You are on page 1of 11

‫‪Issn:2507-7333/ Eissn: 2676-1742‬‬ ‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر‬

‫جملة العلوم القانونية و االجتماعية‬

‫‪Journal of legal and social studies‬‬


‫‪Issn: 2507-7333‬‬
‫‪Eissn: 2676-1742‬‬

‫أمر االداء على ضوء ق انون االجراءات المدنية واإلدارية‬


‫‪Performance Order in light of the Code of Civil and Administrative‬‬
‫‪Procedures‬‬

‫الدكتور‪ :‬فرحات فرحات‬


‫جامعة الجزائر ‪10‬‬
‫‪aminislam2015ferhat@gmail.com‬‬

‫الدكتورة‪ :‬بوسنان وفاء‬


‫جامعة الجزائر ‪10‬‬
‫‪aminislam2015ferhat@gmail.com‬‬

‫تاريخ النشر‪0099/09/09:‬‬ ‫تاريخ القبول‪0099/07/98 :‬‬ ‫تاريخ ارسال المقال‪0099/07/09 :‬‬

‫المرسل‪ :‬الدكتور‪ :‬فرحات فرحات‬

‫‪232‬‬ ‫اجمللد الرابع ــ العدد الثالث ــ السنة سبتمرب ‪ 9102‬ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي ‪05‬‬
‫‪Issn:2507-7333/ Eissn: 2676-1742‬‬ ‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر‬

‫الدكتور فرحات فرحات ـ الدكتورة‪ :‬بوسنان وفاء ‪‬‬ ‫امر االداء على ضوء قانون االجراءات املدنية واإلدارية‬

‫ملخص‪ :‬ان أمر األداء مفيد يف جمال حتصيل الديون املدنية و التجارية و التوسع فيه سيسمح بتخفيض الضغط‬
‫الناجم عن تراكم القضايا يف اجلهات القضائية و يتميز بالسرعة و بالبساطة و متاشيا مع أمهية موضوع أمر األداء‬
‫بالنسبة للقاضي و املتقاضي فإننا تطرقنا إىل كل النقاط املتعلقة بنظامه من خالل طرح و معاجلة اإلشكاالت‬
‫املرتبطة مبفهومه و شروطه و اإلجراءات املتبعة إلستصداره و كذا اإلختصاص و طرق الطعن و سقوطه و تنفيذه‬
‫حىت اإلملام باملوضوع ‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬امر االداء ‪،‬استصدار اوامر االداء‪ ،‬االوامر القضائية‪.‬‬

‫‪Abstract:‬‬
‫‪The performance order is useful in the collection and expansion of civil‬‬
‫‪and commercial debts. It will allow the reduction of pressure resulting from the‬‬
‫‪accumulation of cases in the judiciary and is characterized by speed and‬‬
‫‪simplicity. In line with the importance of the issue of performance order for the‬‬
‫‪judge and the litigant, we discussed all the points related to his system through‬‬
‫‪And to deal with the problems associated with the concept and conditions and‬‬
‫‪procedures followed for the issuance of such jurisdiction and methods of appeal‬‬
‫‪and fall and implementation until the knowledge of the subject.‬‬
‫‪key words: Performance orders, performance orders, judicial orders.‬‬

‫‪233‬‬ ‫اجمللد الرابع ــ العدد الثالث ــ السنة سبتمرب ‪ 9102‬ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي ‪05‬‬
‫‪Issn:2507-7333/ Eissn: 2676-1742‬‬ ‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر‬

‫مق ّدمة‪:‬‬
‫ليس كل ما يصدر عن عمل و نشاط اجلهات القضائية يعترب عمال قضائيا ينتهي حبكم قضائي ‪،‬فإىل جانب‬
‫العمل القضائي تقوم بأعمال أخرى ال يصدق عليها و صف العمل القضائي باملعىن الضيق و اليت ال يشرتط‬
‫فيها أن تنطوي على نزاع أو خصومة قضائية الغرض منها إصدار حكم فيها و إمنا ينظرها مبوجب السلطة الوالئية‬
‫و ليس مبوجب سلطة القضائية ‪.‬‬
‫فاجلهات القضائية إذا فصلت يف خصومة و إتبعت قواعد األحكام تكون قد قامت بأعمال قضائية فإهنا تصدر‬
‫أحكاما ال جيوز للقاضي الرتاجع عنه او تعديله او الغاءه النه حيوز حجية الشي املقضي فيه إال بإتباع طرق الطعن‬
‫املقررة قانونا‪ ،‬أما إذا كانت جمرد اختاذ إجراءات وقتية حتفظية أي قامت بأعمال والئية فإهنا تصدر أوامر ‪.‬‬
‫غري أن هذا املعيار ليس دقيقا فقد تندرج حتت لفظ احلكم بعض االوامر اليت تصدر عن اجلهات القضائية بالرغم‬
‫من هأهنا ال تفصل يف منازعة بني اخلصوم و من جهة أخرى قد تصدر اجلهات القضائية يف بعض احلاالت قضاء‬
‫قطعيا ملزما و مع هذا ال يتخذ شكل حلكم مثل أوامر األداء ‪.‬‬
‫املشرع اجلزائري قد جلأ إىل نظام األوامر بصدد بعض األعمال القضائية ‪ ،‬إستثناء من القواعد العامة يف رفع‬
‫الدعاوي القضائية كما هو احلال بالنسبة ألوامر األداء و اليت يصدرها القاضي مبوجب سلطته القضائية و اليت‬
‫تتضمن تأكيدا قطعيا ملزما لوجود احلق و مقداره وعليه ميكن طرح التساؤل التايل كيف عاجل املشرع نظام االوامر‬
‫االداء يف قانون االجراءات املدنية واإلدارية‪.‬‬
‫و تعترب دراسة موضوع النظام القانوين ألوامر األداء و طرق الطعن فيها أمهية من حيث فكرهتا العامة و طبيعتها‬
‫الفنية و حدود سلطة القاضي يف إصدارها و ما يرتتب من أثار على صدورها و مراجعتها من قبل القاضي الذي‬
‫أصدرها هبدف تصحيحها و تفسريها و إكماهلا و الطعن فيهاوهلذا قمنا بتقسيم موضوع الدراسة ال مبحثني‬
‫تناولنا فيه اإلطار العام للنظام القانوين ألمر األداء حبيث قسمناه اىل مطلبني مفهوم أمر األداء كمطلب اول‬
‫الشروط املوضوعية و التشكيلية إلستصدار أمر األداء و الفصل فيه كمطلب ثاني اما يف املبحث الثاين تطرقنا فيه‬
‫اىل اإلختصاص بأمر اآلداء و طرق الطعن فيها‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬اإلطار العام النظام القانوني ألمر األداء‬


‫تعترب أوامر األداء أبسط صيغة خمولة للدائن و أقصرها مدة من أجل إستعادة الدين دون احلاجة إىل رفع دعوى‬
‫قضائية وفقا للقواعد العامة‪ 1‬ومن اجل التعريف بالنظام القانوين ألمر اآلداء البد من التطرق إىل حتديد مفهوم‬
‫أمر اآلداء من خالل تعريفه مث التطرق اىل الشروط الواجب توافرها‪.‬‬
‫األول‪ :‬مفهوم أمر األداء‬
‫المطلب ّ‬
‫إ هن حتديد مفهوم أمر اآلداء يقتضي منها تعريفه مث حتديد طبيعة امر االداء و أخريا متييزه عن بعض النظم املشاهبة‬
‫له كاحلكم و أوامر على عريضة‪.‬‬
‫الفرع االول ‪ :‬تعريف األمر باألداء ‪:‬‬

‫‪232‬‬ ‫اجمللد الرابع ــ العدد الثالث ــ السنة سبتمرب ‪ 9102‬ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي ‪05‬‬
‫‪Issn:2507-7333/ Eissn: 2676-1742‬‬ ‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر‬

‫من خالل دراسة النصوص املنظمة لألمر االداء نالحظ أن املشرع اجلزائري مل يعط تعريفا قانونيا و امنا إكتفى‬
‫ببيان األحكام املنظمة له من شروط و إجراءات و طرق الطعن‪.‬‬
‫وعليه البد بالرجوع إىل الفقه لتعريفه وحتديد مقاصده حبيث هناك من عرف األوامر على اهنا كل ما يصدره‬
‫القاضي من قرارات بناء على طلب اخلصم من غري مرافعة و دون تكليف اخلصم اآلخر باحلضور و يف غيبته‬
‫كأوام ر األداء على العرائض و أوامر التقدير و هذا عند ما تشتمل هذه األوامر مقومات السند التنفيذي و‬
‫ختضع هذه األوامر لطرق طعن خاصة هبا هي التظلم‪.2‬‬
‫كما عرف بأنه وسيلة خاصة لإللتجاء إىل القضاء و ذلك للمطالبة حبق كان من املفروض أن يتم بطريق الدعوى‬
‫القضائية و هو ال طريق العادي للمطالبات القضائية لوال تدخل املشرع اجلزائري و ضمن تلك اإلجراءات‬
‫اإلستثنائية اليت جتعل من نظام أوامر األداء تتسم بالبساطة و قلة التكاليف و السرعة و تاليف العيوب اليت قد‬
‫تنشأ عن طلب احلماية القضائية للحقوق و املراكز القانونية يف تشكيل الدعوى القضائية و إتباع نظام أوامر األداء‬
‫ال حيقق مصلحة الدائن فحسب من خالل إشفاء حقه بإجراءات بسيطة يف وقت قصري و إهمنا حيقق املصلحة‬
‫العامة يف حسن سري القضاء العام يف الدولة و ذلك يتفرغ احملاكم لنظر لدعاوى القضائية اليت تنطوي على نزاع‬
‫جدي ‪. 3‬‬
‫كما يرى البعض أ ن املشرع قد يلجأ إىل نظام أوامر األداء بصد بعض األعمال القضائية و يعد ذلك إستثناء عن‬
‫القواعد العامة يف االلتجاء إىل القضاء بوسيلة الدعوى مثل أوامر األداء اليت يصدرها القاضي مبوجب سلطته‬
‫القضائية‪.4‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬طبيعة أمر األداء ‪:‬‬
‫لقد اختلفت اآلراء حول طبيعة أمر األداء ‪ ،‬فريى البعض أ ههنا تصدر بصدد عمل والئي أي ضمن وظيفة والئية‬
‫أي يؤدي القاضي وظيفة والئية حيته و يربر أصحاب هذا الرأي إىل أ هن املشرع قصد من من وجوب إستصدار أمر‬
‫األداء بدال من عرض النزاع على احملكمة ‪ ،‬التسهيل على اجلهات القضائية و توفري الوقت و اجلهد مبباشرة وظيفة‬
‫والئية ميسرة و أنه إجراء إستصدار أمر األداء يتم بغري مرافعة و يف غفلة من اخلصم اآلخر و يستند أصحاب‬
‫هذا الرأي لتأكيد وجهة نظرهم إىل تشابه إجراءات إستصدار أوامر األداء و إجراءات أوامر على العرائض و أن‬
‫سلطة القاضي املختص بأمر األداء هي ذ ات السلطة املخولة لقاضي األمور الوقتية عند إستصدار األوامر على‬
‫العرائض‪. 5‬‬
‫هأما غالبية الشراح تتجه إىل أ هن األمر األداء هو عمل قضائي ‪ ،‬إذ يتضمن قضاء يف خصومة و أنهه يصدر من‬
‫القاضي يف موضوع دعوى رفعت باإلجراءات اليت رمسها القانون هلذه الدعوى فالقانون أوجب إتباع نظام أوامر‬
‫األداء و إعتربه طريقا لرفع الدعوى إستثناء عن القواعد العامة يف حالة املطالبة باحلقوق الثابتة بالكتابة حىت و لو‬
‫كانت عرفية ‪ 6‬و على هذا يعد طلب إستصدار أمر األداء مطالبة قضائية أمام القضاء يقضي بإلزام املدين بأداء‬
‫احلق و هو قضاء قطعي ملزم فيكون عمله عمال قضائيا‪. 7‬‬

‫‪232‬‬ ‫اجمللد الرابع ــ العدد الثالث ــ السنة سبتمرب ‪ 9102‬ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي ‪05‬‬
‫‪Issn:2507-7333/ Eissn: 2676-1742‬‬ ‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر‬

‫و خالصة ما تقدم يف طبيعة امر األداء إن كان عمال و الئيا أم قضائيا فبالنسبة للقانون اجلزائري فاألرجح أنهه‬
‫قضائيا خاصة عند إستقراء نص م ‪ 603‬قانون إجراءات مدنية و إدارية " خالفا للقواعد العامة املقررة يف رفع‬
‫الدعوى جيوز للدائن ‪ ".......‬يتبني بوضوح و يؤكد أن طلب إستصدار أمر األداء بالطريق الذي حدده املشرع‬
‫هو وسيلة خاصة لاللتجاء إىل القضاء للمطالبة حبق كان من املفروض أن يتم بطريق الدعوى و هي الطريق‬
‫العادي للمطالبات القضائية لوال نص املشرع على هذه اإلجراءات اخلاصة و اإلستثنائية ‪.‬‬
‫و ما يؤكد أيضا إعتبار أمر األداء مطالبة قضائية يفصل فيها القاضي املختص بقضاء قطي ‪ ،‬ملزم إستلزام آداء‬
‫الرسم كامال و أن يرفق الدائن ما يدل على أداء هذا الرسم ‪.‬‬
‫كما تضمنت املادة ‪ 603‬قانون إجراءات مدنية و إدارية حكما يؤكد الطابع القضائي ألمر األداء ‪ " :‬أنهه حيوز‬
‫قوة ا لشيء املقضي به إذا مل يرفع اإلعرتاض يف األجل احملدد و متنح للدائن الصيغة التنفيذية بعد تقدمي شهادة‬
‫عدم اإلعرتاض ‪.‬‬
‫و يرتتب على إعتبار أمر األداء عمال قضائيا هو انه حيوز حجية الشيء املقتضي فيه و تكون هذه احلجية بني‬
‫اخلصوم أنفسهم فال جيوز عرض املوضوع أمام القاضي ‪ ،‬كما جيب على هذا األخري أن ميتنع من تلقاء نفسه عن‬
‫إعادة النظر يف طلب أمر األداء إذا كان قد سبق إصداره بذات احلق أي يف ذات الطلب و ال يزال األمر قائما مل‬
‫يسقط ‪ ،‬كما يعترب أمر األداء سندا تنفيذيا إلشتماله على قضاء قطعي ملزم طبقا لنص م ‪ 300‬قانون إجراءات‬
‫مدنية إدارية ‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬تمييز أمر األداء عن النظم المشابهة له‬
‫وهنا جيب التمييز بني امر االداء واالوامر على العرائض على اعتبار اهنما من نفس النظام هذا من جهة ومن جهة‬
‫اخرى منيز امر االداء على االحكام القضائية لتحديد اوجه الشبه ونقاط االختالف‪.‬‬
‫‪/0‬التفرقة بين أمر األداء و األمر على عريضة ‪ :‬تعد األوامر على العرائض هي الشكل النمودجي ألعمال‬
‫الوالئية اليت ال يتضمن نظر النزاع أو فصال يف خصومه ‪،8‬فهي هتدف إىل احملافظة على أوضاع معينة حينما حيني‬
‫وقت احلسم النزاع أمام السلطة القضائية ‪ ،‬حبيث جيوز للقاضي أن يستعمل سلطته الوالئية أي اصدار األمر على‬
‫عريضة و لو مل تكن دعوى يف املوضوع أمام القضاء‪ ،9‬و قد نص املشرع على الطابع املؤقت لألوامر على‬
‫العرائض من خالل نص م ‪ 610‬الفقرة الثالثة من قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية ‪ 10‬كما إعتربها سندات‬
‫تنفيذية املادة ‪ 300‬من قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية و منه ميكن حصر أوجه التفرقة بني أمر األداء و األمر‬
‫على عريضة يف ‪:‬‬
‫أمر األداء يصدر يف أصل احلق عليه فهو حيوز حجية الشيء املقضي فيه‪ ،‬أما األوامر على عريضة فهي أوامر وقتية‬
‫طبقا لنص املادة ‪ 610‬قانون إجراءات مدنية و إدارية ال يصدر يف أصل احلق و هو ال حيوز حجية الشيء‬
‫املقضي فيهاي ميكن للقاضي الرتاجع عنه يف اي وقت بتعديله او الغائه ‪.‬‬
‫املعارضة يف األمر على عريضة غري جائزة و يكون للتنفيذ بناء على النسخة األصلية أي يكون مشمول بالنفاذ‬
‫املعجل القانوين و هذا ما تضمنه املواد ‪ 611‬من قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية و هو قابل للمراجعة يف حالة‬

‫‪232‬‬ ‫اجمللد الرابع ــ العدد الثالث ــ السنة سبتمرب ‪ 9102‬ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي ‪05‬‬
‫‪Issn:2507-7333/ Eissn: 2676-1742‬‬ ‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر‬

‫األمر م ‪ 613‬ق إ م إ أما أمر األداء فهو قابل لإلعرتاض‬ ‫اإلستجابة للطلب أمام القاضي الذي أصدر‬
‫بطريق اإلستعجال أمام القاضي الذي أصدره و لإلعرتاض أثر موقف لتنفيذ أمر األداء ‪ ،‬كما أ هن أمر األداء‬
‫يسقط يف خالل سنة من تاريخ صدوره إذا مل ميهر بالصيغة التنفيذية و ال يرتب أي أثر هأما األمر على عريضة‬
‫يسقط و اليرتب أي أثر إذا مل ينفذ خالل أجل ثالثة أشهر ‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ /2‬التفرقة بين أمر األداء و الحكم القضائي ‪ :‬احلكم هو قرار يصدر من احملكمة تنتهي به خصومة معينة‬
‫كما يعرف بأنه القرار الصادر من حمكمة مشكلة تشكيال قانونيا صحيحا يف خصومة رفعت إليها وفق قواعد‬
‫املرافعات سواء كان صادرا يف موضوع اخلصومة أو يف شق منه أو يف مسألة متفرعة عنه وعليه ميكن التمييز بني‬
‫أمر األداء و األحكام القضائية من خالل ان أمر األداء يصدر يف غيبة اخلصم دون اإلعالن أو مواجهة اخلصم‬
‫و على ذلك فإن عريضة األمر باألداء ال تعلن إىل اخلصم إال بعد إجابة الطالب إىل طلبه ‪ ،‬هأما احلكم ال بد أن‬
‫يصدر بني طريف الدعوى حتقيقا ملبدأ الوجاهية و هذا ما نصت عليه املادة الثالثة من قانون اإلجراءات املدنية و‬
‫اإلدارية ‪، 12‬كما ال يلزم ذكر األسباب اليت قام عليها أمر األداء سواء كان باإلجياب أو الرفض يف حني احلكم‬
‫ال بد أن يكون مسببا و هذا ما نصت عليه املادة ‪ 322‬قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية‪ ،‬باالظافة ان احلكم‬
‫يتم النطق به علنيا يف حني ان أمر األداء غري ذلك ‪ ،‬اما إجراءات احلكم تبدأ بإيداع عريضة و الفصل فيها‬
‫مستوفية لبياناهتا احملددة قانونا على أن يقوم بتبليغها بواسطة احملضر القضائي إىل املدعى عليه يف أجل قانوين لكي‬
‫يستطيع إبداء دفاعه و مساع أقواله أل هن إجراءات احلكم تتخذ يف مواجهة اخلصم بينما اإلجراءات يف أمر األداء‬
‫تتم وفقا لإلجراءات احملددة يف املادة ‪ 603‬من قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الشروط الموضوعية و الشكلية الستصدار أمر األداء‬
‫نتطرق يف هذا املطلب اىل حتديد الشروط املوضوعية للجوء إىل أمر األداء كفرع اول و الشروط الشكلية الستصدار‬
‫أمر األداء كفرع ثاين وأخريا إجراءات استصدار أمر األداء كفرع ثالث‬
‫الفرع األول ‪ :‬الشروط الموضوعية الستصدار أمر األداء ‪:‬‬
‫نص املشرع اجلزائري على الشروط املوضوعية الالزم توافرها يف احلق موضوع أمر األداء يف املادة ‪ 603‬قانون‬
‫اإلجراءات املدنية و اإلدارية ‪.‬‬
‫‪/0‬أن يكون الدين محل اإللتزام مبلغا من النقود‪ :‬يعترب شرط الدين نقدي شرطا موضوعيا يتعني توافره يف احلق‬
‫موضوع أمر األداء بإعتبار أنهه شرط الزم لإللتجاء إىل أمر األداء و ليس شرطا الزما لصحة اإلجراءات املقررة‬
‫لإللتجاء إىل هذا الطريق‪.13‬‬
‫‪ /2‬يجب أن يكون الدين ( مبلغ النقود ) معين المقدار ‪:‬تطلبت املادة ‪ 603‬من قانون اإلجراءات املدنية و‬
‫اإلدارية أن يكون الدين معني املقدار و مرجع هذا التعيني إحتمال املنازعة فيه بني املدين و الدائن و ذلك حىت ال‬
‫يكون للقاضي سلطة التقدير ‪.‬‬
‫‪/6‬أ ّن يكون الدين حال األداء و مستحقا ‪ :‬إستلزم املشرع توافر هذا الشرط من أجل املطالبة القضائية حبيث ال‬
‫يكون للدائن وفقا للقواعد العامة املطالبة به أمام القضاء إال إذا كان هذا احلق حال األداء أي مستحقا و يعترب‬
‫‪232‬‬ ‫اجمللد الرابع ــ العدد الثالث ــ السنة سبتمرب ‪ 9102‬ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي ‪05‬‬
‫‪Issn:2507-7333/ Eissn: 2676-1742‬‬ ‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر‬

‫شرط حلول اجل األداء و إستحقاقه شرطا موضوعيا بإعتباره شرطا الزما إلتباع أوامر األداء أي متعلقا باحلق‬
‫موضوع األداء و يرتتب عن عدم استفاء احلق إمتناع القاضي عن إصدار األمر و يصد أمرا بالرفض‪. 14‬‬
‫‪ /4‬أن يكون الدين ثابتا بالكتابة ‪ :‬إشرتط املشرع أن يكون احلق ثابتا بالكتابة و السبب من ذلك حىت يكون‬
‫بعيدا عن نزاع جدي فالكتابة هنا ال بد أن تكون كافية بذاهتا يف إثبات وجود الدين و إستحقاقه ‪ ،‬و غاية‬
‫املشرع من تأكيد الكتابة العرفية أن الديون املثبتة مبوجب عقود رمسية توثيقية حممية بالقوة التنفيذية هلذه السندات‬
‫و ما ضمنته م ‪ 300‬قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية ‪.‬‬
‫و قد أعطى املشرع أمثلة عن الكتابة العرفية كأن تتضمن اإلعرتاف بدين أو فاتورة مؤشر عليها من طرف املدين‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬الشروط الشكلية إلستصدار أمر األداء ‪:‬‬
‫يقصد به الشكل احملدد قانونا لاللتجاء إىل القضاء أي اإلجراءات املقررة لطريق أمر األداء و الشكل الواجب‬
‫توافره و يرتتب على ختلف الشروط الشكلية إلصدار أمر األداء رفض الطلب‪ 15‬و قد نص املشرع اجلزائري على‬
‫هذه الشروط من خالل نص م ‪. 603‬‬
‫‪/0‬تقديم العريضة ‪ :‬نصت املادة ‪ 603‬قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية على تقدمي طلب إستصدار أمر األداء‬
‫يف شكل عريضة على نسختني حتتوي على ‪- :‬إسم ولقب الدائن و موطنه احلقيقي أو املختار يف اجلزائر ‪-‬إسم و‬
‫لقب املدين و موطنه احلقيقي أو املوطن املختار يف اجلزائر ‪-‬ذكر تسمية و طبيعة الشخص املعنوي و مقره‬
‫اإلجتماعي وصفة ممثله القانوين و اإلتفاقي ‪-‬عرض موجز عن سبب الدين و مقداره ‪ ،‬و ذكر هذا البيان ال يغين‬
‫من إرفاق سند الدين بالعريضة إذ البد من إرفاقه لسند الكتايب املثبت للدين النقدي ‪ ،‬و يف حالة العكس على‬
‫القاضي أن يأمر برفض الطلب ‪. 16‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬إجراءات إستصدار أمر األداء ‪.‬‬
‫نص املشرع على إجراءات البث و الفصل يف الطلب يف املادة ‪ 602‬قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية وعليه بعد‬
‫تقدمي الطلب يتعني على القاضي التدقيق و تفحص يف مدى توافر الشروط السابق ذكرها فاذا مل تتوافر ذلك أصدر‬
‫أمر برفض الطلب ‪ ،‬أما اذا تني له توافر الشروط أصدر أمرا باألداء ‪.‬‬
‫‪ /1‬إصدار أمر بالرفض ‪ :‬تنص املادة ‪ 602‬قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية على أنه " يفصل الرئيس يف‬
‫الطلب بأمر خالل أجل أقصاه مخسة أيام من تاريخ إيداع الطلب ‪ ،‬إذا تبني أن الدين ثابت أمر املدين بالوفاء‬
‫مببلغ الدين و املصاريف و إاله رفض الطلب‪.‬‬
‫األمر بالرفض غري قابل ألي طعن دون املساس حبق الدائن يف رفع دعوى وفقا للقواعد العامة اما اذا كان الطلب‬
‫املقدم غري مؤسس لعدم توافر شرط من شروط املوضوعية أو الشكلية أو رأى أنه غري خمتص حمليا أصدر أمرا‬
‫بالرفض ‪.‬‬

‫‪232‬‬ ‫اجمللد الرابع ــ العدد الثالث ــ السنة سبتمرب ‪ 9102‬ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي ‪05‬‬
‫‪Issn:2507-7333/ Eissn: 2676-1742‬‬ ‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر‬

‫و تطبيقا لنص املادة ‪ 602‬قانون إجراءات مدنية و إدارية فإنه يصدر أمرا بالرفض و منه على القاضي املختص (‬
‫رئيس احملكمة ) أن يصدر أمرا بالرفض مسببا و منفصال عن عريضة أمر األداء ‪ ،‬و جيب حتديد سبب الرفض‬
‫بدقة‪.17‬‬
‫كما يرتتب على أمر بالرفض عدم قابليته ألي طعن سواء باإلعرتاض أو الطرق العادية أو غري العادية و هذا ما‬
‫جاء به نص م ‪ 602‬من قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية ‪.‬‬
‫كما للقاضي املختص أن يصدر أمرا بالرفض إذا تبني أنهه غري خمتص مهما كان طبيعة هذا اإلختصاص سواء كان‬
‫حمليا أو نوعيا ‪. 18‬‬
‫‪ /3‬إصدار أمر باآلداء ‪ :‬نالحظ أ هن املشرع يف املادة ‪ 602‬قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية أكد على أنهه يف‬
‫حالة ما إذا تبني للقاضي املختص أن الدين ثابت يأمر املدين بالوفاء مببلغ الدين و املصاريف أي أنهه مل يقتصر‬
‫فقط األداء مببلغ الدين بل أضاف املصاريف ‪ ،‬و تشمل املصاريف القضائية طبقا لنص املادة ‪ 414‬من قانون‬
‫اإلجراءات املدنية و اإلدارية – الرسوم املستحقة للدولة و مصاريف الدعوى ‪. "......‬‬
‫و جيب أن يفصل بأمر مستقل حبيث يشتمل األمر على البيانات الالزمة و ذلك إلعتباره سندا تنفيذيا مىت حاز‬
‫حجية الشيء املقتضى به طبقا لنص املادة ‪ 300‬قانون إجراءات مدنية و إدارية ‪ ، 19‬و يشمل وقائع الطلب و‬
‫أسانيده و املبلغ الواجب آداؤه من أصل و فوائد و حىت املصاريف القضائية ‪،‬كما جيب ان يتضمن األمر إسم‬
‫املدين و حمل إقامته و كذا إسم و لقب الدائن و موطنه احلقيقي أو املختار ‪.‬‬
‫و بعد توقيع األمر من طرف الرئيس يقوم رئيس أمناء الضبط بتسليم نسخة رمسية من أمر األداء إىل الدائن ليقوم‬
‫هذا االخري بتبليغ األمر باألداء إىل املدين تبليغا رمسيا مع تكليفه بالوفاء بأصل الدين و املصاريف يف أجل ‪11‬‬
‫يوما و جيب أن يتضمن التكليف بالوفاء و حتت طائلة البطالن أن للمدين حق اإلعرتاض على أمر األداء يف‬
‫خالل مخسة عشر يوما من تاريخ التبليغ الرمسي ‪. 20‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬اإلختصاص باستصدار أمر اآلداء‬
‫نتطرق يف هذا املبحث اىل مسالة االختصاص باستصدار اوامر االداء سواء االختصاص النوعي اواالقليمي وهذا يف‬
‫مطلب اول و مسالة مراجعة هاته االوامر من خالل طرق الطعن فيها كمطلب ثاين‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬االختصاص النوعي واإلقليمي في إصدار أمر األداء‬
‫سنت عرض يف هذا املطلب دراسة اإلختصاص بأوامر األداء اإلختصاص النوعي يف الفرع األول مت اإلختصاص‬
‫اإلقليمي يف الفرع الثاين ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬االختصاص النوعي في إصدار أمر األداء‬
‫طبقا لنص املادة ‪ 603‬قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية فقد أوكل املشرع مهمة النظر يف الفصل يف أوامر األداء‬
‫إىل رئيس احملكمة صراحة ‪ ، 21‬و تقدمي الطلب إىل رئيس احملكمة هو من النظام العام على القاضي أن يتحقق‬
‫منه و مراعاته من تلقاء نفسه ‪ ،‬فإذا تبني أنهه غري خمتص بالطلب يرفض إصدار أمر األداء ‪ ،‬كما ال جيوز إتفاق‬
‫املدين و الدائن على خمالفته مقدما بإعتباره من النظام العام ‪.‬‬

‫‪232‬‬ ‫اجمللد الرابع ــ العدد الثالث ــ السنة سبتمرب ‪ 9102‬ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي ‪05‬‬
‫‪Issn:2507-7333/ Eissn: 2676-1742‬‬ ‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬االختصاص االقليمي في إصدار أمر األداء‬


‫نصت املادة ‪ 603‬من قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية ‪......... ":‬يقدم الطلب يف شكل عريضة على‬
‫نسختني إىل رئيس احملكمة اليت يوجد يف دائرة إختصاصها موطن املدين و طبقا هلذه املادة يكون اإلختصاص‬
‫حملكمة موطن املدين وهذا متاشيا مع القاعدة العامة يف اإلختصاص اإلقليمي املادة ‪ 62‬من قانون اإلجراءات املدنية‬
‫و اإلدارية اليت جتعل من موطن املدعى عليه معيارا لالحتصاص ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬طرق الطعن في أمر اآلداء‬
‫يف هذا املطلب نتطرق اىل الطعن يف امر االداء كآلية ملراجعة ماتضمنه االمر يف الفرع االول ‪ ،‬ويف الفرع الثاين‬
‫نتناول مسالة سقوط االمر وعدم ترتيبه الي اثر باالظافة اىل امكانية تنفيذ ماتضمنه امرال االداء‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬الطعن في أمر اآلداء ‪:‬‬
‫يف هذا الفرع نتطرق إىل شروط اإلعرتاض على أمر اآلداء و اآلثار املرتتبة عن ذلك مث نتطرق اىل حالة رفض طلب‬
‫إستصدار أمر باألداء على اعتبار انه غري قابل ألي طعن‪.‬‬
‫‪ /0‬شروط اإلعتراض على أمر اآلداء ‪:‬‬
‫نص عليها املشرع يف املادة ‪ 604‬من قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية وذلك حرصا على حق الدفاع للمدين عن‬
‫طريق عرض النزاع على رئيس احملكمة إلعادة النظر يف أمر اآلداء وميكن حصر هاته الشروط كمايلي‪:‬‬
‫‪ -‬الطعن باإلعرتاض ينصب على األوامر باآلداء اي نستبعد امر بالرفض و هذا ما نصت عليه املادة ‪ 604‬فقرة‬
‫أخرية ‪ " :‬األمر بالرفض غري قابل ألي طعن دون املساس حبق الدائن يف رفع دعوى وفقا للقواعد املقررة قانونا ‪" ،‬‬
‫‪ -‬ال جيوز اإلعرتاض على أمر اآلداء إاله من املدين الصادر ضده أمر اآلداء و هذا ما تضمنته املادة املادة ‪604‬‬
‫قانون اإلج راءات املدنية و اإلدارية ‪ ،‬و هو شرط يعرب عنه بالصفة إذ طبقا لنص املادة ‪ 16‬من نفس القانون‪22‬‬
‫كما يكون ذو الصفة يف هذا اإلعرتاض ورثة املدين ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يرفع اإلعرتاض يف أجل مخسة عشر (‪ )11‬يوما من التبليغ الرمسي ألمر اآلداء و هذا ما تستوجبه املادة ‪604‬‬
‫الفقرة الثانية ق إ م إ ‪ " :‬جيب أن يشار يف التكليف بالوفاء حتت طائلة البطالن بأن للمدين حق اإلعرتاض على‬
‫أمر اآلداء يف أجل مخسة عشر يوما تبدأ من تاريخ التبليغ الرمسي "‬
‫‪ -‬عريضة الطعن باإلعرتاض استعجالية وهذا مانصت عليه املادة ‪ 6 /604‬قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية ‪" :‬‬
‫يقدم اإلعرتاض على أمر اآلداء بطريق اإلستعجال أمام القاضي الذي أصدره " و إن مل تنص صراحة على وجوب‬
‫تقدمي اإلعرتاض مبوجب عريضة فإنهه ال بد من تقدمي الطعن باإلعرتاض على أمر اآلداء بعريضة –إعرتاض على أمر‬
‫اآلداء – و جيب أن تتضمن هذه العريضة اإلعرتاض البيانات الواردة يف املادة ‪.603‬‬
‫‪/2‬أثار اإلعتراض على أمر اآلداء ‪ :‬يف حالة اعرتاض املدين على امر االداء خيتص القاضي الذي أصدره بالفصل يف‬
‫اإلعرتاض املرفوع ضد أمر اآلداء و ذلك عن طريق اإلستعجال فهنا نكون أمام فرضتني ‪:‬‬

‫‪222‬‬ ‫اجمللد الرابع ــ العدد الثالث ــ السنة سبتمرب ‪ 9102‬ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي ‪05‬‬
‫‪Issn:2507-7333/ Eissn: 2676-1742‬‬ ‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر‬

‫‪-‬حالة قبول االعتراض‪ :‬يفصل رئيس احملكمة بأمر بإلغاء أمر اآلداء املعرتض عليه و بالتايل ال يكون لألمر‬
‫باآلداء أي حجية و ال قوة ثبوتية ‪،‬ويف هذه احلالة ما على الدائن إاله اللجوء إىل رفع دعوى قضائية من أجل‬
‫املطالبة حبقه وفقا للقواعد العامة ‪.‬‬
‫‪-‬حالة رفض االعتراض‪ :‬يفصل رئيس احملكمة بتأييد أمر اآلداء و يف هذه احلالة يصبح هذا األمر األخري الصادر‬
‫بتأييد أمر اآلداء هو السند التنفيذي باإلضافة إىل أمر اآلداء ‪ ،‬و جيب أن يتوافر يف هذا األمر مجيع البيانات‬
‫الواجب توافرها يف األوامر القضائية ‪ ،‬أي ال بد أن حيتوي على ديباجة و ملخص وقائع و التسبب و كذا منطوق‬
‫األمر سواء كان بالتأييد أو باإللغاء ‪.‬‬
‫ومن اثار اإلعرتاض انهه له أثر موقف للتنفيذ شأنه يف ذلك شأن اإلستئناف يف القواعد العامة إذ أنهه تتوقف مجيع‬
‫إجراءات التنفيذ و كل إجراء يقع بعد رفع اإلعرتاض و قبل الفصل فيه بالتأييد يعترب باطال ‪.‬‬
‫كما يرتتب على عدم رفع اإلعرتاض يف أجل مخسة عشر يوما من تاريخ التبليغ الرمسي حيازة أمر اآلداء قوة الشيء‬
‫املقضي فيه ‪ ،‬و يف هذه احلالة يقوم رئيس أمناء الضبط مبنح الصيغة التنفيذية لطالب التنفيذ ( الدائن ) أو من‬
‫يقوم مقامه بعد تقدمي شهادة عدم اإلعرتاض ‪ ،‬أي أنهه يصبح سندا تنفيذيا طبقا لنص م ‪ 300‬قانون اإلجراءات‬
‫املدنية و اإلدارية ‪.‬‬
‫‪ /6‬حالة رفض طلب‪ :‬مهما كان سبب رفض طلب إستصدار أمر باألداء سواء لتخلف أحد الشروط الشكلية او‬
‫املوضوعية أو ملخالفة قواعد اإلختصاص املشار إليها أنفا ‪ ،‬و ذلك دون املساس حبق الدائن يف رفع دعوى قضائية‬
‫وفقا للقواعد العامة ‪. 23‬‬
‫و ما جيب اإلشارة إليه أيضا ليس هناك ما مينع يف حالة صدور أمر بالرفض من إمكان الدائن بعد إشهاد الشروط‬
‫أو تصحيحها من إعادة طلب إستصدار أمر اآلداء أمام نفس القاضي ( رئيس احملكمة ) الذي أصدر األمر‬
‫بالرفض ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬سقوط أمر اآلداء و تنفيذه‬
‫تنص املادة ‪ 603‬يف فقرهتا الثانية ‪ " :‬كل أمر اداء مل يطلب إمهاره بالصيغة التنفيذية خالل سنة من تاريخ‬
‫صدوره ‪ ،‬يسقط و ال يرتب أي اثر " و يفهم من نص املادة ‪ 3 /603‬أنهه يف حالة رفع إعرتاض يف أمر اآلداء و‬
‫مت إلغاء األمر الصادر باآلداء فأنه ال ميكن أن يلحقه هذا السقوط ‪ ،‬هأما إذا أصدر أمر باآلداء لصاحل الدائن و مل‬
‫يقم بإمهاره بالصيغة التنفيذية خالل مدة سنة من تاريخ صدوره يسقط و ال يرتتب أي أثر كون أمر اآلداء سندا‬
‫تنفيذيا و هذا ما تضمنته املادتني ‪ 300‬و ‪ . 301‬و حىت يتقرر سقوط أمر اآلداء يتعني أن تتوافر ثالث شروط‪:‬‬
‫‪ / 1‬عدم شمول أمر اآلداء على الصيغة التنفيذية ‪ :‬ميكن احلصول على الصيغة التنفيذية ألمر اآلداء بعد إنقضاء‬
‫أجل اإلعرتاض أو بعد الفصل يف اإلعرتاض بالتأييد و هذا كون األمر باآلداء هو سند تنفيذي طبقا لنص م ‪300‬‬
‫و يف حالة التقاعس على إمها ر أمر اآلداء بالصيغة التنفيذية خالل سنة من صدوره يسقط و قد تضمنت املادة‬
‫‪ 301‬ال جيوز التنفيذ يف غري األحوال املستثناة بنص القانون إاله مبوجب ت نسخة من السند التنفيذي ممهورة‬
‫بالصيغة التنفيذية و تسلم الصيغة التنفيذية للمعين بألمر من طرف رئيس أمناء الضبط ‪ ،‬هأما يف حالة احلصول على‬

‫‪222‬‬ ‫اجمللد الرابع ــ العدد الثالث ــ السنة سبتمرب ‪ 9102‬ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي ‪05‬‬
‫‪Issn:2507-7333/ Eissn: 2676-1742‬‬ ‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر‬

‫الصيغة التنفيذية لألمر فإنه ال يسقط حىت و إن مل يطالب به الدائن خالل سنة و إمنا يتقادم الدين املطالب به و‬
‫الذي يتضمنه أمر اآلداء مبرور أو مضي مخسة عشر سنة كاملة من تاريخ قابليته للتنفيذ ‪ ،‬و يقطع التقادم بكل‬
‫إجراء من إجراءات التنفيذ رجوعا لنص املادة ‪ 630‬من قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية ‪.‬‬
‫‪ /2‬فوات ميعاد سنة من تاريخ صدور أمر اآلداء ‪ :‬و للتأكد من تاريخ الصدور ال بد من الرجوع إىل بيانات‬
‫أمر اآلداء و التأكد من تاريخ صدوره أي التاريخ املدون يف ورقة األمر باآلداء و يعترب هذا الشرط نتيجة طبيعة‬
‫لتقاعس الدائن للمطالبة بالصيغة التنفيذية ‪ ،‬و هذا الشرط أيضا يهدف إىل تأكيد الغاية و اهلدف املرجوا من‬
‫إستصدار أمر اآلداء خروجا عن القواعد العامة للمطالبة القضائية ‪ ،‬و حتسب مدة سنة طبقا ألحكام القواعد‬
‫العامة حلساب باملواعيد ‪.‬‬
‫الهوامش‪:‬‬

‫‪ 1‬طاهري حسني ‪ ،‬شرح وجيز القانون اإلجراءات املدنية ‪ ،‬زكريا املنشورات القانونية‪ ،‬طبعة أوىل‪ ، 1333 ،‬ص ‪. 31‬‬
‫‪ 2‬أمحد خليل ‪ ،‬طلبات وقف التنفيذ أمام حمكمة التنفيذ و حماكم الطعن يف املواد املدنية و التجارية ‪ ،‬دار املطبوعات اجلامعية‪ ،‬سنة ‪ ،3006‬ص ‪.133/134‬‬
‫‪ 3‬أمحد أبو الوفا ‪ ،‬إجراءات التنفيذ يف املواد املدنية و التجارية ‪ ،‬ص ‪. 160‬‬
‫‪ 4‬األستاذ عمر زودة ‪ ،‬اإلجراءات املدنية على ضوء أحكام الفقهاء و أحكام القضاء‪ ،‬ص ‪. 144‬‬
‫‪ 5‬يرى الدكتور محدي عبد املنعم أ هن املشرع قصد من أمر األداء التيسري على احملاكم ‪ ،‬فبدال من أن تقوم بوظيفة قضائية أجاز أن تباشر وظيفة والئية ميسرة و تصدر‬
‫أمرا بدال من إصدار حكم ‪.‬‬
‫‪ 6‬أمينة مصطفى النمر ‪ ،‬أوامر اآلداء يف مصر و الدول العربية و األجنبية ‪ ،‬الدار اجلامعية للطباعة و النشر و التوزيع ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،.‬ص ‪. 63‬‬
‫‪7‬‬
‫ألهنا التقرر إجراءه وقتيا و إمنا تتضمن إثباتا احلق ألحد اخلصمني‬
‫يقول الدكتور عبد الباسط مجيعي " بأن القاضي يصدر أوامر األداء مستندا إىل سلطته القضائية ه‬
‫و إلزام اآلخر بأداءه فهي إذن حتسم اخلصومة و تتناول موضوع احلق ‪.‬‬
‫‪ 8‬حممد السيد التحيوي ‪ ،‬أوامر اآلداء وفقا لقانون املرافعات املدنية و التجارية ‪ ،‬دار الفكر اجلامعي ‪ ،‬الطبعة ‪ ،.3006‬ص ‪.11‬‬
‫‪ 9‬حممد زهدور ‪ ،‬االمر على العرائض ‪ ،‬ص ‪ 13‬و ‪. 16‬‬
‫‪ 10‬أنظر املادة الثالثة من قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية ‪ " :‬األمر على عريضة أمر مؤقت ‪ ،‬يصدر دون حضور اخلصم ما مل ينص القانون على خالف ذلك‬
‫‪. "...‬‬
‫‪ 11‬سالمة مأمون حممد ‪ ،‬اإلجراءات اجلنائية يف التشريع املصري ‪ ،‬اجلزء الثاين ‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ‪. 334‬‬
‫‪ 12‬تنص م ق إ م إ ‪ " :‬جيوز لكل شخص يدعي حقا ‪ ،‬رفع دعوى أمام القضاء للحصول على ذلك احلق أو محايته ‪ ،‬يستفيد اخلصوم أثناء سري اخلصومة من فرص‬
‫متكافئة لعرض طلباهتم و وسائل دفاعهم يلتزم اخلصوم القاضي مببدأ الوجاهية ‪....‬إخل "‬
‫‪ 13‬أمينة مصطفى النمر ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 33‬‬
‫‪14‬أمينة مصطفى النمر ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.103‬‬
‫‪ 15‬أمينة مصطفى النمر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 33‬و ‪. 20‬‬
‫‪ 16‬حممد إبراهيمي ‪ ،‬الوجيز يف اإلجراءات املدنية ‪ ،‬اجلزء الثاين ‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية ‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪ ،‬ص‪.131‬‬
‫‪ 17‬أمحد خليل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 120‬‬
‫‪ 18‬محدي عبد املنعم احملامي ‪ ،‬شرح نظام أوامر اآلداء إلستيفاء الديون الثابتة بالكتابة يف قانون اإلجراءات املدنية اإلحتادي رقم ( ‪ )11‬لسنة ‪ 1333‬دار النهضة‬
‫العربية ‪ ،‬الطبعة ‪.1333‬‬
‫‪ 19‬حممود السيد التحيوي ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 330‬‬
‫‪ 20‬بربارة عبد الرمحان ‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية ‪ ،‬منشورات بغداد طبعة ‪ ، .3003‬ص‪. 333‬‬
‫‪ 21‬أنظر املادة ‪ 603‬من قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية ‪.‬‬
‫‪ 22‬األستاذ بوبشري حممد أمقران ‪ ،‬قانون اإلجراءات ‪ ،‬نظرية الدعوى ‪ ،‬نظرية اخلصومة ‪ ،‬اإلجراءات اإلستثنائية ‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬طبعة ‪ ،3001‬ص‬
‫‪. 623‬‬
‫‪ 23‬أنظر املادة ‪ 6 / 602‬قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية ‪.‬‬

‫‪222‬‬ ‫اجمللد الرابع ــ العدد الثالث ــ السنة سبتمرب ‪ 9102‬ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي ‪05‬‬

You might also like