You are on page 1of 46

‫ماستر قانون المنازعات‬

‫وحدة القانون المدني المعمق‬

‫‪:‬عرض حول‬
‫حوالة الحقوق المالية‪ :‬تسنيد الديون وحوالة الديون‬
‫"المهنية "أنموذجين‬

‫‪:‬إشراف الدكتور‬
‫ياسين مساعف‬ ‫‪:‬إنجاز الطلبة‬
‫‪ -‬الحسين زروال‬
‫‪ -‬أحالم لعموري‬
‫‪ -‬فؤاد ميس‬
‫‪ -‬فوزي الهناوي‬
‫‪ -‬لحسن بن موسى‬

‫السنة الجامعية ‪2024 / 2023‬‬


‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫تقديم‬

‫مبدأ انتقال االلتزام لم يكن مسلما به لدى الفقه عموما‪ ،‬حيث كانت الفكرة تصطدم مع‬
‫النزعة الشخصية لاللتزام‪ ،‬والتي ال تبقي مجاال للحديث عنه‪ ،‬فالنزعة الشخصية لاللتزامات‬
‫هي التي كانت تسيطر على الفقه منذ فترة طويلة وهي موروث فقهي عن القانون الروماني‪،‬‬
‫أخذه عنهم الفقهاء الالتينيين‪ ،‬وبقي هذا الموروث الفقهي الذي يحول دون انتقال الحق سواء‬
‫مـــن دائن إلى آخر أو انتقال االلتزام من مدين إلى آخر هو المسيطر‪.‬‬

‫وتعني النزعة الشخصية لاللتزام أن شخصية الدائن أو المدين هي المعيار الذي تقـــوم‬
‫عليه العالقة القانونية التي ينشأ عنها االلتزام‪ ،‬فإذا انتقل االلتزام عن أحد المتعاقدين ال يستقيم‬
‫بقاء العالقة القانونية بينهما وال تعتبر االلتزامات الناشئة عنها نافذة بل تنحل‪.‬‬

‫بدأت هذه النظرة تتراجع لدى الفقه مع انتقال والقانوني الذي حصل في أوروبا منذ قرن‬
‫مضى‪ ،‬بحيث استدعت الضرورات االقتصادية البدء بالتفكير الجدي والمعمق لألخذ بمبدأ‬
‫انتقال االلتزام باعتباره وسيلة عملية وآمنة تساهم في نقل الديون أو الحقوق بما ييسر سير‬
‫المعامالت المدنية والتجارية وهو المراد المطلوب في حينه‪.‬‬

‫وبعد النهضة االقتصادية التي شهدتها أوروبا‪ ،‬بدا واضحا أن الفقه الجرماني كان السابق‬
‫في األخذ بالنظرية‪ ،‬وانقسم الفقه لديه إلى فريقين‪ ،‬يرى أحدهما ضرورة تطبيق مبدأ‬
‫االستخالف في الدين أو الخالفة الخاصة لاللتزام‪ ،‬معتمدًا في ذلك على أن االلتزام لم يعد ذو‬
‫نزعة شخصية كما كان في القانون الروماني‪ ،‬وإنما ذو نزعة اقتصادية تعنى بقيمة االلتزام‪،‬‬
‫وفريق آخر بقــــي منتصرا لفكرة النزعة الشخصية لاللتزام باعتبارها األقدر على تأمين‬
‫االلتزامات والحفاظ على حقوق أطرافها‪ ،‬حسم هذا الخالف لدى الفقه الجرماني عام ‪1869‬م‪،‬‬
‫حيث بدأ األخذ بمبدأ انتقال االلتزام وتمثل ذلك في تقنين حوالة الدين‪ ،‬وتنظيم أحكامها‬
‫باعتبارها وسيلة النتقال االلتزامات‪.‬‬

‫فانتهى بذلك عصر النزعة الشخصية لدى الفقه الجرماني‪ ،‬وأخذت القوانين األوروبية‬
‫بمبدأ انتقال االلتزام متمثال بحوالتي الحق والدين‪ ،‬وتطورت فيه هذه القوانين بما أفردته من‬
‫تنظيم وأحكام مفصلة عالجت معظم الجوانب القانونية‪ ،‬التي يمكن أن تترتب على انتقال‬
‫االلتزام‪.‬‬

‫يتأسس نظام انتقال االلتزام في القواعد العامة على الفصل بين شروط االنعقاد وشروط‬
‫النفاذ‪ ،‬وقد شكل هذا الفصل عرقلة أمام سرعة انتقال وتداول الحقوق في المعامالت البنكية‪،‬‬
‫فكان هذا من دواعي خضوع نظام انتقال االلتزام لتطوير مستمر‪ ،‬وقد ارتكز هذا باألساس‬
‫على التخفيف بل التخلي عن الشكلية المنصوص عليها في القانون المدني‪ ،‬ليتم انتقال االلتزام‬
‫بسهولة وبساطة مما أدى إلى وجود نظام قانوني أخر يتم تفعيله في التطبيقات المعاصرة حيث‬
‫‪1‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫يختلف هذا النظام عن انتقال االلتزام في القواعد العامة في مجموعة من المقتضيات ال سيما‬
‫تلك المتعلقة بالشروط و واألثار‪.‬‬

‫ومن بين التطبيقات المعاصرة النتقال االلتزام في القانون المغربي يمكن الحديث عن‬
‫حوالة الديون المهنية‪ ،‬والتي تم التنصيص عليها في الباب الرابع من مدونة التجارة المتعلق‬
‫بالعقود البنكية‪ ،‬وهي العملية التي تهدف إلى تسهيل إجراء المعامالت التجارية سواء بين‬
‫األشخاص الذاتية أو المعنوية سواء منها العامة أو الخاصة والتسهيل الذي تهدف له هذه‬
‫العملية يتمثل في توفير السيولة في الحال‪ ،‬إضافة إلى تقديم ضمان للقروض‪.‬‬

‫ينتقل االلتزام كذلك بما يسمى بتسنيد الديون تعتبر هذه التقنية أداة مالية ذات أصول أنجلو‬
‫سكسونية تم استيرادها من الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬حيث تعد هذه األخيرة مهد والدة‬
‫وتطور هذه التقنية والتي جاءت بعد مبادرة من بعض الوكاالت الفيدرالية على إثر أزمة‬
‫صناديق التوفير‪ ،‬وما نتج عنها من أزمة في القطاع السكني بالنظر إلى النقص الذي عرفه‬
‫تمويل هذا القطاع‪.‬‬

‫أهمية الموضوع‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫تتجلى أهمية هذا الموضوع في ثالث مستويات‪:‬‬

‫‪ ‬أهمية قانونية‪ :‬تتمثل في الحماية القانونية التي أوالها التشريع المغربي لحماية‬
‫المتعاملين بهاتين الوسيلتين وخصوصا األطراف الدائنين من اجل تشجيعهم على‬
‫التعامل بهما لما يوفرونه من ائتمان ومن سرعة في المعامالت‪.‬‬
‫‪ ‬أهمية اقتصادية‪ :‬تعتبر كل من حوالة الديون المهنية‪ ،‬وعملية تسنيد الديون‬
‫إحدى محفزات االقتصاد الوطني‪ ،‬بحيث تمكن المهنيين من الحصول على االئتمان‬
‫البنكي‪ .‬كما تعتبر أداة لتوفير السيولة المالية سواء للمقاول‪ ،‬أو المقاولة على حد‬
‫السواء‪.‬‬
‫‪ ‬أهمية نفسية‪ :‬تتجلى في الطمأنينة التي تتحقق لدى الدائنين ألنهم حينما يتعاملون‬
‫بوسيلة قانونية تمتاز بضمانات تشريعية وقضائية فإن هذا يجعلهم يتعاملون بحقوقهم‬
‫المالية دون تخوفهم من ضياعها‪.‬‬

‫مناهج البحث‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫سنقارب موضوع عرضنا هذا من خالل االعتماد على عدة مناهج‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫التي‬ ‫على مختلف اإلشكاالت‬ ‫‪ ‬المنهج التحليلي‪ :‬من خالل الوقوف‬


‫تطرحها النصوص المنظمة لحوالة الديون المهنية‪.‬‬
‫‪ ‬المنهج المقارن‪ :‬من خالل المقارنة بين كل من حوالة الديون المهنية‪ ،‬وتسنيد‬
‫الديون‪.‬‬

‫إشكالية الموضوع‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫إلى أي حد استطاع المشرع المغربي وضع منظومة قانونية متكاملة تنظم حوالة‬
‫الديون المهنية وتسنيد الديون كأليتين للتمويل؟‬

‫ولإلجابة على هذه اإلشكالية اخترنا التقسيم اآلتي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬حوالة الديون المهنية‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تسنيد الديون‬ ‫‪‬‬

‫‪3‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫المبحث األول‪ :‬حوالة الديون المهنية‬

‫إذا كان االلتزام " رابطة قانونية بين شخصين أحدهما دائن واآلخر مدين‪ ،‬يترتب‬
‫بمقتضاها على الطرف المدين اتجاه الطرف الدائن‪ ،‬نقل حق عيني أو القيام بعمل أو االمتناع‬
‫عن العمـل"‪.1‬فـإن هـذا االلـتزام أيـا كـان مصـدره يكـون محال لالنتقـال عن طريـق مجموعـة من‬
‫التقنيات القانونية التي ابتدعها العقل البشري لتيسير المعامالت كاستثناء لمبدأ نسبية العقود‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫ولعل أهم التقنيات هو نظام الحوالة‪.‬‬

‫وعليه اقتضت منا الدراسة البحث في المقصود بحوالة الديون المهنية وتمييزها عن‬
‫غيرها من المؤسسات المشابهة وكذا وظائفها وشروط انعقادها (المطلب األول)‪ ،‬كما سنتناول‬
‫من خالل هذا المبحث الحديث عن آثار حوالة الديون المهنية وطرق تحصيلها وذلك في إطار‬
‫(المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم حوالة الديون المهنية وشروط انعقادها‬

‫نظم المشرع المغربي بمقتضى المواد من ‪ 529‬إلى ‪ 536‬من مدونة التجارة نوعا آخر‬
‫من حوالة الحق وذلك لدعم الثقة واالئتمان في المجال التجاري ولتمكين كل فاعل اقتصادي‬
‫من الحصول على التسهيالت االئتمانية التي تقدمها المؤسسة البنكية‪ ،‬بمجرد تسليمه لهذا البنك‬
‫قائمـة بـديون مهنيـة كضـمان لمبلـغ االئتمـان الـذي منحـه إيـاه‪3.‬ولكي تنعقـد حوالـة الـديون المهنيـة‬
‫البد من توفر مجموعة من الشروط لكن قبل عرض هذه الشروط ال بد أوال من تحديد مفهوم‬
‫حوالة الديون المهنية (الفقرة األولى) والحديث عن شروط انعقادها (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مفهوم حوالة الديون المهنية‬

‫سنتطرق من خالل هذه الفقرة للحديث عن تعريف حوالة الديون المهنية وتمييزها عن‬
‫غيرها من المؤسسات المشابهة (أوال) ثم بعد ذلك سنتطرق لوظائفها (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف حوالة الديون المهنية وتمييزها عن غيرها من المؤسسات المشابهة‬

‫لقد نظم المشرع المغربي حوالة الديون المهنية في المواد من ‪ 229‬إلى ‪ 536‬ضمن‬
‫الباب السابع من القسم السابع المعنون بالعقود البنكية من الكتاب الرابع المتعلق بالعقود‬
‫التجاريـة من القـانون رقم ‪ 15.95‬بمثابـة مدونـة التجـارة‪ 4.‬الـذي اسـتمد أحكامهـا من قـانون ديلي‬
‫‪ 1‬م أمون الكزبري‪" ،‬نظرية االلتزامات في ضوء قانون االلتزام ات والعق ود المغ ربي"‪ ،‬الج زء األول‪ ،‬مص ادر االل تزام‬
‫دون ذكر المطبعة والطبعة‪ ،‬الصفحة ‪.11‬‬
‫‪ 2‬أسماء الصدقي‪ "،‬حوالة الحق الشخصي على ضوء األحكام المسطرة في ق انون االلتزام ات والعق ود المغ ربي"‪ ،‬مجل ة‬
‫المنبر القانوني‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،2016 ،‬العدد ‪ ،11‬الصفحة ‪.47‬‬
‫‪ 3‬محمد لفروجي‪ "،‬العقود البنكية بين مدونة التجارة والقانون البنكي"‪ ،‬مطبع ة النج اح الجدي دة ال دار البيض اء‪ ،‬الطبع ة‬
‫األولى ‪ ،1998‬ص‪326.‬‬
‫‪ 4‬ظهير شريف رقم ‪ 1.96.83‬الصادر في تاريخ ‪ 15‬من ربيع األول ‪( 1417‬فاتح أغسطس ‪ )1996‬بتنفيذ القانون رقم‬
‫‪ 15.95‬المتعلق بمدونة التجارة‪ .‬الجريدة الرس مية ع دد ‪ 4418‬بت اريخ ‪ 19‬جم ادى األولى ‪ 3( 1417‬أكت وبر ‪)1996‬‬
‫‪4‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫‪ la loi Dailly‬الفرنسي لسنة ‪ 1984‬والمعدل في ‪ 24‬يناير ‪ 1984‬وأيضا في ‪ 31‬دجنبر‬


‫‪ ،1993‬نسـبة إلى السـيناتور إتيـان دايلي عضـو الجمعيـة الوطنيـة الفرنسـية‪ 5،‬إلى المقتضـيات‬
‫‪6‬‬
‫العامة المنصوص عليها في قانون االلتزامات والعقود‪.‬‬
‫وقد نص المشرع المغربي في المادة ‪ 229‬من مدونة التجارة إلى أنه " يمكن لكل‬
‫شخص طبيعي أثناء مزاولة نشاطه المهني‪ ،‬أو لكل شخص معنوي خاضع للقانون الخاص أو‬
‫للقانون العام‪ ،‬تحويل كل دين ممسوك على أحد األغيار‪ ،‬سواء أكان شخصا طبيعيا أثناء‬
‫مزاولة نشاطه المهني‪ ،‬أم شخصا معنويا خاضعا للقانون الخاص أو القانون العام بمجرد تسليم‬
‫قائمة لمؤسسة بنكية‪.‬‬
‫ينقل التفويت للمؤسسة المفوت لها‪ ،‬ملكية الدين المحال سواء مقابل تسبيق كلي أو جزئي‬
‫لمبلغه أو ضمانا لكل ائتمان سلمته المؤسسة أو ستسلمه للمحيل"‪.‬‬
‫ومن المالحظ أن المشرع المغربي على غرار المشرع الفرنسي لم يقدم تعريف دقيق‬
‫لحوالة الديون المهنية‪ ،‬وإنما حاول فقط إعطاء تعريف لها في إطار المادة أعاله‪ .‬ونتيجة لذلك‬
‫عرف بعض الفقه حوالة الديون المهنية على أنها " عقد مكتوب يقوم فيه شخص يسمى المحيل‬
‫بتفويت ملكية ديونه المهنية المترتبة على الغير إلى مؤسسة بنكية محال لها لضمان االئتمان‬
‫الممنـوح‪ 7.‬أمـا القضـاء فقـد حـاولت محكمـة النقض الفرنسـية من جانبهـا وضـع تعريـف لحوالـة‬
‫‪8‬‬
‫الديون المهنية وعرفتها على أنها أداة ائتمان تمكن المحيل من تفويت ديونه‪.‬‬

‫تتميز حوالة الديون المهنية عن مجموعة من المؤسسات المشابهة من قبيل ذلك حوالة‬
‫الحق فإذا كانت هذه األخيرة حسب قانون االلتزامات والعقود يمكن ممارستها من طرف أي‬
‫كان كما أنها ترد على حقوق كيفما كانت طبيعتها‪ ،‬فإن الوضع على خالف ذلك في حوالة‬
‫الديون المهنية‪ ،‬فالطرف المحال له يجب أن يكون بالضرورة مؤسسة بنكية‪ ،‬كما أن المستفيد‬
‫من االئتمان ال يمكن أن يكون إال شخصا معنويا خاضعا للقانون الخاص والفانون العام‬
‫‪9‬‬
‫أشخصا طبيعيا يستهدف من االئتمان تلبية حاجيات نشاطه المهني‪.‬‬
‫إضافة لما سبق فإن حوالة الديون المهنية تختلف عن تسنيد الديون الرهنية في مسائل‬
‫عدة من بينها طبيعة الديون المفوتة‪ ،‬إذ اشترط المشرع في الديون المفوتة إلى المؤسسة البنكية‬
‫أن تكـون ديـون مهنيـة ناشـئة عن مزاولـة المهنـة‪ 10،‬على خالف الـديون الرهنيـة الـتي تكـون فيهـا‬
‫الصفحة ‪2187‬‬
‫‪ 5‬ياسين مساعف ‪" ،‬حوالة الديون المهنية كتقنية حديثة لالئتمان البنكي"‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬طبع ة ‪،2019‬‬
‫ص ‪.9‬‬
‫‪ 6‬الفصول من ‪ 189‬إلى ‪ 208‬من قانون االلتزامات والعقود‬
‫‪ 7‬ادريسية بوجطاط‪" ،‬حوالة ال ديون المهني ة دراس ة مقارن ة"‪ ،‬رس الة لني ل دبل وم الدراس ات العلي ا المعمق ة في الق انون‬
‫الخاص‪ ،‬جامعة محمد األول كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية وجدة سنة ‪ ،2008-2009‬ص ‪.9‬‬
‫‪Cour de cassation, arrêt commercial pourvoi n 03/15669, 22/11/2005 « la cession Dailly est 8‬‬
‫‪un instrument de crédit, parce qu’elle permet au cédant de mobiliser immédiatement ses‬‬
‫نقال عبر الموقع الحكومي اإللك تروني‪ .Légifrance. Gouv‬تم االطالع بت اريخ ‪ 11‬ف براير ‪2024‬‬ ‫‪.» créances‬‬
‫على الساعة ‪.22:32‬‬
‫‪ 9‬محمد جنكل" االئتمان التجاري ‪-‬االئتمان البنكي نموذجا‪ ،"-‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬جامعة الحسن‬
‫الثاني كلية الحقوق عين الشق الدار البيضاء‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2001/2000‬الصفحة ‪147‬‬
‫‪ 10‬ادريسية بوجطاط‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.31‬‬
‫‪5‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫الديون ممثلة لقروض عقارية ذات طابع سكني‪.‬‬

‫كما تختلف معها من حيث التوقيع والتأريخ‪ ،‬إذ جعل المشرع التوقيع والتأريخ من‬
‫البيانات اإللزامية التي يجب توفرها في مستند تفويت الديون الرهنية على عكس حوالة الديون‬
‫المهنية إذ لم يرتب على تخلف التوقيع والتأريخ في مستند التفويت بطالن حوالة الديون‬
‫المهنية‪ .‬كما أن هناك اختالف على مستوى الكتابة‪ ،‬فبالرجوع إلى المادة ‪ 531‬من مدونة‬
‫التجارة‪ ،‬نجدها تعطي امكانية تفويت الديون المهنية بطريق إعالماتي‪ ،‬وهذه المادة ال نجد لها‬
‫مقابل في قانون تسنيد الديون الرهنية رغم انتشار التعامل بالمعلوميات في مجال المال‬
‫‪11‬‬
‫واألعمال‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬وظائف حوالة الديون المهنية‬

‫ذهب الفقه الفرنسي‪ ،‬استنتاجا من المادة ‪ 313.24‬من قانون النقد المالي الفرنسي إلى‬
‫‪12‬‬
‫تحديـد غرضـين لهـا فهي إمـا أن تكـون على سـبيل الخصـم أو أن تكـون على سـبيل الضـمان‪.‬‬
‫وهذا ما أكدته المادة ‪ 529‬من مدونة التجارة‪ ،‬ينقل التفويت للمؤسسة المفوت لها ملكية الدين‬
‫المحال سواء مقابل تسبيق كلي وجزئي لمبلغه‪ ،‬ضمانا لكل ائتمان سلمته المؤسسة أو ستسلمه‬
‫للمحيل‪.‬‬
‫الحوالة على سبيل التفويت‪ :‬عندما تهدف حوالة الديون المهنية إلى تحقيق الغرض‬
‫المقصود في هذا الصدد وهو توفير السيولة في الحال فإنها تمثل بيعا حقيقيا للحقوق الشخصية‬
‫( الديون) المهنية مقابل ثمن نقدي يتبلور حسب الفقرة الثانية من مدونة التجارة بالتسبيق الكلي‬
‫والجزئي لمبلغ الحقوق الشخصية (الديون)المهنية المحال لها‪ ،‬وال شك أن هذا النوع من‬
‫الحوالة الرامي إلى توفير السيولة في الحال يقدم خدمة جد معتبرة للمقاول والمقاولة ولو كان‬
‫‪13‬‬
‫أو كانت من الباطن‪.‬‬
‫ويقصد بالحوالة على سبيل التفويت كذلك " العملية التي من خاللها تشتري مؤسسة‬
‫ديون المحيل على زبائنه والتقييد في حسابه مبلغ الدين المذكورة مع خصم فرق الربع‬
‫مقـدما‪14.‬وهـذا يعـني أن البنـك تقـوم بشـراء ديـون المقـترض أي المحيـل الـتي في ذمـة مـدينين مـع‬
‫اقتطاع األرباح‪.‬‬

‫الحوالة على سبيل الضمان‪ :‬يمكن استغالل حوالة الديون المهنية على سبيل الضمان‪،‬‬
‫ففي هذه الحالة المحيل ال يؤدي ثمن كمقابل للمحال (البنك) بل تنتقل ملكية الحق الشخصي له‪،‬‬
‫كمقابل للقرض واالئتمان الذي قدمه أو سلمه للمحيل‪ ،‬كما أشارت إلى ذلك الفقرة الثانية من‬
‫‪ 11‬الحسين حمداوي‪ ،‬محمد بالعايدي‪ ،‬حوالة الديون المهنية (مقال مشترك)‪ ،‬منشور في مجلة مغرب القانون ع بر موقعه ا‬
‫اإللكتروني ‪ https://2u.pw/YGgVtjER‬بتاريخ ‪ 9‬نونبر ‪ 2020 2020‬وتم االطالع علي ه بت اريخ ‪ 16‬ف براير‬
‫على الساعة ‪.17.00‬‬
‫‪ 12‬عبد الكريم العيوني "انتقال االلتزام‪ ،‬دراسة مقارنة في ضوء التطبيق ات المعاص رة‪ ،‬سلس لة أعم ال جامعي ة"‪ ،‬مطبع ة‬
‫المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط طبعة ‪ ،2016‬الصفحة ‪.37‬‬
‫‪ 13‬م حمد الشليح‪ "،‬قراءة في أحكام حوالة الديون المهنية المنظمة في مدونة التجارة لسنة ‪ ،" 1996‬مجلة محاكم ة‪ ،‬الع دد‬
‫‪ ،4‬طبعة ‪ ،2008‬الصفحة ‪.15‬‬
‫‪ 14‬عبد الكريم العيوني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.37‬‬
‫‪6‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫المادة ‪ 529‬من مدونة التجارة‪ ..."،‬أو ضمانا لكل ائتمان سلمته المؤسسة أو ستسلمه للمحيل‪.‬‬
‫وعلى الرغم مما قد تشكله هذه الضمانات في العالقات التي تربط المهنيين فيما بينهم من‬
‫صفات المرونة والسرعة والمالئمة‪ ،‬فإنه عند مقارنتها بحوالة الحقوق الشخصية (الديون)‬
‫المهنية تبدو تلك الضمانات صلبة وبطيئة وغير مالئمة أحيانا‪ ،‬ولقد كان العمل تجاوز مثل‬
‫هذه المطالب من الدوافع التي حملت ديلي إلى اقتراح القانون الذي يحمل اسمه في فرنسا‪.‬‬
‫والذي وقع تبنيه في مدونة التجارة المغربية‪ ،‬ومن هنا فإن حوالة الحقوق الشخصية (الديون)‬
‫المهنية يمكن أن تبرم على سبيل الضمان (الرهن) المقدم للدائن‪ ،‬المقرض المحيل أنها عمليا ال‬
‫تستخدم إال لضمان القروض القصيرة األجل أو لضمان ما يسمى بتسهيالت الصندوق‬
‫‪15‬‬
‫المتجددة خالل مدة غالبا ما تكون غير محددة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬شروط حوالة الديون المهنية‬

‫حتى يقوم عقد حوالة الديون المهنية بشكل صحيحا ال بد له من شروط يجب توافرها في‬
‫أطراف العقد والديون المحالة (أوال)‪ ،‬ثم توفر مجموعة من الشروط في هذه القائمة (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الشروط المتطلبة في أطراف العقد والديون المحالة‬

‫لكي يقوم عقد حوالة الديون المهنية بشكل صحيح فال بد له من شروط يجب توافرها في‬
‫أطراف العقد وكذا الديون المحالة‪.‬‬

‫‪ -1‬بالنسبة ألطراف العقد‪:‬‬


‫المحيل‪ :‬ينبغي التمييز في هذه الحالة بين ما إذا كان المحيل شخصا ذاتيا أو شخصا‬
‫اعتباريا‪ .‬بحيث استوجب المشرع المغربي بموجب المادة ‪ 529‬مدونة التجارة في المحيل‬
‫الشخص الذاتي أن ترتبط الديون المحالة بنشاطه المهني الذي يزاوله‪ .‬فمادام المحيل الطبيعي‬
‫دائنا نتيجة نشاطه المهني وليس الشخصي‪ ،‬إال وأمكنه حوالة ديونه المهنية‪ ،‬فصفة المهنية‬
‫‪16‬‬
‫بالنسبة للمحيل ضرورية إذا ما كان شخصا طبيعيا‪.‬‬
‫وسواء كان النشاط تجاريا أو صناعيا أو زراعيا أو أي مهنة أخرى كالحمامات‬
‫والهندسـة وغيرهـا‪ 17،‬بمعـنى أنـه يكفي شـرط المهنيـة‪ ،‬فـالمهم هـو أن الشـخص الطـبيعي‪ ،‬ال يمكنـه‬
‫أن يكون محيال إال إذا كان النشاط المهني الممارس من قبله هو اإلطار الذي تنعقد فيه الحوالة‪.‬‬
‫في المقابل فصفة المهنية ليست واجبة في حق المحيل المعنوي‪ ،‬على اعتبار أن الشخص‬
‫المعنوي سواء كان خاضعا للقانون الخاص أو العام تكون الديون المترتبة عليه مهنية‪ ،‬ألنه ال‬
‫يتصور أن تكون للشخص المعنوي ديون شخصية وأخرى مهنية‪ ،‬بل إذا كان ديون الشخص‬
‫المعنـوي تكـون تابعـة لوظيفتـه األساسـية‪ 18،‬وتبعـا لـذلك فالشـخص المعنـوي يسـتطيع أن يكـون‬
‫‪ 15‬محمد الشليح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.17‬‬
‫‪ 16‬ياسين مساعف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.41‬‬
‫‪ 17‬عبد الكريم العينوني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.41‬‬
‫‪ 18‬عبد الرحمان الشرقاوي‪ ،‬القانون المدني‪ "،‬دراسة حديثة للنظري ة العام ة لالل تزام في ض وء تأثره ا بالمف اهيم الجدي دة‬
‫للقانون االقتصادي‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬أحكام االلتزام"‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،2018 ،‬الصفحة ‪.138‬‬
‫‪7‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫محيال بغض النظر عما إذا كان من أشخاص القانون الخاص كالشركات المدنية أو التجارية‬
‫أو الجمعيات أو كان من أشخاص القانون العام كالدولة والمؤسسات العمومية والجماعات‬
‫‪19‬‬
‫الترابية وغيرها‪.‬‬

‫المحال له‪ :‬حسب المادة ‪ 529‬من مدونة التجارة فإنه يتعين أن يكون المحال له مؤسسة‬
‫بنكية‪ .‬وهو الشيء الذي يميز حوالة الديون المهنية عن حوالة الحق في قانون االلتزامات‬
‫والعقود التي يمكن ممارستها من طرف أي كان‪ .‬مما جعل الفقه المغربي يختلف في قراءته‬
‫للمـادة‪ ،‬حيث يـذهب األسـتاذ محمـد لفـروجي ‪20‬إلى تأكيـد على أن الطـرف المحـال لـه يجب أن‬
‫يكون بالضرورة مؤسسة بنكية‪ .‬غير أن الموقف الغالب‪ 21‬في هذا الشأن يؤكد أن القراءة‬
‫الحرفية للمادة ‪ 529‬ال تتالءم مع مقتضيات قانون ديلي الذي استمد منه المشرع المغربي‬
‫أحكامه‪ ،‬إضافة إلى أن مؤسسة االئتمان وكما جاء في القانون الفرنسي تشمل في القانون‬
‫‪22‬‬
‫المغـربي طبقـا للقـانون ‪ 103.12‬المتعلـق بمؤسسـات االئتمـان والهيئـات المعتـبرة في حكمهـا‪،‬‬
‫نجدها تدخل في مفهوم مؤسسة االئتمان البنوك وشركات التمويل‪ ،‬حيت نصت الفقرة األولى‬
‫من المادة العاشرة من هذا القانون على ما يلي‪ ":‬تشمل مؤسسة االئتمان صنفين من‬
‫المؤسسات‪ :‬البنوك وشركات التمويل"‪.‬‬

‫المحال عليه‪ :‬نفس ما يشترط في المحيل يشترط في المحال عليه‪ ،‬أي أن يكون إما‬
‫شخصا طبيعيا أثناء مزاولة نشاطه المهني أو شخصا معنويا خاضعا للقانون الخاص أو العام‪.‬‬
‫‪ -2‬الشروط المرتبطة بالدين موضوع الحوالة‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 530‬من مدونة التجارة على أنه" خالفا لمقتضيات الفصلين ‪ 190‬و‪192‬‬
‫من الظهير الشريف المتعلق بااللتزامات والعقود يكون كل دين قابل للتحويل حتى وإن نتج‬
‫عن تصرف متوقع الحدوث وكان مبلغ وتاريخ حلوله غير محددين‪ .‬خالفا لما جاء ذكره في‬
‫الفصـلين ‪ 190‬و‪ 192‬من قـانون االلتزامـات والعقـود المغـربي‪.23‬ويتضـح أنـه من أجـل تسـهيل‬
‫حوالة الديون المهنية فقد وسع المشرع المغربي من دائرة الديون التي تقبل االنتقال عن طريق‬
‫حوالة الديون المهنية‪ .‬وتبعا لذلك فإن الديون التي يمكن نقلها بواسطة حوالة الديون المهنية‬
‫يجب أن تكون ديون متعددة ومترتبة على الغير ال على المحيل‪ ،‬وذلك بصرف النظر عما إذا‬
‫كان الدين ناتجا عن واقعة حالة أو محتملة الوقوع وعما إذا كان مبلغه وتاريخ استحقاقه‬

‫‪ 19‬محمد شليح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.18‬‬


‫‪ 20‬محمد لفروجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.383‬‬
‫‪ 21‬محمد شليح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ 22‬ظهير شريف ‪ 1.14.193‬صادر بتاريخ فاتح ربيع األول ‪24(1436‬ديس مبر‪ )2014‬بتنفي ذ الق انون رقم ‪103.12‬‬
‫المتعلق بمؤسسات االئتمان وبالهيئات المعتبرة في حكمها‪ ،‬الجريدة الرسمية ع دد ‪ ،6328‬بت اريخ ‪ 22‬ين اير ‪ ،2015‬ص‬
‫‪.452‬‬
‫‪ 23‬ينص الفصل ‪ 190‬من قانون االلتزامات والعقود على أنه‪" :‬يجوز أن يرد االنتقال على الحقوق أو الديون التي لم يح ل‬
‫أجل الوفاء بها‪ ،‬وال يجوز أن يرد على الحقوق المحتملة"‪ .‬كما ينص الفصل ‪ 192‬من نفس القانون على أنه‪:‬‬
‫" تبطل حوالة الحق المتنازع فيه‪ ،‬ما لم تتم بموافقة المدين المحال عليه‪.‬‬
‫ويعتبر الحق متنازعا فيه‪ ،‬في معنى هذا الفصل‪ ،‬إذا كان هناك نزاع في جوهر الحق أو الدين نفسه عن د ال بيع أو الحوال ة‪،‬‬
‫أو كانت هناك ظروف من شأنها أن تجعل من المتوقع إثارة منازعات قضائية جدية حول جوهر الحق نفسه"‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫محددين أم غير محددين كما يجب أن تكون الديون المذكورة مهنية كلما كان المدين المحال‬
‫عليه شخصا طبيعي خاضعا للقانون العام أو للقانون الخاص فإن الدين الذي عليه يقبل االنتقال‬
‫عن طريق حوالة الديون المهنية من دون أدنى اهتمام لصفته أي لما إذ كان مهني أو غير ذلك‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الشروط المتعلقة بقائمة الديون المحالة‬

‫اشترط المشرع المغربي بمقتضى المادة ‪ 531‬من مدونة التجارة أن توقع قائمة الديون‬
‫المهنية من طرف المحيل وأن تؤرخ من طرف المحال له وأن تتضمن فوق ذلك البيانات‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬تسمية محرر" حوالة الديون المهنية "‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلشارة إلى أن المحرر خاضع لمقتضيات هذا الباب أي الباب السابع من القسم‬
‫السابع من الكتاب الرابع من مدونة التجارة‪.‬‬
‫‪ -3‬اسم أو تسمية المؤسسة البنكية المستفيدة‪.‬‬
‫‪ -4‬الئحة الديون المحالة مع اإلشارة‪ ،‬بالنسبة لكل واحد منها‪ ،‬للعناصر التي تمكن‬
‫من تشخيصه وخصوصا بذكر اسم المدين به ومكان أدائه أو قيمته وتاريخ استحقاقه‬
‫واحتماال رقم الفاتورة‪.‬‬
‫‪ -5‬كل البيانات التي تسمح بالتحقق من االئتمان المضمون‪.‬‬
‫وقد سمح القانون بإمكانية نقل الديون بطريق معلوماتي‪ ،‬وفي هذه الحالة فإن الالئحة‬
‫يجب أن تتضمن البيانات المشار إليها في البنود‪ 1‬و‪ 2‬و‪ 3‬من المادة ‪ 531‬من مدونة التجارة‬
‫والتي تستوجب ذكر كل البيانات التي تسمح بالتحقق من االئتمان المضمون‪ ،‬مع اإلشارة إلى‬
‫‪24‬‬
‫الوسيلة التي تم النقل بواسطتها وإلى عدد الديون ومبلغها اإلجمالي‪.‬‬
‫إضافة لما سبق فإن الكتابة كإجراء شكلي هي التي تسمح بالوصف الدقيق للديون‬
‫المحالة بالقائمة‪ .‬كما أن المشرع حافظ على الطابع الورقي المادي الملموس للقائمة‪ ،‬التي يجب‬
‫تضمينها جميع البيانات اإللزامية الواردة بالمادة ‪ 531‬من مدونة التجارة‪ ،‬كما ينبغي توقيعها‬
‫من طرف المحيل وتأريخها من طرف المحال له‪ ،‬إال أنه بكثرة الديون وضخامة مبلغها فإن‬
‫القائمة الورقية تعفي فقط من تعين الديون وتشخيصها‪ ،‬وتكتفي باإلشارة فقط إلى عدد الديون‬
‫‪25‬‬
‫ومبلغها اإلجمالي إلى الوسيلة المعلوماتية التي يمكن من خاللها تعين الديون وتشخيصها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حوالة الديون المهنية وطرق تحصيلها‬

‫تخضع حوالة الديون المهنية في تكوينها للشروط العامة للعقد وكذا في وأثارها‪ ،‬ويكمن‬
‫االختالف الجوهري بين هذه األخيرة والحوالة المدنية‪ ،‬أنها ترتب أثارها بمجرد التوقيع على‬
‫قائمة الديون المحالة وتسليمها لمؤسسة االئتمان لتبلغها هذه األخيرة للمدين األصلي‪ ،‬وعليه‬
‫فإن حوالة الديون المهنية يترتب عليها عدة نتائج بحيث نميز في هذا المطلب بين األثار‬
‫المادة ‪ 531‬من مدونة التجارة‪.‬‬ ‫‪24‬‬

‫ياسين مساعف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.76‬‬ ‫‪25‬‬

‫‪9‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫المتعلقة بأطراف الحوالة أي المحيل والمحال له والمحال عليه (الفقرة األولى)‪ ،‬وبين األثار‬
‫التي تترتب بالنسبة للغير (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬آثار حوالة الديون المهنية بالنسبة لألطراف‬

‫ينتج عن انعقاد حوالة الديون المهنية‪ ،‬بعد استكمال األطراف المعنية جميع اإلجراءات‬
‫القانونية عدة أثار حيث سنتطرق في (األول) لعالقة المحيل بالمحال له بينما سنعرج لعالقة‬
‫المحال له بالمحال عليه (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬عالقة المحيل بالمحال له‬

‫يظهر من خالل قراءة مقتضيات المادة ‪ 529‬من مدونة التجارة‪ ،‬أنه من بين النتائج‬
‫الهامة المترتبة عن حوالة الديون المهنية انتقال ملكية الديون الواردة في القائمة إلى المؤسسة‬
‫البنكية المحال لها‪ ،‬سواء مقابل تسبيق كلي أو جزئي لمبلغ الدين المحال‪ ،‬أو ضمانا لكل ائتمان‬
‫سـلمته أو ستسـلمه للمحيـل ‪ ،26‬كمـا تنتقـل كـذلك بمـوجب حوالـة الـديون المهنيـة الضـمانات الـتي‬
‫تضمن الدين للمحال له‪ ،27‬وعليه فإن المحيل بالرغم من استمرار عالقته بالمدينين المحال‬
‫عليهم ال يمكن له بدون موافقة المؤسسة البنكية التصرف في الحقوق المحالة‪ ،‬وال أن يعدلها أو‬
‫يلغيها ألن ملكيتها تعود للمحال له‪ .‬وأمام هذا االقتضاب والشح من طرف المشرع المغربي‬
‫في الفقرة المذكورة من المادة ‪ 532‬من مدونة التجارة حيث يعلق أحد الباحثين على هذه الفقرة‬
‫قـائال‪" :28‬لعـل المالحظـة االساسـية على هـذا المقتضـى هـو أنـه جـاء مقتضـبا مقارنـة بالقـانون‬
‫الفرنسي الذي ذكر التأمينات و الضمانات والتوابع وأيضا مقارنة بظهير االلتزامات والعقود‬
‫بمناسبة حديثه عن حوالة الحق حيث تطرق في الفصل ‪ 200‬منه إلى أن حوالة الحق تشمل‬
‫توابعه المتمم له كااللتزامات مع استثناء ما كان منها متعلقا بشخص محيل وهي ال تشمل‬
‫الرهون الحيازية على المنقوالت والرهون الرسمية والكفاالت إال بشرط صريح بمعنى أن‬
‫حوالة الحق في قانون االلتزامات والعقود يتطلب فيها المشرع المغربي وجود شرط صريح‬
‫لالنتقال الرهون الحيازية على المنقوالت والرهون الرسمية والكفاالت في حين أنه فيما يتعلق‬
‫بحوالة الديون المهنية ليس هناك ما يدل على أن المشرع المغربي تطلب مثل هذا الشرط‪".‬‬

‫وبالتالي وأمام هذه العمومية التي جاء بها النص المذكور يظهر أنه يتضمن مقصود لم‬
‫ينطق‪،‬‬

‫‪ 26‬المادة ‪ 529‬من مدونة التجارة‪:‬‬


‫يمكن لكل شخص طبيعي أثناء مزاولة نشاطه المه ني أو لك ل ش خص معن وي خاض ع للق انون الخ اص أو للق انون الع ام‪،‬‬
‫تحويل كل دين ممسوك على أحد األغيار‪ ،‬سواء أكان شخصا طبيعيا أثناء مزاولة نشاطه المهني أم شخصا معنويا خاض عا‬
‫للقانون الخاص أو القانون العام‪ ،‬بمجرد تسليم قائمة لمؤسسة بنكية‪.‬‬
‫ينقل التفويت للمؤسسة المفوت لها ملكية الدين المحال سواء مقابل تسبيق كلي أو جزئي لمبلغه أو ضمانا لكل ائتمان س ل‬
‫مته المؤسسة أو ستسلمه للمحيل‪.‬‬
‫‪ 27‬الفقرة األولى من المادة ‪ 532‬من مدونة التجارة‪ :‬تنقل الحوالة للمحال له الضمانات التي تضمن الدين‪.‬‬
‫‪ 28‬عبد الرحمان الشرقاوي" مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪145‬‬
‫‪10‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫والتساؤل المطروح في هذا الصدد هل يمكن لكل من المحيل والمحال له االتفاق على‬
‫عدم انتقال هذه الضمانات؟‬
‫وبالرجوع إلى مدونة التجارة وخصوصا الباب السابع المنظم لحوالة الديون المهنية نجد‬
‫أن المشرع صمت عن هذ المسألة ولكن بالعودة إلى مقتضيات الفصل ‪ 200‬من ظهير‬
‫االلتزامات والعقود نجد أن المشرع نص على أن حوالة الحق" تشمل توابعه المتممة له بما‬
‫فيهـا‪ "29...‬ويمكن أن نستشـف من صـياغة هـذه الفقـرة أنهـا جـاءت بصـيغة قريبـة إلى األمـر أي أن‬
‫حوالة الديون المهنية تنقل للمحال جميع الضمانات المشار إليها في الفصل المذكور‪ ،‬كما أنه‬
‫بالرجوع إلى المادة الثانية من مدونة التجارة تنص على أنه "يفصل في المسائل التجارية‬
‫بمقتضى قوانين وأعراف وعادات التجارة أو بمقتضى القانون المدني ما لم تتعارض قواعده‬
‫مع المبادئ األساسية للقانون التجاري‪ ".‬ولعل من أهم مبادئ القانون التجاري الثقة واالئتمان‬
‫وإن االتفاق حول عدم نقل الحوالة لضمانات الدين تكون ضربا الحد أهم مبادئ القانون‬
‫التجاري‪.‬‬

‫كما تقضي الفقرة الثانية من المادة ‪ 532‬على أن المحيل يضمن بالتضامن أداء الدين‬
‫المحال على غرار ما جاء في المادة ‪ 335‬من مدونة التجارة فالمحيل يعتبر في حوالة الديون‬
‫المهنية مدينا بالتضامن للوفاء بالديون المحالة مع المدين المحال عليه‪ ،‬وفي هذا الشأن ذهبت‬
‫محكمة النقض الفرنسية أنه من حق المؤسسة البنكية المحال لها ممارسة دعوى الضمان في‬
‫‪30‬‬
‫مواجهة المحيل حتى قبل تبليغ الحوالة للمدين الرئيسي المحال عليه‪.‬‬

‫ونخلص في األخير إلى أن الدائن المحيل يبقى مدينا بالتضامن ويحق للمحال له الرجوع‬
‫عليه في أي وقت وبالتالي أمكن القول إن الدائن المحيل بمجرد تحويل ديونه المهنية إلى‬
‫المؤسسة البنكية المحال عليها يتحول لمدين لها إلى جانب المدين األصلي المحال عليه كما أنه‬
‫تنـتزع من الـدائن المحيـل مجموعـة من الحقـوق الـتي يمكن التمسـك بهـا‪ 31.‬ففي قـرار لمحكمـة‬
‫النقض الفرنسية‪ ،‬اعتبرت ان صفة دائن في دين محال على مؤسسة بنكية انتقلت إلى هذه‬
‫االخـيرة ممـا يجعـل طلب المحيـل لفتح مسـطرة التسـوية القضـائية من طـرف المحيـل باطلـة‪ .32‬كمـا‬
‫اعتبرت محكمة النقض المغربية في قرار لها على أن حلول طرف في عقد تضمن شرطا‬

‫‪ 29‬الفصل ‪ 200‬من ظهير االلتزامات والعقود‬


‫حوالة الحق تشمل توابعه المتممة له بما فيها‪:‬‬
‫‪ 1‬االمتيازات باستثناء ما كان متعلقا منها بشخص المحيل؛‬
‫‪ 2‬الرهون الرسمية بشرط صريح‬
‫‪ 3‬باقي الضمانات األخرى بما فيها الكفالة‪ ،‬مالم يشترط غير ذلك‪ ،‬دون الحاجة للقي ام ب أي إج راء بالنس بة للكفال ة المقدم ة‬
‫ألغراض تجارية؛‬
‫‪ 4‬دعاوى البطالن واإلبطال أو األداء التي كانت للمحيل‪.‬‬
‫ال يمكن حوالة أي ضمانة مقدمة ضمانا اللتزام‪ ،‬إذا لم يحول هذا األخير‪.‬‬
‫‪ -Cour d’appel de Paris – 29 septembre 1989.R.T.D.com 1990 30‬أورده ‪ :‬محمد الفروجي "العقود البنكية‬
‫بين مدونة التجارة والقانون البنكي "مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.76‬‬
‫‪ 31‬محمد الفروجي "العقود البنكية بين مدونة التجارة والقانون البنكي" مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.390‬‬
‫‪Cour de cassation française-Arrêt commercial- 8 Janvier 1991 – Dalaz 1991.IR. P44 32‬نقال عبر‬
‫الموقع الحكومي اإللكتروني ‪ www.legifrance. Gouv‬تم االطالع بتاريخ ‪ 12‬فبراير ‪ 2024‬على الساعة ‪23.32‬‬
‫‪11‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫تحكيميا محل طرف آخر يفقد المحيل الصفة في التمسك بشرط التحكيم المذكور وتنتقل هذه‬
‫الصفة إلى المحال له متى توفرت شروط الحوالة‪.33‬‬

‫إن باستقراء مقتضيات الباب السابع من مدونة التجارة نجد أن المشرع لم يقرر أي‬
‫مقتضى زجري ضد المحيل الذي قد يعمل إما على تضمين قائمة حوالة الديون المهنية ديون‬
‫وهمية‪ ،‬أو إجراء حوالة بنفس الديون ألكثر من حوالة نظرا لما تلحق هذه الممارسة من ضرر‬
‫باالئتمان ‪.‬وبالتالي النيل من مصداقية التعامل بحوالة الدهون المهنية كأهم طريقة من طرق‬
‫ضمانات االئتمان البنكي‪ ،‬الشيء الذي جعل القضاء الفرنسي يكيف هذه الممارسات على أنها‬
‫جرائم تتم المعاقبة عليها جنائيا إلى جانب التعويض عن الطلب‪ ،‬ولهذا قضت محكمة النقض‬
‫الفرنسية في قرار لها بتاريخ ‪ 22‬فبراير ‪ 1993‬بأن تصرف المحيل المتمثل إما في تسليمه‬
‫للمؤسسة البنكية قائمة حوالة ديون مهنية تتضمن ديون غير موجودة وإما اعادة حوالة نفس‬
‫‪34‬‬
‫الـديون الى محـال اخـر يعتـبر نصـبا واحتيـاال ويعـاقب عليـه بالعقوبـات المقـررة لهـذا الجريمـة‪.‬‬
‫وبالتالي وجب على المشرع المغربي تضمين مقتضيات زجرية في ما يخص التالعب بقائمة‬
‫الديون المهنية باعتبارها من أهم وسائل التمويل واالئتمان البنكيين‪ ،‬أو على األقل اإلحالة على‬
‫مقتضـيات مجموعـة القـانون الجنـائي‪ 35‬الخـاص بـالتزوير أو النصـب واالحتيـال‪ ،‬ممـا سـيجعل‬
‫حوالة الديون المهنية تتصف بالمصداقية والثقة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عالقة المحال له بالمحال عليه‬

‫بعدما تطرقنا إلى عالقة المحيل بالمحال له أي الدائن األصلي بالمؤسسة البنكية المحال‬
‫لها‪ ،‬ننتقل االن إلى عالقة هذه األخيرة بالمدين المحال عليه‪ ،‬ولعل أول ما يالحظ في هذه‬
‫الحالة هو عدم تضمين مقتضيات واضحة في مدونة التجارة ‪ ،‬تبين الطريقة التي ينتقل بها‬
‫الحق للمحال له اتجاه المدين‪ ،‬باستثناء إشارة طفيفة تم ذكرها في المادة ‪ 534‬حيث نصت‬
‫‪36‬‬
‫على أنـه مفعـول الحوالـة ال يسـري بين األطـراف إال من التـاريخ المـدون في قائمـة الـديون‬
‫والمادة ‪ 536‬من مدونة التجارة‪ ،‬وأمام هذا العقم في الباب السابع من مدونة التجارة وعدم‬
‫وضوح طرق انتقال الحق نكون ملزمين بالرجوع إلى القواعد العامة في ظهير االلتزامات‬
‫والعقود‪ ،‬حيث نجده ينص في الفصل ‪ 195‬أنه ال ينتقل الحق للمحال له به تجاه المدين والغير‬
‫إال بتبليـغ الحوالـة للمـدين تبليغـا رسـميا أو بقبولـه إياهـا في محـرر ثـابت التـاريخ‪ ،37‬ويستشـف من‬
‫هذا الفصل أن المشرع في ظهير االلتزامات والعقود اشترط النتقال الحق إلى المحال له تبليغ‬
‫الحوالة للمدين تبليغا رسميا ونتساءل هنا ما المقصود بالتبليغ الرسمي؟‬
‫‪ 33‬قرار محكمة النقض عدد ‪ 230‬الصادر بتاريخ ‪ 14‬أبريل ‪ 2021‬في الملف التجاري عدد ‪ 2020\1\3\799‬الوارد‬
‫عبر البوابة القانونية لوزارة العدل تم االطالع بتاريخ ‪ 16‬فبراير ‪ 2024‬على الساعة ‪17:36‬‬
‫‪ Cour de cassation française-Arrêt commercial- 22 Février 1993 – RTD.com 1993. P695 34‬ـ‬
‫أورده محمد الفروجي ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.391‬‬
‫‪ 35‬ظهير شريف رقم ‪ 1.59.413‬صادر في ‪ 28‬جم ادى الثاني ة ‪ )1 ،1382‬نون بر ‪ )1962‬بالمص ادقة على مجموع ة‬
‫القانون الجنائي‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 2640‬مكرر‪ ،‬بتاريخ ‪ 12‬محرم ‪( 1383‬يونيو ‪ ،)1963‬الصفحة ‪.1253‬‬
‫‪ 36‬الفصل ‪ 195‬من ظهير االلتزامات والعقود‪.‬‬
‫‪ 37‬قرار لمحكمة النقض رقم ‪ 135‬الصادر بتاريخ ‪ 2‬م ارس ‪ 2022‬في المل ف الم دني رقم ‪ 2021\7\1\6275‬ال وارد‬
‫عبر البوابة القانونية لوزارة العدل تم االطالع بتاريخ ‪15‬فبراير ‪ 2024‬على الساعة ‪10:32‬‬
‫‪12‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫والمشرع لم يشترط فيه شكلية معينة‪ ،‬وما زاد لألمر تعقيدا أن المشرع في الفصل المذكور‬
‫استعمل عبارة أو بقبوله إياها في محرر ثابت التاريخ مما يجعل الحق محل الحوالة منتقال‬
‫للمحال له ومواجهة المدين األصلي به إما تبليغ الحوالة تبليغا رسميا أو قبول هذا األخير‬
‫الحوالة في محرر ثابت التاريخ أي من وقت التراضي وهذا ما ذهبت إليه محكمة النقض‬
‫المغربية في حكم لها حيث اعتبرت أن الحوالة التعاقدية لدين أو لحق او لدعوى تصير تامة‬
‫برضـى الطـرفين ويحـل المحـال لـه محـل المحيـل في حقوقـه ابتـداء من وقت التراضـي‪ ،38‬لكن‬
‫مدونة التجارة جاءتنا بمقتضى مفاده أن بناء على طلب المحال له‪ ،‬يمكن للمدين أن يلتزم بأن‬
‫يؤدي له مباشرة؛ يثبت هذا االلتزام‪ ،‬تحت طائلة البطالن‪ ،‬كتابة بعنوان "محرر قبول حوالة‬
‫دين مهـني‪ 39 .‬وبالتـالي فبمجـرد بلـوغ حوالـة الـديون المهنيـة للمـدين وقبولـه إياهـا في المحـرر ذو‬
‫الشكلية الخاصة تحت طائلة البطالن‪ ،‬ال تبرأ ذمته من الدين إال إذا تم أداءه للمدين الجديد‬
‫والتي هي المؤسسة البنكية‪.‬‬

‫ويمكن للمدين األصلي مواجهة المؤسسة البنكية بأسبقية دفع الدين المحال أو تقادمه‬
‫ولكن هناك بعض الدفوع التي تطرح بعض اإلشكاالت ونذكر بعضا منها‪:‬‬
‫الدفوع الشخصية‪ :‬والتي يجب أن تكون قد نشأت قبل التاريخ المدون في القائمة ألنه هو‬
‫تاريخ خروج الديون المحالة من الذمة المالية للمحيل وبالتالي ال يحق له أن يتصرف فيها اال‬
‫بموافقة المحال له عمال بمقتضيات الفقرة الثانية من المادة ‪ 534‬كما أن قبول المدين لطلب‬
‫المؤسسـة البنكيـة يجعلـه ملتزمـا لـه مباشـرة‪ 40.‬لكن بـالعودة إلى الفقـرة الثانيـة من المـادة ‪536‬‬
‫يمكن للمدين مواجهة المحال له بالدفوع المبنية على عالقته الشخصية بالمحيل إذا تعمد‬
‫المحيل له بقبوله الدين اإلضرار بالمدين‪.‬‬

‫الدفع بمقاصة الدين المحال‪ :‬بالرجوع إلى القواعد العامة المنظمة للمقاصة نجد الفصل‬
‫‪ 359‬من ظهير االلتزامات والعقود يمنع المدين الذي قبل بدون تحفظ الحوالة التي أجرها‬
‫الدائن ألحد من الغير أن يتمسك بها في مواجهة المحال له غير أن الفقرة الثانية من المادة ‪536‬‬
‫من مدونة التجارة تنص على عدم امكانية المحال عليه التمسك بالدفوع المبنية على عالقته‬
‫الشخصية بالمحيل إال إذا تعمد له بقبول الدين اإلضرار بالمدين‪ ،‬وعليه يطرح التساؤل االتي‬
‫هل المقاصة تتميز بالطابع الشخصي؟ فبالرجوع إلى الفصل ‪ 357‬من ظهير االلتزامات‬
‫والعقود يتضح أن المقاصة لها طابع شخصي وبالتالي ال مجال الستثنائها من مقتضيات الفقرة‬
‫الثانية من المادة ‪ ،536‬وتجدر اإلشارة إلى أن المشرع المغربي ال يميز في التمسك بالمقاصة‬
‫بين الديون المتصفة بخاصية التالزم أو الترابط وغيرها ألن الفصل ‪ 364‬من ظهير‬
‫‪41‬‬
‫االلتزامات والعقود يسمح بإجراء المقاصة بين ديون مختلفة‪.‬‬

‫‪ 38‬المادة ‪ 536‬من مدونة التجارة‬


‫‪39‬‬

‫‪ 40‬محمد الشليح مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.79‬‬


‫‪ 41‬يسن مساعف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة‪189‬‬
‫‪13‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬أثار حوالة الديون المهنية بالنسبة للغير وطرق تحصيلها‬

‫سنتطرق في هذه الفقرة إلى األثار التي تنتج عن حوالة الديون المهنية بالنسبة لألغيار‬
‫(أوال) لنخصص(ثانيا)وبشكل مقتضب إلى طرق تحصيل حوالة الديون المهنية لكونها ال‬
‫تطرح أي إشكال‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أثار حوالة الديون المهنية بالنسبة لألغيار‬

‫وجب التمييز في اثار حوالة الديون المهنية بالنسبة للغير إذا كانت حوالة الديون على‬
‫سبيل التفويت أو الضمان‪ ،‬ففي الحالة األولى أي حوالة الديون المهنية على سبيل التفويت‬
‫يسري مفعول الحوالة ابتداء من التاريخ المدون في القائمة‪ ،‬وال يمكن للمحيل بدون موافقة‬
‫المؤسسـة البنكيـة ان يغـير مـدى الحقـوق المرتبطـة بالـديون المعـدودة فيهـا‪ .42‬وبالتـالي في عنصـر‬
‫المفاضلة في القائمة تعتمد على التاريخ وإذا تساوى رجحت من بلغت أوال للمدين‪ 43.‬ولو كانت‬
‫حوالته متأخرة في التاريخ وهذا ما جاء ذكره في الفقرة األولى من الفصل ‪197‬من ظهير‬
‫االلتزامات والعقود‪.‬‬

‫أما بالنسبة للحالة الثانية فقد جاءنا القانون ‪44 21.18‬بتعديلين في المادتين ‪ 529‬و‪534‬‬
‫من الباب السابع من مدونة التجارة حيث أصبح يعتد بحواالت الديون المهنية على سبيل‬
‫الضمان في مواجهة الغير ابتداء من تاريخ تقيدها في السجل الوطني االلكتروني للضمانات‬
‫المنقولـة‪ .45‬كمـا عـاد المشـرع المغـربي بمقتضـاه التعـديل المـذكور للتأكيـد بصـيغة الوجـوب مـرة‬
‫أخرى على هذا المقتضى بموجب الفقرة الثانية من الفصل ‪ 197‬من ظهير االلتزامات والعقود‬
‫حيث أقر بسريان الحوالة على سبيل التفويت من تاريخ تقييدها في السجل الوطني اإللكتروني‬
‫للضمانات المنقولة‪ ،‬ويسري هنا حق إثر حوالة الديون المهنية على سبيل الضمان في مواجهة‬
‫‪46‬‬
‫األغيار من تاريخ تقييد حواالت الديون المهنية في السجل االلكتروني للضمانات المنقولة‪.‬‬

‫بعدما خلصنا إلى أن الفيصل في حق األفضلية هو التاريخ المدون في القائمة بالنسبة‬


‫لألطراف والغير إذا كانت على سبيل التفويت‪ ،‬وتاريخ التقييد في السجل الوطني اإللكتروني‬
‫للضمانات المنقولة بالنسبة للغير إذا كانت على سبيل الضمان‪ .‬وبالتالي فإذا لم يلتزم المحال له‬
‫بالشرطين المذكورين حسب كل حالة‪ ،‬وتم استخالص الدين من طرف أحد األغيار فإنه ال‬
‫يحق له الرجوع عليه إال إذا كان هناك سوء نية من طرف المحيل الذي يبقى مسؤوال‬

‫‪ 42‬المادة ‪.534‬‬
‫‪ 43‬يسن مساعف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة‪.189‬‬
‫‪ 44‬ظهير شريف رقم ‪ 1.19.76‬صادر في ‪ 11‬شعبان ‪ 17) 1440‬أبريل ‪ )2019‬بتنفيذ الق انون رقم ‪ 21.18‬المتعل ق‬
‫بالضمانات المنقولة الجريدة الرسمية عدد ‪( 6771‬بتاريخ ‪ 16‬شعبان ‪ 22 )1440‬أبريل ‪ ،2019‬الصفحة ‪.2058‬‬
‫‪ 45‬تم إحداثه بمقتضى المادة ‪ 12‬من القانون ‪ 21.18‬الخاص بالضمانات المنقولة ولتوسع أكثر راجع‪:‬‬
‫عبد العزيز مرشد "الضمانات المنقولة والتجدي دات الطارئ ة عليه ا وفق ا للق انون ‪ " 21.18‬رس الة لني ل ش هادة الماس تر‪،‬‬
‫جامعة القاضي عياض‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬مراكش‪ 2021-2020‬الصفحة ‪ 23‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ 46‬الفقرة الثانية من الفصل ‪ 197‬من ظهير االلتزامات والعقود‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫بالتضامن في أداء الدين المحال‪.‬‬

‫وعليه فابتداء من التاريخين المذكورين يخرج الدين المحال من ذمة المحيل‪ ،‬وال يمكن‬
‫الي طرف من األغيار أن يوقع الحجز على هذا الدين بين يدي المدين المحال عليه سواء تعلق‬
‫األمر بسلوك مسطر حجز ما للمدين لدى الغير الحائز المنظمة بموجب الفصل ‪ 488‬وما‬
‫بعـدها من قـانون المسـطرة المدنيـة‪ ،47‬أو مسـطر الحجـز التحفظي المنظمـة بمقتضـى الفصـل‬
‫‪452‬و ما بعدها من نفس القانون ‪.48‬‬

‫أما فيما يتعلق بالنزاع بين المؤسسة البنكية المحال لها وبين المتعاقد من الباطن مع‬
‫المقاول‪ .‬ماذا لو قام المقاول الرئيسي بتحويل الدين الممسوك على أحد االغيار الى المؤسسة‬
‫البنكيـة بينمـا المقـاول من البـاطن لم يسـتوفي حقـه اتجـاه المقـاول الرئيسـي؟ ‪49‬فعلى مسـتوى‬
‫مرسوم الصفقات العمومية رقم ‪502.22.431‬تصدى لهذه المسألة في المادة ‪ 151‬على أنه‬
‫ينص دفتر الشروط الخاصة على بند يتم بمقتضاه الزام صاحب الصفقة بأن يقدم لصاحب‬
‫مشروع الوثائق التي تثبت ادائه للمستحقات المتعاقب من الباطن طيلة سريان تنفيد االعمال‬
‫المتعاقد عليها من الباطن‪ ،‬كما نص في نفس المادة على أنه ليس لصاحب المشروع أي عالقة‬
‫قانونية مع المتعاقد من الباطن ويظل صاحب الصفقة مسؤول شخصيا على جميع االلتزامات‬
‫المترتبة على الصفقة سواء ازاء المستخدمين أو االغيار‪ ،‬وبالتالي يكون مرسوم الصفقات‬
‫العمومية قد أكد ما جاء في ظهير االلتزامات والعقود في فقرته األخيرة من الفصل ‪.780‬‬
‫ولكن في المقابل ذهب القضاء الفرنسي عكس ذلك عندما اعتبر محكمة النقض الفرنسية ان‬
‫المقاول الرئيسي ليس من حقه أن يفوت الى المؤسسة البنكية عبر حوالة الديون المهنية دينا‬
‫مقابل ألشغال لم ينجزها بنفسه‪ ،‬االمر الذي يكون معه للمقاول من الباطن األسبقية على البنك‬
‫المحال له في استيفاء حقه من رب المشروع الذي يعتبر مدينه ومحاال عليه سواء لجأ المقاول‬
‫الى المقاولة من الباطن قبل اجراء حوالة الديون المهنية او بعد ذلك‪.51‬‬

‫كما خول كذلك المشرع المغربي بمقتضى المادة ‪ 705‬من القانون‪ 73.17‬الذي بمقتضاه‬
‫تم نسخ الكتاب الخامس من مدونة التجارة للبائع كامل الحق على البضاعة التي لم يدفع ثمنها‬
‫كامال في استردادها شريطة أن يكون االتفاق تم كتابة على األكثر حين التسليم‪.‬‬
‫وفي جميع األحوال يبقى المحال له أي المؤسسة البنكية في حماية قانونية حيث يمكن لها‬
‫ممارسة دعويين حيث يمكن لها المطالبة باسترجاع مبلغ االئتمان كما يمكن لها كذلك مقاضاته‬
‫باعتباره مسؤوال بالتضامن بنص القانون‪.‬‬

‫‪ 47‬ظهير شريف بمثابة ق انون رقم ‪ 1.74.447‬بت اريخ ‪ 11‬رمض ان ‪ 28(1394‬ش تنبر ‪(1974‬بالمص ادقة على نص‬
‫قانون المسطرة المدنية الجريدة الرسمية عدد ‪ 3230‬مكرر‪ ،‬بتاريخ ‪ 13‬رمضان ‪ 30( 1394‬ش تنبر ‪ ،)1974‬الص فحة‬
‫‪.2741‬‬
‫‪48‬محمد الفروجي مرجع سابق الصفحة ‪.359‬‬
‫‪49‬محمد لفروجي نفس المرجع الصفحة ‪.397‬‬
‫‪ 50‬صدر بالجريدة الرس مية ع دد ‪ 7176‬بت اريخ ‪ 9‬م ارس ‪ 2023‬المرس وم رقم ‪ 2.22.431‬الص ادر في ‪ 15‬ش عبان‬
‫‪ 1444‬الموافق ل ‪ 8‬مارس ‪ 2023‬المتعلق بالصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪ 51‬محمد الفروجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.396‬‬
‫‪15‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫ثانيا‪ :‬طرق تحصيل الديون المهنية‬

‫بقيت االشارة الى مسألة تحصيل الدين المهني اذ غالبا ما تعمد المؤسسة البنكية المحال‬
‫لها من تخويل زبونها صالحية تحسين الديون المدرجة في قائمة حوالة الديون‬
‫المهنية بواسطة عقد وكالة ثم اداء مبلغ االئتمان الذي منحته إياه مقابل الضمان‪ ،‬بينما يمكن‬
‫للبنك مباشرة استخالص الديون المدرجة في القائمة بنفسه دون الحاجة الى توكيل‬
‫المحيل والذي يبقى من حق المؤسسة البنكية أن تمنع المحال عليه من األداء بين يدي المحيل‪،‬‬
‫وبالتـالي ال يصـح االداء اال إذا تم بين يـدي المؤسسـة البنكيـة‪ .52‬وفي حالـة المنازعـة المتعلقـة‬
‫بوجود أو بنقل أحد تلك الديون‪ ،‬يحق للمحال له أن يثبت بجميع الوسائل أن دينه موضوع‬
‫‪53‬‬
‫المنازعة يدخل في المبلغ اإلجمالي المسجل في القائمة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تسنـيـــــــــد الديون‬

‫يعتبر تسنيد الديون أحد النواتج األساسية لمجموعة من التطورات المالية العالمية وأحد‬
‫أشكال األدوات المالية المستحدثة والتي لها صدى منذ انتشارها في ثمانينيات القرن العشرين‪،‬‬
‫كانت بداية عمليات التسنيد في البورصات األمريكية وكان غرضها حل مشكلة القروض‬
‫اإلسكانية العقارية‪ ،‬ثم انتقل فيما بعد إلى أوربا وبقية العالم‪.‬‬
‫وقد عرف المغرب هذه التقنية سنة ‪ 1999‬حيث صدر القانون ‪ 10.98‬المتعلق بتسنيد الديون‬
‫الرهنيـة‪ 54‬كـأول قـانون متعلـق بعمليـات تسـنيد قـروض الـرهن العقـاري والمؤسـس كـذلك لسـوق‬
‫الرهن العقارية بالمغرب‪ ،‬حيث توسعت إمكانيات التمويل عن طريق هذا النوع من‬
‫‪56‬‬
‫القـروض‪ 55،‬وقـد تمت أول عمليـة تسـنيد بـالمغرب من طـرف القـرض العقـاري والسـياحي ‪CIH‬‬
‫خالل سنة ‪ 2001‬وبمساهمة أول شركة مغربية للتسنيد المسماة "المغاربية للتسنيد"‬
‫‪57‬‬
‫‪.)Maghreb Titrisation.) MT‬‬

‫‪ 52‬الحسين حمداوي‪ ،‬محمد بالعايدي‪ ،‬مرجع سابق‬


‫‪ 53‬المادة ‪ 531‬من مدونة التجارة‬
‫‪ 54‬القانون رقم ‪ 10.98‬المتعلق بتسنيد الديون الرهنية‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.99.193‬في ‪ 13‬من جمادى األولى‬
‫‪ 25( 1420‬أغسطس ‪ ،)1999‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 4726‬بتاريخ ‪ 16/09/1999‬الصفحة ‪2270‬‬
‫‪ 55‬أدى التراجع الملحوظ في نسبة القروض من طرف المؤسس ات المالي ة لتموي ل الس كن االجتم اعي في المغ رب‪ ،‬من ذ‬
‫صدور قانون ‪ 1993‬المتعلق بنشاط مؤسسات االئتمان ومراقبتها (والذي تم تعديله والغ اؤه بم وجب الق انون رقم ‪34.03‬‬
‫والقانون رقم ‪ )103.12‬نتيجة التغيرات الهيكلية التي ش هدتها مؤسس ة الق رض العق اري والس ياحي بمقتض ى أحك ام ه ذا‬
‫القانون‪ ،‬أدى إلى صعوبات في تمويل الشطر األول من البرنامج الوط ني ‪ 200‬أل ف س كن اجتم اعي‪ ،‬الش يء ال ذي أث ار‬
‫انتباه المسؤولين الحكوميين إلى الخلل الحاصل والمشاكل التي تعتري نظام تمويل الس كن ب المغرب‪ ،‬وأم ام ه ذه الوض عية‬
‫المستعصية تم البحث عن أساليب وصيغ جديدة من شأنها إش راك ومس اهمة القط اع البنكي في تموي ل الس كن االجتم اعي‬
‫على المدى الطويل‪ ،‬وذلك بغية تغطية العجز الحاصل في هذا المجال عن طريق ترويج األموال الض خمة المجم دة ل ديها‪،‬‬
‫ولهذه األسباب وغيرها تم إصدار القانون المتعلق بتسنيد الديون الرهنية‪ ،‬والذي ساهم صدوره في خلق سوق رهني ة أولي ة‬
‫وثانوية بالمغرب بشكل فعلي‪،‬‬
‫‪56‬‬
‫‪Crédit Immobilier et Hôtelier‬‬
‫‪16‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫وتأكيدا على نجاح هذه التجربة فقد صدر القانون ‪ 33.06‬المتعلق بتسنيد األصول‪ ،58‬حيث‬
‫وسع المشرع من طبيعة الديون التي يمكن تسنيدها وكذا من األطراف التي يمكن لها اللجوء‬
‫إلى هذه التقنية التي تتميز بالتمويل المباشر‪.‬‬
‫ولإللمام بهذه العملية نرى من الضروري التطرق بداية لإلطار النظري لعملية التسنيد‬
‫(المطلب األول)‪ ،‬ثم دراسة اإلطار التطبيقي لهذه العملية (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اإلطار النظري لعملية التسنيد‬

‫كما تمت اإلشارة إليه فقد عرف المغرب تقنية التسنيد سنة ‪ 1999‬حيث صدر القانون‬
‫‪ 10.98‬المتعلق بتسنيد الديون الرهنية كأول قانون متعلق بعمليات تسنيد قروض الرهن‬
‫العقاري والمؤسس كذلك لسوق الرهن العقارية بالمغرب‪ ،‬وبعد نجاح هذه التجربة توالت‬
‫النصوص القانونية التي سعى من خاللها المشرع إلى توسيع نطاقها سواء من حيث الديون‬
‫القابلة للتفويت أو من حيث األطراف المتدخلة‪.‬‬
‫وللوقوف على ماهية التسنيد وإطاره النظري‪ ،‬سوف نتطرق في هذا المطلب إلى قسمين‬
‫أساسيين‪ ،‬حيث سنبدأ بمفهوم عملية التسنيد (الفقرة األولى)‪ ،‬ثم ننتقل للتعرف على األطراف‬
‫المتدخلة في هذه العملية (الفقرة الثانية)‬

‫الفقرة أولى‪ :‬مفهوم عملية التسنيد‬

‫للوقوف على مفهوم التسنيد في القانون المغربي سنبدأ بتعريف بعملية تسنيد الديون‬
‫(أوال)‪ ،‬ثم ننتقل للحديث عن الديون التي تخضع لهذه العملية (ثانيا)‬

‫أوال‪ :‬تعريف تسنيد الديون‬

‫التسنيد ترجمة للمصطلح الفرنسي ‪ ،Titrisation‬وللمصطلح اإلنجليزي‬


‫‪ ،Securitization‬وتطلق عليه بعض التشريعات كذلك مصطلح التوريق كما هو الحال‬
‫بالنسبة للمشرع الجزائري‪.‬‬
‫أما فقهيا فيمكن تعريف التسنيد بأنه أداة مالية مستحدثة تفيد قيام مؤسسة مالية بحشد مجموعة‬
‫من الديون المتجانسة والمضمونة كأصول‪ ،‬ووضعها في صورة دين واحد معزز ائتمانيا ثم‬

‫‪ 57‬تعد "المغاربية للتسنيد" شركة مغفلة برأس مال يقدر بـ ‪5.000.000,00‬درهم‪ ،‬حيث تع ود ‪24,33 %‬من ه للق رض‬
‫العقاري والسياحي و ‪ 26,33%‬لصندوق اإليداع والتدبير ‪CDG‬تعتبر كأول شركة مغربية متخصصة في الهندس ة المالي ة‬
‫والودائع وفي إدارة أو تدبير كل صناديق التوظيف الجم اعي للتس نيد‪ ،‬وق د تم إنش اء (‪ )MT‬في أبري ل ‪ ،2001‬حيث تع د‬
‫اليوم كرائدة في مجال التسنيد بالمنطقة وهي ش ركة متخصص ة في ال تركيب الم الي والق انوني له ذا الن وع من الص ناديق‬
‫وتتكفل كذلك بإدارة هذه األخيرة‪ .‬للمزيد المرجو االطالع على‪ :‬علقمة مليكة‪" ،‬دراسة تحليلية لتجربة المملكة المغربي ة في‬
‫مجال عمليـــات التوريق (التسنيد)"‪ ،‬لمجلة الجزائرية لالقتصاد والمالية‪ ،‬العدد‪ 09 :‬أبريل ‪ .2018‬ص ‪ 12‬ومايليها‬
‫‪ 58‬ظه ير ش ريف رقم ‪ 1.08.95‬ص ادر في ‪ 20‬من ش وال ‪ 20( 1429‬أكت وبر ‪ )2008‬بتنفي ذ الق انون رقم ‪33.06‬‬
‫المتعلق بتسنيد الديون‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5684‬الصادرة بتاريخ ‪ 21‬ذو القعدة ‪ 20( 1429‬نوفمبر ‪.)2008‬‬
‫‪17‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫عرضه على الجمهور من خالل منشأة متخصصة لالكتتاب في شكل أوراق مالية‪ ،‬تقليال‬
‫‪59‬‬
‫للمخاطر‪ ،‬وضمانا للتدفق المستمر للسيولة النقدية للبنك‪.‬‬

‫إذن فالتسنيد هو أداة مالية جديدة لتمويل الديون الى أوراق مالية من خالل قيام مؤسسة‬
‫مالية بحشد مجموعة من الديون المتجانسة ‪ ،‬والمضمونة كأصول‪ ،‬ووضعها في صورة دين‬
‫واحد معزز ائتمانيًا‪ ،‬وموزع على شكل أوراق مالية متساوية القيمة ‪ ،‬قابلة للتداول تقليًال‬
‫للمخاطر‪ ،‬وضمانًا للتدفق المستمر للسيولة النقدية للبنك‪ ،‬وبعبارة موجزة‪ :‬تحويل الديون‬
‫‪60‬‬
‫المضمونة من المقرض األساسي الي مقرضين آخرين‪.‬‬

‫كما تم تعريفه من قبل موقع شركة (المغاربية للتسنيد) بما يلي‪ " :‬التسنيد هو أسلوب مالي يتم‬
‫من خالله تحويل األصول غير السائلة التي يحتفظ بها أصحابها بشكل عام (المؤسسات‬
‫المبادرة التي تسعى إلى التمويل) حتى تاريخ االستحقاق إلى أوراق مالية قابلة للتداول في‬
‫‪61‬‬
‫سوق رأس المال من خالل تحويلها النهائي أو المؤقت إلى صندوق التوريق‪".‬‬

‫ويمكن أن نوجز هذه التعاريف‪ ،‬فنقول أن التسنيد هو القيام بتحويل مجموعة من الديون‬
‫المتجانسة من حيث اآلجال والفوائد إلى أوراق مالية (سندات دين) تعرض لالكتتاب فيها‪.‬‬
‫ونجد أن تعريف المشرع المغربي للتسنيد قد تطور بتوالي التعديالت التي طالت القانون‬
‫المتعلق بالتسنيد توالت النصوص القانونية التي سعى من خاللها المشرع إلى التوسيع من‬
‫طبيعة الديون التي يمكن تسنيدها وكذا األطراف التي يمكن لها اللجوء إلى هذه التقنية التي‬
‫تتميز بالتمويل المباشر‪.‬‬

‫جدول التطور التاريخي للتسنيد بالمغرب‬


‫من إعداد الطالب الباحث‬

‫‪ 59‬عجيل جاسم النشمي‪ " ،‬التوريق والتصكيك وتطبيقاتهما"‪ ،‬بدون ذكر المطبعة ‪2009‬م‪ ،‬الصفحة ‪.3‬‬
‫‪ 60‬خالد عبد الباقي‪" ،‬التوريق وأهميته للسوق العقاري المصري"‪ ،‬مقال منشور بموقع ‪ LinkedIn‬على الراب ط المختص ر‬
‫التالي‪ ، https://2u.pw/Lt324PP :‬بت اريخ ‪ ،07.05.2017‬تم االطالع علي ه بت اريخ ‪ 19.02.2024‬على الس اعة‬
‫‪16:28‬‬
‫‪ 61‬موقع شركة "المغاربية للتسنيد" على الراب ط الت الي‪https://www.maghrebtitrisation.ma/fr/titrisation- :‬‬
‫‪ au-maroc‬تم االطالع عليه في ‪ ،18.02.2024‬على الساعة ‪.16.54‬‬
‫‪18‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫نجد المشرع قد عرف التسنيد في المادة الثانية من القانون رقم ‪ 10.98‬المتعلق بتسنيد‬
‫الديون الرهنية بما يلي‪ " :‬التسنيد‪ :‬العملية المالية المتمثلة في قيام صندوق توظيف جماعي‬
‫للتسنيد بشراء ديون رهنية يؤدى ثمنها بواسطة حصيلة إصدار حصص ممثلة لتلك الديون‬
‫وعند االقتضاء بواسطة حصيلة إصدار اقتراض سندي معتمد على تلك الديون وذلك وفقا‬
‫لألحكام الواردة في هذا القانون"‪.‬‬
‫وعرفه بموجب المادة الثانية من القانون رقم ‪ 33.06‬بأنه "العملية المالية المتمثلة في‬
‫قيام صندوق توظيف جماعي للتسنيد بتملك ديون مؤسسة أو مجموعة مؤسسات مبادرة‬
‫بواسطة إصدار حصص وعند االقتضاء سندات دين‪".‬‬
‫بينما جاء البند الثاني من المادة األولى من القانون رقم ‪ 62119.12‬المغير و المتمم‬
‫‪63‬‬
‫للقانون ‪ 33.06‬بتعريف لمجموعة أكبر من العمليات التي تندرج ضمن عمليات التسنيد‬
‫حيث وسع نطاق األصول المقبولة في عملية التسنيد‪ ،‬كما هدف هذا التعديل إلى توضيح قواعد‬
‫سير أقسام صناديق التوظيف الجماعي للتسنيد وقواعد سيولتها وتنسيق إجراءات منح رأي‬

‫‪ 62‬ظهير شريف رقم ‪ 1.13.47‬صادر في فاتح جمادى األولى ‪ 13( 1434‬مارس ‪ )2013‬بتنفيذ القانون رقم ‪119.12‬‬
‫المغير والمتمم للقانون رقم ‪ 33.06‬المتعل ق بتس نيد ال ديون والق انون رقم ‪ 24.01‬المتعل ق بعملي ات االس تحفاظ‪ ،‬منش ور‬
‫بالجريدة الرسمية عدد ‪ ،6184‬الصفحة ‪5920‬‬
‫‪ 63‬جاء في البند الثاني من المادة األولى من القانون رقم ‪ 119.12‬بأن "التسنيد هي العملية المالية المتمثلة بالنسبة لصندوق‬
‫توظيف جماعي للتسنيد‪ ،‬في إصدار سندات إلنجاز العمليات التالية‪ - 1 :‬تملك بشكل دائم أو مؤقت أصول مؤهل ة كم ا ه و‬
‫مش ار إليه ا في الم ادة ‪ 16‬من ه ذا الب اب ل دى مؤسس ة أو مجموع ة مؤسس ات مب ادرة ‪ -2‬أو منح ق روض لمؤسس ة أو‬
‫لمجموعة مؤسسات مبادرة بهدف «تمويل تملك أو حيازة أصول مؤهلة تستفيد من ضمانات متعلق ة به ذه األص ول ‪ - 3‬أو‬
‫ضمان مخاطر قرض أو تأمين‪ .‬يعتبر جزءا ال يتجزأ من عملية التسنيد‪ ،‬استغالل األصول المؤهلة وكراؤها وإعادة بيعها‪،‬‬
‫وإبرام عقود التغطية‪ ،‬وبصفة عامة‪ ،‬جميع العمليات األخرى الالزم ة إلنج از ك ل حص يلة ناتج ة عن األص ول الم ذكورة‬
‫بغرض تمويل تكاليف هذه العملية ومكافأة حاملي السندات وتس ديد س نداتهم عن د االقتض اء‪ .‬تح دد بنص تنظيمي الش روط‬
‫المتعلقة بالقواعد االحترازية والمراقبة وكيفيات إنجاز عمليات التسنيد المشار إليها في (‪ )2‬و (‪ )3‬أعاله‪".‬‬
‫‪19‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫بالموافقة لشهادات الصكوك أحكام القانون البنكي الجديد‪ 64،‬فنظرا للتطور الذي شهدته‬
‫الصكوك على مستوى دولي واسع‪ ،‬وسع المشرع المغربي بدوره نطاق التسنيد من خالل فتح‬
‫بـاب إمكانيـة اصـدار الصـكوك‪ 65‬ألول مـرة بمقتضـى هـذا القـانون بمـا يتماشـى مـع المجهـودات‬
‫المبذولة في سبيل إصالح وتطوير هذا القطاع خاصة فيما يتعلق بمواكبة المالية التشاركية‬
‫التي اعتبرها طيف من المهتمين إنجازا مهما يعزز المنظومة البنكية المغربية‪ ،‬ويطور أداءها‬
‫تحديدا في الشق المتعلق بالصكوك مع الحرص على مطابقتها ألحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫وللتسنيد خصوصيات عديدة بالنظر لطابعه االقتصادي على اعتبار أنه وليد عالم المال‬
‫واألعمال‪ ،‬وعليه فإن المشرع المغربي قد ميزه ببعض األحكام التي تختلف عن تلك المتعلقة‬
‫بنقـل الحقـوق الـواردة في ظهـير االلتزامـات والعقـود‪ 66،‬لعـل أبرزهـا اسـتبعاد أحكـام الفصـل‬
‫‪ 67190‬بحيث أنه إذا كانت القاعدة العامة المطبقة على حوالة العقد العادية‪ ،‬أنه ال يجوز أن‬
‫ترد الحوالة على الحقوق المحتملة‪ ،‬فإن التشريعات الحديثة أجازت تسنيد الديون المحتملة‬
‫والمتنازع فيها‪ ،‬وهو نفس االتجاه الذي سار عليه المشرع المغربي في إطار المادة الثالثة من‬
‫القانون رقم ‪.119.12‬‬
‫‪68‬‬
‫باإلضـافة إلى اسـتبعاده ألحكـام الفصـل ‪ 192‬المتعلقـة ببطالن حوالـة الحـق المتنـازع فيهـا وكـذا‬
‫الفصل ‪ 69195‬المتعلقة بتبليغ الحوال للمدين تبليغا رسميا أو قبوله إياها في محرر ثابت‬
‫التاريخ‪.‬‬

‫ومن هنا يتضح لنا أن حوالة التسنيد ‪-‬كما هو الحال بالنسبة لحوالة الحقوق المهنية‪-‬‬
‫اتسمت بالتخفيف من الشروط الشكلية المنصوص عليها في حوالة الحق المدنية فقد نصت‬
‫المادة ‪ 20‬من القانون رقم ‪ 119.12‬على أنه يتم تفويت الديون التي يمكن تسنيدها من قبل‬
‫المؤسسة المبادرة إلى صندوق التوظيف الجماعي للتسنيد‪ ،‬بمجرد تسليم مستند إلى مؤسسة‬
‫التدبير‪ ،‬وهو األمر نفسه بالنسبة لحوالة الحقوق المهنية‪ ،‬التي تتم بمجرد تسليم القائمة لمؤسسة‬
‫‪ 64‬تنص المادة ‪ 6‬من نفس القانون على أن "السندات التي يمكن لصندوق توظيف جماعي للتسنيد إصدارها هي الحص ص‬
‫واألسهم وسندات الدين وشهادات الصكوك‪"...‬‬
‫‪ 65‬عرف القانون ‪ 119.12‬من خالل المادة ‪ 1 - .7‬من ‪ -‬شهادات الصكوك بأنها "سندات ممثلة لحق انتف اع مش اع لك ل‬
‫حامل في أصول مؤهلة تم تملكها أو في طور التملك أو في استثمارات منجزة أو في طور اإلنجاز من طرف مص در ه ذه‬
‫السندات‪ .‬تحدد الخصائص التقنية لشهادات الصكوك التي توظف ل دى المس تثمرين المقيمين وك ذا كيفي ات إص دارها بنص‬
‫تنظيمي بعد استطالع رأي لجنة الشريعة للمالية المشار إليها في المادة ‪ 2.7‬أدناه‪ .‬يشترط قبل إصدار أي شهادات ص كوك‬
‫توظف لدى المستثمرين المقيمين الحصول على شهادة المطابقة ألحكام الشريعة لدى لجنة الشريعة للعالية المشار إليه ا في‬
‫المادة ‪ 2.7‬أدناه‪"...‬‬
‫‪ 66‬الظهير الشريف الصادر في ‪ 9‬رمضان ‪ 12( 1331‬أغسطس ‪ )1913‬بمثابة قانون االلتزامات والعقود‬
‫‪ 67‬تنص المادة ‪ 190‬من ظهير االلتزامات والعقود على‪ :‬يجوز أن يرد االنتقال على الحقوق أو الديون ال تي لم يح ل أج ل‬
‫الوفاء بها‪ ،‬وال يجوز أن ي رد على الحق وق المحتمل ة"‪ ،‬بحيث ال تطب ق على ص ناديق التوظي ف الجم اعي للتس نيد أحك ام‬
‫الفص ول ‪ 190‬و‪ 192‬و‪ 195‬ومن ‪ 960‬إلى ‪ 981‬من ظه ير االلتزام ات والعق ود‪ ،‬وذل ك بمقتض ى الفق رة الس ابعة من‬
‫الم ادة ‪ 3‬من الق انون رقم ‪ 33.06‬المتعل ق بتس نيد ال ديون والمغ ير والمتمم للق انون رقم ‪ 35.94‬المتعل ق ببعض س ندات‬
‫الديون القابلة للتداول والقانون رقم ‪ 24.01‬المتعلق بعمليات االستحفاظ‪.‬‬
‫‪ 68‬تنص ال ‪ 192‬من ظهير االلتزامات والعقود على أنه "تبطل حوالة الحق المتنازع فيه‪ ،‬ما لم تتم بموافقة المدين المحال‬
‫عليه ويعتبر الحق متنازعا فيه‪ ،‬في معنى هذا الفصل‪ ،‬إذا كان هن اك ن زاع في ج وهر الح ق أو ال دين نفس ه عن د ال بيع أو‬
‫الحوالة‪ ،‬أو كانت هناك ظروف من شأنها أن تجعل من المتوقع إثارة منازعات قضائية جدية حول جوهر الحق نفسه‪".‬‬
‫‪ 69‬تنص المادة ‪ 194‬من ظهير االلتزامات والعقود على أنه " الحوالة التعاقدية لدين أو لحق أو لدعوى تصير تامة برضى‬
‫الطرفين‪ ،‬ويحل المحال له محل المحيل في حقوقه ابتداء من وقت هذا التراضي‪".‬‬
‫‪20‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫االئتمان وبالرغم من هذا التشابه بين حوالة التسنيد وحوالة الحقوق المهنية فإنه توجد بعض‬
‫االختالفات تميز بينهما‪ ،‬فهي من جهة أن المحال إليه في حوالة الحقوق المهنية هو مؤسسة‬
‫ائتمان‪ ،‬أما في حوالة االئتمان فهو مؤسسة التدبير الممثلة لصندوق التسنيد‪ ،‬ومن جهة ثانية‬
‫‪70‬‬
‫فإن قائمة حوالة الحقوق المهنية قابلة للتظهير على عكس حوالة التسنيد التي ال تقبل ذلك‪.‬‬

‫تنبغي اإلشارة في النهاية إلى أن اثار حوالة التسنيد على دائنين المؤسسة المحيلة في‬
‫القانون المغربي‪ ،‬تسري ابتداء من التاريخ الذي تضعه مؤسسة التدبير على مستند الحوالة‪،‬‬
‫من جهة أخرى فإن المشرع المغربي لم يشترط علم المدنيين المحال عليهم بحوالة التسنيد‬
‫لتسري آثارها عليهم‪ ،‬وإنما تصبح نافذة في حقهم منذ التاريخ المحدد في مستند الحوالة عند‬
‫‪71‬‬
‫تسليمها لمؤسسة التدبير‪.‬‬
‫نظم المشرع المغربي حوالة الديون المهنية في مدونة التجارة‪ ،‬باعتبارها صورة خاصة‬
‫لحوالة الدين‪ ،‬ولعل المالحظة األساسية التي يمكن استنتاجها بمجرد إلقاء نظرة سريعة على‬
‫هذا النوع من الحوالة‪ ،‬أنها تهدف إلى تسهيل إجراء المعامالت التجارية سواء بين األشخاص‬
‫الطبيعيين أو االعتبارية‪ ،‬السيما من حيث توفير السيولة المالية في الحال إضافة إلى ما يوفر‬
‫من ضمان للقروض الممنوحة‪.‬‬

‫وتتشابه آلية حوالة الديون المهنية مع آلية تسنيد الديون‪ ،‬حيث تتميز هذه اآلليات بالتخلي‬
‫عن اإلجراءات البطيئة واإلكراهات المقررة في حوالة الحق العادية‪ ،‬لتقترب أكثر من تداول‬
‫األوراق التجارية بل لتتماثل معها من حيث سرعة االنتقال وضماناتها‪ ،‬حيث لم تعد هناك‬
‫فوارق كثيرة بين نظام الحوالة ونظام التداول فيما يتعلق بحوالة الديون المهنية وحوالة‬
‫التسنيد‪ ،‬واختفت فيهما التفرقة بين شروط الصحة والنفاذ فلم تعد هناك شروط النعقاد الحوالة‬
‫‪72‬‬
‫وأخرى لنفاذها‪.‬‬
‫فقد نص المشرع المغربي على أن التفويت المستندي للديون من لدن المؤسسة المبادرة‬
‫إلى صندوق التوظيف الجماعي للتسنيد‪ ،‬يتم بمجرد تسليم المستند إلى مؤسسة التدبير‬
‫واإليداع‪ ،‬فبمجرد إيداع المستند يتم انتقال ملكية الديون إلى صندوق التوظيف الجماعي‬
‫للتسنيد‪ ،‬وهو األمر نفسه بالنسبة لحوالة الديون المهنية التي تتم بمجرد تسليم القائمة لمؤسسة‬
‫‪73‬‬
‫االئتمان‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الديون الرهنية القابلة للتسنيد‬

‫‪ 70‬عبد الكريم العيوني‪" ،‬انتقال االلتزام دراسة مقارنة في ضوء التطبيقات المعاصرة"‪ ،‬مطبعة دار نشر المعرف ة‪ ،‬الطبع ة‬
‫األولى ‪ ،2016‬الصفحة ‪ 162‬و‪163‬‬
‫‪ 71‬عبد الرحمان الشرقاوي‪" ،‬القانون المدني دراسة حديثة للنظرية العام ة لالل تزام على ض وء تأثره ا بالمف اهيم الجدي دة‬
‫للقانون االقتصادي"‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2016‬الصفحة ‪.132‬‬
‫‪ 72‬عبد الكريم العيوني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪167‬‬
‫‪ 73‬نصت المادة ‪ 534‬من القانون رقم ‪ 15.95‬المتعلق بمدون ة التج ارة أن ه "يس ري مفع ول الحوال ة م ا بين األط راف‪،‬‬
‫ويواجه به األغيار‪ ،‬من التاريخ المدون على القائمة إذا ك انت على س بيل التف ويت‪ ،‬وابت داء من ت اريخ تقيي دها في الس جل‬
‫الوطني اإللكتروني للضمانات المنقولة في مواجهة األغيار إذا قدمت على سبيل الضمان‪"...‬‬
‫‪21‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫لقد تناول المشرع المغربي في البند الثالث من المادة الثانية من القانون القديم رقم‬
‫‪ 10.98‬الديون الرهنية التي تخضع للتسنيد وحددها حصرا في الديون الممثلـة لقروض‬
‫مضمونة برهون عقارية من الرتبة األولى‪.‬‬
‫وبالرغم من أن المشرع لم يحدد في هذه المادة مصدر الرهون التي يجب أن تضمن بها‬
‫الديون لتكون قابلة للتسنيد‪ ،‬إال أنه على األقل حددها من حيث المحل الذي تنصب عليه‪ ،‬حيث‬
‫أن المشرع نص في القانون السالف على أن الديون المراد تسنيدها يجب أن تكون مضمونة‬
‫‪75‬‬
‫برهون عقارية‪ 74،‬دون أن يستثني أي نوع من أنواع الرهون‪.‬‬

‫وبعد إصدار القانون رقم ‪ 33.06‬الجديد‪ ،‬قام المشرع بتوسيع دائرة الديون التي يمكن‬
‫تسـنيدها‪ ،‬وذلـك من خالل المـادة ‪ 16‬من ذات القـانون‪ 76،‬ويتضـح من خالل هـذه المـادة بـأن‬
‫المشرع قد وسع من نطاق الديون التي تشملها عملية التسنيد‪ ،‬بعدما كانت في ظل المادة الثانية‬
‫من القانون القديم رقم ‪ 10.98‬تطبق على نوع واحد وهو الديون وهي التي تكون مضمونة‬
‫برهون عقارية‪ ،‬فيما أصبحت على ضوء المادة ‪ 16‬من القانون الجديد رقم ‪ 33.06‬تشمل‬
‫الديون التي تتوفر على ضمانات رهنية تكون في حيازة الهيئات غير تلك الحائزة على الديون‬
‫المشار إليها ذات المادة‪ ،‬وكذلك سندات الديون خاصة تلك القابلة للتداول والتي ينظمها القانون‬
‫رقم ‪ 7735.94‬الـتي يمثـل كـل واحـد منهـا حـق دين على الهيئـة الـتي تصـدرها والقابلـة للتحويـل‬
‫بقيدها في حساب أو عن طريق التداول‪ ،‬باستثناء السندات التي تمكن بطريقة مباشرة أو غير‬
‫مباشرة من المشاركة في رأسمال شركة‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫عالوة على ذلـك‪ ،‬فقـد اشـترط المشـرع المغـربي في الـديون القابلـة للتسـنيد بمـوجب المـادة ‪18‬‬
‫من القانون رقم ‪ 33.06‬أال تكون محل منازعة جدية وأن تكون في تاريخ تفويتها خالية من‬
‫‪79‬‬
‫أي احتمال لعدم تحصيلها‪.‬‬

‫وكما سبقت اإلشارة إليه‪ ،‬فقد تم تعديل القانون ‪ 33.06‬بموجب القانون رقم ‪119.12‬‬
‫الـذي أصـبح يـتيح إمكانيـة تسـنيد الـديون المسـتقبلية‪ 80‬والـتي كـانت ممنوعـة في البدايـة‪ ،‬حيث نص‬

‫‪ 74‬حيداس محمد علي‪" ،‬عملية تسنيد الديون الرهنية ودورها في حماية الدائن المرتهن"‪ ،‬مجلة الباحث للدراسات القانوني ة‬
‫والقضائية‪ ،‬العدد ‪ ،41‬أبريل ‪ ،2022‬الصفحة ‪.109‬‬
‫‪ 75‬ويعتقد أحد الباحثين بأن الرهن المقصود في قانون تسنيد الديون الرهنية هو الرهن الرسمي سواء الرضائي أو الجبري‬
‫دون الحيازي‪ ،‬على أساس أن نق ل الحي ازة من ش أنه أن يعط ل تط ور آلي ة الق رض الره ني عموم ا وآلي ة تس نيد ال ديون‬
‫خصوصا‪ .‬للمزيد أنظر‪ - :‬سفيان ادريوش‪" ،‬تسنيد الديون الرهنية –مقاربة قانونية ومالية‪ ،"-‬أطروح ة لني ل ال دكتوراه في‬
‫القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانوني ة واالقتص ادية واالجتماعي ة‪ ،‬جامع ة محم د األول‪ ،‬وج دة‪ ،2004.2005 ،‬الص فحة‬
‫‪.163‬‬
‫‪ 76‬راجع المادة ‪ 16‬من القانون رقم ‪ 33.06‬كما تم تعديله وتتميمه‬
‫‪ 77‬ظهير شريف رقم ‪ 1.95.3‬ص ادر في ‪ 24‬ش عبان ‪26( 1415‬ين اير ‪ )1995‬بتنفي ذ الق انون رقم ‪ 35.94‬المتعل ق‬
‫ببعض س ندات ال ديون القابل ة للت داول (المتمم بالق انون رقم ‪ 35.96‬والق انون رقم ‪ ،33.06‬جري دة رس مية ع دد ‪4293‬‬
‫بتاريخ ‪ ،08.08.1995‬الصفحة ‪.294‬‬
‫‪ 78‬راجع المادة ‪18‬من قانون ‪33.06‬‬
‫‪ 79‬حيداس محمد علي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.112‬‬
‫‪ 80‬وهي ديون مقدمة الميالد أي متوقعة لتمويل مستقبلي‪ ،‬انظر عبد الكريم العيوني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪161‬‬
‫‪22‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫على أن األصول المؤهلة هي الديون الناتجة عن عقد أبرم سابقا أو يبرم الحقا سواء تم تحديد‬
‫‪81‬‬
‫مبلغها أو تاريخ استحقاقها أم ال‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المؤسسات الفاعلة في عملية التسنيد‬

‫تشكل عملية التسنيد إحدى مظاهر الربط بين اقتصاد المديونية واقتصاد أسواق‬
‫الرساميل وهو ربط يستلزم إيجاد آليات بديلة لآلليات التقليدية على المستوى الكمي والكيفي‬
‫لضمان التدفقات المالية التي من شأنها خلق مناخ اقتصادي ومالي في مستوى التحديات‬
‫الواقعيـة الجديـدة‪ 82،‬وتـرمي عمليـة تسـنيد الـديون في أسـمى أهـدافها إلى إعـادة التمويـل من خالل‬
‫استفادة الدائنين من الديون المتوفرة لديهم‪ ،‬خاصة المؤسسات البنكية واالئتمانية التي تستفيد‬
‫من الديون المتوافرة لديها إلعادة تمويل ذاتها‪ ،‬وذلك عبر تفويتها إلى وحدة قانونية جديدة‬
‫سميت بصندوق التوظيف الجماعي للتسنيد‪ ،‬هذا األخير يقوم بتمويل شراء الديون من‬
‫المؤسسات المذكورة عن طريق إصدارات أو سندات ممثلة لتلك الديون والموجهة أساسا‬
‫للمستثمرين‪ ،‬ويتم تدبير هذا الصندوق من طرف مؤسسة قانونية سماها قانون تسنيد الديون‬
‫بمؤسسة التدبير واإليداع‪.‬‬

‫وبالتالي فعملية تسنيد الديون ال تكتمل خيوطها إال من خالل تدخل مجموعة من‬
‫المؤسسات لتحريك العملية المذكورة والممثلين في المؤسسة المبادرة‪ ،‬كذلك صندوق‬
‫التوظيف الجماعي للتسنيد‪ ،‬وأخيرا مؤسسة التدبير واإليداع‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المؤسسة المبادرة وصندوق التوظيف الجماعي للتسنيد‬

‫تعتبر كل من المؤسسة المبادرة وكذا صندوق التوظيف الجماعي للتسنيد من أهم وأبرز‬
‫أطراف عملية تسنيد الديون‪ ،‬لذلك سنتطرق تباعا لكال الطرفين فيما يلي‪:‬‬

‫‪ )1‬المؤسسة المبادرة‬
‫إن المشرع المغربي اعتبر المؤسسة المفوتة للديون كأحد المتدخلين األساسيين وصاحبة‬
‫المبادرة الرئيسية في عملية التسنيد مراعيا في ذلك الهدف والفلسفة التي أطرت صدور‬
‫واعتماد آلية تسنيد الديون وهي إعطاء دفعة قوية للسوق الرهنية وإيجاد وسيلة مالية لضمان‬
‫تمويل القطاع العقاري وخاصة القطاع السكني الذي عرف عجزا على مستوى التمويل‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار عمد القانون ‪ 98.10‬القديم إلى تعريف المؤسسة المبادرة في المادة‬
‫الثانية منه‪ ،‬بأنه "كل مؤسسة ائتمان معتمدة وفقا للنصوص التشريعية التي تنظمها حائزة‬
‫لديون رهنية ترغب في التخلي عنها جزءا أو كال في إطار عملية من عمليات التسنيد مجراة‬
‫وفقا ألحكام هذا القانون‪".‬‬

‫‪ 81‬راجع مقتضيات المادة ‪ 16‬من القانون رقم ‪ 119.12‬المغير والمتمم للقانون رقم ‪ 33.06‬المتعلق بتسنيد الديون‪.‬‬
‫‪ 82‬سفيان أدريوش‪" ،‬تسنيد الديون الرهنية مقاربة قانونية ومالية‪ ،‬الجزء األول دراسة تحليلية ونقدية للسوق الرهنية األولية‬
‫والثانوية بالمغرب"‪ ،‬مطبعة األمنية الرابط‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2009‬الصفحة ‪.111‬‬
‫‪23‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫غير أن القانون ‪ 33.06‬الذي تم تغييره وتتميمه بالقانون رقم ‪ 119.12‬المتعلق بتسنيد‬


‫الديون قد عرف المؤسسة المبادرة في المادة الثانية‪ ،‬التي جاء فيها بأنها "‪ -...‬مؤسسة مبادرة‪:‬‬
‫شخص‪ ،‬بما في ذلك الدولة وكل هيئة عمومية أخرى كما هي محددة في القانون رقم ‪69.0083‬‬
‫المتعلق بالمراقبة المالية للدولة على المنشآت العامة وهيئات أخرى‪ ،‬أو هيئة تخضع لتشريع‬
‫خاص‪ ،‬يلجأ لعملية تسنيد كما هو مشار إليها في المادة األولى من هذا الباب‪"...‬‬
‫من خالل ما سبق نالحظ بأن المشرع المغربي باستعماله لعبارة "كل شخص يرغب في‬
‫التخلي عن الديون" في القانون الجديد بدل عبارة "كل مؤسسة ائتمان" في القانون القديم إنما‬
‫سعى إلى توسيع نطاق األشخاص الذين يمكنهم اللجوء إلى التسنيد‪.‬‬
‫و خول قانون التسنيد للمؤسسة دورا هاما على مستوى تسنيد الديون‪ ،‬فكما يدل على ذلك‬
‫اسمها‪ ،‬فإن مبادرة البدء في عملية تسنيد الديون ترجع إليها‪ ،‬فهي تعمل على إعداد محفظة‬
‫الديون المرغوب تفويتها‪ ،‬وتنشئ بمبادرة مشتركة مع مؤسسة التدبير واإليداع صندوق‬
‫توظيف جماعي للتسنيد تفوت إليها تلك الديون وهي التي تقوم بانتقاء وتقدير محفظة ديونها‬
‫المراد تفويتها إلى الصندوق المذكور أعاله وفق شروط اتفاقية التفويت التي تبرمها مع‬
‫مؤسسة التدبير واإليداع ويتم التخلي عن الديون المذكورة إما عن طريق البيع المباشر أو‬
‫‪84‬‬
‫االكتتاب مباشرة في إصدار الدين المشار إليه في البند الثاني من المادة ‪.16‬‬

‫‪ )1‬صندوق التوظيف الجماعي للتسنيد‬


‫يعد صندوق التوظيف الجماعي للتسنيد أهم فاعل من الفاعلين في عملية تسنيد الديون‬
‫الرهنية‪ ،‬وهو عبارة عن ملكية مشتركة ال يتمتع بالشخصية االعتبارية‪ ،85‬وحسب مقتضيات‬
‫المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ 119.12‬ينحصر غرض صناديق التوظيف الجماعي للتسنيد في‬
‫‪86‬‬
‫إنجاز عمليات التسنيد المشار إليها في المادة األولى من ذات القانون‪،‬‬
‫واعتبر المشرع المغربي في قانون ‪ 119.12‬صندوق التوظيف الجماعي ملكية‬
‫مشتركة‪ ،‬باإلضافة إلى أنه نص على كون الحصص تمثل حقوق ملكية مشتركة على مجموع‬
‫أو بعض أصول صندوق التسنيد أو القسم المعني‪ ،‬و استثنى صندوق التوظيف الجماعي من‬

‫‪ 83‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.03.135‬الصادر بتاريخ ‪ 16‬من رمض ان ‪ 11( 1424‬نوفم بر ‪ )2003‬بتنفي ذ الق انون رقم‬
‫‪ 69.00‬المتعلق بالمراقبة المالية للدولة على المنشآت العامة وهيئات أخرى‪ ،‬كما وقع تغييره وتتميمه‪ ،‬جريدة رسمية ع دد‬
‫‪ 5170‬بتاريخ ‪ 23‬من شوال ‪18( 1424‬ديسمبر ‪ ،)2003‬الصفحة ‪.4240‬‬
‫‪ 84‬راجع المادة ‪ 15‬من القانون ‪ 33.06‬المتعلق بتسنيد الديون كما تم تتميمه وتعديله‬
‫‪ 85‬غير أنه يمكن أن يتمتع بالشخصية المعنوية حسب مستجدات المادة ‪ 4‬من قانون ‪ 119.12‬التي نصت على أن‪" :‬يعت بر‬
‫صندوق التسنيد ملكية مشتركة ال تتمتع بشخصية اعتبارية‪ .‬غير أنه يمكن لصندوق التسنيد أن يتمتع بالشخصية االعتباري ة‬
‫تخضع للقانون الخاص بقرار من مؤسسة التدبير مع مراعاة قيد صندوق التسنيد في السجل التجاري‪"...‬‬
‫‪ 86‬ج اء في الم ادة األولى من الق انون ‪ 119.12‬ب أن ص ندوق التوظي ف الجم اعي للتس نيد يق وم بالعملي ة المالي ة للتس نيد‬
‫والمتمثلة في اصدار سندات إلنجاز العمليات التالية‪ - 1 " :‬تملك بشكل دائم أو مؤقت أصول مؤهلة كما هو مشار إليها في‬
‫المادة ‪ 16‬من هذا الباب لدى مؤسسة أو مجموعة مؤسسات مبادرة‪ -2 .‬أو منح قروض المؤسس ة أو لمجموع ة مؤسس ات‬
‫مبادرة بهدف تمويل تملك أو حيازة أص ول مؤهل ة‪ ،‬تس تفيد من ض مانات متعلق ة به ذه األص ول؛ ‪ - 3‬أو ض مان مخ اطر‬
‫قرض أو تأمين‪ .‬يعتبر جزءا ال يتجزأ من عملية التسنيد‪ ،‬استغالل األصول المؤهلة وكراؤها وإع ادة بيعه ا‪ ،‬وإب رام عق ود‬
‫التغطية‪ ،‬وبصفة عامة جميع العمليات األخرى الالزمة إلنجاز كل حص يلة ناتج ة عن األص ول الم ذكورة بغ رض تموي ل‬
‫تكاليف هذه العملية ومكافأة حاملي السندات وتسديد سنداتهم عند االقتضاء‪".‬‬
‫‪24‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫‪87‬‬
‫تطبيق أحكام الفصول من ‪ 960‬إلى ‪ 981‬من ظهير االلتزامات والعقود‬
‫وانطالقا مما سبق‪ ،‬فإن الطبيعة القانونية لهذا الصندوق تثير إشكاال عمليا يتعلق بمحل الملكية‬
‫المشتركة في عملية التسنيد‪ ،‬خصوصا إذا علمنا أن الملكية تنشأ بعد حوالة المؤسسة المبادرة‬
‫لديونها إلى جهاز التسنيد والذي يصدر أوراق مالية لتلك الديون‪ ،‬فهل يعني ذلك أن محل‬
‫‪88‬‬
‫الملكية المشتركة يرد على الديون المحالة؟‬
‫من خالل ما سبق ذكره من كون القانون رقم ‪ 119.12‬على أن الحصص الصادرة عن‬
‫صندوق التسنيد تمثل حقوق ملكية مشتركة على مجموع أو بعض أصول صندوق التوظيف‬
‫الجماعي للتسنيد أو القسم المعني‪ ،‬وهذا يعني أن حق الملكية سيحمل على األصول والتي هي‬
‫الديون المحالة‪ ،‬لكن وكما هو معلوم فإن صاحب الدين يكتسب حقا شخصيا هو حق الدائنية‬
‫وهو عبارة عن رابطة بين شخصين دائن ومدين‪ ،‬بينما حق الملكية هو حق عيني يرد على‬
‫‪89‬‬
‫األشياء‪ ،‬فكيف يمكن أن يرد حق الملكية على الديون؟‬
‫من المسلم به أنه ال يمكن أن تكون العالقة الشخصية موضوعا لحق الملكية‪ ،‬بيد أن‬
‫االحتياج لضمان تداول الديون قد فرض األخذ بالفكرة السابقة وهي أن يكون الدين موضوعا‬
‫لحق الملكية‪ ،‬مما يعني أن هناك مفهوما جديدا للملكية يرد على القيم وليس على األشياء فقط‪،‬‬
‫كما أن زوال الكيان المادي للقيم المنقولة جعل حق الملكية يرد على القيد فيما الحساب‪ ،‬وهذا‬
‫يعني أن حق الملكية يمكن أن يرد على الحقوق الشخصية على عكس ما تذهب إليه النظرية‬
‫‪90‬‬
‫التقليدية التي تجعل حق الملكية ال يرد إال على الحقوق العينية‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬كما تم التنويه سابقا إلى أن عملية التسنيد تتمتع بخصائص متعددة نظرا لطابعها‬
‫االقتصادي وكونها ناتجة عن عالم المال واألعمال‪ ،‬قام المشرع بوضع قوانين خاصة لتنظيم‬
‫هذه العملية‪ ،‬يأتي هذا التنظيم بهدف ضمان فعالية العملية‪ ،‬وبذلك تم تبني قواعد تختلف عن‬
‫القواعد العامة المعروفة‪.‬‬

‫‪ -‬ثانيا‪ :‬مؤسسة اإليداع والتدبير‬

‫تعتبر مؤسستي اإليداع والتدبير كذلك أحد أبرز الفاعلين المهمين في عملية تسنيد‬
‫الديون‪ ،‬ونشير في هذا الصدد إلى أن من األشياء اإليجابية التي جاء بها المشرع المغربي في‬
‫القانون رقم ‪ 33.06‬المغير والمتمم بالقانون ‪ ،119.12‬تأكيده على استقالل هاتين المؤسستين‬
‫‪92‬‬
‫عن بعضهما البعض‪ 91،‬وعليه فإننا سوف نتناول كل مؤسسة على حدة‪.‬‬

‫‪ )1‬مؤسسة التدبير‬
‫‪ 87‬راجع المادة ‪ 4‬من قانون ‪119.12‬‬
‫‪ 88‬الرقراقي يوسف‪ ،‬لمحة عن التفويت المستندي‪ :‬الطبيعة القانونية واألطراف الفاعلة"‪ ،‬مقال منشور بمجلة مغرب القانون‬
‫على الراب ط المختص ر الت الي‪ ، https://2u.pw/pMDEapk :‬بت اريخ ‪ 09.02.2022‬تم االطالع علي ه في‬
‫‪ 19.02.2024‬على الساعة ‪.12.25‬‬
‫‪ 89‬حيداس محمد علي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.118‬‬
‫‪ 90‬عبد الكريم العيوني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.137‬‬
‫‪ 91‬حيث نص المشرع في المادة ‪ 49‬منه على أنه‪" :‬يجب أن يعهد حف ظ أص ول ص ندوق التوظي ف الجم اعي للتس نيد إلى‬
‫مؤسسة إيداع وحيدة مستقلة عن مؤسسة التدبير‪"،...‬‬
‫‪ 92‬الرقراقي يوسف‪ ،‬مرجع سابق‬
‫‪25‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫عرف المشرع المغربي مؤسسة التدبير في البند ‪ 4‬من المادة ‪ 2‬من القانونين رقم‬
‫‪ 33.06‬كما تم تغييره وتتميمه بأنها "كل شخص اعتباري مشار إليه في المادة ‪ 39‬من هذا‬
‫الباب ومكلف بتدبير صندوق توظيف جماعي للتسنيد‪ "،‬بمعنى أن المشرع المغربي قد أوكل‬
‫لهذه المؤسسة مهمة تدبير صندوق التوظيف الجماعي‪ ،‬هذه األخيرة أوجب المشرع في المادة‬
‫‪ 37‬من القانون رقم ‪ 33.06‬أن تتخذ شكل شركة تجارية يكون غرضها الحصري هو إدارة‬
‫‪93‬‬
‫الصندوق المشترك للديون‪ ،‬فضال عن عدد من الشروط المتطلبة في هذه المؤسسة‪.‬‬

‫وقد حدد القانون لهذه المؤسسات مجموعة من المهام وهي مهام التي جاءت على سبيل‬
‫الحصر‪ 94‬منها أنها تقوم بتفويت األصول المؤهلة لحساب صندوق التسنيد الجماعي وفي اسمه‬
‫مع زيادة الضمانات المحتملة وحيازة كل سند أو وثيقة تمثل أو تشكل األصول المذكورة أو‬
‫تتبع لها‪ 95،‬والمشرع المغربي قد نص في المادة ‪ 45‬من القانون رقم ‪ 33.06‬على أن مؤسسة‬
‫التدبير تعد وكيال لصندوق التوظيف الجماعي للتسنيد وممثل له وقد تقوم إن اقتضى الحال‬
‫بأداء رأس المال وكل المبالغ المستحقة وفقا لمقتضيات نظام التسيير‪ 96،‬ويبلغ رأس المال‬
‫‪97‬‬
‫األدنى لمؤسسات التدبير ‪ 2‬مليون درهم‬

‫ويتحتم على مؤسسة التدبير‪ ،‬تبعا لذلك التقييد باألحكام المتعلقة بااللتزامات المترتبة‬
‫على الوكيل والمنصوص عليها في قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬وفي هذا الصدد يمكن التساؤل‬
‫عن الجهة التي وكلت مؤسسة التدبير ما دام أن صندوق التوظيف الجماعي ال يتمتع‬
‫بالشخصية المعنوية التي تمكنه من توكيل غيره للقيام بأعمال لحسابه‪ ،‬وأيضا ليس حاملي‬
‫الحصص والسندات الذين ليس من حقهم توكيل غيرهم للقيام بأعمال لفائدة الصندوق‬
‫المذكور‪ ،‬ثم هل يمكن لصندوق التوظيف الجماعي أن يوكل مؤسسة التدبير ما دام أنه يمكن‬
‫أن يتم تمتيعه بالشخصية االعتبارية حسب ما نصت عليه المادة الرابعة من القانون رقم‬
‫‪98‬‬
‫‪119.12‬؟‬
‫وكإجابة عن التساؤل األول هناك من يرى أن األمر يتعلق بوكالة قانونية‪ ،‬أي أن الموكل‬
‫الحقيقي لمؤسسة التدبير هو المشرع الذي حدد إطار عمل هذه المؤسسة واعتبرها وكيال عن‬
‫صندوق التوظيف الجماعي للتسنيد وحدد اإلطار القانوني والتنظيمي للقيام بأعمال هذه‬
‫‪99‬‬
‫الوكالة‪.‬‬

‫‪ 93‬راجع المادة ‪ 37‬من القانون ‪33.06‬‬


‫‪ 94‬تم التنصيص على مهام مؤسسة التدبير المواد ‪44‬و ‪45‬و ‪46‬و ‪ 47‬من القانون رقم ‪.33.06‬‬
‫‪ 95‬راجع المادة ‪ 44‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ 96‬راجع المادة ‪ 45‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ 97‬الم ادة األولى من ق رار ل وزير االقتص اد والمالي ة رقم ‪ 2562.10‬ص ادر في ‪ 26‬من رمض ان ‪ 6( 1431‬س بتمبر‬
‫‪ )2010‬بتحديد الحد األدنى لرأسمال مؤسسات تدبير صندوق التوظيف الجم اعي للتس نيد‪ ،‬الص ادر في الجري دة الرس مية‬
‫عدد ‪ 5884‬بتاريخ ‪ ،21.10.2010‬الصفحة ‪.4759‬‬
‫‪ 98‬حيداس محمد علي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.123‬‬
‫‪ 99‬سفيان أدريوش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.166‬‬
‫‪26‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫ومما ينبغي اإلشارة إليه في هذا الشأن هو أنه ال يمكن لمؤسسة التدبير ممارسة وظيفتها‬
‫إال بعد اعتمادها من مجلس القيم المنقولة‪ 100،‬بحيث يتم التأكد من أهلية مؤسسة التدبير في‬
‫إدارة الصندوق بما تتوفر عليه من إمكانيات مادية ومالية‪ 101.‬كما يتعين على مؤسسة التدبير‬
‫بالنسبة لما يتعلق بشهادات الصكوك‪ ،‬الحصول على مطابقة كل عملياتها وأنشطتها لآلراء‬
‫بالمطابقة من قبل المجلس العلمي األعلى‪ ،‬وترفع مؤسسة تدبير صندوق التسنيد المصدر‬
‫لشهادات الصكوك إلى نفس المجلس‪ ،‬تقييما حول التقيد باآلراء بالمطابقة عند كل سنة‬
‫‪102‬‬
‫محاسبية‪.‬‬
‫وحددت المادة ‪ 42‬من القانون ‪ 33.06‬حاالت سحب االعتماد من مؤسسات التدبير و‬
‫الذي يجب أن يكون معلال و أن يقرر ويبلغ وفق نفس شكليات منحه ويترتب عليه الشطب من‬
‫قائمة مؤسسات التدبير المشار إليها في المادة ‪ 41‬من نفس القانون‪ ،‬كما يتم تصفية مؤسسة‬
‫التدبير المعنية بسحب االعتماد‪ ،‬حيث جاء فيها بأن اإلدارة تقرر سحب االعتماد إما بطلب من‬
‫مؤسسة التدبير أو باقتراح من مجلس القيم المنقولة في حالتين هما‪ :‬عندما تتوقف المؤسسة‬
‫عن استيفاء الشروط التي على أساسها منح إليها االعتماد أو عندما يعتبر هذا السحب بمثابة‬
‫عقوبة تأديبية وفقا ألحكام المادة ‪ 87‬من نفس القانون‪ .‬وتدخل مؤسسة التدبير التي سحب منها‬
‫‪103‬‬
‫االعتماد مرحلة التصفية‪".‬‬

‫‪ )2‬مؤسسة اإليداع‬

‫هي كل شخص مكلف بحفظ أصول صندوق توظيف جماعي للتسنيد بل وعلى مستند‬
‫التفويت وكل وثيقة تضمن صحة األصول وما يتبعها من حقوق وضمانات‪ ،104‬وقد عرفها‬
‫المشرع في المادة ‪ 2‬من القانون ‪ 33.06‬كما تم تعديله وتغييره بالقانون ‪ 119.12‬بأنها "كل‬
‫شخص اعتباري مشار إليه في المادة ‪ 48‬من هذا الباب ومكلف بحفظ أصول صندوق توظيف‬
‫جماعي للتسنيد‪".‬‬
‫وبالرجوع إلى المادة ‪ 48‬من القانون رقم ‪ 33.06‬المغير والمتمم بالقانون رقم ‪119.12‬‬
‫نجد بأن المشرع حصر مزاولة مهام مؤسسة اإليداع في البنوك المعتمدة وفقا للنصوص‬
‫التشريعية التي تنظمها وصندوق اإليداع والتدبير ثم المؤسسات التي يكون مقرها االجتماعي‬
‫بالمغرب والتي يتمثل غرضها في عمليات اإليداع واالئتمان أو الضمان وتدبير األموال‬

‫‪ 100‬المادة ‪ 39‬من نفس القانون تنص على أنه " يجب على كل ش ركة تجاري ة قب ل مزاول ة مهم ة مؤسس ة ت دبير ص ندوق‬
‫توظيف جماعي للتسنيد أن تحصل مسبقا على اعتماد من اإلدارة بعد استطالع رأي مجلس القيم المنقولة‪"...‬‬
‫‪ 101‬كريم تراب‪ " ،‬تسنيد الديون في التشريع المغربي"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن الثاني عين الشق‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،2010-2009 ،‬الصفحة ‪.21‬‬
‫‪ 102‬انظر المواد من ‪ 1-7‬إلى ‪ 5-7‬من القانون ‪ 33.06‬المغير والمتمم بالقانون ‪ 119.12‬المتعلق بتسنيد األصول‪.‬‬
‫‪ 103‬لكن استخدام المشرع لعبارة اإلدارة يطرح إشكاال حول المراد بهذه العبارة الغامضة الشيء الذي ي دفعنا إلى التس اؤل‪:‬‬
‫من هي اإلدارة التي يتحدث عنها المشرع المغربي في هذه المادة؟ مما يكون معه على المشرع إعادة النظر في هذه الم ادة‬
‫نظرا للغموض الذي يشوبها بخصوص عبارة اإلدارة‪ ،‬فهي غامضة نوعا ما‪ ،‬وال تساعد على فهم مقتضيات هذه المادة‪.‬‬
‫‪ 104‬لطيفة العلوي الشريفي‪" ،‬تطور آلية تسنيد الديون في التشريع المغربي"‪ ،‬مجلة عدال ة للدراس ات القانوني ة والقض ائية‪،‬‬
‫عدد ‪ 21‬السنة الرابعة ‪ ،2021‬الصفحة ‪246‬‬
‫‪27‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫وعمليات التأمين وإعادة التأمين‪ 105،‬كما حدد من خالل المادة ‪ 7-7‬من نفس القانون‪،‬‬
‫المؤسسات التي لها حق مزاولة مهام مؤسسة اإليداع بالنسبة لصناديق التسنيد المصدرة‬
‫لشهادات الصكوك حصرا في البنوك التشاركية كما هي محددة في القانون ‪ 103.12‬المتعلق‬
‫بمؤسسات االئتمان والهيئات المعتبرة في حكمها‪ ،‬و نتساءل إذا ما كانت البنوك التقليدية‬
‫يمكنها مشاركة البنوك التشاركية في مزاولة مهام مؤسسة اإليداع بالنسبة لهذه الصناديق‪،‬‬
‫على اعتبار أن القانون ‪ 103.12‬أجاز للبنوك التقليدية مزاولة العمليات التي تدخل في صميم‬
‫اختصاص البنوك التشاركية شرط اعتمادها من طرف والي بنك المغرب بعد استطالع راي‬
‫مؤسسات االئتمان‪.106‬‬
‫و قد حدد المشرع كذلك مهام مؤسسة اإليداع على سبيل الحصر‪ ،‬حيث جاءت المادة‬
‫‪ 49‬من القانون رقم ‪ 33.06‬المغير والمتمم بالقانون رقم ‪ 119.12‬شاملة لهذه المهام‪ ،‬وتتمثل‬
‫مهام مؤسسة اإليداع في حفظ أصول صندوق التوظيف الجماعي للتسنيد وهو مقتضى أساسي‬
‫بالنسبة لمؤسسة اإليداع‪ 107،‬وال يعني هذا أن المودع لديه يصبح مالكا لتلك الموجودات حتى‬
‫يتسنى له حفظها‪ ،‬وإنما هو يحفظ وثائق الديون المحالة‪ ،‬ونتيجة لذلك فإن دائنيه ال يمكنهم‬
‫التنفيذ على موجودات الصندوق ألنها ال تدخل في ذمته المالية‪ ،‬بينما العقود والمستندات‬
‫المتعلقة بالديون المحالة‪ 108‬وجميع توابعها وضماناتها المرتبطة بها‪ ،‬فإنها تبقى المؤسسة‬
‫المكلفة بالتحصيل سواء كان المحيل نفسه أو أي مؤسسة أخرى لتتمكن من أداء مهمة‬
‫‪109‬‬
‫التحصيل المنوط بها‪.‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬تتولى مؤسسة اإليداع وظيفة الرقابة على صحة قرارات مؤسسة‬
‫التدبير‪ ،‬حيث تمتد هذه الرقابة إلى حين تصفية الصندوق‪ ،‬وال يعني هذا أن مؤسسة التدبير ال‬
‫يمكنها القيام بأي مهمة إال بعد الموافقة المسبقة لمؤسسة اإليداع‪ ،‬وإنما كل ما في األمر أن‬
‫تكون هذه األخيرة على علم بكل القرارات‪ ،‬لذلك تعتبر تلك الرقابة الحقة على القرارات التي‬
‫تتخذها مؤسسة التدبير‪.110‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اإلطار التطبيقي لعملية التسنيد‬

‫تأتي مسطرة التسنيد كآلية حيوية تستخدم لتحقيق التمويل من خالل تحريك ديون‬
‫المؤسسات المبادرة‪ ،‬وتمر هذه العملية بمجموعة من المراحل التي تتدخل فيها مختلف‬
‫المؤسسات السابق ذكرها‪ ،‬وهذا ما سنحاول التطرق إليه في هذا المطلب من خالل مسطرة‬

‫‪ 105‬راجع المادة ‪ 48‬من القانون ‪ 33.06‬المغير والمتمم بالقانون ‪.119.12‬‬


‫‪ 106‬المادة ‪ 61‬من القانون ‪ 103.12‬المتعلق بمؤسسات االئتمان والهيئات المعتبرة في حكمها‬
‫‪ 107‬كريم تراب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.28‬‬
‫‪ 108‬بالنسبة لحوالة التفويت المستندي فتتميز بتخليها عن الشكلية التي تفرضها حوالة الحق المدني ة‪ ،‬حيث أص بح باإلمك ان‬
‫انتقال الديون بمجرد تسليم مستند التفويت وتوقيعه من قب ل المؤسس ة المب ادرة دون إخط ار الم دين بالحوال ة‪ ،‬ألن عالقت ه‬
‫بالمؤسسة المبادرة تبقى مستمرة بالرغم من انتقال الحقوق لجهاز التسنيد‪ ،‬فهي سبب من األسباب بالنسبة لتحصيل ال ديون‪،‬‬
‫وفي هذه الحالة البد من إخطار الطرف الم دني ب التغيير الق ائم على التحص يل ح تى يتم تف ادي أداء ال دين م رتين‪ .‬راج ع‬
‫بخصوص ذلك‪ - :‬كريم تراب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪48‬‬
‫‪ 109‬عبد الكريم العيوني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪153‬وما بعدها‬
‫‪ 110‬حيداس محمد علي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.127‬‬
‫‪28‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫تسنيد الديون( الفقرة األولى) على أن نتطرق في ( الفقرة الثانية) إلى آثار عملية التسنيد‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مسطرة عملية التسنيد‬

‫تمر عملية التسنيد بإجراءات ومراحل معينة‪ ،‬وهذه اإلجراءات تتمثل في تفويت الديون‬
‫التي يمكن تسنيدها من طرف المؤسسة المبادرة وذلك عبر مستند التفويت‪ ،‬ثم اتفاقية التفويت‬
‫ثم مرحلة إصدار السندات واالكتتاب فيها‪ ،‬ثم مرحلة تحصيل الديون‪ ،‬لذا للحديث عن مسطرة‬
‫التسنيد سنتحدث عن تفويت الديون واتفاقية التفويت (أوال) ثم إلى إصدار السندات (ثانيا) ثم‬
‫الحديث عن تحصيل الديون (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تفويت الديون واتفاقية التفويت‬

‫‪ )1‬تفويت الديون‬
‫من بين المستجدات التي جاء بها المشرع المغربي في القانون الجديد رقم ‪ ،33.06‬أنه‬
‫وسع من نطاق الديون التي يمكن تسنيدها‪ ،‬باعتباره يخاطب الديون الرهنية والغير الرهنية‪،‬‬
‫بخالف القانون القديم الذي كان يقتصر فقط على الديون الرهنية‪ ،‬وهي ديون مضمونة برهون‬
‫رسمية من الدرجة األولى وتشمل قروضا سكنية وغير متنازع عليها‪ ،‬وخالية من أي احتمال‬
‫‪111‬‬
‫لعدم تحميلها تاريخ تفويتها وتكون من طبيعة واحدة‪.‬‬
‫وبخصوص كيفية إجراء التفويت‪ ،‬فقد جاء في المادة ‪ 20‬من القانون رقم ‪ 33.06‬ما يلي‪ :‬يتم‬
‫تفويت الديون التي يمكن تسنيدها من قبل المؤسسة المبادرة إلى صندوق التوظيف الجماعي‬
‫للتسنيد بمجرد تسليم مستند إلى مؤسسة التدبير‪.‬‬

‫والمالحظ أن تفويت الديون الرهنية والغير الرهنية بواسطة مستند ليس بطريقة جديدة‬
‫داخل التشريع المغربي‪ ،‬حيث سبق للمشرع ان نص عليها األول مرة عند تنظيمه لحوالة‬
‫الديون المهنية‪ ،‬وقد نظم المشرع المغربي هذا النوع من الحوالة بمقتضى المواد من ‪ 529‬إلى‬
‫‪ 536‬من مدونة التجارة‪ ،‬وذلك لدعم الثقة واالئتمان في المجال التجاري‪ ،‬ولتمكين كل فاعل‬
‫اقتصادي من الحصول على التسهيالت االئتمانية يقدمها البنك بمجرد تسليمه لهذا األخير‬
‫قائمة بديون مهنية كضامن لمبلغ االئتمان الذي منح اياه‪.112‬‬
‫والحديث عن مستند التفويت الذي تضمنته المادة ‪ 20‬من القانون رقم ‪ 33.06‬يدفعنا إلى‬
‫الحديث عن البيانات اإللزامية التي يشتمل عليها هذا المستند‪:‬‬
‫_ شكليات أو بيانات مستند التفويت‬
‫أوردت المادة ‪ 21‬حدا أدنى من البيانات التي البد من توفرها في التسنيد المذكور‪ ،‬حيث‬
‫جاء فيها ويتضمن المستند لزوما البيانات التالية على األقل‪:‬‬
‫‪ -1‬تسمية عقد التفويت ديون للتسنيد‬
‫‪ -2‬بيان خضوع العقد إلى احكام هذا الباب‬

‫‪ 111‬راجع المادتين ‪16‬و‪ 17‬من القانون رقم ‪10.98‬‬


‫‪ 112‬محمد الفروجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪60‬‬
‫‪29‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫‪ -3‬تسمية المؤسسة المبادرة ومؤسسة التدبير ومؤسسة اإليداع وعناوينهما‬


‫‪ -4‬تسمية صندوق التوظيف الجماعي للتسنيد وعند االقتضاء تسمية القسم‬
‫‪ -5‬الئحة الديون المفوتة مع بيان العناصر الكفيلة بتميز كل واحد عن غيره السيما اسم‬
‫أو تسمية المدين وموطنه وعنوانه ومكان أداء الدين ومبلغ رأسمال الدين وتاريخ استحقاقه‬
‫ومبلغ الفوائد وعند االقتضاء طبيعة وتفاصيل الضمانات المتصلة بالدين وجميع عقود التأمين‬
‫المكتتبة لفائدة المؤسسة المبادرة من اجل ضمان العملية التي نتج عنها الدين‪ .‬عندما يتم تحويل‬
‫الديون بوسيلة معلوماتية تمكن من تحديدها يمكن للمستند عالوة على البيانات المنصوص‬
‫عليها في البنود (‪)1‬و (‪ )2‬و (‪ )3‬اعاله أن يقتصر على اإلشارة إلى الوسيلة التي ثم بواسطتها‬
‫تحويل الديون وتحديدها وتفريدها وتقيم عددها ومبلغها اإلجمالي‪.‬‬
‫‪-6‬المبلغ الواجب على مؤسسة التدبير أداؤه لفائدة صندوق التوظيف الجماعي للتسنيد‬
‫مقابل الديون مع بيان تاريخ هذا األداء وكيفيته‬
‫إذا تعلق األمر بديون مفوتة ناتجة عن عقد يبرم الحقا لم يتم بعد تحديد بعد مبلغ أو تاريخ‬
‫استحقاقه فإن قائمة الديون المفوتة تتضمن اإلشارة لكل واحد منها إلى العناصر المعرفة خالل‬
‫التفويت والتي تمكن من تفريدها‪.‬‬

‫والمالحظ أن هذه البيانات هي نفسها التي يتعين أن يتضمنها مستند حوالة الديون المهنية‪،‬‬
‫والتي تنص عليها المادة ‪ 531‬من مدونة التجارة مع بعض االختالفات وتتمثل هذه االختالفات‬
‫في نوعية الديون المفوتة‪ ،‬ففي حوالة الديون المهنية يتعلق األمر بديون ذات طابع مهني‪ ،‬وفي‬
‫القانون رقم ‪ 33.06‬يتعلق األمر بديون رهنية وغير رهنية‪ ،‬ثم الديون التي يتم تفويتها بمستند‬
‫في مدونة التجارة هي ديون مهنية وال يتم تفويتها إال لمؤسسة االئتمان‪ ،‬عكس قانون التسنيد‬
‫الذي يختص بتفويت الديون إلى صندوق التوظيف الجماعي للتسنيد‪ ،‬والمؤسسة المبادرة ال‬
‫تضمن بالتضامن مع المدين أداء الديون المفوتة‪ ،‬عكس ما هو عليه الحال في حوالة الديون‬
‫المهنية ومستند التفويت يرتبط باتفاقية التفويت التي تكمل تنظيم و توضيح العناصر المرتبطة‬
‫بمختلف العالقات الرابطة بين المؤسسة المبادرة ومؤسسة اإليداع و مؤسسة التدبير هذه‬
‫االتفاقية المضافة إلى مستند التفويت ال نجد لها تنصيصا في مدونة التجارة كما ان المادة ‪21‬‬
‫من القانون رقم ‪ 33.06‬تثير لنا مالحظتين هامتين‪ ،‬أولهما أن المشرع قد جعل من جميع‬
‫البيانات التي يتضمنها المستند بيانات إلزامية ال يقوم أحدها مقام األخر‪ ،‬إد البد من توفرها‬
‫كلها‪ ،‬وهي تهم تسمية المستند واألطراف المتدخلة في عملية التفويت وعناوينهم و الديون‬
‫موضوع التفويت والضامنات المتصلة بها‪ ،‬وكذلك مبلغ التفويت وكيفية اتمامه‪.‬‬

‫ثانيهما أن هذه البيانات تمثل الحد األدنى لما يجب أن يتضمنه مستند التفويت‪ ،‬والذي‬
‫يتعين على أطراف العملية التقيد به‪ ،‬والحرص على عدم نقصان أي عنصر منه‪ ،‬وإذا كان‬
‫األطراف ملزمين باحترام الحد األدنى من البيانات‪ ،‬فإنه بالمقابل يحق لهم إضافة بيانات‬
‫اخرى يرون فائدة في ابرازها واالتفاق بشأنها‪.‬‬

‫‪ ‬اتفاقية التفويت‬
‫‪30‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫تنص على هذه االتفاقية المادة ‪ 22‬من القانون رقم ‪ 33.06‬حيث جاء فيها‪ :‬يتمم المستند‬
‫باتفاقية تفويت يجب أن تتطابق بنودها مع بيانات المستند ومع احكام هذا الباب‪ ،‬ومن بين ما‬
‫تنص عليه هذه االتفاقية تسليم الوثائق والسندات الممثلة للديون المفوتة أو المؤسسة لها‪،‬‬
‫والمتعلقة بتوابعها من ضمانات وكفاالت ورهون حيازية إلى مؤسسة اإليداع‪.‬‬
‫كما يمكن أن تنص اتفاقية التفويت على تخصيص دين لفائدة المؤسسة المبادرة‪ ،‬على كل‬
‫أو جزء من عالوة تصفية صندوق التوظيف الجماعي للتسنيد في حالة تصفيته التصفية أحد‬
‫‪113‬‬
‫أقسامه عند االقتضاء‬
‫والمالحظ أن المشرع المغربي لم يحدد الئحة البيانات التي يتعين أن تتضمنها هذه‬
‫االتفاقية كما فعل بالنسبة المستند‪ ،‬بل اقتصر على إعطاء بعض نماذج ذلك‪ ،‬وهذا معناه أنه‬
‫ترك لألطراف الحرية الكاملة للتضمين في هذه االتفاقية ما شاءوا من المقتضيات التي من‬
‫‪114‬‬
‫شأنها أن تنظم مختلف العالقات القانونية التي تنشأ فيما بينهم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إصدار السندات واالكتتاب فيها‬

‫طبيعة هذه النقطة تقتضي منا تقسيمها إلى شقين نخصص الشق األول للحديث عن‬
‫مسألة استبدال الديون بالسندات‪ ،‬ثم نخصص الشق الثاني لالكتتاب في السندات المصدرة‬
‫‪ - )1‬استبدال الديون بالسندات‬
‫بعد عملية اقتناء الدين من طرف صندوق التوظيف الجماعي للتسنيد من المؤسسة‬
‫المبادرة‪ ،‬أو عدة مؤسسات مبادرة تأتي مرحلة تحويل تلك الديون إلى سندات قابلة لالكتتاب‬
‫فيها ببورصة القيم‪ ،‬حيث يقوم صندوق التوظيف الجماعي للتسنيد بإصدار حصص الدين‬
‫تمثل الديون الوارد بيانها في األصول‪.‬‬

‫والمشرع المغربي في القانون الجديد اعتبر الحصص وسندات الدين التي يصدرها‬
‫صندوق التوظيف الجماعي للتسنيد‪ ،‬بمثابة قيم منقولة‪ ،‬وهو األمر نفسه الذي سبق للمشرع‬
‫سلكه في القانون رقم ‪ 10.98‬الملغى ‪ 115‬المتعلق ببورصة القيم كما وقع تغيره وتتميمه ‪.‬وبعد‬
‫أن كانت سندات الدين التي يمكن لصندوق التوظيف الجماعي للتسنيد إصدارها في ظل‬
‫القانون الملغى تقتصر على سندات القرض‪ ،‬جاء القانون رقم ‪ 33.06‬المتعلق بتسنيد الديون‬
‫ليضيف أوراق الخزينة‪ ،‬التي تشكل أحد أنواع سندات الديون القابلة للتداول المؤطر بموجب‬
‫القانون رقم ‪ ،35.94‬وهذا ما يظهر من خالل المادة ‪ 7‬من القانون الجديد المتعلق بتسنيد‬
‫الديون التي جاء فيها سندات الدين التي يمكن لصندوق التوظيف الجماعي للتسنيد اصدارها‬
‫هي كالتالي‪:‬‬
‫‪113‬كريم التراب‪" ،‬تسنيد ال ديون في التش ريع المغ ربي"‪ ،‬رس الة لني ل ش هادة الماس تر في الق انون الخ اص‪ ،‬ماس تر ق انون‬
‫االعمال‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬عين الشق‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الس نة الجامعي ة‬
‫‪ 2010-2009‬الصفحة ‪.57‬‬
‫‪ 114‬ال ينبغي الخلط بين هذه االتفاقية وتلك التي نص عليها المشرع في المادة ‪ 27‬من القانون المذكور‬
‫‪ 115‬جاء في المادة ‪ 6‬من القانون رقم ‪ 33.06‬ما يلي‪ :‬تعتبر الحصص المصدرة في إطار عملية التسنيد خاض عة األحك ام‬
‫هذا الباب بمثابة قيم منقولة طبقا األحكام المادة ‪ 3‬من الظه ير الش ريف المعت بر بمثاب ة ق انون ‪ 1.93.211‬الص ادر في ‪4‬‬
‫ربيع األول ‪ 21(1414‬شتنبر ‪)1993‬‬
‫‪31‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫‪ -‬أوراق الخزينة التي تنظمها أحكام القانون رقم ‪ 35.94‬المتعلق ببعض سندات الديون‬
‫القابلة للتداول كما وقع تغييره وتعديله‪.‬‬
‫‪ -‬سندات القرض التي يتم تسديدها بواسطة التدفقات المالية المتحصلة من جزء من‬
‫أصول صندوق التوظيف الجماعي للتسنيد‪.‬‬
‫تخصص حصيلة سندات الدين لتكوين أصول صندوق التوظيف الجماعي للتسنيد أو‬
‫لتسديد أو مكافأة القروض التي سبق أن أبرمها الصندوق وفقا ألحكام هذا الباب‪.‬‬
‫المالحظ إذن أن القانون رقم ‪ 33.06‬المتعلق بتسنيد الديون قد وسع من نطاق سندات‬
‫الديون‪ ،‬حيث أضاف أوراق الخزينة سمح للجهة التي ال تتوفر على الشخصية المعنوية‬
‫بإصدار هذه األوراق‪.‬‬

‫‪ ‬االكتتاب في السندات المصدرة‬


‫عمل القانون الجديد ‪ 33.06‬المتعلق بتسنيد الديون على التوسيع من نطاق الهيئات التي‬
‫يمكن أن تكتب الحصص وسندات الدين‪ ،‬التي يصدرها صندوق التوظيف الجماعي للتسنيد‬
‫‪116‬بخالف القانون الذي حصر هذه الهيئات فاألصل أنه ال يجوز ألي شخص ذاتي أو معنوي‬
‫‪117‬‬
‫اكتتاب أو تملك الحصص وسندات الدين التي يصدرها صندوق التوظيف الجماعي للتسنيد‬
‫غير أنه يمكن فقط للهيئات التي لها صفة مستثمر مؤهل كما هو محدد في المادة ‪ 2‬من القانون‬
‫المذكور و المستثمرين الغير المقيمين‪ ،‬باستثناء األشخاص الذاتين والمؤسسات الواردة في‬
‫الفقرة الثانية من المادة ‪ 50‬اكتتاب وتملك ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الحصص وسندات الدين الخاصة معدة لتحمل المخاطر المالية باألسبقية على باقي‬
‫الحصص وسندات الديون أو هما معا التي يصدرها صندوق التوظيف الجماعي للتسنيد‪ ،‬في‬
‫إطار عملية تسنيد لمحفظة ديون صعبة التحصيل‪ ،‬وال يمكن للهيئات التالية حيازة أكثر من‬
‫‪ 50‬في المئة من قيمة حصص صناديق التوظيف الجماعي للتسنيد‬
‫‪ -‬شركات التوظيف المشتركة المنظمة بموجب الظهير الشريف بمثابة قانون رقم‬
‫‪ 1.23.213‬الصادر بتاريخ ‪ 21‬سبتمبر ‪ 1993‬المتعلق بالهيئات المكلفة بالتوظيف الجماعي‬
‫للقيم المنقولة‪.‬‬
‫‪ -‬شركات االستثمار ذات الرأسمال المتغير‪ ،‬المنظمة بموجب الظهير الشريف المعتبر‬
‫بمثابة قانون المشار إليه أعاله‪ ،‬والتي يكون لمسيرها عالقة مباشرة أو غير مباشرة بالمؤسسة‬
‫المبادرة ‪ 118‬ومن األشياء اإليجابية التي جاء بها القانون الجديد ما نصت عليه المادة ‪ 10‬منه‪،‬‬
‫‪119‬‬
‫حيث جاء فيها ويتم اكتتاب الحصص وسندات الدين التي يصدرها صندوق التوظيف‬
‫الجماعي للتسنيد‪ ،‬بموجب اتفاقية اكتتاب‪ ،‬ويعد بمثابة قبول لنظام تسير الصندوق المذكور‪.‬‬
‫و يعتبر تحصيل الديون أهم شيء في عملية التسنيد‪ ،‬حيث كان المشرع المغربي دقيقا في‬
‫تنظيم هذه العملية‪ ،‬فعمل على تنظيم مسألة تحصيل الديون في المواد من ‪ 27‬إلى المادة ‪31‬‬
‫‪ 116‬راجع المادتين ‪ 8‬و‪ 9‬من القانون رقم ‪33.06‬‬
‫‪ 117‬الفقرة األولى من المادة ‪ 8‬من القانون رقم ‪33.06‬‬
‫‪ 118‬المادة ‪ 9‬من القانون رقم ‪33.06‬‬
‫‪ 119‬الفقرة األولى من المادة ‪ 31‬من القانون رقم ‪33.06‬‬
‫‪32‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫من القانون رقم ‪ ،33.06‬فتم تحديد المؤسسة المختصة بتحصيل الديون وهي المؤسسة‬
‫المبادرة التي تخضع لمراقبة مؤسسة التدبير‪ ،‬تليها بعد ذلك ابرام اتفاقية التحصيل التي تجسد‬
‫جوهر عملية التحصيل بصفة خاصة وعملية التسنيد بصفة عامة‪ ،‬وهذه االتفاقية يتم ابرامها‬
‫بين كل من المؤسسة المبادرة ومؤسسة التدبير‪.‬‬
‫وعند حدوث سبب مانع يؤدي إلى توقف المؤسسة المبادرة عن تحصيل الديون فإن‬
‫مهمة التحصيل تنتقل لمؤسسة التدبير‪ ،‬التي يجوز لها في هذه الحالة أن تفوض لهذا الغرض‬
‫(تحصيل الديون المستحقة) ألي مؤسسة يمكن أن تكون مؤسسة مبادرة‪ ،‬والتي تستفيد في حالة‬
‫عجز المدين من أداء أحد الديون المفوتة للتسنيد من نفس الحقوق وطرق التنفيذ فيما يتعلق‬
‫بإنجاز الضمانة المرتبطة بالدين التي كانت تستفيد منها المؤسسة المبادرة قبل تفويت الدين‬
‫‪120‬‬
‫المذكور للصندوق‬
‫ومن األشياء اإليجابية التي جاء بها قانون التسنيد‪ ،‬هو امكانية اتفاق كل من مؤسسة‬
‫التدبير والمؤسسة المكلفة بالتحصيل على قيد المبالغ المحصلة في دائني حساب جاري لدى‬
‫‪121‬‬
‫مؤسسة االئتمان معتمدة وفقا للتشريع الجاري به العمل يرصد خصيصا لفائدة الصندوق‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬أثار عملية التسنيد‬

‫إن الحديث عن مفهوم التسنيد ومعرفة المسطرة المتبعة في هذه العملية‪ ،‬سيقودنا إلى‬
‫الحديث عن اثار هذه العملية المالية‪ ،‬والتي تتمثل في التزمتا ملقاة على عاتق كل من المفوت‬
‫والموفت له‬

‫أوال‪ :‬أثار التسنيد اتجاه المؤسسة المفوتة‬

‫تتمثل هذه اآلثار في التزام المؤسسة المفوتة بالتسليم‪ ،‬ثم االلتزام بالضمان وأخيرا‬
‫استمرار المؤسسة المفوتة في تحصيل الديون المفوتة‬

‫‪-1‬إلتزام المؤسسة المفوتة بالتسليم‬

‫ترمي المؤسسة المفوتة من خالل عملية التسنيد إلى التخلص من مجموعة من الديون‪،‬‬
‫التي تثقل كاهل ميزانيتها‪ ،‬وذلك بالتخلي عنها لفائدة صندوق التوظيف الجماعي للتسنيد‪،‬‬
‫وبالتالي فإن أول أثر يترتب عن تفويت الديون الرهنية والغير الرهنية هو انتقال الملكية إلى‬
‫الصندوق المذكور‪ ،‬وهو تفويت كلي من الوجهة القانونية والمحاسبية وهكذا تظل المؤسسة‬
‫المفوتة ملزمة بالتسليم كما أن المقتضيات الواردة في ظهير االلتزامات والعقود‪ ،‬تؤكد ذلك‬
‫خصوصا الفصل ‪ 199‬حيث جاء فيه ما يلي‪ :‬يجب على المحيل أن يسلم للمحال له سندا يتبث‬
‫وقوع الحوالة‪ ،‬وأن يقدم له إلى جانب سند الدين ما يكون لديه من وسائل إثباتية‪ ،‬و البيانات‬
‫الالزمة لمباشرة الحقوق المحولة ويجب أن يقدم للمحال له سندا رسميا يتبث وقوع الحوالة إذا‬
‫‪ 120‬كريم التراب‪ ،‬تسنيد الديون في التشريع المغربي‪ ،‬م س‪ ،‬الصفحة ‪60‬‬
‫‪ 121‬سفيان الدريوش‪ ،‬تسنيد الديون الرهنية‪ ،‬مقاربة قانونية ومالية‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬جامعة محمد‬
‫األول‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2004/2005‬الصفحة ‪202‬‬
‫‪33‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫طلب منه ذلك ومصروفات هذا السند على المحال له وهو ما تأكده الفقرة األولى من المادة ‪22‬‬
‫‪122‬‬
‫من القانون رقم‪33.06‬‬

‫‪-2‬التزام المؤسسة المفوتة بالضمان‬

‫ينص الفصل ‪ 203‬من قانون االلتزامات والعقود على أن من أحال بعوض دين أو حق‬
‫معنوي آخر يلتزم بأن يضمن كونه دائما أو صاحب الحق وجود دين أو الحق وقت الحوالة‬
‫الحق في التصرف فيها وكل هذا ولو حصلت الحوالة وهو يضمن أيضا وجود التوابع‬
‫كاالمتيازات وغيرها من الحقوق التي كانت مرتبطة بالدين أو بالحق المحال في وقت الحوالة‬
‫ما لم تكن قد استثنيت صراحة‪ ،‬وجاء في المادة ‪ 204‬أنه ال يضمن المحيل يسار المدين إال اذا‬
‫كان قد أحال دينا على شخص إن كان معسرا عند إبرام الحوالة وللتساؤل الذي نطرحه هنا هل‬
‫هذا الضمان القانوني يمكن تطبيقه في عملية التسنيد وبالرجوع إلى مقتضيات القانون رقم‬
‫‪ 33.06‬نالحظ أن المشرع لم يعالج هذه المسألة باستثناء ما نصت عليه المادة ‪ 26‬من هذا‬
‫القانون من أن تفويت الديون ال يشمل ضمان مالءمة المدين إال اذا تبين أن هذه األخيرة لم تكن‬
‫عند التفويت مطابقة لما هو منصوص عليه في نظام التسيير وسكوت المشرع عن باقي‬
‫مقتضيات الضمان يجعلنا ال نصرف ما إذا كان نفاده أن يحيلنا بشكل ضمني على القواعد‬
‫العامة أم انه على العكس من ذلك‪ ،‬جاء بنظام خاص مستثنى من هذه القواعد وبالرجوع الى‬
‫التشريع المغربي نجد ان القانون رقم ‪ 33.06‬لم يحل صراحة على القواعد العامة المتصلة‬
‫بالضمان كما انه لم يتضمن ايت استثناءات على هذه القواعد بل اكتفى بضمان يسر المدين‪.‬‬

‫االمر الذي يستدعي منا التطرق إلى خصوصية االلتزام بالضمان المنصوص عليه في المادة‬
‫‪ 26‬من القانون رقم ‪ 33.06‬على ما يلي استثناء من أحكام الفصل ‪ 204‬من ظهير االلتزامات‬
‫والعقود فإن تفويت الديون ال يشمل ضمان مالءمة المدين اال اذا تبين ان هذه األخيرة لم تكن‬
‫عند التفويت مطابقة لما هو منصوص عليه في نظام التسيير و باستقرائنا لهذه المادة يتضح أن‬
‫المشرع في القانون رقم ‪ 06. 33‬لم يستثني عملية التفويت من القواعد العامة بل على العكس‬
‫عمل على تأكيد المبدأ القانوني المنصوص عليه في المادة ‪ 204‬من ظهير قانون التزامات‬
‫والعقود والذي مفاده ان المحيل ال يضمن يسار المدين اال اذا كان قد أحال دينا على شخص‬
‫كان معسرا عند ابرام الحوالة‪.‬‬

‫والمالحظ من ظهير االلتزامات والعقود ذكر احوال الضمان القانوني في المادة ‪203‬‬
‫ولم يتعرض الى ضمان يسار المدين من نطاق الضمان القانوني اال انه يجوز لألطراف ان‬
‫يتفقوا فيما بينهم على خالف ذلك وكإشارة باإلضافة إلى التزام المؤسسة المفوتة المبادرة‬
‫بالتسليم و بالضمان وتلتزم المؤسسة المؤقتة كذلك باالستمرار وللمالحظ من قانوني التزامات‬
‫والعقود ذكر احوال الضمان القانوني في المادة ‪ 203‬ولم يتعرض الى ضمان يسار المدين من‬

‫‪ 122‬عبد الكريم شهبون‪ ،‬الشافي في شرح قانون االلتزامات والعقود المغربي‪ ،‬الكتاب األول االلتزامات بوجه عام الجزء‬
‫الثاني‪ ،‬أوصاف االلتزام‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الصفحة ‪167‬‬
‫‪34‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫نطاق الضمان القانوني اال انه يجوز لألطراف ان يتفقوا فيما بينهم على خالف ذلك وكإشارة‬
‫باإلضافة إلى التزام المؤسسة المفوتة المبادرة بالتسليم و بالضمان وتلتزم المؤسسة المؤقتة‬
‫‪123‬‬
‫كذلك باالستمرار في تحصيل الديون المفوتة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اثار التسنيد في مواجهة المفوت له‬

‫نصت على هذه اآلثار المادة ‪ 23‬من القانون رقم ‪ 33.06‬وهذه األثار تتمثل في نقل‬
‫ملكية الديون ونقل الضمانات والرهون ثم اعداد وثيقة المعلومات وأخيرا التزام المفوت له‬
‫‪124‬‬
‫بالثمن‬

‫‪ )1‬نقل ملكية الديون‬


‫لما كان تفويت الديون يؤول في النهاية إلى عقد بيع‪ ،‬بموجبه تتنازل المؤسسة المبادرة‬
‫عن الحقوق التي لها على زبناها‪ ،‬والناشئة عن قروض لفائدة صندوق التوظيف الجماعي‬
‫للتسنيد فإنه يخضع للمبادئ العامة لهذا العقد مالم يرد نص يخالفه‪.‬‬
‫وقد ارتأى المشرع تأكيد ذلك في القانون رقم ‪ 33.06‬حيث نص في المادة ‪ 23‬منه أنه يترتب‬
‫بقوة القانون عن تفويت مجموع الدين المشار إليه في المادة ‪ 16‬اعاله لفائدة صندوق التوظيف‬
‫الجماعي للتسنيد‪ ،‬نقل ملكية الدين المذكور وفق المقابل المحدد في المستند‪ .‬وبانتقال ملكية‬
‫الديون المفوتة لصندوق التوظيف الجماعي للتسنيد يصبح هذا األخير المالك الحقيقي لها‪،‬‬
‫ويتمتع بكافة مزايا ملكيته تصرفا واستعماال واستغالال كما يترتب عنه تحمل تكاليفه‪.‬‬

‫‪ )2‬نقل الضمانات والرهون‬


‫نص المشرع على أن الرهون والضمانات وغيرها من الحقوق التابعة األخرى تنقل‬
‫تلقائيا وبقوة القانون من المؤسسة المفوتة إلى صندوق التوظيف الجماعي للتسنيد‪ ،‬بمجرد‬
‫ابرام عقد التفويت‪ ،‬وهذا المقتضى القانوني يشكل استثناء من المقتضيات المنصوص عليها‬
‫في القواعد العامة خصوصا الفصل ‪ 200‬من ق ل ع‪ ،‬حيث يقرر فيه المشرع أن حوالة الحق‬
‫ال تشمل الرهون الحيازية على المنقوالت‪ ،‬والرهون الرسمية والكفاالت إال بشرط صريح‪،‬‬
‫بينما في حوالة الديون المهنية اقتصر المشرع على القول أن الحوالة تنقل للمحال له‬
‫الضمانات التي تضمن الدين دون أن يشير لها إذا كان ذلك يتم بقوة القانون‪ ،‬أم يتوقف ذلك‬
‫على شرط صريح بين المتعاقدين‪ ،‬وقد جاء في الفقرة الثانية من المادة ‪ 23‬من القانون ‪33.06‬‬
‫ما يلي‪ :‬يجب أن ينص نظام التسيير و المستند صراحة إذا كان يترتب بقوة القانون المذكور‪.‬‬
‫ونقل الضمانات والرهون الحيازية‪ ،‬والرهون الرسمية والكفاالت واالستفادة من أي عقد‬
‫تأمين مكتتب من طرف المدين أو لفائدته‪.‬‬

‫‪ 123‬سهيل عاشور مرجع سابق الصفحة ‪.77‬‬


‫‪ 124‬راجع المادة ‪ 23‬من القانون رقم ‪33.06‬‬
‫‪35‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫كما جاء في الفقرة األولى من المادة ‪ 25‬ما يلي إذا نص المستند ونظام التسيير صراحة‬
‫على أن تفويت الديون يترتب عليه بقوة القانون نقل الضمانات والرهون الحيازية والرسمية‬
‫من طرف المدين ولفائدته‪ ،‬فإن تسليم المستند يترتب عليه بقوة القانون نقل الضمانات و‬
‫الرهون والكفاالت السالفة الذكر بين األطراف ويعتد به تجاه األغيار دون ما حاجة إلى‬
‫شكليات أخرى والمالحظ انطالقا مما سبق أن المشرع في القانون الجديد نص على الضمانات‬
‫و الرهون الحيازية والرسمية والكفاالت‪ ،‬والميزة االساسية ايضا هي االستفادة من أي عقد‬
‫تأميني مكتتب من طرف المدين أو لفائدته وهذا من شأنه أن يمنح عملية التسنيد حماية قوية‬
‫‪125‬‬

‫‪ )3‬اعداد وثيقة المعلومات‬


‫نصت على هذا االلتزام المواد ‪ 72‬و ‪74‬و ‪ 75‬من القانون رقم ‪ 33.06‬حيث جاء في‬
‫المادة ‪ 72‬قبل تأسيس صندوق التوظيف الجماعي للتسنيد‪ ،‬وقبل إصداره الحصص وإن‬
‫اقتضى الحال سندات الدين يجب على كل مؤسسة تدبير أن تعرض على مجلس القيم المنقولة‬
‫قصد ابداء الرأي‪ ،‬وثيقة للمعلومات تتعلق بالصندوق وفقا للنموذج الذي يعده المجلس‬
‫المذكور‪ ،‬تقوم مؤسسة التدبير تحت مسؤولية المؤسسة أو المؤسسات المبادرة بإعداد الوثيقة‬
‫المذكورة قصد توظيف السندات التي اصدرها الصندوق‪ ،‬لدى المستثمرين ويوقع عليها‬
‫الممثالن القانونيان للمؤسسة أو المؤسسات المبادرة‪ ،‬ويجب أن تحدد وثيقة المعلومات‬
‫المذكورة جميع العناصر الضرورية إلعالم المكتتبين في الحصص‪ ،‬وعند االقتضاء سندات‬
‫الدين التي يصدرها صندوق التوظيف الجماعي للتسنيد‪ 126‬إضافة إلى ما سبق يجب على‬
‫مؤسسة التدبير أن تسلم لكل مكتتب نسخة من وثيقة المعلومات المنصوص عليها‬
‫في المادة ‪ 72‬أعاله‪.‬‬

‫‪ )4‬التزام المفوت له بالوفاء بالثمن‬


‫اذ يعتبر الوفاء بثمن التفويت التزاما أساسيا يقع على عاتق المفوت له اثناء إبرام العقد‪،‬‬
‫وقد اعتبره المشرع من البينات االلزامية التي يتعين أن يتضمنها مستند التفويت طبقا للمادة‬
‫‪ 21‬من القانون رقم ‪ 33.06‬التي تشير إلى المبلغ الواجب على مؤسسة التدبير أداؤه‪ ،‬لفائدة‬
‫‪127‬‬
‫صندوق التوظيف الجماعي للتسنيد مقابل الديون مع بيان تاريخ هذا األداء وكيفيته‪.‬‬

‫‪ 125‬ومن األشياء اإليجابية ايضا التي جاء بها القانون الجديد رقم ‪ 33.06‬ما نصت عليه المادة ‪ 19‬منه التي ج اء فيه ا‪ ،‬ال‬
‫يمكن لصندوق التوظيف الجماعي للتسنيد رهن الديون التي تملكها مؤسسة أو مؤسسات مبادرة في إطار عملية التسنيد‪.‬‬
‫‪ 126‬راجع المادة ‪ 73‬من القانون ‪33.06‬‬
‫‪ 127‬كريم التراب‪ ،‬التسنيد في التشريع المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪,67‬‬
‫‪36‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫خاتمة‬

‫من خالل ما سبق لنا تحليله في صلب الموضوع‪ ،‬يتضح بأن التشريع المغربي خصص‬
‫تأطيرا كافيا وشامال لعملية تسنيد الديون‪.‬‬
‫وفيما يخص حوالة الديون المهنية يستنتج بأن المشرع المغربي توفق إلى حد ما من‬
‫خالل تنظيمه لحوالة الديون المهنية في مدونة التجارة بصفة عامة‪ ،‬وضمن العقود التجارية‬
‫خاصة‪ ،‬إال أن هذا التنظيم يبقى جد محدود نظرا لطبيعة العقود البنكية المتطورة باستمرار‬
‫واإلشكاالت التي يطرحها‪.‬‬

‫استنتاجات‪:‬‬

‫أول مالحظة يمكن تسجيلها هي أن المشرع المغربي لم ينظم حوالة الديون المهنية‬
‫بقانون خاص كما فعل نظيره الفرنسي الذي خصها بتنظيم خاص من خالل قانون “‪”dailly‬‬
‫مما يبرز معه مدى أهمية هذه اآللية وما تحققه من تمويل مشاريع التجار والمنشآت التجارية‪.‬‬
‫كما يتبين من خالل قراءة النصوص القانونية المؤطر لحوالة الديون المهنية أن‬
‫المشرع لم يعطي لهذا الموضوع حقه في التنظيم‪ ،‬بحيث أغفل العديد من الجوانب القانونية‪،‬‬
‫كما نجد جانب الصواب في بعض الجوانب األخرى التي كانت محل تنظيم من طرفه‪.‬‬
‫وإذا كان المشرع المغربي قد أحسن صنعا بتنصيصه على ضرورة تأريخ قائمة‬
‫الحوالة من طرف المحال له وتوقيعها من طرف المحيل‪ ،‬فإن ما يؤاخذ عليه هو عدم ترتيبه‬
‫ألي أثر قانوني عند إغفالها متى كانت تتضمن باقي البيانات المنصوص عليها في المادة ‪531‬‬
‫من مدونة التجارة‪.‬‬

‫مقترحات‪:‬‬

‫بالرغم من أن المشرع المغربي لم يخص حوالة الديون المهنية بتنظيم خاص كما فعل‬
‫بالنسبة لتسنيد الديون‪ ،‬التي تتشابه مع هذه العملية التمويلية‪ ،‬فإننا ال ندعو بذلك المشرع إلى‬
‫ذلك بقدر ما ندعو أن يكون تنظيمه لها شامال لجميع جوانبه القانونية‪ ،‬من ذلك على سبيل‬
‫المثال التنصيص على إمكانية رهن الديون من طرف المحيل عوض تفويتها نهائيا إلى المحال‬
‫اه‪ ،‬وذلك على غرار ما فعله المشرع الفرنسي‪.‬‬
‫ومن خالل وقوقنا أعاله على أهمية تاريخ القائمة والتوقيع عليها بحكم مجموعة من‬
‫األثار تترتب عليها‪ .‬فإننا ندعو بذلك إلى ضرورة تعديل نص المادة ‪ 531‬من مدونة التجارة‬
‫بجعله للتاريخ والتوقيع من البيانات اإللزامية‪ ،‬وأن يرتب أثر بطالن الحوالة عند خلوها منهما‬
‫إلى جانب البيانات األخرى‪ ،‬ووجود أحدهما ال يغني عن األخر‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫ختاما‬

‫نحمد هللا الذي يسر لنا إتمام هذا البحث وقد بذلنا فيه جهدا هو به عليم‪ ،‬ونتقدم بجزيل‬

‫الشكر لألستاذ الفاضل ياسين مساعف الذي منحنا فرصة القيام به تحت اشرافه‬

‫فإن كنا قد أصبنا فذاك من فضل هللا علينا فله الحمد والمنة‪،‬‬

‫وإن كان غير ذلك فهو ممن ضعفنا وتقصيرنا نسأل هللا أن يزيدنا علما‬

‫‪38‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫الئحة المصادر و المراجع المعتمدة‪:‬‬

‫النصوص القانونية‪:‬‬

‫القانون رقم ‪ 10.98‬المتعلق بتسنيد الديون الرهنية‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف‬ ‫‪‬‬
‫رقم ‪ 1.99.193‬في ‪ 13‬من جمادى األولى ‪ 25( 1420‬أغسطس ‪ ،)1999‬الجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 4726‬بتاريخ ‪ 16/09/1999‬الصفحة ‪2270‬‬
‫القانون رقم ‪ 33.06‬المتعلق بتسنيد الديون الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم‬ ‫‪‬‬
‫‪ 1.08.95‬صادر في ‪ 20‬من شوال ‪ 20( 1429‬أكتوبر ‪ ،)2008‬الجريدة الرسمية عدد ‪5684‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ 21‬ذو القعدة ‪ 20( 1429‬نوفمبر ‪.)2008‬‬
‫القانون رقم ‪ 119.12‬المتعلق بتسنيد األصول المغير والمتمم للقانون رقم ‪33.06‬‬ ‫‪‬‬
‫المتعلق بتسنيد الديون والقانون رقم ‪ 24.01‬المتعلق بعمليات االستحفاظ الصادر بتنفيذه‬
‫الظهير الشريف رقم ‪ 1.13.47‬الصادر في فاتح جمادى األولى ‪ 13( 1434‬مارس ‪،)2013‬‬
‫منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ ،6184‬الصفحة ‪5920‬‬
‫القانون رقم ‪ 35.94‬المتعلق ببعض سندات الديون القابلة للتداول (المتمم بالقانون رقم‬ ‫‪‬‬
‫‪ 35.96‬والقانون رقم ‪ )33.06‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.95.3‬صادر في ‪24‬‬
‫شعبان ‪26( 1415‬يناير ‪ ،)1995‬جريدة رسمية عدد ‪ 4293‬بتاريخ ‪ ،08.08.1995‬الصفحة‬
‫‪294‬‬
‫القانون رقم ‪ 69.00‬المتعلق بالمراقبة المالية للدولة على المنشآت العامة وهيئات‬ ‫‪‬‬
‫أخرى‪ ،‬كما وقع تغييره وتتميمه الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.03.135‬بتاريخ ‪16‬‬
‫من رمضان ‪ 11( 1424‬نوفمبر ‪ ،)2003‬جريدة رسمية عدد ‪ 5170‬بتاريخ ‪ 23‬من شوال‬
‫‪18( 1424‬ديسمبر ‪ ،)2003‬الصفحة ‪.4240‬‬
‫‪‬‬

‫‪39‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫القانون رقم ‪ 15.95‬المتعلق بمدونة التجارة‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم‬ ‫‪‬‬
‫‪ 1.96.83‬بتاريخ ‪ 15‬من ربيع األول ‪( 1417‬فاتح أغسطس ‪ .)1996‬الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 4418‬بتاريخ ‪ 19‬جمادى األولى ‪ 3( 1417‬أكتوبر ‪ )1996‬الصفحة ‪2187‬‬
‫ظهير االلتزامات والعقود الصادر في (‪ 9‬رمضان ‪ 12) 1331‬أغسطس ‪.1913‬‬ ‫‪‬‬
‫القانون رقم ‪ 21.18‬المتعلق بالضمانات المنقولة‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم‬ ‫‪‬‬
‫‪ 1.19.76‬صادر في ‪ 11‬شعبان ‪ 17) 1440‬أبريل ‪ )2019‬الجريدة الرسمية عدد ‪6771‬‬
‫(بتاريخ ‪ 16‬شعبان ‪ 22 )1440‬أبريل ‪ ،2019‬الصفحة ‪.2058‬‬
‫قانون المسطرة المدنية كما تم تعديله وتتميه‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف بمثابة‬ ‫‪‬‬
‫قانون رقم ‪ 1.74.447‬بتاريخ ‪ 11‬رمضان ‪ 28(1394‬شتنبر ‪ 1974‬الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 3230‬مكرر‪ ،‬بتاريخ ‪ 13‬رمضان ‪ 30( 1394‬شتنبر ‪ ،)1974‬الصفحة ‪.2741‬‬
‫القانون رقم ‪ 73.17‬بنسخ وتعويض الكتاب الخامس من القانون رقم ‪ 15.95‬المتعلق‬ ‫‪‬‬
‫بمدونة التجارة‪.‬‬
‫المرسوم رقم ‪ 2.22.431‬الصادر في ‪ 15‬شعبان ‪ 1444‬الموافق ل ‪ 8‬مارس ‪2023‬‬ ‫‪‬‬
‫المتعلق بالصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 7176‬بتاريخ ‪ 9‬مارس ‪2023‬‬
‫القانون رقم ‪ 103.12‬المتعلق بمؤسسات االئتمان وبالهيئات المعتبرة في حكمها‬ ‫‪‬‬
‫الصادر بتنفيذه الظهير الشريف ‪ 1.14.193‬بتاريخ فاتح ربيع األول ‪24(1436‬ديسمبر‬
‫‪ ،)2014‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،6328‬بتاريخ ‪ 22‬يناير ‪ ،2015‬الصفحة ‪.452‬‬

‫القرارات القضائية‪:‬‬

‫قرار محكمة النقض عدد ‪ 230‬الصادر بتاريخ ‪ 14‬أبريل ‪ 2021‬في الملف التجاري‬ ‫‪‬‬
‫عدد ‪.2020\1\3\799‬‬

‫‪40‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫قرار لمحكمة النقض رقم ‪ 135‬الصادر بتاريخ ‪ 2‬مارس ‪ 2022‬في الملف المدني رقم‬ ‫‪‬‬
‫‪.2021\7\1\6275‬‬

‫الكتب العامة‬
‫مأمون الكزبري‪" ،‬نظرية االلتزامات في ضوء قانون االلتزامات والعقود المغربي"‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الجزء األول‪ ،‬مصادر االلتزام دون ذكر الطبعة والمطبعة‪.‬‬
‫عبد الرحمان الشرقاوي" القانون المدني دراسة حديثة للنظرية العامة لاللتزام في‬ ‫‪‬‬
‫ضوء تأثرها بالمفاهيم الجديدة للقانون االقتصادي‪ ،‬الجزء الثالث‪ :‬أحكام االلتزام مطبعة‬
‫المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط الطبعة الثانية ‪.2018‬‬
‫عبد الكريم العيوني "انتقال االلتزام‪ ،‬دراسة مقارنة في ضوء التطبيقات المعاصرة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫سلسلة أعمال جامعية "مطبعة المعارف الجديدة الرباط طبعة ‪2016‬‬

‫عبد الرحمان الشرقاوي‪" ،‬القانون المدني دراسة حديثة للنظرية العامة لاللتزام على‬ ‫‪‬‬
‫ضوء تأثرها بالمفاهيم الجديدة للقانون االقتصادي"‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪2016‬‬
‫عبد الكريم العيوني‪" ،‬انتقال االلتزام دراسة مقارنة في ضوء التطبيقات المعاصرة"‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫مطبعة دار نشر المعرفة‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2016‬‬

‫الكتب المتخصصة‬
‫ياسين مساعف "حوالة الديون المهنية كتقنية حديثة لالئتمان البنكي " مطبعة المعارف‬ ‫‪‬‬
‫الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬طبعة ‪.2019‬‬

‫‪ ‬سفيان أدريوش‪" ،‬تسنيد الديون الرهنية مقاربة قانونية ومالية‪ ،‬الجزء األول دراسة تحليلية‬
‫ونقدية للسوق الرهنية األولية والثانوية بالمغرب"‪ ،‬مطبعة األمنية الرابط‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى ‪،2009‬‬

‫‪41‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫عجيل جاسم النشمي‪ " ،‬التوريق والتصكيك وتطبيقاتهما"‪ ،‬بدون ذكر المطبعة‪ ،‬إبريل‬ ‫‪‬‬
‫‪2009‬م‪.‬‬
‫محمد الفروجي "العقود البنكية بين مدونة التجارة والقانون البنكي مطبعة النجاح‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الجديدة‪ ،‬الطبعة الثانية ‪.2001‬‬

‫األطاريح والرسائل‪:‬‬
‫محمد جنكل" االئتمان التجاري "االئتمان البنكي نموذجا"‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في‬ ‫‪‬‬
‫القانون الخاص‪ ،‬جامعة الحسن الثاني كلية الحقوق عين الشق الدار البيضاء‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪2001/2000‬‬
‫سفيان ادريوش‪" ،‬تسنيد الديون الرهنية –مقاربة قانونية ومالية‪ ،"-‬أطروحة لنيل‬ ‫‪‬‬
‫الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد‬
‫األول‪ ،‬وجدة‪2004.2005 ،‬‬
‫كريم تراب‪ " ،‬تسنيد الديون في التشريع المغربي"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في‬ ‫‪‬‬
‫القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن الثاني عين‬
‫الشق‪ ،‬الدار البيضاء‪2009.2010 ،‬‬
‫عبد العزيز مرشد "الضمانات المنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون ‪21.18‬‬ ‫‪‬‬
‫" رسالة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬جامعة القاضي عياض‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬مراكش‪.2021-2020‬‬
‫ادريسية بوجطاط‪ ،‬حوالة الديون المهنية دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات‬ ‫‪‬‬

‫العليا المعمقة في القانون الخاص‪ ،‬جامعة محمد األول كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية وجدة سنة ‪.2008‬‬

‫المقاالت الورقية‪:‬‬

‫‪42‬‬
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫محمد الشليح "قراءة في أحكام الديون المهنية المنظمة في مدونة التجارة لسنة ‪1996‬‬ ‫‪‬‬
‫"‪ ،‬مجلة محاكمة‪ ،‬العدد‪ ،4‬طبعة‪.2008‬‬
‫لطيفة العلوي الشريفي‪" ،‬تطور آلية تسنيد الديون في التشريع المغربي"‪ ،‬مجلة عدالة‬ ‫‪‬‬
‫للدراسات القانونية والقضائية‪ ،‬عدد ‪ 21‬السنة الرابعة ‪2021‬‬
‫حيداس محمد علي‪" ،‬عملية تسنيد الديون الرهنية ودورها في حماية الدائن المرتهن"‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫مجلة الباحث للدراسات القانونية والقضائية‪ ،‬العدد ‪ ،41‬أبريل ‪2022‬‬
‫علقمة مليكة‪" ،‬دراسة تحليلية لتجربة المملكة المغربية في مجال عمليـــات التوريق‬ ‫‪‬‬
‫(التسنيد)"‪ ،‬لمجلة الجزائرية لالقتصاد والمالية‪ ،‬العدد‪ 09 :‬أبريل ‪.2018‬‬
‫حيداس محمد علي‪" ،‬عملية تسنيد الديون الرهنية ودورها في حماية الدائن المرتهن"‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫مجلة الباحث للدراسات القانونية والقضائية‪.‬‬
‫أسماء الصدقي‪ "،‬حوالة الحق الشخصي على ضوء األحكام المسطرة في قانون‬ ‫‪‬‬
‫االلتزامات والعقود المغربي"‪ ،‬مجلة المنبر القانوني‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫‪ ،2016‬العدد ‪.11‬‬

‫المقاالت اإللكترونية‪:‬‬
‫الحسين حمداوي‪ ،‬محمد بالعايدي‪ ،‬حوالة الديون المهنية (مقال مشترك)‪ ،‬منشور في مجلة‬
‫مغرب القانون عبر موقعها اإللكتروني ‪https://2u.pw/YGgVtjER‬‬
‫الرقراقي يوسف‪ ،‬لمحة عن التفويت المستندي‪ :‬الطبيعة القانونية واألطراف الفاعلة"‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫التالي‪:‬‬ ‫المختصر‬ ‫الرابط‬ ‫على‬ ‫القانون‬ ‫مغرب‬ ‫بمجلة‬ ‫منشور‬ ‫مقال‬
‫‪https://2u.pw/pMDEapk‬‬
‫خالد عبد الباقي‪" ،‬التوريق وأهميته للسوق العقاري المصري"‪ ،‬مقال منشور بموقع‬ ‫‪‬‬
‫‪ LinkedIn‬على الرابط المختصر التالي‪https://2u.pw/Lt324PP :‬‬

‫المواقع اإللكترونية‪:‬‬

‫‪43‬‬
‫ "تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬:‫حوالة الحقوق المالية‬

:‫موقع شركة "المغاربية للتسنيد" على الرابط التالي‬ 


https://www.maghrebtitrisation.ma/fr/titrisation-au-maroc

:‫أجنبية‬
 Cour d’appel de Paris – 29 septembre 1989.R.T.D.com 1990
 Cour de cassation française-Arrêt commercial- 8 Janvier 1991
 Cour de cassation française-Arrêt commercial- 22 Février 1993
 Cour de cassation, arrêt commercial pourvoi n 03/15669,
22/11/2005

44
‫حوالة الحقوق المالية‪" :‬تسنيد الديون وحوالة الديون المهنية" أنموذجين‬

‫الفهرس‬
‫تقديم‪1.................................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬حوالة الديون المهنية‪4.................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم حوالة الديون المهنية وشروط انعقادها‪4................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مفهوم حوالة الديون المهنية ‪4...................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬شروط حوالة الديون المهنية ‪7...................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حوالة الديون المهنية وطرق تحصيلها ‪10.......................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬آثار حوالة الديون المهنية بالنسبة لألطراف‪10...............................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬أثار حوالة الديون المهنية بالنسبة للغير وطرق تحصيلها‪14...............‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تسنـيـــــــــد الديون ‪17................................................‬‬


‫المطلب األول‪ :‬اإلطار النظري لعملية التسنيد ‪18...................................................‬‬

‫الفقرة أولى‪ :‬مفهوم عملية التسنيد ‪18............................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المؤسسات الفاعلة في عملية التسنيد‪24.......................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اإلطار التطبيقي لعملية التسنيد‪30.................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مسطرة عملية التسنيد ‪30.........................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬أثار عملية التسنيد ‪35..............................................................‬‬

‫خاتمة ‪39...............................................................................................‬‬

‫الئحة المصادر و المراجع المعتمدة‪41.......................................................... :‬‬

‫‪45‬‬

You might also like