‫وزارة التعليـم العال ــي والبحث العلمـي‬

‫جامعة الشهيد حمه لخضرـ بالوادي‬

‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬

‫الفوج‪A2 :‬‬ ‫السنة‪ :‬ثالثة‬

‫مقياس‪ :‬النظام المصرفي الجزائريـ‬ ‫التخصص‪ :‬إقتصاد نقدي وبنكيـ‬

‫‪:‬بحث حول‬

‫االعتماد اإليجاري في الجزائر‬

‫أستاذة المقياس‬ ‫‪ :‬إعداد الطلبة‪:‬‬
‫كريمة حبيب‬ ‫بليمة عصام‬
‫بن طالب فيراس‬
‫حتيري عبد الرزاق‬
‫حمانيـ صهيب‬
‫عمارة سارة‬
‫حوامد مروة‬

‫الموسم الجامعي‪ 2020/2021:‬م‬

 ‫خطة العرض‬

‫المقدمة ‪.................................................................................‬‬

‫المطلـب األول‪ :‬ماهيـة االعتمـاد اإليجاري وخصائصـه ‪2..................................‬‬

‫‪ -1‬ماهيـة االعتمـاد االيجـاري‪2...................................................... :‬‬

‫‪-2‬خصـائص االعتمـاد االيجـاري‪3................................................... :‬‬

‫المطلـب الثاني‪ :‬معيـار الملكيـة في نهـاية العقـد ‪4........................................‬‬

‫‪-1‬االعتمـاد اإليجاري المـالي‪4....................................................... :‬‬

‫‪-2‬االعتمـاد اإليجاري التشغيـلي‪5..................................................... :‬‬

‫المطلـب الثـالث‪ :‬االعتمـاد اإليجاري حسـب جنسيـة العقـد ‪7...............................‬‬

‫‪-1‬االعتمـاد اإليجاري الوطني (المحلي)‪7............................................ :‬‬

‫‪-2‬االعتمـاد اإليجاري الدولـي‪7....................................................... :‬‬

‫‪-3‬األنـواع األخـرى لالعتمـاد االيجـاري‪8............................................. :‬‬

‫خاتمة ‪...................................................................................‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع ‪................................................................‬‬

 ‫المقدمة‬

‫ال ش ـك أن لالعتم ــاد اإليج ــاري مم ــيزات وخص ــائص تجعل ــه متم ــيزاً عن ب ــاقي وس ــائل‬
‫ومص ــادر وط ــرق التموي ــل األخ ــرى‪ ،‬وإ ن التط ــور والنج ــاح الس ــريع ال ــذي لقيت ــه ه ــذه التقني ــة‬
‫لخير برهان على أهميتها بالنسبة للمشروعات االقتصادية‪.‬‬
‫االســتعمال الكبــير الــذي عرفــه االعتمــاد اإليجــاري منــذ نشــأته ســواء مــا تعلــق بتمويــل‬
‫المنق ــوالت أو العق ــارات ل ــدليل على م ــدى فعاليت ــه ونجاعت ــه‪ ،‬تس ــمح ه ــذه التقني ــة لك ــل أن ــواع‬
‫المؤسســات مهمــا كــان حجمهــا خاصــة المؤسســات الصــغيرة والمتوســطة بتمويــل اســتثماراتها‬
‫والتوسع في نشاطها دون أن يؤثر هذا التوسع على الوضعية المالية للمؤسسة‪.‬‬
‫من هنا نطرح اإلشكال التالي‪:‬‬
‫ماهية االعتماد اإليجاري؟ وما هو معيار الملكية؟‬
 ‫المطلـب األول‪ :‬ماهيـة االعتمـاد اإليجاري وخصائصـه‬

‫‪ -1‬ماهيـة االعتمـاد اإليجاري ‪:‬‬

‫يختلــف مفهــوم االعتمــاد اإليجــاري من بــاحث إلى آخــر كــل حســب تخصصــه ووجهــة‬
‫نظره‪ ،‬لذا فقد تناولت تعاريف مختلفة للقروض اإليجارية لتوضيح الرؤية أكثر‪:‬‬
‫االعتمـ ــاد اإليجـ ــاري يمثـ ــل وسـ ــيلة لتمويـ ــل اسـ ــتعمال األصـ ــل دون الحاجـ ــة إلى تملكـ ــه‬
‫بالشراء‪ ،‬وذلك خالل فــترة محــددة – قـد تمثـل العمــر االقتصــادي لألصـل – ويسـتعمل مقابــل‬
‫قيم ــة إيجاري ــة ي ــدفعها مس ــتأجر األص ــل إلى الم ــؤجر خالل ف ــترة عق ــد اإليج ــار‪ ،‬م ــع ال ــتزام‬
‫المستأجر بصيانة األصل والتأمين عليه خالل مدة العقد‪.‬‬
‫أو عقــد االعتمــاد اإليجــاري هــو عبــارة عن عقــد ايجــار مــع خيــار الشــراء‪ .‬فهــو تقنيــة‬
‫تمويل بإعتبار أن المؤسسة بعد إختيار االستثمار تتوجه نحو مؤسسة ماليــة لقــرض االيجــار‬
‫وتطلب منها شراء األصل وتأجيره لها‪ ،‬إذا هناك تحويل لجزء من دور المؤسسة للغير‪.‬‬
‫وقد عرفه ‪ "Luc Bernet- Rollande‬االعتماد اإليجاري هو تقنية تمويل التي بها‬
‫يقـ ــوم البنـ ــك أو مؤسسـ ــة ماليـ ــة بشـ ــراء أصـ ــل منقـ ــول أو غـ ــير منقـ ــول من أجـ ــل تـ ــأجيره إلى‬
‫مؤسسة ما‪ ،‬ويمكن لهذه األخيرة شراء األصل المؤجر لها بثمن يكون عمومـاً منخفضـاً بعـد‬
‫انتهاء العقد‪.‬‬
‫على ضــوء هــذه التعــاريف نســتنتج أن عقــد االعتمــاد اإليجــاري أو اللــيزينغ ‪Leasing‬‬
‫هو من إحدى وسائل التمويل المتوسط والطويــل األجــل‪ ،‬وهـو عمليــة تمويليــة لالســتثمارات‪،‬‬
‫تقــوم المؤسســة الماليــة (المــؤجر) بمقتضــى العقــد بتــأجير األصــول إلى المســتأجر خالل مــدة‬
‫زمنية محددة‪ ،‬لقاء أقساط إيجار دورية مع فرصة تملكها عند تسديد ثمن هذه األصول‪.1‬‬
‫القانون الجزائري يعرف التمويل اإليجاري كما يلي‪:‬‬
‫تعرف المادة األولى من األمر ‪ 09-96‬االعتماد اإليجاري بأنه عملية تجاريــة وماليــة‬
‫يتم تحقيقه ــا من قب ــل البن ــوك والمؤسس ــات المالي ــة أو ش ــركة ت ــأجير مؤهل ــة قانونـ ـاً ومعتم ــدة‬
‫ص ـ ــراحة به ـ ــذه الص ـ ــفة‪ ،‬م ـ ــع المتع ـ ــاملين االقتص ـ ــاديين الجزائ ـ ــريين أو األج ـ ــانب‪ ،‬أشخاص ـ ــا‬
‫طبيعــيين كــانوا أو معنــويين تــابعين للقــانون العــام أو الخــاص وتكــون قائمــة على عقــد ايجــار‬
‫يمكن أن يتضمن أو ال يتضمن حق خيار بالشراء لصالح المستأجر‪.‬‬

‫عادل طه فايد‪ ،‬التأجير التمويلي‪ ،‬البنك المركزي المصري‪ ،‬مصر‪ ،2002 ،‬ص ‪.04‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫وتتعلـــق فقـــط بأصـــول منقولـــة أو غـــير منقولـــة ذات االس ــتعمال المه ــني أو ب ــالمحالت‬
‫التجارية أو بالمؤسسات الحرفية‪.‬‬

‫‪-2‬خصـائص االعتمـاد االيجـاري‪:‬‬

‫‪ ‬إن عقـ ــد االعتمـ ــاد اإليجـ ــاري يرتكـ ــز على عالقـ ــة مثلثيـ ــة تجمـ ــع البنـ ــك أو المؤسسـ ــة‬
‫الماليــة الــتي تقــوم بشــراء المعــدات والتجهــيزات من البــائع المــورد ويقــوم بتأجيرهــا للزبــون‬
‫المستعمل لمدة زمنية محددة‪.‬‬
‫‪ ‬عقــود االعتمــاد اإليجــاري غــير قابلــة لإللغــاء في الغــالب والمســتأجر بمــوجب العقــد‬
‫ملــزم بــدفع جميــع الــدفعات الــتي يحــددها عقــد االيجــار ويشــمل العقــد جميــع التكــاليف االداريــة‬
‫المصاحبة للدفع باالقساط وهو محدد المدة‪.‬‬
‫‪ ‬يعــد عقــد اإليجــار من عقــود المعاوضــة ألن كــل طــرف فيــه يأخــذ مقــابالً لمــا يعطي‪،‬‬
‫فمثالً المؤجر يقدم المنفعة للمستأجر وفي مقابل ذلك يأخذ األجرة‪ ،‬وهكذا بالنســبة للمســتأجر‬
‫يقدم األجرة ويأخذ المنفعة‪.‬‬
‫‪ ‬الت ــأجير التم ــويلي وس ــيلة لتموي ــل اس ــتخدام أص ــل م ــا أو مع ــدة وليس وس ــيلة لتموي ــل‬
‫شراءه أو تملكه إذ أن التملـك في نهايــة المـدة ليس إال أحـد الخيــارات الـتي تكـون للمســتأجر‪،‬‬
‫ومن ثم فليس المقصد االول أو الدافع إلى التعاقد بين المؤجر والمستأجر‪.‬‬
‫‪ ‬إن عق ــد االعتم ــاد اإليج ــاري يقتض ــي ب ــأن تبقى ملكي ــة األص ــل للم ــؤجر وذل ــك عن ــد‬
‫إنتقال حق إستعماله إلى المستأجر‪.‬‬
‫‪ ‬إن مــدة اإليجــار يجب أن تغطي على األقــل ‪ % 75‬من العمــر االفتراضــي لألصــل‬
‫‪1‬‬
‫المؤجر‪.‬‬
‫‪ ‬قد يتاح للمستأجر فرصة الشـراء االختيـاري لألصـل في نهايـة عقـد التـأجير بطريقـة‬
‫من الطرق التالية‪:‬‬
‫‪ ‬إما مقابل الجزء المتبقي من تكلفة الشراء الذي لم يغطه عقد التأجير؛‬
‫‪ ‬بأسعار تحدد عند بداية العقد؛‬
‫‪ ‬بأسعار السوق السائدة عند نهاية العقد‪.‬‬
‫ع لي هادي العبيدي‪ ،‬شرح أحكام عقدي البيع واإليجار‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المركز القومي للنشر‪ ،‬األردن‪،2000،‬ـ ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪235‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ ‬بســبب بقــاء ملكيــة األصــل المــؤجر للشــركة المــؤجرة تقــل الحاجــة لطلب حجم كبــير‬
‫من الضـ ــمانات االضـ ــافية كمـ ــا هـ ــو الحـ ــال في التمويـ ــل البنكي‪ ،‬حيث يشـ ــكل األصـ ــل نفسـ ــه‬
‫ضمانة كافية بالنسبة للمؤجر‪.‬‬
‫المطلـب الثاني‪ :‬معيـار الملكيـة في نهـاية العقـد‬

‫حسب هذا المعيار فانه يوجد نوعين من االعتماد اإليجاري المالي والتشغيلي‬

‫‪-1‬االعتمـاد اإليجاري المـالي‪:‬‬

‫ويسمى أيضاً التأجير الرأسمالي وهو عقد طويل األجل وغير قابل لإللغاء‪ ،‬وال‬
‫يتضمن هذا العقد خدمات الصيانة والتأمين‪ ،‬بل يتحمل تكاليفها المستأجر‪.‬‬
‫ففي هذا النوع من اإليجار تقوم الشركة التي ستستخدم هذا النوع من االستئجار‬
‫بتحديد األصل الذي ترغبه ثم تتفاوض مع المنتج في كل األمور بسعر وشروط التسليم‬
‫وتوقع على االتفاق‪ ،‬يلي ذلك قيامها باالتفاق مع شركة تأجير على أن يقوم هذا األخير‬
‫بشراء األصل من المنتج بالشروط السابقة المتفق عليها ثم تستأجر هذا األصل بمجرد‬
‫شراءه لمدة تأجير محددة مقابل التزام مالي محدد يغطي عادة تكلفة األصل باإلضافة إلى‬
‫عائد مناسب الستثمار المؤجر‪ ،‬أي أن المستأجر يقوم بدفع األقساط االيجارية إلى المؤجر‬
‫خالل فترات متتالية تساوي في مجموعها قيمة شراء األصل باإلضافة إلى عائد معين‪.1‬‬
‫وهو ينقسم بدوره إلى عدة أنواع تتمثل في‪:‬‬
‫‪-1-1‬البيـع وإ عادة التأجيـر‪ : Sale and lease back‬بمقتضى هذا االتفاق تقوم‬
‫شركة ببيع األصل إلى الطرف اآلخر وفي نفس الوقت يقوم هذا الطرف بإعادة تأجير‬
‫األصل إلى الشركة نفسها‪.‬‬
‫وهذا يعني أن‪:‬‬
‫‪ ‬البائع وهو في ذات الوقت المستأجر يحصل على قيمة األصل المباع‪ ،‬ولكنه‬
‫يحتفظ بحق االنتفاع بذات األصل أي االحتفاظ به لغرض االستخدام‪.‬‬
‫‪ ‬يلتزم المستأجر بدفع أقساط التأجير بحيث تغطي هذه األقساط ثمن شراء هذا‬
‫األصل باإلضافة إلى العائد الذي يرغب المشتري(المؤجر) في الحصول عليه‪.‬‬

‫سمير محمد عبد العزيز‪ ،‬اقتصاديات االستثمار والتمويل والتحليل المالي‪ ،‬مكتبة ومطبعة اإلشعاع الفنية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬ـ‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،1997‬ص‪ ،144‬ص ‪145.‬‬

‫‪4‬‬
 ‫إن البيع ثم االستئجار يشبه كثيراً االستئجار المالي ولكن الفرق الرئيسي بينهما هو‬
‫أن االستئجار المالي يتضمن أصالً جديداً تشتريه مؤسسة التمويل مباشرة من مورد هذا‬
‫األصل مباشرة‪ ،‬بينما في حالة البيع ثم االستئجار تشتري مؤسسة التمويل األصل من‬
‫الشركة المستأجرة نفسها‪ ،‬ويكون هذا األصل من إحدى األصول المستخدمة في الشركة‬
‫المستأجرة‪ .‬ولذلك يمكن اعتبار البيع ثم االستئجار كنوع خاص من االستئجار المالي‪.1‬‬
‫‪-1-2‬التـأجير الرفعـي ‪ :Leveraged leasing‬يخص هذا النوع من التأجير‬
‫األصول الثابتة المرتفعة الثمن‪ ،‬وما يميزه عن باقي األنواع األخرى هو أن العقد يتضمن‬
‫ثالث أطراف هم‪:‬المؤجر‪ ،‬المستأجر والمقرض‪.‬‬
‫وال يختلف وضع المستأجر في هذا النوع من التأجير عنه في األنواع األخرى‪،‬‬
‫يمول جزئياً من حقوق الملكية‬
‫أما المؤجر فوضعه يختلف يتمثل في أن شراء األصل ّ‬
‫والباقي من أموال مقترضة‪ ،‬وعادة ما يوضع األصل كرهن لقيمة القرض؛ ولمزيد من‬
‫الضمان يوقع كل من المؤجر والمستأجر على عقد القرض‪ ،‬غير أن هذا اليغير من حقيقة‬
‫أن المؤجر هو المقترض‪ ،‬أما المستأجر الذي بحوزته األصل فيوقع بوصفه ضامناً‪.‬‬

‫‪-2‬االعتمـاد اإليجاري التشغيـلي‪:‬‬

‫ويسمى كذلك التأجير العملي‪ ،‬لقد عرفه المشرع الجزائري في المادة الثانية من‬
‫األمر ‪ 96-09‬المؤرخ في ‪10‬جانفي‪ 1996‬كما يلي‪ ":‬تدعى عملية االعتماد اإليجاري‬
‫يحول لصالح المستأجر كل أو تقريباً كل الحقوق‬
‫بإعتماد إيجاري عملي في حالة ما إذا لم ّ‬
‫وااللتزامات والمنافع والمساوئ المترتبة بحق الملكية لألصل الممول والتي تبقى لصالح‬
‫المؤجر أو على نفقاته‪" .‬‬
‫إن االعتماد اإليجاري التشغيلي ليس معناه تمويل شراء المعدات‪ ،‬هو عبارة عن عقد‬
‫محدد المدة (عقد قصير األجل) يقوم فيه المستأجر باستئجار المعدات كسيارات‪،‬‬
‫الشاحنات‪ ،‬التجهيزات‪...‬الخ من المؤجر لمدة زمنية محددة مقابل إيجار شهري‪ ،‬وفي ظل‬
‫عقد التأجير التشغيلي يتحمل المؤجر جميع التكاليف المصاحبة الستخدام هذه المعدات‪ ،‬بما‬
‫في ذلك الصيانة‪ ،‬الخدمات‪ ،‬اإلصالح‪ ،‬وجميع التكاليف المصاحبة للدفع بالتقسيط وكذلك‬
‫تكاليف تأمين المعدات‪.‬‬

‫عبد الغفار حنفي‪ ،‬أساسيات التمويل واإلدارة المالية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2002 ،‬ص‪482.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪5‬‬
‫وتناسب عقود التأجير التشغيلي مالكي األساطيل والمقاولين المتعاقدين على مشاريع‬
‫عمل طويلة وقصيرة األجل‪ ،‬أي أن هذه العقود مخصصة للشاحنات‪ ،‬آليات ومعدات البناء‬
‫المختارة وغيرها من المعدات لفترات زمنية محدودة‪.‬‬
‫يالحظ أن عقود االعتماد اإليجاري العملي عادة ما تعطي للمستأجر حق إلغاء العقد‬
‫وإ رجاع األصل قبل انتهاء مدة العقد األساسية‪ ،‬ويعطي هذا الحق ميزة هامة للمستأجر‬
‫حيث انه يستطيع التخلص من األصل في حالة التطور التكنولوجي وظهور أصول أحدث‬
‫تؤدي العمل بكفاءة أكبر أو في حالة انتهاء الحاجة إلى هذا األصل‪.‬‬
‫من خالل ما سبق يمكن أن نستنتج مايلي‪:‬‬
‫‪ ‬إن عقد اإليجار يكون لفترة اقل من العمر االقتصادي لألصل‪.‬‬
‫‪‬المؤجر يبقى مالكاً لألصل خالل فترة العقد ويغطي جميع تكاليفه بفضل إعادة‬
‫تأجيره عدة مرات وبيعه في نهاية المطاف‪.‬‬
‫‪ ‬هذا النوع من التمويل يجعل المعدات تفقد بسرعة قيمتها وتصبح مهتلكة مع مرور‬
‫الوقت ولذلك يستحسن أن تقوم المؤسسة باستئجار بدالً من شراءها نتيجة ظهور معدات‬
‫أكثر تطوراً منها‪.1‬‬

‫محمد صالح الحناوي‪ ،‬اإلدارة المالية والتمويل‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1998 ،‬ص‪.396‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪6‬‬
 ‫المطلـب الثـالث‪ :‬االعتمـاد اإليجاري حسـب جنسيـة العقـد‬

‫في هذا المعيار يوجد نوعين من االعتماد االيجاري‪ ،‬الوطني والدولي‪ ،‬وعندما‬
‫نقول جنسية العقد فمعناه جنسية األطراف المشكلة للعملية أي جنسية كل من المورد‪،‬‬
‫المستأجر والمؤجر‪.‬‬

‫‪-1‬االعتمـاد اإليجاري الوطني (المحلي)‪:‬‬

‫حسب المادة الخامسة من األمر ‪ 96-09‬المؤرخ في ‪ 10‬جانفي ‪ 1996‬يعرف‬
‫القانون الجزائري االعتماد اإليجاري الوطني "عندما تجمع العملية شركة تأجير بنك أو‬
‫مؤسسة مالية بمتعامل اقتصادي وكالهما مقيمان في الجزائر‪".‬‬
‫ومعنى ذلك يكون االعتماد اإليجاري وطني إذا قام المؤجر في بلد ما بتأجير‬
‫المعدات والتجهيزات إلى المستأجر في ذات البلد‪.‬‬
‫ويجب أن نعرف انه إذا قامت مؤسسة االعتماد اإليجاري بفتح فروع لها في‬
‫الخارج لممارسة العمل االيجاري‪ ،‬فإن هذه العمليات تخضع لقوانين وتشريعات البلدان‬
‫التي يوجد فيها هذه الفروع‪ ،‬ولكنها ليست ذات طابع دولي ويسمى هذا النوع باالعتماد‬
‫المكيف ‪.Leasing domestique1‬‬ ‫ّ‬ ‫اإليجاري‬
‫ولكن في بعض الحاالت يمكن لالعتماد اإليجاري أن يأخذ سمة دولية إذا كان مورد‬
‫المعدات من بلد آخر‪.‬‬

‫‪-2‬االعتمـاد اإليجاري الدولـي‪:‬‬

‫يعتبر االعتمـاد اإليجاري دولـياً إذا كان المؤجر في بلد ما والمستأجر في بلد آخر‪،‬‬
‫ويزيد هذا النوع تعقيداً إذا كان الطرف الثالث وهو المورد في بلد ثالث‪ ،‬ومصدر التمويل‬
‫في بلد رابع‪.‬‬
‫في هذا النوع عقد االعتماد اإليجاري ُيخضع المتعاملين االقتصاديين لقوانين‬
‫مختلفة بسبب تواجد المتعاقدين في دول مختلفة‪.‬‬

‫منير إبراهيم هندي‪ ،‬الفكر الحديث في مجال مصادر التمويل‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪،1997 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪.557‬‬

‫‪7‬‬
 ‫أما المشرع الجزائري فقد عرف االعتماد االيجاري" على أساس انه "دولي" في‬
‫المادة الخامسة من األمر ‪ 96-09‬المؤرخ في ‪ 10‬جانفي‪ 1996‬عندما يكون العقد الذي‬
‫يرتكز عليه‪ ":‬إما ممضى بين متعامل اقتصادي مقيم في الجزائر وشركة التأجير أو بنك‬
‫أو مؤسسة مالية غير مقيمة في الجزائر‪ ،‬و إما ممضى بين متعامل اقتصادي غير مقيم‬
‫في الجزائر وشركة التأجير أو بنك أو مؤسسة مالية مقيمة في الجزائر‪.‬‬
‫إن صفتي المقيم وغير المقيم في الجزائر هما المحددتان في التشريع والتنظيم‬
‫المعمول بهما في الجزائر‪ ".‬ويالحظ أن لالعتماد اإليجاري الدولي ميزة هامة تتمثل في‬
‫تحسين ميزان المدفوعات‪ ،‬إذ تقتصر التحويالت للخارج على األقساط االيجارية فقط‪،‬‬
‫وليس التمويل الكامل لقيمة األصل‪.‬‬

‫‪-3‬األنـواع األخـرى لالعتمـاد االيجـاري‪:‬‬

‫‪-31-‬االعتمـاد اإليجاري الفرعـي‪ :‬ومعــنى ذلــك أن يســمح المــؤجر للمســتأجر بتــأجير‬
‫األصل المؤجر إلى الطرف اآلخر‪،‬ويصبح هذا األخير المستأجر الفرعي (الجديــد) مســؤوالً‬
‫مقابل المستأجر ال المؤجر‪،‬ومثل‬
‫تمكن المــؤجرين من تقليــل‬‫هــذا النــوع من االعتمــاد اإليجــاري يعتــبر من الوســائل الــتي ّ‬
‫خطــر التــأجير في حــال عــدم قــدرة المســتأجر على الوفــاء بالتزاماتــه التعاقديــة‪ ،‬وكــذلك يمكن‬
‫أن نج ــده في ح ــاالت الت ــأجير ال ــدولي حيث يق ــوم الم ــؤجر الموج ــود في بل ــد معين من خالل‬
‫المس ــتأجر الرئيس ــي بت ــأجير األص ــل إلى المس ــتأجر الف ــرعي مم ــا يس ــاهم على رقاب ــة عملي ــة‬
‫التأجير بشكل أفضل من حالة التأجير المباشر من بلد آخر‪.1‬‬
‫‪-2-3‬االعتمــاد اإليجـاري المظــهر (المتحمــل) ‪ :Leasing Adossé‬هــو نــوع من‬
‫االعتماد اإليجاري تقوم من خالله مؤسسة االعتماد اإليجاري بشــراء المعــدات والتجهــيزات‬
‫من المورد‪ ،‬ثم تؤجرها إلى هذا األخير الذي يقوم بدوره بتأجير هذه األصول إلى زبونه‪.‬‬
‫إذن يتعلــق األمــر هنــا بعقــد االعتمــاد اإليجــاري مــبرم بين مؤسســة االعتمــاد اإليجــاري‬
‫ـروج ويسـ ـ ّـوق سـ ــلعته عن طريـ ــق تـ ــأجير‬
‫والمـ ــورد‪ ،‬بمـ ــوجب هـ ــذا العقـ ــد يمكن للمـ ــورد أن يـ ـ ّ‬
‫األصل موضوع العقد إلى طرف آخر مع تحمل المخاطر المالية من جراء هذه العملية‪.‬‬

‫علي هادي العبيدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.250‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪8‬‬
 ‫‪-3-3‬االعتمـاد اإليجاري المبـاشر‪ :‬تعتبر عمليات االعتمـاد اإليجاري مبـاشرة‪ ،‬إذا‬
‫كان أطراف الصفقة ينحصرون في المؤجر والمستأجر فقط‪.‬‬
‫‪4-3-‬االعتمـاد اإليجاري غيـر المبـاشر (متعدد األطراف)‪ :‬في هذه الحالة يكون‬
‫حجم العمليات المتعاقد عليها كبيراً مما يؤدي إلى إشراك أكثر من طرف في تمويل عملية‬
‫واحدة (مثل لجوء المؤجر إلى االقتراض من الغير) ومن أهم العمليات التي تمول بهذا‬
‫النوع من االعتماد اإليجاري الصفقـات المتعلقـة بالطائرات‪ ،‬السفن‪ ،‬ناقالت البترول‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪5-3-‬االعتمـاد اإليجاري ‪1: Sofergie‬وهو موجه خصيصاً لتمويل المنشآت‪،‬‬
‫الهيئات أو اآلالت الموجهة لالقتصاد في الطاقة وذلك عن طريق االعتماد اإليجاري‬
‫المنقول أو العقاري‪.‬‬
‫إضـ ــافة إلى التمويـ ــل فهـ ــو يسـ ــتعمل خاصـ ــة لتطـ ــوير وتنميـ ــة مصـ ــادر الطاقـ ــة البديلـ ــة‬
‫للمحروقات أو ترقية استعماالت الفحم‪.‬‬
‫‪6-3-‬االعتمـــاد اإليجــاري الخـــاص بالمحـــالت التجاريـــة والمؤسســـات الحرفيــة‪ :‬لقــد‬
‫عــرف المشــرع الجزائــري هــذا النــوع من االعتم ــاد اإليجــاري في المــادة التاســعة من األمــر‬
‫‪.96-09‬‬
‫يسير حسب نفس المخطط لعملية االعتمـاد االيجـاري‪ ،‬لكن المزايا الضــريبية فيــه‬
‫وهو ّ‬
‫تبقى محدودة‪.‬‬
‫ولق ــد ظه ــر ه ــذا الن ــوع ألول م ــرة س ــنة ‪ 1986‬في فرنس ــا‪ ،‬ومن خالل ــه يق ــوم الم ــؤجر‬
‫بتــأجير المحــل التجــاري للمســتأجر الــذي يكــون إمــا تــاجر أو حــرفي مــع إمكانيــة شــراءه عنــد‬
‫نهاية مدة العقد‪.‬‬
‫وتس ـ ـ ــدد األقس ـ ـ ــاط االيجاري ـ ـ ــة من ال ـ ـ ــربح اإلجم ـ ـ ــالي الخاض ـ ـ ــع للض ـ ـ ــريبة بنفس قيم ـ ـ ــة‬
‫المصاريف المالية‪ ،‬وذلك وفق مبدأ الإلهتالك للمحالت التجارية‪.‬‬
‫بسبب صعوبة تحديد عمليات االعتماد اإليجاري الخاص بالمحالت التجارية‬
‫والمؤسسات الحرفية لم يلقى هذا النوع نجاحاً كبيراً مما يفسر عدم انتشار واتساع استعمال‬
‫هذا النشاط‪.‬‬
‫مما سبق يمكن أن نستنتج األنواع الشائعة لالعتماد االيجاري‪:‬‬

‫صاري زهيرة‪ ،‬القرض االيجاري كوسيلة للتمويل‪-‬حالة الجزائر‪ ،-‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في العلوم‬ ‫‪1‬‬

‫االقتصادية‪ ،‬التخصص النقود البنوك والمالية‪ ،‬جامعة تلمسان‪ ،2004 ،‬ص ‪.59‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ ‬االعتمـاد اإليجاري مع حق شـراء القيمـة المتبقيـة‪ :‬إذا تضمن عقد اإليجار حق‬
‫المستأجر في شراء األصل في نهاية مدة العقد‪ ،‬مقابل ثمن يتمثل في المبالغ التي دفعت‬
‫كأقساط إيجار لألصل المؤجر خالل مدة معينة‪ ،‬ويصبح المستأجر مالكاً لألصل تلقائياً‬
‫بمجرد سداد القسط األخير دون الحاجة إلى إبرام عقد جديد‪.‬‬
‫‪ ‬االعتمـاد اإليجاري مع دفعـة مقدمـة وحق شـراء‪ :‬ويستخدم هذا النوع إذا أراد‬
‫المؤجر تخفيض الخطر االئتماني بالحصول على دفعة مقدمة من المستأجر ( ‪ % 20‬من‬
‫ثمن الشراء مثالً)‪ ،‬ويتم استهالكها من القيم االيجارية المدفوعة‪.‬‬
‫‪ ‬االعتمـاد اإليجاري بـدون حق الشـراء‪ :‬إذا لم يتضمن العقد أي إلزام للمستأجر‬
‫بشراء األصل خالل مدة اإليجار أو في نهايته‪ ،‬وبذلك يسترد المؤجر األصل في نهاية مدة‬
‫التعاقد‪.‬‬
‫‪ ‬االعتمـاد اإليجاري بالمشـاركة في القيمـة المتبقيـة‪ :‬في هذه الحالة ينص العقد‬
‫على انه عند بيع األصل في نهاية مدة التعاقد وعدم رغبة األطراف المتعاقدة على تجديد‬
‫العقد مرة أخرى‪ ،‬فإن صافي قيمة البيع تدفع للمستأجر‪ ،‬أو أن يتقاسم القيمة المتبقية مع‬
‫المؤجر بالتساوي‪ ،‬وبذلك يحصل المستأجر على كامل أو اغلب القيمة المتبقية من األصل‬
‫المؤجر‪.‬‬
‫‪ ‬االعتمـاد اإليجاري مع قيـم إيجـاريةـ متغيـرة‪ :‬تتحدد القيم االيجارية حسب ما‬
‫تسمح به التدفقات النقدية التي يحققها األصل المؤجر‪ ،‬أي أن األقساط االيجارية تتغير من‬
‫فترة إلى أخرى حسب الوضع المالي للمستأجر‪.1‬‬

‫‪ 1‬صاري زهيرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.65‬‬

‫‪10‬‬
 ‫خاتمة‬

‫مما سبق يمكن القول أن االعتماد اإليجاري يعتبر مصدراً هاماً من مصادر‬
‫التمويل المتوسط والطويل األجل للشركات في كل من االقتصاديات المتطورة وتلك‬
‫النامية‪ ،‬حيث يلعب االعتماد اإليجاري دوراً اقتصادياً فعاالً في هذه الدول من خالل دعمه‬
‫لتطوير قاعدة األصول اإلنتاجية للمستأجرين بشكل عام وللمؤسسات المتوسطة والصغيرة‬
‫الحجم بشكل خاص مما يؤدي إلى زيادة قدرة المنشاة االقتصادية على منافسة ومواكبة‬
‫التطور‪.‬‬
 ‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .1‬سـ ــمير محمـ ــد عبـ ــد العزيـ ــز‪ ،‬اقتصـ ــاديات االسـ ــتثمار والتمويـ ــل والتحليـ ــل المـ ــالي‪ ،‬مكتبـ ــة‬
‫ومطبعة اإلشعاع الفنية‪ ،‬اإلسكندرية‪.1997 ،‬‬
‫‪ .2‬صاري زهيرة‪ ،‬القرض االيجــاري كوســيلة للتمويــل‪-‬حالــة الجزائــر‪ ،-‬مــذكرة لنيــل شــهادة‬
‫الماجس ــتير في العل ــوم االقتص ــادية‪ ،‬التخص ــص النق ــود البن ــوك والمالي ــة‪ ،‬جامع ــة تلمس ــان‪،‬‬
‫‪.2004‬‬
‫‪ .3‬عادل طه فايد‪ ،‬التأجير التمويلي‪ ،‬البنك المركزي المصري‪ ،‬مصر‪ ،2002 ،‬ص ‪.04‬‬
‫‪ .4‬عبد الغفار حنفي‪ ،‬أساسيات التمويل واإلدارة الماليــة‪ ،‬دار الجامعــة الجديــدة‪ ،‬اإلســكندرية‪،‬‬
‫‪.2002‬‬
‫‪ .5‬علي هادي العبيدي‪ ،‬شرح أحكام عقـدي الــبيع واإليجـار‪ ،‬الطبعــة األولى‪ ،‬المركــز القــومي‬
‫للنشر‪ ،‬األردن‪.2000،‬‬
‫‪ .6‬محمد صالح الحناوي‪ ،‬اإلدارة المالية والتمويل‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.1998 ،‬‬
‫‪ .7‬منــير إبــراهيم هنــدي‪ ،‬الفكــر الحــديث في مجــال مصــادر التمويــل‪ ،‬الطبعــة الثانيــة‪ ،‬منشــأة‬
‫المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.1997 ،‬‬