Professional Documents
Culture Documents
عرض جرائم البورصة
عرض جرائم البورصة
fb.com/Elkanounia.Ma twitter.com/ElkanouniaMa
ماسرت العلوم اجلنائية واألمنية جامعة القاضي عياض
الفصل األول كلية العلوم القانونية
الفوج الرابع واإلقتصادية واإلجتماعية
مراكش
السنة اجلامعية:
7102-7102
1
تلعبه ألاسواق املالية في تحريك وتنشيط الاقتصاد ،قام املشرع املغربي على غرار املشرع الفرنس ي
بتحديث وعصرنة الهيكلة القانونية لهذا القانون الحيوي ،لجعله قادرا على مواجهة هاجس املنافسة
والانفتاح وتحديات العوملة ،وذلك عبر مجموعة من التشريعات وإلاجراءات التنظيمية التي ابتدأت بإصدار
قانون الخوصصة سنة ،9191ونظرا لبساطة التنظيم املتعلق ببورصة القيم وقصوره ،ورغبة من املشرع
في مسايرة التحوالت الكبرى الذي بدأ يعرفها العالم في ميدان املال وألاعمال ،قام بوضع إصالحات ،وأهم
ما يميزها هو إحداث مؤسسات جديدة في املغرب لم تكن معروفة من قبل ،تمارس تنظيم السوق
وإلاشراف واملراقبة حماية لالدخار العام واملدخرين من الاحتيال والنصب والاستغالل ،وضمانا من جهة
www.elkanounia.com
أخرى للشفافية في إدارة وتسيير شؤون مختلف املدخرين الرئيسيين من شركات مصدرة ،وشركات
البورصة ،وأجهزة التوظيف الجماعي للقيم املنقولة والوديع املركزي ،ألامر الذي من شأنه أن يولد نوعا
من الثقة في املعامالت البورصية من لدن الفاعلين الاقتصاديين.
وقد قام بتجديد السوق املالية بإصدار مجموعة من القوانين منها:
ظهير شريف معتبر بمثابة قانون رقم 9.1..999صادر في ربيع الثاني 9191املوافق
ل 99سبتمبر 911.يتعلق ببورصة القيم؛
ظهير شريف معتبر بمثابة قانون رقم 9.1..999صادر في ربيع الثاني 9191
املوافق ل 99سبتمبر 911.يتعلق بمجلس القيم املنقولة وباملعلومات املطلوبة لألشخاص
املعنوية التي تدعو الجمهور إلى الاكتتاب في أسهمها وسنداتها ؛
ظهير شريف معتبر بمثابة قانون رقم 9.1..99.صادر في ربيع الثاني 9191املوافق
ل 99سبتمبر 911.املتعلق بهيئة التوظيف الجماعي للقيم املنقولة ؛
مقتضيات الظهير رقم 9-99-919الصادر بتاريخ 91غشت 9099بتنفيذ القانون
رقم .1-90 :بتغيير وتتميم الظهير بمثابة قانون 9-11-..9الصادر في 91يوليوز املتعلق
بالتنظيم القضائي الذي تم بموجبه إحداث أقسام لجرائم املالية.
القانون رقم 91-91 :املتعلق ببورصة القيم الصادر في الجريدة الرسمية عدد
1109بتاريخ 91 :شتنبر .9091
هذا باإلضافة إلى عدة قرارات وزارية تنظيمية ودوريات ،بها أصبح املغرب يتوفر على ترسانة قانونية
هامة.
إن بوصة القيم تعد مكانا متميزا للمضاربة والقلب املالي النابض لجزء كبير من العمليات التجارية
والصناعية ،وتشكل املعلومات العناصر املهمة في بورصة القيم ،بحيث ال يغامر املتعاملون بالبيع والشراء
2
إال إذا توفرت لديهم املعلومات الكافية عن ألاوراق املالية املتداولة ،بحيث يتأثر سعر الورقة املالية
ارتفاعا وانخفاضا بأي خبر.
وفي سبيل حماية مصالح املتعاملين نثير فكرة التجريم في تشريعات البورصة صعوبة كبيرة نظرا
للتطور السريع واملتالحق في أساليب ارتكاب هذه الجرائم ،فاألساس الفلسفي للتشريع الجنائي البورصوي
هو محاولة تخليق ألاسواق املالية.
من هنا ينبثق إلاشكال الرئيس ي:
إلى أي حد كان المشرع المغربي موفقا من خالل ما أصدره من ترسانة تشريعية تهم
السوق المالية عامة وجرائم البورصة بصفة خاصة؟
هذا إلاشكال الذي تتفرع عنه مجموعة من التساؤالت تتمثل في التالي:
ما هي الجرائم التي تم تنظيمها في مجال البورصة ومقوماتها؟
ما هي إلاجراءات املسطرية املتبعة لتحريك الدعوى؟
www.elkanounia.com
الفقرة الثانية :املتابعة بناءا على املطالبة بالحق املدني من طرف الهيئة املغربية لسوق الرساميل
الفقرة الثالثة :إثبات املخالفات من الهيئة املغربية لسوق الرساميل وإحالتها على وكيل امللك
3
تعلب البورصة دورا هاما وكبيرا ضمن النسيج الاقتصادي الوطني ،لذلك تدخل املشرع املغربي
لحمايتها من السلوكيات الغير مشروعة التي تؤثر على نشاطها من خالل إصدار جملة من القوانين لتشمل
جميع الجرائم التي يمكن أن تتم داخل السوق املالية ،وكذا املسؤولية املترتبة عن هذه ألافعال و
السلوكيات املخالفة للقانون ،وعليه إرتأينا تقسيم هذا املبحث إلى مطلبين نخصص ألاول ملاهية البورصة
والجرائم املتعلقة بها ،قبل التطرق إلى املسؤولية وآثارها في املطلب الثاني.
سنقسم هذا املطلب إلى فقرتين ،نتناول في ألاولى ماهية البورصة ،وفي الثانية أنواع جرائم
البورصة:
أما الفقه فقد أورد للبورصة تعريفات عديدة ،فمنهم من قال بأنها اجتماع ُيعقد بصفة دورية في
مكان محدد بين وسطاء السوق لتنفيذ أوامر عمالئهم ،قبل وأثناء فترة العمل ،فالبورصة بهذا املفهوم
تنظيم يتم من خالل التقاء العرض والطلب بوسائل الاتصال املعروفة للتعامل في ألاوراق املالية وفقا
س سليمة .ومن الفقه أيضا سلشروط وقواعد ونظم معينة ومحددة تهدف إلى وضع هذا التعامل على ُأ ُ
ٍ
من ذهب إلى أن البورصة تعني املكان الذي يجتمع فيه التجار املحترفون دون حضور البضاعة أو
إحضارها أو دفع ثمنها ،كما تعني كلمة بورصة السوق الذي يتم فيه تداول القيم املنقولة التي تخول
.1
لحائزها حقوق الشريك أو حق املقرض ألجل طويل (وهي ألاسهم والسندات وحصص التأسيس
- 1محمد زاليجي،مداخلة بعنوان" :الحماية الجنائية للمتعاملين في البورصة " ملقاة في الندوة الخمسينية لتأسيس المجلس األعلى (
31ماي وفاتح يوتيو 2002بوجدة) ،منشورة في كتاب الجرائم المالية من خالل اجتهادات المجلس األعلى ،مكتبة دار السالم ،الرباط،
ص 712
4
ُ
وعموما ،فالبورصة قد تنشئها الدولة ،كما هو الحال بالنسبة لبورصة ألاوراق املالية بفرنسا ،وقد
تحدثها الهيئات املهنية وحدها كما في مصر وأمريكا ،وقد تقيمها املؤسسات إلاقتصادية والتجارية كما هو
.2
شأن بورصة البضائع بفرنسا
سنخصص هذه النقطة للحديث عن التالعب في ألاسعار قبل التطرق إلى مسألة إنجاز العمليات
املالية دون املرور عبر شركات البورصة املعتمدة:
ُويقصد بالتالعب في ألاسعار :خلق أسعار زائفة أو مفتعلة من شأنها التأثير على تداول القيم املنقولة
وإلاضرار بمصالح املتعاملين فيها ببيعها أو بشرائها بأعلى أو أقل من السعر الطبيعي الذي يتمخض عن
ُ
عملية العرض والطلب ،وترتكب جرائم التالعب باألسعار من قبل أشخاص محترفين يتوفرون على
معلومات هائلة في مجال املال والاقتصاد والتجارة ،وذلك بأساليب متنوعة ومتطورة يصعب معها
مكافحة هذا النوع من الجرائم وإلقاء القبض على مقترفيها ،بحيث يلجأون إلى رفع سعر الورقة لتحميل
مشتريها عبء تداولها ،أو تثبيت سعرها بدعوى استقراره وحمايته من الغلو والانحطاط خالل فترة
التوزيع لتضليل املدخرين واملستثمرين ،وذلك بإعطائهم انطباعا جيدا على طلب الورقة املالية في
البورصة ،أو يقدمون على خفض سعرها لتحقيق مكاسب وقت بيعها على املكشوف.3
ويالحظ أن املشرع املغربي لم يحدد بشكل واضح ماهية الجرائم التي من شأنها التأثير على ألاداء
الطبيعي للعرض والطلب ،وإنما تحدث عنها ضمن ألاحكام العامة حيث جاء في املادة 19من قانون حرية
املنافسة وألاسعار " :يعاقب بالحبس من شهرين إلى سنتين وبغرامة من 90.000إلى 100.000درهم ،أو
2
-محمد زاليجي،المرجع السابق ،ص 715
3
-محمد زاليجي،م .س ،ص .725
7
بإحدى هاتين العقوبتين فقط ،كل من افتعل أو حاول افتعال رفع أو تخفيض سلع أو خدمات أو سندات
عامة أو خاصة باستعمال أية وسيلة كانت لنشر معلومات كاذبة أوافتراءات أو بتقديم عروض في السوق
قصد إلاخالل بسر ألاسعار أو عروض املزايدة على ألاسعار التي طلبها الباعة ،أو باستخدام أية وسيلة ومن
وسائل التدليس".
الجريمة في صورتين تتمثل ألاولى في مخالفة نظام الاحتكار في مجال الوساطة الذي تعرف السوق املالية،
والثانية في إنجاز كل معاملة متعلقة بالقيم املنقولة املقيدة في جدول أسعار بورصة القيم خارج إطار
البورصة ،هاتين الصورتين تشكالن الركن املادي لهذه الجريمة ،أما ركنها املعنوي فال يستوجب القصد
خطإ بسيط.4
الجنائي ،إذ تعتبر جريمة غير قائمة بمجرد ٍ
ُ
وقد نصت املادة 11من قانون البورصة على هذه الجريمة وعلى عقوبتها إذ جاء فيها أنه " تلغى
بقوة القانون كل معاملة متعلقة بقيم منقولة مقيدة في جدول أسعار بورصة القيم غير عمليات التحويل
ُ
املباشر كما هو محدد في املادة 1من هذا القانون والتي تنجز خارج بورصة القيم .تلغى بقوة القانون كل
معاملة ،تتعلق بسندات رأس مال تصدرها أشخاص معنوية تدعوا الجمهور إلى الاكتتاب في أسهمها في
املغرب ،تتم في سوق منظمة أخرى باملغرب غير بورصة القيم ،وعالوة على ذلك يعاقب ألاشخاص الذين
أنجزوا إحدى املعامالت املنصوص عليها في الفقرتين 9و .أعاله على وجه التضامن بغرامة تساوي قيمة
املعاملة".
- 4عمر العسري ،الحماية الجنائية للمتعاملين بالبورصة ،منشور بكتاب االقتصاد الخفي والجرائم المالية ودورها في إعاقة التنمية:
أوجه الوقاية والمكافحة؟ ،سلسة ندوات محكمة االستئناف بالرباط ،العدد الرابع ،2012 ،ص 211
5
قام املشرع املغربي بتوفير مجموعة من الضمانات الهامة لتنظيم أشغال البورصة بتنصيصه في
املادة 11من القانون املتعلق ببورصة القيم ،على عدم مخالفة املوانع الواردة في املادة 11من نفس
القانون وإال عوقب بالحبس من ستة أشهر إلى ثالث سنوات ،وبغرامة من 90.000إلى 100.000درهم أو
بإحدى هاتين العقوبتين فقط.
وبالرجوع إلى املادة 11نجدها تنص على ما يلي« :ال يجوز تحت طائلة العقوبات املنصوص عليها
في ظهيرنا الشريف هذا املعتبر بمثابة قانون ألي شخص أن يكون مؤسسا إلحدى شركات البورصة أو
عضوا في أجهزة إدارتها وتدبيرها وتسييرها أو في مجلس رقابتها أو يتولى مباشرة أو بواسطة شخص آخر
مراقبة هذه الشركة أو إدارتها أو تسييرها أو تدبير شؤونها أو تمثيلها بأي وجه من الوجوه أو يتمتع
بسلطة نيابة عنها :
www.elkanounia.com
-إذا سبق أن حكم عليه نهائيا من أجل ارتكاب جناية أو إحدى الجنح املنصوص عليها وعلى
عقوبتها في املواد من 333الى 393و من 505الى 573من القانون الجنائي ؛
-إذا سبق أن حكم عليه نهائيا من أجل مخالفة للتشريع املتعلق بالصرف؛
-إذا صدر عليه أو على املنشأة التي يديرها سواء في املغرب أو الخارج حكم بإعالن إلافالس ولم
يرد اليه اعتباره؛
-إذا صدر عليه حكم نهائي عمال بما ورد في املادة 73من ظهيرنا الشريف هذا املعتبر بمثابة
قانون ؛
-إذا صدر عليه من محكمة أجنبية حكم اكتسب قوة الش يء املقض ي به وكان يعتبر وفق القانون
املغربي حكما من أجل ارتكاب إحدى الجنايات أو الجنح الوارد بيانها أعاله" .
وبناء عليه ،فإن تحقيق الركن املادي لهذه الجريمة يتحقق بمجرد مخالفة املوانع املشار إليها أعاله،
كأن يقوم شخص محكوم عليه باألحكام املذكورة في املادة 11بتأسيس شركة بورصة أو القيام بمهام
إلادارة أو التسيير أو املراقبة أو التدبير أو تمثيلها بأي وجه من الوجوه.أما القصد الجنائي في هذه الجريمة
فال يشترط توفره ،ألنها تقوم بمجرد ممارسة إحدى املهام الواردة في املادة 11أعاله ،أو تحقق حالة من
حاالت املنع القائمة.5
وفي حالة ثبوت هذه ألافعال ،فإن املخالف يعاقب طبقا ملقتضيات املادة 19من قانون البورصة
التي حددت العقوبة في غرامة من 90.000إلى 100.000درهم.
www.elkanounia.com
فقد نصت املادة 90من قانون البورصة رقم 9.1..999على ما يلي " :يلزم أعضاء أجهزة إدارة
وتدبير وتسيير الشركة املسيرة وشركات البورصة أو مجلس رقابتها ومستخدموها بكتمان السر املنهي في
جميع القضايا التي ينظرون فيها بأية صفة من الصفات وإال تعرضوا للعقوبات املنصوص عليها في
املادة 334من القانون الجنائي "
وهو ما نصت عليه أيضا املادة 1في الفقرة ألاولى من القانون املتعلق بإحداث وديع مركزي،
وتأسيس نظام عام للقيد في الحساب التي جاء فيها "كل عضو في مجلس إدارة الوديع املركزي أو كل
شخص كان عضوا فيه ،وكل شخص يساهم أو ساهم بصفة ما في إدارته أو تسييره ،أو كل من هو
مستخدم أو كان مستخدما لديه يلزم بكتمان السر املنهي وفق الشروط وتحت طائلة العقوبات
املنصوص عليها في الفصل 446ق.ج ".
5
وتبعا ملا جاءت به املادتين أعاله 90و ( 1الفقرة )9والفصل 111من القانون الجنائي املحال عليها،
فإن ألاسرار التي يجب كتمانها ال تتعلق بالوقائع فقط التي أفض ى بها املعنيون ،وإنما أيضا تلك التي
توصلوا إليها أو عاينوها أو استطاعوا معرفتها بحكم وظيفتهم أو مهامهم سواء كانت هذه ألاخيرة دائمة أو
مؤقتة.6
غير أن إلاتجاه القائل بضرورة تجريم هذا الفعل نظرا ملا يسببه من أضرار ويتعارض وواجب ألامانة
والصدق نحو الشركة املالكة لهذه املعلومة ،هو الذي لقي مساندة من لدن غالبية التشريعات التي
اعتبرته فعال غير مشروع يستوجب التجريم والعقاب عليه.
ونظرا ألهمية هذه النقطة إرتأينا تناولها من خالل التعريف باملعلومة املميزة وخصائصها ،قبل
تحديد موقف املشرع املغربي منها وكذا ألاركان التي تقوم عليها.
أما فيما يتعلق بخصائص املعلومات املتميزة و التي جاء بها املشرع في املادة 91السالفة الذكر ،
فيمكن تحديدها فيما يلي :
- 6الخاميس فاضلي :جرائم البورصة في التشريع المغربي ،منشور بموقع https://www.marocdroit.comتاريخ الدخول:
05فبراير 2015الساعة 12:35
- 7بن عزوز فتيحة ،دور لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في حماية المساهم في شركة المساهمة،رسالة مقدمة لنيل شهادة
الدكتوراه في العلوم ،تخصص قانون خاص ،جامعة أوبوكر بلقايد – تلمسان ،الجزائر ،السنة الجامعية ،2015-2017ص .425
- 8إدريس النوازلي ،االثبات الجنائي لجرائم األعمال بالوسائل الحديثة ،الجزء األول ،المطبعة والوراقة الوطنية ،مراكش،2014 ،
ص .174
9
املعلومات املتميزة معلومات غير معلنة ،وبالتالي ال يدخل ضمن خانتها تلك
املعلومات املوجودة في متناول العموم؛
تكون للمعلومة املتميزة قوة تأثيرية على قرار املستثمر ،وتساعد على تحقيق
ألاغراض املرجوة منها.
نص على هذه الجريمة وعلى عقوبتها في املادة 91من القانون املتعلق بمجلس القيم املنقولة ،حيث جاء
فيها " كل شخص ي حصل في أثناء مزاولة مهنته أو القيام بمهامه على معلومات متميزة و يستخدمها إلنجاز
أو املساعدة عمدا على انجاز واحدة أو أكثر من العمليات في السوق سواء أكان ذلك مباشرة أو بواسطة
شخص أخر،يعاقب بالحبس من ثالثة أشهر إلى سنتين وبغرامة يمكن ان تساوي خمس مرات مبلغ الربح
املحتمل تحقيقه من غير أن تقل عن 900.000درهم ،أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط".
وبذلك ساير املشرع املغربي املشرع الفرنس ي الذي يعد من التشريعات ألاولى التي سارعت إلى تجريم
استغالل املعلومات املتميزة بشكل تعسفي بموجب ألامر رقم 9..-11 :بتاريخ ،9111/01/99 :وكذا املشرع
املصري بموجب القانون رقم 11 :لسنة .9119
بالنسبة للركن المادي :فيتمثل في قيام شخص بعمليات غير مشروعة لحسابه الشخص ي أو
بقيامه بنقلها للغير قصد مساعدته على إنجاز بعض املعامالت من خالل استغالل معلومات متميزة لم
يطلع عليها الغير بعد؛
وبخصوص الركن المعنوي :فتجلى فيما يخص مساعدة الشخص بشكل عمدي على استعمال
معلومات متميزة تمكن من إنجاز واحدة أو أكثر من العمليات في السوق عن طريق تزويده بمعلومات
10
متميزة ،أما في الحالة التي يقترفها املطلع مباشرة باستغالل املعلومة املتميزة فإن ذلك ال يشترط قيام
الركن املعنوي.9
ويمكن تعريف املعلومات الكاذبة أو املضللة على أنها ترويج للشائعات املزيفة بشأن ألاوراق املالية
وتداول معلومات غير صحيحة ،والتالعب املدبر للتأثير على ألاسعار بطريقة غير مشروعة ،والذي ينتج عنه
زعزعة الثقة في أسواق القيم املنقولة وفي انحسار الاستثمار ،ومن شأنها إيقاع املستثمر في الخطأ.10
وتشكل هذه الجريمة الجانب السلبي لجريمة الاستعمال التعسفي ملعلومة متميزة ،حيث إنها تتميز عن
هذه ألاخيرة بكونها ال تتعلق باستعمال معلومة صحيحة ،ولكن بنشر معلومة خاطئة بين الجمهور للتأثير
على أسعار السندات.11
فالركن المادي :يتجلى في القيام بنشر معلومات غير صحيحة مؤثرة في ألاسعار ،وهذا يتوقف
على شرطين أساسين هما:
أن يؤدي هذا الفعل إلى عرقلة سير ألاسواق بوجه عام.
أما الركن المعنوي :فيقوم على أساس العمد ،وهذا ما يتضح من خالل تنصيص املشرع على
القيام بنشر املعلومات الكاذبة عمدا ولو بدون تحايل.
وفي ختام هدا املبحث نسجل مالحظة مفادها أن املشرع املغربي ال يزال يعتمد على القصد الجنائي
املحتمل والذي استمده من املشرع الفرنس ي لسنة ،9111بينما ألاخير اعتمد في التعديالت ألاخيرة على
التنصيص الصريح على توفر القصد الجنائي في الجرائم املتعلقة بالبورصة.
تدخل املشرع في أغلب الدول بسن ترسانة زجرية متنوعة تشكل نواة حقيقية إلمكانية تقنين قانون
جنائي خاص قائم بذاته ،للحيلولة دون تفاقم جرائم البورصة التي قد تشكل خطرا على التنمية
والاقتصاد الوطني والدولي وعلى سالمة حقوق املتعاملين ،وبدوره املشرع املغربي عمل على التصدي
لجرائم البورصة بتقرير املسؤولية الجنائية والتعرض لها بعقوبات سواء عقوبات مالية أو عقوبات سالبة
للحرية أو بعقوبات تتالئم وطبيعة هذه املؤسسة ومن هنا سنعمل على تقسيم هذا املطلب الى فقرتين
نتناول في فقرة أولى املسؤولية الجنائية لجرائم البورصة ،وفي فقرة ثانية اثار هذه املسؤولية
واملقصود بالوساطة "التقريب بين شخصين يريدان التعاقد نظير أجر يسمى العمولة،وتكون عادة
نسبة مئوية من قيمة الصفقة املراد ابرامها"،أما معنى الوساطة في التداول في البورصة من الناحية
القانونية فهي "التوسط بين البائع واملشتري لالوراق املالية التمام صفقة بينهما".وتتمثل هذه الجرائم فيما
يلي:
-القيام بأعمال الوساطة دون رخصة اعتماد،ألزم املشرع كل شركة ن شركات البورصة قبل الشرع
www.elkanounia.com
في مزاولة نشاطها الحصول مسبقا على رخصة اعتماد تسلم من طرف الوزير املكلف باملالية بعد أخذ
رأي مجلس القيم املنقولة حسب املادة .1من القانون التعلق ببورصة القيم،وذلك من أجل ادارة
املحافظة املالية12
-انجاز عمليات البورصة دون اللجوء الى احدى الشركات املعتمدة،تنص املادة 99من قانون القيم
على انه":ال يمكن ابرام املعامالت املتعلقة بالقيم املنقولة املقيدة في جدول أسعار بورصة القيم وتسعيرها
الا في بورصة القيم وبواسطة شركات البورصة"من خالل هذه املادة يتبين انه لقيام هذا النشاط املخالف
للقانون يتوجب توفر شرطين أساسيين:
*ان يتم انجاز املعاملة املتعلقة بالقيم املنقولة املقيدة في جدول أسعار البورصة وتسعيرها خارج
اطار البورصة
*أن يتعلق بمخالف نظام الاحتكار الذي تعرفه السوق املالية والقيام بابرام املعامالت املحددة
قانونا دون املرور بشركات البورصة املخول لها وحدها ابرام تلك املعامالت
ومما تجدر الاشارة اليه في هذا السياق أن املشرع املغربي لم يشترط قيام القصد الجنائي في جريمة
الوساطة الغير القانونية،وذلك حينما تصدى لها في املواد 19و 1.من قانون بورصة القيم،حيث اعتبرها
جريمة غير عمدية وبالتالي الركن املعنوي هنا يتكون من الخطأ البسيط13
-2مراقبي الحسابات:
تنحصر الجرائم املرتبطة بمهام مراقبي الحسابات في:
12
-عمر العسري،ندوة علمية حول االقتصاد الخفي والجرائم المالية ودورها في اعاقة التنمية أوجه الوقاية والمكافحة بالمعهد العالي للقضاء،ص22
13
-سعيد الزعيم،جرائم السوق المالية،مقال منشور بموقع""http://zidni3ilma.arabepro.com
13
أ-الجرائم املتعلقة بعرقلة مهام مراقبي الحسابات تتمثل في عدم القيام باألفعال التالية:
-3مسيري الشركات:
تعد شركة املساهمة من املؤسسات املؤثرة واملنتشرة في سوق القيم املنقولة،لذلك تعتبر مسؤولية
مسيريها من املسؤوليات الكبرى والتي تترتب عنها عواقب وخيمة سواء على الشركة ذاتها أو على دائنيها
واملتعاملين فيها بصفة خاصة،كما تؤثر كذلك على الاقتصاد الوطني بصفة عامة مما أدى باملشرع الى
التنصيص على املسؤولية الجنائية الى جانب املسؤولية املدنية ملسيري الشركة في اطار القواعد املتعلقة
بالبورصة
ومن خالل قانون الهيئات املكلفة بالتوظيف الجماعي للقيم املنقولة وخصوصا املادة 999نجدها
تنص على أنه يحكم فقط على من يسيرون قانونا أو فعليا هيئة من الهيئات قامت بتوظيفها جماعة
القيم املنقولة،وكذلك هو الشأن بالنسبة للمادة 91من القانون املتعلق بمجلس القيم املنقولة حيث
تشمل املسؤولية الجنائية كذلك ممثلي الشركات الخاضعة ملراقبة مجلس القيم املنقولة،واملادة 11من
نفس القانون ،تتطرق الى مسؤولية أعضاء مجلس ادارة احدى شركات البورصة والى كل شخص ينتمي
الى هي مسيريها أو مستخدميها ،يقوم في البورصة لحسابه الخاص بواسطة شركة بورصة أخرى،أو يعطي
15
الاولوية لهذه العمليات بالنسبة للزبناء
14
-عمر العسري،مرجع سابق،ص32
15
-السالك التزوري،المسؤولية الجنائية في جرائم البورصة،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص،كلية العلوم القانونية
االقتصادية واالجتماعية،جامعة عبد المالك السعدي،السنة الجامعية ،2005-2002ص53
14
مجموعة قانون الجنائي بشكل صريح على مسؤولية الشخص املعنوي الجنائية،كما هو الحال في مدونة
الجمارك والضرائب غير املباشرة وفي هذا الصدد نجد أن هناك اختالف حول تأصيل اساس املسؤولية
الجنائية للشخص املعنوي،فالبعض يؤسس املسؤولية الجنائية للشخص املعنوي على أنها مسؤولية
مفترضة وليست مسؤولية جنائية عن فعل الغير،ذلك أن املشرع حينما ينص على مسؤولية الشخص
الاعتبار في الاشراف واملراقبة،ومنع وقوع الفعل املؤثر قانونا،فمسؤوليته ال تكون سوى مسؤولية
شخصية،ويرى البعض الاخر أن مسؤولية الشخص املعنوي الجنائية أساسا الاعتراف به كأحد أشخاص
القانون الجنائي،وهو شخص يملك القدرة والاختيار مثل الشخص الطبيعي
-9أن يكون ارتكاب الفعل باسم ولحساب الشخص املعنوي ال ملصلحة خاصة
ولكن هذا مع اعتبار أن املسؤولية الجنائية للشخص املعنوي ال تسقط املسؤولية الشخصية ملسير
بل هما متالزمتان16
نصت املادة 991من القانون " 91.91يعاقب بالحبس من ستة أشهر الى ثالث سنوات وبغرامة من
10.000الى 100.000درهم او باحدى هاتين العقوبتين فقط،كل شخص تصرف لحسابه الخاص أو
لحساب شخص ذاتي اخر أو شخص اعتباري غير معتمد كشركة بورصة القيم بصفة اعتيادية بالعمليات
املنصوص عليها في املادة ".1
16
-عبد هللا بوضاض،خصوصية المسؤوليه الجنائية للشخص المعنوي،مقال منشور ب""http://www.droitetentreprise.com
17
كما عاقب املشرع بمقتض ى املادة 991من نفس القانون "يعاقب بالحبس من ستة أشهر الى ثالث
سنوات وبغرامة من 50.000الى 000.000درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط ،كل شخص غير
مسجل كمرشد في الاستثمار املالي ويقوم بصفة اعتيادية باألنشطة املنصوص عليها في املادة "40
عموما يمكن اجمال العقوبات الاصلية في تلك الواردة في القسم السابع املتعلق بالعقوبات الجنائية
والعقوبات التأديبية واملالية،
وبخصوص الشخص املعنوي فقد نص املشرع في مجموعة القانون الجنائي على العقوبات التي
يمكن ان توقع عليه،حيث نص الفصل 991على انه ال يمكن أن يحكم على الاشخاص املعنوية الا
بالعقوبات املالية والعقوبات الاضافية الواردة في الفصل .1من نفس القانون وهي:
*املصادرة الجزئية لالشياء اململوكة للمحكوم عليه ،بصرف النظر عن املصادرة املقررة كتدبير وقائي
www.elkanounia.com
ثانيا:العقوبات االضافية
الى جانب العقوبات الاصلية هناك عقوبات اضافية انفرد بالنص عليها الظهير الشريف بمثابة
قانون املتعلق بالهيئات املكلفة بالتوظيف الجماعي للقيم املنقولة في املادة ،991وتتمثل في
نشر الحكم باالذانة الصادر بالعقوبات املقررة في هذا القانون ،ان بنصه الكامل واما في شكل
خالصات بالجريدة الرسمية والجرائد التي تعينها لذلك ،وذلك على نفقة املحكوم عليهم
كما قرر قانون البورصة في املادة 991اغالق املؤسسة ونشر الحكم في الجرائد التي تعينها على
نفقة املحكوم عليه وذلك كعقوبة اضافية للعقوبات الاصلية املخصصة للجرائم املنصوص عليها في املواد
99.و 991و 991من نفس القانون
يقتض ي ضبط التصرفات املاسة بحسن سير املعامالت في سوق الرساميل متابعة مستمرة عن قرب
ألنشطة مختلف املتدخلين وتحليل دقيق لسلوك املتعاملين على اختالف انواعهم ,وهذه املؤهالت ال
يمكن أن تتاتى الا لألشخاص املمارسين لبعض مهام الشرطة القضائية والذين يتوفرون على كفاءات
علمية وتقنية في امليدان ,تبعا لذلك عمد املشرع املغربي الى تفريد الهيئة املغربية لسوق الرساميل
باختصاص مباشرة اجراءات البحث والتفتيش في الجرائم وتحريك الدعوى ,وهو ما سنتناوله في مطلبين
15
يدور ألاول حول اجراءات البحث والتفتيش ,قبل ان نتطرق في املطلب الثاني لتحريك الدعوى العمومية
في جرائم البورصة .
الشرطة االقضائية الرامية الى البحث عن الجرائم والتثبت من وقوعها واحالة املشتبه فيهم الى القضاء
حسب ما نصت عليه املادة 91من قانون املسطرة الجنائية ,والتي تقوم باجراءات البحث وفق سلسلة
اجراءات على الشكل التالي :
على صعيد هيئة ألاسواق املالية الفرنسية فعندما يقرر ألامين العام للهيئة اجراء التحقيقات يعين
الباحثين وفق ما هو منصوص عليه في النظام العام للهيئة ,ويجب أن تتوفر في ألاشخاص املخول لهم
القيام مزاولة هذه التحقيقات شروط محددة بمرسوم صادر عن مجلس الدولة .
ويقرر ألامين العام الشروع في التحقيقات وعادة ما يتم اجراء ذلك عن طريق زوج من الباحثين
الذين تم تعيينهم بواسطة أمر بمهمة حيث يوجه باسمهم وبشكل شخص ي .
17
-تحت طائلة العقوبات الواردة في الفصل 445من م.ق.ج .
12
اذا كانت طبيعة البحث تقتض ي مبدئيا السماح لألشخاص أو الهيئات املكلفة به بمباشرة
الاجراءات التي يتطلبها اكتشاف املخالفين وت قص ي اثار ألاعمال املنسوبة الى جميع الاشخاص الطبيعيين أو
املعنوييين الذين يحتمل أن تكون لهم عالقة بموضوع البحث ,من جانبه تعتبر هيئة ألاسواق املالية
الفرنسية بأنه ولضمان حسن سير املعامالت وبالتالي امتثال الهيئات والاشخاص 18للواجبات املهنية
والقوانين التابعة لها فهي تقوم بمراقبة الوثائق وفي عين املكان داخل املحالت ذات الاستعمال املنهي لهذه
ألاشخاص أو الهيئات .
أن يدخلوا جميع املحالت املعدة ألغراض مهنية والتابعة للهيئات وألاشخاص .9
www.elkanounia.com
أن يطلعوا على جميع ألاوراق والوثائق كيفما كانت وسيلة حفظها وان يحصلوا .9
على نسخ منها .
أن يستمعوا لكل شخص يمكن أن يدلي لهم بمعلومات مرتبطة بمهمتهم وأن ..
يحرروا في الحال محضرا بهذا الخصوص يوقع من طرف مأموري الهيئة واملمثل القانوني أو
الشخص املعني باألمر ,ويشير في املحضر لكل ألاشخاص الذين تم الاستماع اليهم ويوقعون على
املحضر وفي حالة امتناعهم عن التوقيع يشار الى ذلك في املحضر .
أما بخصوص هيئة الاسواق املالية الفرنسية فعندما يقرر الامين العام للهيئة أو الامين العام
املساعد املعين لهذا الغرض اجراء عمليات التفتيش ,يعين املامورين وفق الشروط املنصوص عليها في
18
-المشار اليهم في المادة 9من قانون النقد والمالية الفرنسي .
15
النظام العام للهيئة والاشخاص الذين يمكن تخويلهم مزاولة هذه املهمة يجب أن يستجيبوا لشروط
معينة بمرسوم صادر عن مجلس الدولة .
يمكن القول بأن هيئة ألاسواق املالية الفرنسية ((AMFتتمتع بصالحيات واسعة لتحقيق أهدافها ,
بل الاكثر من ذلك اعتبرها املشرع الفرنس ي بمثابة درجة أولى للتقاض ي بدليل أن جعل استئناف القرارات
الصادرة عنها من اختصاص مجلس الدولة أو محكمة الاستئناف بباريس حسب ألاحوال ,أما الهيئة
املغربية لسوق الرساميل والتي وان كانت تصدر عقوبات الا أنه ال يمكن استئناف قراراتها كدرجة أولى
للتقاض ي .
و هي كالتالي:
20التروزي السالك ،المسؤولية الجنائية في جرائم البورصة ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص ،وحدة
العلوم الجنائية ،كلية العلوم القانونية واإلقتصادية واالجتماعية طنجة،جامعة عبد المالك السعدي2005-2002 ،
19
او بناءا على احالة الهيئة املغربية لسوق الرساميل املخالفات التي يقوم بالكشف -
عنها و اثباتها في اطار عمليات البحث على وكيل امللك .
ال يمكن للنيابة العامة تحريك الدعوى العمومية إال بناءا على تقديم شكاية يوصل من خاللها
املعتدى عليه خبر اقتراف الجريمة في حقه الى اجهزة النيابة العامة ،ومنه فحسب املادة 11من القانون
املتعلق ببورصة القيم تنص على انه "يمكن ان يتابع مرتكبو املخالفات املحددة في هذا الفصل وشركاؤهم
بناءا على شكوى سابقة و مطالبة بالحق املدني صادرة عن مجلس القيم املنقولة "
www.elkanounia.com
ويشترط تقديم الشكاية من طرف املتضرر او وكيل عنه على ان يكون التوكيل خاصا و صريحا
صادر عن واقعة معينة سابقة على صدوره ،اي ينبغي ان يكون التوكيل بالواقعة املشتكى بها أيا كان
نوعها و هذا الشرط يعتبر من النظام العام.21
الفقرة الثانية :املتابعة بناءا على املطالبة باحلق املدني من طرف اهليئة
املغربية لسوق الرساميل
نص املشرع على إمكانية اثارة الدعوى العمومي من طرف الهيئة ضمن الفصل 11من قانون
بورصة القيم حسب املخالفات املحددة في الفصل الثاني من الباب الخامس من نفس القانون .
تتمتع الهيئة املغربية لسوق الرساميل بالشخصية املعنوية و الاستقالل املالي بعد ان حلت محل
مجلس القيم املنقولة بمقتض ى ظهير 99.9..9املعتبر بمثابة قانون رقم 99.1.املعدل و املتمم للقانون
الصادر في 99شتنبر 911.وذلك بتاريخ 9.مارس . 909.
ان امكانية املتابعة بناءا على املطالبة بالحق املدني من طرف الهيئة خولت لهاته الاخيرة امكانية
الدفاع عن املصالح الاقتصادية و املالية وذلك لدرايتها الكافية بالقطاع املالي الواجب حمايتها من مختلف
وسائل التضليل وأساليب الغش التي قد يلجا إليها املؤسسون ،وتوفير الحماية أيضا إلى مؤسسات الائتمان
التي تتلقى الاكتتاب لضمان الشفافية و املصداقية التي يجب أن تسود سوق القيم.22 .
21
امينة غميزة رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المرجع السابق
22فلون محمد ،القانون الجنائي و تداول األسهم داخل البورصة ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص ،وحدة
العلوم الجنائية ،كلية العلوم القانونية واإلقتصادية واالجتماعية طنجة ،جامعة عبد المالك السعدي6002-6002 ،
20
و يروم هذا الاجراء الى متابعة مقترفي الجرائم وتطبيق العقوبات على الفاعلين و اجراء تدابير وقائية
للمصالح الاقتصادية و املالية وكذلك املطالبة بالتعويض عن الاضرار املباشرة الناجمة عن الجريمة
املرتكبة .
كما سمح املشرع املغربي للجمعية املهنية لشركات البورصة و املشار اليها في الفقرة 9من املادة .1
23
من قانون مجلس القيم املنقولة
للمطالبة بالحق املدني كلما تضررت مصالحها ،حيث نجده في الفقرة الثانية من نفس املادة
نصت على انه " يجوز للجمعيات املشار اليها في الفقرة 9من هذه املادة ان تطالب بالحق املدني لدى
املحاكم املرفوعة اليها متابعات ترتبط بإحدى املخالفات لظهيرنا الشريف هذا املعتبر بمثابة قانون"
تقوم الهيئة بمراقبة السوق املالية و البحث و التحري عن املخالفات املرتكبة و اثباتها ،حيث ان
املادة .1من القانون املتعلق بمجلس القيم تنص على انه " يحيل مجلس القيم املنقولة إلى وكيل امللك
املختص املخالفات املنصوص عليها في ظهيرنا الشريف هذا املعتبر بمثابة قانون التي يثبتها أو يطلع عليها".
ولتتمكن الهيئة من احالة امللفات كاملة ،عهدت املادة 91في فقرتها ألاولى من نفس القانون في ما
يتعلق بالبحث عن املخالفات و اجراء ابحاث لدى الاشخاص املعنوية لتي تدعو الجمهور إلى الاكتتاب في
اسمها أو سنداتها وشركات البورصة والشركة املسيرة لبورصة القيم وكذا ألاشخاص الذين يساعدون
بحكم نشاطهم املنهي على إنجاز عمليات تتعلق بالقيم املنقولة أو يقومون بإدارة محفظات السندات وذلك
بواسطة أي مأمور من املأمورين املحلفين املنتدبين خصيصا لهذا الغرض.
كما يمكن ملجلس القيم املنقولة وكذا لجنة عمليات البورصة ان تتلقى شكاوى و مطالب بوجود
مخالفات لقانون سوق املالية وذلك طبقا للمادة .1املشار اليها اعاله في فقرتها الاولى التي تنص على "
يجوز ملجلس القيم املنقولة أن يتلقى املطالب والشكاوى التي تدخل بحكم موضوعها في نطاق اختصاصه
من كل ما يعنيه ألامر وكل جمعية من جمعيات أصحاب الحصص املنشأة بصورة قانونية .ونستشف من
هاته املادة امكانية تلقي الشكاية واملطالب من طرف مجلس القيم بحيث اذا تبين للمجلس انها مبنية على
اسباب جدية فإنها تحال على النيابة العامة املختصة بناءا على تقارير تفتيش تنجزها قصد البحث عن
وثائق وعناصر مادية من شانها ان تثبت وقوع املخالفة .
23ظهير شريف معتبر بمثابة قانون رقم ..2..6.6صادر في 4ربيع اآلخر 6.( .4.4سبتمبر ).22.يتعلق بمجلس
القيم المنقولة وبالمعلومات المطلوبة إلى األشخاص المعنوية التي تدعو الجمهور إلى االكتتاب في أسهمها أو سنداتها
21
خاتمة :
إن السوق املالي املغربي أصبح يحظى بحماية جناية كبرى لكل الفاعلين املساهمين من
خالل سن املشرع املغربي مجموعة من النصوص القانونية أثرت بشكل إيجابي على السوق املالي،
بالرغم من ذلك فغن املشرع املغربي عليه أن يعيد مراجعة هذه النصوص القانونية خاصة ما
يتعلق بالجانب ال جزائي ،واملتمثلة في العقوبات الحبسية التي تطغى على العقوبات املتمثلة في
الغرامات.
وعموما يمكن تقديم بعض الاقتراحات التي وإن كانت تبدو بسيطة إال أنها ومن دون شك ،سيكون
لها ألاثر إلايجابي على السوق املالي باملغرب وذلك كما يلي:
www.elkanounia.com
جعل الترسانة القانونية املتعلقة بالبورصة مواكبة للتطورات الكبيرة التي يعرفها
املجال إلاقتصادي والرقمي بما يساهم في تحقيق تنمية إقتصادية وطنية من جهة ،وتعزيز
أسس الحكامة الجيدة من جهة ثانية؛
ضرورة نهج سياسة جنائية تحاول التوفيق بين تشجيع املستثمرين في املجال املالي
باملغرب و توفير مرونة عالية للجهات املعنية ،ملالحقة مرتكبي الجرائم املالية في مجال
البورصة.
العمل على سد كل الثغرات التي أنتجتها املمارسات السابقة سواء من الناحية
العملية للفاعلين في مجال البورصة ،أو على مستوى العمل القضائي حتى نتمن من خلق
قوانين تتمتع بالجودة والفعلية.
22
الئحة المراجع:
الكتب
املراجع العامة :
العلمي عبد الواحد ،شرح القانون الجنائي املغربي –القسم العام،
مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،909. ،الطبعة الخامسة.
العلمي عبد الواحد ،شروح في القانون الجديد املتعلق باملسطرة الجنائية
–الجزء ألاول ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،9099 ،الطبعة الثالثة.
املراجع الخاصة:
إدريس النوازلي ،الاثبات الجنائي لجرائم ألاعمال بالوسائل الحديثة،
الجزء ألاول ،املطبعة والوراقة الوطنية ،مراكش.9091 ،
www.elkanounia.com
عبد الرسول محمد فاروق ،الحماية الجنائية الخاصة لبورصة ألاوراق
املالية -دراسة مقارنة ،دار الجامعة الجديدة،إلاسكندرية ،مصر.9001 ،
ألاطروحات والرسائل:
أوال :ألاطروحات:
حاضري سارة ،مذكرة لنيل شهادة املاستر ألاكاديمي بعنوان " جرائم
البورصة" ،جامعة قاصدي ورقلة ،الجزائر ،السمة الجامعية 9091-909.
بن عزوز فتيحة ،دور لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في حماية
املساهم في شركة املساهمة،رسالة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم ،تخصص
قانون خاص ،جامعة أوبوكر بلقايد – تلمسان ،الجزائر ،السنة الجامعية ،9091-9091
الراض ي محمد سعيد ،مفهوم القيم املنقولة في التشريع املغربي،أطروحة
دكتوراه في القانون الخاص ،قانون ألاعمال ،كلية العلوم القانونية والاقتصادية
والاجتماعيةأكدال،جامعة محمد الخامس الرباط،السنة الجامعية .9001.9001
ثانيا:الرسائل:
سلمى بوزيان ,رسالة لنيل شهادة املاستر في القانون العام لألعمال تحت عنوان
الهيئة املغربية لسوق الرساميل ,كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية ,جامعة الحسن
ألاول (سطات) ,السنة الدراسية .9091/9091
غميزة امينة ،القانون الجنائي لبورصة القيم ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا
املعمقة في القانون الخاص ،وحدة قانون ألاعمال ،كلية العلوم القانونية والاقتصادية
والاجتماعية عين الشق الدار البيضاء،جامعة الحسن الثاني .9111-9119،
23
خراج مريم ،الحماية الجنائية ملعامالت البورصة في التشريع املغربي،رسالة لنيل
دبلوم املاستر في القانون الخاص ،وحدة قانون املقاولة التجارية ،كلية العلوم القانونية
والاقتصادية والاجتماعية سطات،جامعة الحسن ألاول.9099-9099 ،
فلون محمد ،القانون الجنائي و تداول ألاسهم داخل البورصة ،رسالة لنيل دبلوم
الدراسات العليا املعمقة في القانون الخاص ،وحدة العلوم الجنائية ،كلية العلوم القانونية
وإلاقتصادية والاجتماعية طنجة ،جامعة عبد املالك السعدي.9001-9001 ،
يزيدي ماجدة ،الحماية الجنائية لسوق ألاوراق املالية – دراسة مقارنة ،رسالة
لنيل دبلوم الدراسات العليا املعمقة في الفانون الخاص ،وحدة القانون املدني و ألاعمال ،كلية
العلوم القانونية و الاقتصادية والاجتماعية طنجة ،جامعة عبد املالك السعدي.9001-9009 ،
www.elkanounia.com
24