You are on page 1of 20

‫مجلة االجتهاد القضائي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المجلد ‪ - 21‬العدد ‪ – 12‬مارس ‪1122‬‬

‫الحمايـة القـانونية لبطاقــات الدفع اإللكترونية‬


‫‪Legal protection of electronic payment cards‬‬
‫األستاذ ة الدكتورة ‪ :‬حسيـــــنة شـــرون‬
‫‪2‬‬
‫األستاذ الدكتور ‪ :‬عبد الحليم بن مشري‬
‫‪ 2‬أستاذ ة التعليم العالي ‪ -‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ -‬مخبر أثر االجتهاد القضائي على‬
‫‪h.cherroun@univ-biskra.dz‬‬ ‫حركة التشريع جامعة محمد خيضر ‪ -‬بسكرة ( الجزائر )‬
‫‪ 1‬أستاذ التعليم العالي ‪ -‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ -‬مدير مخبر أثر االجتهاد القضائي‬
‫‪h.benmechri@univ-biskra.dz‬‬ ‫على حركة التشريع جامعة محمد خيضر ‪ -‬بسكرة ( الجزائر )‬
‫تاريخ النشر‬ ‫تاريخ القبول ‪:‬‬ ‫تاريخ االرسال ‪:‬‬
‫‪ 12‬مارس ‪1122‬‬ ‫‪ 21‬مارس ‪1122‬‬ ‫‪ 12‬فيفري ‪1122‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الملخص‪:‬‬
‫أصبحت وسائل الدفع االلكتروين حديث الساعة فهي تتطور بشكل كبري وملحوظ‪ ،‬وقد اجتاحت‬
‫السوق بكل بشكل كبري بسبب االمتيازات املبهرة اليت تقدمها التجارة االلكترونية من سهولة وأمان‬
‫وغريها من االمتيازات األخرى‪ ،‬فخالل الـ ‪ 21‬سنة املاضية تغري التسوق إىل العرب اإلنترنت والدفع‬
‫االلكتروين من جمرد كونه قيمة مضافة إيل قيمة أساسية‪ ،‬وأصبحت التجارة اإللكترونية متوفرة‬
‫للجميع من خالل الدفع االلكتروين‪ .‬وهتدف هذه الورقة البحثية إىل الوقوف على طبيعة وأنواع احلماية‬
‫القانونية لوسائل الدفع اإللكترونية ونظم الرقابة عليها والتحديات املرتبطة هبا‪ ،‬وقد ركز البحث على‬
‫تناول هذه املوضوعات بالتحليل واملناقشة‪ ،‬من خالل معاجلة اإلشكالية الرئيسة اليت تتمحور حول أهم‬
‫صور احلماية القانونية لوسائل الدفع االلكتروين‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬بطاقة دفع إلكترونية‪ ،‬مسؤولية مدنية؛ مسؤولية جنائية‪.‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪Electronic payment methods have become very modern and they are developing‬‬
‫‪significantly. The market has been swept to a great extent because of the e-commerce‬‬
‫‪privileges of ease, security and other privileges. Over the past 15 years, shopping has‬‬
‫‪changed to Internet and e-payment. The purpose of this paper is to examine the nature‬‬
‫‪and types of legal protection of electronic means of payment and their control systems‬‬
‫‪and related challenges. The research focused on addressing these issues through analysis‬‬
‫‪and discussion by addressing the main problem that revolves around the most important‬‬
‫‪forms of legal protection of electronic payment methods.‬‬
‫‪Keywords: electronic payment card; civil liability; criminal liability‬‬

‫‪1‬‬
‫إيمايل‪h.cherroun@univ-biskra.dz :‬‬ ‫المؤلف المرسل‪ :‬أ‪ .‬د حسينة شرون ‪/‬‬

‫مخبر أثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع ـــــــــــــــــــــــــــــ جامعة محمد خيضر بسكرة‬
‫الحماية القانونية لبطاقات الدفع اإللكترونية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫إن التطور املطرد يف الصناعة املصرفية‪ ،‬واجتاه البنوك واملؤسسات املالية لتعميم‬
‫االستخدامات االلكترونية يف مجيع خدماهتا انتشر اإلقبال على التعامل ببطاقات الدفع‬
‫والسحب‪ ،‬حىت أهنا أصبحت حتتل املركز األول بني وسائل الدفع املختلفة اليت جتري هبا‬
‫املعامالت التجارية يف كثري من الدول مما جعل البعض يعتربها جزء ال يتجزأ من ثقافة النظام‬
‫االقتصادي العاملي املعاصر‪ . 1‬وقد قوبلت بطاقة الوفاء‪ -‬شاهنا يف ذلك شان أي اختراع جديد‪-‬‬
‫بكثري من التصرفات غري املشروعة سواء من قبل أطراف التعامل بالبطاقة أو من قبل الغري مما‬
‫يرتب يف ذمة هؤالء قيام مسؤولية مدنية تقصريية خاصة فيما خيص اإلخالل بالتزامات احد‬
‫األطراف جتاه اآلخر مبناسبة العالقة التعاقدية الناشئة بينهما يف إطار الدفع بالبطاقة‪ ،‬وقد‬
‫يلجا احدهم (حامل البطاقة‪ ،‬أو الغري) إىل القيام بتصرفات غري مشروعة سواء يف سحب‬
‫النقود‪ ،‬أو الوفاء هبا‪ ،‬أو استعمال بطاقة ملغاة أو منتهية الصالحية‪.‬‬
‫وأمام هذا االنتشار الواسع لصور االعتداء على بطاقات الدفع كان على الدول خاصة‬
‫اليت ينتشر هبا استعمال هذه البطاقة أن توفر جو من احلماية القانونية املدنية واجلزائية‬
‫هلذه البطاقات وذلك من أجل دعم وتشجيع العمل هبا من جهة ومن جهة أخرى حفظ حقوق‬
‫وأموال املتعاملني هبا‪.‬‬
‫ولدراسة مسألة احلماية القانونية لبطاقة الدفع قسمنا هذه املداخلة إىل حمورين‬
‫اثنني تناولنا يف األول احلماية املدنية لبطاقة الدفع‪ ،‬أما الثاين فنخصصه للحماية اجلزائية‬
‫لبطاقة الوفاء أو الدفع‪.‬‬
‫احملور األول‪ :‬احلماية املدنية لبطاقة الدفع‬
‫تنشأ عن بطاقة الوفاء عالقات قانونية بني أطرافها الثالث مبقتضى عقد حيكم العالقة‬
‫الناشئة بني مصدر البطاقة وحاملها‪ ،‬وعقد حيكم العالقة بني املصدر والتاجر وآخر حيكم‬
‫العالقة بني احلامل والتاجر‪ ،‬وتعترب هذه العقود من العقود امللزمة جلانبني ويف املقابل يترتب‬
‫على اإلخالل بأحد االلتزامات قيام املسؤولية املدنية‪ ،‬وبالتايل إعطاء احلق للطرف املتضرر يف‬
‫فسخ العالقة واملطالبة بالتعويض عن الضرر الذي نتج عن عدم تنفيذ أحد هذه االلتزامات‪،‬‬
‫وهذه العقود ختضع للقواعد العامة يف القانون املدين‪ ،‬ويكون أساس املطالبة بالتعويض هو‬
‫املسؤولية العقدية مىت توافرت أركاهنا من خطأ وضرر وعالقة سببية‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Bouilhol H. La Loi du 2 decembre 1991 relative a La securite des cheques et des cartes de‬‬
‫‪paiement, Rev. No. 529, 1992, p. 681.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬غنام حممد غنام‪ ،‬احلماية اجلنائية لبطاقات االئتمان املمغنطة ‪ ،‬املنشور على شبكة االنترنت‪ ،‬موقع الدليل‬
‫اإللكتروين للقانون العريب واملتاح على الرابط اإللكتروين‪www.arablawinfo.com :‬‬

‫‪- 56 -‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ .‬د حسينة شرون ‪ /‬أ‪ .‬د عبد الحليم بن مشري – جامعة بسكرة (الجزائر)‬
‫ويف إطار دراسة املسؤولية املدنية الناشئة عن استخدام البطاقة نقسم املطلب إىل ثالث‬
‫فروع‪ .‬األول لدراسة املسؤولية املدنية حلامل البطاقة والثاين لدراسة املسؤولية املدنية للبنك‬
‫مصدر البطاقة أما الفرع الثالث فنتناول فيه املسؤولية املدنية للتاجر عن استخدام بطاقة‬
‫الدفع‪.‬‬
‫أوال ‪ -‬املسؤولية املدنية حلامل بطاقة الدفع‪:‬‬
‫نتناول يف هذا العنصر املسؤولية املدنية حلامل اجتاه البنك املصدر للبطاقة‪ ،‬ومسؤوليته‬
‫املدنية جتاه التاجر‪.‬‬
‫أ ‪ -‬املسؤولية املدنية حلامل البطاقة جتاه املصدر‪:‬‬
‫يترتب على العقد املربم بني حامل البطاقة ومصدرها التزامات على عاتق احلامل ينبغي‬
‫عليه احترامها والقيام هبا‪ ،‬وكل إخالل هبذه االلتزامات يرتب مسؤولية عقدية وذلك يف عدة‬
‫حاالت نذكر منها‪.‬‬
‫‪ -2‬مسؤولية حامل البطاقة عن اإلخالل بااللتزام باستعماهلا يف حدود املبلغ املتفق عليه‪:‬‬
‫حبيث إذا جتاوز هذا املبلغ تقوم مسؤوليته العقدية وكان مسؤوال يف مواجهة املصدر‬
‫مببلغ الزيادة وذلك يف حالة االتفاق بضمان الوفاء من دون حتديد للحد األقصى هلذا الضمان‪،‬‬
‫أما إذا و جد بند يف العقد بني احلامل واملصدر يقضي بأن هذا األخري ال يتضمن الوفاء إال يف‬
‫حدود املبلغ املسموح به‪ ،‬فإن مسؤولية احلامل تكون جتاه التاجر وليس جتاه املصدر مبقتضى‬
‫عقد البيع املربم بينهما ألن املصدر هنا سوف يلتزم بالوفاء يف حدود املبلغ الذي تضمنه العقد‬
‫بينه وبني احلامل‪ ،‬ويبقى متمسكا به‪.1‬‬
‫إذا جتاوز صاحب البطاقة املبلغ الذي ميلكه يف حسابه وهو سيء النية‪ ،‬أي يكون عاملا‬
‫بذلك‪ ،‬فإنه يتحمل املسؤولية املدنية بالتعويض عن الضرر الذي حلق البنك أو التاجر حسب‬
‫احلالة‪ ،‬وهذا على أساس اإلخالل بااللتزام التعاقدي‪ ،‬ويكون من حق اجلهة املصدرة سحب‬
‫البطاقة من احلامل ألنه أهدر الثقة املوجودة بينه وبني املصدر‪ ،‬إال أنه ويف حاالت خاصة‬
‫تقتضيها ظروف التعامل يف الوسط التجاري ميكنه (احلامل) أن يتجاوز احلد املسموح به يف العقد‬
‫إىل منحه ا لبنك ترخيصا بذلك‪ ،‬مبعىن أن البنك مينح ائتمانا للحامل فيدفع املبلغ الزائد بدال‬
‫عنه‪ ،‬مث يعود عليه فيما بعد‪ ،‬بعد مرور املدة املتفق عليها مبوجب اتفاق خاص بينهما‪ ،‬وهو‬
‫اتفاق مستقل ال ينفي صفة الوفاء الفوري اليت ال متنح أي ائتمان يف طبيعتها إال مبوجـب إتفاق‬

‫‪ - 1‬زين حممد الزماين‪ " ،‬التزوير والتزييف عن طريق بطاقات االئتمان"‪ ،‬جملة احملامي‪ ،‬عدد‪ ،1‬الرياض‪2212 ،‬هـ‪،‬‬
‫ص ‪.11‬‬

‫‪- 57 -‬‬
‫الحماية القانونية لبطاقات الدفع اإللكترونية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫م ستقل حسب إرادة األطراف‪ ،‬وهنا تقوم مسؤولية احلامل يف حالة امتناعه عن رد مقدار‬
‫التجاوز الذي نفذه البنك املصدر‪.1‬‬
‫‪ -1‬مسؤولية حامل بطاقة الوفاء عن إخالله بالتزام رد بطاقته‪:‬‬
‫إذ يرتب العقد املربم بني اجلهة املصدرة للبطاقة وحاملها التزاما على عاتق هذا األخري‬
‫برد البطاقة مبجرد انتهاء مدة صالحيتها‪ ،‬أو بفسخ العقد بينهما‪ ،‬لذلك نتعقد مسؤولية حامل‬
‫البطاقة يف حالة االمتناع عن ردها إىل املصدر ألحد السببني السابقني‪ ،‬فإذا استعملها بعد ذلك‬
‫التاريخ تنعقد مسؤوليته املدنية عن املبالغ اليت استخدمها باستعمال البطاقة‪ ،‬ففسخ العقد‬
‫يترتب عليه إعادة املتعاقدين إىل احلالة اليت كانا عليها قبل التعاقد‪ ،‬فإذا استحال ذلك جاز‬
‫احلكم بالتعويض‪.‬‬
‫‪ -1‬مسؤولية حامل البطاقة عن إخالله بالتزام إجراء املعارضة‪:‬‬
‫يقع على احلامل التزام إبالغ مصدر البطاقة عن فقدان البطاقة أو سرقتها أو ضياعها‬
‫وعلى كل املالبسات املتعلقة بذلك‪ ،‬وهو ملزم ببذل عناية الرجل العادي يف احلفاظ عليها‪ ،‬لذلك‬
‫فإذا ثبت أن ضياعها ناتج عن إمهال وتقصري من احلامل فإن مسؤوليته تنعقد عن املبالغ اليت‬
‫استخدمها من حصل على البطاقة بعده‪ ،‬وهو ما نصت عليه أغلب القوانني املقارنة‪.2‬‬
‫‪ -2‬مسؤولية حامل البطاقة عن إخالله بالتزام تقديم بيانات صحيحة‪:‬‬
‫يقع على عاتق احلامل التزام بأن يصرح حبسن نية عن كل ما يتعلق بشخصيته للبنك‬
‫املصدر للبطاقة‪ ،‬فإذا خالف هذا االلتزام وقدم بيانات خاطئة باستعمال الطرق االحتيالية يف‬
‫ذلك فمسؤوليته املدنية تكون قائمة‪ ،‬إىل جانب اعتبار تصرفه هذا جرمية نصب لتقدميه‬
‫بيانات كاذبة وخاطئة عن شخصه‪ ،‬كما أنه إذا قام احلامل بإعارة البطاقة لشخص آخر‬
‫الستعماهلا فإنه يعترب قد خالف التزاما تعاقديا وهو شخصية بطاقة الدفع‪ ،‬ويعترب مسؤوال‬
‫مسؤولية عقدية يترتب عليها حتمل النفقات اليت قام الغري بتنفيذها واسترداد البطاقة من‬
‫البنك‪ ،‬إضافة إىل فسخ العقد‪.3‬‬

‫‪ - 1‬أبو الوفا حممد أبو الوفا إبراهيم‪ ،‬املسئولية اجلنائية عن االستخدام غري املشروع لبطاقة االئتمان يف القانون‬
‫املقارن والفقه اإلسالمي‪ ،‬حبث مقدم إىل مؤمتر األ عمال املصرفية اإللكترونية بني الشريعة والقانون لكلية‬
‫الشريعة والقانون وغرفة جتارة وصناعة ديب والذي عقد يف دولة اإلمارات العربية املتحدة للفترة من ‪-21‬‬
‫‪ ،1111/1/21‬ص ‪.1122‬‬
‫‪ - 2‬فايز رضوان‪ ،‬بطاقات الوفاء‪ ،‬املطبعة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2221 ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Cavalda CH, Le droit penal des cartes de paiement et de credits, Dalloz, 1994, P 1.‬‬

‫‪- 58 -‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ .‬د حسينة شرون ‪ /‬أ‪ .‬د عبد الحليم بن مشري – جامعة بسكرة (الجزائر)‬
‫ب ‪ -‬املسؤولية املدنية حلامل البطاقة جتاه التاجر‪:‬‬
‫إن قيام مسؤولية احلامل من عدمها يف حالة عدم وفاء البنك املصدر تتوقف على معرفة‬
‫طب يعة االتفاق الذي مجع بني احلامل والبنك املصدر‪ ،‬فإذا اتفق الطرفان يف عقد مستقل على‬
‫منح ضمان للحامل من خالل دفع البنك املصدر مثن اخلدمات اليت حيصل عليها من التاجر‪ ،‬مث‬
‫الرجوع عليه برد املبالغ خالل فترة متفق عليها فإن احلامل هنا يكون مسؤوال مسؤولية عقدية‬
‫جتاه التاجر الذي يربطه به عقد آخر يقضي بدفع الثمن مبجرد إرسال الفواتري إىل البنك‪،‬‬
‫ألن التاجر يف هذه احلالة ال يعترب طرفا يف العقد الذي مجع بني احلامل واملصدر‪ ،‬وطاملا أن‬
‫توقيع احلامل على الفواتري ال يربئ ذمته املالية وفقا للعقد الذي مجعه باملصدر‪.‬‬
‫أما إذا مل ير د يف العقد الذي مجع احلامل باملصدر أي اتفاق على منح ضمان للحامل‪ ،‬فإن‬
‫املسؤولية العقدية تنتفي مبجرد التوقيع‪ ،‬ويصبح للتاجر احلق يف مساءلة البنك املصدر وليس‬
‫حامل البطاقة‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة إىل أن املسؤولية تكون وفق القواعد العامة اليت حتكم عقد البيع يف‬
‫العقد كذلك تكون وفق هلا‪.‬‬ ‫القانون املدين وان شرو‬
‫ثانيا ‪ -‬املسؤولية املدنية للبنك مصدر بطاقة الدفع‪:‬‬
‫يربط البنك املصدر لبطاقة الدفع عقدين اثنني واحد مع احلامل والثاين مع التاجر‪،‬‬
‫ويترتب عن إخالل أحد االلتزامات التعاقدية قيام املسؤولية‪.‬‬
‫أ ‪ -‬املسؤولية املدنية للبنك جتاه حامل البطاقة‪:‬‬
‫واملسؤولية املدنية للبنك جتاه احلامل تأخذ ثالث صور مسؤولية البنك عن إخالله‬
‫بالتزام الوفاء؛ ومسؤوليته عن إخالله بالتزام اإلخطار باملعارضة وأيضا مسؤوليته عن إخالله‬
‫بالتزام فحص شخصية احلامل واحملافظة على سرية البيانات‪ ،‬نتناوهلا على النحو اآليت‪:‬‬
‫‪ -2‬مسؤولية البنك عن إخالله بالتزام الوفاء‪:‬‬
‫من خالل العقد املربم بني املصدر واحلامل يلزم املصدر بالوفاء بقيمة املشتريات للتاجر‬
‫الذي قبل التعامل بالبطاقة وهذا يعد أهم التزام على عاتق البنك مقابل التزام احلامل بعدم‬
‫جتاوز الرصيد الذي ميلكه يف حسابه البنكي وهو املبلغ املسموح به للشراء‪ ،‬فإذا أخل البنك‬
‫ب التزامه ونشأ عن ذلك ضرر للحامل بأن تعرض للحجز عليه من قبل التاجر أو تعرضت مسعته‬
‫التجارية للضرر فإن مسؤولية البنك العقدية تنعقد مباشرة نتيجة إخالله بالتزام جوهري يف‬
‫العقد‪ ،‬ونتيجة لذلك يتحمل التعويض عن الضرر‪ ،‬ليس فقط ألنه ملزم جتاه احلامل‪ ،‬وإمنا‬
‫ألنه أيضا ملزم بضمان الوفاء للتاجر عن كل استعمال للبطاقة من قبل الزبائن احلاملني هلا‪،‬‬
‫الذين تعاقدوا مع البنك مبوجب عقود انضمام‪ ،‬وعلى احلامل يف هذه احلالة أن يثبت خطأ‬

‫‪- 59 -‬‬
‫الحماية القانونية لبطاقات الدفع اإللكترونية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫البنك حبيث ال يكون إخالهلا بااللتزام مستند إىل مربر من الواقع أو القانون‪ ،‬كما لو جتاوز‬
‫احلامل حدود املبلغ املسموح به أو انتهاء مدة العقد أو فسخه‪ ،‬ألن هذه احلاالت تعفي اجلهة‬
‫املصدرة من املسؤولية عن عدم الدفع‪ ،‬مما جيعلها غري مسؤولة عن التعويض‪.1‬‬
‫‪ -1‬مسؤولية البنك عن إخالله بالتزام اإلخطار باملعارضة‪:‬‬
‫تنعقد مسؤولية البنك عن االستعمال غري املشروع لبطاقة الوفاء من قبل الغري يف‬
‫مواجهة احلامل مىت قام هذا األخري بالتزامه بإعالم البنك املصدر عن واقعيت الضياع أو‬
‫السرقة‪ ،‬إذ يقع على عاتق البنك يف حالة وجود معارضة مقدمة إليه من قبل احلامل (سواء‬
‫كتابية أو شفاهية) إخطار التاجر بذلك‪ ،‬وجيب عليه أن ال يقبل أي معاملة هبذه البطاقة حىت‬
‫ولو كانت العملية تبدوا مشروعة‪ ،‬وأي سداد ألي مبلغ ناتج عن استخدام البطاقة بعد تقدمي‬
‫املعارضة يترتب عليه مسؤولية اجلهة املصدرة عن املبالغ املدفوعة‪ ،‬وال ميكن هلا أن تطالب‬
‫احلامل هبذه املبالغ أو تنقص من رصيده شيئا‪ ،‬وقد تنعقد مسؤولية مصدر البطاقة حىت يف غري‬
‫وجود أي معارضة من قبل احلامل‪ ،‬وذلك يف حالة وفاة حامل البطاقة ألن عقد احلامل املربم مع‬
‫البنك يقوم على االعتبار الشخصي‪ ،‬إذ ينبغي أن يتوقف البنك عن الوفاء للتاجر بالعمليات‬
‫املنفذة بعد واقعة الوفاة تلقائيا مبجرد إعالمه من قبل الورثة بذلك‪ ،‬وإال قامت مسؤوليته عن‬
‫الوفاء عن املبالغ اليت قام بالوفاء هبا‪ ،‬وعن األضرار اليت تصيب الورثة من جراء هذا الوفاء‬
‫نتيجة انتقاص من حقوقهم يف الشركة‪ ،‬وتكون مسؤولية البنك هنا مسؤولية تقصريية‪ ،‬وليست‬
‫عقدية ألن الورثة ليسوا طرفا يف العقد‪.2‬‬
‫‪ -1‬مسؤولية البنك عن إخالله بالتزام فحص شخصية احلامل واحملافظة على سرية البيانات‪:‬‬
‫إذا ثبت تقصري البنك يف التحقق من شخصية احلامل‪ ،‬وسبب ذلك أضرارا للتاجر فإن‬
‫مسؤولية البنك تقوم يف ذلك‪ ،‬إال أنه قد يصعب على البنك التحقق من شخص احلامل خاصة‬
‫عندما تكون املستندات املقدمة يصعب كشفها أو تكون مطبوعة بشكل سري يتطلب أجهزة خاصة‬
‫لقراءهتا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مجيل عبد الباقي الصغري‪ ،‬القانون اجلنائي والتكنولوجيا احلديثة‪ ،‬الكتاب األول (اجلرائم الناشئة عن‬
‫استخدام احلاسب اآليل) ‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2221 ،‬ص ‪12‬؛ علي مجال الدين عوض‪ ،‬عمليات البنوك‬
‫من الوجهة القانونية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2212 ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬فداء حيىي أمحد احلمود‪ ،‬النظام القانوين لبطاقة االئتمان‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2222 ،‬ص‬
‫‪.21‬‬

‫‪- 60 -‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ .‬د حسينة شرون ‪ /‬أ‪ .‬د عبد الحليم بن مشري – جامعة بسكرة (الجزائر)‬
‫وإذا قام البنك املصدر بالكشف عن املعلومات السرية للغري‪ ،‬فإنه يعترب خمال بالتزامه‬
‫التعاقدي‪ ،‬وتقوم املسؤولية املدنية عن كل املبالغ املنفذة من قبل الغري بطريقة احتيالية‬
‫والناجتة عن كشف الرقم السري من قبل البنك سواء كان كشفها حبسن أو بسوء نية‪. 1‬‬
‫ب ‪ -‬املسؤولية املدنية للبنك جتاه التاجر‪:‬‬
‫إن البنك مصدر البطاقة مرتبط مع التاجر الذي يقبل التعامل هبا بعقد‪ ،‬وهذا األخري‬
‫ير تب التزامات على عائق البنك مستقلة عن التزاماته جتاه احلامل‪ ،‬ويترتب عن اإلخالل هبا‬
‫قيام املسؤولية املدنية‪ ،‬مما يستدعي التعويض عن األضرار اليت تلحقه‪.‬‬
‫‪ -2‬مسؤولية البنك عن إخالله بالتزام دفع قيمة الفواتري‪:‬‬
‫من أهم التزامات البنك هو الوفاء للتاجر الذي يقبل التعامل والدفع بواسطة البطاقة‬
‫بقيمة الفواتري‪ ،‬فإذا اخل هبذا االلتزام مما سبب ضررا للتاجر كاحلجز عليه من قبل دائنيه أو‬
‫تفويت صفقة مرحبة كان يعتمد على رصيده يف إبرامها‪ ،‬ففي هذه احلالة ميكن للتاجر أن يطلب‬
‫التعويض على أساس املسؤولية العقدية‪ ،2‬ويترتب على ذلك بقاء مصدر البطاقة ملزما بالوفاء‬
‫للتاجر حىت ولو كانت السلع والبضائع معيبة حيث ال ميكن للجهة املصدرة (البنك) أن نتمسك‬
‫هبذا العيب للتملص من مسؤوليتها عن عدم الوفاء ألن هذا العيب ال يتعدى العالقة بني التاجر‬
‫واحلامل إىل عالقة بني التاجر واملصدر‪ ،‬وهذا إعماال مببدأ استقالل العالقات الناشئة عن‬
‫استخدام بطاقة الدفع‪.‬‬
‫‪ -1‬مسؤولية البنك عن إخالله بالتزام اإلخطار باملعارضة‪:‬‬
‫من بني االلتزامات اليت تقع على عائق احلامل‪ ،‬إجراء املعارضة يف حالة ضياع أو سرقة‬
‫بطاقة الوفاء‪ ،‬وذلك بإخطار البنك بالواقعة‪ ،‬وعلى هذا األخري إخطار التاجر جبميع املعارضات‬
‫املقدمة له من قبل حاملي البطاقات بوقف التعامل هبا‪ ،‬فإذا اخل البنك هبذا االلتزام وقام‬
‫التاجر بقبول البطاقة من حاملها غري الشرعي‪ ،‬فإن البنك يف هذه احلالة ال ميكن أن يدفع جتاه‬
‫التاجر عند إرسال الفواتري للوفاء بأن البطاقة قدمت له من قبل حامل غري شرعي وبالتايل‬
‫فالبنك غري ملزم بالوفاء ويكون مسؤول مسؤولية عقدية هذا الفعل طاملا أنه مل يعلم التاجر‬
‫باملعارضة‪ ،‬خاصة إذا كان التاجر هذا حسن النية‪ ،‬إال أن إثبات تواطئ التاجر مع احلامل غري‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان‪ ،‬البطاقات البنكية االقراضية والسحب املباشر من الرصيد (دراسة فقهية‬
‫قانونية اقتصادية حتليلية)‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،2221 ،‬ص ص ‪.12-11‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬مجيل عبد الباقي الصغري‪ ،‬احلماية اجلنائية واملدنية لبطاقات االئتمان املمغنطة‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،2222 ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪- 61 -‬‬
‫الحماية القانونية لبطاقات الدفع اإللكترونية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الشرعي فإن هذا يعفي البنك من املسؤولية رغم عدم إخطاره التاجر باملعارضة ألنه سيء‬
‫النية‪.1‬‬
‫ثالثا ‪ -‬املسؤولية املدنية للتاجر عن استخدام بطاقة الدفع‪:‬‬
‫يرتبط التاجر مع احلامل واجلهة املصدرة بعقدين مستقلني يرتب كل منهما التزامات‬
‫جتاه الطرف اآلخر‪ ،‬يترتب على اإلخالل هبا قيام مسؤولية التاجر والتزامه بالتعويض عن‬
‫الضرر الذي يصيب احد األطراف‪.‬‬
‫أ ‪ -‬املسؤولية املدنية للتاجر جتاه املصدر‪:‬‬
‫وتأخذ املسؤولية املدنية للتاجر جتاه املصدر صورا ثالثة تكون إما عن طريق إخالله‬
‫بالتزام قبول الوفاء بالبطاقة؛ أو بإخالله بااللتزامات املتعلقة بالتوقيع أو عن طريق إخالله‬
‫بالتزام احملافظة على أدوات عمل البطاقة‪.‬‬
‫‪ -2‬مسؤولية التاجر املدنية عن إخالله بالتزام قبول الوفاء بالبطاقة‪:‬‬
‫إذا قام التاجر الذي قدمت له البطاقة من احد احلملة للوفاء بقيمة السلع أو اخلدمات‬
‫برفض الدفع بواسطتها‪ ،‬فإن ذلك يثري مسؤوليته املدنية‪ ،‬ويلزم بالتعويض يف مواجهة اجلهة‬
‫املصدرة أو البنك‪ ،‬وأساس املطالبة بالتعويض هنا هو املسؤولية العقدية‪ ،‬ألن التاجر أخل بأحد‬
‫االلتزامات اجلوهرية يف العقد الذي ابرمه مع البنك‪ ،‬الن رفضه للتعامل بالبطاقة يلحق ضررا‬
‫بالبنك من خالل إحجام األفراد عن االشتراك أو االنضمام إىل نظام الدفع بالبطاقات مما‬
‫يفوت على البنك فرصة احلصول على الفوائد اليت حيصل عليها من قبل محلة البطاقات وكذا‬
‫العموالت اليت يدفعها التجار الذين يقبلون الوفاء هبا‪.2‬‬
‫‪ -1‬املسؤولية املدنية للتاجر عن إخالله بااللتزامات املتعلقة بالتوقيع‪:‬‬
‫عرفنا فيما سبق أن من االلتزامات امللقاة على عاتق التاجر هي القيام مبضاهاة التوقيع‬
‫من اجل التحقق من شخصية احلامل ومن انه هو احلامل الشرعي للبطاقة‪ ،‬فإذا أمهل التاجر‬
‫ذلك و امتنع عن استخدام خمتلف الوسائل واألساليب الالزمة للتحقق من صحة التوقيع‪ ،‬قامت‬
‫مسؤوليته املدنية عن ذلك حيث يتعرض لرفض مصدر البطاقة أو البنك الوفاء بقيمة الفواتري‬
‫وخصم املبلغ من حساب املدين (احلامل) وتقوم مسؤوليته على افتراض اخلطأ من جانبه‪.‬‬
‫كما تعقد مسؤولية التاجر املدنية يف حالة إرسال فواتري ال حتمل أي توقيع للحامل إىل‬
‫اجلهة املصدرة‪ ،‬فهنا يتعرض لعدم الوفاء من قبل البنك بقية تلك الفواتري ألنه أمهل التزامــا‬

‫‪ - 1‬عوض بدير احلداد‪ ،‬تسويق اخلدمات املصرفية‪ ،‬البيان للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،2222 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ - 2‬كيالين حممود‪ ،‬النظام القانوين لبطاقات الوفاء والضمان‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة عني مشس‪ ،‬القاهرة‪،2221 ،‬‬
‫ص ‪.112‬‬

‫‪- 62 -‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ .‬د حسينة شرون ‪ /‬أ‪ .‬د عبد الحليم بن مشري – جامعة بسكرة (الجزائر)‬
‫مهم وهو ضرورة التوقيع على الفاتورة من قبل احلامل ألن ذلك يعد إجراء شكليا مهما يتعلق‬
‫على وجوده وجود األمر بالدفع من احلامل إىل البنك‪.1‬‬
‫‪ -1‬املسؤولية املدنية للتاجر عن إخالله بالتزام احملافظة على أدوات عمل البطاقة‪:‬‬
‫عرفنا أنه يقع على البنك املصدر للبطاقة تزويد التاجر القابل للتعامل بالبطاقة بكل‬
‫األدوات واألجهزة الالزمة لذلك‪ ،‬ويف املقابل يلتزم التاجر باحلفاظ على هذه األجهزة والعناية‬
‫هبا فإذا اخل هبذا االلتزام قامت مسؤوليته العقدية جتاه البنك‪ ،‬ألن هذه األدوات تعترب قد‬
‫منحت له على سبيل الوديعة واألمانة‪ ،‬وعليه نصت املادة ‪ 121‬من القانون املدين اجلزائري على‬
‫أن الوديعة « عقد يسلم مبقتضاه املودع شيئا منقوال إىل املودع لديه على أن حيافظ عليه ملدة‬
‫وعلى أن يرده عينا» فالتاجر(املودع لديه) إذا مل حيافظ على الوديعة واحلق هبا ضررا بعد‬
‫تسلمها من البنك(املودع) يترتب يف ذمته تعويضا هلذا األخري ألنه أمهل واجب احملافظة عليها‬
‫وبذل العناية الالزمة يف حفظها‪.‬‬
‫ب ‪ -‬املسؤولية املدنية للتاجر جتاه حامل البطاقة‪:‬‬
‫وتكون املسؤولية املدنية للتاجر جتاه احلامل إما مسؤولية تقصريية أو مسؤولية عقدية‬
‫وهذا ما سنحاول تفضيله من خالل ما يلي‪:‬‬
‫‪ -2‬املسؤولية التقصريية للتاجر جتاه حامل البطاقة‪:‬‬
‫وتقوم هذه املسؤولية عن إخالل التاجر بأحد االلتزامات الناجتة عن ارتباطه بالبنك‬
‫واليت تسبب ضررا للحامل‪ ،‬وهي تنتج عن عقد ال يكون احلامل طرفا فيه‪ ،‬وتتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬عند رفض التاجر الوفاء بالبطاقة‪ :‬عندما يرفض التاجر الوفاء بالبطاقة اليت قبل‬
‫الوفاء بواسطتها مبوجب العقد الذي جيمعه مع البنك‪ ،‬فاحلامل يطلب التعويض من التاجر على‬
‫أساس الضرر الذي حلق به من جراء عدم قبول البطاقة وطلب التعويض يكون على أساس‬
‫املسؤولية التقصريية وليس العقدية‪.‬‬
‫‪ -‬عند التمييز بني الزبائن‪ :‬تقوم املسؤولية التقصريية للتاجر جتاه احلامل أيضا يف‬
‫احلالة اليت خيل فيها بالتزامه جتاه البنك واملتمثل يف عدم التمييز بني زبائنه وتطبيق نفس‬
‫األسعار على العمالء حاملي البطاقات والعاديني دون زيادة‪ ،‬وذلك ملا يسببه من ضرر للحامل‬
‫الذي ينضم إىل نظام الدفع بالبطاقات من اجل احلصول على تسهيالت هذا النظام ومزاياه‪.‬‬
‫‪ -‬عند عدم االلتزام بقائمة االعتراضات‪ :‬مبوجب العقد املربم بني التاجر والبنك يقع‬
‫التزام على التاجر بضرورة االطالع على قائمة االعتراضات اليت تقدم له من طرف البنك‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬إبراهيم زكي‪" ،‬بطاقة االئتمان واملثلث اخلفي"‪ ،‬جملة البنوك‪ ،‬ص‪11‬؛ زين حممد الزماين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪.11‬‬

‫‪- 63 -‬‬
‫الحماية القانونية لبطاقات الدفع اإللكترونية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫حىت ال يضطر إىل قبول بطاقة ضائعة أو مسروقة يف الوفاء بالسلع املقدمة حلاملها غري‬
‫الشرعي‪ ،‬لذلك فإذا أمهل التاجر تنفيذ هذا االلتزام فإن مسؤوليته املدنية تنعقد يف مواجهة‬
‫حامل البطاقة الشرعي عن األضرار اليت تصيبه من جراء ذلك يف حالة قيام البنك املصدر‬
‫خبصم املبلغ من حساب احلامل إىل حساب التاجر مما يؤدي إىل اإلنقاص من ذمة احلامل املالية‬
‫دون سابق معاملة مع التاجر‪ ،‬ويكون أساس املطالبة بالتعويض من طرف احلامل املسؤولية‬
‫التقصريية للتاجر‪.1‬‬
‫‪ -1‬املسؤولية العقدية للتاجر جتاه حامل البطاقة‪:‬‬
‫تقوم املسؤولية العقدية للتاجر جتاه حامل بطاقة الدفع إذا قام األول باإلخالل بأحد‬
‫االلتزامات امللقاة على عاتقه جتاه احلامل‪ ،‬مبوجب عقد البيع أو عقد تقدمي اخلدمة الذي‬
‫جيمعه به‪ ،‬ومن أهم االلتزامات اليت تقع على عاتق التاجر هي االلتزام بتسليم احلامل‬
‫املشتريات اليت مت التعاقد عليها‪ ،‬فإذا اخل التاجر هبذا االلتزام تقوم اجلهة املصدرة بالقيد‬
‫العكسي لقيمة النفقات بناء على طلب من احلامل ويعين ذلك أن احلامل يستطيع الرجوع على‬
‫التاجر للمطالبة باستعادة مثن املشتريات إذا اخل بالتزام التسليم أو قام بتسليم بضاعة معيبة‪،‬‬
‫وكذلك بتعويض الضرر الناشئ عن التسليم املعيب وذلك طبقا للقواعد العامة لعقد البيع يف‬
‫القانون املدين‪.‬‬
‫كما يقع على التاجر التزام آخر بعدم كشف أسرار حامل البطاقة‪ ،‬كأن يقوم بتسريب‬
‫الرقم السري للبطاقة وتوقيع احلامل أو إعطاء معلومات عن حسابه وذلك يف حالة اشترا‬
‫واحلق بذلك ضررا‬ ‫احلامل ذلك صراحة يف العقد الذي جيمعهما‪ ،‬فإن اخل التاجر هبذا الشر‬
‫‪2‬‬
‫للحامل فإنه بإمكان هذا األخري املطالبة بالتعويض على أساس املسؤولية العقدية ‪.‬‬
‫‪ -1‬املسؤولية املدنية للتاجر باعتباره من الغري‪:‬‬
‫قد حيدث وان يتواطأ التاجر مع احد احلملة غري الشرعيني لبطاقة الوفاء‪ ،‬ويقدم على‬
‫قبوهلا يف الوفاء مع علمه بأهنا غري مملوكة له‪ ،‬وذلك بعد اطالعه على قائمة املعارضات‬
‫املقدمة له من البنك بصفة دورية أو اعتراف احلامل غري الشرعي له بذلك‪ ،‬وذلك من اجل‬
‫االحتيال على البنك وعلى احلامل احلقيقي للبطاقة فيستفيد بذلك احلامل غري الشرعي من‬
‫العملية من خالل حصوله على املشتريات اليت يريدها من التاجر‪ ،‬ويستفيد التاجر من احلصول‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عمر فاروق احلسيين‪ " ،‬تأمالت يف احلماية اجلنائية لنظام احلاسب اآليل"‪ .‬تقرير مقدم إىل احتاد املصارف‬
‫العربية يف دورته التدريبية اليت عقدت يف القاهرة بتاريخ ‪.2222/2/11‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬هدى غازي حممد عطا اهلل‪ " ،‬اجلوانب القانونية للبطاقات االئتمانية"‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬اجلامعة األردنية‪،‬‬
‫‪ ،2221‬ص ‪.1‬‬

‫‪- 64 -‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ .‬د حسينة شرون ‪ /‬أ‪ .‬د عبد الحليم بن مشري – جامعة بسكرة (الجزائر)‬
‫على مثن املشتريات من رصيد صاحب البطاقة األصلي إىل رصيده دون أن يكون للحامل األصلي‬
‫أي فائدة‪ ،‬وهنا يسأل التاجر املعتمد على أساس املسؤولية التقصريية طاملا أن عناصرها متوفرة‬
‫وذلك بقيام اخلطأ من جانبه عندما قبل البطاقة بسوء نية‪ ،‬وتوفر الضرر كذلك‪ ،‬وحيق‬
‫للحامل عندئذ أن يطالب بالتعويض من التاجر واحلامل غري الشرعي الذين يعدان مسؤوالن‬
‫مسؤولية تقصريية‪ ،1‬فالتاجر يف هذه احلالة يعد من الغري بالنسبة للعالقة بني املصدر واحلامل‬
‫احلقيقي للبطاقة‪.‬‬
‫ومن صور التواطئ اليت يقوم هبا التاجر مع الغري‪ ،‬قيامه بتدوين تاريخ سابق عن تاريخ‬
‫املعارضة على فاتورة الشراء حىت يتمكن من حتصيلها لدى البنك وكذلك قبوله التعامل ببطاقة‬
‫دفع مزورة رغم اكتشاف التزوير‪.2‬‬
‫احملور الثاني‪ :‬احلماية اجلنائية لبطاقة الدفع اإللكرتونية‬
‫سبق القول أن االعتداء الذي قد حيصل على بطاقة الدفع اإللكترونية إما أن يكون من‬
‫قبل احلامل الشرعي للبطاقة أو من قبل الغري‪ ،‬وعليه سوف تكون دراسة هذا احملور من خالل‬
‫عنصرين اثنني‪ .‬نتناول يف األول االعتداءات الواقعة على البطاقة من قبل حاملها‪ .‬مث يف‬
‫الثاين االعتداءات الواقعة على البطاقة من قبل الغري على النحو التايل‪:‬‬
‫أوال ‪ -‬االعتداءات الواقعة على البطاقة اإللكرتونية من قبل حاملها‪:‬‬
‫العقدية الواردة يف العقد املربم بني البنك املصدر والتاجر‬ ‫عرفنا أن اإلخالل بالشرو‬
‫والعميل يثري املسؤولية املدنية هلذا األخري يف مواجهة كل من البنك والتاجر‪ ،‬وباملقابل قد‬
‫تشكل بعض التصرفات غري املشروعة للحامل سيء النية اعتداء على الذمة املالية للبنك‬
‫والتاجر‪ ،‬مما يثري املسؤولية اجلزائية هلذا األخري‪ ،‬ومن املعروف أن املسؤولية اجلزائية شخصية‬
‫فال يسأل عنها إال من ارتكب اجلرمية أو شارك فيها‪ ،3‬ويتصور وقوع االعتداءات اليت يقوم هبا‬
‫العميل على بطاقات الدفع يف عدة فروض منها‪:‬‬
‫‪ -‬استخدام بطاقة انتهت صالحيتها‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام بطاقة ملغاة‪.‬‬
‫‪ -‬إساءة استعمال بطاقات الوفاء‪.‬‬
‫ونكتفي بعرض هذه الصور الثالث نظرا لكثرهتا وتعددها‪.‬‬

‫‪ - 1‬كيالين حممود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪11‬؛ إبراهيم زكي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Diamond Aubrey, Commercial and Consumer Credit, London, 1982, p. 329.‬‬
‫‪ - 3‬كيالين حممود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 211‬ومابعدها‪.‬‬

‫‪- 65 -‬‬
‫الحماية القانونية لبطاقات الدفع اإللكترونية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أ ‪ -‬استخدام بطاقة إلكرتونية منتهية الصالحية‪:‬‬
‫القاعدة أن بطاقة الدفع حمددة املدة‪ ،‬وهي قد تكون عام أو عامني‪ ،‬وعلى احلامل مىت‬
‫انتهت مدهتا إرجاعها إىل البنك أو املؤسسة املالية املصدرة هلا‪ ،‬وان استمر يف استعماهلا بعد‬
‫انقضاء هذه املدة فسوف يعاقب جنائيا‪ -‬بصرف النظر عن التكييف القانوين لفعله وهو هبذا‬
‫الفعل يعترب مرتكبا جلرمية خيانة األمانة يف مواجهة البنك‪ ،‬ومرتكبا جلرمية النصب يف‬
‫مواجهة التاجر‪.‬‬
‫أما جرمية خيانة األمانة فقد نصت املادة ‪ 12/111‬قانون العقوبات اجلزائري‪ 1‬على أنه‬
‫« كل من اختلس أو بدد بسوء نية أوراقا جتارية أو نقود أو بضائع أو أوراقا مالية أو خمالصات‬
‫أو أية حمررات أخرى تتضمن أو تثبت التزاما أو إبراء مل تكن قد سلمت إليه إال على سبيل‬
‫اإلجازة أو الوديعة أو الوكالة أو الرهن أو عارية االستعمال أو ألداء عمل باجر أو بغري اجر‬
‫ردها أو تقدميها أو الستعماهلا أو الستخدامها يف عمل معني‪ ،‬وذلك إضرارا مبالكيها أو‬ ‫بشر‬
‫واضعي اليد عليها أو حائزيها يعد مرتكبا جلرمية خيانة األمانة‪ ،‬ويعاقب باحلبس من ثالثة‬
‫أشهر إىل ثالث سنوات وبغرامة من ‪ 111‬إىل ‪ 11111‬دينار«‪.‬‬
‫وجرمية خيانة األمانة تنطبق على احلامل الذي حيتفظ بالبطاقة بعد انتهاء مدة‬
‫صالحيتها‪ ،‬ولذلك يتعرض احلامل لعقوبة جرمية خيانة األمانة املعاقب عليها باحلبس من‬
‫ثالثة أشهر إىل ثالث سنوات‪ ،‬وبغرامة مالية من ‪ 111‬إىل ‪ 11.111‬دج‪ ،‬باإلضافة إىل‬
‫العقوبات التكميلية املنصوص عليها يف املادة ‪ 12‬مكرر من قانون عقوبات‪ ،‬وعالوة على ذلك جييز‬
‫قانون العقوبات للجهات القضائية احلكم على الشخص املدان بالعقوبات التكميلية االختيارية‬
‫تصل إىل حد املنع من استعمال بطاقة الوفاء‪ ،‬مبا يف ذلك الشيك‪.2‬‬
‫أما ارتكاب جرمية النصب يف مواجهة التاجر‪ ،‬فقد نصت املادة ‪ 111‬من قانون العقوبات‬
‫اجلزائري « كل من توصل إىل استالم أو تلقي أموال أو منقوالت أو سندات أو تصرفات أو أوراق‬
‫مالية أو وعود أو خمالصات أو إبراء من التزامات أو احلصول على أي منها أو الشروع يف ذلك‪،‬‬
‫وكان ذلك باالحتيال لسلب كل ثروة الغري أو بعضها أو الشروع فيه إما باستعمال أمساء أو‬
‫صفات كاذبة أو سلطة خيالية أو اعتماد مايل خيايل أو بإحداث األمل يف الفوز بأي شيء أو يف‬
‫وقوع حادث أو أية واقعة أخرى ومهية أو اخلشية من وقوع شيء»‪.‬‬
‫وبذلك فاحلامل املرتكب جلرمية النصب يعاقب باحلبس من سنة على األقل إىل ‪11‬‬
‫سنوات على األكثر وبغرامة من ‪ 111‬إىل ‪ 11.111‬دج كما جيوز احلكم عليه باحلرمان من مجيع‬

‫‪ - 1‬ابراهيم زكي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪12‬؛ زين حممد الزماين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Howard Johson, credit cards. International Banking Law, Nov. 1988, pp. 82-83.‬‬

‫‪- 66 -‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ .‬د حسينة شرون ‪ /‬أ‪ .‬د عبد الحليم بن مشري – جامعة بسكرة (الجزائر)‬
‫احلقوق الواردة يف املادة ‪ 22‬أو من بعضها باملنع من اإلقامة وذلك ملدة سنة على األقل و‪11‬‬
‫سنوات على األكثر‪.‬‬
‫ب ‪ -‬استخدام احلامل للبطاقة االلكرتونية امللغاة‪:‬‬
‫قد حيدث أن يقوم البنك أو املؤسسة املالية املصدرة للبطاقة بإلغائها أثناء سرياهنا‪،‬‬
‫وذلك ألن احلامل قد أساء استعماهلا ولذلك يعاقب بسحب البطاقة منه‪ ،‬فيمتنع عن ردها‬
‫ويقوم باستعماهلا رغم تنبيهه بإعادهتا إىل مصدرها‪ ،‬واحلقيقة أنه جيب مؤاخذة حامل‬
‫البطاقة عن هذا الفعل ألنه باستعماله هلا رغم قرار السحب يكون قد فقد سنده الشرعي يف‬
‫استعماهلا‪ ،‬ويتعني مساءلته جنائيا محاية للثقة يف هذه البطاقة ويف املعامالت اليت تستخدم‬
‫فيها ومنها التجارة االلكترونية خصوصا‪.‬‬
‫ويأخذ استخدام احلامل للبطاقة امللغاة نفس احلكم بالنسبة الستخدام البطاقة املنتهية‬
‫الصالحية أي يشكل جرمية خيانة أمانة يف مواجهة البنك (ألنه يتعني على احلامل إرجاع‬
‫البطاقة امللغاة إىل البنك مصدرها) وجرمية النصب يف مواجهة التاجر حسن النية‪ ،1‬وعليه فإن‬
‫استخدام البطاقة امللغاة يشكل جرمية يعاقب عليها قانون العقوبات اجلزائري وفق الفقرات‬
‫السابقة اخلاصة باستخدام البطاقات املنتهية الصالحية‪.‬‬
‫ج ‪ -‬إساءة استخدام بطاقة الدفع اإللكرتونية‪:‬‬
‫تتحقق إساءة استخدام البطاقة اإللكترونية يف فرضني اثنني ‪:‬‬
‫األول‪ :‬أن يقوم اجلاين‪ -‬حامل البطاقة – بشراء سلع وخدمات تتجاوز قيمتها املبلغ‬
‫الذي يضمنه البنك كحد أقصى هلا‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬أن يقوم حامل البطاقة بشراء سلع وخدمات ال تتجاوز قيمتها املبلغ الذي‬
‫يضمنه البنك ولكن تتجاوز الرصيد املوجود يف حسابه‪ ،‬ويف كال الفرضني تتحقق إساءة‬
‫استعمال البطاقة‪.2‬‬
‫وقد اختلفت التكييفات القانونية هلذا الفعل بني من يرجعها إىل جرمية نصب وبني من‬
‫يصفها سرقة وآخر يعتربها خيانة أمانة واحتيال‪ ،‬إال أنه وبالنظر إىل إساءة استعمال البطاقة‬

‫‪ - 1‬مجيل عبد الباقي الصغري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪212‬؛ حممد صبحي جنم‪ " ،‬املسؤولية اجلزائية عن االستخدام غري‬
‫املشروع لبطاقة االئتمان"‪ ،‬حبث مقدم إىل مؤمتر األعمال املصرفية اإللكترونية بني الشريعة والقانون لكلية‬
‫الشريعة والقانون وغرفة جتارة وصناعة ديب الذي عقد يف دولة اإلمارات العربية املتحدة للفترة من ‪-21‬‬
‫‪ ،1111/1/21‬ص ‪.2211‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Tronche, "La monaie electrinique", Revue de La association nationale en Droit, No. 42, 1982,‬‬
‫‪p. 3.‬‬

‫‪- 67 -‬‬
‫الحماية القانونية لبطاقات الدفع اإللكترونية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ال خيضع ألي وصف من األوصاف السابقة ويبقى خاضعا لقواعد املسؤولية املدنية املتعلقة‬
‫مبخالفة االلتزامات‪.1‬‬
‫ثانيا ‪ -‬االعتداءات الواقعة على البطاقة اإللكرتونية من قبل الغري‪:‬‬
‫تتعدد األفعال اليت يقترفها الغري على بطاقة الدفع‪ ،‬ونذكر منها‪.‬‬
‫أ ‪ -‬استعمال الغري للبطاقة اإللكرتونية املسروقة أو املفقودة‪:‬‬
‫قد يعمد سارق البطاقة أو من عثر عليها إىل استخدامها يف سحب النقود أو شراء السلع‬
‫واخلدمات‪ ،‬وذلك قبل قيام احلامل الشرعي هلا باإلخطار عن السرقة أو السحب وقيام البنك‬
‫بوضعها يف قائمة املعارضات‪ ،‬وإعادة برجمة جهاز السحب النقدي اآليل حىت ال يقبل البطاقة‬
‫عند استخدامها يف سحب غري مشروع قبل املعارضة فيها‪.‬‬
‫وتوجد صورة أخرى للسرقة وهي أن تكون البطاقة حبوزة حاملها ومل تسرق منه ويقوم‬
‫باختاذ اإلجراءات الالزمة يف حالة الفقد أو السرقة بإخطار البنك واملعارضة فيها ومع ذلك‬
‫يستمر هو يف استعماهلا يف سحب النقود األمر الذي يعكس إساءة الستعمال هذه البطاقة‪ ،‬فمنذ‬
‫اللحظة اليت يبلغ فيها البنك بالفقدان فإن احلامل يعد مثل الغري بالنسبة للبطاقة كذلك‪ ،‬وقد‬
‫يرتكب التاجر كذلك غشا بقبول البطاقة املسروقة أو املفقودة يف الوفاء وذلك بالتواطؤ مع‬
‫اجلاين كأن يقوم بعمل فواتري ومهية ال تقابلها مشتريات حقيقية‪ ،2‬والتالعب باألجهزة‬
‫االلكترونية اخلاصة بالتحقق من البطاقة ويكون بذلك شريكا يف جرمية االحتيال وفق لنص‬
‫املادة ‪ 21‬قانون العقوبات اجلزائري اليت تنص « يعترب شريكا يف اجلرمية من مل يشترك‬
‫اشتراكا مباشرا ولكنه ساعد بكل الطرق أو عاون الفاعل أو الفاعلني على ارتكاب األفعال‬
‫التحضريية أو املسهلة أو املنفذة هلا مع علمه بذلك» وعليه إذا علم التاجر أن البطاقة اليت‬
‫يستعملها الغري مزورة أ و مسروقة ومع ذلك قبلها فإنه يعد شريكا يف اجلرمية ويسأل عنها‪،‬‬
‫ونفس الشيء إذا كانت البطاقة ملغاة أو منتهية الصالحية فتقوم مسؤوليته املدنية واجلزائية‬
‫عن استعماهلا‪.‬‬
‫والسرقة كما عرفها قانون العقوبات اجلزائري يف املادة ‪ 111‬منه هي‪« :‬كل من اختلس‬
‫شيئا غري مملوك له يعد سارقا»‪ .‬وعرفها الفقه اجلنائي بأهنا اختالس مال منقول مملوك للغري‬
‫بنية متلكه‪.‬‬
‫وعليه فمحل جرمية السرقة هو البطاقة نفسها ألهنا تعد من قبيل املنقوالت والسرقة‬
‫ال ترد إال على مال منقول مملوك للغري وهو احلامل‪ .‬أما فيما خيص الركن املعنوي هلذه اجلرمية‬

‫‪ - 1‬أبو الوفا حممد أبو الوفا إبراهيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.1121‬‬


‫‪ - 2‬املرجع نفسه‪.‬‬

‫‪- 68 -‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ .‬د حسينة شرون ‪ /‬أ‪ .‬د عبد الحليم بن مشري – جامعة بسكرة (الجزائر)‬
‫فهو يتمثل يف القصد اجلنائي العام بعنصريه العلم واإلدارة أي العلم بأن املال املسروق‬
‫مملوك للغري واجتاه اإلرادة إىل اخذ ذلك املال وهو البطاقة وذلك بإرادة حرة وسليمة وخالية‬
‫من العيوب‪ ،‬أما القصد اجلنائي اخلاص فيتمثل يف نية متلك البطاقة من قبل الغري وحرمان‬
‫احلامل منها والظهور مبظهر املالك احلقيقي هلا أمام التاجر املعتمد لدى اجلهة املصدرة هلا بذلك‬
‫يطبق هبذا الصدد عقوبة السرقة املنصوص عليها يف املادة ‪ 111‬ق‪.‬ع‪.‬ج وهي احلبس من سنة‬
‫إىل ‪ 11‬سنوات وغرامة مالية من ‪ 111‬إىل ‪ 11.111‬دج أما إذا اقترنت السرقة بإحدى‬
‫الظروف املنصوص عليها يف املادة ‪ 111‬مكرر كاستعمال العنف أو التهديد فإن العقوبة تضاعف‬
‫من سنتني إىل ‪ 21‬سنوات‪ ،‬ويعاقب كذلك على الشروع فيها بنفس العقوبات املقررة للجرمية‬
‫املرتكبة‪.‬‬
‫وباإلضافة إىل مسؤولية الغري عن جرمية السرقة يف البطاقة الضائعة ميكن مساءلته‬
‫أيضا عن جرمية االحتيال والنصب عند استعماله للبطاقة إذا ما استخدم امسا كاذبا خلداع‬
‫التاجر‪ ،‬وإجباره على تسليم السلع واملشتريات‪ ،‬وميكن أيضا مساءلته عن جرمية تزوير‬
‫بتوقيعه على فواتري الشراء‪.1‬‬
‫ب ‪ -‬استعمال الغري لبطاقة الوفاء املزورة‪:‬‬
‫ظهرت فكرة تزييف البطاقات املمغنطة كوسيلة يتحايل هبا اجلاين عن أجهزة التفتيش‬
‫اآليل للمواصالت حىت ميكنه املرور منها دون سداد األجرة وقد يستخدم اجلاين البطاقة‬
‫املزورة للسحب اآليل‪ ،‬ونذكر على سبيل املثال ما جاء يف املواد من ‪ 12‬إىل ‪ 11‬من قانون محاية‬
‫الشيكات وبطاقة الدفع الفرنسي‪ ،2‬والبطاقات املزورة تصدر يف كل أحناء العامل و هي تتميز‬
‫جبودة فائقة حبيث أهنا تبدوا يف اغلب األحوال أفضل من البطاقات اليت تصدرها اجلهة‬
‫األصلية ذاهتا‪.3‬‬
‫ويعرف التزوير بأنه تغيري للحقيقة بقصد الغش يف حمرر بإحدى الطرق اليت نص عليها‬
‫القانون تغيريا من شأنه أن يسبب ضررا‪ .‬ورغم أن املشرع اجلزائري قد نص على جرمية التزوير‬
‫إال أنه مل يتطرق إىل تعريفها‪ ،‬بل اكتفى بتحديد الطرق اليت يتم التزوير هبا وحمل التزوير‬
‫والعقوبات املقررة لكل منها‪.‬‬

‫‪ - 1‬مسيحة القليويب‪ ،‬األوراق التجارية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2221 ،‬ص‪.112‬‬
‫‪ - 2‬انظر نص املادة (‪ )2-11‬من قانون محاية الشيكات وبطاقة الدفع الفرنسي رقم (‪ )2111-22‬لسنة ‪.2222‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Martin, D., Analyse Juridique du règlement par carte de payement. Dalloz, 1987, p. 51.‬‬

‫‪- 69 -‬‬
‫الحماية القانونية لبطاقات الدفع اإللكترونية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وقد تناولت معظم التشريعات املقارنة التزوير‪ ،‬لكن معظمها كان يقصد احملررات‪ .‬وليس‬
‫البطاقات اليت تتميز خبصائص مميزة قد تبدوا ظاهريا أهنا ختتلف عن احملرر‪.1‬‬
‫وميكن القول أن وصف احملرر ينطبق على بطاقة الوفاء كوهنا تنطوي على معلومات‬
‫وبيانات حيتوي عليها احملرر العادي‪ ،‬وعليه فإن جرمية تزوير بطاقة الدفع ختضع يف أحكامها‬
‫جلرمية تزوير احملررات املنصوص عليها يف قانون العقوبات باعتبارها ورقة من أوراق البنوك‬
‫لقيامها توافر األركان العامة‬ ‫وتصدر عنه‪ ،‬األمر الذي جيعلها حمرر عريف‪ ،‬وهي بذلك تشتر‬
‫يف جرمية تزوير احملررات أي الركن املادي والركن املعنوي وحتقق الضرر‪.‬‬
‫أما حمل جرمية التزوير فهو ينصب على احملرر سواء كان رمسيا أو عرفيا أو جتاريا أو‬
‫مصرفيا‪ ،2‬وعليه إذا قام حامل البطاقة بتحريف البيانات الواردة يف البطاقة فإن هذا الفعل‬
‫يشكل الركن املادي يف جرمية التزوير‪ ،‬ويقع املزور حتت طائلة العقاب وفق قانون العقوبات‪.‬‬
‫اإلجرامي الذي يقوم‬ ‫أما العنصر الثاين يف هذه اجلرمية فهو تغيري حقيقة‪ ،‬وهو النشا‬
‫به املزور‪ ،‬فالتغيري هو أساس هذه اجلرمية‪ ،‬وكذلك البد من حتقق الضرر يف هذه اجلرمية‬
‫بغض النظر عن جسامة هذا الضرر‪.‬‬
‫وتقتضي جرمية التزوير توافر كل من القصد اخلاص مبعىن أن تتوافر لدى اجلاين‬
‫إرادة تغيري احلقيقة مع عمله بأن هذا التغيري يتم بإحدى الطرق اليت نص عليها القانون وأن‬
‫ذلك من شأنه ترتيب ضرر فعلي أو حمتمل للغري‪ ،‬كما جيب أن تتجه إرادة اجلاين إىل حتقيق‬
‫غاية من ارتكاب اجلرمية‪.3‬‬
‫وعليه ميكن القول أن جرمية تزوير بطاقة الوفاء أو الدفع قائمة بتوافر أركاهنا دون‬
‫احلاجة إىل إحداث نصوص قانونية جديدة لتجرميها وذلك باعتبار بطاقة الوفاء حمررا تقع‬
‫عليه جرمية التزوير‪.‬‬

‫‪ - 1‬علي سيد قاسم‪ ،‬قانون االعمال‪ ،‬ج‪ ( 1‬وسائل االئتمان التجاري وأدوات الدفع يف القانون رقم ‪ 21‬لسنة ‪،)2222‬‬
‫دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1111 ،‬ص‪.212‬‬
‫‪ - 2‬منتدى القانون العماين واملتاح على الرابط اإللكتروين التايل‪:‬‬
‫‪http://www.omanlegal.net/vb/showthread.php?t=462.‬‬
‫‪ - 3‬خليل النجار‪" ،‬اخلدمات املصرفية اجلديدة"‪ ،‬جملة البنوك‪ ،‬عدد‪ ،1‬اجمللد التاسع عشر‪ ،1112 ،‬ص‪21‬؛ سحنون‬
‫حممود‪ " ،‬النظام املصريف والبطاقات البالستيكية" ‪ ،‬حبث مقدم إىل مؤمتر تشريعات عمليات البنوك بني النظرية‬
‫والتطبيق والذي نظمته كلية القانون بالتعاون مع كلية االقتصاد والعلوم اإلدارية‪ ،‬جامعة الريموك‪ ،‬إربد يف الفترة‬
‫من ‪.1111/21/12-11‬‬

‫‪- 70 -‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ .‬د حسينة شرون ‪ /‬أ‪ .‬د عبد الحليم بن مشري – جامعة بسكرة (الجزائر)‬
‫وجتدر اإلشارة كذلك إىل أن املشرع اجلزائري فصل تزوير احملررات عن استعماهلا فجعل‬
‫كل منها جرمية قائمة بذاهتا فنص على عقوبة استعمال احملرر املزور يف املادة ‪ 112‬قانون‬
‫العقوبات‪.‬‬
‫خامتة‪:‬‬
‫نصل يف ختام هذا البحث أن بطاقات الدفع حتظى حبماية وفقا للنصوص التقليدية‪،‬‬
‫سواء ما تعلق باحلماية املدنية أو اجلزائية‪ ،‬فعلى الرغم من صدور القانون ‪ 11 – 21‬املتعلق‬
‫بالتجارة اإللكترونية‪ ،‬إال أنه مل حيمل يف طياته املأمول خبصوص موضوعنا‪ ،‬وظلت محاية‬
‫بطاقات الدفع رهينة بالتكيفات القانونية الكالسيكية‪ ،‬خصوص ما تعلق باجلانب اجلزائي‪.‬‬
‫يبقى أن نشري إىل أن هناك جمموعة من النتائج واالقتراحات نوردها فيما يلي‪:‬‬
‫أو ًال ‪ -‬النتائج‪:‬‬
‫‪ -2‬أدت البيئة اجلديدة للعمل املصريف واملنافسة الشديدة والتطبيقات التقنية ألدوات‬
‫الدفع اإللكتروين إىل الضغط على املصارف والبنوك إلجياد آليات جديدة يف استخدام وتنويع‬
‫اخلدمات املصرفية اإللكترونية للمحافظة على العمالء وجذب عمالء جدد‪.‬‬
‫‪ -1‬إن استخدام أدوات الدفع اإللكتروين أصبح واقعاً ال مفر منه مما يستلزم تطوير‬
‫وتدريب العاملني لالرتقاء مبستوى اخلدمات املقدمة‪.‬‬
‫‪ -1‬هناك ضعف نسىب يف حجم اخلدمات اليت يقدمها البنك من خالل أدوات الدفع‬
‫اإللكترونية باإلضافة إىل ضعف يف حجم ما متلكه من تلك األدوات‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم مالئمة البنية التشريعية والقانونية اليت توفر املناخ املالئم للخدمات املصرفية‬
‫اإللكترونية وتساعد على انتشارها‪.‬‬
‫‪ -1‬أن تقدمي اخلدمات املصرفية من خالل شبكة اإلنترنت يتسبب يف إحداث نقله‬
‫متطورة يف بيئة العمل املصريف باإلضافة إىل اخلصائص الفنية لتكنولوجيا شبكة املعلومات‪ ،‬مما‬
‫يستلزم وجود ضوابط تقنية وقانونية قبل الدخول يف العمل املصريف اإللكتروين لتخفيف‬
‫املخاطر النامجة عنها‪.‬‬
‫‪ -1‬عدم كفاية وفاعلية أنظمة الرقابة على املعلومات من حيث ضرورة حتديد املهام‬
‫داخل وحدة أنظمة املعلومات وأن تكون هذه الوحدة ضمن اهليكل التنظيمي كوحدة مستقلة‬
‫متخصصة لدعم عمليات البنك‪ ،‬مع تطبيق إجراءات وسياسات تكفل الدخول على شبكة‬
‫املعلومات للمفوضني فقط ومراجعة هذه السياسات واإلجراءات بشكل منتظم‪.‬‬
‫‪ -2‬أمهية االحتفاظ بنسخ احتياطية من األنظمة والربامج وامللفات اإللكترونية خارج‬
‫مراكز العمل ضمن خطة للطوارئ ملواجهة أية مشكالت وضمان استمرارية عمل تلك األنظمة‪.‬‬

‫‪- 71 -‬‬
‫الحماية القانونية لبطاقات الدفع اإللكترونية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ثاني ًا ‪ -‬االقرتاحات‪:‬‬
‫‪ -‬العمل على إجياد آليات ووسائل جديدة يف استخدام وتنويع اخلدمات املصرفية اإللكترونية‬
‫لغرض احملافظة على العمالء وجذب عمالء جدد‪.‬‬
‫‪ -‬جيب على البنك مراعاة توفر الضوابط الالزمة للرقابة على املعلومات وذلك لتجنب املخاطر‬
‫اليت قد تنجم عن الدخول إىل شبكة املعلومات من قبل غري املرخصني بذلك‪ ،‬ومراجعة‬
‫السياسات واإلجراءات املرتبطة هبا بشكل منتظم‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة اإلحتفاظ بنسخ إحتياطية من األنظمة والربامج وامللفات اإللكترونية ضمن خطة‬
‫للطوارئ خارج مراكز العمل‪.‬‬
‫‪ -‬دعم حبوث تطوير اخلدمات املصرفية اإللكترونية هبدف ضمان وتوسيع إنتشار تلك اخلدمات‬
‫وبشكل مضطرد‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على تطوير أداء الكادر الوظيفي وتدريب العاملني لإلرتقاء مبستوى اخلدمات املصرفية‬
‫املقدمة‪.‬‬
‫‪ -‬تطويع املنظومة القانونية بشكل يسمح بتحقيق محاية قانونية فعالة للتعامل ببطاقات الدفع‬
‫اإللكترونية من خالل مراجعة التشريعات ذات الصلة‪.‬‬
‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫أوال ‪ -‬املراجع العربية‪:‬‬
‫أ‪ -‬الكتب‪:‬‬
‫‪ -2‬مجيل عبد الباقي الصغري‪ ،‬القانون اجلنائي والتكنولوجيا احلديثة‪ ،‬الكتاب األول (اجلرائم الناشئة عن‬
‫استخدام احلاسب اآليل)‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.2221 ،‬‬
‫‪ -1‬مجيل عبد الباقي الصغري‪ ،‬احلماية اجلنائية واملدنية لبطاقات االئتمان املمغنطة‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪.2222 ،‬‬
‫‪ -1‬عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان‪ ،‬البطاقات البنكية االقراضية والسحب املباشر من الرصيد (دراسة فقهية‬
‫قانونية اقتصادية حتليلية)‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪.2221 ،‬‬
‫‪ -2‬عوض بدير احلداد‪ ،‬تسويق اخلدمات املصرفية‪ ،‬البيان للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪.2222 ،‬‬
‫‪ -1‬علي مجال الدين عوض‪ ،‬عمليات البنوك من الوجهة القانونية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.2212 ،‬‬
‫‪ -1‬علي سيد قاسم‪ ،‬قانون االعمال‪ ،‬ج ‪ ( 1‬وسائل االئتمان التجاري وأدوات الدفع يف القانون رقم ‪ 21‬لسنة ‪،)2222‬‬
‫دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.1111 ،‬‬
‫‪ -1‬فايز رضوان‪ ،‬بطاقات الوفاء‪ ،‬املطبعة العربية‪ ،‬القاهرة‪.2221 ،‬‬
‫‪ -1‬فداء حيىي أمحد احلمود‪ ،‬النظام القانوين لبطاقة االئتمان‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2222 ،‬‬
‫‪ -2‬مسيحة القليويب‪ ،‬األوراق التجارية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.2221 ،‬‬

‫‪- 72 -‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ .‬د حسينة شرون ‪ /‬أ‪ .‬د عبد الحليم بن مشري – جامعة بسكرة (الجزائر)‬
‫ب‪ -‬الرسائل اجلامعية‪:‬‬
‫‪ -21‬هدى غازي حممد عطا اهلل‪" ،‬اجلوانب القانونية للبطاقات االئتمانية"‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬اجلامعة األردنية‪،‬‬
‫‪.2221‬‬
‫‪ -22‬كيالين حممود‪ ،‬النظام القانوين لبطاقات الوفاء والضمان‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة عني مشس‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.2221‬‬
‫ج‪ -‬املقاالت املنشورة‪:‬‬
‫‪ -21‬إبراهيم زكي‪" ،‬بطاقة االئتمان واملثلث اخلفي"‪ ،‬جملة البنوك‪.‬‬
‫‪ -21‬زين حممد الزماين‪ " ،‬التزوير والتزييف عن طريق بطاقات االئتمان"‪ ،‬جملة احملامي‪ ،‬عدد‪ ،1‬الرياض‪،‬‬
‫‪2212‬هـ‪.‬‬
‫‪ -22‬خليل النجار‪ " ،‬اخلدمات املصرفية اجلديدة"‪ ،‬جملة البنوك‪ ،‬عدد‪ ،1‬اجمللد التاسع عشر‪.1112 ،‬‬
‫د‪ -‬الندوات العلمية والتقارير‪:‬‬
‫‪ -21‬أبو الوفا حممد أبو الوفا إبراهيم‪ ،‬املسئولية اجلنائية عن االستخدام غري املشروع لبطاقة االئتمان يف القانون‬
‫املقارن والفقه اإلسـالمي ‪ ،‬حبـث مقـدم إىل مـؤمتر األعمـال املصـرفية اإللكترونيـة بـني الشـريعة والقـانون لكليـة‬
‫الشريعة والقانون وغرفة جتارة وصـناعة ديب والـذي عقـد يف دولـة اإلمـارات العربيـة املتحـدة للفتـرة مـن ‪-21‬‬
‫‪.1111/1/21‬‬
‫‪ -21‬حممد صبحي جنم‪ " ،‬املسؤولية اجلزائية عن االستخدام غري املشروع لبطاقة االئتمان"‪ ،‬حبث مقدم إىل مؤمتر‬
‫األعمال املصرفية اإللكترونية بني الشريعة والقانون لكلية الشريعة والقـانون وغرفـة جتـارة وصـناعة ديب الـذي‬
‫عقد يف دولة اإلمارات العربية املتحدة للفترة من ‪.1111/1/21-21‬‬
‫‪ -21‬عمر فاروق احلسيين‪ " ،‬تأمالت يف احلماية اجلنائية لنظام احلاسب اآليل"‪ .‬تقرير مقدم إىل احتاد املصارف‬
‫العربية يف دورته التدريبية اليت عقدت يف القاهرة بتاريخ ‪.2222/2/11‬‬
‫‪ -21‬سحنون حممود‪ " ،‬النظام املصريف والبطاقات البالستيكية"‪ ،‬حبث مقدم إىل مؤمتر تشريعات عمليـات البنـوك‬
‫بني النظرية والتطبيق والذي نظمته كلية القانون بالتعاون مع كلية االقتصاد والعلـوم اإلداريـة‪ ،‬جامعـة الريمـوك‪،‬‬
‫إربد يف الفترة من ‪.1111/21/12-11‬‬
‫هـ‪ -‬مقاالت األنرتنت‪:‬‬
‫‪ -22‬منتدى القانون العماين واملتاح على الرابط اإللكتروين التايل‪:‬‬
‫‪http://www.omanlegal.net/vb/showthread.php?t=462.‬‬
‫‪ -11‬غنام حممد غنام‪ ،‬احلماية اجلنائية لبطاقات االئتمان املمغنطة ‪ ،‬املنشور على شبكة االنترنت‪ ،‬موقع الدليل‬
‫اإللكتروين للقانون العريب واملتاح على الرابط اإللكتروين‪:‬‬
‫‪www.arablawinfo.com‬‬
‫ثانيا ‪ -‬املراجع باللغة األجنبية‪:‬‬
‫‪21- Bouilhol H. La Loi du 2 decembre 1991 relative a La securite des cheques et des cartes de‬‬
‫‪paiement, Rev. No. 529, 1992‬‬
‫‪22 - Cavalda CH, Le droit penal des cartes de paiement et de credits, Dalloz, 1994‬‬
‫‪23 - Diamond Aubrey, Commercial and Consumer Credit, London, 1982 Howard Johson, credit‬‬
‫‪cards. International Banking Law, Nov. 1988.‬‬
‫‪24 - Martin, D., Analyse Juridique du règlement par carte de payement. Dalloz, 1987.‬‬

‫‪- 73 -‬‬
‫الحماية القانونية لبطاقات الدفع اإللكترونية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪25 - Tronche, "La monaie electrinique", Revue de La association nationale en Droit, No. 42, 1982.‬‬

‫‪- 74 -‬‬

You might also like