Professional Documents
Culture Documents
السداسي الثالث
السنة الجامعية2024-2023:
تقديم
تعد حماية الملكية الفكرية أداة استراتيجية في عملية االبتكار وتضطلع البراءات وحقوق المؤلف والمعلومات
السرية ،مثل األسرار التجارية ..بدور مهم خالل مرحلة البحث والتطوير فهي حاسمة قبل إطالق منتج إلى
السوق ،حيث يمكن أن يسعى المنافسون إلى التعدي على الجهود االبتكارية.
وفي هذا االطار جاءت اتفاقية برن حماية للمصنفات وحقوق مؤلفيها حيث تستند إلى ثالثة مبادئ
أساسية وتشمل مجموعة من األحكام المتعلقة بالحد األدنى للحماية الواجب منحها وبعض األحكام الخاصة
التي وضعت لمصلحة البلدان النامية.
وبالنظر إلى أهمية الملكية الفكرية باعتبارها أساس قيام النهضة في المجتمعات المتقدمة ،بل وأساس لحفز
اإلبداع والمبدعين ،وانسجاما مع الطبيعة القانونية لثمار الذهن وقابليتها لالنتشار في جميع أنحاء العالم ،من
حماية حقوق المؤلف داخل حدود موطنها األصلي غير كافية ،لذلك ووعيا من المجتمع بخطورة التأثيرات
السلبية لالعتداءات على حماية اإلبداع وصيانة مكتسبات المبدعين ،وأمام الحاجة الملحة إلى وضع قوانين
وتشريعات تحمي تلك الحقوق والمصنفات من عبث القراصنة والمقلدين ،ومن كل أنواع التعدي المادية
والرمزية على حرمة الفكر واإلبداع ،لذلك برزت الحاجة إلى والضرورة إلى حماية المصنفات األدبية
والفنية على الصعيد الدولي ،والذي بدأ وجوده الطبيعي بإبرام اتفاقية برن (سويسرا) الخاصة بحماية
المصنفات األدبية والفنية 9شتنبر 1886وكملت في باريس ،1896والتي أصبحت المرجعية القانونية لشتى
النظم التي أخذت على عاتقها حماية الحقوق األدبية والفنية بموجب تشريعات خاصة ،وليس من شك أن
الصورة النهائية التي أصبحت عليها اتفاقية برن هو ما كانت عليه من قبل ،وإنما خضعت إلى تعديالت
أهمها تعديل برلين ،1908وكذا تعديل برن ،1914ثم تله تعديل 1967بروما ،وفي بروكسيل
سنة ،1948وفي ستوكهولم 1967وأخيرا في باريس.1 1971
ومن هنا تبرز أهمية الموضوع ،حيث أن هذه االتفاقية و الحماية التي جاءت التي جاءت بها تكمن في
اتصالها باإلبداع الفكري والثقافي وهي من أهم الضرورات التي يفرضها العصر على المجتمعات التي
تسعى إلى تحقيق النهضة بل وأساس لحفز اإلبداع والمبدعين فيها.
وعلى هذا األساس يمكن طرح اإلشكال الرئيسي لهذا الموضوع الذي نحن بصدد دراسته فإلى حد أي
استطاعت اتفاقية برن توفير الحماية القانونية الالزمة للمصنفات األدبية والفنية؟
. 1وداد العيدوني ،الحماية القانونية للملكية األدبية والفنية ،مطبعة سيليكي األخوين طنجة ،الطبعة الثانية ،2019ص28
فهذه اإلشكالية تتفرع عنها مجموعة من التساؤالت لعل أهمها:ماهي تجليات الحماية التي كرستها اتفاقية
برن؟ وما هي أهم التدابير القانونية لحماية المصنفات األدبية والفنية في ضوء اتفاقية برن؟
ولدراسة هذا الموضوع سنقسمه وفق التصميم التالي:
المبحث األول :االتفاقيات الخاصة بحماية المصنفات األدبية.
المطلب األول :اتفاقية برن كإطار عام لحماية المصنفات األدبية والفنية.
الفقرة األولى :سياق إبرام اتفاقية برن لحماية المصنفات األدبية والفنية.
الفقرة الثانية :المبادئ األساسية الثالثة األساسية التفاقية برن
المطلب الثاني :تعزيز التدابير الحمائية التفاقية برن.
الفقرة األولى :المصنفات المشمولة بالحماية
أوال :المصنفات األصلية
ثانيا :المصنفات المشتقة
الفقرة الثانية :مضمون حق المؤلف
أوال :الحقوق األدبية
ثانيا :الحق المالي للمؤلف
المبحث الثاني :التدابير القانونية لحماية المصنفات األدبية والفنية في ضوء اتفاقية برن.
المطلب األول :نطاق تطبيق اتفاقية برن
الفقرة األولى :من حيث األشخاص
الفقرة الثانية :من حيث الزمان
الفقرة الثالثة :مدة الحماية للحقوق
المطلب الثاني :الحماية القضائية في إطار اتفاقية برن لحماية المصنفات األدبية و الفنية.
الفقرة األولى :شروط المطالبة بالحماية القضائية
الفقرة الثانية :الحماية الجنائية في إطار اتفاقية برن.
المبحث األول :االتفاقيات الخاصة بحماية المصنفات األدبية.
بعد أن استقرت مبادئ الحماية األساسية لحماية حقوق المؤلفين على مصنفاتهم األدبية و الفنية فقد ظهرت
الحاجة إلى وضع ضوابط محددة و موحدة لتحقيق تلك الحماية على المستوى الدولي وفي ضوء الحداثة
النسبية لحماية الحقوق المعنوية و منها حقوق الملكية الذهنية على وجه الخصوص فإن أول تنسيق دولي لتلك
الحماية لم يبدأ إال مع التوقيع على اتفاقية برن في التاسع من سبتمبر عام .1886
تتناول اتفاقية برن حماية المصنفات وحقوق مؤلفيها وتستند إلى ثالثة مبادئ أساسية وتشمل مجموعة من
األحكام المتعلقة بالحد األدنى للحماية الواجب منحها وبعض األحكام الخاصة التي وضعت لمصلحة البلدان
النامية (المطلب األول) وذلك لتعزيز الحماية الدولية في إطار االتفاقيات الخاصة الحماية المصنفات األدبية و
الفنية (المطلب الثاني).
المطلب األول :اتفاقية برن كإطار عام لحماية المصنفات األدبية والفنية.
تعتبر اتفاقية برن من أبرز االتفاقيات ذات الطابع الدولي في القرن ،19ألنها أصبحت المصدر للقوانين
الوطنية ،وقد شملت اتفاقية برن من خالل إطارها العام الذي جاءت فيه وكذا مضمون نصوصها أحكام عامة
وأساسية جعلتها تساهم في بسط الحماية الدولية لحقوق الملكية الفكرية ،فمن جهة ،أولت اتفاقية برن
االعتراف للحقوق األدبية والفنية بالطبيعة القانونية الخاصة ومن جهة أخرى عملت على وضع مجموعة من
األحكام الخاصة التي تطبق على كل حق من حقوق الملكية الفكرية حسب طبيعته.
الفقرة األولى :سياق إبرام اتفاقية برن لحماية المصنفات األدبية والفنية.
شكلت اتفاقية برن المرجعية القانونية لشتى النظم التي أخذت على عاتقها حماية الحقوق األدبية والفنية
بموجب تشريعات خاصة ،وتعد هذه االتفاقية أقدم اتفاقية متعددة األطراف وتوفر أعلى مستوى من مستويات
الحماية ،وتتضمن مقتضيات جوهرية وردت على عدة مراحل متعاقبة وطورت ونقحت منذ توقيعها،1908
ثم عدلت في باريس 1986وعدلت في برلين سنة ،1908ثم كملت في برن ،1914ثم عدلت في روما سنة
،1969وفي بروكسيل سنة ،1948وفي سوكهولم 1967وأخيرا في باريس.19712
وتبوأت هذه االتفاقية السبق التاريخي والموضوعي في تأصيل الحماية القانونية للحقوق على األعمال األدبية
والفنية ،وأضحت القاعدة المستلهمة لسائر المصادر الدولية الالحقة بدءا باتفاقية الجوانب المتصلة بالتجارة
تريبس التي جاءت لتوحيد معايير الحماية الدولية ضمن سائر حقوق الملكية الفكرية بما فيها الحقوق على
األعمال األدبية والفنية.3
. 2وداد العيدوني ،الحماية القانونية للملكية األدبية والفنية في التشريع المغربي واالتفاقيات الدولية ،مطبعة سيلكي أخوين طنجة ،طبعة ،2019ص.28
. 3أحمد بوراري ،الحماية القانونية لحق المؤلف والحقوق المجاورة في التشريع الجزائري واالتفاقيات الدولية ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص،
كلية الحقوق والعلوم السياسية باتنة ،ص.311
وتنقسم أحكام االتفاقية ،إلى قسمين ،األحكام الجوهرية أو الموضوعية التي تتمثل في مجموعة من القواعد
الواجبة التطبيق بصورة موحدة توفر الحد األدنى من الحماية ،وعندما يكون التشريع الوطني لدولة عضو في
االتحاد قاصرا على بلوغ الحد األدنى من الحماية المتفق عليها في االتفاقية تحل أحكام االتفاقية محل التشريع
عن طريق األحكام التنظيمية المشتركة.4
أما قواعد اإلحالة فهي تسعى لحل التنازع الذي ينشأ بين مختلف القواعد القانونية ،عن طريق إحالة األمر
إلى النظام القانوني للبلد الذي تجري فيه المطالبة بالحماية ،وتتمثل القواعد اإلدارية واألحكام الختامية في
األجهزة التي يتكون منها اتحاد برن.5
وتعتبر اتفاقية برن مفتوحة أمام الدول لالنضمام إليها ولهذا فحسب الفقرة األولىمن المادة 28من االتفاقية فإنه
يجوز لكل دولة من دول االتحاد الموقعة على هذه الوثيقة أن تصدق عليها وإذا لم تكن قد وقعتها فبوسعها
االنضمام إليها وتودع وثائق التصديق أو االنضمام لدى المدير العام.6
والجدير بالذكر أن اتفاقية برن لم تدرج الحقوق المجاورة لحق المؤلف ضمن نصوصها ،نظرا لالتجاه السائد
آنذاك من حماية أصحاب تلك الحقوق ،بموجب تشريعات المؤلف ،إلضفاء طابع االبتكار عليهم.7
وقد تناولت اتفاقية برن التي اعتمدت سنة ،1886حماية المصنفات وحقوق مؤلفيها وتتيح االتفاقية للمبدعين
مثل المؤلفين والموسيقيين والشعراء والرسامين وما إلى ذلك ،سبل التحكم في طريقة استخدام مصنفاتهم ومن
يستخدمها وبأية شروط وتستند االت فاقية إلى ثالثة مبادئ أساسية وتشمل مجموعة من األحكام المتعلقة بالحد
األدنى للحماية الواجب منحها وبعض األحكام الخاصة التي وضعت لمصلحة البلدان النامية التي ترغب في
استخدامها.
كما تناولت اتفاقية برن حماية المصنفات وحقوق مؤلفيها حيث تستند إلى ثالثة مبادئ أساسية وتشمل
مجموعة من األحكام المتعلقة بالحد األدنى للحماية الواجب منحها وبعض األحكام الخاصة التي وضعت
لمصلحة البلدان النامية( .الفقرة الثانية)
الفقرة الثانية :المبادئ األساسية الثالثة األساسية التفاقية برن
إن من أبرز ما وفرته اتفاقية برن من تدابير خاصة اعتدت بها معظم التشريعات الوطنية أنها اعترفت
للحقوق األدبية والفنية بالطبيعة الخاصة ،وتستند إلى ثالث مبادئ أساسية و المتمثلة في:
مبدأ المعاملة الوطنية ( تشبيه المصنفات األجنبية بالمصنفات الوطنية)
. 4أحمد بوراوي ،الحماية القانونية لحق المؤلف والحقوق المجاورة في التشريع الجزائري واالتفاقيات الدولية ،أطروحة مقدمة لنيل درجة دكتوراه في العلوم
القانونية ،سنة،2015/2014ص.315
. 5أحمد بوراوي ،الحماية القانونية لحق المؤلف والحقوق المجاورة في التشريع الجزائري واالتفاقيات الدولية ،أطروحة مقدمة لنيل درجة دكتوراه في العلوم القانونية
،سنة،2015/2014ص. 316
. 6محمد محبوبي ،مظاهر حماية الملكية الفكرية في ضوء التشريع المغربي ،مطبعة المعارف الجديدة ،الطبعة األولى،2015ص.44
وعليه فحماية المصنفات األجنبية لألحكام نفسها التي تخضع لها المصنفات الوطنية ،إال فيما يخص بعض
النقاط المحددة مثل مدة الحماية حيث ينطبق بصددها أسلوب المقارنة بين مدد الحماية.9
ومعناه أن المصنفات األجنبية تحمى بشكل تلقائي بمجرد نسبتها إلى المؤلف ومن غير أن يتوقف ذلك على
أي إجراء شكلي لتقرير التمتع بالحق أو حمايته 10عمال بمقتضيات الفقرة الثانية من المادة الخامسة من
اتفاقية برن 11التي تنص على أنه ”:ال يخضع التمتع أو ممارسة هذه الحقوق ألي إجراء شكلي ،فهذا التمتع
وهذه الممارسة مستقالن عن وجود الحماية في دولة منشأ المصنف .تبعا لذلك ،فإن نطاق الحماية وكذلك
وسائل الطعن المقررة للمؤلف لحماية حقوقه يحكمها تشريع الدولة المطلوب توفير الحماية فيها دون سواه،
وذلك بصرف النظر عن أحكام هذه االتفاقية”.
فاالبتكار يشكل شرطا كافيا ووافيا لحمايته ،فال يؤخذ بعين االعتبار مواصفات المصنفات أو القيام بإجراء
شكلي آخر ،وإن يرى بعض من الفقه أنه قد يكون من األفضل إيداع المصنف لدواع تتعلق باإلثبات
خصوصا أن مدعي التقليد عليه أن يثبت أسبقية عمله بالنسبة للعمل المقلد وقد يكون من الصعب عليه تحديد
لحظة ابتكاره للعمل ،وبالرغم من عدم تأثير اإليداع على الحماية القانونية للمصنفات المبتكرة ،إال أن
التشريعات حددت إجراءات له .12
مبدأ استقالل الحماية
ومؤداه أن نطاق الحماية ووسائل الطعن المقررة لحق المؤلف يحكمها التشريع الوطني للدولة المطلوب
توفير الحماية فيها دون سواها وبغض النظر عن أحكام هذه االتفاقية ،13وهذا ما أكدته الفقرة الثالثة من المادة
السادسة من اتفاقية برن التي جاء فيها ”:وسائل الطعن للمحافظة على الحقوق المقررة في هذه المادة يحددها
تشريع الدولة المطلوب توفير الحماية فيها”.
( ب) ويجب أال تكون الحماية مشروطة باتخاذ أي إجراء شكلي (مبدأ الحماية "التلقائية")
( ج) وال تتوقف الحماية على الحماية الممنوحة في بلد منشأ المصنف (مبدأ "استقالل" الحماية) ومع ذلك إذا
حدد تشريع أية دولة متعاقدة مدة للحماية أطول من الحد األدنى المنصوص عليه في االتفاقية وتوقفت حماية
المصنف في بلد المنشأ ،جاز رفض الحماية عند انتهاء مدتها في بلد المنشأ.
وتتعلق المعايير الدنيا للحماية بالمصنفات والحقوق الواجب حمايتها ومدة الحماية:
(أ) بالنسبة إلى المصنفات ،يجب أن تشمل الحماية "كل إنتاج في المجال األدبي والعلمي والفني ،أيا كانت
طريقة أو شكل التعبير عنه" (المادة 2من االتفاقية).
( ب) ومع مراعاة بعض التحفظات أو التقييدات أو االستثناءات المسموح بها ،تدخل الحقوق تالية الذكر ضمن
الحقوق التي يجب االعتراف بها كحقوق تصريح استئثارية:
•حق الترجمة،
•وحق اإلذاعة (مع جواز النص في تشريع الدولة المتعاقدة على مجرد الحق في الحصول على مكافأة عادلة
بدال من حق التصريح)
• وحق االستنساخ بأية طريقة أو شكل كان (مع جواز نص الدولة المتعاقدة على السماح في بعض الحاالت
الخاصة باالستنساخ دون أي تصريح شرط أال يخل االستنساخ باالستغالل العادي للمصنف ،وأال يسبب أي
ضرر ال داعي له للمصالح المشروعة للمؤلف ،ومع جواز النص على الحق في الحصول على مكافأة عادلة
عن التسجيالت الصوتية للمصنفات الموسيقية).
• وحق استعمال مصنف ما إلنتاج مصنف سمعي بصري ،وحق استنساخ ذلك المصنف أو توزيعه أو أدائه
علنا أو نقله للجمهور.
وتنص ا التفاقية على بعض "الحقوق المعنوية" ،أي الحق في المطالبة بنسب المصنف إلى مؤلفه والحق في
االعتراض على أي تشويه أو تحريف أو تعديل أو تقييد للمصنف من شأنه اإلضرار بشرف المؤلف أو
بشهرته.
( ج) وفيما يتعلق بمدة الحماية ،تستوجب القاعدة العامة منح الحماية حتى انقضاء خمسين سنة من وفاة
المؤلف .بيد أن هناك بعض االستثناءات لتلك القاعدة العامة .ففي حالة نشر مصنف مغفول اسم مؤلفه أو
تحت اسم مستعار ،تنقضي مدة الحماية بعد 50سنة من إتاحة المصنف قانونا للجمهور ،ما لم تتضح تماما
هوية المؤلف من االسم المستعار ،أو ما لم يكشف المؤلف عن هويته خالل تلك الفترة .وفي الحالة األخيرة،
تطبق القاعدة العامة.
وبالنسبة إلى المصنفات السمعية البصرية (السينمائية) ،تبلغ المدة الدنيا للحماية 50سنة اعتبارا من تاريخ
إتاحة المصنف للجمهور (أي عرضه) وإال اعتبارا من تاريخ ابتكاره.
وبالنسبة إلى مصنفات الفنون التطبيقية والمصنفات الفوتوغرافية ،تبلغ المدة الدنيا للحماية 25سنة اعتبارا
من تاريخ ابتكارها.
وتسمح اتفاقية برن ببعض التقييدات واالستثناءات للحقوق المالية ،وهي الحاالت التي يجوز فيها االنتفاع
بالمصنفات المشمولة بالحماية بدون تصريح مالك حق المؤلف ،وبدون دفع أي مكافأة.
ويشار إلى هذه التقييدات عادة بعبارة "االنتفاع المجاني" بالمصنفات المشمولة بالحماية ،وتنص عليها المواد
( 9االستنساخ في بعض الحاالت الخاصة) ،و( 10االقتباس واالنتفاع بالمصنفات على سبيل التوضيح
ألغراض التعليم)،و(11استنساخ جريدة أو مواد مشابهة واالنتفاع بالمصنفات بغرض اإلبالغ باألحداث
الجارية)،و(12التسجيالت المؤقتة ألغراض البث) ويسمح ملحق وثيقة باريس الخاصة باالتفاقية أيضا للدول
النامية بإنفاذ تراخيص غير طوعية لترجمة المصنفات واستنساخها في بعض الحاالت ،فيما يتعلق باألنشطة
التعليمية وفي هذه الحاالت ،يُسمح باالنتفاع المشار إليه بدون ترخيص مالك الحق ،بشرط دفع المكافأة التي
ينص عليها القانون.
اذن جاءت هذه الحماية القانونية الى صيانة وضع ،ومنع االعتداء عليه ،سواء كانت شخصية تتجه الى
المؤلف ذاته وهو الفرد الموهوب الذي يتمتع بخيال خصب ،وملكة إبداع يستطيع عن طريق الكتاب أو
المحاضرة أو المسرح أو الرسم ،ان يرسم للمستقبل صورة تختلف عن صورته الحاضرة بما له من ملكة
تصور وقدرة في التعبير فإن هذا الفرد الموهوب يرعاه القانون ويقدر جهوده وإنتاجه ويحيطه بسياج من
الحماية يحافظ بها على ما أنتجه لحاضر أمته وألجيالها المستقبلة وليشجع غيره من طريقها على االقتداء به.
ولذلك فإن القانون يبسط حمايته عليه وقد تكون لحماية القانونية عينية تتجه الى المصنف إذ ال يكفي ان
يهتدي الشخص الى فكرة مبتكرة حتى يسبغ عليها القانون حمايته .وإذا يلزم فضالً عن ذلك ان تصاغ هذه
األفكار في شكل مادي محسوس تظهر الى عالم الوجود أيا ً كان نوعها أو طريقة التعبير عنها أو أهميتها أو
الغرض منها.
المطلب الثاني :تعزيز التدابير الحمائية التفاقية برن.
تتيح االتفاقية للمبدعين ،مثل المؤلفين والموسيقيين والشعراء والرسامين وما إلى ذلك ،سبل التحكم في طريقة
استخدام مصنفاتهم ومن يستخدمها وبأية شروط وقد أوردت اتفاقية برن أحكام خاصة لحماية المصنفات
األدبية والفنية ،من خالل تحديدها للمصنفات المشمولة بالحماية والتي ال تخرج على نوعين رئيسيين(الفقرة
األولى) ،فضال على تناولها لحقوق المؤلف بالشيء من التفصيل والتي تتمحور في الحقوق المادية
والمعنوية(الفقرة الثانية).
الفقرة األولى :المصنفات المشمولة بالحماية
إن أهم ما وفرته اتفاقية برن من تدابير خاصة اعتدت بها معظم التشريعات الوطنية أنها عمدت إلى تعداد
المصنفات المشمولة بالحماية في المادة الثانية ،والتي تقسم إلى مصنفات أصلية(أوال) وأخرى مشتقة(ثانيا)
أوال :المصنفات األصلية
تعتبر األعمال التي يبتكرها المؤلف مصنفات أصلية ومباشرة ألنه لم يتم اللجوء إلى إسقاطها من عمل سابق
أو دون أن يكون مصدرها عمال فكريا سابقا أو مستندا إلى عناصر مما سبقه ،وسنحاول توضيح حقيقة
المقصود بكل نوع من أنواع هذا المصنفات التي أقرتها اتفاقية برن.
الكتب والكتيبات وغيرها من المصنفات المكتوبة
جمعت اتفاقية برن بين هذه المصنفات ،وأوردتها في بند واحد تتسم به من وجود إطار مشترك بينهما وهو
أن الكتابة هي وسيلة نقلها إلى الجمهور ،فاتفاقية برن تحمى المصنفات الكتابية تحمي المصنفات المكتوبة
بمختلف مجاالتها سواء األبية أو العلمية أو الفنية.14
ويقصد بها المصنفات التي جرى العرف على توجيهها شفويا إلى الجمهور بقصد التأثير فيهم
كالمحاضرات والخطابات والمواعظ.
تمتد مظلة الحماية القانونية التي توفرها اتفاقية برن لتشمل المصنفات المسرحية والمسرحيات الموسيقية،
والتي هي شكل من أشكال الفن التي تؤدى أمام الجمهور ،ويترجم فيه الممثلون نصا مكتوبا إلى عرض
تمثيلي على خشبة المسرح.15
المصنفات المؤدية بحركات أو خطوات فنية والتمثيليات اإليمائية
. 14محمد سامي عبد الصادق ،الوجيز في حقوق الملكية الفكرية ،بدون ذكر المطبعة القاهرة ،طبعة ،2002ص.56
. 15وداد العيدوني ،مرجع سابق ،ص96
تشمل الحماية بموجب اتفاقية برن المصنفات الموسيقية ،سواء المقترنة باأللفاظ كاألغاني واألناشيد
واألعمال األوبرية والتواشيح الدينية المصحوبة بموسيقى ،أو غير المقترنة باأللفاظ ،كالسيمفونيات
والموسيقى التصويرية المصاحبة لألعمال الدرامية.16
مصنفات الرسوم والنحت والطباعة
تتمتع مصنفات الفنون الجميلة ،ممثلة في الرسم والنحت أو الطباعة أو غيرها بالحماية القانونية باعتبارها
مصنفات أدبية بمعنى المادة األولى من اتفاقية برن.
المصنفات الفوتوغرافية والمصنفات األخرى المعبر عنها بأسلوب مماثل
يقصد المصنفات الفوتوغرافية صورة أشياء حقيقية منتجة على سطح سريع التأثر بالضوء أو أي إشعاع
آخر ،أو بتعبير أدق فالمصنفات الفوتوغرافية هي كل تسجيل للضوء أو إشعاع أخر على دعامة ،ينتج أو
يمكن إنتاج صورة منه ،أيا كانت التقنية التي أنجز بها.17
أما المقصود بما يماثل المصنفات الفوتوغرافية ،فهي تلك األعمال التي يستخدم فيها أسلوب مشابه للتصوير
الفوتوغرافي ،كما هو الحال بالنسبة للصور المنقولة من خالل شاشات التليفزيون أو عن طريق برامج
الحاسوب أو شبكة االنترنت والتي يكون لها ما للمصنف الفوتوغرافي من تأثير بصري.
مصنفات الفنون التطبيقية والتشكيلية
يقصد بمصنفات الفن التطبيقي والتشكيلي مختلف األعمال والنقوش والزخارف والتلوينات ،المطبقة تطبيقا
عمليا لتخرج في النهاية في شكل مادي مجسم ،كاألواني المزخرفة واألدوات المنقوشة ،وكل ما يقتضي
مهارة فنية ويتميز بطابع أصيل.
الصور التوضيحية والخرائط الجغرافية والتصميمات والرسومات التخطيطية المصنفات المجسمة
إن الترجمة علم قائم بحد ذاته توجب على المترجم إتقان اللغة وبذل الجهد لكي يأتي العمل معبرا عن نفس
المعنى للمصنف األصلي ،و يندرج هذا الصنف ضمن الحقوق المالية التي تعود لصاحب حق المؤلف،
وبالتالي فإن ترجمة أي مصنف توجب االستحصال على إذن من مؤلفه ،ما لم يكن ذلك المصنف قد دخل في
الملك العام ،والمصنف نتاج الترجمة يعتبر عمال محميا بصفته مصنفا أدبيا طالما كان مبتكرا.
المختارات ومجموعات األعمال
جاء في الفقرة الخامسة من المادة الثانية على أن ”:تتمتع مجموعات المصنفات األدبية أو الفنية لدوائر
المعارف والمختارات األدبية التي تعتبر ابتكارا فكريا ،بسبب اختيار وترتيب محتوياتها ،بالحماية بهذه الصفة
وذلك دون المساس بحقوق المؤلفين فيما يختص بكل مصنف يشكل جزءا من هذه المجموعات”.
وعليه فعمل المؤلف في هذا النوع من المصنفات المشمولة بالحماية يقتصر فقط على تحديد
مضمونها واختياره من مصنفات قد يتم اختيارها إما من أعمال مؤلفين مختلفين أو من أعمال مؤلف واحد.
الفقرة الثانية :مضمون حق المؤلف
إن المصنفات التي تستوفي شرط اإلبداع هي وحدها تستوجب الحماية ،ويتمتع المؤلف بحقوق معنوية أو
أدبية وحقوق مالية أو اقتصادية كما يسميها بعض الفقه ،وهو ما ترجمته اتفاقية برن حينما فصلت بين هذين
الحقين ووضعت المعايير التي تكفل التمييز بينهما.
وعموما تتفرع عن الحق األدبي مجموعة من الحقوق الفرعية ،والتي تمثل امتيازات امكن المؤلف من حماية
شخصيته التي يعبر عنها إنتاجه الذهني والتي قسمت إلى حقوق سلبية(أ )وحقوق إيجابية(ب).
أقرت اتفاقية برن حقوقا سلبية للمؤلف يمكن إجمالها فيما يلي:
نصت المادة السادسة مكررة من اتفاقية برن على أن المؤلف…”:يحتفظ بالحق في المطالبة بنسبة المصنف
إليه ” ،وعليه فهذه االتفاقية اعترفت للمؤلف بحقه في في نسبة مصنفه إليه ،أو ما يعرف في األوساط الفقهية
بالحق في األبوة ،ومضمون هذا الحق أن للمؤلف التمسك باالعتراف بأن مصنفه الذي أبدعه هو من نتاج
فكره ،كذلك حق في أن يصل مصنفه إلى الجمهور حامال اسمه ولقبه ومؤهالته العلمية ،كما أن له الحق في
أن يتم اإلعالن عن اسمه عند االقتباس من مصنفاته أدبية كانت أو فنية أو علمية ،فضال عن حقه في إتاحة
مصنفه للجمهور بدون أن يحمل أي اسم على اإلطالق أو تحت اسم مستعار ،وفي منع الغير من طرح
مصنفاته تحت اسم آخر.
. 19سامر محمود الداللعة ،اإلرهاص ات القانونية لتداعيات تأقيت الحماية القانونية للحق األدبي للمؤلف وفق أحكام اتفاقية برن لحماية المصنفات األدبية-دراسة مقارنة،-
ص.5
. 20من ذلك المشرع المغربي الذي أكد في المادة التاسعة من قانون حق المؤلف والحقوق المجاورة رقم 2.00كما عدل وتمم على أنه ”:إن مؤلف المصنف ،بصرف النظر
عن حقوقه المادية وحتى في حالة تخليه عنها ،يمتلك الحق فيما يلي:
أن يطالب بانتساب مصنفه له ،وبالخصوص أن يوضع اسمه على جميع نسخ هذا المصنف في حدود اإلمكان وبالطريقة المألوفة ارتباطا مع كل استعمال عمومي
لهذا المصنف؛
أن يبقى اسمه مجهوال أو أن يستعمل اسما مستعارا؛
أن يعترض على كل تحريف أو بتر أو أي تغيير لمصنفه أوكل مس به من شأنه أن يلحق ضررا بشرفه أو بسمعته.
الحق في احترام المصنف
إذا كان الحق في احترام المصنف مالزم للحق في إشهار المصنف ،فإذا كان هذا األخير يعكس حكما
شخصية المؤلف الذي له أن يحدد الوقت المناسب إلشهار عمله ،فإن له الحق باإلضافة إلى ذلك في أن يصل
مصنفه إلى الجمهور وفقا للصورة التي أرادها ودون أي تشويه أو تغيير وإال امتنع عن إشهار المصنف.
الحق في سحب المصنف من التداول
يحدث في كثير من األحيان أن يقرر المؤلف بإتاحة مصنفه للجمهور للحكم عليه ويقوم بطرحه للتداول فعال،
عن طريق التعاقد بين ناشر أو منتج معين تنتقل إليه حقوق استغالل المالي ،ثم يشعر من بعد ظهور المصنف
وتداوله بين أفراد المجتمع أن أفكاره التي عبر عنها قد تغيرت ولم يعد مصنفه مطابقا ألرائه ومعتقداته،
فيقوم بإجراء تعديالته عليه سواء بإضافة بعض األفكار أو حذف بعضها ،أو يقوم بسحب المصنف من
التداول نظرا لما يترتب على استمرار تداوله من إساءة إلى سمعته ومكانته األدبية وذلك كله بإرادته
المنفردة.
ثانيا :الحق المالي للمؤلف
أقرت اتفاقية برن للمؤلف بحقوق مالية إلى جانب الحقوق األدبية ،بمقتضاها يكون للمؤلف حق استثمار
مصنفه ،والحصول على مقابل من وراء نشره أو إذاعته أو استنساخه والسماح باستعماله ،وقوام هذا الحق
أنه يتضمن عنصرا ماليا يفيد المؤلف فيما يدره عليه استغالل اإلنتاج األدبي أو الفني من ألرباح مادية أو
خيرا اقتصادية.21
وخولت هذه االتفاقية لصاحب المؤلف الحق االستئثاري في استغالل مصنفه ،وذكرت على سبيل المثال ما
يشتمل عليه هذا الجانب من جوانب الملكية الفكرية من حقوق والتي تتمثل في:
إن ترجمة العمل إلى أي لغة أخرى هو حق من الحقوق المالية التي تعود لصاحب حق المؤلف ،وبالتالي فإن
ترجمة أي مصنف توجب االستحصال على إذن من مؤلفه ،ما لم ذلك المصنف قد دخل في الملك العام،
والمصنف نتاج الترجمة يعتبر عمال محميا بصفته مصنفا أدبيا طالما كان مبتكرا وذلك بصريح المادة 8من
اتفاقية برن التي جاء فيها ”:يتمتع مؤلفو المصنفات األدبية والفنية الذين تحميهم هذه االتفاقية بحق اشتئثاري
في ترجمة أو الصريح بترجمة مصنفاتهم طوال مدة حماية ما لهم من حقوق في المصنفات األصلية”.
كما يعود لصاحب حق المؤلف الحق في نسخ 22وطبع وتسجيل وتصوير العمل بجميع الوسائل المتوفرة
بما فيها التصوير الفوتوغرافي أو السينمائي أو على أشرطة الفيديو واألسطوانات واألقراص المدمجة مهما
كان نوعها أو بأي طريقة أخرى كما تؤكد على ذلك المادة التاسعة”:يتمتع مؤلفو المصنفات األدبية والفنية
. 21محمد محبوبي ،مظاهر حماية حقوق الملكية الفكرية في ضوء التشريع المغربي ،مطبعة المعارف الجديدة ،الطبعة األولى ،2015ص23
. 22النسخ هو صنع نسخة أو أكثر من أي مصنف بأي طريقة أو بأي شكل كان بما في ذلك التسجيل الدائم أو المؤقت على أسطوانات او أشرطة أو أقراص أو
ذاكرة إلكترونية .
الذين تحميهم هذ ه االتفاقية بحق استئثاري في التصريح بعمل نسخ من هذه المصنفات بأية طريقة وبأي شكل
كان”.
الحق في األداء العلني والتأجير والتوزيع
الحق في نقل المصنف إلى الجمهور يتمثل في وضع المصنف إلى الجمهور إما بصورة مباشرة 23من خالل
األداء العلني وإما بصورة غير مباشرة 24من خالل أجهزة اإلرسال ويجد هذا الحق اساسه في المادة ”:1/11
بتمثيل مصنفاتهم وأدائها علنا بما في ذلك التمثيل واألداء العلني بكل الوسائل أو الطرق”.
عالوة على ذلك فللمؤلف كامل الحق في توزيع وتأجير وإعارة مصنفه ،ومعناه أن يكون للمؤلف الحق في
المشاركة في عائد استغالل مصنفه من عمليات التأجير.
المبحث الثاني :التدابير القانونية لحماية المصنفات األدبية والفنية في ضوء اتفاقية برن.
إن صيانة حقوق المبدعين ال يتأتى من خالل تكريس هذه الحقوق فقط ،بل ال بد من سن إجراءات قانونية
لفض النزاعات عن طريق تخويل القضاء صالحيات إنهاء االعتداءات التي قد حقوق المؤلفين(المطلب
الثاني) ،لكن قبل ذلك ارتأينا تحديد نطاق تطبيق اتفاقية برن ومدة الحماية(المطلب األول).
وقد تعددت التعريفات التي أعطيت فمنهم من قال بأنه :الذي ابتكر األثر الفني محل الحق [في حين عرفه
البعض األخر بأنه كل من ينتج إنتاجا ذهنيا أو فكريا أيا كان نوعه وأيا كانت طريقة التعبير عنه أو أهميته أو
الغرض منه مادام اإلنتاج ينطوي على قدر معين من االتبكار.25
. 23النقل المباشر communication directهو الذي يتم في مواجهة الجمهور ،فال يوجد وسيط بينهما ،كما هو حال الجمهور في مسرح لحضور عمل فني
أو موسيقي أو مسرح ،إذ يكون الجمهور في هذه الحالة على تماس وتفاعل مع الفنان المؤدي أو الفنانين المؤدي الموجودين على خشبة المسرح ،فالنقل
المباشر أو أداء العمل علنيا هو تنفيذ العمل عن طريق العرض أو العزف…
. 24أما النقل غير المباشر communication indirectفيتم من خالل وضع المصنف في متناول الجمهور بواسطة أجهزة االتصال التي من شأنها أن
تشكل وسيطا بينهم ،وسواء كان ذلك من خالل اإلرسال السلكي أو الالسلكي وسواء كان ذلك عن طريق الموجات الهرتزية او ما شابها.
فبالنسبة للمصنف المشترك [26فهو الذي ساهم في ابتكاره أكثر من مؤلف ،سواء أمكن فصل مساهمة كل
منهم فيه أو لم يمكن ،والذي ال يندرج ضمن المصنفات الجماعية ،وعليه فالمصنف المشترك يوجب أن يكون
هناك إلهام مشترك بين المؤلفين ،األمر الذي يحكم وجود عالقة وثيقة بالتعاون بين الشركاء بالتأليف على
أساس التنسيق والتشاور في المشاركة وتحديد المهام والمساهمات المطلوبة من كل منهم ،وبصرف النظر
عما إذا كانت مساهمات الشركاء بالتأليف تتقدم بنفس الوتيرة أم بصورة متعاقبة ،يكفي أن يكون االتفاق عليها
بالتشاور ،ذلك أن المساهمات الفردية لكل من المؤلفين من شأنها أن تؤدي إلى إنجاز العمل المشترك.
إلى جانب المصنف الذي يقوم بتأليفه شخص بمفرده ،توجد المصنفات الجماعيةŒuvre collective 27التي
هي من إنجاز مجموعة من المؤلفين بإيعاز من شخص ذاتي أو معنوي يتولى نشره على مسؤوليته وباسمه،
وتكون المشاركة الشخصية لمختلف المؤلفين المسهمين في إبداع المصنف ذاتية في مجموع المصنف من
غير أن يتأتى تمييز مختلف اإلسهامات وتحديد أصحابها.
عالوة على هذه المصنفات ،هناك العديد من المصنفات التي تبتكر في عالقة عمل ،حيث يبتكر األجراء
المرتبطون بعقود عمل فردية مصنفات محمية في عرض عملهم
وتأسيسا على ما سبق فإن أحكام اتفاقية برن تسري وكما تقضي بذلك الفقرة األولى من المادة الثالثة على:
أ -المؤلفين من رعايا إحدى دول االتحاد عن مصنفاتهم سواء كانت منشورة أم لم تكن.
ب -المؤلفين من غير رعايا إحدى دول االتحاد ،عن مصنفاتهم التي تنشر ألول مرة في إحدى دول االتحاد
أو في آن واحد في دولة خارج االتحاد وفي إحدى دول االتحاد.
وعليه يتمت ع المؤلفون ،في دول االتحاد غير دولة منشأ المصنف ،بالحقوق التي تخولها قوانين تلك الدول
حاليا أو قد تخولها مستقبال لرعاياها باإلضافة إلى الحقوق المقررة بصفة خاصة في هذه االتفاقية ،وذلك
بالنسبة للمصنفات التي يتمتعون على أساسها بالحماية بمقتضى هذه االتفاقية وال يخضع التمتع أو ممارسة
هذه الحقوق ألي إجراء شكلي ،فهذا التمتع وهذه الممارسة مستقالن عن وجود الحماية في دولة منشأ
المصنف.28
. 26عرف المشرع المغربي المصنف المشترك بمقتضى الفقرة الرابعة من المادة األولى من القانون رقم 2.00كما عدل وتمم بأنه ”:كل مصنف أسهم في
إبداعه مؤلفان أو عدة مؤلفين
. 27عرف المشرع المغربي المصنف الجماعي بمقتضى الفقرة السادسة من المادة األولى ”:كل مصنف جديد يدمج فيه مصنف موجود من قبل ،دون تعاون
مع مؤلفه.
. 28الفقرة األولى من المادة الخامسة من اتفاقية برن -1 ”:يتمع المؤلفون ،في دول االتحاد غير دولة منشأ المصنف ،بالحقوق التي تخولها قوانين تلك الدول
حاليا أو قد تخولها مستقبال لرعاياها باإلضافة إلى الحقوق المقررة بصفة خاصة في هذه االتفاقية ،وذلك بالنسبة للمصنفات التي يتمتعون على أساسها بالحماية
االتفاقية. هذه بمقتضى
2-ال يخضع التمتع أو ممارسة هذه الحقوق ألي إجراء شكلي ،فهذا التمتع وهذه الممارسة مستقالن عن وجود الحماية في دولة منشأ المصنف .تبعا لذلك ،فإن
الفقرة الثانية :من حيث الزمان
أخذت اتفاقي ة برن بخصوص المصنفات التي تشملها الحماية المقررة بمقتضى بقاعدة األثر الفوري المباشر
وذلك بصريح المادة 18منها والتي تنص على أنه”:
تسري هذه االتفاقية على كل المصنفات التي ال تكون ،عند دخول هذه االتفاقية حيز التنفيذ ،قد سقطت بعد في
الملك العام لدولة المنشأ بانقضاء مدة الحماية
ومع ذلك ،إذا سقط أحد المصنفات في الملك العام في الدولة المطلوب توفير الحماية فيها ،نتيجة انقضاء مدة
الحماية السابق منحها له ،فإن هذا المصنف ال يتمتع فيها بالحماية من جديد.
يجري تطبيق هذا المبدأ وفقا لألحكام التي تتضمنها االتفاقيات الخاصة المعقودة أو التي قد تعقد لهذا الغرض
فيما بين دول االتحاد .وفي حالة عدم وجود مثل هذه األحكام ،تحدد الدول المعنية ،كل فيما يخصها،
الشروط الخاصة بتطبيق هذا المبدأ
تنطبق األحكام السابقة أيضا في حالة انضمام دول جديدة إلى االتحاد وكذلك في الحالة التي تمتد فيها الحماية
بالتطبيق للمادة 7أو بسبب التنازل عن التحفظات”
الفقرة الثالثة :مدة الحماية للحقوق
من المعلوم أن المؤلف إذا علم أن مصنفه سوف يتمتع بالحماية القانونية لفترة زمنية محددة ،سوف يكد
ويجتهد إلنتاج مصنفات كثيرة ،من أجل المساهمة في إثراء وتنمية الجانب الثقافي داخل حدود وطنه .ومن
ثم انعقد اإلجماع على ضرورة تحديد مدة زمنية لحماية حقوق المؤلف وحقوقه المجاورة األمر الذي ترتب
عنه ظهور العديد من االتجاهات التي يمكن على ضوئها تحديد مدة لسريان هذا الحق ،ومن األمور التي
أجمع عليها معظم الفقه أن الحقوق األدبية والمالية يجب أن تدوم طوال مدة حياة المؤلف مهما امتد به العمر
كتعويض عادل يكافئ جهده الذهني ويمثل حافزا له ،إال أن النقاش اختلف حول مدة حماية الحقوق األدبية
بعد وفاة المؤلف ،بين قائل بانقضائها بوفاة المؤلف أو لمدة محددة بعد وفاته ،وبين من يرى أن هذا النوع من
الحقوق ال يسقط بالتقادم أو بمضي المدة ويمثل هذا االتجاه العالمة الفرنسي “كانط” الذي يعتبر أول فقيه
اعترف بعدم قابلية الحق األبي للتقادم حي د خول الورثة بل وأفراد المجتمع الحق في الدفاع عن المصنف
بعد وفاة المؤلف.29
إال أن اتفاقية برن وإن شكلت أولى األسس التشريعية على المستوى الدولي التي وفرت الحماية القانونية
للحقوق األدبية والفنية ،واعترفت بالطبيعة الخاصة للحقوق األدبية إعماال لألهمية التي تحظى بها تلك
الحقوق وانسجاما مع طبيعة الحقوق األدبية والفنية ،فقد اتجهت نحو تأقيت الحماية القانونية للحقوق األدبية
على األعمال المحمية ،وتتوج الفقرة الثانية من المادة السادسة مكررة من هذه االتفاقية هذا المقتضى حين
ذهبت إلى القول ”:الحقوق الممنوحة للمؤلف بمقتضى الفقرة االولى السابقة تظل محفوظة بعد وفاته ،وذلك
نطاق الحماية وكذلك وسائل الطعن المقررة للمؤلف لحماية حقوقه يحكمها تشريع الدولة المطلوب توفير الحماية فيها دون سواه ،وذلك بصرف النظر عن
أحكام هذه االتفاقية..
. 29أحمد بوراو ي ،الحماية القانونية لحق المؤلف والحقوق المجاورة في التشريع الجزائري واالتفاقيات الدولية ،أطروحة مقدمة لنيل درجة دكتوراه في العلوم
القانوني ،ص.194-193
على األقل إلى حين انقضاء الحقوق المالية ،ويمارس هذه الحقوق األشخاص أو الهيئات المصرح لها من قبل
تشريع الدولة المطلوب توفير الحماية فيها .ومع ذلك ،فإن الدول التي ال يتضمن تشريعها المعمول به ،عند
التصديق على هذه االتفاقية أو االنضمام إليها ،نصوصا تكفل الحماية بعد وفاة المؤلف لكل الحقول
المنصوص عليها في الفقرة السابقة ،يكون لها الحق في النص على أن بعض هذه الحقوق ال يحتفظ بها بعد
وفاة مؤلف”.
وخالفا للحقوق المعنوية التي تتمتع بحماية أبدية وال تسقط بمرور الزمن ،فإن الحقوق المالية لها طابع
مؤقت ،إذ أنها تسقط بعد انقضا ء مدة زمنية على وفاة المؤلف ،فهذا األخير له وحده الحق في استغالل العمل
ماديا ويستفيد من هذا الحق ورثته من بعده لمدة معينة ومن ثم يدخل المصنف في الملك العام ويصبح بإمكان
أي شخص استعماله دون أن يكون ملزما بأي شيء .إن الطابع المؤقت لهذا النوع من الحقوق تبرره
الضرورات العملية ،إذ أنه لو كانت تلك الحقوق أبدية ،لتعطلت عملية استغاللها في ظل األعداد الكبيرة
للورثة التي تتكاثر عبر األجيال ،ذلك أنه من المتعذر حصرهم وقد يكون من المستحيل االستحصال على
موافقتهم جميعا من أجل استغالل المصنف ،من هنا كان من الضروري ربط حماية الحقوق المالية على
المصنف بمدة زمنية معينة ،أن الطابع المؤقت للحقوق المالية يجد مبرره في الطبيعة التقنية لبعض
المصنفات التي تصبح بعد فترة من الزمن غير ذات فعالية وال قيمة لها.30
على هذا المنوال سارت اتفاقية برن التي حددت مدة حماية المصنفات المشمولة بالحماية بوجه عام ،حيث
تبقى قائمة طيلة حياة المؤلف مضافا إليها مدة زمنية تلي وفاته وهي خمسين سنة بعد وفاته وذلك بصريح
الفقرة األولى من المادة السابعة التي تنص على أن ”:مدة الحماية التي تمنحها هذه االتفاقية تشمل مدة حياة
المؤلف وخمسين سنة بعد وفاته”.
هذا إن مدة الحماية المقررة للحقوق المالية تختلف أيضا باختالف طبيعة العمل ،فبالنسبة للمصنفات السينمائية
يكون لدول االتحاد الحق في أن تنص على أن مدة الحماية تنتهي بمضي خمسين عاما على وضع المصنف
في متناول الجمهور بموافقة المؤلف ،وفي حالة عدم تحقق مثل هذا الحدث خالل خمسين عاما من تاريخ
انجاز مثل هذا المصنف ،فإن مدة الحماية تنقضي بمضي خمسين عاما على هذا االنجاز.
أما بالنسبة للمصنفات التي ال تحمل اسم المؤلف أو تحمل اسما مستعارا ،فإن مدة الحماية التي تمنحها هذه
االتفاقية تنتهي بمضي خمسين سنة على وضع المصنف في متناول الجمهور بطريقة مشروعة .ومع ذلك،
إذا كان االسم المستعار الذي يتخذه المؤلف ال يدع أي مجال للشك في تحديد شخصيته فإن مدة الحماية تكون
هي المنصوص عليها في الفقرة االولى وإذا كشف مؤلف مصنف يعوزه اسم المؤلف أو يحمل اسما مستعارا
عن شخصيته خالل المدة المذكورة أعاله ،تكون مدة سريان الحماية هي المدة المنصوص عليها في الفقرة
االولى وال تلتزم دول االتحاد بحماية المصنفات التي ال تحمل اسم مؤلفها أو تحمل اسما مستعارا إذا كان
هناك سببا معقوال الفتراض أن مؤلفها قد توفي منذ خمسين سنة.
في حين حددت اتفاقية برن مدة الحماية بالنسبة لمصنفات التصوير الفوتوغرافي ومصنفات الفنون التطبيقية
فتختص تشريعات دول االتحاد بحق تحديد مدة حماية مصنفات التصوير الفوتوغرافي ومصنفات الفن
تنص الفقرة الثانية من المادة العاشرة من اتفاقية برن على انه :تختص تشريعات دول االتحاد ،واالتفاقات
الخاصة المعقودة أو التي قد تعقد فيما بينها ،وفي حدود ما يبرره الغرض المنشود ،بإباحة استعمال
المصنفات األدبية أو الفنية على سبيل التوضيح لألغراض التعليمية وذلك عن طريق النشرات واإلذاعات
الالسلكية والتسجيالت الصوتية أو البصرية بشرط أن يتفق مثل هذا االستخدام وحسن االستعمال
استعمال مقتطفات
يجوز لوسائل اإلعالم من غير موافقة المؤلف ومن غير دفع أي تعويض له وضمن الحدود اإلعالمية
المتعارف عليها استعمال مقتطفات قصيرة من األعمال التي ظهرت أو سمعت أثناء أحداث جارية ومن خالل
وصف وسائل اإلعالم لتلك األحداث شرط ذكر اسم المؤلف والمصدر[.31
تنص المادة التاسعة في فقرتها الثانية على أنه ”:تختص تشريعات دول االتحاد بحق السماح بعمل نسخ من
هذه المصنفات في بعض الحاالت الخاصة بشرط أال يتعارض عمل مثل هذه النسخ مع االستغالل العادي
للمصنف وأال يسبب ضررا بغير مبرر للمصالح المشروعة للمؤلف”.
غير أن االتفاقية أوجبت على دول االتحاد التي تضع قيودا على حماية حقوق المؤلفين طبقا ألحكام هذه
المادة ،أن تخ طر ذلك إلى المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (ويشار إليه فيما بعد باسم “المدير
العام”) بموجب إعالن كتابي تحدد فيه الدول التي تقيد الحماية في مواجهتها وكذا القيود التي تخضع لها
حقوق المؤلفين من رعايا هذه الدول .ويقوم المدير العام بإبالغ هذا اإلعالن في الحال إلى جميع دول
االتحاد.32
ثالثا :الصفة
إذا كان للمؤلف وحده وفقا ألحكام اتفاقية برن الحق في أن ينسب إليه مصنفه وله حق استغالله ماليه ،فال
يجوز للغير مباشرة هذا الحق دون إذن مسبق منه أو ممن يخلفه ،وله أن يتنازل عن حق االستغالل لصالح
المتنازل إليه فتنتقل الحماية إلى هذا الغير الذي أصبح مالكا للحقوق ،ويمارس الدعوى المدنية بدال من
المؤلف بمقتضى عقد أو اتفاق التنازل بخصوص الجانب المالي ،أما الحقوق المعنوية فال يمكن مباشرتها من
مالك الحقوق ألنها غير قابلة للتنازل ،وتظل تمارس من طرف المؤلف أو من يخلفه باعتباره بحقوق لصيقة
بالشخصية.
والواقع أن إثبات الصفة إجرائيا أمر ميسور في مجال الحقوق األدبية والفنية ،بحيث يكفي إلثبات صفة
المؤلف ،وهذا ما أكدته اتفاقية برن من خالل مقتضيات الفقرة األولى من المادة 15منها”:لكي يعتبر أن
لمؤلفي المصنفات األدبية أو الفنية التي تحميها االتفاقية الحالية هذه الصفة ويكون لهم بالتالي حق المثول
أمام محاكم دول االتحاد ومقاضاة من يمس بحقوقهم ،يكفي أن يظهر اسم المؤلف على المصنف بالطريقة
المعتادة ،هذا ما لم يقم الدليل على عكس ذلك .وتطبق هذه الفقرة حتى إذا كان االسم مستعارا ،متى كان
االسم المستعار الذي يتخذه المؤلف ال يدع مجاال ألي شك في تحديد شخصيته.
أما فيما يتعلق بالمصنفات السينمائية فيفترض أن الشخص الطبيعي أو االعتباري الذي يظهر اسمه بالطريقة
المعتادة على مصنف سينمائي هو المنتج لهذا المصنف ،هذا ما لم يقم الدليل على عكس ذلك.
. 31الفقرة من المادة العاشرة من اتفاقية برن ”:يجب عند استعمال المصنفات طبقا للفقرتين السابقتين من هذه المادة ذكر المصدر واسم المؤلف إذا كان واردا
به.
. 32الفقرة الثالثة من المادة السادسة مكررة من اتفاقية برن.
وفي حالة المصنفات التي ال تحمل اسم المؤلف أو التي تحمل اسما مستعارا ،يفترض أن الناشر الذي يظهر
اسمه على المصنف ،وما لم يثبت عكس ذلك ،بمثابة ممثل للمؤلف ،وبهذه الصفة فإن له حق المحافظة على
حقوق المؤلف والدفاع عنها .ويوقف سريان حكم هذه الفقرة عندما يكشف المؤلف عن شخصيته وثبت
صفته.
وأخيرا فبالنسبة للمصنفات غير المنشو رة والتي تكون شخصية مؤلفها مجهولة ،مع وجود كل ما يدعو إلى
االعتقاد بأنه من مواطني إحدى دول االتحاد ،فإن تشريع هذه الدولة يختص بحق تعيين السلطة المختصة
التي تقوم بتمثيل المؤلف ويكون لها حق المحافظة على حقوقه والدفاع عنها في دول االتحاد.33
وتعتبر جريمة التقليد من أبرز االعتداءات التي تشكل اعتداء على حقوق المؤلف ،أما بالنسبة لتعريف هذه
الجريمة فلم تضع هذه االتفاقية تعريفا لجريمة التقليد لذلك اجتهد الفقه في تعريف هذه األخيرة ،حيث عرفها
البعض بأنها ”:كل اعتداء مباشر أو غير مباشر على حقوق التأليف في مصنفات الغير واجبة الحماية ،في
حين عرفها بعض الفقه الفرنسي بأنها كل اعتداء يقع على الملكية األدبية والفنية ،أو “هي كل تزييف
يستهدف منه الفاعل إحالل نموذج مفتعل محل النسخة األصلية ،أو تقديم إنتاج الغير كما إنتاجا خاصا من
غير إذن مؤلفه 34وهناك أيضا من يعرفها بأنها ”:نقل مصنف لم يسقط في الملك العام من غير إذن مؤلفه”.
وعليه ولقيام جريمة التقليد إذن يجب توافر ركنيين أساسيين هما:
الركن المادي
وهو الذي ينصب على تقليد وتزوير العمل اإلبداعي ذاته ،من خالل عمل نسخ من المصنف
اإلبداعي األصلي بدون وجه حق ،وبدون خروج النسخة األصلية من حيازة صاحب الحق عليها ،فالركن
المادي إذن لهذه الجريمة يتجلى في طبع او صنع الشيء المقلد ،حتى وإن لم يتم تداوله ،أي محاكاة األصل،
وضابط ذلك هو مدى التشابه بين النسخة األصلية والنسخة المقلدة ،وللسلطة المختصة السلطة التقديرية في
في تقدير وجود هذا التشابه من عدمه ،مع األخذ بعين االعتبار أن هناك شرطا ضمنيا لتحقق جريمة التقليد
هو عدم موافقة صاحب الحق على هذا النسخ.
الركن المعنوي
يمتثل في القصد العام يتضمن العلم بجانب اإلرادة ،والعلم هنا ينصرف إلى عناصر الواقعة المادية ،أي يعلم
الجاني بما يقوم به من فعل تقليد ،أو أن يتعامل فيه هو أو تسجيل صوتي أو برنامج إذاعي مقلد.
. 33الفقرة الرابعة من المادة 15من اتفاقية برن
. 34سلوى جميل أحمد حسن ،الحماية الجنائية للملكية الفكرية،مركز الدراسات العربية ،الطبعة األولى ،2016ص170
من خالل استقراء مقتضيات الفقرة األولى من المادة 16يتضح أن يتضح أن جميع النسخ التي تم نشرها
بطرق غير قانونية كما في المادة 3من نفس االتفاقية ،يعتبر مساسا واعتداء على حق المؤلف ،وأوكلت إلى
الجهة المختصة بمصادرة جميع النسخ المتأتية من التقليد أو االستغالل غير المشروع للمصنف المشمول
بالحماية ،وذلك بصريح المادة المشار إليها أعاله والتي جاء فيها ما يلي ”:تكون جميع النسخ غير المشروعة
لمصنف محال للمصادرة في دول االتحاد التي يتمتع فيها المصنف األصلي بالحماية القانونية”.
والمصادرة باعتبارها من العقوبات التكميلية أو اإلضافية ،تعني نزع ملكية األشياء التي حصلت نتيجة لجنحة
و جناية والغرض منها هو منع تداول األشياء غير المشروعة ،تطبق هذه العقوبة أيضا على النسخ الواردة
من دولة ال يتمتع فيها المصنف بالحماية أو تكون قد توقفت فيها حمايته ،تجري المصادرة وفقا لتشريع كل
دولة .35
ف بعد أن استقرت مبادئ الحماية األساسية لحماية حقوق المؤلفين على مصنفاتهم األدبية و الفنية فقد ظهرت
الحاجة إلى وضع ضوابط محددة و موحدة لتحقيق تلك الحماية على المستوى الدولي وفي ضوء الحداثة
النسبية لحماية الحقوق المعنوية و منها حقوق الملكية الذهنية على وجه الخصوص فإن أول تنسيق دولي لتلك
الحماية لم يبدأ إال مع التوقيع على اتفاقية برن في التاسع من سبتمبر عام .1886
وقد تناولت اتفاقية برن حماية المصنفات وحقوق مؤلفيها ،حيث تستند إلى ثالثة مبادئ أساسية وتشمل
مجموعة من األحكام المتعلقة بالحد األدنى للحماية الواجب منحها وبعض األحكام الخاصة التي وضعت
لمصلحة البلدان النامية وذلك لتعزيز الحماية الدولية في إطار االتفاقيات الخاصة لحماية المصنفات األدبية و
الفنية.
وتعتبر اتفاقية برن من أبرز االتفاقيات ذات الطابع الدولي في القرن ،19ألنها أصبحت المصدر للقوانين
الوطنية ،وقد شملت اتفاقية برن من خالل إطارها العام الذي جاءت فيه وكذا مضمون نصوصها أحكام عامة
وأساسية جعلتها تتميز وتساهم في بسط الحماية الدولية لحقوق الملكية الفكرية ،فمن جهة ،أولت اتفاقية برن
االعتراف للحقوق األدبية والفنية بالطبيعة القانونية الخاصة ومن جهة أخرى عملت على وضع مجموعة من
األحكام الخاصة التي تطبق على كل حق من حقوق الملكية الفكرية حسب طبيعته.
هذا و تجدر اإلشارة الى أن صيانة حقوق المبدعين ال يتأتى من خالل تكريس هذه الحقوق فقط ،بل ال بد من
سن إجراءات قانونية لفض النزاعات عن طريق تخويل القضاء صالحيات إنهاء االعتداءات التي قد تمس
حقوق المؤلفين.
الئحة المراجع
محمد محبوبي" ،مظاهر حماية الملكية الفكرية في ضوء التشريع المغربي" ،مطبعة المعارف الجديدة
الطبعة األولى سنة .2015
وداد العيدوني ،الحماية القانونية للملكية األدبية والفنية ،مطبعة سيليكي األخوين طنجة ،الطبعة
الثانية.2019
أحمد بوراري ،الحماية القانونية لحق المؤلف والحقوق المجاورة في التشريع الجزائري واالتفاقيات
الدولية ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص ،كلية الحقوق والعلوم السياسية باتنة.
محمود عبد هللا ،حق المؤلف في القوانين العربية ،المركز العربي للبحوث القانونية والثقافية بيروت
الطبعة األولى.2018
محمد سامي عبد الصادق ،الوجيز في حقوق الملكية الفكرية ،بدون ذكر المطبعة القاهرة ،طبعة2002
.
سلوى جميل أحمد حسن ،الحماية الجنائية للملكية الفكرية ،مركز الدراسات العربية ،الطبعة
األولى.2016
اتفاقية برن لحماية المصنفات األدبية و الفنية.
الفهرس
تقديم 2 ...........................................................................................................................
المبحث األول :االتفاقيات الخاصة بحماية المصنفات األدبية4 ....................................................... .
المطلب األول :اتفاقية برن كإطار عام لحماية المصنفات األدبية والفنية4 ....................................
المطلب الثاني :تعزيز التدابير الحمائية التفاقية برن9 .......................................................... .
المبحث الثاني :التدابير القانونية لحماية المصنفات األدبية والفنية في ضوء اتفاقية برن14 ................. .
المطلب األول :نطاق تطبيق اتفاقية برن 14 ........................................................................
المطلب الثاني :الحماية القضائية في إطار اتفاقية برن لحماية المصنفات األدبية و الفنية18 ........... .
خاتمة 22 .......................................................................................................................
الئحة المراجع 23 .............................................................................................................