Professional Documents
Culture Documents
قسم الحقوق
-
لجنة المناقشة
هذا اإلهتمام لم يكن على مستوى التّشريعات فحسب؛ و ّإنما قد كان له أثره الملفت لإلنتباه على مستوى
ظمة الويبو ومنظمات الملكية الفكرية العربية تعنى أساسا بهذا
الهيئات العالمية والعربية المختلفة ،وإن كانت من ّ
ظمات القائمة على اإلستثمار عالميا
ظمات كهيئة األمم ،والمن ّ النوع من الحقوقّ ،
فإن في إهتمام غيرها من المن ّ ّ
الصادرة وعربيا ،لدّللة على القيمة الكبيرة التي تش ّكلها حقوق المؤّلف ،وهو األمر الذي ّ
تؤكده التّقارير المختلفة ّ
عنها.
- 1أهمية الدراسة:
1
الحماية القانونية لحقوق المؤّلف في ال ّتشريع الجزائري مقدمة
ّ
1 – 2األسباب الذاتية:
وتتمّثل في:
الرغبة في التّعرف على مضامينها الشخصي لل ّدراسات ذات العالقة بالملكية الفكرية ،زاده شغف ّ -الميل ّ
المختلفة ،خاصة ّأننا لم نحظى بفرصة المدارسة المدّققة ألحكامها في فترة تكويننا في مجال قانون األعمال؛
إذ ّأننا لم نتلّقى سوى بعض المفاهيم العامة من خالل مقياس إستكشافي "مقياس الملكية الفكرية و ّ
الصناعية
وال ّتنمية اإلقتصادية".
-ضرورة التوعية لإلهتمام بمثل هذه الدراسات في ظل تفشي ظاهرة السرقة الفكرية والتعدي على حقوق
المؤلفين.
2 – 2األسباب الموضوعية:
وتتمّثل في:
-القيمة التي يش ّكلها موضوع الحماية القانونية للمؤلف ،إما على المستوى المعرفي أو على المستوى العملي،
أما العملي فال يخفى أن موضوعات الملكية الفكرية أضحت اليوم
تمت اإلشارة إليه أعاله ،و ّ
فأما المعرفي فقد ّ
ّ
من المحاور األساسية المطروحة على المستوى العالمي في مجال األعمال ،لما لها من قيمة في بناء
المجتمعات ،حتى أن مجال اإلستثمار إتّسع ليشمل اإلستثمارات القائمة على المضامين الفكرية.
- 3اإلشكالية :
يتمحور الموضوع الرئيسي لدراستنا حول الحماية القانونية للمؤّلف في التّشريع الجزائري ،وهو ما يدفعنا
أمن ال ّتشريع الجزائري
لطرح إشكالية أساسية ،وتساؤّلت أخرى فرعيةّ ،
فأما اإلشكالية الرئيسية فمفادها :هل ّ
حماية قانونية حقيقية للمؤلف المعتدى على حقوقه ؟.
- 4أهداف الدراسة
السابقة:
الدراسات ّ
ّ -5
عدة ،أغلبها حديث اإلنتاج ،وقد كان أبرزها:
إعتمدنا على دراسات سابقة ّ
" - 1الحماية القانونية لحق المؤلف والحقوق المجاورة في ال ّتشريع الجزائري واإلتفاقيات الدولية" ،وهي
الدراسية .2015 – 2014 أطروحة دكتوراه ،للباحث بوراوي أحمد ،نوقشت بقسم الحقوق بجامعة باتنةّ ،
للسنة ّ
" - 2حماية الملكية الفكرية في التشريع الجزائري" ،وهي أطروحة دكتوراه ،للباحثة بن دريس حليمة ،نوقشت
الدراسية .2014 – 2013 بقسم الحقوق بجامعة أبي بكر بلقايد بتلمسانّ ،
للسنة ّ
" - 3ضمانات حماية الملكية الفكرية في ال ّتشريع الجزائري" ،وهي مذكرة ماجستير للباحث حسونة عبد الغني،
الدراسية .2008 – 2007 نوقشت بقسم الحقوق بجامعة بسكرةّ ،
للسنة ّ
3
الحماية القانونية لحقوق المؤّلف في ال ّتشريع الجزائري مقدمة
ّ
الدراسة:
- 6صعوبات ّ
عرفت المرحلة التي أعددنا أثناءها مذ ّكرة التّخرج هذه ظروفا إستثنائية – إنتشار الوباء العالمي
طبيعي المفترض
السير ال ّ
السلبي على مختلف الجوانب الحياتية عالميا ،بما في ذلك ّ
"كورونا" -مما كان له أثره ّ
طلبة على المستوى العملي هو إغالق المكتبات الجامعية
طالب في الحاّلت العادية ،فكان من أبرز ما عاناه ال ّ
لل ّ
المختلفة ،مما قّلل إمكانية حصولنا على المراجع التي كنا نأمل اإلعتماد عليها ،رغم الوقت المتاح " 6أشهر"،
خرج في مرحلة الماستر.
والذي يعتبر نسبيا وقتا كافيا إلعداد مذكرة بمواصفات مذكرة التّ ّ
- 7المنهج المتبع:
الدراسة
ظفنا المنهج الوصفي اإلستقرائي لتماشيه وموضوع ّ
قصد معالجة اإلشكالية موضوع البحث و ّ
الدراسة:
- 8تقسيمات ّ
تطرقنا في األول منهما لنطاق الحماية
قسمنا دراستنا لفصلينّ ،
الدراسة المطروحة ّ
لإلجابة على إشكالية ّ
القانونية لحقوق المؤّلِّف ،وقد قمنا بتقسيمه كذلك لمبحثين ،عني أولهما ب" :الّنطاق الموضوعي لحقوق
تمهيد:
َّ
المؤلف) مصنف أو
ولتحديد مجال الحماية القانونية نتناول النطاق الموضوعي لحماية حق المؤلف )ال ّ
في المبحث األول ،متطرقين لتعريف المصنف على إعتباره محل الحماية ،فتحديد ال ّشروط التي يتطلبها لتحقيق
ثم نتناول النطاق الشخصي لحماية حق المؤلف )المؤّلف) ،وذلك في المبحث الثّاني ،فنتناول
هذه الحمايةّ ،
تعريف المؤلف ،وبيان طبيعته.
6
الفصل االول :نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري
المشرع الجزائري بالحماية القانونية مجموعة من المصنفات والحقوق ،نتناولها في هذا المطلب
ّ خصّ
المقررة للمؤلف على مصنفه في (الفرع
ّ طرق للمصنفات المشمولة بالحماية في (الفرع الثّاني) والحقوق
بالتّ ّ
الثالث) ،على أن نتناول في (الفرع األول) تعريف المصنف ونستوضح شروط حمايته.
سنتطرق في هذا الفرع لتعريف المصنف (أوال) ،ثم الشروط الواجب توافرها لحمايته (ثانيا).
يمكن تعريف المصنف بأنه " :جميع اإلبتكارات الفكرية األصلية التي يتم التعبير عنها في شكل قابل
لإلستنساخ ،1أو بمعنى أخر" :جميع صور اإلبداع الفكري في مجاالت األدب والموسيقى والفنون والعلوم "،2
والمالحظ أن قوانين حماية حق المؤلف لم تنص صراحة على تعريف للمصنف وإنما أكدت على أن جميع
3
أعمال اإلبداع الفكري بصورها األدبية والعلمية والفنية تعتبر مصنفات فكرية مهما كان شكل التعبير عنها.
المشرع الجزائري في قانون حماية حق المؤلف لم يعطي تعريفا شامال عاما لمعنى مصطلح ّ كما أن
المصنف وإنما أورد عدة أنواع من المصنفات المشمولة بحماية حق المؤلف على سبيل المثال في المادة الرابعة
-1ياسين بن عمر ،جرائم تقليد المصنفات األدبية والفنية وأليات مكافحتها في التشريع الجزائري ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير
في الحقوق ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة ،2011 ،ص .10
-2غازي أبو عرابي" ،الحماية المدنية للمصنفات الفنية في القانون األردني والمقارن " ،مجلة الفقه والقانون ،العدد،23
الجامعة األردنية ،عمان ،2005 ،ص .8 – 7
-3نواف كنعان ،حق المؤلف -النماذج المعاصرة لحق المؤلف ووسائل حمايته ،-الطبعة األولى ،دار الثقافة للنشر
والتوزيع،عمان ،2009 ،ص .197
7
الفصل االول :نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري
من األمر رقم 05 - 03المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة حيث ترك المجال للمصنفات التي قد
1
تظهر مستقبال لكي تتمتع بهذه الحماية.
حتى يحظى المصنف بالحماية المطلوبة البد من أن يتوافر على مجموعة من الشروط ،يطلق عليها
البعض إصطالح الركنين الشكلي والموضوعي ،فيما يلي بيانها:
– 1أن يكتسب المصنف مظه ار خارجيا ينقله إلى حيز الوجود (الركن الشكلي للحماية):
وهو أن يتخذ المصنف مظه ار يعبر عنه وحتى يأخذ هذا الشكل فإنه يمر بمراحل 2لكي يكتمل كيانه
ويصبح حقيقة واقعة في متناول الجمهور ،3حيث تتمثل المرحلة األولى في الفكرة وهي المادة التي يبنى عليها
المصنف إال أنها ال تكون موضوعا للحماية ألن األفكار ملك للجميع بال حكم على أحد ،وتتمثل المرحلة الثانية
في التصميم وهو التمهيد للفكرة حتى تخرج إلى العالم المحسوس؛ والتصميم ال يحمى قبل التعبير عنه بشكل
نهائي فهو عرضة للتغيير والتبديل ،أما المرحلة الثالثة وهي التعبير عن الفكرة في شكلها النهائي فتأخذ األفكار
مظهر محسوس وشكال تعبيريا أيا كانت وسيلة التعبير عنها ،4وقد نصت المادة 2/2من إتفاقية "برن"" :
تطلب التعبير عن األفكار محل اإلبداع أن تكون في شكل مادي ملموس" ،5فال يكفي أن يهتدي الشخص إلى
فكرة مبتكرة لكي يسبغ القانون عليها حمايته وإنما يلزم أن تصاغ هذه األفكار في شكل مادي ملموس ،6وأن
يظهر المصنف إلى حيز الوجود أي أن ال يكون المصنف مجرد أفكار في ذهن المؤلف ما تزال قيد النظر
والتنقيح والتعديل والتغيير ،فالبد من أن يخرج من مجال الفكر إلى الواقع ويكون له كيان حسي ،وتعتبر هذه
-1األمر رقم 05 – 03 :مؤرخ في 19جمادى األولى عام 1424هـ الموافق 19يوليو سنة 2003م ،المتعلق بحقوق المؤلف
والحقوق المجاورة ،ج.ر.ج.ج ،العدد ،44الصادرة بتاريخ 23جمادى األولى عام 1424هـ الموافق 23يوليو سنة 2003م.
-2حازم عبد السالم المجالي ،حماية الحق المالي للمؤلف في القانون األردني ،د.ط ،دار وائل للطباعة والنشر والتوزيع،
األردن ،2000 ،ص .35
-3فاضلي إدريس ،المدخل إلى الملكية الفكرية – الملكية األدبية والفنية والصناعية – ،الطبعة الثانية ،ديوان المطبوعات
الجامعية ،الجزائر ،2007 ،ص .73
-4حازم عبد السالم المجالي ،المرجع السابق ،ص .35
-5إتفاقية برن لحماية المصنفات األدبية والفنية ،المؤرخة في 9سبتمبر ،1886المعدلة والمتممة ،ج.ر ،العدد ،61المؤرخة
في 14سبتمبر 1997م.
-6أشواق عبد الرسول عبد األمير الخفاجي" ،الحماية القانونية للمصنفات ومؤلفيها –دراسة مقارنة ،"-مجلة أهل البيت ،العدد
،06ص .197
8
الفصل االول :نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري
المرحلة دليل إكتمال المصنف وإنتهاء عملية تأليفه ،وبالتالي فيجب أن تظهر األفكار الكامنة في ذهن المؤلف
في مظهر مادي وتكون معدة للنشر.
المشرع الجزائري.
ّ وهو شرط تستوجبه غالبية تشريعات حق المؤلف حتى يتمتع بالحماية ،1وهذا ما أخذ به
واألصالة تعني " :الطابع المميز لشخصية المؤلف التي تظهر في المصنف أو البصمة الشخصية للمؤلف
على مصنفه" ،2وتظهر هذه األصالة في التعبير اإلبداعي وفي ذاتية المصنف وال وجود للحماية دون هذه
األصالة ،3واإلبداع ال يعني إنتاج جديد 4وأن األفكار التي يشملها المصنف جديدة ابتدعت ألول مرة ولم يسبق
نشرها 5وإنما يكفي أن يضفي المؤلف على ما هو معروف طابعه الخاص وأسلوبه بحيث يجعل مصنفه يتميز
عن المصنفات السابقة له ،6فعندما يعرض المؤلف فكرة معروفة بأسلوب جديد ومتميز أو يعيد ترتيبها وتنسيقها
وتبويبها بشكل جديد يسهل له الرجوع إليها هنا تتوافر أصالة المصنف وبهذا يعتبر أي مجهود ذهني تبرز فيه
شخصية المؤلف إبتكا ار يستحق الحماية ،7ويعرف المصنف األصيل بأنه نتاج الفكر والعمل المستقلين لشخص
8
واحد.
المشرع الجزائري صراحة على إلزامية توفر األصالة في المصنف فإلبداع ال يحمى إال إذا
ّ و قد إشترط
كان أصيال وذلك بموجب المادة 2/3من األمر رقم 05 - 03السالف الذكر حيث نص على أنه:
-1زواني نادية ،حماية الملكية الفكرية من التقليد والقرصنة – دراسة مقارنة – ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم ،كلية
الحقوق ،جامعة بن يوسف بن خدة ،الجزائر ،2013 - 2012 ،ص .107
-2حنان براهمي" ،حقوق المؤلف في التشريع الداخلي ،مجلة المنتدى القانوني" ،العدد الخامس ،كلية الحقوق والعلوم السياسية،
جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،،د.س.ن ،ص .278
-3محي الدين عكاشة ،حقوق المؤلف على ضوء القانون الجزائري الجديد ،الطبعة الثانية ،ديوان المطبوعات الجامعية،
الجزائر ،2007،ص .53
-4حنان براهمي ،المرجع السابق ،ص .278
-5نزيه محمد الصادق المهدي" ،آلية حماية حقوق الملكية الفكرية ،مؤتمر الجوانب القانونية واإلقتصادية إل تفاقية منظمة
التجارة العالمية" ،كلية الحقوق ،جامعة القاهرة ،د.س ،ص .809
-6عمروش فوزية ،تحديد صفة المؤلف حسب قانون الملكية الفكرية ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق ،كلية الحقوق
والعلوم اإلدارية ،جامعة الجزائر ،د.س ،ص .8
-7حنان براهمي ،المرجع السابق ،ص .278
-8نواف كنعان ،المرجع السابق ،ص .198
9
الفصل االول :نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري
" تمنح الحماية مهما يكن نوع المصنف ونمط تعبيره ودرجة إستحقاقه ووجهته ،بمجرد إيداع المصنف
سواء كان المصنف مثبتا أم ال بأية دعامة تسمح بإبالغه إلى الجمهور".
حيث يتبين من هذا النص أنه حتى يستحق المصنف الحماية القانونية فالبد من أن يستوفي شرط اإلبداع
المشرع للمصنف وذلك لما يقوم به المؤلف من جهد إبداعي
ّ أو خاصية اإلبتكار ،فهو مناط الحماية التي منحها
وعمل خالق ،وال عبرة في ذلك في نوع المصنف ونوع التعبير الذي يتم به والى أي مدى قيمته األدبية أو
1
الفنية.
لإلجابة على األسئلة المطروحة وتبعا لما جاء به األمر رقم 05 – 03من أحكام قمنا بتقسيم أنواع هذه
المصنفات إلى:
يمكن تعريف المصنفات األصلية بأنها " :المصنفات التي تتمتع بحماية القوانين الوطنية لحقوق المؤلف
وحماية اإلتفاقيات الدولية " ،2كما تعرف أيضا بأنها " :تلك المصنفات التي يضعها مؤلفوها بصورة تتسم
-1فاضلي إدريس ،حقوق المؤلف والحقوق المجاورة ،د.ط ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2008 ،ص .79
-2محي الدين عكاشة ،محاضرات في الملكية األدبية والفنية ،د.ط ،ديوان المطبوعات الجامعية بن عكنون ،الجزائر،2001 ،
ص .37
10
الفصل االول :نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري
بالخبرة واألصالة واإلبتكار 1دون إقتباس أو نقل عن مصنفات سابقة شبيهة بها 2وتعتبر هذه المصنفات أصلية
3
ألنها وليدة أفكار مؤلفيها".
ويتضح جليا من خالل هذا التعريف أن المصنفات المحمية هي المصنفات التي تعتبر إبداعا أصليا،
المشرع الجزائري في المادة الرابعة من األمر رقم 05 - 03السالف الذكر على سبيل المثال حيث
ّ وقد عددها
يظهر ذلك بوضوح من خالل نصه على أنه " :تعتبر على الخصوص كمصنفات أدبية محمية ،"...كما يتبين
المشرع الجزائري قد فصل في أنواع المصنفات المحمية ويمكن تقسيمها إلى 3فئات (المصنفات األدبية،
ّ أن
المشرع نوع جديد يتمثل في مصنفات الحاسب اآللي
ّ المصنفات الفنية ،المصنفات الحديثة ) ،هذا وقد أضاف
لكي يواكب التطورات التكنولوجية ويدرك النقص الموجود في األمر السابق رقم 10 - 97الذي ينص في
4
المادة 4منه فقط على قواعد البيانات.
- 1المصنفات األدبية:
هي ":المصنفات المبتكرة التي تخاطب العقل والتفكير اإلنساني ،5وتعد من أكثر المصنفات شهرة
وإنتشا ار ،6حيث تضم هذه الفئة من المصنفات جميع صور اإلبداع الذهني الذي تبرز فيه شخصية المؤلف في
8
ميادين اآلداب والعلوم 7أيا كان شكل التعبير الذي تتخذه سواء كان كتابة أو شفاهه".
-1عبد هللا مبروك النجار ،الحق األدبي للمؤلف في الفقه اإلسالمي والقانون المقارن ،دار المريخ للنشر ،الرياض ،2000 ،
ص .151
-2أسامة نائل المحيسن ،الوجيز في حقوق الملكية الفكرية ،الطبعة األولى ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،2011،ص
.169
-3عبد هللا مبروك النجار ،المرجع السابق ،ص .151
-4األمر رقم ،10 – 97 :المؤرخ في 6مارس ،1997المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة ،ج.ر.ج.ج ،عدد ،13
المؤرخ في 12مارس ،1997المعدل والمتمم باألمر رقم.05 – 03 :
-5بوراوي أحمد ،الحماية القانونية لحق المؤلف والحقوق المجاورة في التشريع الجزائري واالتفاقيات الدولية ،أطروحة مقدمة
لنيل درجة دكتوراه العلوم في العلوم القانونية ،تخصص قانون جنائي ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة باتنة 2014 ،1
،2015 -ص .99
-6عقاد طارق" ،محاضرة حول الحماية القانونية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة" ،محاضرة ،محكمة بئر العاتر ،و ازرة
العدل ،2014 ،ص .7
-7نواف كنعان ،المرجع السابق ،ص .210
-8عبد هللا مبروك النجار ،المرجع السابق ،ص .152
11
الفصل االول :نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري
المشرع الجزائري في المادة الرابعة السالفة الذكر من األمر رقم 05 - 03أن المصنفات األدبية
ّ وإعتبر
تشتمل على نوعين من المصنفات (المصنفات المكتوبة والمصنفات الشفوية) ،وقد جاءت هذه المصنفات على
سبيل المثال ال الحصر.
1 - 1المصنفات المكتوبة:
أ يا 1
ويقصد بها " :المصنفات التي يكون مظهر التعبير عنها والتي يتم إعالنها إلى الجمهور بالكتابة
كانت األداة المستخدمة في الكتابة سواء كانت باليد أو بالطباعة أم بأي وسيلة أخرى" ،2ويتبين لنا ذلك من
خالل المادة 1/4من األمر رقم 05 – 03السالف الذكر حيث جاء فيها:
المشرع الجزائري خصص لها حماية واسعة جدا كونها مصنفات منشورة بين الناس فال يجوز
ّ وعليه فإن
إستغاللها أو عرضها على الجمهور دون موافقة من مؤلفها ،وقد أوردها على سبيل المثال وتشتمل على:
" المحاوالت األدبية ،البحوث العلمية والتقنية ،الروايات والقصص ،القصائد الشعرية ،وبرامج الحاسوب"
فجميع المصنفات المكتوبة تكون محمية سواء كانت في مجاالت العلوم أو الفنون أو اآلداب ،فالقانون
يحمي القصص ودواوين الشعر والروايات ،كما يحمي أيضا األبحاث العلمية والكتب المتعلقة بالمعرفة وغيرها،3
4
واليؤثر في طبيعة المصنفات المكتوبة إختالف محتواها أو هدفها أو شكلها.
2 – 1المصنفات الشفوية:
يعرف البعض المصنف الشفوي بأنه" :كل مصنف جرى العرف على توجيهه شفهيا إلى واحد أو جماعة
1
من الناس بقصد التأثير فكريا قد ال يتأتى تحقيقه إال عن طريق الخطابة".
ويعرفها البعض األخر بأنها" :تلك األعمال التي يرتجلها المؤلف كالمحاضرة عندما يكون موضوعها
غير مستمد من كتاب للمحاضر والخطب والمواعظ وتفسير القرآن الكريم والشرح الذي يتم للبرامج التعليمية
باإلذاعة والتلفزيون وما يتم في الندوات الخاصة" ،2ويشترط في هذه األعمال لتكون مكفولة بالحماية إحتواؤها
على إنتاج ذهني مبتكر ،3وأسلوب اإلبداع وجهد التعبير فيها هو نفس الجهد المبذول في المصنفات المكتوبة
4
وبالتالي فهي تعكس شخصية المؤلف وهنا تظهر األصالة في التركيب والتعبير معا.
المشرع الجزائري على مجموعة المصنفات الشفوية المحمية في المادة الرابعة من األمر رقم
ّ وقد نص
05-03السالف الذكر وتشتمل على " :المحاضرة والخطب والمواعظ وباقي المصنفات التي تماثلها " ،حيث
جاءت هذه المصنفات على سبيل المثال مما يترك المجال مفتوحا لحماية أي عمل مشابه شرط إحتواؤه على
إنتاج ذهني مبتكر ،كما يجب حماية المرافعات التي يلقيها المحامي بما أنها جاءت نتيجة عمل إبداعي وكذلك
محاضرات األستاذ الجامعي التي هي ثمرة أبحاث شخصية ومجهودات علمية وال يجوز نشرها دون موافقة
مؤلفها.
3 – 1عنوان المصنف:
المشرع الجزائري للعنوان بالحماية بموجب المادة 6من األمر رقم 05 - 03السابق اإلشارة إليه
ّ أقر
إذا كان يتمتع باألصالة حيث نص على أنه:
" يحظى عنوان المصنف ،إذا إتسم باألصلية بالحماية الممنوحة للمصنف ذاته".
-1عبد المجيد كلفالي ،النظام القانوني للمصنفات السمعية،مذكرة بحث لنيل شهادة الماجستير ،كلية الحقوق بن عكنون،
جامعة الجزائر - 1يوسف بن خدة ،2013 – 2012 ،-ص .59
-2عبد المجيد كلفالي ،المرجع نفسه ،ص .59
-3محمد خليل يوسف أبو بكر ،حق المؤلف في القانون– دراسة مقارنة – ،الطبعة األولى ،مجد المؤسسة الجامعية للدراسات
والنشر والتوزيع ،بيروت ،2008 ،ص .134
-4محي الدين عكاشة ،محاضرات في الملكية األدبية والفنية ،المرجع السابق ،ص .39
13
الفصل االول :نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري
مما يعني أن المصنف يتميز عن غيره من المصنفات األخرى من خالل عنوانه الذي يتمتع بالحماية
الممنوحة للمصنف ذاته طالما يتسم باألصالة ،3وللمؤلف حق على العنوان بصفته جزء من المصنف الذي
أبدعه ،4كما أن العنوان المحمي لما يتسم به من أصالة هو العنوان الذي يصعب على الغير أن يتخذ منه
المشرع
ّ عنوانا لمصنف أخر خشية وقوع إلتباس بين المصنف األصلي والمصنف الالحق ،5ويالحظ أن
الجزائري إشترط أن يكون العنوان أصليا غير مقلد لغيره ،غير أنه قد يكون العنوان مشتقا وعليه فاألفضل لو
المشرع إشترط عنصر اإلبتكار في العمل دون األصلية.
6
ّ أن
- 2المصنفات الفنية:
تعرف بأنها " :إبتكار فكري يهدف إلى إستهواء الحس الجمالي فيمن يستشعره ،إذ أن المصنفات الفنية
غالبا ما يتجه تأثيرها نحو الحس والشعور" ،7وهي بذلك تختلف عن المصنفات األدبية والعلمية التي يكون
تأثيرها في الغالب واقعا على العقل والتفكير ،8كما أن التعبير عنها يختلف عن التعبير في المصنفات األدبية
9
والعلمية ألنها تمثل عمل الفنان الشخصي.
-1حسونة عبد الغني ،ضمانات حماية الملكية الفكرية في التشريع الجزائري ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،2008 - 2007 ،ص -ص .41 – 40
-2فاضلي إدريس ،المدخل إلى الملكية الفكرية ،المرجع السابق ،ص .85
-3فاضلي إدريس ،حقوق المؤلف والحقوق المجاورة ،المرجع السابق ،ص .98
-4محي الدين عكاشة ،حقوق المؤلف على ضوء القانون الجزائري الجديد ،المرجع السابق ،ص .100
-5فاضلي إدريس ،المدخل إلى الملكية الفكرية ،المرجع السابق ،ص .85
-6بن دريس حليمة ،حماية الملكية الفكرية في التشريع الجزائري ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون الخاص ،كلية
الحقوق ،جامعة أبي بكر بلقايد ،تلمسان ،2013 ،ص .22
-7عبد هللا مبروك النجار ،المرجع السابق ،ص .161
-8نواف كنعان ،المرجع السابق ،ص .219
-9أمجد عبد الفتاح أحمد إحسان ،المرجع السابق ،ص .99
14
الفصل االول :نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري
المشرع الجزائري في المادة 4سالفة الذكر من األمر رقم 05 - 03على أمثلة من المصنفات
ّ وقد تطرق
التي تدخل في نطاق المصنفات الفنية والتي أوردها على سبيل المثال وهي " :الرسم ،النحت ،النقش ،الطباعة
الحجرية ،المصنفات التصويرية ،الهندسة المعمارية".
1
وهذه المصنفات تتمتع بالحماية القانونية أيا كانت األدوات والتقنيات المستعملة فيها.
1 – 2المصنفات المسرحية:
نصت المادة 4السابق ذكرها من األمر رقم 05 - 03على المصنفات المسرحية وهي المصنفات
المشرع الجزائري في أحكامه ربط الحماية بشرط األصالة
المعدة للتمثيل وتشمل المصنفات الدرامية والتمثيليات ،و ّ
2
فقط.
2 – 2المصنفات الموسيقية:
المصنف الموسيقي هو" :عبارة عن مجموعة أصوات مبتكرة تصدر عن آلة موسيقية بشكل يؤثر في
العاطفة والشعور اإلنساني يقوم بتأليفه مؤلف ( موسيقار) يعبر فيه عن أفكاره بآلته الموسيقية لتصل إلى
الجمهور عن طريق السمع أو بتدوينها في نوتة موسيقية" ،وبذلك يكون للموسيقار حقوق على لحنه الموسيقي
الذي يعزف كما يكون له حقوق على النوتة الموسيقية التي يدون عليها هذا اللحن ،وقد يكون المصنف
الموسيقي مقترنا باأللفاظ أو غير مقترن ،3ومثالها المصنفات الموسيقية والمسرحيات الموسيقية واألغاني
الموسيقية ،4وهو يرتبط إرتباطا وثيقا بالموسيقى كما أنه يعتبر وحدة ال تتج أز وغالبا ما يكون مركب من األلفاظ
والموسيقى أو من أحدهما فقط ،5وسواء كان المصنف الموسيقي مصحوبا بكلمات أو بدون كلمات فتشمله
الحماية شرط أن يكون أصيال وهذه األخيرة تتمثل في المجهود اإلبداعي المتمثل في التلحين ،6وتشمل المصنفات
الموسيقية كل أنواع الموسيقى األصلية من أنغام والعناصر المكملة للمصنفات الموسيقية هي اللحن واإلنسجام
والتوازن.
-1محي الدين عكاشة ،حقوق المؤلف على ضوء القانون الجزائري الجديد ،المرجع السابق ،ص .65
-2محي الدين عكاشة ،المرجع نفسه ،ص .61
-3عبد المجيد كلفالي ،المرجع السابق ،ص .36
-4يوسف أحمد النوافلة ،الحماية القانونية لحق المؤلف ،الطبعة األولى ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،2004 ،ص .68
-5مزياني محمد السعيد ،اآلليات اإلدارية لحماية الملكية الفكرية في الجزائر ،مذكرة مكملة لنيل درجة الماجستير في الحقوق،
قسم الحقوق ،كلية الحقوق العلوم السياسية ،جامعة باتنة ،2016 - 2015 ،ص .17
-6زواني نادية ،المرجع السابق ،ص .90
15
الفصل االول :نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري
وبتنسيق هذه العناصر تظهر أصالة المصنف حسب ما نصت عليه المادة 3/4من األمر رقم ،105 -03
المشرع الجزائري بالحماية سواء كان إعدادها بصورة منفردة أو مصحوبة بغناء ،2وقد نصتّ وقد إعترف لها
عليها أيضا إتفاقية " برن" في المادة الثانية منها التي ورد فيها مايلي ... " :والمؤلفات الموسيقية سواء
3
إقترنت باأللفاظ أم لم تقترن بها " ...
3 – 2المصنفات السينمائية:
المصنف السينمائي هو" :مجموعة من اللقطات أو المشاهد المسجلة على التوالي على مادة حساسة
مناسبة مصحوبة عادة بالصوت ،ومعدة خصيصا للعرض كصور متحركة " ،4وتدخل األعمال السينمائية
واألعمال المعبر عنها بأسلوب مماثل لألسلوب السينمائي ضمن الحقوق المشمولة بحماية حق المؤلف حيث
تتضمن هذه األعمال ( أشرطة الفيديو للصورة والصوت ،وأقراص الليزر ،كما تتضمن األفالم السينمائية
المسجلة على األشرطة السمعية والبصرية ،أو أشكال مسجلة سواء كانت شفافة أم ال ترى من خاللها الصور
5
المتحركة وتكون مسجلة على مادة أخرى لرؤيتها ).
معظم قوانين الملكية الفكرية العربية تنص على حماية المصنفات السمعية البصرية ،ومنها من عرفته
وبعضها إكتفت بذكره على أساس أنه من المصنفات الفنية المشمولة بالحماية المقررة لحق المؤلف ،ويعرف
بأنه" :عبارة عن جميع المصنفات التي تسمع باألذن وتشاهد بالعين معا ،كما في السينما والفيديو فهي صورة
6
وصوت معا".
يقصد بالمصنفات التشكيلية " :تلك المصنفات المشكلة من مادة من المواد األولية أو أكثر ،كالحجر،
الطين ،الخشب ،النحاس ،الذهب في صورة فنية بواسطة النحت ،أو الحفر ،أو النقش أو التشكيل أو العمارة،
وكذلك األعمال التشكيلية الخاصة بالجغرافيا ،والهندسة المعمارية ،والعلوم ،وكذلك النماذج المصغرة المنتجة
-1محي الدين عكاشة ،حقوق المؤلف على ضوء القانون الجزائري الجديد ،المرجع السابق ،ص .61
-2مزياني محمد السعيد ،المرجع السابق ،ص .17
-3يوسف أحمد النوافلة ،المرجع السابق ،ص .68
-4حازم عبد السالم المجالي ،المرجع السابق ،ص .55
-5محمد خليل يوسف أبوبكر ،المرجع السابق ،ص .146
-6شحاتة غريب شلقامي ،المرجع السابق ،ص .54
16
الفصل االول :نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري
ويشترط لحماية هذه المصنفات أن يتم أداؤها فعليا من طرف الفنان الذي وضع الفكرة وليس بأداة
2
ميكانيكية مخصصة لذلك دون أن يكون للعمل الشخصي أثر فعال في المصنف.
نظ ار للتطور الذي شهده النصف األخير من القرن العشرين في مجال اإلتصال فقد رافقه تطور في وسائل
نقل اإلنتاج الفكري على إختالف صوره من علوم وفنون وأداب ،مما أوجد مصنفات جديدة جديرة بحماية حق
المؤلف كانت محل إهتمام ودراسة من قبل المختصين في مجال الملكية الفكرية ،ومن أهم المصنفات الحديثة
المشرع الجزائري في األمر رقم 05 - 03المتعلق بحقوق المؤلف هي برامج الحاسب الذي يعد ّ التي أضافها
قمة ما توصلت إليه التكنولوجيا المعلوماتية ،وقواعد البيانات التي كانت طبيعتها التقنية تختلف عن المصنفات
3
التقليدية ،األمر الذي تطلب متابعتها بإستمرار ووضع قواعد قانونية محددة وثابتة لحمايتها.
1 – 3قواعد البيانات:
يفرض التطور التكنولوجي على التشريعات تعديل قوانينها وجعلها أكثر دقة مواكبة لهذه التطورات السيما
المشرع الجزائري يضيف مصنف جديد جدير بالحماية القانونية بحقوق
ّ التشريع الجزائري ،4األمر الذي جعل
المؤلف وهو " قاعدة البيانات ".
-1فاضلي إدريس ،المدخل إلى الملكية الفكرية ،المرجع السابق ،ص .80
-2حسونة عبد الغني ،المرجع السابق ،ص .41
-3المحامي عمر مشهور حديثة الجازي" ،حق المؤلف في األردن بين النظرية والتطبيق" ،ورقة عمل مقدمة في ندوة ،كلية
الحقوق _ الجامعة األردنية 12 ،كانون الثاني ،2004 ،ص .4
-4زواني نادية ،المرجع السابق ،ص .103
17
الفصل االول :نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري
موادها أو ترتيبها ،1وقد ترك المجال للفقه لتعريفها حيث عرفها بأنها " :مجموعة المعلومات التي تتكون من
معطيات ووقائع وغيرها سواء كانت في شكل مطبوع أو مجموعة ذاكرة كومبيوتر أو في شكل آخر " ،2كما
إعتبرت اإلتفاقيات الدولية أن مناط حماية قواعد البيانات هو اإلبتكار ،حيث نصت المادة 2/10من إتفاقية
"تربس" على أنه ":تتمتع بالحماية البيانات المجمعة أو المواد األخرى سواء كانت في شكل مقروء آليا أو أي
3
شكل أخر إذا كانت تشكل خلقا فكريا نتيجة إنتفاء وترتيب محتواها".
هو عبارة عن " :تعليمات مثبتة على دعامة يمكن قراءتها ألداء معين عن طريق نظام معالجة هذه
المعلومات وقراءتها بواسطة الحاسب اآللي ،فالحاسب اآللي لوحده ال يمكن أن يؤدي الغرض المرجو منه والبد
من وجود برامج تحركه" ،4كما يعرف بأنه ":آلة تقوم بأداء العمليات الحسابية وإتخاذ الق اررات المنطقية على
5
البيانات الرقمية بوسائل إلكترونية وذلك تحت تحكم البرامج المخزنة فيها".
وهذا النوع من المصنفات يتعلق بأولويات الدول حيث تظهر السرعة الكبيرة لتطور هذا المصنف مدى
الحاجة إليه وتدخله في كل نشاط من أنشطة اإلنسان فأصبحت المؤسسات واألشخاص ال يستغنون عنه كما
6
أن إنتشار هذا الجهاز وتطوره أدى إلى انخفاض سعره نسبيا وسهولة إستعماله.
وتتمتع برامج الحاسوب بالحماية بإعتبارها مصنفات أدبية بمعنى المادة 2من إتفاقية "برن" وتطبق تلك
7
الحماية على برامج الحاسوب أيا كانت طريقة التعبير عنها أو شكلها.
المشرع الجزائري برنامج الحاسب اآللي مصنف أدبي بموجب المادة 4من األمر رقم - 03
ّ وقد إعتبر
05حيث نص على أنه:
" تعتبر هذه النصوص كمصنفات أدبية محمية ما يلي:
_1المصنفات األدبية المكتوبة مثل ...برنامج الحاسوب " ...
ولذا فتعتبر برامج الحاسوب من بين أهم المصنفات المعلوماتية التي وجب اإلعتراف بها وتوفير الحماية
1
القانونية لها بموجب قانون حق المؤلف.
المصنف المشتق هو " :مصنف تم إبتكاره إستنادا إلى مصنف أخر سابق له ويتمتع المصنف المشتق
2
من مصنف سابق بالحماية المقررة لحق المؤلف".
وقد عرفته المنظمة العالمية للملكية الفكرية ) (wipoبأنه " :مصنف مبتكر إستنادا إلى مصنف أخر
سابق له ،وتكمن أصالته سواء في وضع إقتباس للمصنف السابق له ،أو في العناصر اإلبداعية لترجمته إلى
3
لغة مختلفة ،ويتمتع الملصق المشتق بالحماية دون المساس بحق المؤلف في المصنف السابق له".
المشرع الجزائري فلم يعرف المصنفات المشتقة وإكتفى بتعدادها حيث نص في الفقرة األخيرة منّ أما
المادة 5من األمر رقم 05 - 03السابق اإلشارة إليه على إستفادة هذه المصنفات من الحماية القانونية دون
المساس بحقوق مؤلفي المصنفات األصلية ،بإشتراط ترخيص منهم أو من أحد خلفاءهم لمن يريد إنجاز
4
مصنفات مشتقة.
وكذلك األمر بالنسبة إلتفاقية بيرن لحماية المصنفات األدبية والفنية التي لم تعرف المصنف المشتق
وإكتفت بتعداد أمثلة لهذا المصنف ،وذلك في المادة 3/2التي نصت على أنه:
-1فتيحة حواس ،حماية المصنفات الرقمية وأسماء النطاقات على شبكة االنترنيت ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون
الخاص ،جامعة الجزائر ،2016 ،1ص -ص .36 - 35
-2يوسف أحمد النوافلة ،المرجع السابق ،ص .75
-3مليكة عطوي ،الحماية القانونية لحقوق المؤلف على شبكة االنترنيت ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في علوم اإلعالم
واإلتصال ،كلية العلوم واإلتصال ،جامعة دالي إبراهيم ،الجزائر ،2010 - 2009 ،ص .56
-4شريقي نسرين ،حقوق الملكية الفكرية ،حقوق الملكية الفكرية – حقوق المؤلف والحقوق المجاورة – حقوق الملكية
الصناعية ،د.ط ،دار بلقيس للنشر ،الجزائر ،2014 ،ص .33
19
الفصل االول :نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري
" تتمتع الترجمات والتحويالت والتعديالت الموسيقية وما يجري على المصنف األدبي والفني من تحويالت
1
أخرى بنفس الحماية التي تتمتع بها المصنفات األصلية وذلك دون المساس بحقوق المصنف األصلي".
- 1التحويرات األصلية للمصنفات األدبية والفنية:ويقصد بها أعمال الترجمة واإلقتباس والتوزيعات
والتغييرات الموسيقية.
1 – 1الترجمة:
تعرف الترجمة على أنها " :فن جميل يعني بنقل معاني و ألفاظ و أساليب من لغة إلى أخرى بحيث
أن المتكلم باللغة المترجم إليها يتبين النصوص بوضوح ويشعر بها بقوة مثلما يتبينها ويشعر بها المتكلم باللغة
األصلية" ،2مما يتوجب على المترجم إتقان اللغات وبذل الجهد ليكون العمل معب ار عن نفس المعنى للمصنف
األصلي ،3كما تستلزم الترجمة المحافظة على المحتوى العلمي أو األدبي أو الفني ،وعملية الترجمة بهذه
المقاييس تستلزم اإلبداع وأن يكون للمترجم على ترجمته حق المؤلف ،4وقد نصت عليها المادة 1/5من األمر
رقم 05 - 03السالف الذكر تعتبر مصنفات محمية " _ أعمال الترجمة "...
2 – 1اإلقتباس:
يتم اإلقتباس من مصنف أصلي إما بالتلخيص أو التحويل أو اإلضافة ،فاإلقتباس عن طريق التلخيص
يتم بتلخيص مصنف أدبي أو علمي و نقله بصورة موجزة مطابقة للصورة األصلية ،5فالبصمة الشخصية للقائم
بالتلخيص ال تخص فقط تقليل حجم المصنف األصلي وإنما تستلزم مجهودا ملموسا خاصا باألسلوب وإختيار
األفكار وترتيبها ،6أما اإلقتباس الذي يتم عن طريق التحويل يعتمد المؤلف فيه إلى تحويل المصنف إلى لون
أخر مع االحتفاظ بمضمونه ،7وبالتالي فإن القائم بهذه العملية يبذل جهدا ملحوظا ينم عن منهجه وفكره ويظهر
بوضوح الطابع الشخصي الذي يتسم به ،8أما اإلقتباس باإلضافة فيتمثل في إعادة إظهار المصنف األصلي
مضافا إليه بعض الشروحات أو التعليقات أو التفسيرات أو تعديله بعد مراجعته ،1وقد نصت عليه المادة 1/5
من األمر رقم 05 - 03السابق ذكره تعتبر مصنفات محمية " ..اإلقتباس"..
المشرع الجزائري في المادة 2/5من األمر رقم 05 - 03السالف الذكر بين على أنه :تعتبر
ولهذا ف ّ
مصنفات محمية " ...المجموعات والمختارات من المصنفات "...
حق المؤلف هو حق الشخص على نتاج ذهنه وثمرة فكره أيا كان المظهر الذي يتخذه هذا النتاج فيكون
له ناحية أدبية ترتبط إرتباط وثيقا بالشخص ،إضافة إلى الجانب المالي الذي يخول له حق التصرف في
المشرع الجزائري أنه كمعظم القوانين المقارنة واإلتفاقيات الدولية الخاصة بحق
ّ مصنفه ،1وما يالحظ عن
المؤلف قد إنتهج النظرية اإلزدواجية في تحديد الطبيعة القانونية لحق المؤلف ،حيث أعطى لهذا األخير حقين
أحدهما أدبي معنوي والثاني مالي مادي على المصنفات التي ألفها ،وقد نص في المادة 21من األمر رقم
05 - 03السابق اإلشارة إليه على أنه:
" يتمتع المؤلف بحقوق معنوية ومادية على المصنف الذي أبدعه".
المشرع الجزائري إلى أحكام الحق األدبي وممارستها في الفصل األول من الباب الثاني من
ّ وقد تعرض
المواد ( 21إلى ) 26من األمر رقم 05 - 03المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة.
كما نصت عليه المادة 47األمر رقم 58 - 75المتضمن القانون المدني الجزائري بقولها:
" لكل من وقع عليه إعتداء غير مشروع في حق من الحقوق المالزمة لشخصيته أن يطلب وقف هذا
اإلعتداء والتعويض عما يكون قد لحقه من ضرر".
وطبقا لنص هذه المادة فإن الحق األدبي للمؤلف يعتبر من الحقوق المالزمة للشخصية أو الحريات
1
العامة وكل إعتداء على هذه الحقوق يستوجب التعويض.
ويشكل الحق األدبي للمؤلف العنصر األساسي في حقوق المؤلف ذلك أنه يرتكز على معيار اإلبتكار
كما أنه يبرز قدراته الشخصية.
ويرتبط هذا الحق بشخصية المؤلف إرتباطا وثيقا فال يمكن الفصل بينهما بحيث يعتبر المصنف المرآة
التي تعكس هذه الشخصية لذا فإن الحق األدبي ينصب على حماية شخصية المؤلف كمبتكر للمصنف من
جهة وحماية المصنف في حد ذاته من جهة أخرى ،2وبما أنه حق لصيق بشخصية مؤلفه فال يجوز التصرف
فيه أو التنازل عنه كما أنه ال يسقط بالتقادم وأي تصرف يرد عليه يعد باطال ،ذلك أنه إمتداد لشخصية المؤلف
وبه يظهر إبداعه الفكري على مصنفه ،وقد إعترفت به غالبية التشريعات ومنها األمر رقم 58 -75المتضمن
القانون المدني الجزائري السابق اإلشارة إليه وهذا ما أكدته المادة 21منه.
ويمكن للمؤلف من خالل حقه األدبي تقرير مصير مصنفه وما إذا كان سينشر للعامة أو ال ،كما يخوله
أيضا الحق في وضع إسمه عليه وأن ينسبه إليه وأن يدافع عنه ضد أي إعتداء أو تشويه أو تحريف قد يقوم
به الغير أو أي مساس به قد يؤدي إلى اإلضرار بسمعته ،وأخي ار يخوله الحق في سحب المصنف من التداول
بقصد تعديله أو إلغائه ،وهذه اإلمتيازات التي يقرها الحق األدبي للمؤلف كما ذكرنا سابقا ال يمكن التنازل عنها
3
أو التصرف بها ألنها مرتبطة بشخصيته.
أكدت القوانين المقارنة واإلتفاقيات الدولية الخاصة ،كما إستقر غالبية الفقه ومن بينهم الفقه الجزائري
على أن الحق األدبي للمؤلف من الحقوق المرتبطة بالشخصية ويتمتع بكل الخصائص المميزة لهذه الحقوق،4
وتتمثل عناصر الحق األدبي للمؤلف حسب ما تضمنته المادة 22من األمر رقم 05 - 03المتعلق بحقوق
المؤلف والحقوق المجاورة في:
-الحق في النشر.
-1األمر رقم ،58 – 75 :المؤرخ في رمضان عام 1395الموافق 26سبتمبر سنة 1975م ،يتضمن القانون المدني،
ج.ر.ج.ج ،عدد ،78الصادر في 24رمضان عام 1395الموافق 30سبتمبر سنة 1975م ،المعدل والمتمم.
-2نواف كنعان ،المرجع السابق ،ص .83
-3محمد خليل يوسف أبو بكر ،المرجع السابق ،ص .42
-4زواني نادية ،المرجع السابق ،ص .38
23
الفصل االول :نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري
-الحق في االحترام.
-الحق في السحب.
يعتبر حق النشر من أول اإلمتيازات المعنوية التي يمارسها المؤلف بعد قيامه باإلبداع وهو يعتبر أساس
الحق المعنوي ،1وقد نصت المادة 22من األمر رقم 05 - 03على أنه:
" يتمتع المؤلف بحق الكشف عن المصنف الصادر بإسمه الخاص أو تحت إسم مستعار ،ويمكنه تحويل
هذا الحق للغير".
ويتبين من نص هذه المادة أن للمؤلف وحده الحق في تقرير صالحية المصنف للنشر في الوقت الذي
يراه مناسبا لذلك والذي يشعر فيه أن عمله الذهني قد بلغ درجة من اإلكتمال 2كونه حق مطلق للمؤلف يتوقف
على محض إرادته 3وال يمكن ألحد إجباره على نشر مصنفه ،4فالمصنف ينسب لمؤلفه ومن حقه أن يقرر عدم
نشره في حالة عدم رضاه عنه أو إعتقاده بضرورة تعديله ،5أما في حالة وفاة المؤلف قبل تقرير نشر مصنفه
فان ورثته وحدهم لهم حق تقرير نشر هذا المصنف حيث يختارون الوقت المناسب وطريقة النشر كما يحلون
6
محله في إستعمال حقه األدبي والمالي.
حق األبوة هو حق المؤلف في الظهور بصفته كمبدع وحقه في اإلعتراف له بذلك ولهذا من حقه إشتراط
ذكر إسمه على المصنف ،فمادام هذا األخير من ثماره الفكري فالبد أن ينسب إليه ،1حيث تنص المادة 23
من األمر رقم 05 - 03السابق اإلشارة إليه على أنه:
" يحق لمؤلف المصنف إشتراط ذكر إسمه العائلي أو المستعار في شكله المألوف ،وكذا على دعائم
المصنف المالئمة".
ويتبين من خالل نص هذه المادة أن للمؤلف وحده الحق في نسب مصنفه إليه ،فالبد من أن يحمل
المصنف إسم مؤلفه وال يجوز أن ينسب إلى غيره 2وله الحق كذلك في ذكر إسمه على كل نسخة من نسخ
المصنف التي تنشر وعرض مؤهالته العلمية وحصيلة نشاطه الفكري وكل يحتاجه الناس للتعريف به ،كما
يجوز له نشره دون وضع إسمه أو بإسم مستعار أو أنه قد يلجأ إلى وضع عالمة عليه ومع ذلك يبقى للمؤلف
المشرع الجزائري أن المؤلف هو صاحب الحق في التصريح
ّ أن يكشف عن شخصيته وقت ما يشاء ،3وقد إعتبر
بإسمه الحقيقي أو المستعار على المصنف ويتفق هذا المعنى مع ما تضمنته إتفاقية بارن المتعلقة بحماية
المصنفات األدبية والفنية حيث جاء فيها " :بغض النظر عن الحقوق المالية للمؤلف ،بل وحتى بعد إنتقال
هذه الحقوق فان المؤلف يحتفظ بالحق في المطالبة بنسبة المصنف إليه ،4 "...أما بعد وفاة المؤلف الذي
نسب المصنف إليه في حياته وتم نشر مصنفه فال يجوز لورثته من بعده إخفاء إسم مورثهم عن الجمهور،
وفي حالة إذا لم يفصح عن إسمه ولم يكشف عن شخصيته فيلزم ورثته من بعده بإحترام إ اردته وإبقاء اسمه
5
مخفيا إال إذا أذن لهم الكشف عنه قبل وفاته.
يحظى المؤلف بالحق في إحترام إسمه وصفته وإنتاجه ،6وله وحده الحق في إجراء أي تعديل أو حذف
أو تغيير أو إضافة على عمله ليكون بالمظهر الذي يجعل من مصنفه يليق بشخصيته وهذا حق يباشره المؤلف
بنفسه ألنه من الحقوق األدبية ،1حيث يفرض الحق في إحترام اإلنتاج الفكري للمؤلف أن يكون له إمكانيات
2
حماية مؤلفاته ضد أي مساس من شأنه اإلضرار بسمعته وشرفه أو بشهرته أو شرفه.
وقد نصت المادة 90من األمر رقم 05 - 03السالف الذكر على أنه:
" ال يمكن للناشر أن يدخل تعديال على المصنف بالتصحيح أو اإلضافة أو الحذف إال بموافقة من
المؤلف".
وال يمكن بأي حال عرض المصنفات المحمية قانونا بأي طريقة كانت إال بعد الحصول على ترخيص
مسبق من صاحبها أو من يمثله.
يمكن للمؤلف وقف نشر المصنف وسحبه من أماكن التوزيع أو البيع ويوقف عرضه في أي وقت يشاء،3
وقد نصت المادة 1/24من األمر رقم 05 - 03على أنه:
" يمكن للمؤلف الذي يرى أن مصنفه لم يعد مطابقا لقناعاته أن يوقف صنع دعامة إبالغ المصنف إلى
الجمهور بممارسة حقه في التوبة أو أن يسحب المصنف الذي سبق نشره من جهة اإلبالغ للجمهور عن
طريق ممارسة حقه في السحب".
وطبقا لهذه المادة فإن للمؤلف وحده الحق في سحب مصنفه بعد نشره 4إذا وجدت أسباب جدية ومشروعة
المشرع الجزائري أكثر وضوحا عندما نص أن
ّ لذلك حتى إذا تصرف في إستغالل الحقوق المالية ،5وقد كان
حق التوبة هو تقرير توقيف صنع دعامة اإلبالغ أما السحب فهو سحب المصنف بعد إبالغه للجمهور،
وبالتالي التوبة تأتي قبل النشر أما السحب فيكون بعد النشر ،6إال أن الحق في السحب مقيد بدفع تعويض من
ألت إليه حقوق اإلستغالل المالي وفي حالة رفض المؤلف تسليم مصنفه يجب أن يدفع للطرف الثاني تعويض
وهذا األخير ناتج عن عدم تنفيذ المؤلف إللتزامه القانوني ،فحماية شخصية المؤلف ال تتحقق على حساب
المتعاقد معه ،1وعلى هذا األساس تنص الفقرة الثانية من المادة 24السالفة الذكر على أنه:
" غير أنه ال يمكن للمؤلف ممارسة هذا الحق إال بعد دفع تعويض عادل عن األضرار التي يلحقها عمله
هذا بمستفيدي الحقوق المتنازل عليها".
وفي حالة ما أراد المؤلف نشر مصنفه من جديد فيجب أن يقدم عرضه على المتعاقد األول الذي حرمه
من العملية فال يجب على المؤلف إستعمال الحق في السحب إلبرام عقود أكثر منفعة له ،وإذا إستحال دفع
2
التعويض ألسباب مالية أو رفض ذلك عمدا فال يبقى له إال تسليم التأليف موضوع النزاع.
يعد الحق األدبي للمؤلف من الحقوق المرتبطة بشخصية المؤلف ،فهو من الحقوق الطبيعية التي ال
يتصور أن يتمتع بها إال من إبتكرها ،3ولقد حددت المادة 2/21من األمر رقم 05 – 03المتعلق بحقوق
المؤلف والحقوق المجاورة الخصائص التي يتمتع بها هذا الحق:
يترتب على كون الحق األدبي لصيق بشخصية المؤلف حماية شخصيته وسمعته األدبية التي ال تقبل
المشرع الجزائري في
ّ أن تكون محال للتعامل فيها ،ومن ثمة فإنها ال يمكن أن تكون محال للتصرف ،4وقد نص
المادة 2/21من األمر رقم 05 – 03السابق اإلشارة إليه على هذه الخاصية بقوله:
" ..تكون الحقوق المعنوية غير قابلة للتصرف" ....
كما إستقر الفقه إلى أن الحق األدبي للمؤلف غير قابل للتصرف فيه بإعتبار أن هذا الحق يكون جزءا
من عقل اإلنسان وشخصيته ،وأن من باع مصنفا بيعا نهائيا يكون بمثابة من باع جزءا من شخصيته ،وهذا
5
ما يجعل التنازل عن الحق األدبي للمؤلف غير جائز.
ال يجوز الحجز على حق المؤلف في أي مصنف غير أنه يجوز الحجز على نسخ المصنف التي تم
نشرها كما أنه ال يجوز الحجز على المصنف الذي يتوفى مؤلفه قبل نشره ،إال في حالة إذا ثبت أن المؤلف
كان قد وافق على نشره قبل وفاته ،وهذه الخاصية تستمد من الطبيعة الشخصية للحق األدبي وذلك إلعتباره
1
جزء من شخصية اإلنسان وعقله.
ويقصد بأن الحق األدبي للمؤلف حق دائم كونه يبقى طوال حياة المؤلف ويستمر إلى أن يتوفى هذا
األخير ويتلف مصنفه وينتقل إلى والورثة وهو غير مقيد بمدة معينة مثل باقي الحقوق ،وهذه الخاصية جعلت
من حق المؤلف المعنوي حقا معز از ومستم ار وال ينتهي إال عندما يطرح المصنف نهائيا في زاوية النسيان
والزوال ،كما أنه حق ال يسقط بالتقادم ،2وهذا ما أكدت عليه المادة 2/21من األمر رقم 05-03السابق
اإلشارة إليه بنصها على أنه ... " :تكون الحقوق المعنوية غير قابلة للتصرف فيها وال للتقادم" ..
فهو ينتقل لورثة المؤلف ثم إلى من يليهم ،وإنتقال هذه الحقوق يتم في الحدود التي تكفل حماية األفكار
في مضمونها وفي شكلها الذي أراده لها المؤلف ،وبالتالي فإن الحقوق األدبية التي كانت تخول للمؤلف سلطات
مطلقة ستصبح في يد ورثته أداة تنحصر مهمتها في حراسة تراث مورثهم الفكري والمحافظة عليه من التشويه
4
أو التحريف ،3وبذلك يتميز الحق األدبي عن الحق المادي الذي يعد حقا مؤقتا.
المشرع الجزائري
ّ األصل أن الحق األدبي للمؤلف ال يقبل اإلنتقال إلى الورثة بالميراث وهذا ما نص عليه
في المادة 2/21من األمر رقم 05-03السالف الذكر بقوله:
" ..تكون الحقوق المعنوية غير قابلة للتصرف فيها وال للتقادم وال يمكن التخلي عنها" ،إال أنه البد من
اإلعتراف بإنتقال هذا الحق للورثة في حاالت معينة وذلك حتى يتمكن الورثة من الدفاع عن المصنف للحفاظ
على سمعة المؤلف األدبية بعد وفاته ،وكذلك للحفاظ على سالمة المصنفات األدبية وإحتراما للذي يألفها والذي
1
تبقى شخصيته بعد وفاته مجسمة فيه ،بحيث يصير في أيديهم سلطة غايتها حماية أفكار سلفهم.
ثانيا ،الحق المالي للمؤلف:
إن الحق المالي للمؤلف كالحق المعنوي ال ينشا في األصل إال لصالح المبدع ،وممارسة هذا الحق تعود
في األصل له ،2ويقصد به إعطاء لكل صاحب إنتاج ذهني حق إستغالل هذا اإلنتاج بما يعود عليه بالمنفعة
أو ربح مالي و ذلك خالل مدة معينة وينقضي هذا الحق بفواتها ،3وعليه فهو يمثل القيمة المالية على إبتكارات
المؤلف العقلية ،فيستطيع المبدع بموجب ذلك إستغالل مصنفه بما يعود عليه بالمنفعة والربح ،ويعتبر هذا
4
الحق ثاني حق يتمتع به المؤلف بعد الحق األدبي.
المشرع الجزائري إلى أحكام هذا الحق في الفصل الثاني من الباب الثاني في المواد من
ّ وقد تعرض
( 27إلى )32من األمر رقم 05-03المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة وقد تضمنت الفقرة األولى
من المادة 27منه على الحق المالي للمؤلف حيث جاء فيها:
" يحق للمؤلف إستغالل مصنفه بأي شكل من أشكال اإلستغالل والحصول على عائد مالي منه ،"..غير أن
هذا الحق ليس مطلقا فهو يمارس في الحدود التي يقرها القانون ،والحقوق المالية للمؤلف تشمل حقوق اإلستغالل
المقررة له بجميع الصور الجائزة إلستغالل المصنف وليس وقت إبداعه فقط إما الفقرة الثانية فتضمنت كيفيات
ووسائل نقل هذه المصنفات إلى الجمهور.
وقد أجاز المشرع في المادة 27سالفة الذكر للمؤلف إستغالل مصنفه بأي شكل من األشكال بما فيها
وضع المصنف السمعي البصري أو نسخ منه بواسطة التأجير أو التأجير التجاري لبرامج الحاسوب ،ولكنه
وضع حكم خاص في الفقرة األخيرة من المادة السالفة الذكر وهو عدم غنطباق حقوق التأجير على تأجير
الحاسوب عندما ال يكون البرنامج الموضوع األساسي للتأجير.
-1جمال هارون ،الحماية المدنية للحق األدبي للمؤلف في التشريع األردني -دراسة مقارنة – ،الطبعة األولى ،دار الثقافة
للنشر والتوزيع ،2006 ،األردن ،ص .73
-2عمروش فوزية ،المرجع السابق ،ص .67
-3نايت أعمر علي ،المرجع السابق ،ص .32
-4لعلوي محمد ،المرجع السابق ،ص .35
29
الفصل االول :نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري
-حق النشر.
-حق التتبع.
1 – 1حق النشر:
يعني النشر وضع المصنف في متناول الجمهور ألول مرة و إعداده في عدد كاف من النسخ الملموسة،1
والنشر بهذا المعنى ينطوي على نشاطات متعددة يقوم بها شخص طبيعي أو معنوي يسمى الناشر من خالل
دوره في إختيار وتحرير وإعداد المواد المراد نشرها وتنظيم إنتاجها وتوزيعها وتحمل المسؤولية المالية وكافة
المسؤوليات األخرى المرتبطة بعملية النشر ،2ويمكن أن يتحصل المؤلف على حقوقه المالية من خالل إنتاج
المشرع
ّ أكثر من نسخة من مصنفه األدبي والفني عن طريق اإلستنساخ أو الترخيص بذلك للغير ،3وقد أكد
الجزائري في المادة 27من األمر رقم 05 - 03السالف الذكر أنه يرجع للمؤلف الحق الحصري في إجازة
المشرع قد ترك المجال مفتوحا
ّ أو منع " إستنساخ المصنف بأي وسيلة كانت " ،وحسب هذا النص يبدو أن
للمؤلف في إختيار الوسيلة التي ينسخ بها مصنفه وبالشكل الذي يتالءم مع طبيعة هذا األخير مثل الطباعة
أو التصوير الفوتوغرافي أو التصوير السينمائي ،ويتماشى هذا المعنى مع ما تضمنته المادة 3/3من إتفاقية
بارن التي جاء فيها " :يقصد بالمصنفات المنشورة المصنفات التي تنشر بموافقة مؤلفيها أيا كانت وسيلة
4
عمل هذه النسخ "...
يقصد باألداء العلني إبالغ المصنف إلى الجمهور بطريقة مباشرة ،وفي مكان عام يستطيع الجمهور
2
التردد عليه سواء كان ذلك بمقابل ،أو بالمجان ،1وعالنية األداء تعد هي الشرط األساسي لحق األداء العلني
الذي يرجع إلى المؤلف دون غيره سواء أخذ مقابل مالي أو لم يأخذ عن عرض مصنفه ،3ويتوقف األداء أو
التمثيل العلني ونقله إلى الجمهور عن بعد على شرط على تصريح من صاحب حق المصنف الذي يتم أداؤه
أو تمثيله ومراعاة تقييدات خاصة ومحددة تنص عليها بعض القوانين ،وهكذا يعتبر حق األداء العلني وسيلة
لحصول المؤلف على إستحقاقه المالي مقابل نقل مصنفه إلى الجمهور بطريقة مباشرة ،4ويشمل هذا الحق كل
المشرع الجزائري قد إعترف للمؤلفين بحق نقل مصنفهم للجمهور
ما جاء في المادة 27السابقة اإلشارة إليها و ّ
عن طريق عدة صور منها التمثيل واألداء العلنيين ،باإلضافة إلى الحق في إبالغ المصنف عن طريق البث
اإلذاعي السمعي أو السمعي البصري ،كما إعترف له بالحق في إبالغ المصنف المذاع إلى الجمهور بالوسائل
السلكية أو األلياف البصرية أو عن طريق التوزيع السلكي أو أي وسيلة لنقل اإلشارات الحاملة لألصوات
والصور معا ،5والمراد بإبالغ المصنف إلى الجمهور هو كل فعل يسمح لمجموعة من األشخاص باإلطالع
على كل المصنف أو جزء منه ،على شكل أصلي أو معدل 6ويتحقق األداء العلني متى كان اإلجتماع عاما
مسموحا للجمهور حضوره ،7ومن القرائن التي تصلح لإلستعانة بها في تحديد األداء العلني الخاص:
-1فاضلي إدريس ،حقوق المؤلف والحقوق المجاورة ،المرجع السابق ،ص .165
-2المحامي عمر مشهور حديثة الجازي ،المرجع السابق ،ص .10
-3أمجد عبد الفتاح أحمد إحسان ،المرجع السابق ،ص .72
-4نواف كنعان ،المرجع السابق ،ص .159
-5حسونة عبد الغني ،المرجع السابق ،ص .60
-6محي الدين عكاشة ،المرجع السابق ،ص .133
-7فاضلي إدريس ،حقوق المؤلف والحقوق المجاورة ،المرجع السابق ،ص .165
-8فاضلي إدريس ،المدخل إلى الملكية الفكرية ،المرجع السابق ،ص .125
31
الفصل االول :نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري
3 – 1حق التتبع:
يعني هذا الحق تتبع المؤلف لعمليات البيوع التي تتم على مصنفه وحصوله على نسبة من ثمن بيع
النسخة األصلية في كل مرة يتغير المصنف سواء بيعت بالمزاد العلني أو بواسطة تاجر ،فحق التتبع يعتبر
وسيلة من وسائل إستغالل المؤلف لمصنفه ،1فهو حق معترف به يقتضي الحصول على نسبة مئوية من ثمن
بيع أو إعادة بيع إنتاجه األصلي ،2وتحتسب في القانون الجزائري على أساس الثمن الكلي إلعادة بيع المصنف
وتحدد مقداره ب .% 5
المشرع الجزائري حق التتبع بموجب المادة 1/28من األمر رقم 05 - 03السالف الذكر
ّ وقد جعل
يقتصر على مؤلفي أصول مصنفات الفنون التشكيلية فقط في حين أنه جعل مصنفات الرسم ،الرسم الزيتي،
والنحت ،والنقش ،والطباعة الحجرية ،وفن الزرابي ،ضمن المصنفات التشكيلية والتطبيقية ،3كما أن حق التتبع
4
يشمل أيضا تتبع العمل في كل مرة يتغير فيها الناشر أو يتم فيها إخراج طبعة جديدة مع تعديالتها.
طبقا لنص المادة 54من األمر رقم 05 – 03السابق الذكر فإن الحق المالي للمؤلف هو حق مؤقت
المشرع الجزائري بمدة 50سنة بعد وفاته ويبدأ سريانها من السنة المدنية التي
ّ ينقضي بفوات مدة معينة حددها
تلي وفاة المؤلف ،حيث يؤول بعدها المصنف إلى الملك العام ،ويحق إستغالله دون حاجة للحصول على إذن
من ورثة مؤلف المصنف أو دفع تعويض له نتيجة لهذا اإلستغالل.
على خالف الحق المعنوي للمؤلف الذي ال يقبل الحجز عليه بإعتباره وثيق الصلة بشخصية المؤلف،
المشرع الجزائري أجاز الحجز على الحق المالي للمؤلف الذي قام بنشر مصنفه ويقع هذا الحجز على
ّ فإن
نسخ المصنف المنشورة ،وقد إختلف الفقه في إمكانية قيام الدائن في حالة نفاذ النسخ المحجوز عليها من
المصنف بإمكانية نشره مرة أخرى للحجز على النسخ المنشورة وذلك على أساس أن إعادة النشر يضر بالمؤلف
1
أدبيا إذا لم يكن راضيا عن الطبعة األولى.
نصت المادة 54من األمر رقم 05 - 03السالف الذكر على إنتقال حقوق المؤلف لفائدة ذوي حقوقه
بوفاته وبذلك ينتقل حق اإلستغالل إلى الورثة الشرعيين بحكم نصيب كل واحد منهم ،ثم يخلف هؤالء الورثة
المشرع الجزائري بخمسين
ّ ورثتهم الالحقون من بعدهم مادامت الحماية المقررة في القانون لم تنقضي وقد حددها
عام تسري إبتداءا من مطلع السنة المدنية التي تلي وفاة المؤلف ،ويجوز للورثة ممارسة دعوى الغيب التي
2
تسري إبتداءا من تاريخ وفاة المؤلف وفي حدود 85سنة من الوفاة.
يجوز التنازل عن الحق المالي للمؤلف لفائدة الغير بموجب عقد كتابي ،إذ تنص المادة 2/62من األمر
رقم 05 - 03على أنه:
" ويمكن إبرام العقد،عند الحاجة بواسطة تبادل رسائل أو برقيات تحدد الحقوق المادية المتنازل عنها وفقا
ألحكام المادة 65أدناه".
المطلب الثاني :مدة حماية حق المؤلف ومصير المصنفات بعد اإل نقضاء
قررت الحماية القانونية لحقوق المؤلف مالية كانت أو أدبية لتشجيع اإلنتاج الفكري ،فهي تشكل مكافأة
ّ
عادلة له على ما بذله من جهد ،فيكون له حق التمتع بتلك الثمار بموجب هذه الحماية طول حياته ،ثم ينتقل
1
ذلك من بعده ،أي بعد وفاته إلى ورثته وخلفاءه على إعتباره جزءا من التركة ،ثم ينقضي بقوة القانون إذا ما
المشرع لحمايته فيصبح بعدها ملكا للجمهور ويؤول إلى الملك العام ،2وإطمئنان
ّ إنقضت المدة التي حددها
المؤلف إلى أن مصنفاته ستتمتع بالحماية القانونية خالل فترة معينة من الزمن سيشجعه على إنتاج المزيد من
3
المصنفات مما يؤدي إلى إثراء اإلنتاج الفكري.
وفيما يلي نتناول كال من مدة الحماية المقررة لحق المؤلف (الفرع األول) ،ومصير المصنفات المحمية
بعد إنقضاء المدة.
الفرع األول :مدة الحماية القانونية للمصنفات في التشريع الجزائري
المشرع الجزائري على مدة الحماية وعددها حسب نوع المصنفات وذلك في الفصل الرابع من األمر
ّ نص
المشرع الجزائري لم يضع إستثناءات تخص بعض ّ رقم 05-03في المواد من ( 54إلى ،)60ونالحظ أن
أنواع المصنفات فقد شملها جميعها بمدة حماية واحدة وهي 50سنة بعد وفاة مؤلفها ،إال أنه تضمن عدة حاالت
يتم من خاللها بدء إحتساب هذه المدة وتقسم كما يلي:
المصنفات البسيطة هي تلك المصنفات التي يبدعها مؤلف واحد وتنشر حاملة إلسمه أثناء حياته وتسري
مدة حمايتها طبقا لنص المادة 54من األمر رقم 05-03طوال حياة المؤلف ولفائدة مورثه مدة 50سنة
إبتداءا من السنة المدنية التالية لوفاته.
طبقا لنص المادة 1/55من األمر رقم 05-03فإن مدة الحماية بالنسبة للمصنفات المشتركة تسري
إبتداءا من نهاية السنة المدنية التي يتوفى فيها أخر مشارك في المؤلف ،وأضافت الفقرة الثانية أن الديوان
الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة يتولى تسيير حصة المؤلف المشارك الذي ال وارث له لفائدة بقية
المشاركين في المصنف.
طبقا لما جاء في المادة 4/57من األمر رقم 05 - 03السابق اإلشارة إليه فانه إذا عرف مؤلف
المصنف المنشور تحت إسم مستعار أو مجهول الهوية بأن كشف عن شخصيته أو كان اإلسم المستعار الذي
إتخذه المؤلف ال يدع مجاال للشك في التعرف على هويته ،فإن مدة الحماية الخمسين سنة تحسب من وفاة
1
المؤلف.
إال أن اإلشكال هنا يطرح إذا ظهر إسم المؤلف الحقيقي وقد إنقضت مدة الخمسين سنة وسقط المصنف
في الملك العام ،فهل يمكن للمؤلف المطالبة بحقه؟.
" وفي حالة التعرف على هوية المؤلف بما ال يدع مجاال للشك ،تكون مدة الحماية خمسين ( )50سنة
إبتداءا من نهاية السنة المدنية التي تلي تاريخ وفاة المؤلف" ،وذلك دون أن يفرق بين ما إذا تم التعرف
على هويته قبل أو بعد سقوطه في الملك العام.
العبرة هنا بتاريخ النشر للمرة األولى وليس بوفاة المؤلف ،فمن نهاية السنة المدنية لهذا النشر يبدأ حساب
مدة الحماية المقدرة بخمسين سنة ،ويجب أن يكون النشر للمرة األولى قد تم بطريقة مشروعة ،وهذا يعني أن
أي إعتداء على حقوق المؤلف يجعل النشر غير مشروع وال يعتد به وال يسري بناء عليه بدء إحتساب مدة
35
الفصل االول :نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري
الحماية ،1وحسب األمر رقم 05 – 03السابق ذكره فإن بدأ حساب مدة الحماية وفق هذه الطريقة يكون في
الحاالت التالية:
تنص المادة 56من األمر رقم 05-03السابق اإلشارة إليه على أن مدة الحماية بالنسبة للمصنف
الجماعي 50سنة إبتداءا من مطلع السنة المدنية الموالية لتاريخ نشر المصنف.
أما في حالة عدم نشر المصنف خالل 50سنة من إنجازها مع وضعها رهن التداول بين الجمهور ،فإن الحقوق
المالية لمؤلفيها تحمى مدة 50سنة تسري من نهاية السنة المدنية التي وضع فيها المصنف رهن التداول ،أما
في حالة عدم وضع تلك المصنفات رهن التداول بين الجمهور خالل 50سنة من إنجازها فإن الحقوق المالية
لمؤلفيها تحمى مدة 50سنة تسري من نهاية السنة المدنية التي تم فيها ذلك اإلنجاز.
المشرع الجزائري بعين اإلعتبار تاريخ وفاة المؤلف عندما حدد مدة حماية المصنف حيث إعتمد
ّ ولم يأخذ
2
في تقديرها على تاريخ النشر أو اإلنجاز تسهيال لعملية إستغاللها.
تخضع لنفس األحكام المطبقة بشأن مدة حماية المصنفات الجماعية ،ومدة الحماية المقررة لها هي 50
سنة تسري إبتداءا من تاريخ وضع المصنف في التداول ،وتكون من تاريخ إخراجه إذا لم يوضع المصنف في
التداول وذلك طبقا للمادة 1/58من األمر رقم 05-03التي تقتضي بأنه:
" تكون مدة حماية الحقوق المادية للمصنف السمعي البصري 50سنة إبتداءا من نهاية السنة المدنية
التي نشر فيها المصنف على الوجه المشروع للمرة األولى " ،وكان تحديد بدء إحتساب مدة الحماية أدق في
التشريع السابق رقم 10-97حيث جعلها 50سنة تسري إبتداءا من وضع المصنف رهن التداول بين الجمهور.
– 3مدة الحماية في المصنفات المنشورة تحت إسم مستعار أو بعد وفاة مؤلفها:
المشرع الجزائري مدة حمايتها في المادتين 60 -57من األمر رقم ،05-03فمدة الحماية بالنسبة
ّ نظم
لهذه المصنفات 50سنة يبدأ سريانها من نهاية السنة المدنية التي نشر فيها المصنف على الوجه المشروع
للمرة األولى ،أو إ بتداءا من نهاية السنة المدنية التي وضع فيها المصنف رهن التداول بين الجمهور في حالة
-1مسعودي سميرة ،الحق المالي للمؤلف في ظل القانون الجزائري والقانون المقارن ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون،
تخصص الملكية الفكرية ،جامعة الجزائر ،2014 - 2013 ،1ص .145
-2بومعزة سمية ،المرجع السابق ،ص .134
36
الفصل االول :نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري
عدم نشره ،أو إبتداءا من نهاية السنة المدنية التي تم فيها اإلنجاز وذلك في حالة عدم تداوله بين الجمهور
خالل 50سنة من إنجازه.
المشرع الجزائري لم يأخذ باإلعتبار تاريخ وفاة المؤلف عند تحديده لمدة حماية المصنف ،وإعتمد في
و ّ
تقديرها على تاريخ نشرها أو تداولها أو إنجازها نظ ار لصعوبة معرفة هوية مؤلف المصنف ،والمصنف المنشور
المشرع الجزائري
تحت إسم مستعار يصعب معرفة تاريخ وفاة مؤلفه أما إذا نشر ألول مرة بعد وفاة مؤلفه ف ّ
1
إعتبر مدة الحماية تسري إبتداءا من تاريخ نشره.
والزجاج الملون ،وصناعة السجاد اليدوي ،1..والمالحظ في األمر رقم 05-03أن مدة الحماية المقررة لهذه
المشرع الجزائري في المادة
ّ المصنفات هي أقل من المدة التي تحظى بها المصنفات األخرى ،حيث أفرد لها
59من األمر رقم 05 - 03السابق الذكر مدة حماية إجمالية تقدر بخمسين سنة تسري من نهاية السنة
المدنية التي تم فيها إنجاز هذه المصنفات ،وقد نصت هذه المادة على أنه:
" تكون مدة حماية الحقوق المادية للمصنف التصويري أو مصنف الفنون التطبيقية خمسين ( )50سنة
إبتداءا من نهاية السنة المدنية التي تم فيها إنجاز المصنف".
المشرع الجزائري لم يحدد
ّ أما بالنسبة لمدة الحماية في مصنفات الحاسب اآللي والمصنف المشتق فإن
مدة خاصة لحمايتها ولعلى ذلك يرجع إلرادته في إخضاعها إلى مدة الحماية األصلية وهي طيلة حياة المؤلف
2
و 50سنة بعد وفاته وبإنتهاء هذه المدة يسقط المصنف في الملك العام ويصبح ملكا عاما للجمهور.
إن إنقضاء مدة الحماية في معظم القوانين يعني أن يؤول المصنف المحمي إلى الملك العام مما يحق
للجميع إستعماله دون موافقة المؤلف 3وال يمكن ألي شخص أن يدعي حقا عليه ،4ومصطلح الملك العام يعني
حق اإلنتفاع بالمصنف الذي إنتهت مدة حمايته دون شرط أو قيد ودون موافقة مؤلفه ،5وبالرغم من ذلك فإن
قوانين بعض الدول تنص على إنشاء نظام يسمى األمالك العامة ،التي تستخدم مقابل أجر يتعين بمقتضاه
على من يستخدمون المصنفات التي أصبحت في عداد األمالك العامة أن يدفعوا رسوما محددة ،وتتولى
تحصيل هذه الرسوم سلطات معينة عادة ما تكون سلطات حكومية تنفق تلك الرسوم على أغراض مثل النهضة
الثقافية العامة وتقديم المعونة المالية للمؤلفين المحتاجين أو عائالتهم ،إما بطرق مباشرة أو عن طريق منظمات
6
للمؤلفين معترف بها.
المشرع الجزائري تناول نظام حماية المصنفات الواقعة في تعداد الملك العام ومصنفات التراث الثقافي
ّ أما
التقليدي في المادة 1/8من األمر رقم 05-03حيث نص على أنه:
- 1فاضلي إدريس ،حقوق المؤلف والحقوق المجاورة ،المرجع السابق ،ص .91
- 2بن دريس حليمة ،المرجع السابق ،ص .50
-3نواف كنعان ،المرجع السابق ،ص .388
-4أمجد عبد الفتاح أحمد إحسان ،المرجع السابق ،ص .181
-5بن عمر ياسين ،المرجع السابق ،ص .34
- 6مسعودي سميرة ،المرجع السابق ،ص .149
38
الفصل االول :نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري
" تستفيد مصنفات التراث الثقافي التقليدي والمصنفات الوطنية التي تقع في عداد الملك العام حماية خاصة
كما هو منصوص عليها في أحكام هذا األمر"..
وقد أسند مهمة حماية هذه المصنفات للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة وخول له حق
منح تراخيص إستغاللها بموجب المادتين 139من األمر رقم 05-03التي تنص على أنه:
" يتولى الديوان الوطني لحقوق المصنف والحقوق المجاورة حماية مصنفات الملك العام ومصنفات التراث
الثقافي التقليدي".
" يخضع إستغالل المصنفات المذكورة في المادة 139أعاله لترخيص من الديوان الوطني لحقوق المؤلف
والحقوق المجاورة".
كما تطرق إليها بموجب المادة 5من القانون األساسي للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة:
" يتولى الديوان السهر على حماية المصالح المعنوية والمادية للمؤلفين وذوي حقوقهم وأصحاب الحقوق
المجاورة والدفاع عنها وكذا حماية مصنفات التراث الثقافي التقليدي والمصنفات الوطنية الواقعة ضمن الملك
1
العام في حدود الهدف االجتماعي وعلى نحو يحدده هذا القانون األساسي".
أما بالنسبة المصنفات الوطنية األدبية والفنية التي كانت مقررة لفائدة مؤلفها وذوي الحقوق فإنه حسب
المادة 8الفقرة األخيرة من األمر رقم 05-03السابق ذكره عندما تنتهي مدة الحماية المقررة لها فإن ملكيتها
تؤول إلى الدولة وتصبح ملكا عاما في متناول الجمهور ويمكن إستغاللها بناءا على ترخيص من الديوان
2
الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة.
-1المرسوم التنفيذي رقم ،356 – 11 :المؤرخ 17أكتوبر 2011م ،ج.ر.ج.ج ،عدد ،57المعدل والمتمم للمرسوم التنفيذي
رقم ،365 – 05 :المؤرخ في 21سبتمبر 2005م ،المتضمن القانون األساسي للديوان الوطني لحقوق امؤلف والحقوق
المجاورة وتنظيمه وسيره ،ج.ر.ج.د ،عدد.65
-2فاضلي إدريس ،حقوق المؤلف والحقوق المجاورة ،المرجع السابق ،ص .197
39
الفصل االول :نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري
الحديث عن النطاق الشخصي لحماية حق المؤلف ،يعني ّأننا أمام كل شخص إستوفى شروطا جعلته
المقررة في األمر رقم ،05 – 03المتعلق بحقوق في مفهوم القانون مؤّلفاّ ،
ثم أهلته الكتساب الحماية القانونية ّ
المؤلف والحقوق المجاورة بصفته مؤّلفا (المطلب األول).
هذا المؤلف قد يظهر بصورته الفردية ،بأن يكون قد ألف المصنف وحده دون تشارك مع آخرين ،أو عن
طريق التّشارك في اإلنتاج ،بأن نكون أمام مجموعة من المؤلفون ،وذلك بأن يشترك في إنجاز المصنف إثنان
أو أكثر (المطلب الثاني):
الصفة التي نتساءل عن كيفيةال يمكن تقرير الحماية القانونية لشخص لم يكتسب صفة مؤلف ،وهي ّ
ثم في التشريع الجزائري (الفرع ق
إكتسابها ،ولإلجابة على ذلك نتطر لتعريف المؤلف في الفقه (الفرع األول)ّ ،
الثاني):
الشخص الذي يبتكر عمال ،1ويتضح من هذا التعريف أن المؤلف هو الذي قام بفعل اإلبداع واإلبتكار.
"الشخص الذي قام بنشر المصنف منسوبا إليه ،سواء كان ذلك بذكر إسمه على المصنف أو بأي طريقة
أخرى" ،2حيث أنه إعتبر اإلبتكار صفة للمصنف.
3
كما عرفه البعض بأنه " :الشخص الذي إبتكر إنتاجا ذهنيا جديدا ،سواء كان أدبيا أو فنيا أو علميا".
والمالحظ على جميع هذه التعريفات أن اإلبداع هو معيار تعريف المؤلف ،أي أن المؤلف هو الشخص
-1السنهوري عبد الرزاق أحمد ،الوسيط في شرح القانون المدني -حق الملكية ،-ج ،8.دار النهضة العربية ،مصر ،القاهرة،
،1967ص .325
-2عبد الحميد المنشاوي ،المرجع السابق ،ص .19
-3نواف كنعان ،المرجع السابق ،ص .305
40
الفصل االول :نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري
وقد ذهب رأي أخر من الفقه إلى أن المؤلف هو" :الشخص الذي منحه القانون مجموعة حقوق وإمتيازات،
1
حيث أنه ليس بالضرورة أن يكون مبتك ار".
هو كل شخص نشر المصنف منسوبا إليه سواء كان ذلك بذكر إسمه الشخصي على المصنف أو بوضع
إسم مستعار شرط أال يكون هناك شك في شخصية المؤلف الحقيقية ،وقد يكون المصنف من تأليف شخص
واحد قام بتأليفه بمفرده وفق ألارئه ومعتقداته ،أو يكون عبارة عن مجموعة من األشخاص الذين يتشاركون
سوية إلنتاج مصنف واحد) المصنف المشترك( ،وهنا يعتبر شريكا في التأليف ويتمتع بالحماية القانونية.
-1جمال محمود الكردي ،حق المؤلف في العالقات الخاصة الدولية ،الطبعة األولى ،دار النهضة العربية ،القاهرة،2002 ،
ص .34
41
الفصل االول :نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري
لقد نصت المادة 12من األمر رقم 05 - 03المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة على أنه:
"يعتبر مؤلف مصنف أدبي أو فني في مفهوم هذا األمر الشخص الطبيعي الذي أبدعه ،يمكن إعتبار
الشخص المعنوي مؤلف في الحاالت المنصوص عليها في هذا األمر".
المشرع الجزائري لم يعرف صراحة المؤلف إال أنه إعتبره صاحب اإلنتاج
ّ ويتضح من نص هذه المادة أن
الذهني المبتكر الذي يبدع ويبتكر المصنف ،أي أنه أضفى صفة المؤلف على كل شخص طبيعي يقوم
باإلبداع ،إال أنه لم يقتصر التأليف على الشخص الطبيعي فقط بل شمل أيضا الشخص المعنوي حسب مفهوم
المشرع الجزائري إتبع نهج المنظمة العالمية للملكية الفكرية ) (wipoحيث عرفته بأنه:
ّ هذا األمر ،حيث أن
قد ينتج المصنف نتيجة جهد ينسب لشخص واحد فقط ،وهذا المصنف يطلق عليه المصنف الفردي
(الفرع األول) ،كما قد ينتج نتيجة تكاتف جهود مجموعة من المؤلفين (الفرع الثاني).
يمكن تعريف المؤلف المنفرد على أنه " :المؤلف الذي يقوم وحده بالتأليف ،وهو الذي أبدع العمل وإبتكره
وغالبا ما ينشر منسوبا إليه ،وهو صاحب الحقين األدبي والمادي على العمل دون أن يشاركه فيه أحد ،1وهذه
الصفة المميزة للمؤلف المنفرد هي التي تميزه عن صور التأليف األخرى التي ال يقوم فيها المؤلف بإبداع
2
المصنف بمفرده ،وإنما يشترك معه أشخاص آخرون.
المشرع الجزائري أشار إلى تحديد صفة المؤلف في مضمون المادة 12من األمر رقم 05 - 03
و ّ
حيث نص على أنه:
" يعتبر مؤلف مصنف أدبي أو فني في مفهوم هذا األمر الشخص الطبيعي الذي أبدعه.
يمكن إعتبار الشخص المعنوي مؤلفا في الحاالت المنصوص عليها في هذا األمر".
األصل أن يكون المؤلف شخصا طبيعيا ألن المصنف نتاج الفكر 2ذلك أن أهم خاصية للمصنف هو
4
أن يكون فيه إبداع وإبتكار ،3واألشخاص الطبيعية هي الوحيدة المؤهلة للقيام باإلبداعات الفكرية.
واللجوء إليه يكون للحاجة خاصة إذا كان المؤلف غير قادر على تحمل التكاليف المالية إلنجاز
المصنف ،6وقد إعترفت التشريعات الحديثة للشخص اإلعتباري بحق المؤلف بالرغم من أنه يعتبر خروجا على
القاعدة األساسية التي تقتضي بأن الذي يتمتع بحق المؤلف هو من يقوم بواقعة الخلق واإلبتكار ،7كما فعل
المشرع الجزائري في نص المادة 2/12حيث تنص على أنه:
ّ
“ ..يمكن إعتبار الشخص المعنوي مؤلفا في الحاالت المنصوص عليها في هذا األمر".
المشرع الجزائري من مسألة إعتبار الشخص المعنوي مؤلف من خالل نص المادة
ّ كما يتبين موقف
1/13حيث جاء فيها:
" يعتبر مالك حقوق المؤلف ،ما لم يثبت العكس الشخص الطبيعي أو المعنوي الذي يصرح بالمصنف
بإسمه أو يضعه بطريقة مشروعة في متناول الجمهور ،أو يقدم تصريحا بإسمه لدى الديوان الوطني لحقوق
1
المؤلف والحقوق المجاورة " ،وعليه فإن مالك الحقوق يجوز أن يكون شخصا طبيعيا أو معنويا.
ثالثا ،المؤلف مجهول االسم أو الذي يحمل إسما مستعا ار:
اإلسم هو عنصر أساسي من شخصية اإلنسان لذا يتع ّذر على المؤلف حذفه ألن شخصيته تمثل عنصر
أساسي في إنجاز المصنف ،إال أنه قد ينشر المصنف دون أن يكشف مؤلفه عن إسمه أو ينشر تحت إسم
2
مستعار ،والمؤلف المجهول اإلسم هو الذي ينشر مصنفا دون أن يكشف عن إسمه.
المشرع الجزائري في المادة 2/13من األمر رقم 05 - 03السالف الذكر ونص على
ّ وقد تعرض له
أنه:
" إذا نشر المصنف بدون إسم مؤلفه ،فإن الشخص الذي يضعه بطريقة مشروعة في متناول الجمهور يعد
ممثال لمالك الحقوق ما لم يثبت خالف ذلك".
المشرع الجزائري أنه إذا نشر المصنف دون ذكر إسم مؤلفه فالشخص الذي وضع ّ ويتبين من موقف
المصنف في متناول الجمهور بالنشر أو التمثيل أو العرض يعد ممثال لمالك الحقوق ،فالمشرع لم يعط ناشر
3
المصنف وصف المؤلف وإكتفى بإعطائه وصف الممثل القانوني للحق المالي.
أما اإلسم المستعار فهو إسم وهمي يختاره مؤلف من أجل نسبة مصنفه إليه دون الكشف عن هويته
الحقيقية ،4وفي هذه الحالة يعتبر الناشر مفوضا من المؤلف في مباشرة حقوقه القانونية ،ما لم يعين المؤلف
شخصا أخر وكيال عنه ،5ويبقى المصنف متصال بشخصيته فال يعني عدم ظهور اإلسم تنازال عن حقه في
6
نسبة المصنف إلى الغير.
-حقوق قبل الكشف عن إسمه هنا يبقى الناشر مفوضا من المؤلف للتصرف بالحقوق األدبية والمادية ،وهذا
ال يمنع أن يوكل المؤلف شخصا أخر غير الناشر لمباشرة حقوقه.
-بعد الكشف عن شخصيته تنتقل كافة الحقوق إلى المؤلف الحقيقي ويلتزم بكافة العقود التي أبرمها الناشر
1
أو من فوضه.
إن نشر المصنف بدون إسم أو بإسم مستعار عادة ما يسبقه إتفاق بين المؤلف والناشر يعطي هذا األخير
سلطة النشر إال أن المصنف يبقى متصال بشخصيته ،فعدم ظهور اإلسم ال يعني تنازله عن حقه في نسبة
2
المؤلف إلى الغير وهنا يعتبر الناشر وكيال عن المؤلف في مباشرة حقوقه.
ويجوز للمؤلف الحقيقي في كل وقت الكشف عن شخصيته الحقيقية فيعلنها للكافة بأي طريقة يشاء
وعندها يزاول حقوقه في الدفاع عن مصنفه وإستغالله دون أن يمانعه أحد في ممارسة حقه طالما ال يتعارض
مع حقوق الغير الذي يكون الناشر قد أبرمها معه على إعتبار الناشر مفوض حكما من قبل المؤلف في ممارسة
حقوقه ،كما أنه يحق للورثة الكشف عن إسم مورثهم إذا كان قد أوصى بذلك ،أما إذا إختار المؤلف عدم
اإلفصاح عن إسمه فهم ملزمون بإحترام إرادته وعدم نشر إسمه بإعتبار أنه من الحقوق األدبية اللصيقة
3
بشخصية المؤلف.
المتعددة التأليف علينا أن نفرق بين ثالثة أنواع هي :المصنف الجماعي )أوال( ،المصنف
ّ في المصنفات
المشترك (ثانيا) ،المصنف المركب (ثالثا).
المشرع الجزائري تعريف المصنف الجماعي في المادة 18من األمر رقم 05 - 03السالف
ّ تناول
الذكر حيث جاء فيها:
" يعتبر مصنفا جماعيا المصنف الذي يشارك في إبداعه عدة مؤلفين بمبادرة شخص طبيعي أو معنوي
وإشرافه ،ينشره بإسمه".
يتبين من خالل هذا التعريف أنه يكون المصنف جماعي إذا اشترك بوضعه عدة مؤلفين تحت إشراف
وتوجيه شخص أخر يتكفل بنشره تحت إدارته وبإسمه ولحسابه سواء كان هذا الشخص طبيعي أو معنوي وال
يقوم بالمشاركة في عملية اإلبداع واإلبتكار ،وإنما بالتجهيز والتوجيه واإلشراف على عملية اإلبداع التي يقوم
بها أشخاص طبيعيون يعملون تحت سلطته ،وبالتالي فإن الشخص المبادر إلنجاز المصنف الجماعي هو
الذي يقوم بإختيار المساهمين في المصنف ويحدد طريقة العمل وينشر المصنف بإسمه.
أما عمل المشاركين في المصنف الجماعي فيجب التمييز بشأنه بين وضعين:
-الوضع األول :هو أن يكون عمل واحد مندمج في عمل اآلخرين بحيث ال يمكن فصله أو تمييزه في مجمل
المصنف المنجز كالمعاجم ودوائر المعارف ،وفي هذه الحالة فإن المؤلف هو الذي وجه العمل ووضع خطته
وحدد موضوعه وبادر بإنتاجه وأشرف على إنجازه ،1طبقا للمادة 3/18من األمر رقم 05 – 03التي تنص
على أنه:
" ..تعود حقوق مؤلف المصنف الجماعي إلى الشخص الطبيعي أو المعنوي الذي بادر بإنتاج مصنف
وإنجازه ونشره بإسمه ،ما لم يكن ثمة شرط مخالف".
-الوضع الثاني :هو أن يكون عمل كل واحد منفصال ومتمي از عن عمل غيره كالصحف والمجالت وعندها
يكون للشخص الذي وجه ونظم العمل حقوق المؤلف على المصنف ككل ويكون لكاتب المقال حقوق المؤلف
على مقاله شرط أال يفسد ذلك بإستغالل المصنف الجماعي.
أما العالقة بين الكاتب وصاحب المبادرة تستمد من العقد القائم بينهما فيكون إما عقد عمل طبقا للمادة
19من األمر رقم 05 – 03والتي جاء فيها:
" إذا تم إبداع مصنف في إطار عقد أو عالقة عمل ،يتولى مستخدم ملكية حقوق المؤلف إلستغالل المصنف
في إطار الغرض الذي أنجز من أجله ،ما لم يكن ثمة شرط مخالف".
أو عقد مقاولة طبقا للمادة 20من نفس األمر التي تنص على أنه:
-1فاضلي إدريس ،المدخل إلى الملكية الفكرية ،المرجع السابق ،ص .92
46
الفصل االول :نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري
" إذا تم إبداع مصنف في إطار عقد مقاولة يتولى الشخص الذي طلب إنجازه ملكية حقوق المؤلف في إطار
1
الغرض الذي أنجز من أجله ،ما لم يكن ثمة شرط مخالف".
والمصنف الجماعي يتشابه مع المصنف المشترك بالنظر إلى تعدد المؤلفين المساهمين في إنجاز
المصنف ،2إال أنه يختلف عنه كونه ال يميز بدقة بين األعضاء المشاركين فيه فهم يتولون إنشاء وتحقيق
المصنف الجماعي تحت إشراف الشخص الطبيعي أو المعنوي المبادر بإنجازه ،غير أن اإلنتاج المشترك
3
يتطلب مساهمة المؤلفين المساهمين في إبداعه.
وهناك شروط البد من توافرها لكي يتمتع من وجه ونظم إبتكار المصنف الجماعي بصفة المؤلف وتكون
له حقوق المؤلف وهي:
-وجود شخص موجه سواء كان طبيعي أو إعتباري يقوم بتجميع المؤلفين ويضع لهم خطة العمل ويشرف
على تنفيذها وينسب العمل إليه ويحمل إسمه ،ومن المهم أن يقوم الشخص الموجه بتنظيم وتنسيق وتوجيه
4
عمل المساهمين.
" وأهم المصنفات الجماعية الموجودة هي القواميس والموسوعات ،الجرائد ،المجالت ومجموعات اإلجتهاد
5
القضائي ...إلخ" .
" يكون المصنف مشتركا إذا شارك في إبداعه أو إنجازه عدة مؤلفين".
ويتبين من نص هذه المادة أن المصنف المشترك هو " :الذي يشترك في تأليفه عدة أشخاص ،وقد تكون
المساهمة بين المشتركين على نحو يتع ّذر فصل نصيب كل منهم في العمل المشترك ،كما قد تكون مساهمة
-1فاضلي إدريس ،حقوق المؤلف والحقوق المجاورة ،المرجع السابق ،ص .104
-2حسونة عبد الغني ،المرجع السابق ،ص .52
-3بن دريس حليمة ،المرجع السابق ،ص .56
-4زينب عبد الرحمن عقلة سلفيتي ،المرجع السابق ،ص .72
-5محي الدين عكاشة ،حقوق المؤلف على ضوء القانون الجزائري الجديد ،المرجع السابق ،ص .109
47
الفصل االول :نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري
كل مشترك في التأليف متميزة ،وال يعتبر العمل مشترك إال بوجود جهود تساهم في اإلبداع واإلبتكار بحيث
1
تستوحي فكرة مشتركة وتتجه في تناسق إلى إخراج المصنف".
المشرع الجزائري قد أخذ بفكرة المشاركة التامة التي يترتب عليها تمتع جميع المؤلفين بحقوق
ّ ويالحظ أن
2
متساوية على المصنف المشترك.
وقد نصت المادة 16من نفس األمر على أهم صور اإلشتراك في المصنف وهي المصنفات السمعية
البصرية كما أورد المشرع أمثلة عن المشاركين جاء فيها ما يلي:
“يعتبر مصنفا سمعيا بصريا المصنف الذي يساهم في إبداعه الفكري بصفة مباشرة كل شخص طبيعي.
يعد على الخصوص مشاركا في المصنف السمعي البصري األشخاص اآلتي ذكرهم :
-المخرج.
-مؤلف المصنف األصلي إذا كان المصنف السمعي البصري مقتبسا من مصنف أصلي.
-مؤلف التلحين الموسيقي مع الكلمات أو بدونها تنجز خصيصا للمصنف السمعي البصري.
" يعتبر مصنفا إذاعيا المصنف الذي يبدعه مؤلف مصنف أدبي أو موسيقي بغرض البث اإلذاعي السمعي".
عرفه المشرع الجزائري في المادة 14من األمر رقم 05 - 03السابق اإلشارة إليه بأنه:
" المصنف المركب هو الذي يدمج فيه باإلدراج أو التقريب أو التحوير الفكري مصنف أو عناصر مصنفات
أصلية دون مشاركة مؤلف المصنف األصلي أو عناصر المصنف المدرجة فيه"
-1فاضلي إدريس ،حقوق المؤلف والحقوق المجاورة ،المرجع السابق ،ص -ص .106 - 105
-2حسونة عبد الغني ،المرجع السابق ،ص .51
48
الفصل االول :نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري
فإنجاز المصنف المركب يقوم على أساس مصنف موجود مسبقا ،1وهنا تطبق جميع شروط المصنف
المشتق من األصل أهمها وجود إنتاج سابق الوجود ،2وبالرجوع إلى الفقرة الثانية من نفس المادة نجد أنها
إشترطت على مالك الحقوق على المصنف المركب أن يراعي حقوق مؤلف المصنف األصلي ،ويشمل المصنف
المركب كل من عقد العمل وعقد المقاولة.
نصت المادة 19السابق ذكرها على ملكية حقوق المؤلف الناتجة عن عقد أو عالقة عمل:
" إذا تم إبداع مصنف في إطار عقد أو عالقة عمل يتولى المستخدم ملكية حقوق المؤلف إلستغالل المصنف
في إطار الغرض الذي أنجز من أجله ،ما لم يكن ثمة شرط مخالف".
بحيث في قانون العمل تعود ثمار اإلنتاج الفكري لرب العمل مقابل دفع أجرة ،أما في قانون حقوق
المؤلف تعود للمستخدم إلستغالل المصنف في إطار الغرض المنجز ألجله ،3وينتج عن نشاط العامل في
قانون العمل ملكية قابلة تتمثل في دفع األجرة ،أما في قانون حق المؤلف فاإلمتيازات الواردة على الحق المعنوي
غير قابلة للتحويل كما أن رخصة إستغالل الحقوق المالية ذات تفسير ضيق فهي تقتصر فقط على أشكال
اإلستغالل المتفق عليه في العقد.
وتتعدد المصنفات المنجزة على أساس عقد العمل كالصحافة ،الهندسة المعمارية ،الفنون المطبقة في
4
الصناعة والترجمة واإلقتباس والنشاط اإلفتتاحي.
نصت المادة 20السابق اإلشارة إليها على ملكية حقوق المؤلف الناتجة عن عقد المقاولة:
" إذا تم إيداع مصنف في إطار عقد مقاولة يتولى الشخص الذي طلب إنجازه ملكية حقوق المؤلف في
إطار الغرض الذي أنجز من أجله ،ما لم يكن ثمة شرط مخالف".
المشرع الجزائري تعريفه في المادة 549من األمر رقم 58 – 75المتضمن القانون المدني
ّ كما تناول
الجزائري السابق اإلشارة إليه على أنه:
" المقاولة عقد يتعهد بمقتضاه أحد المتعاقدين أن يضع شيئا أو أن يؤدي عمال مقابل أجر يتعهد به
المتعاقد األخر".
فالمؤلف يعتبر مقاوال ويعمل مستقال عن رب العمل وغير خاضع إلرادته وإشرافه ووضعه يختلف فيما
1
لو كان المؤلف أو الفنان ملتزما وفقا لعقد العمل.
وينطبق هذا التعريف على عقد المقاولة في إطار موضوع حقوق المؤلف حيث أن المصنف ينجز على
أساس عقد يكلف المؤلف بموجبه بإنجاز المصنف المتفق عليه في العقد مقابل أجرة حسب الشكل واألسلوب
2
المتفق عليهما.
واإللتزام وفقا لعقد المقاولة ال يفقد المؤلف صفته أو أن ينزل لرب العمل عن صفته كمؤلف أو فنان ،كما
أن عقد المقاولة ال يفقده حقه األدبي ألنه حق لصيق بشخصيته ،أما في الحق المالي يجوز للمؤلف وفقا لعقد
3
المقاولة التنازل عن حقه المالي كله أو بعضه إلى رب العمل.
-1فاضلي إدريس ،المدخل إلى الملكية الفكرية ،المرجع السابق ،ص .90
-2محي الدين عكاشة ،حقوق المؤلف على ضوء القانون الجزائري الجديد ،المرجع السابق ،ص .123
-3فاضلي إدريس ،المدخل إلى الملكية الفكرية ،المرجع السابق ،ص.90
50
إذا ما إستوفى المصنف ما إستوجبه القانون من شروط لإلعتراف به ،بأن يكتسب مظه ار خارجيا ّ
يعبر عنه
كما ال تهم طبيعة المصنف أو طبيعة من أّلفه ( شخص طبيعي أو معنوي) في تقرير الحقوق المتاحة قانونا
لمن إستوفى صفة مؤلف؛ فيكون له بمقتضى ذلك أن يتمتع بمختلف الحقوق المادية واألدبية المنصوص عليها في
األمر رقم 05 – 03المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة ،كما يتمتع بالحماية طيلة ّ
المدة المنصوص عليها
قانونا.
51
الفصل الثاني :آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري
إذا ما وقع إعتداء على حقوق المؤلف المعترف له بها قانونا؛ كان له أن يلجأ إلى طلب الحماية
بمقتضى التشريع الجزائري ،إذ أقر له المشرع من الوسائل واآلليات ما يعد كفيال عموما بضمان تلك الحقوق
التي تعرضت للتعدي ،مراعيا في ذلك طبيعة التعدي ،ونوعية المصنف الواقع عليه العتداء ،إذ تختلف طبيعة
الحماية المبسوطة بحسب إختالف نوع العتداء وطبيعة المصنف المعتدى عليه.
وقد نص المشرع الجزائري سواء من خالل األمر رقم 05-03المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق
المجاورة ،أو في نصوص قانونية أخرى على الطرق التي من شأنها ضمان حق المؤلف المعتدى عليه ،وفي
هذا الفصل نتعرف على هذه الوسائل من خالل الثنائية المبحثية التالية:
53
الفصل الثاني :آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري
بسط المشرع الجزائري للمؤلف الواقع عليه العتداء من الحماية القضائية ما يؤمن مسعاه عموما في
تحقيق الحماية التي ينشدها ،فتنوعت بذلك أساليب إحتكامه للسلطة القضائية في مواجهة أشكال التعدي المختلفة
التي يقع فيها فنجد أن بإمكانه الدعاء أمام القسم المدني ،أو أمام القسم الجزائي ،كما له أن يستنفع بما أقره
له المشرع من إجراءات وقائية من شأنها وقف التعدي الحال.
وفقا لذلك ستتم مدارسة الحماية القضائية في هذا المبحث على النحو التالي:
يقصد بالحماية الجرائية تلك الجراءات األولية والسابقة على طلب الحماية المدنية ،التي يلجأ إليها
المؤلف من أجل حماية إبداعه أيا كان شكله وتهدف إلى منع التعدي وردع المعتدين ،إذ من شأنها إتخاذ
التدابير الوقائية أو التحفظية الفورية لوقف الضرر الذي حل به بسبب العتداء الذي وقع عليه.
وقد تطرق المشرع الجزائري لهذا النوع من الحماية في المادة 144من األمر رقم 05 - 03المتعلق
بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة بنصه على أنه:
" يمكن مالك الحقوق المتضرر أن يطلب من الجهة القضائية المختصة إتخاذ تدابير تحول دون
المساس الوشيك الوقوع على حقوقه أو تضع حدا لهذا المساس المعاين والتعويض عن األضرار التي لحقته.
ويتم تقدير التعويضات حسب أحكام القانون المدني مع مراعاة المكاسب الناجمة عن المساس بهذه الحقوق"
وتشمل هذه الحماية نوعين من الجراءات إجراءات وقائية (الفرع األول) ،واألخرى تحفظية (الفرع
الثاني).
54
الفصل الثاني :آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري
يقصد بالجراءات الوقائية كل عمل يهدف إلى إثبات وقوع الضرر وإيقاف إستم ارره مستقبال ،ومن أجل
أن تتم هذه الجراءات البد من إعطاء وصف شامل ومفصل للمصنف حتى يمكن تمييزه عن غيره من
المصنفات األخرى المشابهة له وحتى يتم التأكد من أنه وقع عليه إعتداء ،فيتم وقف نشر المصنف المقلد أو
عرضه أو إذاعته أو حصر إيراداته ،1والهدف من هذه الجراءات هي حفظ حقوق المؤلف إلى أن يتم الفصل
في الدعوى.
ويعني التعريف بالمصنف تعريفا دقيقا نافيا للجهالة يميزه عن غيره من المصنفات التي قد تتشابه معه،
فإذا كان كتابا في أي فرع من فروع األدب أو الفنون أو العلوم ،يمكن األمر بوصفه وصفا تفصيليا وشامال
سواء من حيث عنوانه أو محتواه أو تقسيماته أو غير ذلك بما يميزه عن غيره من الكتب األخرى ،2ويتخذ هذا
الجراء عن طريق وصف المصنف األصلي والذي عادة مايكون مسجال بحيث يسهل الرجوع إليه ،وكذلك
إعطاء وصف للمصنف المقلد المخالف للقانون من أجل إثبات حالة العتداء الواقع على المصنف األصلي
الذي تم التعدي عليه ،والبد من إعطاء كامل المعلومات المتعلقة بهذا المصنف للتأكد من صحة المزاعم
المتعلقة بوقوع العتداء عليه ولتمييزه عن غيره من المصنفات. 3
إال أن المشرع الجزائري لم يشترط بنص صريح إجراء وصف تفصيلي للمصنف األصلي الذي وقع
عليه العتداء غير أنه أوكل إلى الضبطية القضائية واألعوان المحلفين التابعين للديوان الوطني لحقوق المؤلف
التأكد من وقوع االعتداء ولعلهم يتأكدون من أن العتداء وقع على المصنف المطلوب حمايته ،4وذلك بالرجوع
إلى نص المادة 145من األمر رقم 05-03المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة والتي تنص على
أنه:
" يتولى ضباط الشرطة القضائية أو األعوان المحلفون التابعون للديوان الوطني لحقوق المؤلف
والحقوق المجاورة معاينة المساس بحقوق المؤلف أو الحقوق المجاورة".
ثانيا ،وقف اإلعتداء على المصنف:
وهو إجراء وقتي يتضمن إصدار أمر من المحكمة المختصة بضرورة قيام المعتدي بوقف العتداء
الذي قام به ،1فقد يتم نسخ المصنف أو توزيعه دون إذن المؤلف مما يشكل إعتداء على حقه ،2فيمكن هنا
للمحكمة أن توقف نسخ هذا المصنف أو طباعته أو وضع تداوله في السوق وذلك بعد أن يتأكد القاضي من
إحتمال وقوع العتداء ،3كما قد يحكم القاضي بحظر نشر المصنف المقلد أو وقف تداوله ،4وهذا الجراء
ينطبق على المصنفات التي يتم وضعها في متناول الجمهور عن طريق النشر ،5ويقصد بوقف التداول منع
البيع أو العرض أو النسخ ،6وإذا وقع العتداء عن طريق تعديل المصنف أو حذف أجزاء منه فيكون للقاضي
أن يأمر بوقف النشر ومنع التداول 7فطرق التعدي على المصنف مختلفة بإختالف المصنفات فقد تقتضي
طبيعة المصنف أن تكون طريقة تداوله بالنشر أو العرض أو األداء العلني أمام الجمهور ،8حيث جاء في نص
المادة 2/147من األمر رقم 05-03المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة:
" ...إيقاف كل عملية صنع جارية ترمي إلى االستنساخ غير المشروع للمصنف أو لألداء المحمي
أو تسويق دعائم مصنوعة بما يخالف حقوق المؤلفين والحقوق المجاورة ".
ويتضح لنا من نص هذه المادة إمكانية إتخاذ إجراء وقف التعدي من أجل مواجهة كافة أشكال العتداء
التي قد تقع على حقوق المؤلفين وكذا من جميع مسببي هذا العتداء أيا كانت صفتهم.
بالرجوع إلى أحكام األمر رقم 05-03المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة نجد أن المشرع
الجزائري قد أجاز في حالة وقوع إعتداء على الحق الممنوح لصاحب حق المؤلف بتقديم طلب إلى الجهات
المختصة لتخاذ إجراءات وتدابير تحفظية الالزمة للمحافظة على حقه من العتداء إلى غاية الفصل في دعواه
ضد المعتدي.
وعليه سنتبين تعريف الجراءات التحفظية (أوال) ،ثم صور هذه الجراءات (ثانيا):
يقصد بالجراءات التحفظية الجراءات التي تهدف إلى مواجهة العتداءات التي وقعت على حق
المؤلف فعال ووقف الضرر المستقبلي ،حيث يتم حصر األضرار التي لحقت بالمصنف لتخاذ التدابير الالزمة
1
لزالتها والمحافظة على حقوق المؤلف.
وهذه الجراءات ذات صبغة إستعجالية حتى ال يزداد الضرر المترتب على االعتداء وتتخذ عادة
2
بموجب طلب يقدم للمحكمة التي يقع موطن المعتدي بدائرتها ليصدر بموجبه أمر على ذيل عريضة
وتشمل هذه الجراءات طبقا لنص المادة 147من األمر رقم 05-03المتعلق بحقوق المؤلف
والحقوق المجاورة حجز المصنف المقلد واألدوات المستعملة في العتداء ،وكذلك حصر اليرادات المتحصل
عليها من الستغالل الغير مشروع وتجميعها.
من أهم الجراءات التحفظية هي الحجز التحفظي على المصنفات المقلدة ،وإتالف المصنف المقلد
ونتناولها فيما يلي:
يختلف الحجز التحفظي الذي يوقعه الدائن على أموال المدين المنقولة وغير المنقولة عن الحجز
التحفظي الذي يوقعه المؤلف على المصنف المقلد ونسخه وصوره واآلالت المستخدمة في ذلك ،3فالحجز
بالمفهوم األول تم تنظيمه في قانون الجراءات المدنية والدارية الجزائري إال أن إجراءاته مختلفة عن الجراءات
المعمول بها في قانون حماية حق المؤلف.
أما الحجز التحفظي على المصنفات المقلدة فهو " :إجراء تحفظي يمكن بواسطته لمؤلف المصنف
المحمي أو ذوي الحقوق المطالبة بالحصول على حجز الوثائق والنسخ الناتجة من الستنساخ غير المشروع
1
أو التقليد وذلك في غياب ترخيص قضائي مسبق".
كما يعرف الحجز التحفظي للمصنفات بأنه " :عمل مادي يهدف إلى وضع المصنف المقلد ونسخه
بصوره المختلفة تحت يد القضاء ،وهو ال يرد إال على شيء مادي" ،2وبالتالي ال يمكن الحجز على األفكار
3
إذا لم تنفذ في شكل مادي.
والهدف من الحجز التحفظي على المصنفات هو وقف التعدي ومنع تداول المصنفات المقلدة ووضع
عائدات هذه المصنفات المقلدة تحت تصرف المحكمة ضمانا للتعويض ،4ويعد الحجز من الوسائل الهامة التي
تكفل الحماية لصاحب الحق المنتهك ألن بقاء المصنف في حيازة المعتدي قد يؤدي إلى تلفه فإجراءات الدعوى
5
قد تطول وقد ينقل الشيء المقلد خاللها إلى الغير أو يهلك نتيجة الستعمال.
وقد نص المشرع الجزائري على الحجز الذي يوقعه المؤلف على المصنف المقلد في المادة 147من
األمر رقم 05-03المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة والتي تنص على أنه:
" يمكن رئيس الجهة القضائية المختصة أن يأمر بناءا على طلب من مالك الحقوق أو ممثله بالتدابير
التحفظية اآلتية :
-إيقاف كل عملية صنع جارية ترمي إلى اإلستنساخ غير المشروع للمصنف أو األداء المحمي أو تسويق
دعائم مصنوعة بما يخالف حقوق المؤلفين والحقوق المجاورة.
-القيام ولو خارج األوقات القانونية بحجز الدعائم المقلدة و اإليرادات المتولدة من اإلستغالل غير المشروع
للمصنفات أو األداءات.
-حجز كل عتاد استخدم أساسا لصنع الدعائم المقلدة.
يمكن رئيس الجهة القضائية المختصة أن يأمر بتأسيس كفالة من قبل المدعي".
ال يكون الحجز التحفظي صحيحا إال إذا إستوفى شروط صحته المتمثلة في:
_1أن يقدم طلب الحجز من صاحب الحق على المصنف المقلد ،والمتمثل في المؤلف نفسه أو لمن ألت إليه
حقوق المؤلف من وارث أو ناشر بعد القيام بالمعاينة التي يجريها ضباط الشرطة القضائية أو األعوان المحلفون
1
التابعون للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة.
2
_2أن يقدم الطلب إلى الجهة القضائية أو الدارية المختصة.
_3أن يتم إجراء وصف تفصيلي للشيء المقلد للتأكد من عدم مشروعيته.
_4أن يمنح لصاحب الحق فرصة التظلم من األمر الصادر بالحجز أمام رئيس الجهة المختصة الذي يستطلع
عليه بعد سماع أقوال طرفي النزاع ويقضي بتأييد األمر أو بإلغائه كليا أو جزئيا.
ومتى صدر لصاحب الحق أو خلفه أم ار بالجراءات التحفظية ،وجب عليه خالل مدة محددة أن يرفع أصل
3
النزاع أمام الجهة القضائية التي تقع في دائرة إختصاصها موطن المدعي عليه.
3-1المواد المشمولة بالحجز التحفظي على المصنفات:
طبقا لنص المادة 147السابقة الذكر من األمر رقم 05-03والتي نصت على أنه يمكن لرئيس
الجهة القضائية المختصة أن يأمر بناءا على طلب من مالك الحقوق أو ممثله القيام بالتدابير التحفظية التي
تهدف إلى إيقاف كل عملية صنع ترمي إلى الستنساخ غير المشروع للمصنف المحمي وحجز كل الوسائل
المستخدمة في عملية التقليد.
ويقع الحجز التحفظي للمصنفات على:
أ .نسخ المصنف المقلد:
ويقصد بالمصنف محل الحجز في هذه الحالة المصنف األصلي الذي أبدعه المؤلف أيا كانت وسيلة التعبير
عنه سواء بالخطوط أو التصميم أو التسجيل والذي إنتقل إلى الغير بطريقة غير مشروعة أو يمكن أن يكون
4
قد إنتقل إليه بطريقة مشروعة إال أنه ال يحق له نشرها.
-1فاضلي إدريس ،المدخل إلى الملكية الفكرية ،المرجع السابق ،ص .166
-2نواف كنعان ،المرجع السابق ،ص .465
-3بلقاسمي كهينة ،المرجع السابق ،ص .89
-4نواف كنعان ،المرجع السابق ،ص .467
59
الفصل الثاني :آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري
يجوز توقيع الحجز على اليرادات الناتجة عن إستغالل المصنفات أو المنتجات التي يتم عرضها
للتداول بطريق غير مشروع ،ويجوز للهيئة القضائية المختصة حصر اليرادات الناتجة عن أعمال تكون إعتداء
3
على هذه المصنفات المحمية.
-2إتالف المصنف المقلد:
ومن الجراءات الوقتية التي يمكن أن تقوم بها المحكمة إتالف المصنف المقلد أو إتالف الصور
المأخوذة عنه ،أو المواد المستعملة في نشره ،4ويعني إتالف المصنف المقلد إعدام نسخ أو صور المصنف
محل العتداء أو جعلها غير صالحة لإلستعمال لما أعدت له بدال من إتالفها ،5ويشمل إجراء إتالف المصنف
المقلد نسخ هذا المصنف الذي نشر بطريقة غير مشروعة كالكتب والمجالت واألفالم السينمائية وأشرطة
التسجيل والرسوم والنماذج ،6...كما يشمل التالف كذلك األدوات الجديدة والمستعملة في النشر والتي ساهمت
أو ستساهم في إعداد المصنفات المقلدة 7بشرط أن تكون من المواد القابلة للحجز ،8وقد أجازت قوانين حق
المؤلف التي نصت على هذا الجراء الوقائي للحماية لحق المؤلف الذي تم العتداء على مصنفه أن يطلب
من الجهة القضائية المختصة إتالف نسخ وصور مصنفه المنشور بطريقة غير مشروعة ،وكذلك المواد
المستعملة لنشره شرط أال تكون هذه المواد صالحة لعمل أخر ،9وقد يتعارض هذا الجراء الوقائي مع إجراء
حجز المصنف من أجل المحافظة على حقوق المؤلف ،1ويجوز للمحكمة وذلك بناءا على طلب المؤلف أو
ورثته أو خلفه الحكم بإتالف نسخ المصنف أو الصور المأخوذة المنشور بطريقة غير مشروعة والمواد المستعملة
2
في نشره ولها أن تحكم بدال من إتالفها بتغيير معالم النسخ والصور والمواد أو جعلها غير صالحة لالستعمال.
يقصد بالحماية المدنية توفير السبل أمام صاحب الحق في طلب إقتضاء حقه في التعويض عن
الضرر الناجم عن التعدي على حقوقه سواء كان هذا العتداء ناتج عن مسؤولية تقصيرية في حالة عدم وجود
3
عقد بين المؤلف والمعتدي ،أو نتيجة إخالل بإلتزام ناشئ عن عقد.
وقد أولت معظم تشريعات حق المؤلف حماية للمؤلف على المصنفات التي يبتكرها ومن بين هذه
الحماية الحماية المدنية وهذا جب ار لألضرار التي قد تقع نتيجة االعتداء على حقوقه ،وتتمثل هذه الحماية في
الدعوى المدنية حيث مكنه المشرع الجزائري من رفع دعوى المسؤولية المدنية للمطالبة بالتعويض عما أصابه
وذلك إما بإصالح الحال وإعادته إلى ما كان عليه إذا كان ذلك ممكنا أو بالحصول على تعويض عادل تقدره
المحكمة.
وعليه سنتناول في هذا المطلب رفع دعوى المسؤولية المدنية في (الفرع األول) ،ثم نتطرق إلى أركان
المسؤولية المدنية في (الفرع الثاني) ،أما (الفرع الثالث) نخصصه لآلثار المتعلقة بها:
إن الهدف النهائي من رفع الدعوى المدنية هو جبر الضرر الذي أصاب صاحب الحق نتيجة وجود
خطأ إرتكبه شخص أخر سواء كان هذا الحق مؤسسا على نصوص قانونية أو إلتزام عقدي ويكون جبر هذا
4
الضرر عن طريق التعويض.
هي حق الشخص في اللجوء إلى المحاكم المدنية للحصول على حق من الحقوق المدنية أو المطالبة
بحماية حقوقه من العتداء.
وبالنسبة لحقوق المؤلف يمكن لصاحب الحق رفع دعوى مدنية للمطالبة بالتعويض من جراء ما لحق
حقوقه المالية من أذى ،وبالتالي فالتعويض يشكل رد إعتبار لهذه الذمة المالية بتعويضها وجبرها ،خاصة وأن
الضرر ال يقتصر فقط على الجانب المادي بل يمس حتى الجانب المعنوي واألدبي للمؤلف من سمعة وإعتبار
1
وشرف.
ويمكن أن تكون تقصيرية أو عقدية حسب العالقة الموجودة بين المؤلف والمعتدي على حقوقه ،فإذا
كانت هناك عالقة عقدية بين المؤلف وبين شخص آخر كالناشر مثال ،فهنا يمكن رفع دعوى المسؤولية
العقدية في حالة إعتداء الناشر على حقوق المؤلف ،أما إذا لم تكن هناك عالقة عقدية بين المؤلف وبين من
2
إرتكب الخطأ فهنا يمكن رفع دعوى المسؤولية التقصيرية للمطالبة بالتعويض عن الضرر الذي لحق بالمؤلف.
ويقتضي الدعاء بأن هناك إعتداء على حق المؤلف المالي أو المعنوي أن يثبت المؤلف بأن هناك
خطأ وقع من الغير وضرر لحق به أي أن هذا العتداء قد أساء إلى سمعته أو فيه إنتهاك لحق من حقوقه
األدبية أو المالية التي نص عليها القانون ،ويبين مدى جسامة األضرار التي لحقت به مما يستوجب التعويض.
3
والمشرع الجزائري أفرد الفصل األول من الباب السادس من األمر رقم 05-03المتعلق بحقوق المؤلف
والحقوق المجاورة لموضوع حماية حق المؤلف والحقوق المجاورة والذي جاء تحت عنوان الدعوى المدنية في
المادة 143والتي تنص على أنه:
" تكون الدعوى القضائية لتعويض الضرر الناتج عن اإلستغالل غير مرخص به لمصنف المؤلف
واألداء لمالك الحقوق المجاورة من إختصاص القضاء المدني".
حيث منح للمؤلف الحق في رفع دعوى قضائية لجبر الضرر والتعويض عما لحقه.
كما يمكن أن تكون الدعوى المدنية مؤسسة على نصوص أخرى في هذا القانون كالمادة 66المتعلقة
1
بمراجعة العقد نتيجة الغبن ،أو المادة 97التي تنص على دعوى فسخ عقد النشر.
تخضع دعوى المسؤولية المدنية أمام القضاء إلى شروط لقبولها ،وتتمثل في:
-1الصفة:
إذا كان للمؤلف وحده وفقا ألحكام القانون المدني الحق في نسب مصنفه إليه وكذا حق إستغالله ماليا ،فال
يجوز لغيره مباشرة هذا الحق دون إذن مسبق منه أو ممن يخلفه ،وله أن يتنازل عن حق الستغالل لفائدة
المتنازل إليه ،فتنتقل الحماية إلى هذا الغير الذي يصبح مالكا للحقوق ويمارس الدعوى المدنية بدال من المؤلف
بمقتضى عقد أو إتفاق تنازل بالنسبة للجانب المالي ،أما الحقوق المعنوية فال يمكن مباشرتها من مالك الحقوق
ألنها غير قابلة للتنازل ،وتبقى تمارس من قبل المؤلف أو من يخلفه بإعتبارها من الحقوق المتصلة بالشخصية،2
ويكفي لثبات صفة المؤلف ذكر إسمه على المصنف محل العتداء أو تقديم الدعامة المادية المثبتة لذلك.
-2اإلختصاص المحلي:
البد من أن تكون الدعوى مرفوعة أمام الجهة القضائية المختصة إقليميا حتى ال يكون مصيرها الرفض لعدم
الختصاص المحلي ،المشرع الجزائري لم يتطرق من خالل األمر رقم 05 – 03إلى الختصاص المحلي
للجهة القضائية ،حيث ترك األمر لقانون الجراءات المدنية والدارية التي نصت عليه في المادة 23في الفقرة
األولى منها حيث نصت على أنه:
3
" المحكمة هي الجهة القضائية ذات اإلختصاص العام وتتشكل من أقسام".
وطبقا للمادة 4/40من قانون الجراءات المدنية والدارية فإنه يؤؤول الختصاص في مواد الملكية الفكرية
أمام المحكمة المنعقدة في مقر المجلس القضائي الموجود في دائرة إختصاصه موطن المدعى عليه.
-3تقادم الدعوى:
نظ ار للطابع الستثنائي للتشريعات المتعلقة بحقوق المؤلف فإن مدة تقادم المسؤولية تختلف عن مدة حماية
المصنفات المحمية لتمتد طوال حياة المؤلف ثم مدة 50سنة بعد وفاته ،وبعد إنقضاء هذه المدة تقع هذه
المصنفات الوطنية في عداد الملك العام ،والتي يخضع إستغاللها إلى حماية خاصة ،كما تتقادم دعوى الغبن
التي يباشرها المؤلف بمضي 15سنة من تاريخ التنازل ويبدأ سريانها من تاريخ وفاة المؤلف للورثة ،أما الحقوق
1
المعنوية فال تخضع للتقادم.
تثبت المسؤولية المدنية عن العتداءات الواقعة على حق المؤلف حسب القواعد العامة في القانون
المدني بتوافر ثالثة أركان وهي الخطأ ،الضرر ،العالقة السببية بين الخطأ والضرر.
وقد بينت هذه األركان المادة 163من األمر رقم 58-75المتضمن القانون المدني الجزائري والتي
نصت على أنه:
أوال ،الخطأ:
عرف الخطأ على أنه" :العمل الضار غير المشروع" 2وعرف كذلك بأنه" :الخالل بإلتزام سابق مصدره
العقد" ،3ويقاس الخطأ بمعيار موضوعي وفقا لمعيار الرجل العادي وبالتالي يبتعد عن المعيار الشخصي،
وهناك من يضيف معيا ار شخصيا للمعيار الموضوعي يعتمد على الحالة الشخصية للمتسبب بالضرر من
حيث المكان والزمان الذي وقع فيه الضرر ،4ويمكن أن تتأسس الدعوى المدنية على الخطأ العقدي أو
5
التقصيري.
فالخطأ في المسؤولية العقدية هو إخالل الشخص بإلتزامه مع إدراكه بهذا الخالل أي النحراف عن
سلوك الرجل العادي ،1ويقع الخطأ العقدي عند عدم تنفيذ اللتزام التعاقدي أو التأخر في تنفيذه كأن ال يقوم
2
الناشر بنشر المصنف أو التماطل في نشره.
أما الخطأ التقصيري يتجسد في قيام الغير بإستنساخ المصنفات على مختلف أنواعها بشكل غير
مشروع أو إلحاق تشويه بها سواء بالضافة أو النقاص.
ثانيا ،الضرر:
ال يكفي وقوع الخطأ في حد ذاته وإنما يتعين إثبات وقوع الضرر من جراء هذا الخطأ ،3ويقصد بالضرر
الخالل بمصلحة محققة مشروعة للمضرور في ماله أو في شخصه ،4أما في مجال حق المؤلف فهو تعرض
الغير المعتدي لمصلحة مشروعة من مصالح المؤلف (المضرور) المرتبطة بمصنفاته التي يطرحها للجمهور،5
وينقسم الضرر إلى مادي ومعنوي ،فالضرر المادي يقوم على أساس ما لحق بالمؤلف من خسارة مالية وما
فاته من كسب مادي ،ويتمثل هذا الضرر الذي يصيب المؤلف من الناحية المالية في إستنساخ المصنف ،أو
تصويره ،أو نقله ،إلى الجمهور ،أو النشر الذاعي مما يترتب عليه تخفيض سعر نسخة المصنف ،6أما الضرر
المعنوي فيقوم على أساس ما أصاب المؤلف في شخصيته وسمعته والشهرة التجارية التي يفقدها 7كأن ينسب
المعتدي المصنف إلى نفسه أو يجري عليه تعديل ،أو يقوم بحذفه أو تحويره 8وكالهما مستوجب للتعويض.
وسواء كان الضرر مادي أو أدبي فهو ركن جوهري في المسؤولية سواء كانت عقدية أو تقصيرية ألنه
9
وفي بعض الحاالت يكتفي فيها بضرورة توفر الضرر دون الحاجة لثبات الخطأ.
ويشترط لتوفر عنصر الضرر في العتداء على حق المؤلف عدة شروط منها:
-أن يكون الضرر الذي يصيب المؤلف مباش ار أي نتيجة طبيعية للعمل الذي قام به المعتدي.
-أن يكون الضرر ثابتا على وجه اليقين.
-أن يكون هناك عالقة سببية بين الخطأ والضرر ،بمعنى أن يثبت أن الضرر كان نتيجة طبيعية للعمل غير
1
المشروع.
تقرر القواعد العامة في المسؤولية المدنية بأنه ال يكفي لقيام هذه األخيرة وقوع خطأ من شخص وحدوث
ضرر لشخص أخر ،بل البد أن يكون الخطأ هو الذي سبب الضرر ،إذ أن العالقة السببية تعتبر ركنا مستقال
عن الخطأ والضرر ،2وذلك طبقا لنص المادة 124من األمر رقم 58-75المتضمن القانون المدني الجزائري
التي جاء فيها:
" كل عمل أيا كان ,يرتكبه المرء ويسبب ضر ار للغير يلزم من كان سببا في حدوثه بالتعويض"،
حيث عبر المشرع الجزائري عن ركن السببية في هذه المادة بعبارة " ويسبب ضر ار للغير" لذا فإنه حتى يستحق
الضرر التعويض البد من وجود عالقة سببية بين الخطأ الذي إرتكبه المسؤول والضرر الذي أصاب المضرور.
ويقصد بالعالقة السببية وجود عالقة مباشرة بين الخطأ الذي إرتكبه الشخص المخالف لإللتزام القانوني
أو العقدي والضرر الذي أصاب صاحب الحق ،وإذا كانت العالقة السببية في اللتزامات التعاقدية يمكن إثباتها
كون الضرر مفترض عند إخالل أحد المتعاقدين بإلتزاماته ولكن قد يصعب هذا في األعمال غير التعاقدية،
3
ومن أجل ذلك فالقضاء يقبل غالبا بوجود عالقة بسيطة لثبات هذه العالقة.
وقد نصت المادة 143من األمر رقم 05-03المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة بأحقية
المؤلف أو المالك رفع دعوى تعويض الضرر للقواعد العامة في المسؤولية المدنية الواردة في المادة 124
4
السالفة الذكر من القانون المدني الجزائري.
أما المادة 144من األمر رقم 05-03السابق الذكر فنصت على أنه:
" يمكن مالك الحقوق المتضرر أن يطلب من الجهة القضائية المختصة إتخاذ تدابير تحول دون
المساس الوشيك الوقوع على حقوقه أو تضع حدا لهذا المساس المعاين والتعويض عن األضرار التي لحقته.
ويتم تقدير التعويضات حسب أحكام القانون المدني مع مراعاة المكاسب الناجمة عن المساس بهذه
الحقوق".
سواء كنا أمام مسؤولية عقدية أو تقصيرية فإن الدعوى التي يرفعها المؤلف أو صاحب الحق أمام
القضاء المدني تسفر على نتيجتين أولهما الوقف النهائي ألعمال التعدي ،وثانيهما التعويض إذا طلب المدعي
1
ذلك إستنادا إلى المبدأ القانوني أن الضرر يجبر والقاعدة الشرعية التي تقتضي بأن الضرر يزال.
تقتضي القواعد المقررة في القانون المدني الجزائري على أنه ال يجوز للمدين أن يعرض التنفيذ بمقابل
إذا كان التنفيذ العيني ممكنا ،2حيث جاء في نص المادة 164منه على أنه:
" يجبر المدين بعد إعذراه طبقا للمادتين 180و 181على تنفيذ التزامه تنفيذا عينيا ,متى كان ذلك
ممكنا".
ويقوم هذا النوع من التعويض على إعادة الحالة إلى ما كانت عليه قبل إرتكاب الخطأ الذي أدى إلى
وقوع الضرر على حق المؤلف ،3فبمجرد وقوع إعتداء على هذا األخير يكون للمؤلف أن يطلب إزالة هذا
العتداء إذا كان ممكنا عن طريق التنفيذ العيني ،4والتنفيذ بهذا المفهوم يحقق الغاية التي يهدف إليها المؤلف
وهو أفضل طرق التعويض بالنسبة له 5ألنه يؤدي إلى إصالح الضرر إصالحا تاما وإعادته إلى نفس الوضع
السابق الذي كان عليه ،كما يؤدي إلى محو الضرر الذي أصاب المؤلف بدال من البقاء على هذا الضرر
6
وإعطاء المؤلف مبلغا تعويضيا لجبره.
ويتخذ التعويض العيني المتعلق بحقوق المؤلف عدة صور حيث يتجسد من خالل القضاء بسحب
المصنف من التداول وإيقاف نشره إذا تم نشره دون إذن مؤلفه وقبل أن يقرر نشره ،أو بإعادة المصنف إلى
التداول إذا قام الناشر بسحبه من التداول دون إذن المؤلف ،أو القضاء بإزالة التشويه من المصنف أو القضاء
بإعادة نشر المصنف ووضع إسم المؤلف الحقيقي عليه إذا نشر بشكل يخفي الهوية الحقيقية لمؤلفه ،كما قد
1
يكون التعويض العيني عن طريق القضاء بإتالف المواد واألدوات التي إستعملت في تقليد المصنف األصلي.
وإلى جانب ذلك قد يتمثل العتداء بتشويهات أدت إلى المساس بسمعة وكرامة المؤلف فتقرر المحكمة
نشر قرار المحكمة الصادر في الدعوى في مجلة أو في صحيفة يومية ،وهذا القرار له أهمية كبيرة إذ أن فيه
ردا لعتبار المؤلف ومكانته الثقافية والجتماعية ويكون نشر القرار في الجريدة أو المجلة على نفقة المدعى
2
عليه.
بالرجوع إلى نص المادة 124السابق ذكرها من األمر رقم 58-75المتضمن القانون المدني الجزائري
يتضح لنا أن كل فعل أيا كان يرتكبه الشخص بخطئه وسبب ضر ار للغير فانه يلزم من كان سببا في حدوثه
بالتعويض.
فإذا ما إستحال إصالح الوضع وإعادة المصنف إلى ما كان عليه قبل وقوع العتداء أو إذا تمثل العتداء
على الحق المادي للمؤلف ،3ففي هذه الحالة يلجأ القاضي إلى حل بديل للتنفيذ العيني وهو التعويض النقدي
4
الذي يهدف إلى جبر الضرر الواقع على حق المؤلف.
وهذا التعويض قد يتمثل بطلب المؤلف من المحكمة تسليمه نسخ المصنف المقلدة أو صوره ليتصرف
بها وبيعها لقتضاء التعويض ،فعندما يقوم المعتدي بنشر المصنف المقلد فإن المؤلف يطالب بتسليمه نسخ
المصنف المقلدة لبيعها ،أما إذا تم العتداء باألداء العلني للمصنف وإستغالله ماديا فإن التعويض هنا ينصب
على المقابل المادي الذي حصل عليه المدعى عليه إضافة إلى حقه في التعويض عن الضرر األدبي الذي
5
لحق به بسبب عرض مصنفه علنا بدون موافقته.
وتختلف معايير التعويض من المسؤولية العقدية إلى المسؤولية التقصيرية ،ففي األول يكون التعويض
عن الضرر المباشر والمتوقع أما في المسؤولية التقصيرية فالتعويض يتم فيها عن الضرر المتوقع والغير
متوقع ،والضرر المباشر يشتمل على عنصرين الخسارة التي لحقت الدائن والكسب الذي فاته ،واألحكام الراهنة
لم تعطي لحقوق المؤلف أي خصوصية لتعويض الحقوق وتركتها ألحكام القانون المدني وبالتالي تقدير الضرر
1
األدبي والمادي للمؤلف من صالحية المحكمة التي تتولى النظر في الموضوع.
حيث نصت المادة 2/144من األمر رقم 05-03السالف الذكر على أنه:
" يتم تقدير التعويضات حسب أحكام القانون المدني مع مراعاة المكاسب الناجمة عن المساس بهذه
الحقوق".
قد ال تشكل الحماية الجرائية والمدنية وما تتضمنه من دفع تعويض للمؤلف أو نشر الحكم أو إعادة
الحال إلى ما كان عليه جبر الضرر الذي لحق بالمؤلف وال تشكل مانعا أمام المعتدي من تكرار هذه العتداءات
مرة أخرى إذا ما إقتصر األمر على دفع مبلغ معين كتعويض ،ومن هنا سعى المشرع الجزائري كغيره من
تشريعات حق المؤلف ليكمل الحماية القانونية للمصنف فأورد نصوصا تتعلق بالحماية الجزائية للمصنف والتي
تشكل قوة ردع وزجر للمعتدي خاصة إذا ما علم أنه سوف يقضي مدة معينة في السجن كما شدد العقوبة في
الحالة العود أو التكرار.
وتعتبر الحماية الجزائية مكملة للحماية المدنية ذلك أن تقدير عقوبات ج ازئية على كل من يعتدي على
حق المؤلف من شأنه أن يكفل حماية فعالة لهذا الحق وذلك لما تشتمل عليه من ردع لكل من تخول إليه نفسه
العتداء عليه أو إنتهاكه ،لذا فإن المشرع الجزائري جرم بعض األفعال وحصرها في جنحة واحدة تحمل وصف
جنحة التقليد حيث تطرق لها بموجب األمر رقم 05-03المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة المجاورة
في المواد من 151إلى 155فقام بتحديد أركانها ورتب عقوبات صارمة رادعة ،كما تطرق أيضا إلى جرائم
مشابهة لجنحة التقليد.
وعلى هذا األساس سنتناول في هذا المطلب جنحة تقليد المصنفات في (الفرع األول) ،ثم نتطرق إلى
العقوبات المترتبة عنها في (الفرع الثاني) ،أما (الفرع الثالث) سنتناول فيه الجرائم المشابهة لجريمة التقليد.
نص المشرع الجزائري على جريمة تقليد المصنفات في المواد من ( 151إلى )155من األمر رقم
05-03المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة.
نالحظ أن المشرع الجزائري كمعظم قوانين الملكية الفكرية لم يعرف جنحة التقليد وإكتفى بتحديد األفعال
التي تكون هذه الجريمة ،حيث حددها بموجب المواد 155 - 151من األمر رقم 05-03المتعلق بحقوق
المؤلف والحقوق المجاورة بأنها العتداءات على حق المؤلف والفنان المبتكر.
وبالتالي المشرع الجزائري يكيف كل مساس بحقوق المؤلف مهما كان شكله على أنه جنحة تقليد يعاقب
1
عليها القانون ،إال أن المتفق عليه أن يتمثل العتداء في أفعال تنتهك الحق بدون إذن.
إال أن بعض الفقه قد أورد تعريفا لجريمة التقليد على أنها " :كل إعتداء مباشر أو غير مباشر على
حقوق المؤلف في المصنفات الواجبة الحماية أيا كانت طريقة االعتداء أو صورته" ،2أو هو " :كل إعتداء
3
على الملكية األدبية والمالية للمؤلف تقع داخل إقليم الدولة".
وحقوق المؤلف التي تكون محال لوقوع جريمة التقليد عليها تشمل النوعين من الحقوق المعترف بها
للمؤلف بمقتضى القانون ،سواء كانت حقوقا أدبية كالحق في نسبة المصنف إليه والحق في إتاحته للجمهور
ألول مرة والحق في تعديله أو سحبه من التداول ،أو كانت حقوقا مالية متمثلة في إستغالل المصنف بأية
4
طريقة كنسخه وأداءه علنا أو غيره من الطرق التي تؤدي إلى العتداء على الحقوق المالية للمؤلف.
بالرجوع إلى األمر رقم 05-03المتعلق بحقوق المؤلف نالحظ أنه لم يشر إلى أركان جريمة التقليد
وإنما ترك ذلك إلى القواعد العامة التي تحكم أركان الجريمة وتتمثل أركان جنحة التقليد فيما يلي:
-1بلهواري نسرين ،تجريم وإثبات أفعال التقليد في القانون الجزائري ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في الحقوق ،قسم القانون
العام ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر - 1بن يوسف بن خدة ،2013-2012 ،-ص .9
-2حازم عبد السالم المجالي ،المرجع السابق ،ص .199
-3يوسف احمد النوافلة ،المرجع السابق ،ص .175
-4عبد المجيد كلفالي ،المرجع السابق ،ص .125
70
الفصل الثاني :آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري
وهو الركن القانوني "فال جريمة وال عقوبة أو تدبير أمن بغير قانون" طبقا لما نصت عليه المادة
األولى من األمر رقم 156-66المتضمن قانون العقوبات الجزائري ،1فال يمكن معاقبة شخص إال بوجود
نص قانوني يقرر تلك العقوبة طبقا لمبدأ "شرعية الجرائم والعقوبات " ،2ويتمثل الركن الشرعي لجنحة التقليد
في المادتين 151فقرة 1و 152 – 2من األمر رقم 05-03المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة
3
واللتان تحددان األفعال التي تشكل تقليد والمادة 153التي تحدد العقوبة المقررة لتلك األفعال
-1األمر رقم 156-66 :المؤرخ في 8جوان 1966م ،المتضمن قانون العقوبات ،المعدل والمتمم ،ج ر ،عدد ،49صادر
بتاريخ 10جوان 1966م ،المعدل والمتمم.
-2بلقاسمي كهينة ،المرجع السابق ،ص .92
-3بومعزة سمية ،المرجع السابق ،ص .168
-4يوسف أحمد النوافلة ،المرجع السابق ،ص .176
- 5حازم عبد السالم المجالي ،المرجع السابق ،ص .201
-6حسونة عبد الغني ،المرجع السابق ،ص .122
-7بومعزة سمية ،المرجع السابق ،ص .169
-8أمجد عبد الفتاح أحمد إحسان ،المرجع السابق ،ص .253
71
الفصل الثاني :آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري
القيمة وال أهمية لفشل المعتدي في التقليد ألن مجرد فعل التقليد يترتب عليه ضياع ثقة الجمهور ،ويشترط
لتوفر هذا الركن الشروط التالية :
-أن يقع العتداء فعلي المباشر أو الغير المباشر على الشيء المحمي عن طريق التقليد.
-أن يكون الشيء الذي تعرض للتقليد واجب الحماية بموجب القانون.
1
-أن يكون الحق المعتدي عليه متعلق بملك الغير.
كما أن المشرع الجزائري لم يتطلب في القانون المتعلق بحقوق المؤلف ضرورة توفر سوء النية ،فإعتبر
األعمال التي تمس بهذه الحقوق المنصوص عليها في المادتين 152-151من األمر رقم 05-03السالف
الذكر تمثل جريمة التقليد تستوجب المتابعة الجزائية ،2وقد حددت المادتان المذكورتين أعاله مجموعة السلوكات
المادية التي تشكل الركن المادي لجنحة تقليد المصنفات.
وبما أن للمؤلف على مصنفه حقان حق أدبي وحق مالي ،فيكفي العتداء على حق من هذه الحقوق
لقيام جريمة التقليد.
وفقا للقواعد العامة في التجريم والعقاب فانه ال يكفي لقيام جريمة التقليد أن يقوم المعتدي بتحقيق الركن
المادي ،وإنما يلزم كذلك توافر القصد الجنائي لديه ،1ويقصد بهذا األخير نية إرتكاب الجريمة سواء كانت نية
متعمدة أو مجرد إهمال جسيم كإعتقاد المعتدي خطأ أن المصنف دخل في الملك العام وإنقضت مدة حمايته
فهذا العتقاد ال يعفيه من العقاب ،2وجريمة التقليد كغيرها من الجرائم العمدية يجب أن يتوافر فيها "القصد
الجنائي العام" وهو العلم أو الدراك بالتقليد وتوجه الرادة للقيام به ،بالرغم أنها من الجرائم المادية التي يكفي
لتوافرها الركن المادي فقط ،3إال أن هذا القصد الجنائي العام ال يكفي وحده لقيام الركن المعنوي ،فيشترط
كذلك توافر "القصد الجنائي الخاص" 4وهو توافر سوء النية لدى الفاعل (نية الضرار).
ويكفي توافر القصد الجنائي الذي يشمل علم البائع بتقليد المنتوج ،وسوء النية والهمال مفترض في المقلد
بمجرد أنه إرتكب الفعل المادي للتقليد ،أما حسن النية ال يفترض لدى المقلد وإنما يقع عليه إثبات ذلك وهو
أمر يعود تقديره لقاضي الموضوع ،إال أن ثبوت حسن نية المقلد ال يعني إعفاءه نهائيا من أي إلتزام إتجاه
5
صاحبه وإنما يحكم عليه بالتعويض نتيجة األضرار التي تترتب على عدم إحتياطه.
ومن الصعوبات التي تواجه قاضي الموضوع في التحقق من القصد الجنائي حاالت العتداء التي تقع
على بعض المصنفات (كالمصنفات المشتركة والمصنفات التي تنشر دون إسم أو بإسم مستعار) ،ففي
المصنفات المشتركة كأن يقوم أحد الشركاء بنشر المصنف دون موافقة باقي الشركاء أو دون علمهم ،فهنا
يثور التساؤل حول ما إذا كان مثل هذا العمل يعتبر تقليدا؟ ،وفي هذا الشأن يرى الدكتور نواف كنعان أنه ال
يمكن أن نعامل المؤلف الشريك في مؤلف معاملة الغير األجنبي على المصنف ،فقيامه بنشر المصنف الذي
شارك في تأليفه دون موافقتهم على النشر ال يعتبر تقليدا يؤاخذ عليه ولكن مع ذلك تبقى مسؤوليته المدنية
6
قائمة.
وهي" :تلك العقوبات التي يجوز الحكم بها دون أن تقترن بها أية عقوبة أخرى ،وتتمثل أساسا في عقوبتي
1
الحبس والغرامة".
وقد قرر المشرع الجزائري العقوبات األصلية بموجب المادة 153من األمر رقم 05-03المتعلق
بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة وتتمثل في الحبس من 06أشهر إلى 3سنوات ،وبغرامة مالية من خمسمائة
ألف دينار جزائري إلى مليون دينار جزائري سواء كان النشر حصل في الجزائر أو في الخارج.
ويتبين لنا من خالل نص هذه المادة أن المشرع الجزائري قد رصد العقوبتين دون تمييز بين أن
يكون النشر قد تم في الجزائر أو في الخارج وذلك إنطالقا من مبدأ أن كل المصنفات تقبل الحماية سواء
مصنفات وطنية أو أجنبية طبقا لمبدأ المعاملة بالمثل وسواء كان الناشر جزائري أو أجنبي المهم أن يتم القبض
2
عليه في القليم الجزائري الذي يمنح الختصاص للمحاكم الجزائرية.
كما يعاقب بنفس العقوبة كل من يشارك بعمله أو بالوسائل التي يحوزها للمساس بحقوق المؤلف طبقا
للمادة 154من األمر رقم 05-03السالف الذكر والتي نصت على أنه:
" يعد مرتكبا الجنحة المنصوص عليها في المادة 151من هذا األمر ويستوجب العقوبة المقررة في
المادة 153أعاله ،كل من يشارك بعمله أو بالوسائل التي يحوزها للمساس بحقوق المؤلف أو أي مالك
للحقوق المجاورة".
-1علوقة نصر الدين ،آليات مكافحة التقليد بين قوانين الملكية الفكرية وأحكام القضاء ،رسالة لنيل شهادة دكتوراه الطور
الثالث في الحقوق ،قسم الحقوق ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة أحمد دراية –أدرار ،2018 - 2017 ،-ص .272
-2بلقاسمي كهينة ،المرجع السابق ،ص .95
74
الفصل الثاني :آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري
وقد شدد المشرع الجزائري العقوبة في حالة العود وذلك بموجب المادة 156من نفس األمر فقد يصل
الحبس إلى 06سنوات وقد تصل الغرامة إلى 2.000.000دج ،فالجاني إذا عاد إلى الجريمة بعد إدانته فإنه
قد أظهر بأن لديه شخصية خطيرة ولهذا تشدد المشرع وقرر إمكانية مضاعفة العقوبة المنصوص عليها في
المادة 153من هذا األمر لتصبح قادرة على ردعه ،1حيث جاء في نص المادة:
" تضاعف في حالة العود العقوبة المنصوص عليها في المادة 153من هذا األمر "...
وقد خصص المشرع الجزائري عقوبة واحدة لكل الجرائم المنصوص عليها في األمر رقم 05-03والتي
أعطاها وصف جنحة التقليد ،2كما أنه لم يعاقب على المشرع في جنحة التقليد رغم إمكانية تصوره وهو المنهج
الذي إتبعته أغلبية تشريعات حق المؤلف ،3والقاضي مجبر بالحكم بالعقوبتين معا الحبس والغرامة ذلك أن
المشرع إستعمل "و" الربط بدال من "أو" االختيارية دون أن يترك المجال لسلطة القاضي التقديرية في إمكانية
الجمع من عدمه ،وبذلك يكون المشرع الجزائري في جانب الصواب ألنه في حال حكم القاضي بإحدى العقوبتين
فانه سيعرض حكمه للنقض ،4غير أنه بإمكان القاضي أن يحكم بالحبس أو الغرامة أو كالهما معا موقوفة
النفاذ ،طبقا لنص المادة 592من قانون العقوبات الجزائري:
" يجوز للمجالس القضائية وللمحاكم ،في حالة الحكم بالحبس أو الغرامة إذا لم يكن المحكوم عليه
قد سبق الحكم عليه بالحبس لجناية أو جنحة من جرائم القانون العام ،أن تأمر بحكم مسبب باإليقاف الكلي
أو الجزئي لتنفيذ العقوبة األصلية" ،وذلك دون أن يعرض حكمه للنقض.
أقر المشرع الجزائري مجموعة من العقوبات التكميلية بموجب نص المادة 09من قانون العقوبات
الجزائري وهي عقوبات مكملة للعقوبات األصلية ،إال أن الحكم بها إختياري إذا قدر القاضي عدم كفاية العقوبة
األصلية التي أقرها المشرع كجزاء على إقتراف الجريمة ،وقد حدد المشرع في المواد 158 – 157 – 156
159 -من األمر رقم 05-03أنواع العقوبات التكميلية والتي تتمثل في الغلق والمصادرة ونشر ملخص
5
الصادر في الدعوى المقامة ضد المعتدي إضافة إلى تسليم العتاد أو النسخ المقلدة.
-1غلق المؤسسة:
نص المشرع الجزائري في المادة 2/156من األمر رقم 05-03السالف الذكر على غلق المؤسسة
كعقوبة تكميلية حيث جاء فيها:
" ...كما يمكن الجهة القضائية المختصة أن تقرر الغلق المؤقت مدة ال تتعدى ستة ( )6أشهر
للمؤسسة التي يستغلها المقلد أو شريكه أو أن تقرر الغلق النهائي عند اإلقتضاء".
ونالحظ من نص هذه المادة أن المشرع قد خول للمحكمة إمكانية الحكم بغلق المؤسسة التي يستغلها
المقلدون سواء كانت مملوكة لهم أم مستأجرة ،1ويتم الغلق إما بصفة مؤقتة لمدة ال تتعدى 6أشهر حسب
جسامة الفعل وجسامة الضرر ،كما يمكن أن يتم الغلق بصفة أبدية أي الغلق النهائي وذلك إذا كان الفعل
خطي ار والضرر عظيم الجسامة ،وعقوبة غلق المؤسسة هي عقوبة إختيارية وليست إجبارية وال يمكن للطرف
2
المدني أن يطلبها ،بل لوكيل الجمهورية تقديم هذا الطلب والقاضي غير مجبر بإجابته.
-2المصادرة:
ويقصد بالمصادرة بتجريد الشخص من ملكية مال أو من حيازة شيء معين له صلة بجريمة وقعت أو
يخشى وقوعها ،ثم إضافتها إلى مال الدولة بال مقابل بناء على حكم من القضاء الجنائي ،وحسب نص المادة
15من قانون العقوبات الجزائري هي " :األيلولة النهائية إلى الدولة لمال أو مجموعة أموال معينة".3
وقد تضمن قانون حق المؤلف والحقوق المجاورة المصادرة كعقوبة تكميلية حيث يتم توقيعها على جميع
أنواع الجرائم الواقعة على حق المؤلف ،وذلك من طرف المحكمة المختصة وللقاضي حرية الختيار للنطق بها
4
أو عدمه وقد تكون بناء على طلب الطرف المضرور أو النيابة العامة.
وبالرجوع إلى نص المادة 157من األمر رقم 05-03السابق ذكره نالحظ أن المصادرة تقع على:
-المبالغ التي تساوي مبلغ اليرادات أو أقساط اليرادات الناتجة عن الستغالل الغير الشرعي للمصنف
المحمي.
-كل عتاد أنشىء خصيصا لمباشرة النشاط غير المشروع وكل النسخ المقلدة.
يعد نشر حكم الدانة عقوبة ذات طابع معنوي تعمل على رد العتبار للطرف المدني ،خاصة إذا
1
تعلق األمر بانتهاك الحقوق األدبية.
حيث تنص المادة 158من األمر رقم 05-03السالف الذكر على أنه:
" يمكن للجهة القضائية المختصة بطلب من الطرف المدني ،أن تأمر نشر األحكام اإلدانة كاملة أو
مجزأة في الصحف التي تعينها ،وتعليق هذه األحكام في األماكن التي تحددها ،ومن ضمن ذلك على باب
مسكن المحكوم عليه ،وكل مؤسسة أو قاعة حفالت يملكها على أن يكون ذلك على نفقة هذا األخير شريط
أن ال تتعدى هذه المصاريف الغرامة المحكوم بها".
وما تضمنته هذه المادة يتعلق بنشر الحكم وتعليقه والتعليق غير النشر ،فيقصد به الوضع في األماكن
الخاصة للمحكوم عليه كباب مسكنه أو المؤسسة أو قاعة الحفالت التي يملكها ،أي في األماكن التي يفترض
أنه دائم النشاط والحركة فيها ،والغرض من ذلك إلحاق األذى النفسي والمالي بالمحكوم عليه والتشهير به على
2
حسب سمعته وهي من العقوبات الماسة بالشرف.
تنص المادة 159من األمر 05-03المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة على أنه:
" تأمر الجهة القضائية المختصة في جميع الحاالت المنصوص عليها في المادتين 151و 152
من هذا األمر ،بتسليم العتاد أو النسخ المقلدة أو قيمة ذلك كله وكذلك اإليرادات أو أقساط اإليرادات موضوع
المصادرة للمؤلف أو ألي مالك حقوق أخر أو ذوي حقوقهما لتكون عند الحاجة بمثابة تعويض عن الضرر
الالحق بهم".
فالقاضي يأمر وفي جميع الحاالت تسليم األموال والعتاد المصادر إلى الطرف المدني وفي هذه الحالة
3
يكون لها يكون لها طابع التعويضات بدل من العقوبة.
إال أن تسليم العتاد والنسخ المقلدة إلى الطرف المضرور ال يكون هدفه دائما تعويضا مدنيا بقدر ماهو
1
تفادي خطر إمكانية إستعمال األدوات مستقبال في إرتكاب أعمال التعدي.
بالرجوع إلى المادة 151فقرة 04/ 03من األمر رقم 05-03السالف الذكر نالحظ أن المشرع
الجزائري حدد الجرائم الملحقة بجريمة التقليد حيث غستعمل عبارة " يعد مرتكبا لجريمة التقليد "...كل من قام
بإحدى الجرائم التالية والمتمثلة في:
-التعامل في مصنفات مقلدة بالستيراد أو التصدير أو البيع أو التأجير أو التداول بالضافة إلى جريمة
الرفض العمدي لدفع المكافأة المستحقة للمؤلف.
ولقيام الجريمتين البد من توافر إلى جانب الركن الشرعي المتمثل في النص القانوني المجرم للفعل وهما
المادتين 151فقرة 3و 4و 155من األمر رقم ،05-03والركن المعنوي وهو نفسه المشترط في جنحة
التقليد أي القصد العام ،أما الركن المادي والذي يتمثل في السلوك المجرم فيأخذ صورتين:
السـتيراد هو جلب شيء مقلد من الخارج من أجل التجار به ،ويشترط في ذلك علم المستورد بتقلـيد
الشـيء ،كمـا يشـترط أن جلـبه من الخارج يكون ألجل البيع وليس ألجل الستعمال الشخصي ،أما التصدير
فهو نقل شيء مقلد إلى الخارج قصد بيعه والتجار به.
والركن المادي في هذه الجريمة يشمل كل المصنفات األدبية والفنية سواء كانت مكتوبة أو رقمية،
2
وفعل الدخال والخراج يتحقق بأي سلوك يكون من شأنه عبور المصنفات عبر الحدود السياسية لقليم الدولة.
حيث يـتحقق السـتيراد أو التصدير الغير قانوني بتصريح مزور عندما تمر البضاعة بمكتب جمركـي،
1
ويـتم التصـريح بها ألعوان الجمارك بواسطة تصريح ال ينطبق على البضائع المقدمة.
وتطبيقا لمبدأ القليمية إعتبر المشرع الجزائري الجريمة قائمة حتى لو أن الشخص الذي قام بإدخال
المصنف المقلد من الخارج أو إخراجه من الجزائر شخص أجنبي فإنه يعاقب بنفس عقوبة المواطن الجزائري
ذلك أن الجريمة قد إرتكبت بالجزائر إذا فهي تخضع للقانون الجزائري.
نص المشرع الجزائري في المادة 4/151من األمر 05/03السالف الذكر على أنه :
" يعد مرتكبا لجنحة التقليد كل من قام ببيع نسخ مقلدة لمصنف أو أداء".
ونالحظ أن المشرع الجزائري على خالف الكثير من التشريعات قد إكتفى بإستعمال مصطلح البيع ذلك أنه
2
إعتبر العرض للبيع يأخذ حكم البيع.
وهذه الجريمة ترد على المصنف المقلد ويكون المصنف مقلدا إذا كان مشابها للمصنف األصلي
المحمي من طرف القانون ،ويظهر الركن المادي لهذه الجريمة في حالة التعامل في المصنفات المقلدة بالبيع
أي نقل حق إستغالل المصنف للغير مقابل ثمن معين ،3وال يشترط إذا كان البائع هو من قام بعملية نسخ
المصنف أو غيره ،وسواء كان قد حقق أرباحا من هذا البيع أم ال أو تم البيع بسعر أقل من السعر الحقيقي،
وال أهمـية أن يكـون البيع حصل مرة واحدة ،أو جاء على وجه التكرار أو العتياد ذلك أن تكرار البيع يكون
4
جريمة واحدة من نوع الجريمة المستمرة.
وتشترط هذه الجريمة عدم موافقة المؤلف لكتمال الركن المادي باعتبار أن التقليد تم دون إذن المؤلف،
5
والجريمة قد تقوم بمجرد البيع دون إذن من هذا األخير.
نص المشرع الجزائري في المادة 3/151من األمر رقم 05-03السالف الذكر على أنه:
" يعد مرتكبا لجنحة التقليد كل من قام بتأجير أو وضع رهن التداول لنسخ مقلدة لمصنف أو أداء".
وقد إعتبره تقليد للمصنف.
ويقصد بعملية التأجير تمكين المستأجر من النتفاع بالعمل المقلد مدة معينة, ،ويكفي لتوافر الجريمة
القيام بعملية تأجير واحدة ،أما التداول فيعني وضع المصنف التقليدي أو الرقمي بين يدي الغير لستعماله
1
بمقابل أو بغير مقابل ،أو النتفاع به سواء مدة محددة أو غير محددة.
عادة ما يتعامل المؤلف أو مالك الحقوق في مصنف يملكه سواء بالبيع أو اليجار أو بيع جزء منه
فقط ،المهم أنه يستعمل حقه في إستغالل مصنفه ماديا ،وفي مقابل ذلك يلتزم المستفيد من ذلك بدفع مقابل
الستغالل ،فإذا رفض المستفيد عمدا دفع المكافأة المستحقة لصاحب المصنف يعتبر قد إرتكب جنحة التقليد
وفقا لنص المادة 155من األمر رقم 05-03المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة حيث جاء فيها:
" يعد مرتكبا لجنحة التقليد ويستوجب نفس العقوبة المقررة في المادة 153أعاله ،كل من يرفض
عمدا دفع المكافأة المستحقة للمؤلف أو ألي مالك حقوق مجاورة أخر خرقا للحقوق المعترف بها بموجب
الحقوق المنصوص عليها في هذا األمر" .
وتعتبر هذه الجرائم من الجرائم العمدية وبالتالي يجب توافر القصد الجنائي العام فيها والذي هو العلم
بوجود إعتداء ومع ذلك تتوجه إرادة الفاعل للقيام بهذا الفعل المجرم ،إال إذا كان من يستورد المصنفات ال يعلم
بوجود التقليد فهنا ال يعتبر مرتكب لجريمة إستيراد مصنفات مقلدة ويشترط أن يكون عدم العلم خفي بحيث ال
يمكن معرفته ،أما إذا كان التقليد ظاهر فيعاقب الفاعل وتبقى السلطة التقديرية لقاضي الموضوع.
وهذه الصورة من جرائم التقليد قد إنفرد بها المشرع الجزائري عن باقي التشريعات ،مع أنها ال تشكل جريمة
بقدر ما لها طابع مدني ،وكذلك تبقى غامضة من حيث التعويض عن الضرر رغم الفائدة العملية التي يمكن
أن ينتج عنها ،والغريب أن المشرع أخضعها لنفس عقوبة التقليد بالرغم من أنها ال تشكل إعتداءا يهدد حق
2
المؤلف بصفة مباشرة.
أقر المشرع الجزائري الكثير من األحكام الجرائية لتأمين الحماية القانونية الالزمة لحقوق المؤلف،
وتعتبر من أهم الجراءات تلك الجراءات والعمليات الدارية التي تتم على مستوى المؤسسات والمراكز الدارية
المتخصصة التي أنشأت خصيصا لتوفير الحماية القبلية لحقوق المؤلف ،وذلك بهدف إثبات األعمال البداعية
والمبتكرة على مستواها ،1ذلك إلى جانب هيئات أخرى غير متخصصة مهمتها مكافحة الجرام بصفة عامة بما
فيها تلك التي تمس بحقوق المؤلفين.
وفيما يلي نتطرق لهذه الجراءات من خالل التطرق للهيئات الدارية المتخصصة في (المطلب األول)،
والهيئات الدارية غير المتخصصة في (المطلب الثاني).
المتخصصة
ّ المطلب األول :الهيئات اإلدارية
ويقصد بها الهيئات التي يكون الهدف األساسي من إنشائها هو السهر على حماية حقوق المؤلف من
أي إعتداءات قد تقع على حقوقه المادية أو المعنوية ،وتلعب هذه الهيئات دور هام في منع العتداء على هذه
الحقوق قبل وقوعه أو إيقافه للحد من الضرر الذي قد يصيب المؤلف ،2وعلى رأس هذه الهيئات الديوان الوطني
لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة ،وهو ديوان أنشأ خصيصا لهذا الغرض ،أي لحماية حقوق المؤلفين والمبدعين
والدفاع عنها.
وللتعرف على هذا الديوان الوطني سنتناول طبيعته وتنظيمه (الفرع األول) ،ثم نتناول إختصاصاته
(الفرع الثاني) ،أما دوره فسنتطرق إليه (الفرع الثالث).
إن تنوع وسائل إستغالل المصنفات الفكرية ونشرها في عدة داخل الوطن وخارجه يجعل كل تصرف
فردي في ممارسة الحقوق الناجمة عنها أقل فعالية وال يضمن للمؤلف الحصول على حقوقه المشروعة،
ولضمان الحترام الفعلي لهذه الحقوق 3وتطبيقا للمادتين 131و 132من القانون رقم 05-03المتعلق
بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة أنشأت هيئة وطنية متخصصة تتولى حماية حقوق المؤلفين والدفاع عنها
هي الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة بموجب المرسوم التنفيذي رقم 356-05المؤرخ في
21سبتمبر 2005والمتضمن القانون األساسي للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة وتنظيمه
وسيره المعدل والمتمم بموجب المرسوم التنفيذي رقم 356-11المؤرخ في 17أكتوبر .2011
وطبقا للمواد 4 – 3 - 2من القانون األساسي للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجارة فيعد
الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري ،تتمتع
بالشخصية المعنوية والستقالل المالي ،وتخضع للقواعد المطبقة على الدارة في عالقاتها مع الدولة ،كما تعد
تاج ار في عالقاتها مع الغير ،وتعمل تحت وصاية و ازرة الثقافة ،ويكون مقرها بمدينة الجزائر ،بالضافة إلى
عدة فروع أخرى متواجدة في ربوع التراب الوطني (وهران ،قسنطينة ،سطيف ،سعيدة ،باتنة ،)...وذلك
1
لتقريب خدمات الديوان من المواطنين ،وضمان حماية فعالة وناجعة وقليلة التكاليف لحقوقهم.
-1التنظيم اإلداري:
بما أن مهمة الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة هي تسيير وحماية حقوق المؤلفين
والدفاع عنها فإن القيام بهذه المهام الممنوحة له تتطلب أن يكون هذا الجهاز منظم تنظيما إداريا وهو التنظيم
الذي نجده ضمن نص المادة 08من المرسوم التنفيذي رقم 356-05التى تنص على أنه:
-المدير العام.
-مجلس الدارة.
-المراقب المالي.
بالرجوع إلى نص المادة 18من المرسوم التنفيذي رقم 356 -05المتضمن القانون األساسي للديوان
الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة فإن المدير العام للديوان يعين بمرسوم بناءا على إقتراح من الوزير
المكلف بالثقافة وتنتهي مهامه باألشكال نفسها ،وقد إشترط المشرع الجزائري أن ال يكون المدير العام للديوان
ناش ار أو مؤلفا أو صاحب حقوق مجاورة كشرط من شروط تعيينه.
وتتمثل مهامه طبقا لنص المادتين 20-19من المرسوم التنفيذي رقم 356-05في:
يرأس مجلس إدارة الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة ممثل الوزير المكلف بالثقافة
ويتشكل طبقا للمادة 9من المرسوم التنفيذي رقم 356-05سالف الذكر من:
-ممثل وزير الداخلية.
-ممثل الوزير المكلف بالمالية.
-ممثل الوزير المكلف بالتجارة.
-ممثل وزير الشؤون الخارجية.
-مؤلفين ( )2و /أو ملحنين (.)2
-مؤلفين ( )2لمصنفات أدبية.
-مؤلفين ( )2لمصنفات سمعية بصرية.
-مؤلف لمصنفات الفنون التشكيلية.
-مؤلف لمصنفات درامية.
-فناني ( )2أداء.
83
الفصل الثاني :آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري
وحسب المادتين 11 - 10من المرسوم التنفيذي رقم 356-05السابق ذكره فان أعضاء مجلس
الدارة يعينون بقرار من الوزير المكلف بالثقافة بناء على إقتراح من السلطات التي ينتمون إليها لمدة 3سنوات
قابلة للتجديد مرة واحدة.
-يستمع مجلس الدارة إلى تقارير المدير العام ويبدي رأيه في البرنامج العام لنشاطات الديوان.
-يتولى التنظيم الداخلي والقوانين األساسية للموظفين والقروض.
1
-يتداول في برنامج أعمال الديوان السنوية وكذا ميزانيته التقديرية.
ويجتمع مجلس الدارة في دورة عادية 03مرات في السنة بإستدعاء من رئيسه الذي يعد جدول األعمال
كما يمكن أن يجتمع في دورات غير عادية بناء على طلب رئيسه أو ثلثي أعضاءه ،وال تصح مداوالته إال
بحضور ثلثي أعضائه على األقل وإذا لم يكتمل النصاب في الجتماع األول يعقد إجتماع ثان في األيام الثمانية
الموالية حينئذ تصح مداوالته مهما بلغ عدد األعضاء الحاضرين ،وتتخذ ق ارراته باألغلبية البسيطة لألعضاء
الحاضرين وفي حالة تساوي عدد األصوات يرجح صوت الرئيس وذلك طبقا لنص المادتين 12و 14من
المرسوم 356-05السالف الذكر.
ويالحظ أن المشرع لم ينص على ضرورة توفر األغلبية خاصة في حالة نظر المجلس في مسائل
خاصة قد تعرض عليه ،وعليه فقد ساوى بين جميع المواضيع التي تدخل في إختصاصه من حيث أهميتها.
-2التنظيم المالي:
" يتولى مراقبة الحسابات محافظ حسابات أو عدة محافظين يعينهم مجلس إدارة الديوان.
- 1سعد لقليب" ،الحماية اإلدارية لحقوق الملكية الفكرية في التشريع الجزائري" ،مجلة العلوم القانونية والسياسية ،المجلد ،10
العدد ،02د.س ،جامعة باتنة ،1الجزائر ،سبتمبر ،2019ص .750
84
الفصل الثاني :آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري
وتتكون ميزانية الديوان الديوان وفقا للمادة 21من المرسوم التنفيذي رقم 356-05من جميع اليرادات
التي يحققها الديوان في إطار ممارسة صالحياته ،وتشمل أتاوى حقوق المؤلفين واألتاوى المقبوضة مقابل
إستعمال مصنفات التراث الثقافي التقليدي الجزائري والمصنفات الواقعة في الملك العام ،بالضافة إلى حقوق
تسجيل المصنفات المحمية واألتاوى المتأتية من النسخة الخاصة لتسجيل المصنفات في المنازل إلى جانب
مبالغ التعويضات المدنية والصفقات التي يقبضها الديوان ،كما تشمل العائدات المالية الناتجة عن إيداع األموال
لدى الهيئات المصرفية وكذا التحصيالت المتأتية من المؤسسات المماثلة األجنبية الناتجة عن إستغالل
مصنفات المؤلفين ،بالضافة إلى العانات المالية المرتبطة بتبعات الخدمة العمومية والهبات والوصايا وكذا
القروض المكتتبة لصالح الديوان.
إن قيام المشرع بالتوسيع من دائرة مصادر اليرادات من شأنه أن يعزز من قدرة الديوان على على
تحقيق المهام الموكلة إليه بفعالية أكبر نظ ار لما لإلمكانيات المالية من تحقيق األهداف ،وتتمثل أوجه النفقات
1
في مصاريف التسيير والتجهيز وكذا المبالغ المستحقة للمؤلفين.
تتمثل إختصاصات الديوان طبقا للمادتين 6 - 5من المرسوم التنفيذي رقم 356-05في:
-السهر على حماية المصالح المعنوية والمادية للمؤلفين أو ذوي حقوقهم والدفاع عنها.
-يضمن حماية مصنفات التراث الثقافي التقليدي والمصنفات الوطنية الواقعة ضمن الملك العام من الستيالء
غير المشروع عليها.
-تلقي التصريحات بالمصنفات األدبية أو الفنية التي تسمح بإستحقاق حقوق المؤلفين المعنوية والمادية في
نطاق الستغالل العمومي لمصنفاتهم سواء في الجزائر أو خارجها.
-حماية حقوق المؤلفين المتعلقة بالمصنفات المستغلة عبر التراب الوطني من خالل إبرام إتفاقيات التمثيل
المتبادل مع الشركاء األجانب المماثلين.
-ضبط سلم تسعيرات أتاوى الحقوق وتكييفه بإستمرار بالنسبة لمختلف أشكال الستغالل المصنفات.
-تسليم الرخص القانونية والعمل بنظام الرخص الجبارية المرتبطة بمختلف أشكال إستغالل المصنفات عبر
التراب الوطني.
-قبض األتاوى المستحقة مقابل الستغالل القتصادي للمصنفات.
-تكوين البطاقيات التي تحدد نظام المصنفات لمختلف المؤلفين وذوي حقوقهم.
-توزيع دوري على ذوي الحقوق ما يقبضه من أتاوى بعد خصم مصاريف التسيير ،مرة في السنة على
األقل.
-القيام بأعمال تهدف إلى التعريف بالمصنفات المرتبطة بالتراث الثقافي بأنواعه وترقيتها ،وكذا المصنفات
الواقعة ضمن الملك العام.
-تشجيع البداع في مجال المصنفات األدبية والفنية.
-ترقية العمل الجتماعي لصالح مبدعي المصنفات األدبية والفنية.
-البحث عن الحلول المالئمة للمشاكل الخاصة بنشاط وإبداع المؤلفين للمصنفات عن طريق المشاركة
بالتصال مع السلطات المختصة.
-القيام بأي أعمال شرعية أخرى من أجل تحقيق مهمته في مجال حماية الحقوق الشرعية للمؤلفين.
-النضمام إلى المنظمات الدولية المماثلة النشاط والمشاركة في أشغالها المتخصصة في حقوق المؤلف.
-التكفل بتبعات الخدمة العمومية الناجمة عن المهام المسندة إليه في ميدان حماية مصنفات التراث الثقافي
التقليدي وتسيير مصنفات المؤلفين الوطنيين الواقعة ضمن الملك العام.
-ترقية النشاطات الثقافية وحماية حقوق المؤلفين غير المنضمين إلى الديوان.
كما يتولى الديوان مهمة إدارة جميع حقوق الملكية األدبية والفنية بموجب األمر رقم 05-03المتعلق بحقوق
المؤلف والحقوق المجاورة.
الفرع الثالث :دور الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة في الحد من ظاهرة
التقليد:
سجل الديوان الوطني لحقوق المؤلف نسبة كبيرة من العمليات الغير مشروعة ،فحسب إحصائيات سنة
2015م تم حجز حوالي 828416منتوج فني وأدبي مقرصن على المستوى الوطني ،ويتعلق األمر أساسا
1
باألشرطة السمعية والسمعية البصرية.
نظ ار ألن أغلب برامج الحاسوب هي برامج مقلدة أو مقرصنة وال يمكن إحصاؤها وتكون مستعملة من
طرف القطاع العام والخواص فقد أصبح إنتشار التقليد والقرصنة في الجزائر في تفاقم مستمر وبات يشكل
تهديدا على األمن القتصادي الوطني ،مما يؤثر سلبا على مخططات التنمية الهادفة إلى النتقال نحو الرقمنة
والتكنولوجيا الحديثة وحتى تحظى المصنفات بأنواعها وبرامج الحاسوب بالحماية القانونية الفعالة على مستوى
الديوان الوطني لحقوق المؤلف فالبد على كل صاحب حق ملكية أدبية أو فنية إتباع الجراءات الشكلية
1
المطلوبة قانونا إضافة إلى تدخل األعوان المحلفين التابعين للديوان في مكافحة التقليد.
ونالحظ من خالل األمر رقم 05-03المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة قد منح إمتيا از
لألعوان المحلفين التابعين للديوان فيما يتعلق بمحاربة التقليد والقرصنة في مجال حقوق المؤلف عن طريق
المعاينة والفحص ،طبقا للمادتين 146 – 145منه ،وهذه من الصالحيات الستثنائية على الرغم من تواجدها
في عدة قطاعات الجمارك والضرائب...
وبمنح األمر هذا المتياز يكون قد ساهم في تسهيل عملية التقليد والقرصنة ،وذلك بالتدخل السريع
2
والمباشر لموظفين مؤهلين تابعين لقطاعه ،مما يساهم في ضمان حماية أكبر للمنتجات الفكرية.
متخصصة
ّ المطلب الثاني :الهيئات اإلدارية الغير
إنطالقا من األهمية التي تحظى بها حقوق المؤلف ،وبهدف تحقيق حماية فعالة لهذه الحقوق لم يكتفي
المشرع الجزائري بالحماية الدارية لحقوق المؤلف إستنادا إلى الهيئات الدارية المتخصصة فقط وإنما أوجد
هيئات إدارية غير متخصصة ،والتي ال تتخصص بحماية نوع معين من الحقوق الفكرية فنشاطاتها تتعلق
بحماية حقوق الملكية الفكرية بصفة عامة ،وهي كثيرة ومتنوعة أهمها هيئة الجمارك والهيئة التجارية نظ ار
لرتباط إختصاصاتهما إرتباط وثيق بحماية هذه الحقوق من منطلق أن ممارستهما لختصاصاتهما تؤدي
3
بالضرورة إلى حماية حقوق المؤلف بالرغم من عدم تخصصها بحمايتها.
ونظ ار ألهمية هذين الهيئتين ودورهما الفعال في حماية حقوق الملكية الفكرية بما في ذلك حقوق المؤلف
سنخصص هذا المطلب لدراسة الهيئتين حيث نتناول هيئة الجمارك (الفرع األول) ثم نتطرق إلى هيئة التجارة
ضمن (الفرع الثاني).
"مصلحة عمومية ذات طابع إداري تعمل تحت وصاية و ازرة المالية ،وتسهر على مراقبة التجارة الخارجية
لعمليات الستيراد والتصدير" ،1أو هي" :إحدى الهيئات المعنية بظاهرة التقليد والقتصاد الوطني ،والهيئة التي
2
تشكل الواجهة األولى في مواجهة البضائع المقلدة لغزو األسواق الوطنية".
وعليه يمكن تعريف هيئة الجمارك على أنها مؤسسة عامة ذات طابع إداري تابعة لو ازرة المالية تسعى
إلى مكافحة التقليد لضمان حسن سير القتصاد الوطني وذلك بمراقبتها لجميع الصادرات والواردات في جميع
أنحاء الوطن.
المشرع الجزائري لم ينص صراحة على طبيعة حقوق الملكية الفكرية المحمية من طرف هيئة الجمارك،
لكن بالرجوع إلى المهام التي تقوم بها الهيئة في مجال حماية الحقوق كونها تساهم في خدمة التجارة الخارجية
وتسهيل إنسياب السلع دخوال وخروجا فيمكن القول بأن الحقوق المحمية بموجب اآللية الدارية المتمثلة في
هيئة الجمارك كهيئة غير متخصصة تحمي حقوق الملكية الفكرية المتعلقة بالسلع المرتبطة بالعالمات التجارية
والصناعية وبحقوق المؤلف ،وهي ذات طبيعة مادية ومعنوية ،وعليه فان هذه الحقوق المحمية من طرف هيئة
3
الجمارك هي حقوق ذات طبيعة مادية ومعنوية في ذات الوقت.
وهي السلع المقلدة لحقوق الملكية الفكرية سواء التي تدخل للتراب الوطني أو التي تخرج من التراب
الوطني أو التي تمس مباشرة بالقتصاد الوطني ،إال أنه وبالرجوع إلى المهام التي تقوم بها.
تنص المادة 03من القانون رقم 04-17المتمم والمعدل لقانون الجمارك على أنه:
" تتمثل مهمة إدارة الجمارك على الخصوص فيما يأتي :
-تنفيذ اإلجراءات القانونية والتنظيمية التي تسمح بتطبيق موحد للتشريع والتنظيم الجمركيين.
-تحصيل الحقوق والرسوم والضرائب المستحقة عند إستيراد وتصدير البضائع والعمل على مكافحة الغش
والتهرب الجبائيين.
-مكافحة المساس بحقوق الملكية الفكرية واإلستيراد والتصدير غير المشروعين للممتلكات الثقافية.
-المساهمة في حماية اإلقتصاد الوطني وضمان مناخ سليم للمنافسة بعيدا عن كل ممارسة غير شرعية.
-ضمان إعداد إحصائيات التجارة الخارجية وتحليلها ونشرها.
-السهر طبقا للتشريع والتنظيم الساري المفعول على حماية :الحيوانات والنباتات والمحافظة على المحيط.
-القيام بالتنسيق مع المصالح المختصة بمكافحة:
-التهريب وتبييض األموال والجريمة العابرة للحدود.
-اإلستيراد والتصدير غير المشروعين للبضائع التي تمس باألمن والنظام العموميين.
-التأكد من أن البضائع المستوردة أو الموجهة للتصدير قد خضعت إلجراءات مراقبة مطابقة ،وذلك طبقا
1
للتشريع والتنظيم اللذين تخضع لهما".
وتأكد المادة 04من القانون السابق الذكر على أنه:
" يطبق التشريع والتنظيم الجمركيان على جميع البضائع المستوردة أو المصدرة وكذا البضائع
الموضوعة تحت نظام جمركي إقتصادي مرخص به" .
ويالحظ من خالل نص المادة أن المهام الموكلة لدارة الجمارك تتمحور حول نقطتين أساسيتين:
تتمثل األولى في تحصيل إيرادات مالية للخزينة العامة ،أما الثانية فتتمثل في الحفاظ على النظام العام.
-1القانون رقم 04-17 :المؤرخ في 16فيفري 2017م" ،المتضمن قانون الجمارك" ،المعدل والمتمم بالقانون رقم07 -79 :
المؤرخ في 21جويلية 1979م.
89
الفصل الثاني :آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري
تلعب هيئة الجمارك دو ار هاما في مجال حماية حقوق الملكية الفكرية بما في ذلك حقوق المؤلف من
خالل تدخلها لمحاربة التقليد وذلك في إطار ممارستها لختصاصاتها ،وقد سعى المشرع الجزائري من خالل
القانون رقم 04-17المتمم والمعدل لقانون الجمارك إلى أن يكون أكثر تالؤما مع التفاقات الدولية المتعلقة
بمكافحة التقليد حيث جاء مهتما أكثر بمفهوم التقليد والقرصنة.
وقد تناول قانون الجمارك رقم 04-17السابق ذكره حاالت التقليد المتعلقة بالملكية الفكرية بداية من
المادة 22منه والتي تلزم الجمارك بحجز البضائع المقلدة عند الستيراد فور وصولها أو أثناء عملية التصدير
حيث تنص على أنه:
" يحظر إستيراد وتصدير السلع المقلدة التي تمس بحق الملكية الفكرية كما هي معرفة في التشريع
الساري المفعول.
يحظر أيضا إستيراد كل البضائع التي تحمل بيانات مكتوبة أو أية إشارات على المنتجات نفسها أو
على األغلفة أو الصناديق أو األحزمة أو األظرفة أو األشرطة أو الملصقات التي من شأنها أن توحي بأن
البضاعة اآلتية من الخارج هي ذات منشأ جزائري" .
ويستنتج من نص هذه المادة:
-تكييف السلع التي تنتهك حقوق الملكية الفكرية كسلع محظورة تخضع للمصادرة بصفة تلقائية.
-إمتداد الحظر على السلع المقلدة إلى نشاط الستيراد والتصدير ،وذلك إستجابة لمطالب المنظمة العالمية
للملكية الفكرية مما يؤدي إلى تحسين موقع الجزائر كدولة تتوفر على حماية فعالة ومنتجة لحقوق الملكية
1
الفكرية.
-تكريسها لفكرة حماية الملكية الفكرية عن طريق التدابير الحدودية ،كما يتميز مضمون هذه المادة بالعمومية
2
التي تتيح الحماية لجميع عناصر الملكية الفكرية ضد العتداء والتقليد.
" دون اإلخالل باألحكام المنصوص عليها في هذا القانون ،يتم التخلي عن البضائع ذات القيمة
الضغيفة ،كما هو معمول به في مجال الغش قليل القيمة المنصوص عليه في المادة 288من هذا
القانون ،والمعترف بأنها مقلدة ،ألجل إتالفها".
وعليه فمصالح الجمارك عليها التدخل لمحاربة التقليد الذي يشكل عائقا على حسن سير مهامها نظ ار
لكون المهام األساسية للجمارك هي:
لما للتقليد من تأثيرات مضرة على حسن سير السوق الداخلي وفسح المجال للمنافسة الغير مشروعة،
مما يؤثر على البداع والبتكار.
بما أن حقوق الملكية الفكرية هي عبارة عن ثروة من البداع مثلها مثل أي ثروة فهي تفرض عليها
1
ضريبة ورسومات جمركية جبائية.
ومن هنا يبرز دور إدارة الجمارك في مكافحة جرائم التقليد بما فيها تلك التي يكون موضوعها حقوق
2
المؤلف والحد منها.
يحق لصاحب المصنف األدبي أو الفني في حالة التعدي على مصنفاته أن يتقدم إلى هيئة الجمارك
بشكوى في شكل طلب خطي.
-وصف مفصل ودقيق بما فيه الكفاية للمنتجات والمصنفات المقلدة حتى تتمكن هيئة الجمارك من التعرف
عليها.
-بيان يثبت أن مقدم الطلب هو صاحب الحق على تلك المصنفات المقلدة.
-مكان وجود المصنفات أو مكان وجهتها المقرر وكذا تاريخ وصولها أو خروجها المقرر.
-تعيين الرسال أو الطرود.
-تحديد لوسيلة النقل المستعملة.
1
-هوية الممون أو المستورد أو الحائز.
والهدف من وجوب الشارة إلى هذه البيانات ضمن الطلب هو عدم وقوع خطأ في المصنفات والمنتجات
2
المشابهة لموضوع المخالفة والسراع في تحديد محل المخالفة وضبطها.
ويقوم صاحب الحق بطلب " تعليق جمركة البضائع" المشكوك فيها على أن يتحمل المشتكي تعويض
الجمارك والشخص محل الشكوى عن األضرار المتعلقة بالتعليق الغير المبرر للعملية الجمركية ،وتقوم مصلحة
الجمارك بدراسة هذا الطلب وإبالغ من قدمه بقرار قبوله أو رفضه ،وفي حالة رفض الطلب فالبد من أن يكون
3
القرار مبر ار ،أما إذا تم قبوله فتحدد الهيئة المدة التي يقوم خاللها بإتخاذ الجراءات.
تستطيع هيئة الجمارك من تلقاء نفسها تعليق جمركة البضائع المشكوك فيها بأنها تمس حق من حقوق
الملكية الفكرية ،ويجب أن تبين الشكوك بوضوح حيث يوصى بوضع نظام مركزي لتسجيل هذه الحقوق يسمح
لصاحب الحق بوضع طلبات للتدخل المباشر ،كما يجب تزويد هيئة الجمارك بالمعلومات الالزمة حول
4
المصنفات وتقديم المساعدة التقنية للتأكد من تقليد المصنفات.
-معاينة المصنفات.
- 1دربالي لزهر ،جريمة التقليد في الملكية الصناعية وآليات مكافحتها في ظل التشريع الجزائري ،مذكرة مكملة لنيل درجة
الماجستير في الحقوق ،قسم الحقوق ،كلية الحقوق ،والعلوم السياسية ،جامعة باتنة ،2016-2015 ،-1-ص .69
- 2حسونة عبد الغني ،المرجع السابق ،ص .98
- 3آيت شعالل لياس ،المرجع السابق ،ص -ص .105 – 104
- 4سعد لقليب ،المرجع السابق ،ص .758
- 5زواني نادية ،المرجع السابق ،ص .133
92
الفصل الثاني :آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري
تقوم هيئة التجارة بدور هام في مجال حماية حقوق الملكية الفكرية وذلك من خالل المهام الموكلة إليها
وعليه.
هي" :مؤسسة عمومية ذات طابع إداري تعمل تحت سلطة الوزير المكلف بالتجارة ،تعمل على التجسيد
الفعلي للمبدأ الدستوري لحرية التجارة وإدماج الجزائر في الفضاءات القتصادية العالمية والقليمية ،وتعتبر
الجهاز األول والسلطة الدارية المختصة بتنظيم ومراقبة الحياة القتصادية من خالل مراقبتها للعمليات التجارية
سواء كانت داخلية أو خارجية ،كما خول لها القانون التجاري مراقبة مطابقة المنتوجات الموضوعة في السوق
1
قصد تفادي المخاطر التي قد تهدد صحة المستهلك وأمنه والتي تمس مصلحته المادية.
تختص هيئة التجارة بالسهر على ضمان شفافية ونزاهة الممارسات التجارية من خالل منع كل
الممارسات التجارية الغير النزيهة المخالفة لألعراف التجارية النزيهة ،والتي من خاللها يتعدى عون إقتصادي
على مصالح عون أو عدة أعوان إقتصاديين أخرين.
حيث تنص المادة 26القانون رقم 02-04المؤرخ في 23يونيو 2004المحدد للقواعد المطبقة
على الممارسات التجارية المعدل والمتمم بالقانون رقم 06-10المؤرخ في 15أوت 2010على أنه :
"تمنع كل الممارسات التجارية غير النزيهة المخالفة لألعراف التجارية النظيفة والنزيهة والتي من
2
خاللها يتعدى عون إقتصادي على مصالح عون أو عدة أعوان إقتصاديين أخرين".
والمقصود بالممارسات التجارية غير النزيهة في مفهوم هذا القانون التصرفات التي لها عالقة بحماية
حقوق الملكية الفكرية والمنصوص عليها في المادة 27من هذا القانون:
93
الفصل الثاني :آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري
" تعتبر ممارسات تجارية غير نزيهة في مفهوم أحكام هذا القانون ،السيما منها الممارسات التي
يقوم من خاللها العون االقتصادي بما يأتي:
-تشويه سمعة عون إقتصادي منافس بنشر معلومات سيئة تمس بشخصه أو بمنتجاته أو خدماته.
-تقليد العالمات المميزة لعون إقتصادي منافس أو تقليد منتوجاته أو خدماته أو اإلشهار الذي يقوم به ،قصد
كسب زبائن هذا العون إليه بزرع شكوك وأوهام في ذهن المستهلك.
-إستغالل مهارة تقنية أو تجارية مميزة دون ترخيص من صاحبها.
-إغراء مستخدمين متعاقدين مع عون إقتصادي منافس خالفا للتشريع المتعلق بالعمل.
-اإلستفادة من األسرار المهنية بصفة أجير قديم أو شريك للتصرف فيها قصد اإلضرار بصاحب العمل أو
الشريك القديم.
-إحداث خلل في تنظيم عون إقتصادي منافس وتحويل زبائنه بإستعمال طرق غير نزيهة كتبديد أو تجريب
وسائله اإلشهارية واختالس البطاقات أو الطلبيات والسمسرة غير القانونية وإحداث إضطراب بشبكته للبيع.
-اإلخالل بتنظيم السوق وإحداث اضطرابات فيها ،بمخالفة القوانين و/أو المحظورات الشرعية ،وعلى وجه
الخصوص التهرب من اإل لتزامات والشروط الضرورية لتكوين نشاط أو ممارسته أو إقامته.
-إقامة محل تجاري في الجوار القريب لمحل منافس بهدف إستغالل شهرته خارج األعراف والممارسات
التنافسية المعمول بها".
وفي سبيل الحيلولة دون الممارسات التجارية التدليسية منع المشرع الجزائري التجار من حيازة المنتجات
المستوردة أو المصنعة محليا بصفة غير شرعية.
والدور التي تقوم به هيئة التجارة يتلخص في المهام المنوطة بأعوان هذه الهيئة في مجال المنافسات
1
غير النزيهة ،ومجال مراقبة الجودة وقمع الغش.
ثالثا ،أساليب ممارسة هيئة التجارة إلختصاصاتها في مجال حماية حقوق الملكية الفكرية:
تمارس هيئة الدارة إختصاصاتها في مجال حماية حقوق الملكية الفكرية من خالل تدخلها لحماية هذه
الحقوق ،وذلك بمنعها لدخول وتدفق السلع المقلدة والمنتجات المحظورة بموجب قانون الممارسات التجارية إلى
التراب الوطني عبر المعابر الحدودية التي تنتشر فيها المفتشيات الحدودية لقمع الغش والتي تستند مراقبتها
لمطابقة المنتجات المستوردة على الحدود إلى أحكام المادة 54من القانون رقم 03-09المتعلق بحماية
1
المستهلك وقمع الغش.
بالضافة إلى المراقبة التي تقوم بها المديريات الوالئية على المستوى المحلي لكل مديرية والتي يقوم
بها األعوان المؤهلون لذلك.
تتم مراقبة المنتجات المستوردة قبل القيام بعملية الجمركة على أساس ملف يقدمه المستورد أو ممثله
القانوني إلى المفتشية المعنية بالمراقبة ،وتنصب المراقبة على المنتجات المستوردة عبر الحدود على فحص
الوثائق المطلوبة وتكون المراقبة بالعين المجردة للمنتج أو بإقتطاع عينات منها ،وفي حالة عدم وجود مخالفة
بعد الفحص والمراقبة تسلم المفتشية الحدودية رخصة الدخول للمنتج المستورد ،أما في حالة تسجيل مخالفة أي
أن السلع غير مطابقة فتقدم المصلحة مقرر رفض دخول المنتج مبينة فيه سبب الرفض إلى المعني (المستورد)
2
كما ترسل نسخة من المقرر إلى مصالح الجمارك ليقاف عملية الجمركة.
وبعد المراقبة والفحص والتحليل إذا لم يتم مالحظة أي مخالفة تسلم رخصة مرور المنتوجات بطريقة
عادية ،أما إذا تبين أن هذه األخيرة غير مطابقة للمواصفات الواجب توفرها فهنا تتخذ هيئة الدارة المختصة
3
التدابير الوقائية أو التحفظية التي تحمي المستهلك وأصحاب حقوق الملكية الفكرية.
-اإليداع:
-الحجز:
ويعني سحب المنتج من السوق بناءا على إذن قضائي من المحكمة المختصة إقليميا.
-اإلتالف:
يمكن إتالف المنتجات المحجوزة بحضور السلطات األمنية والمحلية خاصة في حالة تغير طبيعة
1
المنتج.
وعليه يمكن القول أن المشرع الجزائري قد وفق في إيجاد آليات إدارية تعمل على حماية حقوق المؤلفين
والدفاع عنها.
وقد تراوحت عقوبات المعتدي على حقوق المؤلف بين عقوبات أصلية ،وأخرى تكميلية ،وذلك بحسب حجم
التعدي الواقع ،دون أن يخل ذلك بمسار التّعويضات.
المشرع قد بسط في سبيل تأمين الحماية القانونية لحقوق المؤلف أجهزة قائمة بذاتها ،منها ما
ّ كما نجد أن
يختص مباشرة بالعمل على هذه الحقوق كالديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة ،ومنها ما يشكل مصالح
أو أجهزة كجهاز الجمارك ،ويعد العمل على حماية حقوق المؤلف أحد مهامها األساسية رغم أنها ال تختص مباشرة
بحماية حقوق المؤلف.
97
الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري خاتمة
إنطلقت دراستنا من فكرة محورية مضمونها ّأنه لتحقيق االستفادة الحّقة مما ينتجه المبدعين ،وهو
المشرع الجزائري على المؤِّّلفين في األمر 05 – 03المتعِّّلق بحقوق المؤِّّلف والحقوق
ّ المصطلح الذي أطلقة
عديات التي قد تطال حقوقهم ،وهو ما ال يمكن تحقيقه المجاورة ،البد من تحقيق أقصى حماية لهم من التّ ّ
يتعرض لها المؤّلِّف من جهة ،وطبيعة منتجاته المستحدثةعديات التي ّ بغير قوانين مالئمة تتماشى ونوعية التّ ّ
مرة من جهة ثانية.
كل ّ
في ّ
المشرعة في الجزائر حاليا
ّ وفي سياق الفكرة أعاله طرحنا إشكالية أساسية مفاده هل تكفي القوانين
ِّ
لتأمين الحماية القانونية المطلوبة لحقوق المؤّلف ؟ ،وبعد مدارسة ألحكام القوانين التي ّ
تفرقت ما بين األمر
،05 - 03وقوانين أخرى تم التّوصل إلى ما يلي:
َّ
"المؤلف" من الحماية القانونية المنصوص عليها متى إستوفى الشروط المطلوبة من َّ
المصنف • يستفيد
المصنف
ّ فإنه ال تهم نوعية
ثم ّالشروط فال مجال لحمايته ،ومن ّ
أصالة ،وإبتكار ،فإن لم يستوفي تلك ّ
لحمايته و ّإنما ما إستوفى لما تطّلبه القانون له من شروط.
• ال يشترط في المؤّلِّف حتى تتم حمايته أن يكون فردا أو جماعة ،أو أن يكون طبيعيا أو معنويا،
فالشرط الوحيد هو أن
مصنفّ ،
ّ الصفات ال ينظر إليها من األساس عند إطالق صفة
فجميع هذه ّ
يكون هو ّ
الشخص الذي أبدعه.
• يجوز للمؤّلِّف أن يلجأ للقضاء بغية اإلستفادة من اإلجراءات التّحفظية والوقائية التي نص عليها
المشرع ذلك.
ّ المشرع الجزائري ،متى كان أمام الحاالت التي أجاز فيها
ّ
تعرضت حقوقه لإلعتداء أن يرفع دعواه أمام القسم المدني ،أو القسم الجزائي، ِّ
• يجوز للمؤّلف الذي ّ
عدي الحاصل عليه ،وفي جميع األحوال فإن حّقه في التّعويضات مضمون ،متى أُثبت بحسب التّ ّ
عدي.
تعرضه للتّ ّ
فعال ّ
ِّ
المتعدي على حقوق المؤّلِّف بحسب نوعية اإلعتداء ودرجته، • تختلف طبيعة العقوبة المفروضة على
ّ
المصنف ليست كجريمة اإلقتطاع الكّلي.
ّ فجريمة اإلقتطاع الجزئي من
المشرع الجزائري أجهزة أخرى لتحقيق الحماية القانونية المطلوبة على
ّ • بعيدا عن جهاز القضاء كّلف
الديوان الوطني لحقوق المؤِّّلف
مستواها للمؤٍّّلف ،منها ما هو مكّلف أصال بحكم طبيعته مثل ّ
والحقوق المجاورة ،ومنها ما يعد ذلك من بين مهامه كجهاز الجمارك.
99
قائمة المصادر والمراجع
-1الّنصوص القانونية:
الدولية:
أ – االتفاقيات ّ
-إتفاقية برن لحماية المصنفات األدبية والفنية ،المؤرخة في 9سبتمبر ،1886المعدلة والمتممة ،الجريدة
الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد ،61المؤرخة في 14سبتمبر .1997
ب – الّنصوص ال ّتشريعية:
-القوانين العادية:
– 1قانون الجمارك رقم ،07 -79 :المؤرخ في 21جويلية 1979م ،الموافق لـ 26شعبان 1999ه،
الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد ،30الصادرة بتاريخ 24يوليو 1979م ،الموافق لـ 29شعبان
1999ه.
- 2القانون رقم ،02 - 04 :المحدد للقواعد المطبقة على الممارسات التجارية ،المؤرخ في 23جوان
2004م ،الموافق لـ 5جمادى األولى عام 1425ه ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد ،41الصادرة
بتاريخ 27جوان 2004م ،الموافق لـ 9جمادى األولى 1425ه ،المعدل والمتمم.
- 3القانون رقم 06 -10 :المؤرخ في 15أوت 2010م ،الموافق لـ 5رمضان 1431ه ،الجريدة الرسمية
للجمهورية الجزائرية ،العدد ،46الصادرة بتاريخ 18أوت 2010م ،الموافق لـ 8رمضان 1431ه ،المعدل
والمتمم للقانون 02 – 04 :المحدد للقواعد المطبقة على الممارسات التجارية.
- 4القانون رقم ،04 -17 :المتضمن قانون الجمارك ،المؤرخ في 16فيفري 2017م ،الموافق لـ 19جمادى
األولى عام 1438ه ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد ،11الصادرة بتاريخ 19فبراير سنة ،2017
الموافق لـ 22جمادى األولى عام 1438ه ،المعدل والمتمم لقانون الجمارك رقم.07 -79 :
-5القانون رقم ،09 – 08 :المؤرخ في 18صفر 1429ه الموافق لـ 25فيفري 2008م ،المتضمن قانون
اإلجراءات المدنية واإلدارية ،ج.ر.ج.ج ،العدد ،21الصادر بتاريخ 23أفريل 2008م.
101
قائمة المصادر والمراجع
-األوامر:
- 1األمر رقم 156 - 66 :المؤرخ في 8جوان ،1966المتضمن قانون العقوبات ،المعدل والمتمم ،جريدة
رسمية للجمهورية الجزائرية ،عدد ،49صادر بتاريخ 10جوان 1966م ،المعدل والمتمم.
- 2األمر رقم 58 - 75 :المؤرخ في 20رمضان عام 1395هـ الموافق 26سبتمبر سنة 1975م ،المتضمن
القانون المدني ،الجريدة الرسمية ،العدد ،78الصادرة بتاريخ 24رمضان عام 1395هـ الموافق 30سبتمبر
سنة ،1975ص ،990المعدل والمتمم بالقانون رقم 10 - 05مؤرخ في 13جمادى األولى عام 1426هـ
الموافق 20جوان سنة 2005م ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد ،44الصادرة بتاريخ 19جمادى
األولى عام 1426هـ الموافق 26جوان سنة 2005م.
- 3األمر رقم ،10 – 97 :المؤرخ في 6مارس ،1997المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة ،الجريدة
الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد ،13المؤرخ في 12مارس 1997م.
- 4األمر رقم 05 – 03 :مؤرخ في 19جمادى األولى عام 1424هـ الموافق 19يوليو سنة 2003م،
المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد ،44الصادرة بتاريخ
23جمادى األولى عام 1424هـ الموافق 23يوليو سنة 2003م.
ج -الّنصوص ال ّتنظيمية:
- 1المرسوم التنفيذي رقم ،356 – 05 :المتضمن القانون األساسي للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق
المجاورة وتنظيمه وتسييره ،المؤرخ في 21سبتمبر 2005م ،الموافق ل 17شعبان ،1426الجريدة الرسمية
للجمهورية الجزائرية ،الصادرة بتاريخ 21سبتمبر 2005م ،الموافق ل 17شعبان 1426ه ،العدد ،65
المعدل و المتمم.
- 2المرسوم التنفيذي رقم ،356 – 11المؤرخ في 17أكتوبر ،2011الموافق ل 19ذو القعدة عام
1432ه ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد ،57الصادرة بتاريخ 19أكتوبر 2011م ،الموافق ل
21ذو القعدة 1432ه.
102
قائمة المصادر والمراجع
- 1الكتب:
-الكتب العامة:
- 1السنهوري عبد الرزاق أحمد ،الوسيط في شرح القانون المدني -حق الملكية ،الجزء الثامن ،دار النهضة
العربية ،مصر ،القاهرة.1967 ،
المتخصصة:
ّ -الكتب
– 1أسامة نائل المحسن ،الوجيز في حقوق الملكية الفكرية ،الطبعة األولى ،دار الثقافة للنشر والتوزيع،
األردن.2011 ،
- 2جمال محمود الكردي ،حق المؤلف في العالقات الخاصة الدولية ،الطبعة األولى ،دار النهضة العربية،
مصر.2002 ،
- 3جمال هارون ،الحماية المدنية للحق األدبي للمؤلف في التشريع األردني -دراسة مقارنة ،الطبعة
األولى ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،األردن.2006 ،
- 4حازم عبد السالم المجالي ،حماية الحق المالي للمؤلف في القانون األردني ،د.ط ،دار وائل للطباعة
والنشر والتوزيع ،األردن.2000 ،
- 5شحاتة غريب شلقامي ،الملكية الفكرية في القوانين العربية – دراسة لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة
وخصوصية حماية برامج الحاسب اآللي ،د.ط ،دار الجامعة الجديدة ،مصر.2008 ،
- 6شريقي نسرين ،حقوق الملكية الفكرية ،حقوق الملكية الفكرية – حقوق المؤلف والحقوق المجاورة –
حقوق الملكية الصناعية ،د.ط ،دار بلقيس للنشر ،الجزائر.2014 ،
- 7عبد الحميد المنشاوي ،حماية الملكية الفكرية وأحكام الرقابة على المصنفات الفنية ،د.ط ،دار الفكر
الجامعي ،مصر.2002 ،
103
قائمة المصادر والمراجع
- 8عبد هللا مبروك النجار ،الحق األدبي للمؤلف في الفقه اإلسالمي والقانون المقارن ،د.ط ،دار المريخ
للنشر ،السعودية.2000 ،
- 9فاضلي إدريس ،المدخل إلى الملكية الفكرية – الملكية األدبية والفنية والصناعية ،الطبعة الثانية ،ديوان
المطبوعات الجامعية ،الجزائر.2007 ،
- 10فاضلي إدريس ،حقوق المؤلف والحقوق المجاورة ،د.ط ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر،
.2008
- 11محمد إبراهيم ابداح ،جرائم االنتحال األدبي والعلمي – حقوق التأليف والحقوق المجاورة لها وفقا
للتشريعات والقوانين الدولية والوطنية ،دار الجنان للنشر والتوزيع.2016 ،
- 12محي الدين عكاشة ،حقوق المؤلف على ضوء القانون الجزائري الجديد ،الطبعة الثانية ،ديوان
المطبوعات الجامعية ،الجزائر.2007 ،
-13محي الدين عكاشة ،محاضرات في الملكية األدبية والفنية ،د.ط ،ديوان المطبوعات الجامعية بن
عكنون ،الجزائر.2011 ،
- 14محمد أمين الرومي ،حقوق المؤلف والحقوق المجاورة ،د.ط ،دار الفكر الجامعي ،مصر.2009 ،
- 15محمد خليل يوسف أبو بكر ،حق المؤلف في القانون– دراسة مقارنة ،الطبعة األولى ،مجد المؤسسة
الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ،لبنان.2008 ،
- 16محمد علي النجار ،حقوق المؤلف في ضوء الثورة المعلوماتية الحديثة -دراسة مقارنة ،د.ط ،دار
الجامعة الجديدة ،مصر.2011 ،
- 17محمد علي فارس الزعبي ،الحماية القانونية لقواعد البيانات وفقا لقانون حق المؤلف ،د.ط ،منشاة
المعارف ،مصر.2003 ،
- 18نواف كنعان ،حق المؤلف -النماذج المعاصرة لحق المؤلف ووسائل حمايته ،الطبعة األولى ،دار
الثقافة للنشر والتوزيع ،األردن.2009 ،
104
قائمة المصادر والمراجع
– 19يوسف أحمد النوافلة ،الحماية القانونية لحق المؤلف ،الطبعة األولى ،دار الثقافة للنشر والتوزيع،
األردن ،د.س.
- 4األبحاث العلمية:
شهادة الدكتوراه في القانون الخاص ،كلية الحقوق ،جامعة أبي بكر بلقايد ،تلمسان.2008 – 2007،
- 2بلهواري نسرين ،تجريم وإثبات أفعال التقليد في القانون الجزائري ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في
الحقوق ،قسم القانون العام ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر - 1بن يوسف بن خدة.2013 – 2012 ،
-3بن دريس حليمة ،حماية الملكية الفكرية في التشريع الجزائري ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون
الخاص ،كلية الحقوق ،جامعة أبي بكر بلقايد ،تلمسان.2013 ،
-4بوراوي أحمد ،الحماية القانونية لحق المؤلف والحقوق المجاورة في التشريع الجزائري واالتفاقيات
الدولية ،أطروحة مقدمة لنيل درجة دكتوراه العلوم في العلوم القانونية ،تخصص قانون جنائي ،كلية الحقوق
والعلوم السياسية ،جامعة باتنة .2015 – 2014
-5زواني نادية ،حماية الملكية الفكرية من التقليد والقرصنة – دراسة مقارنة ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه
في العلوم ،كلية الحقوق ،جامعة بن يوسف بن خدة ،الجزائر.2013 – 2012 ،
-6علوقة نصر الدين ،آليات مكافحة التقليد بين قوانين الملكية الفكرية وأحكام القضاء ،رسالة لنيل شهادة
دكتوراه الطور الثالث في الحقوق ،قسم الحقوق ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة أحمد دراية ،أد ارر،
.2018 – 2017
-7فتيحة حواس ،حماية المصنفات الرقمية وأسماء النطاقات على شبكة االنترنيت ،أطروحة لنيل شهادة
الدكتوراه في القانون الخاص ،جامعة الجزائر.2016 ،1
– 8مالك فائزة ،حقوق الملكية األدبية والفنية في التركة دراسة مقارنة بين القانونين الجزائري والفرنسي،
أطروحة لنيل شهادة دكتوراه في العلوم ،كلية الحقوق سعيد حمدين ،جامعة الجزائر.2017 – 2016 ، 1
105
قائمة المصادر والمراجع
-9مليكة عطوي ،الحماية القانونية لحقوق المؤلف على شبكة االنترنيت ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في
علوم اإلعالم واالتصال ،كلية العلوم واالتصال ،جامعة دالي إبراهيم ،الجزائر.2010 – 2009،
-10يصرف حاج ،الحماية القانونية للمصنفات الرقمية وأثرها على تدفق المعلومات في الدول النامية،
أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم واالتصال ،قسم علوم اإلعالم واالتصال ،كلية العلوم اإلنسانية والعلوم
اإلسالمية ،جامعة وهران - 1أحمد بن بلة.2016 – 2015، -
-رسائل الماجستير:
- 1آيت شعالل إلياس ،حماية حقوق الملكية الصناعية من جريمة التقليد ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير
في القانون ،قسم الحقوق،كلية الحقوق والعلوم السياسية،جامعة مولود معمري – تيزي وزو.2016 ،
- 2بلقاسمي كهينة" ،استقاللية النظام القانوني للملكية الفكرية ،مذكرة من أجل الحصول على شهادة
الماجستير في الحقوق ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر – بن يوسف بن خدة – .2009 - 2008
- 3بن ديدي جميلة ،الحماية الوطنية والدولية للمصنفات األدبية ،مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير في
الحقوق ،قسم الحقوق ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الحاج لخضر باتنة – .2016 – 2015 ،1
- 4بومعزة سمية ،حقوق المؤلف في النطاقين التقليدي والرقمي في ظل التشريع الجزائري" ،مذكرة لنيل
شهادة الماجستير في الحقوق ،قسم الحقوق ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة باتنة.2016 – 2015 ،
- 5حقاص صونيا ،حماية الملكية الفكرية األدبية والفنية في البيئة الرقمية في ظل التشريع الجزائري،
مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،تخصص المعلومات االلكترونية االفتراضية وإستراتيجية البحث عن المعلومات،
كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية ،جامعة منتوري ،قسنطينة .2012 ،
- 6حسونة عبد الغني ،ضمانات حماية الملكية الفكرية في التشريع الجزائري ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير
في الحقوق ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة.2008 – 2007 ،
– 7دربالي لزهر ،جريمة التقليد في الملكية الصناعية وآليات مكافحتها في ظل التشريع الجزائري ،مذكرة
مكملة لنيل درجة الماجستير في الحقوق ،قسم الحقوق ،كلية الحقوق ،والعلوم السياسية ،جامعة باتنة 2015 ،1
– .2016
106
قائمة المصادر والمراجع
- 8زينب عبد الرحمان عقلة سلفيتي ،الحماية القانونية لحق المؤلف في فلسطين – دراسة مقارنة ،مذكرة
مقدمة الستكمال متطلبات الحصول على درجة الماجستير في القانون الخاص ،كلية الدراسات العليا ،جامعة
النجاح الوطنية ،فلسطين.
- 9عبد المجيد كلفالي ،النظام القانوني للمصنفات السمعية ،مذكرة بحث لنيل شهادة الماجستير ،كلية
الحقوق بن عكنون ،جامعة الجزائر - 1يوسف بن خدة.2013 – 2012 ،
- 10عبد الرحمان جميل محمود حسين ،الحماية القانونية لبرامج الحاسب اآللي -دراسة مقارنة ،مذكرة
الستكمال متطلبات الحصول على درجة الماجستير في القانون الخاص ،كلية الدراسات العليا ،جامعة النجاح
الوطنية ،فلسطين.2008 ،
- 11عمروش فوزية ،تحديد صفة المؤلف حسب قانون الملكية الفكرية ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في
الحقوق ،كلية الحقوق والعلوم اإلدارية ،جامعة الجزائر ،د.س.
- 12فنيش بشير ،حماية حق المؤلف من االعتداء ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون الخاص ،كلية
الحقوق ،جامعة بن يوسف بن خدة ،الجزائر.2011 ،
- 13لعلوي محمد ،الحماية الجزائية للحقوق األدبية والفنية في ظل القانون الجزائري ،مذكرة لنيل شهادة
الماجستير ،قسم الحقوق ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة الطاهر موالي ،سعيدة.2012 – 2011 ،
- 14مسعودي سميرة ،الحق المالي للمؤلف في ظل القانون الجزائري والقانون المقارن ،مذكرة لنيل شهادة
الماجستير في القانون ،تخصص الملكية الفكرية ،جامعة الجزائر .2014 – 2013 ،1
- 15مزياني محمد السعيد ،اآلليات اإلدارية لحماية الملكية الفكرية في الجزائر ،مذكرة مكملة لنيل درجة
الماجستير في الحقوق،قسم الحقوق ،كلية الحقوق العلوم السياسية ،جامعة باتنة.2016 – 2015 ،
– 16ياسين بن عمر" ،جرائم تقليد المصنفات األدبية والفنية وأليات مكافحتها في التشريع الجزائري" ،مذكرة
لنيل شهادة الماجستير في الحقوق ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة.2011 ،
107
قائمة المصادر والمراجع
-المقاالت العلمية:
أ -المقاالت العامة:
- 1عمرو أحمد عبد المنعم دبش" ،أركان المسؤولية المدنية" ،مجلة العلوم القانونية واالجتماعية ،المجلد
الرابع ،العدد الثاني ،جوان ،2009أكاديمية الشرطة المصرية ،الجلفة-الجزائر.2019 ،
المتخصصة:
ّ ب -المقاالت
- 1أشواق عبد الرسول عبد األمير الخفاجي" ،الحماية القانونية للمصنفات ومؤلفيها – دراسة مقارنة"،
بحث منشور في مجلة أهل البيت ،العدد ،06د.س.
- 2حنان براهمي" ،حقوق المؤلف في التشريع الداخلي" ،مجلة المنتدى القانوني ،العدد الخامس ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،د.س.ن.
- 3سعد لقليب" ،الحماية اإلدارية لحقوق الملكية الفكرية في التشريع الجزائري" ،مجلة العلوم القانونية
والسياسية ،المجلد ،10العدد ،02د.س ،جامعة باتنة ،1الجزائر ،سبتمبر .2019
- 4عبد الغني حسونة" ،اآلليات اإلدارية المتخصصة بحماية الحقوق الفكرية في الجزائر" ،مجلة المنتدى
القانوني ،العدد السابع ،د.س ،جامعة محمد خيضر.
- 6النا عابد شحفة" ،تمتع الشخص االعتباري بحق المؤلف" ،مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية
والقانونية ،المجلد ،29العدد الثاني ،قسم القانون الخاص ،كلية الحقوق ،جامعة دمشق.2013 ،
- 7غازي أبو عرابي" ،الحماية المدنية للمصنفات الفنية في القانون األردني والمقارن" ،مجلة الفقه والقانون،
العدد ،23الجامعة األردنية ،عمان.2005 ،
108
قائمة المصادر والمراجع
- 1نزيه محمد الصادق المهدي" ،آليات حماية حقوق الملكية الفكرية" ،مؤتمر الجوانب القانونية
واالقتصادية التفاقية منظمة التجارة العالمية ،كلية الحقوق ،جامعة القاهرة ،د.س.
- 2ب ارزة وهيبة" ،اإلجراءات الوقائية لحماية حقوق المؤلف في القانون الجزائري" ،الملتقى الوطني حول
الملكية الفكرية ومقتضيات العولمة وتحديات التنمية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة عبد الرحمان
ميرة ،بجاية 29 – 28 ،أفريل .2013
ب -الندوات العلمية:
- 1حسن البدراوي"،حماية المصنفات األدبية والفنية ،موضوع الحماية وشروطها“ ،ندوة الويبو الوطنية
المتخصصة للسلطات القضائية األردنية ،تنظمها المنظمة العالمية للملكية الفكرية بالتعاون مع المجلس
القضائي األردني ومركز الملك عبد هللا الثاني للملكية الفكرية ،البحر الميت ،من 8إلى 9أكتوبر.2004
- 2المحامي عمر مشهور حديثة الجازي" ،حق المؤلف في األردن بين النظرية والتطبيق" ،ورقة عمل
مقدمة في ندوة ،كلية الحقوق _ الجامعة األردنية 12 ،كانون الثاني.2004 ،
- 6المحاضرات:
- 1عقاد طارق" ،محاضرة حول الحماية القانونية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة" ،محكمة بئر العاتر،
و ازرة العدل ،الجزائر ،الدفعة الثانية.2014 ،
- 7ال ّتقارير:
-1حلقة الويبو الوطنية التدريبية حول الملكية الفكرية للدبلوماسيين ،المنظمة العالمية للملكية الفكرية ،القاهرة،
من 13إلى 12ديسمبر /كانون األول.2004 ،
109
الفهرس
الصفحة المحتويات
أ ....................................................... ................................................... ............................................... الشكر
ب ....................................................... ................................................... ............................................. اإلهداء
ج ................................................... ....................................................... .............................. قائمة المختصرات
01 ....................................................... ................................................... .............................................. مقدمة
05 .................................................................................... الفصل األول :نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف
07 ................................................................................. المبحث األول :النطاق الموضوعي لحماية حق المؤلف
07 ...................................................................... المطلب األول :المصنفات والحقوق المشمولة بحماية حق المؤلف
07 ................................................................................................. الفرع األول :تعريف المصنف وشروط حمايته
07 .................................................... ............................................................................... أوال ،تعريف المصنف
08 ............................................................... ................................................ ثانيا ،شروط حماية المصنف قانونيا
10 ..................................................................................... الفرع الثاني :المصنفات المشمولة بحماية حق المؤلف
10 ......................................................................................................................... ...... أوال ،المصنفات األصلية
19 ............................................................................................................................... ثانيا ،المصنفات المشتقة
22 ...........................................................................................
الفرع الثالث :الحقوق ّ
المقررة للمؤلف على مصنفه
22 ..................................................................................................................... ......... أوال ،الحق األدبي للمؤلف
29 ................................................................... ....................................................... ... ثانيا ،الحق المالي للمؤلف
34 ................................................... المطلب الثاني :مدة حماية حق المؤلف ومصير المصنفات بعد اإلنقضاء
34 ........................................................... الفرع األول :مدة الحماية القانونية للمصنفات في التشريع الجزائري
34 ............................................................................................... أوال ،حساب مدة الحماية من تاريخ وفاة المؤلف
35 .................................................................... .......................... ثانيا ،حساب مدة الحماية من تاريخ النشر األول
37 ...................................................................... ثالثا ،حساب مدة الحماية من تاريخ وضع المصنف رهن للتداول
37 ........................................................................................ رابعا ،حساب مدة الحماية من تاريخ إنجاز المصنف
38 .................................................................................. الفرع الثاني :مصير المصنفات بعد إنقضاء مدة الحماية
40 المبحث الثاني :النطاق الشخصي لحماية حق المؤلف
...................................................................................
نصه على مختلف هذه الحقوق في تشريعاته لحقوق المؤلف ّ المشرع الجزائري من خالل
ّ هذه المسألة أدركها
.النصوص التّنظيمية ّ وهو األمر الذي، 05 – 03 والتي كان آخرها األمر،والحقوق المجاورة
ّ دعمه بالعديد من
Résumé
Les droits d’auteur ont toujours fait l’objet d’un intérêt particulier
important dans les différents domaines de la vie de l’homme. Ceci découle
de la valeur des sujets : « les créations intellectuelles ».