You are on page 1of 96

‫مقدمة‬

‫محاضرات في إلافالس والتسوية القضائية‬


‫في القانون التجاري الجزائري‬

‫د‪/‬راشدي سعيدة‬
‫قسم قانون ألاعمال‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫جامعة بجاية‪،00000،‬بجاية‪-‬الجزائر‬

‫مقدمة‬
‫تعد التجارة واحدة من أبرز ألانشطة الاقتصادية التي تساهم في تلبية‬
‫الاحتياجات وتحقيق التنمية الاقتصادية للدولة‪ .‬و تقوم الحياة التجارية على‬
‫عنصر هام يتمثل في الائتمان التجاري والذي يدل على الثقة ومنح ألاجل وال سبيل‬
‫لتدعيمه إال إذا التزم املدينون بأداء ديونهم في مواعيد استحقاقها‪.‬وألجل ذلك‬
‫ذهبت التشريعات إلى إرساء نظام إلافالس الذي تتميز قواعده بالصرامة والقسوة‬
‫تجاه املدين وذلك لضمان حماية حقوق الدائنين إذا أخل بالثقة املمنوحة إليه‬
‫وتوقف عن دفع ديونه‪ ،‬كما أن عدم الوفاء قد يؤدي إلى اضطراب في املعامالت‬
‫التجارية‪ ،‬فعادة ما تقترن هذه ألاخيرة بأجل وعليه فأي عجز في دفع دين مستحق‬
‫ألاداء قد يؤدي إلى اضطراب املعامالت ألاخرا التي تقترن ي ألاخرا بأجل‪ ،‬مما‬
‫يؤدي إلى زعزعة الثقة بين التجار‪ .‬بذلك يعد نظام إلافالس أداة ردع لدفع التاجر‬
‫املدين على الوفاء بديونه في مواعيد استحقاقها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ولقد نظم املشرع الجزائري أحكام إلافالس والتسوية القضائية في الكتاب‬
‫الثالث من أمر ‪ 175/57‬والذي يحمل عنوان " في إلافالس والتسوية القضائية و رد‬
‫الاعتبار والتفليس وما عداه من جرائم إلافالس" وذلك في املواد من ‪ 517‬إلى ‪833‬‬
‫من القانون التجاري‪ .‬تناول في الباب ألاول إلافالس والتسوية القضائية‪ ،‬وفي الباب‬
‫الثاني تطرق إلى رد الاعتبار التجاري‪ ،‬أما في الباب ألاخير تطرق لجرائم إلافالس‪.‬‬
‫ونظرا ألهمية نظام إلافالس لدعم الائتمان التجاري كان لزاما التطرق إليه وهذا ما‬
‫تناولناه في هذه املطبوعة التي تتضمن سلسلة من املحاضرات التي ألقيت على‬
‫طلبة السنة الثالثة ‪-‬حقوق نظام ل‪-‬م‪-‬دفي تخصص قانون ألاعمال‪.‬‬
‫تتضمن هذه املطبوعة فصال يتعلق بأحكام عامة حول إلافالس والتسوية‬
‫القضائية بهدف تحديد املقصود باإلفالس والتسوية القضائية ومبادئه ونبذة‬
‫عن تطوره ‪،‬وأنواعه‪.‬‬
‫إلى جانب هذا تم تقسيم املطبوعة إلى خمسة فصول‪ ،‬خصصنا الفصل‬
‫ألاول لدراسة شروط إلافالس والتسوية القضائية‪ ،‬أما الفصل الثاني فقد تم‬
‫تخصيصه لدراسة أشخاص التفليسة‪ ،‬وفي الفصل الثالث تطرقنا ألثار إلافالس‬
‫والتسوية القضائية أما الفصل الرابع خصصناه إلجراءات إلافالس والتسوية‬
‫القضائية‪،‬وفي الفصل ألاخير تناولنا مصير التفليسة‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،1557 -95-52‬يتضمن القانون التجاري‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد‪ 191‬الصادر بتاريخ ‪15‬ديسمبر‬ ‫أمر رقم ‪ 75-57‬مؤرخ في‬
‫‪ّ ،1557‬‬
‫معدل ّ‬
‫ومتمم ‪ ،‬على املوقع ‪www.joradp.dz :‬‬

‫‪2‬‬
‫الفصل التمهيدي‬
‫أحكام عامة حول إلافالس والتسوية القضائية‬
‫نظام إلافالس هو نظام تم تكريسه من طرف معظم التشريعات لتدعيم‬
‫الائتمان التجاري الذي ترتكز عليه الحياة التجارية‪ ،‬وحماية مصلحة الدائنين من‬
‫تصرفات املدين الضارة بهم‪ .‬ولتوضيح ذلك البد أوال تحديد املقصود باإلفالس‬
‫وتمييزه عن إلاعسار املدني‪،‬والتطرق إلى تطوره كنظام‪،‬وثانيا تحديد املبادئ التي‬
‫يرتكز عليها‪ ،‬وأنواعه نظرا الختالف ألاسباب املؤدية إلى توقف التاجر عن دفع ديونه‪.‬‬
‫املبحث ألاول‪:‬مفهوم إلافالس والتسوية القضائية‪.‬‬
‫لضبط مفهوم إلافالس البد من تعريفه وتمييزه عن نظام مشابه له وهو نظام إلاعسار‬
‫املدني(املطلب ‪،)1‬والتطرق إلى مراحل تطوره باعتباره نظام قديم النشأة(املطلب ‪.)5‬‬
‫املطلب ألاول‪:‬تعريف إلافالس وتمييزه عن نظام إلاعسار‪.‬‬
‫تدل كلمة إلافالس على حالة العسر غير أن معناه يختلف في حالة إلاعسار‬
‫املدني‪،‬لذلك نتطرق إلى تعريفه(الفرع‪ )1‬ثم تحديد نقاط الاختالف(الفرع‪. )5‬‬
‫الفرع‪:1‬تعريف إلافالس والتسوية القضائية‪.‬‬
‫إلافالس‪ 1‬في اللغة ‪:‬مصدر أفلس ‪.‬يقال ‪:‬أفلس الرجل إذا صار إلى حال ليس له فلوس‪.‬‬
‫كما يقصدبه الانتقال من حالة العسر إلى حالة اليسر فداللته اللغوية على العسر‬
‫والعجز املالي ومعناه شرعا استغراق الدين مال املدين‪.5‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ــ‬
‫يرجع أصل كلمة ‪ Faillite‬التي تدل على إلافالس إلى الكلمة الالتينية ‪ Fallere‬التي يقابلها بالفرنسية‬
‫‪ Tromper ou manquer‬وتدل على حالة الدائن الذي خان ثقة دائنيه ولم يقم بالوفاء بما عليه من ديون ويترتب‬
‫عليها بيع أموال املدين جملة واحدة‪.‬‬
‫‪LYAZAMI Nahid, La prévention des difficultés des entreprises : étude comparative entre le‬‬
‫‪droit français et le droit marocain, Thèse pour le doctorat en droit privé, Faculté de Droit,‬‬
‫‪Université de Toulon, 2013,p09. . https://tel.archives-ouvertes.fr/tel‬‬
‫و الكلمة تشمل جميع املدينين دون تمييز بين تاجر وغير التاجر‪.‬أنظر‪ :‬عفيف شمس الدين‪ ،‬ألاسناد التجارية‬
‫وإلافالس‪ ،‬الطبعة ألاولى‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪،5919،‬ص‪.95‬‬
‫‪ -5‬أنظر‪:‬عزيز العكيلي‪،‬الوسيط في شرح القانون التجاري‪،‬أحكام إلافالس والصلح الواقي‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬الجزء‪ ،8‬دار‬
‫الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،5993،‬ص ‪ .95‬وكذلك‪ :‬يوسف عبد هللا الشبيلي‪" ،‬إفالس الشركات وإعسارها في =‬

‫‪3‬‬
‫عرف إلافالس على أنه الوضعية التي يؤول إليها التاجر الذي‬ ‫أما فقها فقد ّ‬
‫عرفه على أنه طريق للتنفيذ الجماعي على أموال‬ ‫توقف عن دفع ديونه‪ ،1‬كما ّ‬
‫املدين التاجر املتوقف عن دفع ديونه املستحقة ألاداء وتوزيع ثمنها على الدائنين‬
‫كل بنسبة ما له من حق تجاه املدين‪ ،‬ويشهر بمقتض ى حكم تصدره املحكمة‬
‫املختصة لدعم الثقة و الائتمان في املعامالت التجارية‪.5‬‬
‫وبالرجوع إلى القانون التجاري يالحظ أن املشرع الجزائري لم يعطي تعريفا‬
‫لإلفالس‪ ،‬غير انه باستقراء أحكام إلافالس يتضح أنه الحالة التي يؤول إليها التاجر‬
‫الذي توقف عن دفع ديونه‪ . 8‬وعلى غرار هذا التعريف سارت معظم التشريعات‬
‫مع وجوب أن يكون التوقف عن الدفع ناتج عن اضطراب ألاعمال املالية للتاجر‪.4‬‬
‫وعليه يمكن القول أن إلافالس هو نظام خاص بالتاجر املتوقف عن دفع ديونه في‬
‫مواعيدها‪ ،‬ويهدف إلى تنظيم التنفيذ الجماعي على أمواله وذلك بتصفيتها وتوزيع‬
‫حاصلها على الدائنين‪.‬‬
‫أما التسوية القضائية فهي إجراء مقرر للتاجر الذي توقف عن دفع ديونه‬
‫ويكون مشروعه قابل لالستمرار فيه عن طريق إبرام صلح مع دائنيه‪. 7‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫=الفقه والنظام"‪ ،‬بحث منشور على املوقع الالكتروني ‪http://www.shura.com.kw :‬‬
‫‪ 1‬ـ ـ راشد راشد‪ ،‬األوراق التجارية واإلفالس والتسوية القضائية في القانون التجاري الجزائري‪ ،‬طبعة‪ ،6‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر ‪،8002 ،‬ص‪.812‬‬
‫‪ -5‬عمر فالح العطين‪" ،‬الصلح الواقي من إلافالس في القانون وموقف الفقه إلاسالمي منه"‪ ،‬دراسات علوم الشريعة‬
‫املجلد ‪ ، 40‬العدد‪،5918،1‬ص‪.154‬‬‫والقانون‪ّ ،‬‬
‫‪ 3‬ـ تنص المادة ‪ 512‬ق ت على انه‪ ":‬يتعين على كل تاجر أو شخص معنوي خاضع للقانون الخاص ولو لم يكن تاجرا‪،‬‬
‫إذا توقف عن الدفع أن يدلي بإقرار في مدى خمسة عشر يوما‪ ،‬قصد افتتاح إجراءات التسوية القضائية أو اإلفالس"‪.‬‬
‫‪ - 4‬مثال ذلك‪ :‬املادة ‪ 1/779‬من قانون التجارة املصري التي تقض ي‪" :‬يعد في حالة إفالس كل تاجر ملزم بموجب أحكام‬
‫هذا القانون بإمساك دفاتر تجارية إذا وقف عن دفع ديونه التجارية اثر اضطرابات أعماله التجارية "‪.‬‬
‫‪www.e-lawyerassurance.com/legislationPDF/Egypt/commerciallawAr.pdf‬‬
‫ونص قانون التجارة الكويتي في املادة ‪ 777‬على أن‪" :‬كل تاجر اضطربت أعماله املالية فوقف عن دفع ديونه التجارية‬
‫يجوز شهر إفالسه "‪ ،‬على املوقع‪www.wipo.int/edocs/lexdocs/laws/ar/kw/kw010ar.pdf :‬‬
‫‪ -5‬مصطفى كمال طه‪ ،‬القانون التجاري – ألاوراق التجارية‪-‬العقود التجارية‪-‬عمليات البنوك‪-‬إلافالس‪ ،‬دار‬
‫املطبوعات الجامعية‪،‬بيروت‪ ،1555 ،‬ص‪.792‬‬

‫‪4‬‬
‫الفرع‪ :2‬تمييز نظام إلافالس التجاري عن نظام إلاعسار‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫يختلف إلافالس عن نظام قريب الشبه منه وهو إلاعسار املدني‬
‫‪ ،Déconfiture‬وذلك فيما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬نظام إلافالس هو نظام خاص بفئة التجار ومصدر أحكامه القانون التجاري‪ ،‬أما‬
‫إلاعسار املدني فهو نظام خاص بغير التجار ومصدر أحكامه القانون املدني‪ .‬مع‬
‫إلاشارة أن املشرع الجزائري انتهج نهج املشرع الفرنس ي في عدم تخصيص إجراءات‬
‫خاصة لحالة إلاعسار كما فعل بالنسبة لإلفالس‪.5‬‬
‫‪-5‬ال يجوز شهر إعسار املدين إال إذا كانت أمواله غير كافية للوفاء بديونه‬
‫املستحقة ألاداء‪ .‬بينما يشهر إفالس املدين التاجر بمجرد توقفه عن دفع دين‬
‫مستحق ألاداء ولو كانت أمواله تكفي للوفاء بالديون‪.8‬‬
‫‪ -8‬تملك املحكمة سلطة تقديرية في شهر إعسار املدين‪ ،‬إذ يراعي القاض ي كافة‬
‫الظروف املحيطة بهذا ألاخير سواء أكانت هذه الظروف عامة أو خاصة‪ ،‬كأن ينظر‬
‫مثال إلى موارده الحالية واملستقبلة‪ ،‬مدا مسؤوليته‪ .‬ويجوز للمحكمة رفض شهر‬
‫إعساره إذا رأت أن املدين ال يستحق هذه املعاملة وتمنح له أجال للوفاء على‬
‫خالف إلافالس‪ ،‬فاملحكمة ملزمة بإشهار إفالس املدين متى تبين لها أن شروط‬
‫إلافالس متوافرة‪.4‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ً‬
‫‪ -1‬إلاعسار في اللغة ‪:‬مصدر أعسر يعسر إعسارا‪ ،‬أي صار ذا عسرة‪ ،‬وهو ضد اليسار ‪.‬والعسر ‪:‬اسم مصدر بمعنى‬
‫الضيق والشدة‪،‬عن يوسف عبد هللا الشبيلي‪ ،‬املرجع السابق‪ .‬ص‪.4‬أما إلاعسار اصطالحا‪ :‬العجز عن أداء الديون في‬
‫مواعيدها ‪،‬أو عدم القدرة في الحال على أداء ما ترتب في الذمة من حقوق مالية‪ .‬عن عمر فالح العطين‪،‬املرجع‬
‫السابق‪،‬ص‪.157‬‬
‫‪ 5‬ـ ـ أنظر في ذلك‪ :‬نادية فضيل‪ ،‬إلافالس والتسوية القضائية في القانون الجزائري‪،‬ديوان املطبوعات‬
‫الجامعية‪،‬الجزائر‪،5995،‬ص‪ .97‬وأنظر كذلك‪ :‬نسيبة إبراهيم حمو‪" ،‬حماية الائتمان التجاري بين إلاعسار املدني‬
‫وإلافالس التجاري"‪ ،‬مجلة الرافدين للحقوق‪ ،‬املجلد‪،19‬العدد‪ ،83،5993‬ص‪1‬وما يليها‪.‬‬
‫‪rights.uomosul.edu.iq/files/files/files_7707761.pdf‬‬
‫‪ -8‬مصطفى كمال طه‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪ .798‬وأنظر كذلك‪ :‬عفيف شمس الدين‪،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫‪ 4‬ـ ـ محمد السيد الفقي‪ ،‬القانون التجاري –إلافالس‪-‬العقود التجارية‪-‬عمليات البنوك‪،‬الطبعة ألاولى‪ ،‬منشورات‬
‫الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪،5919،‬ص‪.95‬‬

‫‪5‬‬
‫‪-4‬ال يحول حكم شهر إلاعسار دون اتخاذ الدائنين إجراءات فردية ضد املدين‬
‫الستيفاء حقوقهم قبل املدين بعكس إلافالس الذي يترتب عليه تصفية جماعية‬
‫ألموال املدين ووقف جميع إلاجراءات الفردية ضد التاجر الذي شهر إفالسه‬
‫ودخول الدائنين في جماعة واحدة يمثلها وكيل التفليسة‪ 1،‬وذلك حتى ال يستأثر‬
‫بعضهم بمال املدين‪.‬‬
‫‪ -7‬ال يترتب على حكم شهر إعسار املدين غل يده عن التصرف في أمواله وإدارتها‪،‬‬
‫أما في حالة شهر إفالس املدين فتغل يده عن التصرف في أمواله وإدارتها بقوة‬
‫القانون‪ ،‬ويحل محله وكيل التفليسة‪.‬كما قد يتعرض املدين إلى عقوبات إذا اقترن‬
‫إفالسه بإهمال أو تدليس‪.‬‬
‫‪-2‬ال يترتب على حكم شهر إعسار املدين إسقاط بعض حقوقه املدنية والسياسية‬
‫على خالف ألامر في حالة شهر إلافالس‪.5‬‬
‫‪-5‬ال يترتب على حكم شهر إعسار املدين إبطال تصرفاته السابقة لتاريخ صدور‬
‫الحكم‪ ،‬بينما في حالة إلافالس تخضع تصرفات املدين املفلس السابقة على‬
‫صدور الحكم بإشهار إفالسه للبطالن الو جوبي أو الجوازي‪.8‬‬
‫‪ -3‬ال يترتب على شهر إعسار املدين حلول آجال الديون بعكس إلافالس‪،4‬وذلك من‬
‫أجل إشراك أصحاب الديون املؤجلة في التفليسة والحصول على حقوقهم ‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪:‬التطور التاريخي والتشريعي لنظام إلافالس‪.‬‬
‫مر بعدة‬‫إلافالس كما تقدم هو نظام جماعي للتنفيذ على أموال املدين ولقد ّ‬
‫مراحل عرف خاللها تطورا هاما في أحكامه‪.5‬‬
‫الفرع‪:1‬العصور القديمة والوسطى‪.‬‬
‫مر‬‫اغلب القواعد املعروفة حاليا حول نظام إلافالس مصدرها روماني‪،‬وقد ّ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ـ املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.95‬وأنظر كذلك‪ :‬عزيز العكيلي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫‪-5‬انظر في ذلك‪:‬نسيبة ابراهيم حمو‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.52‬‬
‫‪8‬ـ ـ عزيز العكيلي‪،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.59‬‬
‫‪-4‬عمر فالح العطين‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.157‬‬

‫‪6‬‬
‫بمراحل تطور متعددة ‪ ،‬إذ كان التشريع آنذاك يجيز للدائن التنفيذ على الشخص‬
‫املدين وممارسة إلاكراه البدني متى عجز عن الوفاء بدينه فله حق امتالكه وبيعه‬
‫أو قتله‪،‬غير انه تم إلغاء هذا النظام ليحل محله نظام أخر يهدف إلى التنفيذ‬
‫الجماعي على أموال املدين‪ 1‬دون املساس بشخصه‪،‬وتقسيم ثمنها على الدائنين كل‬
‫بنسبة دينه تحقيقا للمساواة بينهم‪ .‬وفي تطور أخر نص التشريع الروماني على‬
‫قواعد أخرا‪ ،‬كغل يد املدين عن إدارة أمواله والتصرف فيها وتعيين وكيل عن‬
‫الدائنين إلتمام إجراءات التفليسة‪ ،‬وإبطال تصرفات املدين الضارة بحقوق الدائنين‪.5‬‬
‫ّأما في العصور الوسطى امتدت أحكام إلافالس املعروفة في القانون الروماني‬
‫إلى املدن الايطالية كجنوة وفلورنسا وميالنو والبندقية وأدرجتها في تشريعاتها‪ ،‬وإلى‬
‫جانب ذلك أوجدت قواعد أخرا الزالت قائمة حاليا في التشريعات املنظمة‬
‫لإلفالس‪ ،‬ومن بينها بطالن التصرفات الواقعة في فترة الريبة وسقوط أجال الديون‬
‫بشهر إلافالس‪ ،‬وكذا ألاحكام الخاصة بالصلح مع املفلس بموافقة أغلبية‬
‫الدائنين‪ .8‬وفي فرنسا تأثر املشرع الفرنس ي بأحكام إلافالس املعمول بها في املدن‬
‫الايطالية‪ ،‬وصدر أول قانون للتجارة سنة ‪ 1258‬وتضمن أحكاما خاصة‬
‫باإلفالس‪.4‬‬
‫الفرع ‪:2‬العصر الحديث‪.‬‬
‫في فرنسا استمر العمل بأحكام قانون التجارة لسنة ‪ 1258‬ملدة طويلة مع إدخال‬
‫أحكام أخرا لتكملة النقص فيه‪ ،‬وفي ‪ 1395‬صدر التقنين التجاري الفرنس ي‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -1‬مع إلاشارة أن البيع في البداية كان يتم جملة واحدة‪ ،‬ثم أصبح يتم بالتجزئة‪ .‬أنظر‪:‬نشأت ألاخرص‪ ،‬الصلح الواقي‬
‫من إلافالس(دراسة مقارنة)‪،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،5995،‬ص‪.12‬‬
‫‪-5‬انظر محمد السيد الفقي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ .18‬و كذلك ‪:‬عزيز العكيلي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.54‬‬
‫‪ 8‬ـ أحمد محمود خليل‪ ،‬شرح إلافالس التجاري في قانون التجارة الجديد‪ ،‬منشأة املعارف‪،‬الاسكندرية‪،5991،‬ص‪.93‬‬
‫‪ -4‬أنظر محمد السيد الفقي‪،‬املرجع السابق‪ .57 ،‬وأنظر كذلك‪:‬‬
‫‪-Collectif de l’école universelle, Traité de droit commercial. (Faillite, liquidation judiciaire et‬‬
‫‪banqueroute..) p04, http//gallica.bnf.fr‬‬
‫‪-ROUCOLLE Elisabeth," Histoire du droit de la faillite en France :Une approche des‬‬
‫‪représentations de la défaillance", www.strategie-aims.com‬‬

‫‪7‬‬
‫املعروف بقانون نابليون‪ ،‬وقد تضمن في الباب الثالث منه على نظام خاص‬
‫باإلفالس تناول فيه بعض أحكام إلافالس الواردة في قانون التجارة السابق‪ ،‬ولقد‬
‫اتسمت أحكام هذا النظام بالقسوة تجاه املدين املفلس ولو كان حسن النية‪،‬‬
‫نص على توقيع عقوبات جزائية والحرمان من الحقوق املدنية والسياسية‪،‬‬ ‫حيث ّ‬
‫وترجع هذه القسوة في معاملة املدين إلى كثرة الافالسات التي حدثت آنذاك في‬
‫فرنسا وخاصة املصطنعة منها‪،‬وهذا ما دفع نابليون للتدخل لوضع حد لها‪ ،‬غير‬
‫أن املشرع بعد ذلك تدخل ليخفف من وطأة القسوة في معاملة املفلس‪ ،‬فصدر‬
‫قانون ‪ 1383‬الذي تضمن أحكاما من شأنها التيسير على املدين وتبسيط‬
‫إلاجراءات‪.‬ومراعاة للمدين الحسن النية والس يء الحظ أنشأ املشرع الفرنس ي نظام‬
‫التصفية القضائية‪ Liquidation judiciaire 1‬وذلك في قانون ‪94‬مارس ‪.1335‬‬
‫وبموجب قانون ‪1577‬تم إلغاء نظام التصفية وحل محله نظام التسوية‬
‫القضائية‪ .Règlement judiciaire 5‬والذي تم تعديله حيث فصل بين املدين‬
‫واملؤسسة ومنح ألاولوية إلعادة تقويم املؤسسة‪Redressement de l’entreprise‬‬
‫وصدر قانون ‪18‬يوليو ‪ 1525‬قانون املؤسسات املتعثرة ‪« L’entreprises en‬‬
‫» ‪ difficulté‬وأحدث نظام التقويم والتصفية القضائية وإلافالس الشخص ي‬
‫وجرائم إلافالس‪.8‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ـ في هذا النظام ال تغل يد املدين عن إدارة أمواله وإنما يستمر في إدارة أمواله مع تعيين مصف يساعده وال يترتب‬
‫عنها إسقاط حقووقه املدنية عنه‪.‬‬
‫‪5‬ـ ـ للمزيد من التفصيل حول التسوية القضائية‪ ،‬أنظر‪ :‬وهاب حمزة‪ ،‬نظام التسوية القضائية في القانون التجاري‬
‫الجزائري‪(،‬دراسة مقارنة مع قانون التجارة املصري)‪،‬دار الخلدونية للنشر والتوزيع‪،‬الجزائر‪،5911،‬ص‪ 11‬وما يلها‪.‬‬
‫‪ -8‬مع إلاشارة أن املشرع الفرنس ي أجرا عدة إصالحات على قانون ‪18‬جويلية‪، 1525‬من بينها إصالح ‪1537-1534‬‬
‫حيث نص على إجراء جماعي جديد ال يدخل في إطار "قانون إلافالس" ولكن في "قانون املؤسسات املتعثرة"‬
‫» ‪ « Droit des entreprises en difficulté‬تناول فيه‪ :‬الوقاية و التسوية الودية‪،‬التصفية القضائية للمؤسسات‬
‫وتقويمها‪ ،‬الوكالء القضائيين ‪،‬املحاكم التجارية أنظر تفصيال في ذلك ‪:‬‬
‫‪MARTIN Jean-François et LIENHARD Alain, Redressement et liquidation judiciaires, 8éme‬‬
‫‪Ed, DELMAS, Paris, 2003, pp09.10.V également :GUYON Yves, Droit des‬‬
‫‪affaires(Entreprises en difficultés –Redressement judiciaire-Faillite),6eéd, DELTA,‬‬
‫‪Paris,1998,p07 et s.‬‬

‫‪8‬‬
‫من خالل هذا التطور التاريخي والتشريعي لنظام إلافالس ّيتضح أن‬
‫التشريعات الحديثة اتجهت للرفق باملفلس ورعايته وميزت بين املفلس الحسن‬
‫النية والس يء الحظ الذي يحتاج إلى يد املساعدة للنهوض بتجارته وتجاوز أزمته‬
‫وبين املفلس الذي يكون له يد فيما أصابه‪.‬‬
‫املبحث الثاني‪:‬مبادئ نظام إلافالس وأنواعه‪.‬‬
‫يقوم نظام إلافالس على عدة أسس ومبادئ ترسخت مع تطور نظام إلافالس‬
‫ألامر الذي يجعله يتميز عن إلاعسار املدني(املطلب‪ ،)1‬كما انه نظام يميز بين عدة‬
‫أنواع من إلافالس بالنظر إلى ألاسباب املؤدية إلى ذلك(املطلب‪.)5‬‬
‫املطلب ألاول‪:‬مبادئ وأسس نظام إلافالس‪.‬‬
‫تتمثل املبادئ التي يقوم عليها نظام إلافالس فيما يلي‪:‬‬
‫‪-‬الفرع ‪:1‬غل يد املدين عن إدارة أمواله والتصرف فيها‪.‬‬
‫من أهم ألاسس التي يقوم عليها نظام إلافالس غل يد املدين عن إدارة أمواله‬
‫والتصرف فيها سواء الحاضرة أو املستقبلة‪ ،‬وذلك من تاريخ صدور الحكم بإشهار‬
‫إفالسه حماية بحقوق الدائنين من تصرفاته الضارة‪.1‬‬
‫الفرع‪:2‬املساواة بين الدائنين‪.‬‬
‫يقوم نظام إلافالس على مبدأ املساواة بين الدائنين ولتحقيق ذلك منعهم‬
‫القانون من اتخاذ إجراءات فردية ضد املدين الستيفاء حقوقهم‪ ،‬وألزم كل دائن‬
‫يريد الحصول على دينه الانضمام إلى جماعة الدائنين يمثلها الوكيل املتصرف‬
‫القضائي للتنفيذ على أموال املدين املفلس وتصفيتها ليتم تقسيمها على الدائنين كل‬
‫بنسبة دينه‪.5‬‬
‫الفرع‪:3‬إشراف السلطة القضائية على إجراءات إلافالس‪.‬‬
‫منح املشرع للسلطة القضائية حقوقا واسعة في إقرار مصير أموال املدين‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-1‬عزيز العكيلي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪-5‬بن داوود إبراهيم‪ ،‬نظام إلافالس والتسوية القضائية في القانون التجاري املقارن‪،‬دار الكتاب‬
‫الحديث‪،‬القاهرة‪، 5993،‬ص ‪ .59‬وأنظر كذلك‪ :‬عزيز عكيلي‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.18‬‬
‫‪9‬‬
‫املفلس وحق دائنيه عليها بعد أن غلت يده عن إدارتها والتصرف فيها‪ ،‬ويتجلى‬
‫ذلك في دور محكمة التفليسة في إلاشراف على التفليسة والفصل في املنازعات التي‬
‫تثور بشأنها‪،‬كما يعهد لها مهمة تعيين القاض ي املنتدب ليتولى إلاشراف والرقابة‬
‫على أعمال وكيل التفليسة باعتباره ممثال عن املدين املفلس وجماعة الدائنين‪.‬‬
‫الفرع‪:4‬تبسيط إلاجراءات‪.‬‬
‫يتميز نظام إلافالس بباسطة إجراءاته تدعيما للسرعة التي تتسم بها املعامالت‬
‫التجارية‪ ،‬ويتجلى ذلك في تحقيق ديون الدائنين الذي ال يستلزم فيه الحصول‬
‫على حكم بالدين إال في حالة وجود منازعة فيه ‪ .1‬باإلضافة إلى ذلك اختصار‬
‫مواعيد الطعن في حكم إلافالس ‪.5‬‬
‫الفرع‪:5‬رعاية املدين‪.‬‬
‫يهدف املشرع من إرساء نظام إلافالس إلى تدعيم الثقة في املعامالت التجارية‬
‫لذا اتسمت أحكامه بالصرامة تجاه املدين املفلس‪ ،‬إال أنها من جهة أخرا تتجه‬
‫إلى ألاخذ بيد املفلس ورعايته إذا كان ذلك يخدم مصلحة الدائنين واملدين على‬
‫السواء‪.‬ومن مظاهر الرعاية تقرير نفقة له ولعائلته ‪،‬حقه في الصلح مع دائنيه متى‬
‫كان حسن النية والسماح له باالستمرار في تجارته‪. 8‬‬
‫الفرع‪:0‬تجريم إلافالس‪.‬‬
‫اتجهت التشريعات الحديثة إلى تجريم إلافالس متى اقترن بأفعال تنطوي‬
‫على تقصير أو تدليس‪ .‬باإلضافة إلى ذلك إسقاط بعض الحقوق السياسية واملهنية‬
‫عنه بعدما كان نظام إلافالس في املراحل ألاولى من نشأته يجرم إلافالس بحد ذاته‬
‫أيا كان سببه ولو كان املفلس حسن النية س يء الحظ‪ ،‬ولعل الهدف من تجريم‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ـ بن داوود إبراهيم‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.57‬‬
‫‪ 5‬ـ فاألحكام وألاوامر الصادرة في إلافالس مشمولة بالنفاذ املعجل رغم املعارضة والاستئناف انظر املادة ‪ 555‬ق ‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ عزيز عكيلي‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص ص‪. 17-14‬‬

‫‪10‬‬
‫إلافالس هو ردع املفلس ليتوخى الحذر في تصرفاته التي قد تؤدي به إلى هاوية‬
‫نص املشرع الجزائري على تجريم إلافالس في‬ ‫إلافالس وإلاضرار بدائنيه‪ .1‬ولقد ّ‬
‫املادة ‪ 5 825‬ق ‪.‬ت‪ ،‬كما نص على جرائم إلافالس بالتقصير و إلافالس بالتدليس في‬
‫املواد من ‪ 825‬إلى ‪ 833‬من قانون العقوبات‪.8‬‬
‫املطلب الثاني ‪:‬أنواع إلافالس‪.‬‬
‫يمكن تقسيم إلافالس إلى عدة أنواع بالنظر إلى ألاسباب التي أدت بالتاجر إلى‬
‫وقوعه في إلافالس‪.‬ويمكن التمييز بين إلافالس البسيط وإلافالس ألتقصيري‪ ،‬وإلافالس‬
‫التدليس ي وكلها تخضع لذات القواعد وإلاجراءات املنصوص عليها في القانون التجاري‪.4‬‬
‫الفرع‪:1‬إلافالس البسيط‪Faillite simple.‬‬
‫ي الحالة التي يؤول إليها التاجر الذي توقف عن دفع ديونه لسبب ال دخل‬
‫له فيها‪ ،‬مما يؤدي إلى شهر إفالسه على الرغم من حسن نيته وعدم تقصيره أو‬
‫تدليسه‪ ،‬مثال وجود أزمة اقتصادية‪ ،‬نشوب حرب‪ ،‬وجود قيود على الاستيراد‬
‫والتصدير‪ ،‬تعرض محله لسرقة أو حريق‪.7‬‬
‫الفرع‪:2‬إلافالس التقصيري‪Banqueroute simple .‬‬
‫يمثل إلافالس التقصيري‪ 2‬حالة التاجر الذي توقف عن سداد ديونه بسبب‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ـ املرجع نفسه‪ ،‬ص‪ 15‬و‪.18‬وانظر كذلك‪ :‬عفيف شمس الدين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.19 .95‬‬
‫‪ 5‬ـ التي تقض ي بأنه "تطبق العقوبات املنصوص عليها في املادة ‪ 838‬من قانون العقوبات‪ ،‬على ألاشخاص الذين تثبت‬
‫إدانتهم بالتفليس بالتقصير أو بالتدليس"‪.‬‬
‫‪-8‬أمر رقم ‪ 172-22‬مؤرخ ‪93‬جوان‪،1522‬يتضمن قانون العقوبات‪ ،‬ج‪.‬ر عدد‪ 45‬الصادر بتاريخ ‪11‬جوان‪ ،1522‬املعدل‬
‫‪www.joradp.dz‬‬ ‫واملتمم‪ ،‬على املوقع‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪-4‬مع إلاشارة أن قانون التجارة الفرنس ي بعد إصالحات ‪( 1537‬املادة ‪)1-252‬لم يعد يميز بين جريمتي إلافالس‬
‫التقصيري وإلافالس التدليس ي‪ ،‬ونص على جريمة واحدة ي إلافالس الجرمي ‪ La banqueroute‬أنظر في ذلك‪:‬‬
‫‪MARTIN Jean-François et LIENHARD Alain, op. cit.p277.‬‬
‫‪ 7‬ـ مصطفى كمال طه‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪ .797‬وأنظر كذلك‪ :‬عمر فالح العطين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.153 . 155‬‬
‫‪-2‬ان كلمة ‪ Banqueroute‬مشتقة من اللفظتين االيطاليتين "‪ "Banca‬و"‪ "Rotta‬ويعنيان كسر المنضدة التي يباشر‬
‫عليها التاجر عمليات البيع‪ .‬إذ درج التجار خالل العصور الوسطى على كسر منضدة المدين الذي ال يوفي بالتزاماته‪.‬أنظر‪:‬‬
‫سعيد يوسف البستاني‪،‬أحكام إلافالس والصلح الواقي في التشريعات العربية‪ ،‬منشورات الحلبي‬
‫‪LYAZAMI Nahid, op. cit.p09.‬‬ ‫الحقوقية‪،‬بيروت‪،5995،‬ص‪ .57‬وكذلك‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫تقصير من جانبه أو بسبب أخطاء ارتكبها أثناء ممارسته لتجارته‪ ،‬كأن يكون مهمال‬
‫أو مبذرا في مصاريفه‪ .‬ولقد تعرض املشرع لحاالت إلافالس التقصيري في املادتين‬
‫وميز بين حاالت التفليس بالتقصير الوجوبي وبين حاالت‬ ‫‪ 859‬و‪ 851‬ق ت‪ّ ،1‬‬
‫التفليس بالتقصير الجوازي‪ .‬وعلى خالف إلافالس البسيط فإن إلافالس التقصيري‬
‫يشكل جريمة معاقب عليها بالحبس من شهرين إلى سنتين وبغرامة مالية من‪57‬‬
‫الى‪599‬ألف دج‪ 5‬وهذا ما قضت به املادة ‪ 838‬من قانون العقوبات‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-1‬تنص املادة‪ 859‬من ق ت "يعد مرتكبا لتفليس بالتقصير كل تاجر في حالة توقف عن الدفع يوجد في إحدا‬
‫الحاالت آلاتية‪:‬‬
‫‪-1‬إذا ثبت أن مصاريفه الشخصية أو مصاريف تجارته مفرطة‪،‬‬
‫‪-5‬إذا استهلك مبالغ جسيمة في عمليات نصيبية محضة أو عمليات وهمية‪،‬‬
‫‪-8‬إذا كان قد قام بمشتريات إلعادة البيع بأقل من سعر السوق بقصد تأخيرا ثبات توقفه عن الدفع أو استعمل‬
‫بنفس القصد وسائل مؤدية لإلفالس ليحصل على أموال‪،‬‬
‫‪-4‬إذا قام التوقف عن الدفع بإيفاء أحد الدائنين إضرارا بجماعة الدائنين‪،‬‬
‫‪-7‬إذا كان قد أشهر إفالسه مرتين وأقفلت التفليستان بسبب عدم كفاية ألاصول‪،‬‬
‫‪-2‬إذا لم يكن قد أمسك أية حسابات مطابقة لعرف املهنة نظرا ألهمية تجارته‪،‬‬
‫‪-5‬إذا كان قد مارس مهنته مخالفا لحظر منصوص عليه في القانون‪.‬‬
‫و تنص املادة ‪ :851‬يجوز أن يعتبر مرتكبا للتفليس بالتقصير كل تاجر في حالة توقف عن الدفع يوجد في إحدا‬
‫الحاالت آلاتية‪:‬‬
‫‪--1‬إذا كان قد عقد لحساب الغير تعهدات ثبت أنها بالغة الضخامة بالنسبة لوضعه عند التعاقد بغير أن يتقاض ى‬
‫مقابلها شيئا‪،‬‬
‫‪-5‬إذا كان قد حكم بإفالسه دون أن يكون قد أوفى بالتزاماته عن صلح سابق‪،‬‬
‫‪-8‬إذا كان لم يقم بالتصريح لدا كاتب ضبط املحكمة عن حالة التوقف عن الدفع في مهلة خمسة عش يوما‪ ،‬دون‬
‫مانع مشروع‪،‬‬
‫‪-4‬ذا كان لم يحضر بشخصه لدا وكيل التفليسة في ألاحوال واملواعيد املحددة‪ ،‬دون مانع مشروع‪،‬‬
‫‪- 7‬إذا كانت حساباته ناقصة أو غير ممسوكة بانتظام‪.‬‬
‫وبالنسبة للشركات التي تشتمل على شركاء مسؤولين بالتضامن بدون تحديد عن ديون الشركة‪ ،‬يجوز أن يعتبر‬
‫املمثلون القانونيون مرتكبين للتفليس بالتقصير إذا بغير عذر شرعي لم يقوموا بالتصريح لدا كتابة ضبط املحكمة‬
‫املختصة خالل الخمسة عشر يوما عن حالة التوقف عن الدفع دون مانع مشروع‪ ،‬أو لم يتضمن هذا التصريح قائمة‬
‫بالشركاء املتضامنين مع بيان أسمائهم وموطنهم‪.‬‬
‫‪ -5‬تنص املادة ‪ 838‬ق‪.‬ع على أ نه‪ ":‬كل من ثبتت مسؤوليته الرتكابه جريمة التفليس في الحاالت املنصوص عليها =‬

‫‪12‬‬
‫الفرع‪:3‬إلافالس الاحتيالي‬
‫‪Banqueroute frauduleuse‬‬
‫ّ‬
‫يمثل إلافالس الاحتيالي حالة التاجر الذي توقف عن دفع ديونه املستحقة‬
‫بسبب أفعال قام بها بقصد إلاضرار بدائنيه‪ ،‬كأن يقوم بتبديد ألاموال أو إخفاء‬
‫دفاتره وتضخيم مديونته‪ .‬ويعد إلافالس الاحتيالي من الجرائم العمدية التي نص‬
‫عليها قانون العقوبات و يستلزم فيها توافر العنصر املعنوي املتمثل في سوء نية‬
‫‪1‬‬
‫املدين وتعمد إلاضرار بدائنيه ‪ .‬ولقد نص املشرع على حاالت التفليس بالتدليس‬
‫في املادة ‪ 854‬ق ت‪ ،‬ويعاقب القانون على مرتكبي أحد هذه التصرفات بالحبس‬
‫من سنة إلى ‪7‬سنوات وبغرامة من ‪199‬ألف دج إلى ‪799‬ألف د ج ‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫ذلك يحرم املفلس بالتدليس من بعض الحقوق الواردة في نص املادة‪5‬مكرر‪1‬من‬
‫قانون العقوبات وذلك ملدة سنة على ألاقل أو ‪7‬سنوات على ألاكثر‪.5‬‬
‫وتكمن أهمية التفرقة بين إلافالس البسيط وإلافالس الذي ينطوي على‬
‫ّ‬
‫جريمة في إمكانية منح الصلح للتاجر حسن النية سيئ الحظ‪ 8‬وهذا ال يكون إال في‬
‫حالة إلافالس البسيط‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫=في القانون التجاري يعاقب‪-:‬عن التفليس بالتقصير بالحبس من شهرين إلى سنتين وبغرامة من ‪57.999‬د ج إلى‬
‫‪599.999‬د ج‪.‬‬
‫‪-1‬التي تنص ‪ :‬يعد مرتكبا للتفليس بالتدليس كل تاجر في حالة توقف عن الدفع يكون قد أخفى حساباته أو بدد أو‬
‫اختلس كل أو بعض أصوله أو يكون بطريق التدليس قد أقر بمديونيته بمبالغ ليست في ذمته سواء كان هذا في‬
‫محرراته بأوراق رسمية أو تعهدات عرفية أو في ميزانيته‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ الفقرتين‪5‬و‪8‬من املادة ‪ 838‬ق ع‪.‬‬
‫‪ -8‬يقصد بالتاجر الحسن النية ‪ ،‬التاجر ألامين الذي يراعي ألاصول املتعارف عليها في تجارته‪.‬أما سوء حظ التاجر‬
‫فيقصد به أن ما أصابه في اضطراب مالي يكون نتيجة ظروف ال دخل له فيها ولم يكن باإلمكان تجنبها‪ .‬انظر‪:‬سعيد‬
‫يوسف البستاني‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.78 .75‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل ألاول‬
‫شروط شهر إلافالس و التسوية القضائية‬

‫تنص املادة ‪517‬ق‪.‬ت " يتعين على كل تاجر أو شخص معنوي خاضع‬
‫للقانون الخاص ولو لم يكن تاجرا‪ ،‬إذا توقف عن الدفع أن يدلي بإقرار في مدى‬
‫خمسة عشر يوما ‪ ،‬قصد افتتاح إجراءات التسوية القضائية أو إلافالس"‪.‬‬
‫وتضيف املادة ‪ 557‬على أنه" ال يترتب إفالس وال تسوية قضائية على مجرد‬
‫التوقف عن الدفع بغير صدور حكم مقرر لذلك"‪.‬‬
‫ويتضح من خالل نص املادتين أنه يشترط لشهر إلافالس أو التسوية القضائية‬
‫شرطان موضوعيان هما صفة التاجر وتوقفه عن الدفع(املبحث ألاول)‪ ،‬وشرط‬
‫شكلي يتمثل في صدور حكم بشهر إلافالس أو التسوية القضائية(املبحث الثاني)‪.‬‬
‫املبحث ألاول‪:‬الشروط املوضوعية لإلفالس والتسوية القضائية‪.‬‬
‫يستفاد من نص املادة ‪ 517‬السالفة الذكر أنه يستلزم لشهر إلافالس أو‬
‫التسوية القضائية أن يكون املدين تاجرا‪ ،‬وهو ما سارت عليه معظم التشريعات‪،1‬‬
‫فنظام إلافالس هو نظام خاص بالتجار وذلك نظرا لخصوصية املعامالت التجارية‪.‬‬
‫كما يشترط أن يتوقف التاجر عن الدفع‪،‬فال يجوز إشهار إفالسه إال إذا كان‬
‫عاجزا عن الوفاء بدين مستحق ألاداء‪.‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬صفة التاجر‪.‬‬
‫إن نظامي إلافالس والتسوية القضائية هما نظامان تجاريان في ألاصل إذ ال‬
‫يطبق إال على التجار سواء أفرادا أم شركات‪ ،‬والتاجر حسب املادة ألاولى ق ت‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-1‬يعتبر إلافالس لدا اغلب التشريعات إجراء يطبق على التجار فقط ‪،‬ومع ذلك نجد بعض الدول مثل‬
‫بريطانيا‪،‬أملانيا تطبق نظام إلافالس على كل شخص يكون في وضعية توقف عن الدفع ‪.‬أما في فرنسا فيطبق نظام‬
‫التقويم والتصفية القضائية على التجار والحرفيين و املزارعين‪،‬وكذا ألاشخاص املعنوية الخاصة‪.‬أنظر‪:‬‬
‫‪GUYON Yves, Droit des affaires(Entreprises en difficultés…….),op. cit.pp17. 18.‬‬

‫‪14‬‬
‫هو كل شخص طبيعي أو معنوي يباشر عمال تجاريا ويتخذه مهنة معتادة له‪ .‬غير‬
‫أن املشرع وبموجب املادة ‪ 517‬ق ت لم يقصر نظام إلافالس على التجار فحسب‬
‫وإنما أخضعه أيضا لغير التجار متى كان شخصا معنويا خاضعا للقانون الخاص‪.‬‬
‫ونتناول فيما يلي أوال الشخص الطبيعي التاجر وثانيا الشخص املعنوي ‪.‬‬
‫الفرع ألاول‪ :‬الشخص الطبيعي‪.‬‬
‫حسب املادة ألاولى من القانون التجاري يشترط الكتساب صفة التاجر أن‬
‫يباشر الشخص ألاعمال التجارية ويتخذها مهنة معتادة له‪ ،‬ويقصد بذلك احتراف‬
‫ألاعمال التجارية أي القيام بها بصورة مستمرة ومنتظمة بقصد الارتزاق‬
‫منه‪.1‬وألاعمال الواجب ممارستها لتكسب الشخص الصفة التجارة ي ألاعمال‬
‫التجارية ألاصلية وبالتبعية‪.5‬كما يشترط أن يمارس الشخص ألاعمال التجارية على‬
‫وجه الاستقالل أي باسمه ولحسابه‪.8‬‬
‫وعالوة على ذلك يشترط الكتساب الشخص الصفة التجارية‪ ،‬تمتعه باألهلية‬
‫القانونية الالزمة ملمارسة ألاعمال التجارية والتي تتحقق ببلوغ الشخص سن‬
‫الرشد التي تتحدد ببلوغ ‪15‬سنة كاملة وتمتعه بكامل قواه العقلية‪ ،4‬إال انه‬
‫وحسب املادة ‪7‬ق ت فإنه يجوز للقاصر املرشد البالغ من العمر ‪13‬سنة كاملة‬
‫ممارسة التجارة إذا حصل على إذن مسبق من والده أو أمه أو على قرار من‬
‫مجلس العائلة مصادق عليه من املحكمة‪ ،‬فيعتبر عندئذ كامل ألاهلية في حدود ما‬
‫أذن له‪ ،‬وعليه يجوز شهر إفالسه إذا توقف عن دفع ديونه املستحقة ألاداء‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-1‬عزيز العكيلي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ .87‬وكذلك‪:‬‬
‫‪GUYON Yves :Droit des affaires(Droit commercial général et sociétés), Tome1, 9e édition,‬‬
‫‪DELTA, Paris,6991, p47.‬‬
‫‪-5‬املنصوص عليها في املواد ‪8 ،5‬و‪ 4‬من ق ت ‪.‬‬
‫‪-8‬أسامة نائل املحيسن الوجيز في الشركات التجارية وإلافالس‪،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪5995،‬ص‪.575‬‬
‫‪ -4‬املادة‪ 49‬من أمر رقم ‪ 73-57‬مؤرخ في ‪،1557-95-53‬يتضمن القانون املدني‪ ،‬ج‪.‬ر عدد عدد‪53‬الصادر بتاريخ‬
‫ومتمم‪ ،‬على املوقع ‪www.joradp.dz‬‬‫معدل ّ‬‫‪89‬سبتمبر‪ّ ،1522‬‬

‫‪15‬‬
‫‪-‬ويجوز شهر إفالس املرأة املتزوجة إذا مارست نشاطا تجاريا مستقال عن نشاط‬
‫زوجها وتوقفت عن دفع ديونها التجارية‪.1‬ولقد نصت املادة ‪ 5‬ق ت أن زوج التاجر‬
‫ال يعد تاجرا إال إذا كان يمارس نشاطا تجاريا منفصال‪ ،‬وتضيف املادة ‪ 3‬من نفس‬
‫القانون أن املرأة التاجرة تلتزم شخصيا باألعمال التي تقوم بها لحاجات تجارتها‪.‬‬
‫ويثور التساؤل حول مدا جواز شهر إفالس املحظور عليهم من ممارسة‬
‫التجارة والتاجر املتوفى والتاجر املعتزل للتجارة‪.‬‬
‫‪-‬املحظور عليهم من ممارسة التجارة بمقتض ى القوانين وألانظمة‪ ،‬كاملحامين‬
‫واملوظفين فإن الحظر ال يحول دون اكتسابهم صفة التاجر إذا زاولوا بالفعل‬
‫ألاعمال التجارية‪ ،‬وعليه يجوز الحكم بشهر إفالسهم إذا توقفوا عن دفع ديونهم‪.‬‬
‫كما يطبق نظام إلافالس على الشخص الذي يمارس التجارة مستترا وراء شخص‬
‫أخر‪ ،‬إذ استقر الفقه والقضاء على أن كال من الشخص املستتر والظاهر يكتسب‬
‫صفة التاجر باعتبار أن ألاول هو التاجر الحقيقي وممارسة التجارة كانت لحسابه‬
‫وعليه تحمل تبعات ذلك‪ ،‬والثاني حماية الغير الذي تعامل معه ولظهوره بمظهر‬
‫التاجر وتعامله مع الغير وحماية لثقة الغير‪. 2‬‬
‫‪-‬أما الحرفي فال يعد في ألاصل تاجرا‪،‬إال أن املشرع أخضعه لنظام إلافالس أو‬
‫التسوية القضائية إذا مارس إلى جانب نشاطه الحرفي نشاطا تجاريا بصفة معتادة‬
‫وهذا ما أكدته املادة ‪ 85‬من القانون ألاساس ي للحرفي التي نصت على حالة‬
‫إلافالس والتسوية القضائية من بين حاالت الشطب من سجل الصناعة‬
‫التقليدية والحرف‪.8‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪1- MARTIN Jean-François et LIENHARD Alain, op.cit.pp61. 62.‬‬
‫‪-2‬أنظر في ذلك‪ :‬مصطفى كمال طه‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.714‬و كذلك‪:‬‬
‫‪CAMPANA Marie-jeanne, DIZEL Martine et FERNANDEZ Reine, « Entreprise en‬‬
‫‪difficulté-Redressement judiciaire », Encyclopédie juridique, répertoire des sociétés, Dalloz,‬‬
‫‪2003,pp04-05.‬‬
‫‪ -3‬أمر رقم ‪ 91-52‬املؤرخ في ‪19‬جانفي‪ ،1552‬يحدد القواعد التي تحكم الصناعة التقليدية والحرف‪ ،‬عدد‪ 98‬الصادر‬
‫بتاريخ‪14‬حانفي‪.1552‬‬

‫‪16‬‬
‫‪-‬شهر إفالس التاجر بعد وفاته أو اعتزاله التجارة‪.‬‬
‫تنص املادة ‪ 515‬ق ت "إذا توفى تاجر وهو في حالة توقف عن الدفع ترفع‬
‫الدعوى ملحكمة التجارة في اجل عام من الوفاة بمقتض ى إقرار أحد الورثة أو‬
‫بإعالن من جانب احد الدائنين‪.‬‬
‫وللمحكمة أن تفتح إلاجراءات تلقائيا خالل نفس ذلك ألاجل"‪.‬‬
‫وعليه يجوز شهر إفالس التاجر بعد وفاته إذا توقف عن دفع ديونه إلى حين‬
‫وفاته‪ ،‬على أن ترفع الدعوا خالل سنة من الوفاة بمقتض ى إقرار يقدمه أحد‬
‫ورثته أو بطلب من أحد دائنين أو من تلقاء ذات املحكمة‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمدين الذي اعتزل التجارة فإن املادة ‪ 559‬ق ت تقض ي بجواز‬
‫شهر إفالسه إذ تنص على أنه‪:‬‬
‫"يجوز طلب شهر إلافالس أو التسوية القضائية في اجل عام من شطب املدين‬
‫من سجل التجارة إن كان التوقف عن الدفع سابقا لهذا الشطب"‪.‬‬
‫ويجوز طلب شهر إلافالس أو التسوية القضائية لشريك متضامن في أجل عام‬
‫من قيد انسحابه في سجل التجارة إذا كان التوقف عن الدفع سابقا لهذا‬
‫القيد"‪.‬‬
‫وبناء على ذلك يشترط لشهر إفالس التاجر الذي أعتزل التجارة‪ ،‬أن يكون‬
‫التاجر متوقفا عن الدفع قبل اعتزاله التجارة ‪ ،‬وأن يقدم طلب شهر إلافالس أو‬
‫التسوية القضائية خالل سنة من الاعتزال‪ ،‬وذلك من تاريخ شطب اسم املدين من‬
‫السجل التجاري‪ .‬كما يسري نفس الحكم على الشريك املتضامن الذي انسحب‬
‫من الشركة وفقد صفته التجارية فيمكن شهر إفالسه إذا توقف عن دفع ديونه‪،‬‬
‫وترفع الدعوا خالل سنة من قيد انسحابه في السجل التجاري‪.1‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-1‬وهو ما ذهب إليه التشريع الفرنس ي(املادتين ‪ 14-251‬و‪ 17-251‬من قانون التجارة الفرنس ي) والتشريع‬
‫املصري(املادتين ‪ 771‬و‪ 775‬من قانون التجارة الجديد)‪،‬انظر تفصيال في ذلك كل من‪:‬‬
‫‪-‬أحمد محمود خليل‪،‬شرح إلافالس التجاري في قانون التجارة الجديد‪،‬منشأة املعارف‪ ،‬إلاسكندرية‪،5995،‬ص‬
‫ص‪= .13.15‬‬

‫‪17‬‬
‫الفرع‪:2‬الشخص املعنوي‪.‬‬
‫أخضع املشرع الجزائري لنظام إلافالس والتسوية القضائية كل تاجر سواء‬
‫كان شخصا طبيعيا أو معنويا‪ ،‬كما أخضع لإلفالس الشخص املعنوي الخاضع‬
‫للقانون الخاص حتى وإن لم يكن تاجرا ‪.‬‬
‫أوال‪:‬الشخص املعنوي التاجر(الشركات التجارية)‪.‬‬
‫تخضع الشركات التجارية لنظام إلافالس أو التسوية القضائية إذا توقفت‬
‫عن دفع ديونها‪ .‬وتكتسب الشركة الصفة التجارية‪ 1‬إذا اتخذت أحد ألاشكال‬
‫املنصوص عليها في القانون التجاري‪ .‬وطبقا للمادة ‪5‬الفقرة ‪8‬ق ت فإن الشركات‬
‫تعتبر عمال تجاريا بحسب الشكل‪ .‬وحسب املادة ‪ 744‬ق ت يحدد الطابع التجاري‬
‫لشركة إما بشكلها أو موضوعها‪ .‬وتعد شركات التضامن وشركات التوصية‬
‫والشركات ذات املسؤولية املحدودة وشركات املساهمة تجارية بحكم شكلها ومهما‬
‫يكون موضوعها‪.‬ونكتفي بدراسة نوع من شركات ألاشخاص‪( 5‬شركة التضامن) في‬
‫حالة إلافالس ونوع أخر من شركات ألاموال (الشركة ذات املسؤولية‬
‫املحدودة)‪،‬لنتوصل إلى أوجه التمييز بينهما‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪=-DIDIER Paul, Droit commercial, Tome4, PUF, Paris,1999,pp85.86.‬‬
‫‪1‬ـ ـ وتكتس ي الشركة الشخصية املعنوية بمجرد تأسيسها وقيدها في السجل التجاري (املادة ‪ 745‬ق ت )‪.‬‬
‫‪-5‬و إلى جانب ذلك أضاف املشرع شركة املحاصة (املادة ‪ 557‬مكرر)‪ ،‬و ي شركة تجارية مستترة لها طبيعة خاصة‬
‫يقتصر وجودها على الشركاء وال وجود لها بالنسبة للغير وتتولى إنجاز عمليات تجارية‪ .‬ويعتبر الشركاء فيها تجارا وبالتالي‬
‫يمكن شهر إفالسهم إذا توقفوا عن دفع ديونهم دون إمكانية شهر إفالس الشركة لعدم تمتعها بالشخصية املعنوية وال‬
‫بصفة التاجر‪ .‬أنظر في ذلك‪ :‬أسامة نائل املحيسن‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪.155‬‬
‫وطبقا للمادة ‪ 728‬مكرر من ق ت فإن ألاحكام الخاصة بشركة التضامن تطبق على شركات التوصية البسيطة‪ .‬وبما‬
‫أن هذه ألاخيرة تتضمن نوعين من الشركاء فإنه يسري على الشركاء املتضامنين القانون ألاساس ي للشركاء‬
‫بالتضامن‪،‬أما الشركاء املوصون فال يسألون عن ديون الشركة إال في حدود حصصهم فقط (املادة ‪ 728‬مكرر‪ 1‬ق ت)‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪-1‬شركة التضامن‪.‬‬
‫تعتبر شركة التضامن شركة تجارية وتخضع لنظام إلافالس أو التسوية‬
‫القضائية إذا توقفت عن دفع ديونها املستحقة‪ ،‬وإفالسها يستتبع إفالس الشركاء‬
‫باعتبارهم مسئولون عن ديون الشركة مسؤولية تضامنية وشخصية‪ ،1‬فالذمة‬
‫املالية لكل شريك تعتبر ضامنة لديون الشركة‪ ،‬كما أن الشريك فيها يعتبر مكتسبا‬
‫لصفة التاجر بمجرد دخوله كشريك في الشركة‪. 5‬غير أن إفالس أحد الشركاء ال‬
‫يستتبع إفالس الشركة‪ ،‬وإنما قد يؤدي إلى انحاللها إال إذا نص القانون ألاساس ي‬
‫للشركة على استمرارها في حالة إفالس أحد الشركاء أو فقدان أهليته‪.8‬‬
‫‪-2‬الشركة ذات املسؤولية املحدودة ‪.‬‬
‫تعتبر شركة ذات املسؤولية املحدودة شركة تجارية بحسب شكلها وتخضع‬
‫لنظام إلافالس أو التسوية القضائية إذا توقفت عن دفع ديونها املستحقة‪،‬وال‬
‫يستتبع إفالسها إفالس الشركاء لعدم توافر صفة التاجر فيهم‪.‬غير أن املشرع‬
‫ورغبة منه لتجنب تهرب من تسبب في إفالس الشركاء من العقاب أجاز شهر‬
‫إفالس املدير أو املسير القانوني أو الواقعي ‪،‬الظاهري أو الباطني املأجور أو غير‬
‫املأجور‪:‬‬
‫‪-‬إذا كان في ظل الشخص املعنوي وأثناء قيامه بتصرفاته قد قام ملصلحته بأعمال‬
‫تجارية أو تصرف في أموال الشركة كما ولو كانت أمواله الخاصة ‪،‬‬
‫‪-‬إذا باشر تعسفيا‪،‬ملصلحته الخاصة استغالال خاسرا ال يمكن أن يؤدي إال إلى‬
‫توقف الشخص املعنوي عن الدفع‪.4‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-1‬تنص املادة ‪ 558‬ق ت بأنه‪ :‬في حالة قبول تسوية قضائية أو إشهار إفالس شركة مشتملة على شركاء مسئولين‬
‫بالتضامن عن ديون الشركة‪ ،‬ينتج الحكم أثاره بالنسبة لهؤالء الشركاء‪.‬‬
‫‪ -5‬راشد راشد ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.557‬‬
‫‪-8‬املادة‪ 728‬ق‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ - 4‬املادة ‪ 554‬ق ت ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫ثانيا‪:‬الشركات املدنية‪.‬‬
‫على خالف الشخص الطبيعي الذي اشترط املشرع أن تتوافر فيه صفة‬
‫التاجر إلخضاعه لنظام إلافالس أو التسوية القضائية إذا توقف عن سداد‬
‫ديونه‪ ،‬فإن ألامر يختلف بالنسبة للشخص املعنوي‪ ،‬إذ أن املشرع أخضع‬
‫ألاشخاص املعنوية الخاضعة للقانون الخاص لنظام إلافالس أو التسوية‬
‫‪1‬‬
‫القضائية ولو لم تكن تاجرة (املادة ‪ 517‬ق ت)‪ .‬وعليه فإن الشركات املدنية‬
‫والجمعيات والتعاونيات تخضع لنظام إلافالس إذا توقفت عن سداد ديونها‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬الشخص املعنوي العام وإلافالس‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫استثنت املادة ‪515‬ق ت لسنة ‪ 1557‬قبل تعديلها باملرسوم التشريعي ‪93/58‬‬
‫ألاشخاص املعنوية العامة من الخضوع لنظام إلافالس أو التسوية القضائية‪،‬ولو‬
‫توقفت عن سداد ديونها‪ ،‬فكانت الدولة ي التي تغطي عجزها‪ .‬وبعد تعديل املادة‬
‫‪ 515‬فإن ألاشخاص املعنوية العامة الخاضعة للقانون الخاص أصبحت تخضع‬
‫لنظام إلافالس أو التسوية القضائية‪،‬إذ تنص "تخضع الشركات ذات أموال‬
‫عمومية كليا أو جزئيا ألحكام هذا الباب املتعلق باإلفالس أو التسوية القضائية‬
‫غير أن تصفيتها وتسديد مستحقات الدائنين يخضع لتدابير السلطة العمومية‬
‫املؤهلة وذلك عن طريق التنظيم‪.1‬‬
‫ولقد نص القانون التوجيهي للمؤسسات الاقتصادية العمومية رقم ‪91/33‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ - 1‬لقد نظم املشرع أحكام الشركات املدنية من املادة ‪ 412‬إلى ‪ 455‬من القانون املدني و ي تلك التي تنشأ بعقد بين‬
‫الشركاء ألجل إلاسهام في مشروع ‪.‬‬
‫‪-5‬مرسوم تشريعي رقم ‪93-58‬مؤرخ في‪57‬أفريل‪ 1558‬ج رعدد‪55‬الصادر بتاريخ‪55‬أفريل‪،1558‬يعدل ويتمم ألامر رقم‬
‫‪ 75-57‬املؤرخ في ‪ 55‬سبتمبر ‪ 1557‬املتضمن القانون التجاري‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ ـ تنص الفقرة ‪ 5‬و‪ 8‬من املادة ‪515‬من ق ت على ما يلي‪ :‬ال تطبق أحكام املادة ‪ 875‬من هذا القانون في حالة ما إذا‬
‫كان إجراء التصفية يعني شركة مذكورة في املقطع ألاول أعاله‪.‬غير انه يمكن أن تتخذ السلطة العمومية املؤهلة عن‬
‫طريق التنظيم تسديد مستحقات الدائنين‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫املؤرخ في ‪ 15‬جانفي‪1 1533‬في الفقرة‪ 8‬من املادة‪ 8‬أن هذه املؤسسات تتمتع‬
‫بالشخصية املعنوية التي تسري عليها قواعد القانون التجاري إال إذا نص صراحة‬
‫على أحكام قانونية خاصة‪ .‬ونصت أيضا املادة ‪ 5‬من ذات القانون على تمتع‬
‫املؤسسات العمومية الاقتصادية باألهلية القانونية الكاملة فتشترط وتلتزم‬
‫وتتعاقد بكيفية مستقلة طبقا لقواعد التجارة وألاحكام التشريعية املعمول بها في‬
‫مجال الالتزامات املدنية والتجارية‪.‬‬
‫ونصت أيضا املادة ‪59‬على انه‪ :‬يمكن التصرف في ممتلكات املؤسسة وبيعها‬
‫طبقا لقواعد القانون التجاري‪.‬‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬شرط التوقف عن الدفع‪.‬‬
‫يعد التوقف عن الدفع شرط أساس ي لشهر إلافالس لذا يتعين تحديد‬
‫املقصود به‪،‬وتحديد طبيعة الدين محل الوقوف عن الدفع‪ ،‬وإثباته‪ ،‬وأخيرا‬
‫تحديد تاريخه ملا له من أهمية كما سيتضح الحقا‪.‬‬
‫الفرع ألاول ‪:‬املقصود بالتوقف عن الدفع‪.‬‬
‫اشترطت املادة ‪ 517‬ق ت لشهر إلافالس أو التسوية القضائية توقف املدين‬
‫عن الدفع وهو بذلك يعد شرطا ضروريا للحكم بشهر إلافالس وتحديد بدء فترة‬
‫الريبة‪،‬إذ من شأن التوقف عن الدفع إحداث اضطراب في سلسلة عالقات‬
‫املديونية الناشئة بين التجار‪ .5‬واملالحظ أن املشرع لم يتعرض إلى تحديد املقصود‬
‫بفكرة التوقف عن الدفع‪ .‬غير انه بالرجوع إلى قانون التجارة الفرنس ي يالحظ أن‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪1‬ـ ـ ـ ج ر عدد‪ 5‬الصادر بتاريخ ‪18‬جانفي‪(1533‬ملغى)‪.‬‬
‫انظر املادة‪ 5‬من قانون رقم ‪ 94-33‬مؤرخ في ‪15‬يناير‪ 1533‬يعدل ّ‬
‫ويتمم ألامر رقم‪ 75-57‬املؤرخفي‪52‬سبتمبر‪1557‬‬
‫واملتضمن القانون التجاري‪،‬ويحدد القواعد الخاصة املطبقة على املؤسسات العمومية الاقتصادية‪.‬ج ر عدد‪95‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪18‬جانفي‪(1533‬ملغى)‪.‬‬
‫‪-5‬هاني دويدار ومحمد السيد الفقي‪،‬ألاوراق التجارية وإلافالس‪،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬الاسكندرية‪،5914،‬ص‪.531‬‬

‫‪21‬‬
‫املشرع قد عرف التوقف عن الدفع بأنه استحالة أو عجز املدين عن مواجهة‬
‫الديون املستحقة باملوارد املتاحة‪.1‬‬
‫أما الفقه والقضاء فيذهب غالبيته إلى أن التوقف عن الدفع هو عجز املدين‬
‫عجزا حقيقيا عن الوفاء بديونه التجارية في مواعيد استحقاقها‪ ،‬بمعنى أن تنبئ‬
‫حالته عن مركز مالي مضطرب من شأنه فقد ائتمانه‪ .‬وعليه ال يكفي التوقف‬
‫املادي عن الدفع العتبار التاجر متوقفا عن الدفع باملعنى القانوني‪ .5‬وال يشترط‬
‫لشهر إلافالس املدين أن يكون املدين التاجر عاجزا عن الوفاء بسبب إعساره أي‬
‫عدم كفاية أمواله للوفاء بديونه املستحقة‪ ،‬وإنما بتوقفه عن الدفع‪،‬إذ قد تكون‬
‫ذمته موسرة كأن تكون لديه أموال مجمدة أو يستغرق بيعها وقت يتعدا مواعيد‬
‫الوفاء بديونه‪،8‬أو أن تكون لديه حقوق لدا الغير ولم يتمكن من استيفائها كما‬
‫قد يكون التاجر في حالة إعسار ويظل يوفي بديونه‪ ،‬كأن يقترض أو يحصل على‬
‫أجال للوفاء وفي هذه الحالة ال يجوز إخضاعه لإلفالس‪4‬إال إذا استعمل طرق‬
‫احتيالية إلخفاء حالته املالية ‪،‬كإصدار سفاتج املجاملة‪،‬البيع بخسارة‪..7‬الخ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪6-Selon l’art L. 681-1 du code de commerce français, La procédure de redressement ou de‬‬
‫‪liquidation judiciaire est désormais ouverte à toute entreprise qui est dans l’impossibilité de‬‬
‫‪faire face au passif exigible avec son actif disponible.‬‬
‫‪-Pour plus de précisions Vr. MARTIN Jean-François et LIENHARD Alain, op. cit. pp68. 69.‬‬
‫‪Egalement : CAMPANA Marie-jeanne, DIZEL Martine et FERNANDEZ Reine, op.cit.‬‬
‫‪pp27.28.‬‬
‫‪-5‬أسامة نائل املحيسن‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.558‬وانظر كذلك‪. :‬وعفيف شمس الدين‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.55‬‬
‫وفي هذا الصدد يرا الفقه الفرنس ي أنه يكفي التوقف املادي عن الدفع إلعالن إلافالس‪ ،‬وال يشترط أن تكون‬
‫املؤسسة في حالة ميؤس منها‪،‬كما أن من شأن ذلك آن يؤخر افتتاح إلاجراءات الن املحكمة ملزمة بفتح تحقيق‬
‫لتتحرا عن وضعية املؤسسة‪.‬أنظر‪:‬‬
‫‪GUYON Yves, Droit des affaires(Entreprises en difficultés….), op. cit.p136.‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪-8‬نادية فضيل‪،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.14‬وأنظر كذلك‪ :‬وعفيف شمس الدين‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.55‬‬
‫‪-4‬محمد السيد الفقي‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.45‬‬
‫‪7- GUYON Yves, Droit des affaires(Entreprises en difficultés….),op. cit.p134.‬‬

‫‪22‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬طبيعة الدين محل التوقف عن الدفع‪.‬‬
‫ألاصل في طبيعة الدين الذي يؤدي التوقف عن دفعه إلى شهر إلافالس أن‬
‫يكون ذو طبيعة تجارية‪ ،‬ويكون الدين تجاريا إذا كان ناشئا عن عمل تجاري‬
‫بطبيعته أو بالتبعية‪.‬غير أنه بالرجوع إلى نص املادة ‪ 512‬ق ت‪ 1‬يتضح أنه يمكن‬
‫إعالن إلافالس أو التسوية القضائية في حالة التوقف عن الدفع أي دين سواء‬
‫كان مدنيا أو تجاريا بناء على تكليف الدائن بالحضور أمام املحكمة‪ .‬وبذلك يجوز‬
‫لدائن التاجر بدين مدني طلب شهر إفالسه إذا اثبت توقفه عن دفع دين‬
‫تجاري‪.5‬وإذا كان الدين مختلطا أي تجاريا بالنسبة إلى أحد أطرافه ومدنيا بالنسبة‬
‫إلى الطرف ألاخر في هذه الحالة تكون العبرة بطبيعة الدين بالنسبة إلى املدين‪.8‬‬
‫ويشترط في الدين الذي يستند إليه لشهر إفالس املدين التاجر‪ ،‬موجودا وغير‬
‫متنازع عليه ومعين املقدار ومستحق ألاداء‪،4‬فإذا امتنع املدين عن دفع دينه‬
‫النقضائه باملقاصة أو التقادم‪،‬أو نازع في مقدار الدين أو ميعاد استحقاقه مثال‬
‫وجب على املحكمة رفض طلب شهر إلافالس‪.7‬‬
‫وال يشترط أيضا لشهر إلافالس أن يكون املدين عاجزا عن الوفاء بجميع‬
‫ديونه‪،‬فيكفي أن يتوقف عن دفع دين واحد‪ ،‬فقد يمتنع املدين الوفاء ببعض‬
‫الديون دون غيرها ويتجنب بذلك شهر إفالسه‪.2‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-1‬تقض ي املادة ‪ 1/512‬ق ت بأنه ‪ :‬يجوز افتتاح التسوية القضائية أو إلافالس بناء على تكليف الدائن بالحضور‬
‫كيفما كانت طبيعة دينه ‪ ،‬وال سيما الدين الناتج عن فاتورة قابلة للدفع في اجل محدد‪.‬‬
‫‪-5‬للتفصيل راجع‪ :‬محمد السيد الفقي‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪ .45‬و أنظر كذلك ‪:‬بن داود ابراهيم‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.45‬‬
‫‪ -8‬دويدار ومحمد السيد الفقي‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.538‬‬
‫‪-4‬محمد السيد الفقي‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪ .45‬وأنظر‪ :‬وعفيف شمس الدين‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.55‬‬
‫‪-7‬نسيبة إبراهيم حمو‪ :‬املرجع السابق‪،‬ص‪.18‬‬
‫‪-2‬عزيز العكيلي‪،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪ .71‬وأنظر كذلك‪:‬‬
‫‪ABSIL Adrien, « Notions de droit des sociétés, droit de la faillite, de la liquidation et de la‬‬
‫» ‪continuité des entreprises », p15. www.ipcf.be »upload »documents‬‬

‫‪23‬‬
‫الفرع‪ 3:‬إثبات التوقف عن الدفع‪.‬‬
‫الشك أن عبء إثبات التوقف عن الدفع يقع على عاتق املدعي طالب شهر‬
‫إفالس التاجر‪ .‬وباعتبار أن مسألة التوقف عن الدفع ي مسألة تتعلق بوقائع‬
‫مادية فيجوز إثباتها بكافة طرق إلاثبات بما فيها البينة والقرائن‪ .‬وللمحكمة في‬
‫ذلك سلطة تقدير حالة التوقف عن الدفع والتي تجيز لها شهر إفالس التاجر‪،‬‬
‫ومن بين الوقائع التي يمكن استخالص توقف املدين عن الدفع تحرير احتجاج‬
‫بعدم الوفاء بقيمة الورقة التجارية‪ ،‬إصدار شيك بدون رصيد‪ ،‬بيع أو غلق املدين‬
‫ملحله التجاري وفراره‪ ،‬فشل مشروع تسوية ودية إلى غير ذلك من القرائن‪.1‬‬
‫فرع ‪: 4‬تحديد تاريخ التوقف عن الدفع‪.‬‬
‫خول املشرع‬ ‫يعد التوقف عن الدفع شرط ضروري لشهر إفالس التاجر‪ ،‬لذا ّ‬
‫مهمة تحديد تاريخ هذا ألاخير للمحكمة التي قضت بالتسوية القضائية أو بشهر‬
‫إلافالس‪ ،‬غير أنه ال يمكن لها أن ترجع هذا التاريخ إلى أكثر من ‪13‬شهرا يسبق‬
‫تاريخ صدور الحكم باإلفالس أو التسوية القضائية‪ 5‬وذلك حتى ال يمتد نطاق عدم‬
‫نفاذ التصرفات إلى فترة طويلة ألامر الذي من شأنه املساس باستقرار املعامالت‪.8‬‬
‫وفي حالة ما لم تقم املحكمة بتحديد تاريخ التوقف عن الدفع فإن تاريخ‬
‫الحكم بالتسوية القضائية أو بشهر إلافالس هو تاريخ التوقف عن الدفع‪.4‬كما‬
‫خول املشرع للمحكمة الحق في تعديل تاريخ التوقف عن الدفع بحكم تال للحكم‬
‫الذي قض ى بالتسوية القضائية وإلافالس وسابقا لقفل قائمة الديون‪ .7‬بالتالي‬
‫يصبح تاريخ التوقف عن الدفع ثابتا بالنسبة لجماعة الدائنين بعد القفل النهائي‬
‫لكشف الديون ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-1‬أحمد محمود خليل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ .55 .52‬وأنظر كذلك‪:‬عفيف شمس الدين‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.88 .85‬‬
‫‪CAMPANA Marie-jeanne, DIZEL Martine et FERNANDEZ Reine, op. cit. p39.‬‬
‫‪-5‬الفقرة ألاخيرة من املادة ‪ 545‬ق ت ‪.‬‬
‫‪ -8‬هاني دويدار و محمد السيد الفقي‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.894‬‬
‫‪-4‬الفقرة ‪ 5‬من املادة ‪ 555‬ق ت ‪.‬‬
‫‪-7‬راجع املادة ‪ 543‬ق ت ‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬حكم شهر إلافالس‪.‬‬
‫تقض ي املادة ‪ 557‬ق ت بأنه‪ ":‬ال يترتب إفالس وال تسوية قضائية على مجرد‬
‫التوقف عن الدفع بغير صدور حكم مقرر لذلك‪.‬‬
‫ومع ذلك تجوز إلادانة باإلفالس البسيط أو ألتدليس ي دون التوقف عن الدفع‬
‫بحكم مقرر لذلك"‪.‬‬
‫يتضح من نص املادة انه ال يكفي لشهر إلافالس أو التسوية القضائية توافر‬
‫الشروط املوضوعية السالفة الذكر‪ ،‬و إنما يلزم أن يصدر حكم قضائي يقض ي‬
‫بذلك‪ .‬وعليه فإن حالة إلافالس ال تنشأ من مجرد التوقف عن الدفع وال يجوز‬
‫ترتيب أثار إلافالس بناء على ذلك وإنما بصدور حكم مقرر لذلك‪ ،‬وبذلك فإن‬
‫املشرع لم يأخذ بنظرية إلافالس الفعلي‪ 1‬كأصل وإنما كاستثناء بنص الفقرة‬
‫الثانية من املادة ‪557‬السالفة الذكر‪ ،‬وذلك في املواد الجزائية ألجل تطبيق عقوبة‬
‫إلافالس بالتقصير أو بالتدليس‪.5‬ويعد حكم شهر إلافالس حكم منشأ لحالة جديدة‬
‫ي حالة إلافالس وما يترتب عليه من أثار منذ تاريخ صدوره‪ ،‬كغل يد املدين عن‬
‫إدارة أمواله ونشوء جماعة الدائنين‪ ،‬وتعيين وكيل التفليسة‪ ،...‬ولذلك ال يجوز‬
‫شهر إفالس التاجر أكثر من مرة واحدة ومتابعة إجراءات التفليسة أمام أكثر من‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-1‬مقتض ى هذه النظرية أن إلافالس ينشأ من مجرد وقوف التاجر عن دفع ديونه وان الحكم إلافالس ال ينش ئ حالة‬
‫إلافالس بل يقتصر على كشف هذه الحالة التي تتحقق بمجرد توقف التاجر عن الدفع‪ .‬للمزيد من التفاصيل أنظر‪:‬‬
‫مصطفى كمال طه‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪ 788‬وما يليها‪ .‬و أحمد محمود خليل‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص ص‪ .81 .89‬وكما يرا‬
‫الفقه بصدد أهمية الشرط الشكلي أو إلافالس القانوني أن صدور الحكم باإلفالس ضروري لترتيب بعض آلاثار التي‬
‫من شأنها خلق أوضاع ومراكز جديدة لم تكون موجودة من قبل‪،‬ويعتبر الحكم ضمانة للمدين باعتبار أن إلافالس‬
‫يقيد من حقوقه لذلك فالبد من تمكينه من الدفاع ‪.‬باإلضافة إلى ذلك فإن صدور الحكم باإلفالس يعد ضمانة‬
‫للدائنين فيما يتعلق باحترام مبدأ املساواة بينهم ‪ .‬أنظر‪ :‬عزيز العكيلي‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪ .75‬وكذلك‪:‬‬
‫‪GUYON Yves, Droit des affaires, Entreprises en difficultés-Redressement judiciaire-Faillite,‬‬
‫‪op. cit.p145.‬‬
‫‪2-Sur l’application exceptionnelle de la faillite de fait, V. CAMPANA Marie-jeanne, DIZEL‬‬
‫‪Martine et FERNANDEZ Reine, op.cit.p46.‬‬

‫‪25‬‬
‫محكمة في نفس الوقت طبقا ملبدأ وحدة إلافالس‪ .1‬كما يعد حكم شهر إلافالس‬
‫حكم كاشف عن حالة سابقة لصدوره و ي حالة التوقف عن الدفع وما يترتب‬
‫عليها من عدم نفاذ بعض التصرفات التي يبرمها املفلس خالل فترة الريبة‪ .5‬ونتناول‬
‫فيما يلي املحكمة املختصة بشهر إلافالس‪ ،‬وصاحب الحق في طلبه‪ ،‬وأخيرا شهره‬
‫والطعن فيه‪.‬‬
‫املطلب ألاول‪:‬املحكمة املختصة بشهر إلافالس‪.‬‬
‫يؤول الاختصاص لشهر إلافالس أو التسوية القضائية للمحكمة املختصة‬
‫قانونا بذلك‪ ،‬ويعد ذلك من النظام العام فال يجوز الاتفاق على تعديله‪ .‬ونبحث‬
‫فيما يلي الاختصاص النوعي واملحلي ملحكمة شهر إلافالس‪.‬‬
‫الفرع‪ :1‬الاختصاص النوعي‪.‬‬
‫يعد إلافالس مسألة تجارية يعود الاختصاص في النظر فيها إلى املحاكم‬
‫التجارية بالنسبة للدول التي تفصل بين القضاء املدني والتجاري كفرنسا مثال‪،‬‬
‫وبما أن الجزائر لم تأخذ بهذه الازدواجية وإنما بوحدة القضاء العادي فإن‬
‫الاختصاص يؤول إلى املحكمة‪ .‬وحسب املادة ‪ 85‬من قانون إلاجراءات املدنية‬
‫وإلادارية‪ 8‬فإن املحكمة ي الجهة القضائية ذات الاختصاص العام وتفصل في‬
‫جميع القضايا‪ ،‬السيما املدنية والتجارية والبحرية والاجتماعية والعقارية وقضايا‬
‫شؤون ألاسرة‪ .‬واملحاكم يمكن أن تتشكل من أقسام وأقطاب ويعود الاختصاص‬
‫النوعي في النظر في قضايا إلافالس والتسوية القضائية لألقطاب املتخصصة‬
‫املنعقدة في بعض املحاكم وتفصل ألاقطاب املتخصصة بتشكيلة جماعية من‬
‫ثالثة قضاة‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-1‬محمد السيد الفقي ‪،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ .72‬وأنظر كذلك‪:‬‬
‫‪MARTIN Jean-François et LIENHARD Alain, op. cit.p91.‬‬
‫‪-5‬حول الطبيعة القانونية لحكم شهر إلافالس‪،‬أنظر‪:‬عزيز العكيلي‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.78‬وأنظر كذلك‪ :‬هاني دويدار‬
‫ومحمد السيد الفقي‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.895‬ومايلها‪.‬‬
‫‪-8‬قانون رقم ‪ 95-93‬مؤرخ في ‪57‬فيفري‪ ،5993‬يتضمن قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‪ ،‬ج‪.‬ر عدد‪ 51‬الصادر‬
‫بتاريخ‪58‬أفريل‪.5993‬‬
‫‪26‬‬
‫الفرع‪ :2‬الاختصاص املحلي‪.‬‬
‫ألاصل العام أن الاختصاص املحلي ينعقد للمحكمة التي يقع في دائرتها موطن‬
‫املدين‪ ،‬أي املكان الذي يباشر فيه نشاطه التجاري‪ .1‬أما فيما يتعلق بالشركات‬
‫فيؤول الاختصاص للمحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان افتتاح إلافالس‬
‫أو التسوية القضائية أو مكان املقر الاجتماعي للشركة‪ .5‬تختص كذلك محكمة‬
‫إلافالس بالنظر في كل الدعاوا املرتبطة باإلفالس أو الناشئة عنه باعتبارها ألاكثر‬
‫دراية باملركز املالي للتاجر املفلس‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪:‬طلب شهر إلافالس‪.‬‬
‫يستفاد من نصوص املواد ‪ 557 ،513 ،512 ،517‬ق ت أن حكم شهر‬
‫إلافالس يجوز أن يصدر بناء على طلب املدين نفسه باعتباره أكثر الناس إملاما‬
‫بحالته املالية‪ ،‬أو بناء على طلب دائنيه باعتبارهم أصحاب املصلحة الرئيسية في‬
‫طلب إلافالس أو من تلقاء ذات املحكمة‪.‬‬
‫الفرع ‪:1‬شهر إلافالس بناء على طلب املدين نفسه‪.‬‬
‫اوجب املشرع الجزائري بموجب املادة ‪ 517‬ق ت على كل مدين أن يبادر‬
‫بطلب شهر إفالسه فور توقفه عن الدفع لكونه أدرا من غيره بوضعية‬
‫مؤسسته‪.‬وبذلك يعلن املدين عن حسن نيته ويتفادا اعتباره مفلس بالتقصير‪.1‬‬
‫ويكمن طلب املدين في تقديم إقرار أمام املحكمة املختصة بتوقفه عن الدفع‬
‫وذلك في خالل ‪ 17‬يوما قصد افتتاح إجراءات التسوية القضائية أو‬
‫إلافالس‪.‬وعليه أن يرفق باإلقرار املذكور حسب املادة ‪ 513‬من نفس القانون ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-1‬أنظر املادة ‪ 85‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ‪ .‬وتقض ي املادة ‪85‬ق‪.‬م‪ .‬بأنه‪":‬يعتبر املكان الذي يمارس فيه الشخص تجارة أو حرفة موطنا‬
‫خاصا بالنسبة إلى املعامالت املتعلقة بهذه التجارة أو املهنة"‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ ـ راجع الفقرة ‪ 8‬من املادة ‪ 49‬ق إ م إ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫‪-1‬ميزانية وحساب الاستغالل العام‪ ،‬وحساب النتائج‪ ،‬وكذلك بيان التعهدات‬
‫الخارجة عن ميزانية أخر سنة مالية أخرا‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك الوثائق التالية التي‬
‫تحرر بتاريخ إلاقرار‪:‬‬
‫‪-1‬بيان املكان‪،‬‬
‫‪-5‬بيان التعهدات الخارجة عن امليزانية ‪،‬‬
‫‪-8‬بيان رقمي بالحقوق والديون مع إيضاح اسم وموطن كل من الدائنين‪ ،‬مرفق‬
‫ببيان أموال وديون الضمان‪،‬‬
‫‪-4‬جرد مختصر ألموال املؤسسة‪،‬‬
‫‪-7‬قائمة بأسماء الشركاء املتضامنين وموطن كل منهم إن كان إلاقرار يتعلق بشركة‬
‫تشمل على شركاء مسئولين بالتضامن عن ديون الشركة‪.‬‬
‫ويتعين أن تؤرخ هذه الوثائق وان يكون موقعا عليها مع إلاقرار بصحتها‬
‫ومطابقتها للوقائع وذلك من طرف صاحب إلاقرار‪ .‬وتضيف املادة ذاتها انه إذا‬
‫تعين أن يتضمن‬ ‫تعذر تقديم أي من هذه الوثائق أو لم يمكن تقديمها كاملة ّ‬
‫إلاقرار بيانا باألسباب التي حالت دون ذلك‪.‬وإذا كان طالب إلافالس عبارة عن‬
‫شركة تتضمن على شركاء مسئولين بالتضامن عن ديون الشركة فوجب على‬
‫املمثلون القانونيين أن يقوموا بالتصريح لدا كتابة ضبط املحكمة املختصة خالل‬
‫‪ 17‬يوما عن حالة التوقف عن الدفع‪ ،‬ويجب أن يتضمن التصريح قائمة بالشركاء‬
‫املتضامنين مع بيان أسمائهم وموطنهم‪.5‬‬
‫الفرع‪:2‬طلب شهر إلافالس بناء على طلب الدائنين‪.‬‬
‫أجازت املادة ‪512‬ق ت ألي دائن سواء أكان شخصا طبيعيا أو معنويا ومهما‬
‫كانت طبيعة دينه أن يتقدم بطلب شهر إفالس مدينه متى توقف عن دفع ديونه‬
‫املستحقة‪ ،‬ولم يشترط املشرع أن يتقدم بطلب شهر إلافالس جميع دائني املدين‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪1-DIDIER Paul, op. cit. p114.‬‬
‫‪-5‬الفقرة ألاخيرة من املادة ‪ 851‬ق ت‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫فيكفي أن يتقدم به احدهم‪ ،‬ولم يشترط أيضا صفة معينة في الدين الذي‬
‫يتوقف املدين عن دفعه‪.1‬إذا تحققت املحكمة من توافر شروط إلافالس وجب‬
‫عليها الحكم بشهر إلافالس وليس لها في ذلك أية سلطة تقديرية‪ ،5‬أما إذا تبين لها‬
‫غير ذلك‪ ،‬أي أن شروط إلافالس غير متوافرة فوجب على املحكمة أن ترفض طلب‬
‫شهر إلافالس وللمدين مطالبة الدائن بالتعويض من أجل دعوا تعسفية إذا‬
‫اثبت سوء نيته‪.8‬‬
‫الفرع‪:3‬شهر إلافالس من تلقاء ذات املحكمة‪.‬‬
‫تقض ي املادة ‪ 512‬ق ت على أنه‪ :‬يمكن أن تفتتح كذلك التسوية القضائية‬
‫أو إلافالس بناء على تكليف الدائن بالحضور كيفما كانت طبيعة دينه‪ ،‬والسيما‬
‫ذلك الدين الناتج عن فاتورة قابلة للدفع في اجل محدد‪.‬‬
‫ويمكن للمحكمة أن تتسلم القضية تلقائيا بعد الاستماع للمدين أو استدعائه‬
‫قانونا‪.‬‬
‫طبقا للمادة ‪ 512‬السالفة الذكر فإن املشرع أجاز للمحكمة شهر إفالس‬
‫املدين من تلقاء ذاتها بعد الاستماع إليه أو استدعائه قانونا‪ ،‬ويعد ذلك خروجا‬
‫عن القواعد العامة التي تقض ي بأنه ال يجوز للمحاكم أن تفصل فيما لم يطلب‬
‫منها‪ ،‬وتبرير ذلك هو أن أحكام إلافالس تتعلق بالنظام العام وللمحكمة الفصل‬
‫فيها من تلقاء نفسها إذا قدرت أن شروط إلافالس متوافرة في الشخص‪.4‬‬
‫وللمحكمة أن تأمر باتخاذ كل إجراءات التحقيق للحصول على املعلومات‬
‫املتعلقة بوضعية املدين وتصرفاته‪.7‬وتمارس املحكمة هذا الحق إذا ثبت لها أن‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-1‬أحمد محرز‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ -5‬عزيز العكيلي‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.24‬‬
‫‪ -8‬اسامة نائل املحيسن‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪ .552‬وأنظر أيضا‪ :‬محمد السيد الفقي‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪.28‬‬
‫‪ - 4‬عزيز العكيلي‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪. 27‬وأنظر كذلك‪ :‬هاني دويدار ومحمد السيد الفقي‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.895‬‬
‫‪ -7‬املادة ‪ 551‬ق ت ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫التاجر متوقف عن الدفع مما يتطلب شهر إفالسه‪ ،‬وذلك إما بمناسبة قضية‬
‫عرضت عليها‪ ،‬أو بناء على تبليغ غير رسمي من قبل النيابة العامة التي ثبت لها‬
‫عقب شكوا متعلقة بأحد جرائم إلافالس بأن املدين في حالة إفالس واقعي‪.1‬‬
‫كما يمكن للمحكمة أن تعلن من تلقاء نفسها إلافالس أو التسوية القضائية‬
‫إذا توافرت جميع الشروط بناء على تكليف بالحضور من اجل الوفاء بالدين‬
‫املوجه ضد املدين‪ 5‬أو أن يتقدم بطلب إلافالس شخص غير ذي صفة عندها‬
‫تقض ي املحكمة بشهر إفالس املدين من تلقاء نفسها‪ ،8‬أو في حالة ما إذا طلب‬
‫املدين بالتسوية القضائية ثم اتضح عدم توافر شروطها وحكمت باإلفالس‪.4‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬مضمون حكم شهر إلافالس وشهره والطعن فيه‪.‬‬
‫يتعين تحديد‬‫يقتض ي شهر إلافالس صدور حكم قضائي بذلك‪ ،‬مما ّ‬
‫مضمونه وأحكام شهره ونفاذه وأخيرا طرق الطعن فيه‪.‬‬
‫الفرع‪:1‬مضمون حكم شهر إلافالس‪.‬‬
‫يتضمن حكم شهر إلافالس باإلضافة إلى إثبات توافر شروط إلافالس على ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬تاريخ التوقف عن الدفع‪.‬‬
‫‪-‬انتداب احد القضاة ملراقبة أعمال التفليسة‪.‬‬
‫‪-‬تعيين وكيل التفليسة‪.‬‬
‫‪-‬تعيين مراقب أو اثنين‪.7‬‬
‫‪-‬ألامر بوضع ألاختام على أموال املفلس وفق نص املادة ‪ 573‬ق ت‪.‬‬
‫‪-‬تسجيل الحكم ونشره‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪1- DIDIER Paul, op. cit. p116.‬‬
‫‪ -5‬راشد راشد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ .545‬وأنظر كذلك‪ :‬أحمد محمود خليل‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.47‬‬
‫‪ –8‬أسامة نائل املحيسن‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪ .553‬كما للمحكمة رفع دعوا إلافالس من تلقاء نفسها بعد رفعها‬
‫بطريقة معيبة من طرف الدائنين‪ .‬أنظر في ذلك‪:‬‬
‫‪GUYON Yves, Droit des affaires, Entreprises en difficultés…,op. cit. p153.‬‬
‫‪ -4‬عزيز العكيلي‪ .‬املرجع السابق‪.22،‬‬
‫‪—7‬وهاب حمزة‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.114‬‬

‫‪30‬‬
‫الفرع‪:2‬شهر حكم إلافالس أو التسوية القضائية‪.‬‬
‫يكتس ي حكم شهر إلافالس أهمية كبيرة ملا له من حجية مطلقة تجاه كافة‬
‫الناس ولو لم يكونوا أطرافا في الدعوا‪ ،‬فاملدين املفلس ال يعتبر مفلسا بالنسبة‬
‫لدائنه فقط وإنما تجاه الناس كافة‪ ،‬ولذلك وجب إحاطته بوسائل للشهر‬
‫والعالنية إلبالغ الكافة بمضمونه وعلى ألاخص الدائنين‪ .‬ولذلك أوجب املشرع نشر‬
‫الحكم ليعلم به الكافة وحتى يبادر كل ذي مصلحة باتخاذ إلاجراءات الالزمة‬
‫للمحافظة على حقوقه‪.1‬‬
‫ولقد نص املشرع في املادة ‪ 553‬ق ت على طريقة نشره وذلك على الوجه آلاتي‪:‬‬
‫‪ -‬تسجيل ألاحكام الصادرة بالتسوية أو بشهر إلافالس في السجل التجاري‪.‬‬
‫‪ -‬إعالن الحكم ملدة ‪ 8‬أشهر بقاعات جلسات املحكمة ‪.‬‬
‫‪ -‬نشر الحكم في ألاماكن التي يكون فيها للمدين مؤسسات تجارية‪.‬‬
‫‪ -‬نشر البيانات التي تدرج بسجل التجارة تلقائيا من طرف كاتب الضبط في النشرة‬
‫الرسمية لإلعالنات القانونية خالل ‪ 17‬يوما من النطق بالحكم‪ ،‬ويتضمن هذا‬
‫النشر بيان اسم املدين وموطنه‪ ،‬أو مركزه الرئيس ي ورقم قيده بسجل التجارة‬
‫وتاريخ الحكم الذي قض ى بالتسوية القضائية أو شهر إلافالس ورقم صحيفة‬
‫إلاعالنات القانونية التي نشر فيها امللخص‪.‬‬
‫الفرع‪ :3‬نفاذ حكم شهر إلافالس‪.‬‬
‫طبقا للمادة ‪555‬ق ت تعتبر جميع ألاحكام وألاوامر الصادرة في إلافالس أو‬
‫التسوية القضائية معجلة النفاذ رغم املعارضة والاستئناف‪.‬واستثنى من ذلك‬
‫الحكم الذي يقض ي باملصادقة على الصلح‪ .‬وشمول حكم شهر إلافالس بالنفاذ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -1‬نسيبة إبراهيم حمو‪،‬املرجع ‪،‬السابق‪،‬ص ص‪.12 .17‬‬

‫‪31‬‬
‫املعجل مرده أهمية اتخاذ إلاجراءات الضرورية للمحافظة على أموال املفلس‬
‫ومنعه من التصرف فيها إضرارا بدائنيه بعد صدور الحكم باإلفالس‪.‬‬
‫الفرع‪ :4‬طرق الطعن في أحكام إلافالس وأثر زوال حالة التوقف عن الدفع‪.‬‬
‫تناول املشرع في املواد من ‪ 581‬إلى ‪ 584‬ق ت طرق الطعن العادية في أحكام‬
‫إلافالس أو التسوية القضائية‪ ،‬أما عن طرق الطعن غير العادية فلم يتطرق إليها‪،‬‬
‫ولذلك تنطبق عليها القواعد العامة‪ .‬و تتمثل طرق الطعن العادية في حكم شهر‬
‫إلافالس في املعارضة والاستئناف‪ ،‬غير انه قد يزيل املدين حالة التوقف عن الدفع‬
‫عند نظر الطعن مما يتوجب البحث في أثر ذلك على حكم شهر إلافالس‪.‬‬
‫أوال‪ :‬طرق الطعن في أحكام إلافالس ‪.‬‬
‫قبل التطرق إلى طرق الطعن في أحكام إلافالس البد من إلاشارة أن هناك‬
‫أحكاما صادرة في مسائل إلافالس ال يجوز الطعن فيها ال باملعارضة وال باالستئناف‬
‫وذلك لكونها تتعلق بمسائل إجرائية وال تفصل في حق املوضوع ‪ .‬ولقد نص عليها‬
‫املشرع في املادة‪ 585‬ق ت وتتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬ألاحكام الصادرة طبقا للمادة ‪ 535‬ق ت والتي تقرر بمقتضاها بشكل معجل‬
‫قبول الدائن في املداوالت عن مبلغ حدده‪.‬‬
‫‪-5‬ألاحكام التي تفصل بها املحكمة في الطعون الواردة على ألاوامر الصادرة من‬
‫القاض ي املنتدب في حدود اختصاصاته‪.‬‬
‫‪-8‬ألاحكام الخاصة باإلذن في استغالل املحل التجاري‪.‬‬
‫‪- 1‬املعارضة‪.‬‬
‫حسب املادة ‪ 581‬ق ت يجوز الطعن في حكم شهر إلافالس بطريق املعارضة‬
‫إذا صدر غيابيا‪ ،‬وتقض ي نفس املادة بأن مهلة املعارضة في ألاحكام الصادرة في‬
‫مادة التسوية القضائية أو شهر إلافالس ي ‪ 19‬أيام ابتداء من تاريخ الحكم‪،‬‬
‫وبالنسبة لألحكام الخاضعة إلجراءات إلاعالن والنشر في الصحف املعتمدة لنشر‬
‫إلاعالنات القانونية‪ ،‬فإنه ال يسري امليعاد بشأنها إال من إتمام أخر إجراء مطلوب‪،‬‬
‫وعليه فإن ميعاد املعارضة يسري ابتداء من تاريخ استيفاء إجراءات النشر‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫وحق املعارضة في حكم شهر إلافالس ال يقتصر على املفلس فقط‪ ،‬وإنما تجوز‬
‫لكل من له مصلحة ولو لم يكن طرفا في الدعوا‪ ،‬باعتبار أن حكم إلافالس له‬
‫حجية تجاه الكافة‪.‬‬
‫‪- 2‬الاستئناف‪.‬‬
‫طبقا للمادة ‪ 584‬ق ت يجوز استئناف أي حكم في التسوية القضائية أو‬
‫إلافالس وذلك في ميعاد عشرة أيام اعتبارا من يوم إعالن الحكم‪ .‬وال يجوز‬
‫استئناف حكم شهر إلافالس إال ملن كان طرفا في الدعوا التي صدر فيها‪ .‬ويفصل‬
‫املجلس القضائي في ألاحكام املستأنفة خالل ‪8‬أشهر‪ ،‬والحكم يكون واجب التنفيذ‬
‫بموجب مسودته‪ .‬ويجوز لكل من كان طرفا في الدعوا الابتدائية أن يستأنف‬
‫الحكم‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬اثر زوال حالة التوقف عن الدفع عند نظر الطعن باملعارضة‬
‫والاستئناف‪.‬‬
‫الرأي الراجح في الفقه والقضاء انه في حالة ما إذا زال املدين حالة التوقف‬
‫عن الدفع قبل أن يصبح الحكم نهائيا‪ ،‬وذلك بالوفاء بعد أن ظهرت له أموال عن‬
‫طريق الهبة أو إلارث فلمحكمة الطعن أن تلغي الحكم بشهر إلافالس على أساس‬
‫زوال حالة التوقف عن الدفع التي كانت سببا في إلافالس‪ .‬ويستند هذا الرأي‬
‫العتبارات العدالة‪ ،‬وأن الطعن في حكم إلافالس يطرح الدعوا من جديد أمام‬
‫محكمة املعارضة والاستئناف‪ .‬كما أن املحكمة ال تصدر الحكم بشهر إلافالس إال‬
‫بعد التأكد من كون املدين متوقفا عن سداد ديونه الحالة‪.‬‬
‫أما إذا صدر الحكم وأصبح نهائيا ثم قام املدين بعد ذلك بالوفاء بديونه فليس‬
‫له اثر على الحكم الذي حاز حجية الش يء املقض ي فيه ولم يعد للمدين إال إتباع‬
‫إجراءات رد الاعتبار ليتمكن من استعادة الحقوق التي فقدها‪.1‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-1‬أنظر تفصيال في ذلك‪ :‬محمد السيد الفقي‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪ .25‬و أحمد محرز‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص ص‪77-74‬‬
‫وكذلك‪ :‬هاني دويدار ومحمد السيد الفقي‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص ص‪.815 .813‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أشخاص التفليسة‪.‬‬

‫يعد شهر إفالس املدين بمثابة حجز عام على أمواله تمهيدا لتصفيتها تصفية‬
‫جماعية وتوزيع ثمنها على الدائنين‪ ،‬ويتطلب ذلك العديد من إلاجراءات لحصر‬
‫ذمة املفلس والوصول إلى التفليسة إلى حل مناسب‪ ،‬لذلك عهد املشرع مهمة‬
‫القيام بذلك إلى وكيل الدائنين‪،‬يطلق عليه "الوكيل املتصرف القضائي" تحت‬
‫خول للمحكمة التي أصدرت حكمها بشهر‬ ‫إشراف ومراقبة القاض ي املنتدب‪ ،1‬و ّ‬
‫إلافالس سلطة الفصل في القضايا الهامة‪ .‬وأجاز للنيابة العامة الاطالع على‬
‫إجراءات التفليسة ملتابعة جرائم إلافالس(املبحث ألاول)‪ .‬والى جانب هذه‬
‫ألاشخاص نجد أشخاص أخرا خارجة عن قطاع القضاء تعتبر من أشخاص‬
‫التفليسة‪ ،‬وتتمثل في املراقبين واملدين وأخيرا جماعة الدائنين(املبحث الثاني)‪.‬‬
‫املبحث ألاول‪ :‬ألاشخاص القضائية‪.‬‬
‫تتمثل ألاشخاص القائمة على إدارة التفليسة في الوكيل املتصرف القضائي‬
‫الذي يعد من أهم ألاشخاص نظرا للدور الذي يلعبه من الناحية العملية‪ ،‬ويتولى‬
‫مهامه تحت رقابة القاض ي املنتدب وإشراف املحكمة‪ ،‬إلى جانب هذه ألاشخاص‬
‫يظهر دور النيابة العامة في متابعة جرائم إلافالس‪..‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪6-Sur les mandataires de justice en droit français, il a été procédé à une réforme complète des‬‬
‫‪professions intervenant dans les procédures collectives.les syndics ont été supprimés. Deux‬‬
‫‪professions nouvelles ont été créés : -Les administrateur judiciaires qui sont les mandataires‬‬
‫‪chargés par décision de justice d’administrer les biens d’autrui ou d’exercer des fonctions‬‬
‫; ‪d’assistance ou de surveillance dans la gestion de ces bien‬‬
‫‪-Les mandataires judiciaires à la liquidation des entreprise qui sont chargés par décision de‬‬
‫‪justice de représenter les créanciers et de procéder éventuellement à la liquidation de‬‬
‫‪l’entreprise.in. MARTIN Jean-François et LIENHARD Alain, op. cit. p11. V également :‬‬
‫‪PIGASSOU Paul, « Entreprises en difficulté-Redressement judiciaire(Procédure et organe) »,‬‬
‫‪Encyclopédie juridique, répertoire des sociétés, Dalloz, 2003,p3 et s.‬‬

‫‪34‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬الوكيل املتصرف القضائي‪.‬‬
‫إن صدور حكم بشهر إفالس املدين يؤدي إلى غل يده عن إدارة أمواله‬
‫والتصرف فيها ويحل محله شخص أخر وهو وكيل التفليسة أو ما أطلق عليه‬
‫املشرع بالوكيل املتصرف القضائي بموجب ألامر رقم ‪ 58-52‬املؤرخ في ‪-95-95‬‬
‫‪ 1552‬املتعلق بالوكيل املتصرف القضائي‪ .1‬و نظرا للدور الذي يلعبه منذ بداية‬
‫التفليسة لحين انتهائها فقد عني املشرع بكيفية تعيينه ودوره وعزله‪.‬‬
‫الفرع‪ :1‬تعيين الوكيل املتصرف القضائي‪.‬‬
‫يعين الحكم الصادر في إلافالس أو التسوية القضائية الوكيل املتصرف‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫تعدها اللجنة‬ ‫القضائي من بين ألاشخاص املسجلين في القائمة التي‬
‫الوطنية‪5‬ويحدد وزير العدل بقرار قائمة الوكالء املتصرفين القضائيين التي تعدها‬
‫اللجنة الوطنية‪ .8‬وألاشخاص الذين يحق لهم التسجيل في قائمة الوكالء‬
‫املتصرفين القضائيين هم‪ :‬محافظو الحسابات والخبراء املحاسبون والخبراء‬
‫املتخصصون في امليادين العقارية والفالحية والتجارية والبحرية والصناعية الذين‬
‫لهم ‪7‬سنوات تجربة على ألاقل بهذه الصفات‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك فإن املسجلون‬
‫في القائمة الوطنية يتلقون تكوينا مناسبا‪.4‬‬
‫خول وبصفة استثنائية‬ ‫والى جانب التعيين من قبل وزير العدل فإن القانون ّ‬
‫للمحاكم وبأمر مسبب تعيينا الوكالء املتصرفين القضائيين من بين ألاشخاص‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-1‬ج ر ‪.‬عدد‪ 48‬بتاريخ‪19‬جويلية‪.1552‬‬
‫‪-5‬املادة ‪ 4‬من أمر رقم ‪ .58-52‬املتعلق بالوكيل املتصرف القضائي‪،‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪-8‬املادة ‪7‬من أمر رقم ‪ 58-52‬واملادة‪ 8‬من مرسوم تنفيذي رقم ‪،415-55‬مؤرخ في ‪5‬نوفمبر‪ ،1555‬يحدد كيفيات إعداد‬
‫قائمة املتصرفين القضائيين ويضبط تنظيم وظيفتهم وإدارة صندوق الضمان وعمله‪ ،‬ج ر عدد ‪ 54‬الصادر بتاريخ‬
‫‪95‬نوفمبر‪ .1555‬وطبقا للمادة من ‪ 5‬من أمر ‪ : 58-52‬تتكون اللجنة الوطنية من‪ :‬قاض من املحكمة العليا‪،‬رئيسا‪،‬قاض‬
‫من مجلس املحاسبة‪،‬عضوا‪ ،‬قاض ي حكم من املجلس القضائي‪،‬عضوا‪،‬قاض ي حكم من املحكمة‪-‬عضو من املفتشية‬
‫العامة للمالية ‪،‬أستاذ في الحقوق والعلوم الاقتصادية أو التسيير‪ ،‬خبيرين في امليدان الاقتصادي والاجتماعي‪-‬ثالثة‬
‫وكالء متصرفين قضائيين‪.‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 2‬من أمر رقم ‪ .58-52‬املتعلق بالوكيل املتصرف القضائي‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫الطبيعيين الذين يتمتعون بتأهيل خاص ولو كانوا غير مسجلين في قائمة‬
‫املتصرفين القضائيين بشرط أن ال يكونوا قد منعوا من ممارسة أحدا املهن‬
‫املنصوص عليها ‪ .1‬يؤدي الوكالء املتصرفين القضائيين بمجرد تسجيلهم في القائمة‬
‫الوطنية اليمين أمام املجلس القضائي الذي يتبع له محل إقامتهم املهنية وكذلك‬
‫الوكالء املعينون من طرف القاض ي‪. 5‬‬
‫الفرع‪:2‬مهامه‪.‬‬
‫يعد الوكيل املتصرف القضائي من أهم أشخاص التفليسة نظرا للمهمة‬
‫املوكل إليه فهو يمثل جماعة الدائنين في إدارة أموال التفليسة وممثال قانونيا عن‬
‫املفلس في نفس الوقت‪ ،‬ومن مهامه ما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬القيام باإلجراءات التحفظية حماية لحقوق الدائنين‪،‬كوضع ألاختام على أموال‬
‫املفلس وذلك بموجب أمر صادر من املحكمة التي أعلنت إلافالس أو التسوية‬
‫القضائية‪.8‬‬
‫‪-5‬تسجيل الرهن العقاري لصالح جماعة الدائنين على جميع أموال املدين‬
‫الحاضرة أو التي تؤول إليه فيما بعد‪ .4‬كما ألزمته املادة‪577‬ق ت أن يقوم بكافة‬
‫إلاجراءات الالزمة لحفظ حقوق املدين ضد مدينيه‪ ،‬وبصفة خاصة يلتزم بطلب‬
‫القيود عن الرهون العقارية التي لم يكن املدين طلبها حتى ولو اخذ القيد باسم‬
‫جماعة الدائنين من طرف الوكيل املتصرف القضائي ‪.‬‬
‫‪-8‬وضع امليزانية في حالة عدم قيام املدين بإيداعها‪.7‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -1‬املادة ‪ 3‬من أمر رقم ‪ ،58- 52‬املتعلق بالوكيل املتصرف القضائي‪.‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 12‬من ألامر نفسه‪.‬‬
‫‪-3‬املادة ‪ 573‬ق ‪.‬ت ‪.‬‬
‫‪-4‬املادة ‪ 574‬ق ‪.‬ت ‪.‬‬
‫‪ -7‬املادة ‪ 572‬ق ‪.‬ت ‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫‪-4‬استالم الدفاتر واملستندات الحسابية وألاوراق التجارية التي حان اجل‬
‫استحقاقها أو محتملة القبول أو التي تتطلب إجراءات تحفظية بشأنها للقيام‬
‫بتحصيلها‪.1‬‬
‫‪-7‬جرد أموال املدين‪.5‬‬
‫‪-2‬بيع املنقوالت‪ ،‬في حالة شهر إلافالس يتولى الوكيل املتصرف القضائي بعد‬
‫حصوله على إذن من القاض ي املنتدب بيع ألاشياء املعروضة للتلف القريب أو‬
‫انخفاض القيمة الوشيك أو التي يكلف حفظها ثمنا باهضا‪ 8‬كما يقوم بتحصيل‬
‫الديون‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪:‬أتعاب ومسؤولية الوكالء املتصرفين القضائيين‪.‬‬
‫الوكيل املتصرف القضائي وكيل قضائي مأجور وهو مسؤول عن ما يلحقه من‬
‫أضرار نتيجة ألاخطاء التي يرتكبها أثناء أداء وظيفته‪.‬‬
‫أوال‪ :‬أتعاب الوكالء املتصرفين القضائيين‪.‬‬
‫يتلقى الوكيل املتصرف القضائي أتعاب عن وظيفته‪ ،‬ولقد حددت املادة‬
‫الثانية من املرسوم التنفيذي رقم ‪4 413-55‬املؤرخ في ‪ 1555-11-95‬ألاتعاب التي‬
‫يتقاضاه وحظر عليهم أثناء القيام باملهام املوكلة إليهم قبض أي مبلغ خارج‬
‫ألاتعاب املحددة في املرسوم‪،‬كما يحظر عليهم قبض أية حقوق‪.7‬‬
‫ثانيا‪:‬مسؤولية الوكيل املتصرف القضائي‪.‬‬
‫يعتبر الوكيل املتصرف القضائي مسئوال عن ألاضرار التي قد تلحق باملفلس‬
‫أو جماعة الدائنين نتيجة ألاخطاء التي يرتكبها أثناء أداء وظيفته‪ ،2‬كأن يهمل في‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-1‬املادة ‪ 521‬ق ‪.‬ت ‪.‬‬
‫‪-5‬املادة ‪ 524‬ق ‪.‬ت ‪.‬‬
‫‪-8‬املادة ‪ 523‬ق ‪.‬ت ‪.‬‬
‫‪ -4‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 413-55‬املؤرخ في ‪95‬نوفمبر‪ ،1555‬يحدد أتعاب الوكالء املتصرفين القضائيين ج ر عدد‪54‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪95‬نوفمبر‪.1555‬‬
‫‪ -7‬املادة ‪ 11‬من املرسوم رقم ‪413-55‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪2‬ـ ـ انظر في ذلك‪ :‬محمد السيد الفقي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪. 141‬‬

‫‪37‬‬
‫املطالبة بحق من حقوق املفلس‪،‬كما يكون مسئوال عن الجرائم التي يرتكبها‬
‫كاختالس أو تبديد أموال التفليسة‪ .‬باإلضافة إلى مسؤوليته املدنية والجزائية‬
‫يتعرض الوكيل املتصرف القضائي في حالة إخالله باألحكام القانونية والتنظيمية‬
‫إلى عقوبات تأديبية‪ . 1‬ويفصل أيضا القاض ي املنتدب في أية شكوا تقدم ضد‬
‫الوكيل خالل ‪8‬ايام املوالية لتقديمها‪.5‬‬
‫املطلب الثاني‪:‬القاض ي املنتدب‪.‬‬
‫نظرا لصعوبة قيام املحكمة التي أصدرت حكم إلافالس القيام بمهام‬
‫إلاشراف على التفليسة فأوجب عليها انتداب أحد قضاتها للقيام بذلك‪،‬ونتناول‬
‫فيما يلي تعيينه وتحديد مهامه‪.‬‬
‫الفرع‪ :1‬تعيينه‪.‬‬
‫ألزم املشرع املحكمة املختصة بإعالن إلافالس أو التسوية القضائية أن ّ‬
‫تعين‬
‫في حكمها بشهر إلافالس أحد قضاتها ليكون قاضيا منتدبا وحسب الفقرة ألاولى‬
‫من املادة ‪ 587‬ق ت فإن القاض ي املنتدب يعين في بداية كل سنة قضائية بأمر من‬
‫رئيس املجلس القضائي بناء على اقتراح رئيس املحكمة‪ .‬بصفة عامة يقوم القاض ي‬
‫املنتدب باإلشراف على ألاعمال التي يتخذها الوكيل املتصرف القضائي كما‬
‫يفصل في املسائل العادية املتعلقة بإدارة التفليسة‪.‬‬
‫الفرع‪ :2‬مهامه‪.‬‬
‫يتولى القاض ي املنتدب إلاشراف املباشر على أعمال وإجراءات التفليسة وذلك‬
‫بمالحظة ومراقبة أعمال وإدارة التفليسة أو التسوية القضائية‪ ،‬ويقوم بجمع كافة‬
‫عناصر املعلومات التي يراها مجدية كما له سماع املدين املفلس أو املقبول في‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-1‬املتمثلة في إحدا العقوبات التالية‪ :‬إلانذار‪ ،‬التوبيخ‪،‬املنع املؤقت ملدة ال تتجاوز سنة واحدة‪ ،‬الشطب من قائمة‬
‫الوكالء املتصرفين القضائيين ‪ .‬املادة ‪51‬من أمر ‪ ،58-52‬املتعلق بالوكيل املتصرف القضائي‪.‬‬
‫‪5‬ـ ـ راجع املادة ‪ 585‬ق ‪.‬ت ‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫التسوية القضائية ومندوبيه ومستخدميه ودائنيه أو أي شخص أخر‪،‬ويدخل في‬
‫مهام القاض ي املنتدب ما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬يقدم القاض ي املنتدب وجوبا للمحكمة تقريرا شامال لجميع النزاعات الناجمة‬
‫عن التسوية القضائية أو إلافالس‪.‬‬
‫‪ -5‬يفصل خالل ‪8‬أيام في كل شكوا أو مطالبة تقوم ضد أي عمل صادر من وكيل‬
‫التفليسة‪.1‬‬
‫‪-8‬إصدار ألاوامر‪ ،‬يملك القاض ي املنتدب سلطة إصدار ألاوامر التي يتم إيداعها‬
‫فورا بكتابة ضبط املحكمة ويجوز املعارضة فيها خالل ‪19‬أيام من حصول إلايداع‬
‫عن طريق تصريح لدا كتابة ضبط املحكمة‪ ،‬ويعين القاض ي املنتدب في ألامر‬
‫الذي يصدره ألاشخاص الذين يجب إخبارهم باإليداع بمعرفة كاتب ضبط‬
‫املحكمة‪ .‬وتفصل فيها املحكمة في أول جلسة كما لها أن تنظر تلقائيا في أوامر‬
‫قاض ي املنتدب فتعدلها أو تبطلها خالل ‪19‬أيام اعتبارا من إيداعها بكتابة ضبط‬
‫املحكمة‪.5‬‬
‫‪ -4‬إصدار أمر بتعيين مراقبا أو اثنين من بين الدائنين‪ ،‬كما يملك سلطة عزلهم‬
‫بناءا على رأي أغلبية الدائنين‪.‬‬
‫‪ -7‬منح إلاذن لوكيل املتصرف القضائي في الشروع في بيع ألاشياء املعروضة للتلف‬
‫القريب أو انخفاض القيمة الوشيك أو التي يكلف حفظها ثمنا باهظا‪ ،‬كما له أن‬
‫يأذن بمباشرة بيع باقي املوال املنقولة أو البضائع‪.8‬‬
‫‪ -2‬إلاذن للمدين املقبول في التسوية القضائية بمتابعة استغالل مؤسسته‬
‫التجارية أو الصناعية بمعونة الوكيل املتصرف القضائي‪.4‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪1‬ـ ـ املادة ‪ 585‬ق‪ .‬ت ‪.‬‬
‫‪5‬ـ ـ املادة ‪ 585‬ق ‪.‬ت ‪.‬‬
‫‪8‬ـ ـ املادتين ‪ 523‬و‪ 525‬ق‪ .‬ت ‪.‬‬
‫‪4‬ـ ـ املادة ‪ 555‬ق ‪.‬ت ‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ -5‬تحديد معونة من ألاصول للمدين وألسرته بناء على اقتراح الوكيل املتصرف‬
‫القضائي املادة ‪ 545‬ق ت‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬محكمة إلافالس‪.‬‬
‫تختص املحكمة التي أصدرت الحكم بشهر إلافالس أو التسوية القضائية‬
‫بمهمة الرقابة العليا وإلاشراف على شؤون التفليسة فهي التي تفصل في كل ألامور‬
‫التي تخرج عن اختصاص القاض ي املنتدب‪ 1‬و تتولى تعيينه بحكم بناء على اقتراح‬
‫رئيس املحكمة‪ .5‬كما تنظر في أوامر القاض ي املنتدب تلقائيا فتعدلها أو تبطلها‬
‫خالل ‪19‬أيام اعتبارا من إيداعها بكتابة ضبط املحكمة‪ ،8‬كما أنها ي التي تقوم‬
‫بالتصديق على الصلح‪ 4‬و تقض ي بتحويل التسوية القضائية إلى تفليسة إذا وجد‬
‫محال لذلك‪.7‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬النيابة العامة‪.‬‬
‫يتمثل دور النيابة العامة في مراقبة إجراءات التفليسة للقيام بمهامها‬
‫بالكشف عن جرائم إلافالس ورفع الدعوا العمومية متى توافرت شروطها ‪.‬وفي‬
‫سبيل ذلك ألزمت املادة ‪589‬ق ت كاتب ضبط املحكمة التي أصدرت الحكم بشهر‬
‫إلافالس أو التسوية القضائية أن يوجه فورا إلى وكيل الجمهورية املختص محليا‬
‫ملخصا لألحكام الصادرة بشهر إلافالس أو التسوية القضائية‪ ،‬ويتضمن هذا‬
‫امللخص البيانات الرئيسية لتلك الحكام ونصوصها‪.‬إضافة إلى حضور النيابة‬
‫العامة لعمليات الجرد‪ ،‬كما لها أحقية طلب في أي وقت الاطالع على كافة‬
‫إلاجراءات والدفاتر وألاوراق املتعلقة بالتسوية القضائية أو إلافالس‪.2‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪1‬ـ ـ أحمد محرز‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.22‬‬
‫‪5‬ـ ـ أنظر املادة ‪ 1/587‬ق ‪.‬ت ‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ ـ املادة ‪ 585‬ق‪ .‬ت ‪.‬‬
‫‪4‬ـ ـ أنظر املادة ‪ 857‬ق‪ .‬ت ‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ املادة ‪ 882‬ق ‪.‬ت ‪.‬‬
‫‪2‬ـ ـ املادة ‪ 522‬ق ‪.‬ت ‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬ألاشخاص غير القضائية للتفليسة‪.‬‬
‫تتمثل ألاشخاص غير القضائية للتفليسة في املراقبان‪ ،‬واملدين‬
‫‪،‬ونبين فيما يلي دورهم ومركزهم في التفليسة‪.‬‬ ‫والدائنين ّ‬
‫املطلب ألاول‪:‬املراقبان‪.‬‬
‫طبقا لنص املادة ‪ 549‬ق ت فإن للقاض ي املنتدب تعيين مراقب أو اثنين من‬
‫الدائنين في أي وقت بأمر يصدره وال يجوز أن يعين مراقبا أو ممثال لشخص‬
‫معنوي معين كمراقب أي قريب أو نسيب ‪.‬كما للقاض ي صالحية عزلهم بناء على‬
‫رأي أغلبية الدائنين‪ .1‬ولعل السبب في ذلك يرجع أن الدائنين هم اقدر من غيرهم‬
‫على الحفاظ على حقوق الدائنين وعلى أموال التفليسة ورقابة أعمال وكيل‬
‫التفليسة‪ .5‬ويكلف املراقبون بشكل خاص بفحص الحسابات وبيان الوضعية‬
‫املقدمة من املدين ومساعدة القاض ي املنتدب في مهمته بمراقبة وكيل املتصرف‬
‫القضائي‪ .‬وبخالف الوكيل املتصرف القضائي الذي يتلقى أتعاب فإن املراقبين‬
‫يمارسون أعمالهم بصفة مجانية‪.8‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬املدين‪.‬‬
‫يختلف مركز املدين في التفليسة عن مركز املدين املقبول في التسوية‬
‫القضائية ‪.‬‬
‫الفرع‪:1‬املدين في التفليسة‪.‬‬
‫يترتب على الحكم باإلفالس غل يد املفلس عن التصرف وإدارة أمواله الحاضرة‬
‫واملستقبلة ويحل محله في ذلك الوكيل املتصرف القضائي‪ ،‬إال أنه من جهة أخرا‬
‫راعى املشرع مصلحة املفلس فقرر له الحق في الحصول على إعانة هو وأسرته‬
‫وهذا بناء على اقتراح الوكيل املتصرف القضائي‪ ،‬وفي سبيل تسهيل تسيير املحل‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪1‬ـ ـ املادة‪ 541‬ق ‪.‬ت ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ ـ محمد السيد الفقي‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.144‬‬
‫‪8‬ـ ـ أنظر املادة ‪ 541‬ق ‪.‬ت ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫التجاري قد يأمر القاض ي املنتدب باستخدام املدين‪ 1‬باعتباره أدرا بشؤون‬
‫تجارته‪.‬‬
‫الفرع‪ :2‬املدين في التسوية القضائية‪.‬‬
‫يعتبر املدين في التسوية القضائية كاملفلس قانونا‪ ،‬إال أنه ال تغل يده عن‬
‫التصرف في أمواله وإدارتها‪ ،‬وال يحل محله الوكيل املتصرف القضائي‪ ،‬وإنما‬
‫مساعدته من قبل هذا ألاخير تعتبر إجبارية‪ .5‬كما قد يستمر املدين في التسوية‬
‫القضائية باستغالل مؤسسته التجارية والصناعية بمساعدة الوكيل املتصرف‬
‫القضائي متى أذن له القاض ي املنتدب بذلك‪،8‬حتى يتمكن من تنفيذ التزاماته تجاه‬
‫دائنيه‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪:‬جماعة الدائنين‪.‬‬
‫يترتب على صدور الحكم بشهر إلافالس أو التسوية القضائية دخول الدائنين‬
‫في جماعة واحدة يمثلها الوكيل املتصرف القضائي‪ ،‬وحرمانهم من اتخاذ إلاجراءات‬
‫الفردية للتنفيذ على أموال املدين‪ .‬وتشمل جماعة الدائنين‪ ،‬الدائنين العاديين‬
‫والدائنين أصحاب حقوق الامتياز العام‪ 4‬الذين نشأت ديونهم قبل صدور الحكم‬
‫باإلفالس أو التسوية القضائية ‪ ،‬فهم ال يعتمدون في استيفاء حقوقهم على مال‬
‫معين من أموال املدين وإنما يرد امتيازهم على جميع أموال املدين‪ ،‬ويتمتعون‬
‫بحق ألاولوية عليها أثناء توزيعها‪ .‬ولذلك ال يظهر اثر هذا الامتياز إال عند التنفيذ‬
‫على أموال املدين وتوزيعها على الدائنين‪.7‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ـ ـ املادة‪ 545‬ق ‪.‬ت ‪.‬‬
‫‪5‬ـ ـ املادة‪ 544‬ق ‪.‬ت‪..‬‬
‫‪ 8‬ـ ـ أنظر املادة ‪ 1/ 555‬ق ‪.‬ت ‪.‬‬
‫‪4‬ـ ـ انظر املادة ‪ 547‬ق ‪.‬ت ‪.‬‬
‫‪7‬ـ ـ أنظر في ذلك راشد راشد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.528‬‬

‫‪42‬‬
‫أما عن دور الدائنين في التفليسة فليس لهم الحق في التدخل في شؤونها إال في‬
‫مسائل إجراءات الطعن في حكم شهر إلافالس وحكم تاريخ الوقوف عن الدفع‬
‫والتظلم لدا القاض ي املنتدب من أعمال وكيل التفليسة وخاصة في حالة‬
‫إهماله‪.1‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪1‬ـ ـ أحمد محرز‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.25‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬أثار الحكم بشهر إلافالس‬

‫يتميز حكم شهر إلافالس بحجيته املطلقة سواء تجاه ألاشخاص أو اتجاه‬
‫ألاموال‪،‬فله حجية في مواجهة دائني املدين ولو لم يكونوا أطرافا في الدعوا التي‬
‫صدر فيها‪ ،‬ويعد ذلك خروجا عن القواعد العامة فيما يتعلق باألثر النسبي لألحكام‬
‫القضائية‪ .‬وفيما يتعلق باألموال فإن لحكم إلافالس حجية مطلقة ألن أثاره تمتد‬
‫لتشمل جميع أموال املفلس سواء كانت أموال حاضرة أو أموالا مستقبلة‪.1‬‬
‫وقد رتب املشرع على حكم شهر إلافالس عدة أثار نجد بعضها متعلقة‬
‫باملدين (املبحث ألاول) والبعض ألاخر يخص جماعة الدائنين لتحقيق املساواة‬
‫بينهم(املبحث الثاني)‪ .‬كما لم يغفل املشرع الفترة السابقة على صدور الحكم بشهر‬
‫إلافالس والتسوية القضائية إذ رتب عليها عدة أثار‪ ،‬تتعلق بتصرفات املدين التي‬
‫من شأنها إلاضرار بجماعة الدائنين والواقعة بين تاريخ التوقف عن الدفع وتاريخ‬
‫صدور الحكم بشهر إلافالس (املبحث الثالث)‪.‬‬
‫املبحث ألاول ‪:‬أثار شهر إلافالس بالنسبة للمدين‪.‬‬
‫ّ‬
‫رتب املشرع على حكم شهر إلافالس عدة أثار بالنسبة للمدين‪ ،‬فمنها ما‬
‫يتعلق بذمته فتغل يده عن إدارة أمواله والتصرف فيها(املطلب ألاول) ومنها ما‬
‫يتعلق بشخصه‪ ،‬إذ قرر املشرع إعانة له ولعائلته واسقط عنه بعض الحقوق‬
‫املدنية والسياسية التي ال يمكن استعادتها إال بإتباع إجراءات رد الاعتبار ‪،‬كما انه‬
‫معرض الن توقع عليه عقوبات إلافالس بالتدليس أو بالتقصير (املطلب الثاني)‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-1‬أنظر في ذلك‪ :‬هاني دويدار و محمد السيد الفقي‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.819 .895‬وكذلك‪:‬‬
‫‪DIDIER Paul, op. cit. p128.‬‬

‫‪44‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬غل يد املدين‪.‬‬
‫تنص املادة ‪544‬ق ت على انه‪" :‬يترتب بحكم القانون على الحكم بإشهار‬
‫إلافالس‪ ،‬ومن تاريخه تخلي املفلس عن إدارة أمواله أو التصرف فيها‪ ،‬بما فيها‬
‫ألاموال التي قد يكتسبها بأي سبب كان‪ ،‬ومادام في حالة إلافالس ويمارس وكيل‬
‫التفليسة جميع حقوق ودعاوى املفلس املتعلقة بذمته طيلة مدة التفليسة"‪.‬‬
‫ونخلص من نص هذه املادة أن املدين تغل يده عن إدارة أمواله والتصرف‬
‫فيها بقوة القانون من تاريخ صدور الحكم بشهر إلافالس وذلك حماية لحقوق‬
‫الدائنين من تصرفات املدين الضارة بهم‪ ،‬ويحل محله الوكيل املتصرف القضائي‬
‫تحت رقابة القاض ي املنتدب ومحكمة إلافالس طوال مدة التفليس‪ ،‬ويظل غل يد‬
‫املدين قائما إلى غاية إنهاء التفليسة بالصلح أو الاتحاد‪ .‬وفي حالة ما إذا أقفلت‬
‫التفليسة لعدم كفاية أموالها فيظل غل اليد قائما أل ّن حالة إلافالس مازالت‬
‫قائمة‪.1‬‬
‫أما في حالة التسوية القضائية يعتبر املدين كاملفلس قانونا إال انه ال تغل يده‬
‫عن إدارة أمواله والتصرف فيها وال يحل محله الوكيل املتصرف القضائي‪،‬وإنما‬
‫مساعدة هذا ألاخير تعد إجبارية‪ .‬وعليه ال يجوز التمسك بتصرفاته تجاه جماعة‬
‫الدائنين إذا أبرمت دون مساعدة الوكيل املتصرف القضائي‪ .5‬ونبحث فيما يلي‬
‫الطبيعة القانونية لغل اليد ونطاقه‪.‬‬
‫الفرع‪ :1‬الطبيعة القانونية لغل اليد‪:‬‬
‫أثير جدل حول الطبيعة القانونية لغل اليد فهل يعتبر نزعا للملكية أو نقص في‬
‫ألاهلية‪ ،‬واجمع الفقه أن غل اليد ال يعتبر من قبيل نزع امللكية ألن املفلس يظل‬
‫مالكا لها طوال مدة التفليسة حتى يتم بيعها وتنتقل حينئذ امللكية من املفلس إلى‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪.-1‬أنظر ‪ :‬أحمد محرز‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪ . 59‬وانظر كذلك ‪:‬كمال طه‪،‬املرجع السابق‪،‬ص ص ‪.752-757‬‬
‫‪ -2‬أنظر‪ :‬الفقرة ألاخيرة من املادة ‪ 544‬ق ت ‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫املشتري مباشرة‪ ،‬وفي حالة وجود زيادة في الثمن على حقوق الدائنين كانت هذه‬
‫الزيادة للمفلس‪ .1‬وال يعد غل اليد من قبيل نقص ألاهلية‪ ،‬بحيث يصبح املفلس في‬
‫حكم القاصر أو املحجور عليه‪ ،‬فاملفلس يظل بعد إشهار إفالسه متمتعا بأهلية‬
‫كاملة بحيث يستطيع التعامل مع الغير وتكون تصرفاته صحيحة بين طرفيها وتنتج‬
‫أثارها عند انتهاء التفليسة‪ ،‬لكن ال يمكن التمسك بها في مواجهة جماعة الدائنين‪.5‬‬
‫كما أن نقص ألاهلية مرده الرغبة في حماية ناقص ألاهلية لذا رتب البطالن على‬
‫التصرف الذي يجريه‪ ،‬بينما غل اليد الهدف منه هو حماية حقوق الدائنين‪.‬‬
‫ويعتبر بعض الفقه أن غل اليد يعد بمثابة حجز شامل ألموال املفلس‬
‫جميعها ويتم هذا الحجز لحساب جماعة الدائنين بمجرد صدور الحكم بشهر‬
‫إلافالس‪.8‬أما البعض ألاخر فيرا أن غل اليد يعد بمثابة منع املدين من التصرف‬
‫في أمواله وإدارتها من تاريخ حكم شهر إلافالس ملصلحة جماعة الدائنين‪ .‬كما يعني‬
‫ذلك عدم نفاذ التصرفات التي تصدر من املفلس بعد شهر إلافالس في حق جماعة‬
‫الدائنين مع بقائها صحيحة فيما بين طرفيها‪.4‬‬
‫الفرع‪ :2‬نطاق غل اليد‪:‬‬
‫إن الحكمة من وراء تقرير قاعدة غل يد املدين ي عدم إلاضرار بجماعة‬
‫الدائنين‪ ،‬ولذلك فإن غل اليد يشمل في ألاصل جميع ألاعمال القانونية التي يقوم‬
‫بها املفلس بعد صدور الحكم بشهر إلافالس واملتعلقة بأمواله‪ ،‬ويستثنى من ذلك‬
‫بعض ألاعمال القانونية التي ال ينجر عنها ضرر على جماعة الدائنين‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-1‬مصطفى كمال طه ‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪. 752‬‬
‫‪-5‬مصطفى كمال طه‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪.752‬وأنظر كذلك عزيز العكيلي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫‪-8‬عزيز العكيلي‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.35‬‬
‫‪4- Collectif de l’école universelle, op. cit. p18.‬‬

‫‪46‬‬
‫أوال‪ :‬نطاق غل اليد فيما يتعلق بأعمال وتصرفات املدين‪.‬‬
‫‪-1‬ألاعمال والتصرفات التي يشملها نطاق غل اليد‪.‬‬
‫إن الحكم بشهر إلافالس يؤدي إلى غل يد املدين عن إدارة أمواله والتصرف‬
‫فيها‪ ،‬وعليه فإن جميع ألاعمال التي يقوم بها املفلس بعد شهر إفالسه وتتعلق‬
‫بأمواله ال تنفذ وال يحتج بها على جماعة الدائنين سواء أكانت هذه ألاعمال من‬
‫قبيل التصرفات القانونية أو من قبيل ألاعمال الضارة كما يمنع املفلس من‬
‫التقاض ي بشأن هذه ألاموال‪.1‬‬
‫ا‪-‬التصرفات القانونية‪:‬‬
‫ال يحتج على جماعة الدائنين بأي عمل قانوني يصدر من املدين بعد صدور‬
‫الحكم بشهر إفالسه سواء أكان من أعمال إلادارة أو التصرف كاإلجارة أو القرض‬
‫أو البيع أو الهبة أو التنازل عن الحقوق وتحرير ألاوراق التجارية وتقديم حصة في‬
‫الشركة‪ .5‬وال يجوز للمفلس الوفاء بما عليه من ديون أو استيفاء ماله من‬
‫حقوق‪،‬ويحل محله في ذلك الوكيل املتصرف القضائي لحساب جماعة الدائنين‪.8‬‬
‫مع إلاشارة أن ألاعمال التي يقوم بها املفلس واملتعلقة بأمواله بعد صدور‬
‫حكم بشهر إلافالس تعد صحيحة وال تعتبر باطلة غير أنها ال تسري وال تنفذ في حق‬
‫‪4‬‬
‫جماعة الدائنين‪.‬‬
‫ب‪-‬ألاعمال الضارة‪:‬‬
‫يشمل نطاق غل يد إلى جانب ألاعمال القانونية ألاعمال الضارة الصادرة من‬
‫املفلس بعد صدور الحكم بشهر إلافالس‪ ،‬فإذا ارتكب املفلس عمال ضارا بعد شهر‬
‫إلافالس وحكم للمضرور بالتعويض فال يجوز لهذا ألاخير التقدم في التفليسة بمبلغ‬
‫التعويض املحكوم له به‪ .‬أما إذا صدر العمل الضار قبل شهر إفالسه وصدر حكم‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-1‬مصطفى كمال طه‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.755‬‬
‫‪-5‬املرجع نفسه‪،‬ص‪.299‬وانظر كذلك‪ :‬أحمد محرز‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.55‬‬
‫‪-4‬عزيز العكيلي‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪ .51‬وأنظر كذلك‪ :‬أحمد محرز‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪. 55‬‬
‫‪ -4‬املرجع نفسه‪،‬ص‪.51‬‬

‫‪47‬‬
‫بالتعويض بعده فإن للمضرور في هذه الحالة التقدم في التفليسة بمبلغ‬
‫التعويض‪ ،‬وذلك على أساس أن الحق في التعويض ينشأ عن الفعل الضار وما‬
‫الحكم إال مقرر لهذا الحق‪. 1‬‬
‫ج‪-‬منع املفلس من التقاض ي ‪:‬‬
‫حسب املادة ‪544‬ق ت فإن وكيل التفليسة يمارس جميع حقوق ودعاوا‬
‫املفلس املتعلقة بذمته طيلة مدة التفليسة وعليه فإن املفلس يمنع من التقاض ي‬
‫وال يقتصر ذلك على الدعاوا التي ترفع من املفلس أو عليه بعد شهر إلافالس بل‬
‫يمنع كذلك من إتمام إلاجراءات املتعلقة بدعوا مرفوعة من قبل ومتعلقة‬
‫بأمواله‪ ،‬وال يجوز له أيضا أن يطعن في ألاحكام الصادرة ضده بعد أن أشهر‬
‫إفالسه‪ ،‬وال يحتج في مواجهة جماعة الدائنين واملفلس إال باألحكام التي يمثل فيها‬
‫وكيل املتصرف القضائي بوصفه مدعيا أو مدعى عليه‪.5‬‬
‫ومع ذلك أجازت املادة ‪ 544‬ق ت للمحكمة أن تأذن للمفلس بالتدخل في‬
‫الدعاوا التي يخاصم فيها الوكيل املتصرف القضائي أي الدعاوي التي ترفع على‬
‫التفليسة‪ ،‬أما إذا كان مدعيا فال يجوز للمحكمة إلاذن للمفلس بالتدخل‪.8‬‬
‫‪-2‬ألاعمال والدعاوى التي ال يشملها غل اليد‪.‬‬
‫أجازت ملادة ‪ 5/544‬ق ت للمفلس القيام بجميع ألاعمال الضرورية لصيانة‬
‫حقوقه‪ ،‬ولذلك أخرج املشرع من نطاق غل اليد إلاجراءات التحفظية التي يقوم‬
‫بها املفلس للحفاظ على حقوقه النتفاء الضرر بالنسبة لجماعة الدائنين كقطع‬
‫التقادم‪،‬قيد الرهن‪،‬توقيع الحجوز التحفظية‪ .‬وكذلك الدعاوا التي ال ترفع إال من‬
‫املفلس والدعاوا التي ال ترفع إال ضد املفلس وتتمثل في‪:‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪–1‬مصطفى كمال طه ‪ ،‬املرجع السابق ‪،‬ص‪ .29‬وأنظر كذلك‪ :‬أحمد محرز ‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.58‬‬
‫‪-5‬أنظر أحمد محرز ‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪. 57‬ومصطفى كمال طه‪،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪.295‬‬
‫‪-8‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.57‬‬

‫‪48‬‬
‫‪ -‬الدعاوا الخاصة باملطالبة بالتعويض عما أصابه من ضرر مادي أو أدبي فله‬
‫طلب إلغاء الحكم الصادر بحبسه‪.‬‬
‫‪ -‬الدعاوا الجنائية عن الجرائم التي يرتكبها‪ ،‬فممارسة حق الدفاع يخرج عن‬
‫نطاق غل يد املدين‪ ،‬وال يلزم تدخل الوكيل املتصرف القضائي في الدعوا‪.‬‬
‫‪ -‬دعاوا ألاحوال الشخصية والحقوق املتعلقة بها‪ ،‬كدعاوا الطالق‪ ،‬النفقة‬
‫ودعاوا الحالة املدنية والدعاوا الخاصة بالواجبات املتبادلة بين الزوجين‪.‬‬
‫‪ -‬ألاعمال والتصرفات املتعلقة بمعيشة املفلس وحياته اليومية‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬نطاق غل اليد فيما يتعلق بأموال املفلس وحقوقه‪.‬‬
‫‪-1‬ألاموال والحقوق التي يشملها غل اليد‪:‬‬
‫تقض ي املادة ‪ 544‬على انه‪" :‬يترتب بحكم القانون على الحكم بإشهار‬
‫إلافالس‪ ،‬ومن تاريخه تخلي املفلس عن إدارة أمواله أو التصرف فيها‪ ،‬بما فيها‬
‫ألاموال التي قد يكتسبها بأي سبب كان‪."..‬‬
‫بمقتض ى نص هذه املادة فإن غل يد املدين يشمل جميع أموال املدين‬
‫الحاضرة‪ ،‬أي التي يملكها وقت شهر إفالسه‪ ،‬كما يشمل ألاموال التي قد يكتسبها‬
‫بعد صدور الحكم بشهر إفالسه سواء أكان ذلك عن طريق امليراث أو الهبة‪ ،‬أو‬
‫عن طريق مزاولته لتجارة جديدة بعد شهر إفالسه‪ ،‬أو عن طريق التعويضات التي‬
‫قد يحكم بها للمفلس‪ .1‬وعلى الرغم من غل يد املدين في إدارة أمواله والتصرف‬
‫فيها إال أن املشرع أجاز للمدين املستفيد من التسوية القضائية الاستمرار في‬
‫استغالل محله التجاري إذا اقتضت املصلحة ذلك بمساعدة الوكيل املتصرف‬
‫القضائي وبعد الحصول على إذن من القاض ي املنتدب‪.5‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-1‬مصطفى كمال طه‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.755‬‬
‫‪-5‬حيث تقض ي املادة ‪ 1/555‬ق‪.‬ت على انه "يجوز للمدين في حالة التسوية القضائية ‪ ،‬وبمعونة وكيل التفليسة وإذن‬
‫القاض ي املنتدب متابعة استغالل مؤسسته التجارية والصناعية"‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫كما يسمح للمفلس استغالل نشاطه التجاري إذا تبين للوكيل املتصرف‬
‫القضائي ضرورة ذلك لتيسير استغالله‪ ،‬وال يكون له ذلك إال بعد الحصول على‬
‫إذن من املحكمة وبناء على تقرير من القاض ي املنتدب بإثبات أن املصلحة العامة‬
‫أو مصلحة الدائنين تقض ي ضرورة ذلك‪ .1‬وباعتبار أن غل اليد يشمل ألاموال‬
‫الحاضرة وألاموال املستقبلة فإن غل اليد يشمل أيضا ألاموال التي يكتسبها‬
‫املفلس من استمراره لتجارته‪ ،‬أو من ممارسة تجارة جديدة‪ .‬وإذا توقف عن دفع‬
‫ديونه مرة أخرا فال يجوز شهر إفالسه مرة أخرا ألن التفليسة مازالت قائمة‪.5‬‬

‫‪-2‬ألاموال والحقوق التي ال يشملها غل اليد‪:‬‬


‫ألاموال التي ال يشملها غل اليد ي تلك ألاموال التي ال تدخل في الضمان‬
‫العام للدائنين‪ ،8‬كاألموال التي ال يجوز الحجز عليها والتي تتمثل في منقوالت‬
‫املفلس الشخصية‪.4‬‬
‫كما ال يشمل غل اليد النفقة املقررة للمفلس وعائلته‪،‬فرغم غل يد املدين‬
‫عن إدارة أمواله والتصرف فيها بقوة القانون‪ ،‬إال أن املشرع من جهة أخرا حرص‬
‫على رعاية املفلس بتقرير نفقة له ولعائلته من أموال التفليسة لإلنفاق منها وسد‬
‫حاجاته وحاجات أسرته‪.7‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-1‬الفقرة‪ 5‬من املادة ‪ 555‬ق ‪.‬ت ‪.‬‬
‫‪-5‬انظر أحمد محرز‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.55-53‬‬
‫‪8‬ـ ـ املرجع نفسه‪،‬ص ‪ .55‬وللمزيد من التفاصيل أنظر ‪:‬‬
‫‪GUYON Yves, Droit des affaires, Entreprises en difficultés-Redressement judiciaire-Faillite,‬‬
‫‪op. cit. pp333.338.‬‬
‫‪-4‬املادة ‪ 282‬ق‪ .‬ا ‪.‬م‪ .‬ا‪.‬‬
‫‪--7‬حيث تقض ي املادة ‪ 545‬ق‪.‬ت ‪ " :‬للمدين أن يحصل لنفسه وألسرته على معونة من ألاصول يحددها‬
‫القاض ي املنتدب بأمر بناء على اقتراح وكيل التفليسة"‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬سقوط بعض حقوقه وتقييد حريته‪.‬‬
‫اسقط املشرع عن املدين الذي أشهر إفالسه بعض الحقوق املدنية‬
‫والسياسية واملهنية ردعا له ولو كان حسن النية سيئ الحظ وال سبيل‬
‫السترجاعها إال بإتباع إجراءات رد الاعتبار‪ ،‬إذ تقض ي املادة ‪ 548‬ق ت على أنه‪:‬‬
‫"يخضع املدين الذي أشهر إفالسه للمحظورات وسقوط الحق املنصوص عليها‬
‫في القانون وتستمر هذه املحظورات وسقوط الحق قائمة حتى رد الاعتبار‪ ،‬ما‬
‫لم توجد أحكام قانونية تخالف ذلك"‪.‬‬
‫كما أقر املشرع توقيع عقوبات جزائية على املفلس متى اقترن إفالسه بأفعال‬
‫تنطوي على تقصير أو تدليس‪.‬حيث تقض ي املادة ‪ 845‬ق ت على أنه‪:‬‬
‫"تطبق العقوبات املنصوص عليها في املادة ‪ 383‬من قانون العقوبات‪ ،‬على‬
‫ألاشخاص الذين تثبت إدانتهم بالتفليس بالتقصير أو بالتدلس"‪.2‬‬
‫مع إلاشارة أن املشرع نص على املحظورات والحقوق التي أسقطها عن املدين‬
‫املفلس في قوانين وقرارات متفرقة ولم ينص عليها في القانون التجاري كما فعلت‬
‫بعض التشريعات‪ .‬فاملفلس يحرم من حق الانتخاب‪ 8‬والعضوية في املجلس‬
‫الشعبي الوطني ومجالس الواليات والبلديات‪ ،‬كما يفقد أهليته التجارية تطبيقا‬
‫ألحكام املادة ‪145‬ق ت‪ ،‬واملادة ‪3‬من قانون ‪ 93-94‬املتعلق بشروط ممارسة‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -1‬املادة ‪ 4/7‬من قانون عضوي رقم ‪ 10-16‬مؤرخ في ‪ 22‬اوت ‪ 5912‬يتعلق بنظام الانتخابات ‪ ،‬ج ر عدد‪79‬‬
‫الصادر بتاريخ‪53‬اوت‪.5912‬‬
‫‪-5‬تقض ي املادة ‪838‬ق ع على أنه‪":‬كل من ثبتت مسؤوليته الرتكابه جريمة التفليس في الحاالت املنصوص عليها في‬
‫القانون التجاري يعاقب‪:‬‬
‫‪-‬عن التفليس بالتقصير بالحبس من شهرين إلى سنتين وبغرامة من ‪57.999‬د ج إلى ‪599.999‬د ج‪.‬‬
‫‪-‬عن التفليس بالتدليس بالحبس من سنة إلى خمس سنوات وبغرامة م‪199.999‬د ج إلى ‪799.999‬د ج‪.‬‬
‫ويجوز عالوة على ذلك أن يقض ي على املفلس بالتدليس بالحرمان من حق أو أكثر من الحقوق الواردة في املادة‪5‬مكرر‪1‬‬
‫من هذا القانون ملدة سنة على ألاقل وخمس سنوات على ألاكثر‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫ألانشطة التجارية‪ ،1‬وال يسترجع هذه الحقوق إال برد الاعتبار‪.5‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬أثار إلافالس بالنسبة إلى الدائنين‪.‬‬
‫إن الهدف ألاساس ي من إرساء نظام خاص باإلفالس هو حماية حقوق‬
‫الدائنين من تصرفات املدين الضارة بهم وتحقيق املساواة بينهم‪ ،‬وتحقيقا لذلك‬
‫رتب املشرع على صدور الحكم بشهر إلافالس بالنسبة للدائنين العديد من آلاثار‪،‬‬
‫وتتمثل في تكوين جماعة الدائنين والتي يمثلها الوكيل املتصرف القضائي‪ ،‬وذلك‬
‫ملنعهم من اتخاذ إجراءات فردية ضد املدين والتزاحم عند التنفيذ على أموال‬
‫املدين‪ ،‬والخضوع إلجراء التنفيذ الجماعية‪ ،8‬وتحقيقا للمساواة أيضا أسقط‬
‫أجال الديون‪ ،‬كما رتب رهن اجباري ملصلحة جماعة الدائنين‪.‬‬
‫املطلب ألاول‪:‬تكوين جماعة الدائنين ‪.‬‬
‫تحقيقا للمساواة بين الدائنين رتب املشرع على حكم شهر إلافالس تكوين‬
‫جماعة الدائنين بقوة القانون والتي يمثلها الوكيل املتصرف القضائي‪ ،‬وتتكون‬
‫جماعة الدائنين من جميع الدائنين العاديين أيا كان مصدر ديونهم والتي نشأت‬
‫قبل صدور الحكم بشهر إلافالس‪ ،‬فإذا كان الدين مصدره عقد فالعبرة بتاريخ‬
‫إبرام العقد‪ ،‬وان كان الدين مصدره فعل ضار فالعبرة بتاريخ وقوع الضرر ولو‬
‫صدر الحكم بالتعويض بعد صدور الحكم بشهر إلافالس ‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بااللتزامات القانونية فالقانون هو الذي يحدد تاريخ نشأتها‪،‬‬
‫كما في الالتزام بدفع الضريبة‪ .4‬كما تشمل جماعة الدائنين أصحاب حقوق‬
‫الامتياز العامة الذين نشأت حقوقهم قبل صدور الحكم بشهر إلافالس‪ ،‬وذلك ألن‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-1‬قانون رقم‪ 93-94‬مؤرخ في‪14‬اوت‪،5994‬يتعلق بشروط ممارسة ألانشطة التجارية‪،‬ج ر عدد‪ 75‬بتاريخ‪ 13‬اوت‪.5994‬‬
‫‪-5‬أنظر‪:‬أحمد محرز‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ .31‬وأنظر كذلك‪ :‬بن زرفة هوارية‪"،‬أحكام رد الاعتبار التجاري وفقا للتشريع‬
‫‪www.droitetentrprise.org‬‬ ‫الجزائري"‪،‬مجلة القانون وألاعمال على موقع الانترنت‪:‬‬
‫‪ 8‬ـ ـ عزيز العكيلي‪،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪. 195‬‬
‫‪ 4‬ـ ـ مصطفى كمال طه‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.255‬وأنظر كذلك‪ :‬داود ابراهيم‪،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪.185‬‬

‫‪52‬‬
‫حقوقهم ترد على جميع أموال املدين وال يتعلق بمال معين‪ ،‬وال يظهر أثر هذا‬
‫الامتياز إال عند التنفيذ على أموال املدين فلهم حق ألاولوية عليها عند توزيعها‪ّ .‬أما‬
‫الدائنين أصحاب حقوق الامتياز الخاصة على منقول أو عقار والدائنين املرتهنون‬
‫فال يندرجون ضمن هذه الجماعة لتعارض مصالحهم‪ ،‬الن ديونهم مؤمنة‬
‫بضمانات خاصة وما عليهم إال التنفيذ عليها الستيفاء حقوقهم‪ .1‬ومع ذلك يقيد‬
‫أسماء الدائنون املرتهنون و أصحاب حقوق الامتياز الخاصة في جماعة الدائنين‬
‫على سبيل التذكير‪ ،5‬فإذا لم يستوفوا حقوقهم من ثمن العقارات جاز لهم‬
‫الاشتراك مع الدائنين العاديين في التفليسة بنسبة ما بقي بشرط أن تكون ديونهم‬
‫قد تم قبولها‪ .8‬كما ال يضم هذه الجماعة الدائنين الذين تنشا ديونهم بعد صدور‬
‫حكم إلافالس الن هذه الديون اليحتج بها على جماعة الدائنين كما تقدم‪.4‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬وقف الدعاوى وإلاجراءات الفردية‪.‬‬
‫طبقا للمادة ‪ 547‬ق ت يترتب على صدور الحكم بشهر إلافالس وقف‬
‫الدعـوا وإلاج ـ ـ ـ ـراءات الفرديـ ـ ـ ـة ضد املفل ـ ـس‪ 7‬وذلك لتحقيق مب ـ ـدأ املسـ ـ ـاواة بين‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ –1‬سعيد يوسف البستاني‪ ،‬أحكام إلافالس والصلح الواقي في التشريعات العربية‪،‬منشورات الحلبي‬
‫الحقوقية‪،‬بيروت‪،5995،‬ص‪.559‬‬
‫‪ -5‬املادة ‪ 555‬ق ‪.‬ت على أنه‪" :‬ال يقيد الدائنون ذوو الرهون الصحيحة ضمن جماعة الدائنين‪ ،‬إال على سبيل‬
‫املراجعة "‪.‬‬
‫‪ -8‬تنص املادة ‪ 891‬ق ‪.‬ت بأنه‪" :‬إذا أجري توزيع ثمن العقارات قبل توزيع ثمن ألاموال املنقولة‪ ،‬أو أجريا في وقت‬
‫واحد‪ ،‬كان للدائنين املمتازين أو املرتهنين عقاريا الذين لم يستوفوا حقوقهم من ثمن العقارات أن يشتركوا مع‬
‫الدائنين العاديين بنسبة ما بقي مستحقا لهم في ألاموال الخاصة بجماعة الدائنين العاديين‪ ،‬ويشترط مع ذلك أن‬
‫تكون الديون قد تم قبولها طبقا لألوضاع املبينة فيما بعد"‪.‬‬
‫‪-4‬عزيز العكيلي‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.111‬‬
‫‪ 7‬ـ ـ تقض ي املادة ‪ 547‬ق‪.‬ت على أنه ‪" :‬يترتب على الحكم بشهر إلافالس أو التسوية القضائية وقف كل دعوا‬
‫شخصية إلفراد جماعة الدائنين‪ ،‬وبناء على هذا توقف منذ الحكم كل طرق التنفيذ‪ ،‬سواء على املنقوالت أو‬
‫العقارات من جانب الدائنين الذين ال يضمن ديونهم امتياز خاص أو رهن حيازي أو عقاري على تلك ألاموال‪ ،‬أما‬
‫الدعاوا املنقولة أو العقارية وطرق التنفيذ التي ال يشملها إلايقاف فال يمكن متابعتها أو رفعها إال ضد وكيل‬
‫التفليسة أو إن كان للمحكمة أن تقبل املفلس كخصم متدخل‪ ،‬وفي التسوية القضائية ال يكون ذلك إال ضد‬
‫املدين ووكيل التفليسة معا"‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫الدائنين‪ .‬والستيفاء حقوقهم ألزمهم القانون التقدم بها في التفليسة والخضوع‬
‫لإلجراءات التي يتخذها الوكيل املتصرف القضائي باعتباره ممثال عنهم‪.‬مع إلاشارة‬
‫أن هذه القاعدة تسري فقط على الدائنين العاديين دون الدائنين املرتهنون‬
‫والدائنين أصحاب حقوق الامتياز الخاصة العقارية أو املنقولة‪.1‬‬
‫املطلب الثالث‪:‬سقوط أجال الديون‪.‬‬
‫إلى جانب وقف املالحقات الفردية تجاه املفلس رتب املشرع على حكم شهر‬
‫إلافالس أو التسوية القضائية سقوط أجال الديون بقوة القانون وذلك تحقيقا‬
‫للمساواة بين الدائنين‪ ،5‬حيث تقض ي الفقرة ألاولى من املادة ‪ 542‬ق ت على أنه‪:‬‬
‫"يؤدي حكم إلافالس أو التسوية القضائية إلى جعل الديون غير املستحقة‬
‫حالة ألاجل بالنسبة للمدين"‪.‬‬
‫وعليه فجميع الديون املترتبة على املفلس تصبح مستحقة ألاداء سواء كانت‬
‫ديونا عادية أو مضمونة برهن أو امتياز‪ .‬أما أجال الديون التي للمفلس على ذمة‬
‫الغير فال تسقط‪ ،‬فال يجوز مطالبة مديني املفلس بديونهم قبل حلول أجالها‬
‫لسبب ال دخل إلرادتهم فيه‪ .8‬كما ال يلزم املدينون املتضامنون مع املفلس أو‬
‫كفالئه بالوفاء إال في تاريخ استحقاقه إذا كان الدين مترتبا بذمة املفلس وبذمة‬
‫أشخاص آخرين فإن ألاجل ال يسقط إال بالنسبة للمفلس ‪.‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬رهن جماعة الدائنين‪.‬‬
‫حفاظا على حقوق الدائنين رتب املشرع على حكم شهر إلافالس نشوء رهن‬
‫عقاري على جميع أموال املدين الحالة وعلى ألاموال التي ستؤول إليه فيما بعد‪،‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪1‬ـ ـ عزيز العكيلي‪،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪.113‬‬
‫‪ -5‬يرا بعض الفقهاء الفرنسيين أن سقوط أجال الديون مرده زوال الثقة املمنوحة للمدين بعد أن حكم عليه‬
‫باإلفالس‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك أن عن عدم إسقاط أجال الديون سوف يعقد من إجراء تصفية ألاموال وتوزيعها‪.‬أنظر‬
‫في ذلك‪:‬‬
‫‪Collectif de l’école universelle, op. cit. p29.‬‬
‫‪-8‬أحمد محرز‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.37‬‬

‫‪54‬‬
‫وألزم الوكيل املتصرف القضائي القيام بتسجيل الرهن العقاري فورا على أموال‬
‫املدين لصالح جماعة الدائنين‪ ،1‬ويكون لهم استيفاء حقوقهم من ثمن العقارات‬
‫املرهونة واملقيدة لصالحهم باألولوية على الدائنين الجدد‪ .5‬كما ألزمه باتخاذ كافة‬
‫إلاجراءات الالزمة لحفظ حقوق املدين ضد مدينيه‪ ،‬وخاصة القيام بطلب قيد‬
‫الرهون العقارية التي لم يطلبها بعد املدين‪.8‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬آلاثار املتعلقة بالفترة السابقة على شهر إلافالس‪.‬‬


‫رتب املشرع على صدور الحكم بشهر إلافالس غل يد املدين عن التصرف في‬
‫أمواله وإدارتها وعدم نفاذ تصرفاته الالحقة لصدوره تجاه جماعة الدائنين‪.‬‬
‫إلى جانب ذلك رتب على الفترة السابقة لصدور الحكم بشهر إلافالس عدة‬
‫أثار تتعلق بالتصرفات التي قام بها املدين املفلس في الفترة الواقعة بين تاريخ‬
‫وقوفه عن الدفع وتاريخ صدور حكم شهر إلافالس والتي تعرف بفترة الريبة أو‬
‫الشك‪ ،‬وذلك الن تصرفات املدين املتوقف عن الدفع يشوبها الغش وقصد‬
‫إلاضرار بالدائنين‪ ،‬فالتاجر عندما تضطرب أعماله ويكون على حافة إلافالس يقوم‬
‫ببعض التصرفات املشبوهة قصد تهريب أمواله ألقاربه ومعارفه بالتبرع بها لهم أو‬
‫بيعها صوريا‪ ،‬وقد يلجا إلى محاباة بعضهم على حساب البعض ألاخر فيوفي‬
‫لبعض دائنيه أو يرتب تأمينات لضمان حقوقهم‪ ،‬إلى غير ذلك من التصرفات‬
‫املشبوهة‪.4‬وحماية لحقوق الدائنين من جهة وحماية للغير من جهة أخرا أقام‬
‫املشرع نظاما خاصا للبطالن فال يقصد به البطالن في مفهوم القواعد العامة فال‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-1‬تنص املادة ‪ 574‬ق‪ .‬ت بأنه‪ ":‬يقض ي الحكم الناطق بالتسوية القضائية أو شهر إلافالس لصالح جماعة الدائنين‪،‬‬
‫بالرهن العقاري الذي يتعين على وكيل التفليسة بتسجيله فورا على جميع أموال املدين وعلى ألاموال التي يكتسبها‬
‫من بعد أوال بأول"‪.‬‬
‫‪ -5‬أحمد محرز‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.32‬‬
‫‪-8‬املادة ‪ 577‬ق ‪.‬ت ‪.‬‬
‫‪-4‬مصطفى كمال طه ‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.297‬‬

‫‪55‬‬
‫يترتب عليه زوال التصرفات بأثر رجعي وإعادة املتعاقدين إلى الحالة التي كانا عليها‬
‫قبل التعاقد‪ ،‬وإنما يكفي لتحقيقه مجرد عدم نفاذ تلك التصرفات في مواجهتهم‬
‫ويبقى التصرف صحيحا فيما بين طرفيه بحيث تجوز املطالبة بتنفيذه بعد انتهاء‬
‫التفليسة‪ .1‬وقد ّميز املشرع بمقتض ى أحكام املادتين ‪ 554‬و‪ 545‬ق ت بين‬
‫التصرفات الخاضعة للبطالن الو جوبي والتصرفات الخاضعة للبطالن الجوازي‬
‫وذلك حسب طبيعتها وظروف إبرامها‪.‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬البطالن الوجوبي‪.‬‬
‫حدد املشرع في املادة ‪5 545‬ق ت على سبيل الحصر عددا من التصرفات التي‬
‫ال يصح التمسك بها تجاه جماعة الدائنين‪ ،‬وتعتبر باطلة بطالنا وجوبيا إذا وقعت‬
‫في فترة الريبة‪ ،‬مع إلاشارة أن هذه التصرفات ال تكون باطلة بقوة القانون وإنما‬
‫البد من صدور حكم قضائي من املحكمة بناء على طلب الوكيل املتصرف‬
‫القضائي‪ ،‬ويقع على عاتق املحكمة الحكم بالبطالن متى تحققت من توافر شروطه‬
‫دون أن يكون لها سلطة تقديرية في ذلك‪.8‬‬
‫الفرع‪:1‬شروط البطالن الوجوبي‪:‬‬
‫يشترط للحكم وجوبا بعدم نفاذ تصرفات املدين املفلس الصادرة في فترة‬
‫الريبة في حق جماعة الدائنين أن تتوفر في التصرف الشروط التالية‪:‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-1‬محمد السيد الفقي‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص ص ‪ .55-51‬وأنظر كذلك‪ :‬مصطفى كمال طه‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.295‬‬
‫‪ 5‬ـ ـ تنص الفقرة ألاولى من املادة ‪ 545‬ق ‪.‬ت ‪ :‬ال يصح التمسك قبل جماعة الدائنين بما يلي من التصرفات الصادرة‬
‫من املدين منذ تاريخ التوقف عن الدفع‪:‬‬
‫كافة التصرفات الناقلة للملكية املنقولة أو العقارية بغير عوض‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫كل عقد معاوضة يجاوز فيه التزام املدين بكثير التزام الطرف ألاخر ‪،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫كل وفاء مهما كانت كيفيته لديون غير حالة بتاريخ الحكم املعلن بالتوقف عن الدفع‪،‬‬ ‫‪-8‬‬
‫كل وفاء لديون حالة بغير الطريق النقدي أو الوراق التجارية أو بطريق التحويل او غير ذلك من وسائل الوفاء‬ ‫‪-4‬‬
‫العادية‪،‬‬
‫كل رهن عقاري اتفاقي أو قضائي وكل حق احتكار أو رهن حيازي يترتب على أموال املدين لديون سبق التعاقد عليها‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫‪ABSIL Adrien, op. cit,p21.‬‬ ‫‪-8‬راجع مصطفى كامل طه‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪ .295‬وكذلك‪:‬‬

‫‪56‬‬
‫‪-1‬أن يكون التصرف املطلوب إبطاله من بين التصرفات املنصوص عليها في املادة‬
‫‪ 545‬ق ت‪.‬‬
‫‪-5‬أن يكون التصرف املراد إبطاله صادر من املفلس ومتعلق بأمواله‪.‬‬
‫‪-8‬أن يقع التصرف في فترة الريبة أي بين تاريخ التوقف عن الدفع وتاريخ صدور‬
‫حكم شهر إلافالس‪.‬‬
‫الفرع‪ :2‬التصرفات الخاضعة للبطالن الوجوبي‪.‬‬
‫طبقا لنص املادة ‪545‬ق ت تشمل التصرفات الباطلة وجوبا في ‪ :‬التبرعات‪،‬‬
‫عقود املعاوضة التي يجاوز فيها التزام املدين بكثير التزام الطرف ألاخر ‪ ،‬والوفاء‬
‫غير العادي‪ ،‬والتأمينات الضامنة لدين سابق‪.‬‬
‫أوال‪:‬التبرعات ‪.‬‬
‫أخضعت الفقرة ألاولى من املادة ‪ 545‬ق ت لعدم النفاذ الوجوبي في مواجهة‬
‫جماعة الدائنين كافة التصرفات الناقلة للملكية املنقولة أو العقارية بغير عوض‪،‬‬
‫ملا يترتب عنها من ضرر نتيجة إنقاص الضمان العام للدائنين‪،1‬كما أن سوء نية‬
‫املدين ظاهرة بقيامه بالتبرع قي فترة الريبة بدل الوفاء بديونه‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬عقود املعاوضة التي يجاوز فيها التزام املدين بكثير التزام الطرف ألاخر‪.‬‬
‫تقض ي املادة ‪545‬ق ت بعدم جواز التمسك في مواجهة جماعة الدائنين بعقود‬
‫املعاوضة التي يجاوز فيها التزام املدين بكثير التزام الطرف ألاخر‪ ،‬وفي مثل هذا‬
‫التصرف ال يوجد تناسب بين التزام الطرفين لذا قض ى املشرع ببطالنه حماية‬
‫لجماعة الدائنين‪ ،1‬كما لو باع املدين عقار أو منقول بثمن تافه‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الوفاء غير العادي‪.‬‬
‫أخضعت املادة ‪ 545‬ق ت للبطالن الوجوبي كل وفاء غير عادي من جانب‬
‫املفلس وفي فترة الريبة‪ ،‬ويشمل الوفاء مهما كانت كيفيته لديون غير حالة بتاريخ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪1‬ـ ـ مصطفى كمال طه‪،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪. 211‬‬

‫‪57‬‬
‫الحكم املعلن بالتوقف عن الدفع‪ ،‬وكل وفاء لديون حالة بغير الطريق النقدي أو‬
‫ألاوراق التجارية أو بطريق التحويل أو غير ذلك من وسائل الوفاء العادية‪.‬‬
‫‪-1‬الوفاء بالديون غير حالة‪.‬‬
‫حسب املادة ‪ 545‬ق ت يعد الوفاء بالديون قبل حلول ألاجل باطال وجوبا‬
‫متى وقع في فترة الريبة‪ ،‬فإذا ما وفى املدين املفلس املتوقف عن الدفع احد‬
‫دائنيه بدين لم يحل أجله فإن نيته في تفضليه واضحة ومن شأن ذلك إلاخالل‬
‫بقاعدة املساواة بين الدائنين‪ ،‬وال يصح التمسك قبل جماعة الدائنين بمثل هذا‬
‫الوفاء‪ .‬ويعد باطال كل وفاء بدين لم يحل اجله سواء أكان الدين مدنيا أو‬
‫تجاريا‪،‬وسواء أكان ناشئا عن عقد أو عمل ضار ‪.1‬‬
‫‪ 2‬ـ الوفاء بالديون الحالة بغير نقود أو أوراق تجارية‪.‬‬
‫تقض ي املادة ‪ 545‬من القانون التجاري‪ :‬بأنه‪:‬‬
‫"ال يصح التمسك قبل جماعة الدائنين‪.......‬‬
‫‪-3‬كل وفاء لديون حالة بغير الطريق النقدي أو ألاوراق التجارية أو بطريق‬
‫التحويل أو غير ذلك من وسائل الوفاء العادية‪".‬‬
‫إن الوفاء بالديون الحالة يعد باطال وال يجوز التمسك به قبل جماعة الدائنين‬
‫متى حصل بغير النقود والطرق ألاخرا للوفاء التي تحل محل النقود كتحرير أوراق‬
‫تجارية وتظهيرها‪ .‬وقد ذهب الفقه إلى اعتبار وفاء املدين بالش يء املستحق أصال‬
‫سواء أكان من النقود أم من غير النقود صحيحا‪ ،‬أما الوفاء بش يء أخر غير‬
‫مستحق فيعد باطال وجوبا‪ .5‬ويعد وفاء بغير الش يء املستحق أصال الوفاء بطريق‬
‫الحوالة‪ ،‬والوفاء بطريق املقاصة‪ ،‬الوفاء بطريق البيع‪.8‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-1‬مصطفى كمال طه‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.218‬‬
‫‪ 5‬ـ محمد السيد ألفقي‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ -8‬انظر تفصيال في ذلك‪ :‬أحمد محرز‪،‬املرجع السابق‪،‬ص ص‪.53-55‬‬

‫‪58‬‬
‫رابعا‪ :‬التأمينات الضامنة لدين سابق‪.‬‬
‫تقض ي املادة ‪545‬ق ت ببطالن كل رهن عقاري اتفاقي أو قضائي وكل حق‬
‫احتكار أو رهن حيازي يترتب على أموال املدين لديون سبق التعاقد عليها‪ .‬وعليه‬
‫فإن التأمينات التي تنشأ في فترة الريبة لضمان ديون سابقة تعتبر باطلة وجوبا‪.‬‬
‫أما إذا كان التأمين معاصرا لنشأة الدين فال يخضع للبطالن الو جوبي ألنه يفسر‬
‫بالضرورة الحصول على ائتمان‪ ،‬ومتى حكم القضاء ببطالن التأمين الضامن لدين‬
‫سابق يصبح الدائن عاديا وينضم إلى جماعة الدائنين‪.8‬‬
‫وبالنسبة للرهون الحيازية وحقوق الامتياز التي سجلت بعد صدور الحكم‬
‫الذي قض ى بالتسوية القضائية أو شهر إلافالس قض ى املشرع ببطالنها وعدم‬
‫جواز التمسك بها قبل جماعة الدائنين‪ .4‬ويفترض في هذه الحالة أن يكون الدين‬
‫قد نشأ قبل صدور الحكم باإلفالس أو التسوية القضائية‪ ،‬ومتى أبطل القيد‬
‫يصبح الدائن عاديا و له الاشتراك في التفليسة‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬البطالن الجوازي‪.‬‬
‫تنص املادة ‪545‬ق ت بأنه‪ " :‬يجوز القضاء بعدم التمسك قبل جماعة‬
‫الدائنين للمدفوعات التي يؤديها املدين وفاء لديون حالة بعد التاريخ املحدد‬
‫تطبيقا للمادة ‪ 242‬وكذلك التصرفات بعوض التي يعقدها بعد ذلك التاريخ إن‬
‫كان الذين تلقو منه الوفاء أو تعاقدوا معه قاموا بذلك مع العلم بتوقفه عن‬
‫الدفع"‪.‬‬
‫يستفاد من نص املادة ‪ 545‬السالفة الذكر انه ما عدا التصرفات الواردة في‬
‫املادة ‪ 545‬من القانون التجاري فإن جميع تصرفات املدين تخضع للبطالن‬
‫الجوازي‪ ،‬إذ يكون للمحكمة سلطة تقديرية في تقرير البطالن من عدمه ‪ ،‬وذلك‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪.- 8‬أنظر مصطفى كمال طه‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.215‬و أنظر كذلك‪ :‬أحمد محرز‪ ،‬املجع السابق‪،‬ص‪.55‬‬
‫‪ 4‬ـ ـ تنص املادة ‪ 571‬التي تنص‪" :‬ال يصح التمسك قبل جماعة الدائنين بالرهون الحيازية والامتيازات التي سجلت بعد‬
‫صدور الحكم الذي قض ى بالتسوية القضائية أو شهر إلافالس"‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫بالنظر إلى التصرفات التي أجراها إن كان من شأنها إلاضرار بجماعة الدائنين‪.1‬‬
‫الفرع ‪:1‬شروط البطالن الجوازي‪.‬‬
‫لتقرير البطالن الجوازي يشترط ما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬أن يقع التصرف في فترة الريبة‪ ،‬و ي الفترة الواقعة بين تاريخ التوقف عن الدفع‬
‫وتاريخ صدور حكم شهر إلافالس‪.‬‬
‫‪-5‬أن يكون من تعامل معه املدين عاملا بتوقف املدين عن الدفع‪.‬‬
‫وإذا توافر هذان الشرطان يتولى وكيل التفليسة بصفته ممثال لجماعة الدائنين‬
‫طلب بطالن التصرف‪ ،‬ويقع عليه عبء إثبات علم الغير املتعامل مع املدين‬
‫بتوقف هذا ألاخير عن الدفع وله في سبيل ذلك اللجوء إلى كافة طرق إلاثبات‪.5‬‬
‫الفرع ‪ :2‬التصرفات الخاضعة للبطالن الجوازي‪.‬‬
‫جميع تصرفات املدين الصادرة في فترة الريبة يجوز إبطالها ويستثنى منها‬
‫التصرفات املنصوص عليها في املادة ‪545‬ق ت والخاضعة للبطالن الوجوبي‪ .‬وعليه‬
‫يجوز إبطال عقود املعاوضة‪ ،‬والوفاء بديون حالة‪ ،‬والتأمينات املعاصرة لنشأة‬
‫الدين‪...‬‬
‫غير أن املشرع استثنى من التصرفات الخاضعة للبطالن الجوازي الوفاء‬
‫باألوراق التجارية عند استحقاقها في فترة الريبة واعتبره صحيحا ولو كان حامل‬
‫الورقة (السفتجة أو السند ألمر‪ ،‬أو الشيك)عاملا بتوقف املدين عن الدفع‪ ،‬ولقد‬
‫قرر املشرع هذا الاستثناء لتيسير تداول ألاوراق التجارية‪ ،‬كما أن حامل الورقة‬
‫التجارية ملزم قانونا بتقديمها للوفاء في ميعاد الاستحقاق‪.8‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪1-ABSIL Adrien, op, cit, p22.‬‬
‫‪-5‬محمد السيد الفقي‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.55‬‬
‫‪-8‬أحمد محرز‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪.198‬‬
‫وفي نفس السياق يرا الاستاذ مصطفى كمال طه أن سحب الكمبيالة على املسحوب عليه املتوقف عن الدفع او‬
‫الحصول على سند إذني من املدين املتوقف عن الدفع ليس في الواقع إال طريقا للوفاء و من ثم يجوز الطعن فيه‬
‫بالبطالن‪.‬مصطفى كمال طه‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪.259‬‬
‫‪60‬‬
‫ومع ذلك وحماية لجماعة الدائنين أجاز املشرع لوكيل املتصرف القضائي‬
‫مطالبة ساحب السفتجة واملستفيد ألاول من السند ألمر‪ ،‬واملستفيد من الشيك‬
‫من رد قيمة الورقة بشرط أن يثبت الدليل على علمه وقت تحريرها بالتوقف عن‬
‫الدفع‪.5‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-5‬تنص املادة ‪ 579‬ق ‪.‬ت ‪ " :‬إن عدم التمسك املنصوص عليه في املادتين ‪ 545‬فقرة‪ 8‬و ‪ 571‬ال يمس صحة وفاء‬
‫سفتجة أو سند ألمر أو شيك‪.‬‬
‫غير أن لجماعة الدائنين أن ترفع دعوا رد املال إلى التفليسة ضد ساحب السفتجة‪ ،‬أو في حالة السحب ألجل‬
‫الحساب ضد ألامر بالسحب ‪ ،‬وكذلك ضد املستفيد من الشيك‪ ،‬وأول مظهر للسند ألمر‪ ،‬بشرط إقامة الدليل على‬
‫أن املطالب برد املال كان عاملا بالتوقف عن الدفع‪".‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬إجراءات إلافالس ‪.‬‬

‫يهدف نظام إلافالس إلى تصفية أموال املدين تمهيدا لتقسيمها بين الدائنين‬
‫كل بنسبة دينه‪ ،‬ولتحقيق ذلك يستلزم حصر جميع أموال املدين وإدارتها(املبحث‬
‫ألاول) وحصر ما على املفلس من ديون في ذمته (املبحث الثاني)للوصول بالتفليسة‬
‫إلى أكثر الحلول مناسبة للدائنين‪.‬‬
‫املبحث ألاول‪ :‬حصر أموال املفلس وإدارتها‪.‬‬
‫ألجل الوصول بالتفليسة إلى حل مناسب وجب أوال حصر أموال املفلس التي‬
‫تشكل أصول التفليسة وإدارتها ثانيا ‪.‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬حصر أموال املفلس‪.‬‬
‫يقتض ي حصر أموال املفلس القيام ببعض إلاجراءات والتي تتمثل في وضع‬
‫ألاختام على أموال املفلس وجردها وإقفال الدفاتر‪.‬‬
‫الفرع‪: 1‬وضع ألاختام‪.‬‬
‫يؤدي حكم شهر إلافالس إلى غل يد املدين عن إدارة أمواله والتصرف فيها‬
‫ويمثله في ذلك الوكيل املتصرف القضائي كما يمثل في نفس الوقت جماعة‬
‫الدائنين‪.‬وألجل املحافظة على حقوقهم اوجب القانون القيام باإلجراءات‬
‫التحفظية كوضع ألاختام على أموال املفلس‪ ،‬وذلك بموجب أمر صادر من املحكمة‬
‫التي أعلنت إلافالس أو التسوية القضائية‪ ،‬إذ تقض ي املادة ‪573‬ق ت على انه‪:‬‬
‫"للمحكمة التي تحكم بشهر التسوية القضائية أو إلافالس‪ ،‬أن تأمر بوضع‬
‫ألاختام على الخزائن والحافظات والدفاتر وألاوراق واملنقوالت وألاوراق‬
‫التجارية واملخازن واملراكز التجارية التابعة للمدين‪ ،‬وإذا كان ألامر يتعلق‬
‫بشخص معنوي يحتوي على شركاء مسئولين من غير تحديد يكون وضع ألاختام‬
‫على أموال كل منهم"‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫وإذا كانت هذه ألاموال واقعة خارج دائرة اختصاص املحكمة املختصة بشهر‬
‫إلافالس يوجه إعالن بذلك إلى قاض ي املحكمة التي توجد أموال املفلس في دائرة‬
‫اختصاصها‪ .1‬غير انه يجوز للقاض ي املنتدب حسب املادة ‪529‬ق ت بناء على طلب‬
‫الوكيل املتصرف القضائي إعفائه من وضع ألاختام على ألاشياء التالية أو إلاذن له‬
‫باستخراجها‪:‬‬
‫‪-1‬املنقوالت وألامتعة الالزمة للمدين وألسرته‪،‬‬
‫‪-5‬ألاشياء املعروضة للتلف القريب أو انخفاض القيمة الوشيك ‪،‬‬
‫‪-8‬ما يلزم استعماله في نشاطه الصناعي أو مؤسسته إن كان رخص له باستمرار‬
‫الاستغالل‪،‬ويقوم وكيل التفليسة بتحرير قائمة جرد باألشياء املشار إليها مع‬
‫تقويمها بحضور القاض ي املنتدب الذي يوقع املحضر‪.5‬‬
‫‪ -8‬استالم الدفاتر واملستندات الحسابية وألاوراق التجارية التي حان اجل‬
‫استحقاقها أو محتملة القبول أو التي تتطلب إجراءات تحفظية بشأنها للقيام‬
‫بتحصيلها‪.8‬‬
‫الفرع‪:2‬جرد أموال املفلس‪.‬‬
‫يباشر وكيل املتصرف القضائي عمليات الجرد بعد تقديمه طلب لرفع ألاختام‬
‫وذلك بحضور املدين أو بعد استدعائه قانونا برسالة موص ى عليها‪ ،‬والتحقق من‬
‫وجود ألاشياء التي لم تكن قد وضع عليها ألاختام‪ ،‬ويجوز أن يعاون وكيل‬
‫املتصرف القضائي في تحرير قائمة الجرد أي شخص‪ ،4‬وفي حالة وفاة املدين قبل‬
‫تحرير قائمة الجرد أو قبل إقفالها فتحرر هذه ألاخيرة أو تستكمل بحضور الورثة‬
‫املعروفين أو بعد استدعائهم قانونا‪ .‬وعند إتمام قائمة الجرد في حالة شهر إلافالس‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪1‬ـ ـ الفقرة‪ 5‬من املادة ‪ 573‬ق ‪.‬ت ‪.‬‬
‫‪5‬ـ ـ الفقرة ألاخيرة من املادة ‪ 529‬ق ‪.‬ت ‪.‬‬
‫‪8‬ـ ـ املادة ‪ 521‬ق ‪.‬ت ‪.‬‬
‫‪4‬ـ ـ أنظر املادتين ‪ 528‬و‪ 524‬ق ‪.‬ت ‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫تسلم لوكيل املتصرف القضائي البضائع والنقود وسندات الحقوق والدفاتر‬
‫وألاوراق ومنقوالت وحاجات املدين ومن ثم يأخذها في عهدته بإقرار يحرر في‬
‫أسفل الجرد‪.1‬‬
‫كما يتولى الوكيل املتصرف القضائي وضع امليزانية في حالة عدم قيام املدين‬
‫بإيداعها مستعينا بالدفاتر واملستندات و املعلومات التي يحصل عليها‪ ،‬ثم يودعها‬
‫لدا كتابة ضبط املحكمة‪.5‬‬
‫املطلب الثاني‪:‬إدارة أموال املفلس‪.‬‬
‫بعد إتمام عملية حصر أموال املفلس يقوم الوكيل املتصرف القضائي باتخاذ‬
‫إلاجراءات الضرورية لحفظ حقوق املدين وذلك باتخاذ إلاجراءات التحفظية‪،‬‬
‫وتحصيل ديون املفلس‪،‬وإجراء التحكيم والتصالح بشأن منازعات الدائنين‪،‬وبيع‬
‫ألاموال‪.‬‬
‫الفرع‪ :1‬القيام باألعمال التحفظية‪.‬‬
‫ألزم القانون الوكيل املتصرف القضائي القيام بكافة إلاجراءات الالزمة لحفظ‬
‫حقوق املدين ضد مدينيه‪ ،‬كقطع التقادم لعدم سقوط حقوقه تجاه مدينيه‪،‬‬
‫والطعن في ألاحكام الصادرة ضد املفلس‪ ،‬توقيع الحجز التحفظي على مديني‬
‫املفلس‪ ،8‬كما ألزمه بصفة خاصة طلب القيود عن الرهون العقارية التي لم يكن‬
‫املدين طلبها حتى ولو اخذ القيد باسم جماعة الدائنين من طرف الوكيل املتصرف‬
‫القضائي‪.4‬‬
‫كما يقع على الوكيل املتصرف القضائي تسجيل الرهن العقاري لصالح جماعة‬
‫الدائنين على جميع أموال املدين الحاضرة أو التي تؤول إليه فيما بعد‪.7‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪1‬ـ ـ ـ املادة ‪ 525‬ق ‪.‬ت ‪.‬‬
‫‪5‬ـ ـ ملادة ‪ 572‬ق ‪.‬ت ‪.‬‬
‫‪ -8‬محمد السيد الفقي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.178‬‬
‫‪-4‬املادة ‪ 577‬ق ‪.‬ت ‪.‬‬
‫‪7-‬املادة ‪ 574‬ق ‪.‬ت ‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫الفرع‪ :2‬تحصيل الديون‪.‬‬
‫يقع على عاتق الوكيل املتصرف القضائي تحصيل الديون املترتبة للمفلس في‬
‫ذمة الغير إذا حل أجلها وإيداعها بالخزينة العامة‪ .1‬كما اوجب املشرع على القاض ي‬
‫املنتدب أن يسلم ألاوراق التجارية والسندات التي يكون املفلس حامال أو دائنا إلى‬
‫الوكيل املتصرف القضائي لتقديمها للوفاء أو القبول‪.5‬‬
‫الفرع‪ :3‬مباشرة التحكيم والتصالح‪.‬‬
‫أجازت املادة ‪ 559‬ق ت لوكيل املتصرف القضائي بعد الحصول على إذن من‬
‫القاض ي املنتدب وبعد سماع املدين أو استدعائه قانونا أن يجري التحكيم أو‬
‫التصالح في كافة املنازعات التي تعني جماعة الدائنين‪.‬‬
‫الفرع‪ :4‬بيع املنقوالت‪.‬‬
‫في حالة شهر إلافالس يتولى الوكيل املتصرف القضائي بعد حصوله على إذن‬
‫من القاض ي املنتدب بيع ألاشياء املعروضة للتلف القريب أو انخفاض القيمة‬
‫الوشيك أو التي يكلف حفظها ثمنا باهضا‪ .8‬كما للقاض ي املنتدب أن يأذن له‬
‫بمباشرة بيع باقي ألاموال املنقولة أو البضائع وذلك بعد استماع املدين أو‬
‫استدعائه وتودع ألاموال الناتجة عن البيوع والتحصيالت في الخزينة العامة‪.4‬‬

‫املبحث الثاني‪:‬حصر ديون املدين‪.‬‬


‫يقتض ي حصر ديون املفلس أن يتقدم دائنوا املفلس بديونهم بغرض التحقيق‬
‫فيها واملشاركة في التوزيعات في حالة ما إذا تم قبولها‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1-‬راجع املادتين ‪ 523‬و ‪ 551‬ق ت ‪.‬‬
‫‪ -5‬أنظر املادة‪ 521‬ق‪ .‬ت ‪.‬‬
‫‪ -8‬املادة ‪ 523‬ق ت ‪.‬‬
‫‪-4‬املادة ‪ 551‬ق ت ‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬تقديم الديون ‪.‬‬
‫يقتض ي حصر ديون املفلس أن يتقدم الدائنون بديونهم‪ 1‬للتحقيق فيها‪ ،‬إذ‬
‫أوجبت املادة ‪ 593‬ق ت على جميع الدائنون املمتازون والعاديون بما فيهم الخزينة‬
‫العامة بتسليم الوكيل املتصرف القضائي مستنداتهم مع جدول ببيان ألاوراق‬
‫املقدمة واملبالغ املطالبة بها‪ .‬ويكون التوقيع على هذا الجدول مع إلاقرار بصحتها‪،‬‬
‫وتقبل معجال بصفة ديون عادية أو ممتازة حسب ألاحوال كل من ‪:‬‬
‫‪-‬الديون الجبائية (الضرائب والرسوم) الناتجة عن تسعير إداري والتي لم تكن‬
‫موضوع سند تنفيذي في أخر تاريخ لتقديم الديون‪.‬‬
‫‪-‬الديون الجمركية موضوع سند يسمح باتخاذ إلاجراءات التحفظية‪.5‬‬
‫وبالنسبة ملهلة تقديم املستندات فقد حددها املشرع بشهر واحد تبدأ من‬
‫تاريخ صدور الحكم املعلن لإلفالس أو التسوية القضائية‪ .‬وبالنسبة للمتخلفون من‬
‫تقديم املستندات في امليعاد القانوني فال يقبلون في التوزيع وألارباح ما لم ترفع‬
‫عنهم املحكمة بسقوط هذه املهلة‪ ،‬إذا اثبتوا أن ال يد لهم في هذا التخلف وفي‬
‫هذه الحالة ال يكون لهم إال املشاركة في توزيع الحصص وألارباح املستقبلة‪.8‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬تحقيق الديون‪.‬‬
‫بالنسبة لتحقيق الديون فإنه يتم من طرف وكيل املتصرف القضائي‬
‫عينوا وذلك بحضور املدين أو بعد استدعائه قانونا‬ ‫بمساعدة املراقبون إن ّ‬
‫برسالة موص ى عليها بعلم الوصول‪ ،‬وإذا ناقش الوكيل املتصرف القضائي الدين‬
‫كله أو بعضه بتعين عليه إخبار الدائن برسالة مسجلة مع طلب العلم بالوصول‪،‬‬
‫وللدائن أجل ‪ 3‬أيام لتقديم بيانات كتابية او شفاهية‪ ،‬ويقدم وكيل التفليسة‬
‫مقترحاته حول قبول أو رفض الديون محل املناقشة(املادة‪ 535‬ق ‪.‬ت )‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-1‬يعد التقديم في صيغته القانونية بمثابة مطالبة قضائية يترتب عليه قطع التقادم وسريان الفوائد‪ ،‬وكل آلاثار التي‬
‫تترتب على رفع الدعوا ‪ ،‬أنظر أحمد محرز‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.159‬‬
‫‪-5‬املادة ‪ 539‬ق‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -8‬ـ ـ ـ املادة ‪ 531‬ق‪.‬ت‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫وبمجرد إتمام التحقيق وتوقيع القاض ي املنتدب على كشف الديون والذي ال‬
‫يتأخر عن ‪8‬أشهر من تاريخ الحكم بإشهار إلافالس أو بالتسوية القضائية‪ ،‬يودع‬
‫وكيل التصرف القضائي كشف الديون لدا كتابة ضبط املحكمة مع إيضاح‬
‫القرار املتخذ بخصوص املقترحات التي كان قد أبداها في شأن كل من هذه‬
‫الديون‪.1‬‬
‫يقوم كاتب الضبط بإخطار الدائنين بعملية إيداع كشف الديون ويقوم‬
‫بنشره في الصحف املعتمدة لنشر إلاعالنات القانونية والنشرة الرسمية لإلعالنات‬
‫القانونية‪ .‬كما يتم توجيه رسالة موص ى عليها للدائنين الذين رفضت ديونهم وذلك‬
‫خالل ‪ 17‬يوما من النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية إلخبارهم برفض ديونهم أو‬
‫املنازعة فيها‪.‬‬
‫فيما يتعلق باالعتراضات على ما تضمنه كشف الديون فإن املشرع قد أجاز في‬
‫املادة ‪537‬ق ت لكل دائن مدرج في امليزانية أو تم تقديم دينه‪ ،‬إبداء كل مطالبة في‬
‫مهلة ‪ 17‬يوما من النشر املوجز في النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية ‪ ،‬وذلك عن‬
‫طريق الشرح على الكشف لدا كتابة ضبط املحكمة وذلك إما بنفسه أو بوكيل‬
‫عنه‪ ،‬وللمدين نفس الحق ضمن نفس الشروط‪ ،‬وترفع الدعوا في هذه الحالة‬
‫من طرف الوكيل املتصرف القضائي‪.‬‬
‫وبعد إخطار ألاطراف بميعاد ‪8‬أيام سابقة على ألاقل‪ ،‬يرفع كاتب ضبط‬
‫املحكمة الديون املتنازع فيها ألول جلسة وذلك للفصل فيها بناء على تقرير القاض ي‬
‫املنتدب‪ ،‬واملحكمة يمكنها في هذه الحالة أن تقرر بوجه معجل قبول الدائن في‬
‫املداوالت عن مبلغ تحدده‪ ،‬ويتولى كاتب الضبط بإخطار ألاطراف برسالة موص ى‬
‫عليها مع طلب العلم بالوصول بالقرار الذي اتخذته املحكمة بالنسبة لهم‪.5‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ـ ـ الفقرة‪ 1‬من املادة ‪ 538‬ق‪ .‬ت ‪.‬‬
‫‪5‬ـ ـ املادة ‪ 535‬ق ‪.‬ت ‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬انتهاء إلافالس‪.‬‬

‫بعد الانتهاء من عملية حصر أموال املفلس وديونه وتتضح حالة إلافالس‪ ،‬تأتي‬
‫مرحلة البحث عن الحل املناسب إلنهاء التفليسة‪ ،‬وقد يتضح للدائنين أنه من‬
‫ألافضل منح املدين صلحا يعود بمقتضاه ملمارسة تجارته والوفاء بديونه(املبحث‬
‫ألاول)‪ .‬وإذا فشل الصلح يصبح الدائنون في حالة اتحاد وحينئذ يتم تصفية أموال‬
‫املدين وتوزيع ثمنها على الدائنين(املبحث الثاني)‪ .‬وقد يتبين من حالة التفليسة أن‬
‫موجوداتها غير كافية للمواصلة في إجراءاتها فتقفل‪ .‬وقد تنتهي أيضا التفليسة‬
‫باللجوء إلى صلح من نوع خاص يتمثل في التخلي عن ألاموال للدائنين‪ ،‬أو تنتهي في‬
‫حالة انقضاء الديون (املبحث الثالث)‪.‬‬
‫املبحث ألاول‪ :‬التسوية القضائية (الصلح ‪.)Le concordat‬‬
‫بالرجوع إلى أحكام إلافالس والتسوية القضائية‪ ،‬يالحظ أن املشرع لم يفرد‬
‫أحكاما خاصة بالتسوية القضائية وإنما تطبق عليها نفس أحكام إلافالس ماعدا‬
‫تميز التسوية القضائية عن إلافالس‪ ،1‬كما في قاعدة غل اليد‬ ‫بعض ألاحكام التي ّ‬
‫ودور الوكيل املتصرف القضائي‪...‬الخ‪ .‬و فيما يتعلق بمصير التفليسة فإن التسوية‬
‫القضائية تتميز عن إلافالس بالصلح‪ ،‬فالصلح غير مقبول في إلافالس وال يقبل إال‬
‫في التسوية القضائية‪،‬كما أن الهدف من التسوية القضائية هو الصلح وليس‬
‫تصفية أموال املدين‪.‬‬
‫ونقتصر دراستنا على الصلح القضائي‪ 5‬ال برا ز إجراءاته ونفاذه‪ ،‬مع إلاشارة أنه‬
‫يمكن للمدين ودائنيه التصالح دون اللجوء إلى القضاء لتفادي بطء ومصاريف‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-1‬أنظر للتفصيل ‪:‬نادية فضيل‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.22‬‬
‫‪-5‬يختلف الصلح القضائي عن الصلح الواقي من إلافالس‪،‬وتتشابه القواعد التي تحكم كل منهما‪ ،‬ويكمن الاختالف‬
‫ألاساس ي بينهما في أن الصلح الواقي من إلافالس يتم قبل الحكم باإلفالس‪،‬فيقي التاجر شهر إفالسه‪ ،‬أما الصلح‬
‫القضائي يتم بعد شهر إلافالس‪ .‬للمزيد من التفاصيل أنظر‪ :‬نشأت ألاخرس‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.18‬‬

‫‪68‬‬
‫‪Le‬‬ ‫إلافالس والتسوية القضائية‪ ،‬وهو ما يعرف بالصلح الودي أو الاتفاقي‬
‫‪،concordat amiable‬و ي الاتفاقية الخاصة املبرمة بين املدين وجميع دائنيه من‬
‫أجل الوفاء بالديون‪،‬ويستلزم فيها اتفاق الدائنين باإلجماع‪.1‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬مضمون عقد الصلح‪.‬‬
‫الصلح هو عبارة عن عقد يبرم بين املفلس وجماعة الدائنين‪ ،‬ويتضمن عادة‬
‫منح املدين أجاال للوفاء تقسط خاللها الديون‪ ،‬إذ تقض ي املادة ‪ 888‬ق ت بأنه‪:‬‬
‫"يمكن أن يشترط في الصلح تقسيط دفع الديون"‪.‬‬
‫كما قد يتضمن عقد الصلح تنازل الدائنون عن جزء من ديونهم للمدين‪ ،‬ويبقى‬
‫الوفاء بالجزء الباقي عالقا في ذمة املفلس كالتزام طبيعي‪.5‬ويجوز كذلك أن يتضمن‬
‫عقد الصلح على شرط يتنازل بمقتضاه الدائنون عن جزء من ديونهم مقابل تعهد‬
‫املدين بالوفاء بهذا الجزء عندما تصبح ذمته موسرة أو قادرا على الوفاء‪.8‬‬
‫ويشترط القانون النعقاد الصلح أال يكون املدين قد حكم عليه باإلفالس‬
‫بالتدليس‪ ،‬فال مجال ملنح الثقة مجددا ملن توافرت فيه نية إلاضرار بدائنيه‪.‬وقد‬
‫قضت املادة‪855‬ق ت على أنه‪" :‬توقف إجراءات الصلح متى تحققت حالة‬
‫إلافالس بالتدليس"‪ .‬أما إلافالس بالتقصير فال يحول دون منح املدين صلحا‬
‫بسيطا ألن وقوعه في إلافالس ناتج عن إهماله أو تقصيره وال يفيد ذلك انعدام‬
‫الثقة فيه‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-1‬أنظر في ذلك راشد راشد‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪ .859‬وكذلك‪Collectif de L’Ecole universelle, op.cit.p56. :‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 884‬ق‪ .‬ت ‪":‬يمكن أبضا أن يتضمن الصلح التنازل للمدين عن جزء تختلف أهميته عن الديون‪ ،‬على أن‬
‫هذا التنازل يستبقى على عاتق املفلس التزاما طبيعيا"‪.‬‬
‫‪-8‬تنص الفقرة ألاخيرة من املادة ‪ 884‬ق ‪.‬ت "ويجوز أن يقبل الصلح مع اشتراط الوفاء عند اليسر"‪.‬‬
‫تقض ي املادة ‪ 815‬من ق ‪.‬ت بأنه متى قبل املدين في تسوية قضائية يقوم القاض ي املنتدب باستدعاء الدائنين‬
‫املقبولة ديونهم في ميعاد ثالثة أيام التالية لقفل كشف الديون أو في خالل ثالثة أيام من صدور القرار من املحكمة‬
‫بالفصل في النزاع‪.‬فإن كان ثمة اقتراح بالصلح يبين الاستدعاء أن الجمعية تستهدف أيضا إبرام الصلح بين املدين‬
‫ودائنيه وأن ديون الذين يشتركون في التصويت تخفض لحساب ألاغلبية سواء في العدد أو في مقدار املبالغ‪ .‬وترفق به‬
‫خالصة موجزة لتقرير الوكيل املتصرف القضائي بشأن الصلح ونص مقترحات املدين‪ ،‬ورأي املراقبين‪،‬إن كان لهم‬
‫محل‪.‬فإذا لم توجد مقترحات للصلح تقوم الجمعية بإثبات قيام حالة الاتحاد‪.‬‬
‫‪69‬‬
‫املطلب الثاني‪:‬إجراءات الصلح‪.‬‬
‫النعقاد الصلح يستوجب أن تتم إجراءاته وفقا ملا نص عليه القانون‪،‬حيث‬
‫يدعى الدائنون لالجتماع للمداولة في أمر الصلح والتصويت عليه باألغلبية‬
‫املطلوبة‪.‬‬
‫الفرع‪ :1‬املداولة في أمر الصلح‪.‬‬
‫تتم املداولة في عقد الصلح مع املفلس في جمعية تسمى جمعية الصلح يدعى‬
‫إليها املدين والدائنون الذين تحققت ديونهم وتأيدت والذين قبلت ديونهم مؤقتا‪،1‬‬
‫وتوجه الدعوة من طرف القاض ي املنتدب وتنعقد الجمعية برئاسته في املكان‬
‫والزمان الذين عينهما‪ .‬ويبدأ الاجتماع بعرض الوكيل املتصرف القضائي على‬
‫الجمعية تقريرا عن حالة التفليسة وما تم فيها من إجراءات أو أفعال‪ ،‬ثم يعرض‬
‫ويدون الوكيل املتصرف القضائي ما تم‬ ‫املفلس مقترحاته في الصلح ويتم مناقشتها ّ‬
‫في الجمعية وما تم الاتفاق عليه وتطرح بعد ذلك على التصويت‪.5‬‬
‫الفرع‪:2‬التصويت على الصلح ونتائجه‪.‬‬
‫أوال‪:‬التصويت‪.‬‬
‫‪-1‬الحق في التصويت‪.‬‬
‫يثبت الحق في التصويت لجماعة الدائنين الذين قبلت ديونهم بصفة نهائية أو‬
‫مؤقتة‪ ،‬أما الدائنين املرتهنون وأصحاب حقوق الامتياز والاختصاص فمنعهم‬
‫القانون من املشاركة في التصويت على الصلح إال إذا تنازلوا عن تأميناتهم‪ ،‬وذلك‬
‫لالختالف مركزهم عن مركز الدائنين العاديين ملا لديهم من ضمانات تمكنهم من‬
‫استيفاء حقوقهم‪ ،‬وتحقيقا للمساواة بين الدائنين اسقط القانون هذه التأمينات‬
‫في حالة التصويت على الصلح‪ ،2‬فإذا أعطوا أصواتهم دون أن يتنازلوا‪ ،‬أصبحوا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪1‬ـ ـ أنظر أحمد محرز‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪.144‬‬
‫‪ 5‬ـ محمد السيد فقي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص‪139-159‬‬
‫‪-8‬ـ أحمد محرز‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص ص‪.143،145‬‬

‫‪70‬‬
‫دائنين عاديين بقوة القانون طبقا لنص املادة ‪1 815‬ق ت‪ .‬وتحقيقا للمساواة أيضا‬
‫قض ى املشرع في املادة ‪ 832‬ببطالن الاتفاقات التي يعقدها املفلس مع بعض‬
‫الدائنين لتقرير مزايا خاصة مما يجعلهم يمتازون عن بقية الدائنين‪.‬‬
‫‪-2‬النصاب الالزم النعقاد الصلح‪.‬‬
‫اشترط املشرع النعقاد الصلح توافر أغلبية مزدوجة‪ ،‬فال يقوم الصلح طبقا‬
‫للمادة ‪813‬ق ت إال باتفاق ألاغلبية العددية للدائنين املقبولين انتهائيا أو وقتيا‪،‬‬
‫على أن يمثلوا الثلثين ملجموع الديون‪.5‬وألاغلبية العددية للدائنين ي أغلبية‬
‫الدائنين املقبولين للتصويت على الصلح التي تزيد عن النصف وليس عدد‬
‫الدائنين الحاضرين في الاجتماع أو املمثلين فيه‪ ،‬فإذا تخلف دائن عن الاجتماع أو‬
‫حضره وامتنع عن التصويت يعتبر بمثابة رافض للصلح أما بالنسبة ألغلبية‬
‫الديون‪ ،‬فإنه يجب أن تمثل ثلثي الديون املقبولة بصفة نهائية أو مؤقتة‪. 8‬‬
‫ثانيا‪ :‬نتيجة التصويت‪.‬‬
‫إذا توافرت ألاغلبية املزدوجة النعقاد الصلح يتعين على الدائنين الذين وافقوا‬
‫عليه توقيع العقد في نفس الجلسة وإال اعتبر الصلح باطال‪ .‬أما إذا توافرت إحدا‬
‫ألاغلبيتين فقط العددية أو املالية فإن املشرع سمح بتأجيل املداولة في الصلح ملدة‬
‫ثمانية أيام دون سواها‪ ،4‬وفي هذه الحالة ال يلزم من حضر الجمعية ألاولى من‬
‫الدائنين حضور الجمعية الثانية‪ ،‬وكذا املمثلين فيها وكانوا قد وقعوا محضرها‪،‬‬
‫وتعتبر القـ ـ ـ ـ ـ ـرارات التي اتخذوهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا ومرافقاتهم نهائية ومكتسبة الحجية‪ ،‬ما ل ـ ـ ـ ـم‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ـ تنص املادة ‪ 815‬ق‪.‬ت على أنه‪ " :‬ال تحتسب في إجراءات الصلح أصوات الدائنين املتمتعين بتأمين عيني‪،‬‬
‫بخصوص ديونهم املضمونة على الشكل املذكور‪ ،‬إال أن يتنازلوا عن تأميناتهم ‪ .‬ويذكر في محضر الجمعية ما يجريه‬
‫الدائنون من تنازالت عن تأميناتهم‪ ،‬ويؤدي التصويت على الصلح إلى ذلك التنازل بقوة القانون بشرط أن تتم‬
‫املوافقة على الصلح والتصديق عليه"‪.‬‬
‫‪ -5‬كما اشترط القانون في املادة ‪ 813‬ق‪ .‬ت الحضور باألصالة أو بالنيابة في التصويت على الصلح‪ ،‬ومنع التصويت‬
‫باملراسلة ‪.‬‬
‫‪-8‬أحمد محرز‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪ . 142‬وأنظر كذلك‪ :‬محمد السيد الفقي‪،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪.158‬‬
‫‪-4‬الفقرة‪ 1‬من املادة‪ 859‬ق‪ .‬ت ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫يحضروا لتعديلها في الاجتماع الثاني أو يكون املدين قد عدل اقتراحاته خالل‬
‫الثمانية أيام‪ .1‬وفي حالة ما إذا لم تتوافر ألاغلبية املزدوجة‪ ،‬العددية واملالية‪،‬اعتبر‬
‫الصلح مرفوضا ويصبح الدائنون بقوة القانون في حالة اتحاد ‪.‬‬
‫الفرع‪:3‬املعارضة في الصلح‪.‬‬
‫أجازت املادة ‪858‬ق ت املعارضة في الصلح لجميع الدائنين الذين كان لهم‬
‫حق املشاركة فيه أو الذين حصل إقرار بحقوقهم منذ إبرامه‪ ،‬وأوجبت نفس املادة‬
‫أن تكون املعارضة مسببة ويعين إبالغها للمدين والوكيل املتصرف القضائي في‬
‫الثمانية أيام التالية للصلح وإال كانت باطلة‪.‬‬
‫مع إلاشارة أنه ال يجوز استئناف الحكم الصادر من املحكمة برفض‬
‫التصديق على الصلح أو رفضه إال ممن اعترض على الصلح في امليعاد القانوني‪.‬‬
‫الفرع‪:4‬التصديق على الصلح وأثاره‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التصديق على الصلح‪.‬‬
‫أوجب املشرع بموجب املادة ‪5 857‬ق ت إخضاع الصلح لتصديق املحكمة‪،‬‬
‫ولعل الغرض من ذلك هو تأكد هذه ألاخيرة من احترام القواعد وإلاجراءات‬
‫املقررة قانونا لعقد الصلح‪ .‬وحسب أحكام نفس املادة فإن طلب التصديق على‬
‫الصلح يجوز تقديمه من قبل الطرف الذي يهمه التعجيل كاملفلس من اجل‬
‫العودة على رأس تجارته أو الوكيل املتصرف القضائي إلنهاء التفليسة ‪.‬‬
‫ال تفصل املحكمة في موضوع التصديق على الصلح إال بعد أن يقدم القاض ي‬
‫املنتدب تقرير عن مميزات التسوية القضائية وقبول الصلح‪.8‬‬
‫تبين لها عدم مراعاة الشروط‬ ‫وللمحكمة أن ترفض التصديق على الصلح إذا ّ‬
‫وإلاجراءات املقررة قانونا النعقاده‪ ،‬مثل عدم توافر ألاغلبية املزدوجة أو عدم‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-1‬الفقرة ‪ 5‬من املادة ‪ 859‬ق ‪.‬ت‬
‫‪-5‬تقض ي املادة ‪ 857‬ق‪.‬ت"يخضع الصلح للتصديق عليه من املحكمة‪ ،‬وتكون متابعة التصديق بناء على طلب الطرف‬
‫الذي يهمه التعجيل وال يمكن للمحكمة الفصل فيه إال بعد فوات ميعاد الثمانية أيام املحددة في املادة ‪."858‬‬
‫‪-8‬املادة‪ 852‬ق ‪.‬ت ‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫توقيع الدائنين على عقد الصلح في نفس الجلسة التي تم فيها‪ .1‬كما لها رفض‬
‫التصديق على الصلح إذا ظهرت أسباب تحول دون الصلح مراعاة للمصلحة‬
‫العامة أو ملصلحة الدائنين‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬أثار الصلح‪.‬‬
‫يرتب الصلح أثاره بمجرد تصديق املحكمة عليه ويصبح ملزما لكافة الدائنين‬
‫العاديين الذين نشأت ديونهم قبل صدور الحكم بشهر إلافالس‪ ،‬سواء حققت‬
‫ديونهم أم ال تحقق‪ ،‬غير أنه ال يحتج بالصلح قبل الدائنين ذوا الامتياز واملرتهنين‬
‫عقاريا الذين لم يتنازلوا عن تأميناتهم‪ .‬كما ال يحتج بالصلح تجاه الدائنين العاديين‬
‫الذين نشأت حقوقهم أثناء مدة التسوية القضائية أو إلافالس‪.‬‬
‫ويترتب على اكتساب حكم التصديق قوة الش يء املقض ي فيه انتهاء حالة‬
‫إلافالس وما ترتب عليها من أثار‪ ،5‬إذ يستعيد املفلس حقه في إدارة أمواله‬
‫والتصرف فيها ويعود على رأس تجارته‪ ،‬كما تنتهي وظيفة الوكيل املتصرف‬
‫القضائي‪ .‬لذلك يتوجب على هذا ألاخير إذا اقتض ى الحال أن يقدم للمفلس‬
‫حسابا بحضور القاض ي املنتدب‪ ،‬وإذا لم يقم املفلس بسحب أوراقه وسنداته‬
‫التي سلمها للوكيل املتصرف القضائي بقي هذا ألاخير مسئوال عنها ملدة عام‪،‬‬
‫ويحرر القاض ي املنتدب محضرا بكل ذلك وتنتهي مهمته‪.8‬‬
‫املطلب الثالث‪:‬إبطال الصلح أو فسخه‪.‬‬
‫نظرا لتمتع عقد الصلح بطبيعة خاصة فإنه ال يخضع لقواعد إلابطال‬
‫والفسخ املقررة في القواعد العامة‪ ،‬كما أن مصالح العديد من ألاشخاص تتطلب‬
‫إلابقاء عليه لذلك فإن املشرع لم يجز إبطاله إال ألسباب معينة‪.4‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-1‬محمد السيد الفقي‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪ .155‬وأنظر كذلك‪ :‬أحمد محرز‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.172‬‬
‫‪-5‬ويستثنى من ذلك سقوط الحقوق السياسية واملدنية‪ ،‬حيث ال يستردها املفلس إال باتخاذ إجراءات رد الاعتبار‪.‬‬
‫‪-8‬املادة ‪ 885‬من ق ‪.‬ت ‪.‬‬
‫‪-4‬محمد السيد الفقي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ .138‬و أنظر كذلك‪ :‬راشد راشد‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.882‬‬

‫‪73‬‬
‫الفرع‪:1‬حاالت إبطال الصلح أو فسخه‪.‬‬
‫يبطل الصلح وفقا للمادة ‪841‬ق ت في حالة اكتشاف تدليس من جانب‬
‫املدين بعد التصديق على الصلح‪ ،‬ويكون التدليس ناشئا عن إخفاء ألاموال أو‬
‫املبالغة في الديون‪،‬وترفع دعوا إلابطال عندئذ أمام محكمة إلافالس‪ .‬كما يبطل‬
‫الصلح في حالة صدور حكم بإدانة املدين بجرم التفليس بعد التصديق على‬
‫الصلح‪ ،‬ويجوز للمحكمة في هذه الحالة اتخاذ التدابير التحفظية الالزمة‪ ،‬ويوقف‬
‫العمل بها بمجرد صدور حكم باإلعفاء من التهمة‪.1‬‬
‫أما عن فسخ عقد الصلح فيسري عليه القواعد العامة‪ ،‬وعليه يكمن سبب‬
‫فسخه في إخالل املدين بتنفيذ التزاماته الناشئة عن عقد الصلح‪ ،‬وهذا ما أكدت‬
‫عليه املادة ‪849‬ق ت‪ .‬وترفع دعوا الفسخ من طرف كل دائن أمام املحكمة التي‬
‫صادقت على الصلح وبحضور الكفالء إن وجدوا أو بعد استدعائهم قانونا‪ .‬كما‬
‫خول القانون للمحكمة الحق في أن تتولى القضية من تلقاء نفسها وتحكم بفسخ‬
‫الصلح‪.‬‬
‫الفرع ‪:2‬أثار إبطال عقد الصلح أو فسخه‪.‬‬
‫يترتب على بطالن الصلح أو فسخه استئناف إلاجراءات‪ ،‬حيث يقوم الوكيل‬
‫املتصرف القضائي فورا بجرد ألاوراق املالية و ألاسهم وألاوراق على أساس‬
‫القائمة القديمة وبمعونة القاض ي الذي وضع ألاختام‪ ،‬كما يقوم بتحرير قائمة‬
‫وميزانية تكميلية إذا اقتض ى الحال ذلك‪ .‬ويجري حاال نشر موجز للحكم الصادر‬
‫‪5‬‬
‫ويدعوا الدائنين الجدد إن وجدوا ليقدموا مستندات ديونهم للتحقيق فيها ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-1‬تنص املادة ‪ 845‬ق ‪.‬ت ‪.‬على أنه‪" :‬إذا جرت متابعة املدين ‪ ،‬بعد التصديق‪ ،‬التهامه بالتفليس ووضع قيد التوقف أو‬
‫الحبس‪ ،‬يجوز للمحكمة أن تتخذ التدابير التحفظية التي تراها‪ ،‬ويوقف العمل بهذه التدابير بمجرد صدور أمر أو‬
‫حكم بعدم املعارضة أو حكم باإلعفاء من التتهمة" ‪.‬‬
‫‪-5‬ـ املادة ‪ 848‬ق ‪.‬ت ‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫وبالنسبة للتصرفات التي أجراها املدين بعد تصديق املحكمة على الصلح وقبل‬
‫إبطال أو فسخ الصلح فتبقى صحيحة‪ ،‬فحكم إبطال الصلح ليس له اثر رجعي‬
‫وال يؤدي إلى إبطالها باستثناء ما وقع منه تدليسيا بحقوق الدائنين‪ .1‬كما يترتب‬
‫على إبطال الصلح أو إبطاله استعادة الدائنين السابقين لحقوقهم بأكملها‬
‫ويدرجون ضمن جماعة الدائنين بالنسب التالية‪:‬‬
‫‪-1‬ديونهم كاملة إن لم بقبضوا شيئا منها‪.‬‬
‫‪-2‬الجزء الباقي من ديونهم إن كانوا قد قبضوا جزءا من حصتهم‪.5‬‬
‫قض ى املشرع بتطبيق نفس ألاحكام في حالة افتتاح تفليسة أو تسوية قضائية‬
‫ثانية شرط أن ال يسبقها إبطال أو فسخ للصلح‪.‬‬
‫مع إلاشارة انه إذا أبطل الصلح فإنه يمنع على املدين من الحصول على‬
‫صلح جديد‪ ،‬إذ يعد إبطال الصلح من بين الحاالت التي تقض ي فيها املحكمة‬
‫بتحول التسوية القضائية إلى إفالس‪.‬‬
‫املبحث الثاني‪:‬اتحاد الدائنين ورد الاعتبار‪.‬‬
‫إن الحكم الصادر من محكمة إلافالس قد يضع املدين في حالة إفالس التي‬
‫تؤدي إلى إتحاد الدائنين‪ ،‬حيث تستمر أعمال التفليسة بقصد تصفية أموال‬
‫املدين فيتم بيعها وتوزيع ثمنها على الدائنين‪ ،‬ويصبح الدائنون في حالة الاتحاد‬
‫بقوة القانون إذا فشل مشروع الصلح أو منح له ثم تقرر إبطاله أو لم يقدم‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪1‬ـ ـ تقض ي املادة ‪ 847‬ق‪ .‬ت على انه‪" :‬ال يبطل ما أجراه املدين من أعمال بعد حكم التصديق وقبل إبطال أو فسخ‬
‫الصلح إال ما جرا منه تدليسا بحقوق الدائنين وطبقا ألحكام املادة ‪ 198‬من القانون املدني"‪.‬‬
‫‪-5‬تنص املادة ‪ 842‬من ق ت "تعود للدائنين السابقين على الصلح حقوقهم بأكملها في مواجهة املدين وحده ولكنهم ال‬
‫يدرجون ضمن جماعة الدائنين إال بالنسب التالية‪:‬‬
‫‪--1‬ديونهم كاملة‪ ،‬إن كانوا لم يقبضوا شيئا من ديونهم‪،‬‬
‫‪-5‬جزء من ديونهم ألاصلية مناسب لشطر الحصة الذي لم يستوفوه إن كانوا قد قبضوا جزءا من حصتهم‪.‬‬
‫وتطبق أحكام هذه املادة في حالة افتتاح تفليسة أو تسوية قضائية ثانية دون أن يسبق هذا إبطال أو فسخ للصلح"‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫املدين مقترحات الصلح أصال ‪ .‬ويترتب على حكم إلافالس سقوط بعض الحقوق‬
‫عن املفلس وفرض عليه محظورات ال يمكن له استعادتها إال بعد رد اعتباره ‪.‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬اتحاد الدائنين‪L’UNION .‬‬
‫تقض ي املادة‪845‬ق ت على أنه‪" :‬بمجرد إعالن إلافالس أو تحول التسوية‬
‫القضائية يتكون اتحاد الدائنين ويجري وكيل التفليسة عمليات تسوية ألاصول‬
‫وفي الوقت نفسه يضع كشفا بالديون‪."...‬‬
‫يتكون اتحاد الدائنين حسب املادة ‪ 845‬ق ت بمجرد إعالن إلافالس أو ّ‬
‫تحول‬
‫التسوية القضائية إلى إفالس‪ ،‬ويهدف الاتحاد إلى تصفية أموال املفلس وبيعها‬
‫وتوزيع ثمنها على الدائنين‪ .‬ولقد حدد املشرع الحاالت التي يلزم فيها القاض ي الحكم‬
‫باإلفالس‪ ،‬كما حدد حاالت تحول التسوية القضائية إلى تفليسة‪ .‬ولقد خول‬
‫عملية تصفية أموال املفلس للوكيل املتصرف القضائي حيث يتولى وضع كشف‬
‫الديون وعملية بيع ألاموال وأخيرا توزيع ثمنها على الدائنين‪.‬‬
‫الفرع‪ :1‬حاالت الاتحاد‪.‬‬
‫تحول الصلح إلى تفليسة في حالة تواجد املدين في إحدا‬ ‫نص املشرع على ّ‬
‫الحاالت املنصوص عليها في املادتين ‪ 885‬و‪883‬ق ت‪ .‬وطبقا للمادة‪ 882‬فإن‬
‫املحكمة تقض ي بتحويل التسوية القضائية إلى تفليسة بحكم يصدر في جلسة‬
‫علنية‪ ،‬إما تلقائيا أو بناء على طلب من الوكيل املتصرف القضائي أو الدائنين‬
‫بناء على تقرير القاض ي املنتدب بعد السماع للمدين أو دعوته للحضور قانونا‬
‫بموجب رسالة موص ى عليها مع طلب العلم بالوصول‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬الحاالت الواردة في املادة ‪332‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫حسب املادة ‪885‬ق ت فإن املحكمة تقض ي في أي وقت أثناء قيام التسوية‬
‫القضائية بشهر إلافالس‪ ،‬وذلك‪:‬‬
‫‪-1‬إذا حكم على املدين باإلفالس بالتدليس‪،‬‬

‫‪76‬‬
‫‪-5‬إذا أبطل الصلح‪،‬‬
‫‪-8‬إذا ثبت أن املدين يوجد في إحدا الحاالت املنصوص عليها في الفقرة الثانية في‬
‫املادة ‪ ،552‬وتتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬إذا لم يقم املدين بااللتزامات املنصوص عليها في املواد ‪ 517‬و‪ 512‬و‪ 515‬و‪513‬‬
‫املتقدمة‪.‬‬
‫‪-5‬إن كان قد مارس مهنته خالفا لحظر قانوني‪،‬‬
‫‪-8‬إن كان قد اختلس حساباته أو بذر أو أخفى بعض أصوله أو كان سواء في‬
‫محرراته الخاصة أو عقود عامة أو التزامات عرفية أو في ميزانيته قد أقر تدليسيا‬
‫بمديونيته بما لم يكن مدينا بها‪،‬‬
‫‪-4‬إن كان لم يمسك حسابات مطابقة لعرف مهنته وفقا ألهمية املؤسسة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الحاالت الواردة في املادة ‪ 338‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫حدد املشرع في املادة ‪883‬ق ت الحاالت التي يتوجب على املحكمة أن تقض ي‬
‫بشهر إلافالس وتتمثل في‪:‬‬
‫‪-1‬إذا لم يعرض املدين الصلح أو لم يحصل عليه‪،‬‬
‫‪-5‬إذا انحل عقد الصلح‪،‬‬
‫‪-8‬إذا حكم على املدين باإلفالس بالتقصير‪،‬‬
‫‪-4‬إن كان املدين بقصد تأخير إثبات توقفه عن الدفع قد أجرا مشتريات إلعادة‬
‫البيع بأدنى من سعر السوق أو استعمل بنفس القصد طرقا موجبة لخسائر‬
‫شديدة ليحصل على أموال‪،‬‬
‫‪-7‬اذا رؤا أن مصاريفه الخاصة ومصاريف تجارته مفرطة ‪،‬‬
‫‪-2‬إذا كان قد استهلك مبالغ جسيمة في عمليات نصيبية محضة‪،‬‬
‫‪-5‬إذا كان منذ التوقف عن الدفع أو في الخمسة عشر يوما السابقة له قد أجرا‬
‫عمال مما ذكر في املادتين ‪ 542‬و‪ 545‬املتقدمتين وذلك متى كانت املحاكم املختصة‬
‫قد قضت بعدم ألاخذ بها قبل جماعة الدائنين أو أقر ألاطراف بهذا‪،‬‬

‫‪77‬‬
‫‪-3‬إن كان قد عقد لحساب الغير تعهدات رؤا أنها بالغة الضخامة بالنسبة‬
‫لوضعه عند التعاقد وكان لم يقبض مقابلها شيئا‪،‬‬
‫‪-5‬إذا كان قد ارتكب في استغالل تجارته أعماال بسوء نية أو بإهمال ال يغتفر أو‬
‫جرت منه مخالفات جسيمة لقواعد وأعراف التجارة‪.‬‬
‫الفرع‪ :2‬تنظيم الاتحاد‪.‬‬
‫إن الغرض من حالة الاتحاد هو تصفية أموال املفلس وذلك ببيعها وتوزيعها‬
‫بين الدائنين كل بنسبة دينه‪.‬‬
‫أوال‪ :‬بيع ألاموال‪.‬‬
‫أجاز القانون للوكيل املتصرف القضائي أن يشرع لوحده في بيع بضائع‬
‫ومنقوالت املدين وتحصيل حقوقه‪ .1‬أما فيما يتعلق ببيع العقارات فاشترط‬
‫القانون الحصول على إذن من القاض ي املنتدب وأن يتم البيع خالل ‪8‬أشهر إن لم‬
‫ترفع بشأنها أية مطالبة‪ .5‬كما أجاز القانون للوكيل املتصرف القضائي أن يقوم في‬
‫مهلة شهر ببيع العقارات املحملة برهن أو امتياز‪ ،‬إذ تقض ي الفقرة الثانية من‬
‫املادة ‪871‬ق ت على أن للدائنين املرتهنين عقاريا أو ذوي الامتياز مهلة شهرين‬
‫اعتبارا من تبليغهم الحكم بشهر إلافالس مالحقة البيع الجبري مباشرة للعقارات‬
‫التي قيدت عليها امتيازاتهم أو رهونهم العقارية وعند عدم القيام في تلك املهلة‬
‫يتعين على وكيل التفليسة القيام بالبيع في مهلة شهر ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬توزيع ألاصول‪.‬‬
‫سبق أن اشارنا أن الهدف من الاتحاد هو تصفية أموال املفلس وتوزيع ثمنها‬
‫على الدائنين‪ ،‬ولذلك فإن املشرع تطرق إلى كيفية توزيع ألاصول ونص على أن‬
‫توزيع مبلغ ألاصول يتم بعد أن تطرح مختلف املصاريف وكذا مصاريف‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪1‬ـ ـ املادة ‪ 879‬ق ‪.‬ت ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ تقض ي الفقرة ‪1‬من املادة ‪ 871‬ق ‪.‬ت ‪":‬إذا لم ترفع أية مطالبة بمبيع جبري للعقارات قبل حكم إشهار إلافالس‪،‬‬
‫يقبل من وكيل التفليسة وحده بإذن من القاض ي املنتدب والحقة البيع‪ ،‬ويتعين عليه القيام بذلك خالل الثالثة‬
‫أشهر"‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫التفليسة وإلاعانات املمنوحة للمدين وألسرته‪ .‬كما تطرح املبالغ املدفوعة للدائنين‬
‫ذوي الامتياز ثم يتم توزيع مبلغ ألاصول بين جميع الدائنين كل بنسبة ديونهم‬
‫املحققة واملقبولة‪ .1‬وبالنسبة للديون التي لم يفصل فيها نهائيا وخصوصا أجور‬
‫مديري الشركات فإن القانون قرر الاحتفاظ بحصة تلك الديون‪.5‬‬
‫الفرع‪ :3‬انحالل الاتحاد‪.‬‬
‫بعد قفل إجراءات التفليسة بتصفية أموال املدين وتوزيعها ينحل اتحاد‬
‫الدائنين بقوة القانون‪ ،8‬ويعود للمفلس إدارة أمواله والتصرف فيها والتقاض ي‬
‫بشأنها‪ ،‬ويسترجع الدائنون حقهم في اتخاذ إلاجراءات الفردية ضد املدين‬
‫الستيفاء ما بقي من ديونهم‪ ،‬وفي سبيل ذلك نصت الفقرة ‪ 5‬من املادة‪ 874‬ق ت‬
‫على إمكانية حصول الدائنين على سندات تنفيذية بأمر من رئيس املحكمة بشرط‬
‫أن تكون ديونهم قد حققت وقبلت ‪ .‬كما يترتب على قفل إجراءات التفليسة انتهاء‬
‫مهام كل من القاض ي املنتدب والوكيل املتصرف القضائي واملراقبين‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬رد الاعتبار التجاري‪.‬‬
‫سبق وان اشرنا أن من أثار إلافالس الشخصية سقوط بعض الحقوق عن‬
‫املفلس والتي ال يمكن له استعادتها إال بعد رد اعتباره وهو ما أشارت إليه املادة‬
‫‪548‬ق ت التي تنص على أنه‪ " :‬يخضع املدين الذي أشهر إفالسه للمحظورات‬
‫وسقوط الحق املنصوص عليها في القانون‪.‬‬
‫وتستمر هذه املحظورات وسقوط الحق قائمة حتى رد الاعتبار مال توجدأحكام‬
‫قانونية تخالف ذلك"‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -1‬املادة ‪ 878‬ق‪ .‬ت‬
‫‪ 5‬ـ ـ تقض ي الفقرة ‪ 5‬من املادة ‪ 878‬ق‪ .‬ت بأنه ‪" :‬يحتفظ بالحصة املطابقة للدين التي لم يتم البت فيها نهائيا‬
‫وخاصة أجور مديري الشركة طاملا لم يفصل في وضعيتهم"‪.‬‬
‫تقض ي املادة ‪ 874‬ق‪.‬ت بأنه‪"::‬بعد إقفال إلاجراءات يحل اتحاد الدائنين بقوة القانون ويسترجع الدائنون شخصيا‬
‫ممارسة أعمالهم‪.‬‬
‫‪-8‬الفقرة‪ 1‬من املادة‪ 874‬ق ‪.‬ت ‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫كما أخضع املشرع القائمين على إدارة شركات املساهمة واملسؤولية املحدودة‬
‫للمحظورات وسقوط الحق إذا ثبت ارتكابهم إحدا جرائم إلافالس بالتقصير أو‬
‫بالتدليس املنصوص عليها في املواد من ‪ 853‬إلى ‪839‬ق ت‪ .‬وذلك ما قضت به‬
‫املادة ‪ 831‬ق ت بقولها "تطبق على ألاشخاص املحكوم عليهم بمقتض ى املواد‬
‫من ‪ 328‬إلى ‪ ،380‬وبقوة القانون إلاسقاطات التي رتبها القانون على إفالس‬
‫التجار"‪.‬‬
‫ويقصد برد الاعتبار التجاري تمكين املفلس من استعادة الحقوق التي‬
‫أسقطت عنه‪ ،‬و رفع املحظورات التي فرضها القانون عليه و استرداد مركزه في‬
‫مجتمعه ورفع الوصمة التي لحقته في عالم التجارة‪ .1‬غير أن رد الاعتبار لألشخاص‬
‫املحكوم عليهم في جناية أو جنحة غير مقبول‪ ،‬ألن من أثار حكم إلادانة منعهم من‬
‫ممارسة التجارة أو الصناعة أو الاحتراف‪.5‬‬
‫تناول املشرع الجزائري أحكام رد الاعتبار التجاري في املواد من ‪ 873‬إلى ‪ 823‬ق‬
‫ت ونص من خاللها على أنواع رد الاعتبار‪ ،‬كما نص على إلاجراءات الواجب‬
‫إتباعها في رد الاعتبار‪.‬‬
‫الفرع‪ :1‬أنواع رد الاعتبار‪.‬‬
‫أوال‪ :‬رد الاعتبار بقوة القانون‪.‬‬
‫ّيرد الاعتبار القانوني وفق املادة ‪873‬ق ت لكل تاجر سواء كان شخصا طبيعيا‬
‫أو معنويا أشهر إفالسه أو قبل في التسوية القضائية‪ ،‬و ليس للمحكمة أية سلطة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ـ ـ أنور العمروس ي‪ ،‬رد الاعتبار في القانون الجنائي والقانون التجاري(الطبيعة القانونية والاختصاص‬
‫وإلاجراءات)‪،‬ط‪ ،1‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬الاسكندرية‪،5991،‬ص‪.19‬‬
‫و يجب التمييز بين رد الاعتبار التجاري املنصوص عنه في التقنين التجاري بالنسبة إلى املفلس ورد الاعتبار الجنائي‬
‫بالنسبة إلى من حكم عليه بعقوبة جناية أو جنحة‪ .‬أنظر في ذلك‪ .:‬بن زرفة هوارية‪ :‬املرجع السابق‪ .‬و أنور‬
‫العمروس ي‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪ 3‬ومايليها‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ ـ املادة ‪ 822‬من ق‪.‬ت‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫تقديرية في ذلك‪ .‬فاملدين يسترد اعتباره دون حاجة إلى حكم إذا أثبت أنه قام‬
‫بسداد كل ديونه من أصل ومصاريف ولو كان قد حصل على صلح فيتوجب عليه‬
‫أداء الجزء املتنازل عنه إذا تنازل الدائنون عن جزء من ديونهم‪ .1‬كما يرد الاعتبار‬
‫التجاري للشريك املتضامن في شركة أشهر إفالسها أو قبلت في تسوية القضائية‬
‫إذا أوفى بكل ديون الشركة حتى إن كان قد منح له صلحا منفردا‪ ،‬فال يكفي أن‬
‫يوفي نصيبه من الدين‪.‬‬
‫وفي حالة اختفاء واحد أو أكثر من الدائنين أو غيابه أو رفضه قبول الوفاء‬
‫فعليه أن يودع املبلغ املستحق في خزانة ألامانات والودائع‪.5‬‬
‫ثانيا‪ :‬رد الاعتبار القضائي(الجوازي)‪.‬‬
‫نصت املادة ‪ 875‬ق ت على رد الاعتبار القضائي أو الجوازي حيث أجازت‬
‫للمحكمة أن تحكم به أوال متى ثبتت استقامة املدين وذلك في حالتين‪:‬‬
‫‪-1‬املدين الذي حصل على صلح وسدد حصصه‪ ،‬ويطبق هذا الحكم على الشريك‬
‫املتضامن الذي حصل على صلح منفرد من الدائنين‪.‬‬
‫‪-5‬املدين الذي أثبت إبراء الدائنين له بكامل الديون وموافقتهم الجماعية على رد‬
‫اعتباره‪.‬‬
‫الفرع‪:2‬إجراءات رد الاعتبار‪.‬‬
‫ّلرد الاعتبار يتعين على املدين إتباع إجراءات معينة‪ ،‬واملحكمة املختصة بالنظر‬
‫في طلب رد الاعتبار ي ذات املحكمة التي قضت بشهر إلافالس أو التسوية‬
‫القضائية ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪1‬ـ ـ ـ أنور العمروس ي‪،‬املرجع السابق‪،‬ص ص‪.53 .55‬‬
‫وملالحظ أن املشرع لم يحدد املدة التي يمكن للتاجر استرداد اعتباره‪ ،‬فنجد التشريع املصري مثال حددها بعد مرور‬
‫‪8‬سنوات على تاريخ انتهاء التفليسة‪ .‬أنظر في ذلك‪:‬هاني دويدار و محمد السيد الفقي‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.877‬‬
‫‪-5‬املادة ‪ 873‬فقرة أخيرة ق‪ .‬ت ‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫‪-1‬يتعين على املدين إيداع طلب رد الاعتبار بكتابة ضبط املحكمة التي قضت‬
‫بشهر إلافالس أو التسوية القضائية ويرفق به املخالصات واملستندات املثبتة‬
‫للوفاء أو إلابراء‪.‬‬
‫‪ -5‬يعلن الطلب من طرف املحكمة عن طريق نشره في إحدا الصحف املعتمدة‬
‫لقبول إلاعالنات القانونية‪ .1‬ولكل دائن لم يستوف حقوقه كاملة أن يعارض في رد‬
‫الاعتبار التجاري خالل شهر واحد من تاريخ هذا إلاعالن‪ ،‬و ذلك بإيداعه عريضة‬
‫مسببة ومدعمة بوثائق ثابتة لدا كاتب الضبط‪.5‬‬
‫‪-8‬يوجه رئيس املحكمة املختص جميع املستندات املقدمة من املدين إلى وكيل‬
‫الدولة لدا محكمة موطن املدعى‪ ،‬ويكلفه بجمع كافة املعلومات عن صحة‬
‫الوقائع املدلى بها على أن يتم ذلك في خالل شهر واحد‪ .8‬بعد انقضاء هذه املواعيد‬
‫يحيل وكيل الدولة إلى املحكمة املرفوع إليها الطلب نتيجة التحقيقات املنصوص‬
‫عليها مشفوعة برأيه املسبب‪.4‬‬
‫‪--4‬تفصل املحكمة في الطلب وفي املعارضات املرفوعة بموجب حكم واحد‪ ،‬وإذا‬
‫رفض الطلب ال يجوز تجديده إال بعد انقضاء عام واحد‪ .‬وإذا قبل الطلب يسجل‬
‫الحكم في سجل املحكمة التي أصدرته ومحكمة موطن الطالب‪ ،7‬ويبلغ بعناية‬
‫كاتب ضبط لوكيل الدولة التابع له محل ميالد الطالب ملخص عن الحكم‬
‫ليؤشر عنه في الصحيفة القضائية إزاء التصريح بإشهار إلافالس أو التسوية‬
‫القضائية‪.2‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ـ ـ املادة ‪ 821‬ق‪.‬ت ‪.‬‬
‫‪5‬ـ ـ املادة ‪ 825‬ق‪.‬ت ‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ ـ املادة ‪ 828‬ق‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ ـ املادة من ‪ 824‬ق‪ .‬مع إلاشارة أن إجراءات رد الاعتبار التجاري تعفى من رسوم الطابع والتسجيل( املادة‪ 823‬ق‪.‬ت)‪..‬‬
‫‪ 7‬ـ ـ املادة ‪ 1/827‬ق‪.‬ت‪.‬‬
‫‪2‬ـ ـ املادةـ‪ 827‬فقرة ‪ 5‬ق‪.‬ت‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫وفي حالة وفاة املدين املفلس أو املقبول في التسوية القضائية فيجوز رد‬
‫اعتباره من قبل ورثته‪ ،1‬ويترتب على رد الاعتبار استرجاع املدين الحقوق التي‬
‫سقطت عنه واسترداد مركزه في املجتمع‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬الحاالت ألاخرى النتهاء إلافالس‪.‬‬
‫تنتهي حالة إلافالس إلى جانب ما سبق ذكره بإقفال التفليسة لعدم كفاية‬
‫املوجودات‪ ،‬بإجراء صلح عن طريق التخلي عن موجودات املفلس‪ ،‬وأخيرا بسبب‬
‫انقضاء الديون‪.‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬إقفال التفليسة لعدم كفاية املوجودات‪.‬‬
‫يتبين للوكيل املتصرف القضائي أن أصول‬ ‫أثناء سير إجراءات التفليسة قد ّ‬
‫املفلس غير كافية لالستمرار في هذه ألاخيرة‪ ،‬لذلك أجازت املادة ‪ 577‬ق ت‬
‫للمحكمة التي أشهرت إلافالس أن تقض ي بإقفال التفليسة لعدم كفاية أصولها‬
‫بناء على تقرير القاض ي املنتدب أو من تلقاء ذاتها ‪ .‬ويترتب على الحكم الصادر‬
‫بإقفال التفليسة لعدم كفاية أصولها توقيف إجراءات التفليسة مؤقتا ويبقى‬
‫الوكيل املتصرف القضائي على رأس وظيفته و تبقى يد املفلس مرفوعة عن‬
‫التصرف بأمواله وإدارتها‪. 5‬‬
‫كما يترتب على الحكم بإقفال التفليسة لعدم كفاية أصولها استعادة‬
‫الدائنين لحقهم في مباشرة الدعاوا الفردية ضد املفلس‪ ،‬والحصول على‬
‫السندات التنفيذية الالزمة شرط أن تكون ديونهم قد حققت وقبلت‪ .8‬غير أن‬
‫حصيلة هذه الدعاوا تعود على جماعة الدائنين وللوكيل املتصرف القضائي أن‬
‫يطالب بها لصالح جماعة الدائنين‪ .4‬ويجوز للمدين ولكل ذي مصلحة تقديم طلب‬
‫أمام محكمة الاستئناف بغرض العدول عن حكمها و استئناف سير إلاجراءات متى‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ـ املادة ‪ 825‬ق‪.‬ت‪.‬‬
‫‪2-Collectif de l’Ecole Universelle, op. cit, p42.‬‬
‫‪8‬ـ ـ الفقرة ‪ 5‬من املادة ‪ 877‬ق ت‪.‬‬
‫‪-4‬نادية فضيل‪،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.21‬وأنظر كذلك‪:‬هاني دويدار ومحمد السيد الفقي‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.459‬‬

‫‪83‬‬
‫اثبت وجود أموال كافية ملواجهة مصاريفها‪ ،‬أو أن يتم إيداع مبلغ مالي بين يدي‬
‫الوكيل املتصرف القضائي يكفي ملواجهة مصاريف التفليسة‪ .1‬وعليه فإن إقفال‬
‫التفليسة لعدم كفاية أصولها ال يؤدي إلى إنهاء التفليسة وإنما إلى إيقافها‪.5‬‬
‫املطلب الثاني ‪:‬الصلح عن طريق التخلي عن موجودات املفلس‪.‬‬
‫أجاز املشرع للمدين التصالح مع دائنيه عن طريق الاتفاق بأن يتخلى عن كل‬
‫أمواله أو عن جزء منها‪ ،3‬وهذا النوع من الصلح له طابع مختلط إذ يجمع بين‬
‫الصلح والاتحاد‪ ،‬فهو كالصلح البسيط يخضع لنفس القواعد وألاحكام التي‬
‫تنطبق على الصلح البسيط‪ 4‬بما في ذلك ألاحكام املتعلقة بإبطال الصلح وفسخه‪،‬‬
‫إال أنه على خالف الصلح البسيط فإن الصلح عن طريق التخلي عن موجودات‬
‫املفلس ال ينهي التفليسة بمجرد التصديق عليه وإنما تظل قائمة حتى يتم بيع‬
‫ألاموال املتروكة‪ .5‬ويعتبر هذا النوع من الصلح كاالتحاد في كونه ال ينهي غل يد‬
‫املدين عن ألاموال املتنازل عنها وال يعيد املفلس على رأس تجارته ويبقى املفلس‬
‫مالكا لهذه ألاموال إلى أن يتم بيعها‪ .2‬وينطبق على بيع هذه ألاموال ذات‬
‫إلاجراءات املتبعة في حالة الاتحاد‪ 5‬ثم يسلم إلى املدين مقدار ما زاد عن الديون‬
‫املطلوبة‪.3‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ـ ـ املادة ‪ 872‬ق ت ‪.‬‬
‫‪2-« La clôture pour insuffisance d’actif est donc plutôt une suspension qu’une terminaison de‬‬
‫‪la faillite ou de la liquidation judiciaire ».in Collectif de l’Ecole universelle, op. cit. p42.‬‬
‫‪-3‬ويعرف د‪.‬سعيد يوسف البستاني الصلح على ترك أموال املفلس للدائنين على انه "اتفاق يقع في جمعية الصلح‬
‫بين املفلس وجماعة الدائنين ويكون موضوعه أن يترك املفلس للدائنين أمواله الحاضرة كلها أو بعضها لتباع ويوزع‬
‫ثمنها عليهم مقابل إبرائه من ديونه‪ .‬سعيد يوسف البستاني‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪ .838‬وأنظر في ذلك أيضا‪:‬‬
‫‪Collectif de l’Ecole universelle, op. cit. p16.‬‬
‫‪ 4‬ـ املادة ‪ 843‬ق‪.‬ت ‪.‬‬
‫‪ .-5‬سعيد يوسف البستاني‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.834‬‬
‫‪2- Collectif de l’Ecole universelle, op. cit. p16.‬‬
‫‪-5‬مع إلاشارة أنه على خالف الحكم في حالة الاتحاد فإن بيع ألاموال املتروكة وتوزيعها يعد نهائيا‪ .‬أنظر في ذلك‪ :‬سعيد‬
‫يوسف البستاني‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.837‬‬
‫‪ 3‬ـ الفقرة ألاخيرة من املادة ‪ 843‬ق‪.‬ت‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫أما إذا لم تكفي أمواله للوفاء بكل الديون فإن ذمته تبرأ نهائيا منها‪.‬وللمدين‬
‫كامل الحرية في إدارة والتصرف في ألاموال التي يكتسبها املفلس بعد الصلح‪.1‬‬
‫مع إلاشارة أن هذا النوع من الصلح ال يمكن طلبه من طرف املدين التاجر‪ ،‬و‬
‫إنما على جماعة الدائنين تقديم طلب للمحكمة ألجل التصديق عليه‪.5‬‬
‫املطلب الثالث‪:‬انتهاء التفليسة النقضاء الديون‪.‬‬
‫إلى جانب ما سبق ذكره فإن التفليسة قد تنتهي أيضا في حالة انقضاء‬
‫الديون‪ ،‬إذ تنتفي مصلحة الدائنين في السير في إجراءات التفليسة عندما يقوم‬
‫املدين بالوفاء بما عليه من ديون أو أن يكون لديه املال الكافي لسداد ديونه‪ .‬ولقد‬
‫نص املشرع في املادة ‪ 875‬ق ت أن للمحكمة أن تقض ي ولو تلقائيا بإقفال‬
‫إلاجراءات عند عدم وجود ديون مستحقة أو عندما يكون تحت تصرف وكيل‬
‫التفليسة ما يكفي من املال‪.‬‬
‫ال يصدر الحكم القاض ي بإقفال التفليسة النقضاء الديون إال بناءا على تقرير‬
‫يبين فيه تحقق احد الشرطين املشار إليهما أعاله‪ .‬وعليه ال‬ ‫من القاض ي املنتدب ّ‬
‫يتقرر انتهاء التفليسة النقضاء الديون إال بتوافر أحد الشرطان التاليين‪:‬‬
‫‪- 1‬عدم وجود ديون مستحقة‪..‬‬
‫‪- 5‬أن يكون تحت تصرف وكيل التفليسة ما يكفي من املال‪.‬‬
‫ويترتب على صدور الحكم باإلقفال النقضاء الديون استرداد املدين لجميع‬
‫حقوقه وترفع عنه كل املحضورات‪ ،8‬كما يترتب على هذا الحكم رفع اليد عن‬
‫جماعة الدائنين‪.4‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 1‬ـ ـ نشأت ألاخرص‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.14‬‬
‫‪5‬ـ ـ ـ تقض ي املادة ‪ 845‬من ق ت ‪":‬ال يقبل من املدين التاجر طلب الاستفادة بالتخلي عن املال"‪.‬‬
‫‪-8‬الفقرة ‪5‬من املادة ‪875‬ق ت‪.‬‬
‫‪-4‬الفقرة ‪ 8‬من املادة ‪ 875‬ق ت‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫الخاتمة‪.‬‬
‫من خالل دراستنا لنظام إلافالس والتسوية القضائية ‪،‬يتضح أن املشرع لم‬
‫يدخل عليه تعديالت أساسية منذ صدور القانون التجاري في‪،1557‬وعليه لم‬
‫يساير التطورات الاقتصادية والسياسية‪ .‬واملؤسسات التي تواجه صعوبات تجد‬
‫نفسها إما في حالة إفالس أو تسوية قضائية‪،‬أي إما أن يصدر حكم بإفالسها‬
‫ويضع حدا نهائيا لوجود املؤسسة وذلك بتصفيتها عن طريق بيع أصولها وتوزيع‬
‫الناتج على الدائنين كل بنسبة دينه‪،‬وإما أن تتوصل املؤسسة إلى عقد صلح مع‬
‫دائنيها وتستمر في نشاطها‪.‬‬
‫وما يؤخذ على املشرع أنه راعى بالدرجة ألاولى مصلحة الدائنين ولم ينص‬
‫على حلول إلنقاذ املؤسسة املتعثرة وألاخذ بيدها‪ ،‬كما فعلت بعض التشريعات‬
‫بإدراجها لنظام التقويم القضائي كالتشريع الفرنس ي واملغربي مثال‪،‬الذي يهدف إلى‬
‫مساعدة املشروعات التي تمر بصعوبات مالية للحفاظ عليها ولدعم الاستقرار‬
‫الاقتصادي واملالي‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫‪-1‬باللغة العربية‪.‬‬
‫ا‪-‬الكتب‪:‬‬
‫‪-1‬أحمد محرز‪،‬نظام إلافالس في القانون التجاري الجزائري‪،‬الطبعة‪(،5‬د‪.‬د‪.‬ن)‪.1539،‬‬
‫‪-5‬أحمد محمود خليل‪ ،‬شرح إلافالس التجاري في قانون التجارة الجديد‪ ،‬منشأة‬
‫املعارف‪،‬الاسكندرية‪،5991،‬‬
‫‪-8‬أسامة نائل املحيسن الوجيز في الشركات التجارية وإلافالس‪،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪.5995،‬‬
‫‪ -4‬أنور العمروس ي‪ ،‬رد الاعتبار في القانون الجنائي والقانون التجاري(الطبيعة القانونية‬
‫والاختصاص وإلاجراءات)‪،‬ط‪ ،1‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬الاسكندرية‪.5991،‬‬
‫‪-7‬بن داوود إبراهيم‪ ،‬نظام إلافالس والتسوية القضائية في القانون التجاري املقارن‪،‬دار‬
‫الكتاب الحديث‪،‬القاهرة‪.5993،‬‬
‫‪ 2‬ـ ـ راشد راشد‪ ،‬ألاوراق التجارية وإلافالس والتسوية القضائية للقانون التجاري الجزائري‪،‬‬
‫ط‪ – 2‬ديوان املطبوعات الجامعية‪،‬الجزائر‪.5993 ،‬‬
‫‪-5‬سعيد يوسف البستاني‪ ،‬أحكام إلافالس والصلح الواقي في التشريعات العربية‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫منشورت الحلبي القانونية‪،‬بيروت‪.5995،‬‬
‫‪3-‬عزيز العكيلي‪،‬الوسيط في شرح القانون التجاري‪،‬أحكام إلافالس والصلح الواقي‪-‬دراسة‬
‫مقارنة‪ ،-‬الجزء‪ ،8‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.5993،‬‬
‫‪-5‬عفيف شمس الدين‪ ،‬ألاسناد التجارية وإلافالس‪ ،‬الطبعة ألاولى‪ ،‬منشورات الحلبي‬
‫الحقوقية‪ ،‬بيروت‪.5919،‬‬
‫‪-19‬محمد السيد الفقي‪ ،‬القانون التجاري –إلافالس‪-‬العقود التجارية‪-‬عمليات‬
‫البنوك‪،‬الطبعة ألاولى‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪،‬بيروت‪.5919 ،‬‬
‫‪ -11‬مصطفى كمال طه‪ ،‬القانون التجاري – ألاوراق التجارية‪-‬العقود التجارية‪-‬عمليات‬
‫البنوك‪-‬إلافالس‪ ،‬دار املطبوعات الجامعية‪ ،‬بيروت‪.1555،‬‬
‫‪-15‬نادية فضيل‪ ،‬إلافالس والتسوية القضائية في القانون الجزائري‪،‬ديوان املطبوعات‬
‫الجامعية‪،‬الجزائر‪.5995،‬‬

‫‪87‬‬
‫‪ -18‬نشأت ألاخرس‪ ،‬الصلح الواقي من إلافالس(دراسة مقارنة)‪،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪.5995،‬‬
‫‪-14‬هاني دويدار ومحمد السيد الفقي‪،‬ألاوراق التجارية وإلافالس‪،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬
‫الاسكندرية‪.5914،‬‬
‫‪-17‬وهاب حمزة‪ ،‬نظام التسوية القضائية في القانون التجاري الجزائري‪(،‬دراسة مقارنة مع‬
‫قانون التجارة املصري)‪،‬دار الخلدونية للنشر والتوزيع‪،‬الجزائر‪.5911،‬‬
‫ب‪-‬املقاالت‪:‬‬
‫‪-1‬بن زرفة هوارية‪"،‬أحكام رد الاعتبار التجاري وفقا للتشريع الجزائري"‪،‬مجلة القانون‬
‫وألاعمال‪ .‬على موقع الانترنت‪www.droitetentrprise.org :‬‬
‫‪-5‬عمر فالح العطين‪" ،‬الصلح الواقي من إلافالس في القانون وموقف الفقه إلاسالمي منه"‪،‬‬
‫املجلد ‪ ، 40‬العدد‪،5918 ،1‬ص‬ ‫دراسات علوم الشريعة والقانون‪،‬جامعة مفرق‪،‬الاردن‪ّ ،‬‬
‫ص‪.185-155‬‬
‫‪-8‬نسيبة إبراهيم حمو‪" ،‬حماية الائتمان التجاري بين إلاعسار املدني وإلافالس التجاري"‪،‬‬
‫مجلة الرافدين للحقوق‪،‬جامعة املوصل‪،‬العراق‪ ،‬املجلد‪،19‬العدد‪ .83،5993‬ص ص‪.55- 1‬‬
‫‪-4‬يوسف عبد هللا الشبيلي‪" ،‬إفالس الشركات وإعسارها في الفقه والنظام"‪ ،‬بحث منشور‬
‫على املوقع الالكتروني ‪http://www.shura.com.kw :‬‬
‫ج –النصوص القانونية‪:‬‬
‫‪-1‬النصوص التشريعية‪:‬‬
‫‪ -1‬قانون عضوي رقم ‪ 10-16‬مؤرخ في ‪ 22‬اوت ‪ 5912‬يتعلق بنظام الانتخابات ‪ ،‬ج ر‬
‫عدد‪ 79‬الصادر بتاريخ‪53‬اوت‪.5912‬‬
‫‪-5‬أمر رقم ‪ 177-22‬مؤرخ في‪93‬جوان‪ ،1522‬يتضمن قانون إلاجراءات الجزائية‪،‬ج‪ .‬ر عدد‪43‬‬
‫معدل ّ‬
‫ومتمم‪ ،‬على موقع الانترنت ‪www.joradp.dz‬‬ ‫الصادر بتا يخ ‪19‬جوان‪ّ ،1522‬‬
‫ر‬
‫‪-8‬أمر رقم ‪ 172- 22‬مؤرخ في‪ 93‬يونيو‪،1522‬يتضمن قانون العقوبات‪،‬ج‪.‬ر عدد‪ 45‬الصادر‬
‫بتا يخ ‪11‬جوان‪ّ ،1522‬‬
‫معدل ّ‬
‫ومتمم‪ ،‬على موقع الانترنت‪www.joradp.dz‬‬ ‫ر‬
‫‪-4‬أمر رقم ‪ 73-57‬مؤرخ في ‪52‬سبتمبر‪،1557‬يتضمن القانون املدني‪ ،‬ج‪.‬ر عدد‪53‬الصادر‬
‫معدل ّ‬
‫ومتمم‪ ،‬على املوقع ‪www.joradp.dz‬‬ ‫بتا يخ ‪89‬سبتمبر‪ّ ،1522‬‬
‫ر‬

‫‪88‬‬
‫‪-7‬أمر رقم ‪ 75-57‬مؤرخ في ‪52‬سبتمبر ‪ ،1557‬يتضمن القانون التجاري‪ ،‬ج ر عدد‪191‬‬
‫معدل ّ‬
‫ومتمم‪ ،‬على موقع الانترنت‪www.joradp.dz‬‬ ‫الصادر بتا يخ ‪ 15‬ديسمبر ‪ّ ،1557‬‬
‫ر‬
‫‪-2‬قانون رقم ‪ 91-33‬مؤرخ في ‪15‬يناير‪1533‬يتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات‬
‫العمومية الاقتصادية ج ر عدد‪ 95‬بتاريخ ‪18‬جانفي‪(1533‬ملغى)‪.‬‬
‫‪-5‬قانون رقم ‪ 94-33‬مؤرخ في ‪15‬يناير‪ 1533‬يعدل ويتمم ألامر رقم‪75-57‬‬
‫املؤرخفي‪52‬سبتمبر‪ 1557‬واملتضمن القانون التجاري‪،‬ويحدد القواعد الخاصة املطبقة على‬
‫املؤسسات العمومية الاقتصادية‪.‬ج ر عدد‪ 95‬الصادر بتاريخ ‪18‬جانفي‪.1533‬‬
‫‪-3‬مرسوم تشريعي رقم ‪93-58‬مؤرخ في‪57‬أفريل‪ 1558‬ج رعدد‪55‬الصادر‬
‫ويتمم ألامر رقم ‪ 75-57‬املؤرخ في ‪ 55‬سبتمبر ‪ 1557‬املتضمن‬ ‫بتاريخ‪55‬أفريل‪،1558‬يعدل ّ‬
‫القانون التجاري‪.‬‬
‫‪ -5‬أمر رقم ‪ 91-52‬املؤرخ في ‪19‬جانفي‪ ،1552‬يحدد القواعد التي تحكم الصناعة التقليدية‬
‫والحرف‪ ،‬عدد‪ 98‬الصادر بتاريخ‪14‬جانفي‪.1552‬‬
‫‪-19‬أمر رقم ‪ 58-52‬املؤرخ في ‪95‬جويلية‪ 1552‬املتعلق بالوكيل املتصرف القضائي‪.‬ج ر‬
‫‪.‬عدد‪ 48‬الصادر بتاريخ‪19‬جويلية‪.1552‬‬
‫‪ -11‬قانون رقم‪ 93-94‬مؤرخ في‪14‬اوت‪،5994‬يتعلق بشروط ممارسة ألانشطة التجارية‪،‬ج ر‬
‫عدد‪ 75‬الصادر بتاريخ‪ 13‬اوت‪.5994‬‬
‫‪-15‬قانون رقم ‪ 95-93‬مؤرخ في ‪57‬فيفري‪ ،5993‬يتضمن قانون إلاجراءات املدنية وإلادارية‪،‬‬
‫ج‪.‬ر عدد ‪ 51‬الصادر بتاريخ‪58‬أفريل ‪.5993‬‬
‫‪-2‬النصوص التنطيمية‪.‬‬
‫‪ -1‬مرسوم تنفيذي رقم ‪،415-55‬مؤرخ في ‪95‬نوفمبر‪ ،1555‬يحدد كيفيات إعداد قائمة‬
‫املتصرفين القضائيين ويضبط تنظيم وظيفتهم وإدارة صندوق الضمان وعمله‪ ،‬ج ر عدد‬
‫‪ 54‬الصادر بتاريخ ‪95‬نوفمبر‪.1555‬‬
‫‪ -5‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 413-55‬املؤرخ في ‪95‬نوفمبر‪ ،1555‬يحدد أتعاب الوكالء‬
‫املتصرفين القضائيين ج ر عدد‪ 54‬الصادر بتاريخ ‪ 95‬نوفمبر‪.1555‬‬

‫‪89‬‬
:‫باللغة الفرنسية‬-2
1-OUVRAGES :
1- Collectif de l’école universelle, Traité de droit commercial. (Faillite,
liquidation judiciaire et banqueroute..), http//gallica.bnf.fr
2- DIDIER Paul, Droit commercial, Tome4, PUF, Paris,1999.
3- GUYON Yves :Droit des affaires(Droit commercial général et sociétés),
Tome1, 9e édition, DELTA, Paris,6991.
4-………….. , Droit des affaires(Entreprises en difficultés –Redressement judiciaire-
Faillite),6eéd, DELTA, Paris,1996.
5-MARTIN Jean-François et LIENHARD Alain, Redressement et liquidation
judiciaires, 8e Ed, DELMAS, Paris,2003.

2-ARTICLES :
1--ABSIL Adrien, « Notions de droit des sociétés, droit de la faillite, de la
liquidation et de la continuité des entreprises »,
www.ipcf.be »upload »documents »
2-CAMPANA Marie-jeanne, DIZEL Martine et FERNANDEZ Reine,
« Entreprises en difficulté-Redressement judiciaire (Conditions d’ouverture) »,
Encyclopédie juridique, répertoire des sociétés, Dalloz, 2003.
3-PIGASSOU Paul, « Entreprises en difficulté-Redressement
judiciaire(Procédure et organe) », Encyclopédie juridique, répertoire des
sociétés, Dalloz, 2003.
4-ROUCOLLE Elisabeth, « Histoire du droit de la faillite en France :Une
approche des représentations de la défaillance », www.strategie-aims.com

3-THESES :
LYAZAMI Nahid La prévention des difficultés des entreprises : étude
comparative entre le droit français et le droit marocain, Thèse pour le doctorat
en droit privé, Université de Toulon, Faculté de Droit, 2013,
https://tel.archives-ouvertes.fr/tel

4-TEXTES JURIDIQUES :
-Code de commerce francais,www.legifrance.org

90
‫فهرس املوضوعات‬
‫مقدمة ‪. 91 ...................................................................................................................................‬‬
‫الفصل التمهيدي‪ :‬أحكام عامة حول إلافالس والتسوية القضائية‪.98 ...................................‬‬
‫املبحث ألاول‪:‬مفهوم إلافالس والتسوية القضائية‪.98 ......................................................‬‬
‫املطلب ألاول‪:‬تعريف إلافالس وتمييزه عن نظام إلاعسار‪.03...........................................‬‬
‫الفرع‪:1‬تعريف إلافالس والتسوية القضائي‪.03..................................................................‬‬
‫الفرع‪ :5‬تمييز نظام إلافالس التجاري عن نظام إلاعسار‪.05.............................................‬‬
‫املطلب الثاني‪:‬التطور التاريخي والتشريعي لنظام إلافالس‪.06...........................................‬‬
‫الفرع‪:1‬العصور القديمة والوسطى‪.06................................................................................‬‬
‫الفرع ‪:5‬العصر الحديث‪.95..................................................................................................‬‬
‫املبحث الثاني‪:‬مبادئ نظام إلافالس وأنواعه‪95.................................................................‬‬
‫املطلب ألاول‪:‬مبادئ وأسس نظام إلافالس‪.95.....................................................................‬‬
‫‪-‬الفرع ‪:1‬غل يد املدين عن إدارة أمواله والتصرف فيها‪.95................................................‬‬
‫الفرع‪:5‬املساواة بين الدائنين‪.95............................................................................................‬‬
‫الفرع‪:8‬إشراف السلطة القضائية على إجراءات إلافالس‪.95............................................‬‬
‫الفرع‪:4‬تبسيط إلاجراءات‪.19.................................................................................................‬‬
‫الفرع‪:7‬رعاية املدين‪.19...........................................................................................................‬‬
‫الفرع‪:2‬تجريم إلافالس‪.19.......................................................................................................‬‬
‫املطلب الثاني ‪:‬أنواع إلافالس‪.11............................................................................................‬‬
‫الفرع‪:1‬إلافالس البسيط‪.11....................................................................................................‬‬
‫الفرع‪:5‬إلافالس التقصيري‪.11.................................................................................................‬‬
‫الفرع‪:8‬إلافالس الاحتيالي‪.11....................................................................................................‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬شروط شهر إلافالس أو التسوية القضائية‪14.......................................................‬‬
‫املبحث ألاول‪:‬الشروط املوضوعية لإلفالس والتسوية القضائية‪.14............................................‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬صفة التاجر‪.14........................................................................................................‬‬
‫الفرع ألاول‪ :‬الشخص الطبيعي التاجر‪.17...................................................................................‬‬
‫الفرع‪ :5‬الشخص املعنوي‪.18........................................................................................‬‬
‫‪91‬‬
‫أوال‪:‬الشخص املعنوي التاجر(الشركات التجارية)‪.13...............................................................‬‬
‫ثانيا‪:‬الشركات املدنية‪.59.............................................................................................................‬‬
‫ثالثا‪:‬الشخص املعنوي العام وإلافالس‪.59 ...............................................................................‬‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬شرط التوقف عن الدفع‪.51 ............................................................................‬‬
‫الفرع ألاول ‪:‬املقصود بالتوقف عن الدفع‪.51 ...........................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬طبيعة الدين محل الوقوف عن الدفع‪.58 .........................................................‬‬
‫الفرع‪ 8:‬إثبات التوقف عن الدفع‪.54. .......................................................................................‬‬
‫فرع ‪: 4‬تحديد تاريخ التوقف عن الدفع‪.54...............................................................................‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬حكم شهر إلافالس‪.57 .......................................................................................‬‬
‫املطلب الاول‪:‬املحكمة املختصة بشهر إلافالس‪.20 ....................................................‬‬
‫الفرع‪ :1‬الاختصاص النوعي ‪.20 ................................................................................‬‬
‫الفرع‪ :2‬الاختصاص املحلي ‪.22 ................................................................................‬‬
‫املطلب الثالث‪:‬طلب شهر إلافالس‪.20 ......................................................................‬‬
‫الفرع ‪:1‬شهر إلافالس بناء على طلب املدين نفسه‪.22 ................................................‬‬
‫الفرع‪:2‬طلب شهر إلافالس بناء على طلب الدائنين‪.28 ..............................................‬‬
‫الفرع‪:3‬شهر إلافالس من تلقاء ذات املحكمة‪.22 .......................................................‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬مضمون حكم شهر إلافالس وشهره والطعن فيه‪.30 ..........................‬‬
‫الفرع‪:1‬مضمون حكم شهر إلافالس‪.30 ....................................................................‬‬
‫الفرع‪:2‬شهر حكم إلافالس أو التسوية القضائية‪.31 .................................................‬‬
‫الفرع‪ :3‬نفاذ حكم شهر إلافالس‪.31 .........................................................................‬‬
‫الفرع‪ :4‬طرق الطعن في أحكام إلافالس واثر زوال حالة التوقف عن الدفع‪.32 ...........‬‬
‫أوال‪:‬طرق الطعن في أحكام إلافالس ‪.32 ....................................................................‬‬
‫ثانيا أثر زوال حالة التوقف عن الدفع عند نظر الطعن باملعارضة والاستئناف‪.33 ....‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أشخاص التفليسة ‪.34 .....................................................................‬‬
‫املبحث ألاول‪ :‬ألاشخاص القضائية‪.84 ....................................................................................‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬الوكيل املتصرف القضائي‪87 ............................................................................‬‬

‫‪92‬‬
‫الفرع‪ :1‬تعيين الوكيل املتصرف القضائي‪.87 ..........................................................................‬‬
‫الفرع‪:2‬مهامه ‪.30 ...................................................................................................‬‬
‫الفرع ‪:3‬أتعاب ومسؤولية الوكالء املتصرفين القضائيين‪.32 .....................................‬‬
‫أوال‪ :‬أتعاب الوكالء املتصرفين القضائيين‪.32 ..........................................................‬‬
‫ثانيا‪:‬مسؤولية الوكيل املتصرف القضائي‪.32 ..........................................................‬‬
‫املطلب الثاني ‪:‬القاض ي املنتدب ‪.38 .........................................................................‬‬
‫الفرع‪ :1‬تعيينه ‪.38 .................................................................................................‬‬
‫الفرع‪ :2‬مهامه ‪.38 .................................................................................................‬‬
‫املطلب الثالث‪:‬محكمة إلافالس ‪40 ..........................................................................‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬النيابة العامة ‪.40 .............................................................................‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬ألاشخاص غير القضائية‪.41 .............................................................‬‬
‫املطلب ألاول‪:‬املراقبان‪.41 ......................................................................................‬‬
‫املطلب الثاني‪:‬املدين ‪.41 .........................................................................................‬‬
‫الفرع‪:1‬املدين في التفليسة ‪.41 ................................................................................‬‬
‫الفرع‪:2‬املدين في التسوية القضائية‪.42 ..................................................................‬‬
‫املطلب الثالث‪:‬جماعة الدائنين‪42 ..........................................................................‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬أثار الحكم بشهر إلافالس‪.44 ...........................................................‬‬
‫املبحث ألاول ‪:‬أثار شهر إلافالس بالنسبة للمدين‪.44 .................................................‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬غل يد املدين‪.45 ........................................... ...................................‬‬
‫الفرع‪:1‬الطبيعة القانونية لغل اليد‪.45 ...................................................................‬‬
‫الفرع‪:2‬نطاق غل اليد‪.40 .......................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬نطاق غل اليد فيما يتعلق بأعمال وتصرفات املدين‪.45 ...............................................‬‬
‫ثانيا‪:‬نطاق غل اليد فيما يتعلق بأموال املفلس وحقوقه‪.45 ..................................................‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬سقوط بعض حقوقه وتقييد حريته‪.52 ............................................‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬أثار إلافالس بالنسبة إلى الدائنين‪.52 .................................................‬‬

‫‪93‬‬
‫املطلب ألاول‪:‬تكوين جماعة الدائنين الفردية‪.52 .....................................................‬‬
‫الطلب الثاني‪:‬وقف الدعاوى وإلاجراءات الفردية‪.53..................................................‬‬
‫املطلب الثالث‪:‬سقوط أجال الديون‪.54 ...................................................................‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬رهن جماعة الدائنين‪.54 ...................................................................‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬آلاثار املتعلقة بالفترة السابقة على شهر إلافالس‪.55 ..........................‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬البطالن الوجوبي‪.50 ..........................................................................‬‬
‫الفرع‪:1‬شروط البطالن الوجوبي‪.50 ........................................................................‬‬
‫الفرع‪ :2‬التصرفات الخاضعة للبطالن الوجوبي‪.52 ..................................................‬‬
‫أوال‪:‬التبرعات ‪.52 ....................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪:‬عقود املعاوضة التي يجاوز فيها التزام املدين بكثير التزام الطرف ألاخر‪.52 .........‬‬
‫ثالثا‪ :‬الوفاء غير العادي‪.75 ....................................................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬التأمينات الضامنة لدين سابق‪.75 ................................................................................‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬البطالن الجوازي‪.75 .........................................................................................‬‬
‫الفرع ‪:1‬شروط البطالن الجوازي‪.29 .......................................................................................‬‬
‫الفرع ‪ :5‬التصرفات الخاضعة للبطالن الجوازي‪.29 ...............................................................‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬إجراءات إلافالس ‪.02 ........................................................................‬‬
‫املبحث ألاول‪ :‬حصر أموال املفلس وإدارتها‪.02 .........................................................‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬حصر أموال املفلس ‪.02......................................................................‬‬
‫الفرع‪: 1‬وضع ألاختام‪.02 .........................................................................................‬‬
‫الفرع‪:2‬جرد أموال املفلس ‪.03 .................................................................................‬‬
‫املطلب الثاني‪:‬إدارة أموال املفلس ‪.04 ......................................................................‬‬
‫الفرع‪ :1‬القيام باألعمال التحفظية‪.04 ....................................................................‬‬
‫الفرع‪ :2‬تحصيل الديون ‪.05 ....................................................................................‬‬
‫الفرع‪ :3‬مباشرة التحكيم والتصالح‪.02 ....................................................................‬‬
‫الفرع‪ :4‬بيع املنقوالت‪.02 ........................................................................................‬‬

‫‪94‬‬
‫املبحث الثاني‪:‬حصر ديون املدين ‪.05 .......................................................................‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬تقديم الديون ‪.00 ..............................................................................‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬تحقيق الديون‪.00 ............................................................................‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬انتهاء إلافالس ‪.00 ........................................................................‬‬
‫املبحث ألاول‪ :‬التسوية القضائية (الصلح ‪.08 ...........................)Le concordat‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬مضمون عقد الصلح‪.02 ...................................................................‬‬
‫املطلب الثاني‪:‬إجراءات الصلح ‪.20 ..........................................................................‬‬
‫الفرع‪:1‬املداولة في أمر الصلح‪.20 ...........................................................................‬‬
‫الفرع‪:2‬التصويت على الصلح ونتائجه ‪.24 ...............................................................‬‬
‫أوال‪:‬التصويت ‪.20 ..................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬نتيجة التصويت ‪.21 ......................................................................................‬‬
‫الفرع‪:3‬املعارضة في الصلح ‪.22 ...............................................................................‬‬
‫الفرع‪:4‬التصديق على الصلح وأثاره‪.22 ..................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬التصديق على الصلح ‪.22 .................................................................................‬‬
‫ثانيا‪:‬أثار الصلح ‪.23 ................................................................................................‬‬
‫املطلب الثالث‪:‬إبطال الصلح أو فسخه‪.23...............................................................‬‬
‫الفرع‪:1‬حاالت إبطال الصلح أو فسخه ‪.24 ...............................................................‬‬
‫الفرع ‪:2‬أثار إبطال عقد الصلح أو فسخه‪.24 ...........................................................‬‬
‫املبحث الثاني‪:‬اتحاد الدائنين ورد الاعتبار‪.25 ..........................................................‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬اتحاد الدائنين ‪.20..............................................................................‬‬
‫الفرع‪ :1‬حاالت الاتحاد ‪.20 ......................................................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬الحاالت الواردة في املادة ‪332‬من القانون التجاري‪.20 ......................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الحاالت الواردة في املادة ‪ 338‬من القانون التجاري‪.22 .....................................‬‬
‫الفرع‪ :2‬تنظيم الاتحاد ‪.28 ......................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬بيع ألاموال ‪28.................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬توزيع ألاصول‪.28 ...........................................................................................‬‬
‫‪95‬‬
‫الفرع‪ :3‬انحالل الاتحاد ‪.22 .....................................................................................‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬رد الاعتبار التجاري ‪.22 .....................................................................‬‬
‫الفرع‪ :1‬أنواع رد الاعتبار‪.80 ...................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬رد الاعتبار يقوة القانون‪.80 .............................................................................‬‬
‫ثانيا ‪:‬رد الاعتبار القضائي (الجوازي )‪.81 ..................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إجراءات رد الاعتبار‪.81 .......................................................................‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬الطرق ألاخرى النتهاء إلافالس‪.83 .....................................................‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬إقفال التفليسة لعدم كفاية املوجودات‪.83 ........................................‬‬
‫املطلب الثاني ‪:‬الصلح عن طريق التخلي عن موجودات املفلس‪.84 ............................‬‬
‫املطلب الثالث‪:‬انتهاء التفليسة النقضاء الديون‪.85 ..................................................‬‬
‫الخاتمة ‪.80 ...........................................................................................................‬‬
‫املراجع ‪.82 ............................................................................................................‬‬
‫الفهرس ‪.21 ...........................................................................................................‬‬

‫‪96‬‬

You might also like