Professional Documents
Culture Documents
الدكتور بوعبيد عباسي :أستاذ التعليم العالي بكلية احلقو –مراكش ..........رئيسا ومشرفا
الدكتور سليمان املقداد :أستاذ التعليم العالي بكلية احلقو –مراكش .......................عضوا
الدكتور امحاد أيت ملهاوض :أستاذ التعليم العالي بكلية احلقو –مراكش .................عضوا
السنة اجلامعية:
0202-0202
علْ َم لَنَا إِلَّا
س ْبحَانَكَ لَا ِ
قَالُوا ُ
مَا عَلَّ ْمتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْ َعلِيمُ
ا ْلحَكِيمُ
مقدمة:
يعتبر االئتمان عصب الحياة االقتصادية وقوامها في الوقت الراهن ،فهو أحد الركائز
األساسية في تشجيع االستثمارات وازدهارها ،ذلك أن الرفع من وثيرة االقتصاد رهين بوجود
استثمارات يلزم لقيامها توفر رؤوس أموال ضخمة ،وهو األمر الذي يعجز المستثمرون في
كثير من األحيان عن توفيره ،فيتم اللجوء إلى القروض .هذا األخير ال يمكن للمؤسسة
البنكية أن تقدمه ألي كان ،بل ينبني تقديمه على وجود ضمانات.
ولكي تتغلب المقاولة على التحديات والصعوبات التي يمكن أن تعترضها أثناء مزاولتها
لنشاطها ،فهي تحتاج إلى الموارد المالية الكافية لذلك ،فبالرغم من أنها تمتلك التمويل
الخاص بها ،إال أنه ال يكون كافيا في أغلب األحيان.
فخاصية السرعة التي يتميز بها العمل التجاري ،تلعب دو ار مهما في عمليات االئتمان
فالمقاولة ال يجب عليها أن تنتظر حتى تقوم ببيع منتجاتها للقيام بعمليات شراء المواد األولية
التي تحتاجها ،بل تتوجه مباشرة إلى االقتراض وهذا ما نلمسه في واقعنا العملي من خالل
عدد عقود الرهون التي يتم تحريرها في هذا الشأن يوميا.
ومع تعاظم دور االئتمان وتزايد أهميته ،بات من الضروري توفير وسائل حمايته بحيث
يكون أداة فعالة في تحقيق التقدم االقتصادي ،والتنمية في أي مجتمع معاصر .فعدم توفير
الحماية الفعالة والكافية للعمليات االئتمانية ،قد يؤدي إلى مخاطر تهدد أي نظام اقتصادي
في أي دولة.
هذا وقد أصبحت فكرة أموال المدين ضمان عام لدائنيه ،فكرة متجاوزة لعدة أسباب
منها :أن المؤسسة الدائنة ال يمكنها أن تمول مقاولة بمبالغ ضخمة ،وفي آخر المطاف تجد
نفسها تتزاحم مع عدة دائنين من أجل استيفاء حقها وبالتالي فهي بحاجة إلى نظام قانوني
متين يقوم بحمايتها من هذه المخاطر.
1
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
ونظ ار لقصور الضمان العام في حماية مؤسسات االئتمان من خطر عدم األداء ،فإنها
باإلضافة إلى التنفيذ على الشيء المرهون ،كانت تنفد على الشخص نفسه .وبالتالي فقد
أصبحت تطلب أتناء قيام المدين بطلب التمويل ضمانات أخرى أكثر صالبة لكي تضمن
حقها في حالة توقف المدين عن األداء.
والضمانات كما هو معلوم تنقسم إلى صنفين فإما أن تكون ضمانات شخصية ومن
صورها الكفالة :وهي التي يحتاجها المدين األصلي لتقوية مركزه االئتماني لدى المؤسسة
البنكية ،بمعنى أن المدين باإلضافة إلى الشيء المرهون الذي يقدمه كضمان يقدم ذمة مالية
لشخص أخر بصفته الكفيل .أما الصنف األخر من الضمانات فهو الضمانات العينية
وتصنف هي األخرى إلى ضمانات عينية ،إحداها تقع على العقار وأخرى تقع على المنقول.
هذا واذا كانت المقاوالت الكبرى تلعب دو ار مهما في تطوير االقتصاد الوطني ،فان
المقاوالت الصغرى والمتوسطة تلعب نفس الدور .إال أنها لم تلقى في القوانين ما يسعفها
لتلعب الدور المنوط بها ،وهو تحقيق التنمية خاصة القوانين المتعلقة بالضمانات المشجعة
على االئتمان وخاصة المنقولة منها.
والوضع االقتصادي اليوم يحتاج لتشجيع المقاولة من أجل أن تقوم بعملها على أحسن
وجه ،فهي أساس تقدم الدول ،ولتحقيق هذه الغاية البد من تسهيل ولوجها إلى التمويل عن
طريق رهن منقوالتها المتوفرة لديها ،سواء تعلق األمر بالمنقوالت المادية أو المعنوية .وألن
المقاولة تحتاج إلى هذه المنقوالت فيجب التوجه إلى إعادة تنظيم الرهون بدون حيازة
وتنظيمها تنظيما يحقق نوعا من االرتياح ،سواء للمؤسسة مقدمة االئتمان أو للمقاولة المدينة.
وقد كان أول ظهور للعمليات االئتمانية التي يكون محلها ضمانات منقولة ،بعد فرض
الحماية على المغرب،بموجب ظهير 3131/31/13والمتعلق ببيع المحالت التجارية
ورهنها⁽⁾1والذي أعطى للتجار إمكانية رهن محالتهم التجارية⁽.⁾2
2
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
كما صدر الظهير الشريف المتعلق برهن المحصوالت الفالحية المملوكة للشركة
االتحادية للمستودعات والمطامير التعاونية الفالحية المغربية بتاريخ ⁾4⁽3111/81/11
وكان يسمح لهذه الشركة فقط دون غيرها من رهن المحصوالت الفالحية الموجودة بمخازنها،
وهو رهن بدون حيازة ويجب أال يتجاوز هذا الرهن مدة سنة قابلة للتجديد وهذا ما نص عليه
الفصل الرابع من الظهير.
3
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
زيادة على هذا فقد عرف المغرب وألول مرة تنظيم الرهن الذي يقع على أدوات ومعدات
التجهيز بموجب الظهير الشريف الصادر بتاريخ .⁾1⁽3111/33/11والذي جاء في
فصله األول أن أداء قيمة اقتناء أدوات وأعتدة التجهيز المهني ،يمكن أن يضمن سواء فيما
يخص البائع أو فيما يخص المقرض ،الذي يسبق األموال الالزمة ألداء الثمن للبائع وذلك
برهن يقتصر على األدوات أو على االعتدة المشتراة فقط .إال أنه وبصدور مدونة التجارة
المغربية سنة 3111ثم إلغاء مقتضيات هذا الظهير وحلت محله مقتضيات جديدة تم
التنصيص عليها في المواد من 111إلى 111من هذه المدونة.
وأمام تطور الحياة االقتصادية وعدم قدرة هذه الظهائر على مواكبة هذا التطور ،قام
المشرع المغربي بتنظيم مجموعة من الرهون سواء تعلق األمر بالرهن الحيازي ،ومن تطبيقاته
الرهن المنصب على البضائع المودعة بالمخازن العامة .أو بالرهن دون التخلي عن الحيازة
ومن صوره رهن األصل التجاري ورهن أدوات ومعدات التجهيز فضال عن رهن بعض
المنتوجات والمواد ،وذلك بموجب مدونة التجارة الصادرة سنة .⁾2⁽3111
ورغم أن هذه الضمانات لها أهمية كبرى في حماية االئتمان فان مفعولها يبقى محدودا
في حصول المقاوالت على التمويل .وذلك لكون الحياة االقتصادية عرفت تطو ار كبي ار سيما
إذا علمنا أن أغلب المقاوالت المغربية صغيرة أو متوسطة تجد صعوبة في اللجوء للضمانات
العينية لعدم توفرها على عقارات تكون محال للضمان.
زيادة على ذلك فالنظام القانوني المتعلق بالضمانات ،لم يساير التطور الذي عرفته
الضمانات المنقولة ،فاإلضافة إلى المنقوالت المادية نجد ضمانات منقولة معنوية يمكن أن
تكون هي األخرى محال لعقد الضمان.
4
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
أضف إلى هذا فالمؤسسات البنكية ال تمنح القروض إلى المستثمر الذي يملك مقاولة
صغيرة أو متوسطة ،إال إذا قدم ضمانات كافية تضمن لها استخالص ديونها في حالة عدم
الوفاء بالتزاماتها ،وهذا األمر من الصعوبة بمكان سيما إذا علمنا أن أغلب هذه المقاوالت
لها رؤوس أموال صغيرة وال تمتلك في غالب األمر على عقارات ،بل على بعض المنقوالت
التي تحتاجها لمزاولة نشاطها.
ووعيا من المشرع المغربي للدور الذي يمكن أن تلعبه هذه المقاوالت ،فقد بادر إلى
إخراج قانون الضمانات المنقولة⁽ ⁾1إلى الوجود ،من أجل فتح المجال أمامها لتطلب وتستفيد
من التمويل .ويعتبر هذا القانون قفزة نوعية في مجال الضمانات ،وذلك من أجل مساعدة
المقاوالت الصغيرة والمتوسطة على الولوج إلى االئتمان ،من خالل رهن أصولها المنقولة
المتوفرة لديها.
والباحث في هذا الميدان سيقف على جملة من المستجدات التي جاء بها هذا القانون،
سواء التجديدات التي أدخلها المشرع على الرهن الحيازي أو تلك المتعلقة بتنظيم الرهن دون
التخلي عن الحيازة .وقد أعطى هذا األخير لهذا التنظيم درجة قصوى من األهمية ابتداء من
إبرام عقد الضمان إلى حين تحقيقه في حالة عدم الوفاء.
ومن التجديدات التي جاء بها القانون رقم 39.13تلك المرتبط منها بتسهيل إنشاء
الضمانات المنقولة ،وبصفة خاصة الرهون بدون حيازة ،وتبسيط المساطر المتعلقة بها،
واقرار حجيتها ،وتقليص اجالها ،وحفظ حقوق أطرافها.
أما على مستوى الرهون المستحدثة فقد قام المشرع المغربي من خالل هذا القانون
بإضافة بعض الرهون الجديدة خاصة الرهون بدون حيازة ويتعلق األمر برهن الدين ،ورهن
⁽ ⁾القانون رقم ، 39.13المتعلق بالضمانات المنقولة ،تنفيذ ظهير شريف رقم ، 3.31.11صادر في 33من
1
شعبان ( 3118أبريل ، )1831المنشور بالجريدة الرسمية عدد 1113،بتاريخ 31شعبان ،3118الموافق ل 11
أبريل .1831
5
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
الحساب البنكي ،زيادة على رهن حساب السندات .كما قام المشرع المغربي وألول مرة بجعل
الملكية تلعب دو ار مهما في الضمان ويتعلق األمر ببيع المنقول مع شرط االحتفاظ بالملكية.
واذا كان المنقول في الرهن الحيازي ينتقل إلى الدائن المرتهن فإن األمر عكس ذلك في
الرهن بدون حيازة ،وهذا األمر قد يضر بمصالح الدائن إذ قد يقدم المدين على التصرف في
الشيء المرهون ،لذا قام المشرع المغربي وبموجب قانون الضمانات المنقولة على التنصيص
على مجموعة من القواعد تلزم المدين بالحفاظ على الشيء المرهون وحماية حقوق الدائن
المرتهن.
هذا والكتساب رهن المنقول دون التخلي عن الحيازة لحجيته في مواجهة األغيار ،نجد
بين مواد هذا القانون مؤسسة جديدة ،يتم من خاللها إشهار الضمانات المنقولة باإلضافة إلى
الضمانات التي تدخل في حكمها ،وهي مؤسسة السجل الوطني االلكتروني للضمانات
المنقولة.
ونظ ار للصعوبات التي كانت تعترض الدائن في حالة عدم وفاء المدين بالتزاماته،
وأتناء مباشرة التحقيق على الشيء المرهون ،عمل المشرع من خالل القانون الجديد على
تجاوز كل المعيقات التي كان الدائن يواجهها ،بدأ بتبسيط مسطرة تحقيق الرهن باالكتفاء
بمسطرتي اإلنذار والتعرض عليه ،وٳنتهاء بتوسيع آليات تحقيقه.
هذا وقد تم تعزيز تمثيلية الدائنين من خالل إحداث مهمة وكيل الضمانات ،هذا االخير
تربطه بالدائنين عالقة تعاقدية من خاللها ينوب عنهم ويقوم مقامهم في تأسيس الضمانات
المنقولة وتقييدها وكذا تحقيقها لفائدتهم.
وعموما يمكن القول إن المشرع المغربي وٳن تأخر في إخراج قانون الضمانات المنقولة
إلى الوجود ،وذلك على عكس المشرع الفرنسي الذي أدخل عدة تعديالت جوهرية على نظام
الضمانات العينية بموجب األمر المؤرخ في 11مارس ،1881والمشرع المصري الذي
قام بدوره بتنظيم قانون الضمانات المنقولة بمقتضى القانون رقم 331لسنة .1831فانه
6
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
جاء بتجديدات مهمة تتعلق بالضمانات المنقولة ،والتي من شأنها أن تدفع المقاوالت
الصغرى والمتوسطة إلى اللجوء إلى األبناك من أجل طلب التمويل.
يعتبر موضوع الضمانات المنقولة من المواضيع ذات األهمية بمكان ،فإذا نظرنا إليه
من الجانب القانوني فهو يعتبر من القوانين الجديدة في الساحة القانونية ،وله حمولة وازنة
وقد جاء إلغناء المنظومة القانونية ببالدنا من أجل تنظيم مجال الرهون التي تقع على
المنقوالت ،خاصة إذا علمنا أن النصوص القانونية الموجودة لم تكن تسعف أصحاب
المقاوالت الصغرى والمتوسطة للولوج إلى التمويل.
أما من الناحية العملية فان هذا القانون سيتيح للمقاولة إمكانية رهن أموالها المنقولة
المادية والمعنوية ،خاصة رهن المنقول بدون حيازة والذي يتيح للمقاولة إستعمال منقوالت
تحتاجها في ممارسة نشاطها االقتصادي .أما بالنسبة للدائن فقد أصبح بإمكانه تحقيق
الضمانات المنقولة بواسطة طرق أخرى باإلضافة إلى البيع القضائي :إد أصبح بإمكانه
تملك ا لشيء المرهون تملكا قضائيا أو تعاقديا كما أصبح بإمكانه بيع الشيء المرهون بيعا
رضائيا.
أما أهمية الموضوع اقتصاديا فهي السبب الرئيسي في إخراج هذا القانون إلى حيز
الوجود ،فهناك دائما عالقة مباشرة بين القانون والتنمية .وبالتالي فالقانون الجديد سيؤثر ال
محالة على مناخ األعمال وسيشجع على التنافسية بين المقاوالت وسنرى في المستقبل
القريب عددا من المقاوالت الصغيرة ستخرج إلى الوجود وبالتالي تشغيل مجموعة من
العاطلين عن العمل.
تعددت األسباب التي دفعتني الختيار هذا الموضوع منها ما هو قانوني متعلق بالبحث
العلمي باعتباري باحث في المجال القانوني يجب أن أكون على إطالع بجميع المستجدات
7
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
القانونية ،وباعتبار قانون الضمانات المنقولة من هذه المستجدات المهمة ببالدنا كان من
الضروري محاولة دراسة هذا القانون وتسليط الضوء على أبرز مستجداته .زيادة على هذا
فموضوع الضمانات المنقولة مرتبط بمجال عملي وهو التوثيق ،مما دفعني لدراسة هذا
القانون للوقوف على أبرز التجديدات التي جاء بها المشرع.
لقد كانت المنظومة القانونية المتعلقة بالضمانات المنقولة المعمول بها سابقا ،تتميز
بتنظيم نوع واحد من الرهون وهو الرهن الحيازي للمنقول ،فضال عن تنظيم بعض صور رهن
المنقول دون التخلي عن الحيازة في مدونة التجارة ،كرهن األصل التجاري ورهن أدوات
ومعدات التجهير ورهن بعض المنتوجات والمواد.
هذه المنظومة كانت تعتريها بعض مكامن النقص سواء أثناء إبرام عقد الضمانات
والذي كان يتسم بطول اإلجراءات الشكلية ،أو تعلق األمر بالتنفيذ على الشيء المرهون مما
يجرد الضمانات المنقولة من قيمتها القانونية ،هذا الوضع كان يدفع مؤسسات االئتمان إلى
طلب ضمانات أخرى شخصية وكذا فرض شروطها التعسفية على المدين
ومع صدور قانون الضمانات المنقولة حاول المشرع من خالله أي يم أ مكامن هذا
النقص من خالل تبسيط إجراءات إنعقاد وتحقيق عقد الرهن .لكن اإلشكال الذي يمكن أن
نطرحه بهذا الخصوص هل استطاع المشرع من خالل هذا القانون تحقيق الغاية األهم من
صدوره وهي فتح المجال لكافة المقاوالت من أجل الحصول على التمويل و خلق تنافسية
بينها؟ سيما إذا علمنا أن هناك مقاوالت كبرى قد تأثر على المؤسسات البنكية من خالل
فرض شروطها عليها ،وذلك لما لها من قوة اقتصادية ومعرفية مما يضر ال محالة بمبدأ
التنافسية.
8
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
-ماهي الضمانات القانونية التي يوفرها قانون الضمانات المنقولة لفائدة الدائن؟
سنحاول في هذا البحث اعتماد المنهج التحليلي من خالل محاولة تحليل النصوص
القانونية التي تم التنصيص عليها ألول مرة في هذا القانون الجديد .كما سنعتمد على المنهج
المقارن كلما تطلب األمر ذلك من خالل مقارنة نصوص القانون الجديد بالقانون الفرنسي،
وبعض قوانين البالد العربية لمحاولة الوقوف على أوجه االختالف والتشابه بينهما ومن تم
تحديد مميزات القانون المغربي.
قام المشرع من خالل القانون الجديد بإعادة صياغة أحكام الضمانات المنقولة إذ عمل
على تبسيط إجراءات إبرام عقد الرهن ،كما أحدث سجل وطني إلكتروني للضمانات المنقولة
من خالله يتم إشهار الرهون دون التخلي عن الحيازة.
ولتقوية مركز تمثيلية الدائنين قام المشرع بإحداث مهمة وكيل الضمانات هذا األخير
يقوم بإبرام عقد الضمانات وتحقيقها نيابة عن الدائنين ،ولتبسيط إجراءات تحقيق الرهن جاء
المشرع بمجموعة من اآلليات الجديدة لتحقيق هذه الغاية.
9
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
وتبعا لما تقدم سنحاول في هذه الرسالة أن نتطرق في الفصل األول إلى البحث عن
ماهية الضمانات المنقولة وانشاؤها ،بينما سنعرض في الفصل الثاني إلى دراسة وكيل
الضمانات وتجديدات تحقيق الرهن.
10
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
الفصل األول
إن الهدف من وراء قيام المشرع المغربي من إخراج قانون الضمانات المنقولة هو
تشجيع المقاوالت الصغرى والمتوسطة على الولوج الى التمويل ،وهكذا أمر ال يمكن الوصول
إليه إال من خالل سن قوانين جديدة وتعديل بعضها لمواكبة التطور االقتصادي .وبالتالي فقد
سعى المشرع إلى تبسيط إجراءات إبرام عقد الضمانات المنقولة ،وذلك من خالل إعطاء
الحرية ل أطراف في اختيار نوع المحرر أثناء كتابة العقد .وكذا االكتفاء ببعض البيانات
اإللزامية التي يجب إدراجها فيه.
زيادة على هذا فقد نظم المشرع وألول مرة رهن المنقوالت دون التخلي عن الحيازة في
صلب القانون المدني ،مع التنصيص على ضرورة إشهار هذا النوع من الرهون بالسجل
الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة المحدث لهذه الغاية.
11
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
بداية يجب القول إن المشرع المغربي لم يعرف الضمانة وانما أشار في الفصل
3113من ظهير االلتزامات والعقود على أن "أموال المدين ضمان عام لدائنيه ."....
وقد عرف البعض الضمان بكونه عقد رهن يكون محله منقوال ويخصص للوفاء بالدين
المضمون ،وبموجبه يتقدم الدائن على غيره في المرتبة في اقتضاء حقه من هذا المال
⁽⁾1أنظر :
André Bryneel-Marie stranart:Les suretés, première édition, 1983, p.8.
12
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
المنقول⁽ .⁾1أما األستاذة حياة حجي فقد اعتبرت الضمانات بمثابة آليات قوية يمنحها المدين
إلى الدائنين اللذين يقدمون له االئتمان ،الذي هو بحاجة إليه وذلك حتى يتمكنوا من ضمان
استيفاء الديون المستحقة لهم⁽.⁾2
وبهذا يمكن القول إن الضمانة :هي وسيلة من الوسائل التي يمنحها المدين لدائنه
عندما يقترض منه ماال معينا ،وتمكن هذا األخير من تأمين الديون المستحقة له ،في
مواجهة المدين وهذه الضمانات يمكن أن تكون قانونية ،قضائية أو اتفاقية.
وقبل ختام هذه النقطة يجب اإلشارة إلى مسألة مهمة وهي التمييز بين الضمانة والتأمين،
بداية يجب اإلشارة إلى أن المشرع المغربي إستعمل عبارة التأمينات المنقولة" les
"sûretés mobiliersأتناء تنظيمه للقانون رقم 39.13بصيغته الفرنسية⁽ ،⁾3بينما
إستعمل عبارة "الضمانات المنقولة" في صيغته العربية.
لذا قد يتبادر إلى األذهان أن مصطلح التأمين مرادف للضمان ،لكن األمر عكس ذلك
بحيث إن فكرة الضمانات أوسع من فكرة التأمينات فقانون التأمينات أنشئ كفرع مستقل،
وأغلب التشريعات نظمته في صلب القانون المدني ،بينما الضمانات لم تنحصر في فرع
معين من فروع القانون ،وانما نجد أن هناك أنظمة قانونية في قانون االلتزامات والعقود
⁽⁾1سعيد حسين علي ،تنظيم الضمانات المنقولة بين المفهوم واألثر ،وفقا للقانون رقم 331لسنة 1831دار النهضة
العربية الطبعة األولى 1831 ،ص .11-11
⁽ ⁾2حياة حجي ،نطام الضمانات وقانون صعوبات المقاولة دراسة مقارنة ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون الخاص
كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية الرباط ،جامعة محمد الخامس السويسي ،السنة الجامعية 1838-1881
ص.31
⁽⁾3أنظر:
Dahir n° 1-19-76 du 11 Chabane 1440 (17 avril 2019) portant promulgation de la loi n° 21-
18 relative aux sûretés mobilières, bulletin officiel N°6840 (19-12-2019).
13
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
والقانون التجاري تقوم على تحقيق وظيفة الضمان وبناء على ذلك فإن كل تأمين فهو
ضمان ،لكن ليس كل ضمان هو تأمين⁽.⁾1
بالرجوع إلى مدونة الحقوق العينية ،لم نجد تعريفا للمنقول ،لكنها عرفت العقار
بالطبيعة في المادة 1بقولها " العقار بطبيعته هو كل شيء مستقر بحيزه تابت فيه ال يمكن
نقله من دون تلف أو تغيير في هيئته" .وبمفهوم المخالفة فان المنقول هو كل شيء غير
مستقر في حيزه وغير تابت فيه واذا قمنا بنقله من مكانه فال يحدث أي تغيير في هيأته.
لكن البد من اإلشارة أن هناك منقوالت تصبح عقارات بالتخصيص عندما يضعها
مالكها في عقاره خدمة لهذا األخير ،كما توجد عقارات تصبح منقوالت بحسب المآل
كاألشجار مثال عندما يتم تقطيعها فتصبع أعمدة من الخشب أو الماء الموجود بالمجاري
عندما يتم وضعه في قارورات.
وبذلك يعتبر المنقول كل شيء يمكن نقله من موقعه دون تلف سواء ثم هذا النقل
بكيفية طبيعية كالحيوان أم كان النقل يحتاج إلى تدخل قوة خارجية كالسيارات والسفن،
ويعتبر من المنقوالت الحيوانات ،الطيور ،المأكوالت والسفن الحربية والطائرات وأجهزة الراديو
والتلفزة⁽ .⁾2ويشمل المنقول كذلك النقود ،والمكياالت والموزونات وغيرها⁽ .⁾3ويمكن أن يكون
المنقول ماديا أو معنويا ويمكن أن يستخدم من أجل تحقيق االئتمان⁽.⁾4
⁽ ⁾1محمد العلواني ،التمييز بين مفهوم التأمين و الضمان من خالل التعليق على حكم للمحكمة التجارية بالرباط عدد 111
مؤرخ بتاريخ 1881/81/31ملف عدد ،1883/119/1المجلة المغربية للقانون واالقتصاد ،العدد ،1838 ، 1
ص .311
⁽⁾2إدريس الفاخوري ،الحقوق العينية وفقا للقانون ، 89-11دار نشر المعرفة ،طبعة 1831ص.1
⁽⁾3سهام عبد الرزاق مجلي السعيدي ،فكرة رهن المنقول دون حيازة والحماية القانونية له ،المركز العربي للنشر والتوزيع،
طبعة 1839ص.18
⁽⁾4أنظر :
Sofiane Ben Messaoud, les garanté des crédits bancaires une étude
comparé, mémoire en vue de l’obtention de diplôme du magister en droit
comparé, université d’orane années 1831-2013,page 174.
14
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
ونظ ار ل أهمية التي تحتلها الضمانات المتعلقة بالمنقوالت ،ضمن تقنيات االئتمان ،فقد
عمل المشرع المغربي على تنظيمها بموجب نصوص قانونية متعددة⁽ .⁾1خاصة إذا علمنا
أن رهن المنقول يسمح للمدين بتقديم ضمانات للدائن مع بقائه المالك المباشر للشيء
المرهون⁽.⁾2
ووعيا منه كذلك بالصعوبات التي تعترض المقاوالت الصغيرة والمتوسطة في الحصول
على التمويل ،في ظل التطور الحاصل في الميدان التجاري كان من الضروري البحث عن
سبل جديدة ومبتكرة لتقوية مركز هذه المقاوالت ،وتعزيز قدرتها التفاوضية خاصة من خالل
تمكينها من تقديم أصولها المنقولة بهدف الرفع من قدرتها التمويلية⁽.⁾3
الفقرة الثانية :تصنيفات الضمانات املنقولة
رهن المنقول يمكن أن يكون حيازيا (أوال) كما يمكن أن يكون رهنا دون التخلي عن
الحيازة (تانيا).
لقد نظم المشرع المغربي الرهن الحيازي للمنقول في الفصول من 3318من ظهير
االلتزامات والعقود إلى الفصل 3118من نفس القانون ،كما نظمت لنا مدونة التجارة
المغربية الرهن الحيازي للمنقول من المادة 111إلى المادة .118وبالتالي سنقوم بتعريف
الرهن الحيازي الوارد على المنقول ،سواء تعلق األمر بالرهن العادي أو التجاري ثم سنتطرق
إلى أنواع الرهون الحيازية التي تقع على المنقول.
⁽-⁾1الياس العمراني ،نظام الضمانات المنقولة وفق القانون رقم ، 39.13رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون الخاص
كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية جامعة موالي إسماعيل مكناس ، 1818-1831ـص.1
⁽⁾2أنظر :
Fôex Bénedit, Le contrat du gage mobilier, 1 Edition 1997, page 31
⁽-⁾3مذكرة تقديمية لمشروع القانون رقم 39.13المتعلق بالضمانات المنقولة ،و ازرة العدل وو ازرة االقتصاد والمالية المملكة
المغربية ،ص .3
15
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
لقد عرف لنا المشرع المغربي الرهن الحيازي في الفصل 3318من ظهير االلتزامات
والعقود بقوله "بأنه عقد بمقتضاه يخصص المدين أو أحد من الغير يعمل لمصلحته شيئا
لضمان التزام والذي يقتضي التخلي عن حيازة الشيء محل الرهن الحيازي"⁽ ⁾1من خالل هذا
التعريف يمكن القول إن الرهن الحيازي للمنقول هو عقد بمقتضاه يمنح المدين منقوال في
ملكيته لفائدة الدائن لضمان التزام معين ،هذا األخير يخول للدائن الحق في حبس الشيء
المرهون إلى حين تمام الوفاء⁽.⁾2
أما الرهن الحيازي التجاري فإنه عقد يضع بمقتضاه المدين منقوال في حيازة دائنه أو
حيازة شخص أخر ضمانا للوفاء بدين تجاري ،ويمنح للدائن حق استيفاء دينه من المال
باألسبقية على جميع الدائنين اآلخرين إذا لم يف له به المدين⁽ ،⁾3وهذا ما تنص عليه المادة
111من مدونة التجارة⁽ ⁾4عندما أحالت على المقتضيات العامة المنصوص عليها في
ظهير االلتزامات والعقود .وهكذا يمكن القول إن المدين يجوز له أن يجرد نفسه من كل
ممتلكاته أو جزء منها بعدة طرق ،وفي كل مرة ،ليمنح ضمانة لدائنيه⁽.⁾5
وبالتالي فالرهن الحيازي هو اتفاق بين كل من المدين والدائن على تسليم شيء لهذا
األخير يتم بموجبه تخويل الدائن حق حبس الشيء إلى حين استيفاء دينه⁽ .⁾6أما المشرع
⁽⁾1لقد تم نسخ وتعديل الفصل 3318بموجب المادة 1من القانون رقم 39.13المتعلق بالضمانات المنقولة
⁽⁾2الفصل 3391من ظهير االلتزامات والعقود.
⁽⁾3بوعبيد عباسي ،العقود التجارية ،المطبعة والوراقة الوطنية ،مراكش الطبعة األولى ،1831ص .11
⁽⁾4ثم تعديل المادة 111من مدونة التجارة بموجب المادة 9من القانون رقم 39.13المتعلق بالضمانات المنقولة
⁽⁾5أنظر :
Philippe Simler-Philipe Delebecque, Droit civil les suretés la publicité
foncière, Dalloz, 6éme édition, 2012, N°597,page 192 .
⁽⁾6حياة حجي ،مرجع سابق ،ص .11
16
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
الفرنسي فقد أصبح يميز بين رهن المنقوالت المادية Le gageورهن المنقوالت المعنوية
Le nantissementوذلك بموجب األمر الصادر في 11مارس⁽.⁾1
وبالرجوع إلى المادة 1111من القانون المدني الفرنسي نجدها تعرف لنا الرهن
الحيازي المنصب على المنقوالت المادية بقولها "أن رهن المنقول المادي هو اتفاق يمنح
بموجبه منشئ الرهن لدائنه حق األفضلية في الوفاء على باقي الدائنين على المال المنقول
أو على مجموعة من األموال المنقولة المادية الحالة منها والمستقبلية"⁽.⁾2
أما الرهن الحيازي الوارد على المنقوالت المعنوية فقد نصت عليه المادة 1111من
القانون المدني الفرنسي بأنه "تخصيص مال منقول غير مادي أو مجموعة من األموال الغير
في حين أن المشرع المصري عرف عقد الرهن الحيازي في المادة 3811من القانون
المدني المصري ،بقوله إن الرهن الحيازي عقد به يلزم شخص ضمانا لدين عليه أو غيره أن
يسلم إلى الدائن أو إلى أجنبي يعينه المتعاقدان ،شيئا يرتب عليه الدائن حقا عينيا يخوله
حبس الشيء إلى حين استيفاء الدين ،أو يتقدم الدائنين العاديين والدائنين التاليين له في
المرتبة في اقتضاء حقه من ثمن هذا الشيء في أي يد يكون.
⁽ ⁾1محمد العلواني ،المالمح الجديدة للتأمينات العينية في القانون الفرنسي ،مقال منشور بمجلة الحقوق ،العدد 31-31
سنة ،1831ص .13
⁽⁾2أنظر :
L’article 2333 code civil française "Le gage est une convention par laquelle
le constituant accorde à un créancier le droit de se faire payer par préférence
à ses autres créanciers sur un bien mobilier ou un ensemble de biens
mobiliers corporels, présents ou futurs".
⁽⁾3أنظر :
L’article 2355 code civile français "Le nantissement est l'affectation, en
garantie d'une obligation, d'un bien meuble incorporel ou d'un ensemble de
biens meubles incorporels, présents ou futurs".
17
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
من خالل هذه التعريفات يمكن القول إن الغاية من الرهن الحيازي هي ضمان حق
الدائن في استيفاء دينه في حالة عدم رغبة المدين في األداء ،وذلك باألولوية عن باقي
الدائنين عن طريق حبس الشيء المرهون وبيعه بالمزاد العلني.
والمالحظ أن المشرع المغربي قد أغفل أثناء تعريفه للرهن الحيازي اإلشارة إلى مسألة
مهمة تتعلق بإمكانية أن يكون الشيء المرهون محال لمجموعة من الرهون الحيازية وذلك
على عكس المشرع الفرنسي الذين نص على هذه اإلمكانية سواء تعلق األمر برهن المنقوالت
المادية أو المعنوية .لكن ال يفوتنا القول إن المشرع أشار إلى ذلك في الفقرة األخيرة من
الفصل 3311من ظهير االلتزامات والعقود.
والغرض من الحيازة حسب بعض الفقه أنه كلما انتقلت إلى الدائن المرتهن تمكن هذا
األخير من حبس العين المرهونة الى حين استيفاء حقه ،وتمكن أيضا من مباشرة دوره كدائن
مرتهن فيستطيع أن يحافظ على العين المرهونة ،وأن يديرها ويحاسب الراهن على كل ذلك
إلى أن ينتهي الرهن فيردها إلى مالكها⁽.⁾1
هناك عدة تطبيقات للرهن الحيازي للمنقول وسنحاول االقتصار على بعضها.
هذا النوع من الرهن يرد على بعض المنقوالت التي يقوم أصحابها بإيداعها بالمخازن
العامة عن طريق تظهير إيصال اإليداع متصال ببطاقة الرهن أو تظهير بطاقة الرهن
منفصلة عن إيصال اإليداع .وقد نظمه المشرع المغربي في مدونة التجارة من المادة 113
إلى المادة .111
⁽ ⁾1عبد الرزاق أحمد السنهوري ،الوسيط في شرح القانون المدني ،التأمينات الشخصية والعينية ،الجزء العاشر ،دار احياء
التراث العربي بيروت ،دون دكر الطبعة 3111 ،ص 191-199رقم .111
⁽ ⁾2أكد الدكتور بوعبيد عباسي على أنه يجب استعمال مصطلح المخازن العامة بدل المخازن العمومية ،وبرر ذلك بالقول
أن ملكية هذا المخزن ال تعود إلى الدولة وانما إلى الخواص الذين ينشئون المخازن العامة بناء على ترخيص من الدولة.
18
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
هذا وقد أشارت المادة 111من مدونة التجارة على أن بطاقات الرهن والتواصيل،
يمكن أن تكون قابلة للتداول بالتظهير إما مجموعة أو منفردة ،فاذا قام المودع بتظهير بطاقة
الرهن لوحدها فانه قام برهن البضاعة المودعة لفائدة حامل بطاقة الرهن وهذا ما تنص عليه
المادة 111من مدونة التجارة .أما إذا قام بتظهير إيصال اإليداع مع بطاقة الرهن فمعنى
ذلك أن ملكية البضاعة انتقلت إلى المظهر إليه وغالبا ما يكون هذا األخير مشتريا⁽⁾1
هذا وتجدر اإلشارة إلى أن المودع المريد ترتيب حق الرهن على البضائع المودعة
لفائدة حامل الرهن ،يجب عليه القيام بشكليتين أساسيتين قبل عنصر التسليم الرمزي ،األولى
شكلية إيجابية تتمثل في تظهير بطاقة الرهن ،والثانية شكلية سلبية تتمثل في استبقائه
إليصاالت اإليداع عنده إذا ما أراد المودع المدين الراهن أن يبقى مالك البضاعة
المودعة⁽⁾2
ب-رهن النقود
ينص المشرع المغربي على إمكانية رهن النقود في الفصل 3391من ظهير االلتزامات
والعقود بقوله " يصح رهن النقود ،والسندات ،واألشياء المتماثلة" .والمال باعتباره قابل
لالستبدال واالستهالك يمكن أن نستخدمه كأداة للضمان سواء في حياتنا اليومية كوديعة
الضمان أو إيداع مبلغ الكراء كضمان كما يمكن أن نستعملها في التصرفات البنكية
كالحساب المحظور أو حساب ضمان توفير⁽.⁾3
19
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
ويعد هذا الرهن من الرهون الشائعة ،في الواقع العملي إذ قد يقوم المدين بتسليم مبلغ
من المال إ لى الدائن لكي يتصرف فيه بكامل حريته ،كما قد يخصص له مبالغ مالية تكون
مسجلة في شكل حساب فيكون المال إذا هو وعاء الضمانة .األمر الذي يجل من الصعب
تصنيفه ضمن األنواع التقليدية للضمانات⁽.⁾1
ويتميز عقد الرهن الحيازي للنقود بالبساطة في التسليم باعتباره يعد عقدا مثليا يقوم
بتعويض نقود أو أشياء أخرى من جهة ولتحريره في عقد كتابي من جهة أخرى⁽ .⁾2لكن
اإلشكال الذي يطرحه رهن النقود هو مسألة االحتجاج به أمام األغيار وذلك النعدام أي
وسيلة إلشهاره⁽.⁾3
ج-رهن األوراق التجارية
بالرجوع إلى المادة 119من مدونة التجارة نجدها تنص في فقرتها الخامسة على أنه
"يمكن للدائن المرتهن أن يستوفي قيمة األوراق التجارية المسلمة له على وجه
الرهن" .واألوراق التجارية التي تكون وسيلة من وسائل االئتمان ،هي (الكمبيالة ،السند ألمر،
فتح االعتماد والخصم) وتعتبر كذلك ألنها تتضمن أجال لالستحقاق بحيث يستفيد المدين
والدائن معا من هذا االئتمان وال يلزم المدين بالوفاء إال بحلول أجل االستحقاق⁽.⁾4
د-رهن الصفقات العمومية
من المفروض في المرشح لنيل الصفقة العمومية توفره على المؤهالت المالية والتقنية
الالزمة للقيام بتنفيذها طبقا لدفتر التحمالت ،فتطابق متطلبات اإلنجاز مع اإلمكانيات الذاتية
يجب أن يحترم بعض المستويات ،إذ أن المقاولة الصغيرة وحتى المتوسطة ال يمكن أن تقوم
20
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
بأشغال تفوق بكثير قدراتها الذاتية ،وخصوصا المادية والتقنية⁽⁾1إال أن الحال ال يسعف
أصحاب الصفقات العمومية في إنجازها إال بمساعدة مالية قد يحصلون عليها من طرف
اإلدارة أو البنك أو من طرف الصندوق المغربي للصفقات⁽.⁾2
هذا وقد نظم المشرع المغربي رهن الصفقات العمومية بموجب القانون رقم
⁾3⁽31.331الذي نسخ ظهير 3119والمتعلق برهن الصفقات العمومية ،والذي جاء
بمجموعة من المستجدات من بينها تعاريف تهم مجموعة من المصطلحات التي أزال عنها
اللبس والغموض.
وبالرجوع إلى المادة 1من هذا القانون نجدها تنص في الفقرة األولى ،أنه "يراد بالرهن
العمل الذي بموجبه يرصد صاحب الصفقة العمومية لضمان التزام لدى مؤسسة أو عدة
مؤسسات ائتمان ،قصد االستفادة من تمويل هذه الصفقة وتخول للمؤسسة المذكورة حق
استرداد أموالها من مبلغ الصفقة باألفضلية على جميع الدائنين اآلخرين".
بداية سنحاول معرفة المقصود برهن المنقول دون التخلي عن الحيازة ثم بعد ذلك
سنتطرق إلى أنواع هذا الرهن.
-1المقصود برهن المنقول دون التخلي عن الحيازة
لقد عرف المشرع المغربي الرهن دون التخلي عن الحيازة في الفقرة الثالثة من الفصل
3318من ظهير االلتزامات والعقود ،بأنه "عقد بمقتضاه يخصص المدين أو أحد من
الغير يعمل لمصلحته شيئا لضمان التزام ،والذي ال يستلزم تخلي الراهن عن الشيء
المرهون" وبالتالي فإن رهن المنقول دون التخلي عن الحيازة عقد بموجبه يلزم شخص يسمى
الراهن ضمانا لدين عليه أو غيره بأن يرتب على ماله المنقول حقا عينيا ،يخول للدائن
المرتهن الحق في التقدم على الدائنين العاديين له في المرتبة في اقتضاء حقه من ثمن هذا
⁽ ⁾1منير أقضاض ،مال الصفقة العمومية في مرحلة الوقاية الخارجية من مساطر صعوبات المقاولة ،مقال منشور مجلة
ملفات األبحاث في االقتصاد والتسيير ،العدد الرابع ،الجزء الثاني ،صفحة .91
⁽ ⁾2عبد العالي سمير ،الصفقات العمومية والتنمية ،مطبعة المعارف ،الجديدة الرباط ،الطبعة األولى ،1838 ،ص .11
⁽⁾3القانون رقم 31.331الصادر بتنفيذ الظهير الشريف رقم 3.31.81صادر في 11ربيع االخر الموافق ل 31
فبراير 1831والمنشور بالجريدة الرسمية عدد 1111بتاريخ 31مارس .1831
21
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
المنقول في أي يد تكون⁽.⁾1كما عرفه البعض بأنه تامين عيني ينشأ بمجرد توثيق االتفاق
على الرهن حسب الشكلية المطلوبة قانونا دون الحاجة لتسليم المرهون أو نقل حيازته للدائن
أو العدل⁽.⁾2
وب اعتبار أن المدين يستحيل عليه في بعض األحيان التخلي عن حيازة الشيء
المرهون ،فقد قام المشرع بإعادة تنظيم الرهن دون التخلي عن الحيازة والذي يتم إشهاره عن
طريق السجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة .إال أن هذا الرهن يختلف عن الرهن
الرسمي ألنه يعطي للمدين الحق في التفويت كما أنه ال يعطي للدائن مبدئيا حق التتبع ،وال
يخلو هذا النوع من الرهن من مخاطر بالنسبة إلى الدائن ،ذلك أن الحيازة تبقى بيد المدين
وبالتالي يمكنه القيام بإتالف أو تغيير حالة الشيء المرهون وهذا ما دفع بالمشرع للتدخل عن
طريق الزجر⁽.⁾3
لقد عرف رهن المنقول دون التخلي عن الحيازة تطو ار كبي ار حسب التقدم االقتصادي
الذي عرفته بالدنا هذا النوع من الرهون يتجسد في عدة تطبيقات وسنحاول أن نتطرق إليها
ولو بنوع من التركيز.
لقد عرف المغرب هذا النوع من الرهون من خالل الظهير الشريف الصادر بتاريخ 11
غشت 3139وقد تم تعديله بموجب ظهير 3111/81/81وظهير 3111/83/81
وأتى هذا األخير في فترة مبكرة ليولي اهتماما بفئة المزارعين ،الذين تحتاجهم ظروف عملهم
⁽⁾1سلوى الخالدي ،رهن المنقول دون التخلي عن حيازته في ضوء مستجدات قانون 39.13المتعلق بالضمانات المنقولة،
رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون الخاص كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بفاس جامعة سدي محمد بن
عبد اهلل السنة الجامعية ،1831-1839ص .1
⁽⁾2سهام عبد الرزاق مجلي السعيدي ،مرجع سابق ،ص .11
⁽ ⁾3بوعبيد عباسي ،العقود التجارية والتجديدات الطارئة عليها ،مقال ،منشور بمجلة المحامي ،العدد 1سنة 3119
ص .313
22
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
إلى االنتظار شهور عديدة حتى ينضج المحصول ،ويقوموا ببيعه وخالل هذه المدة البد لهم
من تمويل يمكنهم من مواجهة مصاريف الحياة وتكاليف الزراعة.
وفي الغالب فهذه الفئة ليس لديهم ما يرهنونه إال المحصوالت أو األدوات الزراعية
والمواشي التي تقوم بخدمة األرض⁽ ،⁾1وقد اشترط هذا الظهير في فصله الثاني أن يكون
الراهن مالكا للمال المرهون كما اشترط أيضا أن يتم الرهن برضى مالك العقار.
ومن الشروط الشكلية التي يجب أن تتوفر في عقد الرهن أن يكون العقد مكتوبا
باإلضافة إلى اإلشهار عن طريق المحكمة االبتدائية التي تقع في دائرتها األشياء المرهونة،
لكي يحصل على حق التقدم وهذا ما نصت عليه الفصل الخامس المعدل لظهير
.3111/81/81
أما الم شرع الفرنسي فقد نظم هذا الرهن بموجب القانون الصادر بتاريخ
3919/81/39والذي ثم تعديله بموجب المذكرة الصادرة بتاريخ 3111/81/19
وكانت الغاية منه هي إعطاء اإلمكانيات للمزارعين والتعاونيات الزراعية لتشجيعهم في
المستقبل وذلك دون تجريدهم من ممتلكاتهم⁽.⁾2
هذا وتجدر اإلشارة أن هذا الرهن يحقق فائدة كبيرة للمدين الراهن ،اذ يسهل عليه
الحصول على القروض أو االئتمان الالزم وهذا بدوره يعود بالنفع على اقتصاد البالد بشكل
عام⁽.⁾3
⁽ ⁾1الحبيب خليفة حبودة ،رهن المنقوالت دون نقل الحيازة محاولة في التأصل ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه ،في الحقوق
كلية العلوم القانونية االقتصادية واالجتماعية أكدال الرباط ،السنة الجامعية 3111-3111ص. 99
⁽⁾2أنظر :
Philippe Simler-Philipe Delebecque, op.cit. N°692 page 628.
⁽⁾3سهام عبد الرزاق مجلي السعيدي ،مرجع سابق ص .398
23
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
لقد تمت اإلشارة الى رهن العالمة التجارية في المواد 318-311-311من القانون
رقم 31/13المتعلق بحماية الملكية الصناعية الصادر بتاريخ 1مارس 1888بتنفيذ
الظهير الشريف رقم .31-88-3
وعلى اعتبار أن العالمة التجارية مال منقول معنوي والمنقول ماديا كان أو معنويا
يجوز رهنه⁽ ⁾1والعالمة التجارية تشكل ضمانة هامة لدائني مالكها ،عندما يرتبون رهنا عليها
بمعنى أنها وسيلة ائتمان يعول عليها الدائنون في استيفاء ديونهم .وأذاة لصاحبها للحصول
على القروض عبر رهنها⁽.⁾2
ورهن العالمة التجارية ال ينقل حيازتها للدائن المرتهن ،بل يبقى للدائن المرتهن أن
يحوز شهادة من طرف المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية وذلك ألجل الحفاظ على
حقه الذي وصفت العالمة التجارية كضمان له⁽.⁾3
املطلب الثاني :املنقوالت املشمولة بالضمان
بطبيعة الحال فانه ليست كل المنقوالت مشمولة بالضمانة وفي هذا المطلب سنحاول
التركيز على المنقولة المشمولة بالضمان والتي ميز فيها المشرع بين الضمانات المنقولة
(الفقرة األولى) والضمانات التي تدخل في حكمها (الفقرة الثانية).
⁽⁾1علي يعقوب مصطفى الطويل ،الحماية القانونية للعالمة التجارية في القانون المغربي واالتفاقيات الدولية ،رسالة من
أجل الحصول على رسالة الماستر ،كلية العلوم القانونية االقتصادية واالجتماعية مراكش ،السنة الجامعية
،1831-1831ص .11
⁽⁾2يوسف راهيب ،رهن العالمة التجارية في القانون المغربي ،رسالة من أجل الحصول على شهادة الماستر ،كلية العلوم
القانونية االقتصادية واالجتماعية وجدة ،السنة الجامعية ،1838-1881ص .18
⁽ ⁾3عزيز عبد الهادي ،التصرفات الواردة على العالمة التجارية في القانون المغربي ،رسالة من أجل الحصول على شهادة
الماستر ،كلية العلوم القانونية االقتصادية واالجتماعية مراكش ،السنة الجامعية ،1839-1831ص .313
24
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
رهن أدوات ومعدات التجهيز عبارة عن ضمان ينصب عليها دون التخلي عن حيازتها،
يقدمها المشتري إلى البائع أو المقترض الذي دفع الثمن إلى البائع ،تأمينا الستيفاء الدين
عند تاريخ االستحقاق تحث طائلة التنفيذ على الشيء المرهون عند االقتضاء⁽.⁾1
وبالرجوع إلى مدونة التجارة نجد أن المشرع نظم هذا الرهن في المواد من 111إلى
111والتي أدخل عليها بعض التعديالت بموجب القانون 39.13المتعلق بالضمانات
المنقولة في حين نجد أن المشرع الفرنسي تناول هذا الرهن بموجب القانون الصادر في 39
يناير .3113
وحسب مقتضيات المادة 111من مدونة التجارة المغربية فان األدوات والمعدات
القابلة للرهن هي األدوات التي لها ارتباط بالمجال المهني ،في حين يرى بعض الفقه أن
مصطلح المهنية يجب أن يأخذ بالمفهوم الواسع اذ تنطبق عليه أدوات ومعدات التجهيز التي
تستخدم في المتاجر والمصانع⁽.⁾2
25
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
وبخصوص محل هذا الرهن فانه ال يمكن أن يقع إال على أدوات التجهيز المهني
الجديدة والمستعملة ،وقد استثنى المشرع المغربي بموجب المادة 111من مدونة التجارة
ا لمركبات ذات محرك التي يتم تمويل اقتنائها بواسطة أو عن طريق عقد من عقود التمويل
التشاركي ،وعلى السفن والطائرات⁽⁾1إال أن بعض الفقه الفرنسي اعتبر أن المقترض ال يمكنه
أن يمنح لمقرضه رهنا حيازيا على أدوات أو معدات التجهيز حينما يقتنيها بقرض
ويخصصها للسفينة⁽ .⁾2لكن التساؤل المطروح في هذا الموضع هل يمكن أن تكون موضوعا
للرهن األدوات التي تشترى لتجهيز السفينة ويتم إلحاقها أو إدماجها بها؟
بخ صوص الجواب عن هذا التساؤل يرى بعض الفقه المغربي أن هناك تمييز يجب
القيام به بين المعدات التي يتم دمجها بالسفينة ،وتكون ضرورية لتشغيلها وانطالقها في
رحالتها لممارسة أنشطتها .والمعدات التي تعتبر مجرد ملحقات بالسفينة ،وغير ضرورية
لتشغيلها مثل مجمد المياه .ومن ثم فالنوع األول ال يمكن رهنه منفصال عن السفينة أما النوع
الثاني فيمكن رهنه⁽.⁾3
وبعد إبرام عقد الرهن يجب أن يتم تقييده بالسجل الوطني اإللكتروني للضمانات
المنقولة ،أما االمتياز المتعلق به فينتج بمجرد تقييد هذا العقد بهذا السجل ،وهذا ما تنص
عليه المادة 111م ن مدونة التجارة .والمالحظ أن المشرع لم يحدد أجال معينا يتم من
خالله تقييد هذا العقد بهذا السجل ،كما لم يحدد أي جزاء في حالة عدم التقييد وذلك على
عكس ما كان منصوص عليه سابقا⁽.⁾4
⁽⁾1تم نسخ وتعويض المادة 111أعاله ،بمقتضى المادة 1من القانون رقم .39.13
⁽ ⁾2أنظر :
ـClaude Morel, Nantissement de l’outillage et du matériel Encyclopédie
Dalloz, com, 1984, N°17, page 457.
⁽⁾3بوعبيد عباسي ،مرجع سابق ،ص .381
⁽ ⁾4كان المشرع يحدد أجل عشرون يوما كحد أقصى لتقييد عقد رهن أدوات ومعدات التجهيز بالسجل الخاص الذي تمسكه
المحكمة ،كما أنه نص على جزاء البطالن في حالة تخلف هذا التقييد.
26
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
وأمام سكوت المشرع عن تحديد أي أجل من أجل تقييد عقد رهن أدوات ومعدات
التجهيز ،فضال عن عدم تحديد أي جزاء في حالة عدم التقييد ،قد يدفع األطراف إلى عدم
القيام بهذا اإلجراء على الرغم من أهميته ،باعتبار هذا الرهن ال تفترض فيه الحيازة وبالتالي
فالوسيلة الوحيدة إلشهاره هي تقييده في هذا السجل.
وفي الحالة التي يقوم فيها المدين بنقل معدات وأدوات التجهيز إلى عنوان أخر يجب
عليه إعالم الدائنين بذلك قبل أجل 31يوما من النقل إلى العنوان الجديد ،واال أصبح الدين
حاال بقوة القانون ويجب على الدائنين المرتهنين أن يقوموا بتقييد تعديلي في السجل الوطني
االلكتروني للضمانات المنقولة يتضمن العنوان الجديد ،ألن قيام المدين بنقل المعدات أو
األدوات المرهونة بدون إعالم الدائن قد يؤدي إلى مخاطر كبيرة ،فقد يترتب على هذا النقل
نقصان في قيمة المعدات وبالتالي إضعاف التأمينات المقررة لصالح المرتهن كما أن هذا
األخير يهمه معرفة المكان الذي توجد به المعدات المرهونة حتى يتمكن عند االقتضاء من
التنفيذ عليها أو معاينة حالتها⁽.⁾1
هذا وقد يقع أن يرفض المدين أداء ما بدمته من دين لفائدة الدائن ،وبالتالي فان هذا
األخير يسلك مسطرة التنفيذ على الشيء المرهون الستيفاء حقه من ثمن البيع .وتختلف
إجراءات التنفيذ على هذا الشيء بحسب الغرض الذي خصصت له هذه المعدات ،فاذا تعلق
األمر بمنح القرض لشراء معدات وأدوات مخصصة الستعمال صناعي أمكن للبائع أو
المقرض تحقيق الرهن عند عدم األداء وفق االجراءات المنصوص عليها في ظهير
االلتزامات والعقود وهذا ما تنص عليه المادة 118من مونة التجارة.
أما إذا تعلق األمر بمنح القرض لشراء معدات وأدوات مخصصة الستعمال فالحي فقد
أعطى المشرع للبائع أو المقرض مكنة استرجاع المعدات المرهون في حالة عدم األداء بعد
معاينة واقعة عدم األداء بواسطة أمر استعجالي ،وتحدد قيمة المعدات المسترجعة بواسطة
27
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
خبير وفي حالة لم يقبل األطراف المبلغ الذي حدده الخبير فان تحقيق الرهن يكون وفقا
لإلجراءات المنصوص عليها في ظهير االلتزامات والعقود وهذا ما تنص عليه المادة 113
من مدونة التجارة.
باإلضافة إلى بيع الشيء المرهون عند عدم الوفاء والذي كان منصوص عليه
سابقا⁽ ⁾1أصبح بإمكان الدائن أن يتفق مع المدين على تملك أو بيع أدوات ومعدات التجهيز
المرهونة كما يمكنهما أن يتفقا على تملك أو بيع هذه المعدات بواسطة القضاء ،وبالتالي
فالمشرع سعى من خالل هذه المقتضيات الجديد تبسيط إجراءات تحقيق الرهن من أجل
تمكين الدائن من الحصول على حقه في أسرع وقت ممكن.
رغبة من المشرع المغربي في توسيع دائرة رهن المنقول دون حيازة ،لما في ذلك من
فائدة للمدين نظم بأحكام خاصة ما يسمى برهن بعض المنتوجات والمواد⁽ .⁾3وبالرجوع إلى
مدونة التجارة نجد أن المقتضيات المنظمة لهذه الضمانة منصوص عليها في المواد من
119إلى المادة ،111وقد أدخل المشرع بعض التعديالت على هذه المقتضيات بموجب
القانون رقم 39.13المتعلق بالضمانات المنقولة.
كباقي العقود فان عقد رهن المنتجات والمواد يجب أن تتوفر فيه األركان الموضوعية
المنصوص عليها في ظهير االلتزامات والعقود كما يجب أن تتوفر فيه الشروط الشكلية
القانونية .ومن الشروط الموضوعية المنصوص عليها في ظهير االلتزامات والعقود نجد
األهلية والرضا والسبب والمحل .وبالتالي يجب أن تتوفر في المقترض األهلية الالزمة إلبرام
⁽ ⁾1لقد كان بيع الشيء المرهون هو الطريقة الوحيدة لتحقيق الرهن في حالة عدم الوفاء سواء تعلق االمر برهن أدوات
ومعدات التجهيز لغرض صناعي أو فالحي وهذا ما كانت تنص عليه المادة 118و 113قبل تعديل مدونة التجارة
بمقتضى القانون رقم 39.13المتعلق بالضمانات المنقولة.
⁽⁾2تم تغيير عنوان الفصل الثاني أعاله ،بمقتضى المادة ، 9من القانون رقم .39.13
⁽⁾3بوعبيد عباسي ،مرجع سابق ،ص .313
28
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
هذا التصرف وهي أهلية األداء ،كما يجب أن يكون مالكا لهذه المنتجات والمواد ألن رهن
ملك الغير رهنا حيازيا أو بدون حيازة ال يجوز إال في الحاالت المنصوص عليها في الفصل
3311من ظهير االلتزامات والعقود⁽.⁾1
أما محل هذا الرهن فهو جميع المنتجات والمواد شريطة أن يكون صاحبها هو المالك
وهذا ما تنص عليه المادة 119من مدونة التجارة بقولها "يجوز لمالك المنتجات والمواد أن
يرهنها وفق الشروط المحددة في هذا الباب" .والمالحظ أن المشرع قد وسع من دائرة محل
الرهن بجعله ينصب على جميع المنتجات والمواد دون تحديد لها ،وحسنا فعل من أجل ترك
الحرية للمقترض برهن أي منتج أو مادة متوفرة لديه .وذلك على عكس ما كان منصوص
عليه سابقا عن دما كانت الرهن ينصب على المنتوجات والمواد التي تحددها اإلدارة في
قائمة⁽.⁾2
ومن بين الشروط الشكلية لعقد رهن المنتجات والمواد نجد الكتابة ،بحيث يجب أن
يكون عقد الرهن مكتوبا إما في محرر رسمي أو عرفي ،يتضمن مجموعة من البيانات منها
ما يتعلق بالمقرض والمقترض كذكر أسمائهم الشخصية والعائلية وصفتهما وكذا موطنهما،
ومنها ما يتعلق بالقرض كمدته وسعر الفائدة المتفق عليه ،ومنها ما يتعلق بمحل الرهن
بتحديد المنتجات المرهونة تحديدا دقيقا وكذا تحديد مكان إيداعها .واذا كانت هذه المنتجات
مثقلة برهون يجب ذكر ذلك في العقد وهذا ما تنص عليه المادة 111من مدونة التجارة.
كذلك من الشكليات التي يجب احترامها تقييد عقد الرهن في السجل الوطني االلكتروني
للضمانات المنقولة وهذا ما تنص عليه المادة 111من مدونة التجارة⁽⁾3وبالرجوع إلى هذه
⁽⁾1أجاز المشرع رهن ملك الغير رهنا حيازيا أو بدون حيازة اذا ارتضاه مالك الشيء أو أقره أو اذا اكتسب الراهن في تاريخ
الحق ملكية المرهون.
⁽⁾2كانت المادة 119من مدونة التجارة قبل التعديل تنص على ما يلي " يجوز لمالك المنتوجات والمواد المبينة في قائمة
تضعها اإلدارة أن يرهنها وفق الشروط المحددة في هذا الباب من غير أن تنتقل حيازتها الى الدائن".
⁽⁾3تنص المادة 111من مدونة التجارة على ما يلي " يتم تقييد الرهون المتعلقة بالمنتجات والمواد في السجل الوطني
االلكتروني للضمانات المنقولة".
29
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
المادة فإنها لم تحدد أي أجل لتقييد عقد رهن المنتجات والمواد ولم تحدد الطرف الملزم بهذا
التقييد ،وبالتالي يمكن لكل طرف من أطراف العقد أن يقوم بهذا التقييد ولعل المقرض هو
األقرب لذلك ألنه سيواجه بعدم االحتجاج في حالة عدم تقييده لهذا الرهن في مواجهة
االغيار.
لكن ما مصير عقد رهن المنتجات والمواد الذي لم يتم تقييده بهذا السجل؟
وكجواب على التساؤل أرى أن عدم تقييد عقد رهن المنتجات والمواد بالسجل الوطني
االلكتروني للضمانات المنقولة .ال ينتج أي أثر بين أطراف العالقة التعاقدية ،اذ يبقى العقد
صحيحا ومنتجا لكافة أثاره ،لكن الدائن يفقد امتيازه في مواجهة الغير في حالة عدم التقييد.
وما يبرر وجهة نظرنا هذه أن المشرع المغربي لم يفرض على األطراف المتعاقدة إلزامية القيد
في السجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة ،ولم يرتب أي جزاء قانوني في حالة
تخلفه.
وباعتبار أن حيازة المنتجات والمواد تبقى بيد المدين الراهن أو بيد الحارس لها فقد يتم
استعمالها أو التصرف فيها بشكل يضر بحقوق الدائن ،وبالتالي وباإلضافة إلى العقوبات
الحبسية والمالية المنصوص عليها في المادة 191من مدونة التجارة⁽ .⁾1يجب على المدين
أن يضع بين يدي الدائن بطلب من هذا األخير بيانا يتعلق بالمنتجات المرهونة ،وكذا
التأمينات التي تنصب عليها فضال عن المحاسبة المتعلقة بها ،واألماكن المودع بها وهذا ما
تنص عليه المادة 191مكررة من مدونة التجارة .ومن شأن هذه المقتضيات أن تجبر
الدائن على الحفاظ على الشيء المرهون وعدم اإلضرار بالدائن.
ومن التجديدات التي عرفها هذا النوع من الرهون ،ما يتعلق بمعاينة الشيء المرهون اذ
أصبح من حق الدائن أن يستصدر أم ار من طرف رئيس المحكمة لمعاينة حالة المخزون
⁽⁾1يعاقب بالحبس لمدة تتراوح بين ستة أشهر وسنتين وبغرامة من 1888إلى 38.888درهم كل من بدد أو أتلف
الرهن عمدا إض ار ار بالدائن.
30
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
محل الرهن وفي حالة تعرض المنتجات المرهونة للنقص جاز له أن يقيم دعوى أمام قاضي
األمور المستعجلة من أجل االستحقاق الفوري للدين وهذا ما نستشفه من مقتضيات المادة
118من مدونة التجارة .وقد عمل المشرع من خالل هذا المستجد تمكين الدائن من الوقوف
بصفة شخصية⁽ ⁾1على حالة المنتجات والمواد المرهونة للمطالبة بحقه بشكل فوري في حال
تبين له أن الشيء المرهون قد تعرض للنقص.
وقد أصبح من حق الدائن والمدين أن يتفقا على أنه في حالة انخفاض قيمة المنتجات
والمواد أن يقوم الدائن بتوجيه إنذار إلى الراهن من أجل تعويض هذا النقص ،أو سداد جزء
من الدين المضمون بما يتناسب مع هذا االنخفاض ،وفي حالة عدم استجابة هذا األخير
يعتبر الدين حاال وهذا ما تنص عليه المادة 390مكرر من مدونة التجارة.
وهكذا يمكن القول إن المشرع ترك إلرادة األطراف االتفاق على هذه المسألة دون تدخل
القضاء ومن شأن ذلك أن يعزز العالقة بين طرفي عقد الرهن زيادة الحفاظ على األشياء
المرهونة التي قد تتعرض لنقص كبير في قيمتها.
وفي نقطة أخيرة تتعلق بتحقيق عقد رهن المنتجات والمواد فان المشرع جاء باليات
جديدة لتحقيق هذا الرهن ،إذ أصبح بإمكان المقرض تحقيق هذا الرهن وفق اإلجراءات
المنصوص عليها في الفصل 3139وما يليها من ظهير االلتزامات والعقود ،وهذا ما تنص
عليه المادة 191من مدونة التجارة .وبالرجوع إلى الفصل 3139من ظهير االلتزامات
والعقود وما يليه من الفصول نجد أن المشرع خول للمقترض إمكانية تحقيق الرهن بطرق
اتفاقية أو قضائية بعد سلوك مسطرة بسيطة وغير معقدة .ولعدم التكرار ارتأينا عدم الخوض
في هذه اإلجراءات في هذا الموضع نظ ار الن مسطرة تحقيق الرهن والياته ستكون موضوع
دراسة في فصل أخر من هذا البحث.
⁽⁾1في ظل القانون القديم كان رئيس المحكمة يعين وكيال قضائيا يعينه رئيس المحكمة من أجل القيام بهذه المعاينة.
31
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
لقد نظم المشرع هذا الرهن في المواد من 111إلى 111من مدونة التجارة ،أما
المشرع الفرنسي فقد نظم هذا النوع من الرهون في المواد من L228-3إلى المادة
L228-381في مدونة التجارة الفرنسية.
وتعتبر قيما منقولة سندات مالية صادرة عن األشخاص المعنوية الخاصة أو العامة
والقابلة للتحويل عن طريق حساب يمنح الحق للوصول بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إلى
جزء من رأسمال الشخص الذي قام بإصدار هذه السندات⁽.⁾1
كما تعتبر القيم المنقولة عنص ار من عناصر الدمة المالية للشركة وللمساهم ،الذي
يستطيع استعمالها كضمان لدين عليه عن طريق رهنها وتندرج القيم المنقولة ،من حيث
طبيعتها في طائفة المنقوالت ،وهي إما منقوالت معنوية متى كانت قيما اسمية أو مسعرة
بالبورصة ،وإما منقوالت مادية متى كانت قيما منقولة لحاملها⁽.⁾2
وما يهمنا هنا هي القيم المنقولة لحاملها والتي تعتبر من الضمانات المنقولة المادية،
ويقصد بها مجموع السندات واألسهم التي تكون مسحوبة للحامل وال يتم تحديد شخص معين
بها⁽ ،⁾3وبالرجوع إلى المادة 111من القانون 31-11المتعلق بشركات المساهمة نجدها
تنص على أن األسهم وسندات القرض ،إما أن تكون اسمية أو لحاملها وأضاف أن السند
للحامل ينتقل بمجرد المناولة .ومن األمثلة على السندات لحاملها نجد شهادات اإليداع وأدون
شركات التمويل وأوراق الخزينة.
32
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
والسندات لحاملها ،هي السندات التي ال تتضمن اسم مالكها ،لذلك تعتبر من قبيل
المنقوالت المادية التي تطبق عليها قرينة الحيازة في المنقول سند الملكية⁽ .⁾1وقد أجاز
المشرع المغربي بموجب الفصل 3391من ظهير االلتزامات والعقود أن تكون السندات
محال للرهن.
أما فيما يتعلق بحيازة الشيء المرهون المتمثل في السندات لحاملها فال يعتبر الدائن
حائ از لها اال بعد أن يقوم الغير التي تكون بيده هذه السندات بتقيدها بسجل خاص يتعين
عليه فتحه عند أول طلب ،وذلك حسب مقتضيات المادة 111من مدونة التجارة.
هذا وتجدر اإلشارة إلى أنه وبالرغم بما تمتاز به القيم المنقولة للحامل من سهولة
ومرونة في التداول إال أنه يأخذ عليها بعض المأخذ ذلك أنها تنطوي على مخاطر حقيقية
تعتبر لصيقة بطبيعتها كمال مادي منقول وهي السرقة والضياع⁽.⁾2
باإلضافة إلى الضمانات المنقولة المادية ،التي يمكن للمدين تقديمها كضمان للحصول
على االئتمان فهناك أيضا الضمانات المنقولة المعنوية .وبموجب القانون الجديد المتعلق
بالضمانات المنقولة قام المشرع بتعديل بعض المقتضيات المتعلقة ببعضها كما جاء ببعض
الضمانات المنقولة المعنوية الجديدة.
بداية يجب القول إن رهن األصل التجاري نظمه المشرع من المادة 381إلى المادة
338من مدونة التجارة المغربية ،ومن أهم العقود التي يمكن أن ترد على األصل التجاري
هناك البيع وتقديمه حصة في شركة ثم إمكانية رهنه.
⁽ ⁾1سمير عبد المجيد رضوان ،أسواق األوراق المالية ،المعهد العالي للفكر اإلسالمي ،دراسات في االقتصاد اإلسالمي
الطبعة األولى ،3113ص .111
⁽⁾2الجعبري راتب سليم ،األسهم في شركات المساهمة وفقا للقانون المغربي والقانون المقارن ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات
العليا في القانون الخاص ، ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة محمد الخامس الرباط ،السنة الجامعية
،3191-3191ص .331
33
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
وباعتبار األصل التجاري مال منقول معنوي ،فيمكن أن يكون مصد ار للحصول على
التمويل من طرف مؤسسات االئتمان عن طريق رهنه .مما دفع المشرع للتدخل بموجب
القانون 39.13إلعادة تجويد أحكامه وذلك بموجب المادة 1من هذا القانون.
ومن التجديدات التي عرفها عقد رهن األصل التجاري ما يتعلق بالكتابة فبعدما كانت
الكتاب لإلثبات فقط بموجب المادة 389من مدونة التجارة قبل التعديل فقد أصبحت هذه
األخيرة لالنعقاد وهذا ما تنص عليه المادة 381من مدونة التجارة ومما جاء فيها " ينشأ
رهن األصل التجاري كتابة في محرر رسمي أو عرفي" وهذا ما نص عليه المشرع الفرنسي
في المادة 241L-1من مدونة التجارة⁽.⁾1
وحسنا فعل المشرع أل ن ذلك من شأنه أن يقلل من المنازعات لدى المحاكم ،هذا وقد
ترك الحرية ل أطراف في اختيار نوع المحرر فإما أن يكون المحرر عرفيا أو رسميا .وهذا
فيه نوع من الليونة خاصة إذا علما أن المحرر العرفي ال يتطلب المصاريف الباهظة عكس
المحرر الرسمي .كما أن هذا المقتضى من شانه تسهيل ولوج المقاوالت لالئتمان.
هذا ويجب أن يتضمن عقد رهن األصل التجاري ،باإلضافة الى هوية األطراف
وموطنهم تعيين جميع الفروع ومقارها التي يشملها الرهن⁽ ⁾2ومن الشروط لنفاد عقد الرهن
الوارد على األصل التجاري أن يكون المدين هو مالك األصل التجاري وبالتالي ال يمكن
للمكتري أن يقوم برهن هذا األصل وهذا ما أكدته محكمة النقض في أحد ق ارراتها ومما جاء
فيه "لكي ينتج عقد ال رهن أثره يجب أن ينشئه المدين على ملكه ،ويبقى رهن األصل التجاري
34
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
من غير المالك عديم األثر ،وال ينفد في حق المالك الحقيقي الذي يبقى أجنبيا عن العقد،
ويجوز له التمسك بإبطاله"⁽.⁾1
ومن التجديدات كذلك التي أدخلها المشرع على عقد رهن األصل التجاري ما يتعلق
باالحتجاج بهذا الرهن في مواجهة الغير ،اذ أصبح هذا األخير ال يحتج به في مواجهة
االغيار إال ابتداء من تاريخ تقييده بالسجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة ،وهذا ما
تنص عليه المادة 381من مدونة التجارة .لكن المشرع لم يحدد أي أجل لهذا التقييد ،إذ
كان على المشرع أن يلزم األطراف على تقييد عقد رهن األصل التجاري داخل أجل محدد
حماية للدائن وصونا للحقوق .وبالتالي فقد أصبحت مرتبة الدائنين فيما بينهم تحدد حسب
تاريخ تقييدهم في السجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة⁽.⁾2
وفي حالة نقل األصل التجاري من مكان ألخر يجب على الدائن أن يقوم بتقييد تعديلي
بالسجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة ،وذلك داخل أجل 31يوما من تاريخ
إخطاره أو الثالثين يوما بعلمه بهذا النقل وذلك لتحديد المقر الجديد الذي انتقل إليه هذا
األصل .وقد ألزم المشرع المدين الراهن بالقيام بإعالم الدائنين المرتهنين بعملية نقل األصل
وإال كانت ديونه مستحقة األداء بقوة القانون⁽.⁾3
وقد عمل المشرع المغربي على تبسيط إجراءات تحقيق الرهن الواردة على األصل
التجاري والتي كانت في السابق سببا في فقدان األصل التجاري لقيمته الحقيقية ،إذ يتيح
القانون الجديد لفائدة الدائن مكنة التملك القضائي عند عدم األداء ،والذي يخول لهذا األخير
الحصول على المال المرهون بأمر من رئيس المحكمة بصفته قاضيا ل أمور المستعجلة.
عالوة على ذلك يمكن تحقيق الضمانة بواسطة آليات تعاقدية جديدة ال تستلزم اللجوء إلى
⁽⁾1قرار صادر عن المجلس األعلى( ،محكمة النقض) بتاريخ ،1889/83/31تحت عدد ،11في الملف التجاري
،81/3811منشور بمجلة القضاء والقانون ،عدد ،311ص 131وما يليها.
⁽⁾2المادة 338من مدونة التجارة
⁽⁾3المادة 33من مدونة التجارة.
35
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
القضاء كتملك الشيء المرهون عند عدم الوفاء ،وكذا البيع بالتراضي ،وهذا ما تنص عليه
المادة 331من مدونة التجارة عندما أحالت على المقتضيات المنصوص عليها في ظهير
االلتزامات والعقود وسنفصل في هذا األمر عندما سنتحدث عن اآلليات الجديدة لتحقيق
الرهن.
والغاية في ذلك حسب اعتقادي هي محاولة تفادي الصعوبات التي كانت تعترض
الدائنين من أجل تحقيق هذه الضمانات ،زيادة على اآلجال الطويلة التي كانت تستغرقها
عمليات التحقيق التي تقع على األصل التجاري.
كما قلنا سلفا فالقيم المنقولة تنقسم إلى قسمين ،قيم منقولة مادية وتتمثل في السندات
لحاملها وقيما معنوية تتمثل في القيم االسمية أو المسعرة في البورصة ،والقيم االسمية ال
تجسد ماديا ،وينتج حق حاملها بمجرد تقييدها في سجل التحويالت التي تمسكه شركات
المساهمة⁽.⁾1
وبالرجوع الى الفقرة السابعة من المادة 111من قانون شركات المساهمة نجدها تنص
على أنه "يجب على كل شركة مساهمة أن تمسك بمقرها االجتماعي سجال يسمى سجل
التحويالت ،يقيد به ترتيبا وبمراعاة تاريخها االكتتابات والتحويالت لكل فئة من القيم المنقولة
االسمية".
وهكذا يمكن القول إن القيم المنقولة االسمية هي التي لم يتم إنشاؤها ماديا وانما تقييد
حقوق مالكها في سجل التحويالت الذي يمسكه الشخص المعنوي المصدر لها ومن هذا
المنظور فهي ال تنشأ إال من خالل هذا التقييد⁽.⁾2
36
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
وبالتالي فان المشرع أعطى قوة ثبوتية قاطعة لهذه السجالت بحيث يجب أن تتضمن
أي تغير يط أر على مستوى ملكية القيم المنقولة االسمية حتى يحتج به ضد االغيار وفي
مواجهة الشركاء في الشركة نفسها⁽.⁾1
هذا وتجدر اإلشارة إلى مسالة مهمة وهي أنه إذا تعلق األمر برهن القيم المنقولة فان
تحقيق رهن هذه األخيرة ،ال يتحقق باستيفاء قيمة هذه القيم كالتحقيق الذي ينصب على
األوراق التجارية ،وإنما تطبق المقتضيات العامة المنصوص عليها في المادة 118من
مدونة التجارة .وهذا ما ذهبت إليه محكمة النقض في أحد ق ارراتها ومما جاء فيه "اذا كان
القانون في إطار الرهن الحيازي ينص على أنه يمكن للدائن المرتهن أن يستوفي قيمة
األوراق التجارية المسلمة له على وجه الرهن ،فان ذلك يتعلق فقط باألوراق التجارية
كالكمبياالت والشيك والسند ألمر ،أما األسهم وسندات القرض فال تعتبر كذلك بل هي قيم
منقولة ،وان تحقيق الرهن على هذه القيم المنقولة تتبع بشأنه المقتضيات العامة التي يخضع
لها المنقول المنصوص عليها في الفصل 118من مدونة التجارة والتي تقضي بأنه في
حالة عدم الوفاء في تاريخ االستحقاق يمكن للدائن داخل أجل سبعة أيام وبعد تبليغ للمدين
ولمالك الشيء المرهون إن وجد أن يجري بيع األشياء المرهونة بالمزاد العلني⁽.⁾2
وقد قام المشرع المغربي بنسخ وتعويض المادة 118من مدونة التجارة بموجب المادة
1من القانون 39.13المتعلق بالضمانات المنقولة والتي أحالت في تحقيق الرهن الحيازي
التجاري على المقتضيات المنصوص عليها في ظهير االلتزامات والعقود وبالتالي فان تحقيق
رهن القيم المنقولة يخضع لهذه المقتضيات.
⁽ ⁾1يوسف طباش ،تحقيق رهن القيم المنقولة في التشريع المغربي والمقارن ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون
الخاص ،كلية العلوم القانونية االقتصادية واالجتماعية ،جامعة محمد الخامس الرباط ،السنة الجامعية ، 1881-1881
ص .11
⁽⁾2قرار صادر عن المجلس األعلى( ،محكمة النقض) بتاريخ ،1881/81/81تحت عدد ،113في الملف عدد
،81/931منشور بنشرة ق اررات المجلس األعلى الغرفة التجارية ،ص 18وما يليها.
37
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
-3رهن الديون
يعتبر رهن الدين من المستجدات التي جاء بها المشرع المغربي ،بموجب القانون رقم
39.13المتعلق بالضمانات المنقولة⁽ .⁾1وسنحاول أن نتطرق بنوع من التركيز إلى مفهوم
هذا النوع من الرهون ،تم إلى الشروط الشكلية والموضوعية النعقاده ،تم إلى التزامات وحقوق
طرفي عقد رهن الدين.
لقد نظم المشرع المغربي عقد رهن الدين من المادة 111-3إلى المادة 111-1من
مدونة التجارة .وبالرجوع إلى هذه المواد فإننا لم نجد أي تعريف لرهن الدين ،وكذلك الشأن
بالنسبة للمشرع الفرنسي الذي لم يعطي أي تعريف لهذا األخير.
إ ال أن القضاء الفرنسي كان السباق لتعريف رهن الدين من خالل أحد ق ارراته ومما جاء
فيها "بأن العقد الذي يقوم بموجبه المدين بإحالة ونقل جميع الحقوق المرتبطة بدين ممسوك
في مواجهة أحد األغيار وذلك على سبيل الضمان لدائن معين يعتبر رهنا للدين"⁽.⁾2
وقد عرفه بعض الباحثين بأنه حق الدفع أو األداء الذي يتمتع به الدائن تجاه مدينه⁽،⁾3
الرهن على رهن الدين الذي له
فيما عرفه البعض األخر بأنه عقد يلتزم بمقتضاه المدين ا
تجاه الغير دون التخلي عين الحيازة ،سواء أكان الدين حاال أو مستقبال تابتا أو متغي ار حتى
⁽⁾1تمت إضافة الفصل الثالث ،أعاله إلى الباب الثاني من القسم األول ،من الكتاب الرابع من القانون رقم ،31.11
المتعلق بمدونة التجارة بمقتضى المادة ،1من القانون رقم .39.13
⁽ ⁾2أنظر :
Cour de cassation, chambre commerciale, Audience publique, de 19 décembre
2006 N° de pouvoir 05-16395 publié dans le site www.legifrance.gouv.fr,date de
consultation le 14/03/2021.
3
⁽ ⁾ أنظر :
Johanna Ben Nepthali, Le nantissement de créance et la procédure
collectives, thèse, pour l’obtention du crade de doctorat, Université Paris-Est Le 16
Avril 2019 N° 3 page15.
38
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
لو كان ناتجا عن تصرف الحق لم يحدد مبلغه بعد ،وذلك ضمانا للوفاء بالدين الذي له قبل
الدائن المرتهن⁽.⁾1
وتجدر اإلشارة أن رهن الدين هو ضمانة معقدة ،يستلزم إنشاءه وجود ثالثة أطراف وهم
مؤسس الرهن والدائن المرتهن ثم المدين بالدين⁽ .⁾2والدين أو الحق االجتماعي يمكن أن
يعطى كرهن فعلى سبيل المثال ولتسهيل حصول االئتمان يمكن للمقاولة رهن ديونها في
مواجهة زبنائها⁽ .⁾3هذا وإلبرام عقد رهن الدين البد من احترام بعض الشروط الموضوعية
والشكلية.
إن عقد رهن الدين كسائر العقود يجب أن تتوفر فيه كافة األركان الموضوعية المطلوبة
والمنصوص عليها في ظهير االلتزامات والعقود .إال أن المشرع جاء بخصوصية تتعلق
بمحل رهن الدين وكذا شكلية انعقاده.
بالنسبة ل أولى فبالرجوع إلى المادة 111-3نجدها تنص على أنه" يجوز رهن أي
دين قائم حاال أو مستقبال سواء كان مبلغه تابتا أو متغي ار ،حتى لو كان ناتجا عن تصرف
الحق لم يحدد مبلغه بعد وسواء حدد هوية المدينين بهذا الدين أو لم تحدد.
من خالل هذه المادة نالحظ أن المشرع قام بتوسيع محل الرهن ليشمل الديون اآلجلة
والمستقبلية .و إذا كانت عبارة مستقبال جاءت عامة فالبد من تعيين هذا المحل تعيينا دقيقا
⁽⁾1محمد الهبول ،رهن الديون ،مقال منشور بمجلة اإلرشاد القانوني ،مجلة نصف سنوية ،العدد المزدوج الثامن والسابع
طبعة ،1818ص .181-183
⁽ ⁾2أنظر :
Phillippe Simler-Philippe Delebecque, Droit civil les suretés la publicité
foncière, 6ème Edition, Dalloz, 2012 N°642, page 574.
⁽ ⁾3أنظر :
Ph. Malaurie-Lourent Aynés -Pierre Croq, Droit des suretés, 10éme Edition,
LGDJ 2010N°525, page 334.
39
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
بما يضمن حق الدائن وال يجعله محل غرر ومضاربة⁽ .⁾1زيادة على هذا فالمشرع لم يحدد
ما المقصود ب الدين المستقبل على عكس المشرع الفرنسي الذي عرف هذا األخير في المادة
2L4L-11من القانون المالي والنقدي الفرنسي بقوله "إن الدين المستقبل هو الذي يكون
نتيجة لعقد ثم إبرامه فعال لكن لم يتم بعد تحديد مستحقاته"⁽.⁾2
لهذا يعتبر الدين المستقبلي الدين الذي يكون نتيجة لعملية قامت بها المقاولة أتناء
ممارستها لنشاطها ،لكنها لم تستخلص مستحقاتها من المدين بعد ،وبالتالي يمكنها أن ترهن
ما لهذا األخير من دين.
زيادة على كون المحل يمكن أن يكون من الديون اآلجلة أو المستقبلية ،فان المشرع
سمح ل أطراف بان يقوموا برهن جزء من هذا الدين فقط شريطة اال يكون غير قابل لالنقسام
وهذا ما تنص عليه المادة 111-1ونفس المقتضى نص عليه المشرع الفرنسي في المادة
1119في فقرتها الثانية من القانون المدني⁽.⁾3
إن رهن الديون اآلجلة أو المستقبلية رغم عدم إمكانية تسليمها اال أنها تحمل
المواصفات التي تجعلها قابلة للرهن حيث إن وجودها محقق الوقوع فاألجل حال ال محالة،
وكذلك الواقعة المستقبلية ال تنقص من الحق أو تنفيه بل تنقل حدوثه إلى المستقبل وهي
مجرد عارض يؤجل المطالبة بالحق وهو باألساس موجود مند التعاقد⁽.⁾4
⁽⁾1محمد الزين ،النظرية العامة لاللتزامات ،العقد ،الطبعة الثانية 3111 ،صفحة 311 ،وما يليها.
⁽⁾2أنطر :
L’article L131-23 code monétaire et financier française dispose que "les
créances futures résultent d’un acte déjà intervenu au l’intervenu mais le
montant et l’exigibilité ne sont pas encoure détermines.
⁽⁾3أنظر :
Le deuxième paragraphe de L’article 1119 code civil français " il peut porter
sur une fraction de créance sauf si celle-ci est indivisible.
⁽⁾4سعيد بالحضري ،رهن الديون اآلجلة أو المستقبلية ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة محمد األول
وجدة ،السنة الجامعية ،1818-1831ص .11
40
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
أما بالنسبة للشروط الشكلية النعقاد رهن الدين فيمكن استخالصها من مضمون المادة
111-1من مدونة التجارة ،والتي تنص على أن "رهن الدين يصبح ساري المفعول بين
األطراف ابتداء من تاريخ العقد" .من خالل هذه المادة يمكن القول إن المشرع اشترط الكتابة
في إبرام عقد الرهن إال أنه لم يحدد نوع المحرر الذي يجب أن يفرغ فيه هذا العقد .ومهما
يكن فان العقد يجب أن يكون مكتوبا وذلك ليقوم األطراف بتحديد محل الرهن تحديدا دقيقا
وكذا من أجل االتفاق على عناصره وكيفية نفاده.
وعلى عكس المشرع المغربي فان نطيره الفرنسي كان أكثر تشددا منه عندما نص
وبشكل صريح على شكلية الكتابة تحت طائلة البطالن ،وذلك في المادة 1111من القانون
المدني⁽ ⁾1وهذا ما يؤكد لنا أن الكتابة في رهن الدين تعتبر شكلية النعقاد هذا األخير وليس
إلثباته .ولعل ما دفع المشرع المغربي إلى عدم اشتراطه لنوع المحرر وترك األمر إلرادة
األطراف هو تسهيل إنشاء هذا النوع من الرهون.
زيادة على شكلية الكتابة فان المشرع ألزم الدائن بضرورة القيام بتبليغ رهن الدين لفائدة
المدين ،فإذا كان ذاتيا فانه يتم عبر إشعار رسمي تابت التاريخ مالم يكن حاض ار زمن
العقد⁽ .⁾2أما إذا تعلق األمر بالشخص المعنوي التابع ألشخاص القانون العام وجب أن يتم
التبليغ المذكور للمحاسب العمومي لديه أو من يقوم مقامه⁽.⁾3
هذا ويعد التبليغ ضروريا إلشعار الغير بوجود الرهن سواء تعلق األمر بإشعار مدين
المدين الراهن أو إشعار حائز الدين المرهون وغالبا ما يتم إشعار المدين لتفادي تصرفه في
الدين ومنع المدين الراهن من استيفاء هذا الدين أو ترتيب حقوق أخرى عليه⁽.⁾4
⁽⁾1أنظر:
L’article 1111 code civil français " A peine de nullité, le nantissement de
" créance doit être conclu par écrit.
⁽⁾2المادة 111-9من مدونة التجارة.
⁽⁾3الفقرة 1من المادة 111-1من مدونة التجارة.
⁽⁾4سعيد بالحضري ،مرجع سابق ،ص.11
41
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
زيادة على تبليغ المدين بعقد رهن الدين فقد نص المشرع على شكلية أخرى تعد هي
األهم خاصة عندما يتعلق األمر ب االحتجاج بالضمانة تجاه الغير وهي الشهر اذ ال بد من
القيام بعملية إشهار عقد الرهن بتقييده في السجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة.
وهذا ما تنص عليه المادة 111-1من مدونة التجارة .وتلعب عملية اإلشهار هذه دو ار مهما
في إعالم األغيار عن وضعية هذ ه الديون فهي تلعب دور الحيازة حينما يتعلق االمر بالرهن
الحيازي للمنقول.
أما إذا تعلق األمر برهن الدين الخاضع لقانون أجنبي فان االحتجاج به ،يكون أمام
المدين الذي يقيم في المغرب بصفة اعتيادية وفق الشروط المنصوص عليها في القانون
الذي يسري على الدين موضوع الرهن ،مع مراعاة أحكام االتفاقيات الدولية المتعلقة
باالعتراف المتبادل ،بالمساطر القانونية والقضائية واإلدارية التي صادقت عليها المملكة
المغربية أو انضمت إليها ،وكذا المقتضيات التشريعية المتعلقة بالنظام العام⁽.⁾1
تترتب عن عقد رهن الدين الصحيح المستوفي لكافة أركانه وشروط صحته ،التزامات
وحقوق أساسية ،سواء بالنسبة للدائن المرتهن أو المدين الراهن⁽.⁾2
من التزامات المدين الراهن عدم تغير نطاق الحقوق المرتبطة بالديون المرهونة دون
موافقة الدائن المرتهن ،ما لم يتم االتفاق على خالفا ذلك .وهذا ما تنص عليه الفقرة الثانية
من المادة 111-1من مدونة التجارة .وبالتالي فان المدين ملزم بالحفاظ على سالمة الدين
المرهون والسعي لتحقيقه وعدم االنتقاص منه أو تغير حدوده دون موافقة الدائن.
42
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
كما يلتزم بتبليغ المدين الراهن لعقد رهن الدين ،إذا ما اتفق الراهن والمرتهن في العقد
على أن هذا التبليغ يقع على عاتق الراهن ،غير أنه يمكن للمدين أن يتمسك في مواجهة
الدائن المرتهن ببطالن رهن الدين إذا كان العقد الذي نشأ عنه الحق باطال أو باالنقضاء
قبل الدائن المرتهن بالقدر الذي يجوز له قبل الدائن األصلي⁽.⁾1
بالرجوع إلى الفقرة الثانية من المادة 111-1من مدونة التجارة نجدها تنص على أنه
"يمتد الرهن إلى توابع الدين ،ما لم يتفق األطراف على خالف ذلك" فالدائن من حقه
االستفادة من توابع هذا الدين وخصمها من الفوائد ثم من أصل الدين الذي له ،مالم يتم
االتفاق على خالف ذلك⁽.⁾2
فضال عن هذا فالدائن يلتزم في مواجهة الغير بوقوع الرهن عن طريق القيد في السجل
الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة ،وذلك من مصلحته حتى ال يفقد حقه في األولوية.
وهو ملزم بالتشطيب على هذا الرهن واال تحمل المسؤولية عما قد يصيب الغير في حقوقهم
نتيجة عدم تمكنهم من تسجيليها ،لوجود قيد سابق أغفل التشطيب عليه وقد أعطى المشرع
المغربي أجل 31يوما بعد انتهاء أجل تقييدها أو بعد الوفاء بالدين أو في حالة فسخ العقد
أو إبطاله أو بطالنه أو في أي حالة أخرى منصوص عليها في القانون⁽.⁾3
هذا وقد يحدث أن يدفع المدين مبالغ غير مستحقة من الدين لفائدة الدائن المرتهن مما
يدفعنا للتساؤل عن مصير هذا الدفع الغير المستحق؟
بالرجوع الى المادة 111-1من مدونة التجارة نجدها تجيبنا عن هذا التساؤل بقولها
يمكن للمدين والدائن أن يتفقا على:
43
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
-أو أن يحتفظ به الدائن المرتهن على سبيل الضمان في حساب خاص ،يفتح لدى
مؤسسة ائتمان مؤهلة لتلقي األموال من الجمهور إلى حين حلول أجله .وال تخضع المبالغ
الواردة في رصيد الحساب المشار إليه لمساطر التنفيذ باستثناء تلك التي تخص الدائن
المرتهن الذي فتح الحساب باسمه.
وما يعاب على المشرع في هذا اإلطار إغفاله للحالة التي يتخلف فيها المدين عن دفع
الدين المضمون مما يستدعي الرجوع إلى موقف القانون المدني الفرنسي في هذه المسألة
والذي نص في الفقرة الثالثة من المادة 1111على ما يلي" في حالة تخلف المدين بالدين
المضمون عن الدفع وبعد انقضاء ثمانية أيام من تاريخ إنذاره بقي دون جدوى يحق
تخصيص األموال من أجل تسديد دينه وفي حدود المبالغ غير المسددة⁽.⁾1
يعتبر رهن الحسابات البنكية من المستجدات التي جاء بها المشرع المغربي بموجب
القانون رقم 39.13المتعلق بالضمانات المنقولة .والحساب البنكي هو عقد بمقتضاه يتفق
البنك مع زبونه على تقييد ديونهما المتبادلة في كشف وحيد على شكل أبواب دائنة ومدينة،
والتي بدمجها يمكن في كل حين استخراج رصيد مؤقت لفائدة أحد األطراف⁽⁾2وبهذا المعنى
يمكن القول إن رهن الحساب البنكي ما هو إال رهن للدين⁽ .⁾3وهكذا سنحاول أن نتناول رهن
الحساب البنكي من خالل كيفية انعقاده وآثاره بين المتعاقدين.
44
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
كسائر العقود األخرى فعقد رهن الحساب البنكي ،البد أن تتوفر فيه األركان
الموضوعية والشكلية من أجل أن يكون تاما ومنتجا لكافة أثاره.
إلبرام عقد رهن الحساب البنكي البد أن تتوفر في أطرافه األهلية الالزمة في ذلك،
وألن عقد الرهن من العقود الرضائية ،يجب أن يبرم العقد برضى األطراف هذه اإلرادة يجب
أن تكون خالية من العيوب التي يمكن أن تشوبها .فضال عن هذا يجب أن يكون السبب
مشروعا والسبب في عقد الرهن أن الراهن ال يقرر الرهن تبرعا منه بل رغبة منه في
الحصول على قرض .أما المحل في عقد رهن الحساب البنكي فقد جعله المشرع هو الرصيد
الدائن لهذا الحساب في تاريخ تحقيق الرهن⁽ .⁾1وعليه فان الرصيد محل الدين ال يتحدد ٳال
من تاريخ تحقيق الرهن وهذا المقتضى قد يتضمن العديد من المخاطر بالنسبة للدائن
المرتهن ،حيث يمكن أن يجد الدائن عند تاريخ تحقيق الرهن أنه أمام حساب برصيد مدين
وليس دائن⁽.⁾2
هذا ولم يتطرق المشرع المغربي إلى مسألة مهمة ،وهي حقوق الدائن على هذا الحساب
أتناء فتح مساطر صعوبات المقاولة ،مع العلم أن هناك أحكام خاصة تنظم هذه المؤسسة
على عكس المشرع الفرنسي الذي نص على أن حقوق الدائن تمارس على الرصيد الدائن من
تاريخ إصدار الحكم بفتح المسطرة وهذا ما تنص عليه الفقرة الثانية من المادة 1118من
القانون المدني الفرنسي⁽.⁾3
45
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
من الشروط الشكلية التي يتطلبها عقد رهن الحساب ضرورة الكتابة ،زيادة على إشهار
هذا العقد لالحتجاج به أمام األغيار.
أما فيما يخص شرط الكتابة وان لم ينص عليه المشرع صراحة فيمكن أن نستشفه من
خالل ما جاء في المادة 111-9من مدونة التجارة ،فالعقد يجب أن يتضمن مجموعة من
البيانات ،منها ما يتعلق باألطراف كذكر اسم المؤسسة ماسكة الحساب المرهون ،وهوية
الشخص صاحب الحساب ،ورقم هذا األخير .ومنها ما يتعلق بملغ الدين المرهون هذا
االخير يجب تحديده تحديدا كافيا وفي حالة عدم تحديده بيان العناصر التي تمكن من
التعرف عليه.
لكن السؤال المطروح فيما يتعلق بهذه المسألة هل يمكن تحديد مبلغ الدين أتناء ٳبرام
العقد؟
في نظرنا ال يمكن ل أطراف أن يقوموا بتحديد مبلغ الدين وذلك لسببين األول أن
الحساب يكون جاريا بمعنى أنه يعرف حركية مستمرة بين األصول والخصوم ،والسبب الثاني
أن مبلغ الدين المرهون هو الرصيد الدائن لهذا الحساب في تاريخ تحقيق الرهن وهذا ما
تنص عليه المادة 111-1من مدونة التجارة وكذا الفقرة األولى من الفصل 1118من
القانون المدني الفرنسي⁽.⁾1
من خالل هذه المقتضيات يمكن القول إن المشرع اشترط الكتابة في عقد رهن الحساب
البنكي ،وترك الخيار ل أطراف في اختيار نوع المحرر الذي يريدونه مع التذكير أن المشرع
الفرنسي اشترط الكتابة تحث طائلة بطالن عقد رهن الدين.
⁽⁾1أنظر:
Le premier paragraphe, de L’article 2360, code civile français"Lorsque le
nantissement porte sur un compte, la créance nantie s'entend du solde créditeur,
provisoire ou définitif, au jour de la réalisation de la sûreté sous réserve de la
régularisation des opérations en cours, selon les modalités prévues par les
procédures civiles d'exécution.
46
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
زيادة على شرط الكتابة فقد نص المشرع على شكلية أخرى ضرورية وهي تقييد عقد
رهن الحساب البنكي في السجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة ،وهذا ما تنص عليه
الفقرة األخيرة من المادة 111-9من مدونة التجارة .والغاية من هذا التقيد هو االحتجاج
برهن هذا الحساب في مواجهة الغير زيادة على ذلك يجب إشعار البنك ماسكة الحساب بهذا
الرهن تحث طائلة عدم االحتجاج به أمامها مالم تكن طرفا في عقد الرهن.
باعتبار رهن الحساب البنكي رهنا للدين ،فان جميع أثاره باعتباره من الرهون المعنوية،
التي ال يفترض فيها تخلي المدين عن الحيازة ،تنطبق على رهن الحساب البنكي .اللهم
بعض الخصوصيات التي نص عليها المشرع المغربي لفائدة المدين الراهن وكذا الدائن
المرتهن.
ومن هذه الخصوصيات ما تنص عليها المادة 111-1من مدونة التجارة والتي جاء
فيها" يستعمل الحساب المرهون بحرية من طرف المدين الراهن ،"..وهذا األمر طبيعي فمن
خالله تقوم المقاولة بتسوية وضعيتها المالية تجاه زبائنها ،لكن ما العمل إذا قام المدين
بالتصرف في جميع أمواله الموجودة في الحساب؟
جوابا عل ى هذا السؤال يمكن الرجوع الى ما جاءت به الفقرة الثانية من المادة أعاله
ومما جاء فيها "أنه ال يؤدي خصم جميع المبالغ الموجودة في الرصيد الدائن للحساب
المرهون إلى انقضاء الرهن" وبالتالي فالمدين له كامل الحرية في التصرف في الرصيد
البنكي المرهون إال أن تطبيق هذا المقتضى على صعيد الواقع العملي قذ يثير العديد من
المشاكل⁽.⁾1
⁽⁾1محمد القدري ،رهن الديون والحسابات البنكية ،كأحد أبرز مستجدات القانون ،39.13دراسة مقارنة بين التشريع
المغربي والتشريع الفرنسي ،مقال منشور بمجلة الباحث للدراسات واألبحاث القانونية ،العدد 19مارس ،1813
ص .311
47
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
إ ال أن المشرع وأمام خطورة هذا المقتضى فقد جعل له استثناء قد يحد من إمكانية
تصرف المدين بهذا الرصيد بشكل يضر بالدائن ،فبالرجوع الى المادة 111-38من
المدونة نجدها تنص على إمكانية اتفاق المدين والدائن في عقد الرهن على تجميد مبلغ
الرهن من الرصيد الدائن لكن يجب عليه إشعار الراهن بذلك ،وبالتالي تمنع أي عملية مدينة
على المبلغ المجمد المرهون.
إن الملكية لم تعد تقتصر على األشياء المادية ،بل أنها تشمل أيضا أشياء وأموال
معنوية ،كاألسهم والسندات⁽ ،⁾1وبالتالي فالمقاولة يمكن لها أن ترهن السندات المتوفرة لديها،
ألن رهن هذه السندات سيسمح للمقاولة على الحصول على القروض خاصة القصيرة األجل
وبالتالي تسهيل االئتمان⁽.⁾2
ومن التجديدات التي نص عليها المشرع المغربي بموجب المادة 1من القانون رقم
39.13إمكانية رهن حسابات السندات ،واذا كان هذا األخير قد عرف تأخ ار في تنظيم هذا
النوع من الرهون فان المشرع الفرنسي قد أخد بالعمل به منذ سنة 3111وذلك بموجب
القانون النقدي والمالي ،الذي عرف مجموعة من التعديالت اخرها سنة ،⁾3⁽1831لدى
سنحاول أن نتطرق إلى األحكام العامة لهذه النوع من الرهون.
⁽⁾1محمد الفروجي ،التاجر وقانون التجارة بالمغرب ،سلسلة الدراسات القانونية ،مطبعة النجاح الجديدة ،الطبعة الثانية
، 3111ص .1
⁽ ⁾2أنظر :
Aurora Ben Abida, Les suretés mobilières sur les biens incorporels
proposition pour rénovation du système des suretés mobilières en France et
Québec, thèse de doctorat, l’année de soutenance 1831, université de
Montréal, N°92 page 78.
⁽ ⁾3أنظر :
L’ordonnance N°1831-1674 du 8 décembre 2017.
48
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
بالرجوع الى المادة 111-31من مدونة التجارة ،نجدها تنص على أنه "يمكن أن
تكون السندات المسجلة في الحساب محل رهن حساب السندات ،ويتم هذا الرهن بواسطة
عقد يتضمن مجموعة من البيانات المتعلقة باسم المؤسسة البنكية ماسكة الحساب ،وهوية
صاحب الحساب المرهون ،ونوعية ورقم الحساب ،ثم مبلغ الدين المرهون وفي حالة عدم
تحديده بيان العناصر التي تمكن من التعرف عليه".
أما المادة L133.18من القانون النقدي والمالي الفرنسي فقد نصت على أن رهن
حسابات السندات ينشأ بين األطراف بموجب إعالن موقع عليه من طرف صاحب
الحساب⁽.⁾1
وهذه الشكلية أصبحت شرط صحة لهذا الرهن بموجب التعديل الصادر بتاريخ 1
يوليوز .⁾2⁽3111باإلضافة إلى شكلية الكتابة التي نص عليها المشرع المغربي فالبد من
القيام بعملية إشهار هذا الرهن وذلك بتقييده في السجل الوطني االلكتروني للضمانات
المنقولة
هذا وتجدر اإلشارة أنه البد من إشعار المؤسسة البنكية الماسكة لحسابات السندات
بهذا الرهن ،وذلك من أجل االحتجاج به أمامها ،مالم تكن طرفا في العقد وبالتالي إعفاء
الراهن من هذا اإلشعار .وهذا ما تنص عليه الفقرة السابعة من المادة 111-31من مدونة
التجارة المغربية .زيادة على هذا فالمشرع أجاز لصاحب حساب السندات المرهونة التصرف
49
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
في السندات المالية المسجلة وعائداتها المودعة في الحساب الفرعي لحساب السندات مالم
يتفق األطراف على خالف ذلك⁽.⁾1
لكن السؤال المطروح هنا ماهي الحماية القانونية لهذا الرهن في حالة حدوث تغيير في
حساب السندات المدرجة في الحساب؟
لم نجد أي إجابة لدى المشرع المغربي في مدونة التجارة ،على عكس المشرع الفرنسي
الذي نص على أن السندات المرهونة يجب أن توضع في حساب خاص في اسم حامل
الحساب يديره وسطاء أو حارس مركزي إذا اقتضى األمر ذلك ،وهذا ما نصت عليه الفقرة
الثالثة من المادة 133 2-18من القانون النقدي والمالي الفرنسي⁽.⁾2
والمالحظ أن المشرع المغربي وسع من دائرة وعاء هذا الرهن بحيث ال يشمل فقد
السندات المسجلة في الحساب عند إنشاء الرهن وانما السندات التي ستسجل الحقا ،كما
يشمل أيضا عائدات هذه السندات المودعة في الحساب الفرعي إذا ثم االتفاق على ذلك⁽.⁾3
الفقرة الثانية :الضمانات اليت تدخل يف حكم الضمانات املنقولة
باإلضافة إلى الضمانات المنقولة هناك ضمانات أخرى اعتبرها المشرع بمثابة
ضمانات تدخل في حكم الضمانات المنقولة ،ويقصد بها العمليات المتعلقة بحوالة الحق أو
الدين وبيع المنقول مع شرط االحتفاظ بالملكية واالئتمان اإليجاري وحوالة الديون المهنية
وعمليات شراء الفاتورات .وهذا ما تطرق إليه المشرع عند حديثه عن الضمانات الخاضعة
لإلشهار بالسجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة في الفقرة الثالثة من المادة 31من
50
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
القانون رقم .39.13وسنحاول أن نتطرق إلى هذه الضمانات ،مع التركيز على ضمانة
شرط االحتفاظ بالملكية باعتبارها من مستجدات القانون الجديد المتعلق بالضمانات المنقولة.
سنتطرق بداية إلى بيع المنقول مع شرط االحتفاظ بالملكية ثم بعد ذلك إلى ضمانة
حوالة الحق أو الدين.
لإلحاطة بهذا الموضوع يجب أوال إعطاء تعريف لهذا الشرط وطبيعته القانونية ،ثم بعد
ذلك إلى كيفية إنشائه وأثاره تجاه األطراف.
االحتفاظ بالملكية هو آلية ضمان مستمدة من الممارسة ،وهو شرط يوضع في العقود
التي تنقل ملكية األشياء ،وبموجبه يتفق الطرفان أنه لن تنتقل ملكية هذا الشيء إلى المشتري
إال عندما يقوم بتنفيذ كافة التزاماته تجاه الدائن⁽ ⁾1وبموجب هذا الشرط يجوز للمتبايعين
االتفاق على إرجاء نقل الملكية إلى المشتري إال بعد سداد كامل الثمن⁽.⁾2
وقد عرفه البعض بأنه اتفاق بين البائع والمشتري بعدم نقل الملكية بشكل فوري لضمان
قبض الثمن كامال ،وبالتبع فهو بمثابة بيع ائتماني ،يوظف الملكية كضمانة لتأدية الثمن
المتفق عليه من طرف المشتري⁽ .⁾3من خالل هذه التعاريف يمكن القول إن شرط االحتفاظ
⁽⁾1أنظر:
Florence Coppée, La réserve de propriété et la cession de créance à titre de
garantie, mémoire, en vue de l’obtention de diplôme du master, en droit,
université catholique de Louvain, années 2014-2015, p.8.
⁽⁾2محمد حسين منصور ،شرط االحتفاظ بالملكية ،دار الجامعة الجديدة ،دون دكر الطبعة ، 1881،ص .11
⁽⁾3أنظر :
Sophie bourguignon, les atteintes Au droit de propriété des créanciers dans
les procédure collectives, mémoire, en vue de l’obtention de diplôme du
master, en droit université R. shouman Strasbourg années, 2001-2002,
p.67.
51
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
بالملكية أصبح له وظيفة تأمينية هامة ،وضمانة فعالة لحماية حقوق البائع في البيوعات
االئتمانية تقيه من خطر عدم استيفاء حقه من الثمن في ميعاد استحقاقه⁽.⁾1
ووعيا من المشرع المغربي للدور الذي يمكن أن تلعبه هذه الضمانة في مجال بيع
المنقوالت فقد عمل وألول مرة وبشكل صريح أن ينظم هذا الشرط في صلب ظهير االلتزامات
والعقود⁽.⁾2
وبالرجوع الى الفصل 139.13من هذا الظهير فان المشرع لم يعطي أي تعريف
لشرط االحتفاظ بالملكية وانما اكتفى بإعطاء مضمون لهذا الشرط.
في حين نجد أن المشرع المصري ينص في المادة 118-3من القانون المدني
المصري على أنه إذا كان البيع مؤجل الثمن جاز للبائع أن يشترط أن يكون نقل الملكية إلى
المشتري موقوفا على استيفاء الثمن كله ولو ثم التسليم .أما المشرع الفرنسي فقد نظم هذا
الشرط في صلب القانون المدني بموجب األمر المؤرخ في 11مارس 1881وذلك من
المادة 1111إلى المادة .1111
وتنص المادة 1111من القانون المدني الفرنسي أنه "يمكن االحتفاظ بملكية مال
على سبيل الضمان بمقتضى شرط االحتفاظ بالملكية ،الذي يوقف األثر الناقل للعقد إلى
حين الوفاء الكامل بااللتزام الذي يشكل المقابل له⁽⁾3هذا الكالم مفاده أن البيع مع إدراج
شرط االحتفاظ بالملكية هو ضمانة لفائدة البائع حتى يستوفي باقي ثمن البيع رغم تسليمه
الشيء المبيع إلى المشتري.
⁽ ⁾1محمد العلواني ،شرط االحتفاظ بالملكية البيع االئتماني ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة كلية العلوم القانونية
االقتصادية واالجتماعية أكدال ،جامعة محمد الخامس الرباط ،السنة الجامعية ،3111-3119،ص.1
⁽⁾2تمت إضافة الفرع الخامس ،من الباب الثالث ،من القسم األول ،من الكتاب الثاني ،بمقتضى المادة ،1من القانون رقم
،39.13المتعلق بالضمانات المنقولة ،وعنونه "في بيع المنقول مع شرط االحتفاظ بالملكية".
⁽ ⁾3أنظر :
L’article 1111 code civile français " La propriété d'un bien, peut être retenue
en garantie, par l'effet d'une clause de réserve de propriété, qui suspend
l'effet translatif d'un contrat, jusqu'au complet paiement de l'obligation, qui
"en constitue la contrepartie.
52
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
بداية لقد شكل موضوع الطبيعة القانونية لشرط االحتفاظ بالملكية مجاال خصبا لآلراء
والجداالت الفقهي ة ،فمنهم من يعتبر هذا الشرط وصفا من أوصاف االلتزام ،ومنهم من يعتبره
ضمانا .وهكذا سنحاول أن نتطرق الى كل نظرية على حدة تم سنخلص الى موقف المشرع
المغربي من الطبيعة القانونية لشرط االحتفاظ بالملكية.
إن القواعد العامة المعمول بها أن عقد البيع يتم بمجرد تراضي طرفيه أحدهما على
البيع واألخر بالشراء وباتفاقهم على شروط العقد األخرى .إال أنه قد يقع أن يلحق بهذا العقد
وصفا معينا والوصف يمكن أم يشمل كال من أطراف العقد أو يلحق محله أو برابطة
المديونية فيه⁽ .⁾1وأوصاف االلتزام كثيرة إال أن ما يهمنا هنا هو الشرط الفاسخ والشرط
الواقف.
وتبعا لهذا دهب بعض الباحثين إلى اعتبار شرط االحتفاظ بالملكية شرطا واقفا ،بحيث
إ نه معلق على أداء المشتري لباقي ثمن البيع وال تنتقل الملكية اليه قبل الوفاء بالثمن⁽ .⁾2وقد
تبنى بعض الفقه الفرنسي نفس الرأي حينما اعتبر شرط االحتفاظ بالملكية شرطا واقفا ألنه
يجعل الملكية ال تنتقل الى المشتري إال بتسديده لجميع األقساط التي يتحملها⁽.⁾3
وبالتالي فشرط الوفاء بالثمن هو شرط واقف ،يتوقف على تحققه وجود البيع ذاته ،وال
ينعقد البيع قبل الوفاء بكامل الثمن .ويظل البائع مالكا للمبيع وال تنتقل الملكية للمشتري قبل
⁽ ⁾1عبد الرزاق أحمد السنهوري الوسيط في شرح القانون المدني الجزء الثالث النظرية بوجه عام مطبعة الجامعات المصرية
ص .1
⁽⁾2محمد حسين منصور شرط االحتفاظ بالملكية في بيع المنقول المادي ،منشأ المعارف اإلسكندرية دون ذكر الطبعة
والسنة ص .111
⁽ ⁾3أنظر :
Ghistin.J -Réflexion d’un civiliste sur la clause de réserve de propriété N°11
pages 8.D3193.
53
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
الوفاء بكامل الثمن .وال يقدح في صحة هذا الوصف انتقال المبيع إلى حيازة المشتري ،إذ أن
البائع لم يقصد التخلي عن ملكية المبيع قبل حصوله على المقابل المتفق عليه⁽.⁾1
ويترتب على إعمال هذا الراي على المستوى القانوني عدة أثار ،ومنها ما ينص عليه
الفصل 311من ظهير االلتزامات والعقود والذي جاء فيه "أنه ال يجوز للملتزم تحث شرط
واقف أن يجري قبل تحقق الشرط أي عمل من شأنه أن يمنع أو يصعب على الدائن مباشرة
حقوقه التي تثبت له إذا ما تحقق هذا الشرط" .هذا وقد لقي أصحاب هذا التوجه عدة
انتقادات لكون تبعة الهالك يتحملها البائع وهذا غير مقبول ألن المشتري انتقل إليه الشيء
المبيع على الرغم من أن الملكية لم تنتقل إليه بعد⁽.⁾2
زيادة على ذلك فأصحاب هذا التوجه لم يقدموا أي تفسير ألساس التزام البائع بالتسليم،
ذلك أنه في الواقع ال يوجد أي التزام بالتسليم قبل تحقق الشرط الواقف الذي علق عليه البيع.
بل إن إعمال قواعد البيع يؤذي إ لى عدم التزام البائع تسليم المبيع طالما لم يدفع المشتري
الثمن المستحق األداء⁽.⁾3
مما أذى إلى ظهور اتجاهات أخرى ،ترى أن الطبيعة القانونية لشرط االحتفاظ بالملكية
تتوقف على الشرط الفاسخ .ومغزى هذه النظرية هو أن البيع معلق على شرط فاسخ وهو
عدم أداء المشتري للثمن في الوقت المحدد في العقد⁽.⁾4
أضف إلى ذلك إن اعتبار االحتفاظ بالملكية شرطا فاسخا يعني أن الملكية التي تنتقل
بمجرد التعاقد تعود إلى البائع بأثر رجعي عند عدم الوفاء بالثمن ،وذلك طبقا للقواعد العامة
⁽⁾1حسين عبد اهلل شلبي-الطبيعة القانونية لشرط االحتفاظ بالملكية على سبيل الضمان دراسة مقارنة مقال منشور بمجلة
جامعة االنبار للعلوم القانونية والسياسية العدد الثالث عشر المجلد الثاني سنة 1839ص .319
⁽⁾2هادي علي حسين الكعبي ،احتفاظ البائع بملكية المبيع دراسة مقارنة ،منشورات الحلي الحقوقية ،لبنان بيروت ،الطبعة
األولى ،سنة ،1833ص .11
⁽⁾3محمد حسين منصور ،مرجع سابق ،ص .111
⁽ ⁾4تاهنيت عبد الصمد ،شرط االحتفاظ بالملكية في عقد البيع دراسة مقارنة رسالة ،لنيل دبلوم الدراسات العليا كلية العلوم
القانونية االقتصادية واالجتماعية ،جامعة ابن زهر ،السنة الدراسية ،1831-1831ص .11
54
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
ألحكام الشرط الفاسخ فحق الدائن يزول ويعتبر أنه غير موجود أصال فزوال االلتزام نتيجة
تحقق الشرط الفاسخ يكون بأثر رجعي⁽.⁾1
وبالتالي فان من نتائج األخذ بهذا االتجاه ،أنه إذا كان شرط االحتفاظ بالملكية شرطا
فاسخا فهذا يعني أن المشتري يصبح ما لكا ملكية تامة للشيء المبيع لكن ملكيته هاته تكون
معرضة للزوال إذ أنه إذا لم يف بالثمن يصبح البائع مالكا للمبيع⁽ .⁾2وقد تعرض هذا الرأي
بدوره لالنتقاد ألنه يخالف روح التشريع من جهة ،واإلرادة الحقيقة للمتعاقدين ،فهذا التكييف
ليس من شأنه حفظ الملكية للبائع ،بل ستنتقل إلى المشتري ثم تعود للبائع⁽.⁾3
يرى بعض الباحثين الذين دافعوا عن هذا االتجاه بقوله ،أن شرط االحتفاظ بالملكية هو
ضمان اتفاقي على أساس أن مصدر نشوؤه هو إرادة البائع واتفاقه مع المشتري ابتداء على
ذلك ،فهو يرى أن شرط االحتفاظ بالملكية ال يصح إيراده إال في عقود البيع المؤجلة
الثمن⁽.⁾4
وهناك من ساند هذا الرأي بقوله إن شـرط االحتفـاظ لملكية كاتفاق يخلـق ضـمانة حقيقية
لفائدة البائع ،مصدره إرادة المتعاقدين ،تخول البائع استرداد أمواله المحتفظ بملكيتها من يدي
المشتري في حالة خضوعه ألحـد مسـاطر صـعوبات المقاولـة مـن ناحيـة ،واسـترجاعها حالـة
عـدم الوفـاء ،ولـو لم يتعـرض ألي إعسـار أو إفـالس مـن جهـة أخرى⁽.⁾5
⁽ ⁾1شرابي دليلة ،االحتفاظ بالملكية على سبيل الضمان ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه ،في القانون الخاص ،كلية الحقوق
جامعة الجزائر ،-3-السنة الدراسية ،1831-1839ص .383
⁽⁾2محمد العلواني ،مرجع سابق ،ص .31
⁽⁾3حسين منصو ،مرجع سابق ،ص .113
⁽⁾4هادي علي حسين الكعبي ،مرجع سابق ،ص .11-13
⁽⁾5محمد بوهاشم ،الطبيعة القانونية لشرط االحتفاظ بالملكية في القانون المغربي والمقارن ،مقال منشور بمجلة.
Revu de droit civil, économique et comparé journal of civil Économica and
comparative Law RDCE ISSN :2568-946X vol 1 N°1-2020 page 95.
55
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
ومن االنتقادات الموجهة إلى هذا الرأي وهو أن التكييف الذي اعتبر شرط االحتفاظ
بالملكية ضمانا اتفاقيا لم ينسب هذا الشرط إلى نظام قانوني معين بل اقتصر األمر على
نسبه الى مصدر نشوئه وهو االتفاق ،ووظيفته في عقد البيع وهي الضمان ،كما أنه لم يحدد
نوع هذا الضمان فيما إذا كان شخصي أم عيني⁽.⁾1
أمام قصور نظرة هذا االتجاه ذهب البعض إلى اعتبار شرط االحتفاظ بالملكية ضمانا
عينيا ،ففكرة الضمان تعبر عن وظيفة اقتصادية أكثر منها قانونية ،وتوظيف الملكية في
مجال المعامالت المالية فيه تحقيق لنوع من الضمان ،فهو يعتبر ضمانا عينيا كونه يرد
على حق عيني أصلي وهو حق الملكية⁽ .⁾2إال أن هذا االتجاه مردود عليه حسب البعض
ألن المشتري لم يصبح مالكا لكي يقدم ملكية المبيع ضمانا عينيا للبائع ،كما أن الضمان
العيني الذي يتمثل في الرهن يستلزم إجراءات قانونية محددة البد من مراعاتها حتى ينتج
ذلك الرهن أثاره ثم أن تطبيق أحكام الرهن يخرج االحتفاظ بالملكية خارج نطاق عقد
البيع⁽.⁾3
بداية يجب القول إن المشرع لم يكن ينظم شرط االحتفاظ بالملكية في القانون المدني،
وانما أشار إلى هذا الشرط بشكل عرضي في مدونة التجارة عندما تناول مسألة االسترداد في
مجال صعوبات المقاولة وذلك من المادة 181إلى المادة .181
إال أنه وبموجب التعديل الذي طال ظهير االلتزامات والعقود ،بموجب القانون رقم
39.13المتعلق بالضمانات المنقولة تطرق وبشكل صريح إلى شرط االحتفاظ بالملكية،
56
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
عندما يتعلق األمر ببيع المنقول وذلك من المادة 139-13إلى المادة 139-11من
هذا الظهير.
وبالرجوع إلى المادة 139-13من ظهير االلتزامات والعقود نجدها تنص على ما
يلي "يمكن ل أطراف االتفاق على وقف نقل ملكية الشيء المبيع بموجب شرط االحتفاظ
بالملكية الى حين األداء الكامل للثمن" وتقابله المادة 1111القانون المدني الفرنسي والتي
جاء فيها" يمكن االحتفاظ بملكية مال معين علـى سـبيل الضـمان بمقتضـى شـرط االحتفـاظ
بالملكية الـذي يوقـف األثر الناقل للعقد ،إلى حين األداء الكامل لاللتزام المقابل له .وهكذا
تكون الملكية المحتفظ بها تابعة للدين الشخصي المضمون⁽.⁾1
يمكن القول من خالل ما سبق أن المشرع المغربي قد سار في اتجاه اعتبار شرط
اال حتفاظ بالملكية ضمانا اتفاقيا عندما استعمل عبارة االتفاق بشكل صريح في الفصل
139-13من ظهير االلتزامات والعقود ،وبالتالي تبقى مسألة تأجيل نقل ملكية الشيء
المبيع راجعة إلرادة األطراف في إعمال هذا الشرط من عدمه.
إلنشاء عقد بيع المنقول مع شرط االحتفاظ بالملكية ،البد من توفر األركان العامة التي
تتطلبها جميع العقود ،فضال عن األركان الشكلية التي نص عليها المشرع .وهكذا فباإلضافة
إلى ضرورة توفر األهلية الالزمة للتعاقد البد توفر إرادة سليمة خالية من العيوب ويجب أن
يكون هناك محال للتعاقد وسبب مشروع.
وبالرجوع إلى الفصل 139.13في فقرته األولى من ظهير االلتزامات والعقود ،نجده
ينص على ما يلي" يمكن االتفاق على وقف نقل ملكية الشيء المبيع بموجب شرط االحتفاظ
57
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
بالملكية إلى حين األداء الكامل للثمن" .لقد استعمل المشرع المغربي مصطلح االتفاق وهذا
األخير حسب بعض الفقه هو تعبير عن إرادتين أو أكثر إلنشاء التزام معين⁽ .⁾1وما دمنا
نتحدث عن البيع فانه وبموجب الفصل 199من ظهير االلتزامات والعقود ،فانه يكون تاما
بمجرد تراضي األطراف أحدهما بالبيع واألخر بالشراء وباتفاقهما على المبيع والثمن وشروط
العقد األخرى ،ومن هذه الشروط التي يمكن ل أطراف أن يتفقوا عليها شرط االحتفاظ
بالملكية.
لكن المشرع في الفقرة الثانية من الفصل 139.13نص على ضرورة االتفاق على
هذا الشرط كتابة وهذا ما نص عليه المشرع الفرنسي في المادة 1119من القانون
المدني⁽ .⁾2والمالحظ أن المشرع المغربي ،لم يقيد األطراف بضرورة كتابة هذا العقد في
محرر معين وانما ترك الحرية ل أطراف الختيار نوع المحرر ،إال أنه في نظرنا كان على
المشرع أن يشترط الرسمية في هكذا عقود نظ ار لما يوفره العقد الرسمي من حماية لكل
األطراف.
ومن الشكليات كذلك التي نص عليها المشرع المغربي ضرورة تقييد عقد شرط
االحتفاظ بالملكية بالسجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة ،وبالتالي ال يمكن
االحتجاج بهذا الضمان في مواجه األغيار إال من تاريخ التقييد في هذا السجل وهذا ما
تنص عليه الفقرة األخيرة من الفصل 139-13من ظهير االلتزامات والعقود.
باعتبار شرط االحتفاظ بالملكية يقترن في الغالب بعقود البيوع ذات الطابع االئتماني،
حيث إن هذا النوع من البيوع هو في الواقع بيع عادي ،فانه يرتب أثاره صحيحة وكاملة،
⁽⁾1عبد الرزاق أحمد السنهوري ،الوسيط في شرح القانون ،المدني الجزء األول ،ص 311
⁽⁾2أنظر:
L’article 2368 code civile français"La réserve de propriété est convenue par
"écrit.
58
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
غير أن أحد األطراف يرجئ تنفيذ التزام ما من التزاماته لفترة ما ويأتمنه الطرف األخر على
ذلك⁽.⁾1
ونظ ار لخصوصية هذا العقد فقد رتب له المشرع عدة أثار خاصة المتعلقة منها بأداء
باقي الثمن من عدمه أو التصرف في المنقول المبيع ،وبالتالي سنحاول أن نتطرق إلى هذه
اآلثار.
ينص الفصل 139-11من ظهير االلتزامات والعقود على الحالة التي يقوم فيها
المشتري بأداء الثمن ولو جزئيا بقولة "يترتب عن األداء الجزئي لثمن بيع األشياء القابلة
لالستهالك االنقضاء الجزئي لشرط االحتفاظ بملكية هذه األشياء ،وذلك في حدود الثمن
المؤدى مالم يشترط غير ذلك" .من خالل هذا الفصل يتضح أن المشرع سلك مسلك التيسير
وعدم التشدد تماشيا مع طبيعة هذا النوع من البيوع.
ومن تجليات ذلك أن المشتري يمكنه أن يقوم بدفع الثمن على شكل أقساط ،وكلما تقدم
في ذلك كلما اندثر هذا الشرط .فالقواعد العامة المنصوص عليها في ظهير االلت ازمات
والعقود تفرض على المشتري أداء الثمن كامال ،إال أنه يمكن والحالة هاته اتفاق األطراف
على األداء الجزئي للثمن ،لكن المشرع المغربي قد ربط هذا األمر في البضائع القابلة
لالستهالك فقط.
أما في حالة عدم أداء المشتري للثمن عند تاريخ االستحقاق ،فيحق للبائع استرجاع
الشيء المرهون وهذا ما تنص عليه الفقرة األولى من الفصل 139-11من ظهير
االلتزامات والعقود وهو ما ذهب إليه المشرع الفرنسي في المادة 1113من القانون
⁽ ⁾1هشام بن الشيخ ،االحتفاظ بالملكية ودوره االئتماني ،مقال منشور بمجلة دفاتر السياسة والقانون ،العدد ،31يناير
،1831ص .118
59
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
المدني⁽ ،⁾1ويعتبر هذا الحكم القانوني أم ار طبيعيا يرجع أساسه وجوهره إلى كون الدائن في
هذه الحالة يعد مالكا للمال المنقول المطالب استرداده الحتفاظه بملكيته ،ويجنبه الدخول في
حالة تزاحم مع باقي دائني المدين لحظة استيفاء الحقوق⁽.⁾2
ولتحقيق غاية البائع وتمكينه من حقه في االسترجاع ،نص المشرع على المسطرة
الواجب إتباعها في هذه الحالة :إذا ترك ل أطراف االتفاق فيما بينهم على كيفية االسترجاع،
واذا لم يكن هناك أي اتفاق أو تعذر ذلك يمكن للبائع أن يستصدر أم ار قضائيا من طرف
رئيس المحكمة بصفته قاضيا ل أمور المستعجلة ،بعد معاينة واقعة عدم األداء وهذا ما تنص
عليه الفقرة الثانية من الفصل 139-11من ظهير االلتزامات والعقود.
لكن ما يمكن مؤاخذته على المشرع في هذه النقطة وهي إغفاله لمسألة مهمة متعلقة
بالتعويض في الحالة التي تكون فيها هذه المنقوالت من البضائع القابلة لالستعمال ،زيادة
على هذا فالمنقوالت في هذا النوع من البيوع تبقى في حوزة المشتري مما قد يؤدي إلى
استعمالها وحدوث النقص في قيمتها ،وبالتالي ليس من مصلحة البائع طلب استرجاع هذا
المنقول وبالتالي كان على المشرع أن ينص على إمكانية التعويض.
زيادة على هذا فالمشرع لم يتناول مسألة أخرى تتعلق باسترداد المنقول أتناء فتح
مساطر صعوبات المقاولة عندما يتعلق األمر بمنقوالت قابلة لالستهالك ،خاصة إذا علمنا
أن المادة 181من مدونة التجارة تناولت فقط البضائع الموجودة بعينها وهي التي يحق
للبائع استردادها.
⁽⁾1أنظر:
L’article 1113 code civil français " A défaut de complet paiement à l'échéance,
le créancier peut demander la restitution du bien afin de recouvrer le droit
d'en disposer".
⁽⁾2محمد العلواني ،مرجع سابق ،ص .388
60
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
بداية يجب القول إنه من حق المشتري أن يتصرف في المنقول بالبيع ،وليس هناك أي
مقتضى يمنعه .خاصة إذا كانت هذه المنقوالت هي المحرك األساس لنشاط المقاولة،
فحرمان المقاولة من التصرف في المنقوالت قد يؤدي ال محالة إلى تعطيل نشاطها.
ومن غير المالئم أن نمنع المشتري من استعمال البضائع المسلمة وخاصة إذا تعلق
األمر بأدوات ومعدات التجهيز ،وبالتالي فان شرط االحتفاظ بالملكية ال يعطي للمشتري حقا
للملكية موصوفا بالملكية الموقوفة ،وانما بعض السلطات التي تتيحها السيطرة المادية
والفعلية على الشيء المبيع على إثر تسليمه له⁽ .⁾1وبالتالي فالمشرع تعامل مع هذه المسألة
بحدر وذلك على عكس المشرع المصري الذي تشدد في التعامل مع المشتري الذي يقوم ببيع
شيء ليس في ملكه⁽.⁾2
وبالرجوع إلى الفصل 139-11نجده ينص على مسألة غاية في األهمية ،وهي
إمكانية البائع استيفاء ما تبقى من دينه من ثمن البيع إذا قام المشتري ببيع المنقول تحث
شرط االحتفاظ بالملكية .بمعنى إذا قام المشتري ببيع المنقول إلى شخص أخر فان حقه يبقى
قائما في ثمن البيع باعتباره بائع تانيا بما تبقى له من حقوق في ثمن البيع ،وهي إشارة من
المشرع على أن االحتفاظ بالملكية ال يوقف التصرف فيها من طرف المشتري ،وانما يمكنه
ذلك في مقابل ترتيب حقوق البائع في األداء على ما سيستوفيه المشتري من ثمن البيع⁽.⁾3
كما أن ا لمشرع نص على مسألة غاية في األهمية وتتعلق بالمنقوالت القابلة لالستهالك
حيث نص في الفصل 139-11من ظهير االلتزامات والعقود أنه "يمارس حق ملكية
األشياء القابلة لالستهالك في حدود الدين الذي الزال مستحقا على األشياء التي بحوزة
⁽⁾1عادل أحمد الجسمي ،مدى مالءمة شرط االحتفاظ بالملكية على سبيل الضمان دراسة مقارنة رسالة ،لنيل شهادة
الماستر في القانون الخاص ،كلية الحقوق ،قسم القانون الخاص ،جامعة االمارات العربية المتحدة تاريخ المناقشة ابريل
، 1839ص .19
⁽⁾2ينص الفصل 111من القانون المدني المصري على ما يلي اذا باع شخص شيئا معينا بالذات وهو ال يملكه جاز
للمشتري أن يطلب ابطال البيع."...
⁽⁾3طارق أوالد علي ،مرجع سابق.
61
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
المشتري أو لحسابه والتي تكون من نفس النوعية ونفس الجودة" وتقابله المادة 1111من
القانون المدني الفرنسي⁽⁾1والتي جاءت بنفس المقتضى تقريبا.
-2حوالة الحق أو الدين
كما هو معلوم فان الحوالة نتقسم إلى نوعين :حوالة حق إذا نظرنا إليها من زاوية
الدائنية ،وبموجبها ينقل الدائن حقه الشخصي "دينه" على دائن أخر يحل محله في العالقة
القانونية التي تربط بينه وبين مدينه .وحوالة دين إذا نظرنا إليها من زاوية المديونية ،بموجبها
ينقل المدين الدين المترتب في دمته لفائدة دائنه لمدين جديد يحل محله في العالقة القانونية
التي تربط بينه وبين دائنة⁽.⁾2
هذا وال يخلو األمر من حوالة الحق في صورتين :فإما أن يقوم الدائن بحوالة مركزه
القانوني بما يشمل عليه من الصفات ككل ال يتجزأ ،فيتلقى المحال له هذا المركز من حيث
المبدأ واألثر ،وهذه هي حوالة العقد المنشئ للحق المحال به الشتمال المركز المحول فضال
عن صفة الدائن على صفة المتعاقد .واما أن يقوم بحوالة أثر مركزه القانوني ،وهذه هي
حوالة منفعة الحق⁽ .⁾3وبهذا المعنى يمكن القول إن رهن حوالة الحق هي اتفاق بين المحيل
(الدائن األصلي) والمحال له (الدائن الجديد) على أن يحول له حقه الذي يوجد بدمة المحال
عليه (المدين)⁽.⁾4
هذا وتجدر اإلشارة أن حوالة الدين تتنازع فيه نظرتين :النظرية الشخصية والتي تجعل
الدين لصيقا بشخص المدين .ويترتب على هذا المبدأ أن الدين ال يستمر إذا تغير المدين،
62
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
ومن ثم تكون حوالة الدين لعلة غايتها الالإستخالفية حسب هذه الرؤية تقنية ممنوعة ينبغي
البحث عن بديل ينقضي به الدين عند تغير المدين .ونظرية مادية توفق بين القول بقابلية
الدين للحوالة بفصل الدين عن المدين وسالمة المعامالت بإعطاء الدائن مكنة قبول المدين
الجديد⁽.⁾1
هذا وقد نظم المشرع المغربي حوالة الحق أو الدين ،في القسم الثالث من الكتاب األول
والمتعلق بانتقال االلتزامات وذلك في الفصول من 391الى الفصل 138من ظهير
االلتزامات والعقود .وبالرجوع إلى الفصل 311منه نجد أن المشرع لم يشترط شكلية معينة
إلنشاء عقد الحوالة ،وانما ترك األمر إلرادة األطراف ،وبالتالي فهذا العقد يصبح تاما بمجرد
حصول اإليجاب والقبول بين المحيل والمحال له.
ومن التجديدات التي جاء بها المشرع بموجب القانون رقم 39.13المتعلق
بالضمانات المنقولة ما تنص عليه الفقرة الثانية من الفصل 311من ظهير االلتزامات
والعقود ،بحيث أصبح بإمكان طرفي عقد الحوالة أي المحيل والمحال له االتفاق على أن
يصير الحق أو الدين ملكا لهذا األخير.
هذا واذا تعلق األمر بتقديم حوالة الدين على سبيل الضمان ولترتيب حق األفضلية بين
المحال عليهم يجب تقييد هذه الحوالة في السجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة⁽.⁾2
كما أن حوالة الدين أو الحق ال يمكن االحتجاج بهما في مواجه األغيار إال من تاريخ
تقييدهما في السجل المكور أعاله⁽.⁾3
أما إذا تعلق األمر بحوالة عقد الكراء والذي ينقل المكتري (المحيل) بمقتضاه مركزه
العقدي الناشئ من عقد الكراء ،أو ينقل بموجبه ما ينشأ عن هذا الكراء من حقوق والتزامات
إلى الغير (المحال له)⁽ .⁾4فيجب هو األخر تقييده في السجل إذا قدم على سبيل الضمان⁽⁾5
63
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
سنحاول أن نتطرق الى ضمانة االئتمان االيجاري للمنقول ،ثم إلى تقديم حوالة الديون
على سبيل الضمان.
تنص المادة 113من مدونة التجارة على ما يلي "عقد االئتمان االيجاري كل عقد
يكون موضوعه إحدى العمليات المنصوص عليها في المادة 1من القانون رقم
⁾1⁽31.381المتعلق بمؤسسات االئتمان والهيئات المعتبرة في حكها".
وبالرجوع إلى المادة 1من هذا القانون فإننا نجد أن عقد االئتمان االيجاري للمنقول هو
كل عملية إيجار للمنقوالت التي تمكن المستأجر كيفما كان تكييف تلك العمليات ،من أن
يتملك من تاريخ يحدده المالك كل أو بعض المنقوالت المستأجرة مقابل ثمن متفق عليه
يراعى في تحديده على األقل جزئيا المبالغ المدفوعة على سبيل اإليجار.
وهكذا أصبح محل عقد االئتمان االيجاري للمنقول أوسع مما كان عليه اذ لم يعد األمر
يتعلق بالسلع التجهيزية أو اآلالت والمعدات بل أصبح يشمل كل المنقوالت⁽ ،⁾2وبالتالي
أصبح بإمكان المقاولة اقتناء جميع المنقوالت التي تريدها عن طريق عقد االئتمان االيجاري،
والذي سيمكنها من دفع واجبات كرائية لهذه المنقوالت على أن تصبح مالكة لها عند انتهاء
العقد وذلك باتفاق األطراف.
⁽⁾1الصادر بتنفيذ الظهير الشريف 3.31.311صادر في فاتح ربيع األول ( 3111الموافق ل 11دسمبر )1831
المنشور بالجريدة الرسمية عدد 1119بتاريخ 11يناير 1831ص .111
⁽⁾2هذا ما كانت تنص عليه المادة 113من مدونة التجارة قبل التعديل بموجب القانون .39.13
64
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
والمالحظ أن المشرع عندما عرف لنا عقد االئتمان االيجاري للمنقول ،لم يقتصر على
المنقوالت ذ ات الطابع المهني المفترض أنها الغاية التي جاءت من أجلها العملية مند البداية.
حيث جاءت لتستجيب لحاجة اقتصادية لدى المشروعات التي تملك المال الكافي القتناء
معدات ،ماهي في حاجة إليها وأن حاجتها إليها مؤقتة⁽.⁾1
ومن الناحية العملية فان المشروعات المستفيدة من هذا النوع من العمليات ،غالبا تلك التي
ال تكفي ميزانيتها لشراء ما تحتاجه من اآلالت والمعدات ،وفي نفس الوقت تلبية كل ما
يتطلبه المشروع من حاجيات أخرى تساهم في تطوره ومسايرته للركب االقتصادي⁽.⁾2
هذا وتجدر اإلشارة أن عقد االئتمان االيجاري للمنقول ال يسري أثره على األطراف
الثالثة في عقد الكراء .بل يمتد إلى االغيار الذين يتعاملون مع المستعمل ،ذلك أن هؤالء قد
يعتقدون أن ما بين يد هذا األخير هو ملك له،مع أنه مجرد مكتري فيقدمون له العروض
التي يرغب فيها وقد يقوم البعض األخر بشراء هذه المنقوالت من المستعمل ،والتي تكون في
ملكية مؤسسة االئتمان االيجاري ،وتجنبا لكل هذه األخطار وما ينتج عنها من آثار لمؤسسة
االئتمان االيجاري وللغير حسن النية ،فان المشرع المغربي وعلى غرار ما هو معمول به في
فرنسا نص في المادة 111من مدونة التجارة على ضرورة إشهار عملية االئتمان االيجاري
ليتعرف األطراف والغير على األموال موضوع تلك العمليات⁽.⁾3
أما إذا تعلق االمر باالئتمان االيجاري للمنقول فيتم هذا الشهر بطلب من مؤسسة
االئتمان بالسجل الوطني اإللكتروني للضمانات المنقولة االئتمان وهذا من تنص عليه المادة
9من القانون رقم 39.13المتعلق بالضمانات المنقولة.
⁽⁾1رياض فخري ،عقد االئتمان االيجاري بين مدونة التجارة والقانون المنظم لمؤسسات االئتمان ،مقال منشور بمجلة الحقوق
المغربية ،مجلة مغربية قانونية ،تصدر كل نصف سنة ،العدد السادس ،السنة الثالثة أكتوبر ،1889ص .11
⁽ ⁾2جميلة حوالي ،االئتمان االيجاري للمنقول بالمغرب ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا ،في القانون الخاص ،كلية العلوم
القانونية االقتصادية واالجتماعية الرباط ،السنة الجامعية ،3111-3119ص .11
⁽⁾3محمد برادة غريول ،عقد االئتمان االيجاري بين الفقه والقانون ،الدورة التخصصية في المادة التجارية سلسلة الندوات،
اللقاءات واأليام الدراسية ،مكتبة دار السالم ،الرباط ،ص .311
65
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
قد يتبادر الى دهن الباحث أتناء قراءته للتجديدات التي عرفتها مدونة التجارة خاصة
المتعلقة منها بضمانة االئتمان االيجاري للمنقول ،أن المشرع وبنسخه للمقتضيات المتعلقة
بالتقادم ،قد أعفى مؤسس الضمانة من عملية التجديد ،إال أنه وبالرجوع الى المادة 31من
القانون رقم 39.13المتعلق بالضمانات المنقولة نجدها تنص في فقرتها الثانية على ما
يلي "ويحتج بهذا التقييد في مواجهة الغير ابتداء من تاريخ سريان مفعوله الى حين انقضائه،
وذلك خالل أجل أقصاه خمس سنوات ،ما لم يتم تجديد هذا التقييد قبل انصرام األجل
المذكور لمدة مماثلة عند االقتضاء على اال تتجاوز هذه المدة في كل حالة خمس سنوات".
وبالتالي فان جميع الضمانات المنقولة المقيدة بالسجل الوطني االلكتروني للضمانات
المنقولة بما فيها ضمانة االئتمان االيجاري للمنقول تنقضي داخل أجل خمس سنوات مالم
يتم تجديد هذا التقييد.
وفي نقطة أخيرة يجب اإلشارة الى مسألة مهمة وهي في حالة لم تقدم مؤسسة االئتمان
االيجاري بإشهار جميع العمليات التي تقوم بها في السجل فال حق لها في باالحتجاج به
الضمانة في مواجهة الدائنين وكذلك دائني مكتري هذه المنقوالت والمكتسبة بعوض أو
الحقوق التي احتفظت بملكيتها⁽.⁾1
لقد نظم المشرع المغربي حوالة الديون المهنية من المادة 111الى المادة 111
مكرر من مدونة التجارة ،ولم يعرف لنا عقد حوالة الديون المهنية ،بل أشار فقط الى إمكانية
66
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
كل شخص طبيعي أو معنوي وذلك أتناء مزاولته لنشاطه المهني تحويل دين ممسوك على
أحد من األغيار لمؤسسة بنكية بمجرد تسليم قائمة⁽ .⁾1وقد عرفه البعض اآلخر بانه عقد
مكتوب يقوم فيه شخص يسمى المحيل بتفويت ملكية ديونه المهنية المترتبة على الغير الى
مؤسسة بنكية لضمان االئتمان الممنوح⁽.⁾2
والمالحظ على المادة 111من مدونة التجارة أنها ربطت المحال له بالمؤسسة
البنكية ،وهذه األخيرة تعتبر من مؤسسات االئتمان ،إال أنه في الواقع العملي هناك مؤسسات
أخرى وجمعيات تقوم بالتمويل فهل يمكن أن تكون محاال له في إطار حوالة الديون المهنية؟
يرى بعض الفقه بهذا الخصوص أن الفهم الحرفي يستوجب القول إن شركات وجمعيات
التمويل ال يجوز لها أن تكون محاال لها في حوالة الحقوق المتعلقة بالديون المهنية .غير أن
هذا الفهم العامي في الحقيقة يتعارض مع متطلبات اإلنعاش االقتصادي⁽.⁾3
هذا وقد حددت المادة 113من مدونة التجارة كيفية إحالة الديون المهنية وذلك بوضع
قائمة تتضمن مجموعة من البيانات ،إذ يجب عنونة هذه القائم بتسمية "محرر حوالة الديون
المهنية" ويجب أن يتضمن اسم المؤسسة البنكية المستفيدة ،زيادة على ذكر جميع الديون
المحالة مع ذكر اسم المدين والمبالغ وقيمتها وتاريخ استحقاقها ورقم الفاتورة عند االقتضاء.
ويجب أن يوقع هذا المحرر من طرف المحيل والمحال له.
هذا واذا قدمت حوالة الديون المهنية على سبيل الضمان ،يجب على المحال له أي
المؤسسة البنكية أن تقوم بتقيد هذه الحوالة في السجل الوطني االلكتروني للضمانات
المنقولة ،وذلك لالحتجاج بها في مواجهة الغير ،وهذا ما تنص عليه الفقرة األخيرة من المادة
111من مدونة التجارة.
أما إذا تعلق األمر بحوالة الديون المهنية الناشئة بمقتضى عقد خاضع لقانون أجنبي
فانه يحتج بها تجاه المدين الذي يقيم بالمغرب بصفة اعتيادية وفق الشروط المنصوص
67
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
عليها في القانون الذي يسري على الدين موضوع الحوالة ،مع مراعاة االتفاقيات الدولية التي
صادقت عليها المملكة أو انضمت إليها وكذا التشريعات المتعلقة بالنظام العام⁽.⁾1
-2شراء الفاتورات
لقد ظهر هذا العقد في أول مرة في أوروبا وبالضبط في إنجلت ار في القرن الثامن عشر،
ثم ظهر بعد ذلك في أمريكا الجنوبية ،ألنها كانت مستعمرة من طرف انجلت ار⁽ .⁾2أما في
المغرب فقد بدأ العمل بهذا العقد ابتداء من سنة 3191وظهرت إلى الوجود شركات
متخصصة في شراء الفاتورات من مثل:
Maroc factoring-Wafa factoring-Attijari Factoring Maroc
وعملية شراء الفاتورات تخدم العملية االئتمانية عن طريق تمكين المقاولة من الحصول
على االئتمان الالزم بمجرد التخلي عن الفواتير التجارية لفائدة شركة الشراء التموينية ،ومن
جهة أخرى تمكن هذه األخيرة من استرداد مبالغ االئتمان الممنوحة دون التعرض ألي
مخاطر⁽.⁾3
هذا وتجدر اإلشارة أن المشرع المغربي اعتبر عملية شراء الفاتورات في حكم عمليات
االئتمان بموجب البند الثاني من الفقرة الثانية من المادة الثالثة من القانون المنظم لمؤسسات
االئتمان والهيئات المعتبرة في حكمها.
وبالرجوع الى الماد ة الخامسة من القانون المنظم لمؤسسات االئتمان والهيئات المعتبرة
في حكمها نجدها تعرف لنا عملية شراء الفاتورات وذلك بكونها "اتفاقية تلتزم بموجبها إحدى
مؤسسات االئتمان بتحصيل ديون تجارية وتعبئتها إما عن طريق الديون المذكورة واما عن
طريق التصرف كوكيل للدائن مع ضمان حسن انجاز العملية في هذه الحالة األخيرة.
68
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
69
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
يخضع عقد رهن المنقول ل أحكام العامة للعقود إذ البد من توفر ركن أهلية األداء لدى
المدين الراهن وليس أهلية اإلدارة والتبرع فقط .واذا لم يكن أهال للتصرف في ماله فالعقد
يكون باطال بطالنا نسبيا ،أما بالنسبة للدائن المرتهن فال تلزم فيه أهلية األداء بل يكفي أن
يكون ممي از مادام الرهن يعد من األعمال النافعة له نفعا محضا⁽.⁾1
أما إذا كان الراهن كفيال عينيا فيجب أن تتوفر فيه هو األخر أهلية األداء باعتبار
الرهن بالنسبة إليه عمال ضا ار وعليه إذا كان قاص ار أو محجو ار فان رهنه يكون باطال وليس
70
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
قابال لإلبطال⁽ .⁾1وهنا البد من الوقوف على مسألة مهمة متعلقة بالكفيل العيني والمتعلقة
بعدم كفاية ما قدمه من ضمان أتناء التنفيذ هل من حق الراهن الرجوع عليه في باقي أمواله
الشخصية؟
في هذا الشأن يرى بعض الباحثين أن التزام الكفيل العيني محصور فيما قدمه للضمان
وحده دون أمواله بمعنى أن كفالته كفالة عينية وليست كفالة شخصية مستندا في ذلك على
الفصل 3311من ظ هير االلتزامات والعقود والذي جاء فيه "يجب أن يكون التزام الكفيل
صريحا والكفالة ال تفترض⁽.⁾2
زيادة على هذا فال بد من توفر عنصر الرضا وبالتالي فعقد الرهن ال ينعقد اال بتراضي
طرفيه وألن عقد الرهن ال تشترط فيه الرسمية فيكفي النعقاده اإليجاب والقبول⁽ .⁾3أما سبب
العقد فهو ضمان الدائن استيفاء دينه في أجل استحقاقه ،ومن شروطه أن يكون ثابت في
ذمة المدين وايفاء حقه من العين التي رهنت ألجله عند عجز المدين الراهن عن الوفاء
بالدين مثل الثمن في البيع واألجرة في اإليجار⁽.⁾4
⁽ ⁾1منصور حاتم محسن ،رهن المنقول المادي دون حيازة المفهوم واالثر ،مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية،
العدد األول ،السنة التاسعة ،1831 ،ص .11
⁽⁾2أحمد كويسي ،الكفالة العينية ،مقال ،منشور بمجلة القانون واالقتصاد ،عدد ،11دجنبر ، 1881ص .11-11
⁽ ⁾3قشطولي رفيقة ،الرهن الحيازي الوارد على المنقول في القانون المدني الجزائري ،مدكرة مقدمة الستكمال متطلبات شهادة
الماستر ،في القانون الخاص ،كلية الحقوق بوداود ،جامعة امحمد بوقرة بومرداس ،السنة الجامعية ،1831-1839
ص .31
⁽⁾4مصطفى راتب حسن ،نفاذ الرهن واثاره دراسة مقارنة ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه ،جامعة القاهرة ،السنة الجامعية
،1881-1881ص .11
71
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
-1الدين المضمون
بموجب التعديل الجديد الذي عرفه الفصل 3311من ظهير االلتزامات والعقود
بمقتضى المادة 1من القانون رقم 39.13فان الديون التي يعقد الرهن ألجل ضمانها هي
الديون الحالية والمستقبلية سواء كان مبلغها تابتا أم متغي ار أو لضمان التزام احتمالي أو
موقوف على شرط.
وهو ما ينص عليه المشرع المصري في المادة 3818من القانون المدني حينما أجاز
أن يترتب الرهن ضمانا لدين معلق على شرط أو دين مستقبل أو دين احتمالي ،كما يجوز
أن يترتب ضمانا العتماد مفتوح أو لحساب جار ،على أن يتحدد في عقد الرهن مبلغ الدين
المضمون أو الحد األقصى الذي ينتهي إليه هذا الدين.
كما نص المشرع الفرنسي على نفس المقتضى في المادة 1111من القانون المدني
الفرنسي عندما نص على أن الديون المضمونة يمكن أن تكون حالية أو مستقبلية وفي
الحالة األخيرة يجب أن تكون محددة⁽.⁾1
يمكن القول من خالل هذه المقتضيات الجديدة إن المشرع المغربي وسع من دائرة
الديون المضمونة ،سواء تعلق األمر بالرهن الحيازي للمنقول أو رهن المنقول دون التخلي
عن الحيازة .ويتجلى ذلك من خالل إمكانية رهن الديون المستقبلية :والدين المستقبلي هو
⁽⁾1أنظر :
Deuxième paragraphe de l’article 1111 Cod civil française dispose que " les
créances garanties, peuvent être présent au future dans ce dernier cas elles
doivent être déterminable.
72
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
المال الغير المعين بالذات وهو رهن ما عسى أن يملكه الراهن مستقبال عن طريق اإلرث أو
عن طريق الوصية⁽.⁾1
هذا وتعتبر الديون اآلجلة أو المستقبلية ورغم عدم إمكانية تسليمها إال أنها تحمل
المواصفات التي تجعلها قابلة للرهن ،حيث إن وجودها محقق الوقوع فاألجل حال ال محالة
وكذلك الواقعة المستقبلية ال تنقص من الحق أو تنفيه بل تنقل حدوته إلى المستقبل وهي
مجرد عارض يؤجل المطالبة بالحق وهو باألساس موجود مند التعاقد⁽.⁾2
واذا كان من الممكن تحديد مبلغ الدين بالنسبة للديون الحالية فان األمر يختلف بالنسبة
للديون المستقبلية التي يصعب تحديدها بالذات مما دفع بعض الفقه إلى اعتبار رهن المال
المستقبل رهنا باطال وعلته في ذلك عدم تعيين المال المرهون تعيينا كافيا⁽.⁾3
والدين الحالي أو المستقبلي ال يجب أن يكون على إطالقه بل يجب أن يكون محددا
في عقد الرهن واذا تعذر تحديده يمكن وصف عناصره وااللتزامات المنشئة له بكيفية عامة
وهذا ما ينص عليه الفصل 3311من ظهير االلتزامات والعقود.
أما بالنسبة لمدونة التجارة فبالرجوع إلى المقتضيات المتعلقة برهن الديون نجد أن
المشرع المغربي ينص في المادة 111-3بانه "يمكن أن يتضمن عقد الرهن اإلشارة إلى
العناصر التي ت مكن من تحديد الدين المرهون في كل وقت ،والسيما منها مبلغ الدين أو
قيمته ،ومكان الوفاء به ،وسبب االلتزام به ،وهوية المدينين الحاليين أو المستقبليين ،حسب
الحالة ،وأصنافهم عند االقتضاء ،ونوعية العقد أو العقود التي نشأ الدين بموجبها.
⁽ ⁾1عبد الرزاق أحمد السنهوري ،شرح القانون المدني ،الجزء العاشر ،في التأمينات الشخصية والعينية ،الطبعة الثالثة،
نهضة مصر ،صفحة ،111فقرة .131
⁽⁾2سعيد بالحضري ،رهن الديون اآلجلة والمستقبلية ،مرجع سابق ،ص.11
⁽⁾3ع بد الكريم شهبون ،الشافي في شرح قانون االلتزامات والعقود المغربي ،مطبعة النجاح ،الجديدة ،طبعة ،1839
ص .311
73
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
أما إذا تعلق األمر برهن الحساب البنكي فيجب تحديد مبلغ الدين المرهون ،وفي حالة
عدم تحديده ،بيان العناصر التي تمكن من التعرف عليه⁽ ،⁾1ونفس الشيء تنص عليه المادة
111-31عندما يتعلق األمر برهن السندات.
-2محل الرهن
محل الرهن هو الشيء الذي ينصب عليه الضمان الذي يعطيه الراهن ،وسواء تعلق
هذا المحل بعقار أو منقول أو حقوق معنوية ،فال بد أن تتوفر فيه مجموعة من الشروط
بحيث يجب أن يكون محل الرهن معينا على األقل بالنسبة إلى نوعه وهذا ما تنص عليه
الفقرة األولى من الفصل 19من ظهير االلتزامات والعقود.
ويجب أن يكون هذا المحل مملوكا للراهن إال أنه استثناء يجوز رهن ملك الغير إذا
ارتضاه مالك الشيء أ و أقره أو إذا اكتسب الراهن في تاريخ الحق ملكية الشيء المرهون.
وهذا ما ينص عليه الفصل 3311من ظهير االلتزامات والعقود ،هذا ويجب أن يكون
المحل قابال للرهن بحيث ال يجب أن توجد موانع قانونية تمنع ذلك كالمادة 111من مدونة
التجارة التي تمنع أن يكون محل الرهن المركبات والطائرات والسفن عندما يتعلق األمر برهن
أدوات ومعدات التجهيز.
ومن المستجدات التي جاء بها القانون 39.13المتعلق بالضمانات المنقولة ما تنص
عليه الفقرة الثالثة من الفصل 3313من ظهير االلتزامات والعقود ،وهو أن الشيء المرهون
يجوز أن يكون محال إما لمجموعة من الرهون الحيازية واما لمجموعة من الرهون بدون
حيازة مع مراعاة كل دائن .ومؤدى هذا الكالم أنه يجوز لمالك العقار أو المنقول أو الحق
المعنوي أن يرهنه لفائدة عدة أشخاص وتحدد رتبة كل واحد منهم حسب تاريخ تقيده في
السجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة.
74
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
بالرجوع الى الفصل 3399من ظهير االلتزامات والعقود بعد التعديل نجده ينص
على أن "الرهن الحيازي أو الرهن بدون حيازة ينشأ كتابة في محرر رسمي أو محرر عرفي".
والمشرع هنا خير األطراف بين ابرام عقد الرهن إما بواسطة محرر رسمي أو محرر
عرفي وفي الحالة األخيرة أعفى األطراف من تصحيح اإلمضاء لدى المصالح المختصة
وذلك من أجل تسهيل عملية إبرام عقد الضمانات⁽.⁾1
هذا وقد جاء المشرع المغربي بمستجد متعلق بالتوقيع اإللكتروني من خالل القانون رقم
18.11المتعلق بخدمات الثقة بشأن المعامالت االلكترونية⁽ ،⁾2وقد جاء في المادة 19
منه "أنه تحدد بنص تنظيمي قيمة الضمانات الشخصية أو العينية موضوع المحررات
المنجزة من لدن مؤسسات االئتمان المعتبرة في حكمها ،المنصوص عليها في الفصل 13
من قانون االلتزامات والعقود التي يستعمل فيها وجوبا التوقيع االلكتروني المتقدم أو المؤهل
أو الخاتم االلكتروني المتقدم أو المؤهل".
وهكذا يمكن القول إن األطراف يمكنهم إبرام عقد الضمانات المنقولة بواسطة المحرر
االلكتروني لكن المشرع سيقوم بتحديد قيمة الضمانة التي من خاللها ستكون المحدد
األساسي الذي يمكن من خالله ل أطراف إبرام هذا العقد والتوقيع عليه بشكل الكتروني.
⁽⁾1مدكرة تقديمية لمشروع القانون المتعلق بإصالح نطام الضمانات المنقولة بالمغرب ص .1
⁽⁾2القانون رقم 18.11المتعلق بخدمات الثقة ،بشأن المعامالت اإللكترونية ،بتنفيذ ظهير شريف رقم 3.18.388
صادر في 31من جمادى األولى ،3111الموافق ل 13دجنبر 1818المشور بالجريدة الرسمية عدد 11- 1113
جمادى األولى 3111الموافق ل 33يناير .1813
75
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
وهنا يجب اإلشارة إلى مسألة مهمة وهي أن خصوصية التوقيع االلكتروني تسمح بإبرام
التصرف بالكامل دون ضرورة حضور األطراف أو وكالئهم ،في نفس مكان التعاقد وال شك
أن مثل هذا الوضع االستثنائي الناشئ من التقدم المذهل في وسائل االتصال الحديثة قد
يشجع البعض على تزوير المحرر خصوصا مع صعوبة اكتشافه في هذه الوسائل،
باإلضافة إ لى ذلك فغالبا ما سيكون المتضرر هو المستهلك العادي الذي يتعاقد مع
متخصص في هذا المجال⁽.⁾1
إال أن واقع الحال وخاصة مع جائحة كوفيد 31التي ضربت العالم باسره ،كان لزاما
على المشرع التسريع بإخراج هذا القانون إلى حيز الوجود خاصة أن التعامل بالعقد
االلكتروني والتوقيع عليه سيكون وسيلة جديدة إلبرام العقود بين األطراف دون حضورهما إلى
مجلس العقد.
والغاية من اشتراط الكتابة في عقد الضمان في محرر مكتوب سواء تعلق األمر
بمحرر رسمي أو عرفي هو الحفاظ على الحقوق وااللتزامات بين األطراف وكذلك لتحديد
المال الضامن تحديدا دقيقا⁽ .⁾2كما أن الغاية من ذلك حسب البعض منع تواطؤ بين الراهن
والمرتهن إللحاق الضرر بالغير كتفضيل الدائن المرتهن على غيره من الدائنين من خالل
تقديم تاريخ الرهن أو استبدال المنقول المرهون بأخر قيمته أعلى⁽.⁾3
هذا وتكمن الغاية من وراء اشتراط شكلية الكتابة دون غيرها في هذا النوع من الرهون
في حماية مصالح أطراف عقد الرهن والدرجة األولى الدائن المرتهن ألنه في طل غياب
⁽⁾1سعيد السيد قنديل ،التوقيع االلكتروني ماهيته صوره حجيته بين التداول واالقتباس ،دار الجامعة الجديدة ،الطبعة الثانية
سنة ،1881ص .11
⁽⁾2سعيد حسين علي ،مرجع سابق ،ص .11-11
⁽ ⁾3مالك بهجت عبد اللطيف جمعه ،التنظيم القانوني للرهن الحيازي في فلسطين "دراسة مقارنة" ،قدمت هذه األطروحة
الستكمال متطلبات الحصول على درجة الماجستير ،في القانون الخاص ،من كلية الدراسات العليا جامعة النجاح الوطنية
نابلس فلسطين ،سنة ،1831ص .11
76
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
غيابها ال يمكنه االستفادة من مميزات عقد الرهن في مواجه المدين الراهن خاصة في الرهن
دون التخلي عن الحيازة⁽.⁾1
لكن السؤال المطروح في هذا الصدد وهو هل المشرع المغربي اشترط الكتابة في الرهن
الحيازي التجاري الوارد على المنقول؟
كما هو معلوم فإن القاعدة العامة في مدونة التجارة هي حرية االثبات إال أن المشرع
خرج عن هذه القاعدة عندما تعلق االمر بالرهن الحيازي التجاري ،فبالرجوع إلى المادة 111
من مدونة التجارة نجدها تنص على أن "الرهن الحيازي للمنقول يخضع للمقتضيات العامة
الواردة في القسم الحادي عشر من الكتاب الثاني من ظهير االلتزامات والعقود ،وبالتالي
خضوع الرهن الحيازي التجاري للمنقول لمقتضيات الفصل 3399من ظهير االلتزامات
والعقود" بمعنى لزوم شكلية الكتابة في هذا الرهن.
لقد نص المشرع وألول مرة بموجب التعديل الجديد لظهير االلتزامات والعقود بموجب
القانون رقم 39.13على مجموعة من البيانات التي يجب إدراجها في عقد الضمان.
وبالرجوع إلى الفقرة الثانية من الفصل 3399من ظ.ل.ع نجدها تنص على هذه
البيانات ،فمنها ما يتعلق باألطراف إذ يجب ذكر هوية كل من الراهن والدائن وذلك بذكر
أسمائهم الشخصية والعائلية ،محل سكناهم مهنتهم ورقم بطاقة التعريف الخاصة بهم .ومنها
ما يتعلق بمبلغ الدين وذلك بتحديده بشكل دقيق إن أمكن ذلك أو حده األقصى إذا تعذر ذلك
مع ذكر عناصره وااللتزامات المنشئة له بكيفية عامة⁽⁾2
⁽⁾1محمد بوهريان ،الحماية القانونية لطرفي عقد رهن المنقول دون حيازة وفقا للقانون رقم ،39.13رسالة لنيل دبلوم
الدراسات العليا في القانون الخاص ،كلية العلوم القانونية االقتصادية واالجتماعية تطوان ،جامعة عبد المالك السعدي السنة
الجامعية ،1818-1831ص .11
⁽⁾2الفقرة الثانية من الفصل 3311من ظهير االلتزامات والعقود.
77
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
زيادة على هذا يجب وصف الشيء المرهون وصفا دقيقا من خالل ذكر نوعه أو
صنفه ومستوى جودته ،وهذا ما ينص عليه الفصل 3318من ظ.ل.ع من المالحظ أن
المشرع المغربي وان كان ألزم األطراف بضرورة إدراج هذه البيانات في عقد رهن المنقول من
خالل صيغة "الوجوب" فانه لم يحدد أي جزاء في حالة تخلف أحد البيانات وبالتالي كان
عليه أن يربط صيغة الوجوب بالبطالن ،وذلك لتضمين عقد الرهن لكافة هذه البيانات خاصة
إذا تعلق األمر برهن المنقول دون نقل الحيازة حتى ال يقع أي لبس في حالة النزاع.
املطلب الثاني :إشهار الضمانات املنقولة
إذا كانت الحيازة تغني عن اإلشهار في الرهن الحيازي ،فالبد من وسيلة أخرى إلشهار
الرهون دون حيازة لهذا قام المشرع بالتنصيص على مؤسسة جديدة من خاللها يتم إشهار
هذا النوع من الرهون وبالتالي سنحاول أن نحدد كيف تتم عمليات القيد في هذا السجل
(الفقرة األول) ثم بعد ذلك سنتطرق إلى حجية هذا القيد في مواجهة األغيار (الفقرة الثانية).
الفقرة األوىل :القيد يف السجل الوطين االلكرتوني للضمانات املنقولة
للقيد في هذا السجل البد من القيام بمجموعة من اإلجراءات منها ضرورة فتح الحساب
وذلك من طرف األشخاص الملزمون بالقيد (أوال) هذا األخير يمكن األطراف من القيام
بمجموعة من التقييدات سواء تقييد الضمانة المنقولة ألول مرة أو التقييدات الالحقة أو
التعديلية (ثانيا).
بالرجوع الى المادة 31من المرسوم التنظيمي لقانون الضمانات المنقولة⁽ ⁾1نجده
ينص على أنه "يجب على الشخص الذاتي أو االعتباري أو وكيله أو ممثله القانوني أن
يقومون بفتح حساب في السجل يسمى "حساب الزبون" وذلك من أجل القيام بإجراءات التقييد
⁽⁾1مرسوم رقم 1.31.111صادر في 1صفر 3113الموافق ل 9أكتوبر ،1831المنشور بالجريدة الرسمية عدد
،1911الصادر بتاريخ 13نونبر .1839
78
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
والتقييدات التعديلية لها ،وكذا التقييدات الالحقة والتشطيبات .باإلضافة إلى عمليات البحث
المصادق عليها في السجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة".
هذا وتضع اإلدارة المكلفة بتدبير السجل اسما للمستخدم وقنا سريا رهن إشارته والذي
يمكن له تغييرها متى رغب في ذلك .أما المشرع الفرنسي فنجده ينص على ما يسمى
بالجذاذة االلكترونية""Un fichier électroniqueهذه الجذاذة تقيد فيها جميع الرهون
بدون حيازة⁽ .⁾1ويقوم بإدارتها وتسيرها المجلس الوطني لكتابة ضبط المحاكم التجارية وهذا
ما نصت عليه المادة ⁾2⁽1من المرسوم المتعلق بإشهار الرهون دون حيازة⁽.⁾3
أما المشرع المغربي فقد أوكل مهمة إدارة السجل الوطني اإللكتروني ،إلى السلطة
الحكومية المكلفة بالعدل وذلك حسب المادة 11من المرسوم التنظيمي لقانون الضمانات
المنقولة.
79
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
وحسنا فعل المشرع حينما منح للموثقين والعدول الحق في القيد في السجل وذلك الى
خبرتهم المكتسبة في المجال القانوني التي ستساعد حتما على تحقيق مساعي القانون
وبالتالي الحفاظ على األمن التعاقدي واستقرار المعامالت بين المتعاقدين⁽.⁾1
كما أسلفنا الذكر فان السجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة ،تقيد فيه الرهون
التي ال يفترض فيها تخلي المدين عن الحيازة ،إال أنه قد سمح المشرع للمستفيد من الرهن
بإجراء تقييد تعديلي لتصحيح هذا الخطأ وهذا ما تنص عليه الفقرة الثامنة من المادة 31من
القانون 39.13المتعلق بقانون الضمانات المنقولة.
ومن التعديالت التي ألزم المشرع على الدائن أو البائع تقييدها ما تنص عليه الفقرة
الثانية من المادة 333من مدونة التجارة بعد التعديل ،والتي جاء فيها "يجب على البائع أو
الدائن المرتهن خالل خمسة عشر يوما من تاريخ إخطاره أو الثالثين يوما التالية لعلمه
بالنقل أن يقوم بتقييد تعديلي في السجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة ،يحدد فيه
المقر الجديد الذي انتقل إليه األصل التجاري.
ومن اآلثار التي تترتب على عدم احترام المقتضيات أعاله ،أن الدائن المرتهن يفقد
امتيازه إذا اتضح أنه لم يقم بهذا اإلجراء .زيادة عن هذا فانه يكون مسؤوال تجاه كل
األشخاص ان سبب لهؤالء بإهمالها ضر ار نتيجة تضليلهم بشأن الوضعية القانونية ل أصل
التجاري⁽.⁾2
⁽⁾1شابلي عبد الغفور ،السجل الوطني اإللكتروني للضمانات المنقولة في ضوء القانون رقم ، 39.13دراسة تحليلية،
مقال منشور بمجلة القانون واالعمال الدولية ،تاريخ االطالع ، 1813/83/83على الساعة .11.88
⁽ ⁾2عادل محفوظي ،إشكاالت افراغ األصل التجاري المرهون ،مقال ،منشور بمجلة الفقه والقانون االلكترونية ،العدد التاسع
واالربعون ،بتاريخ نونبر ،1831ص ( .31تاريخ االطالع .)1813/81/31
80
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
بمجرد تقييد عقد رهن المنقوالت دون نقل الحيازة في السجل الوطني اإللكتروني
للضمانات المنقولة ،فإن هذا التقييد يصبح ساري المفعول ابتداء من تاريخ وساعة التقييد.
غير أن المشرع قد حدد أجال بموجبه ال يصبح هذا التقييد حجة في مواجهة الغير وهو
أجل خمس سنوات مالم يتم تجديد هذا التقييد قبل انصرام هذا األجل وهذا ما تنص عليه
المادة 31من القانون رقم .39.13
هذا ويجب أن يتضمن كل إشعار بالتجديد العناصر المنصوص عليها في المادة 9
من المرسوم التنظيمي المتعلق بالضمانات المنقولة ،بحيث يجب ذكر رقم التسجيل المتعلق
بالتقييد ا لمراد تجديده ،تعريف الدائن المرتهن المعني بتجديد التقييد وكذا تاريخ انقضاء
إشعار تجديد تقييد الرهن.
أما فيما يخص اإلشعارات المتعلقة بالتشطيب فالمشرع المغربي ألزم الدائن المرتهن أن
يقوم بالتشطيب على الضمانة المقيدة في السجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة
وذلك خالل 31يوما بعد انتهاء أجل القيد ،أو بعد الوفاء بالدين أو في حالة فسخ العقد أو
إبطاله أو بطالنه أو في أي حالة نص عليها القانون .وهذا ما تنص عليه المادة 31من
القانون رقم ،39.13هذا وتنتهي حجية التقييد في مواجهة الدائن المرتهن بعد تقييد إشعار
التشطيب⁽.⁾1
الفقرة الثانية :حجية القيد يف السجل الوطين االلكرتوني للضمانات املنقولة
سنتطرق في هذه الفقرة إلى حجية تقييد الضمانات المنقولة في السجل الوطني
اإللكتروني (أوال) على أن نخلص إ لى حجية قيد الضمانات التي تدخل في حكم الضمانات
المنقولة في هذا السجل (ثانيا).
إذا كان الرهن الحيازي يحتج به في مواجهة الغير بالتسليم الفعلي للشيء المرهون الى
الدائن ،فإن الرهن دون التخلي عن الحيازة ال يحتج به في مواجهة الغير إال من تاريخ تقييده
81
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
في السجل وهذا ما تنص عليه الفقرة الثانية من الفصل 3313من ظهير االلتزامات
والعقود.
وحرص التشريعات على ضرورة قيد الرهن وشهره في هذه الرهون الجديدة ينبع من
حقيقة جوهرية في هذه الرهون وهي أنها جميعها تفتقر إلى عنصر نقل الحيازة من المدين
إلى الدائن وطالما هذا الشيء المرهون يبقى لدى مالكه كان ال بد من االعالم بالحق العيني
الواقع عليه واعالم الجميع عن طريق القيد⁽.⁾1
وهكذا فقد أصبح رهن األصل التجاري ،أدوات ومعدات التجهيز ورهن المنتجات والمواد
ورهن الديون ال يحتج بها في مواجهة االغيار إال من تاريخ تقييدها في السجل الوطني
االلكتروني للضمانات المنقولة .وما يمكن مؤاخذته على المشرع أنه لم يرتب أي جزاء في
حالة عدم تقييد هذا الرهن في هذا السجل من طرف الراهن ،وذلك على عكس مدونة التجارة
قبل التعديل ،التي كانت ترتب البطالن في حالة عدم تقييد رهن األصل التجاري أورهن
أدوات ومعدات التجهيز في السجل الخاص بكتابة ضبط المحكمة التجارية⁽⁾2في حين لم
يرتب جزاء البطالن على عدم انجاز التقييد عندما يتعلق األمر برهن المنتجات والمواد الن
الكتابة في هذا الرهن مجرد وسيلة لإلثبات وليست وسيلة لالنعقاد⁽.⁾3
زيادة على هذا فالمشرع لم يحسم في ترتيب الدائنين ،باعتباره أهم األولويات التي
ينبغي معالجتها ،وه ذه اإلشكالية تعتبر من أهم اإلشكاليات التي يعاني منها الدائنون في
حالة حصول التزاحم⁽ ⁾4مع العلم أنه يمكن أن يكون لنفس المدين دائنون لهم نفس االمتياز.
⁽ ⁾1طيلبي سيد أحمد ،تأثير التنمية االقتصادية على النظرية العامة لرهن المنقول ،مدكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق
جامعة ،الجزائر ،3السنة الجامعية ،1831-1831ص .11
2
⁽ ⁾ المادة 381و 111من مدونة التجارة قبل التعديل.
⁽⁾3بوعبيد عباسي ،المرجع السابق ،ص .313
⁽ ⁾4عمر السكتاني ،قانون الضمانات المنقولة المكاسب والرهانات ،مقال ،منشور بمجلة مغرب القانون ،تاريخ االطالع
.1813/81/11
82
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
أما القضاء المغربي فقد تضاربت أحكامه وق ارراته بخصوص مسألة التزاحم فبالرغم من
أن ظهير االلتزامات العقود قد حدد ترتيب الديون الممتازة في الفصل 3119إال اننا نجد
بعض الق اررات التي تقضي بغير ذلك ومما جاء في إحداها "يستفيد األجراء طبقا للمادة
119من مدونة الشغل خالفا لمقتضيات الفصل 3119من ظ.ل.ع من امتياز الرتبة
األولى المقرر في الفصل المذكور قصد استيفاء مالهم من أجور التعويضات في دمة
المشغل من جميع منقوالته بعد خصم المصاريف القضائية والرسوم القضائية.⁾1⁽"...
لقد أشارت المادة 31من القانون رقم 39.13المتعلق بالضمانات المنقولة إلى
العمليات التي تدخل في حكم الضمانات المنقولة ،وحددتها في حوالة الحق أو الدين ،بيع
المنقول مع شرط االحتفاظ بالملكية ،االئتمان االيجاري ،حوالة الديون المهنية وعمليات شراء
الفاتورات .وبالتالي فان هذه الضمانات تخضع للقيد في السجل وال تكتسب حجيتها تجاه
الغير إال من تاريخ هذا القيد.
وهنا يجب اإلشارة إلى مسألة مهمة عندما يتعلق األمر بتقييد عملية بيع المنقول مع
شرط االحتفاظ بالملكية ،إ ذ يمكن لبعض األشخاص أن يقوم بعملية شراء بعض المنقوالت
مع االحتفاظ بشرط الملكية ويعمدون بموجب القانون الجديد إلى تقييد هذا البيع في السجل
الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة ،وقد يرتبون بعض الرهون على هذه المنقوالت وبعد
تقييد عقد الرهن في السجل قد يقع أن يطالب المالك الحقيقي باسترجاع هذه المنقوالت لكون
المشتري لم يقم بتسديد باقي ثمن البيع وهذا من حقه⁽⁾2وبالتالي ما مصير الرهن الوارد على
هذه المنقوالت؟
⁽⁾1قرار صادر عن محكمة االستئناف التجارية بفاس ،تحث عدد 11بتاريخ ،1838/38/11في الملف عدد
11/38/1والمنشور في المجلة عدد 31عن محكمة االستئناف التجارية بفاس صفحة 111وما بعده.
⁽⁾2الفصل 139-11من طهير االلتزامات والعقود
83
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
هذا وقبل ختام هذه النقطة يمكن القول إن أهمية القيد في السجل االلكتروني تظهر،
جليا في حجم الحماية التي يوفرها لصالح الدائن المرتهن بفضل الحقوق التي تنشأ لفائدة هذا
األخير لحظة تمام عملية القيد في السجل المذكور ،بحيث ينتقل المرتهن مباشرة وبشكل
تلقائي من مرتبة الدائنين العاديين الى أصحاب الديون الممتازة⁽.⁾1
84
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
الفصل الثاني:
من التجديدات التي جاء بها المشرع في القانون رقم ،39.13مهمة وكيل الضمانات
وذلك لضمان استقرار المعامالت وتعزيز تمثيلية الدائنين ،وقد نظم المشرع العالقة التي تربط
بين هذا الوكيل والدائن بموجب عقد الوكالة التي تحدد فيه اختصاصات هذا االخير .ونظ ار
للصعوبات التي كانت تعترض الدائن في التنفيذ على الشيء المرهون في حالة عدم الوفاء
عمل المشرع من خالل القانون الجديد المتعلق بالضمانات المنقولة على تجاوز هذه
الصعوبات من خالل سنه لمجموعة من اآلليات الجديدة لتحقيق الرهن.
85
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
لقد نظم المشرع هذه المؤسسة بتنظيم خاص وهدفها األساس هو تعزيز تمثيلية
الدائنين ،وقد أحال المشرع في تنظيم العالقة بين الوكيل والدائنين على األحكام العامة
المنصوص عليها في ظهير االلتزامات والعقود .فضال على بعض المقتضيات الخاصة في
قانون الضمانات والواضح من خالل هذا األخير أن المشرع وسع من اختصاصات وكيل
الضمانات ليقوم بالدور الذي أنيط به على أحسن وجه.
من خالل هذا المبحث سنقوم بإعطاء تعريف لوكيل الضمانات وصالحياته
(المطلب األول) ثم بعد ذلك سنحاول أن نميز عقد وكالة الضمانات عن غيرها من العقود
وكذا انقضاء هذا العقد (المطلب الثاني).
املطلب األول :تعريف وكيل الضمانات وصالحياته
بداية يجب اإلشارة أن وكيل الضمانات تنص عليه أغلب التشريعات في قوانينها
له تعريفا نعطي أن البد وبالتالي المنقولة، بالضمانات المتعلقة الخاص
(الفقرة األولى) وبعد ذلك سنقوم بالحديث عن أهم الصالحيات التي خولها له القانون الجديد
في إطار عقد الوكالة (الفقرة الثانية).
الفقرة األوىل :تعريف وكيل الضمانات
بالرجوع إلى الفقرة األولى من المادة 31من القانون 39.13المتعلق بالضمانات
المنقولة نجدها تعرف وكيل الضمانات بأنه "كل شخص ذاتي أو اعتباري يعمل باسم الدائنين
ولحسابهم بصفته وكيال عنهم ،وذلك التخاذ التدابير المتعلقة بإنشاء الضمانات لصالحهم
وتقييدها وادارتها واالحتجاج بها في مواجهة الغير وتحقيقها والقيام بجميع العمليات المرتبطة
بها.
⁽⁾1تم إحداث مؤسسة وكيل الضمانات ،بموجب القانون رقم ،39.13وذلك في الباب الخامس من هذا القانون.
86
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
أما المشرع الفرنسي فقد أحدث هذه المؤسسة بموجب األمر الصادر بتاريخ 1
ماي 1831والتي بموجبها ثم تنظيم وكيل الضمانات في القانون المدني⁽ ⁾1من المواد
1199-1إلى ،1199-31وبالرجوع الى المادة 1199-1من القانون المدني
الفرنسي ،نجدها تنص على أن جميع التأمينات أو الضمانات يتم إنشائها أو تسييرها أو
تحقيقا بواسطة وكيل الضمانات الذي يعمل باسمه ولحساب الدائنين.)...
وكيل الضمانات يمكن أن يكون شخصا ذاتيا أو اعتباريا كما يمكن أن يكون دائنا
لفائدة مجمع بنكي كطرف ثالث مختص⁽ .⁾2واذا كان المشرع المغربي نص في المادة 31
أن وكيل الضمانات يعمل باسم الدائنين ولحسابهم فان هذا األخير يعمل باسمه لكن لحساب
الدائنين وذلك في القانون الفرنسي.
أما بالنسبة لطبيعة العالقة التي تربط وكيل الضمانات بالدائنين ،فهي عالقة تعاقدية
من خاللها أحال المشرع المغربي إلى األحكام المنظمة لعقد الوكالة وذلك في الفقرة الثانية
من المادة 31من القانون .39.13وعال العكس من ذلك فان المشرع الفرنسي نص على
أن االتفاق بين وكيل الضمانات والدائنين يجب أن يكون في عقد مكتوب يتضمن صالحياته
وتاريخ انتهاء مهمته وذلك تحث طائلة البطالن وهذا ما تنص عليه المادة 1199-1من
القانون المدني الفرنسي⁽.⁾3
⁽⁾1أنظر :
-L’ordonnance N° 1831-119 DU 1 Mai 1831 relative à l’agent de la sureté ; J.O
N°0106 du 5 mai 2017
⁽ ⁾2أنظر :
-JASON LABRUYERE , LE NOUVEL AGENT DES SÛRETÉS EN DROIT
FRANÇAIS , ARTICLE PUBLIER DANS LE SIT HTTPS://WWW.VILLAGE-
JUSTICE.COM/ DATE DE CONSULTATION LE 23/01/2021.
⁽ ⁾3أنظر :
-Article 2488-7 "peine de nullité, la convention par laquelle les créanciers désignent
l'agent des sûretés doit être constatée par un écrit qui mentionne sa qualité, l'objet
et la durée de sa mission ainsi que l'étendue de ses pouvoirs".
87
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
هذا وتجدر اإلشارة إلى أن عقد وكالة الضمانات يجب أن يتضمن البيانات المنصوص
عليها في المادة 18من القانون المشار إليه أعاله وذلك تحث طائلة البطالن ،وهذه
البيانات منها ما يتعلق بالوكيل كذكر اسمه وموطنه .ومنها ما يتعلق بالدائن أو الدائنين
زيادة على مدة مهمته وصالحياته مع تحديد الدين أو الديون المضمونة وعند االقتضاء
أصل الدين أو العناصر المحددة له.
الفقرة الثانية :صالحيات وكيل الضمانات
تسري على عقد وكالة الضمانات جميع المقتضيات المتعلقة بالوكالة المنصوص عليها
في ظهير االلتزامات والعقود⁽⁾1وبما أن العالقة التي تربط الوكيل بالموكل هي عالقة
تعاقدية ،فان صالحيات وكيل الضمانات تحدد في عقد الوكالة نفسها .وبالرجوع إلى الفصل
918من ظهير االلتزامات والعقود فان الوكالة ،يمكن أن تكون خاصة أو عامة وبالتالي
فان اختصاصه يتحدد بنوع الوكالة إذ يمكن للموكل أن يقوم بتوكيل الشخص بالقيام بتقييد
الضمانة فقط وهنا نكون أمام وكالة خاصة كما يمكن أن يكلفه الدائن بجميع العمليات
المتعلقة بتأسيس الضمانات وكذا جميع العمليات المتعلقة بالسجل االلكتروني للضمانات
المنقولة وهنا نتحدث عن الوكالة العامة.
وعموما فان الوكيل يقوم بجميع العمليات المتعلقة بإنشاء الضمانات لفائدة الدائنين
وتقييدها وادارتها واالحتجاج بها ف ي مواجهة الغير وتحقيقها والقيام بجميع العمليات المرتبطة
بها .والمالحظ أن المشرع وسع من صالحيات وكيل الضمانات عندما نص في المادة 13
من القانون 39.13المتعلق بالضمانات المنقولة ،بحيث يمكن لهذا األخير أن يتقاضى
باسم الدائنين وانشاء الرهن الحيازي ،والرهن دون نقل الحيازة ،وكذا التشطيب عليهما بعد
انقضائهما وذلك دون إذن صريح من الموكل ،وهذا خالفا لما نص عليه الفصل 911من
ظهير االلتزامات والعقود.
88
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
هذا وينص الفصل 113من ظهير االلتزامات والعقود أن الوكيل الذي يتعاقد بصفته
وكيال وفي حدود وكالته ال يتحمل شخصيا بأي الت ازم تجاه من يتعاقد معهم وال يسوغ لهؤالء
الرجوع إال على الموكل .من خالل هذا الفصل يتضح أن وكيل الضمانات إذا أبرم تصرفا
في حدود وكالته فانه ال يتحمل أية مسؤولية تجاه مع من تعاقد معهم ،لكن على العكس من
ذلك حيث يتعين عليه أن يتخذ التدابير الالزمة للمحافظة على مصالح الدائنين⁽.⁾1
كما أن المشرع المغربي لم يحدد األشخاص اللذين يمكنهم أن يقوموا بمهمة وكيل
الضمانات ،مع العلم أن تأسيس الضمانات وتقييدها وتحقيقها وغير ذلك ليست بالعملية
السهلة إذ تتطلب اإللمام باألمور القانونية .وفي األخير يجب اإلشارة الى مسألة مهمة وهي
أن صالحيات الوكيل تتحدد بشكل دقيق في عقد الوكالة ،تفاديا ألي نزاع محتمل حول حدود
هده الصالحيات وفي حالة عدم تحديد نطاق صالحيات الوكيل في العقد فهذا األخير يكون
باطال⁽.⁾2
89
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
-1الوكيل التجاري
كما يختلفان كذلك في الطبيعة القانونية لعقد الوكالة ،فإذا كان المشرع قد جعل وكالة
الضمانات عمال مدنيا بدليل أن انه أحال في تنظيم عقد وكالة الضمانات على القواعد
العامة التي تنظم الوكالة في ظهير االلتزامات والعقود .فان المشرع لم يجعل الوكالة التجارية
عمال تجاريا ومع ذلك فان عمل الوكيل التجاري المتمثل في احتراف إجراء المعامالت
التجارية لحساب الغير يعتبر عمال تجاري يكتسب من خالله صفة التاجر⁽.⁾2
90
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
-2الوكيل بالعمولة
كما قلنا سلفا فان وكيل الضمانات يتعاقد باسم ولحساب الدائنين أما الوكيل بالعمولة
فهو يتعامل باسمه الشخصي ،لكن لحساب موكله وبالتالي فالوكيل بالعمولة يعتبر طرفا في
العقود التي يبرمها ،وبهذه الخاصية تنصرف إليه أثار العقد الذي يبرمه حقوقا كانت أم
التزامات⁽ .⁾1إال أن المشرع المغربي قد أحال في تنظيم عقد الوكالة بالعمولة على القواعد
العامة المنصوص عليها في ظهير االلتزامات والعقود ،والمنظمة ألحكام الوكالة شأنها في
ذلك شأن وكالة الضمانات وبالتالي فكليهما يخضعان لنفس القواعد العامة وهذا ما تنص
عليه الفقرة الثانية من المادة 111من مدونة التجارة.
لقد نظ م المشرع المغربي جمعية الدائنين في الفصل الرابع من الباب الثاني المتعلق
بإجراءات التسوية القضائية من المادة 181إلى المادة 113من مدونة التجارة ،وحدد
شروط تشكيلها وتأليفها وانعقادها وكذا صالحياتها .وبالرجوع إلى المادة 181من مدونة
التجارة نجد أن هذه الجمعية تتشكل عند فتح مسطرة التسوية القضائية وبالتالي فالمشرع
استبعد تشكل هذه الجمعية خالل مسطرة اإلنقاذ وذلك على عكس المشرع الفرنسي⁽ .⁾2أما
وكالة الضمانات فقد نظمها المشرع المغربي من المادة 31إلى المادة 11من القانون رقم
39.13المتعلق بالضمانات المنقولة.
-2من حيث االختصاص
بالرجوع إلى المادة 181من مدونة التجارة فإننا نجد أن من مهام جمعية الدائنين،
التداول في مشروع مخطط التسوية الستمرار نشاط المقاولة أو مخطط التفويت أو التصفية
الذي أعده السنديك بناء على تقرير الموازنة .ذلك طبقا للفقرة الثانية من المادة 111من
91
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
مدونة التجارة كما يمكنها التداول بشأن مشروع مخطط التسوية االستمرار نشاط المقاولة
الذي يقترحه الدائنون .أما اختصاصات وكيل الضمانات فهي إنشاء الضمانات المنقولة
لفائدة الدائنين وتقييدها وتحقيقها وبصفة عامة القيام بجميع العمليات المرتبطة بها.
لكن ما هي حدود تصرف وكيل الضمانات المنقولة أثناء خضوع المقاولة للمساطر
الجماعية؟
لم نجد أي جواب على سؤالنا هذا في القانون المنظم للضمانات المنقولة على عكس
المشرع الفرنسي الذي نص في الفقرة الثانية من المادة 1199-38من القانون المدني
الفرنسي أن صالحيات ومهمة وكيل الضمانات ال تتأثر أتناء فتح هذه المساطر ،وهنا يجب
اإلشارة إلى مسألة مهمة وهي أنه أتناء فتح مساطر الصعوبات فان وكيل الضمانات يمكنه
التصريح بالديون لدى السنديك بصفته وكيال عن الدائنين⁽ ،⁾1وهذا ما نستشفه من الفقرة
السابعة من المادة 131من مدونة التجارة⁽.⁾2
الفقرة الثانية :انقضاء عقد وكالة الضمانات املنقولة
إن عقد وكالة الضمانات ال يمكن أن يعقد لمدى الحياة وبالتالي ال بد من انقضائه
وبالتالي فأسباب انقضائه يمكن أن تكون عامة (أوال) كما يمكن أن ترجع ألسباب خاصة
(ثانيا).
92
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
إن عدم ذكر أسباب انقضاء عقد وكالة الضمانات المنقولة في القانون 39.13
وباعتباره أحال على المقتضيات الواردة في ظهير االلتزامات والعقود ،فيمكننا أن نتطرق إلى
األسباب العامة التي يمكن من خاللها أن ينقضي عقد وكالة الضمانات المنقولة.
وبالرجوع إلى الفصل 111من ظهير االلتزامات والعقود نجده يعدد مجموعة من
األسباب التي ينقضي بها عقد الوكالة ،وعليه فهذا األخير ينتهي بتنفيذ العملية التي أعطيت
من أجلها :فإذا كان موضوع الوكالة هو إنشاء الضمانة وتقييدها في السجل الوطني
االلكتروني للضمانات المنقولة فإنها تنتهي بمجرد هذا التقييد واذا كان موضوعها هو
التشطيب على الضمانة أو تحقيقها فإنها تنتهي بذلك.
كما ينتهي عقد الوكالة بتحقق الشرط الفاسخ الذي يمكن ل أطراف أن يتفقوا على
تضمينه في عقد الوكالة في إطار العقد شريعة المتعاقدين حسب الفصل 118من ظهير
االلتزامات والعقود .زيادة على هذا فان عقد الوكالة ينتهي بانتهاء مهمة وكيل الضمانات لهذا
يجب تحديد مدة مهمة الوكيل في العقد وذلك تحث طائلة البطالن⁽.⁾1
كذلك من األسباب العامة التي ينقضي بها عقد الوكالة هو فقدان الوكيل أو الموكل
ألهليتهما وفي حالة فقدان الموكل ألهليته يجب على الوكيل عندما يكون في التأخير خطر
أن يتم العمل الذي بدأه في حدود ما هو ضروري كما يجب عليه أن يفعل كل ما تقتضيه
الظروف من إجراءات لصيانة مصلحة الموكل إذا لم يكن له وريث متمتع باألهلية أو لم
يوجد له أو لوارثه نائب قانوني⁽.⁾2
هذا واذا كان انقضاء عقد وكالة الضمانات يمكن أن يرجع إلى أسباب عامة فان هناك
أسباب خاصة يمكن أن تنقضي بها هذه الوكالة.
93
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
حسب المادة 31من القانون رقم 39.13المتعلق بالضمانات المنقولة ،فان وكيل
الضمانات يمكن أن يكون شخصا ذاتيا كما يمكن أن يكون شخصا اعتباريا واذا ما اعتبرنا
أن عقد الوكالة يقوم على االعتبار الشخصي فانه يمكن أن ينقضي بموت الوكيل أو الموكل
إذا كان الشخص ذاتيا أو بحل الشركة إذا كان اعتباريا.
هذا وفي حالة موت الوكيل يجب على ورثته إذا كانوا على علم بالوكالة أن يبادروا
بإعالم الموكل به كما يجب عليهم أن يحافظوا على الوثائق وغيرها من المستندات التي
تخص الموكل⁽ .⁾1إال أن وفاة الموكل ليس بالضروري أن تؤدي إلى انقضاء الوكالة فتبقى
حتى بعد وفاته ويلزم بها الورثة في حدود التركة⁽.⁾2
كما يمكن أ ن ينتهي عقد وكالة الضمانات باإلرادة المنفردة ألحد طرفيها ،وهكذا
فالموكل من حقه عزل الوكيل في أي وقت أراد إذا تبين له أن هذا األخير قد ارتكب بعض
األفعال الموجبة للعزل ،كما يمكنه إلغاء الوكالة متى شاء وكل شرط يخالف ذلك يكون عديم
األثر بالنسبة للمتعاقدين والى الغير على حد سواء⁽ .⁾3كما أن الوكيل من حقه أن يتنازل
عن الوكالة بإرادته المنفردة متى أراد وفي أي وقت شاء شريطة عدم األضرار بمصالح
بالوكيل.
94
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
والمالحظ أن المشرع المغربي وأثناء سنه للقواعد الجديدة لتحقيق الرهن ،قد توجه الى
تبسيط هذه المساطر من خالل سنه آلليات جديد للتنفيذ على الشيء المرهون فضال عن
االكتفاء بتوجيه اإلنذار من طرف الدائن المرتهن والتعرض عليه من طرف المدين الراهن،
كما عمل المشرع على التنصيص على طرق جديدة لتحقيق الضمانات المنقولة في حالة
تخلف المدين عن الوفاء بالتزاماته .إال أنه لم ينتبه إلى مسالة مهمة تتعلق بمصير
الضمانات المنقولة أثناء فتح مساطر صعوبات المقاولة ،إذ كان عليه أن يولي أهمية كبيرة
إلى هذا المسألة .إذ كيف يعقل أن نشجع المقاوالت الصغيرة والمتوسطة على الولوج الى
التمويل وجعل أموالهم المنقولة كضمانة ثم يتضح فيما بعد أن هذه الضمانات أسست في
فترة الريبة وبالتالي تعرضها للبطالن.
وهكذا سنحاول في هذا المبحث أن نتطرق إلى تجديدات تحقيق الرهن (المطلب األول)
ثم إلى مصير الضمانات المنقولة أثناء فتح المساطر الجماعية (المطلب الثاني).
⁽⁾1أنظر :
Mathilde Dols-Magneville, la réalisation des suretés réelles, thés en vue de
l’obtention du doctorat, en droit spéciale en droit privé, université de
Toulouse 1 capitale, soutenue le 4 décembre 2013, page N°1.
⁽⁾2الياس العمراني ،مرجع سابق ،ص .311
95
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
يجب على الدائن قبل التنفيذ على الشيء المرهون توجيه اإلنذار الى المدين وذلك
داخل أجل حدده القانون.
-1توجيه اإلنذار
يعتبر اإلنذار أول إجراء مسطري ضمن مسطرة تحقيق الرهن وليس مجرد إشعار⁽.⁾1
وفي حالة خرقه تعتبر دعوى الدائن المرتهن غير مقبولة⁽ .⁾2كما ال يجوز له ٳتخاد إجراءات
بيع المنقول الضامن حالة عدم وفاء المدين بالتزاماته إال بعد أن يخطر األخير وتكليفه
بالوفاء بالدين محل عقد الضمان⁽.⁾3
وبالرجوع إلى الفصل 3131من ظهير االلتزامات والعقود والمعدل بموجب القانون
رقم 39.13المتعلق بالضمانات المنقولة ،نجده ينص على ما يلي" :يوجه الدائن المرتهن
وإلى المدين حسب األحوال إنذار يطلب بموجبه أداء المبالغ المستحقة "...هذا وتطبق نفس
المقتضيات عندما يتعلق األمر بتحقيق الرهن الحاصل على األصل التجاري⁽ ،⁾4رهن أدوات
96
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
ومعدات التجهيز⁽⁾1ورهن المنتجات والمواد⁽ .⁾2وما تجب اإلشارة اليه أن مسألة توجيه
اإلنذار مسألة جوهرية في مسطرة تحقيق الرهن اذ ال يجب االتفاق على اسقاطه من طرف
الدائن والمدين.
هذا وقد نص المشرع الفرنسي على نفس المقتضى في المادة 1111من القانون
المدني الفرنسي ،ٳذ بعد إخطار المدين بالدين المرهون يحق له بناء على ذلك مطالبته
شخصيا بالوفاء بهذا الدين شامال مبلغ أصل الدين األصلي وفوائده⁽.⁾3
والمشرع لم يتطرق إلى شكليات هذا اإلنذار ،وأهم البيانات التي يجب أن ترد فيه ،ولم
يرتب أي جزاء في حالة تخلفها .وعموما يمكن القول إن أهم البيانات التي يجب أن ترد في
هذا اإلنذار هي هوية الدائن المرتهن والمدين الراهن ،وذلك بذكر أرقام بطاقة تعريفهم ومحل
سكناهم ،وتحديد المنقول أو المنقوالت المشمولة بالضمان مع ذكر مراجع تقييدها في السجل
الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة زيادة على ذكر تاريخ اإلخطار شريطة أال يقل عن
31يوما.
فضال عن هذا فان المشرع لم ينص على طريقة تبليغ هذا اإلنذار وبالتالي يمكن
الرجوع إلى القواعد المنصوص عليها في ظهير االلتزامات والعقود وذلك في الفصل 111
منه والذي ينص في فقرته الرابعة على أن اإلنذار يحصل كتابة ويسوغ أن يحصل ولو
ببرقية أو رسالة مضمونة.
⁽⁾1الفقرة األولى من المادة 118من مدونة التجارة "عندما يتعلق األمر بشراء معدات وأدوات مخصصة لالستعمال
الصناعي والفقرة الثالثة من المادة 113من مدونة التجارة عندما يتعلق األمر بشراء أدوات ومعدات مخصصة لالستعمال
الفالحي".
⁽⁾2المادة 191من مدونة التجارة.
⁽⁾3أنطر:
L’article 2363 Cod civile française dispose que "Après notification, seul le
créancier nanti reçoit valablement paiement de la créance donnée en
nantissement tant en capital qu'en intérêts. Chacun des créanciers, les
autres dûment appelés, peut en poursuivre l'exécution.
97
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
-2أجال اإلنذار
أما المشرع ا لمصري فقد حدد أجال أقل مما حدده المشرع المغربي عندما نص في
المادة 11من قانون الضمانات المنقولة "أنه ال يجوز البدء في إجراءات التنفيذ اال بعد
مضي خمسة أيام من تكليف المدين بالوفاء⁽.⁾2
ويجب على الدائن المرتهن تقييد هذا اإلنذار بعد انقضاء األجل المحدد فيه ،بالسجل
الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة ،ويجب عليه أن يشعر فو ار باقي الدائنين إن وجدوا
بنيته في تحقيق الرهن كلما كان ذلك ممكنا وهذا ما تنص عليه الفقرة الثالثة من الفصل
3131من ظهير االلتزامات والعقود ،والغاية من ذلك حسب بعض الباحثين هو إشراكهم
في إجراءات تحقيق الرهن وتوزيع حصيلته⁽.⁾3
ولحماية الدائن من تصرفات المدين الضارة ،قام المشرع بغل يد هذا األخير أو الحائز
من التصرف في األشياء المرهونة ،أو القيام بأي تدبير من شأنه إنقاص قيمتها دون موافقة
الدائن .وذلك تحث طائلة تحمله المسؤولية عن ذلك⁽ .⁾4هذا واذا كانت األشياء المرهونة أو
تمارها مهددة بالتعييب أو الهالك يجب على الدائن أن يشعر الراهن بذلك فو ار ،ولهذا األخير
⁽⁾1حيث كان أجل 1أيام المنصوص في الفصل 3139سابقا ال يكفي المدين ليتدبر أمره من أجل األداء وبالتالي قيام
الدائن بسلوك مسطرة البيع بالمزاد العلني.
⁽⁾2قانون الضمانات المنقولة رقم 331لسنة 1831المنشور بالجريدة الرسمية عدد 11مكرر (أ) بتاريخ 31نونبر
.1831
⁽ ⁾3عبد التواب مبارك ،التنفيذ على المنقول الضامن وفقا لقانون الضمانات المنقولة رقم ،331لسنة 1831دون ذكر
الطبعة الصفحة .18
⁽⁾4الفقرة الخامسة من الفصل 3131من ظهير االلتزامات والعقود
98
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
أن يسترد األشياء المرهونة أو أن يستبدلها بأشياء أخرى تساويها في القيمة كما أعطى
المشرع للدائن إمكانية بيع األشياء المرهونة المهددة بالتعييب أو الهالك بعد أن يثبت هذا
األمر بواسطة الخبرة وذلك بعد استصدار أمر من رئيس المحكمة المختصة بصفته قاضيا
ل أمور المستعجلة⁽.⁾1
لقد أعطى المشرع المغربي وبموجب التعديل الجديد الذي عرفه ظهير االلتزامات
والعقود بالقانون رقم 39.13المتعلق بالضمانات المنقولة ،للمدين مكنة التعرض على
إجراءات تحقيق الرهن إذا كانت هناك أسباب موضوعية لممارسة هذا الحق⁽.⁾2
فحسب مقتضيات الفصل 3118من ظهير االلتزامات والعقود فان الراهن له الحق
في التعرض داخل أجل 31وهو األجل المنصوص عليه في الفصل 3131وذلك أمام
رئيس المحكمة المختصة بصفته قاضيا ل أمور المستعجلة .من خالل هذا الفصل يتضح أن
المشرع أسند االختصاص لرئيس المحكمة بصفته قاضيا ل أمور المستعجلة لما يوفره القضاء
االستعجالي من سرعة في البت.
بالرجوع إلى القانون رقم 39.13المتعلق بالضمانات المنقولة نجده يتحدث عن رئيس
المحكمة وبالتالي فانه لم يحدد المحكمة المختصة هل المحكمة االبتدائية أم التجارية وهذا
االمر من شأنها أن يؤدي إلى مسالة تنازع االختصاص ،كما أن المشرع وان اعطى
االختصاص لرئيس المحكمة بالنطر في التعرض فإنه لم يوضح هل قرار الرئيس قابل
للطعن أم هو قرار نهائي ال يقبل الطعن؟ واذا كان قبال للطعن فماهو أجل هذا الطعن؟
99
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
وبالتالي فاذا كانت رغبة المشرع من خالل هذا القانون تبسيط إجراءات تحقيق الرهن ،فعلى
العكس من ذلك يمكن أن تطول هذه المسطرة إذا ظل االمر على ما هو عليه.
هذا ومن أثار التعرض وقف إجراءات تحقيق الرهن ،وهذا عكس ما نص عليه المشرع
التونسي عندما نص في الفصل 11من مشروع قانون الضمانات المنقولة على ما يلي
"أثناء حصول الدائن على عريضة من لدن المحكمة االبتدائية يطالب من خاللها التحوز
بالمنقول الضامن أو السيطرة عليه أن يقدم المدين باعتراض على اإلذن المذكور داخل أجل
1أيام من تاريخ إعالمه لكن هذا الطلب ليس له أي مفعول توقيفي⁽.⁾1
ال يخرج مال هذا التعرض عن صورتين فإما قبول التعرض أو رفضه من طرف
قاضي األمور المستعجلة.
-1قبول التعرض
في هذه الحالة فإن الدائن يمنع عليه مواصلة إجراءات التحقيق على الشيء المرهون،
وغالبا ما يكون تعرضه مبنيا على أساس كالمنازعة في مبلغ الدين أو أن المدة التي أعطيت
له في اإلنذار كأجل للتنفيذ تقل عن المحددة قانونا⁽.⁾2
والمالحظ أن المدين يمكن أن يقدم تعرضه من أجل المماطلة ،فقط أو لكسب المزيد
من الوقت حتى يتسنى له األداء دون التنفيذ على منقوالته ،والمشرع هنا لم يتدخل لسن
مقتضيات زجرية في حق المدين الذي استغل هذه المكنة الذي خولها له القانون من أجل
المماطلة.
⁽⁾1مشروع قانون متعلق بالضمانات المنقولة عدد 1839/11كما أحيل على مجلس الشعب بتاريخ 13ماي .1839
⁽ ⁾2أيوب عيوش ،قراء في المقتضيات المتعلقة بتحقيق الضمانات المنقولة وفقا للقانون رقم ، 39.13مقال منشور بمجلة
مغرب القانون االلكترونية ،تاريخ االطالع .1813/83/11
100
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
-2رفض التعرض
بالرجوع إلى الفصل 3118في فقرته الثالثة نجدها تنص على هذه الصورة أي عندما
يرفض قاضي األمور المستعجلة التعرض أو تقديمه خارج األجل وبالتالي فإجراءات تحقيق
للرهن تستمر على األشياء المرهونة.
لكن ماهي حدود سلطة قاضي األمور المستعجلة في رفض أو قبول التعرض؟
يمكن القول في هذا اإلطار إن قاضي األمور المستعجلة له جميع الصالحيات في
قبول أو رفض التعرض ،فإذا تبين له أن التعرض قدم على أساس قانوني وتتوفر فيه
الشروط الموضوعية فانه يقبل هذا التعرض ،واذا لم يقتنع بحجج المدين المبينة فيه أو قدمه
خارج األجل أو تبين له أن الغاية منه هي المماطلة والتسويف فيمكنه ،إذ ذاك أن يرفضه
ويأمر بمواصلة إجراءات التحقيق وينفد هذا األمر على األصل⁽.⁾1
الفقرة الثانية :اآلليات اجلديدة لتحقيق الرهن
لقد أصبح للدائن بموجب القانون الجديد المتعلق بالضمانات المنقولة إمكانية تحقيق
الرهن بعدة طرق فضال عن الطرق التقليدية المتمثلة في البيع بالمزاد العلني في حالة عدم
األداء.
ومن الطرق الجديد التي نص عليها القانون نجد أنه أصبح من حق الدائن تملك
الشيء المرهون أو بيعه بواسطة االتفاق (أوال) كما أصبح بإمكانه أن يتملك الشيء المرهون
أو بيعه بواسطة القضاء (ثانيا) .كما مكنه المشرع من إمكانية تحقيق الرهن ورفع اليد عنه
ولو جزئيا (ثالثا).
101
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
أثناء إبرام عقد الرهن قد يتفق المدين مع الدائن أنه في حالة عدم األداء يمكن لهذا
األخير تملك الشيء المرهون سواء أكان الرهن حيازيا أو بدون حيازة ،كما يمكنهم االتفاق
على بيع الشيء المرهون ت ارضيا بينهم أو بواسطة المزاد العلني.
لقد كان المشرع يبطل هذا الشرط حتى ولو جاء بعد العقد وذلك في الفصل
3111من ظهير االلتزامات والعقود⁽⁾1والمادة 118من مدونة التجارة⁽⁾2قبل التعديل.
وكذلك الشأن بالنسبة للمشرع العراقي الذي يمنع بدوره االتفاق على تملك الشيء المرهون إذ
جاء في المادة 311من فانون التجارة العراقي أنه " يبطل كل شرط في عقد الرهن أو كل
اتفاق بعد انعقاده يعطي للدائن المرتهن في حالة عدم استيفاء الدين عند حلول أجله الحق
في تملك الشيء المرهون.
أما المشرع الفرنسي فقد كان هو األخر يمنع على أطراف العالقة التعاقدية االتفاق
مسبقا عند قيام الرهن على منح الدائن إمكانية تملك الشيء المرهون ،عند تخلف المدين
على الوفاء بالحق بموجب شرط تملك المال المرهون .الذي كان يعتبر شرطا باطال⁽ .⁾3لكن
التعديل الذي ادخله المشرع الفرنسي على القانون المدني بموجب األمر الصادر بتاريخ 11
ماس 1881والذي أدخل عدة تعديالت على التأمينات العينية المنقولة لم يعد شرط عدم
⁽ ⁾1الفقرة األولى من الفصل كانت تنص على ما يلي " كل شرط من شأنه أن يسمح للدائن عند عدم الوفاء له بدينه في أن
يتمسك بالمرهون أو يتصرف فيه بدون اتباع اإلجراءات التي يقضي بها القانون يكون باطال ولو جاء بعد العقد".
⁽⁾2كانت الفقرة الثالثة من المادة 118من مدونة التجارة تنص على ما يلي "كل شرط يسمح للدائن بتملك الشيء المرهون
يعد باطال.
⁽⁾3العلواني محمد ،مرجع سابق ،ص .19
102
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
تملك الشيء المرهون محظو ار وبالتالي يحق ل أطراف االتفاق في عقد الرهن على كل طرق
التنفيذ⁽ .⁾1وهذا ما تنص عليه المادة 1119من القانون المدني الفرنسي⁽.⁾2
وهذا يعني أنه ال يحق للمرتهن أن يتملك الشيء المرهون في مقابل دينه ولو وقع
االتفاق على ذلك بين الطرفين في عقد الرهن أو عقد مستقل⁽ .⁾3والغاية من هذا البطالن
حسب البعض أن مثل هذا االتفاق يساعد الدائن الجشع على استغالل ضعف المدين وعسره
واحتياجه للنقود وابتزاز أموال منه⁽.⁾4
إال أنه وبموجب القانون الجديد رقم 39.13والمتعلق بالضمانات المنقولة أصبح
بإمكان المدين والدائن االتفاق على تملك الشيء المرهون عند عدم الوفاء بالدين في أجله،
وهذا ما ينص عليه الفصل 3139من ظهير االلتزامات والعقود ،في فقرته الثانية ومما
جاء فيها " يجوز للدائن في حالة عدم أداء الدين المضمون وبعد استيفاء اإلجراءات المشار
إليها في الفصل 3131بعده القيام بما يلي" :تملك الشيء المرهون رهنا حيازيا أو الشيء
المرهون بدون حيازة عن طريق االتفاق طبقا للكيفيات المنصوص عليها في الفصل 3113
أدناه".
وبالرجوع إلى الفصل 3113من ظهير االلتزامات والعقود نجده يحدد لنا كيفية هذا
التملك ففي حالة عدم أداء الدين المضمون ،يصبح الدائن مالكا للشيء المرهون ،فإذا كان
الرهن حيازيا يبقى الشيء المرهون بيد الدائن المرتهن ويمتلكه بمجرد تبوث عدم األداء ،أما
⁽⁾1أنظر :
Mathilde dols-Magneville٫ op.cit. Page N°83.
⁽ ⁾2أنظر :
L’article 2348 Cod civile français"Il peut être convenu, lors de la
constitution du gage ou postérieurement, qu'à défaut d'exécution de
l'obligation garantie le créancier deviendra propriétaire du bien gagé.
⁽⁾3عبد الكريم شهبون ،مرجع سابق ،ص .111
⁽⁾4علي الزيني ،أصول القانون التجاري ،الجزء األول ،النظرية العامة والعقود التجارية ،المجلد الثاني ،عقود الرهن
-العمولة-النقل والشركات المطبعة األميرية ببوالق ،دون ذكر الطبع سنة 3118ص .1
103
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
إذا كان الرهن بدون حيازة فإن الدائن يمتلك الشيء المرهون بمجرد تبوث عدم الوفاء،
ويتعين على الراهن تسليم الشيء المرهون إلى الدائن المرتهن تحث طائلة اللجوء إلى قاضي
األمور المستعجلة.
هذا وتحدد قيمة الشيء المرهون في تاريخ التملك باتفاق بين المرتهن والراهن ،وفي
حالة عدم االتفاق بينهما على القيمة يتم تعيين خبير لهذه الغاية بالتراضي بينهم واذا تعذر
ذلك يتم اللجوء إلى قاضي األمور المستعجلة الستصدار أمر من أجل تعيينه قصد تحديد
القيمة وعندما يكون الشيء المرهون مدرجا في سوق مقننة تحدد قيمة هذا الشيء في تاريخ
التملك على أساس سعر اإلغالق األخير لهذا السوق .وهذا ما نص عليه المشرع الفرنسي
في الفقرة الثانية من الفصل 1119من القانون المدني⁽.⁾1
هذا وفي ختام هذه النقطة يمكن القول إن شرط االتفاق يسمح للدائن بأن يصبح بشكل
تلقائي مالكا للشيء المرهون ،في حالة تخلف المدين عن الوفاء ويجب إدراج هذا الشرط في
العقد المنشئ للرهن ومن مصلحة األطراف االتفاق بشكل مفصل على كيفية التحقيق⁽.⁾2
باإلضافة إ لى تملك الشيء المرهون سواء كان الرهن حيازيا أو بدون حيازة ،فقد خول
المشرع المغربي من خالل القانون الجديد المتعلق بالضمانات المنقولة ،إمكانية االتفاق مع
⁽⁾1أنظر:
Deuxième paragraphe de l’article 2348 dispose que « La valeur du bien est
déterminée au jour du transfert par un expert désigné à l'amiable ou
judiciairement, à défaut de cotation officielle du bien sur un marché organisé
au sens du code monétaire et financier. Toute clause contraire est réputée
» non écrite
⁽ ⁾2أنظر :
Philippe Malaurie-Laurent Aynés-Pierre Croq٫ op-cit٫ N°515 pages N°320.
104
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
المدين في حالة عدم أداء الدين المضمون وبعد استيفاء اإلجراءات المشار إليها في الفصل
3113على بيع الشيء المرهون وذلك بالتراضي بينهما⁽.⁾1
وفي هذا اإلطار تجدر اإلشارة إلى أن القضاء الفرنسي ،كان السباق إلقرار هذه
القاعدة وذلك في القرار الصادر عن محكمة النقض الفرنسية الصادر بتاريخ 11مارس
.3181والذي قام بإعطاء تفسير للقاعدة القانونية المنصوص عليها في المادة 111من
قانون المسطرة المدنية قبل التعديل ،والتي كانت تحظر الشرط الذي كان يسمح للدائن ببيع
الشيء المرهون دون اللجوء إلى اإلجراءات المنصوص عليها في القانون ،والتي اعتبرت أن
المقصود من هذه المادة هو االتفاق الذي يتم في وقت إنشاء الضمانة أما البيع الذي يتم في
وقت الحق إلنشائها غير مشمول بالحظر⁽.⁾2
واالتفاق على بيع الشيء المرهون يعرف "بشرط الطريق الممهد" وهو شرط تعاقدي
يسمح للدائن ببيع الشيء المرهون باالتفاق مع المدين دون موافقة القضاء⁽ .⁾3وفي إطار
حماية المدين الراهن الذي يكون الطرف الضعيف في عقد الرهن منع المشرع المغربي أيضا
شرط الطريق الممهد⁽ .⁾4وهذا االتفاق حسب بعض الباحثين سيمكن من تسريع تحقيق
الضمانة وتخفيف االزدحام عن المحاكم⁽.⁾5
⁽⁾1جاء في الفقرة الثالثة من الفصل 3139من ظهير االلتزامات والعقود ما يلي "أو بيع الشيء المرهون رهنا حيازيا أو
الشيء المرهون بدون حيازة بيعا بالتراضي أو عن طريق مزاد يشرف عليه شخص من أشخاص القانون الخاص طبقا
للكيفيات المشار اليها في الفصل 3111أدناه.
⁽ ⁾2أنظر :
Yannick Blandin٫suretés et bien circulant contribution à la réception d’une
sûreté réelle globale٫ thés de doctorat٫ en droit soutenu le 6 novembre٫
2014 universités panthéon -Assos (paris II)٫ N°424 page 321.
⁽⁾3أنظر:
L. Aynes et P. croq٫ op.cit N°512٫ page 316.
⁽⁾4مصطفى جدوع ،أثار الرهن الرسمي بالنسبة للدائن المرتهن والحائز في التشريع العقاري ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات
العليا ،كلية الحقوق الرباط ،السنة الجامعية 3193،-3198ص 11وما يليها.
⁽ ⁾5أنظر :
Mathilde Dols-Magneville٫ op.cit. Page 75.
105
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
هذا وقد نص المشرع المغربي على هذه اإلمكانية شريطة أن يتم البيع طبقا لمقتضيات
الفصل 3111من ظهير االلتزامات والعقود ،وبالرجوع إلى مقتضيات هذا الفصل نجده
ينص على أنه "يجوز للدائن المرتهن في حالة تبوث واقعة عدم أداء الدين المضمون،
االتفاق على بيع الشيء المرهون بالتراضي بينهما أو االتفاق على بيعه عن طريق مزاد
يشرف عليه شخص من أشخاص القانون الخاص".
واذا تعلق األمر ببيع األصل التجاري فباإلضافة على البيع بالتراضي المنصوص عليه
في الفصل 3139من ظهير االلتزامات والعقود أجاز المشرع بموجب التعديل الجديد الذي
عرفته الفقرة األولى من المادة 318من مدونة التجارة ببيع واحد أو أكتر من العناصر التي
يتكون منها األصل التجاري المثقل بتقييدات ،كال على حدة ،متى كان البيع بموجب حجز
تنفيذي وذلك بعد أن كانت هذا إلمكانية غير واردة في المادة 318من مدونة التجارة قبل
التعديل.
والمالحظ هنا أن المشرع المغربي كرس مبدأ حرية التعاقد في هذه اآللية مما قد يطرح
عدة مشاكل تتعلق بالقيود الواردة على مبدأ سلطان اإلرادة خاصة إذا علمنا أن المقاولة وفي
أخر المطاف تعتبر مستهلكا للخدمات البنكية مادام التعامل مع المؤسسات البنكية أضحى
من الضروريات للعديد من المستهلكين اللذين يجدون الخدمات والتسهيالت االئتمانية حال
لجملة من المشاكل التي تواجههم في حياتهم⁽ .⁾1وبالتالي فان االتفاق على بيع الشيء
المرهون دون مراقبة القضاء من شأنه أن يؤثر على المراكز القانونية ل أطراف.
هذا وتحدد قيمة الشيء المرهون في تاريخ البيع باالتفاق بين الدائن والمرتهن والراهن،
واذ ا كان الرهن يتكون من عدة عناصر وجب تحديد قيمة كل عنصر على حدة وفي حالة
عدم االتفاق بينهما على القيمة يتم تعيين خبير لهذا الغاية بالتراضي بينهما ،واذا تعذر ذلك
⁽ ⁾1سيدي علي ماء العينين ،ضمانات مستهلك الخدمات البنكية ،مقال ،منشور بالمجلة العربية للدراسات القانونية
واالقتصادية واالجتماعية ،الطبعة األولى ،1818 ،ص .19
106
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
يتم اللجوء إلى قاضي األمور المستعجلة الستصدار أمر من أجل تعيينه قصد تحديد
القيمة⁽.⁾1
وعندما يكون الشيء المرهون مدرجا في سوق مقننة تحدد قيمة هذا الشيء يوم تنفيذ
عملية التحقيق على أساس سعر اإلغالق األخير في هذا السوق ،وقد نص المشرع الفرنسي
على نفس المقتضيات وذلك في المادة 1119من القانون المدني الفرنسي⁽.⁾2
وفي ختام هذه النقطة نالحظ أن المشرع المغربي ،أعطى للدائن إمكانية االتفاق مع
المدين على بيع الشيء المرهون ،عن طريق مزاد يشرف عليه شخص من أشخاص القانون
الخاص⁽⁾3وتعتبر آ لية البيع الذي يشرف عليه شخص من أشخاص القانون الخاص كأحد
أنواع الطرق الحديثة لتحقيق الضمانات المنقولة ويعتبر هذا األمر مقتضى قانوني يشكل
أساسا قانونيا جديدا لعملية البيع بالمزاد العلني بين الخواص دون إشراف أي جهاز
قضائي⁽.⁾4
المشرع هنا لم يحدد الشروط التي يجب أن تتوفر في هذا الشخص وبالتالي هل يجوز
ألي شخص أن ينظم هذا البيع شريطة أن يكون شخصا من أشخاص القانون الخاص؟
في نظ ري يجب أن يكون هذا الشخص له الخبرة الكافية في هذا المجال ،ويجب أن
يكون على علم بالمسائل القانونية ،وأن يكون محايدا وأال يغلب مصلحة طرف على أخر وأن
يعمل قدر اإلمكان على الحصول على أعلى ثمن للشيء المبيع.
107
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
باإلضافة إلى تملك الشيء المرهون أو بيعه بواسطة االتفاق ،فقد خول المشرع بموجب
القانون الجديد لفائدة الدائن إمكانية تملك الشيء المرهون أو بيعه بواسطة القضاء ،وبالتالي
سنحاول أن نتناول هذه اآلليات بنوع من التفصيل إذ سنتطرق إلى إمكانية تملك الشيء
المرهون بواسطة القضاء في نقطة أولى ،على أن نتناول بيع الشيء المرهون بواسطة
القضاء في نقطة ثانية.
لقد نص المشرع المغربي على هذه اإلمكانية في الفقرة الخامسة من الفصل 3139
من ظهير االلتزامات والعقود حينما أعطى للدائن إمكانية استصدار أمر قضائي يقضي
بتملك الشيء المرهون رهنا حيازيا أو الشيء المرهون بدون حيازة ،شريطة أن يتم هذا التملك
طبقا للكيفيات المنصوص عليها في الفصل 3111من ظهير االلتزامات والعقود.
والمالحظ أن المشرع قد خول للدائن أن يستصدر هذا األمر وفي جميع األحوال في حالة
عدم األداء.
108
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
نص على نفس المقتضيات في الفقرة الثانية من المادة 3313من القانون المدني
المصري⁽.⁾1
وقد جاء هذا النص القانوني استثناء لقاعدة حظر شرط التملك عند عدم الوفاء فاللدائن
المرتهن أن يطلب من القاضي تمليكه المنقول المرهون دون حاجة إلى رضاء الراهن بذلك
ويقوم المنقول عندئذ بواسطة الخبراء⁽ .⁾2وهكذا يمكن القول إن تملك الشيء المرهون بواسطة
القضاء ،يستلزم استصدار أمر قضائي صادر من طرف رئيس المحكمة ،فال يجوز االتفاق
بين الدائن المرتهن والمدين الراهن على اعتبار الشيء المرهون ملكا للدائن بمجرد عدم إيفاء
الدين دون مراجعة القضاء⁽.⁾3
لكن ما العمل إذا طلب المدين اإلمهال القضائي طبقا للمادة 311من القانون رقم
89.13المتعلق بتدابير حماية المستهلك بناء على أمر قضائي من رئيس المحكمة ،وفي
نفس الوقت قام الدائن باستصدار أمر قضائي من رئيس المحكمة من أجل تملك الشيء
المرهون؟
بطبيعة الحال ومن أجل تحقيق التوازن العقدي يجب على رئيس المحكمة أن ينظر في
طلب المدين من أجل إعطائه إمهاال قضائيا من أجل األداء شريطة أن تتوفر في طلبه
الشروط المنصوص عليها في المادة 311من القانون 89.13المتعلق بتدابير حماية
المستهلك ،زيادة على ذلك فان هذا القانون نص خاص وبالتالي فهو األولى بالتطبيق من
النص العام.
⁽⁾1الفقرة الثانية من المادة 3313من القانون المدني المصري تنص على ما يلي" أنه يجوز للدائن المرتهن اذا لم يستوف
حقه أن يطلب من القاضي أن يأمر بتمليكه الشيء وفاءا للدين على أن يحسب عليه بقيمته بحسب تقدير الخبراء.
⁽⁾2نبيل إبراهيم سعد ،التأمينات العينية والشخصية ،دار الجامعة الجديدة دون دكر الطبعة ،سنة 1881
ص .111-111
⁽ ⁾3أسعد دياب أبحاث ،في التأمينات العينية ،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ،دون ذكر الطبعة،
ص .311
109
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
وتجدر اإلشارة أن استصدار األمر القضائي يجب أن يكون طبقا للكيفيات المنصوص
عليها في الفصل 3111من ظهير االلتزامات والعقود ،وعليه يتعين معاينة واقعة عدم
األداء وتحديد قيمة المال المرهون من قبل خبير يعين لهذه الغاية ،واذا كان الرهن يتكون من
عدة عناصر يجب تحديد قيمة كل عنصر على حدة ،أما إذا كان المال المرهون مدرجا في
سوق مقننة فان هذا األخير تحدد قيمته يوم تنفيذ عملية التحقيق على أساس سعر اإلغالق
األخير لهذا السوق .وعندما تفوق القيمة المحددة مبلغ الدين المضمون يؤدي الراهن مبلغ
يساوي الفرق بينهما وهذا ما نصت عليه المادة 1111من القانون المدني الفرنسي⁽.⁾1
هذا وقبل ختام هذه النقطة يجب اإلشارة إلى أن المشرع الفرنسي والمصري قد أجازوا
تحقيق الرهن الحيازي بواسطة التملك القضائي في حين أن المشرع المغربي أعطى هذه
اإلمكانية للدائن سواء تعلق األمر بالرهن الحيازي أو الرهن بدون حيازة⁽.⁾2
-2بيع الشيء المرهون بواسطة القضاء
يعتبر البيع القضائي للشيء المرهون من الطرق التقليدية لتحقيق الضمانات العينية⁽⁾3
والغرض منه الحصول على أعلى ثمن ل أشياء المبيعة⁽ ⁾4ففي حالة عدم وفاء المدين بالدين
يبقى من حق الدائن أن يطلب من القضاء بيع الشيء المرهون⁽.⁾5
⁽⁾1أنظر:
Le deuxième paragraphe de l’article 1111 code civile français « Lorsque la valeur du
bien excède le montant de la dette garantie, la somme égale à la différence est
versée au débiteur ou, s'il existe d'autres créanciers gagistes, est consignée ».
⁽⁾2الياس العمراني ،مرجع سابق ،ص .311
⁽ ⁾3أنظر :
P. Simler P. Delepecque٫ les sûretés la publicité foncière٫ précis N°36 pageN°28٫
Motionné par Johanna bennephtali٫ thés pour l’obtention de grade de doctorat٫ en
droit soutenu le 16 avril 2019 université de paris page N°93.
⁽ ⁾4أنظر :
Jhonna Bennphtali٫ Le Nantissement de créance٫ op.cit. page N°94.
⁽⁾5أنطر:
Katarzyna Kolarska٫ la réforme des sûreté٫ mémoire soutenu en vue de l’obtention
du master 2 professionnel٫ université paris v٫ année 2005-2006 page N°33.
110
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
وبالرجوع إلى القانون المغربي نجده ينص في الفقرة الرابعة من الفصل 3139على
أنه " من حق الدائن أن يقوم ببيع الشيء المرهون رهنا حيازيا أو الشيء المرهون بدون حيازة
بيعا قضائيا" .ويقابله في التشريع الفرنسي الفصل 1111من القانون المدني الذي نص
على أنه في حالة عدم أداء الدين المضمون يحق للدائن بيع الشيء المرهون عن طريق
القضاء⁽.⁾1
هذا األخير يجب أن يكون عن طريق وسائل التنفيذ المدنية ،دون اتفاق األطراف على
خالف ذلك .كما نص المشرع المصري على نفس المقتضى بموجب المادة 3313من
القانون المدني المصري في فقرته األولى ومما جاء فيها "يجوز للدائن المرتهن إذا لم يستوفي
حقه أن يطلب من القاضي الترخيص له في بيع الشيء المرهون بالمزاد العلني أو بسعره في
البورصة أو في السوق.
هذا ويجب أن يتم هذا البيع وفقا للكيفيات المنصوص عليها في الفصل 3111من
ظهير االلتزامات والعقود ،إ ذ على الدائن أن يثبت واقعة عدم األداء بجميع وسائل اإلثبات
باعتبارها واقعة مادية ،وقد ميز المشرع المغربي في حالة التنفيذ على الشيء المرهون بين
الرهن الحيازي ،والذي أوكل إلى المكلف بالتنفيذ بالمحكمة الموجود بمقرها موطن الدائن
المرتهن أو موطن الغير الحائز للشيء المرهون بأن يقوم بإجراءات البيع .في حين إذا تعلق
األمر بالرهن دون التخلي عن الحيازة فان الدائن المرتهن يتقدم بمقال إلى قاضي األمور
المستعجلة المختصة لمعاينة واقعة عدم األداء واألمر ببيع الشيء المرهون بالمزاد العلني⁽.⁾2
المشرع المغربي خول للدائن المرتهن تقديم الطلب مباشرة الى قاضي األمور
المستعجلة إذا تعلق األمر بالرهن بدون حيازة ،والغاية من ذلك هي السرعة في تحقيق الرهن
111
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
خاصة إذا علمنا أن المنقوالت المرهون تكون بحوزة المدين والذي يمكن أن يتصرف فيها
بغية اإلضرار بحقوق الدائن.
باإلضافة إلى ذلك فهو مطالب بتعزيز حقه العيني المجرد بوقوف القضاء إلى جانبه
باإلضافة إلى ما يمكن أن يعطيه ذلك من صرامة وقوة في التنفيذ⁽ .⁾1هذا ويتم البيع وفقا
للقواعد العامة المنصوص عليها في قانون المسطرة المدنية.
وأثناء مباشرة عون التنفيذ لمهامه عليه أن يتحقق من نوعية ومواصفات األشياء
المرهونة قبل البيع ،ويحرر محض ار بذلك يشير فيه عند االقتضاء إلى األموال الناقصة أو
تلك التي تضررت⁽.⁾2وعندما يفوق مبلغ رسو المزاد قيمة الدين المضمون يؤدي الراهن مبلغ
يساوي الفرق ،وتجدر اإلشارة إلى مسألة غاية في األهمية وهي تبليغ باقي الدائنين ان وجدوا
بإجراءات تحقيق الرهن فإذا كان الرهن حيازيا ،يجب على الدائن المرتهن إشعارهم كلما كان
ذلك متاحا وهذا ما ينص عليه الفصل 3131من ظهير االلتزامات والعقود ،في فقرته
الرابعة وعبارة "كلما كان ذلك متاحا" تبقى غامضة إذ يفهم منها البعض أن الدائن ليس ملزما
بهذا التبليغ ،وبالتالي كان على المشرع أن يستعمل عبارة الوجوب كما فعل عندما يتعلق
األمر بتبليغ الدائنين في الرهن دون التخلي عن الحيازة وذلك مباشرة بعد تقييد اإلنذار في
السجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة⁽.⁾3
أما إذا تعلق األمر بصاحب االمتياز فيجب تبليغه في عنوانه المعين في التقييد داخل
أجل 31يوما بكل تحقيق للمال المرهون ليطلب إخراج تلك األموال إلقامة دعوى الفسخ إذا
تعلق األمر بالبائع صاحب االمتياز ،أو من حل محلهم وهنا نتحدث عن رهن أدوات
ومعدات التجهيز⁽.⁾4
112
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
كقاعدة عام ة فان الدين ال يتج أز بحيث أن الشيء المرهون يبقى ضامنا لكل الدين،
وأن هذا األخير مضمون بكل الرهن .إال أن هذه القاعدة ليست من مستلزمات الرهن فيجوز
الخروج عليها باتفاق الطرفين أو بإرادة المشرع بمعنى أن يقوم المرتهن بتحرير جزء من
الشيء المرهون كلما دفع الراهن جزء من الدين⁽.⁾1
ومن المستجدات المهمة التي جاء بها المشرع المغربي هي إمكانية اتفاق الدائن مع
المدين على أن يتم األداء الجزئي للدين ،وفي المقابل رفع اليد الجزئي على الرهن أخدا بعين
االعتبار نسبة تنفيذ هذا االلتزام وهذا ما ينص عليه الفصل 3183من ظهير االلت ازمات
والعقود.
هذا واذا كانت الرهن المنصب على المنقوالت متجزئ بحيث يكون كل جزء من الرهن
ضامن لجزء من الدين أمكن للراهن إذا قام بتنفيذ التزامه المتعلق بجزء من الدين أن يسترد
المنقول المقابل لهذا الجزء⁽.⁾2
وهكذا من خالل اآلليات الجديدة لتحقيق الرهن يمكن القول إن المشرع سعى إلى
تبسيط إجراءات تحقيق الرهن ،محاولة منه لتجنب اإلشكاالت التي كانت تعرفها هذه
المسطرة بحيث أصبح للدائن طرق أخرى للتنفيذ على الشيء المرهون ،لكن تحقيق الضمانة
بشكل سريع يمكن أن يؤدي إلى تغليب مصلحة الدائن على مصلحة المدين⁽.⁾3
هذا وبعد التطرق الى االليات الجديد لتحقيق الرهن يمكن أن نطرح التساؤل التالي:
⁽⁾1عالء الدين زكي يوسف البكري ،الرهونات المصرفية ومخاطر االئتمان في فلسطين ،رسالة لنيل شهادة الماستر في
القانون الخاص ،تخصص القانون التجاري ،جامعة بير زيت-معهد الحقوق ،السنة الجامعية ،1881ص .11
⁽⁾2الفقرة الثانية من الفصل 3183من ظهير االلتزامات والعقود.
⁽⁾3أسماء الدومي ،تحقيق الضمانات المنقولة وفقا لقانون ،39.13رسالة لنيل شهادة الماستر ،في القانون الخاص كلية
العلوم القانونية االقتصادية واالجتماعية جامعة محمد الخامس الرباط السنة الجامعية ،1831-1839ص .11
113
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
هل ستقوم مؤسسات االئتمان فعال بالعمل بهذه المقتضيات أم أن ستفرض شروطها
على المقاولة في عقد الضمان؟
بطبيعة الحالة وكمحاولة منا لإلجابة عن هذا التساؤل يمكن القول أن مؤسسة االئتمان
يمكنها أن تفرض على المقاولة الصغيرة والمتوسطة شروطها في عقد الضمان من أجل أن
تحصل على التمويل الذي تريده .وعلية يمكن للمقاولة أن تفرض شرط التملك االتفاقي
مباشرة في حالة عدم األداء دون اآلليات األخرى التي قد تطيل من مسطرة التنفيذ على
الشيء المرهون.
املطلب الثاني :أثر فتح املساطر اجلماعية على تأسيس الضمانات املنقولة
لم يتطرق المشرع في القانون الجديد إلى أثر فتح المساطر الجماعية على تأسيس
الضمانات المنقولة ،على الرغم من أنها مسألة جد مهمة .وهكذا سنحاول أن نتعرف على
مصير هذه الضمانات خالل فترة الريبة (الفقرة األولى) ثم إلى مصير الضمانات المنقولة
التي يتم استبدالها أو تجديدها (الفقرة الثانية).
لقد قرر المشرع المغربي أن تكون جميع الضمانات المؤسسة خالل فترة الريبة باطلة
إال أنه جعل لهذا القاعدة عدة استثناءات (تانيا) إال أننا قد نجد بعض الضمانات المنقولة
قد ال تتأسس في الحين ،وانما يمكن أن تكون موضوعا للوعد بالرهن ،كما يمكن للمدين
أن يقوم بشراء منقول مع تضمين العقد شرط االحتفاظ بالملكية إلى حين األداء الكامل
للثمن وبالتالي ما مصير هذه الضمانات إذا أسست بعد فتح المساطر؟ (ثانيا).
114
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
سنتناول بداية قاعدة البطالن التي أقرها المشرع وجعلها جزاء للمدين الذي يؤسس
الضمانات المنقولة خالل فترة الريبة لإلضرار بباقي الدائنين ثم سنتحدث عن االستثناءات
التي نص عليها المشرع من هذه القاعدة.
تنص المادة 131من مدونة التجارة على أنه "يمكن للمحكمة أن تبطل كل عقد أو
كل أداء أو كل تأسيس لضمان أو كفالة إذا قام بها المدين بعد تاريخ التوقف عن الدفع".
ومبررات خضوع الضمانات المؤسسة من طرف رئيس المقاولة خالل فترة الريبة لضمان
ديون سابقة النشأة لهذا التاريخ للبطالن الجوازي ،يكمن باألساس في حماية
الدائنين الذين يمكن أن تتأثر حقوقهم سلبا من جراء انتقال بعضهم من مركز قانوني كانوا
فيه كدائنين عاديين ،إلى مركز قانوني أخر أصبحوا فيه كدائنين دوي ضمانات مما يمس
بمبدأ المساواة بين الدائنين⁽.⁾1
وقد جاء في حكم صادر عن محكمة االستئناف التجارية بفاس أنه "يمكن للمحكمة
التجارية أن تبطل كل عقد بمقابل إذا قام به المدين بعد تاريخ التوقف عن الدفع طبقا
لمقتضيات المادة 191من مدونة التجارة وخالل فترة الريبة إذا تبين أن الهدف منه هو
تهريب أصول المقاولة موضوع التصفية القضائية إضرار بحقوق الدائنين ،سواء كانت
البائعة حسنة النية أم ال ،إذ العبرة في تقدير التصرف هو غرابة التصرف أو كونه غير
مألوف"⁽.⁾2
⁽ ⁾1إكرام يعقوبي ،الضمانات العينية وفتح مساطر صعوبات المقاولة ،رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون الخاص ،كلية
العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية جامعة موالي إسماعيل ،السنة الدراسية ،1831-1831ص .11
⁽⁾2قرار صادر عن محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء بتاريخ 1881/81/19تحث عدد 11في الملف عدد
81/31منشور بمجلة المعيار عدد 11ص .11
115
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
كما يمكن للمحكمة أن تبطل العقد المؤسس للضمانة إذا تبين لها أن هناك تواطؤ بين
الدائن والمدين ،بقصد اإلضرار بباقي الدائنين اآلخرين أو وجود صورية مختلفة وهذا ما
أكدته محكمة االستئناف بالدار البيضاء في أحد ق ارراتها⁽.⁾1
وهكذا يمكن القول أنه بمجرد صدور الحكم بفتح مسطرة صعوبات المقاولة يظل إنشاء
الضمانات ره ـينا بقواعد المساطر ،فإذا ث ـم تأسيسها بطريقة مخالفة للمقتضيات الق ـانونية فـان
مصيرها يكون هو البطالن باعتباره ،جزاء صارما وضعه المشرع لحماية مصلحة
المقاولة⁽.⁾2
والمالحظ أن المشرع وسع من نطاق بطالن الضمانات التي تحصل في فترة مشبوهة
وذلك بموجب حكم قضائي⁽ ⁾3واذا ثم اإلعالن عن هذا البطالن فان الضمان سيكون غير
فعال ويصبح الدائن المتلقي مجرد دائن عادي⁽.⁾4
وبالتالي إذا ثم تأسيس الضمانات المنقولة خالل فترة الريبة فان هذا الضمانات تكون
باطلة ،إذا أجازت المحكمة إبطال هذا العقد لكون هذه الفترة قد تعرف تواطئا بين المدين
والدائن قصد اإلضرار بباقي الدائنين.
⁽⁾1قرار صادر عن محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء بتاريخ 1881/83/81تحت عدد 11في الملف
التجاري عدد 81/31118منشور بمجلة الملف عدد 1ص .111
⁽⁾2عادل فخوري ،تأثير مساطر صعوبات المقاولة على الضمانات البنكية ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص،
كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية مراكش ،السنة الجامعية ،1833-1838ص .11
⁽ ⁾3أنظر :
Philipp pétel٫ Les procédures collectives٫ 8éme Edition٫ 2014 N°377٫ page
204.
⁽ ⁾4أنظر :
Loetitia Antonimi-cochinet Laurence caroline henry٫ l’essentiel du droit des
entreprise en difficulté٫ 8éme Edition2019 ٫page 113.
116
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
إذا كان المشرع قد نص على بطالن الضمانات المؤسسة خالل فترة الريبة كقاعدة
عامة فانه استثنى بعض التصرفات من هذه القاعدة ،وهكذا نجد أن المادة 131من مدونة
التجارة تنص على ما يلي" استثناء من مقتضيات المادة السابقة ال يمكن إبطال الكفاالت أو
الضمانات مهما كانت طبيعتها ،والمؤسسة قبل أو بتزامن مع نشوء الدين المضمون".
من خالل هذه المادة يتضح أن المشرع أخرج الضمانات المؤسسة قبل أو بتزامن مع
نشوء الدين المضمون من دائرة البطالن والغاية من ذلك حسب بعض الباحثين في كون
الضمانة التي تنشأ بتزامن مع الدين أو قبله ال تخفي أي محاباة لفائدة دائن أخر وال تخل
بمبدأ المساواة⁽.⁾1
إ ال أنه لما كان عدم الخضوع للبطالن الجوازي في هذا المضمار يتوقف على ضرورة
أن يكون الضمان أو التأمين قد ثم تأسيسه قبل أو بتزامن مع نشأة الدين المضمون ،فان
العبرة هنا تكمن في التأسيس بصفة نهائية وليس الوعد بتأسيس ضمان أو تأمين⁽.⁾2
ومن االستثناءات كذلك ما تنص عليه المادة 131من مدونة التجارة ،ويتعلق األمر
بصحة أداء الكمبياالت ،سند ألمر ،شيك أو دين ثم تفويته طبقا لمقتضيات المادة 111من
مدونة التجارة ،غير أن المشرع سمح للسنديك إذا تبين له أن الساحبين أو المستفيدين من
الشيك أو الدين المفوت كانوا على علم بتوقف المدين عن الدفع ،أن يرفع دعوى السترداد
المدفوع⁽.⁾3
فالبطالن طبقا للمادة 131من مدونة التجارة ال يمس األوراق التجارية ،وبالتالي
فالمشرع حافظ على خصوصيات هذه األوراق نظ ار لضرورتها في التعامل عند فتح المسطرة
117
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
القضائية للمعالجة شريطة عدم علم المستفيد من الورقة التجارية-الدائن الصرفي كون المدين
في حالة توقف عن الدفع أي أن يكون حامال حسن النية حتى يستفيد من الضمانات التي
يوفرها القانون الصرفي⁽.⁾1
فالمشرع المغربي حاول خلق نوع من التوازن بين مصالح الحامل ومصالح الدائنين
فاألداء للحامل خالل فترة الربية ،من طرف المسحوب عليه أو المتعهد يعد صحيحا ويعفي
من رد المبلغ المدفوع أما الدائنين فيمكن لهم عن طريق السنديك استرداد المبلغ المدفوع⁽.⁾2
لقد أعطى المشرع للمدين إمكانية إبرام عقد الوعد بالرهن مع الدائن ،إال أنه قد يحدث
أن يتم تأسيس الضمانة الفعلية بعد فتح مساطر صعوبات المقاولة ،مما يبرز مشكل مال
هذه الضمانة والتاريخ الذي يجب اعتماده للقول ببطالن الضمانة من عدمه ،وقياسا على
ذلك قد يقوم المدين بشراء منقول ويتفق مع البائع باالحتفاظ بملكية الشيء المبيع إلى حين
أداء باقي الثمن .فما مصير هذا الشرط إذا ثم أداء باقي الثمن وابرام العقد النهائي بعد فتح
المساطر؟
من المستجدات التي جاء بها القانون رقم 39.13المتعلق بالضمانات المنقولة وهي
الوعد بالرهن وهذا ما ينص عليه المشرع المغربي في الفصل 3313مكرر من ظهير
االلتزامات والعقود ،ومما جاء فيه "يمكن أن يكون الرهن الحيازي أو الرهن بدون حيازة محل
وعد بالرهن من قبل الراهن المدين".
118
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
من خالل هذا الفصل المشرع لم يتطرق إلى تعريف هذا العقد الجديد ،ولم يبين كيفية
إنشائه .ويرى البعض بهذا الخصوص أنه النعقاد الوعد بالرهن يجب تعيين كافة المسائل
الجوهرية للعقد الموعود به والمدة التي يجب أن يبرم خاللها واال بطل الوعد⁽⁾1واذا كان
الرهن الرسمي ينبغي أن يكون مفرغا في الشكل الرسمي فان الوعد بالرهن ينبغي أن يتوافر
فيه الشكل الرسمي أيضا⁽ .⁾2في حين يرى بعض الفقه أن الوعد بالرهن يمكن إفراغه في أي
شكل إذ يمكن أن يكون عقدا عرفيا كما يمكن أن يمكن إفراغه في ورقة عادية⁽.⁾3
ومن الشكليات التي نص عليها المشرع بعد إبرام عقد الوعد بالرهن ،ولكي يكون حجة
في مواجه الغير وهي شكلية التقييد في السجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة
شريطة أال يتعدى هذا التقييد مدة ثالثة أشهر ،وهذا ما تنص عليه الفقرة األولى من المادة
39من القانون رقم 39.13المتعلق الضمانات المنقولة.
ومن هنا يمكن أن نطرح السؤال التالي ما مصير الضمانة موضوع الوعد بالرهن ،إذا
تم تأسيس هذا الرهن بشكل نهائي وتقييده بالسجل الوطني للضمانات المنقولة ،وتبين فيما
بعد أن المقاولة قد أبرمت التصرف في قترة الريبة؟ وهل يعتد بتاريخ تقييد الوعد بالرهن أم
بتاريخ تقييد الرهن النهائي موضوع الوعد بالسجل؟
بخصوص هذه المسألة يرى البعض أن الرهن الذي تم تأسيسه خالل فترة الريبة
لضمان دين سابق يعد باطال وال يحتج به تجاه االغيار ،حتى ولو كان مسبوقا بوعد تم
⁽ ⁾1محمد عزمي البكري ،موسوعة الفقه والقضاء والتشريع ،في القانون المدني الجديد ،المجلد الرابع عشر ،دون دكر الطبعة
ص .198
⁽⁾2أنور العمروسي ،الموسوعة الوفية في شرح القانون المدني ،دار العدالة الطبعة الخامسة ،ص .318
⁽ ⁾3أنظر :
Jacques Ghestin٫ traité de droit civil٫ 4éme Edition٫ LGDJ٫1831 N°827 page
602.
119
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
االتفاق عليه قبل تاريخ التوقف عن الدفع وعلل ذلك بقوله إن الذي يؤخذ به هو تاريخ العقد
الموثق الذي يؤسس الضمان بغض النظر عن تاريخ تقديم الوعد⁽.⁾1
وبالتالي إذا قام المدين قبل نشأة الدين أو بتزامن مع نشأته بإعطاء وعد بالرهن للدائن
ولكن لم يتأسس هذا الرهن بصورة فعلية إال بعد تاريخ توقف المدين المعني باألمر عن الدفع
فان الرهن يكون والحالة هذه ناشئا خالل فترة الريبة من أجل ضمان ديون متعاقد عليها
سابقا مما يجعله مشموال بالبطالن⁽⁾2
يعتبر بيع المنقول مع شرط االحتفاظ بالملكية من المستجدات التي جاء بها المشرع
من خالل القانون الجديد المتعلق بالضمانات ،وشرط االحتفاظ بالملكية هو وسيلة فعالة
لحماية بائع الممتلكات المنقولة والذي ينوي الحفاظ على حقوقه في حالة عدم وفاء المدين
بالتزاماته⁽.⁾3
واذا كان شرط االحتفاظ بالملكية ال يطرح أي إشكال في األحوال العادية فانه هذا
الشرط يدخل في وضعية أخرى إذا تعلق األمر بفتح مساطر الصعوبات خاصة إذا ثم هذا
الشرط خالل فترة الريبة .وهكذا يمكننا أن نتساءل عن مصير الضمانات المنقولة التي كانت
موضوع شرط االحتفاظ بالملكية والتي أسست خالل لفترة الريبة؟ واذا تعرض الشرط لإلبطال
ما مصير عقد بيع المنقول األصلي؟
120
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
قبل اإلجابة عن هذه التساؤالت يجب أوال أن نبين مسألة مهمة تتعلق بشرط الكتابة،
كما هو معلوم فان االحتجاج بشرط االحتفاظ بالملكية في مواجهة دائني المقاولة الخاضعة
للمساطر الجماعية رهين بشكلية اعتبرها المشرع جوهرية تتمثل في االتفاق كتابة على األكثر
حين التسليم وهذا ما تنص عليه المادة 181من مدونة التجارة حينما اعتبرت كتابة شرط
االحتفاظ بالملكية كتابة من موجبات استرداد البضائع المبيعة تحث شرط األداء الكامل
للثمن.
ويرى بعض الباحثين أن غاية المشرع من هذه الشكلية هي تفادي تواطؤ البائع مع
المشتري ،على إخراج أموال المقاولة المدينة من الضمان العام⁽ .⁾1وقد نص المشرع المغربي
على شرط كتابة االتفاق في الفقرة الثانية من الفصل 139.13من القانون رقم 39.13
المتعلق بالضمانات المنقولة بقوله "يجب أن يتم االتفاق على شرط االحتفاظ بالملكية كتابة".
باإلضافة إلى شكلية الكتابة فانه ال يمكن االحتجاج بهذا اشرط في مواجهة االغيار إال
من تاريخ تقييده في السجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة⁽.⁾2
وبالتالي يجب التميز بين عقد البيع األصلي وهو عقد بيع المنقول ،ثم االتفاق الذي
بموجبه تأسس ضمانة هذا العقد والذي يكون أتناء التسليم وبالتالي قد يقع أن يبرم عقد البيع
في تاريخ معين على أن يبرم االتفاق على الشرط في تاريخ الحق ،هذا األخير يمكن أن يبرم
خالل فترة الريبة.
وبالتالي ما مصير هذا الشرط إذا ثم خالل هذه الفترة؟ واذا ثم إبطاله هل يؤثر هذا
البطالن على عقد بيع المنقول؟
جوابا على هذا التساؤل يري بعض الفقه أنه مادامت الضمانة من شأنها أن تلحق
ضر ار بالدائنين وحيث أن الضرر يشكل عنص ار جوهريا إلبطال الضمانات المنشأة خالل
⁽ ⁾1جواد دهبي ،شرط االحتفاظ بالملكية في مساطر صعوبات المقاولة ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون
الخاص ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية سطات ،السنة الجامعية ،1889-1881ص .11
⁽⁾2الفقرة الثالثة من الفصل 139.13من ظهير االلتزامات والعقود.
121
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
فترة الريبة فانه ليس هناك ما يمنع محكمة المسطرة من إبطال شرط االحتفاظ بالملكية
واإلبقاء على العقد األصلي⁽.⁾1
هذا واذا قامت المحكمة بإبطال الضمانة المؤسسة على شرط االحتفاظ بالملكية أمكن
للبائع ممارسة حقه في االسترداد العيني ،وفق نفس الشروط الخاصة باألموال المنقولة
المدمجة في مال منقول آخر إذا كان استردادها ال يشكل ضر ار ماديا ل أموال نفسها وهذا ما
تنص عليه المادة 181من مدونة التجارة.
واذا كانت المادة أعاله تطرقت إلى مسألة استرداد األموال المنقولة المدمجة في مال
منقول آخر ،فإنها لم تتطرق إلى الحالة التي يدمج فيها المنقول مع عقار ،عكس المشرع
الفرنسي الذي نص على هذه المسألة وان بشكل عام ،حينما اعتبر اندماج األموال المنقولة
المبيعة تحث شرط االحتفاظ بالملكية مع أموال أخرى ال يحول دون ممارسة الدائن لحقوقه
مادام فصل هذه األموال عن بعضها لن يتسبب في أي ضرر⁽ .⁾2وهكذا يمكن القول إن
ضمانة شرط االحتفاظ بالملكية تعتبر من الضمانات المقاومة للمساطر الجماعية⁽.⁾3
الفقرة الثانية :استبدال الضمانات املنقولة وجتديد التقييدات
لقد أعطى المشرع بموجب القانون رقم 39.13المتعلق بالضمانات المنقولة للدائن
والمدين إمكانية استبدال ضمانة بأخرى ،كما أنهم ملزمون بتجديد تقيد هذه الضمانات داخل
أجل معين ،وذلك من أجل سريان مفعول االحتجاج بها أمام األغيار .لكن قد يحدث أن يتم
⁽ ⁾1أحمد شكري السباعي الوسيط ،في مساطر الوقاية من الصعوبات التي تعترض المقاولة ومساطر معالجتها ،الجزء
الثالث ،دار النشر المعرفة الرباط ،الطبعة األولى ،1888ص .111
⁽⁾2أنظر:
L’article 2370 code civile français « L'incorporation d'un meuble faisant
l'objet d'une réserve de propriété à un autre bien ne fait pas obstacle aux
droits du créancier lorsque ces biens peuvent être séparés sans subir de
» dommage.
⁽ ⁾3أنظر :
Arthur Bertin٫ les sûretés résistantes à la procédure collective en droit
français٫ Article publié dans -international IMODIVE les Edition٫ page 139.
122
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
هذا االستبدال أو التجديد خالل الفترة الممنوعة .لهذا سنتطرق الى مال الضمانات التي ثم
استبدالها خالل هذه الفترة (أوال) تم إلى مصير تجديدها كذلك (ثانيا).
قبل الحديث عن مصير الضمانات المنقولة التي تكون موضوعا التفاق االستبدال البد
من التطرق إلى األحكام العامة لهذا المستجد.
لقد نص المشرع بموجب التعديل الجديد الذي عرفه ظهير االلتزامات والعقود على
إمكانية اتفاق الدائن المرتهن مع المدين الراهن على استبدال الضمانات المنقولة ،وذلك
بموجب الفصل 3311من ظهير االلتزامات والعقود .ومما جاء فيه "يجوز للدائن المرتهن
رهنا حيازيا أو الدائن المرتهن بدون حيازة أن يتفق مع المدين في أي وقت من األوقات على
استبدال كل أو جزء من الشيء المرهون".
والمالحظ أن المشرع المغربي من خالل هذا الفصل وان كان قد ترك الحرية ألطراف
عق د الرهن في االتفاق على استبدال كل أو جزء من الشيء المرهون إال أنه وحماية للدائن
المرتهن قيد هذا الحق بمجموعة من الشروط المنصوص عليها في الفقرة الثانية من الفصل
3311من ظهير االلتزامات والعقود ،من بينها أال تتجاوز قيمة هذا الشيء عند تاريخ
االستبدال قيمته األصلية ويضاف إليها العشر.
زيادة على ذلك يجب أال يكون محل ضمانة لفائدة دائنين آخرين ،ولعل الغاية من ذلك
هي توفير الحماية الالزمة للدائن المرتهن وحفظ حقه في التنفيذ على المال المرهون عند
عدم الوفاء دون وجود صعوبات تحول دون تمكينه من ذلك⁽.⁾1
واذا كان المشرع المغربي قد وسع من دائرة الضمانات ،التي تكون موضوعا لالستبدال
سواء تعلق األمر بالرهن الحيازي أو الرهن بدون حيازة ،فان المشرع الفرنسي ضيق من هذا
123
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
األمر إذا جعل الضمانات التي يمكن استبدالها تتعلق باألشياء المثلية فقط ،وتالفيا لمشاكل
التي قد تنجم عن استبدال األموال المثلية ،فانه أجاز ألطراف التعاقد في العملية االئتمانية
تجاوز ذلك بصفة مسبقة عن طريق االتفاق في صلب العقد المؤسس للرهن عن طرق
وأشكال هذا االستبدال⁽.⁾1وهذا مالم يتطرق إليه المشرع المغربي حينما نص على إمكانية
اتفاق المدين والدائن على استبدال الشيء المرهون.
هذا ويظل من الضروري توفر عنصر الموازنة بين الضمانة القديمة والجديدة سواء
بالنظر إلى قواعد التأسيس أو بالنظر إلى الصالحيات التي تمنحها هذه الضمانات إلى
الدائن⁽.⁾2
واذا كانت القاعدة العامة أن الرهن دون التخلي عن الحيازة يتم إشهاره عن طريق
السجل االلكتروني للضمانات المنقولة ،فان قيام الدائن باستبدال الضمانة يتوجب إشهاره عن
طريق التقييد في هذا السجل ومن هنا يمكن طرح التساؤل التالي ما مصير الضمانات
المنقولة التي تكون موضوع االستبدال خالل فترة الريبة؟
يرى بعض الفقه أن استبدال ضمانة بأخرى يخرج من مجال البطالن ،باعتبار أن
األمر ال يتعلق بضمانة جديدة بل فقط باستبدال ضمانة بأخرى ،إال في الحالة التي تكون
فيها الضمانة الجديدة قد أسست لضمان دين سابق فتعتبر أنداك باطلة⁽⁾3هذا وتجدر اإلشارة
إلى أن المحكمة في غياب اتفاق بين األطراف على استبدال الضمانات المنقولة ،أمكنها أن
تأمر باستبدال الضمانة شريطة أن تكون هذه الضمانة الجديدة لها نفس االمتيازات وهذا ما
تنص عليه المادة 111من مدونة التجارة.
124
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
وبالتالي فان تقييد هذا الضمانات بغض النظر عن صدور الحكم القاضي بفتح
المسطرة يكون ممكنا وصحيحا⁽ ⁾1هذا وقد نص المشرع الفرنسي على نفس المقتضيات
بموجب المادة 22LL‑9من مدونة التجارة الفرنسية⁽.⁾2
أوال يجب القول إن مدونة التجارة المغربية لم تقم بإدراج أي استثناء على مبدأ منع
التقييدات ،وبالتالي فانه ال يمكن تقييد الرهون الرسمية وال الرهن وال االمتيازات بعد الحكم
بفتح المسطرة وهذا ما تنص عليه المادة 111من مدونة التجارة .إال أن تجديد التقييدات
يعتبر استثناء من القاعدة أعاله بالرغم من أن المشرع لم يقم باستثنائها صراحة.
والضمانات المنقولة المقيدة بالسجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة ،ال تبقى
مقيدة بهذا السجل بصفة مؤبدة ،خاصة عندما يتعلق األمر بحجيتها أمام االغيار إذ تبقى
سارية المفعول إلى حين تاريخ انقضاء أجل 1سنوات مالم يتم تجديد تقييد هذه الضمانة
لمدة مماثلة وذلك قبل انصرام اآلجل المذكور أعاله⁽.⁾3
125
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
التقييدات التي كانت صحيحة في تاريخ تقييده ،فان تجديد التقييدات يبقى جائ از حتى بعد
فتح المسطرة⁽ .⁾1وهكذا فالدائن يبقى من حقه دائما إجراء هذه التجديدات ألن القول بخالف
ذلك سيفضي إلى انقضاء كل التقييدات بمرور الوقت وهو ما يتناقض ومبادئ العدالة⁽.⁾2
126
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
خامتة:
بعد دراستنا لهذا الموضوع نستشف أن المشرع المغربي وبإخراجه قانون الضمانات إلى
حيز الوجود ،كانت الغاية وراء ذلك هي محاولة تقوية االئتمان وتشجيع المقاوالت الصغرى
والمتوسطة على اللجوء إلى طلب التمويل ،بناء على ما تمتلكه من أصول منقولة .هذا
األمر لن يتأتى بدون كسب تقه المقاوالت ومؤسسات االئتمان من خالل وجود أرضية قانونية
صلبة تحفظ الحقوق وتثبت االلتزامات.
وقد حاولنا من خالل هذه الدراسة تسليط الضوء على أبرز المستجدات التي أدخلها
المشرع المغربي على نظام الضمانات المنقولة ،وذلك من خالل إبراز القاعدة القانونية
والتجديدات الطارئة عليها ،وكذا أثرها ودورها في تسهيل حصول المقاولة على التمويل.
وفعال المسنا قوة هذه التجديدات وامكانيتها على تحقيق الغاية التي جاء من أجلها
ولعل أبرز التجديدات التي جاء بها المشرع ما يتعلق بالرهون دون التخلي عن الحيازة ،غايته
حصول المقاولة على التمويل الذي تحتاجه برهن منقوالتها دون أن تتخلى عنها لفائدة الدائن
سيما إذا كانت هذه المنقوالت تعد من أساسيات استمرارها في نشاطها االقتصادي.
فضال عن هذا قام المشرع باستحداث رهون جديدة بغية توسيع دائرة المصادر التي من
خاللها تتمكن المقاولة بطلب التمويل بتقديم ضمانات أخرى .زيادة على هذا فمن التجديدات
المهمة التي جاء بها المشرع من خالل القانون 39.13ما يتعلق بتحقيق الضمانات
المنقولة .ألن مسألة التحقيق كانت تشكل عائقا بالنسبة للدائنين اللذين يعانون من طول
المساطر وتعقيدها مما يؤدي إلى ضياع الحقوق.
ولتقوية مراكز الدائنين أحدث المشرع مؤسستين جديدتين ،وهما مؤسسة السجل الوطني
االلكتروني للضمانات المنقولة ،وكذا مؤسسة وكيل الضمانات .والذي من خاللهما سيتمكن
الدائن من الحفاظ على حقوقه في مواجهة األغيار ،وذلك بتقييد كل الضمانات المنقولة
والضمانات التي تدخل في حكمها في هذا السجل .ولتعزيز تمثيليتهم يمكنهم التعاقد في
127
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
إطار مهمة وكيل الضمانات الذي يم كنهم من تأسيس الضمانة ،إدارتها ،تقيدها أو التشطيب
عليها.
إال أنه وبالرغم من هذا الزخم من التجديدات التي عرفتها الضمانات المنقولة كان البد
من الوقوف على أهم جوانب النقض والفراغ التشريعي الذي ربما نتيجة لسهو المشرع لم
يتطرق اليها .وبالتالي كان لدينا بعض المالحظات على هذه التجديدات وسنحاول أن نعطي
بعض االقتراحات والتوصيات التي يمكن للمشرع أن يلتف إليها ولو بجانب من الفضول.
عدم قدرة المشرع المغربي على تنظيم قانون الضمانات المنقولة بطريقة شاملة وموسعة،
فعلى سبيل المثال لم يتطرق إلى مسألة غاية في االهمية كانت تعتبر من اإلشكاالت
التي تكون مصدر إزعاج بالنسبة للدائنين وهي تزاحم الدائنين وترتيب األولويات .خاصة
إذا علمنا أن الضمانات متعددة ومختلفة فمنها ما يتعلق بالرهون ومنها ما يتعلق بحقوق
االمتياز.
عدم تحديد الطبيعة القانونية لشرط االحتفاظ بالملكية ،عندما تم التنصيص عليها ألول
مرة وبشكل صريح ،أتناء تنظيمه لبيع المنقول مع شرط االحتفاظ بالملكية ،وذلك
بمقتضى ظهير االلتزامات والعقود ،زيادة على عدم ترتيب المسؤوليات في حالة هالك
الشيء المبيع بين يدي المشتري ،خاصة إذا علمنا أن الملكية لم تنتقل إليه بعد.
عدم التنصيص في القانون رقم 39.13ألي مقتضى متعلق بمصير الضمانات
المنقولة أتناء فتح المساطر الجماعية ،والذي يعتبر من اإلشكاالت المهمة التي يواجهها
مؤسسو الضمانات بصفة عامة.
128
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
عدم تالئم المقتضيات القانونية المتعلقة بإشهار الضمانات المنقولة بالسجل االلكتروني
للضمانات المنقولة بقرينة الحيازة في المنقول سند الملكية ،خاصة عندما يتعلق االمر
ببيع المنقول مع شرط االحتفاظ بالملكية واالئتمان االيجاري للمنقول.
واذا كانت لدينا هذه المالحظات على القانون الجديد المتعلق بالضمانات المنقولة ،فال
بد أن نقترح بعض التوصيات وقد نصيب أو نخطئ ومنها:
إن قانون الضمانات المنقولة يعتبر من القوانين المهمة ببالدنا ،فمن خالله يمكن
تحسين مناخ األعمال وتشجيع المقاوالت الصغيرة والمتوسطة على االستثمار .إال أنه
ولتحقيق هذه الغاية يجب أن تكون الترسانة القانونية مكتملة وال يشوبها أي نقض.
وبالتالي أتناء محاولة المشرع لسن هذه القوانين كان عليه أن يشرك كافة الجهات
المعنية من مهنيين وخبراء وأساتذة جامعيين بدل االكتفاء برأي اإلدارة فقط.
إخراج مدونة مختصة بالضمانات إلى الوجود ،على اختالف أنواعها لتوحيد اإلطار
القانوني ،خاصة إذا علمنا أن هناك نصوص مشتتة تنظم ضمانات مختلفة كمدونة
الضرائب ،مدونة تحصيل الديون العمومية ،قانون نظام الضمان االجتماعي .مما يشكل
في بعض األحيان تضارب على مستوى القضاء فيما يتعلق باالمتيازات .وبالتالي وجود
مدونة جامعة تتضمن جميع المقتضيات المتعلقة بالضمانات كيفما كان نوعها قد يخفف
كثي ار من هذا اإلشكال ،وكذا تيسير عمل القضاة أتناء البث في النزاعات ،وحتى المهتم
بشأن مناخ األعمال من خالل االطالع على هذه المدونة.
إعادة النظر في مسألة إشهار الضمانات المنقولة خاصة الرهون دون التخلي عن
الحيازة ،وجعلها أكثر مالئمة مع قرينة الحيازة في المنقول سند الملكية .ولما ال على
الرغم من تقييد الضمانة في السجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة إلزام المدين
بوضع لوحة على هذه المنقوالت مكتوب عليها أن هذه المنقوالت موضوع رهن من
طرف الغير ،لكي يكون الشخص الذي يريد أن يبرم تصرفا ما مع صاحب هذه
المنقوالت على علم بالوضعية القانونية لها ،وهو مطلب بعض الفقه كذلك.
129
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
يجب على المشرع أن يعطي أهمية أكبر للضمانات المنقولة المعنوية سواء من حيث
تأسيس هذا النوع من الضمانات أو تحقيقها .ألنه وأثناء دراسة الموضوع وبالضبط أتناء
التطرق لمسألة تحقيق الضمانات المنقولة أرى أن المشرع كأنه يتحدث فقط على تحقيق
الضمانات المنقولة المادية ،مع العلم أن هناك ضمانات منقولة معنوية يمكن أن تكون
محال للرهن وبالتالي كان على المشرع أن يبين كيفية تحقيق هذا النوع من الضمانات.
يجب على المشرع المغربي أن يستحضر مسألة التوازن العقدي في عقد الضمان لكي
ال يفرض الطرف القوي شروطه المجحفة في العقد.
التنصيص في التعديالت القادمة المتعلقة بالضمانات المنقولة على مسألة مال هذه
الضمانات أثناء فتح المساطر الجماعية ،وذلك من أجل بث الثقة في نفوس المقاوالت
الصغرى والمتوسطة وعدم مفاجئتهم بأن الضمانات المؤسسة قد طالها البطالن بعد
التأسيس.
هذه فقط بعض االقتراحات والتوصيات التي يمكن إبدائها حول هذا الموضوع ،وأتمنى أن
تلقى اهتمام من طرف المهتمين.
وفي ختام هذا الموضوع يمكن القول إنني تناولت موضوع الضمانات المنقولة باعتباره
من المستجدات القانونية ببالدنا ،حاولت من خالله أن أسلط الضوء على أبرز التجديدات
التي عرف تها هذه الضمانات ،وباعتبارنا كباحثين في الشأن القانوني قد نصيب أو قد نخطأ
وبالتالي قد ال نكون قد وفينا لهذا الموضوع ما يستحق من البحث ،وبالتالي فان وفقت فمن
اهلل وٳن أخطأت فمن نفسي.
130
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
املــلــحــق
131
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
الئحة املراجع
أوال :املراجع باللغة العربية
-1الكتب
أ-الكتب العامة
132
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
ب-الكتب الخاصة
محمد عقد شراء فواتير الديون التجارية ،دار الجامعة الجديدة،
الطبعة األولى .1838
تنظيم الضمانات المنقولة بين المفهوم واألثر ،وفقا للقانون
رقم 331لسنة ،1831دار النهضة العربية ،الطبعة األولى .1831
فكرة رهن المنقول دون حيازة والحماية
القانونية له ،المركز العربي للنشر والتوزيع ،طبعة .1839
األسهم وتداولها في شركات المساهمة في القانون
الكويتي ،دار النهضة العربية القاهرة ،الطبعة األولى.3193 ،
التنفيذ على المنقول الضامن وفقا لقانون الضمانات المنقولة
رقم 331لسنة ،1831دون ذكر الطبعة.
شرط االحتفاظ بالملكية ،دار الجامعة الجديدة ،دون دكر
الطبعة .1881
عقد الفاكتورنغ ،المؤسسة الحديثة للكتاب الطبعة األولى
سنة .1881
احتفاظ البائع بملكية المبيع دراسة مقارنة ،منشورات
الحلي الحقوقية لبنان بيروت ،الطبعة األولى سنة .1833
134
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
-2األطروحات والرسائل
أ-األطروحات
ب -الرسائل
136
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
137
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
139
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
140
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
141
12.81 الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم
2019.
142
12.81 الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم
Les articles
Arthur Bertin, les sûretés résistantes à la procédure
collective en droit français٫ Article publié dans international
IMODIVE les Edition.
Les thèses
Aurora Ben Abida٫Les suretés mobilières sur les biens
incorporels proposition pour rénovation du système de la
sureté mobilière en France et Québec٫ thèse de doctorat٫
l’année de soutenance 2012٫université de Montréal.
143
12.81 الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم
145
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
الفهرس
الفقرة الثانية :الضمانات التي تدخل في حكم الضمانات املنقولة 18 .......................
أوال :بيع املنقول مع شرط الاحتفاظ بامللكية وحوالة الحق أو الدين 13 ....................
ثانيا :الائتمان الايجاري ،حوالة الديون املهنية ،وشراء الفاتورات 11 .......................
الفقرة ألاوى ::القيد في السجل الوطني الالكتروني للضمانات املنقولة 19 ...................
الفقرة الثانية :حجية القيد في السجل الوطني الالكتروني للضمانات املنقولة 93 ............
ثانيا :حجية قيد العمليات التي تدخل في حكم الضمانات املنقولة 91 ......................
الفصل الثاني :وكيل الضمانات املنقولة وجتديدات حتقيق الرهن 91 ........
املبحث ألاول :وكيل الضمانات املنقولة 91 .............................................
املطلب الثاني :تمييز وكالة الضمانات عن بعض العقود وانقضاء عقد الوكالة 18 ............
الفقرة ألاوى ::تمييز عقد وكالة الضمانات عن بعض العقود 18 ............................
147
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
املطلب الثاني :أثر فتح املساطر الجماعية عل :تأسيس الضمانات املنقولة 331 .............
الفقرة ألاوى ::مصير تأسيس الضمانات املنقولة خالل فترة الريبة 331 .....................
أوال :قاعدة بطالن الضمانات خالل فترة الريبة والاستثناءات الواردة عليها 331 .............
ثانيا :مصير الضمانات املنقولة موضوع الوعد بالرهن وشرط الاحتفاظ بامللكية 339 ........
أوال :أثر فتح املساطر عل :استبدال الضمانات املنقولة 311 ..............................
148
الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم 12.81
149