You are on page 1of 123

‫جامعة العربي بن مهيدي ‪ -‬أم البواقي ‪-‬‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫قسم الحقوق‬

‫تحت إشراف األستاذة ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبة ‪:‬‬

‫‪-‬‬

‫لجنة المناقشة‬

‫الجامعة‬ ‫الدرجة العلمية‬ ‫الصفة‬ ‫اإلسم واللقب‬


‫جامعة العربي بن مهيدي‬ ‫أستاذة محاضرة (أ)‬ ‫عضوا مناقشا‬ ‫عمارة نعيمة‬
‫جامعة العربي بن مهيدي‬ ‫أستاذ محاضر (ب)‬ ‫رئيسا‬ ‫جرافي بالل‬
‫جامعة العربي بن مهيدي‬ ‫أستاذة محاضرة (ب)‬ ‫مشرفا و مقررا‬ ‫كاملي عائشة‬

‫السنة الجامعية ‪2020 / 2019‬‬


‫علَ ْي ِه َو َ‬
‫سلَّ َم ‪:‬‬ ‫صلَّى َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫قال النبي َ‬

‫ك‬ ‫" أَدِّ أاْلََمانَةَ إلَى َم أن أ‬


‫ائتََمنَ َ‬
‫ك"‬
‫َوال تَخُ أن َم أن خَانَ َ‬
‫رواه الترمذي‬
‫رحاب‬
‫قائمة المختصرات‬

‫‪ -‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ‪ :‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬‬


‫‪ -‬دون طبعة ‪ :‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ -‬دون سنة ‪ :‬د‪.‬س‪.‬‬
‫‪ -‬دون سنة نشر ‪ :‬د‪.‬س‪.‬ن‪.‬‬
‫‪ -‬الجزء ‪ :‬ج‪.‬‬
‫‪ -‬الصفحة ‪ :‬ص‪.‬‬
‫الحماية القانونية لحقوق المؤّلف في ال ّتشريع الجزائري‬ ‫مقدمة‬
‫ّ‬

‫المشرع الجزائري لكثرتها ّإّل على سبيل‬


‫ّ‬ ‫المصنفات؛ لم يذكرها‬
‫ّ‬ ‫ترد حقوق المؤّلف على فئة واسعة من‬
‫المصنفات التي ّلقى موضوع حمايتها رواجا كبي ار على المستوى العالمي‪ ،‬كان له إمتداده في‬
‫ّ‬ ‫المثال‪ ،‬وهي‬
‫التّشريعات الجزائرية؛ إذ ما صدر األمر ‪ 05 – 03‬المتعّلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪ ،‬والذي ألغي‬
‫ظل التّوجه اإلقتصادي الجديد‪.‬‬
‫بموجبه األمر رقم ‪ّ 10 - 97‬إّل إستجابة للمنحى العالمي في ّ‬

‫هذا اإلهتمام لم يكن على مستوى التّشريعات فحسب؛ و ّإنما قد كان له أثره الملفت لإلنتباه على مستوى‬
‫ظمة الويبو ومنظمات الملكية الفكرية العربية تعنى أساسا بهذا‬
‫الهيئات العالمية والعربية المختلفة‪ ،‬وإن كانت من ّ‬
‫ظمات القائمة على اإلستثمار عالميا‬
‫ظمات كهيئة األمم‪ ،‬والمن ّ‬ ‫النوع من الحقوق‪ّ ،‬‬
‫فإن في إهتمام غيرها من المن ّ‬ ‫ّ‬
‫الصادرة‬ ‫وعربيا‪ ،‬لدّللة على القيمة الكبيرة التي تش ّكلها حقوق المؤّلف‪ ،‬وهو األمر الذي ّ‬
‫تؤكده التّقارير المختلفة ّ‬
‫عنها‪.‬‬

‫وّل غرابة في أن تلقى حقوق المؤّلِّف اإلهتمام المذكور؛ إذ أن ال ّ‬


‫طبيعة الجد خاصة لمضامين ما ترد‬
‫عليه؛ تجعل من الحتمية اإللتفاف حولها؛ فهي ترقى بالفرد والمجتمع في مختلف مناحي الحياة‪ ،‬وتأمين الحماية‬
‫القانونية الكافية للحقوق الواردة على تلك المضامين من شأنه تشجيع المبدعين على مواصلة اإلبداع‪ ،‬فإطمئنان‬
‫المؤّلفين على منتجاتهم من شأنه التّحفيز على إنشاء بيئة إبداعية ترقى بها المجتمعات في كافة مناحي الحياة‪.‬‬

‫‪ - 1‬أهمية الدراسة‪:‬‬

‫الدراسة من الموضوعات الجديدة‪ ،‬أو أنها قد بلغت من اإلختالف عن الدراسات‬


‫ّل نزعم أن هذه ّ‬
‫لكننا نؤكد في‬
‫السابقة؛ ما يمكننا القول معه أن بإمكانها إثراء المكتبة القانونية‪ ،‬أو تقديم إضافة معرفية كبيرة‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫الدراسة‪ ،‬بالنظر إلى تناولها لبعض الجزئيات التي‬
‫الوقت ذاته على قيمتها في إفادة غيرنا من المهتمين بمجال ّ‬
‫المحدد للقواعد المطبقة‬
‫ّ‬ ‫أغفلتها بعض الدراسات األخرى كحماية حقوق المؤلف من خالل القانون ‪02 – 04‬‬

‫المعدل بموجب القانون ‪ ،06 - 10‬فضال ّ‬


‫عما كان لها من تأثير على شخصنا‪،‬‬ ‫على الممارسات التجارية و ّ‬
‫الدراسات العليا في المجال ذاته‪.‬‬
‫ملحة إلستكمال ّ‬
‫إذ فتحت لنا آفاقا ‪ ،‬وش ّكلت لدينا رغبة ّ‬

‫‪1‬‬
‫الحماية القانونية لحقوق المؤّلف في ال ّتشريع الجزائري‬ ‫مقدمة‬
‫ّ‬

‫‪ - 2‬أسباب إختيار الموضوع‪:‬‬

‫كان إختيارنا لهذا الموضوع دون سواه أسباب ّ‬


‫عدة‪ ،‬يمكن تصنيفها إلى أسباب ذاتية‪ ،‬وأخرى موضوعية‪:‬‬

‫‪ 1 – 2‬األسباب الذاتية‪:‬‬

‫وتتمّثل في‪:‬‬

‫الرغبة في التّعرف على مضامينها‬ ‫الشخصي لل ّدراسات ذات العالقة بالملكية الفكرية‪ ،‬زاده شغف ّ‬ ‫‪ -‬الميل ّ‬
‫المختلفة‪ ،‬خاصة ّأننا لم نحظى بفرصة المدارسة المدّققة ألحكامها في فترة تكويننا في مجال قانون األعمال؛‬

‫إذ ّأننا لم نتلّقى سوى بعض المفاهيم العامة من خالل مقياس إستكشافي "مقياس الملكية الفكرية و ّ‬
‫الصناعية‬
‫وال ّتنمية اإلقتصادية"‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة التوعية لإلهتمام بمثل هذه الدراسات في ظل تفشي ظاهرة السرقة الفكرية والتعدي على حقوق‬
‫المؤلفين‪.‬‬

‫‪ 2 – 2‬األسباب الموضوعية‪:‬‬

‫وتتمّثل في‪:‬‬

‫‪ -‬القيمة التي يش ّكلها موضوع الحماية القانونية للمؤلف‪ ،‬إما على المستوى المعرفي أو على المستوى العملي‪،‬‬
‫أما العملي فال يخفى أن موضوعات الملكية الفكرية أضحت اليوم‬
‫تمت اإلشارة إليه أعاله‪ ،‬و ّ‬
‫فأما المعرفي فقد ّ‬
‫ّ‬
‫من المحاور األساسية المطروحة على المستوى العالمي في مجال األعمال‪ ،‬لما لها من قيمة في بناء‬
‫المجتمعات‪ ،‬حتى أن مجال اإلستثمار إتّسع ليشمل اإلستثمارات القائمة على المضامين الفكرية‪.‬‬

‫‪ - 3‬اإلشكالية ‪:‬‬

‫يتمحور الموضوع الرئيسي لدراستنا حول الحماية القانونية للمؤّلف في التّشريع الجزائري‪ ،‬وهو ما يدفعنا‬
‫أمن ال ّتشريع الجزائري‬
‫لطرح إشكالية أساسية‪ ،‬وتساؤّلت أخرى فرعية‪ّ ،‬‬
‫فأما اإلشكالية الرئيسية فمفادها‪ :‬هل ّ‬
‫حماية قانونية حقيقية للمؤلف المعتدى على حقوقه ؟‪.‬‬

‫أما األسئلة الفرعية فتتمّثل في‪:‬‬


‫وّ‬
‫‪2‬‬
‫الحماية القانونية لحقوق المؤّلف في ال ّتشريع الجزائري‬ ‫مقدمة‬
‫ّ‬

‫المصنفات "المؤّلفات" ّأيا كان نوعها‪،‬‬


‫ّ‬ ‫‪ -‬هل تتسع دائرة الحماية القانونية في التّشريع الجزائري لتشمل جميع‬
‫المشرع الجزائري إصطالح "المبدعين" أيا‬
‫ّ‬ ‫وهل هي كفيلة بحماية جميع "المؤّلفين"‪ ،‬أو كما أطلق عليهم‬
‫كانت طبيعتهم القانونية‪ ،‬أو الصفة التي يحملونها ؟‪.‬‬
‫تتعدد آليات الحماية القانونية المكفولة للمؤّلِّف في التّشريع الجزائري ؟‪ ،‬أم ّأنها مقصورة على المسلك‬
‫‪ -‬هل ّ‬
‫عدي على حّقه‪.‬‬
‫تم التّ ّ‬
‫القضائي المتعارف عليه لكل من ّ‬

‫‪ - 4‬أهداف الدراسة‬

‫‪ -‬التوعية بمدى أهمية حق المؤلف وتأثيره في تقدم المجتمعات ورقيها‪.‬‬


‫‪ -‬منع وقوع اإلعتداء على شخصية المؤلف وعلى مصنفه‪.‬‬
‫‪ -‬السعي إلى إظهار اإلطار القانوني لحقوق المؤلف في الجزائر‪.‬‬

‫السابقة‪:‬‬
‫الدراسات ّ‬
‫‪ّ -5‬‬
‫عدة‪ ،‬أغلبها حديث اإلنتاج‪ ،‬وقد كان أبرزها‪:‬‬
‫إعتمدنا على دراسات سابقة ّ‬

‫‪" - 1‬الحماية القانونية لحق المؤلف والحقوق المجاورة في ال ّتشريع الجزائري واإلتفاقيات الدولية"‪ ،‬وهي‬
‫الدراسية ‪.2015 – 2014‬‬ ‫أطروحة دكتوراه‪ ،‬للباحث بوراوي أحمد‪ ،‬نوقشت بقسم الحقوق بجامعة باتنة‪ّ ،‬‬
‫للسنة ّ‬

‫‪" - 2‬حماية الملكية الفكرية في التشريع الجزائري"‪ ،‬وهي أطروحة دكتوراه‪ ،‬للباحثة بن دريس حليمة‪ ،‬نوقشت‬
‫الدراسية ‪.2014 – 2013‬‬ ‫بقسم الحقوق بجامعة أبي بكر بلقايد بتلمسان‪ّ ،‬‬
‫للسنة ّ‬

‫‪" - 3‬ضمانات حماية الملكية الفكرية في ال ّتشريع الجزائري"‪ ،‬وهي مذكرة ماجستير للباحث حسونة عبد الغني‪،‬‬
‫الدراسية ‪.2008 – 2007‬‬ ‫نوقشت بقسم الحقوق بجامعة بسكرة‪ّ ،‬‬
‫للسنة ّ‬

‫الرقمي في ظل ال ّتشريع الجزائري"‪ ،‬وهي مذكرة ماجستير للباحثة‬


‫– "حقوق المؤلف في الّنطاقين ال ّتقليدي و ّ‬
‫الدراسية ‪.2016 – 2015‬‬ ‫بومعزة سمية‪ ،‬نوقشت بقسم الحقوق بجامعة باتنة‪ّ ،‬‬
‫للسنة ّ‬

‫‪3‬‬
‫الحماية القانونية لحقوق المؤّلف في ال ّتشريع الجزائري‬ ‫مقدمة‬
‫ّ‬

‫الدراسة‪:‬‬
‫‪ - 6‬صعوبات ّ‬
‫عرفت المرحلة التي أعددنا أثناءها مذ ّكرة التّخرج هذه ظروفا إستثنائية – إنتشار الوباء العالمي‬
‫طبيعي المفترض‬
‫السير ال ّ‬
‫السلبي على مختلف الجوانب الحياتية عالميا‪ ،‬بما في ذلك ّ‬
‫"كورونا"‪ -‬مما كان له أثره ّ‬
‫طلبة على المستوى العملي هو إغالق المكتبات الجامعية‬
‫طالب في الحاّلت العادية‪ ،‬فكان من أبرز ما عاناه ال ّ‬
‫لل ّ‬
‫المختلفة‪ ،‬مما قّلل إمكانية حصولنا على المراجع التي كنا نأمل اإلعتماد عليها‪ ،‬رغم الوقت المتاح "‪ 6‬أشهر"‪،‬‬
‫خرج في مرحلة الماستر‪.‬‬
‫والذي يعتبر نسبيا وقتا كافيا إلعداد مذكرة بمواصفات مذكرة التّ ّ‬

‫هذا باإلضافة إلى صعوبات أخرى‪:‬‬

‫الصادرة في مجال حماية حقوق المؤّلف‪.‬‬


‫‪ -‬قلة األحكام القضائية ّ‬
‫‪ -‬قلة المراجع الجزائرية الخاصة بالموضوع‪.‬‬
‫عدة‪.‬‬
‫المتفرقة بين قوانين ّ‬
‫ّ‬ ‫النصوص القانونية‬
‫‪ -‬اإلنتقال بين ّ‬
‫‪ -‬صعوبة توظيف المراجع باللغة األجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬الرجوع إلى القواعد العامة في كل مرة من نصوص القانون المدني وغيره من المراسيم‪.‬‬

‫‪ - 7‬المنهج المتبع‪:‬‬

‫الدراسة‬
‫ظفنا المنهج الوصفي اإلستقرائي لتماشيه وموضوع ّ‬
‫قصد معالجة اإلشكالية موضوع البحث و ّ‬

‫المشرع الجزائري لحماية حقوق المؤّلف؛ ّ‬


‫ثم إستقراءها‬ ‫ّ‬ ‫أقرها‬
‫النصوص القانونية التي ّ‬
‫الذي يتطلب التّنقيب عن ّ‬
‫بغية إستخراج األحكام منها‪.‬‬

‫الدراسة‪:‬‬
‫‪ - 8‬تقسيمات ّ‬
‫تطرقنا في األول منهما لنطاق الحماية‬
‫قسمنا دراستنا لفصلين‪ّ ،‬‬
‫الدراسة المطروحة ّ‬
‫لإلجابة على إشكالية ّ‬
‫القانونية لحقوق المؤّلِّف‪ ،‬وقد قمنا بتقسيمه كذلك لمبحثين‪ ،‬عني أولهما ب‪" :‬الّنطاق الموضوعي لحقوق‬

‫الشخصي لحقوق المؤّلف"‪ ،‬ثم ّ‬


‫تطرقنا في الفصل الثّاني‬ ‫أما الثّاني فقد تناولنا من خالله‪" :‬الّنطاق ّ‬‫المؤّلف"‪ّ ،‬‬
‫تضمن‬
‫قسمناه كذلك لمبحثين‪ّ ،‬‬ ‫المشرع الجزائري لحقوق المؤلف‪ ،‬وقد ّ‬
‫ّ‬ ‫آلليات الحماية القانونية المبسوطة من ِّقبل‬
‫تضمن‪" :‬الحماية اإلدارية لحق المؤّلف"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أما الثّاني فقد‬
‫أولهما‪" :‬الحماية القضائية لحق المؤّلف"‪ّ ،‬‬
‫‪4‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫الفصل األول‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫المحدد قانونا لحق المؤلف‪ ،‬وهو‬


‫ّ‬ ‫حيز الحماية‬
‫يقصد بنطاق الحماية القانونية لحق المؤلف مجال أو ّ‬
‫َّ‬
‫(المؤلف)‪ ،‬وثانيهما‬ ‫بالمصنف في حد ذاته‬ ‫يتحدد بمجالين أولهما موضوعي يعنى‬
‫الحيز الذي ّ‬
‫ّ‬ ‫النطاق أو ّ‬
‫ّ‬
‫المصنف أي بالمؤّلف‪.‬‬
‫ّ‬ ‫شخصي يعنى بمنتج أو مبدع‬

‫َّ‬
‫المؤلف)‬ ‫مصنف أو‬
‫ولتحديد مجال الحماية القانونية نتناول النطاق الموضوعي لحماية حق المؤلف )ال ّ‬
‫في المبحث األول‪ ،‬متطرقين لتعريف المصنف على إعتباره محل الحماية‪ ،‬فتحديد ال ّشروط التي يتطلبها لتحقيق‬
‫ثم نتناول النطاق الشخصي لحماية حق المؤلف )المؤّلف)‪ ،‬وذلك في المبحث الثّاني‪ ،‬فنتناول‬
‫هذه الحماية‪ّ ،‬‬
‫تعريف المؤلف‪ ،‬وبيان طبيعته‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫المبحث األول‪ :‬النطاق الموضوعي لحماية حق المؤلف‬


‫المشرع‬
‫ّ‬ ‫باإلطالع على نصوص األمر رقم ‪ 05 - 03‬المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة نجد أن‬
‫النطاق الموضوعي لحماية حق المؤلف‪ ،‬والتّعرف‬ ‫الجزائري قد وضع من األحكام ما يفترض ّأنه كاف لتحديد ّ‬
‫النظر في المصنفات والحقوق المشمولة بحماية حق المؤلف (المطلب األول)‪ّ ،‬‬
‫ثم‬ ‫على هذه األحكام يستوجب ّ‬
‫المصنفات والحقوق ومصيرها بعد إنقضاء ّ‬
‫المدة (المطلب الثاني)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫في مدة حماية هذه‬

‫المطلب األول‪ :‬المصنفات والحقوق المشمولة بحماية حق المؤلف‬

‫المشرع الجزائري بالحماية القانونية مجموعة من المصنفات والحقوق‪ ،‬نتناولها في هذا المطلب‬
‫ّ‬ ‫خص‬‫ّ‬
‫المقررة للمؤلف على مصنفه في (الفرع‬
‫ّ‬ ‫طرق للمصنفات المشمولة بالحماية في (الفرع الثّاني) والحقوق‬
‫بالتّ ّ‬
‫الثالث)‪ ،‬على أن نتناول في (الفرع األول) تعريف المصنف ونستوضح شروط حمايته‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف المصنف وشروط حمايته‬

‫سنتطرق في هذا الفرع لتعريف المصنف (أوال)‪ ،‬ثم الشروط الواجب توافرها لحمايته (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ ،‬تعريف المصنف‪:‬‬

‫يمكن تعريف المصنف بأنه‪ " :‬جميع اإلبتكارات الفكرية األصلية التي يتم التعبير عنها في شكل قابل‬
‫لإلستنساخ‪ ،1‬أو بمعنى أخر‪" :‬جميع صور اإلبداع الفكري في مجاالت األدب والموسيقى والفنون والعلوم "‪،2‬‬
‫والمالحظ أن قوانين حماية حق المؤلف لم تنص صراحة على تعريف للمصنف وإنما أكدت على أن جميع‬
‫‪3‬‬
‫أعمال اإلبداع الفكري بصورها األدبية والعلمية والفنية تعتبر مصنفات فكرية مهما كان شكل التعبير عنها‪.‬‬

‫المشرع الجزائري في قانون حماية حق المؤلف لم يعطي تعريفا شامال عاما لمعنى مصطلح‬ ‫ّ‬ ‫كما أن‬
‫المصنف وإنما أورد عدة أنواع من المصنفات المشمولة بحماية حق المؤلف على سبيل المثال في المادة الرابعة‬

‫‪ -1‬ياسين بن عمر‪ ،‬جرائم تقليد المصنفات األدبية والفنية وأليات مكافحتها في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‬
‫في الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،2011 ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ -2‬غازي أبو عرابي‪" ،‬الحماية المدنية للمصنفات الفنية في القانون األردني والمقارن "‪ ،‬مجلة الفقه والقانون‪ ،‬العدد‪،23‬‬
‫الجامعة األردنية‪ ،‬عمان‪ ،2005 ،‬ص ‪.8 – 7‬‬
‫‪ -3‬نواف كنعان‪ ،‬حق المؤلف ‪ -‬النماذج المعاصرة لحق المؤلف ووسائل حمايته ‪ ،-‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر‬
‫والتوزيع‪،‬عمان‪ ،2009 ،‬ص ‪.197‬‬
‫‪7‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫من األمر رقم ‪ 05 - 03‬المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة حيث ترك المجال للمصنفات التي قد‬
‫‪1‬‬
‫تظهر مستقبال لكي تتمتع بهذه الحماية‪.‬‬

‫ثانيا‪ ،‬شروط حماية المصنف قانونيا‪:‬‬

‫حتى يحظى المصنف بالحماية المطلوبة البد من أن يتوافر على مجموعة من الشروط‪ ،‬يطلق عليها‬
‫البعض إصطالح الركنين الشكلي والموضوعي‪ ،‬فيما يلي بيانها‪:‬‬

‫‪ – 1‬أن يكتسب المصنف مظه ار خارجيا ينقله إلى حيز الوجود (الركن الشكلي للحماية)‪:‬‬

‫وهو أن يتخذ المصنف مظه ار يعبر عنه وحتى يأخذ هذا الشكل فإنه يمر بمراحل‪ 2‬لكي يكتمل كيانه‬
‫ويصبح حقيقة واقعة في متناول الجمهور‪ ،3‬حيث تتمثل المرحلة األولى في الفكرة وهي المادة التي يبنى عليها‬
‫المصنف إال أنها ال تكون موضوعا للحماية ألن األفكار ملك للجميع بال حكم على أحد‪ ،‬وتتمثل المرحلة الثانية‬
‫في التصميم وهو التمهيد للفكرة حتى تخرج إلى العالم المحسوس؛ والتصميم ال يحمى قبل التعبير عنه بشكل‬
‫نهائي فهو عرضة للتغيير والتبديل‪ ،‬أما المرحلة الثالثة وهي التعبير عن الفكرة في شكلها النهائي فتأخذ األفكار‬
‫مظهر محسوس وشكال تعبيريا أيا كانت وسيلة التعبير عنها‪ ،4‬وقد نصت المادة ‪ 2/2‬من إتفاقية "برن"‪" :‬‬
‫تطلب التعبير عن األفكار محل اإلبداع أن تكون في شكل مادي ملموس"‪ ،5‬فال يكفي أن يهتدي الشخص إلى‬
‫فكرة مبتكرة لكي يسبغ القانون عليها حمايته وإنما يلزم أن تصاغ هذه األفكار في شكل مادي ملموس‪ ،6‬وأن‬
‫يظهر المصنف إلى حيز الوجود أي أن ال يكون المصنف مجرد أفكار في ذهن المؤلف ما تزال قيد النظر‬
‫والتنقيح والتعديل والتغيير‪ ،‬فالبد من أن يخرج من مجال الفكر إلى الواقع ويكون له كيان حسي‪ ،‬وتعتبر هذه‬

‫‪ -1‬األمر رقم‪ 05 – 03 :‬مؤرخ في ‪ 19‬جمادى األولى عام ‪1424‬هـ الموافق ‪ 19‬يوليو سنة ‪2003‬م‪ ،‬المتعلق بحقوق المؤلف‬
‫والحقوق المجاورة‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬العدد ‪ ،44‬الصادرة بتاريخ ‪ 23‬جمادى األولى عام ‪1424‬هـ الموافق ‪ 23‬يوليو سنة ‪2003‬م‪.‬‬

‫‪ -2‬حازم عبد السالم المجالي‪ ،‬حماية الحق المالي للمؤلف في القانون األردني‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار وائل للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫األردن‪ ،2000 ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪ -3‬فاضلي إدريس‪ ،‬المدخل إلى الملكية الفكرية – الملكية األدبية والفنية والصناعية –‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2007 ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪ -4‬حازم عبد السالم المجالي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪ -5‬إتفاقية برن لحماية المصنفات األدبية والفنية‪ ،‬المؤرخة في ‪ 9‬سبتمبر ‪ ،1886‬المعدلة والمتممة‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬العدد ‪ ،61‬المؤرخة‬
‫في ‪ 14‬سبتمبر ‪1997‬م‪.‬‬
‫‪ -6‬أشواق عبد الرسول عبد األمير الخفاجي‪" ،‬الحماية القانونية للمصنفات ومؤلفيها –دراسة مقارنة‪ ،"-‬مجلة أهل البيت‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،06‬ص ‪.197‬‬
‫‪8‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫المرحلة دليل إكتمال المصنف وإنتهاء عملية تأليفه‪ ،‬وبالتالي فيجب أن تظهر األفكار الكامنة في ذهن المؤلف‬
‫في مظهر مادي وتكون معدة للنشر‪.‬‬

‫‪ – 2‬أن يكون المصنف أصيال (الركن الموضوعي للحماية)‪:‬‬

‫المشرع الجزائري‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وهو شرط تستوجبه غالبية تشريعات حق المؤلف حتى يتمتع بالحماية‪ ،1‬وهذا ما أخذ به‬

‫واألصالة تعني‪ " :‬الطابع المميز لشخصية المؤلف التي تظهر في المصنف أو البصمة الشخصية للمؤلف‬
‫على مصنفه" ‪ ،2‬وتظهر هذه األصالة في التعبير اإلبداعي وفي ذاتية المصنف وال وجود للحماية دون هذه‬
‫األصالة ‪ ،3‬واإلبداع ال يعني إنتاج جديد‪ 4‬وأن األفكار التي يشملها المصنف جديدة ابتدعت ألول مرة ولم يسبق‬
‫نشرها‪ 5‬وإنما يكفي أن يضفي المؤلف على ما هو معروف طابعه الخاص وأسلوبه بحيث يجعل مصنفه يتميز‬
‫عن المصنفات السابقة له‪ ،6‬فعندما يعرض المؤلف فكرة معروفة بأسلوب جديد ومتميز أو يعيد ترتيبها وتنسيقها‬
‫وتبويبها بشكل جديد يسهل له الرجوع إليها هنا تتوافر أصالة المصنف وبهذا يعتبر أي مجهود ذهني تبرز فيه‬
‫شخصية المؤلف إبتكا ار يستحق الحماية‪ ،7‬ويعرف المصنف األصيل بأنه نتاج الفكر والعمل المستقلين لشخص‬
‫‪8‬‬
‫واحد‪.‬‬

‫المشرع الجزائري صراحة على إلزامية توفر األصالة في المصنف فإلبداع ال يحمى إال إذا‬
‫ّ‬ ‫و قد إشترط‬
‫كان أصيال وذلك بموجب المادة ‪ 2/3‬من األمر رقم ‪ 05 - 03‬السالف الذكر حيث نص على أنه‪:‬‬

‫‪ -1‬زواني نادية‪ ،‬حماية الملكية الفكرية من التقليد والقرصنة – دراسة مقارنة –‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة بن يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 - 2012 ،‬ص ‪.107‬‬
‫‪ -2‬حنان براهمي‪" ،‬حقوق المؤلف في التشريع الداخلي‪ ،‬مجلة المنتدى القانوني"‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،،‬د‪.‬س‪.‬ن‪ ،‬ص ‪.278‬‬
‫‪ -3‬محي الدين عكاشة‪ ،‬حقوق المؤلف على ضوء القانون الجزائري الجديد‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2007،‬ص ‪.53‬‬
‫‪ -4‬حنان براهمي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.278‬‬
‫‪ -5‬نزيه محمد الصادق المهدي‪" ،‬آلية حماية حقوق الملكية الفكرية‪ ،‬مؤتمر الجوانب القانونية واإلقتصادية إل تفاقية منظمة‬
‫التجارة العالمية"‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬د‪.‬س‪ ،‬ص ‪.809‬‬
‫‪ -6‬عمروش فوزية‪ ،‬تحديد صفة المؤلف حسب قانون الملكية الفكرية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم اإلدارية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬د‪.‬س‪ ،‬ص ‪.8‬‬
‫‪ -7‬حنان براهمي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.278‬‬
‫‪ -8‬نواف كنعان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.198‬‬
‫‪9‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫" تمنح الحماية مهما يكن نوع المصنف ونمط تعبيره ودرجة إستحقاقه ووجهته‪ ،‬بمجرد إيداع المصنف‬
‫سواء كان المصنف مثبتا أم ال بأية دعامة تسمح بإبالغه إلى الجمهور‪".‬‬

‫حيث يتبين من هذا النص أنه حتى يستحق المصنف الحماية القانونية فالبد من أن يستوفي شرط اإلبداع‬
‫المشرع للمصنف وذلك لما يقوم به المؤلف من جهد إبداعي‬
‫ّ‬ ‫أو خاصية اإلبتكار‪ ،‬فهو مناط الحماية التي منحها‬
‫وعمل خالق‪ ،‬وال عبرة في ذلك في نوع المصنف ونوع التعبير الذي يتم به والى أي مدى قيمته األدبية أو‬
‫‪1‬‬
‫الفنية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المصنفات المشمولة بحماية حق المؤلف‬

‫فإنه يحظى بالحماية القانونية‪ ،‬لكننا تساءل عن‬


‫إذا ما توافرت في المصنف الشروط السالفة الذكر؛ ّ‬
‫طبيعة المصنفات التي يمكن أن تحظى بالحماية ؟‪ ،‬فهل أي مصنف يحظى بالحماية ؟‪ ،‬أم أن هناك أنواعا‬
‫معينة فقط هي التي تستفيد من تطبيق األمر ‪ 05 – 03‬؟‪.‬‬

‫لإلجابة على األسئلة المطروحة وتبعا لما جاء به األمر رقم ‪ 05 – 03‬من أحكام قمنا بتقسيم أنواع هذه‬
‫المصنفات إلى‪:‬‬

‫أوال‪ ،‬المصنفات األصلية‬

‫ثانيا‪ ،‬المصنفات المشتقة أو الفرعية‬

‫أوال‪ ،‬المصنفات األصلية‪:‬‬

‫يمكن تعريف المصنفات األصلية بأنها‪ " :‬المصنفات التي تتمتع بحماية القوانين الوطنية لحقوق المؤلف‬
‫وحماية اإلتفاقيات الدولية "‪ ،2‬كما تعرف أيضا بأنها‪ " :‬تلك المصنفات التي يضعها مؤلفوها بصورة تتسم‬

‫‪ -1‬فاضلي إدريس‪ ،‬حقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص ‪.79‬‬
‫‪ -2‬محي الدين عكاشة‪ ،‬محاضرات في الملكية األدبية والفنية‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪،2001 ،‬‬
‫ص ‪.37‬‬
‫‪10‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫بالخبرة واألصالة واإلبتكار‪ 1‬دون إقتباس أو نقل عن مصنفات سابقة شبيهة بها‪ 2‬وتعتبر هذه المصنفات أصلية‬
‫‪3‬‬
‫ألنها وليدة أفكار مؤلفيها‪".‬‬

‫ويتضح جليا من خالل هذا التعريف أن المصنفات المحمية هي المصنفات التي تعتبر إبداعا أصليا‪،‬‬
‫المشرع الجزائري في المادة الرابعة من األمر رقم ‪ 05 - 03‬السالف الذكر على سبيل المثال حيث‬
‫ّ‬ ‫وقد عددها‬
‫يظهر ذلك بوضوح من خالل نصه على أنه‪ " :‬تعتبر على الخصوص كمصنفات أدبية محمية ‪ ،"...‬كما يتبين‬
‫المشرع الجزائري قد فصل في أنواع المصنفات المحمية ويمكن تقسيمها إلى ‪ 3‬فئات (المصنفات األدبية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫أن‬
‫المشرع نوع جديد يتمثل في مصنفات الحاسب اآللي‬
‫ّ‬ ‫المصنفات الفنية‪ ،‬المصنفات الحديثة )‪ ،‬هذا وقد أضاف‬
‫لكي يواكب التطورات التكنولوجية ويدرك النقص الموجود في األمر السابق رقم ‪ 10 - 97‬الذي ينص في‬
‫‪4‬‬
‫المادة ‪ 4‬منه فقط على قواعد البيانات‪.‬‬

‫وتقسم إلى ‪:‬‬

‫‪ - 1‬المصنفات األدبية‪:‬‬

‫هي‪ ":‬المصنفات المبتكرة التي تخاطب العقل والتفكير اإلنساني‪ ،5‬وتعد من أكثر المصنفات شهرة‬
‫وإنتشا ار‪ ،6‬حيث تضم هذه الفئة من المصنفات جميع صور اإلبداع الذهني الذي تبرز فيه شخصية المؤلف في‬
‫‪8‬‬
‫ميادين اآلداب والعلوم‪ 7‬أيا كان شكل التعبير الذي تتخذه سواء كان كتابة أو شفاهه‪".‬‬

‫‪ -1‬عبد هللا مبروك النجار‪ ،‬الحق األدبي للمؤلف في الفقه اإلسالمي والقانون المقارن‪ ،‬دار المريخ للنشر‪ ،‬الرياض ‪،2000 ،‬‬
‫ص ‪.151‬‬
‫‪ -2‬أسامة نائل المحيسن‪ ،‬الوجيز في حقوق الملكية الفكرية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2011،‬ص‬
‫‪.169‬‬
‫‪ -3‬عبد هللا مبروك النجار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.151‬‬
‫‪ -4‬األمر رقم‪ ،10 – 97 :‬المؤرخ في ‪ 6‬مارس ‪ ،1997‬المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪،13‬‬
‫المؤرخ في ‪ 12‬مارس ‪ ،1997‬المعدل والمتمم باألمر رقم‪.05 – 03 :‬‬
‫‪ -5‬بوراوي أحمد‪ ،‬الحماية القانونية لحق المؤلف والحقوق المجاورة في التشريع الجزائري واالتفاقيات الدولية‪ ،‬أطروحة مقدمة‬
‫لنيل درجة دكتوراه العلوم في العلوم القانونية‪ ،‬تخصص قانون جنائي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة باتنة ‪2014 ،1‬‬
‫‪ ،2015 -‬ص ‪.99‬‬
‫‪ -6‬عقاد طارق‪" ،‬محاضرة حول الحماية القانونية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة"‪ ،‬محاضرة‪ ،‬محكمة بئر العاتر‪ ،‬و ازرة‬
‫العدل‪ ،2014 ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪ -7‬نواف كنعان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.210‬‬
‫‪ -8‬عبد هللا مبروك النجار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.152‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫المشرع الجزائري في المادة الرابعة السالفة الذكر من األمر رقم ‪ 05 - 03‬أن المصنفات األدبية‬
‫ّ‬ ‫وإعتبر‬
‫تشتمل على نوعين من المصنفات (المصنفات المكتوبة والمصنفات الشفوية)‪ ،‬وقد جاءت هذه المصنفات على‬
‫سبيل المثال ال الحصر‪.‬‬

‫‪ 1 - 1‬المصنفات المكتوبة‪:‬‬

‫أ يا‬ ‫‪1‬‬
‫ويقصد بها‪ " :‬المصنفات التي يكون مظهر التعبير عنها والتي يتم إعالنها إلى الجمهور بالكتابة‬
‫كانت األداة المستخدمة في الكتابة سواء كانت باليد أو بالطباعة أم بأي وسيلة أخرى" ‪ ،2‬ويتبين لنا ذلك من‬
‫خالل المادة ‪ 1/4‬من األمر رقم ‪ 05 – 03‬السالف الذكر حيث جاء فيها‪:‬‬

‫" تعتبر على الخصوص كمصنفات أدبية أو فنية محمية مايأتي‪:‬‬

‫‪ -‬المصنفات األدبية المكتوبة ‪"..‬‬

‫المشرع الجزائري خصص لها حماية واسعة جدا كونها مصنفات منشورة بين الناس فال يجوز‬
‫ّ‬ ‫وعليه فإن‬
‫إستغاللها أو عرضها على الجمهور دون موافقة من مؤلفها‪ ،‬وقد أوردها على سبيل المثال وتشتمل على‪:‬‬
‫" المحاوالت األدبية‪ ،‬البحوث العلمية والتقنية‪ ،‬الروايات والقصص‪ ،‬القصائد الشعرية‪ ،‬وبرامج الحاسوب"‬

‫فجميع المصنفات المكتوبة تكون محمية سواء كانت في مجاالت العلوم أو الفنون أو اآلداب‪ ،‬فالقانون‬
‫يحمي القصص ودواوين الشعر والروايات‪ ،‬كما يحمي أيضا األبحاث العلمية والكتب المتعلقة بالمعرفة وغيرها‪،3‬‬
‫‪4‬‬
‫واليؤثر في طبيعة المصنفات المكتوبة إختالف محتواها أو هدفها أو شكلها‪.‬‬

‫‪ -1‬بوراوي أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.99‬‬


‫‪ -2‬زينب عبد الرحمان عقلة سلفيتي‪ ،‬الحماية القانونية لحق المؤلف في فلسطين – دراسة مقارنة‪ ،‬مذكرة مقدمة إلستكمال‬
‫متطلبات الحصول على درجة الماجستير في القانون الخاص‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬فلسطين‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ -3‬شحاتة غريب شلقامي‪ ،‬الملكية الفكرية في القوانين العربية – دراسة لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة وخصوصية حماية‬
‫برامج الحاسب اآللي‪ ،-‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2008 ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪ -4‬نواف كنعان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪12‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫‪ 2 – 1‬المصنفات الشفوية‪:‬‬

‫يعرف البعض المصنف الشفوي بأنه‪" :‬كل مصنف جرى العرف على توجيهه شفهيا إلى واحد أو جماعة‬
‫‪1‬‬
‫من الناس بقصد التأثير فكريا قد ال يتأتى تحقيقه إال عن طريق الخطابة"‪.‬‬

‫ويعرفها البعض األخر بأنها‪" :‬تلك األعمال التي يرتجلها المؤلف كالمحاضرة عندما يكون موضوعها‬
‫غير مستمد من كتاب للمحاضر والخطب والمواعظ وتفسير القرآن الكريم والشرح الذي يتم للبرامج التعليمية‬
‫باإلذاعة والتلفزيون وما يتم في الندوات الخاصة"‪ ،2‬ويشترط في هذه األعمال لتكون مكفولة بالحماية إحتواؤها‬
‫على إنتاج ذهني مبتكر‪ ،3‬وأسلوب اإلبداع وجهد التعبير فيها هو نفس الجهد المبذول في المصنفات المكتوبة‬
‫‪4‬‬
‫وبالتالي فهي تعكس شخصية المؤلف وهنا تظهر األصالة في التركيب والتعبير معا‪.‬‬

‫المشرع الجزائري على مجموعة المصنفات الشفوية المحمية في المادة الرابعة من األمر رقم‬
‫ّ‬ ‫وقد نص‬
‫‪ 05-03‬السالف الذكر وتشتمل على‪ " :‬المحاضرة والخطب والمواعظ وباقي المصنفات التي تماثلها "‪ ،‬حيث‬
‫جاءت هذه المصنفات على سبيل المثال مما يترك المجال مفتوحا لحماية أي عمل مشابه شرط إحتواؤه على‬
‫إنتاج ذهني مبتكر‪ ،‬كما يجب حماية المرافعات التي يلقيها المحامي بما أنها جاءت نتيجة عمل إبداعي وكذلك‬
‫محاضرات األستاذ الجامعي التي هي ثمرة أبحاث شخصية ومجهودات علمية وال يجوز نشرها دون موافقة‬
‫مؤلفها‪.‬‬

‫‪ 3 – 1‬عنوان المصنف‪:‬‬

‫المشرع الجزائري للعنوان بالحماية بموجب المادة ‪ 6‬من األمر رقم ‪ 05 - 03‬السابق اإلشارة إليه‬
‫ّ‬ ‫أقر‬
‫إذا كان يتمتع باألصالة حيث نص على أنه‪:‬‬

‫" يحظى عنوان المصنف ‪ ،‬إذا إتسم باألصلية بالحماية الممنوحة للمصنف ذاته‪".‬‬

‫‪ -1‬عبد المجيد كلفالي‪ ،‬النظام القانوني للمصنفات السمعية‪،‬مذكرة بحث لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪ - 1‬يوسف بن خدة ‪ ،2013 – 2012 ،-‬ص ‪.59‬‬
‫‪ -2‬عبد المجيد كلفالي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪ -3‬محمد خليل يوسف أبو بكر‪ ،‬حق المؤلف في القانون– دراسة مقارنة –‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مجد المؤسسة الجامعية للدراسات‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،2008 ،‬ص ‪.134‬‬
‫‪ -4‬محي الدين عكاشة‪ ،‬محاضرات في الملكية األدبية والفنية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪13‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫المشرع قد قصر حمايته على العناوين التي تتميز باألصالة دون‬


‫ّ‬ ‫والمالحظ من خالل نص هذه المادة أن‬
‫العناوين المتداولة والشائعة اإلستعمال التي تصلح ألكثر من مصنف‪ ،1‬والمقصود باألصالة أن يكون العنوان‬
‫المشرع الجزائري يتجه نحو‬
‫ّ‬ ‫متصفا بطابع إبداع فال يكون لفظا جاريا وكثير اإلستعمال‪ ،2‬كما يمكن القول أن‬
‫ربط العنوان بالمصنف على أساس إعتبار أن الحماية الممنوحة للعنوان هي نفس الحماية الممنوحة للمصنف‪.‬‬

‫مما يعني أن المصنف يتميز عن غيره من المصنفات األخرى من خالل عنوانه الذي يتمتع بالحماية‬
‫الممنوحة للمصنف ذاته طالما يتسم باألصالة‪ ،3‬وللمؤلف حق على العنوان بصفته جزء من المصنف الذي‬
‫أبدعه‪ ،4‬كما أن العنوان المحمي لما يتسم به من أصالة هو العنوان الذي يصعب على الغير أن يتخذ منه‬
‫المشرع‬
‫ّ‬ ‫عنوانا لمصنف أخر خشية وقوع إلتباس بين المصنف األصلي والمصنف الالحق‪ ،5‬ويالحظ أن‬
‫الجزائري إشترط أن يكون العنوان أصليا غير مقلد لغيره‪ ،‬غير أنه قد يكون العنوان مشتقا وعليه فاألفضل لو‬
‫المشرع إشترط عنصر اإلبتكار في العمل دون األصلية‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫ّ‬ ‫أن‬

‫‪ - 2‬المصنفات الفنية‪:‬‬

‫تعرف بأنها‪ " :‬إبتكار فكري يهدف إلى إستهواء الحس الجمالي فيمن يستشعره‪ ،‬إذ أن المصنفات الفنية‬
‫غالبا ما يتجه تأثيرها نحو الحس والشعور"‪ ،7‬وهي بذلك تختلف عن المصنفات األدبية والعلمية التي يكون‬
‫تأثيرها في الغالب واقعا على العقل والتفكير‪ ،8‬كما أن التعبير عنها يختلف عن التعبير في المصنفات األدبية‬
‫‪9‬‬
‫والعلمية ألنها تمثل عمل الفنان الشخصي‪.‬‬

‫‪ -1‬حسونة عبد الغني‪ ،‬ضمانات حماية الملكية الفكرية في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2008 - 2007 ،‬ص ‪ -‬ص ‪.41 – 40‬‬
‫‪ -2‬فاضلي إدريس‪ ،‬المدخل إلى الملكية الفكرية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫‪ -3‬فاضلي إدريس‪ ،‬حقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪ -4‬محي الدين عكاشة‪ ،‬حقوق المؤلف على ضوء القانون الجزائري الجديد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.100‬‬
‫‪ -5‬فاضلي إدريس‪ ،‬المدخل إلى الملكية الفكرية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫‪ -6‬بن دريس حليمة‪ ،‬حماية الملكية الفكرية في التشريع الجزائري‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،2013 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -7‬عبد هللا مبروك النجار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.161‬‬
‫‪ -8‬نواف كنعان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.219‬‬
‫‪ -9‬أمجد عبد الفتاح أحمد إحسان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫‪14‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫المشرع الجزائري في المادة ‪ 4‬سالفة الذكر من األمر رقم ‪ 05 - 03‬على أمثلة من المصنفات‬
‫ّ‬ ‫وقد تطرق‬
‫التي تدخل في نطاق المصنفات الفنية والتي أوردها على سبيل المثال وهي‪ " :‬الرسم‪ ،‬النحت‪ ،‬النقش‪ ،‬الطباعة‬
‫الحجرية‪ ،‬المصنفات التصويرية‪ ،‬الهندسة المعمارية‪".‬‬
‫‪1‬‬
‫وهذه المصنفات تتمتع بالحماية القانونية أيا كانت األدوات والتقنيات المستعملة فيها‪.‬‬

‫‪ 1 – 2‬المصنفات المسرحية‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 4‬السابق ذكرها من األمر رقم ‪ 05 - 03‬على المصنفات المسرحية وهي المصنفات‬
‫المشرع الجزائري في أحكامه ربط الحماية بشرط األصالة‬
‫المعدة للتمثيل وتشمل المصنفات الدرامية والتمثيليات‪ ،‬و ّ‬
‫‪2‬‬
‫فقط‪.‬‬

‫‪ 2 – 2‬المصنفات الموسيقية‪:‬‬

‫المصنف الموسيقي هو‪" :‬عبارة عن مجموعة أصوات مبتكرة تصدر عن آلة موسيقية بشكل يؤثر في‬
‫العاطفة والشعور اإلنساني يقوم بتأليفه مؤلف ( موسيقار) يعبر فيه عن أفكاره بآلته الموسيقية لتصل إلى‬
‫الجمهور عن طريق السمع أو بتدوينها في نوتة موسيقية"‪ ،‬وبذلك يكون للموسيقار حقوق على لحنه الموسيقي‬
‫الذي يعزف كما يكون له حقوق على النوتة الموسيقية التي يدون عليها هذا اللحن‪ ،‬وقد يكون المصنف‬
‫الموسيقي مقترنا باأللفاظ أو غير مقترن‪ ،3‬ومثالها المصنفات الموسيقية والمسرحيات الموسيقية واألغاني‬
‫الموسيقية‪ ،4‬وهو يرتبط إرتباطا وثيقا بالموسيقى كما أنه يعتبر وحدة ال تتج أز وغالبا ما يكون مركب من األلفاظ‬
‫والموسيقى أو من أحدهما فقط‪ ،5‬وسواء كان المصنف الموسيقي مصحوبا بكلمات أو بدون كلمات فتشمله‬
‫الحماية شرط أن يكون أصيال وهذه األخيرة تتمثل في المجهود اإلبداعي المتمثل في التلحين‪ ،6‬وتشمل المصنفات‬
‫الموسيقية كل أنواع الموسيقى األصلية من أنغام والعناصر المكملة للمصنفات الموسيقية هي اللحن واإلنسجام‬
‫والتوازن‪.‬‬

‫‪ -1‬محي الدين عكاشة‪ ،‬حقوق المؤلف على ضوء القانون الجزائري الجديد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.65‬‬
‫‪ -2‬محي الدين عكاشة‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪ -3‬عبد المجيد كلفالي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪ -4‬يوسف أحمد النوافلة‪ ،‬الحماية القانونية لحق المؤلف‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2004 ،‬ص ‪.68‬‬
‫‪ -5‬مزياني محمد السعيد‪ ،‬اآلليات اإلدارية لحماية الملكية الفكرية في الجزائر‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل درجة الماجستير في الحقوق‪،‬‬
‫قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق العلوم السياسية‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،2016 - 2015 ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪ -6‬زواني نادية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪15‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫وبتنسيق هذه العناصر تظهر أصالة المصنف حسب ما نصت عليه المادة ‪ 3/4‬من األمر رقم ‪،105 -03‬‬
‫المشرع الجزائري بالحماية سواء كان إعدادها بصورة منفردة أو مصحوبة بغناء‪ ،2‬وقد نصت‬‫ّ‬ ‫وقد إعترف لها‬
‫عليها أيضا إتفاقية " برن" في المادة الثانية منها التي ورد فيها مايلي‪ ... " :‬والمؤلفات الموسيقية سواء‬
‫‪3‬‬
‫إقترنت باأللفاظ أم لم تقترن بها ‪" ...‬‬

‫‪ 3 – 2‬المصنفات السينمائية‪:‬‬

‫المصنف السينمائي هو‪" :‬مجموعة من اللقطات أو المشاهد المسجلة على التوالي على مادة حساسة‬
‫مناسبة مصحوبة عادة بالصوت‪ ،‬ومعدة خصيصا للعرض كصور متحركة "‪ ،4‬وتدخل األعمال السينمائية‬
‫واألعمال المعبر عنها بأسلوب مماثل لألسلوب السينمائي ضمن الحقوق المشمولة بحماية حق المؤلف حيث‬
‫تتضمن هذه األعمال ( أشرطة الفيديو للصورة والصوت‪ ،‬وأقراص الليزر‪ ،‬كما تتضمن األفالم السينمائية‬
‫المسجلة على األشرطة السمعية والبصرية‪ ،‬أو أشكال مسجلة سواء كانت شفافة أم ال ترى من خاللها الصور‬
‫‪5‬‬
‫المتحركة وتكون مسجلة على مادة أخرى لرؤيتها )‪.‬‬

‫‪ 4 – 2‬المصنفات السمعية البصرية‪:‬‬

‫معظم قوانين الملكية الفكرية العربية تنص على حماية المصنفات السمعية البصرية‪ ،‬ومنها من عرفته‬
‫وبعضها إكتفت بذكره على أساس أنه من المصنفات الفنية المشمولة بالحماية المقررة لحق المؤلف‪ ،‬ويعرف‬
‫بأنه‪" :‬عبارة عن جميع المصنفات التي تسمع باألذن وتشاهد بالعين معا‪ ،‬كما في السينما والفيديو فهي صورة‬
‫‪6‬‬
‫وصوت معا‪".‬‬

‫‪ 5 – 2‬مصنفات الفنون التشكيلية والفنون التطبيقية‪:‬‬

‫يقصد بالمصنفات التشكيلية‪ " :‬تلك المصنفات المشكلة من مادة من المواد األولية أو أكثر‪ ،‬كالحجر‪،‬‬
‫الطين‪ ،‬الخشب‪ ،‬النحاس‪ ،‬الذهب في صورة فنية بواسطة النحت‪ ،‬أو الحفر‪ ،‬أو النقش أو التشكيل أو العمارة‪،‬‬
‫وكذلك األعمال التشكيلية الخاصة بالجغرافيا‪ ،‬والهندسة المعمارية‪ ،‬والعلوم‪ ،‬وكذلك النماذج المصغرة المنتجة‬

‫‪ -1‬محي الدين عكاشة‪ ،‬حقوق المؤلف على ضوء القانون الجزائري الجديد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪ -2‬مزياني محمد السعيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪ -3‬يوسف أحمد النوافلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.68‬‬
‫‪ -4‬حازم عبد السالم المجالي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ -5‬محمد خليل يوسف أبوبكر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.146‬‬
‫‪ -6‬شحاتة غريب شلقامي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪16‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫المشرع الجزائري لم يعرف هذه‬


‫ّ‬ ‫يدويا المنقولة عن مصنفات أصلية فهي األخرى تستفيد من الحماية " ‪ ،1‬إال أن‬
‫المصنفات وإكتفى بذكر أمثلة منها وذلك في المادة ‪ 5/5‬من األمر رقم ‪ 05 - 03‬سابق الذكر ‪ ،‬كما نصت‬
‫عليها كذلك المادة ‪ 1/1‬من إتفاقية "برن" في تحديدها لمفهوم المصنفات األدبية والفنية المحمية بموجب هذه‬
‫اإلتفاقية‪ ،‬حيث تتضمن هذه المصنفات أكثر أنواع الفنون الجميلة كالرسم الزيتي والنحت والنقش والطباعة‬
‫الحجرية وفن الزرابي ‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫ويشترط لحماية هذه المصنفات أن يتم أداؤها فعليا من طرف الفنان الذي وضع الفكرة وليس بأداة‬
‫‪2‬‬
‫ميكانيكية مخصصة لذلك دون أن يكون للعمل الشخصي أثر فعال في المصنف‪.‬‬

‫‪- 3‬المصنفات الحديثة ( الرقمية )‪:‬‬

‫نظ ار للتطور الذي شهده النصف األخير من القرن العشرين في مجال اإلتصال فقد رافقه تطور في وسائل‬
‫نقل اإلنتاج الفكري على إختالف صوره من علوم وفنون وأداب‪ ،‬مما أوجد مصنفات جديدة جديرة بحماية حق‬
‫المؤلف كانت محل إهتمام ودراسة من قبل المختصين في مجال الملكية الفكرية‪ ،‬ومن أهم المصنفات الحديثة‬
‫المشرع الجزائري في األمر رقم ‪ 05 - 03‬المتعلق بحقوق المؤلف هي برامج الحاسب الذي يعد‬ ‫ّ‬ ‫التي أضافها‬
‫قمة ما توصلت إليه التكنولوجيا المعلوماتية‪ ،‬وقواعد البيانات التي كانت طبيعتها التقنية تختلف عن المصنفات‬
‫‪3‬‬
‫التقليدية‪ ،‬األمر الذي تطلب متابعتها بإستمرار ووضع قواعد قانونية محددة وثابتة لحمايتها‪.‬‬

‫‪ 1 – 3‬قواعد البيانات‪:‬‬

‫يفرض التطور التكنولوجي على التشريعات تعديل قوانينها وجعلها أكثر دقة مواكبة لهذه التطورات السيما‬
‫المشرع الجزائري يضيف مصنف جديد جدير بالحماية القانونية بحقوق‬
‫ّ‬ ‫التشريع الجزائري‪ ،4‬األمر الذي جعل‬
‫المؤلف وهو " قاعدة البيانات "‪.‬‬

‫المشرع الجزائري كمعظم التشريعات‬


‫ّ‬ ‫وبالرجوع إلى أحكام المادة ‪ 2/5‬من األمر رقم ‪ 05 - 03‬نالحظ أن‬
‫الخاصة بحماية حق المؤلف لم يعرف قاعدة البيانات وإكتفى بإعتبارها كمصنفات محمية سواء كانت مستنسخة‬
‫على دعامة قابلة لإلستغالل بواسطة آلة أو بأي شكل من األشكال األخرى والتي تتأتى أصالتها من إنتقاء‬

‫‪ -1‬فاضلي إدريس‪ ،‬المدخل إلى الملكية الفكرية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪ -2‬حسونة عبد الغني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪ -3‬المحامي عمر مشهور حديثة الجازي‪" ،‬حق المؤلف في األردن بين النظرية والتطبيق"‪ ،‬ورقة عمل مقدمة في ندوة‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق _ الجامعة األردنية‪ 12 ،‬كانون الثاني‪ ،2004 ،‬ص ‪.4‬‬
‫‪ -4‬زواني نادية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.103‬‬
‫‪17‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫موادها أو ترتيبها‪ ،1‬وقد ترك المجال للفقه لتعريفها حيث عرفها بأنها‪ " :‬مجموعة المعلومات التي تتكون من‬
‫معطيات ووقائع وغيرها سواء كانت في شكل مطبوع أو مجموعة ذاكرة كومبيوتر أو في شكل آخر "‪ ،2‬كما‬
‫إعتبرت اإلتفاقيات الدولية أن مناط حماية قواعد البيانات هو اإلبتكار‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 2/10‬من إتفاقية‬
‫"تربس" على أنه‪ ":‬تتمتع بالحماية البيانات المجمعة أو المواد األخرى سواء كانت في شكل مقروء آليا أو أي‬
‫‪3‬‬
‫شكل أخر إذا كانت تشكل خلقا فكريا نتيجة إنتفاء وترتيب محتواها‪".‬‬

‫‪ 2 – 3‬برنامج الحاسب اآللي‪:‬‬

‫هو عبارة عن‪ " :‬تعليمات مثبتة على دعامة يمكن قراءتها ألداء معين عن طريق نظام معالجة هذه‬
‫المعلومات وقراءتها بواسطة الحاسب اآللي‪ ،‬فالحاسب اآللي لوحده ال يمكن أن يؤدي الغرض المرجو منه والبد‬
‫من وجود برامج تحركه"‪ ،4‬كما يعرف بأنه‪ ":‬آلة تقوم بأداء العمليات الحسابية وإتخاذ الق اررات المنطقية على‬
‫‪5‬‬
‫البيانات الرقمية بوسائل إلكترونية وذلك تحت تحكم البرامج المخزنة فيها‪".‬‬

‫وهذا النوع من المصنفات يتعلق بأولويات الدول حيث تظهر السرعة الكبيرة لتطور هذا المصنف مدى‬
‫الحاجة إليه وتدخله في كل نشاط من أنشطة اإلنسان فأصبحت المؤسسات واألشخاص ال يستغنون عنه كما‬
‫‪6‬‬
‫أن إنتشار هذا الجهاز وتطوره أدى إلى انخفاض سعره نسبيا وسهولة إستعماله‪.‬‬

‫وتتمتع برامج الحاسوب بالحماية بإعتبارها مصنفات أدبية بمعنى المادة ‪ 2‬من إتفاقية "برن" وتطبق تلك‬
‫‪7‬‬
‫الحماية على برامج الحاسوب أيا كانت طريقة التعبير عنها أو شكلها‪.‬‬

‫‪ -1‬زواني نادية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.102‬‬


‫‪ -2‬محمد علي فارس الزعبي‪ ،‬الحماية القانونية لقواعد البيانات وفقا لقانون حق المؤلف‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬منشاة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪ ،2003‬ص ‪.93‬‬
‫‪ -3‬زواني نادية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫‪ -4‬حقاص صونيا‪ ،‬حماية الملكية الفكرية األدبية والفنية في البيئة الرقمية في ظل التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير‪ ،‬تخصص المعلومات االلكترونية االفتراضية وإستراتيجية البحث عن المعلومات‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية‬
‫واإلجتماعية‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة ‪ ،2012 ،‬ص ‪.57‬‬
‫‪ -5‬عبد الرحمان جميل محمود حسين‪ ،‬الحماية القانونية لبرامج الحاسب اآللي ‪ -‬دراسة مقارنة –‪ ،‬أطروحة مقدمة إلستكمال‬
‫متطلبات الحصول على درجة الماجستير في القانون الخاص‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬فلسطين‪،‬‬
‫‪ ،2008‬ص ‪.7‬‬
‫‪ -6‬حازم عبد السالم المجالي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪ -7‬المنظمة العالمية للملكية الفكرية‪" ،‬حلقة الويبو الوطنية التدريبية حول الملكية الفكرية للدبلوماسيين"‪ ،‬القاهرة‪ ،‬من ‪ 13‬إلى‬
‫‪ 12‬ديسمبر ‪ /‬كانون األول‪ ،2004 ،‬ص ‪.3‬‬
‫‪18‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫المشرع الجزائري برنامج الحاسب اآللي مصنف أدبي بموجب المادة ‪ 4‬من األمر رقم ‪- 03‬‬
‫ّ‬ ‫وقد إعتبر‬
‫‪ 05‬حيث نص على أنه‪:‬‬
‫" تعتبر هذه النصوص كمصنفات أدبية محمية ما يلي‪:‬‬
‫‪ _1‬المصنفات األدبية المكتوبة مثل ‪ ...‬برنامج الحاسوب ‪" ...‬‬

‫ولذا فتعتبر برامج الحاسوب من بين أهم المصنفات المعلوماتية التي وجب اإلعتراف بها وتوفير الحماية‬
‫‪1‬‬
‫القانونية لها بموجب قانون حق المؤلف‪.‬‬

‫ثانيا‪ ،‬المصنفات المشتقة (الفرعية)‪:‬‬

‫المصنف المشتق هو‪ " :‬مصنف تم إبتكاره إستنادا إلى مصنف أخر سابق له ويتمتع المصنف المشتق‬
‫‪2‬‬
‫من مصنف سابق بالحماية المقررة لحق المؤلف‪".‬‬

‫وقد عرفته المنظمة العالمية للملكية الفكرية )‪ (wipo‬بأنه‪ " :‬مصنف مبتكر إستنادا إلى مصنف أخر‬
‫سابق له‪ ،‬وتكمن أصالته سواء في وضع إقتباس للمصنف السابق له‪ ،‬أو في العناصر اإلبداعية لترجمته إلى‬
‫‪3‬‬
‫لغة مختلفة‪ ،‬ويتمتع الملصق المشتق بالحماية دون المساس بحق المؤلف في المصنف السابق له‪".‬‬

‫المشرع الجزائري فلم يعرف المصنفات المشتقة وإكتفى بتعدادها حيث نص في الفقرة األخيرة من‬‫ّ‬ ‫أما‬
‫المادة ‪ 5‬من األمر رقم ‪ 05 - 03‬السابق اإلشارة إليه على إستفادة هذه المصنفات من الحماية القانونية دون‬
‫المساس بحقوق مؤلفي المصنفات األصلية‪ ،‬بإشتراط ترخيص منهم أو من أحد خلفاءهم لمن يريد إنجاز‬
‫‪4‬‬
‫مصنفات مشتقة‪.‬‬

‫وكذلك األمر بالنسبة إلتفاقية بيرن لحماية المصنفات األدبية والفنية التي لم تعرف المصنف المشتق‬
‫وإكتفت بتعداد أمثلة لهذا المصنف‪ ،‬وذلك في المادة ‪ 3/2‬التي نصت على أنه‪:‬‬

‫‪ -1‬فتيحة حواس‪ ،‬حماية المصنفات الرقمية وأسماء النطاقات على شبكة االنترنيت‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون‬
‫الخاص‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2016 ،1‬ص ‪ -‬ص ‪.36 - 35‬‬
‫‪ -2‬يوسف أحمد النوافلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.75‬‬
‫‪ -3‬مليكة عطوي‪ ،‬الحماية القانونية لحقوق المؤلف على شبكة االنترنيت‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في علوم اإلعالم‬
‫واإلتصال‪ ،‬كلية العلوم واإلتصال‪ ،‬جامعة دالي إبراهيم‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 - 2009 ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪ -4‬شريقي نسرين‪ ،‬حقوق الملكية الفكرية‪ ،‬حقوق الملكية الفكرية – حقوق المؤلف والحقوق المجاورة – حقوق الملكية‬
‫الصناعية‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار بلقيس للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2014 ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪19‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫" تتمتع الترجمات والتحويالت والتعديالت الموسيقية وما يجري على المصنف األدبي والفني من تحويالت‬
‫‪1‬‬
‫أخرى بنفس الحماية التي تتمتع بها المصنفات األصلية وذلك دون المساس بحقوق المصنف األصلي‪".‬‬

‫ومن صور المصنفات المشتقة ما يلي‪:‬‬

‫‪ - 1‬التحويرات األصلية للمصنفات األدبية والفنية‪:‬ويقصد بها أعمال الترجمة واإلقتباس والتوزيعات‬
‫والتغييرات الموسيقية‪.‬‬

‫‪ 1 – 1‬الترجمة‪:‬‬

‫تعرف الترجمة على أنها‪ " :‬فن جميل يعني بنقل معاني و ألفاظ و أساليب من لغة إلى أخرى بحيث‬
‫أن المتكلم باللغة المترجم إليها يتبين النصوص بوضوح ويشعر بها بقوة مثلما يتبينها ويشعر بها المتكلم باللغة‬
‫األصلية"‪ ،2‬مما يتوجب على المترجم إتقان اللغات وبذل الجهد ليكون العمل معب ار عن نفس المعنى للمصنف‬
‫األصلي‪ ،3‬كما تستلزم الترجمة المحافظة على المحتوى العلمي أو األدبي أو الفني‪ ،‬وعملية الترجمة بهذه‬
‫المقاييس تستلزم اإلبداع وأن يكون للمترجم على ترجمته حق المؤلف‪ ،4‬وقد نصت عليها المادة ‪ 1/5‬من األمر‬
‫رقم ‪ 05 - 03‬السالف الذكر تعتبر مصنفات محمية " _ أعمال الترجمة ‪"...‬‬

‫‪ 2 – 1‬اإلقتباس‪:‬‬

‫يتم اإلقتباس من مصنف أصلي إما بالتلخيص أو التحويل أو اإلضافة‪ ،‬فاإلقتباس عن طريق التلخيص‬
‫يتم بتلخيص مصنف أدبي أو علمي و نقله بصورة موجزة مطابقة للصورة األصلية‪ ،5‬فالبصمة الشخصية للقائم‬
‫بالتلخيص ال تخص فقط تقليل حجم المصنف األصلي وإنما تستلزم مجهودا ملموسا خاصا باألسلوب وإختيار‬
‫األفكار وترتيبها ‪ ،6‬أما اإلقتباس الذي يتم عن طريق التحويل يعتمد المؤلف فيه إلى تحويل المصنف إلى لون‬
‫أخر مع االحتفاظ بمضمونه‪ ،7‬وبالتالي فإن القائم بهذه العملية يبذل جهدا ملحوظا ينم عن منهجه وفكره ويظهر‬
‫بوضوح الطابع الشخصي الذي يتسم به‪ ،8‬أما اإلقتباس باإلضافة فيتمثل في إعادة إظهار المصنف األصلي‬

‫‪ -1‬يوسف أحمد النوافلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.76‬‬


‫‪ -2‬حسونة عبد الغني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪ -3‬شحاتة غريب شلقامي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫‪ -4‬فاضلي إدريس‪ ،‬المدخل إلى الملكية الفكرية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.78‬‬
‫‪ -5‬ياسين بن عمر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪ -6‬شحاتة غريب شلقامي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪ -7‬فاضلي إدريس‪ ،‬حقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪ -8‬شحاتة غريب شلقامي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪20‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫مضافا إليه بعض الشروحات أو التعليقات أو التفسيرات أو تعديله بعد مراجعته‪ ،1‬وقد نصت عليه المادة ‪1/5‬‬
‫من األمر رقم ‪ 05 - 03‬السابق ذكره تعتبر مصنفات محمية "‪ ..‬اإلقتباس‪"..‬‬

‫‪ 3 – 1‬التوزيعات والتغييرات الموسيقية‪:‬‬


‫تعني التوزيعات الموسيقية تكييف إنتاج موسيقي مخصص آللة موسيقية معينة حتى يصبح منسجما‬
‫مع آلة موسيقية أخرى‪ ،‬مثل نقل مصنف معزوف بالبيانو إلى عزفه بآلة العود‪ ،2‬وتتطلب هذه الطريقة في‬
‫التحويل مهارة فنية وقد ار من اإلبداع الذي يعد معيا ار للحماية القانونية‪.‬‬
‫أما التغييرات الموسيقية أو التنويع الموسيقي فيتمثل في عملية تغيير قطعة موسيقية سابقة أو قديمة عن طريق‬
‫تغيير بعض العناصر المكونة لها كاإليقاع أو اإلنسجام أو الجمع بين ألحان متعددة لقطع موسيقية مختلفة‬
‫‪3‬‬
‫إلخراج لحن جديد يختلف عن اللحن الموجود في القطع الموسيقية األصلية لكنه مشتق منها‪.‬‬
‫المشرع الجزائري إعتبر فقط التوزيعات الموسيقية مصنفات فرعية محمية أما إعادة التوزيع‬
‫ّ‬ ‫ونالحظ أن‬
‫الموسيقي فلم تحظى بالحماية القانونية‪.‬‬
‫‪ - 2‬المجموعات والمختارات من المصنفات‪:‬‬
‫وهي التي تنظم في مصنف واحد كتجمع مختارات الشعر والنثر والموسيقى والقوانين واللوائح ‪ ...‬وغيرها‪،4‬‬
‫فهذا النوع هو مشتق من مصنفات سابقة الوجود‪ 5‬يشترط فيها بذل جهد فكري‪ ،6‬فالمؤلف ال يأتي بالجديد من‬
‫حيث الموضوع فهو يقوم باإلنتقاء فيرتبها وينسق موادها وما يتناسب والذوق األدبي والفني ليجعل منها موضوعا‬
‫لمصنف جديد يدل على شخصية ومنهج وإبداع معين ومن ثمة يحتاج إلى حماية‪ ،7‬أما إذا قام فقط بعملية‬
‫جمع المؤلفات السابقة فال يوجد إبداع‪ ،‬وعليه فإن المؤلف ال يستحق الحماية وأكثر من ذلك فهو يعتبر معتدي‬
‫‪8‬‬
‫على حقوق الغير‪.‬‬

‫‪ -1‬نواف كنعان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.260‬‬


‫‪ -2‬نسرين شريقي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪ - 3‬بوراوي أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.126‬‬
‫‪ -4‬لعلوي محمد‪ ،‬الحماية الجزائية للحقوق األدبية والفنية في ظل القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬قسم الحقوق‪،‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الدكتور" الطاهر موالي"‪ ،‬سعيدة‪ ،2012 - 2011 ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪ -5‬بلقاسمي كهينة‪ ،‬إستقاللية النظام القانوني للملكية الفكرية‪ ،‬مذكرة من أجل الحصول على شهادة الماجستير في الحقوق‪،‬‬
‫كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر – بن يوسف بن خدة –‪ ،2009 - 2008 ،‬ص ‪.85‬‬
‫‪ -6‬لعلوي محمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪ -7‬بلقاسمي كهينة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫‪ -8‬أمجد عبد الفتاح أحمد إحسان‪ ،‬مدى الحماية القانونية لحق المؤلف‪ -‬دراسة مقارنة –‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في‬
‫القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،2008 - 2007 ،‬ص ‪.113‬‬
‫‪21‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫المشرع الجزائري في المادة ‪ 2/5‬من األمر رقم ‪ 05 - 03‬السالف الذكر بين على أنه‪ :‬تعتبر‬
‫ولهذا ف ّ‬
‫مصنفات محمية " ‪ ...‬المجموعات والمختارات من المصنفات ‪"...‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الحقوق المقررة للمؤلف على مصنفه‬

‫حق المؤلف هو حق الشخص على نتاج ذهنه وثمرة فكره أيا كان المظهر الذي يتخذه هذا النتاج فيكون‬
‫له ناحية أدبية ترتبط إرتباط وثيقا بالشخص‪ ،‬إضافة إلى الجانب المالي الذي يخول له حق التصرف في‬
‫المشرع الجزائري أنه كمعظم القوانين المقارنة واإلتفاقيات الدولية الخاصة بحق‬
‫ّ‬ ‫مصنفه‪ ،1‬وما يالحظ عن‬
‫المؤلف قد إنتهج النظرية اإلزدواجية في تحديد الطبيعة القانونية لحق المؤلف‪ ،‬حيث أعطى لهذا األخير حقين‬
‫أحدهما أدبي معنوي والثاني مالي مادي على المصنفات التي ألفها‪ ،‬وقد نص في المادة ‪ 21‬من األمر رقم‬
‫‪ 05 - 03‬السابق اإلشارة إليه على أنه‪:‬‬

‫" يتمتع المؤلف بحقوق معنوية ومادية على المصنف الذي أبدعه‪".‬‬

‫وسوف نحاول أن نتناول بإيجاز كل من هذه الحقوق‪.‬‬

‫أوال‪ ،‬الحق األدبي للمؤلف‪:‬‬


‫يمكن تعريف الحق األدبي للمؤلف بأنه‪" :‬سلطة يقررها القانون للمؤلف يستطيع بمقتضاها حماية شخصيته‬
‫‪2‬‬
‫األدبية من أي إعتداء يمكن أن يقع عليها‪ ،‬وهو حق يولد منذ اللحظة التي يبدأ فيها المؤلف بإبداع المصنف‪".‬‬

‫المشرع الجزائري إلى أحكام الحق األدبي وممارستها في الفصل األول من الباب الثاني من‬
‫ّ‬ ‫وقد تعرض‬
‫المواد ( ‪ 21‬إلى ‪ ) 26‬من األمر رقم ‪ 05 - 03‬المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪.‬‬

‫كما نصت عليه المادة ‪ 47‬األمر رقم ‪ 58 - 75‬المتضمن القانون المدني الجزائري بقولها‪:‬‬

‫" لكل من وقع عليه إعتداء غير مشروع في حق من الحقوق المالزمة لشخصيته أن يطلب وقف هذا‬
‫اإلعتداء والتعويض عما يكون قد لحقه من ضرر‪".‬‬

‫‪ -1‬زواني نادية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ -‬ص ‪.35 - 34‬‬


‫‪ - 2‬محمد أمين الرومي‪ ،‬حقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2009 ،‬ص ‪.103‬‬
‫‪22‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫وطبقا لنص هذه المادة فإن الحق األدبي للمؤلف يعتبر من الحقوق المالزمة للشخصية أو الحريات‬
‫‪1‬‬
‫العامة وكل إعتداء على هذه الحقوق يستوجب التعويض‪.‬‬

‫ويشكل الحق األدبي للمؤلف العنصر األساسي في حقوق المؤلف ذلك أنه يرتكز على معيار اإلبتكار‬
‫كما أنه يبرز قدراته الشخصية‪.‬‬

‫ويرتبط هذا الحق بشخصية المؤلف إرتباطا وثيقا فال يمكن الفصل بينهما بحيث يعتبر المصنف المرآة‬
‫التي تعكس هذه الشخصية لذا فإن الحق األدبي ينصب على حماية شخصية المؤلف كمبتكر للمصنف من‬
‫جهة وحماية المصنف في حد ذاته من جهة أخرى‪ ،2‬وبما أنه حق لصيق بشخصية مؤلفه فال يجوز التصرف‬
‫فيه أو التنازل عنه كما أنه ال يسقط بالتقادم وأي تصرف يرد عليه يعد باطال‪ ،‬ذلك أنه إمتداد لشخصية المؤلف‬
‫وبه يظهر إبداعه الفكري على مصنفه‪ ،‬وقد إعترفت به غالبية التشريعات ومنها األمر رقم ‪ 58 -75‬المتضمن‬
‫القانون المدني الجزائري السابق اإلشارة إليه وهذا ما أكدته المادة ‪ 21‬منه‪.‬‬

‫ويمكن للمؤلف من خالل حقه األدبي تقرير مصير مصنفه وما إذا كان سينشر للعامة أو ال‪ ،‬كما يخوله‬
‫أيضا الحق في وضع إسمه عليه وأن ينسبه إليه وأن يدافع عنه ضد أي إعتداء أو تشويه أو تحريف قد يقوم‬
‫به الغير أو أي مساس به قد يؤدي إلى اإلضرار بسمعته‪ ،‬وأخي ار يخوله الحق في سحب المصنف من التداول‬
‫بقصد تعديله أو إلغائه‪ ،‬وهذه اإلمتيازات التي يقرها الحق األدبي للمؤلف كما ذكرنا سابقا ال يمكن التنازل عنها‬
‫‪3‬‬
‫أو التصرف بها ألنها مرتبطة بشخصيته‪.‬‬

‫‪ - 1‬مضمون الحق األدبي للمؤلف‪:‬‬

‫أكدت القوانين المقارنة واإلتفاقيات الدولية الخاصة‪ ،‬كما إستقر غالبية الفقه ومن بينهم الفقه الجزائري‬
‫على أن الحق األدبي للمؤلف من الحقوق المرتبطة بالشخصية ويتمتع بكل الخصائص المميزة لهذه الحقوق‪،4‬‬
‫وتتمثل عناصر الحق األدبي للمؤلف حسب ما تضمنته المادة ‪ 22‬من األمر رقم ‪ 05 - 03‬المتعلق بحقوق‬
‫المؤلف والحقوق المجاورة في‪:‬‬

‫‪ -‬الحق في النشر‪.‬‬

‫‪ -1‬األمر رقم‪ ،58 – 75 :‬المؤرخ في رمضان عام ‪ 1395‬الموافق ‪ 26‬سبتمبر سنة ‪1975‬م‪ ،‬يتضمن القانون المدني‪،‬‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج ‪ ،‬عدد ‪ ،78‬الصادر في ‪ 24‬رمضان عام ‪ 1395‬الموافق ‪ 30‬سبتمبر سنة ‪1975‬م‪ ،‬المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ -2‬نواف كنعان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫‪ -3‬محمد خليل يوسف أبو بكر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪ -4‬زواني نادية‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪23‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫‪ -‬الحق في نسبة مصنفه إليه‪.‬‬

‫‪ -‬الحق في االحترام‪.‬‬

‫‪ -‬الحق في السحب‪.‬‬

‫‪ 1 – 1‬حق المؤلف في نشر مصنفه‪:‬‬

‫يعتبر حق النشر من أول اإلمتيازات المعنوية التي يمارسها المؤلف بعد قيامه باإلبداع وهو يعتبر أساس‬
‫الحق المعنوي‪ ،1‬وقد نصت المادة ‪ 22‬من األمر رقم ‪ 05 - 03‬على أنه‪:‬‬

‫" يتمتع المؤلف بحق الكشف عن المصنف الصادر بإسمه الخاص أو تحت إسم مستعار‪ ،‬ويمكنه تحويل‬
‫هذا الحق للغير‪".‬‬

‫ويتبين من نص هذه المادة أن للمؤلف وحده الحق في تقرير صالحية المصنف للنشر في الوقت الذي‬
‫يراه مناسبا لذلك والذي يشعر فيه أن عمله الذهني قد بلغ درجة من اإلكتمال‪ 2‬كونه حق مطلق للمؤلف يتوقف‬
‫على محض إرادته‪ 3‬وال يمكن ألحد إجباره على نشر مصنفه‪ ،4‬فالمصنف ينسب لمؤلفه ومن حقه أن يقرر عدم‬
‫نشره في حالة عدم رضاه عنه أو إعتقاده بضرورة تعديله‪ ،5‬أما في حالة وفاة المؤلف قبل تقرير نشر مصنفه‬
‫فان ورثته وحدهم لهم حق تقرير نشر هذا المصنف حيث يختارون الوقت المناسب وطريقة النشر كما يحلون‬
‫‪6‬‬
‫محله في إستعمال حقه األدبي والمالي‪.‬‬

‫‪ -1‬عمروش فوزية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬


‫‪ -2‬حسونة عبد الغني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪ -3‬عبد الحميد المنشاوي‪ ،‬حماية الملكية الفكرية وأحكام الرقابة على المصنفات الفنية‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪ ،2002‬ص ‪.35‬‬
‫‪ -4‬حنان براهمي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.284‬‬
‫‪ -5‬فنيش بشير‪ ،‬حماية حق المؤلف من اإلعتداء‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة بن‬
‫يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪ ،2011،‬ص ‪.69‬‬
‫‪ -6‬فاضلي إدريس‪ ،‬حقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.127‬‬
‫‪24‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫‪ 2 – 1‬حق المؤلف في نسبة المصنف إليه(حق األبوة)‪:‬‬

‫حق األبوة هو حق المؤلف في الظهور بصفته كمبدع وحقه في اإلعتراف له بذلك ولهذا من حقه إشتراط‬
‫ذكر إسمه على المصنف‪ ،‬فمادام هذا األخير من ثماره الفكري فالبد أن ينسب إليه‪ ،1‬حيث تنص المادة ‪23‬‬
‫من األمر رقم ‪ 05 - 03‬السابق اإلشارة إليه على أنه‪:‬‬
‫" يحق لمؤلف المصنف إشتراط ذكر إسمه العائلي أو المستعار في شكله المألوف‪ ،‬وكذا على دعائم‬
‫المصنف المالئمة‪".‬‬
‫ويتبين من خالل نص هذه المادة أن للمؤلف وحده الحق في نسب مصنفه إليه‪ ،‬فالبد من أن يحمل‬
‫المصنف إسم مؤلفه وال يجوز أن ينسب إلى غيره‪ 2‬وله الحق كذلك في ذكر إسمه على كل نسخة من نسخ‬
‫المصنف التي تنشر وعرض مؤهالته العلمية وحصيلة نشاطه الفكري وكل يحتاجه الناس للتعريف به‪ ،‬كما‬
‫يجوز له نشره دون وضع إسمه أو بإسم مستعار أو أنه قد يلجأ إلى وضع عالمة عليه ومع ذلك يبقى للمؤلف‬
‫المشرع الجزائري أن المؤلف هو صاحب الحق في التصريح‬
‫ّ‬ ‫أن يكشف عن شخصيته وقت ما يشاء‪ ،3‬وقد إعتبر‬
‫بإسمه الحقيقي أو المستعار على المصنف ويتفق هذا المعنى مع ما تضمنته إتفاقية بارن المتعلقة بحماية‬
‫المصنفات األدبية والفنية حيث جاء فيها‪ " :‬بغض النظر عن الحقوق المالية للمؤلف ‪ ،‬بل وحتى بعد إنتقال‬
‫هذه الحقوق فان المؤلف يحتفظ بالحق في المطالبة بنسبة المصنف إليه ‪ ،4 "...‬أما بعد وفاة المؤلف الذي‬
‫نسب المصنف إليه في حياته وتم نشر مصنفه فال يجوز لورثته من بعده إخفاء إسم مورثهم عن الجمهور‪،‬‬
‫وفي حالة إذا لم يفصح عن إسمه ولم يكشف عن شخصيته فيلزم ورثته من بعده بإحترام إ اردته وإبقاء اسمه‬
‫‪5‬‬
‫مخفيا إال إذا أذن لهم الكشف عنه قبل وفاته‪.‬‬

‫‪ 3 – 1‬الحق في إحترام وتعديل المصنف‪:‬‬

‫يحظى المؤلف بالحق في إحترام إسمه وصفته وإنتاجه‪ ،6‬وله وحده الحق في إجراء أي تعديل أو حذف‬
‫أو تغيير أو إضافة على عمله ليكون بالمظهر الذي يجعل من مصنفه يليق بشخصيته وهذا حق يباشره المؤلف‬

‫‪ -1‬عمروش فوزية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.27‬‬


‫‪ -2‬فنيش بشير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.70‬‬
‫‪ -3‬فاضلي إدريس‪ ،‬حقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪ -4‬حسونة عبد الغني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ -‬ص ‪.56 -55‬‬
‫‪ -5‬فاضلي إدريس‪ ،‬حقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪ -6‬بن دريس حليمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪25‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫بنفسه ألنه من الحقوق األدبية‪ ،1‬حيث يفرض الحق في إحترام اإلنتاج الفكري للمؤلف أن يكون له إمكانيات‬
‫‪2‬‬
‫حماية مؤلفاته ضد أي مساس من شأنه اإلضرار بسمعته وشرفه أو بشهرته أو شرفه‪.‬‬

‫وقد نصت المادة ‪ 90‬من األمر رقم ‪ 05 - 03‬السالف الذكر على أنه‪:‬‬

‫" ال يمكن للناشر أن يدخل تعديال على المصنف بالتصحيح أو اإلضافة أو الحذف إال بموافقة من‬
‫المؤلف‪".‬‬

‫وال يمكن بأي حال عرض المصنفات المحمية قانونا بأي طريقة كانت إال بعد الحصول على ترخيص‬
‫مسبق من صاحبها أو من يمثله‪.‬‬

‫‪ 4 – 1‬الحق في سحب المصنف من التداول‪:‬‬

‫يمكن للمؤلف وقف نشر المصنف وسحبه من أماكن التوزيع أو البيع ويوقف عرضه في أي وقت يشاء‪،3‬‬
‫وقد نصت المادة ‪ 1/24‬من األمر رقم ‪ 05 - 03‬على أنه‪:‬‬

‫" يمكن للمؤلف الذي يرى أن مصنفه لم يعد مطابقا لقناعاته أن يوقف صنع دعامة إبالغ المصنف إلى‬
‫الجمهور بممارسة حقه في التوبة أو أن يسحب المصنف الذي سبق نشره من جهة اإلبالغ للجمهور عن‬
‫طريق ممارسة حقه في السحب‪".‬‬

‫وطبقا لهذه المادة فإن للمؤلف وحده الحق في سحب مصنفه بعد نشره‪ 4‬إذا وجدت أسباب جدية ومشروعة‬
‫المشرع الجزائري أكثر وضوحا عندما نص أن‬
‫ّ‬ ‫لذلك حتى إذا تصرف في إستغالل الحقوق المالية‪ ،5‬وقد كان‬
‫حق التوبة هو تقرير توقيف صنع دعامة اإلبالغ أما السحب فهو سحب المصنف بعد إبالغه للجمهور‪،‬‬
‫وبالتالي التوبة تأتي قبل النشر أما السحب فيكون بعد النشر‪ ،6‬إال أن الحق في السحب مقيد بدفع تعويض من‬
‫ألت إليه حقوق اإلستغالل المالي وفي حالة رفض المؤلف تسليم مصنفه يجب أن يدفع للطرف الثاني تعويض‬

‫‪ -1‬محمد خليل يوسف أبو بكر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.56‬‬


‫‪ -2‬فنيش بشير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.70‬‬
‫‪ -3‬حسن البدراوي‪" ،‬حماية المصنفات األدبية والفنية‪ ،‬موضوع الحماية وشروطها“‪ ،‬ندوة الويبو الوطنية المتخصصة للسلطات‬
‫القضائية األردنية‪ ،‬تنظمها المنظمة العالمية للملكية الفكرية بالتعاون مع المجلس القضائي األردني ومركز الملك عبد هللا الثاني‬
‫للملكية الفكرية‪ ،‬البحر الميت‪ ،‬من ‪ 8‬إلى ‪ 9‬أكتوبر ‪ ،2004‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -4‬عبد هللا مبروك النجار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪ -5‬بوراوي أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.207‬‬
‫‪ -6‬مالك فائزة‪ ،‬حقوق الملكية األدبية والفنية في التركة دراسة مقارنة بين القانونين الجزائري والفرنسي‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة‬
‫دكتوراه في العلوم‪ ،‬كلية الحقوق سعيد حمدين‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2017 - 2016 ، 1‬ص ‪.38‬‬
‫‪26‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫وهذا األخير ناتج عن عدم تنفيذ المؤلف إللتزامه القانوني‪ ،‬فحماية شخصية المؤلف ال تتحقق على حساب‬
‫المتعاقد معه‪ ،1‬وعلى هذا األساس تنص الفقرة الثانية من المادة ‪ 24‬السالفة الذكر على أنه‪:‬‬

‫" غير أنه ال يمكن للمؤلف ممارسة هذا الحق إال بعد دفع تعويض عادل عن األضرار التي يلحقها عمله‬
‫هذا بمستفيدي الحقوق المتنازل عليها‪".‬‬

‫وفي حالة ما أراد المؤلف نشر مصنفه من جديد فيجب أن يقدم عرضه على المتعاقد األول الذي حرمه‬
‫من العملية فال يجب على المؤلف إستعمال الحق في السحب إلبرام عقود أكثر منفعة له‪ ،‬وإذا إستحال دفع‬
‫‪2‬‬
‫التعويض ألسباب مالية أو رفض ذلك عمدا فال يبقى له إال تسليم التأليف موضوع النزاع‪.‬‬

‫‪ - 2‬خصائص الحق األدبي للمؤلف‪:‬‬

‫يعد الحق األدبي للمؤلف من الحقوق المرتبطة بشخصية المؤلف‪ ،‬فهو من الحقوق الطبيعية التي ال‬
‫يتصور أن يتمتع بها إال من إبتكرها‪ ،3‬ولقد حددت المادة ‪ 2/21‬من األمر رقم ‪ 05 – 03‬المتعلق بحقوق‬
‫المؤلف والحقوق المجاورة الخصائص التي يتمتع بها هذا الحق‪:‬‬

‫‪ 1 – 2‬الحق األدبي للمؤلف غير قابل للتصرف فيه‪:‬‬

‫يترتب على كون الحق األدبي لصيق بشخصية المؤلف حماية شخصيته وسمعته األدبية التي ال تقبل‬
‫المشرع الجزائري في‬
‫ّ‬ ‫أن تكون محال للتعامل فيها‪ ،‬ومن ثمة فإنها ال يمكن أن تكون محال للتصرف‪ ،4‬وقد نص‬
‫المادة ‪ 2/21‬من األمر رقم ‪ 05 – 03‬السابق اإلشارة إليه على هذه الخاصية بقوله‪:‬‬
‫"‪ ..‬تكون الحقوق المعنوية غير قابلة للتصرف‪" ....‬‬
‫كما إستقر الفقه إلى أن الحق األدبي للمؤلف غير قابل للتصرف فيه بإعتبار أن هذا الحق يكون جزءا‬
‫من عقل اإلنسان وشخصيته‪ ،‬وأن من باع مصنفا بيعا نهائيا يكون بمثابة من باع جزءا من شخصيته‪ ،‬وهذا‬
‫‪5‬‬
‫ما يجعل التنازل عن الحق األدبي للمؤلف غير جائز‪.‬‬

‫‪ -1‬بن دريس حليمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.42‬‬


‫‪ -2‬بن دريس حليمة‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ -‬ص ‪.43 – 42‬‬
‫‪ -3‬أمجد عبد الفتاح أحمد إحسان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ -4‬بومعزة سمية‪ ،‬حقوق المؤلف في النطاقين التقليدي والرقمي في ظل التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في‬
‫الحقوق‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة باتنة ‪ ،2016 - 2015‬ص ‪.53‬‬
‫‪ -5‬نواف كنعان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.86‬‬
‫‪27‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫‪ 2 – 2‬الحق األدبي للمؤلف ال يجوز الحجر عليه‪:‬‬

‫ال يجوز الحجز على حق المؤلف في أي مصنف غير أنه يجوز الحجز على نسخ المصنف التي تم‬
‫نشرها كما أنه ال يجوز الحجز على المصنف الذي يتوفى مؤلفه قبل نشره‪ ،‬إال في حالة إذا ثبت أن المؤلف‬
‫كان قد وافق على نشره قبل وفاته‪ ،‬وهذه الخاصية تستمد من الطبيعة الشخصية للحق األدبي وذلك إلعتباره‬
‫‪1‬‬
‫جزء من شخصية اإلنسان وعقله‪.‬‬

‫‪ 3 – 2‬الحق األدبي للمؤلف حق دائم وغير قابل للتقادم‪:‬‬

‫ويقصد بأن الحق األدبي للمؤلف حق دائم كونه يبقى طوال حياة المؤلف ويستمر إلى أن يتوفى هذا‬
‫األخير ويتلف مصنفه وينتقل إلى والورثة وهو غير مقيد بمدة معينة مثل باقي الحقوق‪ ،‬وهذه الخاصية جعلت‬
‫من حق المؤلف المعنوي حقا معز از ومستم ار وال ينتهي إال عندما يطرح المصنف نهائيا في زاوية النسيان‬
‫والزوال‪ ،‬كما أنه حق ال يسقط بالتقادم‪ ،2‬وهذا ما أكدت عليه المادة ‪ 2/21‬من األمر رقم ‪ 05-03‬السابق‬
‫اإلشارة إليه بنصها على أنه‪ ... " :‬تكون الحقوق المعنوية غير قابلة للتصرف فيها وال للتقادم‪" ..‬‬

‫فهو ينتقل لورثة المؤلف ثم إلى من يليهم‪ ،‬وإنتقال هذه الحقوق يتم في الحدود التي تكفل حماية األفكار‬
‫في مضمونها وفي شكلها الذي أراده لها المؤلف‪ ،‬وبالتالي فإن الحقوق األدبية التي كانت تخول للمؤلف سلطات‬
‫مطلقة ستصبح في يد ورثته أداة تنحصر مهمتها في حراسة تراث مورثهم الفكري والمحافظة عليه من التشويه‬
‫‪4‬‬
‫أو التحريف‪ ،3‬وبذلك يتميز الحق األدبي عن الحق المادي الذي يعد حقا مؤقتا‪.‬‬

‫‪ 4 – 2‬عدم قابلية الحق األدبي للمؤلف لالنتقال للورثة‪:‬‬

‫المشرع الجزائري‬
‫ّ‬ ‫األصل أن الحق األدبي للمؤلف ال يقبل اإلنتقال إلى الورثة بالميراث وهذا ما نص عليه‬
‫في المادة ‪ 2/21‬من األمر رقم ‪ 05-03‬السالف الذكر بقوله‪:‬‬
‫"‪ ..‬تكون الحقوق المعنوية غير قابلة للتصرف فيها وال للتقادم وال يمكن التخلي عنها"‪ ،‬إال أنه البد من‬
‫اإلعتراف بإنتقال هذا الحق للورثة في حاالت معينة وذلك حتى يتمكن الورثة من الدفاع عن المصنف للحفاظ‬

‫‪ -1‬يوسف أحمد النوافلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.41‬‬


‫‪ -2‬أمجد عبد الفتاح أحمد إحسان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ -3‬بوراوي أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.194‬‬
‫‪ -4‬أمجد عبد الفتاح أحمد إحسان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪28‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫على سمعة المؤلف األدبية بعد وفاته‪ ،‬وكذلك للحفاظ على سالمة المصنفات األدبية وإحتراما للذي يألفها والذي‬
‫‪1‬‬
‫تبقى شخصيته بعد وفاته مجسمة فيه‪ ،‬بحيث يصير في أيديهم سلطة غايتها حماية أفكار سلفهم‪.‬‬
‫ثانيا‪ ،‬الحق المالي للمؤلف‪:‬‬

‫إن الحق المالي للمؤلف كالحق المعنوي ال ينشا في األصل إال لصالح المبدع‪ ،‬وممارسة هذا الحق تعود‬
‫في األصل له‪ ،2‬ويقصد به إعطاء لكل صاحب إنتاج ذهني حق إستغالل هذا اإلنتاج بما يعود عليه بالمنفعة‬
‫أو ربح مالي و ذلك خالل مدة معينة وينقضي هذا الحق بفواتها‪ ،3‬وعليه فهو يمثل القيمة المالية على إبتكارات‬
‫المؤلف العقلية‪ ،‬فيستطيع المبدع بموجب ذلك إستغالل مصنفه بما يعود عليه بالمنفعة والربح‪ ،‬ويعتبر هذا‬
‫‪4‬‬
‫الحق ثاني حق يتمتع به المؤلف بعد الحق األدبي‪.‬‬

‫المشرع الجزائري إلى أحكام هذا الحق في الفصل الثاني من الباب الثاني في المواد من‬
‫ّ‬ ‫وقد تعرض‬

‫(‪ 27‬إلى ‪ )32‬من األمر رقم ‪ 05-03‬المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة وقد تضمنت الفقرة األولى‬
‫من المادة ‪ 27‬منه على الحق المالي للمؤلف حيث جاء فيها‪:‬‬

‫" يحق للمؤلف إستغالل مصنفه بأي شكل من أشكال اإلستغالل والحصول على عائد مالي منه‪ ،"..‬غير أن‬
‫هذا الحق ليس مطلقا فهو يمارس في الحدود التي يقرها القانون‪ ،‬والحقوق المالية للمؤلف تشمل حقوق اإلستغالل‬
‫المقررة له بجميع الصور الجائزة إلستغالل المصنف وليس وقت إبداعه فقط إما الفقرة الثانية فتضمنت كيفيات‬
‫ووسائل نقل هذه المصنفات إلى الجمهور‪.‬‬

‫وقد أجاز المشرع في المادة ‪ 27‬سالفة الذكر للمؤلف إستغالل مصنفه بأي شكل من األشكال بما فيها‬
‫وضع المصنف السمعي البصري أو نسخ منه بواسطة التأجير أو التأجير التجاري لبرامج الحاسوب‪ ،‬ولكنه‬
‫وضع حكم خاص في الفقرة األخيرة من المادة السالفة الذكر وهو عدم غنطباق حقوق التأجير على تأجير‬
‫الحاسوب عندما ال يكون البرنامج الموضوع األساسي للتأجير‪.‬‬

‫‪ -1‬جمال هارون‪ ،‬الحماية المدنية للحق األدبي للمؤلف في التشريع األردني‪ -‬دراسة مقارنة –‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،2006 ،‬األردن‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪ -2‬عمروش فوزية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.67‬‬
‫‪ -3‬نايت أعمر علي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ -4‬لعلوي محمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪29‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫‪- 1‬مضمون الحق المالي للمؤلف‪:‬‬


‫باإلطالع على نصوص األمر رقم ‪ 05-03‬السابق اإلشارة إليه‪ ،‬السيما المادتين ‪ 28 -27‬منه فإن‬
‫الحقوق المالية تتضمن كل من‪:‬‬

‫‪ -‬حق النشر‪.‬‬

‫‪ -‬حق األداء العلني‪.‬‬

‫‪ -‬حق التتبع‪.‬‬

‫‪ 1 – 1‬حق النشر‪:‬‬

‫يعني النشر وضع المصنف في متناول الجمهور ألول مرة و إعداده في عدد كاف من النسخ الملموسة‪،1‬‬
‫والنشر بهذا المعنى ينطوي على نشاطات متعددة يقوم بها شخص طبيعي أو معنوي يسمى الناشر من خالل‬
‫دوره في إختيار وتحرير وإعداد المواد المراد نشرها وتنظيم إنتاجها وتوزيعها وتحمل المسؤولية المالية وكافة‬
‫المسؤوليات األخرى المرتبطة بعملية النشر‪ ،2‬ويمكن أن يتحصل المؤلف على حقوقه المالية من خالل إنتاج‬
‫المشرع‬
‫ّ‬ ‫أكثر من نسخة من مصنفه األدبي والفني عن طريق اإلستنساخ أو الترخيص بذلك للغير‪ ،3‬وقد أكد‬
‫الجزائري في المادة ‪ 27‬من األمر رقم ‪ 05 - 03‬السالف الذكر أنه يرجع للمؤلف الحق الحصري في إجازة‬
‫المشرع قد ترك المجال مفتوحا‬
‫ّ‬ ‫أو منع " إستنساخ المصنف بأي وسيلة كانت "‪ ،‬وحسب هذا النص يبدو أن‬
‫للمؤلف في إختيار الوسيلة التي ينسخ بها مصنفه وبالشكل الذي يتالءم مع طبيعة هذا األخير مثل الطباعة‬
‫أو التصوير الفوتوغرافي أو التصوير السينمائي‪ ،‬ويتماشى هذا المعنى مع ما تضمنته المادة ‪ 3/3‬من إتفاقية‬
‫بارن التي جاء فيها‪ " :‬يقصد بالمصنفات المنشورة المصنفات التي تنشر بموافقة مؤلفيها أيا كانت وسيلة‬
‫‪4‬‬
‫عمل هذه النسخ ‪"...‬‬

‫‪ -1‬نواف كنعان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.132‬‬


‫‪ -2‬نواف كنعان‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.132‬‬
‫‪ -3‬يصرف حاج‪ ،‬الحماية القانونية للمصنفات الرقمية وأثرها على تدفق المعلومات في الدول النامية‪ ،‬أطروحة دكتوراه علوم‬
‫في علوم اإلعالم واالتصال‪ ،‬قسم علوم اإلعالم واالتصال‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية والعلوم اإلسالمية ‪ ،‬جامعة وهران ‪- 1‬‬
‫أحمد بن بلة‪ ،2016 – 2015 ، -‬ص ‪.63‬‬
‫‪ -4‬حسونة عبد الغني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪30‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫‪ 2 – 1‬حق األداء العلني‪:‬‬

‫يقصد باألداء العلني إبالغ المصنف إلى الجمهور بطريقة مباشرة‪ ،‬وفي مكان عام يستطيع الجمهور‬
‫‪2‬‬
‫التردد عليه سواء كان ذلك بمقابل‪ ،‬أو بالمجان‪ ،1‬وعالنية األداء تعد هي الشرط األساسي لحق األداء العلني‬
‫الذي يرجع إلى المؤلف دون غيره سواء أخذ مقابل مالي أو لم يأخذ عن عرض مصنفه‪ ،3‬ويتوقف األداء أو‬
‫التمثيل العلني ونقله إلى الجمهور عن بعد على شرط على تصريح من صاحب حق المصنف الذي يتم أداؤه‬
‫أو تمثيله ومراعاة تقييدات خاصة ومحددة تنص عليها بعض القوانين‪ ،‬وهكذا يعتبر حق األداء العلني وسيلة‬
‫لحصول المؤلف على إستحقاقه المالي مقابل نقل مصنفه إلى الجمهور بطريقة مباشرة‪ ،4‬ويشمل هذا الحق كل‬
‫المشرع الجزائري قد إعترف للمؤلفين بحق نقل مصنفهم للجمهور‬
‫ما جاء في المادة ‪ 27‬السابقة اإلشارة إليها و ّ‬
‫عن طريق عدة صور منها التمثيل واألداء العلنيين‪ ،‬باإلضافة إلى الحق في إبالغ المصنف عن طريق البث‬
‫اإلذاعي السمعي أو السمعي البصري‪ ،‬كما إعترف له بالحق في إبالغ المصنف المذاع إلى الجمهور بالوسائل‬
‫السلكية أو األلياف البصرية أو عن طريق التوزيع السلكي أو أي وسيلة لنقل اإلشارات الحاملة لألصوات‬
‫والصور معا‪ ،5‬والمراد بإبالغ المصنف إلى الجمهور هو كل فعل يسمح لمجموعة من األشخاص باإلطالع‬
‫على كل المصنف أو جزء منه‪ ،‬على شكل أصلي أو معدل‪ 6‬ويتحقق األداء العلني متى كان اإلجتماع عاما‬
‫مسموحا للجمهور حضوره‪ ،7‬ومن القرائن التي تصلح لإلستعانة بها في تحديد األداء العلني الخاص‪:‬‬

‫‪ -‬أن يكون اإلجتماع في مكان خاص‪.‬‬

‫‪ -‬أن يكون دخول مكان اإلجتماع مجانا‪.‬‬


‫‪8‬‬
‫‪-‬أال تكون الدعوة عامة بل شخصية‪.‬‬

‫‪ -1‬فاضلي إدريس‪ ،‬حقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.165‬‬
‫‪ -2‬المحامي عمر مشهور حديثة الجازي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ -3‬أمجد عبد الفتاح أحمد إحسان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫‪ -4‬نواف كنعان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.159‬‬
‫‪ -5‬حسونة عبد الغني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫‪ -6‬محي الدين عكاشة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.133‬‬
‫‪ -7‬فاضلي إدريس‪ ،‬حقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.165‬‬
‫‪ -8‬فاضلي إدريس‪ ،‬المدخل إلى الملكية الفكرية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪31‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫‪ 3 – 1‬حق التتبع‪:‬‬

‫يعني هذا الحق تتبع المؤلف لعمليات البيوع التي تتم على مصنفه وحصوله على نسبة من ثمن بيع‬
‫النسخة األصلية في كل مرة يتغير المصنف سواء بيعت بالمزاد العلني أو بواسطة تاجر‪ ،‬فحق التتبع يعتبر‬
‫وسيلة من وسائل إستغالل المؤلف لمصنفه‪ ،1‬فهو حق معترف به يقتضي الحصول على نسبة مئوية من ثمن‬
‫بيع أو إعادة بيع إنتاجه األصلي‪ ،2‬وتحتسب في القانون الجزائري على أساس الثمن الكلي إلعادة بيع المصنف‬
‫وتحدد مقداره ب ‪.% 5‬‬

‫المشرع الجزائري حق التتبع بموجب المادة ‪ 1/28‬من األمر رقم ‪ 05 - 03‬السالف الذكر‬
‫ّ‬ ‫وقد جعل‬
‫يقتصر على مؤلفي أصول مصنفات الفنون التشكيلية فقط في حين أنه جعل مصنفات الرسم‪ ،‬الرسم الزيتي‪،‬‬
‫والنحت‪ ،‬والنقش‪ ،‬والطباعة الحجرية‪ ،‬وفن الزرابي‪ ،‬ضمن المصنفات التشكيلية والتطبيقية‪ ،3‬كما أن حق التتبع‬
‫‪4‬‬
‫يشمل أيضا تتبع العمل في كل مرة يتغير فيها الناشر أو يتم فيها إخراج طبعة جديدة مع تعديالتها‪.‬‬

‫‪ - 2‬خصائص الحق المالي للمؤلف‪:‬‬

‫‪ 1 – 2‬الحق المالي للمؤلف قابل للتصرف فيه‪:‬‬

‫المشرع الجزائري يشترط أن يتوفر إلجراء أي‬


‫ّ‬ ‫يتمتع المؤلف بحق اإلنتفاع المالي على مصنفه‪ ،‬إال أن‬
‫تصرف على هذا الحق شرطين وهما‪:‬‬
‫‪ -‬الشرط األول‪ :‬وهو أن يتم إفراغ التصرف على الحقوق المالية في شكل مكتوب سواء كان هذا اإلستغالل‬
‫المالي قام به المؤلف نفسه أو بواسطة غيره‪ ،‬وتعتبر الكتابة في هذه الحالة شرط لإلنعقاد وليس اإلثبات‪.‬‬
‫‪ -‬الشرط الثاني‪ :‬وهو تحديد مضمون التصرف صراحة وبوضوح تام‪ ،‬ويقتضي هذا الشرط أن يحدد بالتفصيل‬
‫كل حق على حدة ويكون محال للتصرف مع بيان مداه ومدة اإلستغالل والغرض منه‪.‬‬
‫يجب أن يتم اإلخضاع في هذا التصرف عن الحق المتنازل عنه وجميع طرق اإلستغالل المالي إلنتاجه‬
‫المبتكر أم تنازل عن بعضها‪ ،‬فللمؤلف الحق في أن ينقل إلى الغير مباشرة حقوق اإلستغالل كلها أو بعضها‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫‪ -1‬لعلوي محمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.39‬‬


‫‪ -2‬فنيش بشير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.82‬‬
‫‪ -3‬لعلوي محمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪ -4‬محمد خليل يوسف أبو بكر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪ -5‬حسونة عبد الغني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص – ص ‪.33 -32‬‬
‫‪32‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫‪ 2 – 2‬الحق المالي للمؤلف حق مؤقت‪:‬‬

‫طبقا لنص المادة ‪ 54‬من األمر رقم ‪ 05 – 03‬السابق الذكر فإن الحق المالي للمؤلف هو حق مؤقت‬
‫المشرع الجزائري بمدة ‪ 50‬سنة بعد وفاته ويبدأ سريانها من السنة المدنية التي‬
‫ّ‬ ‫ينقضي بفوات مدة معينة حددها‬
‫تلي وفاة المؤلف‪ ،‬حيث يؤول بعدها المصنف إلى الملك العام‪ ،‬ويحق إستغالله دون حاجة للحصول على إذن‬
‫من ورثة مؤلف المصنف أو دفع تعويض له نتيجة لهذا اإلستغالل‪.‬‬

‫‪ 3 – 2‬قابلية الحق المالي للمؤلف للحجز عليه‪:‬‬

‫على خالف الحق المعنوي للمؤلف الذي ال يقبل الحجز عليه بإعتباره وثيق الصلة بشخصية المؤلف‪،‬‬
‫المشرع الجزائري أجاز الحجز على الحق المالي للمؤلف الذي قام بنشر مصنفه ويقع هذا الحجز على‬
‫ّ‬ ‫فإن‬
‫نسخ المصنف المنشورة‪ ،‬وقد إختلف الفقه في إمكانية قيام الدائن في حالة نفاذ النسخ المحجوز عليها من‬
‫المصنف بإمكانية نشره مرة أخرى للحجز على النسخ المنشورة وذلك على أساس أن إعادة النشر يضر بالمؤلف‬
‫‪1‬‬
‫أدبيا إذا لم يكن راضيا عن الطبعة األولى‪.‬‬

‫‪ 4 – 2‬إنتقال الحق المالي للمؤلف للورثة‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 54‬من األمر رقم ‪ 05 - 03‬السالف الذكر على إنتقال حقوق المؤلف لفائدة ذوي حقوقه‬
‫بوفاته وبذلك ينتقل حق اإلستغالل إلى الورثة الشرعيين بحكم نصيب كل واحد منهم‪ ،‬ثم يخلف هؤالء الورثة‬
‫المشرع الجزائري بخمسين‬
‫ّ‬ ‫ورثتهم الالحقون من بعدهم مادامت الحماية المقررة في القانون لم تنقضي وقد حددها‬
‫عام تسري إبتداءا من مطلع السنة المدنية التي تلي وفاة المؤلف‪ ،‬ويجوز للورثة ممارسة دعوى الغيب التي‬
‫‪2‬‬
‫تسري إبتداءا من تاريخ وفاة المؤلف وفي حدود ‪ 85‬سنة من الوفاة‪.‬‬

‫‪ 5 – 2‬الحق المالي للمؤلف قابل للتنازل عنه‪:‬‬

‫يجوز التنازل عن الحق المالي للمؤلف لفائدة الغير بموجب عقد كتابي‪ ،‬إذ تنص المادة ‪ 2/62‬من األمر‬
‫رقم ‪ 05 - 03‬على أنه‪:‬‬

‫‪ -1‬يوسف أحمد النوافلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.58‬‬


‫‪ -2‬فاضلي إدريس‪ ،‬حقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.195‬‬
‫‪33‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫" ويمكن إبرام العقد‪،‬عند الحاجة بواسطة تبادل رسائل أو برقيات تحدد الحقوق المادية المتنازل عنها وفقا‬
‫ألحكام المادة ‪ 65‬أدناه‪".‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مدة حماية حق المؤلف ومصير المصنفات بعد اإل نقضاء‬
‫قررت الحماية القانونية لحقوق المؤلف مالية كانت أو أدبية لتشجيع اإلنتاج الفكري‪ ،‬فهي تشكل مكافأة‬
‫ّ‬
‫عادلة له على ما بذله من جهد ‪ ،‬فيكون له حق التمتع بتلك الثمار بموجب هذه الحماية طول حياته‪ ،‬ثم ينتقل‬
‫‪1‬‬

‫ذلك من بعده‪ ،‬أي بعد وفاته إلى ورثته وخلفاءه على إعتباره جزءا من التركة‪ ،‬ثم ينقضي بقوة القانون إذا ما‬
‫المشرع لحمايته فيصبح بعدها ملكا للجمهور ويؤول إلى الملك العام‪ ،2‬وإطمئنان‬
‫ّ‬ ‫إنقضت المدة التي حددها‬
‫المؤلف إلى أن مصنفاته ستتمتع بالحماية القانونية خالل فترة معينة من الزمن سيشجعه على إنتاج المزيد من‬
‫‪3‬‬
‫المصنفات مما يؤدي إلى إثراء اإلنتاج الفكري‪.‬‬
‫وفيما يلي نتناول كال من مدة الحماية المقررة لحق المؤلف (الفرع األول)‪ ،‬ومصير المصنفات المحمية‬
‫بعد إنقضاء المدة‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مدة الحماية القانونية للمصنفات في التشريع الجزائري‬

‫المشرع الجزائري على مدة الحماية وعددها حسب نوع المصنفات وذلك في الفصل الرابع من األمر‬
‫ّ‬ ‫نص‬
‫المشرع الجزائري لم يضع إستثناءات تخص بعض‬ ‫ّ‬ ‫رقم ‪ 05-03‬في المواد من (‪ 54‬إلى ‪ ،)60‬ونالحظ أن‬
‫أنواع المصنفات فقد شملها جميعها بمدة حماية واحدة وهي ‪ 50‬سنة بعد وفاة مؤلفها‪ ،‬إال أنه تضمن عدة حاالت‬
‫يتم من خاللها بدء إحتساب هذه المدة وتقسم كما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ ،‬حساب مدة الحماية من تاريخ وفاة المؤلف‪:‬‬

‫‪ - 1‬مدة الحماية في المصنفات البسيطة‪:‬‬

‫المصنفات البسيطة هي تلك المصنفات التي يبدعها مؤلف واحد وتنشر حاملة إلسمه أثناء حياته وتسري‬
‫مدة حمايتها طبقا لنص المادة ‪ 54‬من األمر رقم ‪ 05-03‬طوال حياة المؤلف ولفائدة مورثه مدة ‪ 50‬سنة‬
‫إبتداءا من السنة المدنية التالية لوفاته‪.‬‬

‫‪ - 1‬نواف كنعان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.356‬‬


‫‪ -2‬محمد خليل يوسف أبو بكر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.264‬‬
‫‪ -3‬نواف كنعان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.356‬‬
‫‪34‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫‪ - 2‬مدة الحماية في المصنفات المشتركة‪:‬‬

‫طبقا لنص المادة ‪ 1/55‬من األمر رقم ‪ 05-03‬فإن مدة الحماية بالنسبة للمصنفات المشتركة تسري‬
‫إبتداءا من نهاية السنة المدنية التي يتوفى فيها أخر مشارك في المؤلف‪ ،‬وأضافت الفقرة الثانية أن الديوان‬
‫الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة يتولى تسيير حصة المؤلف المشارك الذي ال وارث له لفائدة بقية‬
‫المشاركين في المصنف‪.‬‬

‫‪ – 3‬مدة حماية المصنفات المعروف مؤلفها أو التي عرف مؤلفها الحقا‪:‬‬

‫طبقا لما جاء في المادة ‪ 4/57‬من األمر رقم ‪ 05 - 03‬السابق اإلشارة إليه فانه إذا عرف مؤلف‬
‫المصنف المنشور تحت إسم مستعار أو مجهول الهوية بأن كشف عن شخصيته أو كان اإلسم المستعار الذي‬
‫إتخذه المؤلف ال يدع مجاال للشك في التعرف على هويته‪ ،‬فإن مدة الحماية الخمسين سنة تحسب من وفاة‬
‫‪1‬‬
‫المؤلف‪.‬‬

‫إال أن اإلشكال هنا يطرح إذا ظهر إسم المؤلف الحقيقي وقد إنقضت مدة الخمسين سنة وسقط المصنف‬
‫في الملك العام‪ ،‬فهل يمكن للمؤلف المطالبة بحقه؟‪.‬‬

‫محميا طول حياته‬


‫ً‬ ‫المشرع الجزائري في هذه الحالة أن المؤلف إذا كشف عن شخصيته يبقى مصنفه‬
‫ّ‬ ‫يرى‬
‫حتى ولو إنقضت الخمسون عاما على نشر المصنف قبل الكشف عن إسمه أو التعرف على هويته ويبقى‬
‫محميا خمسين سنة لصالح ورثته بعد وفاته‪ ،‬حيث نص في المادة ‪ 4/57‬السالفة الذكر على أنه‪:‬‬
‫ً‬ ‫أيضا‬
‫ً‬

‫" وفي حالة التعرف على هوية المؤلف بما ال يدع مجاال للشك‪ ،‬تكون مدة الحماية خمسين (‪ )50‬سنة‬
‫إبتداءا من نهاية السنة المدنية التي تلي تاريخ وفاة المؤلف"‪ ،‬وذلك دون أن يفرق بين ما إذا تم التعرف‬
‫على هويته قبل أو بعد سقوطه في الملك العام‪.‬‬

‫ثانيا‪ ،‬حساب مدة الحماية من تاريخ النشر األول‪:‬‬

‫العبرة هنا بتاريخ النشر للمرة األولى وليس بوفاة المؤلف‪ ،‬فمن نهاية السنة المدنية لهذا النشر يبدأ حساب‬
‫مدة الحماية المقدرة بخمسين سنة‪ ،‬ويجب أن يكون النشر للمرة األولى قد تم بطريقة مشروعة‪ ،‬وهذا يعني أن‬
‫أي إعتداء على حقوق المؤلف يجعل النشر غير مشروع وال يعتد به وال يسري بناء عليه بدء إحتساب مدة‬

‫‪35‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫الحماية‪ ،1‬وحسب األمر رقم ‪ 05 – 03‬السابق ذكره فإن بدأ حساب مدة الحماية وفق هذه الطريقة يكون في‬
‫الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪ – 1‬مدة الحماية في المصنف الجماعي‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 56‬من األمر رقم ‪ 05-03‬السابق اإلشارة إليه على أن مدة الحماية بالنسبة للمصنف‬
‫الجماعي ‪ 50‬سنة إبتداءا من مطلع السنة المدنية الموالية لتاريخ نشر المصنف‪.‬‬
‫أما في حالة عدم نشر المصنف خالل ‪ 50‬سنة من إنجازها مع وضعها رهن التداول بين الجمهور‪ ،‬فإن الحقوق‬
‫المالية لمؤلفيها تحمى مدة ‪ 50‬سنة تسري من نهاية السنة المدنية التي وضع فيها المصنف رهن التداول‪ ،‬أما‬
‫في حالة عدم وضع تلك المصنفات رهن التداول بين الجمهور خالل ‪ 50‬سنة من إنجازها فإن الحقوق المالية‬
‫لمؤلفيها تحمى مدة ‪ 50‬سنة تسري من نهاية السنة المدنية التي تم فيها ذلك اإلنجاز‪.‬‬
‫المشرع الجزائري بعين اإلعتبار تاريخ وفاة المؤلف عندما حدد مدة حماية المصنف حيث إعتمد‬
‫ّ‬ ‫ولم يأخذ‬
‫‪2‬‬
‫في تقديرها على تاريخ النشر أو اإلنجاز تسهيال لعملية إستغاللها‪.‬‬

‫‪ – 2‬مدة الحماية في المصنف السمعي البصري‪:‬‬

‫تخضع لنفس األحكام المطبقة بشأن مدة حماية المصنفات الجماعية‪ ،‬ومدة الحماية المقررة لها هي ‪50‬‬
‫سنة تسري إبتداءا من تاريخ وضع المصنف في التداول‪ ،‬وتكون من تاريخ إخراجه إذا لم يوضع المصنف في‬
‫التداول وذلك طبقا للمادة ‪ 1/58‬من األمر رقم ‪ 05-03‬التي تقتضي بأنه‪:‬‬

‫" تكون مدة حماية الحقوق المادية للمصنف السمعي البصري ‪ 50‬سنة إبتداءا من نهاية السنة المدنية‬
‫التي نشر فيها المصنف على الوجه المشروع للمرة األولى "‪ ،‬وكان تحديد بدء إحتساب مدة الحماية أدق في‬
‫التشريع السابق رقم ‪ 10-97‬حيث جعلها ‪ 50‬سنة تسري إبتداءا من وضع المصنف رهن التداول بين الجمهور‪.‬‬

‫‪ – 3‬مدة الحماية في المصنفات المنشورة تحت إسم مستعار أو بعد وفاة مؤلفها‪:‬‬

‫المشرع الجزائري مدة حمايتها في المادتين ‪ 60 -57‬من األمر رقم ‪ ،05-03‬فمدة الحماية بالنسبة‬
‫ّ‬ ‫نظم‬
‫لهذه المصنفات ‪ 50‬سنة يبدأ سريانها من نهاية السنة المدنية التي نشر فيها المصنف على الوجه المشروع‬
‫للمرة األولى‪ ،‬أو إ بتداءا من نهاية السنة المدنية التي وضع فيها المصنف رهن التداول بين الجمهور في حالة‬

‫‪ -1‬مسعودي سميرة‪ ،‬الحق المالي للمؤلف في ظل القانون الجزائري والقانون المقارن‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪،‬‬
‫تخصص الملكية الفكرية‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،2014 - 2013 ،1‬ص ‪.145‬‬
‫‪ -2‬بومعزة سمية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.134‬‬
‫‪36‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫عدم نشره‪ ،‬أو إبتداءا من نهاية السنة المدنية التي تم فيها اإلنجاز وذلك في حالة عدم تداوله بين الجمهور‬
‫خالل ‪ 50‬سنة من إنجازه‪.‬‬

‫المشرع الجزائري لم يأخذ باإلعتبار تاريخ وفاة المؤلف عند تحديده لمدة حماية المصنف‪ ،‬وإعتمد في‬
‫و ّ‬
‫تقديرها على تاريخ نشرها أو تداولها أو إنجازها نظ ار لصعوبة معرفة هوية مؤلف المصنف‪ ،‬والمصنف المنشور‬
‫المشرع الجزائري‬
‫تحت إسم مستعار يصعب معرفة تاريخ وفاة مؤلفه أما إذا نشر ألول مرة بعد وفاة مؤلفه ف ّ‬
‫‪1‬‬
‫إعتبر مدة الحماية تسري إبتداءا من تاريخ نشره‪.‬‬

‫ثالثا‪ ،‬حساب مدة الحماية من تاريخ وضع المصنف رهن للتداول‪:‬‬


‫يقصد بوضع المصنف رهن التداول إنتقال المصنف للجمهور وإنتفاع مجموعة من الناس به بأية وسيلة‬
‫للتداول كعرضه بصورة قانونية مثال في صاالت العرض السينمائي أو التلفاز بالنسبة للمصنفات السمعية‬
‫المشرع الجزائري بالنسبة لهذه‬
‫ّ‬ ‫البصرية‪ ،‬ومشروعية العرض تقتضي علم المؤلف أو من يمثله‪ ،2‬وقد إشترط‬
‫المصنفات في المواد ‪ 60 - 58 – 57 –56‬من األمر رقم ‪ 05 - 03‬السالف الذكر أن ال يتم نشرها خالل‬
‫خمسين سنة من إنجازها‪ ،‬ومدة حمايتها هي ‪ 50‬سنة تسري إبتداء من نهاية السنة التي تم فيها وضع المصنف‬
‫رهن التداول بطريقة مشروعة بالنسبة للمصنفات الجماعية الموضوعة تحت إسم مستعار أو مجهولة الهوية‪،‬‬
‫المصنفات السمعية البصرية والمصنفات المنشورة بعد وفاة مؤلفيها‪.‬‬
‫رابعا‪ ،‬حساب مدة الحماية من تاريخ إنجاز المصنف‪:‬‬
‫تاريخ إنجاز المصنف يعني تاريخ اإلنتهاء من إبداع المصنف وقابليته للنشر والتداول بين الجمهور‪،3‬‬
‫المشرع الجزائري هذه الطريقة لحساب مدة الحماية فيما يخص المصنفات الواردة في المادة ‪ 59‬من‬
‫ّ‬ ‫وقد قرر‬
‫األمر رقم ‪ 05 – 03‬السابق اإلشارة إليه‪ :‬وهي مصنفات الفنون التطبيقية والمصنفات التصويرية‪.‬‬
‫‪ -‬مدة حماية المصنف التصويري أو مصنف الفنون التطبيقية‪:‬‬
‫قبل البدأ في تبيان مدة حماية هذه المصنفات فإنه يجدر أوال تحديد المقصود بالمصنفات التصويرية وهي‬
‫الصور المنجزة بواسطة أجهزة التصوير المختلفة مهما كان موضوع هذه الصور ومهما كان الغرض الذي‬
‫أنشأت من أجله‪ ،4‬أما مصنفات الفنون التطبيقية فتعني األعمال التي يتم بواسطتها تطبيق الفنون الجميلة‬
‫المختلفة تطبيقا عمليا على شيء مجسم كأعمال الخزف‪ ،‬وصياغة الذهب‪ ،‬والفضة‪ ،‬واألواني النحاسية المنقوشة‪،‬‬

‫‪ -1‬بومعزة سمية‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.135‬‬


‫‪ -2‬مسعودي سميرة ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.147‬‬
‫‪ - 3‬مسعودي سميرة ‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.147‬‬
‫‪ - 4‬طارق عقاد ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.8‬‬
‫‪37‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫والزجاج الملون‪ ،‬وصناعة السجاد اليدوي ‪ ،1..‬والمالحظ في األمر رقم ‪ 05-03‬أن مدة الحماية المقررة لهذه‬
‫المشرع الجزائري في المادة‬
‫ّ‬ ‫المصنفات هي أقل من المدة التي تحظى بها المصنفات األخرى‪ ،‬حيث أفرد لها‬
‫‪ 59‬من األمر رقم ‪ 05 - 03‬السابق الذكر مدة حماية إجمالية تقدر بخمسين سنة تسري من نهاية السنة‬
‫المدنية التي تم فيها إنجاز هذه المصنفات‪ ،‬وقد نصت هذه المادة على أنه‪:‬‬
‫" تكون مدة حماية الحقوق المادية للمصنف التصويري أو مصنف الفنون التطبيقية خمسين (‪ )50‬سنة‬
‫إبتداءا من نهاية السنة المدنية التي تم فيها إنجاز المصنف‪".‬‬
‫المشرع الجزائري لم يحدد‬
‫ّ‬ ‫أما بالنسبة لمدة الحماية في مصنفات الحاسب اآللي والمصنف المشتق فإن‬
‫مدة خاصة لحمايتها ولعلى ذلك يرجع إلرادته في إخضاعها إلى مدة الحماية األصلية وهي طيلة حياة المؤلف‬
‫‪2‬‬
‫و‪ 50‬سنة بعد وفاته وبإنتهاء هذه المدة يسقط المصنف في الملك العام ويصبح ملكا عاما للجمهور‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مصير المصنفات بعد إنقضاء مدة الحماية‬

‫إن إنقضاء مدة الحماية في معظم القوانين يعني أن يؤول المصنف المحمي إلى الملك العام مما يحق‬
‫للجميع إستعماله دون موافقة المؤلف‪ 3‬وال يمكن ألي شخص أن يدعي حقا عليه‪ ،4‬ومصطلح الملك العام يعني‬
‫حق اإلنتفاع بالمصنف الذي إنتهت مدة حمايته دون شرط أو قيد ودون موافقة مؤلفه‪ ،5‬وبالرغم من ذلك فإن‬
‫قوانين بعض الدول تنص على إنشاء نظام يسمى األمالك العامة‪ ،‬التي تستخدم مقابل أجر يتعين بمقتضاه‬
‫على من يستخدمون المصنفات التي أصبحت في عداد األمالك العامة أن يدفعوا رسوما محددة‪ ،‬وتتولى‬
‫تحصيل هذه الرسوم سلطات معينة عادة ما تكون سلطات حكومية تنفق تلك الرسوم على أغراض مثل النهضة‬
‫الثقافية العامة وتقديم المعونة المالية للمؤلفين المحتاجين أو عائالتهم‪ ،‬إما بطرق مباشرة أو عن طريق منظمات‬
‫‪6‬‬
‫للمؤلفين معترف بها‪.‬‬

‫المشرع الجزائري تناول نظام حماية المصنفات الواقعة في تعداد الملك العام ومصنفات التراث الثقافي‬
‫ّ‬ ‫أما‬
‫التقليدي في المادة ‪ 1/8‬من األمر رقم ‪ 05-03‬حيث نص على أنه‪:‬‬

‫‪ - 1‬فاضلي إدريس‪ ،‬حقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪ - 2‬بن دريس حليمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪ -3‬نواف كنعان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.388‬‬
‫‪ -4‬أمجد عبد الفتاح أحمد إحسان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.181‬‬
‫‪ -5‬بن عمر ياسين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪ - 6‬مسعودي سميرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.149‬‬
‫‪38‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫" تستفيد مصنفات التراث الثقافي التقليدي والمصنفات الوطنية التي تقع في عداد الملك العام حماية خاصة‬
‫كما هو منصوص عليها في أحكام هذا األمر‪"..‬‬

‫وقد أسند مهمة حماية هذه المصنفات للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة وخول له حق‬
‫منح تراخيص إستغاللها بموجب المادتين ‪ 139‬من األمر رقم ‪ 05-03‬التي تنص على أنه‪:‬‬

‫" يتولى الديوان الوطني لحقوق المصنف والحقوق المجاورة حماية مصنفات الملك العام ومصنفات التراث‬
‫الثقافي التقليدي‪".‬‬

‫والمادة ‪ 140‬من نفس األمر نصت على أنه‪:‬‬

‫" يخضع إستغالل المصنفات المذكورة في المادة ‪ 139‬أعاله لترخيص من الديوان الوطني لحقوق المؤلف‬
‫والحقوق المجاورة‪".‬‬

‫كما تطرق إليها بموجب المادة ‪ 5‬من القانون األساسي للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪:‬‬

‫" يتولى الديوان السهر على حماية المصالح المعنوية والمادية للمؤلفين وذوي حقوقهم وأصحاب الحقوق‬
‫المجاورة والدفاع عنها وكذا حماية مصنفات التراث الثقافي التقليدي والمصنفات الوطنية الواقعة ضمن الملك‬
‫‪1‬‬
‫العام في حدود الهدف االجتماعي وعلى نحو يحدده هذا القانون األساسي‪".‬‬

‫أما بالنسبة المصنفات الوطنية األدبية والفنية التي كانت مقررة لفائدة مؤلفها وذوي الحقوق فإنه حسب‬
‫المادة ‪ 8‬الفقرة األخيرة من األمر رقم ‪ 05-03‬السابق ذكره عندما تنتهي مدة الحماية المقررة لها فإن ملكيتها‬
‫تؤول إلى الدولة وتصبح ملكا عاما في متناول الجمهور ويمكن إستغاللها بناءا على ترخيص من الديوان‬
‫‪2‬‬
‫الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪.‬‬

‫‪ -1‬المرسوم التنفيذي رقم‪ ،356 – 11 :‬المؤرخ ‪ 17‬أكتوبر ‪2011‬م‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،57‬المعدل والمتمم للمرسوم التنفيذي‬
‫رقم‪ ،365 – 05 :‬المؤرخ في ‪ 21‬سبتمبر ‪2005‬م‪ ،‬المتضمن القانون األساسي للديوان الوطني لحقوق امؤلف والحقوق‬
‫المجاورة وتنظيمه وسيره‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬د‪ ،‬عدد‪.65‬‬
‫‪ -2‬فاضلي إدريس‪ ،‬حقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.197‬‬
‫‪39‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫المبحث الثاني‪ :‬النطاق الشخصي لحماية حق المؤلف‬

‫الحديث عن النطاق الشخصي لحماية حق المؤلف‪ ،‬يعني ّأننا أمام كل شخص إستوفى شروطا جعلته‬
‫المقررة في األمر رقم ‪ ،05 – 03‬المتعلق بحقوق‬ ‫في مفهوم القانون مؤّلفا‪ّ ،‬‬
‫ثم أهلته الكتساب الحماية القانونية ّ‬
‫المؤلف والحقوق المجاورة بصفته مؤّلفا (المطلب األول)‪.‬‬

‫هذا المؤلف قد يظهر بصورته الفردية‪ ،‬بأن يكون قد ألف المصنف وحده دون تشارك مع آخرين‪ ،‬أو عن‬
‫طريق التّشارك في اإلنتاج‪ ،‬بأن نكون أمام مجموعة من المؤلفون‪ ،‬وذلك بأن يشترك في إنجاز المصنف إثنان‬
‫أو أكثر (المطلب الثاني)‪:‬‬

‫المطلب األ ول‪ :‬المؤلف المحمي قانونا‬

‫الصفة التي نتساءل عن كيفية‬‫ال يمكن تقرير الحماية القانونية لشخص لم يكتسب صفة مؤلف‪ ،‬وهي ّ‬
‫ثم في التشريع الجزائري (الفرع‬ ‫ق‬
‫إكتسابها‪ ،‬ولإلجابة على ذلك نتطر لتعريف المؤلف في الفقه (الفرع األول)‪ّ ،‬‬
‫الثاني)‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف المؤلف في الفقه‬

‫إختلفت اآلراء الفقهية حول تعريف المؤلف فمنها من عرفه بأنه‪:‬‬

‫الشخص الذي يبتكر عمال‪ ،1‬ويتضح من هذا التعريف أن المؤلف هو الذي قام بفعل اإلبداع واإلبتكار‪.‬‬

‫وعرفه آخرون بأنه‪:‬‬

‫"الشخص الذي قام بنشر المصنف منسوبا إليه‪ ،‬سواء كان ذلك بذكر إسمه على المصنف أو بأي طريقة‬
‫أخرى"‪ ،2‬حيث أنه إعتبر اإلبتكار صفة للمصنف‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫كما عرفه البعض بأنه‪ " :‬الشخص الذي إبتكر إنتاجا ذهنيا جديدا‪ ،‬سواء كان أدبيا أو فنيا أو علميا‪".‬‬

‫والمالحظ على جميع هذه التعريفات أن اإلبداع هو معيار تعريف المؤلف‪ ،‬أي أن المؤلف هو الشخص‬

‫‪ -1‬السنهوري عبد الرزاق أحمد‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ -‬حق الملكية‪ ،-‬ج‪ ،8.‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪ ،1967‬ص ‪.325‬‬
‫‪ -2‬عبد الحميد المنشاوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ -3‬نواف كنعان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.305‬‬
‫‪40‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫الذي يبدع أو يبتكر األعمال‪.‬‬

‫وقد ذهب رأي أخر من الفقه إلى أن المؤلف هو‪" :‬الشخص الذي منحه القانون مجموعة حقوق وإمتيازات‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫حيث أنه ليس بالضرورة أن يكون مبتك ار‪".‬‬

‫وعلى هذا األساس يمكننا تعريف المؤلف على أنه‪:‬‬

‫هو كل شخص نشر المصنف منسوبا إليه سواء كان ذلك بذكر إسمه الشخصي على المصنف أو بوضع‬
‫إسم مستعار شرط أال يكون هناك شك في شخصية المؤلف الحقيقية‪ ،‬وقد يكون المصنف من تأليف شخص‬
‫واحد قام بتأليفه بمفرده وفق ألارئه ومعتقداته‪ ،‬أو يكون عبارة عن مجموعة من األشخاص الذين يتشاركون‬
‫سوية إلنتاج مصنف واحد) المصنف المشترك(‪ ،‬وهنا يعتبر شريكا في التأليف ويتمتع بالحماية القانونية‪.‬‬

‫‪ -1‬جمال محمود الكردي‪ ،‬حق المؤلف في العالقات الخاصة الدولية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،2002 ،‬‬
‫ص ‪.34‬‬
‫‪41‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫لقد نصت المادة ‪ 12‬من األمر رقم ‪ 05 - 03‬المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة على أنه‪:‬‬

‫"يعتبر مؤلف مصنف أدبي أو فني في مفهوم هذا األمر الشخص الطبيعي الذي أبدعه‪ ،‬يمكن إعتبار‬
‫الشخص المعنوي مؤلف في الحاالت المنصوص عليها في هذا األمر‪".‬‬

‫المشرع الجزائري لم يعرف صراحة المؤلف إال أنه إعتبره صاحب اإلنتاج‬
‫ّ‬ ‫ويتضح من نص هذه المادة أن‬
‫الذهني المبتكر الذي يبدع ويبتكر المصنف‪ ،‬أي أنه أضفى صفة المؤلف على كل شخص طبيعي يقوم‬
‫باإلبداع‪ ،‬إال أنه لم يقتصر التأليف على الشخص الطبيعي فقط بل شمل أيضا الشخص المعنوي حسب مفهوم‬
‫المشرع الجزائري إتبع نهج المنظمة العالمية للملكية الفكرية )‪ (wipo‬حيث عرفته بأنه‪:‬‬
‫ّ‬ ‫هذا األمر‪ ،‬حيث أن‬

‫" ذلك الشخص الذي يبتكر مصنفا‪".‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬صور وحاالت التأليف‬

‫قد ينتج المصنف نتيجة جهد ينسب لشخص واحد فقط‪ ،‬وهذا المصنف يطلق عليه المصنف الفردي‬
‫(الفرع األول)‪ ،‬كما قد ينتج نتيجة تكاتف جهود مجموعة من المؤلفين (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫المشرع الجزائري أعطى الحق للشخص المعنوي بأن‬


‫ّ‬ ‫واألصل أن يكون المؤلف شخصا طبيعيا‪ ،‬إال أن‬
‫يبتكر المصنفات كما جعله يتمتع بالحماية القانونية‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬التأليف الذي يصدره مؤلف واحد‬

‫يمكن تعريف المؤلف المنفرد على أنه‪ " :‬المؤلف الذي يقوم وحده بالتأليف‪ ،‬وهو الذي أبدع العمل وإبتكره‬
‫وغالبا ما ينشر منسوبا إليه‪ ،‬وهو صاحب الحقين األدبي والمادي على العمل دون أن يشاركه فيه أحد‪ ،1‬وهذه‬
‫الصفة المميزة للمؤلف المنفرد هي التي تميزه عن صور التأليف األخرى التي ال يقوم فيها المؤلف بإبداع‬
‫‪2‬‬
‫المصنف بمفرده‪ ،‬وإنما يشترك معه أشخاص آخرون‪.‬‬

‫المشرع الجزائري أشار إلى تحديد صفة المؤلف في مضمون المادة ‪ 12‬من األمر رقم ‪05 - 03‬‬
‫و ّ‬
‫حيث نص على أنه‪:‬‬

‫‪ -1‬محمد خليل يوسف أبو بكر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬


‫‪ :2‬عبد الحميد منشاوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪42‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫" يعتبر مؤلف مصنف أدبي أو فني في مفهوم هذا األمر الشخص الطبيعي الذي أبدعه‪.‬‬

‫يمكن إعتبار الشخص المعنوي مؤلفا في الحاالت المنصوص عليها في هذا األمر‪".‬‬

‫المشرع الجزائري لم يقدم تعريف موضوعي للمؤلف على إعتبار‬


‫ّ‬ ‫ويالحظ من خالل نص هذه المادة أن‬
‫أنه كل شخص يقوم بإنتاج فكري مبتكر سواء كان اإلنتاج أدبي أو فني أو موسيقي أيا كانت طريقة التعبير‬
‫‪1‬‬
‫عنه وإنما إقتصر بالنص على إمكانية إسباغ صفة المؤلف على الشخص الطبيعي أو المعنوي‪.‬‬

‫أوال‪ ،‬المؤلف شخص طبيعي‪:‬‬

‫األصل أن يكون المؤلف شخصا طبيعيا ألن المصنف نتاج الفكر‪ 2‬ذلك أن أهم خاصية للمصنف هو‬
‫‪4‬‬
‫أن يكون فيه إبداع وإبتكار‪ ،3‬واألشخاص الطبيعية هي الوحيدة المؤهلة للقيام باإلبداعات الفكرية‪.‬‬

‫ثانيا‪ ،‬المؤلف شخص معنوي‪:‬‬


‫عرف الشخص المعنوي بأنه‪:‬‬
‫" مجموعة من األشخاص أو األموال التي ترمي إلى تحقيق هدف معين بواسطة أداة خاصة‪ ،‬ويمنح‬
‫‪5‬‬
‫الشخصية القانونية بالقدر الالزم إلدراك هذا الهدف‪".‬‬

‫واللجوء إليه يكون للحاجة خاصة إذا كان المؤلف غير قادر على تحمل التكاليف المالية إلنجاز‬
‫المصنف‪ ،6‬وقد إعترفت التشريعات الحديثة للشخص اإلعتباري بحق المؤلف بالرغم من أنه يعتبر خروجا على‬
‫القاعدة األساسية التي تقتضي بأن الذي يتمتع بحق المؤلف هو من يقوم بواقعة الخلق واإلبتكار‪ ،7‬كما فعل‬
‫المشرع الجزائري في نص المادة ‪ 2/12‬حيث تنص على أنه‪:‬‬
‫ّ‬
‫“‪ ..‬يمكن إعتبار الشخص المعنوي مؤلفا في الحاالت المنصوص عليها في هذا األمر‪".‬‬
‫المشرع الجزائري من مسألة إعتبار الشخص المعنوي مؤلف من خالل نص المادة‬
‫ّ‬ ‫كما يتبين موقف‬
‫‪ 1/13‬حيث جاء فيها‪:‬‬

‫‪ -1‬حسونة عبد الغني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ -‬ص ‪.50 - 49‬‬


‫‪ -2‬حازم عبد السالم المجالي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.77‬‬
‫‪ -3‬بن دريس حليمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ -4‬نواف كنعان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.105‬‬
‫‪ -5‬أشواق عبد الرسول عبد األمير الخفاجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.203‬‬
‫‪ -6‬بن دريس حليمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ -7‬النا عابد شحفة‪" ،‬تمتع الشخص اإلعتباري بحق المؤلف"‪ ،‬مجلة جامعة دمشق للعلوم اإلقتصادية والقانونية‪ ،‬المجلد ‪،29‬‬
‫العدد الثاني‪ ،2013 ،‬قسم القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة دمشق‪ ،‬ص ‪.410‬‬
‫‪43‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫" يعتبر مالك حقوق المؤلف‪ ،‬ما لم يثبت العكس الشخص الطبيعي أو المعنوي الذي يصرح بالمصنف‬
‫بإسمه أو يضعه بطريقة مشروعة في متناول الجمهور‪ ،‬أو يقدم تصريحا بإسمه لدى الديوان الوطني لحقوق‬
‫‪1‬‬
‫المؤلف والحقوق المجاورة "‪ ،‬وعليه فإن مالك الحقوق يجوز أن يكون شخصا طبيعيا أو معنويا‪.‬‬
‫ثالثا‪ ،‬المؤلف مجهول االسم أو الذي يحمل إسما مستعا ار‪:‬‬

‫اإلسم هو عنصر أساسي من شخصية اإلنسان لذا يتع ّذر على المؤلف حذفه ألن شخصيته تمثل عنصر‬
‫أساسي في إنجاز المصنف‪ ،‬إال أنه قد ينشر المصنف دون أن يكشف مؤلفه عن إسمه أو ينشر تحت إسم‬
‫‪2‬‬
‫مستعار‪ ،‬والمؤلف المجهول اإلسم هو الذي ينشر مصنفا دون أن يكشف عن إسمه‪.‬‬

‫المشرع الجزائري في المادة ‪ 2/13‬من األمر رقم ‪ 05 - 03‬السالف الذكر ونص على‬
‫ّ‬ ‫وقد تعرض له‬
‫أنه‪:‬‬

‫" إذا نشر المصنف بدون إسم مؤلفه‪ ،‬فإن الشخص الذي يضعه بطريقة مشروعة في متناول الجمهور يعد‬
‫ممثال لمالك الحقوق ما لم يثبت خالف ذلك‪".‬‬

‫المشرع الجزائري أنه إذا نشر المصنف دون ذكر إسم مؤلفه فالشخص الذي وضع‬ ‫ّ‬ ‫ويتبين من موقف‬
‫المصنف في متناول الجمهور بالنشر أو التمثيل أو العرض يعد ممثال لمالك الحقوق‪ ،‬فالمشرع لم يعط ناشر‬
‫‪3‬‬
‫المصنف وصف المؤلف وإكتفى بإعطائه وصف الممثل القانوني للحق المالي‪.‬‬

‫أما اإلسم المستعار فهو إسم وهمي يختاره مؤلف من أجل نسبة مصنفه إليه دون الكشف عن هويته‬
‫الحقيقية ‪ ،4‬وفي هذه الحالة يعتبر الناشر مفوضا من المؤلف في مباشرة حقوقه القانونية‪ ،‬ما لم يعين المؤلف‬
‫شخصا أخر وكيال عنه‪ ،5‬ويبقى المصنف متصال بشخصيته فال يعني عدم ظهور اإلسم تنازال عن حقه في‬
‫‪6‬‬
‫نسبة المصنف إلى الغير‪.‬‬

‫‪ -1‬أمجد عبد الفتاح أحمد إحسان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.139‬‬


‫‪ -2‬نواف كنعان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.310‬‬
‫‪ -3‬أمجد عبد الفتاح أحمد إحسان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.139‬‬
‫‪ -4‬نواف كنعان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.311‬‬
‫‪ -5‬أمجد عبد الفتاح أحمد إحسان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.140‬‬
‫‪ -6‬فاضلي إدريس‪ ،‬المدخل إلى الملكية الفكرية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.107‬‬
‫‪44‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫ويمكن تقسيم حقوق المؤلف الذي يحمل إسم مستعار إلى‪:‬‬

‫‪ -‬حقوق قبل الكشف عن إسمه هنا يبقى الناشر مفوضا من المؤلف للتصرف بالحقوق األدبية والمادية‪ ،‬وهذا‬
‫ال يمنع أن يوكل المؤلف شخصا أخر غير الناشر لمباشرة حقوقه‪.‬‬

‫‪ -‬بعد الكشف عن شخصيته تنتقل كافة الحقوق إلى المؤلف الحقيقي ويلتزم بكافة العقود التي أبرمها الناشر‬
‫‪1‬‬
‫أو من فوضه‪.‬‬

‫إن نشر المصنف بدون إسم أو بإسم مستعار عادة ما يسبقه إتفاق بين المؤلف والناشر يعطي هذا األخير‬
‫سلطة النشر إال أن المصنف يبقى متصال بشخصيته‪ ،‬فعدم ظهور اإلسم ال يعني تنازله عن حقه في نسبة‬
‫‪2‬‬
‫المؤلف إلى الغير وهنا يعتبر الناشر وكيال عن المؤلف في مباشرة حقوقه‪.‬‬

‫ويجوز للمؤلف الحقيقي في كل وقت الكشف عن شخصيته الحقيقية فيعلنها للكافة بأي طريقة يشاء‬
‫وعندها يزاول حقوقه في الدفاع عن مصنفه وإستغالله دون أن يمانعه أحد في ممارسة حقه طالما ال يتعارض‬
‫مع حقوق الغير الذي يكون الناشر قد أبرمها معه على إعتبار الناشر مفوض حكما من قبل المؤلف في ممارسة‬
‫حقوقه‪ ،‬كما أنه يحق للورثة الكشف عن إسم مورثهم إذا كان قد أوصى بذلك‪ ،‬أما إذا إختار المؤلف عدم‬
‫اإلفصاح عن إسمه فهم ملزمون بإحترام إرادته وعدم نشر إسمه بإعتبار أنه من الحقوق األدبية اللصيقة‬
‫‪3‬‬
‫بشخصية المؤلف‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬المؤلفات الصادرة عن مؤلفين متعددين‬

‫المتعددة التأليف علينا أن نفرق بين ثالثة أنواع هي‪ :‬المصنف الجماعي )أوال(‪ ،‬المصنف‬
‫ّ‬ ‫في المصنفات‬
‫المشترك (ثانيا)‪ ،‬المصنف المركب (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ ،‬المؤلف في المصنف الجماعي‪:‬‬

‫المشرع الجزائري تعريف المصنف الجماعي في المادة ‪ 18‬من األمر رقم ‪ 05 - 03‬السالف‬
‫ّ‬ ‫تناول‬
‫الذكر حيث جاء فيها‪:‬‬

‫‪ -1‬أمجد عبد الفتاح أحمد إحسان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.141‬‬


‫‪ -2‬فاضلي إدريس‪ ،‬المدخل إلى الملكية الفكرية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.87‬‬
‫‪ -3‬حازم عبد السالم المجالي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪45‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫" يعتبر مصنفا جماعيا المصنف الذي يشارك في إبداعه عدة مؤلفين بمبادرة شخص طبيعي أو معنوي‬
‫وإشرافه‪ ،‬ينشره بإسمه‪".‬‬

‫يتبين من خالل هذا التعريف أنه يكون المصنف جماعي إذا اشترك بوضعه عدة مؤلفين تحت إشراف‬
‫وتوجيه شخص أخر يتكفل بنشره تحت إدارته وبإسمه ولحسابه سواء كان هذا الشخص طبيعي أو معنوي وال‬
‫يقوم بالمشاركة في عملية اإلبداع واإلبتكار‪ ،‬وإنما بالتجهيز والتوجيه واإلشراف على عملية اإلبداع التي يقوم‬
‫بها أشخاص طبيعيون يعملون تحت سلطته‪ ،‬وبالتالي فإن الشخص المبادر إلنجاز المصنف الجماعي هو‬
‫الذي يقوم بإختيار المساهمين في المصنف ويحدد طريقة العمل وينشر المصنف بإسمه‪.‬‬

‫أما عمل المشاركين في المصنف الجماعي فيجب التمييز بشأنه بين وضعين‪:‬‬

‫‪ -‬الوضع األول‪ :‬هو أن يكون عمل واحد مندمج في عمل اآلخرين بحيث ال يمكن فصله أو تمييزه في مجمل‬
‫المصنف المنجز كالمعاجم ودوائر المعارف‪ ،‬وفي هذه الحالة فإن المؤلف هو الذي وجه العمل ووضع خطته‬
‫وحدد موضوعه وبادر بإنتاجه وأشرف على إنجازه‪ ،1‬طبقا للمادة ‪ 3/18‬من األمر رقم ‪ 05 – 03‬التي تنص‬
‫على أنه‪:‬‬

‫" ‪ ..‬تعود حقوق مؤلف المصنف الجماعي إلى الشخص الطبيعي أو المعنوي الذي بادر بإنتاج مصنف‬
‫وإنجازه ونشره بإسمه‪ ،‬ما لم يكن ثمة شرط مخالف‪".‬‬

‫‪ -‬الوضع الثاني‪ :‬هو أن يكون عمل كل واحد منفصال ومتمي از عن عمل غيره كالصحف والمجالت وعندها‬
‫يكون للشخص الذي وجه ونظم العمل حقوق المؤلف على المصنف ككل ويكون لكاتب المقال حقوق المؤلف‬
‫على مقاله شرط أال يفسد ذلك بإستغالل المصنف الجماعي‪.‬‬

‫أما العالقة بين الكاتب وصاحب المبادرة تستمد من العقد القائم بينهما فيكون إما عقد عمل طبقا للمادة‬
‫‪ 19‬من األمر رقم ‪ 05 – 03‬والتي جاء فيها‪:‬‬

‫" إذا تم إبداع مصنف في إطار عقد أو عالقة عمل‪ ،‬يتولى مستخدم ملكية حقوق المؤلف إلستغالل المصنف‬
‫في إطار الغرض الذي أنجز من أجله‪ ،‬ما لم يكن ثمة شرط مخالف‪".‬‬

‫أو عقد مقاولة طبقا للمادة ‪ 20‬من نفس األمر التي تنص على أنه‪:‬‬

‫‪ -1‬فاضلي إدريس‪ ،‬المدخل إلى الملكية الفكرية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪46‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫" إذا تم إبداع مصنف في إطار عقد مقاولة يتولى الشخص الذي طلب إنجازه ملكية حقوق المؤلف في إطار‬
‫‪1‬‬
‫الغرض الذي أنجز من أجله‪ ،‬ما لم يكن ثمة شرط مخالف‪".‬‬

‫والمصنف الجماعي يتشابه مع المصنف المشترك بالنظر إلى تعدد المؤلفين المساهمين في إنجاز‬
‫المصنف‪ ،2‬إال أنه يختلف عنه كونه ال يميز بدقة بين األعضاء المشاركين فيه فهم يتولون إنشاء وتحقيق‬
‫المصنف الجماعي تحت إشراف الشخص الطبيعي أو المعنوي المبادر بإنجازه‪ ،‬غير أن اإلنتاج المشترك‬
‫‪3‬‬
‫يتطلب مساهمة المؤلفين المساهمين في إبداعه‪.‬‬

‫وهناك شروط البد من توافرها لكي يتمتع من وجه ونظم إبتكار المصنف الجماعي بصفة المؤلف وتكون‬
‫له حقوق المؤلف وهي‪:‬‬

‫‪-‬وجود شخصين فأكثر يتعاونون إلبداع مصنف واحد‪.‬‬

‫‪ -‬وجود شخص موجه سواء كان طبيعي أو إعتباري يقوم بتجميع المؤلفين ويضع لهم خطة العمل ويشرف‬
‫على تنفيذها وينسب العمل إليه ويحمل إسمه‪ ،‬ومن المهم أن يقوم الشخص الموجه بتنظيم وتنسيق وتوجيه‬
‫‪4‬‬
‫عمل المساهمين‪.‬‬

‫" وأهم المصنفات الجماعية الموجودة هي القواميس والموسوعات‪ ،‬الجرائد‪ ،‬المجالت ومجموعات اإلجتهاد‬
‫‪5‬‬
‫القضائي ‪ ...‬إلخ‪" .‬‬

‫ثانيا‪ ،‬المؤلف في المصنف المشترك‪:‬‬


‫جاء تعريف المصنف المشترك في المادة ‪ 15‬من األمر رقم ‪ 05 - 03‬على أنه‪:‬‬

‫" يكون المصنف مشتركا إذا شارك في إبداعه أو إنجازه عدة مؤلفين‪".‬‬

‫ويتبين من نص هذه المادة أن المصنف المشترك هو‪ " :‬الذي يشترك في تأليفه عدة أشخاص‪ ،‬وقد تكون‬
‫المساهمة بين المشتركين على نحو يتع ّذر فصل نصيب كل منهم في العمل المشترك‪ ،‬كما قد تكون مساهمة‬

‫‪ -1‬فاضلي إدريس‪ ،‬حقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.104‬‬
‫‪ -2‬حسونة عبد الغني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ -3‬بن دريس حليمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪ -4‬زينب عبد الرحمن عقلة سلفيتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫‪ -5‬محي الدين عكاشة‪ ،‬حقوق المؤلف على ضوء القانون الجزائري الجديد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.109‬‬
‫‪47‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫كل مشترك في التأليف متميزة‪ ،‬وال يعتبر العمل مشترك إال بوجود جهود تساهم في اإلبداع واإلبتكار بحيث‬
‫‪1‬‬
‫تستوحي فكرة مشتركة وتتجه في تناسق إلى إخراج المصنف‪".‬‬

‫المشرع الجزائري قد أخذ بفكرة المشاركة التامة التي يترتب عليها تمتع جميع المؤلفين بحقوق‬
‫ّ‬ ‫ويالحظ أن‬
‫‪2‬‬
‫متساوية على المصنف المشترك‪.‬‬

‫وقد نصت المادة ‪ 16‬من نفس األمر على أهم صور اإلشتراك في المصنف وهي المصنفات السمعية‬
‫البصرية كما أورد المشرع أمثلة عن المشاركين جاء فيها ما يلي‪:‬‬

‫“يعتبر مصنفا سمعيا بصريا المصنف الذي يساهم في إبداعه الفكري بصفة مباشرة كل شخص طبيعي‪.‬‬

‫يعد على الخصوص مشاركا في المصنف السمعي البصري األشخاص اآلتي ذكرهم ‪:‬‬

‫‪ -‬مؤلف السيناريو‪ ،‬مؤلف اإلقتباس‪ ،‬مؤلف الحوار أو النص الناطق‪.‬‬

‫‪ -‬المخرج‪.‬‬

‫‪ -‬مؤلف المصنف األصلي إذا كان المصنف السمعي البصري مقتبسا من مصنف أصلي‪.‬‬

‫‪ -‬مؤلف التلحين الموسيقي مع الكلمات أو بدونها تنجز خصيصا للمصنف السمعي البصري‪.‬‬

‫‪ -‬الرسام الرئيسي أو الرسامون الرئيسيون إذا تعلق األمر برسم متحرك‪".‬‬

‫باإلضافة إلى المصنفات اإلذاعية التي نصت عليها المادة ‪ 17‬بنصها‪:‬‬

‫" يعتبر مصنفا إذاعيا المصنف الذي يبدعه مؤلف مصنف أدبي أو موسيقي بغرض البث اإلذاعي السمعي‪".‬‬

‫ثالثا‪ ،‬المؤلف في المصنف المركب‪:‬‬

‫عرفه المشرع الجزائري في المادة ‪ 14‬من األمر رقم ‪ 05 - 03‬السابق اإلشارة إليه بأنه‪:‬‬

‫" المصنف المركب هو الذي يدمج فيه باإلدراج أو التقريب أو التحوير الفكري مصنف أو عناصر مصنفات‬
‫أصلية دون مشاركة مؤلف المصنف األصلي أو عناصر المصنف المدرجة فيه"‬

‫‪ -1‬فاضلي إدريس‪ ،‬حقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ -‬ص ‪.106 - 105‬‬
‫‪ -2‬حسونة عبد الغني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪48‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫فإنجاز المصنف المركب يقوم على أساس مصنف موجود مسبقا‪ ،1‬وهنا تطبق جميع شروط المصنف‬
‫المشتق من األصل أهمها وجود إنتاج سابق الوجود‪ ،2‬وبالرجوع إلى الفقرة الثانية من نفس المادة نجد أنها‬
‫إشترطت على مالك الحقوق على المصنف المركب أن يراعي حقوق مؤلف المصنف األصلي‪ ،‬ويشمل المصنف‬
‫المركب كل من عقد العمل وعقد المقاولة‪.‬‬

‫‪ - 1‬المؤلف في إطار عالقة العمل‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 19‬السابق ذكرها على ملكية حقوق المؤلف الناتجة عن عقد أو عالقة عمل‪:‬‬
‫" إذا تم إبداع مصنف في إطار عقد أو عالقة عمل يتولى المستخدم ملكية حقوق المؤلف إلستغالل المصنف‬
‫في إطار الغرض الذي أنجز من أجله‪ ،‬ما لم يكن ثمة شرط مخالف‪".‬‬
‫بحيث في قانون العمل تعود ثمار اإلنتاج الفكري لرب العمل مقابل دفع أجرة‪ ،‬أما في قانون حقوق‬
‫المؤلف تعود للمستخدم إلستغالل المصنف في إطار الغرض المنجز ألجله‪ ،3‬وينتج عن نشاط العامل في‬
‫قانون العمل ملكية قابلة تتمثل في دفع األجرة‪ ،‬أما في قانون حق المؤلف فاإلمتيازات الواردة على الحق المعنوي‬
‫غير قابلة للتحويل كما أن رخصة إستغالل الحقوق المالية ذات تفسير ضيق فهي تقتصر فقط على أشكال‬
‫اإلستغالل المتفق عليه في العقد‪.‬‬
‫وتتعدد المصنفات المنجزة على أساس عقد العمل كالصحافة‪ ،‬الهندسة المعمارية‪ ،‬الفنون المطبقة في‬
‫‪4‬‬
‫الصناعة والترجمة واإلقتباس والنشاط اإلفتتاحي‪.‬‬

‫‪ - 2‬المؤلف في إطار عقد المقاولة‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 20‬السابق اإلشارة إليها على ملكية حقوق المؤلف الناتجة عن عقد المقاولة‪:‬‬

‫" إذا تم إيداع مصنف في إطار عقد مقاولة يتولى الشخص الذي طلب إنجازه ملكية حقوق المؤلف في‬
‫إطار الغرض الذي أنجز من أجله‪ ،‬ما لم يكن ثمة شرط مخالف‪".‬‬

‫المشرع الجزائري تعريفه في المادة ‪ 549‬من األمر رقم ‪ 58 – 75‬المتضمن القانون المدني‬
‫ّ‬ ‫كما تناول‬
‫الجزائري السابق اإلشارة إليه على أنه‪:‬‬

‫‪ -1‬فنيش بشير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬


‫‪ -2‬بن دريس حليمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪ -3‬بوراوي أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.146‬‬
‫‪ -4‬محي الدين عكاشة‪ ،‬حقوق المؤلف على ضوء القانون الجزائري الجديد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪49‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫" المقاولة عقد يتعهد بمقتضاه أحد المتعاقدين أن يضع شيئا أو أن يؤدي عمال مقابل أجر يتعهد به‬
‫المتعاقد األخر‪".‬‬

‫فالمؤلف يعتبر مقاوال ويعمل مستقال عن رب العمل وغير خاضع إلرادته وإشرافه ووضعه يختلف فيما‬
‫‪1‬‬
‫لو كان المؤلف أو الفنان ملتزما وفقا لعقد العمل‪.‬‬

‫وينطبق هذا التعريف على عقد المقاولة في إطار موضوع حقوق المؤلف حيث أن المصنف ينجز على‬
‫أساس عقد يكلف المؤلف بموجبه بإنجاز المصنف المتفق عليه في العقد مقابل أجرة حسب الشكل واألسلوب‬
‫‪2‬‬
‫المتفق عليهما‪.‬‬

‫واإللتزام وفقا لعقد المقاولة ال يفقد المؤلف صفته أو أن ينزل لرب العمل عن صفته كمؤلف أو فنان‪ ،‬كما‬
‫أن عقد المقاولة ال يفقده حقه األدبي ألنه حق لصيق بشخصيته‪ ،‬أما في الحق المالي يجوز للمؤلف وفقا لعقد‬
‫‪3‬‬
‫المقاولة التنازل عن حقه المالي كله أو بعضه إلى رب العمل‪.‬‬

‫‪ -1‬فاضلي إدريس‪ ،‬المدخل إلى الملكية الفكرية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪ -2‬محي الدين عكاشة‪ ،‬حقوق المؤلف على ضوء القانون الجزائري الجديد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.123‬‬
‫‪ -3‬فاضلي إدريس‪ ،‬المدخل إلى الملكية الفكرية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.90‬‬
‫‪50‬‬
‫إذا ما إستوفى المصنف ما إستوجبه القانون من شروط لإلعتراف به‪ ،‬بأن يكتسب مظه ار خارجيا ّ‬
‫يعبر عنه‬

‫‪ -‬وهو ما يعرف بالركن الشكلي للحماية ‪ -‬وبأن يكون أصيال ‪ -‬وهو ما ّ‬


‫يعبر عنه بالركن الموضوعي للحماية ‪-‬‬
‫وجبت له الحماية‪ ،‬ويستوي في ذلك أن يكون المصنف رقميا أو ورقيا‪ ،‬أيا كانت طبيعته‪ ،‬كما يستوي أن يكون‬
‫يتعدد مبدعوه‪ ،‬سواء حمل المصنف صفة المصنف الجماعي‪ ،‬أو‬
‫مبدعه شخصا قد أّلفه بصفته الفردية‪ ،‬أو أن ّ‬
‫المشترك أو المركب‪.‬‬

‫كما ال تهم طبيعة المصنف أو طبيعة من أّلفه ( شخص طبيعي أو معنوي) في تقرير الحقوق المتاحة قانونا‬
‫لمن إستوفى صفة مؤلف؛ فيكون له بمقتضى ذلك أن يتمتع بمختلف الحقوق المادية واألدبية المنصوص عليها في‬

‫األمر رقم ‪ 05 – 03‬المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪ ،‬كما يتمتع بالحماية طيلة ّ‬
‫المدة المنصوص عليها‬
‫قانونا‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫الفصل الثاني‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫إذا ما وقع إعتداء على حقوق المؤلف المعترف له بها قانونا؛ كان له أن يلجأ إلى طلب الحماية‬
‫بمقتضى التشريع الجزائري‪ ،‬إذ أقر له المشرع من الوسائل واآلليات ما يعد كفيال عموما بضمان تلك الحقوق‬
‫التي تعرضت للتعدي‪ ،‬مراعيا في ذلك طبيعة التعدي‪ ،‬ونوعية المصنف الواقع عليه العتداء‪ ،‬إذ تختلف طبيعة‬
‫الحماية المبسوطة بحسب إختالف نوع العتداء وطبيعة المصنف المعتدى عليه‪.‬‬

‫وقد نص المشرع الجزائري سواء من خالل األمر رقم ‪ 05-03‬المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق‬
‫المجاورة‪ ،‬أو في نصوص قانونية أخرى على الطرق التي من شأنها ضمان حق المؤلف المعتدى عليه‪ ،‬وفي‬
‫هذا الفصل نتعرف على هذه الوسائل من خالل الثنائية المبحثية التالية‪:‬‬

‫‪ -‬الحماية القضائية لحق المؤلف في المبحث األول‪.‬‬


‫‪ -‬الحماية الدارية لحق المؤلف في المبحث الثاني‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫المبحث األول‪ :‬الحماية القضائية لحق المؤلف‬

‫بسط المشرع الجزائري للمؤلف الواقع عليه العتداء من الحماية القضائية ما يؤمن مسعاه عموما في‬
‫تحقيق الحماية التي ينشدها‪ ،‬فتنوعت بذلك أساليب إحتكامه للسلطة القضائية في مواجهة أشكال التعدي المختلفة‬
‫التي يقع فيها فنجد أن بإمكانه الدعاء أمام القسم المدني‪ ،‬أو أمام القسم الجزائي‪ ،‬كما له أن يستنفع بما أقره‬
‫له المشرع من إجراءات وقائية من شأنها وقف التعدي الحال‪.‬‬

‫وفقا لذلك ستتم مدارسة الحماية القضائية في هذا المبحث على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -‬الحماية الجرائية (المطلب األول)‪.‬‬


‫‪ -‬الحماية المدنية (المطلب الثاني)‪.‬‬
‫‪ -‬الحماية الجزائية (المطلب الثالث)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الحماية اإلجرائية لحق المؤلف‬

‫يقصد بالحماية الجرائية تلك الجراءات األولية والسابقة على طلب الحماية المدنية‪ ،‬التي يلجأ إليها‬
‫المؤلف من أجل حماية إبداعه أيا كان شكله وتهدف إلى منع التعدي وردع المعتدين‪ ،‬إذ من شأنها إتخاذ‬
‫التدابير الوقائية أو التحفظية الفورية لوقف الضرر الذي حل به بسبب العتداء الذي وقع عليه‪.‬‬

‫وقد تطرق المشرع الجزائري لهذا النوع من الحماية في المادة ‪ 144‬من األمر رقم ‪ 05 - 03‬المتعلق‬
‫بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة بنصه على أنه‪:‬‬

‫" يمكن مالك الحقوق المتضرر أن يطلب من الجهة القضائية المختصة إتخاذ تدابير تحول دون‬
‫المساس الوشيك الوقوع على حقوقه أو تضع حدا لهذا المساس المعاين والتعويض عن األضرار التي لحقته‪.‬‬

‫ويتم تقدير التعويضات حسب أحكام القانون المدني مع مراعاة المكاسب الناجمة عن المساس بهذه الحقوق"‬

‫وتشمل هذه الحماية نوعين من الجراءات إجراءات وقائية (الفرع األول)‪ ،‬واألخرى تحفظية (الفرع‬
‫الثاني)‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫الفرع األول‪ :‬حماية حق المؤلف عن طريق اإلجراءات الوقائية‬

‫يقصد بالجراءات الوقائية كل عمل يهدف إلى إثبات وقوع الضرر وإيقاف إستم ارره مستقبال‪ ،‬ومن أجل‬
‫أن تتم هذه الجراءات البد من إعطاء وصف شامل ومفصل للمصنف حتى يمكن تمييزه عن غيره من‬
‫المصنفات األخرى المشابهة له وحتى يتم التأكد من أنه وقع عليه إعتداء‪ ،‬فيتم وقف نشر المصنف المقلد أو‬
‫عرضه أو إذاعته أو حصر إيراداته‪ ،1‬والهدف من هذه الجراءات هي حفظ حقوق المؤلف إلى أن يتم الفصل‬
‫في الدعوى‪.‬‬

‫أوال‪ ،‬تقديم وصف شامل ومفصل للمصنف‪:‬‬

‫ويعني التعريف بالمصنف تعريفا دقيقا نافيا للجهالة يميزه عن غيره من المصنفات التي قد تتشابه معه‪،‬‬
‫فإذا كان كتابا في أي فرع من فروع األدب أو الفنون أو العلوم‪ ،‬يمكن األمر بوصفه وصفا تفصيليا وشامال‬
‫سواء من حيث عنوانه أو محتواه أو تقسيماته أو غير ذلك بما يميزه عن غيره من الكتب األخرى ‪ ،2‬ويتخذ هذا‬
‫الجراء عن طريق وصف المصنف األصلي والذي عادة مايكون مسجال بحيث يسهل الرجوع إليه‪ ،‬وكذلك‬
‫إعطاء وصف للمصنف المقلد المخالف للقانون من أجل إثبات حالة العتداء الواقع على المصنف األصلي‬
‫الذي تم التعدي عليه‪ ،‬والبد من إعطاء كامل المعلومات المتعلقة بهذا المصنف للتأكد من صحة المزاعم‬
‫المتعلقة بوقوع العتداء عليه ولتمييزه عن غيره من المصنفات‪. 3‬‬

‫إال أن المشرع الجزائري لم يشترط بنص صريح إجراء وصف تفصيلي للمصنف األصلي الذي وقع‬
‫عليه العتداء غير أنه أوكل إلى الضبطية القضائية واألعوان المحلفين التابعين للديوان الوطني لحقوق المؤلف‬
‫التأكد من وقوع االعتداء ولعلهم يتأكدون من أن العتداء وقع على المصنف المطلوب حمايته ‪ ،4‬وذلك بالرجوع‬
‫إلى نص المادة ‪ 145‬من األمر رقم ‪ 05-03‬المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة والتي تنص على‬
‫أنه‪:‬‬

‫‪ - 1‬مسعودي سميرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.80‬‬


‫‪ -2‬فنيش بشير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ -‬ص ‪.105 – 104‬‬
‫‪ -3‬ب ارزة وهيبة‪" ،‬اإلجراءات الوقائية لحماية حقوق المؤلف في القانون الجزائري"‪ ،‬الملتقى الوطني حول الملكية الفكرية‬
‫ومقتضيات العولمة وتحديات التنمية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة – بجاية‪ ،-‬يومي ‪ 29 – 28‬أفريل‬
‫‪ ،2013‬ص ‪.238 – 237‬‬
‫‪ -4‬بن ديدي جميلة‪ ،‬الحماية الوطنية والدولية للمصنفات األدبية‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق‪،‬‬
‫‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬جامعة الحاج لخضر‪ -‬باتنة ‪ ،2016-2015 ،-1‬ص ‪.80‬‬
‫‪55‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫" يتولى ضباط الشرطة القضائية أو األعوان المحلفون التابعون للديوان الوطني لحقوق المؤلف‬
‫والحقوق المجاورة معاينة المساس بحقوق المؤلف أو الحقوق المجاورة‪".‬‬
‫ثانيا‪ ،‬وقف اإلعتداء على المصنف‪:‬‬
‫وهو إجراء وقتي يتضمن إصدار أمر من المحكمة المختصة بضرورة قيام المعتدي بوقف العتداء‬
‫الذي قام به‪ ،1‬فقد يتم نسخ المصنف أو توزيعه دون إذن المؤلف مما يشكل إعتداء على حقه‪ ،2‬فيمكن هنا‬
‫للمحكمة أن توقف نسخ هذا المصنف أو طباعته أو وضع تداوله في السوق وذلك بعد أن يتأكد القاضي من‬
‫إحتمال وقوع العتداء‪ ،3‬كما قد يحكم القاضي بحظر نشر المصنف المقلد أو وقف تداوله‪ ،4‬وهذا الجراء‬
‫ينطبق على المصنفات التي يتم وضعها في متناول الجمهور عن طريق النشر‪ ،5‬ويقصد بوقف التداول منع‬
‫البيع أو العرض أو النسخ‪ ،6‬وإذا وقع العتداء عن طريق تعديل المصنف أو حذف أجزاء منه فيكون للقاضي‬
‫أن يأمر بوقف النشر ومنع التداول‪ 7‬فطرق التعدي على المصنف مختلفة بإختالف المصنفات فقد تقتضي‬
‫طبيعة المصنف أن تكون طريقة تداوله بالنشر أو العرض أو األداء العلني أمام الجمهور‪ ،8‬حيث جاء في نص‬
‫المادة ‪ 2/147‬من األمر رقم ‪ 05-03‬المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪:‬‬

‫" ‪ ...‬إيقاف كل عملية صنع جارية ترمي إلى االستنساخ غير المشروع للمصنف أو لألداء المحمي‬
‫أو تسويق دعائم مصنوعة بما يخالف حقوق المؤلفين والحقوق المجاورة ‪".‬‬

‫ويتضح لنا من نص هذه المادة إمكانية إتخاذ إجراء وقف التعدي من أجل مواجهة كافة أشكال العتداء‬
‫التي قد تقع على حقوق المؤلفين وكذا من جميع مسببي هذا العتداء أيا كانت صفتهم‪.‬‬

‫الفرع ال ّثاني‪ :‬حماية حق المؤلف عن طريق اإلجراءات التحفظية‬

‫بالرجوع إلى أحكام األمر رقم ‪ 05-03‬المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة نجد أن المشرع‬
‫الجزائري قد أجاز في حالة وقوع إعتداء على الحق الممنوح لصاحب حق المؤلف بتقديم طلب إلى الجهات‬

‫‪ -1‬يوسف أحمد النوافلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.153‬‬


‫‪ -2‬بومعزة سمية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.152‬‬
‫‪ -3‬فنيش بشير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.105‬‬
‫‪ -4‬أمجد عبد الفتاح أحمد إحسان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.209‬‬
‫‪ -5‬ب ارزة وهيبة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.239‬‬
‫‪ -6‬أمجد عبد الفتاح أحمد إحسان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.209‬‬
‫‪ -7‬بومعزة سمية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫‪ -8‬حازم عبد السالم المجالي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.179‬‬
‫‪56‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫المختصة لتخاذ إجراءات وتدابير تحفظية الالزمة للمحافظة على حقه من العتداء إلى غاية الفصل في دعواه‬
‫ضد المعتدي‪.‬‬

‫وعليه سنتبين تعريف الجراءات التحفظية (أوال)‪ ،‬ثم صور هذه الجراءات (ثانيا)‪:‬‬

‫أوال‪ ،‬تعريف اإلجراءات التحفظية‪:‬‬

‫يقصد بالجراءات التحفظية الجراءات التي تهدف إلى مواجهة العتداءات التي وقعت على حق‬
‫المؤلف فعال ووقف الضرر المستقبلي‪ ،‬حيث يتم حصر األضرار التي لحقت بالمصنف لتخاذ التدابير الالزمة‬
‫‪1‬‬
‫لزالتها والمحافظة على حقوق المؤلف‪.‬‬

‫وهذه الجراءات ذات صبغة إستعجالية حتى ال يزداد الضرر المترتب على االعتداء وتتخذ عادة‬
‫‪2‬‬
‫بموجب طلب يقدم للمحكمة التي يقع موطن المعتدي بدائرتها ليصدر بموجبه أمر على ذيل عريضة‬

‫وتشمل هذه الجراءات طبقا لنص المادة ‪ 147‬من األمر رقم ‪ 05-03‬المتعلق بحقوق المؤلف‬
‫والحقوق المجاورة حجز المصنف المقلد واألدوات المستعملة في العتداء‪ ،‬وكذلك حصر اليرادات المتحصل‬
‫عليها من الستغالل الغير مشروع وتجميعها‪.‬‬

‫ثانيا‪ ،‬صور اإلجراءات التحفظية‪:‬‬

‫من أهم الجراءات التحفظية هي الحجز التحفظي على المصنفات المقلدة‪ ،‬وإتالف المصنف المقلد‬
‫ونتناولها فيما يلي‪:‬‬

‫‪-1‬الحجز التحفظي على نسخ المصنفات المقلدة‬


‫‪ 1-1‬تعريف الحجز التحفظي على المصنفات‪:‬‬

‫يختلف الحجز التحفظي الذي يوقعه الدائن على أموال المدين المنقولة وغير المنقولة عن الحجز‬
‫التحفظي الذي يوقعه المؤلف على المصنف المقلد ونسخه وصوره واآلالت المستخدمة في ذلك‪ ،3‬فالحجز‬
‫بالمفهوم األول تم تنظيمه في قانون الجراءات المدنية والدارية الجزائري إال أن إجراءاته مختلفة عن الجراءات‬
‫المعمول بها في قانون حماية حق المؤلف‪.‬‬

‫‪ -1‬بن ديدي جميلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.80‬‬


‫‪ -2‬فنيش بشير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.106‬‬
‫‪ - 3‬يوسف أحمد النوافلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.159‬‬
‫‪57‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫أما الحجز التحفظي على المصنفات المقلدة فهو‪ " :‬إجراء تحفظي يمكن بواسطته لمؤلف المصنف‬
‫المحمي أو ذوي الحقوق المطالبة بالحصول على حجز الوثائق والنسخ الناتجة من الستنساخ غير المشروع‬
‫‪1‬‬
‫أو التقليد وذلك في غياب ترخيص قضائي مسبق‪".‬‬

‫كما يعرف الحجز التحفظي للمصنفات بأنه‪ " :‬عمل مادي يهدف إلى وضع المصنف المقلد ونسخه‬

‫بصوره المختلفة تحت يد القضاء‪ ،‬وهو ال يرد إال على شيء مادي"‪ ،2‬وبالتالي ال يمكن الحجز على األفكار‬
‫‪3‬‬
‫إذا لم تنفذ في شكل مادي‪.‬‬

‫والهدف من الحجز التحفظي على المصنفات هو وقف التعدي ومنع تداول المصنفات المقلدة ووضع‬
‫عائدات هذه المصنفات المقلدة تحت تصرف المحكمة ضمانا للتعويض‪ ،4‬ويعد الحجز من الوسائل الهامة التي‬
‫تكفل الحماية لصاحب الحق المنتهك ألن بقاء المصنف في حيازة المعتدي قد يؤدي إلى تلفه فإجراءات الدعوى‬
‫‪5‬‬
‫قد تطول وقد ينقل الشيء المقلد خاللها إلى الغير أو يهلك نتيجة الستعمال‪.‬‬

‫وقد نص المشرع الجزائري على الحجز الذي يوقعه المؤلف على المصنف المقلد في المادة ‪ 147‬من‬
‫األمر رقم ‪ 05-03‬المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة والتي تنص على أنه‪:‬‬

‫" يمكن رئيس الجهة القضائية المختصة أن يأمر بناءا على طلب من مالك الحقوق أو ممثله بالتدابير‬
‫التحفظية اآلتية ‪:‬‬

‫‪ -‬إيقاف كل عملية صنع جارية ترمي إلى اإلستنساخ غير المشروع للمصنف أو األداء المحمي أو تسويق‬
‫دعائم مصنوعة بما يخالف حقوق المؤلفين والحقوق المجاورة‪.‬‬
‫‪ -‬القيام ولو خارج األوقات القانونية بحجز الدعائم المقلدة و اإليرادات المتولدة من اإلستغالل غير المشروع‬
‫للمصنفات أو األداءات‪.‬‬
‫‪ -‬حجز كل عتاد استخدم أساسا لصنع الدعائم المقلدة‪.‬‬
‫يمكن رئيس الجهة القضائية المختصة أن يأمر بتأسيس كفالة من قبل المدعي‪".‬‬

‫‪ - 1‬نايت أعمر علي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.73‬‬


‫‪ -2‬يوسف أحمد النوافلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.162‬‬
‫‪ -3‬بومعزة سمية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.105‬‬
‫‪ - 4‬بن ديدي جميلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫‪ -5‬بلقاسمي كهينة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪58‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫‪ 2 - 1‬شروط توقيع الحجز التحفظي على المصنفات‪:‬‬

‫ال يكون الحجز التحفظي صحيحا إال إذا إستوفى شروط صحته المتمثلة في‪:‬‬
‫‪ _1‬أن يقدم طلب الحجز من صاحب الحق على المصنف المقلد‪ ،‬والمتمثل في المؤلف نفسه أو لمن ألت إليه‬
‫حقوق المؤلف من وارث أو ناشر بعد القيام بالمعاينة التي يجريها ضباط الشرطة القضائية أو األعوان المحلفون‬
‫‪1‬‬
‫التابعون للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ _2‬أن يقدم الطلب إلى الجهة القضائية أو الدارية المختصة‪.‬‬
‫‪ _3‬أن يتم إجراء وصف تفصيلي للشيء المقلد للتأكد من عدم مشروعيته‪.‬‬
‫‪ _4‬أن يمنح لصاحب الحق فرصة التظلم من األمر الصادر بالحجز أمام رئيس الجهة المختصة الذي يستطلع‬
‫عليه بعد سماع أقوال طرفي النزاع ويقضي بتأييد األمر أو بإلغائه كليا أو جزئيا‪.‬‬
‫ومتى صدر لصاحب الحق أو خلفه أم ار بالجراءات التحفظية‪ ،‬وجب عليه خالل مدة محددة أن يرفع أصل‬
‫‪3‬‬
‫النزاع أمام الجهة القضائية التي تقع في دائرة إختصاصها موطن المدعي عليه‪.‬‬
‫‪ 3-1‬المواد المشمولة بالحجز التحفظي على المصنفات‪:‬‬
‫طبقا لنص المادة ‪ 147‬السابقة الذكر من األمر رقم ‪ 05-03‬والتي نصت على أنه يمكن لرئيس‬
‫الجهة القضائية المختصة أن يأمر بناءا على طلب من مالك الحقوق أو ممثله القيام بالتدابير التحفظية التي‬
‫تهدف إلى إيقاف كل عملية صنع ترمي إلى الستنساخ غير المشروع للمصنف المحمي وحجز كل الوسائل‬
‫المستخدمة في عملية التقليد‪.‬‬
‫ويقع الحجز التحفظي للمصنفات على‪:‬‬
‫أ‪ .‬نسخ المصنف المقلد‪:‬‬
‫ويقصد بالمصنف محل الحجز في هذه الحالة المصنف األصلي الذي أبدعه المؤلف أيا كانت وسيلة التعبير‬
‫عنه سواء بالخطوط أو التصميم أو التسجيل والذي إنتقل إلى الغير بطريقة غير مشروعة أو يمكن أن يكون‬
‫‪4‬‬
‫قد إنتقل إليه بطريقة مشروعة إال أنه ال يحق له نشرها‪.‬‬

‫‪ -1‬فاضلي إدريس‪ ،‬المدخل إلى الملكية الفكرية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.166‬‬
‫‪ -2‬نواف كنعان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.465‬‬
‫‪ -3‬بلقاسمي كهينة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪ -4‬نواف كنعان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.467‬‬
‫‪59‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫ب ‪ -‬المواد المستخدمة في التقليد‪:‬‬


‫وتعني كل ما يمكن أن يستخدمه المعتدي لعادة النشر أو الستمرار في إعتدائه شرط أن ال تكون‬
‫صالحة لعمل أخر‪ ،1‬وتشمل جميع الوسائل المادية التي تستخدم في إعادة عرض أو نشر المصنف بصورة‬
‫‪2‬‬
‫غير مشروعة وتختلف هذه الوسائل المادية حسب طبيعة المصنف محل االعتداء‪.‬‬

‫ج‪ .‬اإليرادات الناتجة عن الشيء المقلد‪:‬‬

‫يجوز توقيع الحجز على اليرادات الناتجة عن إستغالل المصنفات أو المنتجات التي يتم عرضها‬
‫للتداول بطريق غير مشروع‪ ،‬ويجوز للهيئة القضائية المختصة حصر اليرادات الناتجة عن أعمال تكون إعتداء‬
‫‪3‬‬
‫على هذه المصنفات المحمية‪.‬‬
‫‪-2‬إتالف المصنف المقلد‪:‬‬

‫ومن الجراءات الوقتية التي يمكن أن تقوم بها المحكمة إتالف المصنف المقلد أو إتالف الصور‬
‫المأخوذة عنه‪ ،‬أو المواد المستعملة في نشره‪ ،4‬ويعني إتالف المصنف المقلد إعدام نسخ أو صور المصنف‬
‫محل العتداء أو جعلها غير صالحة لإلستعمال لما أعدت له بدال من إتالفها‪ ،5‬ويشمل إجراء إتالف المصنف‬
‫المقلد نسخ هذا المصنف الذي نشر بطريقة غير مشروعة كالكتب والمجالت واألفالم السينمائية وأشرطة‬
‫التسجيل والرسوم والنماذج ‪ ،6...‬كما يشمل التالف كذلك األدوات الجديدة والمستعملة في النشر والتي ساهمت‬
‫أو ستساهم في إعداد المصنفات المقلدة‪ 7‬بشرط أن تكون من المواد القابلة للحجز‪ ،8‬وقد أجازت قوانين حق‬
‫المؤلف التي نصت على هذا الجراء الوقائي للحماية لحق المؤلف الذي تم العتداء على مصنفه أن يطلب‬
‫من الجهة القضائية المختصة إتالف نسخ وصور مصنفه المنشور بطريقة غير مشروعة‪ ،‬وكذلك المواد‬
‫المستعملة لنشره شرط أال تكون هذه المواد صالحة لعمل أخر‪ ،9‬وقد يتعارض هذا الجراء الوقائي مع إجراء‬

‫‪ -1‬حازم عبد السالم المجالي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.182‬‬


‫‪ -2‬بومعزة سمية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.154‬‬
‫‪ - 3‬زواني نادية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.100‬‬
‫‪ -4‬يوسف أحمد النوافلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.156‬‬
‫‪ -5‬نواف كنعان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.459‬‬
‫‪ -6‬حازم عبد السالم المجالي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.189‬‬
‫‪ -7‬بن ديدي جميلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.82‬‬
‫‪ -8‬حازم عبد السالم المجالي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.189‬‬
‫‪ -9‬نواف كنعان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.459‬‬
‫‪60‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫حجز المصنف من أجل المحافظة على حقوق المؤلف‪ ،1‬ويجوز للمحكمة وذلك بناءا على طلب المؤلف أو‬
‫ورثته أو خلفه الحكم بإتالف نسخ المصنف أو الصور المأخوذة المنشور بطريقة غير مشروعة والمواد المستعملة‬
‫‪2‬‬
‫في نشره ولها أن تحكم بدال من إتالفها بتغيير معالم النسخ والصور والمواد أو جعلها غير صالحة لالستعمال‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الحماية المدنية لحق المؤلف‬

‫يقصد بالحماية المدنية توفير السبل أمام صاحب الحق في طلب إقتضاء حقه في التعويض عن‬
‫الضرر الناجم عن التعدي على حقوقه سواء كان هذا العتداء ناتج عن مسؤولية تقصيرية في حالة عدم وجود‬
‫‪3‬‬
‫عقد بين المؤلف والمعتدي‪ ،‬أو نتيجة إخالل بإلتزام ناشئ عن عقد‪.‬‬

‫وقد أولت معظم تشريعات حق المؤلف حماية للمؤلف على المصنفات التي يبتكرها ومن بين هذه‬
‫الحماية الحماية المدنية وهذا جب ار لألضرار التي قد تقع نتيجة االعتداء على حقوقه‪ ،‬وتتمثل هذه الحماية في‬
‫الدعوى المدنية حيث مكنه المشرع الجزائري من رفع دعوى المسؤولية المدنية للمطالبة بالتعويض عما أصابه‬
‫وذلك إما بإصالح الحال وإعادته إلى ما كان عليه إذا كان ذلك ممكنا أو بالحصول على تعويض عادل تقدره‬
‫المحكمة‪.‬‬

‫وعليه سنتناول في هذا المطلب رفع دعوى المسؤولية المدنية في (الفرع األول)‪ ،‬ثم نتطرق إلى أركان‬
‫المسؤولية المدنية في (الفرع الثاني)‪ ،‬أما (الفرع الثالث) نخصصه لآلثار المتعلقة بها‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬رفع دعوى المسؤولية المدنية‬

‫إن الهدف النهائي من رفع الدعوى المدنية هو جبر الضرر الذي أصاب صاحب الحق نتيجة وجود‬
‫خطأ إرتكبه شخص أخر سواء كان هذا الحق مؤسسا على نصوص قانونية أو إلتزام عقدي ويكون جبر هذا‬
‫‪4‬‬
‫الضرر عن طريق التعويض‪.‬‬

‫‪ -1‬بن ديدي جميلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.82‬‬


‫‪ -2‬محمد إبراهيم إبداح‪ ،‬جرائم االنتحال األدبي والعلمي – حقوق التأليف والحقوق المجاورة لها وفقا للتشريعات والقوانين‬
‫الدولية والوطنية‪ ،‬دار الجنان للنشر والتوزيع‪ ،2016 ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪ - 3‬بوراوي أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.276‬‬
‫‪ - 4‬حسونة عبد الغني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪61‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫أوال‪ ،‬تعريف دعوى المسؤولية المدنية‬

‫هي حق الشخص في اللجوء إلى المحاكم المدنية للحصول على حق من الحقوق المدنية أو المطالبة‬
‫بحماية حقوقه من العتداء‪.‬‬

‫وبالنسبة لحقوق المؤلف يمكن لصاحب الحق رفع دعوى مدنية للمطالبة بالتعويض من جراء ما لحق‬
‫حقوقه المالية من أذى‪ ،‬وبالتالي فالتعويض يشكل رد إعتبار لهذه الذمة المالية بتعويضها وجبرها‪ ،‬خاصة وأن‬
‫الضرر ال يقتصر فقط على الجانب المادي بل يمس حتى الجانب المعنوي واألدبي للمؤلف من سمعة وإعتبار‬
‫‪1‬‬
‫وشرف‪.‬‬

‫ويمكن أن تكون تقصيرية أو عقدية حسب العالقة الموجودة بين المؤلف والمعتدي على حقوقه‪ ،‬فإذا‬
‫كانت هناك عالقة عقدية بين المؤلف وبين شخص آخر كالناشر مثال‪ ،‬فهنا يمكن رفع دعوى المسؤولية‬
‫العقدية في حالة إعتداء الناشر على حقوق المؤلف‪ ،‬أما إذا لم تكن هناك عالقة عقدية بين المؤلف وبين من‬
‫‪2‬‬
‫إرتكب الخطأ فهنا يمكن رفع دعوى المسؤولية التقصيرية للمطالبة بالتعويض عن الضرر الذي لحق بالمؤلف‪.‬‬

‫ويقتضي الدعاء بأن هناك إعتداء على حق المؤلف المالي أو المعنوي أن يثبت المؤلف بأن هناك‬
‫خطأ وقع من الغير وضرر لحق به أي أن هذا العتداء قد أساء إلى سمعته أو فيه إنتهاك لحق من حقوقه‬
‫األدبية أو المالية التي نص عليها القانون‪ ،‬ويبين مدى جسامة األضرار التي لحقت به مما يستوجب التعويض‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫والمشرع الجزائري أفرد الفصل األول من الباب السادس من األمر رقم ‪ 05-03‬المتعلق بحقوق المؤلف‬
‫والحقوق المجاورة لموضوع حماية حق المؤلف والحقوق المجاورة والذي جاء تحت عنوان الدعوى المدنية في‬
‫المادة ‪ 143‬والتي تنص على أنه‪:‬‬

‫" تكون الدعوى القضائية لتعويض الضرر الناتج عن اإلستغالل غير مرخص به لمصنف المؤلف‬
‫واألداء لمالك الحقوق المجاورة من إختصاص القضاء المدني‪".‬‬

‫حيث منح للمؤلف الحق في رفع دعوى قضائية لجبر الضرر والتعويض عما لحقه‪.‬‬

‫‪ - 1‬نايت أعمر علي ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.76‬‬


‫‪ - 2‬بوراوي أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.276‬‬
‫‪ - 3‬نواف كنعان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.473‬‬
‫‪62‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫كما يمكن أن تكون الدعوى المدنية مؤسسة على نصوص أخرى في هذا القانون كالمادة ‪ 66‬المتعلقة‬
‫‪1‬‬
‫بمراجعة العقد نتيجة الغبن‪ ،‬أو المادة ‪ 97‬التي تنص على دعوى فسخ عقد النشر‪.‬‬

‫ثانيا‪ ،‬شروط رفع دعوى المسؤولية المدنية‪:‬‬

‫تخضع دعوى المسؤولية المدنية أمام القضاء إلى شروط لقبولها‪ ،‬وتتمثل في‪:‬‬

‫‪-1‬الصفة‪:‬‬
‫إذا كان للمؤلف وحده وفقا ألحكام القانون المدني الحق في نسب مصنفه إليه وكذا حق إستغالله ماليا‪ ،‬فال‬
‫يجوز لغيره مباشرة هذا الحق دون إذن مسبق منه أو ممن يخلفه‪ ،‬وله أن يتنازل عن حق الستغالل لفائدة‬
‫المتنازل إليه‪ ،‬فتنتقل الحماية إلى هذا الغير الذي يصبح مالكا للحقوق ويمارس الدعوى المدنية بدال من المؤلف‬
‫بمقتضى عقد أو إتفاق تنازل بالنسبة للجانب المالي‪ ،‬أما الحقوق المعنوية فال يمكن مباشرتها من مالك الحقوق‬
‫ألنها غير قابلة للتنازل‪ ،‬وتبقى تمارس من قبل المؤلف أو من يخلفه بإعتبارها من الحقوق المتصلة بالشخصية‪،2‬‬
‫ويكفي لثبات صفة المؤلف ذكر إسمه على المصنف محل العتداء أو تقديم الدعامة المادية المثبتة لذلك‪.‬‬

‫‪-2‬اإلختصاص المحلي‪:‬‬
‫البد من أن تكون الدعوى مرفوعة أمام الجهة القضائية المختصة إقليميا حتى ال يكون مصيرها الرفض لعدم‬
‫الختصاص المحلي‪ ،‬المشرع الجزائري لم يتطرق من خالل األمر رقم ‪ 05 – 03‬إلى الختصاص المحلي‬
‫للجهة القضائية‪ ،‬حيث ترك األمر لقانون الجراءات المدنية والدارية التي نصت عليه في المادة ‪ 23‬في الفقرة‬
‫األولى منها حيث نصت على أنه‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫" المحكمة هي الجهة القضائية ذات اإلختصاص العام وتتشكل من أقسام‪".‬‬
‫وطبقا للمادة ‪ 4/40‬من قانون الجراءات المدنية والدارية فإنه يؤؤول الختصاص في مواد الملكية الفكرية‬
‫أمام المحكمة المنعقدة في مقر المجلس القضائي الموجود في دائرة إختصاصه موطن المدعى عليه‪.‬‬

‫‪ - 1‬بوراوي أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ -‬ص ‪.277 – 276‬‬


‫‪ -2‬بوراوي أحمد‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.278‬‬
‫‪ -3‬القانون رقم‪ ،09 – 08 :‬المؤرخ في ‪ 25‬فيفري ‪2008‬م‪ ،‬المتضمن قانون الجراءات المدنية والدارية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪،‬‬
‫عدد‪ ،21‬الصادر في ‪ 23‬أفريل ‪2008‬م‪.‬‬
‫‪63‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫‪-3‬تقادم الدعوى‪:‬‬

‫نظ ار للطابع الستثنائي للتشريعات المتعلقة بحقوق المؤلف فإن مدة تقادم المسؤولية تختلف عن مدة حماية‬
‫المصنفات المحمية لتمتد طوال حياة المؤلف ثم مدة ‪ 50‬سنة بعد وفاته‪ ،‬وبعد إنقضاء هذه المدة تقع هذه‬
‫المصنفات الوطنية في عداد الملك العام‪ ،‬والتي يخضع إستغاللها إلى حماية خاصة‪ ،‬كما تتقادم دعوى الغبن‬
‫التي يباشرها المؤلف بمضي ‪ 15‬سنة من تاريخ التنازل ويبدأ سريانها من تاريخ وفاة المؤلف للورثة‪ ،‬أما الحقوق‬
‫‪1‬‬
‫المعنوية فال تخضع للتقادم‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أركان المسؤولية المدنية‬

‫تثبت المسؤولية المدنية عن العتداءات الواقعة على حق المؤلف حسب القواعد العامة في القانون‬
‫المدني بتوافر ثالثة أركان وهي الخطأ‪ ،‬الضرر‪ ،‬العالقة السببية بين الخطأ والضرر‪.‬‬

‫وقد بينت هذه األركان المادة ‪ 163‬من األمر رقم ‪ 58-75‬المتضمن القانون المدني الجزائري والتي‬
‫نصت على أنه‪:‬‬

‫" كل خطأ سبب ضرر للغير يلزم من إرتكبه التعويض‪".‬‬

‫أوال‪ ،‬الخطأ‪:‬‬

‫عرف الخطأ على أنه‪" :‬العمل الضار غير المشروع"‪ 2‬وعرف كذلك بأنه‪" :‬الخالل بإلتزام سابق مصدره‬
‫العقد"‪ ،3‬ويقاس الخطأ بمعيار موضوعي وفقا لمعيار الرجل العادي وبالتالي يبتعد عن المعيار الشخصي‪،‬‬
‫وهناك من يضيف معيا ار شخصيا للمعيار الموضوعي يعتمد على الحالة الشخصية للمتسبب بالضرر من‬
‫حيث المكان والزمان الذي وقع فيه الضرر‪ ،4‬ويمكن أن تتأسس الدعوى المدنية على الخطأ العقدي أو‬
‫‪5‬‬
‫التقصيري‪.‬‬

‫‪ -1‬بوراوي أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص – ص ‪.281 – 280‬‬


‫‪ -2‬بن دريس حليمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.128‬‬
‫‪ -3‬مسعودي سميرة‪ ، ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪ -4‬أمجد عبد الفتاح أحمد إحسان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.231‬‬
‫‪ -5‬حسونة عبد الغني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪64‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫فالخطأ في المسؤولية العقدية هو إخالل الشخص بإلتزامه مع إدراكه بهذا الخالل أي النحراف عن‬
‫سلوك الرجل العادي‪ ،1‬ويقع الخطأ العقدي عند عدم تنفيذ اللتزام التعاقدي أو التأخر في تنفيذه كأن ال يقوم‬
‫‪2‬‬
‫الناشر بنشر المصنف أو التماطل في نشره‪.‬‬

‫أما الخطأ التقصيري يتجسد في قيام الغير بإستنساخ المصنفات على مختلف أنواعها بشكل غير‬
‫مشروع أو إلحاق تشويه بها سواء بالضافة أو النقاص‪.‬‬

‫ثانيا‪ ،‬الضرر‪:‬‬

‫ال يكفي وقوع الخطأ في حد ذاته وإنما يتعين إثبات وقوع الضرر من جراء هذا الخطأ‪ ،3‬ويقصد بالضرر‬
‫الخالل بمصلحة محققة مشروعة للمضرور في ماله أو في شخصه‪ ،4‬أما في مجال حق المؤلف فهو تعرض‬
‫الغير المعتدي لمصلحة مشروعة من مصالح المؤلف (المضرور) المرتبطة بمصنفاته التي يطرحها للجمهور‪،5‬‬
‫وينقسم الضرر إلى مادي ومعنوي‪ ،‬فالضرر المادي يقوم على أساس ما لحق بالمؤلف من خسارة مالية وما‬
‫فاته من كسب مادي‪ ،‬ويتمثل هذا الضرر الذي يصيب المؤلف من الناحية المالية في إستنساخ المصنف‪ ،‬أو‬
‫تصويره‪ ،‬أو نقله‪ ،‬إلى الجمهور‪ ،‬أو النشر الذاعي مما يترتب عليه تخفيض سعر نسخة المصنف‪ ،6‬أما الضرر‬
‫المعنوي فيقوم على أساس ما أصاب المؤلف في شخصيته وسمعته والشهرة التجارية التي يفقدها‪ 7‬كأن ينسب‬
‫المعتدي المصنف إلى نفسه أو يجري عليه تعديل‪ ،‬أو يقوم بحذفه أو تحويره‪ 8‬وكالهما مستوجب للتعويض‪.‬‬

‫وسواء كان الضرر مادي أو أدبي فهو ركن جوهري في المسؤولية سواء كانت عقدية أو تقصيرية ألنه‬
‫‪9‬‬
‫وفي بعض الحاالت يكتفي فيها بضرورة توفر الضرر دون الحاجة لثبات الخطأ‪.‬‬

‫‪ -1‬بومعزة سمية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.158‬‬


‫‪ -2‬بن دريس حليمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.128‬‬
‫‪ -3‬محمد علي النجار‪ ،‬حقوق المؤلف في ضوء الثورة المعلوماتية الحديثة ‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،-‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬
‫مصر‪ ،2001،‬ص ‪.214‬‬
‫‪ - 4‬عمرو أحمد عبد المنعم دبش‪" ،‬أركان المسؤولية المدنية"‪ ،‬مجلة العلوم القانونية واالجتماعية‪ ،‬المجلد الرابع‪ ،‬العدد الثاني‪،‬‬
‫جوان ‪ ،2009‬أكاديمية الشرطة المصرية‪ ،‬الجلفة‪-‬الجزائر‪ ،2019 ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪ -5‬بوراوي أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.283‬‬
‫‪ - 6‬محمد خليل يوسف أبو بكر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ -‬ص ‪.307 - 306‬‬
‫‪ - 7‬بلقاسمي كهينة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪ - 8‬محمد خليل يوسف أبو بكر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.307‬‬
‫‪ -9‬بن دريس حليمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.132‬‬
‫‪65‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫ويشترط لتوفر عنصر الضرر في العتداء على حق المؤلف عدة شروط منها‪:‬‬

‫‪ -‬أن يكون الضرر الذي يصيب المؤلف مباش ار أي نتيجة طبيعية للعمل الذي قام به المعتدي‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون الضرر ثابتا على وجه اليقين‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون هناك عالقة سببية بين الخطأ والضرر‪ ،‬بمعنى أن يثبت أن الضرر كان نتيجة طبيعية للعمل غير‬
‫‪1‬‬
‫المشروع‪.‬‬

‫ثالثا‪ ،‬العالقة السببية بين الخطأ والضرر‪:‬‬

‫تقرر القواعد العامة في المسؤولية المدنية بأنه ال يكفي لقيام هذه األخيرة وقوع خطأ من شخص وحدوث‬
‫ضرر لشخص أخر‪ ،‬بل البد أن يكون الخطأ هو الذي سبب الضرر‪ ،‬إذ أن العالقة السببية تعتبر ركنا مستقال‬
‫عن الخطأ والضرر‪ ،2‬وذلك طبقا لنص المادة ‪ 124‬من األمر رقم ‪ 58-75‬المتضمن القانون المدني الجزائري‬
‫التي جاء فيها‪:‬‬

‫" كل عمل أيا كان ‪ ,‬يرتكبه المرء ويسبب ضر ار للغير يلزم من كان سببا في حدوثه بالتعويض"‪،‬‬
‫حيث عبر المشرع الجزائري عن ركن السببية في هذه المادة بعبارة " ويسبب ضر ار للغير" لذا فإنه حتى يستحق‬
‫الضرر التعويض البد من وجود عالقة سببية بين الخطأ الذي إرتكبه المسؤول والضرر الذي أصاب المضرور‪.‬‬

‫ويقصد بالعالقة السببية وجود عالقة مباشرة بين الخطأ الذي إرتكبه الشخص المخالف لإللتزام القانوني‬
‫أو العقدي والضرر الذي أصاب صاحب الحق‪ ،‬وإذا كانت العالقة السببية في اللتزامات التعاقدية يمكن إثباتها‬
‫كون الضرر مفترض عند إخالل أحد المتعاقدين بإلتزاماته ولكن قد يصعب هذا في األعمال غير التعاقدية‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫ومن أجل ذلك فالقضاء يقبل غالبا بوجود عالقة بسيطة لثبات هذه العالقة‪.‬‬

‫وقد نصت المادة ‪ 143‬من األمر رقم ‪ 05-03‬المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة بأحقية‬
‫المؤلف أو المالك رفع دعوى تعويض الضرر للقواعد العامة في المسؤولية المدنية الواردة في المادة ‪124‬‬
‫‪4‬‬
‫السالفة الذكر من القانون المدني الجزائري‪.‬‬

‫أما المادة ‪ 144‬من األمر رقم ‪ 05-03‬السابق الذكر فنصت على أنه‪:‬‬

‫‪ -1‬نواف كنعان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.474‬‬


‫‪ -2‬عمرو أحمد عبد المنعم دبش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪ -3‬حسونة عبد الغني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ -‬ص ‪.114 – 113‬‬
‫‪ -4‬نايت أعمر علي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.78‬‬
‫‪66‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫" يمكن مالك الحقوق المتضرر أن يطلب من الجهة القضائية المختصة إتخاذ تدابير تحول دون‬
‫المساس الوشيك الوقوع على حقوقه أو تضع حدا لهذا المساس المعاين والتعويض عن األضرار التي لحقته‪.‬‬

‫ويتم تقدير التعويضات حسب أحكام القانون المدني مع مراعاة المكاسب الناجمة عن المساس بهذه‬
‫الحقوق‪".‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أثار دعوى المسؤولية المدنية‬

‫سواء كنا أمام مسؤولية عقدية أو تقصيرية فإن الدعوى التي يرفعها المؤلف أو صاحب الحق أمام‬
‫القضاء المدني تسفر على نتيجتين أولهما الوقف النهائي ألعمال التعدي‪ ،‬وثانيهما التعويض إذا طلب المدعي‬
‫‪1‬‬
‫ذلك إستنادا إلى المبدأ القانوني أن الضرر يجبر والقاعدة الشرعية التي تقتضي بأن الضرر يزال‪.‬‬

‫أوال‪ ،‬التعويض عن طريق التنفيذ العيني‪:‬‬

‫تقتضي القواعد المقررة في القانون المدني الجزائري على أنه ال يجوز للمدين أن يعرض التنفيذ بمقابل‬
‫إذا كان التنفيذ العيني ممكنا‪ ،2‬حيث جاء في نص المادة ‪ 164‬منه على أنه‪:‬‬

‫" يجبر المدين بعد إعذراه طبقا للمادتين ‪ 180‬و‪ 181‬على تنفيذ التزامه تنفيذا عينيا‪ ,‬متى كان ذلك‬
‫ممكنا‪".‬‬

‫ويقوم هذا النوع من التعويض على إعادة الحالة إلى ما كانت عليه قبل إرتكاب الخطأ الذي أدى إلى‬
‫وقوع الضرر على حق المؤلف‪ ،3‬فبمجرد وقوع إعتداء على هذا األخير يكون للمؤلف أن يطلب إزالة هذا‬
‫العتداء إذا كان ممكنا عن طريق التنفيذ العيني‪ ،4‬والتنفيذ بهذا المفهوم يحقق الغاية التي يهدف إليها المؤلف‬
‫وهو أفضل طرق التعويض بالنسبة له‪ 5‬ألنه يؤدي إلى إصالح الضرر إصالحا تاما وإعادته إلى نفس الوضع‬
‫السابق الذي كان عليه‪ ،‬كما يؤدي إلى محو الضرر الذي أصاب المؤلف بدال من البقاء على هذا الضرر‬
‫‪6‬‬
‫وإعطاء المؤلف مبلغا تعويضيا لجبره‪.‬‬

‫‪ -1‬بومعزة سمية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.164‬‬


‫‪ -2‬بن دريس حليمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.134‬‬
‫‪ - 3‬نواف كنعان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.476‬‬
‫‪ -4‬حازم عبد السالم المجالي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.193‬‬
‫‪ -5‬حازم عبد السالم المجالي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.193‬‬
‫‪ -6‬بن ديدي جميلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.86‬‬
‫‪67‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫ويتخذ التعويض العيني المتعلق بحقوق المؤلف عدة صور حيث يتجسد من خالل القضاء بسحب‬
‫المصنف من التداول وإيقاف نشره إذا تم نشره دون إذن مؤلفه وقبل أن يقرر نشره‪ ،‬أو بإعادة المصنف إلى‬
‫التداول إذا قام الناشر بسحبه من التداول دون إذن المؤلف‪ ،‬أو القضاء بإزالة التشويه من المصنف أو القضاء‬
‫بإعادة نشر المصنف ووضع إسم المؤلف الحقيقي عليه إذا نشر بشكل يخفي الهوية الحقيقية لمؤلفه‪ ،‬كما قد‬
‫‪1‬‬
‫يكون التعويض العيني عن طريق القضاء بإتالف المواد واألدوات التي إستعملت في تقليد المصنف األصلي‪.‬‬

‫وإلى جانب ذلك قد يتمثل العتداء بتشويهات أدت إلى المساس بسمعة وكرامة المؤلف فتقرر المحكمة‬
‫نشر قرار المحكمة الصادر في الدعوى في مجلة أو في صحيفة يومية‪ ،‬وهذا القرار له أهمية كبيرة إذ أن فيه‬
‫ردا لعتبار المؤلف ومكانته الثقافية والجتماعية ويكون نشر القرار في الجريدة أو المجلة على نفقة المدعى‬
‫‪2‬‬
‫عليه‪.‬‬

‫ثانيا‪ ،‬التعويض بمقابل ( النقدي)‪:‬‬

‫بالرجوع إلى نص المادة ‪ 124‬السابق ذكرها من األمر رقم ‪ 58-75‬المتضمن القانون المدني الجزائري‬
‫يتضح لنا أن كل فعل أيا كان يرتكبه الشخص بخطئه وسبب ضر ار للغير فانه يلزم من كان سببا في حدوثه‬
‫بالتعويض‪.‬‬

‫فإذا ما إستحال إصالح الوضع وإعادة المصنف إلى ما كان عليه قبل وقوع العتداء أو إذا تمثل العتداء‬
‫على الحق المادي للمؤلف‪ ،3‬ففي هذه الحالة يلجأ القاضي إلى حل بديل للتنفيذ العيني وهو التعويض النقدي‬
‫‪4‬‬
‫الذي يهدف إلى جبر الضرر الواقع على حق المؤلف‪.‬‬

‫وهذا التعويض قد يتمثل بطلب المؤلف من المحكمة تسليمه نسخ المصنف المقلدة أو صوره ليتصرف‬
‫بها وبيعها لقتضاء التعويض‪ ،‬فعندما يقوم المعتدي بنشر المصنف المقلد فإن المؤلف يطالب بتسليمه نسخ‬
‫المصنف المقلدة لبيعها‪ ،‬أما إذا تم العتداء باألداء العلني للمصنف وإستغالله ماديا فإن التعويض هنا ينصب‬
‫على المقابل المادي الذي حصل عليه المدعى عليه إضافة إلى حقه في التعويض عن الضرر األدبي الذي‬
‫‪5‬‬
‫لحق به بسبب عرض مصنفه علنا بدون موافقته‪.‬‬

‫‪ -1‬حسونة عبد الغني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.119‬‬


‫‪ - 2‬يوسف احمد النوافلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.171‬‬
‫‪ -3‬يوسف أحمد النوافلة‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.171‬‬
‫‪ -4‬أمجد عبد الفتاح أحمد إحسان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.245‬‬
‫‪ - 5‬يوسف احمد النوافلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.172‬‬
‫‪68‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫وتختلف معايير التعويض من المسؤولية العقدية إلى المسؤولية التقصيرية‪ ،‬ففي األول يكون التعويض‬
‫عن الضرر المباشر والمتوقع أما في المسؤولية التقصيرية فالتعويض يتم فيها عن الضرر المتوقع والغير‬
‫متوقع‪ ،‬والضرر المباشر يشتمل على عنصرين الخسارة التي لحقت الدائن والكسب الذي فاته‪ ،‬واألحكام الراهنة‬
‫لم تعطي لحقوق المؤلف أي خصوصية لتعويض الحقوق وتركتها ألحكام القانون المدني وبالتالي تقدير الضرر‬
‫‪1‬‬
‫األدبي والمادي للمؤلف من صالحية المحكمة التي تتولى النظر في الموضوع‪.‬‬

‫حيث نصت المادة ‪ 2/144‬من األمر رقم ‪ 05-03‬السالف الذكر على أنه‪:‬‬

‫" يتم تقدير التعويضات حسب أحكام القانون المدني مع مراعاة المكاسب الناجمة عن المساس بهذه‬
‫الحقوق‪".‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الحماية الجزائية لحق المؤلف‬

‫قد ال تشكل الحماية الجرائية والمدنية وما تتضمنه من دفع تعويض للمؤلف أو نشر الحكم أو إعادة‬
‫الحال إلى ما كان عليه جبر الضرر الذي لحق بالمؤلف وال تشكل مانعا أمام المعتدي من تكرار هذه العتداءات‬
‫مرة أخرى إذا ما إقتصر األمر على دفع مبلغ معين كتعويض‪ ،‬ومن هنا سعى المشرع الجزائري كغيره من‬
‫تشريعات حق المؤلف ليكمل الحماية القانونية للمصنف فأورد نصوصا تتعلق بالحماية الجزائية للمصنف والتي‬
‫تشكل قوة ردع وزجر للمعتدي خاصة إذا ما علم أنه سوف يقضي مدة معينة في السجن كما شدد العقوبة في‬
‫الحالة العود أو التكرار‪.‬‬

‫وتعتبر الحماية الجزائية مكملة للحماية المدنية ذلك أن تقدير عقوبات ج ازئية على كل من يعتدي على‬
‫حق المؤلف من شأنه أن يكفل حماية فعالة لهذا الحق وذلك لما تشتمل عليه من ردع لكل من تخول إليه نفسه‬
‫العتداء عليه أو إنتهاكه‪ ،‬لذا فإن المشرع الجزائري جرم بعض األفعال وحصرها في جنحة واحدة تحمل وصف‬
‫جنحة التقليد حيث تطرق لها بموجب األمر رقم ‪ 05-03‬المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة المجاورة‬
‫في المواد من ‪ 151‬إلى ‪ 155‬فقام بتحديد أركانها ورتب عقوبات صارمة رادعة‪ ،‬كما تطرق أيضا إلى جرائم‬
‫مشابهة لجنحة التقليد‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس سنتناول في هذا المطلب جنحة تقليد المصنفات في (الفرع األول)‪ ،‬ثم نتطرق إلى‬
‫العقوبات المترتبة عنها في (الفرع الثاني)‪ ،‬أما (الفرع الثالث) سنتناول فيه الجرائم المشابهة لجريمة التقليد‪.‬‬

‫‪ -1‬بن دريس حليمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.73‬‬


‫‪69‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫الفرع األول‪ :‬تجريم تقليد المصنفات‬

‫نص المشرع الجزائري على جريمة تقليد المصنفات في المواد من (‪ 151‬إلى ‪ )155‬من األمر رقم‬
‫‪ 05-03‬المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف جريمة التقليد‪:‬‬

‫نالحظ أن المشرع الجزائري كمعظم قوانين الملكية الفكرية لم يعرف جنحة التقليد وإكتفى بتحديد األفعال‬
‫التي تكون هذه الجريمة‪ ،‬حيث حددها بموجب المواد ‪ 155 - 151‬من األمر رقم ‪ 05-03‬المتعلق بحقوق‬
‫المؤلف والحقوق المجاورة بأنها العتداءات على حق المؤلف والفنان المبتكر‪.‬‬

‫وبالتالي المشرع الجزائري يكيف كل مساس بحقوق المؤلف مهما كان شكله على أنه جنحة تقليد يعاقب‬
‫‪1‬‬
‫عليها القانون‪ ،‬إال أن المتفق عليه أن يتمثل العتداء في أفعال تنتهك الحق بدون إذن‪.‬‬

‫إال أن بعض الفقه قد أورد تعريفا لجريمة التقليد على أنها‪ " :‬كل إعتداء مباشر أو غير مباشر على‬
‫حقوق المؤلف في المصنفات الواجبة الحماية أيا كانت طريقة االعتداء أو صورته" ‪ ،2‬أو هو‪ " :‬كل إعتداء‬
‫‪3‬‬
‫على الملكية األدبية والمالية للمؤلف تقع داخل إقليم الدولة‪".‬‬

‫وحقوق المؤلف التي تكون محال لوقوع جريمة التقليد عليها تشمل النوعين من الحقوق المعترف بها‬
‫للمؤلف بمقتضى القانون‪ ،‬سواء كانت حقوقا أدبية كالحق في نسبة المصنف إليه والحق في إتاحته للجمهور‬
‫ألول مرة والحق في تعديله أو سحبه من التداول‪ ،‬أو كانت حقوقا مالية متمثلة في إستغالل المصنف بأية‬
‫‪4‬‬
‫طريقة كنسخه وأداءه علنا أو غيره من الطرق التي تؤدي إلى العتداء على الحقوق المالية للمؤلف‪.‬‬

‫ثانيا‪ ،‬أركان جريمة التقليد‪:‬‬

‫بالرجوع إلى األمر رقم ‪ 05-03‬المتعلق بحقوق المؤلف نالحظ أنه لم يشر إلى أركان جريمة التقليد‬
‫وإنما ترك ذلك إلى القواعد العامة التي تحكم أركان الجريمة وتتمثل أركان جنحة التقليد فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬بلهواري نسرين‪ ،‬تجريم وإثبات أفعال التقليد في القانون الجزائري‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في الحقوق‪ ،‬قسم القانون‬
‫العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪- 1‬بن يوسف بن خدة‪ ،2013-2012 ،-‬ص ‪.9‬‬
‫‪ -2‬حازم عبد السالم المجالي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.199‬‬
‫‪ -3‬يوسف احمد النوافلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.175‬‬
‫‪ -4‬عبد المجيد كلفالي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪70‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫الركن الشرعي‪L’élément légal:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫وهو الركن القانوني "فال جريمة وال عقوبة أو تدبير أمن بغير قانون" طبقا لما نصت عليه المادة‬
‫األولى من األمر رقم ‪ 156-66‬المتضمن قانون العقوبات الجزائري‪ ،1‬فال يمكن معاقبة شخص إال بوجود‬
‫نص قانوني يقرر تلك العقوبة طبقا لمبدأ "شرعية الجرائم والعقوبات "‪ ،2‬ويتمثل الركن الشرعي لجنحة التقليد‬
‫في المادتين ‪ 151‬فقرة ‪ 1‬و‪ 152 – 2‬من األمر رقم ‪ 05-03‬المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة‬
‫‪3‬‬
‫واللتان تحددان األفعال التي تشكل تقليد والمادة ‪ 153‬التي تحدد العقوبة المقررة لتلك األفعال‬

‫الركن المادي‪L’élément Matériel:‬‬ ‫‪-2‬‬


‫الركن المادي في جريمة التقليد هو فعل العتداء أو التقليد الذي يقوم به المعتدي على مصنف مشمول‬
‫بالحماية‪ ،4‬أو هو الفعل والسلوك الذي تنكشف به الجريمة وتظهر إلى حيز الوجود حيث أنه ال يمكن أن توجد‬
‫جريمة بغير ركنها المادي‪ ،5‬فالمشرع ال يعاقب على مجرد األفكار والنوايا ما لم تظهر إلى الوجود الخارجي‬
‫بفعل أو عمل‪ ،6‬ويتكون الركن المادي من ثالثة عناصر وهي السلوك الجرامي المتمثل في قيام الجاني بأحد‬
‫األفعال الماسة بحقوق المؤلف والواردة على مصنف مبتكر مشمول بالحماية القانونية‪ ،‬النتيجة الغير مشروعة‬
‫التي تتحقق بمجرد النتهاء من أي فعل من األفعال الممنوعة‪ ،‬العالقة السببية بينهما والمتمثلة في الصلة التي‬
‫تربط بين السلوك الجرامي والنتيجة التي حدثت‪ ،7‬ويتحقق السلوك الجرامي بالعتداء على حق من حقوق‬
‫المؤلف المنصوص عليها في القانون سواء تعلق العتداء بحق المؤلف في إستغالل مصنفه أو حقه في تقرير‬
‫النشر أو التعديل أو التحوير‪ ،‬وحتى ينشأ الركن المادي لجريمة التقليد البد من أن يقع إعتداء فعلي على حق‬
‫من حقوق التأليف والتي تقع على مصنفات المؤلفين ومن ثم قيام المعتدي بنشر صور من مصنف محمي أو‬
‫نسخها أو أي طريقة أخرى مشابهة‪ ،‬أو أن يقوم بتعديل محتوى المصنف األصلي أو تغييره‪ ،‬أو يقوم بطباعة‬
‫نسخ زائدة عن ما تم التفاق عليه‪ ،8‬وتقع الجريمة حتى لو لم يحقق المعتدي أرباحا من وراء إعتداءه على هذه‬

‫‪ -1‬األمر رقم‪ 156-66 :‬المؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪1966‬م‪ ،‬المتضمن قانون العقوبات‪ ،‬المعدل والمتمم‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ ،49‬صادر‬
‫بتاريخ ‪ 10‬جوان ‪1966‬م‪ ،‬المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ -2‬بلقاسمي كهينة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪ -3‬بومعزة سمية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.168‬‬
‫‪ -4‬يوسف أحمد النوافلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.176‬‬
‫‪ - 5‬حازم عبد السالم المجالي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.201‬‬
‫‪ -6‬حسونة عبد الغني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪ -7‬بومعزة سمية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.169‬‬
‫‪ -8‬أمجد عبد الفتاح أحمد إحسان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.253‬‬
‫‪71‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫القيمة وال أهمية لفشل المعتدي في التقليد ألن مجرد فعل التقليد يترتب عليه ضياع ثقة الجمهور‪ ،‬ويشترط‬
‫لتوفر هذا الركن الشروط التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬أن يقع العتداء فعلي المباشر أو الغير المباشر على الشيء المحمي عن طريق التقليد‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون الشيء الذي تعرض للتقليد واجب الحماية بموجب القانون‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬أن يكون الحق المعتدي عليه متعلق بملك الغير‪.‬‬

‫كما أن المشرع الجزائري لم يتطلب في القانون المتعلق بحقوق المؤلف ضرورة توفر سوء النية‪ ،‬فإعتبر‬
‫األعمال التي تمس بهذه الحقوق المنصوص عليها في المادتين ‪ 152-151‬من األمر رقم ‪ 05-03‬السالف‬
‫الذكر تمثل جريمة التقليد تستوجب المتابعة الجزائية‪ ،2‬وقد حددت المادتان المذكورتين أعاله مجموعة السلوكات‬
‫المادية التي تشكل الركن المادي لجنحة تقليد المصنفات‪.‬‬

‫حيث تنص المادة ‪ 151‬السالفة الذكر على أنه‪:‬‬

‫"يعد مرتكبا لجنحة التقليد كل من يقوم باألعمال التالية ‪:‬‬


‫‪ -‬الكشف غير المشروع للمصنف أو المساس بسالمة مصنف أو أداء لفنان مؤد أو عازف‪.‬‬
‫‪ -‬إستنساخ مصنف أو تصدير نسخ مقلدة من مصنف أو أداء‪.‬‬
‫‪ -‬بيع نسخ مقلدة لمصنف أو أداء‪.‬‬
‫‪ -‬تأجير أو وضع رهن التداول لنسخ مقلدة لمصنف أو أداء‪".‬‬
‫أما المادة ‪ 152‬فنصت على أنه‪:‬‬
‫" يعد مرتكبا لنحجة التقليد كل من ينتهك الحقوق المحمية بموجب هذا األمر فيبلغ المصنف أو األداء عن‬
‫طريق التمثيل أو األداء العلني‪ ،‬أو البث اإلذاعي السمعي أو السمعي البصري‪ ،‬أو التوزيع بواسطة الكبل أو‬
‫بأية وسيلة نقل أخرى إلشارات تحمل أصواتا أو صو ار أو بأي منظومة معالجة معلوماتية‪".‬‬

‫وبما أن للمؤلف على مصنفه حقان حق أدبي وحق مالي‪ ،‬فيكفي العتداء على حق من هذه الحقوق‬
‫لقيام جريمة التقليد‪.‬‬

‫‪ -1‬بلقاسمي كهينة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.93‬‬


‫‪ -2‬حسونة عبد الغني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.123‬‬
‫‪72‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫الركن المعنوي‪L’élément moral :‬‬

‫وفقا للقواعد العامة في التجريم والعقاب فانه ال يكفي لقيام جريمة التقليد أن يقوم المعتدي بتحقيق الركن‬
‫المادي‪ ،‬وإنما يلزم كذلك توافر القصد الجنائي لديه‪ ،1‬ويقصد بهذا األخير نية إرتكاب الجريمة سواء كانت نية‬
‫متعمدة أو مجرد إهمال جسيم كإعتقاد المعتدي خطأ أن المصنف دخل في الملك العام وإنقضت مدة حمايته‬
‫فهذا العتقاد ال يعفيه من العقاب‪ ،2‬وجريمة التقليد كغيرها من الجرائم العمدية يجب أن يتوافر فيها "القصد‬
‫الجنائي العام" وهو العلم أو الدراك بالتقليد وتوجه الرادة للقيام به‪ ،‬بالرغم أنها من الجرائم المادية التي يكفي‬
‫لتوافرها الركن المادي فقط ‪ ،3‬إال أن هذا القصد الجنائي العام ال يكفي وحده لقيام الركن المعنوي‪ ،‬فيشترط‬
‫كذلك توافر "القصد الجنائي الخاص"‪ 4‬وهو توافر سوء النية لدى الفاعل (نية الضرار)‪.‬‬
‫ويكفي توافر القصد الجنائي الذي يشمل علم البائع بتقليد المنتوج‪ ،‬وسوء النية والهمال مفترض في المقلد‬
‫بمجرد أنه إرتكب الفعل المادي للتقليد‪ ،‬أما حسن النية ال يفترض لدى المقلد وإنما يقع عليه إثبات ذلك وهو‬
‫أمر يعود تقديره لقاضي الموضوع‪ ،‬إال أن ثبوت حسن نية المقلد ال يعني إعفاءه نهائيا من أي إلتزام إتجاه‬
‫‪5‬‬
‫صاحبه وإنما يحكم عليه بالتعويض نتيجة األضرار التي تترتب على عدم إحتياطه‪.‬‬
‫ومن الصعوبات التي تواجه قاضي الموضوع في التحقق من القصد الجنائي حاالت العتداء التي تقع‬
‫على بعض المصنفات (كالمصنفات المشتركة والمصنفات التي تنشر دون إسم أو بإسم مستعار)‪ ،‬ففي‬
‫المصنفات المشتركة كأن يقوم أحد الشركاء بنشر المصنف دون موافقة باقي الشركاء أو دون علمهم‪ ،‬فهنا‬
‫يثور التساؤل حول ما إذا كان مثل هذا العمل يعتبر تقليدا؟‪ ،‬وفي هذا الشأن يرى الدكتور نواف كنعان أنه ال‬
‫يمكن أن نعامل المؤلف الشريك في مؤلف معاملة الغير األجنبي على المصنف‪ ،‬فقيامه بنشر المصنف الذي‬
‫شارك في تأليفه دون موافقتهم على النشر ال يعتبر تقليدا يؤاخذ عليه ولكن مع ذلك تبقى مسؤوليته المدنية‬
‫‪6‬‬
‫قائمة‪.‬‬

‫‪ - 1‬نواف كنعان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.490‬‬


‫‪ - 2‬أمجد عبد الفتاح أحمد إحسان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.256‬‬
‫‪ - 3‬آيت شعالل لياس‪ ،‬حماية حقوق الملكية الصناعية من جريمة التقليد‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬قسم‬
‫الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري – تيزي وزو‪ ، 2016 ،-‬ص ‪.49‬‬
‫‪ - 4‬زواني نادية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪ - 5‬آيت شعالل لياس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪ - 6‬نواف كنعان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.492‬‬
‫‪73‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫الفرع الثاني‪ :‬العقوبات المقررة لجريمة التقليد‬


‫فرق المشرع الجزائري بين العقوبات األصلية والعقوبات التبعية والعقوبات التكميلية‪ ،‬أما العقوبات التبعية‬
‫فال تعنينا بالد ارسة ألنها تخص الج ارئم التي تحمل وصف الجناية وبإعتبار التقليد يحمل وصف الجنحة‪ ،‬ومنه‬
‫فهذا النوع من العقوبات يخرج عن مجالها‪.‬‬
‫وبالتالي هناك نوعان من العقوبات تسلط على من قام بالتقليد وهي‪:‬‬
‫‪ -‬عقوبات أصلية‪.‬‬
‫‪ -‬عقوبات تكميلية‪.‬‬

‫أوال‪ ،‬العقوبات األصلية‪:‬‬

‫وهي‪" :‬تلك العقوبات التي يجوز الحكم بها دون أن تقترن بها أية عقوبة أخرى‪ ،‬وتتمثل أساسا في عقوبتي‬
‫‪1‬‬
‫الحبس والغرامة‪".‬‬

‫وقد قرر المشرع الجزائري العقوبات األصلية بموجب المادة ‪ 153‬من األمر رقم ‪ 05-03‬المتعلق‬
‫بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة وتتمثل في الحبس من ‪ 06‬أشهر إلى ‪ 3‬سنوات‪ ،‬وبغرامة مالية من خمسمائة‬
‫ألف دينار جزائري إلى مليون دينار جزائري سواء كان النشر حصل في الجزائر أو في الخارج‪.‬‬

‫ويتبين لنا من خالل نص هذه المادة أن المشرع الجزائري قد رصد العقوبتين دون تمييز بين أن‬
‫يكون النشر قد تم في الجزائر أو في الخارج وذلك إنطالقا من مبدأ أن كل المصنفات تقبل الحماية سواء‬
‫مصنفات وطنية أو أجنبية طبقا لمبدأ المعاملة بالمثل وسواء كان الناشر جزائري أو أجنبي المهم أن يتم القبض‬
‫‪2‬‬
‫عليه في القليم الجزائري الذي يمنح الختصاص للمحاكم الجزائرية‪.‬‬

‫كما يعاقب بنفس العقوبة كل من يشارك بعمله أو بالوسائل التي يحوزها للمساس بحقوق المؤلف طبقا‬
‫للمادة ‪ 154‬من األمر رقم ‪ 05-03‬السالف الذكر والتي نصت على أنه‪:‬‬

‫" يعد مرتكبا الجنحة المنصوص عليها في المادة ‪ 151‬من هذا األمر ويستوجب العقوبة المقررة في‬
‫المادة ‪ 153‬أعاله‪ ،‬كل من يشارك بعمله أو بالوسائل التي يحوزها للمساس بحقوق المؤلف أو أي مالك‬
‫للحقوق المجاورة‪".‬‬

‫‪ -1‬علوقة نصر الدين‪ ،‬آليات مكافحة التقليد بين قوانين الملكية الفكرية وأحكام القضاء‪ ،‬رسالة لنيل شهادة دكتوراه الطور‬
‫الثالث في الحقوق‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أحمد دراية –أدرار‪ ،2018 - 2017 ،-‬ص ‪.272‬‬
‫‪ -2‬بلقاسمي كهينة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫‪74‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫وقد شدد المشرع الجزائري العقوبة في حالة العود وذلك بموجب المادة ‪ 156‬من نفس األمر فقد يصل‬
‫الحبس إلى ‪ 06‬سنوات وقد تصل الغرامة إلى ‪ 2.000.000‬دج‪ ،‬فالجاني إذا عاد إلى الجريمة بعد إدانته فإنه‬
‫قد أظهر بأن لديه شخصية خطيرة ولهذا تشدد المشرع وقرر إمكانية مضاعفة العقوبة المنصوص عليها في‬
‫المادة ‪ 153‬من هذا األمر لتصبح قادرة على ردعه‪ ،1‬حيث جاء في نص المادة‪:‬‬
‫" تضاعف في حالة العود العقوبة المنصوص عليها في المادة ‪ 153‬من هذا األمر ‪"...‬‬

‫وقد خصص المشرع الجزائري عقوبة واحدة لكل الجرائم المنصوص عليها في األمر رقم ‪ 05-03‬والتي‬
‫أعطاها وصف جنحة التقليد‪ ،2‬كما أنه لم يعاقب على المشرع في جنحة التقليد رغم إمكانية تصوره وهو المنهج‬
‫الذي إتبعته أغلبية تشريعات حق المؤلف‪ ،3‬والقاضي مجبر بالحكم بالعقوبتين معا الحبس والغرامة ذلك أن‬
‫المشرع إستعمل "و" الربط بدال من "أو" االختيارية دون أن يترك المجال لسلطة القاضي التقديرية في إمكانية‬
‫الجمع من عدمه‪ ،‬وبذلك يكون المشرع الجزائري في جانب الصواب ألنه في حال حكم القاضي بإحدى العقوبتين‬
‫فانه سيعرض حكمه للنقض‪ ،4‬غير أنه بإمكان القاضي أن يحكم بالحبس أو الغرامة أو كالهما معا موقوفة‬
‫النفاذ‪ ،‬طبقا لنص المادة ‪ 592‬من قانون العقوبات الجزائري‪:‬‬

‫" يجوز للمجالس القضائية وللمحاكم‪ ،‬في حالة الحكم بالحبس أو الغرامة إذا لم يكن المحكوم عليه‬
‫قد سبق الحكم عليه بالحبس لجناية أو جنحة من جرائم القانون العام‪ ،‬أن تأمر بحكم مسبب باإليقاف الكلي‬
‫أو الجزئي لتنفيذ العقوبة األصلية"‪ ،‬وذلك دون أن يعرض حكمه للنقض‪.‬‬

‫ثانيا‪ ،‬العقوبات التكميلية‪:‬‬

‫أقر المشرع الجزائري مجموعة من العقوبات التكميلية بموجب نص المادة ‪ 09‬من قانون العقوبات‬
‫الجزائري وهي عقوبات مكملة للعقوبات األصلية‪ ،‬إال أن الحكم بها إختياري إذا قدر القاضي عدم كفاية العقوبة‬
‫األصلية التي أقرها المشرع كجزاء على إقتراف الجريمة‪ ،‬وقد حدد المشرع في المواد ‪158 – 157 – 156‬‬
‫‪ 159 -‬من األمر رقم ‪ 05-03‬أنواع العقوبات التكميلية والتي تتمثل في الغلق والمصادرة ونشر ملخص‬
‫‪5‬‬
‫الصادر في الدعوى المقامة ضد المعتدي إضافة إلى تسليم العتاد أو النسخ المقلدة‪.‬‬

‫‪ -1‬نايت أعمر علي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ -‬ص ‪.83 - 82‬‬


‫‪-2‬بلقاسمي كهينة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫‪ -3‬بومعزة سمية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.178‬‬
‫‪ -4‬عبد الرحمان خلفي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.205‬‬
‫‪ -5‬بومعزة سمية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.178‬‬
‫‪75‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫‪ -1‬غلق المؤسسة‪:‬‬

‫نص المشرع الجزائري في المادة ‪ 2/156‬من األمر رقم ‪ 05-03‬السالف الذكر على غلق المؤسسة‬
‫كعقوبة تكميلية حيث جاء فيها‪:‬‬

‫"‪ ...‬كما يمكن الجهة القضائية المختصة أن تقرر الغلق المؤقت مدة ال تتعدى ستة (‪ )6‬أشهر‬
‫للمؤسسة التي يستغلها المقلد أو شريكه أو أن تقرر الغلق النهائي عند اإلقتضاء‪".‬‬

‫ونالحظ من نص هذه المادة أن المشرع قد خول للمحكمة إمكانية الحكم بغلق المؤسسة التي يستغلها‬
‫المقلدون سواء كانت مملوكة لهم أم مستأجرة‪ ،1‬ويتم الغلق إما بصفة مؤقتة لمدة ال تتعدى ‪ 6‬أشهر حسب‬
‫جسامة الفعل وجسامة الضرر‪ ،‬كما يمكن أن يتم الغلق بصفة أبدية أي الغلق النهائي وذلك إذا كان الفعل‬
‫خطي ار والضرر عظيم الجسامة‪ ،‬وعقوبة غلق المؤسسة هي عقوبة إختيارية وليست إجبارية وال يمكن للطرف‬
‫‪2‬‬
‫المدني أن يطلبها‪ ،‬بل لوكيل الجمهورية تقديم هذا الطلب والقاضي غير مجبر بإجابته‪.‬‬

‫‪ -2‬المصادرة‪:‬‬

‫ويقصد بالمصادرة بتجريد الشخص من ملكية مال أو من حيازة شيء معين له صلة بجريمة وقعت أو‬
‫يخشى وقوعها‪ ،‬ثم إضافتها إلى مال الدولة بال مقابل بناء على حكم من القضاء الجنائي‪ ،‬وحسب نص المادة‬
‫‪ 15‬من قانون العقوبات الجزائري هي‪ " :‬األيلولة النهائية إلى الدولة لمال أو مجموعة أموال معينة"‪.3‬‬

‫وقد تضمن قانون حق المؤلف والحقوق المجاورة المصادرة كعقوبة تكميلية حيث يتم توقيعها على جميع‬
‫أنواع الجرائم الواقعة على حق المؤلف‪ ،‬وذلك من طرف المحكمة المختصة وللقاضي حرية الختيار للنطق بها‬
‫‪4‬‬
‫أو عدمه وقد تكون بناء على طلب الطرف المضرور أو النيابة العامة‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى نص المادة ‪ 157‬من األمر رقم ‪ 05-03‬السابق ذكره نالحظ أن المصادرة تقع على‪:‬‬

‫‪ -‬المبالغ التي تساوي مبلغ اليرادات أو أقساط اليرادات الناتجة عن الستغالل الغير الشرعي للمصنف‬
‫المحمي‪.‬‬
‫‪ -‬كل عتاد أنشىء خصيصا لمباشرة النشاط غير المشروع وكل النسخ المقلدة‪.‬‬

‫‪ -1‬بومعزة سمية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.178‬‬


‫‪ -2‬بلقاسمي كهينة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.96‬‬
‫‪ -3‬عبد الرحمان خلفي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.207‬‬
‫‪ -4‬بوراوي أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص – ص ‪.301 – 300‬‬
‫‪76‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫‪ -3‬نشر حكم اإلدانة‪:‬‬

‫يعد نشر حكم الدانة عقوبة ذات طابع معنوي تعمل على رد العتبار للطرف المدني‪ ،‬خاصة إذا‬
‫‪1‬‬
‫تعلق األمر بانتهاك الحقوق األدبية‪.‬‬

‫حيث تنص المادة ‪ 158‬من األمر رقم ‪ 05-03‬السالف الذكر على أنه‪:‬‬

‫" يمكن للجهة القضائية المختصة بطلب من الطرف المدني‪ ،‬أن تأمر نشر األحكام اإلدانة كاملة أو‬
‫مجزأة في الصحف التي تعينها‪ ،‬وتعليق هذه األحكام في األماكن التي تحددها‪ ،‬ومن ضمن ذلك على باب‬
‫مسكن المحكوم عليه‪ ،‬وكل مؤسسة أو قاعة حفالت يملكها على أن يكون ذلك على نفقة هذا األخير شريط‬
‫أن ال تتعدى هذه المصاريف الغرامة المحكوم بها‪".‬‬

‫وما تضمنته هذه المادة يتعلق بنشر الحكم وتعليقه والتعليق غير النشر‪ ،‬فيقصد به الوضع في األماكن‬
‫الخاصة للمحكوم عليه كباب مسكنه أو المؤسسة أو قاعة الحفالت التي يملكها‪ ،‬أي في األماكن التي يفترض‬
‫أنه دائم النشاط والحركة فيها‪ ،‬والغرض من ذلك إلحاق األذى النفسي والمالي بالمحكوم عليه والتشهير به على‬
‫‪2‬‬
‫حسب سمعته وهي من العقوبات الماسة بالشرف‪.‬‬

‫‪ -4‬تسليم العتاد أو النسخ المقلدة‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 159‬من األمر ‪ 05-03‬المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة على أنه‪:‬‬

‫" تأمر الجهة القضائية المختصة في جميع الحاالت المنصوص عليها في المادتين ‪ 151‬و ‪152‬‬
‫من هذا األمر‪ ،‬بتسليم العتاد أو النسخ المقلدة أو قيمة ذلك كله وكذلك اإليرادات أو أقساط اإليرادات موضوع‬
‫المصادرة للمؤلف أو ألي مالك حقوق أخر أو ذوي حقوقهما لتكون عند الحاجة بمثابة تعويض عن الضرر‬
‫الالحق بهم‪".‬‬

‫فالقاضي يأمر وفي جميع الحاالت تسليم األموال والعتاد المصادر إلى الطرف المدني وفي هذه الحالة‬
‫‪3‬‬
‫يكون لها يكون لها طابع التعويضات بدل من العقوبة‪.‬‬

‫‪ -1‬نايت أعمر علي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.83‬‬


‫‪ -2‬بلقاسمي كهينة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.96‬‬
‫‪ -3‬نايت أعمر علي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫‪77‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫إال أن تسليم العتاد والنسخ المقلدة إلى الطرف المضرور ال يكون هدفه دائما تعويضا مدنيا بقدر ماهو‬
‫‪1‬‬
‫تفادي خطر إمكانية إستعمال األدوات مستقبال في إرتكاب أعمال التعدي‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الجرائم المشابهة لجريمة التقليد‬

‫بالرجوع إلى المادة ‪ 151‬فقرة ‪ 04/ 03‬من األمر رقم ‪ 05-03‬السالف الذكر نالحظ أن المشرع‬
‫الجزائري حدد الجرائم الملحقة بجريمة التقليد حيث غستعمل عبارة " يعد مرتكبا لجريمة التقليد ‪ "...‬كل من قام‬
‫بإحدى الجرائم التالية والمتمثلة في‪:‬‬

‫‪ -‬التعامل في مصنفات مقلدة بالستيراد أو التصدير أو البيع أو التأجير أو التداول بالضافة إلى جريمة‬
‫الرفض العمدي لدفع المكافأة المستحقة للمؤلف‪.‬‬

‫ولقيام الجريمتين البد من توافر إلى جانب الركن الشرعي المتمثل في النص القانوني المجرم للفعل وهما‬
‫المادتين ‪ 151‬فقرة ‪ 3‬و‪ 4‬و ‪ 155‬من األمر رقم ‪ ،05-03‬والركن المعنوي وهو نفسه المشترط في جنحة‬
‫التقليد أي القصد العام‪ ،‬أما الركن المادي والذي يتمثل في السلوك المجرم فيأخذ صورتين‪:‬‬

‫أوال‪ ،‬جريمة التعامل في مصنفات مقلدة‪:‬‬

‫‪ -1‬إستيراد أو تصدير المصنفات المقلدة‪:‬‬


‫نص المشرع الجزائري في المادة ‪ 3/151‬من األمر ‪ 05/03‬السالف الذكر على أنه‪:‬‬
‫" يعد مرتكبا لجنحة التقليد كل من إستورد أو صدر نسخا مقلدة من مصنف أو أداء"‬

‫السـتيراد هو جلب شيء مقلد من الخارج من أجل التجار به‪ ،‬ويشترط في ذلك علم المستورد بتقلـيد‬
‫الشـيء‪ ،‬كمـا يشـترط أن جلـبه من الخارج يكون ألجل البيع وليس ألجل الستعمال الشخصي‪ ،‬أما التصدير‬
‫فهو نقل شيء مقلد إلى الخارج قصد بيعه والتجار به‪.‬‬

‫والركن المادي في هذه الجريمة يشمل كل المصنفات األدبية والفنية سواء كانت مكتوبة أو رقمية‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وفعل الدخال والخراج يتحقق بأي سلوك يكون من شأنه عبور المصنفات عبر الحدود السياسية لقليم الدولة‪.‬‬

‫‪ - 1‬بوراوي أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.301‬‬


‫‪ - 2‬محي الدين عكاشة ‪ ،‬حقوق المؤلف على ضوء القانون الجزائري الجديد‪ ،‬المرجع سابق‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫‪78‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫حيث يـتحقق السـتيراد أو التصدير الغير قانوني بتصريح مزور عندما تمر البضاعة بمكتب جمركـي‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫ويـتم التصـريح بها ألعوان الجمارك بواسطة تصريح ال ينطبق على البضائع المقدمة‪.‬‬

‫وتطبيقا لمبدأ القليمية إعتبر المشرع الجزائري الجريمة قائمة حتى لو أن الشخص الذي قام بإدخال‬
‫المصنف المقلد من الخارج أو إخراجه من الجزائر شخص أجنبي فإنه يعاقب بنفس عقوبة المواطن الجزائري‬
‫ذلك أن الجريمة قد إرتكبت بالجزائر إذا فهي تخضع للقانون الجزائري‪.‬‬

‫‪ -2‬بيع مصنفات مقلدة‪:‬‬

‫نص المشرع الجزائري في المادة ‪ 4/151‬من األمر ‪ 05/03‬السالف الذكر على أنه ‪:‬‬

‫" يعد مرتكبا لجنحة التقليد كل من قام ببيع نسخ مقلدة لمصنف أو أداء‪".‬‬

‫ونالحظ أن المشرع الجزائري على خالف الكثير من التشريعات قد إكتفى بإستعمال مصطلح البيع ذلك أنه‬
‫‪2‬‬
‫إعتبر العرض للبيع يأخذ حكم البيع‪.‬‬

‫وهذه الجريمة ترد على المصنف المقلد ويكون المصنف مقلدا إذا كان مشابها للمصنف األصلي‬
‫المحمي من طرف القانون‪ ،‬ويظهر الركن المادي لهذه الجريمة في حالة التعامل في المصنفات المقلدة بالبيع‬
‫أي نقل حق إستغالل المصنف للغير مقابل ثمن معين‪ ،3‬وال يشترط إذا كان البائع هو من قام بعملية نسخ‬
‫المصنف أو غيره‪ ،‬وسواء كان قد حقق أرباحا من هذا البيع أم ال أو تم البيع بسعر أقل من السعر الحقيقي‪،‬‬
‫وال أهمـية أن يكـون البيع حصل مرة واحدة‪ ،‬أو جاء على وجه التكرار أو العتياد ذلك أن تكرار البيع يكون‬
‫‪4‬‬
‫جريمة واحدة من نوع الجريمة المستمرة‪.‬‬

‫وتشترط هذه الجريمة عدم موافقة المؤلف لكتمال الركن المادي باعتبار أن التقليد تم دون إذن المؤلف‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫والجريمة قد تقوم بمجرد البيع دون إذن من هذا األخير‪.‬‬

‫‪ - 1‬زواني نادية ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬


‫‪ - 2‬لعلوي محمد ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫‪ - 3‬بومعزة سمية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.175‬‬
‫‪ - 4‬زواني نادية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪ - 5‬عبد الرحمان خلفي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪79‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫‪ - 3‬تأجير أو وضع رهن التداول لنسخ مقلدة‪:‬‬

‫نص المشرع الجزائري في المادة‪ 3/151‬من األمر رقم ‪ 05-03‬السالف الذكر على أنه‪:‬‬

‫" يعد مرتكبا لجنحة التقليد كل من قام بتأجير أو وضع رهن التداول لنسخ مقلدة لمصنف أو أداء‪".‬‬
‫وقد إعتبره تقليد للمصنف‪.‬‬

‫ويقصد بعملية التأجير تمكين المستأجر من النتفاع بالعمل المقلد مدة معينة‪, ،‬ويكفي لتوافر الجريمة‬
‫القيام بعملية تأجير واحدة‪ ،‬أما التداول فيعني وضع المصنف التقليدي أو الرقمي بين يدي الغير لستعماله‬
‫‪1‬‬
‫بمقابل أو بغير مقابل‪ ،‬أو النتفاع به سواء مدة محددة أو غير محددة‪.‬‬

‫ثانيا‪ ،‬الرفض العمدي لدفع المكافأة المستحقة للمؤلف‪:‬‬

‫عادة ما يتعامل المؤلف أو مالك الحقوق في مصنف يملكه سواء بالبيع أو اليجار أو بيع جزء منه‬
‫فقط‪ ،‬المهم أنه يستعمل حقه في إستغالل مصنفه ماديا‪ ،‬وفي مقابل ذلك يلتزم المستفيد من ذلك بدفع مقابل‬
‫الستغالل‪ ،‬فإذا رفض المستفيد عمدا دفع المكافأة المستحقة لصاحب المصنف يعتبر قد إرتكب جنحة التقليد‬
‫وفقا لنص المادة ‪ 155‬من األمر رقم ‪ 05-03‬المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة حيث جاء فيها‪:‬‬

‫" يعد مرتكبا لجنحة التقليد ويستوجب نفس العقوبة المقررة في المادة ‪ 153‬أعاله‪ ،‬كل من يرفض‬
‫عمدا دفع المكافأة المستحقة للمؤلف أو ألي مالك حقوق مجاورة أخر خرقا للحقوق المعترف بها بموجب‬
‫الحقوق المنصوص عليها في هذا األمر‪" .‬‬

‫وتعتبر هذه الجرائم من الجرائم العمدية وبالتالي يجب توافر القصد الجنائي العام فيها والذي هو العلم‬
‫بوجود إعتداء ومع ذلك تتوجه إرادة الفاعل للقيام بهذا الفعل المجرم‪ ،‬إال إذا كان من يستورد المصنفات ال يعلم‬
‫بوجود التقليد فهنا ال يعتبر مرتكب لجريمة إستيراد مصنفات مقلدة ويشترط أن يكون عدم العلم خفي بحيث ال‬
‫يمكن معرفته‪ ،‬أما إذا كان التقليد ظاهر فيعاقب الفاعل وتبقى السلطة التقديرية لقاضي الموضوع‪.‬‬
‫وهذه الصورة من جرائم التقليد قد إنفرد بها المشرع الجزائري عن باقي التشريعات‪ ،‬مع أنها ال تشكل جريمة‬
‫بقدر ما لها طابع مدني‪ ،‬وكذلك تبقى غامضة من حيث التعويض عن الضرر رغم الفائدة العملية التي يمكن‬
‫أن ينتج عنها‪ ،‬والغريب أن المشرع أخضعها لنفس عقوبة التقليد بالرغم من أنها ال تشكل إعتداءا يهدد حق‬
‫‪2‬‬
‫المؤلف بصفة مباشرة‪.‬‬

‫‪ - 1‬بومعزة سمية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.176‬‬


‫‪ - 2‬بومعزة سمية‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.176‬‬
‫‪80‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫المبحث ال ّثاني‪ :‬الحماية اإلدارية لحق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫أقر المشرع الجزائري الكثير من األحكام الجرائية لتأمين الحماية القانونية الالزمة لحقوق المؤلف‪،‬‬
‫وتعتبر من أهم الجراءات تلك الجراءات والعمليات الدارية التي تتم على مستوى المؤسسات والمراكز الدارية‬
‫المتخصصة التي أنشأت خصيصا لتوفير الحماية القبلية لحقوق المؤلف‪ ،‬وذلك بهدف إثبات األعمال البداعية‬
‫والمبتكرة على مستواها‪ ،1‬ذلك إلى جانب هيئات أخرى غير متخصصة مهمتها مكافحة الجرام بصفة عامة بما‬
‫فيها تلك التي تمس بحقوق المؤلفين‪.‬‬

‫وفيما يلي نتطرق لهذه الجراءات من خالل التطرق للهيئات الدارية المتخصصة في (المطلب األول)‪،‬‬
‫والهيئات الدارية غير المتخصصة في (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المتخصصة‬
‫ّ‬ ‫المطلب األول‪ :‬الهيئات اإلدارية‬

‫ويقصد بها الهيئات التي يكون الهدف األساسي من إنشائها هو السهر على حماية حقوق المؤلف من‬
‫أي إعتداءات قد تقع على حقوقه المادية أو المعنوية‪ ،‬وتلعب هذه الهيئات دور هام في منع العتداء على هذه‬
‫الحقوق قبل وقوعه أو إيقافه للحد من الضرر الذي قد يصيب المؤلف‪ ،2‬وعلى رأس هذه الهيئات الديوان الوطني‬
‫لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪ ،‬وهو ديوان أنشأ خصيصا لهذا الغرض‪ ،‬أي لحماية حقوق المؤلفين والمبدعين‬
‫والدفاع عنها‪.‬‬
‫وللتعرف على هذا الديوان الوطني سنتناول طبيعته وتنظيمه (الفرع األول)‪ ،‬ثم نتناول إختصاصاته‬
‫(الفرع الثاني)‪ ،‬أما دوره فسنتطرق إليه (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬طبيعة الديوان الوطني لحقوق المؤلف وبيان تنظيمه‬

‫أوال‪ ،‬طبيعة الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪:‬‬

‫إن تنوع وسائل إستغالل المصنفات الفكرية ونشرها في عدة داخل الوطن وخارجه يجعل كل تصرف‬
‫فردي في ممارسة الحقوق الناجمة عنها أقل فعالية وال يضمن للمؤلف الحصول على حقوقه المشروعة‪،‬‬
‫ولضمان الحترام الفعلي لهذه الحقوق‪ 3‬وتطبيقا للمادتين ‪ 131‬و ‪ 132‬من القانون رقم ‪ 05-03‬المتعلق‬

‫‪ - 1‬حسونة عبد الغني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.75‬‬


‫‪ - 2‬بومعزة سمية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.137‬‬
‫‪ - 3‬عبد الغني حسونة‪" ،‬اآلليات اإلدارية المتخصصة بحماية الحقوق الفكرية في الجزائر"‪ ،‬مجلة المنتدى القانوني‪ ،‬العدد‬
‫السابع‪ ،‬د‪.‬س‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪81‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة أنشأت هيئة وطنية متخصصة تتولى حماية حقوق المؤلفين والدفاع عنها‬
‫هي الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 356-05‬المؤرخ في‬
‫‪ 21‬سبتمبر ‪ 2005‬والمتضمن القانون األساسي للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة وتنظيمه‬
‫وسيره المعدل والمتمم بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 356-11‬المؤرخ في ‪ 17‬أكتوبر ‪.2011‬‬

‫وطبقا للمواد ‪ 4 – 3 - 2‬من القانون األساسي للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجارة فيعد‬
‫الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري‪ ،‬تتمتع‬
‫بالشخصية المعنوية والستقالل المالي‪ ،‬وتخضع للقواعد المطبقة على الدارة في عالقاتها مع الدولة‪ ،‬كما تعد‬
‫تاج ار في عالقاتها مع الغير‪ ،‬وتعمل تحت وصاية و ازرة الثقافة‪ ،‬ويكون مقرها بمدينة الجزائر‪ ،‬بالضافة إلى‬
‫عدة فروع أخرى متواجدة في ربوع التراب الوطني (وهران ‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬سطيف ‪ ،‬سعيدة ‪ ،‬باتنة‪ ،)...‬وذلك‬
‫‪1‬‬
‫لتقريب خدمات الديوان من المواطنين‪ ،‬وضمان حماية فعالة وناجعة وقليلة التكاليف لحقوقهم‪.‬‬

‫ثانيا‪ ،‬تنظيم الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪:‬‬

‫‪-1‬التنظيم اإلداري‪:‬‬

‫بما أن مهمة الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة هي تسيير وحماية حقوق المؤلفين‬
‫والدفاع عنها فإن القيام بهذه المهام الممنوحة له تتطلب أن يكون هذا الجهاز منظم تنظيما إداريا وهو التنظيم‬
‫الذي نجده ضمن نص المادة ‪ 08‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 356-05‬التى تنص على أنه‪:‬‬

‫" يدير الديوان مجلس إدارة ويسيره مدير عام‪".‬‬

‫وعلى هذا األساس يتألف الجهاز الداري للديوان الوطني من‪:‬‬

‫‪ -‬المدير العام‪.‬‬
‫‪ -‬مجلس الدارة‪.‬‬
‫‪ -‬المراقب المالي‪.‬‬

‫‪ - 1‬حسونة عبد الغني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.83‬‬


‫‪82‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫‪ 1-1‬المدير العام ‪: Le Directeur Général‬‬

‫بالرجوع إلى نص المادة ‪ 18‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 356 -05‬المتضمن القانون األساسي للديوان‬
‫الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة فإن المدير العام للديوان يعين بمرسوم بناءا على إقتراح من الوزير‬
‫المكلف بالثقافة وتنتهي مهامه باألشكال نفسها‪ ،‬وقد إشترط المشرع الجزائري أن ال يكون المدير العام للديوان‬
‫ناش ار أو مؤلفا أو صاحب حقوق مجاورة كشرط من شروط تعيينه‪.‬‬

‫وتتمثل مهامه طبقا لنص المادتين ‪ 20-19‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 356-05‬في‪:‬‬

‫‪ -‬يعد التنظيم الداخلي للديوان‪.‬‬


‫‪ -‬يقوم بتحضير البيانات التقديرية لإليرادات والمصروفات ويضمن تنفيذها‪.‬‬
‫‪ -‬يبرم جميع الصفقات و التفاقات المتعلقة بتأدية مهمة الديوان في إطار القوانين المعمول بها‪.‬‬
‫‪ -‬يمثل الديوان أمام القضاء‪.‬‬
‫‪ -‬يحضر إجتماعات مجلس الدارة ويسهر على تنفيذ مداوالته التنظيمية‪.‬‬
‫‪ -‬يعد التقرير السنوي عن نشاط الديوان وتنفيذ ميزانيته ويرسله إلى الوزير المكلف بالثقافة بعد موافقة مجلس‬
‫الدارة عليه‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن أن يفوض الصالحيات الضرورية وكذا سلطة المضاء إلى مساعديه‪.‬‬

‫‪ 2-1‬مجلس اإلدارة‪Conseil d’Administration :‬‬

‫يرأس مجلس إدارة الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة ممثل الوزير المكلف بالثقافة‬
‫ويتشكل طبقا للمادة ‪ 9‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 356-05‬سالف الذكر من‪:‬‬
‫‪ -‬ممثل وزير الداخلية‪.‬‬
‫‪ -‬ممثل الوزير المكلف بالمالية‪.‬‬
‫‪ -‬ممثل الوزير المكلف بالتجارة‪.‬‬
‫‪ -‬ممثل وزير الشؤون الخارجية‪.‬‬
‫‪ -‬مؤلفين (‪ )2‬و‪ /‬أو ملحنين (‪.)2‬‬
‫‪ -‬مؤلفين (‪ )2‬لمصنفات أدبية‪.‬‬
‫‪ -‬مؤلفين (‪ )2‬لمصنفات سمعية بصرية‪.‬‬
‫‪ -‬مؤلف لمصنفات الفنون التشكيلية‪.‬‬
‫‪ -‬مؤلف لمصنفات درامية‪.‬‬
‫‪ -‬فناني (‪ )2‬أداء‪.‬‬
‫‪83‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫يحضر المدير العام للديوان إجتماعات مجلس الدارة بصفة إستشارية‪.‬‬

‫وحسب المادتين ‪ 11 - 10‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 356-05‬السابق ذكره فان أعضاء مجلس‬
‫الدارة يعينون بقرار من الوزير المكلف بالثقافة بناء على إقتراح من السلطات التي ينتمون إليها لمدة ‪ 3‬سنوات‬
‫قابلة للتجديد مرة واحدة‪.‬‬

‫ويقوم بالمهام األساسية التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬يستمع مجلس الدارة إلى تقارير المدير العام ويبدي رأيه في البرنامج العام لنشاطات الديوان‪.‬‬
‫‪ -‬يتولى التنظيم الداخلي والقوانين األساسية للموظفين والقروض‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬يتداول في برنامج أعمال الديوان السنوية وكذا ميزانيته التقديرية‪.‬‬

‫ويجتمع مجلس الدارة في دورة عادية ‪ 03‬مرات في السنة بإستدعاء من رئيسه الذي يعد جدول األعمال‬
‫كما يمكن أن يجتمع في دورات غير عادية بناء على طلب رئيسه أو ثلثي أعضاءه‪ ،‬وال تصح مداوالته إال‬
‫بحضور ثلثي أعضائه على األقل وإذا لم يكتمل النصاب في الجتماع األول يعقد إجتماع ثان في األيام الثمانية‬
‫الموالية حينئذ تصح مداوالته مهما بلغ عدد األعضاء الحاضرين‪ ،‬وتتخذ ق ارراته باألغلبية البسيطة لألعضاء‬
‫الحاضرين وفي حالة تساوي عدد األصوات يرجح صوت الرئيس وذلك طبقا لنص المادتين ‪ 12‬و ‪ 14‬من‬
‫المرسوم ‪ 356-05‬السالف الذكر‪.‬‬

‫ويالحظ أن المشرع لم ينص على ضرورة توفر األغلبية خاصة في حالة نظر المجلس في مسائل‬
‫خاصة قد تعرض عليه‪ ،‬وعليه فقد ساوى بين جميع المواضيع التي تدخل في إختصاصه من حيث أهميتها‪.‬‬

‫‪-2‬التنظيم المالي‪:‬‬

‫طبقا للمادة ‪ 23‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 356-05‬سابق الذكر فإنه‪:‬‬

‫" يتولى مراقبة الحسابات محافظ حسابات أو عدة محافظين يعينهم مجلس إدارة الديوان‪.‬‬

‫تقرير سنويا عن حسابات الديوان‪ ،‬يرسل إلى الوزير الوصي إلى‬


‫ا‬ ‫يعد محافظ أو محافظ و الحسابات‬
‫مجلس إدارة الديوان‪".‬‬

‫‪ - 1‬سعد لقليب‪" ،‬الحماية اإلدارية لحقوق الملكية الفكرية في التشريع الجزائري"‪ ،‬مجلة العلوم القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد ‪،10‬‬
‫العدد ‪ ،02‬د‪.‬س‪ ،‬جامعة باتنة ‪ ،1‬الجزائر‪ ،‬سبتمبر ‪ ،2019‬ص ‪.750‬‬
‫‪84‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫وتتكون ميزانية الديوان الديوان وفقا للمادة ‪ 21‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 356-05‬من جميع اليرادات‬
‫التي يحققها الديوان في إطار ممارسة صالحياته‪ ،‬وتشمل أتاوى حقوق المؤلفين واألتاوى المقبوضة مقابل‬
‫إستعمال مصنفات التراث الثقافي التقليدي الجزائري والمصنفات الواقعة في الملك العام‪ ،‬بالضافة إلى حقوق‬
‫تسجيل المصنفات المحمية واألتاوى المتأتية من النسخة الخاصة لتسجيل المصنفات في المنازل إلى جانب‬
‫مبالغ التعويضات المدنية والصفقات التي يقبضها الديوان‪ ،‬كما تشمل العائدات المالية الناتجة عن إيداع األموال‬
‫لدى الهيئات المصرفية وكذا التحصيالت المتأتية من المؤسسات المماثلة األجنبية الناتجة عن إستغالل‬
‫مصنفات المؤلفين‪ ،‬بالضافة إلى العانات المالية المرتبطة بتبعات الخدمة العمومية والهبات والوصايا وكذا‬
‫القروض المكتتبة لصالح الديوان‪.‬‬

‫إن قيام المشرع بالتوسيع من دائرة مصادر اليرادات من شأنه أن يعزز من قدرة الديوان على على‬
‫تحقيق المهام الموكلة إليه بفعالية أكبر نظ ار لما لإلمكانيات المالية من تحقيق األهداف‪ ،‬وتتمثل أوجه النفقات‬
‫‪1‬‬
‫في مصاريف التسيير والتجهيز وكذا المبالغ المستحقة للمؤلفين‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إختصاصات الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة‬

‫تتمثل إختصاصات الديوان طبقا للمادتين ‪ 6 - 5‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 356-05‬في‪:‬‬

‫‪ -‬السهر على حماية المصالح المعنوية والمادية للمؤلفين أو ذوي حقوقهم والدفاع عنها‪.‬‬

‫‪ -‬يضمن حماية مصنفات التراث الثقافي التقليدي والمصنفات الوطنية الواقعة ضمن الملك العام من الستيالء‬
‫غير المشروع عليها‪.‬‬

‫‪ -‬تلقي التصريحات بالمصنفات األدبية أو الفنية التي تسمح بإستحقاق حقوق المؤلفين المعنوية والمادية في‬
‫نطاق الستغالل العمومي لمصنفاتهم سواء في الجزائر أو خارجها‪.‬‬
‫‪ -‬حماية حقوق المؤلفين المتعلقة بالمصنفات المستغلة عبر التراب الوطني من خالل إبرام إتفاقيات التمثيل‬
‫المتبادل مع الشركاء األجانب المماثلين‪.‬‬
‫‪ -‬ضبط سلم تسعيرات أتاوى الحقوق وتكييفه بإستمرار بالنسبة لمختلف أشكال الستغالل المصنفات‪.‬‬
‫‪ -‬تسليم الرخص القانونية والعمل بنظام الرخص الجبارية المرتبطة بمختلف أشكال إستغالل المصنفات عبر‬
‫التراب الوطني‪.‬‬
‫‪ -‬قبض األتاوى المستحقة مقابل الستغالل القتصادي للمصنفات‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبد الغني حسونة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.127‬‬


‫‪85‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫‪ -‬تكوين البطاقيات التي تحدد نظام المصنفات لمختلف المؤلفين وذوي حقوقهم‪.‬‬

‫‪ -‬توزيع دوري على ذوي الحقوق ما يقبضه من أتاوى بعد خصم مصاريف التسيير‪ ،‬مرة في السنة على‬
‫األقل‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بأعمال تهدف إلى التعريف بالمصنفات المرتبطة بالتراث الثقافي بأنواعه وترقيتها‪ ،‬وكذا المصنفات‬
‫الواقعة ضمن الملك العام‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع البداع في مجال المصنفات األدبية والفنية‪.‬‬
‫‪ -‬ترقية العمل الجتماعي لصالح مبدعي المصنفات األدبية والفنية‪.‬‬
‫‪ -‬البحث عن الحلول المالئمة للمشاكل الخاصة بنشاط وإبداع المؤلفين للمصنفات عن طريق المشاركة‬
‫بالتصال مع السلطات المختصة‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بأي أعمال شرعية أخرى من أجل تحقيق مهمته في مجال حماية الحقوق الشرعية للمؤلفين‪.‬‬
‫‪ -‬النضمام إلى المنظمات الدولية المماثلة النشاط والمشاركة في أشغالها المتخصصة في حقوق المؤلف‪.‬‬
‫‪ -‬التكفل بتبعات الخدمة العمومية الناجمة عن المهام المسندة إليه في ميدان حماية مصنفات التراث الثقافي‬
‫التقليدي وتسيير مصنفات المؤلفين الوطنيين الواقعة ضمن الملك العام‪.‬‬
‫‪ -‬ترقية النشاطات الثقافية وحماية حقوق المؤلفين غير المنضمين إلى الديوان‪.‬‬
‫كما يتولى الديوان مهمة إدارة جميع حقوق الملكية األدبية والفنية بموجب األمر رقم ‪ 05-03‬المتعلق بحقوق‬
‫المؤلف والحقوق المجاورة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬دور الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة في الحد من ظاهرة‬
‫التقليد‪:‬‬

‫سجل الديوان الوطني لحقوق المؤلف نسبة كبيرة من العمليات الغير مشروعة‪ ،‬فحسب إحصائيات سنة‬
‫‪2015‬م تم حجز حوالي ‪ 828416‬منتوج فني وأدبي مقرصن على المستوى الوطني‪ ،‬ويتعلق األمر أساسا‬
‫‪1‬‬
‫باألشرطة السمعية والسمعية البصرية‪.‬‬

‫نظ ار ألن أغلب برامج الحاسوب هي برامج مقلدة أو مقرصنة وال يمكن إحصاؤها وتكون مستعملة من‬
‫طرف القطاع العام والخواص فقد أصبح إنتشار التقليد والقرصنة في الجزائر في تفاقم مستمر وبات يشكل‬
‫تهديدا على األمن القتصادي الوطني‪ ،‬مما يؤثر سلبا على مخططات التنمية الهادفة إلى النتقال نحو الرقمنة‬
‫والتكنولوجيا الحديثة وحتى تحظى المصنفات بأنواعها وبرامج الحاسوب بالحماية القانونية الفعالة على مستوى‬

‫‪ -1‬زواني نادية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.120‬‬


‫‪86‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫الديوان الوطني لحقوق المؤلف فالبد على كل صاحب حق ملكية أدبية أو فنية إتباع الجراءات الشكلية‬
‫‪1‬‬
‫المطلوبة قانونا إضافة إلى تدخل األعوان المحلفين التابعين للديوان في مكافحة التقليد‪.‬‬

‫ونالحظ من خالل األمر رقم ‪ 05-03‬المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة قد منح إمتيا از‬
‫لألعوان المحلفين التابعين للديوان فيما يتعلق بمحاربة التقليد والقرصنة في مجال حقوق المؤلف عن طريق‬
‫المعاينة والفحص‪ ،‬طبقا للمادتين ‪ 146 – 145‬منه‪ ،‬وهذه من الصالحيات الستثنائية على الرغم من تواجدها‬
‫في عدة قطاعات الجمارك والضرائب‪...‬‬

‫وبمنح األمر هذا المتياز يكون قد ساهم في تسهيل عملية التقليد والقرصنة‪ ،‬وذلك بالتدخل السريع‬
‫‪2‬‬
‫والمباشر لموظفين مؤهلين تابعين لقطاعه‪ ،‬مما يساهم في ضمان حماية أكبر للمنتجات الفكرية‪.‬‬

‫متخصصة‬
‫ّ‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الهيئات اإلدارية الغير‬

‫إنطالقا من األهمية التي تحظى بها حقوق المؤلف‪ ،‬وبهدف تحقيق حماية فعالة لهذه الحقوق لم يكتفي‬
‫المشرع الجزائري بالحماية الدارية لحقوق المؤلف إستنادا إلى الهيئات الدارية المتخصصة فقط وإنما أوجد‬
‫هيئات إدارية غير متخصصة‪ ،‬والتي ال تتخصص بحماية نوع معين من الحقوق الفكرية فنشاطاتها تتعلق‬
‫بحماية حقوق الملكية الفكرية بصفة عامة‪ ،‬وهي كثيرة ومتنوعة أهمها هيئة الجمارك والهيئة التجارية نظ ار‬
‫لرتباط إختصاصاتهما إرتباط وثيق بحماية هذه الحقوق من منطلق أن ممارستهما لختصاصاتهما تؤدي‬
‫‪3‬‬
‫بالضرورة إلى حماية حقوق المؤلف بالرغم من عدم تخصصها بحمايتها‪.‬‬

‫ونظ ار ألهمية هذين الهيئتين ودورهما الفعال في حماية حقوق الملكية الفكرية بما في ذلك حقوق المؤلف‬
‫سنخصص هذا المطلب لدراسة الهيئتين حيث نتناول هيئة الجمارك (الفرع األول) ثم نتطرق إلى هيئة التجارة‬
‫ضمن (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪ - 1‬علوقة نصر الدين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.101‬‬


‫‪ - 2‬زواني نادية ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.129‬‬
‫‪ - 3‬مزياني محمد السعيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.118‬‬
‫‪87‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫الفرع األول‪ :‬هيئة الجمارك‬

‫أوال‪ ،‬تعريف هيئة الجمارك‪:‬‬

‫لقد أعطيت لهيئة الجمارك عدة تعاريف أهمها‪:‬‬

‫"مصلحة عمومية ذات طابع إداري تعمل تحت وصاية و ازرة المالية‪ ،‬وتسهر على مراقبة التجارة الخارجية‬
‫لعمليات الستيراد والتصدير"‪ ،1‬أو هي‪" :‬إحدى الهيئات المعنية بظاهرة التقليد والقتصاد الوطني‪ ،‬والهيئة التي‬
‫‪2‬‬
‫تشكل الواجهة األولى في مواجهة البضائع المقلدة لغزو األسواق الوطنية‪".‬‬

‫وعليه يمكن تعريف هيئة الجمارك على أنها مؤسسة عامة ذات طابع إداري تابعة لو ازرة المالية تسعى‬
‫إلى مكافحة التقليد لضمان حسن سير القتصاد الوطني وذلك بمراقبتها لجميع الصادرات والواردات في جميع‬
‫أنحاء الوطن‪.‬‬

‫ثانيا‪ ،‬طبيعة الحقوق المحمية من طرف هيئة الجمارك ‪:‬‬

‫المشرع الجزائري لم ينص صراحة على طبيعة حقوق الملكية الفكرية المحمية من طرف هيئة الجمارك‪،‬‬
‫لكن بالرجوع إلى المهام التي تقوم بها الهيئة في مجال حماية الحقوق كونها تساهم في خدمة التجارة الخارجية‬
‫وتسهيل إنسياب السلع دخوال وخروجا فيمكن القول بأن الحقوق المحمية بموجب اآللية الدارية المتمثلة في‬
‫هيئة الجمارك كهيئة غير متخصصة تحمي حقوق الملكية الفكرية المتعلقة بالسلع المرتبطة بالعالمات التجارية‬
‫والصناعية وبحقوق المؤلف‪ ،‬وهي ذات طبيعة مادية ومعنوية‪ ،‬وعليه فان هذه الحقوق المحمية من طرف هيئة‬
‫‪3‬‬
‫الجمارك هي حقوق ذات طبيعة مادية ومعنوية في ذات الوقت‪.‬‬

‫وهي السلع المقلدة لحقوق الملكية الفكرية سواء التي تدخل للتراب الوطني أو التي تخرج من التراب‬
‫الوطني أو التي تمس مباشرة بالقتصاد الوطني‪ ،‬إال أنه وبالرجوع إلى المهام التي تقوم بها‪.‬‬

‫‪ - 1‬بومعزة سمية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.144‬‬


‫‪ - 2‬مزياني محمد السعيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪ - 3‬مزياني محمد السعيد‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.134‬‬
‫‪88‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫ثالثا‪ ،‬مهام وصالحيات هيئة الجمارك ‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 03‬من القانون رقم ‪ 04-17‬المتمم والمعدل لقانون الجمارك على أنه‪:‬‬

‫" تتمثل مهمة إدارة الجمارك على الخصوص فيما يأتي ‪:‬‬

‫‪ -‬تنفيذ اإلجراءات القانونية والتنظيمية التي تسمح بتطبيق موحد للتشريع والتنظيم الجمركيين‪.‬‬
‫‪ -‬تحصيل الحقوق والرسوم والضرائب المستحقة عند إستيراد وتصدير البضائع والعمل على مكافحة الغش‬
‫والتهرب الجبائيين‪.‬‬
‫‪ -‬مكافحة المساس بحقوق الملكية الفكرية واإلستيراد والتصدير غير المشروعين للممتلكات الثقافية‪.‬‬
‫‪ -‬المساهمة في حماية اإلقتصاد الوطني وضمان مناخ سليم للمنافسة بعيدا عن كل ممارسة غير شرعية‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان إعداد إحصائيات التجارة الخارجية وتحليلها ونشرها‪.‬‬
‫‪ -‬السهر طبقا للتشريع والتنظيم الساري المفعول على حماية‪ :‬الحيوانات والنباتات والمحافظة على المحيط‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بالتنسيق مع المصالح المختصة بمكافحة‪:‬‬
‫‪ -‬التهريب وتبييض األموال والجريمة العابرة للحدود‪.‬‬
‫‪ -‬اإلستيراد والتصدير غير المشروعين للبضائع التي تمس باألمن والنظام العموميين‪.‬‬
‫‪ -‬التأكد من أن البضائع المستوردة أو الموجهة للتصدير قد خضعت إلجراءات مراقبة مطابقة‪ ،‬وذلك طبقا‬
‫‪1‬‬
‫للتشريع والتنظيم اللذين تخضع لهما‪".‬‬
‫وتأكد المادة ‪ 04‬من القانون السابق الذكر على أنه‪:‬‬

‫" يطبق التشريع والتنظيم الجمركيان على جميع البضائع المستوردة أو المصدرة وكذا البضائع‬
‫الموضوعة تحت نظام جمركي إقتصادي مرخص به‪" .‬‬

‫ويالحظ من خالل نص المادة أن المهام الموكلة لدارة الجمارك تتمحور حول نقطتين أساسيتين‪:‬‬

‫تتمثل األولى في تحصيل إيرادات مالية للخزينة العامة‪ ،‬أما الثانية فتتمثل في الحفاظ على النظام العام‪.‬‬

‫‪ -1‬القانون رقم‪ 04-17 :‬المؤرخ في ‪ 16‬فيفري ‪2017‬م‪" ،‬المتضمن قانون الجمارك"‪ ،‬المعدل والمتمم بالقانون رقم‪07 -79 :‬‬
‫المؤرخ في ‪ 21‬جويلية ‪1979‬م‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫رابعا‪ ،‬دور هيئة الجمارك في حماية حقوق المؤلف وطرق تدخلها‪:‬‬

‫تلعب هيئة الجمارك دو ار هاما في مجال حماية حقوق الملكية الفكرية بما في ذلك حقوق المؤلف من‬
‫خالل تدخلها لمحاربة التقليد وذلك في إطار ممارستها لختصاصاتها‪ ،‬وقد سعى المشرع الجزائري من خالل‬
‫القانون رقم ‪ 04-17‬المتمم والمعدل لقانون الجمارك إلى أن يكون أكثر تالؤما مع التفاقات الدولية المتعلقة‬
‫بمكافحة التقليد حيث جاء مهتما أكثر بمفهوم التقليد والقرصنة‪.‬‬

‫وقد تناول قانون الجمارك رقم ‪ 04-17‬السابق ذكره حاالت التقليد المتعلقة بالملكية الفكرية بداية من‬
‫المادة ‪ 22‬منه والتي تلزم الجمارك بحجز البضائع المقلدة عند الستيراد فور وصولها أو أثناء عملية التصدير‬
‫حيث تنص على أنه‪:‬‬

‫" يحظر إستيراد وتصدير السلع المقلدة التي تمس بحق الملكية الفكرية كما هي معرفة في التشريع‬
‫الساري المفعول‪.‬‬

‫يحظر أيضا إستيراد كل البضائع التي تحمل بيانات مكتوبة أو أية إشارات على المنتجات نفسها أو‬
‫على األغلفة أو الصناديق أو األحزمة أو األظرفة أو األشرطة أو الملصقات التي من شأنها أن توحي بأن‬
‫البضاعة اآلتية من الخارج هي ذات منشأ جزائري‪" .‬‬
‫ويستنتج من نص هذه المادة‪:‬‬

‫‪ -‬تكييف السلع التي تنتهك حقوق الملكية الفكرية كسلع محظورة تخضع للمصادرة بصفة تلقائية‪.‬‬
‫‪ -‬إمتداد الحظر على السلع المقلدة إلى نشاط الستيراد والتصدير‪ ،‬وذلك إستجابة لمطالب المنظمة العالمية‬
‫للملكية الفكرية مما يؤدي إلى تحسين موقع الجزائر كدولة تتوفر على حماية فعالة ومنتجة لحقوق الملكية‬
‫‪1‬‬
‫الفكرية‪.‬‬
‫‪ -‬تكريسها لفكرة حماية الملكية الفكرية عن طريق التدابير الحدودية‪ ،‬كما يتميز مضمون هذه المادة بالعمومية‬
‫‪2‬‬
‫التي تتيح الحماية لجميع عناصر الملكية الفكرية ضد العتداء والتقليد‪.‬‬

‫وقد جاء في نص المادة ‪ 22‬مكرر ‪ 2‬من نفس القانون مايلي‪:‬‬

‫‪ - 1‬مزياني محمد السعيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.135‬‬


‫‪ - 2‬حسونة عبد الغني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.96‬‬
‫‪90‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫" دون اإلخالل باألحكام المنصوص عليها في هذا القانون‪ ،‬يتم التخلي عن البضائع ذات القيمة‬
‫الضغيفة‪ ،‬كما هو معمول به في مجال الغش قليل القيمة المنصوص عليه في المادة ‪ 288‬من هذا‬
‫القانون‪ ،‬والمعترف بأنها مقلدة‪ ،‬ألجل إتالفها‪".‬‬

‫وعليه فمصالح الجمارك عليها التدخل لمحاربة التقليد الذي يشكل عائقا على حسن سير مهامها نظ ار‬
‫لكون المهام األساسية للجمارك هي‪:‬‬

‫‪ -‬ضمان حسن سير اإلقتصاد الوطني ‪:‬‬

‫لما للتقليد من تأثيرات مضرة على حسن سير السوق الداخلي وفسح المجال للمنافسة الغير مشروعة‪،‬‬
‫مما يؤثر على البداع والبتكار‪.‬‬

‫‪ -‬المهمة الجبائية ‪:‬‬

‫بما أن حقوق الملكية الفكرية هي عبارة عن ثروة من البداع مثلها مثل أي ثروة فهي تفرض عليها‬
‫‪1‬‬
‫ضريبة ورسومات جمركية جبائية‪.‬‬

‫ومن هنا يبرز دور إدارة الجمارك في مكافحة جرائم التقليد بما فيها تلك التي يكون موضوعها حقوق‬
‫‪2‬‬
‫المؤلف والحد منها‪.‬‬

‫وهناك طريقتين لتدخل هيئة الجمارك ضد جرائم التقليد ‪:‬‬

‫‪-1‬التدخل على أساس الشكوى ‪:‬‬

‫يحق لصاحب المصنف األدبي أو الفني في حالة التعدي على مصنفاته أن يتقدم إلى هيئة الجمارك‬
‫بشكوى في شكل طلب خطي‪.‬‬

‫ويشمل طلب التدخل ‪:‬‬

‫‪ -‬وصف مفصل ودقيق بما فيه الكفاية للمنتجات والمصنفات المقلدة حتى تتمكن هيئة الجمارك من التعرف‬
‫عليها‪.‬‬
‫‪ -‬بيان يثبت أن مقدم الطلب هو صاحب الحق على تلك المصنفات المقلدة‪.‬‬

‫‪ - 1‬زواني نادية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.132‬‬


‫‪ - 2‬بومعزة سمية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.144‬‬
‫‪91‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫‪ -‬مكان وجود المصنفات أو مكان وجهتها المقرر وكذا تاريخ وصولها أو خروجها المقرر‪.‬‬
‫‪ -‬تعيين الرسال أو الطرود‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد لوسيلة النقل المستعملة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬هوية الممون أو المستورد أو الحائز‪.‬‬

‫والهدف من وجوب الشارة إلى هذه البيانات ضمن الطلب هو عدم وقوع خطأ في المصنفات والمنتجات‬
‫‪2‬‬
‫المشابهة لموضوع المخالفة والسراع في تحديد محل المخالفة وضبطها‪.‬‬

‫ويقوم صاحب الحق بطلب " تعليق جمركة البضائع" المشكوك فيها على أن يتحمل المشتكي تعويض‬
‫الجمارك والشخص محل الشكوى عن األضرار المتعلقة بالتعليق الغير المبرر للعملية الجمركية‪ ،‬وتقوم مصلحة‬
‫الجمارك بدراسة هذا الطلب وإبالغ من قدمه بقرار قبوله أو رفضه‪ ،‬وفي حالة رفض الطلب فالبد من أن يكون‬
‫‪3‬‬
‫القرار مبر ار‪ ،‬أما إذا تم قبوله فتحدد الهيئة المدة التي يقوم خاللها بإتخاذ الجراءات‪.‬‬

‫‪ -2‬التدخل المباشر ‪:‬‬

‫تستطيع هيئة الجمارك من تلقاء نفسها تعليق جمركة البضائع المشكوك فيها بأنها تمس حق من حقوق‬
‫الملكية الفكرية‪ ،‬ويجب أن تبين الشكوك بوضوح حيث يوصى بوضع نظام مركزي لتسجيل هذه الحقوق يسمح‬
‫لصاحب الحق بوضع طلبات للتدخل المباشر‪ ،‬كما يجب تزويد هيئة الجمارك بالمعلومات الالزمة حول‬
‫‪4‬‬
‫المصنفات وتقديم المساعدة التقنية للتأكد من تقليد المصنفات‪.‬‬

‫وتقوم هيئة الجمارك من أجل مكافحة جرائم التقليد ب ‪:‬‬

‫‪ -‬معاينة المصنفات‪.‬‬

‫‪ -‬إتالف المصنفات المقلدة‪.‬‬


‫‪5‬‬
‫‪ -‬المصادرة وتجريد المقلد من جميع األشياء التي ساعدته على إخفاء محل الغش‪.‬‬

‫‪ - 1‬دربالي لزهر‪ ،‬جريمة التقليد في الملكية الصناعية وآليات مكافحتها في ظل التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل درجة‬
‫الماجستير في الحقوق‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة باتنة ‪ ،2016-2015 ،-1-‬ص ‪.69‬‬
‫‪ - 2‬حسونة عبد الغني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪ - 3‬آيت شعالل لياس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ -‬ص ‪.105 – 104‬‬
‫‪ - 4‬سعد لقليب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.758‬‬
‫‪ - 5‬زواني نادية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.133‬‬
‫‪92‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫الفرع الثاني‪ :‬هيئة التجارة‬

‫تقوم هيئة التجارة بدور هام في مجال حماية حقوق الملكية الفكرية وذلك من خالل المهام الموكلة إليها‬
‫وعليه‪.‬‬

‫أوال‪ ،‬تعريف هيئة التجارة‪:‬‬

‫هي‪" :‬مؤسسة عمومية ذات طابع إداري تعمل تحت سلطة الوزير المكلف بالتجارة‪ ،‬تعمل على التجسيد‬
‫الفعلي للمبدأ الدستوري لحرية التجارة وإدماج الجزائر في الفضاءات القتصادية العالمية والقليمية‪ ،‬وتعتبر‬
‫الجهاز األول والسلطة الدارية المختصة بتنظيم ومراقبة الحياة القتصادية من خالل مراقبتها للعمليات التجارية‬
‫سواء كانت داخلية أو خارجية‪ ،‬كما خول لها القانون التجاري مراقبة مطابقة المنتوجات الموضوعة في السوق‬
‫‪1‬‬
‫قصد تفادي المخاطر التي قد تهدد صحة المستهلك وأمنه والتي تمس مصلحته المادية‪.‬‬

‫ثانيا‪ ،‬إختصاصات هيئة التجارة‪:‬‬

‫تختص هيئة التجارة بالسهر على ضمان شفافية ونزاهة الممارسات التجارية من خالل منع كل‬
‫الممارسات التجارية الغير النزيهة المخالفة لألعراف التجارية النزيهة‪ ،‬والتي من خاللها يتعدى عون إقتصادي‬
‫على مصالح عون أو عدة أعوان إقتصاديين أخرين‪.‬‬

‫حيث تنص المادة ‪ 26‬القانون رقم ‪ 02-04‬المؤرخ في ‪ 23‬يونيو ‪ 2004‬المحدد للقواعد المطبقة‬
‫على الممارسات التجارية المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ 06-10‬المؤرخ في ‪ 15‬أوت ‪ 2010‬على أنه ‪:‬‬

‫"تمنع كل الممارسات التجارية غير النزيهة المخالفة لألعراف التجارية النظيفة والنزيهة والتي من‬
‫‪2‬‬
‫خاللها يتعدى عون إقتصادي على مصالح عون أو عدة أعوان إقتصاديين أخرين‪".‬‬

‫والمقصود بالممارسات التجارية غير النزيهة في مفهوم هذا القانون التصرفات التي لها عالقة بحماية‬
‫حقوق الملكية الفكرية والمنصوص عليها في المادة ‪ 27‬من هذا القانون‪:‬‬

‫‪ - 1‬مزياني محمد السعيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.153‬‬


‫‪ -2‬القانون رقم‪ 02-04 :‬المؤرخ في ‪ 23‬يونيو ‪2004‬م‪" ،‬المحدد للقواعد المطبقة على الممارسات التجارية"‪ ،‬المعدل والمتمم‬
‫بالقانون رقم‪ 06-10 :‬المؤرخ في ‪ 15‬أوت ‪2010‬م‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫" تعتبر ممارسات تجارية غير نزيهة في مفهوم أحكام هذا القانون‪ ،‬السيما منها الممارسات التي‬
‫يقوم من خاللها العون االقتصادي بما يأتي‪:‬‬

‫‪ -‬تشويه سمعة عون إقتصادي منافس بنشر معلومات سيئة تمس بشخصه أو بمنتجاته أو خدماته‪.‬‬
‫‪ -‬تقليد العالمات المميزة لعون إقتصادي منافس أو تقليد منتوجاته أو خدماته أو اإلشهار الذي يقوم به‪ ،‬قصد‬
‫كسب زبائن هذا العون إليه بزرع شكوك وأوهام في ذهن المستهلك‪.‬‬
‫‪ -‬إستغالل مهارة تقنية أو تجارية مميزة دون ترخيص من صاحبها‪.‬‬
‫‪ -‬إغراء مستخدمين متعاقدين مع عون إقتصادي منافس خالفا للتشريع المتعلق بالعمل‪.‬‬
‫‪ -‬اإلستفادة من األسرار المهنية بصفة أجير قديم أو شريك للتصرف فيها قصد اإلضرار بصاحب العمل أو‬
‫الشريك القديم‪.‬‬
‫‪ -‬إحداث خلل في تنظيم عون إقتصادي منافس وتحويل زبائنه بإستعمال طرق غير نزيهة كتبديد أو تجريب‬
‫وسائله اإلشهارية واختالس البطاقات أو الطلبيات والسمسرة غير القانونية وإحداث إضطراب بشبكته للبيع‪.‬‬
‫‪ -‬اإلخالل بتنظيم السوق وإحداث اضطرابات فيها‪ ،‬بمخالفة القوانين و‪/‬أو المحظورات الشرعية‪ ،‬وعلى وجه‬
‫الخصوص التهرب من اإل لتزامات والشروط الضرورية لتكوين نشاط أو ممارسته أو إقامته‪.‬‬
‫‪ -‬إقامة محل تجاري في الجوار القريب لمحل منافس بهدف إستغالل شهرته خارج األعراف والممارسات‬
‫التنافسية المعمول بها‪".‬‬

‫وفي سبيل الحيلولة دون الممارسات التجارية التدليسية منع المشرع الجزائري التجار من حيازة المنتجات‬
‫المستوردة أو المصنعة محليا بصفة غير شرعية‪.‬‬
‫والدور التي تقوم به هيئة التجارة يتلخص في المهام المنوطة بأعوان هذه الهيئة في مجال المنافسات‬
‫‪1‬‬
‫غير النزيهة‪ ،‬ومجال مراقبة الجودة وقمع الغش‪.‬‬

‫ثالثا‪ ،‬أساليب ممارسة هيئة التجارة إلختصاصاتها في مجال حماية حقوق الملكية الفكرية‪:‬‬

‫تمارس هيئة الدارة إختصاصاتها في مجال حماية حقوق الملكية الفكرية من خالل تدخلها لحماية هذه‬
‫الحقوق‪ ،‬وذلك بمنعها لدخول وتدفق السلع المقلدة والمنتجات المحظورة بموجب قانون الممارسات التجارية إلى‬
‫التراب الوطني عبر المعابر الحدودية التي تنتشر فيها المفتشيات الحدودية لقمع الغش والتي تستند مراقبتها‬

‫‪ - 1‬مزياني محمد السعيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ -‬ص ‪.166 – 165‬‬


‫‪94‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫لمطابقة المنتجات المستوردة على الحدود إلى أحكام المادة ‪ 54‬من القانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية‬
‫‪1‬‬
‫المستهلك وقمع الغش‪.‬‬

‫بالضافة إلى المراقبة التي تقوم بها المديريات الوالئية على المستوى المحلي لكل مديرية والتي يقوم‬
‫بها األعوان المؤهلون لذلك‪.‬‬

‫المراقبة على مستوى المعابر الحدودية ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫تتم مراقبة المنتجات المستوردة قبل القيام بعملية الجمركة على أساس ملف يقدمه المستورد أو ممثله‬
‫القانوني إلى المفتشية المعنية بالمراقبة‪ ،‬وتنصب المراقبة على المنتجات المستوردة عبر الحدود على فحص‬
‫الوثائق المطلوبة وتكون المراقبة بالعين المجردة للمنتج أو بإقتطاع عينات منها‪ ،‬وفي حالة عدم وجود مخالفة‬
‫بعد الفحص والمراقبة تسلم المفتشية الحدودية رخصة الدخول للمنتج المستورد‪ ،‬أما في حالة تسجيل مخالفة أي‬
‫أن السلع غير مطابقة فتقدم المصلحة مقرر رفض دخول المنتج مبينة فيه سبب الرفض إلى المعني (المستورد)‬
‫‪2‬‬
‫كما ترسل نسخة من المقرر إلى مصالح الجمارك ليقاف عملية الجمركة‪.‬‬

‫المراقبة على المستوى المحلي ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫يقوم أعوان هيئة التجارة المختصون بعملية التدخل (الرقابة) بأسلوبين‪:‬‬

‫‪ -‬القيام بفحص الوثائق والمراقبة بالعين المجردة‪.‬‬


‫‪ -‬إقتطاع وفحص العينات‪.‬‬

‫وبعد المراقبة والفحص والتحليل إذا لم يتم مالحظة أي مخالفة تسلم رخصة مرور المنتوجات بطريقة‬
‫عادية‪ ،‬أما إذا تبين أن هذه األخيرة غير مطابقة للمواصفات الواجب توفرها فهنا تتخذ هيئة الدارة المختصة‬
‫‪3‬‬
‫التدابير الوقائية أو التحفظية التي تحمي المستهلك وأصحاب حقوق الملكية الفكرية‪.‬‬

‫ومن هذه الجراءات ‪:‬‬

‫‪ -‬اإليداع‪:‬‬

‫ويعني إيقاف المنتج الذي ثبت أنه غير مطابق‪.‬‬

‫‪ - 1‬سعد لقليب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.759‬‬


‫‪ - 2‬سعد لقليب‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ -‬ص ‪.760 – 759‬‬
‫‪ - 3‬مزياني محمد السعيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.174‬‬
‫‪95‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬

‫‪ -‬الحجز‪:‬‬

‫ويعني سحب المنتج من السوق بناءا على إذن قضائي من المحكمة المختصة إقليميا‪.‬‬

‫‪ -‬اإلتالف‪:‬‬

‫يمكن إتالف المنتجات المحجوزة بحضور السلطات األمنية والمحلية خاصة في حالة تغير طبيعة‬
‫‪1‬‬
‫المنتج‪.‬‬

‫وعليه يمكن القول أن المشرع الجزائري قد وفق في إيجاد آليات إدارية تعمل على حماية حقوق المؤلفين‬
‫والدفاع عنها‪.‬‬

‫‪ - 1‬سعد لقليب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.760‬‬


‫‪96‬‬
‫المشرع الجزائري في سبيل الحفاظ على حقوق المؤلف؛ إذا ما تم‬
‫ّ‬ ‫تعددت أنواع الحماية القانونية التي سنها‬
‫ّ‬
‫تعددت آلياتها‪ ،‬فنجده قد بسط من األحكام ما يجيز لجوء المؤلف للقضاء بحسب طبيعة‬
‫اإلعتداء عليها‪ ،‬كما ّ‬
‫التّعدي الواقع عليه‪ ،‬فله أن يرفع بمقتضى ذلك دعوى مدنية‪ ،‬أو جزائية‪ ،‬كما له أن يتخذ من اإلجراءات التحفظية‬
‫ما يضمن له الحفاظ على حقوقه‪.‬‬

‫وقد تراوحت عقوبات المعتدي على حقوق المؤلف بين عقوبات أصلية‪ ،‬وأخرى تكميلية‪ ،‬وذلك بحسب حجم‬
‫التعدي الواقع‪ ،‬دون أن يخل ذلك بمسار التّعويضات‪.‬‬

‫المشرع قد بسط في سبيل تأمين الحماية القانونية لحقوق المؤلف أجهزة قائمة بذاتها‪ ،‬منها ما‬
‫ّ‬ ‫كما نجد أن‬
‫يختص مباشرة بالعمل على هذه الحقوق كالديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪ ،‬ومنها ما يشكل مصالح‬
‫أو أجهزة كجهاز الجمارك‪ ،‬ويعد العمل على حماية حقوق المؤلف أحد مهامها األساسية رغم أنها ال تختص مباشرة‬
‫بحماية حقوق المؤلف‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫الحماية القانونية لحقوق المؤلف في التشريع الجزائري‬ ‫خاتمة‬

‫إنطلقت دراستنا من فكرة محورية مضمونها ّأنه لتحقيق االستفادة الحّقة مما ينتجه المبدعين‪ ،‬وهو‬
‫المشرع الجزائري على المؤِّّلفين في األمر ‪ 05 – 03‬المتعِّّلق بحقوق المؤِّّلف والحقوق‬
‫ّ‬ ‫المصطلح الذي أطلقة‬
‫عديات التي قد تطال حقوقهم‪ ،‬وهو ما ال يمكن تحقيقه‬ ‫المجاورة‪ ،‬البد من تحقيق أقصى حماية لهم من التّ ّ‬
‫يتعرض لها المؤّلِّف من جهة‪ ،‬وطبيعة منتجاته المستحدثة‬‫عديات التي ّ‬ ‫بغير قوانين مالئمة تتماشى ونوعية التّ ّ‬
‫مرة من جهة ثانية‪.‬‬
‫كل ّ‬
‫في ّ‬
‫المشرعة في الجزائر حاليا‬
‫ّ‬ ‫وفي سياق الفكرة أعاله طرحنا إشكالية أساسية مفاده هل تكفي القوانين‬
‫ِّ‬
‫لتأمين الحماية القانونية المطلوبة لحقوق المؤّلف ؟‪ ،‬وبعد مدارسة ألحكام القوانين التي ّ‬
‫تفرقت ما بين األمر‬
‫‪ ،05 - 03‬وقوانين أخرى تم التّوصل إلى ما يلي‪:‬‬

‫َّ‬
‫"المؤلف" من الحماية القانونية المنصوص عليها متى إستوفى الشروط المطلوبة من‬ ‫َّ‬
‫المصنف‬ ‫• يستفيد‬
‫المصنف‬
‫ّ‬ ‫فإنه ال تهم نوعية‬
‫ثم ّ‬‫الشروط فال مجال لحمايته‪ ،‬ومن ّ‬
‫أصالة‪ ،‬وإبتكار‪ ،‬فإن لم يستوفي تلك ّ‬
‫لحمايته و ّإنما ما إستوفى لما تطّلبه القانون له من شروط‪.‬‬

‫• ال يشترط في المؤّلِّف حتى تتم حمايته أن يكون فردا أو جماعة‪ ،‬أو أن يكون طبيعيا أو معنويا‪،‬‬
‫فالشرط الوحيد هو أن‬
‫مصنف‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫الصفات ال ينظر إليها من األساس عند إطالق صفة‬
‫فجميع هذه ّ‬
‫يكون هو ّ‬
‫الشخص الذي أبدعه‪.‬‬
‫• يجوز للمؤّلِّف أن يلجأ للقضاء بغية اإلستفادة من اإلجراءات التّحفظية والوقائية التي نص عليها‬
‫المشرع ذلك‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المشرع الجزائري‪ ،‬متى كان أمام الحاالت التي أجاز فيها‬
‫ّ‬
‫تعرضت حقوقه لإلعتداء أن يرفع دعواه أمام القسم المدني‪ ،‬أو القسم الجزائي‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫• يجوز للمؤّلف الذي ّ‬
‫عدي الحاصل عليه‪ ،‬وفي جميع األحوال فإن حّقه في التّعويضات مضمون‪ ،‬متى أُثبت‬ ‫بحسب التّ ّ‬
‫عدي‪.‬‬
‫تعرضه للتّ ّ‬
‫فعال ّ‬
‫ِّ‬
‫المتعدي على حقوق المؤّلِّف بحسب نوعية اإلعتداء ودرجته‪،‬‬ ‫• تختلف طبيعة العقوبة المفروضة على‬
‫ّ‬
‫المصنف ليست كجريمة اإلقتطاع الكّلي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫فجريمة اإلقتطاع الجزئي من‬
‫المشرع الجزائري أجهزة أخرى لتحقيق الحماية القانونية المطلوبة على‬
‫ّ‬ ‫• بعيدا عن جهاز القضاء كّلف‬
‫الديوان الوطني لحقوق المؤِّّلف‬
‫مستواها للمؤٍّّلف‪ ،‬منها ما هو مكّلف أصال بحكم طبيعته مثل ّ‬
‫والحقوق المجاورة‪ ،‬ومنها ما يعد ذلك من بين مهامه كجهاز الجمارك‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫أوال – قائمة المصادر‪:‬‬

‫‪ -1‬الّنصوص القانونية‪:‬‬

‫الدولية‪:‬‬
‫أ – االتفاقيات ّ‬

‫‪ -‬إتفاقية برن لحماية المصنفات األدبية والفنية‪ ،‬المؤرخة في ‪ 9‬سبتمبر ‪ ،1886‬المعدلة والمتممة‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،61‬المؤرخة في ‪ 14‬سبتمبر ‪.1997‬‬

‫ب – الّنصوص ال ّتشريعية‪:‬‬

‫‪ -‬القوانين العادية‪:‬‬

‫‪ – 1‬قانون الجمارك رقم‪ ،07 -79 :‬المؤرخ في ‪ 21‬جويلية ‪1979‬م‪ ،‬الموافق لـ ‪ 26‬شعبان ‪ 1999‬ه‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،30‬الصادرة بتاريخ ‪ 24‬يوليو ‪ 1979‬م‪ ،‬الموافق لـ ‪ 29‬شعبان‬
‫‪1999‬ه‪.‬‬

‫‪ - 2‬القانون رقم‪ ،02 - 04 :‬المحدد للقواعد المطبقة على الممارسات التجارية‪ ،‬المؤرخ في ‪ 23‬جوان‬
‫‪2004‬م‪ ،‬الموافق لـ ‪ 5‬جمادى األولى عام ‪ 1425‬ه‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،41‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪ 27‬جوان ‪ 2004‬م‪ ،‬الموافق لـ ‪ 9‬جمادى األولى ‪ 1425‬ه‪ ،‬المعدل والمتمم‪.‬‬

‫‪ - 3‬القانون رقم‪ 06 -10 :‬المؤرخ في ‪ 15‬أوت ‪2010‬م‪ ،‬الموافق لـ ‪ 5‬رمضان ‪ 1431‬ه‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،46‬الصادرة بتاريخ ‪ 18‬أوت ‪2010‬م‪ ،‬الموافق لـ ‪ 8‬رمضان ‪1431‬ه‪ ،‬المعدل‬
‫والمتمم للقانون‪ 02 – 04 :‬المحدد للقواعد المطبقة على الممارسات التجارية‪.‬‬

‫‪ - 4‬القانون رقم‪ ،04 -17 :‬المتضمن قانون الجمارك‪ ،‬المؤرخ في ‪ 16‬فيفري ‪2017‬م‪ ،‬الموافق لـ ‪ 19‬جمادى‬
‫األولى عام ‪1438‬ه‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،11‬الصادرة بتاريخ ‪ 19‬فبراير سنة ‪،2017‬‬
‫الموافق لـ ‪ 22‬جمادى األولى عام ‪1438‬ه‪ ،‬المعدل والمتمم لقانون الجمارك رقم‪.07 -79 :‬‬

‫‪ -5‬القانون رقم‪ ،09 – 08 :‬المؤرخ في ‪ 18‬صفر ‪1429‬ه الموافق لـ ‪ 25‬فيفري ‪2008‬م‪ ،‬المتضمن قانون‬
‫اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬العدد ‪ ،21‬الصادر بتاريخ ‪ 23‬أفريل ‪2008‬م‪.‬‬
‫‪101‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -‬األوامر‪:‬‬

‫‪ - 1‬األمر رقم‪ 156 - 66 :‬المؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪ ،1966‬المتضمن قانون العقوبات‪ ،‬المعدل والمتمم‪ ،‬جريدة‬
‫رسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬عدد ‪ ،49‬صادر بتاريخ ‪ 10‬جوان ‪1966‬م‪ ،‬المعدل والمتمم‪.‬‬

‫‪ - 2‬األمر رقم‪ 58 - 75 :‬المؤرخ في ‪ 20‬رمضان عام ‪1395‬هـ الموافق ‪ 26‬سبتمبر سنة ‪1975‬م‪ ،‬المتضمن‬
‫القانون المدني‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،78‬الصادرة بتاريخ ‪ 24‬رمضان عام ‪1395‬هـ الموافق ‪ 30‬سبتمبر‬
‫سنة ‪ ،1975‬ص ‪ ،990‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ 10 - 05‬مؤرخ في ‪ 13‬جمادى األولى عام ‪1426‬هـ‬
‫الموافق ‪ 20‬جوان سنة ‪2005‬م‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،44‬الصادرة بتاريخ ‪ 19‬جمادى‬
‫األولى عام ‪1426‬هـ الموافق ‪ 26‬جوان سنة ‪2005‬م‪.‬‬

‫‪ - 3‬األمر رقم‪ ،10 – 97 :‬المؤرخ في ‪ 6‬مارس ‪ ،1997‬المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،13‬المؤرخ في ‪ 12‬مارس ‪1997‬م‪.‬‬

‫‪ - 4‬األمر رقم‪ 05 – 03 :‬مؤرخ في ‪ 19‬جمادى األولى عام ‪1424‬هـ الموافق ‪ 19‬يوليو سنة ‪2003‬م‪،‬‬
‫المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،44‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪ 23‬جمادى األولى عام ‪1424‬هـ الموافق ‪ 23‬يوليو سنة ‪2003‬م‪.‬‬

‫ج ‪ -‬الّنصوص ال ّتنظيمية‪:‬‬

‫‪ - 1‬المرسوم التنفيذي رقم‪ ،356 – 05 :‬المتضمن القانون األساسي للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق‬
‫المجاورة وتنظيمه وتسييره‪ ،‬المؤرخ في ‪ 21‬سبتمبر ‪2005‬م‪ ،‬الموافق ل ‪ 17‬شعبان ‪ ،1426‬الجريدة الرسمية‬
‫للجمهورية الجزائرية‪ ،‬الصادرة بتاريخ ‪ 21‬سبتمبر ‪2005‬م‪ ،‬الموافق ل ‪ 17‬شعبان ‪1426‬ه‪ ،‬العدد ‪،65‬‬
‫المعدل و المتمم‪.‬‬

‫‪ - 2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،356 – 11‬المؤرخ في ‪ 17‬أكتوبر ‪ ،2011‬الموافق ل ‪ 19‬ذو القعدة عام‬
‫‪1432‬ه‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،57‬الصادرة بتاريخ ‪ 19‬أكتوبر ‪2011‬م‪ ،‬الموافق ل‬
‫‪ 21‬ذو القعدة ‪1432‬ه‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫ثانيا – قائمة المراجع‪:‬‬

‫‪ - 1‬الكتب‪:‬‬

‫‪ -‬الكتب العامة‪:‬‬

‫‪ - 1‬السنهوري عبد الرزاق أحمد‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ -‬حق الملكية‪ ،‬الجزء الثامن‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪.1967 ،‬‬

‫المتخصصة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬الكتب‬

‫‪ – 1‬أسامة نائل المحسن‪ ،‬الوجيز في حقوق الملكية الفكرية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫األردن‪.2011 ،‬‬

‫‪ - 2‬جمال محمود الكردي‪ ،‬حق المؤلف في العالقات الخاصة الدولية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫مصر‪.2002 ،‬‬

‫‪ - 3‬جمال هارون‪ ،‬الحماية المدنية للحق األدبي للمؤلف في التشريع األردني‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2006 ،‬‬

‫‪ - 4‬حازم عبد السالم المجالي‪ ،‬حماية الحق المالي للمؤلف في القانون األردني‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار وائل للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2000 ،‬‬

‫‪ - 5‬شحاتة غريب شلقامي‪ ،‬الملكية الفكرية في القوانين العربية – دراسة لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة‬
‫وخصوصية حماية برامج الحاسب اآللي‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬مصر‪.2008 ،‬‬

‫‪ - 6‬شريقي نسرين‪ ،‬حقوق الملكية الفكرية‪ ،‬حقوق الملكية الفكرية – حقوق المؤلف والحقوق المجاورة –‬
‫حقوق الملكية الصناعية‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار بلقيس للنشر‪ ،‬الجزائر‪.2014 ،‬‬

‫‪ - 7‬عبد الحميد المنشاوي‪ ،‬حماية الملكية الفكرية وأحكام الرقابة على المصنفات الفنية‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الفكر‬
‫الجامعي‪ ،‬مصر‪.2002 ،‬‬

‫‪103‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ - 8‬عبد هللا مبروك النجار‪ ،‬الحق األدبي للمؤلف في الفقه اإلسالمي والقانون المقارن‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار المريخ‬
‫للنشر‪ ،‬السعودية‪.2000 ،‬‬

‫‪ - 9‬فاضلي إدريس‪ ،‬المدخل إلى الملكية الفكرية – الملكية األدبية والفنية والصناعية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2007 ،‬‬

‫‪ - 10‬فاضلي إدريس‪ ،‬حقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2008‬‬

‫‪ - 11‬محمد إبراهيم ابداح‪ ،‬جرائم االنتحال األدبي والعلمي – حقوق التأليف والحقوق المجاورة لها وفقا‬
‫للتشريعات والقوانين الدولية والوطنية‪ ،‬دار الجنان للنشر والتوزيع‪.2016 ،‬‬

‫‪ - 12‬محي الدين عكاشة‪ ،‬حقوق المؤلف على ضوء القانون الجزائري الجديد‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2007 ،‬‬

‫‪ -13‬محي الدين عكاشة‪ ،‬محاضرات في الملكية األدبية والفنية‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية بن‬
‫عكنون‪ ،‬الجزائر‪.2011 ،‬‬

‫‪ - 14‬محمد أمين الرومي‪ ،‬حقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬مصر‪.2009 ،‬‬

‫‪ - 15‬محمد خليل يوسف أبو بكر‪ ،‬حق المؤلف في القانون– دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مجد المؤسسة‬
‫الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬لبنان‪.2008 ،‬‬

‫‪ - 16‬محمد علي النجار‪ ،‬حقوق المؤلف في ضوء الثورة المعلوماتية الحديثة ‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار‬
‫الجامعة الجديدة‪ ،‬مصر‪.2011 ،‬‬

‫‪ - 17‬محمد علي فارس الزعبي‪ ،‬الحماية القانونية لقواعد البيانات وفقا لقانون حق المؤلف‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬منشاة‬
‫المعارف‪ ،‬مصر‪.2003 ،‬‬

‫‪ - 18‬نواف كنعان‪ ،‬حق المؤلف ‪ -‬النماذج المعاصرة لحق المؤلف ووسائل حمايته‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار‬
‫الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2009 ،‬‬

‫‪104‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ – 19‬يوسف أحمد النوافلة‪ ،‬الحماية القانونية لحق المؤلف‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫األردن‪ ،‬د‪.‬س‪.‬‬

‫‪ - 4‬األبحاث العلمية‪:‬‬

‫‪ -‬أطروحات الدكتوراه ‪:‬‬


‫‪ - 1‬أمجد عبد الفتاح أحمد إحسان‪ ،‬مدى الحماية القانونية لحق المؤلف ‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،‬أطروحة لنيل‬

‫شهادة الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪.2008 – 2007،‬‬

‫‪ - 2‬بلهواري نسرين‪ ،‬تجريم وإثبات أفعال التقليد في القانون الجزائري‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في‬
‫الحقوق‪ ،‬قسم القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ - 1‬بن يوسف بن خدة‪.2013 – 2012 ،‬‬

‫‪ -3‬بن دريس حليمة‪ ،‬حماية الملكية الفكرية في التشريع الجزائري‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون‬
‫الخاص‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪.2013 ،‬‬

‫‪ -4‬بوراوي أحمد‪ ،‬الحماية القانونية لحق المؤلف والحقوق المجاورة في التشريع الجزائري واالتفاقيات‬
‫الدولية‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل درجة دكتوراه العلوم في العلوم القانونية‪ ،‬تخصص قانون جنائي‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة باتنة ‪.2015 – 2014‬‬

‫‪ -5‬زواني نادية‪ ،‬حماية الملكية الفكرية من التقليد والقرصنة – دراسة مقارنة‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‬
‫في العلوم‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة بن يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪.2013 – 2012 ،‬‬

‫‪ -6‬علوقة نصر الدين‪ ،‬آليات مكافحة التقليد بين قوانين الملكية الفكرية وأحكام القضاء‪ ،‬رسالة لنيل شهادة‬
‫دكتوراه الطور الثالث في الحقوق‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬أد ارر‪،‬‬
‫‪.2018 – 2017‬‬

‫‪ -7‬فتيحة حواس‪ ،‬حماية المصنفات الرقمية وأسماء النطاقات على شبكة االنترنيت‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة‬
‫الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2016 ،1‬‬

‫‪ – 8‬مالك فائزة‪ ،‬حقوق الملكية األدبية والفنية في التركة دراسة مقارنة بين القانونين الجزائري والفرنسي‪،‬‬
‫أطروحة لنيل شهادة دكتوراه في العلوم‪ ،‬كلية الحقوق سعيد حمدين‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2017 – 2016 ، 1‬‬
‫‪105‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -9‬مليكة عطوي‪ ،‬الحماية القانونية لحقوق المؤلف على شبكة االنترنيت‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في‬
‫علوم اإلعالم واالتصال‪ ،‬كلية العلوم واالتصال‪ ،‬جامعة دالي إبراهيم‪ ،‬الجزائر‪.2010 – 2009،‬‬

‫‪ -10‬يصرف حاج‪ ،‬الحماية القانونية للمصنفات الرقمية وأثرها على تدفق المعلومات في الدول النامية‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم واالتصال‪ ،‬قسم علوم اإلعالم واالتصال‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية والعلوم‬
‫اإلسالمية ‪،‬جامعة وهران ‪ - 1‬أحمد بن بلة‪.2016 – 2015، -‬‬

‫‪ -‬رسائل الماجستير‪:‬‬

‫‪ - 1‬آيت شعالل إلياس‪ ،‬حماية حقوق الملكية الصناعية من جريمة التقليد‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‬
‫في القانون‪ ،‬قسم الحقوق‪،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬جامعة مولود معمري – تيزي وزو‪.2016 ،‬‬

‫‪ - 2‬بلقاسمي كهينة‪" ،‬استقاللية النظام القانوني للملكية الفكرية‪ ،‬مذكرة من أجل الحصول على شهادة‬
‫الماجستير في الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر – بن يوسف بن خدة – ‪.2009 - 2008‬‬

‫‪ - 3‬بن ديدي جميلة‪ ،‬الحماية الوطنية والدولية للمصنفات األدبية‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير في‬
‫الحقوق‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر باتنة – ‪.2016 – 2015 ،1‬‬

‫‪ - 4‬بومعزة سمية‪ ،‬حقوق المؤلف في النطاقين التقليدي والرقمي في ظل التشريع الجزائري"‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة الماجستير في الحقوق‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة باتنة‪.2016 – 2015 ،‬‬

‫‪ - 5‬حقاص صونيا‪ ،‬حماية الملكية الفكرية األدبية والفنية في البيئة الرقمية في ظل التشريع الجزائري‪،‬‬
‫مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬تخصص المعلومات االلكترونية االفتراضية وإستراتيجية البحث عن المعلومات‪،‬‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة ‪.2012 ،‬‬

‫‪ - 6‬حسونة عبد الغني‪ ،‬ضمانات حماية الملكية الفكرية في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‬
‫في الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪.2008 – 2007 ،‬‬

‫‪ – 7‬دربالي لزهر‪ ،‬جريمة التقليد في الملكية الصناعية وآليات مكافحتها في ظل التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة‬
‫مكملة لنيل درجة الماجستير في الحقوق‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة باتنة ‪2015 ،1‬‬
‫– ‪.2016‬‬

‫‪106‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ - 8‬زينب عبد الرحمان عقلة سلفيتي‪ ،‬الحماية القانونية لحق المؤلف في فلسطين – دراسة مقارنة‪ ،‬مذكرة‬
‫مقدمة الستكمال متطلبات الحصول على درجة الماجستير في القانون الخاص‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة‬
‫النجاح الوطنية‪ ،‬فلسطين‪.‬‬

‫‪ - 9‬عبد المجيد كلفالي‪ ،‬النظام القانوني للمصنفات السمعية‪ ،‬مذكرة بحث لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق بن عكنون‪ ،‬جامعة الجزائر‪ - 1‬يوسف بن خدة‪.2013 – 2012 ،‬‬

‫‪ - 10‬عبد الرحمان جميل محمود حسين‪ ،‬الحماية القانونية لبرامج الحاسب اآللي‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،‬مذكرة‬
‫الستكمال متطلبات الحصول على درجة الماجستير في القانون الخاص‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة النجاح‬
‫الوطنية‪ ،‬فلسطين‪.2008 ،‬‬

‫‪ - 11‬عمروش فوزية‪ ،‬تحديد صفة المؤلف حسب قانون الملكية الفكرية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في‬
‫الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم اإلدارية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬د‪.‬س‪.‬‬

‫‪ - 12‬فنيش بشير‪ ،‬حماية حق المؤلف من االعتداء‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون الخاص‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة بن يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪.2011 ،‬‬

‫‪ - 13‬لعلوي محمد‪ ،‬الحماية الجزائية للحقوق األدبية والفنية في ظل القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الطاهر موالي‪ ،‬سعيدة‪.2012 – 2011 ،‬‬

‫‪ - 14‬مسعودي سميرة‪ ،‬الحق المالي للمؤلف في ظل القانون الجزائري والقانون المقارن‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير في القانون‪ ،‬تخصص الملكية الفكرية‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.2014 – 2013 ،1‬‬

‫‪ - 15‬مزياني محمد السعيد‪ ،‬اآلليات اإلدارية لحماية الملكية الفكرية في الجزائر‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل درجة‬
‫الماجستير في الحقوق‪،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق العلوم السياسية‪ ،‬جامعة باتنة‪.2016 – 2015 ،‬‬

‫‪ – 16‬ياسين بن عمر‪" ،‬جرائم تقليد المصنفات األدبية والفنية وأليات مكافحتها في التشريع الجزائري"‪ ،‬مذكرة‬
‫لنيل شهادة الماجستير في الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪.2011 ،‬‬

‫‪107‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -‬المقاالت العلمية‪:‬‬

‫أ ‪ -‬المقاالت العامة‪:‬‬

‫‪ - 1‬عمرو أحمد عبد المنعم دبش‪" ،‬أركان المسؤولية المدنية"‪ ،‬مجلة العلوم القانونية واالجتماعية‪ ،‬المجلد‬
‫الرابع‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬جوان ‪ ،2009‬أكاديمية الشرطة المصرية‪ ،‬الجلفة‪-‬الجزائر‪.2019 ،‬‬

‫المتخصصة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ب ‪ -‬المقاالت‬

‫‪ - 1‬أشواق عبد الرسول عبد األمير الخفاجي‪" ،‬الحماية القانونية للمصنفات ومؤلفيها – دراسة مقارنة"‪،‬‬
‫بحث منشور في مجلة أهل البيت‪ ،‬العدد ‪ ،06‬د‪.‬س‪.‬‬

‫‪ - 2‬حنان براهمي‪" ،‬حقوق المؤلف في التشريع الداخلي"‪ ،‬مجلة المنتدى القانوني‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪.‬‬

‫‪ - 3‬سعد لقليب‪" ،‬الحماية اإلدارية لحقوق الملكية الفكرية في التشريع الجزائري"‪ ،‬مجلة العلوم القانونية‬
‫والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،10‬العدد ‪ ،02‬د‪.‬س‪ ،‬جامعة باتنة ‪ ،1‬الجزائر‪ ،‬سبتمبر ‪.2019‬‬

‫‪ - 4‬عبد الغني حسونة‪" ،‬اآلليات اإلدارية المتخصصة بحماية الحقوق الفكرية في الجزائر"‪ ،‬مجلة المنتدى‬
‫القانوني‪ ،‬العدد السابع‪ ،‬د‪.‬س‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪.‬‬

‫‪ - 6‬النا عابد شحفة‪" ،‬تمتع الشخص االعتباري بحق المؤلف"‪ ،‬مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية‬
‫والقانونية‪ ،‬المجلد ‪ ،29‬العدد الثاني‪ ،‬قسم القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة دمشق‪.2013 ،‬‬

‫‪ - 7‬غازي أبو عرابي‪" ،‬الحماية المدنية للمصنفات الفنية في القانون األردني والمقارن"‪ ،‬مجلة الفقه والقانون‪،‬‬
‫العدد‪ ،23‬الجامعة األردنية‪ ،‬عمان‪.2005 ،‬‬

‫‪108‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ – 5‬المؤتمرات والملتقيات والندوات‪:‬‬

‫أ – المؤتمرات والملتقيات العلمية‪:‬‬

‫‪ - 1‬نزيه محمد الصادق المهدي‪" ،‬آليات حماية حقوق الملكية الفكرية"‪ ،‬مؤتمر الجوانب القانونية‬
‫واالقتصادية التفاقية منظمة التجارة العالمية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬د‪.‬س‪.‬‬
‫‪ - 2‬ب ارزة وهيبة‪" ،‬اإلجراءات الوقائية لحماية حقوق المؤلف في القانون الجزائري"‪ ،‬الملتقى الوطني حول‬
‫الملكية الفكرية ومقتضيات العولمة وتحديات التنمية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمان‬
‫ميرة‪ ،‬بجاية‪ 29 – 28 ،‬أفريل ‪.2013‬‬

‫ب ‪ -‬الندوات العلمية‪:‬‬

‫‪ - 1‬حسن البدراوي‪"،‬حماية المصنفات األدبية والفنية‪ ،‬موضوع الحماية وشروطها“‪ ،‬ندوة الويبو الوطنية‬
‫المتخصصة للسلطات القضائية األردنية‪ ،‬تنظمها المنظمة العالمية للملكية الفكرية بالتعاون مع المجلس‬
‫القضائي األردني ومركز الملك عبد هللا الثاني للملكية الفكرية‪ ،‬البحر الميت‪ ،‬من ‪ 8‬إلى ‪ 9‬أكتوبر‪.2004‬‬
‫‪ - 2‬المحامي عمر مشهور حديثة الجازي‪" ،‬حق المؤلف في األردن بين النظرية والتطبيق"‪ ،‬ورقة عمل‬
‫مقدمة في ندوة‪ ،‬كلية الحقوق _ الجامعة األردنية‪ 12 ،‬كانون الثاني‪.2004 ،‬‬

‫‪ - 6‬المحاضرات‪:‬‬

‫‪ - 1‬عقاد طارق‪" ،‬محاضرة حول الحماية القانونية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة"‪ ،‬محكمة بئر العاتر‪،‬‬
‫و ازرة العدل‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الدفعة الثانية‪.2014 ،‬‬

‫‪ - 7‬ال ّتقارير‪:‬‬

‫‪ -1‬حلقة الويبو الوطنية التدريبية حول الملكية الفكرية للدبلوماسيين‪ ،‬المنظمة العالمية للملكية الفكرية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫من ‪ 13‬إلى ‪ 12‬ديسمبر ‪ /‬كانون األول‪.2004 ،‬‬

‫‪109‬‬
‫الفهرس‬

‫الصفحة‬ ‫المحتويات‬
‫أ‬ ‫‪....................................................... ................................................... ...............................................‬‬ ‫الشكر‬
‫ب‬ ‫‪....................................................... ................................................... .............................................‬‬ ‫اإلهداء‬
‫ج‬ ‫‪................................................... ....................................................... ..............................‬‬ ‫قائمة المختصرات‬
‫‪01‬‬ ‫‪....................................................... ................................................... ..............................................‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪05‬‬ ‫‪....................................................................................‬‬ ‫الفصل األول ‪ :‬نطاق الحماية القانونية لحق المؤلف‬
‫‪07‬‬ ‫‪.................................................................................‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬النطاق الموضوعي لحماية حق المؤلف‬
‫‪07‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬المصنفات والحقوق المشمولة بحماية حق المؤلف‬
‫‪07‬‬ ‫‪.................................................................................................‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف المصنف وشروط حمايته‬
‫‪07‬‬ ‫‪.................................................... ...............................................................................‬‬ ‫أوال‪ ،‬تعريف المصنف‬
‫‪08‬‬ ‫‪............................................................... ................................................‬‬ ‫ثانيا‪ ،‬شروط حماية المصنف قانونيا‬
‫‪10‬‬ ‫‪.....................................................................................‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬المصنفات المشمولة بحماية حق المؤلف‬
‫‪10‬‬ ‫‪......................................................................................................................... ......‬‬ ‫أوال‪ ،‬المصنفات األصلية‬
‫‪19‬‬ ‫‪...............................................................................................................................‬‬ ‫ثانيا‪ ،‬المصنفات المشتقة‬
‫‪22‬‬ ‫‪...........................................................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الحقوق ّ‬
‫المقررة للمؤلف على مصنفه‬
‫‪22‬‬ ‫‪..................................................................................................................... .........‬‬ ‫أوال‪ ،‬الحق األدبي للمؤلف‬
‫‪29‬‬ ‫‪................................................................... ....................................................... ...‬‬ ‫ثانيا‪ ،‬الحق المالي للمؤلف‬
‫‪34‬‬ ‫‪...................................................‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مدة حماية حق المؤلف ومصير المصنفات بعد اإلنقضاء‬
‫‪34‬‬ ‫‪...........................................................‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مدة الحماية القانونية للمصنفات في التشريع الجزائري‬
‫‪34‬‬ ‫‪...............................................................................................‬‬ ‫أوال‪ ،‬حساب مدة الحماية من تاريخ وفاة المؤلف‬
‫‪35‬‬ ‫‪.................................................................... ..........................‬‬ ‫ثانيا‪ ،‬حساب مدة الحماية من تاريخ النشر األول‬
‫‪37‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫ثالثا‪ ،‬حساب مدة الحماية من تاريخ وضع المصنف رهن للتداول‬
‫‪37‬‬ ‫‪........................................................................................‬‬ ‫رابعا‪ ،‬حساب مدة الحماية من تاريخ إنجاز المصنف‬
‫‪38‬‬ ‫‪..................................................................................‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مصير المصنفات بعد إنقضاء مدة الحماية‬
‫‪40‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬النطاق الشخصي لحماية حق المؤلف‬
‫‪...................................................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المؤِّّلف المحمي قانونا ‪40 .............................................................................................................‬‬


‫‪40‬‬ ‫‪..............................................................................................................‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف المؤلف في الفقه‬
‫‪42‬‬ ‫‪...........................................................................................‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف المؤلف في التشريع الجزائري‬
‫‪42‬‬ ‫‪............................................................................................................‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬صور وحاالت التأليف‬
‫‪42‬‬ ‫‪..................................................................................................‬‬ ‫الفرع األول‪:‬التأليف الذي يصدره مؤلف واحد‬
‫‪43‬‬ ‫‪.................................................... ......................................................................‬‬ ‫أوال‪ ،‬المؤلف شخص طبيعي‬
‫‪43‬‬ ‫‪................................................... ......................................................................‬‬ ‫ثانيا‪ ،‬المؤلف شخص معنوي‬
‫‪45‬‬ ‫‪............................................... .........................................‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬المؤلفات الصادرة عن مؤلفين متعددين‬
‫‪45‬‬ ‫‪...............................................................................................................‬‬ ‫أوال‪ ،‬المؤلف في المصنف الجماعي‬
‫الفهرس‬

‫‪47‬‬ ‫‪...............................................................................................................‬‬ ‫ثانيا‪ ،‬المؤلف في المصنف المشترك‬


‫‪48‬‬ ‫‪.................................................................................................................‬‬ ‫ثالثا‪ ،‬المؤلف في المصنف المركب‬
‫‪51‬‬ ‫‪............................................................. ......................................................................‬‬ ‫خالصة الفصل األول‬
‫‪52‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬اليات حماية حق المؤلف في التشريع الجزائري‬
‫‪54‬‬ ‫‪...............................................................................................‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬الحماية القضائية لحق المؤلف‬
‫‪54‬‬ ‫‪.................................................................................................‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬الحماية اإلجرائية لحق المؤلف‬
‫‪55‬‬ ‫‪.........................................................................‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬حماية حق المؤلف عن طريق اإلجراءات الوقائية‬
‫‪55‬‬ ‫‪......................................................................................................‬‬ ‫أوال‪ ،‬تقديم وصف شامل ومفصل للمصنف‬
‫‪56‬‬ ‫‪.................................................................................................................‬‬ ‫ثانيا‪ ،‬وقف اإلعتداء على المصنف‬
‫‪56‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫الفرع الثّاني‪ :‬حماية حق المؤلف عن طريق اإلجراءات التحفظية‬
‫‪57‬‬ ‫‪.............................................. ......................................................................‬‬ ‫أوال‪ ،‬تعريف اإلجراءات التحفظية‬
‫‪57‬‬ ‫‪.............................................. ......................................................................‬‬ ‫ثانيا‪ ،‬صور اإلجراءات التحفظية‬
‫‪61‬‬ ‫‪.................................................................................................‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الحماية المدنية لحق المؤلف‬
‫‪61‬‬ ‫‪.......................................................................................................‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬رفع دعوى المسؤولية المدنية‬
‫‪62‬‬ ‫‪..................................................................... .........................................‬‬ ‫أوال‪ ،‬تعريف دعوى المسؤولية المدنية‬
‫‪63‬‬ ‫‪............................................................... .........................................‬‬ ‫ثانيا‪ ،‬شروط رفع دعوى المسؤولية المدنية‬
‫‪64‬‬ ‫‪...........................................................................................................‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أركان المسؤولية المدنية‬
‫‪64‬‬ ‫‪............................................................................ ......................................................................‬‬ ‫أوال‪ ،‬الخطأ‬
‫‪65‬‬ ‫‪........................................................................ ......................................................................‬‬ ‫ثانيا ‪ ،‬الضرر‬
‫‪66‬‬ ‫‪.........................................................................................................‬‬ ‫ثالثا‪ ،‬العالقة السببية بين الخطأ والضرر‬
‫‪67‬‬ ‫‪...................................................................................................‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬أثار دعوى المسؤولية المدنية‬
‫‪67‬‬ ‫‪.................................... ......................................................................‬‬ ‫أوال‪ ،‬التعويض عن طريق التنفيذ العيني‬
‫‪68‬‬ ‫‪...................................................................................................................‬‬ ‫ثانيا‪ ،‬التعويض بمقابل ( النقدي)‬
‫‪69‬‬ ‫‪..................................................................................................‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬الحماية الجزائية لحق المؤلف‬
‫‪70‬‬ ‫‪.................................................................................................................‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تجريم تقليد المصنفات‬
‫‪70‬‬ ‫‪..............................................................................................................................‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريف جريمة التقليد‬
‫‪70‬‬ ‫‪....................................................... ......................................................................‬‬ ‫ثانيا‪ ،‬أركان جريمة التقليد‬
‫‪74‬‬ ‫‪...................................................................................................‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬العقوبات المقررة لجريمة التقليد‬
‫‪74‬‬ ‫‪............................................................ ......................................................................‬‬ ‫أوال‪ ،‬العقوبات األصلية‬
‫‪75‬‬ ‫‪.......................................................... ......................................................................‬‬ ‫ثانيا‪ ،‬العقوبات التكميلية‬
‫‪78‬‬ ‫‪........................................................... .........................................‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الجرائم المشابهة لجريمة التقليد‬
‫‪78‬‬ ‫‪...........................................................................................................‬‬ ‫أوال‪ ،‬جريمة التعامل في مصنفات مقلدة‬
‫‪80‬‬ ‫‪.......................................................................................‬‬ ‫ثانيا‪ ،‬الرفض العمدي لدفع المكافأة المستحقة للمؤلف‬
‫‪81‬‬ ‫‪..................................................................‬‬ ‫المبحث ال ّثاني‪ :‬الحماية اإلدارية لحق المؤلف في التشريع الجزائري‬
‫الفهرس‬

‫‪81‬‬ ‫‪...................................................................................................‬‬ ‫المتخصصة‬


‫ّ‬ ‫المطلب األول‪ :‬الهيئات اإلدارية‬
‫‪81‬‬ ‫‪......................................................................‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬طبيعة الديوان الوطني لحقوق المؤلف وبيان تنظيمه‬
‫‪81‬‬ ‫‪...........................................................................‬‬ ‫أوال‪ ،‬طبيعة الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة‬
‫‪82‬‬ ‫‪..........................................................................‬‬ ‫ثانيا‪ ،‬تنظيم الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة‬
‫‪85‬‬ ‫‪.......................................................‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إختصاصات الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة‬
‫‪86‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬دور الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة في الحد من ظاهرة التقليد‬
‫‪87‬‬ ‫‪.................................................. .........................................‬‬ ‫متخصصة‬
‫ّ‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الهيئات اإلدارية الغير‬
‫‪88‬‬ ‫‪...................................................... ......................................................................‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬هيئة الجمارك‬
‫‪88‬‬ ‫‪....................................................... ......................................................................‬‬ ‫أوال‪ ،‬تعريف هيئة الجمارك‬
‫‪88‬‬ ‫‪......................................................................................‬‬ ‫ثانيا‪ ،‬طبيعة الحقوق المحمية من طرف هيئة الجمارك‬
‫‪89‬‬ ‫‪....................................... ............................. .........................................‬‬ ‫ثالثا‪ ،‬مهام وصالحيات هيئة الجمارك‬
‫‪90‬‬ ‫تدخلها‪......................................................................‬‬ ‫رابعا‪ ،‬دور هيئة الجمارك في حماية حقوق المؤلف وطرق‬
‫‪93‬‬ ‫‪..............................................................................................................................‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬هيئة التجارة‬
‫‪93‬‬ ‫‪......................................................... ......................................................................‬‬ ‫أوال‪ ،‬تعريف هيئة التجارة‬
‫‪93‬‬ ‫‪......................................................................................................................‬‬ ‫ثانيا‪ ،‬إختصاصات هيئة التجارة‬
‫‪94‬‬ ‫‪.......................................‬‬ ‫ثالثا‪ ،‬أساليب ممارسة هيئة التجارة الختصاصاتها في مجال حماية حقوق الملكية الفكرية‬
‫‪97‬‬ ‫‪............................................................. ......................................................................‬‬ ‫خالصة الفصل األول‬
‫‪98‬‬ ‫‪................................................................................... ......................................................................‬‬ ‫خاتمة‬
‫‪100‬‬ ‫‪.................................................................................................................... ...........‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫‪110‬‬ ‫‪........................................................................................................................... ...........................‬‬ ‫الفهرس‬
‫ وهي أهمية تنبثق‬، ‫لطالما كان لإلهتمام بحقوق المؤلف أهمية خاصة في مختلف المجاالت الحياتية لإلنسان‬
."‫ "اإلبداعات الفكرية‬: ‫من قيمة ما ترد عليه من موضوعات‬

‫نصه على مختلف هذه الحقوق في تشريعاته لحقوق المؤلف‬ ّ ‫المشرع الجزائري من خالل‬
ّ ‫هذه المسألة أدركها‬
.‫النصوص التّنظيمية‬ ّ ‫ وهو األمر الذي‬، 05 – 03 ‫ والتي كان آخرها األمر‬،‫والحقوق المجاورة‬
ّ ‫دعمه بالعديد من‬

‫ ال يش ّكل قيمة في‬،‫النص على هذا النوع من الحقوق في بناء المجتمعات‬


ّ ‫المشرع لقيمة‬
ّ ‫مع ذلك فإن إدراك‬
‫ وهو المسعى الملحوظ‬،‫حد ذاته؛ إن لم تكتمل رؤيته التّشريعية ببناء إطار قانوني متكامل لحماية تلك الحقوق‬
ّ
‫ وإما‬، ‫ المتعّلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة‬05 – 03 ‫ إما من خالل األمر‬،‫المشرع الجزائري‬
ّ ‫بالفعل على‬

ّ ‫من خالل نصوص قانونية أخرى‬


.‫متفرقة‬

‫تبنيه لمنهج الحماية القانونية لحقوق المؤلف في مختلف نصوصه‬


ّ ‫المشرع الجزائري عند‬
ّ ‫والقول بسالمة موقف‬
‫ وإختالف‬،‫كتعدد طرق الحماية التي بسطها‬
ّ ‫ إذ فيه ما يحسب له من األحكام‬،‫القانونية؛ ال يعني تزكيته بالضرورة‬
‫ أو عدم وجود أحكام ضرورية من األساس في‬،‫ وفيه ما يحسب عليه كتناقض بعض تلك األحكام أحيانا‬،‫آلياتها‬
.‫أحيان أخرى‬

Résumé

Les droits d’auteur ont toujours fait l’objet d’un intérêt particulier
important dans les différents domaines de la vie de l’homme. Ceci découle
de la valeur des sujets : « les créations intellectuelles ».

Ce problème a été pris en compte par le législateur algérien à travers le


texte sur les différents droits dans la législation concernant les droits
d’auteur et les droits voisins notamment l’ordonnance 03-05 qui a été
appuyée par plusieurs textes organiques.

En plus, la prise en compte de l’importance du texte par le législateur


concernant ce genre de droits dans le développement des sociétés. Au cas
où sa vision législative n’arrive pas à ses fins pour l’élaboration d’un cadre
juridique complet en vue de protéger ces droits, cette prise en compte
n’aura aucune valeur. Cette initiative de la part du législateur algérien soit
à travers l’ordonnance 03-05 relative aux droits d’auteur et droits voisins
soit à travers d’autres textes juridiques divers.

Le fait de dire que la position du législateur algérien est judicieuse


concernant sa prise en charge de la procédure de la protection légale des

You might also like