Professional Documents
Culture Documents
232 اجمللد الرابع ــ العدد الثالث ــ السنة سبتمرب 9102ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي 05
Issn:2507-7333/ Eissn: 2676-1742 جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر
الدكتور فرحات فرحات ـ الدكتورة :بوسنان وفاء امر االداء على ضوء قانون االجراءات املدنية واإلدارية
ملخص :ان أمر األداء مفيد يف جمال حتصيل الديون املدنية و التجارية و التوسع فيه سيسمح بتخفيض الضغط
الناجم عن تراكم القضايا يف اجلهات القضائية و يتميز بالسرعة و بالبساطة و متاشيا مع أمهية موضوع أمر األداء
بالنسبة للقاضي و املتقاضي فإننا تطرقنا إىل كل النقاط املتعلقة بنظامه من خالل طرح و معاجلة اإلشكاالت
املرتبطة مبفهومه و شروطه و اإلجراءات املتبعة إلستصداره و كذا اإلختصاص و طرق الطعن و سقوطه و تنفيذه
حىت اإلملام باملوضوع .
Abstract:
The performance order is useful in the collection and expansion of civil
and commercial debts. It will allow the reduction of pressure resulting from the
accumulation of cases in the judiciary and is characterized by speed and
simplicity. In line with the importance of the issue of performance order for the
judge and the litigant, we discussed all the points related to his system through
And to deal with the problems associated with the concept and conditions and
procedures followed for the issuance of such jurisdiction and methods of appeal
and fall and implementation until the knowledge of the subject.
key words: Performance orders, performance orders, judicial orders.
233 اجمللد الرابع ــ العدد الثالث ــ السنة سبتمرب 9102ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي 05
Issn:2507-7333/ Eissn: 2676-1742 جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر
مق ّدمة:
ليس كل ما يصدر عن عمل و نشاط اجلهات القضائية يعترب عمال قضائيا ينتهي حبكم قضائي ،فإىل جانب
العمل القضائي تقوم بأعمال أخرى ال يصدق عليها و صف العمل القضائي باملعىن الضيق و اليت ال يشرتط
فيها أن تنطوي على نزاع أو خصومة قضائية الغرض منها إصدار حكم فيها و إمنا ينظرها مبوجب السلطة الوالئية
و ليس مبوجب سلطة القضائية .
فاجلهات القضائية إذا فصلت يف خصومة و إتبعت قواعد األحكام تكون قد قامت بأعمال قضائية فإهنا تصدر
أحكاما ال جيوز للقاضي الرتاجع عنه او تعديله او الغاءه النه حيوز حجية الشي املقضي فيه إال بإتباع طرق الطعن
املقررة قانونا ،أما إذا كانت جمرد اختاذ إجراءات وقتية حتفظية أي قامت بأعمال والئية فإهنا تصدر أوامر .
غري أن هذا املعيار ليس دقيقا فقد تندرج حتت لفظ احلكم بعض االوامر اليت تصدر عن اجلهات القضائية بالرغم
من هأهنا ال تفصل يف منازعة بني اخلصوم و من جهة أخرى قد تصدر اجلهات القضائية يف بعض احلاالت قضاء
قطعيا ملزما و مع هذا ال يتخذ شكل حلكم مثل أوامر األداء .
املشرع اجلزائري قد جلأ إىل نظام األوامر بصدد بعض األعمال القضائية ،إستثناء من القواعد العامة يف رفع
الدعاوي القضائية كما هو احلال بالنسبة ألوامر األداء و اليت يصدرها القاضي مبوجب سلطته القضائية و اليت
تتضمن تأكيدا قطعيا ملزما لوجود احلق و مقداره وعليه ميكن طرح التساؤل التايل كيف عاجل املشرع نظام االوامر
االداء يف قانون االجراءات املدنية واإلدارية.
و تعترب دراسة موضوع النظام القانوين ألوامر األداء و طرق الطعن فيها أمهية من حيث فكرهتا العامة و طبيعتها
الفنية و حدود سلطة القاضي يف إصدارها و ما يرتتب من أثار على صدورها و مراجعتها من قبل القاضي الذي
أصدرها هبدف تصحيحها و تفسريها و إكماهلا و الطعن فيهاوهلذا قمنا بتقسيم موضوع الدراسة ال مبحثني
تناولنا فيه اإلطار العام للنظام القانوين ألمر األداء حبيث قسمناه اىل مطلبني مفهوم أمر األداء كمطلب اول
الشروط املوضوعية و التشكيلية إلستصدار أمر األداء و الفصل فيه كمطلب ثاني اما يف املبحث الثاين تطرقنا فيه
اىل اإلختصاص بأمر اآلداء و طرق الطعن فيها.
232 اجمللد الرابع ــ العدد الثالث ــ السنة سبتمرب 9102ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي 05
Issn:2507-7333/ Eissn: 2676-1742 جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر
من خالل دراسة النصوص املنظمة لألمر االداء نالحظ أن املشرع اجلزائري مل يعط تعريفا قانونيا و امنا إكتفى
ببيان األحكام املنظمة له من شروط و إجراءات و طرق الطعن.
وعليه البد بالرجوع إىل الفقه لتعريفه وحتديد مقاصده حبيث هناك من عرف األوامر على اهنا كل ما يصدره
القاضي من قرارات بناء على طلب اخلصم من غري مرافعة و دون تكليف اخلصم اآلخر باحلضور و يف غيبته
كأوام ر األداء على العرائض و أوامر التقدير و هذا عند ما تشتمل هذه األوامر مقومات السند التنفيذي و
ختضع هذه األوامر لطرق طعن خاصة هبا هي التظلم.2
كما عرف بأنه وسيلة خاصة لإللتجاء إىل القضاء و ذلك للمطالبة حبق كان من املفروض أن يتم بطريق الدعوى
القضائية و هو ال طريق العادي للمطالبات القضائية لوال تدخل املشرع اجلزائري و ضمن تلك اإلجراءات
اإلستثنائية اليت جتعل من نظام أوامر األداء تتسم بالبساطة و قلة التكاليف و السرعة و تاليف العيوب اليت قد
تنشأ عن طلب احلماية القضائية للحقوق و املراكز القانونية يف تشكيل الدعوى القضائية و إتباع نظام أوامر األداء
ال حيقق مصلحة الدائن فحسب من خالل إشفاء حقه بإجراءات بسيطة يف وقت قصري و إهمنا حيقق املصلحة
العامة يف حسن سري القضاء العام يف الدولة و ذلك يتفرغ احملاكم لنظر لدعاوى القضائية اليت تنطوي على نزاع
جدي . 3
كما يرى البعض أ ن املشرع قد يلجأ إىل نظام أوامر األداء بصد بعض األعمال القضائية و يعد ذلك إستثناء عن
القواعد العامة يف االلتجاء إىل القضاء بوسيلة الدعوى مثل أوامر األداء اليت يصدرها القاضي مبوجب سلطته
القضائية.4
الفرع الثاني :طبيعة أمر األداء :
لقد اختلفت اآلراء حول طبيعة أمر األداء ،فريى البعض أ ههنا تصدر بصدد عمل والئي أي ضمن وظيفة والئية
أي يؤدي القاضي وظيفة والئية حيته و يربر أصحاب هذا الرأي إىل أ هن املشرع قصد من من وجوب إستصدار أمر
األداء بدال من عرض النزاع على احملكمة ،التسهيل على اجلهات القضائية و توفري الوقت و اجلهد مبباشرة وظيفة
والئية ميسرة و أنه إجراء إستصدار أمر األداء يتم بغري مرافعة و يف غفلة من اخلصم اآلخر و يستند أصحاب
هذا الرأي لتأكيد وجهة نظرهم إىل تشابه إجراءات إستصدار أوامر األداء و إجراءات أوامر على العرائض و أن
سلطة القاضي املختص بأمر األداء هي ذ ات السلطة املخولة لقاضي األمور الوقتية عند إستصدار األوامر على
العرائض. 5
هأما غالبية الشراح تتجه إىل أ هن األمر األداء هو عمل قضائي ،إذ يتضمن قضاء يف خصومة و أنهه يصدر من
القاضي يف موضوع دعوى رفعت باإلجراءات اليت رمسها القانون هلذه الدعوى فالقانون أوجب إتباع نظام أوامر
األداء و إعتربه طريقا لرفع الدعوى إستثناء عن القواعد العامة يف حالة املطالبة باحلقوق الثابتة بالكتابة حىت و لو
كانت عرفية 6و على هذا يعد طلب إستصدار أمر األداء مطالبة قضائية أمام القضاء يقضي بإلزام املدين بأداء
احلق و هو قضاء قطعي ملزم فيكون عمله عمال قضائيا. 7
232 اجمللد الرابع ــ العدد الثالث ــ السنة سبتمرب 9102ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي 05
Issn:2507-7333/ Eissn: 2676-1742 جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر
و خالصة ما تقدم يف طبيعة امر األداء إن كان عمال و الئيا أم قضائيا فبالنسبة للقانون اجلزائري فاألرجح أنهه
قضائيا خاصة عند إستقراء نص م 603قانون إجراءات مدنية و إدارية " خالفا للقواعد العامة املقررة يف رفع
الدعوى جيوز للدائن ".......يتبني بوضوح و يؤكد أن طلب إستصدار أمر األداء بالطريق الذي حدده املشرع
هو وسيلة خاصة لاللتجاء إىل القضاء للمطالبة حبق كان من املفروض أن يتم بطريق الدعوى و هي الطريق
العادي للمطالبات القضائية لوال نص املشرع على هذه اإلجراءات اخلاصة و اإلستثنائية .
و ما يؤكد أيضا إعتبار أمر األداء مطالبة قضائية يفصل فيها القاضي املختص بقضاء قطي ،ملزم إستلزام آداء
الرسم كامال و أن يرفق الدائن ما يدل على أداء هذا الرسم .
كما تضمنت املادة 603قانون إجراءات مدنية و إدارية حكما يؤكد الطابع القضائي ألمر األداء " :أنهه حيوز
قوة ا لشيء املقضي به إذا مل يرفع اإلعرتاض يف األجل احملدد و متنح للدائن الصيغة التنفيذية بعد تقدمي شهادة
عدم اإلعرتاض .
و يرتتب على إعتبار أمر األداء عمال قضائيا هو انه حيوز حجية الشيء املقتضي فيه و تكون هذه احلجية بني
اخلصوم أنفسهم فال جيوز عرض املوضوع أمام القاضي ،كما جيب على هذا األخري أن ميتنع من تلقاء نفسه عن
إعادة النظر يف طلب أمر األداء إذا كان قد سبق إصداره بذات احلق أي يف ذات الطلب و ال يزال األمر قائما مل
يسقط ،كما يعترب أمر األداء سندا تنفيذيا إلشتماله على قضاء قطعي ملزم طبقا لنص م 300قانون إجراءات
مدنية إدارية .
الفرع الثالث :تمييز أمر األداء عن النظم المشابهة له
وهنا جيب التمييز بني امر االداء واالوامر على العرائض على اعتبار اهنما من نفس النظام هذا من جهة ومن جهة
اخرى منيز امر االداء على االحكام القضائية لتحديد اوجه الشبه ونقاط االختالف.
/0التفرقة بين أمر األداء و األمر على عريضة :تعد األوامر على العرائض هي الشكل النمودجي ألعمال
الوالئية اليت ال يتضمن نظر النزاع أو فصال يف خصومه ،8فهي هتدف إىل احملافظة على أوضاع معينة حينما حيني
وقت احلسم النزاع أمام السلطة القضائية ،حبيث جيوز للقاضي أن يستعمل سلطته الوالئية أي اصدار األمر على
عريضة و لو مل تكن دعوى يف املوضوع أمام القضاء ،9و قد نص املشرع على الطابع املؤقت لألوامر على
العرائض من خالل نص م 610الفقرة الثالثة من قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية 10كما إعتربها سندات
تنفيذية املادة 300من قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية و منه ميكن حصر أوجه التفرقة بني أمر األداء و األمر
على عريضة يف :
أمر األداء يصدر يف أصل احلق عليه فهو حيوز حجية الشيء املقضي فيه ،أما األوامر على عريضة فهي أوامر وقتية
طبقا لنص املادة 610قانون إجراءات مدنية و إدارية ال يصدر يف أصل احلق و هو ال حيوز حجية الشيء
املقضي فيهاي ميكن للقاضي الرتاجع عنه يف اي وقت بتعديله او الغائه .
املعارضة يف األمر على عريضة غري جائزة و يكون للتنفيذ بناء على النسخة األصلية أي يكون مشمول بالنفاذ
املعجل القانوين و هذا ما تضمنه املواد 611من قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية و هو قابل للمراجعة يف حالة
232 اجمللد الرابع ــ العدد الثالث ــ السنة سبتمرب 9102ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي 05
Issn:2507-7333/ Eissn: 2676-1742 جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر
األمر م 613ق إ م إ أما أمر األداء فهو قابل لإلعرتاض اإلستجابة للطلب أمام القاضي الذي أصدر
بطريق اإلستعجال أمام القاضي الذي أصدره و لإلعرتاض أثر موقف لتنفيذ أمر األداء ،كما أ هن أمر األداء
يسقط يف خالل سنة من تاريخ صدوره إذا مل ميهر بالصيغة التنفيذية و ال يرتب أي أثر هأما األمر على عريضة
يسقط و اليرتب أي أثر إذا مل ينفذ خالل أجل ثالثة أشهر .
11
/2التفرقة بين أمر األداء و الحكم القضائي :احلكم هو قرار يصدر من احملكمة تنتهي به خصومة معينة
كما يعرف بأنه القرار الصادر من حمكمة مشكلة تشكيال قانونيا صحيحا يف خصومة رفعت إليها وفق قواعد
املرافعات سواء كان صادرا يف موضوع اخلصومة أو يف شق منه أو يف مسألة متفرعة عنه وعليه ميكن التمييز بني
أمر األداء و األحكام القضائية من خالل ان أمر األداء يصدر يف غيبة اخلصم دون اإلعالن أو مواجهة اخلصم
و على ذلك فإن عريضة األمر باألداء ال تعلن إىل اخلصم إال بعد إجابة الطالب إىل طلبه ،هأما احلكم ال بد أن
يصدر بني طريف الدعوى حتقيقا ملبدأ الوجاهية و هذا ما نصت عليه املادة الثالثة من قانون اإلجراءات املدنية و
اإلدارية ، 12كما ال يلزم ذكر األسباب اليت قام عليها أمر األداء سواء كان باإلجياب أو الرفض يف حني احلكم
ال بد أن يكون مسببا و هذا ما نصت عليه املادة 322قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية ،باالظافة ان احلكم
يتم النطق به علنيا يف حني ان أمر األداء غري ذلك ،اما إجراءات احلكم تبدأ بإيداع عريضة و الفصل فيها
مستوفية لبياناهتا احملددة قانونا على أن يقوم بتبليغها بواسطة احملضر القضائي إىل املدعى عليه يف أجل قانوين لكي
يستطيع إبداء دفاعه و مساع أقواله أل هن إجراءات احلكم تتخذ يف مواجهة اخلصم بينما اإلجراءات يف أمر األداء
تتم وفقا لإلجراءات احملددة يف املادة 603من قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية .
المطلب الثاني :الشروط الموضوعية و الشكلية الستصدار أمر األداء
نتطرق يف هذا املطلب اىل حتديد الشروط املوضوعية للجوء إىل أمر األداء كفرع اول و الشروط الشكلية الستصدار
أمر األداء كفرع ثاين وأخريا إجراءات استصدار أمر األداء كفرع ثالث
الفرع األول :الشروط الموضوعية الستصدار أمر األداء :
نص املشرع اجلزائري على الشروط املوضوعية الالزم توافرها يف احلق موضوع أمر األداء يف املادة 603قانون
اإلجراءات املدنية و اإلدارية .
/0أن يكون الدين محل اإللتزام مبلغا من النقود :يعترب شرط الدين نقدي شرطا موضوعيا يتعني توافره يف احلق
موضوع أمر األداء بإعتبار أنهه شرط الزم لإللتجاء إىل أمر األداء و ليس شرطا الزما لصحة اإلجراءات املقررة
لإللتجاء إىل هذا الطريق.13
/2يجب أن يكون الدين ( مبلغ النقود ) معين المقدار :تطلبت املادة 603من قانون اإلجراءات املدنية و
اإلدارية أن يكون الدين معني املقدار و مرجع هذا التعيني إحتمال املنازعة فيه بني املدين و الدائن و ذلك حىت ال
يكون للقاضي سلطة التقدير .
/6أ ّن يكون الدين حال األداء و مستحقا :إستلزم املشرع توافر هذا الشرط من أجل املطالبة القضائية حبيث ال
يكون للدائن وفقا للقواعد العامة املطالبة به أمام القضاء إال إذا كان هذا احلق حال األداء أي مستحقا و يعترب
232 اجمللد الرابع ــ العدد الثالث ــ السنة سبتمرب 9102ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي 05
Issn:2507-7333/ Eissn: 2676-1742 جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر
شرط حلول اجل األداء و إستحقاقه شرطا موضوعيا بإعتباره شرطا الزما إلتباع أوامر األداء أي متعلقا باحلق
موضوع األداء و يرتتب عن عدم استفاء احلق إمتناع القاضي عن إصدار األمر و يصد أمرا بالرفض. 14
/4أن يكون الدين ثابتا بالكتابة :إشرتط املشرع أن يكون احلق ثابتا بالكتابة و السبب من ذلك حىت يكون
بعيدا عن نزاع جدي فالكتابة هنا ال بد أن تكون كافية بذاهتا يف إثبات وجود الدين و إستحقاقه ،و غاية
املشرع من تأكيد الكتابة العرفية أن الديون املثبتة مبوجب عقود رمسية توثيقية حممية بالقوة التنفيذية هلذه السندات
و ما ضمنته م 300قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية .
و قد أعطى املشرع أمثلة عن الكتابة العرفية كأن تتضمن اإلعرتاف بدين أو فاتورة مؤشر عليها من طرف املدين
الفرع الثاني :الشروط الشكلية إلستصدار أمر األداء :
يقصد به الشكل احملدد قانونا لاللتجاء إىل القضاء أي اإلجراءات املقررة لطريق أمر األداء و الشكل الواجب
توافره و يرتتب على ختلف الشروط الشكلية إلصدار أمر األداء رفض الطلب 15و قد نص املشرع اجلزائري على
هذه الشروط من خالل نص م . 603
/0تقديم العريضة :نصت املادة 603قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية على تقدمي طلب إستصدار أمر األداء
يف شكل عريضة على نسختني حتتوي على - :إسم ولقب الدائن و موطنه احلقيقي أو املختار يف اجلزائر -إسم و
لقب املدين و موطنه احلقيقي أو املوطن املختار يف اجلزائر -ذكر تسمية و طبيعة الشخص املعنوي و مقره
اإلجتماعي وصفة ممثله القانوين و اإلتفاقي -عرض موجز عن سبب الدين و مقداره ،و ذكر هذا البيان ال يغين
من إرفاق سند الدين بالعريضة إذ البد من إرفاقه لسند الكتايب املثبت للدين النقدي ،و يف حالة العكس على
القاضي أن يأمر برفض الطلب . 16
الفرع الثالث :إجراءات إستصدار أمر األداء .
نص املشرع على إجراءات البث و الفصل يف الطلب يف املادة 602قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية وعليه بعد
تقدمي الطلب يتعني على القاضي التدقيق و تفحص يف مدى توافر الشروط السابق ذكرها فاذا مل تتوافر ذلك أصدر
أمر برفض الطلب ،أما اذا تني له توافر الشروط أصدر أمرا باألداء .
/1إصدار أمر بالرفض :تنص املادة 602قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية على أنه " يفصل الرئيس يف
الطلب بأمر خالل أجل أقصاه مخسة أيام من تاريخ إيداع الطلب ،إذا تبني أن الدين ثابت أمر املدين بالوفاء
مببلغ الدين و املصاريف و إاله رفض الطلب.
األمر بالرفض غري قابل ألي طعن دون املساس حبق الدائن يف رفع دعوى وفقا للقواعد العامة اما اذا كان الطلب
املقدم غري مؤسس لعدم توافر شرط من شروط املوضوعية أو الشكلية أو رأى أنه غري خمتص حمليا أصدر أمرا
بالرفض .
232 اجمللد الرابع ــ العدد الثالث ــ السنة سبتمرب 9102ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي 05
Issn:2507-7333/ Eissn: 2676-1742 جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر
و تطبيقا لنص املادة 602قانون إجراءات مدنية و إدارية فإنه يصدر أمرا بالرفض و منه على القاضي املختص (
رئيس احملكمة ) أن يصدر أمرا بالرفض مسببا و منفصال عن عريضة أمر األداء ،و جيب حتديد سبب الرفض
بدقة.17
كما يرتتب على أمر بالرفض عدم قابليته ألي طعن سواء باإلعرتاض أو الطرق العادية أو غري العادية و هذا ما
جاء به نص م 602من قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية .
كما للقاضي املختص أن يصدر أمرا بالرفض إذا تبني أنهه غري خمتص مهما كان طبيعة هذا اإلختصاص سواء كان
حمليا أو نوعيا . 18
/3إصدار أمر باآلداء :نالحظ أ هن املشرع يف املادة 602قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية أكد على أنهه يف
حالة ما إذا تبني للقاضي املختص أن الدين ثابت يأمر املدين بالوفاء مببلغ الدين و املصاريف أي أنهه مل يقتصر
فقط األداء مببلغ الدين بل أضاف املصاريف ،و تشمل املصاريف القضائية طبقا لنص املادة 414من قانون
اإلجراءات املدنية و اإلدارية – الرسوم املستحقة للدولة و مصاريف الدعوى . "......
و جيب أن يفصل بأمر مستقل حبيث يشتمل األمر على البيانات الالزمة و ذلك إلعتباره سندا تنفيذيا مىت حاز
حجية الشيء املقتضى به طبقا لنص املادة 300قانون إجراءات مدنية و إدارية ، 19و يشمل وقائع الطلب و
أسانيده و املبلغ الواجب آداؤه من أصل و فوائد و حىت املصاريف القضائية ،كما جيب ان يتضمن األمر إسم
املدين و حمل إقامته و كذا إسم و لقب الدائن و موطنه احلقيقي أو املختار .
و بعد توقيع األمر من طرف الرئيس يقوم رئيس أمناء الضبط بتسليم نسخة رمسية من أمر األداء إىل الدائن ليقوم
هذا االخري بتبليغ األمر باألداء إىل املدين تبليغا رمسيا مع تكليفه بالوفاء بأصل الدين و املصاريف يف أجل 11
يوما و جيب أن يتضمن التكليف بالوفاء و حتت طائلة البطالن أن للمدين حق اإلعرتاض على أمر األداء يف
خالل مخسة عشر يوما من تاريخ التبليغ الرمسي . 20
المبحث الثاني :اإلختصاص باستصدار أمر اآلداء
نتطرق يف هذا املبحث اىل مسالة االختصاص باستصدار اوامر االداء سواء االختصاص النوعي اواالقليمي وهذا يف
مطلب اول و مسالة مراجعة هاته االوامر من خالل طرق الطعن فيها كمطلب ثاين.
المطلب األول :االختصاص النوعي واإلقليمي في إصدار أمر األداء
سنت عرض يف هذا املطلب دراسة اإلختصاص بأوامر األداء اإلختصاص النوعي يف الفرع األول مت اإلختصاص
اإلقليمي يف الفرع الثاين .
الفرع األول :االختصاص النوعي في إصدار أمر األداء
طبقا لنص املادة 603قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية فقد أوكل املشرع مهمة النظر يف الفصل يف أوامر األداء
إىل رئيس احملكمة صراحة ، 21و تقدمي الطلب إىل رئيس احملكمة هو من النظام العام على القاضي أن يتحقق
منه و مراعاته من تلقاء نفسه ،فإذا تبني أنهه غري خمتص بالطلب يرفض إصدار أمر األداء ،كما ال جيوز إتفاق
املدين و الدائن على خمالفته مقدما بإعتباره من النظام العام .
232 اجمللد الرابع ــ العدد الثالث ــ السنة سبتمرب 9102ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي 05
Issn:2507-7333/ Eissn: 2676-1742 جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر
222 اجمللد الرابع ــ العدد الثالث ــ السنة سبتمرب 9102ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي 05
Issn:2507-7333/ Eissn: 2676-1742 جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر
-حالة قبول االعتراض :يفصل رئيس احملكمة بأمر بإلغاء أمر اآلداء املعرتض عليه و بالتايل ال يكون لألمر
باآلداء أي حجية و ال قوة ثبوتية ،ويف هذه احلالة ما على الدائن إاله اللجوء إىل رفع دعوى قضائية من أجل
املطالبة حبقه وفقا للقواعد العامة .
-حالة رفض االعتراض :يفصل رئيس احملكمة بتأييد أمر اآلداء و يف هذه احلالة يصبح هذا األمر األخري الصادر
بتأييد أمر اآلداء هو السند التنفيذي باإلضافة إىل أمر اآلداء ،و جيب أن يتوافر يف هذا األمر مجيع البيانات
الواجب توافرها يف األوامر القضائية ،أي ال بد أن حيتوي على ديباجة و ملخص وقائع و التسبب و كذا منطوق
األمر سواء كان بالتأييد أو باإللغاء .
ومن اثار اإلعرتاض انهه له أثر موقف للتنفيذ شأنه يف ذلك شأن اإلستئناف يف القواعد العامة إذ أنهه تتوقف مجيع
إجراءات التنفيذ و كل إجراء يقع بعد رفع اإلعرتاض و قبل الفصل فيه بالتأييد يعترب باطال .
كما يرتتب على عدم رفع اإلعرتاض يف أجل مخسة عشر يوما من تاريخ التبليغ الرمسي حيازة أمر اآلداء قوة الشيء
املقضي فيه ،و يف هذه احلالة يقوم رئيس أمناء الضبط مبنح الصيغة التنفيذية لطالب التنفيذ ( الدائن ) أو من
يقوم مقامه بعد تقدمي شهادة عدم اإلعرتاض ،أي أنهه يصبح سندا تنفيذيا طبقا لنص م 300قانون اإلجراءات
املدنية و اإلدارية .
/6حالة رفض طلب :مهما كان سبب رفض طلب إستصدار أمر باألداء سواء لتخلف أحد الشروط الشكلية او
املوضوعية أو ملخالفة قواعد اإلختصاص املشار إليها أنفا ،و ذلك دون املساس حبق الدائن يف رفع دعوى قضائية
وفقا للقواعد العامة . 23
و ما جيب اإلشارة إليه أيضا ليس هناك ما مينع يف حالة صدور أمر بالرفض من إمكان الدائن بعد إشهاد الشروط
أو تصحيحها من إعادة طلب إستصدار أمر اآلداء أمام نفس القاضي ( رئيس احملكمة ) الذي أصدر األمر
بالرفض .
الفرع الثاني :سقوط أمر اآلداء و تنفيذه
تنص املادة 603يف فقرهتا الثانية " :كل أمر اداء مل يطلب إمهاره بالصيغة التنفيذية خالل سنة من تاريخ
صدوره ،يسقط و ال يرتب أي اثر " و يفهم من نص املادة 3 /603أنهه يف حالة رفع إعرتاض يف أمر اآلداء و
مت إلغاء األمر الصادر باآلداء فأنه ال ميكن أن يلحقه هذا السقوط ،هأما إذا أصدر أمر باآلداء لصاحل الدائن و مل
يقم بإمهاره بالصيغة التنفيذية خالل مدة سنة من تاريخ صدوره يسقط و ال يرتتب أي أثر كون أمر اآلداء سندا
تنفيذيا و هذا ما تضمنته املادتني 300و . 301و حىت يتقرر سقوط أمر اآلداء يتعني أن تتوافر ثالث شروط:
/ 1عدم شمول أمر اآلداء على الصيغة التنفيذية :ميكن احلصول على الصيغة التنفيذية ألمر اآلداء بعد إنقضاء
أجل اإلعرتاض أو بعد الفصل يف اإلعرتاض بالتأييد و هذا كون األمر باآلداء هو سند تنفيذي طبقا لنص م 300
و يف حالة التقاعس على إمها ر أمر اآلداء بالصيغة التنفيذية خالل سنة من صدوره يسقط و قد تضمنت املادة
301ال جيوز التنفيذ يف غري األحوال املستثناة بنص القانون إاله مبوجب ت نسخة من السند التنفيذي ممهورة
بالصيغة التنفيذية و تسلم الصيغة التنفيذية للمعين بألمر من طرف رئيس أمناء الضبط ،هأما يف حالة احلصول على
222 اجمللد الرابع ــ العدد الثالث ــ السنة سبتمرب 9102ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي 05
Issn:2507-7333/ Eissn: 2676-1742 جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر
الصيغة التنفيذية لألمر فإنه ال يسقط حىت و إن مل يطالب به الدائن خالل سنة و إمنا يتقادم الدين املطالب به و
الذي يتضمنه أمر اآلداء مبرور أو مضي مخسة عشر سنة كاملة من تاريخ قابليته للتنفيذ ،و يقطع التقادم بكل
إجراء من إجراءات التنفيذ رجوعا لنص املادة 630من قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية .
/2فوات ميعاد سنة من تاريخ صدور أمر اآلداء :و للتأكد من تاريخ الصدور ال بد من الرجوع إىل بيانات
أمر اآلداء و التأكد من تاريخ صدوره أي التاريخ املدون يف ورقة األمر باآلداء و يعترب هذا الشرط نتيجة طبيعة
لتقاعس الدائن للمطالبة بالصيغة التنفيذية ،و هذا الشرط أيضا يهدف إىل تأكيد الغاية و اهلدف املرجوا من
إستصدار أمر اآلداء خروجا عن القواعد العامة للمطالبة القضائية ،و حتسب مدة سنة طبقا ألحكام القواعد
العامة حلساب باملواعيد .
الهوامش:
1طاهري حسني ،شرح وجيز القانون اإلجراءات املدنية ،زكريا املنشورات القانونية ،طبعة أوىل ، 1333 ،ص . 31
2أمحد خليل ،طلبات وقف التنفيذ أمام حمكمة التنفيذ و حماكم الطعن يف املواد املدنية و التجارية ،دار املطبوعات اجلامعية ،سنة ،3006ص .133/134
3أمحد أبو الوفا ،إجراءات التنفيذ يف املواد املدنية و التجارية ،ص . 160
4األستاذ عمر زودة ،اإلجراءات املدنية على ضوء أحكام الفقهاء و أحكام القضاء ،ص . 144
5يرى الدكتور محدي عبد املنعم أ هن املشرع قصد من أمر األداء التيسري على احملاكم ،فبدال من أن تقوم بوظيفة قضائية أجاز أن تباشر وظيفة والئية ميسرة و تصدر
أمرا بدال من إصدار حكم .
6أمينة مصطفى النمر ،أوامر اآلداء يف مصر و الدول العربية و األجنبية ،الدار اجلامعية للطباعة و النشر و التوزيع ،الطبعة الثالثة ،.ص . 63
7
ألهنا التقرر إجراءه وقتيا و إمنا تتضمن إثباتا احلق ألحد اخلصمني
يقول الدكتور عبد الباسط مجيعي " بأن القاضي يصدر أوامر األداء مستندا إىل سلطته القضائية ه
و إلزام اآلخر بأداءه فهي إذن حتسم اخلصومة و تتناول موضوع احلق .
8حممد السيد التحيوي ،أوامر اآلداء وفقا لقانون املرافعات املدنية و التجارية ،دار الفكر اجلامعي ،الطبعة ،.3006ص .11
9حممد زهدور ،االمر على العرائض ،ص 13و . 16
10أنظر املادة الثالثة من قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية " :األمر على عريضة أمر مؤقت ،يصدر دون حضور اخلصم ما مل ينص القانون على خالف ذلك
. "...
11سالمة مأمون حممد ،اإلجراءات اجلنائية يف التشريع املصري ،اجلزء الثاين ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،ص . 334
12تنص م ق إ م إ " :جيوز لكل شخص يدعي حقا ،رفع دعوى أمام القضاء للحصول على ذلك احلق أو محايته ،يستفيد اخلصوم أثناء سري اخلصومة من فرص
متكافئة لعرض طلباهتم و وسائل دفاعهم يلتزم اخلصوم القاضي مببدأ الوجاهية ....إخل "
13أمينة مصطفى النمر ،املرجع السابق ،ص . 33
14أمينة مصطفى النمر ،املرجع السابق ،ص .103
15أمينة مصطفى النمر ،املرجع السابق ،ص 33و . 20
16حممد إبراهيمي ،الوجيز يف اإلجراءات املدنية ،اجلزء الثاين ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،الطبعة الرابعة ،ص.131
17أمحد خليل ،املرجع السابق ،ص . 120
18محدي عبد املنعم احملامي ،شرح نظام أوامر اآلداء إلستيفاء الديون الثابتة بالكتابة يف قانون اإلجراءات املدنية اإلحتادي رقم ( )11لسنة 1333دار النهضة
العربية ،الطبعة .1333
19حممود السيد التحيوي ،املرجع السابق ،ص . 330
20بربارة عبد الرمحان ،شرح قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية ،منشورات بغداد طبعة ، .3003ص. 333
21أنظر املادة 603من قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية .
22األستاذ بوبشري حممد أمقران ،قانون اإلجراءات ،نظرية الدعوى ،نظرية اخلصومة ،اإلجراءات اإلستثنائية ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،طبعة ،3001ص
. 623
23أنظر املادة 6 / 602قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية .
222 اجمللد الرابع ــ العدد الثالث ــ السنة سبتمرب 9102ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي 05