر في 24ش عبان 26( 1415ين اير )1995بتنفي ذ الق انون رقم 35.94المتعل ق
ببعض س ندات ال ديون القابل ة للت داول (المتمم بالق انون رقم 35.96والق انون رقم ،33.06جري دة رس مية ع دد 4293
بتاريخ ،08.08.1995الصفحة .294
78راجع المادة 18من قانون 33.06
79حيداس محمد علي ،مرجع سابق ،الصفحة .112
80وهي ديون مقدمة الميالد أي متوقعة لتمويل مستقبلي ،انظر عبد الكريم العيوني ،مرجع سابق ،الصفحة 161
22
حوالة الحقوق المالية" :تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين
على أن األصول المؤهلة هي الديون الناتجة عن عقد أبرم سابقا أو يبرم الحقا سواء تم تحديد
81
مبلغها أو تاريخ استحقاقها أم ال.
تشكل عملية التسنيد إحدى مظاهر الربط بين اقتصاد المديونية واقتصاد أسواق
الرساميل وهو ربط يستلزم إيجاد آليات بديلة لآلليات التقليدية على المستوى الكمي والكيفي
لضمان التدفقات المالية التي من شأنها خلق مناخ اقتصادي ومالي في مستوى التحديات
الواقعيـة الجديـدة 82،وتـرمي عمليـة تسـنيد الـديون في أسـمى أهـدافها إلى إعـادة التمويـل من خالل
استفادة الدائنين من الديون المتوفرة لديهم ،خاصة المؤسسات البنكية واالئتمانية التي تستفيد
من الديون المتوافرة لديها إلعادة تمويل ذاتها ،وذلك عبر تفويتها إلى وحدة قانونية جديدة
سميت بصندوق التوظيف الجماعي للتسنيد ،هذا األخير يقوم بتمويل شراء الديون من
المؤسسات المذكورة عن طريق إصدارات أو سندات ممثلة لتلك الديون والموجهة أساسا
للمستثمرين ،ويتم تدبير هذا الصندوق من طرف مؤسسة قانونية سماها قانون تسنيد الديون
بمؤسسة التدبير واإليداع.
وبالتالي فعملية تسنيد الديون ال تكتمل خيوطها إال من خالل تدخل مجموعة من
المؤسسات لتحريك العملية المذكورة والممثلين في المؤسسة المبادرة ،كذلك صندوق
التوظيف الجماعي للتسنيد ،وأخيرا مؤسسة التدبير واإليداع.
تعتبر كل من المؤسسة المبادرة وكذا صندوق التوظيف الجماعي للتسنيد من أهم وأبرز
أطراف عملية تسنيد الديون ،لذلك سنتطرق تباعا لكال الطرفين فيما يلي:
)1المؤسسة المبادرة
إن المشرع المغربي اعتبر المؤسسة المفوتة للديون كأحد المتدخلين األساسيين وصاحبة
المبادرة الرئيسية في عملية التسنيد مراعيا في ذلك الهدف والفلسفة التي أطرت صدور
واعتماد آلية تسنيد الديون وهي إعطاء دفعة قوية للسوق الرهنية وإيجاد وسيلة مالية لضمان
تمويل القطاع العقاري وخاصة القطاع السكني الذي عرف عجزا على مستوى التمويل.
وفي هذا اإلطار عمد القانون 98.10القديم إلى تعريف المؤسسة المبادرة في المادة
الثانية منه ،بأنه "كل مؤسسة ائتمان معتمدة وفقا للنصوص التشريعية التي تنظمها حائزة
لديون رهنية ترغب في التخلي عنها جزءا أو كال في إطار عملية من عمليات التسنيد مجراة
وفقا ألحكام هذا القانون".
81راجع مقتضيات المادة 16من القانون رقم 119.12المغير والمتمم للقانون رقم 33.06المتعلق بتسنيد الديون.
82سفيان أدريوش" ،تسنيد الديون الرهنية مقاربة قانونية ومالية ،الجزء األول دراسة تحليلية ونقدية للسوق الرهنية األولية
والثانوية بالمغرب" ،مطبعة األمنية الرابط ،الطبعة األولى ،2009الصفحة .111
23
حوالة الحقوق المالية" :تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين
83الظهير الشريف رقم 1.03.135الصادر بتاريخ 16من رمض ان 11( 1424نوفم بر )2003بتنفي ذ الق انون رقم
69.00المتعلق بالمراقبة المالية للدولة على المنشآت العامة وهيئات أخرى ،كما وقع تغييره وتتميمه ،جريدة رسمية ع دد
5170بتاريخ 23من شوال 18( 1424ديسمبر ،)2003الصفحة .4240
84راجع المادة 15من القانون 33.06المتعلق بتسنيد الديون كما تم تتميمه وتعديله
85غير أنه يمكن أن يتمتع بالشخصية المعنوية حسب مستجدات المادة 4من قانون 119.12التي نصت على أن" :يعت بر
صندوق التسنيد ملكية مشتركة ال تتمتع بشخصية اعتبارية .غير أنه يمكن لصندوق التسنيد أن يتمتع بالشخصية االعتباري ة
تخضع للقانون الخاص بقرار من مؤسسة التدبير مع مراعاة قيد صندوق التسنيد في السجل التجاري"...
86ج اء في الم ادة األولى من الق انون 119.12ب أن ص ندوق التوظي ف الجم اعي للتس نيد يق وم بالعملي ة المالي ة للتس نيد
والمتمثلة في اصدار سندات إلنجاز العمليات التالية - 1 " :تملك بشكل دائم أو مؤقت أصول مؤهلة كما هو مشار إليها في
المادة 16من هذا الباب لدى مؤسسة أو مجموعة مؤسسات مبادرة -2 .أو منح قروض المؤسس ة أو لمجموع ة مؤسس ات
مبادرة بهدف تمويل تملك أو حيازة أص ول مؤهل ة ،تس تفيد من ض مانات متعلق ة به ذه األص ول؛ - 3أو ض مان مخ اطر
قرض أو تأمين .يعتبر جزءا ال يتجزأ من عملية التسنيد ،استغالل األصول المؤهلة وكراؤها وإع ادة بيعه ا ،وإب رام عق ود
التغطية ،وبصفة عامة جميع العمليات األخرى الالزمة إلنجاز كل حص يلة ناتج ة عن األص ول الم ذكورة بغ رض تموي ل
تكاليف هذه العملية ومكافأة حاملي السندات وتسديد سنداتهم عند االقتضاء".
24
حوالة الحقوق المالية" :تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين
87
تطبيق أحكام الفصول من 960إلى 981من ظهير االلتزامات والعقود
وانطالقا مما سبق ،فإن الطبيعة القانونية لهذا الصندوق تثير إشكاال عمليا يتعلق بمحل الملكية
المشتركة في عملية التسنيد ،خصوصا إذا علمنا أن الملكية تنشأ بعد حوالة المؤسسة المبادرة
لديونها إلى جهاز التسنيد والذي يصدر أوراق مالية لتلك الديون ،فهل يعني ذلك أن محل
88
الملكية المشتركة يرد على الديون المحالة؟
من خالل ما سبق ذكره من كون القانون رقم 119.12على أن الحصص الصادرة عن
صندوق التسنيد تمثل حقوق ملكية مشتركة على مجموع أو بعض أصول صندوق التوظيف
الجماعي للتسنيد أو القسم المعني ،وهذا يعني أن حق الملكية سيحمل على األصول والتي هي
الديون المحالة ،لكن وكما هو معلوم فإن صاحب الدين يكتسب حقا شخصيا هو حق الدائنية
وهو عبارة عن رابطة بين شخصين دائن ومدين ،بينما حق الملكية هو حق عيني يرد على
89
األشياء ،فكيف يمكن أن يرد حق الملكية على الديون؟
من المسلم به أنه ال يمكن أن تكون العالقة الشخصية موضوعا لحق الملكية ،بيد أن
االحتياج لضمان تداول الديون قد فرض األخذ بالفكرة السابقة وهي أن يكون الدين موضوعا
لحق الملكية ،مما يعني أن هناك مفهوما جديدا للملكية يرد على القيم وليس على األشياء فقط،
كما أن زوال الكيان المادي للقيم المنقولة جعل حق الملكية يرد على القيد فيما الحساب ،وهذا
يعني أن حق الملكية يمكن أن يرد على الحقوق الشخصية على عكس ما تذهب إليه النظرية
90
التقليدية التي تجعل حق الملكية ال يرد إال على الحقوق العينية.
وهكذا ،كما تم التنويه سابقا إلى أن عملية التسنيد تتمتع بخصائص متعددة نظرا لطابعها
االقتصادي وكونها ناتجة عن عالم المال واألعمال ،قام المشرع بوضع قوانين خاصة لتنظيم
هذه العملية ،يأتي هذا التنظيم بهدف ضمان فعالية العملية ،وبذلك تم تبني قواعد تختلف عن
القواعد العامة المعروفة.
تعتبر مؤسستي اإليداع والتدبير كذلك أحد أبرز الفاعلين المهمين في عملية تسنيد
الديون ،ونشير في هذا الصدد إلى أن من األشياء اإليجابية التي جاء بها المشرع المغربي في
القانون رقم 33.06المغير والمتمم بالقانون ،119.12تأكيده على استقالل هاتين المؤسستين
92
عن بعضهما البعض 91،وعليه فإننا سوف نتناول كل مؤسسة على حدة.
)1مؤسسة التدبير
87راجع المادة 4من قانون 119.12
88الرقراقي يوسف ،لمحة عن التفويت المستندي :الطبيعة القانونية واألطراف الفاعلة" ،مقال منشور بمجلة مغرب القانون
على الراب ط المختص ر الت الي ، https://2u.pw/pMDEapk :بت اريخ 09.02.2022تم االطالع علي ه في
19.02.2024على الساعة .12.25
89حيداس محمد علي ،مرجع سابق ،الصفحة .118
90عبد الكريم العيوني ،مرجع سابق ،الصفحة .137
91حيث نص المشرع في المادة 49منه على أنه" :يجب أن يعهد حف ظ أص ول ص ندوق التوظي ف الجم اعي للتس نيد إلى
مؤسسة إيداع وحيدة مستقلة عن مؤسسة التدبير"،...
92الرقراقي يوسف ،مرجع سابق
25
حوالة الحقوق المالية" :تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين
عرف المشرع المغربي مؤسسة التدبير في البند 4من المادة 2من القانونين رقم
33.06كما تم تغييره وتتميمه بأنها "كل شخص اعتباري مشار إليه في المادة 39من هذا
الباب ومكلف بتدبير صندوق توظيف جماعي للتسنيد "،بمعنى أن المشرع المغربي قد أوكل
لهذه المؤسسة مهمة تدبير صندوق التوظيف الجماعي ،هذه األخيرة أوجب المشرع في المادة
37من القانون رقم 33.06أن تتخذ شكل شركة تجارية يكون غرضها الحصري هو إدارة
93
الصندوق المشترك للديون ،فضال عن عدد من الشروط المتطلبة في هذه المؤسسة.
وقد حدد القانون لهذه المؤسسات مجموعة من المهام وهي مهام التي جاءت على سبيل
الحصر 94منها أنها تقوم بتفويت األصول المؤهلة لحساب صندوق التسنيد الجماعي وفي اسمه
مع زيادة الضمانات المحتملة وحيازة كل سند أو وثيقة تمثل أو تشكل األصول المذكورة أو
تتبع لها 95،والمشرع المغربي قد نص في المادة 45من القانون رقم 33.06على أن مؤسسة
التدبير تعد وكيال لصندوق التوظيف الجماعي للتسنيد وممثل له وقد تقوم إن اقتضى الحال
بأداء رأس المال وكل المبالغ المستحقة وفقا لمقتضيات نظام التسيير 96،ويبلغ رأس المال
97
األدنى لمؤسسات التدبير 2مليون درهم
ويتحتم على مؤسسة التدبير ،تبعا لذلك التقييد باألحكام المتعلقة بااللتزامات المترتبة
على الوكيل والمنصوص عليها في قانون االلتزامات والعقود ،وفي هذا الصدد يمكن التساؤل
عن الجهة التي وكلت مؤسسة التدبير ما دام أن صندوق التوظيف الجماعي ال يتمتع
بالشخصية المعنوية التي تمكنه من توكيل غيره للقيام بأعمال لحسابه ،وأيضا ليس حاملي
الحصص والسندات الذين ليس من حقهم توكيل غيرهم للقيام بأعمال لفائدة الصندوق
المذكور ،ثم هل يمكن لصندوق التوظيف الجماعي أن يوكل مؤسسة التدبير ما دام أنه يمكن
أن يتم تمتيعه بالشخصية االعتبارية حسب ما نصت عليه المادة الرابعة من القانون رقم
98
119.12؟
وكإجابة عن التساؤل األول هناك من يرى أن األمر يتعلق بوكالة قانونية ،أي أن الموكل
الحقيقي لمؤسسة التدبير هو المشرع الذي حدد إطار عمل هذه المؤسسة واعتبرها وكيال عن
صندوق التوظيف الجماعي للتسنيد وحدد اإلطار القانوني والتنظيمي للقيام بأعمال هذه
99
الوكالة.
ومما ينبغي اإلشارة إليه في هذا الشأن هو أنه ال يمكن لمؤسسة التدبير ممارسة وظيفتها
إال بعد اعتمادها من مجلس القيم المنقولة 100،بحيث يتم التأكد من أهلية مؤسسة التدبير في
إدارة الصندوق بما تتوفر عليه من إمكانيات مادية ومالية 101.كما يتعين على مؤسسة التدبير
بالنسبة لما يتعلق بشهادات الصكوك ،الحصول على مطابقة كل عملياتها وأنشطتها لآلراء
بالمطابقة من قبل المجلس العلمي األعلى ،وترفع مؤسسة تدبير صندوق التسنيد المصدر
لشهادات الصكوك إلى نفس المجلس ،تقييما حول التقيد باآلراء بالمطابقة عند كل سنة
102
محاسبية.
وحددت المادة 42من القانون 33.06حاالت سحب االعتماد من مؤسسات التدبير و
الذي يجب أن يكون معلال و أن يقرر ويبلغ وفق نفس شكليات منحه ويترتب عليه الشطب من
قائمة مؤسسات التدبير المشار إليها في المادة 41من نفس القانون ،كما يتم تصفية مؤسسة
التدبير المعنية بسحب االعتماد ،حيث جاء فيها بأن اإلدارة تقرر سحب االعتماد إما بطلب من
مؤسسة التدبير أو باقتراح من مجلس القيم المنقولة في حالتين هما :عندما تتوقف المؤسسة
عن استيفاء الشروط التي على أساسها منح إليها االعتماد أو عندما يعتبر هذا السحب بمثابة
عقوبة تأديبية وفقا ألحكام المادة 87من نفس القانون .وتدخل مؤسسة التدبير التي سحب منها
103
االعتماد مرحلة التصفية".
)2مؤسسة اإليداع
هي كل شخص مكلف بحفظ أصول صندوق توظيف جماعي للتسنيد بل وعلى مستند
التفويت وكل وثيقة تضمن صحة األصول وما يتبعها من حقوق وضمانات ،104وقد عرفها
المشرع في المادة 2من القانون 33.06كما تم تعديله وتغييره بالقانون 119.12بأنها "كل
شخص اعتباري مشار إليه في المادة 48من هذا الباب ومكلف بحفظ أصول صندوق توظيف
جماعي للتسنيد".
وبالرجوع إلى المادة 48من القانون رقم 33.06المغير والمتمم بالقانون رقم 119.12
نجد بأن المشرع حصر مزاولة مهام مؤسسة اإليداع في البنوك المعتمدة وفقا للنصوص
التشريعية التي تنظمها وصندوق اإليداع والتدبير ثم المؤسسات التي يكون مقرها االجتماعي
بالمغرب والتي يتمثل غرضها في عمليات اإليداع واالئتمان أو الضمان وتدبير األموال
100المادة 39من نفس القانون تنص على أنه " يجب على كل ش ركة تجاري ة قب ل مزاول ة مهم ة مؤسس ة ت دبير ص ندوق
توظيف جماعي للتسنيد أن تحصل مسبقا على اعتماد من اإلدارة بعد استطالع رأي مجلس القيم المنقولة"...
101كريم تراب " ،تسنيد الديون في التشريع المغربي" ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ،كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة الحسن الثاني عين الشق ،الدار البيضاء ،2010-2009 ،الصفحة .21
102انظر المواد من 1-7إلى 5-7من القانون 33.06المغير والمتمم بالقانون 119.12المتعلق بتسنيد األصول.
103لكن استخدام المشرع لعبارة اإلدارة يطرح إشكاال حول المراد بهذه العبارة الغامضة الشيء الذي ي دفعنا إلى التس اؤل:
من هي اإلدارة التي يتحدث عنها المشرع المغربي في هذه المادة؟ مما يكون معه على المشرع إعادة النظر في هذه الم ادة
نظرا للغموض الذي يشوبها بخصوص عبارة اإلدارة ،فهي غامضة نوعا ما ،وال تساعد على فهم مقتضيات هذه المادة.
104لطيفة العلوي الشريفي" ،تطور آلية تسنيد الديون في التشريع المغربي" ،مجلة عدال ة للدراس ات القانوني ة والقض ائية،
عدد 21السنة الرابعة ،2021الصفحة 246
27
حوالة الحقوق المالية" :تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين
وعمليات التأمين وإعادة التأمين 105،كما حدد من خالل المادة 7-7من نفس القانون،
المؤسسات التي لها حق مزاولة مهام مؤسسة اإليداع بالنسبة لصناديق التسنيد المصدرة
لشهادات الصكوك حصرا في البنوك التشاركية كما هي محددة في القانون 103.12المتعلق
بمؤسسات االئتمان والهيئات المعتبرة في حكمها ،و نتساءل إذا ما كانت البنوك التقليدية
يمكنها مشاركة البنوك التشاركية في مزاولة مهام مؤسسة اإليداع بالنسبة لهذه الصناديق،
على اعتبار أن القانون 103.12أجاز للبنوك التقليدية مزاولة العمليات التي تدخل في صميم
اختصاص البنوك التشاركية شرط اعتمادها من طرف والي بنك المغرب بعد استطالع راي
مؤسسات االئتمان.106
و قد حدد المشرع كذلك مهام مؤسسة اإليداع على سبيل الحصر ،حيث جاءت المادة
49من القانون رقم 33.06المغير والمتمم بالقانون رقم 119.12شاملة لهذه المهام ،وتتمثل
مهام مؤسسة اإليداع في حفظ أصول صندوق التوظيف الجماعي للتسنيد وهو مقتضى أساسي
بالنسبة لمؤسسة اإليداع 107،وال يعني هذا أن المودع لديه يصبح مالكا لتلك الموجودات حتى
يتسنى له حفظها ،وإنما هو يحفظ وثائق الديون المحالة ،ونتيجة لذلك فإن دائنيه ال يمكنهم
التنفيذ على موجودات الصندوق ألنها ال تدخل في ذمته المالية ،بينما العقود والمستندات
المتعلقة بالديون المحالة 108وجميع توابعها وضماناتها المرتبطة بها ،فإنها تبقى المؤسسة
المكلفة بالتحصيل سواء كان المحيل نفسه أو أي مؤسسة أخرى لتتمكن من أداء مهمة
109
التحصيل المنوط بها.
عالوة على ذلك ،تتولى مؤسسة اإليداع وظيفة الرقابة على صحة قرارات مؤسسة
التدبير ،حيث تمتد هذه الرقابة إلى حين تصفية الصندوق ،وال يعني هذا أن مؤسسة التدبير ال
يمكنها القيام بأي مهمة إال بعد الموافقة المسبقة لمؤسسة اإليداع ،وإنما كل ما في األمر أن
تكون هذه األخيرة على علم بكل القرارات ،لذلك تعتبر تلك الرقابة الحقة على القرارات التي
تتخذها مؤسسة التدبير.110
تأتي مسطرة التسنيد كآلية حيوية تستخدم لتحقيق التمويل من خالل تحريك ديون
المؤسسات المبادرة ،وتمر هذه العملية بمجموعة من المراحل التي تتدخل فيها مختلف
المؤسسات السابق ذكرها ،وهذا ما سنحاول التطرق إليه في هذا المطلب من خالل مسطرة
تسنيد الديون( الفقرة األولى) على أن نتطرق في ( الفقرة الثانية) إلى آثار عملية التسنيد
تمر عملية التسنيد بإجراءات ومراحل معينة ،وهذه اإلجراءات تتمثل في تفويت الديون
التي يمكن تسنيدها من طرف المؤسسة المبادرة وذلك عبر مستند التفويت ،ثم اتفاقية التفويت
ثم مرحلة إصدار السندات واالكتتاب فيها ،ثم مرحلة تحصيل الديون ،لذا للحديث عن مسطرة
التسنيد سنتحدث عن تفويت الديون واتفاقية التفويت (أوال) ثم إلى إصدار السندات (ثانيا) ثم
الحديث عن تحصيل الديون (ثالثا).
)1تفويت الديون
من بين المستجدات التي جاء بها المشرع المغربي في القانون الجديد رقم ،33.06أنه
وسع من نطاق الديون التي يمكن تسنيدها ،باعتباره يخاطب الديون الرهنية والغير الرهنية،
بخالف القانون القديم الذي كان يقتصر فقط على الديون الرهنية ،وهي ديون مضمونة برهون
رسمية من الدرجة األولى وتشمل قروضا سكنية وغير متنازع عليها ،وخالية من أي احتمال
111
لعدم تحميلها تاريخ تفويتها وتكون من طبيعة واحدة.
وبخصوص كيفية إجراء التفويت ،فقد جاء في المادة 20من القانون رقم 33.06ما يلي :يتم
تفويت الديون التي يمكن تسنيدها من قبل المؤسسة المبادرة إلى صندوق التوظيف الجماعي
للتسنيد بمجرد تسليم مستند إلى مؤسسة التدبير.
والمالحظ أن تفويت الديون الرهنية والغير الرهنية بواسطة مستند ليس بطريقة جديدة
داخل التشريع المغربي ،حيث سبق للمشرع ان نص عليها األول مرة عند تنظيمه لحوالة
الديون المهنية ،وقد نظم المشرع المغربي هذا النوع من الحوالة بمقتضى المواد من 529إلى
536من مدونة التجارة ،وذلك لدعم الثقة واالئتمان في المجال التجاري ،ولتمكين كل فاعل
اقتصادي من الحصول على التسهيالت االئتمانية يقدمها البنك بمجرد تسليمه لهذا األخير
قائمة بديون مهنية كضامن لمبلغ االئتمان الذي منح اياه.112
والحديث عن مستند التفويت الذي تضمنته المادة 20من القانون رقم 33.06يدفعنا إلى
الحديث عن البيانات اإللزامية التي يشتمل عليها هذا المستند:
_ شكليات أو بيانات مستند التفويت
أوردت المادة 21حدا أدنى من البيانات التي البد من توفرها في التسنيد المذكور ،حيث
جاء فيها ويتضمن المستند لزوما البيانات التالية على األقل:
-1تسمية عقد التفويت ديون للتسنيد
-2بيان خضوع العقد إلى احكام هذا الباب
والمالحظ أن هذه البيانات هي نفسها التي يتعين أن يتضمنها مستند حوالة الديون المهنية،
والتي تنص عليها المادة 531من مدونة التجارة مع بعض االختالفات وتتمثل هذه االختالفات
في نوعية الديون المفوتة ،ففي حوالة الديون المهنية يتعلق األمر بديون ذات طابع مهني ،وفي
القانون رقم 33.06يتعلق األمر بديون رهنية وغير رهنية ،ثم الديون التي يتم تفويتها بمستند
في مدونة التجارة هي ديون مهنية وال يتم تفويتها إال لمؤسسة االئتمان ،عكس قانون التسنيد
الذي يختص بتفويت الديون إلى صندوق التوظيف الجماعي للتسنيد ،والمؤسسة المبادرة ال
تضمن بالتضامن مع المدين أداء الديون المفوتة ،عكس ما هو عليه الحال في حوالة الديون
المهنية ومستند التفويت يرتبط باتفاقية التفويت التي تكمل تنظيم و توضيح العناصر المرتبطة
بمختلف العالقات الرابطة بين المؤسسة المبادرة ومؤسسة اإليداع و مؤسسة التدبير هذه
االتفاقية المضافة إلى مستند التفويت ال نجد لها تنصيصا في مدونة التجارة كما ان المادة 21
من القانون رقم 33.06تثير لنا مالحظتين هامتين ،أولهما أن المشرع قد جعل من جميع
البيانات التي يتضمنها المستند بيانات إلزامية ال يقوم أحدها مقام األخر ،إد البد من توفرها
كلها ،وهي تهم تسمية المستند واألطراف المتدخلة في عملية التفويت وعناوينهم و الديون
موضوع التفويت والضامنات المتصلة بها ،وكذلك مبلغ التفويت وكيفية اتمامه.
ثانيهما أن هذه البيانات تمثل الحد األدنى لما يجب أن يتضمنه مستند التفويت ،والذي
يتعين على أطراف العملية التقيد به ،والحرص على عدم نقصان أي عنصر منه ،وإذا كان
األطراف ملزمين باحترام الحد األدنى من البيانات ،فإنه بالمقابل يحق لهم إضافة بيانات
اخرى يرون فائدة في ابرازها واالتفاق بشأنها.
اتفاقية التفويت
30
حوالة الحقوق المالية" :تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين
تنص على هذه االتفاقية المادة 22من القانون رقم 33.06حيث جاء فيها :يتمم المستند
باتفاقية تفويت يجب أن تتطابق بنودها مع بيانات المستند ومع احكام هذا الباب ،ومن بين ما
تنص عليه هذه االتفاقية تسليم الوثائق والسندات الممثلة للديون المفوتة أو المؤسسة لها،
والمتعلقة بتوابعها من ضمانات وكفاالت ورهون حيازية إلى مؤسسة اإليداع.
كما يمكن أن تنص اتفاقية التفويت على تخصيص دين لفائدة المؤسسة المبادرة ،على كل
أو جزء من عالوة تصفية صندوق التوظيف الجماعي للتسنيد في حالة تصفيته التصفية أحد
113
أقسامه عند االقتضاء
والمالحظ أن المشرع المغربي لم يحدد الئحة البيانات التي يتعين أن تتضمنها هذه
االتفاقية كما فعل بالنسبة المستند ،بل اقتصر على إعطاء بعض نماذج ذلك ،وهذا معناه أنه
ترك لألطراف الحرية الكاملة للتضمين في هذه االتفاقية ما شاءوا من المقتضيات التي من
114
شأنها أن تنظم مختلف العالقات القانونية التي تنشأ فيما بينهم.
طبيعة هذه النقطة تقتضي منا تقسيمها إلى شقين نخصص الشق األول للحديث عن
مسألة استبدال الديون بالسندات ،ثم نخصص الشق الثاني لالكتتاب في السندات المصدرة
- )1استبدال الديون بالسندات
بعد عملية اقتناء الدين من طرف صندوق التوظيف الجماعي للتسنيد من المؤسسة
المبادرة ،أو عدة مؤسسات مبادرة تأتي مرحلة تحويل تلك الديون إلى سندات قابلة لالكتتاب
فيها ببورصة القيم ،حيث يقوم صندوق التوظيف الجماعي للتسنيد بإصدار حصص الدين
تمثل الديون الوارد بيانها في األصول.
والمشرع المغربي في القانون الجديد اعتبر الحصص وسندات الدين التي يصدرها
صندوق التوظيف الجماعي للتسنيد ،بمثابة قيم منقولة ،وهو األمر نفسه الذي سبق للمشرع
سلكه في القانون رقم 10.98الملغى 115المتعلق ببورصة القيم كما وقع تغيره وتتميمه .وبعد
أن كانت سندات الدين التي يمكن لصندوق التوظيف الجماعي للتسنيد إصدارها في ظل
القانون الملغى تقتصر على سندات القرض ،جاء القانون رقم 33.06المتعلق بتسنيد الديون
ليضيف أوراق الخزينة ،التي تشكل أحد أنواع سندات الديون القابلة للتداول المؤطر بموجب
القانون رقم ،35.94وهذا ما يظهر من خالل المادة 7من القانون الجديد المتعلق بتسنيد
الديون التي جاء فيها سندات الدين التي يمكن لصندوق التوظيف الجماعي للتسنيد اصدارها
هي كالتالي:
113كريم التراب" ،تسنيد ال ديون في التش ريع المغ ربي" ،رس الة لني ل ش هادة الماس تر في الق انون الخ اص ،ماس تر ق انون
االعمال ،جامعة الحسن الثاني ،عين الشق ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،الدار البيضاء ،الس نة الجامعي ة
2010-2009الصفحة .57
114ال ينبغي الخلط بين هذه االتفاقية وتلك التي نص عليها المشرع في المادة 27من القانون المذكور
115جاء في المادة 6من القانون رقم 33.06ما يلي :تعتبر الحصص المصدرة في إطار عملية التسنيد خاض عة األحك ام
هذا الباب بمثابة قيم منقولة طبقا األحكام المادة 3من الظه ير الش ريف المعت بر بمثاب ة ق انون 1.93.211الص ادر في 4
ربيع األول 21(1414شتنبر )1993
31
حوالة الحقوق المالية" :تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين
-أوراق الخزينة التي تنظمها أحكام القانون رقم 35.94المتعلق ببعض سندات الديون
القابلة للتداول كما وقع تغييره وتعديله.
-سندات القرض التي يتم تسديدها بواسطة التدفقات المالية المتحصلة من جزء من
أصول صندوق التوظيف الجماعي للتسنيد.
تخصص حصيلة سندات الدين لتكوين أصول صندوق التوظيف الجماعي للتسنيد أو
لتسديد أو مكافأة القروض التي سبق أن أبرمها الصندوق وفقا ألحكام هذا الباب.
المالحظ إذن أن القانون رقم 33.06المتعلق بتسنيد الديون قد وسع من نطاق سندات
الديون ،حيث أضاف أوراق الخزينة سمح للجهة التي ال تتوفر على الشخصية المعنوية
بإصدار هذه األوراق.
من القانون رقم ،33.06فتم تحديد المؤسسة المختصة بتحصيل الديون وهي المؤسسة
المبادرة التي تخضع لمراقبة مؤسسة التدبير ،تليها بعد ذلك ابرام اتفاقية التحصيل التي تجسد
جوهر عملية التحصيل بصفة خاصة وعملية التسنيد بصفة عامة ،وهذه االتفاقية يتم ابرامها
بين كل من المؤسسة المبادرة ومؤسسة التدبير.
وعند حدوث سبب مانع يؤدي إلى توقف المؤسسة المبادرة عن تحصيل الديون فإن
مهمة التحصيل تنتقل لمؤسسة التدبير ،التي يجوز لها في هذه الحالة أن تفوض لهذا الغرض
(تحصيل الديون المستحقة) ألي مؤسسة يمكن أن تكون مؤسسة مبادرة ،والتي تستفيد في حالة
عجز المدين من أداء أحد الديون المفوتة للتسنيد من نفس الحقوق وطرق التنفيذ فيما يتعلق
بإنجاز الضمانة المرتبطة بالدين التي كانت تستفيد منها المؤسسة المبادرة قبل تفويت الدين
120
المذكور للصندوق
ومن األشياء اإليجابية التي جاء بها قانون التسنيد ،هو امكانية اتفاق كل من مؤسسة
التدبير والمؤسسة المكلفة بالتحصيل على قيد المبالغ المحصلة في دائني حساب جاري لدى
121
مؤسسة االئتمان معتمدة وفقا للتشريع الجاري به العمل يرصد خصيصا لفائدة الصندوق
إن الحديث عن مفهوم التسنيد ومعرفة المسطرة المتبعة في هذه العملية ،سيقودنا إلى
الحديث عن اثار هذه العملية المالية ،والتي تتمثل في التزمتا ملقاة على عاتق كل من المفوت
والموفت له
تتمثل هذه اآلثار في التزام المؤسسة المفوتة بالتسليم ،ثم االلتزام بالضمان وأخيرا
استمرار المؤسسة المفوتة في تحصيل الديون المفوتة
ترمي المؤسسة المفوتة من خالل عملية التسنيد إلى التخلص من مجموعة من الديون،
التي تثقل كاهل ميزانيتها ،وذلك بالتخلي عنها لفائدة صندوق التوظيف الجماعي للتسنيد،
وبالتالي فإن أول أثر يترتب عن تفويت الديون الرهنية والغير الرهنية هو انتقال الملكية إلى
الصندوق المذكور ،وهو تفويت كلي من الوجهة القانونية والمحاسبية وهكذا تظل المؤسسة
المفوتة ملزمة بالتسليم كما أن المقتضيات الواردة في ظهير االلتزامات والعقود ،تؤكد ذلك
خصوصا الفصل 199حيث جاء فيه ما يلي :يجب على المحيل أن يسلم للمحال له سندا يتبث
وقوع الحوالة ،وأن يقدم له إلى جانب سند الدين ما يكون لديه من وسائل إثباتية ،و البيانات
الالزمة لمباشرة الحقوق المحولة ويجب أن يقدم للمحال له سندا رسميا يتبث وقوع الحوالة إذا
120كريم التراب ،تسنيد الديون في التشريع المغربي ،م س ،الصفحة 60
121سفيان الدريوش ،تسنيد الديون الرهنية ،مقاربة قانونية ومالية ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص ،جامعة محمد
األول ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية وجدة ،السنة الجامعية ،2004/2005الصفحة 202
33
حوالة الحقوق المالية" :تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين
طلب منه ذلك ومصروفات هذا السند على المحال له وهو ما تأكده الفقرة األولى من المادة 22
122
من القانون رقم33.06
ينص الفصل 203من قانون االلتزامات والعقود على أن من أحال بعوض دين أو حق
معنوي آخر يلتزم بأن يضمن كونه دائما أو صاحب الحق وجود دين أو الحق وقت الحوالة
الحق في التصرف فيها وكل هذا ولو حصلت الحوالة وهو يضمن أيضا وجود التوابع
كاالمتيازات وغيرها من الحقوق التي كانت مرتبطة بالدين أو بالحق المحال في وقت الحوالة
ما لم تكن قد استثنيت صراحة ،وجاء في المادة 204أنه ال يضمن المحيل يسار المدين إال اذا
كان قد أحال دينا على شخص إن كان معسرا عند إبرام الحوالة وللتساؤل الذي نطرحه هنا هل
هذا الضمان القانوني يمكن تطبيقه في عملية التسنيد وبالرجوع إلى مقتضيات القانون رقم
33.06نالحظ أن المشرع لم يعالج هذه المسألة باستثناء ما نصت عليه المادة 26من هذا
القانون من أن تفويت الديون ال يشمل ضمان مالءمة المدين إال اذا تبين أن هذه األخيرة لم تكن
عند التفويت مطابقة لما هو منصوص عليه في نظام التسيير وسكوت المشرع عن باقي
مقتضيات الضمان يجعلنا ال نصرف ما إذا كان نفاده أن يحيلنا بشكل ضمني على القواعد
العامة أم انه على العكس من ذلك ،جاء بنظام خاص مستثنى من هذه القواعد وبالرجوع الى
التشريع المغربي نجد ان القانون رقم 33.06لم يحل صراحة على القواعد العامة المتصلة
بالضمان كما انه لم يتضمن ايت استثناءات على هذه القواعد بل اكتفى بضمان يسر المدين.
االمر الذي يستدعي منا التطرق إلى خصوصية االلتزام بالضمان المنصوص عليه في المادة
26من القانون رقم 33.06على ما يلي استثناء من أحكام الفصل 204من ظهير االلتزامات
والعقود فإن تفويت الديون ال يشمل ضمان مالءمة المدين اال اذا تبين ان هذه األخيرة لم تكن
عند التفويت مطابقة لما هو منصوص عليه في نظام التسيير و باستقرائنا لهذه المادة يتضح أن
المشرع في القانون رقم 06. 33لم يستثني عملية التفويت من القواعد العامة بل على العكس
عمل على تأكيد المبدأ القانوني المنصوص عليه في المادة 204من ظهير قانون التزامات
والعقود والذي مفاده ان المحيل ال يضمن يسار المدين اال اذا كان قد أحال دينا على شخص
كان معسرا عند ابرام الحوالة.
والمالحظ من ظهير االلتزامات والعقود ذكر احوال الضمان القانوني في المادة 203
ولم يتعرض الى ضمان يسار المدين من نطاق الضمان القانوني اال انه يجوز لألطراف ان
يتفقوا فيما بينهم على خالف ذلك وكإشارة باإلضافة إلى التزام المؤسسة المفوتة المبادرة
بالتسليم و بالضمان وتلتزم المؤسسة المؤقتة كذلك باالستمرار وللمالحظ من قانوني التزامات
والعقود ذكر احوال الضمان القانوني في المادة 203ولم يتعرض الى ضمان يسار المدين من
122عبد الكريم شهبون ،الشافي في شرح قانون االلتزامات والعقود المغربي ،الكتاب األول االلتزامات بوجه عام الجزء
الثاني ،أوصاف االلتزام ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،الطبعة األولى ،الصفحة 167
34
حوالة الحقوق المالية" :تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين
نطاق الضمان القانوني اال انه يجوز لألطراف ان يتفقوا فيما بينهم على خالف ذلك وكإشارة
باإلضافة إلى التزام المؤسسة المفوتة المبادرة بالتسليم و بالضمان وتلتزم المؤسسة المؤقتة
123
كذلك باالستمرار في تحصيل الديون المفوتة.
نصت على هذه اآلثار المادة 23من القانون رقم 33.06وهذه األثار تتمثل في نقل
ملكية الديون ونقل الضمانات والرهون ثم اعداد وثيقة المعلومات وأخيرا التزام المفوت له
124
بالثمن
كما جاء في الفقرة األولى من المادة 25ما يلي إذا نص المستند ونظام التسيير صراحة
على أن تفويت الديون يترتب عليه بقوة القانون نقل الضمانات والرهون الحيازية والرسمية
من طرف المدين ولفائدته ،فإن تسليم المستند يترتب عليه بقوة القانون نقل الضمانات و
الرهون والكفاالت السالفة الذكر بين األطراف ويعتد به تجاه األغيار دون ما حاجة إلى
شكليات أخرى والمالحظ انطالقا مما سبق أن المشرع في القانون الجديد نص على الضمانات
و الرهون الحيازية والرسمية والكفاالت ،والميزة االساسية ايضا هي االستفادة من أي عقد
تأميني مكتتب من طرف المدين أو لفائدته وهذا من شأنه أن يمنح عملية التسنيد حماية قوية
125
125ومن األشياء اإليجابية ايضا التي جاء بها القانون الجديد رقم 33.06ما نصت عليه المادة 19منه التي ج اء فيه ا ،ال
يمكن لصندوق التوظيف الجماعي للتسنيد رهن الديون التي تملكها مؤسسة أو مؤسسات مبادرة في إطار عملية التسنيد.
126راجع المادة 73من القانون 33.06
127كريم التراب ،التسنيد في التشريع المغربي ،مرجع سابق ،الصفحة ,67
36
حوالة الحقوق المالية" :تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين
خاتمة
من خالل ما سبق لنا تحليله في صلب الموضوع ،يتضح بأن التشريع المغربي خصص
تأطيرا كافيا وشامال لعملية تسنيد الديون.
وفيما يخص حوالة الديون المهنية يستنتج بأن المشرع المغربي توفق إلى حد ما من
خالل تنظيمه لحوالة الديون المهنية في مدونة التجارة بصفة عامة ،وضمن العقود التجارية
خاصة ،إال أن هذا التنظيم يبقى جد محدود نظرا لطبيعة العقود البنكية المتطورة باستمرار
واإلشكاالت التي يطرحها.
استنتاجات:
أول مالحظة يمكن تسجيلها هي أن المشرع المغربي لم ينظم حوالة الديون المهنية
بقانون خاص كما فعل نظيره الفرنسي الذي خصها بتنظيم خاص من خالل قانون “”dailly
مما يبرز معه مدى أهمية هذه اآللية وما تحققه من تمويل مشاريع التجار والمنشآت التجارية.
كما يتبين من خالل قراءة النصوص القانونية المؤطر لحوالة الديون المهنية أن
المشرع لم يعطي لهذا الموضوع حقه في التنظيم ،بحيث أغفل العديد من الجوانب القانونية،
كما نجد جانب الصواب في بعض الجوانب األخرى التي كانت محل تنظيم من طرفه.
وإذا كان المشرع المغربي قد أحسن صنعا بتنصيصه على ضرورة تأريخ قائمة
الحوالة من طرف المحال له وتوقيعها من طرف المحيل ،فإن ما يؤاخذ عليه هو عدم ترتيبه
ألي أثر قانوني عند إغفالها متى كانت تتضمن باقي البيانات المنصوص عليها في المادة 531
من مدونة التجارة.
مقترحات:
بالرغم من أن المشرع المغربي لم يخص حوالة الديون المهنية بتنظيم خاص كما فعل
بالنسبة لتسنيد الديون ،التي تتشابه مع هذه العملية التمويلية ،فإننا ال ندعو بذلك المشرع إلى
ذلك بقدر ما ندعو أن يكون تنظيمه لها شامال لجميع جوانبه القانونية ،من ذلك على سبيل
المثال التنصيص على إمكانية رهن الديون من طرف المحيل عوض تفويتها نهائيا إلى المحال
اه ،وذلك على غرار ما فعله المشرع الفرنسي.
ومن خالل وقوقنا أعاله على أهمية تاريخ القائمة والتوقيع عليها بحكم مجموعة من
األثار تترتب عليها .فإننا ندعو بذلك إلى ضرورة تعديل نص المادة 531من مدونة التجارة
بجعله للتاريخ والتوقيع من البيانات اإللزامية ،وأن يرتب أثر بطالن الحوالة عند خلوها منهما
إلى جانب البيانات األخرى ،ووجود أحدهما ال يغني عن األخر.
37
حوالة الحقوق المالية" :تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين
ختاما
نحمد هللا الذي يسر لنا إتمام هذا البحث وقد بذلنا فيه جهدا هو به عليم ،ونتقدم بجزيل
الشكر لألستاذ الفاضل ياسين مساعف الذي منحنا فرصة القيام به تحت اشرافه
فإن كنا قد أصبنا فذاك من فضل هللا علينا فله الحمد والمنة،
وإن كان غير ذلك فهو ممن ضعفنا وتقصيرنا نسأل هللا أن يزيدنا علما
38
حوالة الحقوق المالية" :تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين
النصوص القانونية:
القانون رقم 10.98المتعلق بتسنيد الديون الرهنية ،الصادر بتنفيذه الظهير الشريف
رقم 1.99.193في 13من جمادى األولى 25( 1420أغسطس ،)1999الجريدة الرسمية
عدد 4726بتاريخ 16/09/1999الصفحة 2270
القانون رقم 33.06المتعلق بتسنيد الديون الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم
1.08.95صادر في 20من شوال 20( 1429أكتوبر ،)2008الجريدة الرسمية عدد 5684
الصادرة بتاريخ 21ذو القعدة 20( 1429نوفمبر .)2008
القانون رقم 119.12المتعلق بتسنيد األصول المغير والمتمم للقانون رقم 33.06
المتعلق بتسنيد الديون والقانون رقم 24.01المتعلق بعمليات االستحفاظ الصادر بتنفيذه
الظهير الشريف رقم 1.13.47الصادر في فاتح جمادى األولى 13( 1434مارس ،)2013
منشور بالجريدة الرسمية عدد ،6184الصفحة 5920
القانون رقم 35.94المتعلق ببعض سندات الديون القابلة للتداول (المتمم بالقانون رقم
35.96والقانون رقم )33.06الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.95.3صادر في 24
شعبان 26( 1415يناير ،)1995جريدة رسمية عدد 4293بتاريخ ،08.08.1995الصفحة
294
القانون رقم 69.00المتعلق بالمراقبة المالية للدولة على المنشآت العامة وهيئات
أخرى ،كما وقع تغييره وتتميمه الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.03.135بتاريخ 16
من رمضان 11( 1424نوفمبر ،)2003جريدة رسمية عدد 5170بتاريخ 23من شوال
18( 1424ديسمبر ،)2003الصفحة .4240
39
حوالة الحقوق المالية" :تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين
القانون رقم 15.95المتعلق بمدونة التجارة ،الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم
1.96.83بتاريخ 15من ربيع األول ( 1417فاتح أغسطس .)1996الجريدة الرسمية عدد
4418بتاريخ 19جمادى األولى 3( 1417أكتوبر )1996الصفحة 2187
ظهير االلتزامات والعقود الصادر في ( 9رمضان 12) 1331أغسطس .1913
القانون رقم 21.18المتعلق بالضمانات المنقولة ،الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم
1.19.76صادر في 11شعبان 17) 1440أبريل )2019الجريدة الرسمية عدد 6771
(بتاريخ 16شعبان 22 )1440أبريل ،2019الصفحة .2058
قانون المسطرة المدنية كما تم تعديله وتتميه ،الصادر بتنفيذه الظهير الشريف بمثابة
قانون رقم 1.74.447بتاريخ 11رمضان 28(1394شتنبر 1974الجريدة الرسمية عدد
3230مكرر ،بتاريخ 13رمضان 30( 1394شتنبر ،)1974الصفحة .2741
القانون رقم 73.17بنسخ وتعويض الكتاب الخامس من القانون رقم 15.95المتعلق
بمدونة التجارة.
المرسوم رقم 2.22.431الصادر في 15شعبان 1444الموافق ل 8مارس 2023
المتعلق بالصفقات العمومية ،الجريدة الرسمية عدد 7176بتاريخ 9مارس 2023
القانون رقم 103.12المتعلق بمؤسسات االئتمان وبالهيئات المعتبرة في حكمها
الصادر بتنفيذه الظهير الشريف 1.14.193بتاريخ فاتح ربيع األول 24(1436ديسمبر
،)2014الجريدة الرسمية عدد ،6328بتاريخ 22يناير ،2015الصفحة .452
القرارات القضائية:
قرار محكمة النقض عدد 230الصادر بتاريخ 14أبريل 2021في الملف التجاري
عدد .2020\1\3\799
40
حوالة الحقوق المالية" :تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين
قرار لمحكمة النقض رقم 135الصادر بتاريخ 2مارس 2022في الملف المدني رقم
.2021\7\1\6275
الكتب العامة
مأمون الكزبري" ،نظرية االلتزامات في ضوء قانون االلتزامات والعقود المغربي"،
الجزء األول ،مصادر االلتزام دون ذكر الطبعة والمطبعة.
عبد الرحمان الشرقاوي" القانون المدني دراسة حديثة للنظرية العامة لاللتزام في
ضوء تأثرها بالمفاهيم الجديدة للقانون االقتصادي ،الجزء الثالث :أحكام االلتزام مطبعة
المعارف الجديدة ،الرباط الطبعة الثانية .2018
عبد الكريم العيوني "انتقال االلتزام ،دراسة مقارنة في ضوء التطبيقات المعاصرة،
سلسلة أعمال جامعية "مطبعة المعارف الجديدة الرباط طبعة 2016
عبد الرحمان الشرقاوي" ،القانون المدني دراسة حديثة للنظرية العامة لاللتزام على
ضوء تأثرها بالمفاهيم الجديدة للقانون االقتصادي" ،مطبعة المعارف الجديدة ،الطبعة األولى
2016
عبد الكريم العيوني" ،انتقال االلتزام دراسة مقارنة في ضوء التطبيقات المعاصرة"،
مطبعة دار نشر المعرفة ،الطبعة األولى .2016
الكتب المتخصصة
ياسين مساعف "حوالة الديون المهنية كتقنية حديثة لالئتمان البنكي " مطبعة المعارف
الجديدة ،الرباط ،طبعة .2019
سفيان أدريوش" ،تسنيد الديون الرهنية مقاربة قانونية ومالية ،الجزء األول دراسة تحليلية
ونقدية للسوق الرهنية األولية والثانوية بالمغرب" ،مطبعة األمنية الرابط ،الطبعة
األولى ،2009
41
حوالة الحقوق المالية" :تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين
عجيل جاسم النشمي " ،التوريق والتصكيك وتطبيقاتهما" ،بدون ذكر المطبعة ،إبريل
2009م.
محمد الفروجي "العقود البنكية بين مدونة التجارة والقانون البنكي مطبعة النجاح،
الجديدة ،الطبعة الثانية .2001
األطاريح والرسائل:
محمد جنكل" االئتمان التجاري "االئتمان البنكي نموذجا" ،أطروحة لنيل الدكتوراه في
القانون الخاص ،جامعة الحسن الثاني كلية الحقوق عين الشق الدار البيضاء ،السنة الجامعية
2001/2000
سفيان ادريوش" ،تسنيد الديون الرهنية –مقاربة قانونية ومالية ،"-أطروحة لنيل
الدكتوراه في القانون الخاص ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة محمد
األول ،وجدة2004.2005 ،
كريم تراب " ،تسنيد الديون في التشريع المغربي" ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في
القانون الخاص ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة الحسن الثاني عين
الشق ،الدار البيضاء2009.2010 ،
عبد العزيز مرشد "الضمانات المنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون 21.18
" رسالة لنيل شهادة الماستر ،جامعة القاضي عياض ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية
واالجتماعية ،مراكش.2021-2020
ادريسية بوجطاط ،حوالة الديون المهنية دراسة مقارنة ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات
العليا المعمقة في القانون الخاص ،جامعة محمد األول كلية العلوم القانونية واالقتصادية
واالجتماعية وجدة سنة .2008
المقاالت الورقية:
42
حوالة الحقوق المالية" :تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين
محمد الشليح "قراءة في أحكام الديون المهنية المنظمة في مدونة التجارة لسنة 1996
" ،مجلة محاكمة ،العدد ،4طبعة.2008
لطيفة العلوي الشريفي" ،تطور آلية تسنيد الديون في التشريع المغربي" ،مجلة عدالة
للدراسات القانونية والقضائية ،عدد 21السنة الرابعة 2021
حيداس محمد علي" ،عملية تسنيد الديون الرهنية ودورها في حماية الدائن المرتهن"،
مجلة الباحث للدراسات القانونية والقضائية ،العدد ،41أبريل 2022
علقمة مليكة" ،دراسة تحليلية لتجربة المملكة المغربية في مجال عمليـــات التوريق
(التسنيد)" ،لمجلة الجزائرية لالقتصاد والمالية ،العدد 09 :أبريل .2018
حيداس محمد علي" ،عملية تسنيد الديون الرهنية ودورها في حماية الدائن المرتهن"،
مجلة الباحث للدراسات القانونية والقضائية.
أسماء الصدقي "،حوالة الحق الشخصي على ضوء األحكام المسطرة في قانون
االلتزامات والعقود المغربي" ،مجلة المنبر القانوني ،مطبعة المعارف الجديدة ،الرباط،
،2016العدد .11
المقاالت اإللكترونية:
الحسين حمداوي ،محمد بالعايدي ،حوالة الديون المهنية (مقال مشترك) ،منشور في مجلة
مغرب القانون عبر موقعها اإللكتروني https://2u.pw/YGgVtjER
الرقراقي يوسف ،لمحة عن التفويت المستندي :الطبيعة القانونية واألطراف الفاعلة"،
التالي: المختصر الرابط على القانون مغرب بمجلة منشور مقال
https://2u.pw/pMDEapk
خالد عبد الباقي" ،التوريق وأهميته للسوق العقاري المصري" ،مقال منشور بموقع
LinkedInعلى الرابط المختصر التاليhttps://2u.pw/Lt324PP :
المواقع اإللكترونية:
43
"تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين:حوالة الحقوق المالية
:أجنبية
Cour d’appel de Paris – 29 septembre 1989.R.T.D.com 1990
Cour de cassation française-Arrêt commercial- 8 Janvier 1991
Cour de cassation française-Arrêt commercial- 22 Février 1993
Cour de cassation, arrêt commercial pourvoi n 03/15669,
22/11/2005
44
حوالة الحقوق المالية" :تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين
الفهرس
تقديم1.................................................................................
المبحث األول :حوالة الديون المهنية4.................................................
المطلب األول :مفهوم حوالة الديون المهنية وشروط انعقادها4................................
الفقرة الثانية :أثار حوالة الديون المهنية بالنسبة للغير وطرق تحصيلها14...............
خاتمة 39...............................................................................................
45