You are on page 1of 9

‫أحكام الوفاء في األوراق التجارية – دراسة قانونية‬

‫من األمور الهامة لألوراق التجارية الوفاء بقيمتها في ميعاد االستحقاق‪ ،‬ويضع الحامل والس احب والمظه رين‬
‫وكل موقع على الورقة أهمية خاصة للوفاء بقيمة الكمبيالة‪ ،‬نظرا ً ألنهم يرتبون التزاماتهم على هذا الوفاء‪ ،‬فإذا‬
‫تأخر الوفاء من جانب المدين أو امتنع عن الوفاء‪ ،‬أدى ذلك إلى ارتب اك خط ير لك ل الم وقعين على الكمبيال ة‪،‬‬
‫مما يؤدي إلى اضطراب المعامالت التجارية وعدم استقرارها‪ .‬لذلك وض ع المش رع التج اري أحكام ا ً خاص ة‬
‫للوفاء بقيمة الكمبيالة تتضمن الخروج على القواعد العامة وتعتبر هذه األحكام مستثناة من أحكام الوفاء الواردة‬
‫في القانون المدني لذلك يجب االستعانة بأحكام الق انون الم دني كلم ا خلت نص وص ق انون التج ارة من أحك ام‬
‫خاصة‪ .‬وسوف نتكلم في هذا الموضع عن المسائل اآلتية ‪ :‬تقديم الكمبيالة للوف اء‪ ،‬مك ان الوف اء‪ ،‬زمن الوف اء‪،‬‬
‫موضوع الوفاء‪ ،‬شروط صحة الوفاء‪ ،‬آثار الوفاء‪ ،‬إثبات الوفاء‪ ،‬المعارضة في الوفاء‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬تقديم الكمبيالة للوفاء ‪:‬‬
‫إذا حل ميعاد االستحقاق يجب على الحامل تقديم الكمبيال ة للوف اء بقيمته ا إلى المس حوب علي ه وال يس عى ه ذا‬
‫األخير غالبا ً إلى الحامل لكي يوفى بقيم ة ال دين‪ ،‬ألن ه غالب ا ً ال يع رف في أي ي د تس تقر الكمبيال ة عن د ميع اد‬
‫االستحقاق‪ .‬ويتم الوفاء بين المسحوب عليه والحامل أو نائب كل منهما‪ ،‬ويجب على المسحوب عليه التأك د من‬
‫أن الوفاء يتم للحامل الشرعي للكمبيالة‪ ،‬وإال كان مسئوالً عن الوفاء مرة أخرى لص احب الح ق‪ ،‬وإذا ك ان من‬
‫الصعب على المسحوب عليه التحقق من ذلك فإن دفعها في ميع اد االس تحقاق ب دون معارض ة من أح د يعت بر‬
‫صحيحا ً إال إذا وقع من المسحوب عليه غش او خطأ جسيم‪ ،‬وفي ذلك تنص الم ادة ‪ ٤٢٨/٣‬من ق انون التج ارة‬
‫على أن ” وفاء الكمبيالة في ميعاد االستحقاق دون معارضة صحيحة يبرئ ذمة الموفي ‪ ،‬إال إذا وقع من ه غش‬
‫أو خطأ جسيم‪ ،‬وعليه أن يستوثق من انتظام تسلسل التظهيرات ولكنه غير مل زم ب التحقق من ص حة توقيع ات‬
‫المظهرين”‪ .‬ويجوز للمسحوب عليه في حالة وفائه بقيمة الكمبيالة استردادها من حاملها موقعا ً عليه ا بم ا يفي د‬
‫الوفاء‪ ،‬وقد أشارت إلى ذلك المادة ‪٤٢٧/١‬من قانون التجارة وإذا تم الوفاء من قبل المسحوب علي ه قب ل ميع اد‬
‫االستحقاق‪ ،‬فإنه يكون مسئوالً عن هذا الوفاء حتى ولو لم تحدث معارضة‪ ،‬وفي ذل ك تنص الم ادة ‪ ٤٢٨/٢‬من‬
‫قانون التجارة على أنه “إذا أوفى المسحوب عليه قب ل ميع اد االس تحقاق تحم ل تبع ة ذل ك”‪ .‬وأعطى المش رع‬
‫أيضا ً للمدين بالكمبيالة حق السعي للوفاء بقيمة الكمبيالة إذا لم يتقدم أحد ألخذ قيمتها في ميعاد االس تحقاق حيث‬
‫تنص المادة ‪ ٤٣٠‬من قانون التجارة في فقرتها األولى على أنه “إذا لم تقدم الكمبيالة للوفاء في ي وم االس تحقاق‬
‫جاز لكل مدين بها إيداع مبلغها خزانة المحكمة التي تقع في دائرت اه مك ان الوف اء”‪ .‬ويك ون اإلي داع على نفق ة‬
‫الحامل وتحت مسئوليته وأضافت في الفقرة الثانية “يس لم قلم كت اب المحكم ة الم ودع وثيق ة ي ذكر فيه ا إي داع‬
‫المبلغ ومقداره وتاريخ إصدار الكمبيالة وتاريخ االستحقاق واسم من حررت في األصل لمصلحته”‪ ،‬وأض افت‬
‫الفقرة الثالثة من ذات المادة أنه “فإذا طالب الحامل المدين بالوفاء وجب على المدين تس ليم وثيق ة اإلي داع إلي ه‬
‫مقابل تسلم الكمبيالة منه مؤشرا ً عليها بوقوع الوفاء بموجب وثيقة اإليداع‪ ،‬وللحامل قبض المبلغ من قلم كت اب‬
‫المحكمة بموجب هذه الوثيقة‪ ،‬فإذا لم ‪ ”.‬يسلم المدين وثيقة اإليداع إلى الحامل وجب عليه وف اء قيم ة الكمبيال ة‬
‫له (‪)1‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬مكان الوفاء ‪:‬‬
‫يجب على الحامل أن يقدم الكمبيالة للمسحوب عليه في مكان الوفاء المعين بها‪ .‬حيث أنه من البيانات اإللزامي ة‬
‫التي ذكرتها المادة ‪/ ٣٧٩‬ه تجاري‪ ،‬فإذا لم يذكر بيان مكان الوفاء فإن ذلك ال يؤدي إلى بطالن الكمبيالة وإنم ا‬
‫اعتبر المكان المبين بجانب اسم المسحوب عليه مكان ا ً للوف اء وموطن ا ً للمس حوب علي ه في نفس ال وقت (م ادة‬
‫‪ ٣٨٠‬تجاري وعلى الحامل أن يتقدم إلى هذا المكان للوفاء بقيمة الكمبيالة‪ .‬ويجوز للساحب أو المسحوب علي ه‬
‫تعيين موطنا ً مختارا ً للوف اء بقيم ة الكمبيال ة‪ ،‬حيث تنص الم ادة ‪ ٣٨٢‬من ق انون التج ارة على أن ه “يج وز أن‬
‫تكون الكمبيالة مستحقة الوفاء في موطن شخص من الغير سواء في الجهة التي بها موطن المس حوب علي ه أو‬
‫في أية جهة أخرى” ‪ ،‬ويعتبر هذا من الشروط االختيارية في الكمبيالة ويس مى ش رط الوف اء في مح ل مخت ار‬
‫يعتبر صاحب المحل المختار للوفاء نائبا ً عن المسحوب عليه أو الساحب‪ .‬حيث ال يل تزم ص رفيا ً بالوف اء‪ .‬وإذا‬
‫قام بالوفاء للحامل فله الرجوع على المسحوب عليه أو الساحب – حسب األح وال – وفق ا ً لعالقت ه بك ل منهم ا‬
‫وليس وفقا ً ألحكام قانون الصرف(‪ )2‬وبناء على شرط الوفاء في محل مختار يحق للساحب أن يسحب كمبيالة‬
‫على المسحوب علي ه ويعين مك ان ش خص آخ ر للوف اء بقيم ة الكمبيال ة‪ ،‬ويتم ه ذا غالب ا ً باتف اق بين الس احب‬
‫والمسحوب عليه‪ ،‬وقد يقوم المسحوب عليه بتعيين شخصا ً غ يره يق وم بالوف اء نياب ة عن ه في مح ل إقام ة ه ذا‬
‫الشخص‪ ،‬ويتم ذلك غالبا ً لتحقيق مصلحة المسحوب عليه نظرا ً ألنه قد يكون متغيبا ً بش كل دائم عن موطن ه في‬
‫ميعاد االستحقاق‪ ،‬وقد يرغب في تفادي عم ل االحتج اج في مواجهت ه وم ا يج ده علي ه من مص اريف وإس اءة‬
‫لسمعته ألن تعيين هذا المحل يوجب عم ل االحتج اج‪ ،‬وإعالن ه وإعالن ص حيفة دع وى الرج وع في ه‪ ،‬ويثبت‬
‫االختصاص للمحكمة التي يقع في دائرتها المحل المذكور(‪)3‬‬
‫ثالثاً‪ :‬زمن الوفاء ‪:‬‬
‫على حام ل الكمبيال ة المس تحقة الوف اء في ت اريخ معين أو بع د م دة معين ة من ت اريخ إص دارها أو من ت اريخ‬
‫االطالع عليها أن يقدمها للوفاء في يوم استحقاقها أو في أحد يومي العم ل الت اليين له ذا الي وم (الم ادة ‪٤٢٦/2‬‬
‫تجاري ‪ ،‬والكمبيالة المستحقة الوفاء لدى اإلطالع تكون واجبة الوف اء بمج رد تق ديمها‪ ،‬ويجب أن تق دم للوف اء‬
‫خالل سنة من تاريخ إصدارها وللساحب تقص ير ه ذا الميع اد أو إطالت ه وللمظه رين تقص يره الم ادة ‪٤٢٢/١‬‬
‫تجاري وللساحب أن يشترط عدم تقديم الكمبيالة المستحقة الوف اء ل دى اإلطالع قب ل انقض اء أج ل معين‪ ،‬وفي‬
‫هذه الحالة يحسب ميعاد التقدم ابتداء من حلول هذا األجل المادة ‪2 /٤٢٢‬تجاري مصري ويعتبر تقديم الكمبيالة‬
‫إلى إحدى غ رف المقاص ة المع ترف به ا قانون ا ً كغ رف المقاص ة بين البن وك في حكم تق ديمها للوف اء)الم ادة‬
‫‪٤٢٦/2‬تجاري مصري) وال يجوز إجبار المسحوب عليه على الوف اء بقيم ة الكمبيال ة قب ل ميع اد االس تحقاق‪،‬‬
‫فإذا قام بالوفاء بقيمتها قبل ميعاد االستحقاق تحمل تبعة ذلك وكان مسئوالً عن صحة هذا الدفع‪ ،‬ف إذا رتب ذل ك‬
‫ضررا ً للملتزمين بالكمبيالة كان مسئوالً عن التعويض‪ ،‬وفي ذلك تنص المادة ‪ ٤٢٨/2٢‬تج اري مص ري على‬
‫أنه “إذا أوفى المسحوب عليه قبل ميعاد االستحقاق تحمل تبعة ذلك”‪ .‬والمشرع لم يرتب ج زاء على ع دم قي ام‬
‫الحامل بالمطالبة بقيمة الكمبيالة في ميعاد االستحقاق سوى أنه أجاز لك ل م دين إي داع مبلغه ا خزان ة المحكم ة‬
‫التي يقع في دائرتها مك ان الوف اء ويك ون اإلي داع على نفق ة الحام ل وتحت مس ئوليته‪ ،‬باإلض افة ل ذلك يك ون‬
‫الحامل مسئوالً وفقا ً للقواعد العامة عن تعويض الضرر الالحق بالملتزمين بسبب عدم تقدم ه للمطالب ة بالوف اء‬
‫في ميعاد االستحقاق‪ ،‬ويتحقق هذا الضرر إذا كان المسحوب علي ه ق ادرا ً على الوف اء في ميع اد االس تحقاق ثم‬
‫أصبح عاجزا ً عن الوفاء بعد ذلك‪ ،‬كما أن الحامل يس قط حق ه في الرج وع على المل تزمين بالكمبيال ة إذا لم يقم‬
‫بعمل االحتجاج في الميع اد الق انوني‪ ،‬ويتحم ل الحام ل المص روفات ال تي أنفقت إذا ع رض المس حوب علي ه‬
‫الوف اء على المحض ر المكل ف بعم ل االحتج اج‪ .‬وال يج بر حام ل الكمبيال ة على اس تالم قيمته ا قب ل ميع اد‬
‫االس تحقاق وللحام ل مص لحة في ذل ك‪ ،‬ه و رغبت ه في الحص ول على ائتم ان الغ ير بمقتض ى الكمبيال ة أو‬
‫اس تعمالها في الوف اء أو ألن ه رتب أم وره على تلقي الوف اء في ميع اد االس تحقاق‪ ،‬وتنص الم ادة ‪ ٤٢٨/١‬من‬
‫قانون التجارة على انه “ال يجبر حامل الكمبيالة على قبض قيمتها قبل ميعاد االستحقاق”‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬موضوع الوفاء ‪:‬‬
‫موضوع الوفاء هو المبلغ النقدي الموض ح بالكمبيال ة‪ ،‬ل ذلك يجب أن ي رد الوف اء على ن وع النق ود الموض حة‬
‫بالكمبيالة‪ ،‬ويلزم المس حوب علي ه ب دفع المبل غ المح دد بالكمبيال ة دون أن يك ون الرتف اع قيم ة ه ذه النق ود أو‬
‫النخفاضها وقت الوفاء أي أثر وذلك تطبيقا ً للقواعد العامة(‪ )4‬وإذا عين الساحب مبل غ الكمبيال ة بعمل ة أجنبي ة‬
‫يلزم أن تكون من العمالت المعلن لها أسعار صرف محلياً‪ ،‬ويجب الوف اء في مص ر به ذه العمل ة‪ ،‬إال إذا نص‬
‫في الكمبيالة على جواز الوفاء بقيمتها بالعملة الوطنية حس ب س عر ال بيع أو اإلقف ال أو التح ويالت ل دى البن ك‬
‫المركزي المصري أو حسب سعر البنكنوت إذا لم يعلن البنك المركزي سعر تحويالت لعملة الكمبيال ة‪ ،‬وذل ك‬
‫في يوم االستحقاق‪ ،‬فإذا لم يتم الوف اء في ه ذا الي وم ك ان لحامله ا الخي ار بين المطالب ة بمبل غ الكمبيال ة مقوم ا ً‬
‫بالعملة الوطنية حسب الشعر المشار إليه يوم االستحقاق أو يوم الوفاء )المادة ‪ ٤٢٩/١‬تجاري ) وإذا عين مبلغ‬
‫الكمبيالة بعملة تحمل تسمية مش تركة وتختل ف قيمته ا في بل د اإلص دار عن قيمته ا في بل د الوف اء اف ترض أن‬
‫المقصود عملة بلد الوفاء (المادة ‪ ٤٢٩/٢‬تجاري وإذا كان محل الوفاء هو مبل غ النق ود فإن ه يج وز للحام ل أن‬
‫يقبل الوفاء بشيء آخر يعادل قيمة المبلغ النقدي )المادة ‪ ٣٥٠‬مدني مصري) والكمبيالة تعتبر أداة ائتم ان وأداة‬
‫وفاء أيضاً‪ ،‬ل ذلك ف إن إص دارها ال يعت بر وف اء للمس تفيد إال إذا تم تحص يلها بالفع ل‪ .‬وفي ذل ك تق ول محكم ة‬
‫النقض في حكم لها(‪ )5‬أنه “لما كان ذلك وكان األص ل في الس ند اإلذني أن ه وإن ك ان أداة وف اء إال أن مج رد‬
‫إص داره ال يعت بر وف اء من الس احب بقيمت ه إذ ال يتم ذل ك إال عن د قي ام المس تفيد بتلقي ه ذه القيم ة فعالً من‬
‫الساحب ‪ ..‬وإن هذا السند يعتبر من أوراق القبض”‪ .‬وقد أجاز قانون التج ارة الوف اء بج زء من مبل غ الكمبيال ة‬
‫وأجبر الحامل على أنه “ال يجوز لحامل الكمبيال ة أن يمتن ع قب ول ذل ك‪ ،‬وفي ذل ك تق ول الم ادة ‪ ٤٢٧/2‬قب ول‬
‫الوفاء الجزئي”‪ .‬وإذا كان الوفاء جزئيا ً جاز للمسحوب عليه أن يطلب إثباته على الكمبيالة وإعطاء مخالصة به‬
‫)مادة ‪ ٤٢٧/٣‬تجاري) ومما ال شك فيه أنه ال يجوز للحامل االمتن اع عن اس تالم الج زء المع روض علي ه من‬
‫الحامل ولو كان القبول شامالً مبلغ الكمبيالة بتمامه‪ .‬وكل ما يدفع من أصل قيمة الكمبيالة تبرأ منه ذمة س احبها‬
‫وقابلها وعلى الحامل أن يعمل احتجاج عدم الوفاء على ما بقى منها‪ ،‬وفي ذلك تنص المادة ‪ ٤ /٤٢٧‬من قانون‬
‫التجارة على أن ” تبرأ ذمة الساحب والمظهرين وغيرهم من الملتزمين في الكمبيالة بقدر ما ي دفع من قيمته ا‪،‬‬
‫وعلى حاملها عمل االحتجاج عن الق در غ ير الم دفوع”‪ .‬ورغم أن إجب ار الحام ل على الوف اء الج زئي يعت بر‬
‫خروجا ً على القواعد العامة التي تقرر أنه ال يجوز للمدين أن يجبر الدائن على أن يقبل وفاء جزئيا ً لحق ه م ا لم‬
‫يوجد اتفاق أو نص يقضي بغير ذلك المادة ‪٣٤٢/1‬مدني مصري اال ان هذا الخ روج يج د م ا ي برره‪ ،‬ذل ك أن‬
‫الوفاء بقيم الكمبيالة ال يهم الحامل فحسب بل يهم الض امنين أيض ا ً والوف اء الج زئي يخف ف العبء عن ه ؤالء‬
‫الضامنين‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬شروط صحة الوفاء ‪:‬‬
‫لكي يكون الوفاء بقيمة الكمبيالة صحيحا ً يجب أن يكون في ميعاد االستحقاق‪ ،‬وأن يكون للحامل الشرعي‪ ،‬وأن‬
‫يتم الوفاء دون غش أو خطأ جسيم‪ ،‬وأن يكون دون معارضة صحيحة‪.‬‬
‫‪ -١‬يجب أن يقع الوفاء في ميعاد االستحقاق ‪:‬‬
‫ال يك ون الوف اء ص حيحا ً إال إذا تم في ميع اد االس تحقاق‪ ،‬ألن ه ذا الميع اد وض ع لمص لحة كال من الس احب‬
‫والمسحوب عليه والحامل والمظهرين نظرا ً للدور الهام الذي تقوم به الكمبيالة كأداة ائتمان‪ ،‬وعلى ذلك من قام‬
‫بدفع قيمة الكمبيالة قبل ميعاد االستحقاق فإنه يكون مس ئوالً عن ص حة ال دفع (م ادة ‪ ٤٢٨/٢‬تج اري ف إذا دف ع‬
‫المس حوب علي ه لناقص ي األهلي ة أو مفلس قب ل ميع اد االس تحقاق ك ان للوص ي عن ن اقص األهلي ة وس نديك‬
‫التفليسة أن يطلب الوفاء بقيمة الكمبيالة مرة أخرى(‪)6‬‬
‫‪ -٢‬الوفاء للحامل الشرعي للكمبيالة ‪:‬‬
‫… أن القواعد العامة تفرض على المدين التحقق من شخص ية من ي وفي ل ه بقيم ة ال دين وأهليت ه م ادة ‪٣٣٢‬‬
‫مدني مصري‪ ،‬ولكن هذا ال يتوافر غالبا ً في الوفاء بالكمبيالة نظرا ً لتداولها من يد إلى أخرى‪ ،‬لذلك قرر ق انون‬
‫التج ارة أن وف اء الكمبيال ة في ميع اد االس تحقاق دون معارض ة ص حيحة ي برئ ذم ة الم وفي ويعت بر وف اء‬
‫ص حيحاً(م ادة ‪ ٤٢٨/٣‬تج اري) ألن الم دين ليس لدي ه متس ع من ال وقت عن د حل ول ميع اد االس تحقاق للقي ام‬
‫بالتحريات الالزمة والتحقق من صفة من يطلب الوفاء ومن أهليته حتى ال يتم تحرير االحتج اج في مواجهت ه‪،‬‬
‫ولكن رغم ذلك عليه أن يستوثق من انتظام تسلسل التظهيرات ولكن ه غ ير مل زم ب التحقق من ص حة توقيع ات‬
‫المظهرين)‪ .‬مادة ‪ ٤٢٨/٣‬تجاري)‬
‫‪ -٣‬يجب أن يتم الوفاء بدون غش أو وخطأ جسيم ‪:‬‬
‫إذا دفع المسحوب عليه إلى حام ل يعلم أن ه ليس مالك ا ً للكمبيال ة – ألن ه ع ثر عليه ا أو س رقها – وأض ر ذل ك‬
‫بالمالك الحقيقي‪ ،‬فإن المسحوب عليه يكون بذلك قد ارتكب غشا ً ويتعرض لدفع قيمة الكمبيال ة م رة ثاني ة على‬
‫سبيل التعويض‪ .‬ويعتبر المسحوب عليه قد ارتكب خطأ جسيما ً إذا دفع قيم ة الكمبيال ة دون التحق ق من تسلس ل‬
‫التطهيرات وعليه أن يراعي التحقق من تطبيق الش روط االختياري ة في الكمبيال ة(‪ )7‬واألص ل ه و حس ن ني ة‬
‫الموفى وعلى من يتمسك أن الوفاء تم نتيجة غش أو خطأ جسيم إثبات ذلك بكافة طرق اإلثب ات‪ .‬ه ذا وق د نص‬
‫قانون التجارة في المادة ‪ ٤٢٨/٣‬على أن “وفاء الكمبيالة في ميعاد االس تحقاق دون معارض ة ص حيحة ي برئ‬
‫ذمة الموفى إال إذا وقع منه غش أو خطأ جسيم‪ ،‬وعليه أن يستوثق من انتظ ام تسلس ل التظه يرات ولكن ه غ ير‬
‫ملزم بالتحقق من صحة توقيعات المظهرين”‪.‬‬
‫‪ -٤‬أن يتم الوفاء دون معارضة صحيحة ‪:‬‬
‫يجب أن يكون الوفاء دون معارضة صحيحة‪ ،‬وال يعتبر المعارضة ص حيحة إال في حال ة ض ياع الكمبيال ة أو‬
‫إفالس حاملها أو الحجر علي ه‪ ،‬وفي ذل ك تنص الم ادة ‪ ٤٣١‬من ق انون التج ارة على أن “ال يقب ل االع تراض‬
‫على وفاء الكمبيالة إال في حالة ضياعها أو إفالس حاملها أو الحجر علي ه”‪ .‬ف إذا ج اءت المع ارض بن اء على‬
‫إحدى هذه الحاالت فإنه ال يجوز للمدين الوفاء بقيمة الكمبيالة وإال كان مسئوالً عن ذلك ‪.‬‬
‫سادساً‪ :‬آثار الوفاء ‪:‬‬
‫بمجرد قيام المسحوب عليه بالوفاء بقيمة الكمبيالة برئت ذمة جميع الموقعين عليها‪ ،‬وينقض ي ال تزام الم وقعين‬
‫بضمان الوفاء وتنتهي حياة الكمبيالة‪ ،‬ورجوع المسحوب عليه بعد ذلك على الساحب لعدم تسلم مقابل الوفاء ال‬
‫يستند إلى عالقة صرفية وإنما يستند إلى عالقة سابقة على إنشاء الكمبيالة‪ ،‬أي سابقة على تطبيق أحكام ق انون‬
‫الصرف‪ ،‬أما إذا كان الساحب قدم مقابل الوفاء فإن االلتزام الصرفي ينقضي وأيضا ً االل تزام الع ادي‪ .‬وإذا ق ام‬
‫أح د المظه رين بالوف اء بقيم ة الكمبيال ة ب رئ جمي ع المل تزمين في الكمبيال ة في مواجه ة الحام ل ولكن يح ق‬
‫للمظهر الرجوع على المظهرين السابقين عليه الضامنين له‪ ،‬وأيضا ً الرجوع على الساحب وفقا ً ألحك ام ق انون‬
‫الصرف‪ .‬وإذا قام الساحب بالوفاء برئ ذمة جميع الموقعين على الكمبيالة وال يكون للساحب إال الرج وع على‬
‫المسحوب عليه إذا كان قد قدم إليه مقابل الوفاء‪ .‬وإذا كان الوفاء ق ام ب ه أح د الض امنين االحتي اطيين‪ ،‬ك ان ل ه‬
‫الرجوع على الملتزم المضمون وعلى الملتزمين السابقين عليه الذين يضمنون هذا الملتزم‪.‬‬
‫سابعاً‪ :‬إثبات الوفاء ‪:‬‬
‫إثبات الوفاء يتم بتسليم الكمبيالة إلى المسحوب عليه الموفى بعد التوقيع عليها بما يفي د الوف اء‪ ،‬وفي ذل ك تنص‬
‫المادة ‪ ٤٢٧/١‬من قانون التجارة على أن ه إذا أوفى المس حوب علي ه الكمبيال ة ج از ل ه اس تردادها من حامله ا‬
‫موقعا ً عليها بما يفيد الوفاء”‪ .‬وإذا ك ان الوف اء جزئي ا ً ج از للمس حوب علي ه أن يطلب إثبات ه على الكمبيال ة أو‬
‫إعطائه مخالصة به المادة ‪ ٤٢٧/٣‬تجاري ويعتبر استرداد المسحوب علي ه الكمبيال ة ب دون التوقي ع عليه ا بم ا‬
‫يفيد الوفاء قرينة على حصول الوفاء ولكن يجوز للحامل إثبات عكس ها بكاف ة ط رق اإلثب ات ‪ ،‬ألن الحام ل ال‬
‫يلزم عند تقديمها للقبول بالتخلي عنها للمسحوب عليه (مادة ‪ ٤١٢/2‬تجاري‪.‬‬
‫ثامناً‪ :‬المعرضة في الوفاء ‪:‬‬
‫أراد المش رع التج اري تمكين الكمبيال ة من أداء وظائفه ا ك أداة ائتم ان وأداة وف اء‪ ،‬واطمئن ان الحام ل في‬
‫الحصول على قيمة الكمبيالة عند حلول ميعاد االستحقاق‪ ،‬لذلك حرم المعارض ة في الوف اء بقيم ة الكمبيال ة إال‬
‫في حاالت استثنائية‪ .‬فقد نصت المادة ‪ ٤٣١‬من قانون التجارة على أنه “ال يقبل االعتراض على وفاء الكمبيالة‬
‫إال في حالة ضياعها أو إفالس حاملها أو الحجر عليه”‪ .‬ويعتبر هذا الحكم استثناء من القواعد العامة التي تجيز‬
‫لكل دائن بدين محقق الوجود وحال األداء أن يحج ز تحت ي د الغ ير على المب الغ المس تحقة لمدين ه ول و ك انت‬
‫مؤجلة أو معلقة على شرط )المادة ‪ ٣٢٥‬مرافعات(‪ ،‬وتسمى هذه القاع دة بحج ز م ا للم دين ل دى الغ ير‪ ،‬ل ذلك‬
‫يمتنع على دائن الحامل أن يحجز تحت يد المسحوب عليه عن مبالغ مستحقة للحامل‪ ،‬ألن حجز ما للمدين ل دى‬
‫الغير يعتبر معارضة في الوفاء منعها المشرع التجاري إال في حالة ضياع الكمبيالة وإفالس الحامل أو الحج ر‬
‫عليه‪ .‬وبناء على ذلك وباستثناء حالة ضياع الكمبيالة وإفالس الحامل أو الحج ر علي ه ال يج وز المعارض ة في‬
‫الوفاء بقيمة الكمبيالة‪ ،‬سواء وقعت المعارضة بإعالن ع ادي باالمتن اع عن ال دفع للحام ل‪ ،‬أو اتخ ذت ص ورة‬
‫حجز ما للمدين لدى الغير‪ ،‬وبالتالي يحق للمسحوب عليه إهم ال المعارض ة والوف اء بقيم ة الكمبيال ة للحام ل‪.‬‬
‫وطبقا ً لنص المادة ‪ ٤٣١‬تجاري تجوز المعارضة في حالة ضياع الكمبيالة أو إفالس حاملها أو الحجر عليه ‪:‬‬
‫الحالة األولى ‪ :‬إفالس الحامل أو الحجر عليه ‪:‬‬
‫أ – إفالس الحامل ‪:‬‬
‫يترتب على إفالس الحامل غل يده عن إدارة أمواله والتصرف فيها‪ ،‬فيمتنع علي ه اس تيفاء حقوق ه‪ ،‬ويح ل أمين‬
‫التفليسة محل المدين المفلس في إدارة أموال المفلس وتحصيل حقوقه لدى الغير والتصرف في األموال أيض اً‪.‬‬
‫لذلك يحق ألمين التفليسة المعارضة في وفاء المسحوب عليه للحام ل المفلس‪ ،‬وتق ع المعارض ة بإخط ار أمين‬
‫التفليسة للمسحوب عليه باالمتناع عن الوفاء للحامل‪ ،‬وإذا لم يعارض أمين التفليسة في الوف اء ج از للمس حوب‬
‫عليه الوفاء للحامل المفلس بقيمة الكمبيال ة‪ ،‬وفي ذل ك تنص الم ادة ‪ ٥٩٠/١‬من ق انون التج ارة أن ه “ال يج وز‬
‫للمفلس بعد صدور حكم شهر اإلفالس الوفاء بما عليه من ديون أو استيفاء ما له من حقوق”‪ ،‬وأض افت الفق رة‬
‫الثانية أنه “ومع ذلك إذا كان المفلس حامالً لورقة تجارية جاز الوفاء له بقيمتها عن حلول ميعاد االس تحقاق إال‬
‫إذا عارض أمين التفليسة في هذا الوفاء طبقا ً للمادة ‪ ٤٣١‬من هذا القانون”‪.‬‬
‫يتضح من ذلك أن الوفاء للحامل المفلس بقيم ة الكمبيال ة في حال ة ع دم اع تراض أمين التفليس ة أم ر ج وازي‬
‫للمسحوب عليه‪ ،‬بمعنى أن المسحوب عليه قد يمتنع عن الوفاء بقيمة الكمبيالة حتى ولو لم يصله اع تراض من‬
‫أمين التفليس ة إذا علم بص دور حكم بش هر إفالس الحام ل‪ .‬ه ذا وق د ذهب البعض(‪ )8‬إلى ض رورة امتن اع‬
‫المس حوب علي ه عن الوف اء طالم ا علم بص دور حكم اإلفالس ض د الحام ل ول و لم يص له اع تراض من أمين‬
‫التفليس ة ونحن ن رى أن إجب ار المس حوب علي ه على االمتن اع عن الوف اء بمج رد علم ه بص دور حكم ش هر‬
‫اإلفالس حتى ولو لم يص له اع تراض من أمين التفليس ة‪ ،‬مخالف ة الحكم الم ادة ‪ ٥٩٠/٢‬من الق انون التج اري‪،‬‬
‫التي تعطي للمسحوب عليه الحق في الوفاء أو االمتناع‪ .‬فالمسألة جوازية للمس حوب علي ه‪ ،‬ألن ه ق د تك ون من‬
‫مصلحته الوفاء للحامل المفلس طالما لم يصله اعتراض من أمين التفليسة‪ ،‬لكل يتخلص من عبء الوفاء بقيم ة‬
‫الكمبيالة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الحجر على الحامل‪:‬‬
‫يأخذ حكم إفالس الحامل صدور قرار بالحجر عليه س واء في حال ة نقص األهلي ة أو إنع دامها‪ .‬وق د ج اء نص‬
‫المشرع في المادة ‪ ٤٣١‬تجاري استجابة لما استقر عليه العمل في القضاء والفقه‪ ،‬حيث كان يرحب ك ل منهم ا‬
‫تطبيق أحكام إفالس الحامل على من صدر قرار بالحجر عليه‪.‬‬
‫الحالة الثانية ‪ :‬ضياع الكمبيالة ‪:‬‬
‫رغم أن المش رع في الم ادة ‪ ٤٣١‬تج اري ذك ر كلم ة “ض ياع” الكمبيال ة إال أن ه من المتف ق علي ه أن ض ياع‬
‫الكمبيالة يعني فقدها أو سرقتها أو هالكها أو تلفها أو أي حالة يفقد فيها الحامل صك الكمبيالة دون إرادته‪.‬‬
‫في هذه الحالة يتعين على حامل الكمبيالة الذي حدث له ذلك إخطار المس حوب علي ه باالمتن اع عن الوف اء لمن‬
‫يتقدم له حامالً الصك في ميعاد االس تحقاق‪ ،‬ويجب على المس حوب علي ه بمج رد إخط اره ب ذلك االمتن اع عن‬
‫الوفاء بقيمة الكمبيالة لمن يتقدم له حامالً الصك لحين االنتهاء من النزاع بين حامل الصك ومن ي دعي ملكيت ه‪،‬‬
‫ويتحم ل المس ئولية في حال ة الوف اء رغم إخط ار المعارض ة‪ .‬وإذا ق ام الحام ل بإخط ار المس حوب علي ه‬
‫بالمعارضة في الوفاء لمن يتقدم له في ميعاد االستحقاق حامالً الصك‪ ،‬كان عليه أن يثبت بع د ذل ك أن ه المال ك‬
‫الشرعي للصك للحصول على حقه‪ .‬ونفرق في ذلك بين عالقة مالك الكمبيالة الحقيقي والحامل الجديد وعالق ة‬
‫مالك الكمبيالة الحقيقي والمسحوب عليه‪.‬‬
‫‪ -١‬عالقة مالك الكمبيالة بالحائز لها ‪:‬‬
‫إذا تعرف مالك الكمبيالة الحقيقي على حائزها – الذي سرقها أو عثر عليها أو انتقلت إليه من هؤالء – كان ل ه‬
‫حق استردادها‪ ،‬ولم ينظم المشرع التجاري كيفية االسترداد لذلك نعود للقواعد العامة‪ .‬في هذه الحالة نفرق بين‬
‫الحائز حسن النية والحائز سيء النية فإذا كان الحائز سيء النية بأن عثر عليها أو س رقها أو انتقلت إلي ه وه و‬
‫يعلم بضياعها أو سرقها‪ ،‬كان من حق مالك الكمبيالة الحقيقي استردادها )‪ ،)9‬أم ا إذا ك ان الح ائز حس ن الني ة‬
‫فإن أغلب الفق ه يفض ل مص لحة الح ائز حس ن الني ة عن المال ك الش رعي للكمبيال ة حماي ة الس تقرار التعام ل‬
‫باألوراق التجارية وألن الكمبيالة تتداول بالتظهير ح تى ول و لم تتض من ش رط األم ر في ظ ل أحك ام الق انون‬
‫التجاري رقم ‪ ١٧‬لسنة ‪.١٩٩٩‬‬
‫‪ -٢‬عالقة مالك الكمبيالة بالمسحوب عليه ‪:‬‬
‫في هذه العالقة نظم المشرع التجاري إجراءات حصول المالك على حقه وذلك على النحو التالي ‪:‬‬
‫أ – إذا كانت الكمبيالة محررة من نسخة واحدة ‪:‬‬
‫إذا كانت الكمبيالة مح ررة من نس خة واح دة وتم فق دها‪ ،‬فق د نص ت الم ادة ‪ ٤٣٥‬من ق انون التج ارة على أن ه‬
‫“يجوز لمالك الكمبيالة الضائعة الحصول على نسخة منها‪ ،‬ويكون ذلك بالرجوع إلى من ظه ر إلي ه الكمبيال ة‪،‬‬
‫ويلتزم هذا المظهر بمعاونته واإلذن ل ه باس تعمال اس مه في مطالب ة المظه ر الس ابق‪ ،‬وي رقى المال ك في ه ذه‬
‫المطالبة من مظهر إلى مظهر حتى يصل إلى الساحب”‪ ،‬وأضافت الفقرة الثانية بأن “ويلتزم كل مظهر بكتاب ة‬
‫تظهيره على نسخة الكمبيالة المسلمة من الساحب بعد التأشير عليها بما يفيد أنها ب دل فاق د”‪ ،‬ثم ق ررت الفق رة‬
‫الثالثة من ذات المادة أنه “وال يجوز طلب الوفاء بموجب هذه النسخة إال ب أمر من القاض ي المختص وبش رط‬
‫تقديم كفيل”‪ ،‬وأضافت الفقرة الرابعة أنه “وتك ون جمي ع المص روفات على مال ك الكمبيال ة الض ائعة”‪ .‬ويلج أ‬
‫عادة مالك الكمبيالة إلى هذه الطريقة في الحص ول على نس خة أخ رى إذا ك ان ميع اد االس تحقاق لم يح ل بع د‬
‫وك ان هن اك متس ع من ال وقت‪ ،‬حيث يس تطيع أن ينش أ نس خة جدي دة من الكمبيال ة المفق ودة أو الض ائعة أو‬
‫المسروقة أو التالفة أو الهالك ة‪ .‬أم ا إذا لم يس تطع المال ك الحقيقي الحص ول على نس خة أخ رى طبق ا ً للطريق ة‬
‫السابقة أو أن ميعاد االستحقاق قد حل وال يوجد متسع من الوقت‪ ،‬فإن المشرع أعطى لمالك الكمبيالة الح ق في‬
‫أن يستصدر أمرا ً من القاضي المختص بوفائها بشرط أن يثبت ملكيته وأن يقدم كفيالً‪ .‬نص ت على ذل ك الم ادة‬
‫‪ ٤٣٣‬من قانون التجارة حيث ق ررت ب أن “يج وز لمن ض اعت من ه كمبيال ة – مقبول ة أو غ ير مقبول ة – ولم‬
‫يتمكن من تقديم إحدى النسخ األخرى أن يستصدر أم را ً من القاض ي المختص بوفائه ا بش رط أن يثبت ملكيت ه‬
‫لها وأن يقدم كفيالً”‪ .‬يتضح من ذل ك أن ه إذا ح ررت الكمبيال ة من نس خة واح دة أو من ع دة نس خ ولم يس تطع‬
‫المال ك الحص ول على نس خة جدي دة أو لم يتمكن من تق ديم أي من النس خ األخ رى‪ ،‬ك ان ل ه التوج ه للقاض ي‬
‫المختص ليحصل منه على أمر بالوفاء بقيمة الكمبيالة بعد إثبات ملكيته للكمبيالة بكافة طرق اإلثبات‪ ،‬وبع د أن‬
‫يقدم كفيالً موسرا ً يضمن الوفاء إذا ثبت فيما بعد أن طالب الوفاء ليس هو الحامل الشرعي أو المال ك الش رعي‬
‫للكمبيالة‪ .‬وبناء على ه ذا األم ر الص ادر من القاض ي المختص يح ق للمس حوب علي ه الوف اء بقيم ة الكمبيال ة‬
‫ويكون وفائه صحيحا ً مبرئا ً لذمته‪ ،‬وفي ذلك تنص الم ادة ‪ ٤٣٦‬من ق انون التج ارة على أن “الوف اء في ميع اد‬
‫االستحقاق بناء على أمر القاضي في األحوال المشار إليها في المواد السابقة يبرئ ذمة المدين”‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذا كانت الكمبيالة محررة من عدة نسخ ‪:‬‬
‫أحيانا ً تحرر كمبيالة من عدة نسخ تفاديا ً لمخاطر الضياع أو الس رقة أو التل ف في ه ذه الحال ة يجب أن يوض ع‬
‫في متن ك ل نس خة رقمه ا وع دد النس خ األخ رى ال تي ح ررت من أجله ا وإال اعت برت ك ل نس خة قائم ة‬
‫بذاتها )المادة ‪ ٤٥٩‬تجاري(‪ ،‬كما أن الوفاء بمقتضى إحدى نسخها م برئ للذم ة ول و لم يكن مش روطا ً فيه ا أن‬
‫هذا الوفاء يبطل أثر النسخ األخرى‪ ،‬إال إذا كانت الكمبيال ة مقبول ة حيث يبقى المس حوب علي ه ملتزم ا ً بالوف اء‬
‫بمقتضى كل نسخة وقع عليها بالقبول (م ادة ‪ ٤٦٠/١‬تج اري مص ري) وإذا ص درت الكمبيال ة من ع دة نس خ‬
‫وضاعت إحداها‪ ،‬فيجب هنا التمييز بين ما إذا كانت الكمبيالة الضائعة تحمل قب ول المس حوب علي ه أم أنه ا ال‬
‫تحمل قبوله‪.‬‬
‫فإذا كانت النسخة الضائعة تحمل صيغة قبول المسحوب عليه فإنه يمتن ع علي ه الوف اء ألي نس خة أخ رى‪ ،‬ألن‬
‫المسحوب عليه يبقى ملتزما ً بالوفاء بمقتضى كل نسخة‪ ،‬وبالتالي ف إن دف ع المس حوب وق ع عليه ا ب القبول ولم‬
‫يستردها مادة ‪ ٤٦٠/١‬تجاري عليه قيمة الكمبيالة لنسخة ال تحمل قبول ه ال يع د دفع ه ص حيحا ً بالنس بة لحام ل‬
‫النسخة التي عليها صيغة قبول ه‪ ،‬في ه ذه الحال ة ال يك ون أم ام مال ك الكمبيال ة س وى الحص ول على أم ر من‬
‫القاضي المختص وبشرط تقديم كفيالً وفي ذلك تنص المادة ‪ ٤٣٢/٢‬من قانون التجارة المصري أنه “إذا كانت‬
‫الكمبيالة محررة من عدة نسخ وضاعت النسخة التي تحمل صيغة القبول فال تج وز المطالب ة بوفائه ا بم وجب‬
‫إحدى النسخ األخرى إال بأمر من القاضي المختص وبشرط تقديم كفيالً”‪.‬‬
‫أما إذا كانت النسخة المفقود ال تحمل قبول المسحوب عليه وكان مع المال ك نس خة أخ رى ج از ل ه أن يط الب‬
‫المس حوب علي ه بالوف اء بقيمته ا وفي ذل ك تنص الم ادة ‪ ٤٣٢/١‬من ق انون التج ارة المص ري على أن ه “إذا‬
‫ضاعت كمبيالة غير مقبولة وكانت محررة من عدة نسخ جاز لمستحق قيمتها أن يطالب بالوفاء بموجب إحدى‬
‫النسخ األخرى”‪ .‬وإذا امتنع المسحوب عليه من وف اء قيم ة الكمبيال ة الض ائعة بع د المطالب ة به ا وفق ا ً ألحك ام‬
‫الفقرة الثانية من المادة ‪ ٤٣٢‬وأحكام المادة ‪ ٤٣٣‬من هذا القانون‪ ،‬يجب على مالكه ا للمحافظ ة على حقوق ه أن‬
‫يثبت ذلك في احتجاج يحرره في اليوم التالي لميع اد االس تحقاق ويعلن ه للس احب أو المظه رين بالطريق ة وفي‬
‫المواعيد المقرر في الم ادة ‪ ٤٤٠/١‬تج اري من ه ذا الق انون وال تي س يرد ذك ر أحكامه ا (الم ادة ‪ ٤٣٤‬ويجب‬
‫تحرير االحتجاج في الميعاد المذكور في الفقرة السابقة ولو تعذر استص دار أم ر القاض ي في ال وقت المناس ب‬
‫(المادة ‪ ٤٣٤/٢‬تجاري) ‪.‬‬
‫__________________‬
‫‪ -1‬ما ذهب إليه قانون التجارة الجدي د في الم ادة ‪ ٤٣٠‬يعت بر إي داعا ً قض ائيا ً وفق ا ً ألحك ام القواع د العام ة في‬
‫القانون‬
‫‪ .‬المدني المادة ‪.٣٣٤، ٣٣٥‬‬
‫‪ -2‬راجع د‪ /‬سميحة القليوبي‪ ،‬األوراق التجارية‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ١٩٩٢‬م‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬ص ‪.٢١‬‬
‫‪-3‬راجع د‪ /‬محسن شفيق‪ ،‬المط ول االوراق التجاري ة‪ ،‬ص ‪ ، ٢٥٦‬وراج ع الم ادة ‪ ٤٣٠/١‬من ق انون التج ارة‬
‫عكس ذلك د‪/‬سميحة القليوبي التي ترى أنه إذا امتنع صاحب المحل المخت ار عن الوف اء ف إن االحتج اج يح رر‬
‫في مواجهة المسحوب عليه وليس في مواجهته‬
‫‪ -4‬راجع المادة ‪ ١٣٤‬مدني‪.‬‬
‫‪-5‬الطعن رقم ‪ ٤٨٣‬لسنة ‪ ٥٥‬ق جلسة ‪ ١٨‬ديسمبر ‪ ١٩٩٧‬م‪.‬‬
‫‪-6‬محسن شفيق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ، ٢٦٠‬وأيضا ً د‪ /‬ثروت عبد الرحيم‪ ،‬القانون التج اري البح ري‪ ،‬طبع ة‬
‫‪ ١٩٩٥‬م‪ ١٩٩٦ -‬م‪ ، ،‬ص ‪ ، ٣١٣‬د‪ /‬محم ود س مير الش رقاوي – األوراق التجاري ة – طبع ة ‪ ١٩٩٣‬م‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية‪ ، .‬ص ‪.٢٠3‬‬
‫‪-7‬محسن شفيق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. ٢٦٠‬‬
‫‪ -8‬سميحة القليوبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.٢19‬‬
‫‪ -9‬راج ع د‪ /‬محم ود س مير الش رقاوي‪ ،‬المرج ع الس ابق ‪ ،‬ص ‪ ، ٢٠٦‬وأيض ا ً د‪ /‬كم ال محم د أب و س ريع ‪،‬‬
‫األوراق التجاري ة في الق انون التج اري‪ ،‬طبع ة ‪ ١٩٨٣‬م‪ ،‬دار النهض ة العربي ة ص ‪ ، ٢٤٦‬وأيض ا ً د‪ /‬كم ال‬
‫محمد أبو سريع ‪ ،‬األوراق التجارية في القانون التجاري‪ ،‬طبعة ‪ ١٩٨٣‬م‪ ،‬دار النهضة العربية ص ‪ ،‬ص ‪.31‬‬

You might also like