You are on page 1of 153

‫جامعة القاضي عياض‬

‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬


‫واالجتماعية ‪ -‬مراكش‬

‫ماسرت‪ :‬القانون العقاري والتوثيق‬

‫رسالة لنيل دبلوم املاس ر ي القانون اخلاص‬


‫ي موضوع‬

‫الضمانات املنقولة والتجديدات‬


‫الطارئة عليها وفقا للقانون ‪12.81‬‬

‫إشراف الدكتور‪:‬‬ ‫إجناز الطالب‪:‬‬


‫بوعبيد عباسي‬ ‫عبد العزيز مرشيد‬

‫أعضـاء جلنـة املناقشة‪:‬‬

‫الدكتور بوعبيد عباسي‪ :‬أستاذ التعليم العالي بكلية احلقو –مراكش‪ ..........‬رئيسا ومشرفا‬

‫الدكتور سليمان املقداد ‪ :‬أستاذ التعليم العالي بكلية احلقو –مراكش‪ .......................‬عضوا‬

‫الدكتور امحاد أيت ملهاوض ‪ :‬أستاذ التعليم العالي بكلية احلقو –مراكش‪ .................‬عضوا‬

‫السنة اجلامعية‪:‬‬
‫‪0202-0202‬‬
‫علْ َم لَنَا إِلَّا‬
‫س ْبحَانَكَ لَا ِ‬
‫قَالُوا ُ‬
‫مَا عَلَّ ْمتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْ َعلِيمُ‬
‫ا ْلحَكِيمُ‬

‫صدق اهلل العظيم‬


‫اآلية ‪ 20‬من سورة البقرة‬
‫أتوجه بصادق عبارات الشكر واالمتنان إلى فضيلة الدكتور‬
‫بوعبيد عباسي على تفضله بقبول اإلشراف على هذا الموضوع‪،‬‬
‫وعلى كل ما بذله من توجيهات نيرة لالرتقاء بهذا العمل إلى‬
‫المستوى المشرّف‪ ،‬كما أسأل اهلل العلي القدير أن يطيل عمره‬
‫ويرزقه أجر المتقين و العلماء و الصالحين في الدنيا واآلخرة‪.‬‬

‫كما أتقدم ببالغ الشكر إلى السادة األساتذة الكرام أعضاء‬


‫لجنة المناقشة‪ :‬الدكتور سليمان المقداد والدكتور احماد أيت‬
‫لمهاوض‪ ،‬الذين خصصوا وقتهم الثمين وتفضلوا بمناقشة هذا‬
‫البحث مساهمة منهم في تشجيع البحث العلمي‪.‬‬

‫والشكر موصول أيضا إلى أساتذتي األجالء الذين أثرونا‬


‫بمعرفتهم ووجهونا إلى السبيل األقوم طوال مشوارنا الدراسي‬
‫برحاب الكلية‪.‬‬

‫وإلى كل من ساهم في إنجاز هذا العمل من قريب‬


‫أو من بعيد‪.‬‬
‫إىل من قال فيهما اهلل عز وجل‬
‫"وقل رب ارمحهما كما ربياني صغريا"‬

‫سورة اإلسراء اآلية ‪42‬‬

‫إىل والدي العزيز‬


‫إىل والدتي احلنونة‬
‫إىل إخوتي األعزاء‪.‬‬
‫إىل من هلم علي حق االعرتاف باجلميل أساتذتي‬
‫األجالء‬
‫إىل كل أفراد عائليت‬
‫وأصدقائي األعزاء‪.‬‬
‫إىل كل من ساهم من قريب أو من بعيد يف‬
‫إجناز هذا البحث ‪.‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫يعتبر االئتمان عصب الحياة االقتصادية وقوامها في الوقت الراهن‪ ،‬فهو أحد الركائز‬
‫األساسية في تشجيع االستثمارات وازدهارها‪ ،‬ذلك أن الرفع من وثيرة االقتصاد رهين بوجود‬
‫استثمارات يلزم لقيامها توفر رؤوس أموال ضخمة‪ ،‬وهو األمر الذي يعجز المستثمرون في‬
‫كثير من األحيان عن توفيره‪ ،‬فيتم اللجوء إلى القروض‪ .‬هذا األخير ال يمكن للمؤسسة‬
‫البنكية أن تقدمه ألي كان‪ ،‬بل ينبني تقديمه على وجود ضمانات‪.‬‬

‫ولكي تتغلب المقاولة على التحديات والصعوبات التي يمكن أن تعترضها أثناء مزاولتها‬
‫لنشاطها‪ ،‬فهي تحتاج إلى الموارد المالية الكافية لذلك‪ ،‬فبالرغم من أنها تمتلك التمويل‬
‫الخاص بها‪ ،‬إال أنه ال يكون كافيا في أغلب األحيان‪.‬‬

‫فخاصية السرعة التي يتميز بها العمل التجاري‪ ،‬تلعب دو ار مهما في عمليات االئتمان‬
‫فالمقاولة ال يجب عليها أن تنتظر حتى تقوم ببيع منتجاتها للقيام بعمليات شراء المواد األولية‬
‫التي تحتاجها‪ ،‬بل تتوجه مباشرة إلى االقتراض وهذا ما نلمسه في واقعنا العملي من خالل‬
‫عدد عقود الرهون التي يتم تحريرها في هذا الشأن يوميا‪.‬‬

‫ومع تعاظم دور االئتمان وتزايد أهميته‪ ،‬بات من الضروري توفير وسائل حمايته بحيث‬
‫يكون أداة فعالة في تحقيق التقدم االقتصادي‪ ،‬والتنمية في أي مجتمع معاصر‪ .‬فعدم توفير‬
‫الحماية الفعالة والكافية للعمليات االئتمانية‪ ،‬قد يؤدي إلى مخاطر تهدد أي نظام اقتصادي‬
‫في أي دولة‪.‬‬

‫هذا وقد أصبحت فكرة أموال المدين ضمان عام لدائنيه‪ ،‬فكرة متجاوزة لعدة أسباب‬
‫منها‪ :‬أن المؤسسة الدائنة ال يمكنها أن تمول مقاولة بمبالغ ضخمة‪ ،‬وفي آخر المطاف تجد‬
‫نفسها تتزاحم مع عدة دائنين من أجل استيفاء حقها وبالتالي فهي بحاجة إلى نظام قانوني‬
‫متين يقوم بحمايتها من هذه المخاطر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫ونظ ار لقصور الضمان العام في حماية مؤسسات االئتمان من خطر عدم األداء‪ ،‬فإنها‬
‫باإلضافة إلى التنفيذ على الشيء المرهون‪ ،‬كانت تنفد على الشخص نفسه‪ .‬وبالتالي فقد‬
‫أصبحت تطلب أتناء قيام المدين بطلب التمويل ضمانات أخرى أكثر صالبة لكي تضمن‬
‫حقها في حالة توقف المدين عن األداء‪.‬‬
‫والضمانات كما هو معلوم تنقسم إلى صنفين فإما أن تكون ضمانات شخصية ومن‬
‫صورها الكفالة‪ :‬وهي التي يحتاجها المدين األصلي لتقوية مركزه االئتماني لدى المؤسسة‬
‫البنكية‪ ،‬بمعنى أن المدين باإلضافة إلى الشيء المرهون الذي يقدمه كضمان يقدم ذمة مالية‬
‫لشخص أخر بصفته الكفيل‪ .‬أما الصنف األخر من الضمانات فهو الضمانات العينية‬
‫وتصنف هي األخرى إلى ضمانات عينية‪ ،‬إحداها تقع على العقار وأخرى تقع على المنقول‪.‬‬
‫هذا واذا كانت المقاوالت الكبرى تلعب دو ار مهما في تطوير االقتصاد الوطني‪ ،‬فان‬
‫المقاوالت الصغرى والمتوسطة تلعب نفس الدور‪ .‬إال أنها لم تلقى في القوانين ما يسعفها‬
‫لتلعب الدور المنوط بها‪ ،‬وهو تحقيق التنمية خاصة القوانين المتعلقة بالضمانات المشجعة‬
‫على االئتمان وخاصة المنقولة منها‪.‬‬
‫والوضع االقتصادي اليوم يحتاج لتشجيع المقاولة من أجل أن تقوم بعملها على أحسن‬
‫وجه‪ ،‬فهي أساس تقدم الدول‪ ،‬ولتحقيق هذه الغاية البد من تسهيل ولوجها إلى التمويل عن‬
‫طريق رهن منقوالتها المتوفرة لديها‪ ،‬سواء تعلق األمر بالمنقوالت المادية أو المعنوية‪ .‬وألن‬
‫المقاولة تحتاج إلى هذه المنقوالت فيجب التوجه إلى إعادة تنظيم الرهون بدون حيازة‬
‫وتنظيمها تنظيما يحقق نوعا من االرتياح‪ ،‬سواء للمؤسسة مقدمة االئتمان أو للمقاولة المدينة‪.‬‬
‫وقد كان أول ظهور للعمليات االئتمانية التي يكون محلها ضمانات منقولة‪ ،‬بعد فرض‬
‫الحماية على المغرب‪،‬بموجب ظهير ‪ 3131/31/13‬والمتعلق ببيع المحالت التجارية‬
‫ورهنها⁽‪⁾1‬والذي أعطى للتجار إمكانية رهن محالتهم التجارية⁽‪.⁾2‬‬

‫⁽‪⁾1‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 91‬السنة الثالثة الصادرة بتاريخ ‪ 33‬يناير ‪.3131‬‬


‫⁽‪⁾2‬تم الغاء مقتضيات هذا الظهير بموجب القانون رقم ‪ 31.11‬بتنفيذ الطهير الشريف رقم ‪1.96.83‬صادر في ‪31‬‬
‫ربيع األول ‪ 3131‬الموافق ل (‪ 3‬غشت ‪ )3111‬والمتعلق بمدونة التجارة والمنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪1139 :‬‬
‫بتاريخ ‪ 1‬أكتوبر ‪ ،3111‬ص ‪ .1391‬إذ بموجب هذا القانون أصبحنا نتحدث عن رهن األصل التجاري وليس رهن‬
‫المحل التجاري‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫وبعد ذلك صدر ظهير ‪ 3139/89/11‬المتعلق برهن المحصوالت الفالحية⁽‪⁾1‬وقد تم‬


‫تعديله بظهير ‪ ⁾2⁽3111‬وبظهير‪⁾3⁽3111‬والذي مكن المزارعين أنداك من رهن‬
‫محصوالتهم الزراعية‪ ،‬أو الصناعية الناتجة عن الفالحة والمواشي والبهائم أو األدوات‬
‫الفالحية والتي تعد من المنقوالت دون أن يحوزها المرتهن‪ .‬وهذا ما نص عليه الفصل األول‬
‫من الظهير أعاله‪،‬خاصة إذا علمنا أن المزارع يحتاج إلى تمويل نشاطاته الفالحية دون‬
‫انتظار ما سيجنيه بعد بيع محصوله‪.‬‬

‫كما صدر الظهير الشريف المتعلق برهن المحصوالت الفالحية المملوكة للشركة‬
‫االتحادية للمستودعات والمطامير التعاونية الفالحية المغربية بتاريخ ‪⁾4⁽3111/81/11‬‬
‫وكان يسمح لهذه الشركة فقط دون غيرها من رهن المحصوالت الفالحية الموجودة بمخازنها‪،‬‬
‫وهو رهن بدون حيازة ويجب أال يتجاوز هذا الرهن مدة سنة قابلة للتجديد وهذا ما نص عليه‬
‫الفصل الرابع من الظهير‪.‬‬

‫وبتاريخ ‪ 3118/89/13‬صدر الظهير الشريف المتعلق برهن المحصوالت‬


‫المعدنية⁽‪ .⁾5‬كان هدفه هو رهن المعادن التي يتم استخراجها من باطن األرض‪ ،‬ويقع الرهن‬
‫على كمية موجودة مبين وزنها ومعين صنفها‪ ،‬من غير فصل المحصوالت المرهونة عن‬
‫سائر ما يملكه الراهن من المحصوالت‪ .‬وهذا ما نصت عليه الفقرة الثانية من الفصل األول‬
‫من الظهير أعاله وكان الغرض من هذا الرهن هو الحصول على التمويل الكافي لمواصلة‬
‫عمليات التنقيب‪.‬‬

‫⁽‪⁾1‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 193-198‬السنة السادسة الصادرة بتاريخ ‪31‬شتنبر‪.3139‬‬


‫‪.3111‬‬ ‫⁽‪⁾2‬ظهير ‪ 3111/81/81‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 3811‬بتاريخ ‪ 31‬غشت‬
‫فبراير‪.3111‬‬ ‫⁽‪⁾3‬ظهير ‪ 3111/83/81‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 3131‬بتاريخ ‪81‬‬
‫⁽‪⁾4‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 3898‬الصادرة بتاريخ ‪.3111/81/81‬‬
‫⁽‪⁾5‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 3111‬الصادرة بتاريخ ‪.3118/81/18‬‬

‫‪3‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫زيادة على هذا فقد عرف المغرب وألول مرة تنظيم الرهن الذي يقع على أدوات ومعدات‬
‫التجهيز بموجب الظهير الشريف الصادر بتاريخ ‪ .⁾1⁽3111/33/11‬والذي جاء في‬
‫فصله األول أن أداء قيمة اقتناء أدوات وأعتدة التجهيز المهني‪ ،‬يمكن أن يضمن سواء فيما‬
‫يخص البائع أو فيما يخص المقرض‪ ،‬الذي يسبق األموال الالزمة ألداء الثمن للبائع وذلك‬
‫برهن يقتصر على األدوات أو على االعتدة المشتراة فقط‪ .‬إال أنه وبصدور مدونة التجارة‬
‫المغربية سنة ‪ 3111‬ثم إلغاء مقتضيات هذا الظهير وحلت محله مقتضيات جديدة تم‬
‫التنصيص عليها في المواد من ‪ 111‬إلى ‪ 111‬من هذه المدونة‪.‬‬

‫وأمام تطور الحياة االقتصادية وعدم قدرة هذه الظهائر على مواكبة هذا التطور‪ ،‬قام‬
‫المشرع المغربي بتنظيم مجموعة من الرهون سواء تعلق األمر بالرهن الحيازي‪ ،‬ومن تطبيقاته‬
‫الرهن المنصب على البضائع المودعة بالمخازن العامة‪ .‬أو بالرهن دون التخلي عن الحيازة‬
‫ومن صوره رهن األصل التجاري ورهن أدوات ومعدات التجهيز فضال عن رهن بعض‬
‫المنتوجات والمواد‪ ،‬وذلك بموجب مدونة التجارة الصادرة سنة ‪.⁾2⁽3111‬‬

‫ورغم أن هذه الضمانات لها أهمية كبرى في حماية االئتمان فان مفعولها يبقى محدودا‬
‫في حصول المقاوالت على التمويل‪ .‬وذلك لكون الحياة االقتصادية عرفت تطو ار كبي ار سيما‬
‫إذا علمنا أن أغلب المقاوالت المغربية صغيرة أو متوسطة تجد صعوبة في اللجوء للضمانات‬
‫العينية لعدم توفرها على عقارات تكون محال للضمان‪.‬‬

‫زيادة على ذلك فالنظام القانوني المتعلق بالضمانات‪ ،‬لم يساير التطور الذي عرفته‬
‫الضمانات المنقولة‪ ،‬فاإلضافة إلى المنقوالت المادية نجد ضمانات منقولة معنوية يمكن أن‬
‫تكون هي األخرى محال لعقد الضمان‪.‬‬

‫⁽‪⁾1‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 1181‬الصادرة بتاريخ ‪.3111/31/19‬‬


‫⁽‪ ⁾2‬القانون رقم ‪ 31.11‬بتنفيذ الظهير الشريف رقم ‪1.96.83‬صادر في ‪ 31‬ربيع األول ‪ 3131‬الموافق ل‬
‫(‪ 3‬غشت ‪ )3111‬والمتعلق بمدونة التجارة والمنشور بالجريدة الرسمية عدد‪ 1139 :‬بتاريخ ‪ 1‬أكتوبر ‪،3111‬‬
‫‪.1391‬‬

‫‪4‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫أضف إلى هذا فالمؤسسات البنكية ال تمنح القروض إلى المستثمر الذي يملك مقاولة‬
‫صغيرة أو متوسطة‪ ،‬إال إذا قدم ضمانات كافية تضمن لها استخالص ديونها في حالة عدم‬
‫الوفاء بالتزاماتها‪ ،‬وهذا األمر من الصعوبة بمكان سيما إذا علمنا أن أغلب هذه المقاوالت‬
‫لها رؤوس أموال صغيرة وال تمتلك في غالب األمر على عقارات‪ ،‬بل على بعض المنقوالت‬
‫التي تحتاجها لمزاولة نشاطها‪.‬‬

‫ووعيا من المشرع المغربي للدور الذي يمكن أن تلعبه هذه المقاوالت‪ ،‬فقد بادر إلى‬
‫إخراج قانون الضمانات المنقولة⁽‪ ⁾1‬إلى الوجود‪ ،‬من أجل فتح المجال أمامها لتطلب وتستفيد‬
‫من التمويل‪ .‬ويعتبر هذا القانون قفزة نوعية في مجال الضمانات‪ ،‬وذلك من أجل مساعدة‬
‫المقاوالت الصغيرة والمتوسطة على الولوج إلى االئتمان‪ ،‬من خالل رهن أصولها المنقولة‬
‫المتوفرة لديها‪.‬‬

‫والباحث في هذا الميدان سيقف على جملة من المستجدات التي جاء بها هذا القانون‪،‬‬
‫سواء التجديدات التي أدخلها المشرع على الرهن الحيازي أو تلك المتعلقة بتنظيم الرهن دون‬
‫التخلي عن الحيازة‪ .‬وقد أعطى هذا األخير لهذا التنظيم درجة قصوى من األهمية ابتداء من‬
‫إبرام عقد الضمان إلى حين تحقيقه في حالة عدم الوفاء‪.‬‬

‫ومن التجديدات التي جاء بها القانون رقم ‪ 39.13‬تلك المرتبط منها بتسهيل إنشاء‬
‫الضمانات المنقولة‪ ،‬وبصفة خاصة الرهون بدون حيازة‪ ،‬وتبسيط المساطر المتعلقة بها‪،‬‬
‫واقرار حجيتها‪ ،‬وتقليص اجالها‪ ،‬وحفظ حقوق أطرافها‪.‬‬

‫أما على مستوى الرهون المستحدثة فقد قام المشرع المغربي من خالل هذا القانون‬
‫بإضافة بعض الرهون الجديدة خاصة الرهون بدون حيازة ويتعلق األمر برهن الدين‪ ،‬ورهن‬

‫⁽ ⁾القانون رقم ‪ ، 39.13‬المتعلق بالضمانات المنقولة ‪ ،‬تنفيذ ظهير شريف رقم ‪ ، 3.31.11‬صادر في ‪ 33‬من‬
‫‪1‬‬

‫شعبان ‪( 3118‬أبريل ‪ ، )1831‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 1113،‬بتاريخ ‪ 31‬شعبان ‪ ،3118‬الموافق ل ‪11‬‬
‫أبريل ‪.1831‬‬

‫‪5‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫الحساب البنكي‪ ،‬زيادة على رهن حساب السندات‪ .‬كما قام المشرع المغربي وألول مرة بجعل‬
‫الملكية تلعب دو ار مهما في الضمان ويتعلق األمر ببيع المنقول مع شرط االحتفاظ بالملكية‪.‬‬

‫واذا كان المنقول في الرهن الحيازي ينتقل إلى الدائن المرتهن فإن األمر عكس ذلك في‬
‫الرهن بدون حيازة‪ ،‬وهذا األمر قد يضر بمصالح الدائن إذ قد يقدم المدين على التصرف في‬
‫الشيء المرهون‪ ،‬لذا قام المشرع المغربي وبموجب قانون الضمانات المنقولة على التنصيص‬
‫على مجموعة من القواعد تلزم المدين بالحفاظ على الشيء المرهون وحماية حقوق الدائن‬
‫المرتهن‪.‬‬

‫هذا والكتساب رهن المنقول دون التخلي عن الحيازة لحجيته في مواجهة األغيار‪ ،‬نجد‬
‫بين مواد هذا القانون مؤسسة جديدة‪ ،‬يتم من خاللها إشهار الضمانات المنقولة باإلضافة إلى‬
‫الضمانات التي تدخل في حكمها‪ ،‬وهي مؤسسة السجل الوطني االلكتروني للضمانات‬
‫المنقولة‪.‬‬

‫ونظ ار للصعوبات التي كانت تعترض الدائن في حالة عدم وفاء المدين بالتزاماته‪،‬‬
‫وأتناء مباشرة التحقيق على الشيء المرهون‪ ،‬عمل المشرع من خالل القانون الجديد على‬
‫تجاوز كل المعيقات التي كان الدائن يواجهها‪ ،‬بدأ بتبسيط مسطرة تحقيق الرهن باالكتفاء‬
‫بمسطرتي اإلنذار والتعرض عليه‪ ،‬وٳنتهاء بتوسيع آليات تحقيقه‪.‬‬

‫هذا وقد تم تعزيز تمثيلية الدائنين من خالل إحداث مهمة وكيل الضمانات‪ ،‬هذا االخير‬
‫تربطه بالدائنين عالقة تعاقدية من خاللها ينوب عنهم ويقوم مقامهم في تأسيس الضمانات‬
‫المنقولة وتقييدها وكذا تحقيقها لفائدتهم‪.‬‬

‫وعموما يمكن القول إن المشرع المغربي وٳن تأخر في إخراج قانون الضمانات المنقولة‬
‫إلى الوجود‪ ،‬وذلك على عكس المشرع الفرنسي الذي أدخل عدة تعديالت جوهرية على نظام‬
‫الضمانات العينية بموجب األمر المؤرخ في ‪ 11‬مارس ‪ ،1881‬والمشرع المصري الذي‬
‫قام بدوره بتنظيم قانون الضمانات المنقولة بمقتضى القانون رقم ‪ 331‬لسنة ‪ .1831‬فانه‬

‫‪6‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫جاء بتجديدات مهمة تتعلق بالضمانات المنقولة‪ ،‬والتي من شأنها أن تدفع المقاوالت‬
‫الصغرى والمتوسطة إلى اللجوء إلى األبناك من أجل طلب التمويل‪.‬‬

‫يعتبر موضوع الضمانات المنقولة من المواضيع ذات األهمية بمكان‪ ،‬فإذا نظرنا إليه‬
‫من الجانب القانوني فهو يعتبر من القوانين الجديدة في الساحة القانونية‪ ،‬وله حمولة وازنة‬
‫وقد جاء إلغناء المنظومة القانونية ببالدنا من أجل تنظيم مجال الرهون التي تقع على‬
‫المنقوالت‪ ،‬خاصة إذا علمنا أن النصوص القانونية الموجودة لم تكن تسعف أصحاب‬
‫المقاوالت الصغرى والمتوسطة للولوج إلى التمويل‪.‬‬

‫أما من الناحية العملية فان هذا القانون سيتيح للمقاولة إمكانية رهن أموالها المنقولة‬
‫المادية والمعنوية‪ ،‬خاصة رهن المنقول بدون حيازة والذي يتيح للمقاولة إستعمال منقوالت‬
‫تحتاجها في ممارسة نشاطها االقتصادي‪ .‬أما بالنسبة للدائن فقد أصبح بإمكانه تحقيق‬
‫الضمانات المنقولة بواسطة طرق أخرى باإلضافة إلى البيع القضائي‪ :‬إد أصبح بإمكانه‬
‫تملك ا لشيء المرهون تملكا قضائيا أو تعاقديا كما أصبح بإمكانه بيع الشيء المرهون بيعا‬
‫رضائيا‪.‬‬

‫أما أهمية الموضوع اقتصاديا فهي السبب الرئيسي في إخراج هذا القانون إلى حيز‬
‫الوجود‪ ،‬فهناك دائما عالقة مباشرة بين القانون والتنمية‪ .‬وبالتالي فالقانون الجديد سيؤثر ال‬
‫محالة على مناخ األعمال وسيشجع على التنافسية بين المقاوالت وسنرى في المستقبل‬
‫القريب عددا من المقاوالت الصغيرة ستخرج إلى الوجود وبالتالي تشغيل مجموعة من‬
‫العاطلين عن العمل‪.‬‬

‫تعددت األسباب التي دفعتني الختيار هذا الموضوع منها ما هو قانوني متعلق بالبحث‬
‫العلمي باعتباري باحث في المجال القانوني يجب أن أكون على إطالع بجميع المستجدات‬

‫‪7‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫القانونية‪ ،‬وباعتبار قانون الضمانات المنقولة من هذه المستجدات المهمة ببالدنا كان من‬
‫الضروري محاولة دراسة هذا القانون وتسليط الضوء على أبرز مستجداته‪ .‬زيادة على هذا‬
‫فموضوع الضمانات المنقولة مرتبط بمجال عملي وهو التوثيق‪ ،‬مما دفعني لدراسة هذا‬
‫القانون للوقوف على أبرز التجديدات التي جاء بها المشرع‪.‬‬

‫لقد كانت المنظومة القانونية المتعلقة بالضمانات المنقولة المعمول بها سابقا‪ ،‬تتميز‬
‫بتنظيم نوع واحد من الرهون وهو الرهن الحيازي للمنقول‪ ،‬فضال عن تنظيم بعض صور رهن‬
‫المنقول دون التخلي عن الحيازة في مدونة التجارة‪ ،‬كرهن األصل التجاري ورهن أدوات‬
‫ومعدات التجهير ورهن بعض المنتوجات والمواد‪.‬‬

‫هذه المنظومة كانت تعتريها بعض مكامن النقص سواء أثناء إبرام عقد الضمانات‬
‫والذي كان يتسم بطول اإلجراءات الشكلية‪ ،‬أو تعلق األمر بالتنفيذ على الشيء المرهون مما‬
‫يجرد الضمانات المنقولة من قيمتها القانونية‪ ،‬هذا الوضع كان يدفع مؤسسات االئتمان إلى‬
‫طلب ضمانات أخرى شخصية وكذا فرض شروطها التعسفية على المدين‬

‫ومع صدور قانون الضمانات المنقولة حاول المشرع من خالله أي يم أ مكامن هذا‬
‫النقص من خالل تبسيط إجراءات إنعقاد وتحقيق عقد الرهن‪ .‬لكن اإلشكال الذي يمكن أن‬
‫نطرحه بهذا الخصوص هل استطاع المشرع من خالل هذا القانون تحقيق الغاية األهم من‬
‫صدوره وهي فتح المجال لكافة المقاوالت من أجل الحصول على التمويل و خلق تنافسية‬
‫بينها؟ سيما إذا علمنا أن هناك مقاوالت كبرى قد تأثر على المؤسسات البنكية من خالل‬
‫فرض شروطها عليها‪ ،‬وذلك لما لها من قوة اقتصادية ومعرفية مما يضر ال محالة بمبدأ‬
‫التنافسية‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫وارتباطا بهذا اإلشكال يمكن طرح مجموعة من التساؤالت الفرعية منها‪:‬‬

‫‪-‬ماهي شكليات إبرام عقد الضمانات المنقولة؟‬

‫‪-‬هل توفق المشرع في تنظيم رهن المنقول دون التخلي عن الحيازة؟‬

‫‪-‬هل نظم المشرع شرط االحتفاظ بالملكية تنظيما مكتمال؟‬

‫‪-‬ماهي الضمانات القانونية التي يوفرها قانون الضمانات المنقولة لفائدة الدائن؟‬

‫‪-‬ما هي الحماية القانونية المقررة لفائدة المدين؟‬

‫‪-‬ما الغاية من إحداث السجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة؟‬

‫‪-‬ما مصير الضمانات المنقولة أتناء فتح المساطر الجماعية؟‬

‫سنحاول في هذا البحث اعتماد المنهج التحليلي من خالل محاولة تحليل النصوص‬
‫القانونية التي تم التنصيص عليها ألول مرة في هذا القانون الجديد‪ .‬كما سنعتمد على المنهج‬
‫المقارن كلما تطلب األمر ذلك من خالل مقارنة نصوص القانون الجديد بالقانون الفرنسي‪،‬‬
‫وبعض قوانين البالد العربية لمحاولة الوقوف على أوجه االختالف والتشابه بينهما ومن تم‬
‫تحديد مميزات القانون المغربي‪.‬‬

‫قام المشرع من خالل القانون الجديد بإعادة صياغة أحكام الضمانات المنقولة إذ عمل‬
‫على تبسيط إجراءات إبرام عقد الرهن‪ ،‬كما أحدث سجل وطني إلكتروني للضمانات المنقولة‬
‫من خالله يتم إشهار الرهون دون التخلي عن الحيازة‪.‬‬

‫ولتقوية مركز تمثيلية الدائنين قام المشرع بإحداث مهمة وكيل الضمانات هذا األخير‬
‫يقوم بإبرام عقد الضمانات وتحقيقها نيابة عن الدائنين‪ ،‬ولتبسيط إجراءات تحقيق الرهن جاء‬
‫المشرع بمجموعة من اآلليات الجديدة لتحقيق هذه الغاية‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫وتبعا لما تقدم سنحاول في هذه الرسالة أن نتطرق في الفصل األول إلى البحث عن‬
‫ماهية الضمانات المنقولة وانشاؤها‪ ،‬بينما سنعرض في الفصل الثاني إلى دراسة وكيل‬
‫الضمانات وتجديدات تحقيق الرهن‪.‬‬

‫وهكذا نتناول هذا الموضوع وفقا للتصميم االتي‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬ماهية الضمانات المنقولة وانشاؤها‬

‫الفصل الثاني‪ :‬وكيل الضمانات وتجديدات تحقيق الرهن‬

‫‪10‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫الفصل األول‬

‫ماهية الضمانات املنقولة وإنشاؤها‬

‫إن الهدف من وراء قيام المشرع المغربي من إخراج قانون الضمانات المنقولة هو‬
‫تشجيع المقاوالت الصغرى والمتوسطة على الولوج الى التمويل‪ ،‬وهكذا أمر ال يمكن الوصول‬
‫إليه إال من خالل سن قوانين جديدة وتعديل بعضها لمواكبة التطور االقتصادي‪ .‬وبالتالي فقد‬
‫سعى المشرع إلى تبسيط إجراءات إبرام عقد الضمانات المنقولة‪ ،‬وذلك من خالل إعطاء‬
‫الحرية ل أطراف في اختيار نوع المحرر أثناء كتابة العقد‪ .‬وكذا االكتفاء ببعض البيانات‬
‫اإللزامية التي يجب إدراجها فيه‪.‬‬

‫زيادة على هذا فقد نظم المشرع وألول مرة رهن المنقوالت دون التخلي عن الحيازة في‬
‫صلب القانون المدني‪ ،‬مع التنصيص على ضرورة إشهار هذا النوع من الرهون بالسجل‬
‫الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة المحدث لهذه الغاية‪.‬‬

‫لهذه ارتأينا في هذا الفصل أن نبحث عن ماهية الضمانات المنقولة وانشاؤها‬


‫(المبحث األول) تم بعد ذلك سنتحدث عن طرق إشهارها في السجل الوطني االلكتروني‬
‫للضمانات المنقولة (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫املبحث األول‪ :‬ماهية الضمانات املنقولة‬


‫تعتبر الضمانات المنقولة من أهم الضمانات التي تمكن المدين من الحصول على‬
‫التمويل الالزم لتسيير نشاطاته االقتصادية‪ ،‬وذلك عن طريق رهنها لفائدة الدائن المرتهن‪،‬‬
‫لذلك سنقوم في هذا المبحث بتعريف الضمانات المنقولة وتصنيفاتها (المطلب األول) تم بعد‬
‫ذلك سنتطرق إلى المنقوالت التي يشملها الضمان (المطلب الثاني)‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تعريف الضمانات املنقولة وتصنيفاتها‬
‫إن عبارة الضمانات المنقولة عبارة مركبة من كلمتين الضمانة والمنقول لذا سنقوم في‬
‫هذا المطلب بتعريف كل من الضمانة والمنقول (الفقرة األولى) ثم سنحاول إبراز تصنيفات‬
‫الضمانات المنقولة (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬تعريف الضمانة واملنقول‬
‫في البداية يجب تحديد المقصود بالضمانة (أوال) ثم بعد ذلك سنحاول إعطاء تعريف‬
‫للمنقول (ثانيا)‪.‬‬

‫بداية يجب القول إن المشرع المغربي لم يعرف الضمانة وانما أشار في الفصل‬

‫‪ 3113‬من ظهير االلتزامات والعقود على أن "أموال المدين ضمان عام لدائنيه ‪."....‬‬

‫والضمانة أو التامين »‪"La sureté‬أصلها التيني"‪"Securitas‬وتعني األمان مع‬


‫وجود الثقة وهو مفهوم رئيسي في مجالين مرتبطين‪ ،‬األول األوراق المالية والتاني‬
‫االئتمان⁽‪.⁾1‬‬

‫وقد عرف البعض الضمان بكونه عقد رهن يكون محله منقوال ويخصص للوفاء بالدين‬
‫المضمون‪ ،‬وبموجبه يتقدم الدائن على غيره في المرتبة في اقتضاء حقه من هذا المال‬

‫⁽‪⁾1‬أنظر ‪:‬‬
‫‪André Bryneel-Marie stranart:Les suretés, première édition, 1983, p.8.‬‬

‫‪12‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫المنقول⁽‪ .⁾1‬أما األستاذة حياة حجي فقد اعتبرت الضمانات بمثابة آليات قوية يمنحها المدين‬
‫إلى الدائنين اللذين يقدمون له االئتمان‪ ،‬الذي هو بحاجة إليه وذلك حتى يتمكنوا من ضمان‬
‫استيفاء الديون المستحقة لهم⁽‪.⁾2‬‬

‫وبهذا يمكن القول إن الضمانة‪ :‬هي وسيلة من الوسائل التي يمنحها المدين لدائنه‬
‫عندما يقترض منه ماال معينا‪ ،‬وتمكن هذا األخير من تأمين الديون المستحقة له‪ ،‬في‬
‫مواجهة المدين وهذه الضمانات يمكن أن تكون قانونية‪ ،‬قضائية أو اتفاقية‪.‬‬

‫وقبل ختام هذه النقطة يجب اإلشارة إلى مسألة مهمة وهي التمييز بين الضمانة والتأمين‪،‬‬
‫بداية يجب اإلشارة إلى أن المشرع المغربي إستعمل عبارة التأمينات المنقولة" ‪les‬‬
‫‪ "sûretés mobiliers‬أتناء تنظيمه للقانون رقم ‪ 39.13‬بصيغته الفرنسية⁽‪ ،⁾3‬بينما‬
‫إستعمل عبارة "الضمانات المنقولة" في صيغته العربية‪.‬‬

‫لذا قد يتبادر إلى األذهان أن مصطلح التأمين مرادف للضمان‪ ،‬لكن األمر عكس ذلك‬
‫بحيث إن فكرة الضمانات أوسع من فكرة التأمينات فقانون التأمينات أنشئ كفرع مستقل‪،‬‬
‫وأغلب التشريعات نظمته في صلب القانون المدني‪ ،‬بينما الضمانات لم تنحصر في فرع‬
‫معين من فروع القانون‪ ،‬وانما نجد أن هناك أنظمة قانونية في قانون االلتزامات والعقود‬

‫⁽‪⁾1‬سعيد حسين علي‪ ،‬تنظيم الضمانات المنقولة بين المفهوم واألثر‪ ،‬وفقا للقانون رقم ‪ 331‬لسنة ‪ 1831‬دار النهضة‬
‫العربية الطبعة األولى‪ 1831 ،‬ص ‪.11-11‬‬
‫⁽‪ ⁾2‬حياة حجي‪ ،‬نطام الضمانات وقانون صعوبات المقاولة دراسة مقارنة‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون الخاص‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية الرباط‪ ،‬جامعة محمد الخامس السويسي‪ ،‬السنة الجامعية ‪1838-1881‬‬
‫ص‪.31‬‬
‫⁽‪⁾3‬أنظر‪:‬‬
‫‪Dahir n° 1-19-76 du 11 Chabane 1440 (17 avril 2019) portant promulgation de la loi n° 21-‬‬
‫‪18 relative aux sûretés mobilières, bulletin officiel N°6840 (19-12-2019).‬‬

‫‪13‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫والقانون التجاري تقوم على تحقيق وظيفة الضمان وبناء على ذلك فإن كل تأمين فهو‬
‫ضمان‪ ،‬لكن ليس كل ضمان هو تأمين⁽‪.⁾1‬‬

‫بالرجوع إلى مدونة الحقوق العينية‪ ،‬لم نجد تعريفا للمنقول‪ ،‬لكنها عرفت العقار‬
‫بالطبيعة في المادة ‪ 1‬بقولها " العقار بطبيعته هو كل شيء مستقر بحيزه تابت فيه ال يمكن‬
‫نقله من دون تلف أو تغيير في هيئته"‪ .‬وبمفهوم المخالفة فان المنقول هو كل شيء غير‬
‫مستقر في حيزه وغير تابت فيه واذا قمنا بنقله من مكانه فال يحدث أي تغيير في هيأته‪.‬‬
‫لكن البد من اإلشارة أن هناك منقوالت تصبح عقارات بالتخصيص عندما يضعها‬
‫مالكها في عقاره خدمة لهذا األخير‪ ،‬كما توجد عقارات تصبح منقوالت بحسب المآل‬
‫كاألشجار مثال عندما يتم تقطيعها فتصبع أعمدة من الخشب أو الماء الموجود بالمجاري‬
‫عندما يتم وضعه في قارورات‪.‬‬
‫وبذلك يعتبر المنقول كل شيء يمكن نقله من موقعه دون تلف سواء ثم هذا النقل‬
‫بكيفية طبيعية كالحيوان أم كان النقل يحتاج إلى تدخل قوة خارجية كالسيارات والسفن‪،‬‬
‫ويعتبر من المنقوالت الحيوانات‪ ،‬الطيور‪ ،‬المأكوالت والسفن الحربية والطائرات وأجهزة الراديو‬
‫والتلفزة⁽‪ .⁾2‬ويشمل المنقول كذلك النقود‪ ،‬والمكياالت والموزونات وغيرها⁽‪ .⁾3‬ويمكن أن يكون‬
‫المنقول ماديا أو معنويا ويمكن أن يستخدم من أجل تحقيق االئتمان⁽‪.⁾4‬‬

‫⁽‪ ⁾1‬محمد العلواني‪ ،‬التمييز بين مفهوم التأمين و الضمان من خالل التعليق على حكم للمحكمة التجارية بالرباط عدد ‪111‬‬
‫مؤرخ بتاريخ ‪ 1881/81/31‬ملف عدد ‪ ،1883/119/1‬المجلة المغربية للقانون واالقتصاد‪ ،‬العدد ‪،1838 ، 1‬‬
‫ص ‪.311‬‬
‫⁽‪⁾2‬إدريس الفاخوري‪ ،‬الحقوق العينية وفقا للقانون ‪ ، 89-11‬دار نشر المعرفة ‪ ،‬طبعة ‪ 1831‬ص‪.1‬‬
‫⁽‪⁾3‬سهام عبد الرزاق مجلي السعيدي‪ ،‬فكرة رهن المنقول دون حيازة والحماية القانونية له‪ ،‬المركز العربي للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫طبعة ‪ 1839‬ص‪.18‬‬
‫⁽‪⁾4‬أنظر ‪:‬‬
‫‪Sofiane Ben Messaoud, les garanté des crédits bancaires une étude‬‬
‫‪comparé, mémoire en vue de l’obtention de diplôme du magister en droit‬‬
‫‪comparé, université d’orane années 1831-2013,page 174.‬‬

‫‪14‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫ونظ ار ل أهمية التي تحتلها الضمانات المتعلقة بالمنقوالت‪ ،‬ضمن تقنيات االئتمان‪ ،‬فقد‬
‫عمل المشرع المغربي على تنظيمها بموجب نصوص قانونية متعددة⁽‪ .⁾1‬خاصة إذا علمنا‬
‫أن رهن المنقول يسمح للمدين بتقديم ضمانات للدائن مع بقائه المالك المباشر للشيء‬
‫المرهون⁽‪.⁾2‬‬

‫ووعيا منه كذلك بالصعوبات التي تعترض المقاوالت الصغيرة والمتوسطة في الحصول‬
‫على التمويل‪ ،‬في ظل التطور الحاصل في الميدان التجاري كان من الضروري البحث عن‬
‫سبل جديدة ومبتكرة لتقوية مركز هذه المقاوالت‪ ،‬وتعزيز قدرتها التفاوضية خاصة من خالل‬
‫تمكينها من تقديم أصولها المنقولة بهدف الرفع من قدرتها التمويلية⁽‪.⁾3‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تصنيفات الضمانات املنقولة‬
‫رهن المنقول يمكن أن يكون حيازيا (أوال) كما يمكن أن يكون رهنا دون التخلي عن‬
‫الحيازة (تانيا)‪.‬‬

‫لقد نظم المشرع المغربي الرهن الحيازي للمنقول في الفصول من ‪ 3318‬من ظهير‬
‫االلتزامات والعقود إلى الفصل ‪ 3118‬من نفس القانون‪ ،‬كما نظمت لنا مدونة التجارة‬
‫المغربية الرهن الحيازي للمنقول من المادة ‪ 111‬إلى المادة ‪ .118‬وبالتالي سنقوم بتعريف‬
‫الرهن الحيازي الوارد على المنقول‪ ،‬سواء تعلق األمر بالرهن العادي أو التجاري ثم سنتطرق‬
‫إلى أنواع الرهون الحيازية التي تقع على المنقول‪.‬‬

‫⁽‪-⁾1‬الياس العمراني ‪ ،‬نظام الضمانات المنقولة وفق القانون رقم ‪ ، 39.13‬رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون الخاص‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية جامعة موالي إسماعيل مكناس ‪ ، 1818-1831‬ـص‪.1‬‬
‫⁽‪⁾2‬أنظر ‪:‬‬
‫‪Fôex Bénedit, Le contrat du gage mobilier, 1 Edition 1997, page 31‬‬
‫⁽‪-⁾3‬مذكرة تقديمية لمشروع القانون رقم ‪ 39.13‬المتعلق بالضمانات المنقولة‪ ،‬و ازرة العدل وو ازرة االقتصاد والمالية المملكة‬
‫المغربية ‪ ،‬ص ‪.3‬‬

‫‪15‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫‪-1‬تعريف الرهن الحيازي للمنقول‬

‫لقد عرف لنا المشرع المغربي الرهن الحيازي في الفصل ‪ 3318‬من ظهير االلتزامات‬
‫والعقود بقوله "بأنه عقد بمقتضاه يخصص المدين أو أحد من الغير يعمل لمصلحته شيئا‬
‫لضمان التزام والذي يقتضي التخلي عن حيازة الشيء محل الرهن الحيازي"⁽‪ ⁾1‬من خالل هذا‬
‫التعريف يمكن القول إن الرهن الحيازي للمنقول هو عقد بمقتضاه يمنح المدين منقوال في‬
‫ملكيته لفائدة الدائن لضمان التزام معين‪ ،‬هذا األخير يخول للدائن الحق في حبس الشيء‬
‫المرهون إلى حين تمام الوفاء⁽‪.⁾2‬‬

‫أما الرهن الحيازي التجاري فإنه عقد يضع بمقتضاه المدين منقوال في حيازة دائنه أو‬
‫حيازة شخص أخر ضمانا للوفاء بدين تجاري‪ ،‬ويمنح للدائن حق استيفاء دينه من المال‬
‫باألسبقية على جميع الدائنين اآلخرين إذا لم يف له به المدين⁽‪ ،⁾3‬وهذا ما تنص عليه المادة‬
‫‪ 111‬من مدونة التجارة⁽‪ ⁾4‬عندما أحالت على المقتضيات العامة المنصوص عليها في‬
‫ظهير االلتزامات والعقود‪ .‬وهكذا يمكن القول إن المدين يجوز له أن يجرد نفسه من كل‬
‫ممتلكاته أو جزء منها بعدة طرق‪ ،‬وفي كل مرة‪ ،‬ليمنح ضمانة لدائنيه⁽‪.⁾5‬‬

‫وبالتالي فالرهن الحيازي هو اتفاق بين كل من المدين والدائن على تسليم شيء لهذا‬
‫األخير يتم بموجبه تخويل الدائن حق حبس الشيء إلى حين استيفاء دينه⁽‪ .⁾6‬أما المشرع‬

‫⁽‪⁾1‬لقد تم نسخ وتعديل الفصل ‪ 3318‬بموجب المادة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ 39.13‬المتعلق بالضمانات المنقولة‬
‫⁽‪⁾2‬الفصل ‪ 3391‬من ظهير االلتزامات والعقود‪.‬‬
‫⁽‪⁾3‬بوعبيد عباسي‪ ،‬العقود التجارية ‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش الطبعة األولى ‪ ،1831‬ص ‪.11‬‬
‫⁽‪⁾4‬ثم تعديل المادة ‪ 111‬من مدونة التجارة بموجب المادة ‪ 9‬من القانون رقم ‪ 39.13‬المتعلق بالضمانات المنقولة‬
‫⁽‪⁾5‬أنظر ‪:‬‬
‫‪Philippe Simler-Philipe Delebecque, Droit civil les suretés la publicité‬‬
‫‪foncière, Dalloz, 6éme édition, 2012, N°597,page 192 .‬‬
‫⁽‪⁾6‬حياة حجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪16‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫الفرنسي فقد أصبح يميز بين رهن المنقوالت المادية ‪ Le gage‬ورهن المنقوالت المعنوية‬
‫‪ Le nantissement‬وذلك بموجب األمر الصادر في ‪ 11‬مارس⁽‪.⁾1‬‬

‫وبالرجوع إلى المادة ‪ 1111‬من القانون المدني الفرنسي نجدها تعرف لنا الرهن‬
‫الحيازي المنصب على المنقوالت المادية بقولها "أن رهن المنقول المادي هو اتفاق يمنح‬
‫بموجبه منشئ الرهن لدائنه حق األفضلية في الوفاء على باقي الدائنين على المال المنقول‬
‫أو على مجموعة من األموال المنقولة المادية الحالة منها والمستقبلية"⁽‪.⁾2‬‬

‫أما الرهن الحيازي الوارد على المنقوالت المعنوية فقد نصت عليه المادة ‪ 1111‬من‬

‫القانون المدني الفرنسي بأنه "تخصيص مال منقول غير مادي أو مجموعة من األموال الغير‬

‫المادية لغاية الضمان سواء كانت حالية أو مستقبلية"⁽‪.⁾3‬‬

‫في حين أن المشرع المصري عرف عقد الرهن الحيازي في المادة ‪ 3811‬من القانون‬
‫المدني المصري‪ ،‬بقوله إن الرهن الحيازي عقد به يلزم شخص ضمانا لدين عليه أو غيره أن‬
‫يسلم إلى الدائن أو إلى أجنبي يعينه المتعاقدان‪ ،‬شيئا يرتب عليه الدائن حقا عينيا يخوله‬
‫حبس الشيء إلى حين استيفاء الدين‪ ،‬أو يتقدم الدائنين العاديين والدائنين التاليين له في‬
‫المرتبة في اقتضاء حقه من ثمن هذا الشيء في أي يد يكون‪.‬‬

‫⁽‪ ⁾1‬محمد العلواني‪ ،‬المالمح الجديدة للتأمينات العينية في القانون الفرنسي‪ ،‬مقال منشور بمجلة الحقوق‪ ،‬العدد ‪31-31‬‬
‫سنة ‪ ،1831‬ص ‪.13‬‬
‫⁽‪⁾2‬أنظر ‪:‬‬
‫‪L’article 2333 code civil française "Le gage est une convention par laquelle‬‬
‫‪le constituant accorde à un créancier le droit de se faire payer par préférence‬‬
‫‪à ses autres créanciers sur un bien mobilier ou un ensemble de biens‬‬
‫‪mobiliers corporels, présents ou futurs".‬‬
‫⁽‪⁾3‬أنظر ‪:‬‬
‫‪L’article 2355 code civile français "Le nantissement est l'affectation, en‬‬
‫‪garantie d'une obligation, d'un bien meuble incorporel ou d'un ensemble de‬‬
‫‪biens meubles incorporels, présents ou futurs".‬‬

‫‪17‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫من خالل هذه التعريفات يمكن القول إن الغاية من الرهن الحيازي هي ضمان حق‬
‫الدائن في استيفاء دينه في حالة عدم رغبة المدين في األداء‪ ،‬وذلك باألولوية عن باقي‬
‫الدائنين عن طريق حبس الشيء المرهون وبيعه بالمزاد العلني‪.‬‬

‫والمالحظ أن المشرع المغربي قد أغفل أثناء تعريفه للرهن الحيازي اإلشارة إلى مسألة‬
‫مهمة تتعلق بإمكانية أن يكون الشيء المرهون محال لمجموعة من الرهون الحيازية وذلك‬
‫على عكس المشرع الفرنسي الذين نص على هذه اإلمكانية سواء تعلق األمر برهن المنقوالت‬
‫المادية أو المعنوية‪ .‬لكن ال يفوتنا القول إن المشرع أشار إلى ذلك في الفقرة األخيرة من‬
‫الفصل ‪ 3311‬من ظهير االلتزامات والعقود‪.‬‬

‫والغرض من الحيازة حسب بعض الفقه أنه كلما انتقلت إلى الدائن المرتهن تمكن هذا‬
‫األخير من حبس العين المرهونة الى حين استيفاء حقه‪ ،‬وتمكن أيضا من مباشرة دوره كدائن‬
‫مرتهن فيستطيع أن يحافظ على العين المرهونة‪ ،‬وأن يديرها ويحاسب الراهن على كل ذلك‬
‫إلى أن ينتهي الرهن فيردها إلى مالكها⁽‪.⁾1‬‬

‫‪-2‬تطبيقات الرهن الحيازي للمنقول‬

‫هناك عدة تطبيقات للرهن الحيازي للمنقول وسنحاول االقتصار على بعضها‪.‬‬

‫أ‪-‬رهن المنقول الذي يتخذ شكل اإليداع بالمخازن العمومية⁽‪⁾2‬‬

‫هذا النوع من الرهن يرد على بعض المنقوالت التي يقوم أصحابها بإيداعها بالمخازن‬
‫العامة عن طريق تظهير إيصال اإليداع متصال ببطاقة الرهن أو تظهير بطاقة الرهن‬
‫منفصلة عن إيصال اإليداع‪ .‬وقد نظمه المشرع المغربي في مدونة التجارة من المادة ‪113‬‬
‫إلى المادة ‪.111‬‬

‫⁽‪ ⁾1‬عبد الرزاق أحمد السنهوري ‪،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬التأمينات الشخصية والعينية ‪،‬الجزء العاشر‪ ،‬دار احياء‬
‫التراث العربي بيروت‪ ،‬دون دكر الطبعة‪ 3111 ،‬ص ‪ 191-199‬رقم ‪.111‬‬
‫⁽‪ ⁾2‬أكد الدكتور بوعبيد عباسي على أنه يجب استعمال مصطلح المخازن العامة بدل المخازن العمومية ‪ ،‬وبرر ذلك بالقول‬
‫أن ملكية هذا المخزن ال تعود إلى الدولة وانما إلى الخواص الذين ينشئون المخازن العامة بناء على ترخيص من الدولة‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫هذا وقد أشارت المادة ‪ 111‬من مدونة التجارة على أن بطاقات الرهن والتواصيل‪،‬‬
‫يمكن أن تكون قابلة للتداول بالتظهير إما مجموعة أو منفردة‪ ،‬فاذا قام المودع بتظهير بطاقة‬
‫الرهن لوحدها فانه قام برهن البضاعة المودعة لفائدة حامل بطاقة الرهن وهذا ما تنص عليه‬
‫المادة ‪ 111‬من مدونة التجارة‪ .‬أما إذا قام بتظهير إيصال اإليداع مع بطاقة الرهن فمعنى‬
‫ذلك أن ملكية البضاعة انتقلت إلى المظهر إليه وغالبا ما يكون هذا األخير مشتريا⁽‪⁾1‬‬

‫هذا وتجدر اإلشارة إلى أن المودع المريد ترتيب حق الرهن على البضائع المودعة‬
‫لفائدة حامل الرهن‪ ،‬يجب عليه القيام بشكليتين أساسيتين قبل عنصر التسليم الرمزي‪ ،‬األولى‬
‫شكلية إيجابية تتمثل في تظهير بطاقة الرهن‪ ،‬والثانية شكلية سلبية تتمثل في استبقائه‬
‫إليصاالت اإليداع عنده إذا ما أراد المودع المدين الراهن أن يبقى مالك البضاعة‬
‫المودعة⁽‪⁾2‬‬

‫ب‪-‬رهن النقود‬

‫ينص المشرع المغربي على إمكانية رهن النقود في الفصل ‪ 3391‬من ظهير االلتزامات‬
‫والعقود بقوله " يصح رهن النقود‪ ،‬والسندات‪ ،‬واألشياء المتماثلة"‪ .‬والمال باعتباره قابل‬
‫لالستبدال واالستهالك يمكن أن نستخدمه كأداة للضمان سواء في حياتنا اليومية كوديعة‬
‫الضمان أو إيداع مبلغ الكراء كضمان كما يمكن أن نستعملها في التصرفات البنكية‬
‫كالحساب المحظور أو حساب ضمان توفير⁽‪.⁾3‬‬

‫⁽‪⁾1‬بوعبيد عباسي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬


‫⁽‪ ⁾2‬بلعيد تويس‪ ،‬العقود التجارية بين الرضائية والشكلية في القانون المغربي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪،‬‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية مراكش‪ ،‬جامعة القاضي عياض السنة الجامعية ‪ ،1831-1831‬ص‬
‫‪.311‬‬
‫⁽‪⁾3‬أنظر ‪:‬‬
‫‪Aurora Ben Abida٫ Les suretés mobilières sur les biens incorporels proposition pour‬‬
‫‪rénovation du système de la sureté mobilière en France et Québec٫ thèse de‬‬
‫‪doctorat٫ l’année de soutenance 1831٫ université de Montréal٫page N° 401 N°535.‬‬

‫‪19‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫ويعد هذا الرهن من الرهون الشائعة‪ ،‬في الواقع العملي إذ قد يقوم المدين بتسليم مبلغ‬
‫من المال إ لى الدائن لكي يتصرف فيه بكامل حريته‪ ،‬كما قد يخصص له مبالغ مالية تكون‬
‫مسجلة في شكل حساب فيكون المال إذا هو وعاء الضمانة‪ .‬األمر الذي يجل من الصعب‬
‫تصنيفه ضمن األنواع التقليدية للضمانات⁽‪.⁾1‬‬
‫ويتميز عقد الرهن الحيازي للنقود بالبساطة في التسليم باعتباره يعد عقدا مثليا يقوم‬
‫بتعويض نقود أو أشياء أخرى من جهة ولتحريره في عقد كتابي من جهة أخرى⁽‪ .⁾2‬لكن‬
‫اإلشكال الذي يطرحه رهن النقود هو مسألة االحتجاج به أمام األغيار وذلك النعدام أي‬
‫وسيلة إلشهاره⁽‪.⁾3‬‬
‫ج‪-‬رهن األوراق التجارية‬
‫بالرجوع إلى المادة ‪ 119‬من مدونة التجارة نجدها تنص في فقرتها الخامسة على أنه‬
‫"يمكن للدائن المرتهن أن يستوفي قيمة األوراق التجارية المسلمة له على وجه‬
‫الرهن"‪ .‬واألوراق التجارية التي تكون وسيلة من وسائل االئتمان‪ ،‬هي (الكمبيالة‪ ،‬السند ألمر‪،‬‬
‫فتح االعتماد والخصم) وتعتبر كذلك ألنها تتضمن أجال لالستحقاق بحيث يستفيد المدين‬
‫والدائن معا من هذا االئتمان وال يلزم المدين بالوفاء إال بحلول أجل االستحقاق⁽‪.⁾4‬‬
‫د‪-‬رهن الصفقات العمومية‬
‫من المفروض في المرشح لنيل الصفقة العمومية توفره على المؤهالت المالية والتقنية‬
‫الالزمة للقيام بتنفيذها طبقا لدفتر التحمالت‪ ،‬فتطابق متطلبات اإلنجاز مع اإلمكانيات الذاتية‬
‫يجب أن يحترم بعض المستويات‪ ،‬إذ أن المقاولة الصغيرة وحتى المتوسطة ال يمكن أن تقوم‬

‫⁽‪⁾1‬حياة حجي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.18‬‬


‫⁽‪⁾2‬أنظر ‪:‬‬
‫‪Dominique Légeais,droit des suretés et garanties du crédit, 13éme Edition,‬‬
‫‪LGDJ, 2019, p.308-311.‬‬
‫⁽‪⁾3‬أنظر ‪:‬‬
‫‪,‬‬
‫‪Aurora Ben Abida op.cit. N°540 page 404.‬‬
‫⁽‪⁾4‬محمد مومن‪ ،‬أحكام وسائل األداء واالئتمان في القانون المغربي‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬الطبعة األولى‪، 1831 ،‬‬
‫ص ‪.1‬‬

‫‪20‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫بأشغال تفوق بكثير قدراتها الذاتية‪ ،‬وخصوصا المادية والتقنية⁽‪⁾1‬إال أن الحال ال يسعف‬
‫أصحاب الصفقات العمومية في إنجازها إال بمساعدة مالية قد يحصلون عليها من طرف‬
‫اإلدارة أو البنك أو من طرف الصندوق المغربي للصفقات⁽‪.⁾2‬‬
‫هذا وقد نظم المشرع المغربي رهن الصفقات العمومية بموجب القانون رقم‬
‫‪⁾3⁽31.331‬الذي نسخ ظهير ‪ 3119‬والمتعلق برهن الصفقات العمومية‪ ،‬والذي جاء‬
‫بمجموعة من المستجدات من بينها تعاريف تهم مجموعة من المصطلحات التي أزال عنها‬
‫اللبس والغموض‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى المادة ‪ 1‬من هذا القانون نجدها تنص في الفقرة األولى‪ ،‬أنه "يراد بالرهن‬
‫العمل الذي بموجبه يرصد صاحب الصفقة العمومية لضمان التزام لدى مؤسسة أو عدة‬
‫مؤسسات ائتمان‪ ،‬قصد االستفادة من تمويل هذه الصفقة وتخول للمؤسسة المذكورة حق‬
‫استرداد أموالها من مبلغ الصفقة باألفضلية على جميع الدائنين اآلخرين"‪.‬‬

‫بداية سنحاول معرفة المقصود برهن المنقول دون التخلي عن الحيازة ثم بعد ذلك‬
‫سنتطرق إلى أنواع هذا الرهن‪.‬‬
‫‪-1‬المقصود برهن المنقول دون التخلي عن الحيازة‬
‫لقد عرف المشرع المغربي الرهن دون التخلي عن الحيازة في الفقرة الثالثة من الفصل‬
‫‪ 3318‬من ظهير االلتزامات والعقود‪ ،‬بأنه "عقد بمقتضاه يخصص المدين أو أحد من‬
‫الغير يعمل لمصلحته شيئا لضمان التزام‪ ،‬والذي ال يستلزم تخلي الراهن عن الشيء‬
‫المرهون" وبالتالي فإن رهن المنقول دون التخلي عن الحيازة عقد بموجبه يلزم شخص يسمى‬
‫الراهن ضمانا لدين عليه أو غيره بأن يرتب على ماله المنقول حقا عينيا‪ ،‬يخول للدائن‬
‫المرتهن الحق في التقدم على الدائنين العاديين له في المرتبة في اقتضاء حقه من ثمن هذا‬

‫⁽‪ ⁾1‬منير أقضاض‪ ،‬مال الصفقة العمومية في مرحلة الوقاية الخارجية من مساطر صعوبات المقاولة‪ ،‬مقال منشور مجلة‬
‫ملفات األبحاث في االقتصاد والتسيير‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬صفحة ‪.91‬‬
‫⁽‪ ⁾2‬عبد العالي سمير‪ ،‬الصفقات العمومية والتنمية‪ ،‬مطبعة المعارف‪ ،‬الجديدة الرباط‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1838 ،‬ص ‪.11‬‬
‫⁽‪⁾3‬القانون رقم ‪ 31.331‬الصادر بتنفيذ الظهير الشريف رقم ‪ 3.31.81‬صادر في ‪ 11‬ربيع االخر الموافق ل ‪31‬‬
‫فبراير ‪ 1831‬والمنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 1111‬بتاريخ ‪ 31‬مارس ‪.1831‬‬

‫‪21‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫المنقول في أي يد تكون⁽‪.⁾1‬كما عرفه البعض بأنه تامين عيني ينشأ بمجرد توثيق االتفاق‬
‫على الرهن حسب الشكلية المطلوبة قانونا دون الحاجة لتسليم المرهون أو نقل حيازته للدائن‬
‫أو العدل⁽‪.⁾2‬‬
‫وب اعتبار أن المدين يستحيل عليه في بعض األحيان التخلي عن حيازة الشيء‬
‫المرهون‪ ،‬فقد قام المشرع بإعادة تنظيم الرهن دون التخلي عن الحيازة والذي يتم إشهاره عن‬
‫طريق السجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة‪ .‬إال أن هذا الرهن يختلف عن الرهن‬
‫الرسمي ألنه يعطي للمدين الحق في التفويت كما أنه ال يعطي للدائن مبدئيا حق التتبع‪ ،‬وال‬
‫يخلو هذا النوع من الرهن من مخاطر بالنسبة إلى الدائن‪ ،‬ذلك أن الحيازة تبقى بيد المدين‬
‫وبالتالي يمكنه القيام بإتالف أو تغيير حالة الشيء المرهون وهذا ما دفع بالمشرع للتدخل عن‬
‫طريق الزجر⁽‪.⁾3‬‬

‫‪-2‬تطبيقات رهن المنقول دون التخلي عن الحيازة‬

‫لقد عرف رهن المنقول دون التخلي عن الحيازة تطو ار كبي ار حسب التقدم االقتصادي‬
‫الذي عرفته بالدنا هذا النوع من الرهون يتجسد في عدة تطبيقات وسنحاول أن نتطرق إليها‬
‫ولو بنوع من التركيز‪.‬‬

‫أ‪-‬رهن المحصوالت الفالحية‬

‫لقد عرف المغرب هذا النوع من الرهون من خالل الظهير الشريف الصادر بتاريخ ‪11‬‬
‫غشت ‪ 3139‬وقد تم تعديله بموجب ظهير ‪ 3111/81/81‬وظهير ‪3111/83/81‬‬
‫وأتى هذا األخير في فترة مبكرة ليولي اهتماما بفئة المزارعين‪ ،‬الذين تحتاجهم ظروف عملهم‬

‫⁽‪⁾1‬سلوى الخالدي‪ ،‬رهن المنقول دون التخلي عن حيازته في ضوء مستجدات قانون ‪ 39.13‬المتعلق بالضمانات المنقولة‪،‬‬
‫رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون الخاص كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بفاس جامعة سدي محمد بن‬
‫عبد اهلل السنة الجامعية ‪ ،1831-1839‬ص ‪.1‬‬
‫⁽‪⁾2‬سهام عبد الرزاق مجلي السعيدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫⁽‪ ⁾3‬بوعبيد عباسي‪ ،‬العقود التجارية والتجديدات الطارئة عليها‪ ،‬مقال‪ ،‬منشور بمجلة المحامي‪ ،‬العدد ‪ 1‬سنة ‪3119‬‬
‫ص ‪.313‬‬

‫‪22‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫إلى االنتظار شهور عديدة حتى ينضج المحصول‪ ،‬ويقوموا ببيعه وخالل هذه المدة البد لهم‬
‫من تمويل يمكنهم من مواجهة مصاريف الحياة وتكاليف الزراعة‪.‬‬

‫وفي الغالب فهذه الفئة ليس لديهم ما يرهنونه إال المحصوالت أو األدوات الزراعية‬
‫والمواشي التي تقوم بخدمة األرض⁽‪ ،⁾1‬وقد اشترط هذا الظهير في فصله الثاني أن يكون‬
‫الراهن مالكا للمال المرهون كما اشترط أيضا أن يتم الرهن برضى مالك العقار‪.‬‬

‫ومن الشروط الشكلية التي يجب أن تتوفر في عقد الرهن أن يكون العقد مكتوبا‬
‫باإلضافة إلى اإلشهار عن طريق المحكمة االبتدائية التي تقع في دائرتها األشياء المرهونة‪،‬‬
‫لكي يحصل على حق التقدم وهذا ما نصت عليه الفصل الخامس المعدل لظهير‬
‫‪.3111/81/81‬‬

‫أما الم شرع الفرنسي فقد نظم هذا الرهن بموجب القانون الصادر بتاريخ‬
‫‪ 3919/81/39‬والذي ثم تعديله بموجب المذكرة الصادرة بتاريخ ‪3111/81/19‬‬
‫وكانت الغاية منه هي إعطاء اإلمكانيات للمزارعين والتعاونيات الزراعية لتشجيعهم في‬
‫المستقبل وذلك دون تجريدهم من ممتلكاتهم⁽‪.⁾2‬‬

‫هذا وتجدر اإلشارة أن هذا الرهن يحقق فائدة كبيرة للمدين الراهن‪ ،‬اذ يسهل عليه‬
‫الحصول على القروض أو االئتمان الالزم وهذا بدوره يعود بالنفع على اقتصاد البالد بشكل‬
‫عام⁽‪.⁾3‬‬

‫⁽‪ ⁾1‬الحبيب خليفة حبودة‪ ،‬رهن المنقوالت دون نقل الحيازة محاولة في التأصل‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬في الحقوق‬
‫كلية العلوم القانونية االقتصادية واالجتماعية أكدال الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪ 3111-3111‬ص‪. 99‬‬
‫⁽‪⁾2‬أنظر ‪:‬‬
‫‪Philippe Simler-Philipe Delebecque, op.cit. N°692 page 628.‬‬
‫⁽‪⁾3‬سهام عبد الرزاق مجلي السعيدي‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.398‬‬

‫‪23‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫ب‪-‬رهن العالمة التجارية‬

‫لقد تمت اإلشارة الى رهن العالمة التجارية في المواد ‪ 318-311-311‬من القانون‬
‫رقم ‪ 31/13‬المتعلق بحماية الملكية الصناعية الصادر بتاريخ ‪ 1‬مارس ‪ 1888‬بتنفيذ‬
‫الظهير الشريف رقم ‪.31-88-3‬‬

‫وعلى اعتبار أن العالمة التجارية مال منقول معنوي والمنقول ماديا كان أو معنويا‬
‫يجوز رهنه⁽‪ ⁾1‬والعالمة التجارية تشكل ضمانة هامة لدائني مالكها‪ ،‬عندما يرتبون رهنا عليها‬
‫بمعنى أنها وسيلة ائتمان يعول عليها الدائنون في استيفاء ديونهم‪ .‬وأذاة لصاحبها للحصول‬
‫على القروض عبر رهنها⁽‪.⁾2‬‬

‫ورهن العالمة التجارية ال ينقل حيازتها للدائن المرتهن‪ ،‬بل يبقى للدائن المرتهن أن‬
‫يحوز شهادة من طرف المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية وذلك ألجل الحفاظ على‬
‫حقه الذي وصفت العالمة التجارية كضمان له⁽‪.⁾3‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬املنقوالت املشمولة بالضمان‬
‫بطبيعة الحال فانه ليست كل المنقوالت مشمولة بالضمانة وفي هذا المطلب سنحاول‬
‫التركيز على المنقولة المشمولة بالضمان والتي ميز فيها المشرع بين الضمانات المنقولة‬
‫(الفقرة األولى) والضمانات التي تدخل في حكمها (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫⁽‪⁾1‬علي يعقوب مصطفى الطويل‪ ،‬الحماية القانونية للعالمة التجارية في القانون المغربي واالتفاقيات الدولية‪ ،‬رسالة من‬
‫أجل الحصول على رسالة الماستر‪ ،‬كلية العلوم القانونية االقتصادية واالجتماعية مراكش‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪ ،1831-1831‬ص ‪.11‬‬
‫⁽‪⁾2‬يوسف راهيب‪ ،‬رهن العالمة التجارية في القانون المغربي‪ ،‬رسالة من أجل الحصول على شهادة الماستر‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية االقتصادية واالجتماعية وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،1838-1881‬ص ‪.18‬‬
‫⁽‪ ⁾3‬عزيز عبد الهادي‪ ،‬التصرفات الواردة على العالمة التجارية في القانون المغربي‪ ،‬رسالة من أجل الحصول على شهادة‬
‫الماستر‪ ،‬كلية العلوم القانونية االقتصادية واالجتماعية مراكش‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،1839-1831‬ص ‪.313‬‬

‫‪24‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬الضمانات املنقولة‬


‫كما هو معلوم فالضمانات المنقولة تنقسم الى صنفين الضمانات المنقولة المادية (أوال)‬
‫والضمانات المنقولة المعنوية (ثانيا)‪.‬‬

‫تعتبر الضمانات المنقولة المادية من األصول التي يمكن للمقاوالت الصغيرة‬


‫والمتوسطة أن تضعها بين يدي الدائن للحصول على التمويل الالزم للقيام بنشاطها التجاري‪،‬‬
‫وبالتالي سنسلط الضوء على أهم هذه الضمانات‪ ،‬والتجديدات التي أدخلها المشرع عليها‪.‬‬

‫‪-1‬رهن أدوات ومعدات التجهيز‬

‫رهن أدوات ومعدات التجهيز عبارة عن ضمان ينصب عليها دون التخلي عن حيازتها‪،‬‬
‫يقدمها المشتري إلى البائع أو المقترض الذي دفع الثمن إلى البائع‪ ،‬تأمينا الستيفاء الدين‬
‫عند تاريخ االستحقاق تحث طائلة التنفيذ على الشيء المرهون عند االقتضاء⁽‪.⁾1‬‬

‫وبالرجوع إلى مدونة التجارة نجد أن المشرع نظم هذا الرهن في المواد من ‪ 111‬إلى‬
‫‪ 111‬والتي أدخل عليها بعض التعديالت بموجب القانون ‪ 39.13‬المتعلق بالضمانات‬
‫المنقولة في حين نجد أن المشرع الفرنسي تناول هذا الرهن بموجب القانون الصادر في ‪39‬‬
‫يناير ‪.3113‬‬

‫وحسب مقتضيات المادة ‪ 111‬من مدونة التجارة المغربية فان األدوات والمعدات‬
‫القابلة للرهن هي األدوات التي لها ارتباط بالمجال المهني‪ ،‬في حين يرى بعض الفقه أن‬
‫مصطلح المهنية يجب أن يأخذ بالمفهوم الواسع اذ تنطبق عليه أدوات ومعدات التجهيز التي‬
‫تستخدم في المتاجر والمصانع⁽‪.⁾2‬‬

‫⁽‪⁾1‬بوعبيد عباسي‪ ،‬العقود التجارية‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.11‬‬


‫⁽‪⁾2‬بوعبيد عباسي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.381‬‬

‫‪25‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫وبخصوص محل هذا الرهن فانه ال يمكن أن يقع إال على أدوات التجهيز المهني‬
‫الجديدة والمستعملة‪ ،‬وقد استثنى المشرع المغربي بموجب المادة ‪ 111‬من مدونة التجارة‬
‫ا لمركبات ذات محرك التي يتم تمويل اقتنائها بواسطة أو عن طريق عقد من عقود التمويل‬
‫التشاركي‪ ،‬وعلى السفن والطائرات⁽‪⁾1‬إال أن بعض الفقه الفرنسي اعتبر أن المقترض ال يمكنه‬
‫أن يمنح لمقرضه رهنا حيازيا على أدوات أو معدات التجهيز حينما يقتنيها بقرض‬
‫ويخصصها للسفينة⁽‪ .⁾2‬لكن التساؤل المطروح في هذا الموضع هل يمكن أن تكون موضوعا‬
‫للرهن األدوات التي تشترى لتجهيز السفينة ويتم إلحاقها أو إدماجها بها؟‬

‫بخ صوص الجواب عن هذا التساؤل يرى بعض الفقه المغربي أن هناك تمييز يجب‬
‫القيام به بين المعدات التي يتم دمجها بالسفينة‪ ،‬وتكون ضرورية لتشغيلها وانطالقها في‬
‫رحالتها لممارسة أنشطتها‪ .‬والمعدات التي تعتبر مجرد ملحقات بالسفينة‪ ،‬وغير ضرورية‬
‫لتشغيلها مثل مجمد المياه‪ .‬ومن ثم فالنوع األول ال يمكن رهنه منفصال عن السفينة أما النوع‬
‫الثاني فيمكن رهنه⁽‪.⁾3‬‬

‫وبعد إبرام عقد الرهن يجب أن يتم تقييده بالسجل الوطني اإللكتروني للضمانات‬
‫المنقولة‪ ،‬أما االمتياز المتعلق به فينتج بمجرد تقييد هذا العقد بهذا السجل‪ ،‬وهذا ما تنص‬
‫عليه المادة ‪ 111‬م ن مدونة التجارة‪ .‬والمالحظ أن المشرع لم يحدد أجال معينا يتم من‬
‫خالله تقييد هذا العقد بهذا السجل‪ ،‬كما لم يحدد أي جزاء في حالة عدم التقييد وذلك على‬
‫عكس ما كان منصوص عليه سابقا⁽‪.⁾4‬‬

‫⁽‪⁾1‬تم نسخ وتعويض المادة ‪ 111‬أعاله‪ ،‬بمقتضى المادة ‪ 1‬من القانون رقم ‪.39.13‬‬
‫⁽‪ ⁾2‬أنظر ‪:‬‬
‫ـ‪Claude Morel, Nantissement de l’outillage et du matériel Encyclopédie‬‬
‫‪Dalloz, com, 1984, N°17, page 457.‬‬
‫⁽‪⁾3‬بوعبيد عباسي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.381‬‬
‫⁽‪ ⁾4‬كان المشرع يحدد أجل عشرون يوما كحد أقصى لتقييد عقد رهن أدوات ومعدات التجهيز بالسجل الخاص الذي تمسكه‬
‫المحكمة ‪ ،‬كما أنه نص على جزاء البطالن في حالة تخلف هذا التقييد‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫وأمام سكوت المشرع عن تحديد أي أجل من أجل تقييد عقد رهن أدوات ومعدات‬
‫التجهيز‪ ،‬فضال عن عدم تحديد أي جزاء في حالة عدم التقييد‪ ،‬قد يدفع األطراف إلى عدم‬
‫القيام بهذا اإلجراء على الرغم من أهميته‪ ،‬باعتبار هذا الرهن ال تفترض فيه الحيازة وبالتالي‬
‫فالوسيلة الوحيدة إلشهاره هي تقييده في هذا السجل‪.‬‬

‫وفي الحالة التي يقوم فيها المدين بنقل معدات وأدوات التجهيز إلى عنوان أخر يجب‬
‫عليه إعالم الدائنين بذلك قبل أجل ‪ 31‬يوما من النقل إلى العنوان الجديد‪ ،‬واال أصبح الدين‬
‫حاال بقوة القانون ويجب على الدائنين المرتهنين أن يقوموا بتقييد تعديلي في السجل الوطني‬
‫االلكتروني للضمانات المنقولة يتضمن العنوان الجديد‪ ،‬ألن قيام المدين بنقل المعدات أو‬
‫األدوات المرهونة بدون إعالم الدائن قد يؤدي إلى مخاطر كبيرة‪ ،‬فقد يترتب على هذا النقل‬
‫نقصان في قيمة المعدات وبالتالي إضعاف التأمينات المقررة لصالح المرتهن كما أن هذا‬
‫األخير يهمه معرفة المكان الذي توجد به المعدات المرهونة حتى يتمكن عند االقتضاء من‬
‫التنفيذ عليها أو معاينة حالتها⁽‪.⁾1‬‬

‫هذا وقد يقع أن يرفض المدين أداء ما بدمته من دين لفائدة الدائن‪ ،‬وبالتالي فان هذا‬
‫األخير يسلك مسطرة التنفيذ على الشيء المرهون الستيفاء حقه من ثمن البيع‪ .‬وتختلف‬
‫إجراءات التنفيذ على هذا الشيء بحسب الغرض الذي خصصت له هذه المعدات‪ ،‬فاذا تعلق‬
‫األمر بمنح القرض لشراء معدات وأدوات مخصصة الستعمال صناعي أمكن للبائع أو‬
‫المقرض تحقيق الرهن عند عدم األداء وفق االجراءات المنصوص عليها في ظهير‬
‫االلتزامات والعقود وهذا ما تنص عليه المادة ‪ 118‬من مونة التجارة‪.‬‬

‫أما إذا تعلق األمر بمنح القرض لشراء معدات وأدوات مخصصة الستعمال فالحي فقد‬
‫أعطى المشرع للبائع أو المقرض مكنة استرجاع المعدات المرهون في حالة عدم األداء بعد‬
‫معاينة واقعة عدم األداء بواسطة أمر استعجالي‪ ،‬وتحدد قيمة المعدات المسترجعة بواسطة‬

‫⁽‪⁾1‬بوعبيد عباسي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.311‬‬

‫‪27‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫خبير وفي حالة لم يقبل األطراف المبلغ الذي حدده الخبير فان تحقيق الرهن يكون وفقا‬
‫لإلجراءات المنصوص عليها في ظهير االلتزامات والعقود وهذا ما تنص عليه المادة ‪113‬‬
‫من مدونة التجارة‪.‬‬

‫باإلضافة إلى بيع الشيء المرهون عند عدم الوفاء والذي كان منصوص عليه‬
‫سابقا⁽‪ ⁾1‬أصبح بإمكان الدائن أن يتفق مع المدين على تملك أو بيع أدوات ومعدات التجهيز‬
‫المرهونة كما يمكنهما أن يتفقا على تملك أو بيع هذه المعدات بواسطة القضاء‪ ،‬وبالتالي‬
‫فالمشرع سعى من خالل هذه المقتضيات الجديد تبسيط إجراءات تحقيق الرهن من أجل‬
‫تمكين الدائن من الحصول على حقه في أسرع وقت ممكن‪.‬‬

‫‪-2‬رهن المنتجات والمواد⁽‪⁾2‬‬

‫رغبة من المشرع المغربي في توسيع دائرة رهن المنقول دون حيازة‪ ،‬لما في ذلك من‬
‫فائدة للمدين نظم بأحكام خاصة ما يسمى برهن بعض المنتوجات والمواد⁽‪ .⁾3‬وبالرجوع إلى‬
‫مدونة التجارة نجد أن المقتضيات المنظمة لهذه الضمانة منصوص عليها في المواد من‬
‫‪ 119‬إلى المادة ‪ ،111‬وقد أدخل المشرع بعض التعديالت على هذه المقتضيات بموجب‬
‫القانون رقم ‪ 39.13‬المتعلق بالضمانات المنقولة‪.‬‬

‫كباقي العقود فان عقد رهن المنتجات والمواد يجب أن تتوفر فيه األركان الموضوعية‬
‫المنصوص عليها في ظهير االلتزامات والعقود كما يجب أن تتوفر فيه الشروط الشكلية‬
‫القانونية‪ .‬ومن الشروط الموضوعية المنصوص عليها في ظهير االلتزامات والعقود نجد‬
‫األهلية والرضا والسبب والمحل‪ .‬وبالتالي يجب أن تتوفر في المقترض األهلية الالزمة إلبرام‬

‫⁽‪ ⁾1‬لقد كان بيع الشيء المرهون هو الطريقة الوحيدة لتحقيق الرهن في حالة عدم الوفاء سواء تعلق االمر برهن أدوات‬
‫ومعدات التجهيز لغرض صناعي أو فالحي وهذا ما كانت تنص عليه المادة ‪ 118‬و ‪ 113‬قبل تعديل مدونة التجارة‬
‫بمقتضى القانون رقم ‪ 39.13‬المتعلق بالضمانات المنقولة‪.‬‬
‫⁽‪⁾2‬تم تغيير عنوان الفصل الثاني أعاله‪ ،‬بمقتضى المادة ‪ ، 9‬من القانون رقم ‪.39.13‬‬
‫⁽‪⁾3‬بوعبيد عباسي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.313‬‬

‫‪28‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫هذا التصرف وهي أهلية األداء‪ ،‬كما يجب أن يكون مالكا لهذه المنتجات والمواد ألن رهن‬
‫ملك الغير رهنا حيازيا أو بدون حيازة ال يجوز إال في الحاالت المنصوص عليها في الفصل‬
‫‪ 3311‬من ظهير االلتزامات والعقود⁽‪.⁾1‬‬

‫أما محل هذا الرهن فهو جميع المنتجات والمواد شريطة أن يكون صاحبها هو المالك‬
‫وهذا ما تنص عليه المادة ‪ 119‬من مدونة التجارة بقولها "يجوز لمالك المنتجات والمواد أن‬
‫يرهنها وفق الشروط المحددة في هذا الباب"‪ .‬والمالحظ أن المشرع قد وسع من دائرة محل‬
‫الرهن بجعله ينصب على جميع المنتجات والمواد دون تحديد لها‪ ،‬وحسنا فعل من أجل ترك‬
‫الحرية للمقترض برهن أي منتج أو مادة متوفرة لديه‪ .‬وذلك على عكس ما كان منصوص‬
‫عليه سابقا عن دما كانت الرهن ينصب على المنتوجات والمواد التي تحددها اإلدارة في‬
‫قائمة⁽‪.⁾2‬‬

‫ومن بين الشروط الشكلية لعقد رهن المنتجات والمواد نجد الكتابة‪ ،‬بحيث يجب أن‬
‫يكون عقد الرهن مكتوبا إما في محرر رسمي أو عرفي‪ ،‬يتضمن مجموعة من البيانات منها‬
‫ما يتعلق بالمقرض والمقترض كذكر أسمائهم الشخصية والعائلية وصفتهما وكذا موطنهما‪،‬‬
‫ومنها ما يتعلق بالقرض كمدته وسعر الفائدة المتفق عليه‪ ،‬ومنها ما يتعلق بمحل الرهن‬
‫بتحديد المنتجات المرهونة تحديدا دقيقا وكذا تحديد مكان إيداعها‪ .‬واذا كانت هذه المنتجات‬
‫مثقلة برهون يجب ذكر ذلك في العقد وهذا ما تنص عليه المادة ‪ 111‬من مدونة التجارة‪.‬‬

‫كذلك من الشكليات التي يجب احترامها تقييد عقد الرهن في السجل الوطني االلكتروني‬
‫للضمانات المنقولة وهذا ما تنص عليه المادة ‪ 111‬من مدونة التجارة⁽‪⁾3‬وبالرجوع إلى هذه‬

‫⁽‪⁾1‬أجاز المشرع رهن ملك الغير رهنا حيازيا أو بدون حيازة اذا ارتضاه مالك الشيء أو أقره أو اذا اكتسب الراهن في تاريخ‬
‫الحق ملكية المرهون‪.‬‬
‫⁽‪⁾2‬كانت المادة ‪ 119‬من مدونة التجارة قبل التعديل تنص على ما يلي " يجوز لمالك المنتوجات والمواد المبينة في قائمة‬
‫تضعها اإلدارة أن يرهنها وفق الشروط المحددة في هذا الباب من غير أن تنتقل حيازتها الى الدائن"‪.‬‬
‫⁽‪⁾3‬تنص المادة ‪ 111‬من مدونة التجارة على ما يلي " يتم تقييد الرهون المتعلقة بالمنتجات والمواد في السجل الوطني‬
‫االلكتروني للضمانات المنقولة"‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫المادة فإنها لم تحدد أي أجل لتقييد عقد رهن المنتجات والمواد ولم تحدد الطرف الملزم بهذا‬
‫التقييد‪ ،‬وبالتالي يمكن لكل طرف من أطراف العقد أن يقوم بهذا التقييد ولعل المقرض هو‬
‫األقرب لذلك ألنه سيواجه بعدم االحتجاج في حالة عدم تقييده لهذا الرهن في مواجهة‬
‫االغيار‪.‬‬

‫لكن ما مصير عقد رهن المنتجات والمواد الذي لم يتم تقييده بهذا السجل؟‬

‫وكجواب على التساؤل أرى أن عدم تقييد عقد رهن المنتجات والمواد بالسجل الوطني‬
‫االلكتروني للضمانات المنقولة‪ .‬ال ينتج أي أثر بين أطراف العالقة التعاقدية‪ ،‬اذ يبقى العقد‬
‫صحيحا ومنتجا لكافة أثاره‪ ،‬لكن الدائن يفقد امتيازه في مواجهة الغير في حالة عدم التقييد‪.‬‬
‫وما يبرر وجهة نظرنا هذه أن المشرع المغربي لم يفرض على األطراف المتعاقدة إلزامية القيد‬
‫في السجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة‪ ،‬ولم يرتب أي جزاء قانوني في حالة‬
‫تخلفه‪.‬‬

‫وباعتبار أن حيازة المنتجات والمواد تبقى بيد المدين الراهن أو بيد الحارس لها فقد يتم‬
‫استعمالها أو التصرف فيها بشكل يضر بحقوق الدائن‪ ،‬وبالتالي وباإلضافة إلى العقوبات‬
‫الحبسية والمالية المنصوص عليها في المادة ‪ 191‬من مدونة التجارة⁽‪ .⁾1‬يجب على المدين‬
‫أن يضع بين يدي الدائن بطلب من هذا األخير بيانا يتعلق بالمنتجات المرهونة‪ ،‬وكذا‬
‫التأمينات التي تنصب عليها فضال عن المحاسبة المتعلقة بها‪ ،‬واألماكن المودع بها وهذا ما‬
‫تنص عليه المادة ‪ 191‬مكررة من مدونة التجارة‪ .‬ومن شأن هذه المقتضيات أن تجبر‬
‫الدائن على الحفاظ على الشيء المرهون وعدم اإلضرار بالدائن‪.‬‬

‫ومن التجديدات التي عرفها هذا النوع من الرهون‪ ،‬ما يتعلق بمعاينة الشيء المرهون اذ‬
‫أصبح من حق الدائن أن يستصدر أم ار من طرف رئيس المحكمة لمعاينة حالة المخزون‬

‫⁽‪⁾1‬يعاقب بالحبس لمدة تتراوح بين ستة أشهر وسنتين وبغرامة من ‪ 1888‬إلى ‪ 38.888‬درهم كل من بدد أو أتلف‬
‫الرهن عمدا إض ار ار بالدائن‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫محل الرهن وفي حالة تعرض المنتجات المرهونة للنقص جاز له أن يقيم دعوى أمام قاضي‬
‫األمور المستعجلة من أجل االستحقاق الفوري للدين وهذا ما نستشفه من مقتضيات المادة‬
‫‪ 118‬من مدونة التجارة‪ .‬وقد عمل المشرع من خالل هذا المستجد تمكين الدائن من الوقوف‬
‫بصفة شخصية⁽‪ ⁾1‬على حالة المنتجات والمواد المرهونة للمطالبة بحقه بشكل فوري في حال‬
‫تبين له أن الشيء المرهون قد تعرض للنقص‪.‬‬

‫وقد أصبح من حق الدائن والمدين أن يتفقا على أنه في حالة انخفاض قيمة المنتجات‬
‫والمواد أن يقوم الدائن بتوجيه إنذار إلى الراهن من أجل تعويض هذا النقص‪ ،‬أو سداد جزء‬
‫من الدين المضمون بما يتناسب مع هذا االنخفاض‪ ،‬وفي حالة عدم استجابة هذا األخير‬
‫يعتبر الدين حاال وهذا ما تنص عليه المادة ‪ 390‬مكرر من مدونة التجارة‪.‬‬

‫وهكذا يمكن القول إن المشرع ترك إلرادة األطراف االتفاق على هذه المسألة دون تدخل‬
‫القضاء ومن شأن ذلك أن يعزز العالقة بين طرفي عقد الرهن زيادة الحفاظ على األشياء‬
‫المرهونة التي قد تتعرض لنقص كبير في قيمتها‪.‬‬

‫وفي نقطة أخيرة تتعلق بتحقيق عقد رهن المنتجات والمواد فان المشرع جاء باليات‬
‫جديدة لتحقيق هذا الرهن‪ ،‬إذ أصبح بإمكان المقرض تحقيق هذا الرهن وفق اإلجراءات‬
‫المنصوص عليها في الفصل ‪ 3139‬وما يليها من ظهير االلتزامات والعقود‪ ،‬وهذا ما تنص‬
‫عليه المادة ‪ 191‬من مدونة التجارة‪ .‬وبالرجوع إلى الفصل ‪ 3139‬من ظهير االلتزامات‬
‫والعقود وما يليه من الفصول نجد أن المشرع خول للمقترض إمكانية تحقيق الرهن بطرق‬
‫اتفاقية أو قضائية بعد سلوك مسطرة بسيطة وغير معقدة‪ .‬ولعدم التكرار ارتأينا عدم الخوض‬
‫في هذه اإلجراءات في هذا الموضع نظ ار الن مسطرة تحقيق الرهن والياته ستكون موضوع‬
‫دراسة في فصل أخر من هذا البحث‪.‬‬

‫⁽‪⁾1‬في ظل القانون القديم كان رئيس المحكمة يعين وكيال قضائيا يعينه رئيس المحكمة من أجل القيام بهذه المعاينة‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫‪-3‬رهن القيم المنقولة المادية‬

‫لقد نظم المشرع هذا الرهن في المواد من ‪ 111‬إلى ‪ 111‬من مدونة التجارة‪ ،‬أما‬
‫المشرع الفرنسي فقد نظم هذا النوع من الرهون في المواد من ‪ L228-3‬إلى المادة‬
‫‪ L228-381‬في مدونة التجارة الفرنسية‪.‬‬

‫وتعتبر قيما منقولة سندات مالية صادرة عن األشخاص المعنوية الخاصة أو العامة‬
‫والقابلة للتحويل عن طريق حساب يمنح الحق للوصول بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إلى‬
‫جزء من رأسمال الشخص الذي قام بإصدار هذه السندات⁽‪.⁾1‬‬

‫كما تعتبر القيم المنقولة عنص ار من عناصر الدمة المالية للشركة وللمساهم‪ ،‬الذي‬
‫يستطيع استعمالها كضمان لدين عليه عن طريق رهنها وتندرج القيم المنقولة‪ ،‬من حيث‬
‫طبيعتها في طائفة المنقوالت‪ ،‬وهي إما منقوالت معنوية متى كانت قيما اسمية أو مسعرة‬
‫بالبورصة‪ ،‬وإما منقوالت مادية متى كانت قيما منقولة لحاملها⁽‪.⁾2‬‬

‫وما يهمنا هنا هي القيم المنقولة لحاملها والتي تعتبر من الضمانات المنقولة المادية‪،‬‬
‫ويقصد بها مجموع السندات واألسهم التي تكون مسحوبة للحامل وال يتم تحديد شخص معين‬
‫بها⁽‪ ،⁾3‬وبالرجوع إلى المادة ‪ 111‬من القانون‪ 31-11‬المتعلق بشركات المساهمة نجدها‬
‫تنص على أن األسهم وسندات القرض‪ ،‬إما أن تكون اسمية أو لحاملها وأضاف أن السند‬
‫للحامل ينتقل بمجرد المناولة‪ .‬ومن األمثلة على السندات لحاملها نجد شهادات اإليداع وأدون‬
‫شركات التمويل وأوراق الخزينة‪.‬‬

‫⁽‪ ⁾1‬أنظر ‪:‬‬


‫‪Michel Germain, Traité de droit commercial, 19éme édition,2009 L.G.D.J,‬‬
‫‪N°2118, page 823.‬‬
‫⁽‪⁾2‬محمد دغماوي‪ ،‬رهن القيم المنقولة االحكان واآلثار‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬جامعة القاضي عياض مراكش ‪ ،‬السنة الجامعية‪ ، 1831-1831 ،‬ص ‪.38‬‬
‫⁽‪⁾3‬صرخوة يوسف يعقوب‪ ،‬األسهم وتداولها في شركات المساهمة في القانون الكويتي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،3193‬ص ‪.118‬‬

‫‪32‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫والسندات لحاملها‪ ،‬هي السندات التي ال تتضمن اسم مالكها‪ ،‬لذلك تعتبر من قبيل‬
‫المنقوالت المادية التي تطبق عليها قرينة الحيازة في المنقول سند الملكية⁽‪ .⁾1‬وقد أجاز‬
‫المشرع المغربي بموجب الفصل ‪ 3391‬من ظهير االلتزامات والعقود أن تكون السندات‬
‫محال للرهن‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بحيازة الشيء المرهون المتمثل في السندات لحاملها فال يعتبر الدائن‬
‫حائ از لها اال بعد أن يقوم الغير التي تكون بيده هذه السندات بتقيدها بسجل خاص يتعين‬
‫عليه فتحه عند أول طلب‪ ،‬وذلك حسب مقتضيات المادة ‪ 111‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫هذا وتجدر اإلشارة إلى أنه وبالرغم بما تمتاز به القيم المنقولة للحامل من سهولة‬
‫ومرونة في التداول إال أنه يأخذ عليها بعض المأخذ ذلك أنها تنطوي على مخاطر حقيقية‬
‫تعتبر لصيقة بطبيعتها كمال مادي منقول وهي السرقة والضياع⁽‪.⁾2‬‬

‫باإلضافة إلى الضمانات المنقولة المادية‪ ،‬التي يمكن للمدين تقديمها كضمان للحصول‬
‫على االئتمان فهناك أيضا الضمانات المنقولة المعنوية‪ .‬وبموجب القانون الجديد المتعلق‬
‫بالضمانات المنقولة قام المشرع بتعديل بعض المقتضيات المتعلقة ببعضها كما جاء ببعض‬
‫الضمانات المنقولة المعنوية الجديدة‪.‬‬

‫‪-1‬رهن األصل التجاري‬

‫بداية يجب القول إن رهن األصل التجاري نظمه المشرع من المادة ‪ 381‬إلى المادة‬
‫‪ 338‬من مدونة التجارة المغربية‪ ،‬ومن أهم العقود التي يمكن أن ترد على األصل التجاري‬
‫هناك البيع وتقديمه حصة في شركة ثم إمكانية رهنه‪.‬‬

‫⁽‪ ⁾1‬سمير عبد المجيد رضوان‪ ،‬أسواق األوراق المالية‪ ،‬المعهد العالي للفكر اإلسالمي‪ ،‬دراسات في االقتصاد اإلسالمي‬
‫الطبعة األولى ‪ ،3113‬ص ‪.111‬‬
‫⁽‪⁾2‬الجعبري راتب سليم‪ ،‬األسهم في شركات المساهمة وفقا للقانون المغربي والقانون المقارن‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات‬
‫العليا في القانون الخاص‪ ، ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬جامعة محمد الخامس الرباط‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪ ،3191-3191‬ص ‪.331‬‬

‫‪33‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫وباعتبار األصل التجاري مال منقول معنوي‪ ،‬فيمكن أن يكون مصد ار للحصول على‬
‫التمويل من طرف مؤسسات االئتمان عن طريق رهنه‪ .‬مما دفع المشرع للتدخل بموجب‬
‫القانون ‪ 39.13‬إلعادة تجويد أحكامه وذلك بموجب المادة ‪ 1‬من هذا القانون‪.‬‬

‫ومن التجديدات التي عرفها عقد رهن األصل التجاري ما يتعلق بالكتابة فبعدما كانت‬
‫الكتاب لإلثبات فقط بموجب المادة ‪ 389‬من مدونة التجارة قبل التعديل فقد أصبحت هذه‬
‫األخيرة لالنعقاد وهذا ما تنص عليه المادة ‪ 381‬من مدونة التجارة ومما جاء فيها " ينشأ‬
‫رهن األصل التجاري كتابة في محرر رسمي أو عرفي" وهذا ما نص عليه المشرع الفرنسي‬
‫في المادة ‪ 241L-1‬من مدونة التجارة⁽‪.⁾1‬‬

‫وحسنا فعل المشرع أل ن ذلك من شأنه أن يقلل من المنازعات لدى المحاكم‪ ،‬هذا وقد‬
‫ترك الحرية ل أطراف في اختيار نوع المحرر فإما أن يكون المحرر عرفيا أو رسميا‪ .‬وهذا‬
‫فيه نوع من الليونة خاصة إذا علما أن المحرر العرفي ال يتطلب المصاريف الباهظة عكس‬
‫المحرر الرسمي‪ .‬كما أن هذا المقتضى من شانه تسهيل ولوج المقاوالت لالئتمان‪.‬‬

‫هذا ويجب أن يتضمن عقد رهن األصل التجاري‪ ،‬باإلضافة الى هوية األطراف‬
‫وموطنهم تعيين جميع الفروع ومقارها التي يشملها الرهن⁽‪ ⁾2‬ومن الشروط لنفاد عقد الرهن‬
‫الوارد على األصل التجاري أن يكون المدين هو مالك األصل التجاري وبالتالي ال يمكن‬
‫للمكتري أن يقوم برهن هذا األصل وهذا ما أكدته محكمة النقض في أحد ق ارراتها ومما جاء‬
‫فيه "لكي ينتج عقد ال رهن أثره يجب أن ينشئه المدين على ملكه‪ ،‬ويبقى رهن األصل التجاري‬

‫⁽‪ ⁾1‬أنظر ‪:‬‬


‫‪L’article L311-3 de code commerce française dispose que " Le contrat de‬‬
‫‪nantissement est constaté par un acte authentique ou par un acte sous‬‬
‫" ‪seing privé, dûment enregistré‬‬
‫⁽‪⁾2‬الفقرة الثانية من المادة ‪ 381‬من مدونة التجارة‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫من غير المالك عديم األثر‪ ،‬وال ينفد في حق المالك الحقيقي الذي يبقى أجنبيا عن العقد‪،‬‬
‫ويجوز له التمسك بإبطاله"⁽‪.⁾1‬‬

‫ومن التجديدات كذلك التي أدخلها المشرع على عقد رهن األصل التجاري ما يتعلق‬
‫باالحتجاج بهذا الرهن في مواجهة الغير‪ ،‬اذ أصبح هذا األخير ال يحتج به في مواجهة‬
‫االغيار إال ابتداء من تاريخ تقييده بالسجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة‪ ،‬وهذا ما‬
‫تنص عليه المادة ‪ 381‬من مدونة التجارة‪ .‬لكن المشرع لم يحدد أي أجل لهذا التقييد‪ ،‬إذ‬
‫كان على المشرع أن يلزم األطراف على تقييد عقد رهن األصل التجاري داخل أجل محدد‬
‫حماية للدائن وصونا للحقوق‪ .‬وبالتالي فقد أصبحت مرتبة الدائنين فيما بينهم تحدد حسب‬
‫تاريخ تقييدهم في السجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة⁽‪.⁾2‬‬

‫وفي حالة نقل األصل التجاري من مكان ألخر يجب على الدائن أن يقوم بتقييد تعديلي‬
‫بالسجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة‪ ،‬وذلك داخل أجل ‪ 31‬يوما من تاريخ‬
‫إخطاره أو الثالثين يوما بعلمه بهذا النقل وذلك لتحديد المقر الجديد الذي انتقل إليه هذا‬
‫األصل‪ .‬وقد ألزم المشرع المدين الراهن بالقيام بإعالم الدائنين المرتهنين بعملية نقل األصل‬
‫وإال كانت ديونه مستحقة األداء بقوة القانون⁽‪.⁾3‬‬

‫وقد عمل المشرع المغربي على تبسيط إجراءات تحقيق الرهن الواردة على األصل‬
‫التجاري والتي كانت في السابق سببا في فقدان األصل التجاري لقيمته الحقيقية‪ ،‬إذ يتيح‬
‫القانون الجديد لفائدة الدائن مكنة التملك القضائي عند عدم األداء‪ ،‬والذي يخول لهذا األخير‬
‫الحصول على المال المرهون بأمر من رئيس المحكمة بصفته قاضيا ل أمور المستعجلة‪.‬‬
‫عالوة على ذلك يمكن تحقيق الضمانة بواسطة آليات تعاقدية جديدة ال تستلزم اللجوء إلى‬

‫⁽‪⁾1‬قرار صادر عن المجلس األعلى‪( ،‬محكمة النقض) بتاريخ ‪ ،1889/83/31‬تحت عدد ‪ ،11‬في الملف التجاري‬
‫‪ ،81/3811‬منشور بمجلة القضاء والقانون‪ ،‬عدد ‪ ،311‬ص ‪ 131‬وما يليها‪.‬‬
‫⁽‪⁾2‬المادة ‪ 338‬من مدونة التجارة‬
‫⁽‪⁾3‬المادة ‪ 33‬من مدونة التجارة‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫القضاء كتملك الشيء المرهون عند عدم الوفاء‪ ،‬وكذا البيع بالتراضي‪ ،‬وهذا ما تنص عليه‬
‫المادة ‪ 331‬من مدونة التجارة عندما أحالت على المقتضيات المنصوص عليها في ظهير‬
‫االلتزامات والعقود وسنفصل في هذا األمر عندما سنتحدث عن اآلليات الجديدة لتحقيق‬
‫الرهن‪.‬‬

‫والغاية في ذلك حسب اعتقادي هي محاولة تفادي الصعوبات التي كانت تعترض‬
‫الدائنين من أجل تحقيق هذه الضمانات‪ ،‬زيادة على اآلجال الطويلة التي كانت تستغرقها‬
‫عمليات التحقيق التي تقع على األصل التجاري‪.‬‬

‫‪-2‬رهن القيم المنقولة المعنوية‬

‫كما قلنا سلفا فالقيم المنقولة تنقسم إلى قسمين‪ ،‬قيم منقولة مادية وتتمثل في السندات‬
‫لحاملها وقيما معنوية تتمثل في القيم االسمية أو المسعرة في البورصة‪ ،‬والقيم االسمية ال‬
‫تجسد ماديا‪ ،‬وينتج حق حاملها بمجرد تقييدها في سجل التحويالت التي تمسكه شركات‬
‫المساهمة⁽‪.⁾1‬‬

‫وبالرجوع الى الفقرة السابعة من المادة ‪ 111‬من قانون شركات المساهمة نجدها تنص‬
‫على أنه "يجب على كل شركة مساهمة أن تمسك بمقرها االجتماعي سجال يسمى سجل‬
‫التحويالت‪ ،‬يقيد به ترتيبا وبمراعاة تاريخها االكتتابات والتحويالت لكل فئة من القيم المنقولة‬
‫االسمية"‪.‬‬

‫وهكذا يمكن القول إن القيم المنقولة االسمية هي التي لم يتم إنشاؤها ماديا وانما تقييد‬
‫حقوق مالكها في سجل التحويالت الذي يمسكه الشخص المعنوي المصدر لها ومن هذا‬
‫المنظور فهي ال تنشأ إال من خالل هذا التقييد⁽‪.⁾2‬‬

‫⁽‪⁾1‬المادة ‪ 111‬من قانون لشركات المساهمة‪.‬‬


‫⁽‪⁾2‬محمد دغماوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪36‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫وبالتالي فان المشرع أعطى قوة ثبوتية قاطعة لهذه السجالت بحيث يجب أن تتضمن‬
‫أي تغير يط أر على مستوى ملكية القيم المنقولة االسمية حتى يحتج به ضد االغيار وفي‬
‫مواجهة الشركاء في الشركة نفسها⁽‪.⁾1‬‬

‫هذا وتجدر اإلشارة إلى مسالة مهمة وهي أنه إذا تعلق األمر برهن القيم المنقولة فان‬
‫تحقيق رهن هذه األخيرة‪ ،‬ال يتحقق باستيفاء قيمة هذه القيم كالتحقيق الذي ينصب على‬
‫األوراق التجارية‪ ،‬وإنما تطبق المقتضيات العامة المنصوص عليها في المادة ‪ 118‬من‬
‫مدونة التجارة‪ .‬وهذا ما ذهبت إليه محكمة النقض في أحد ق ارراتها ومما جاء فيه "اذا كان‬
‫القانون في إطار الرهن الحيازي ينص على أنه يمكن للدائن المرتهن أن يستوفي قيمة‬
‫األوراق التجارية المسلمة له على وجه الرهن‪ ،‬فان ذلك يتعلق فقط باألوراق التجارية‬
‫كالكمبياالت والشيك والسند ألمر‪ ،‬أما األسهم وسندات القرض فال تعتبر كذلك بل هي قيم‬
‫منقولة‪ ،‬وان تحقيق الرهن على هذه القيم المنقولة تتبع بشأنه المقتضيات العامة التي يخضع‬
‫لها المنقول المنصوص عليها في الفصل ‪ 118‬من مدونة التجارة والتي تقضي بأنه في‬
‫حالة عدم الوفاء في تاريخ االستحقاق يمكن للدائن داخل أجل سبعة أيام وبعد تبليغ للمدين‬
‫ولمالك الشيء المرهون إن وجد أن يجري بيع األشياء المرهونة بالمزاد العلني⁽‪.⁾2‬‬

‫وقد قام المشرع المغربي بنسخ وتعويض المادة ‪ 118‬من مدونة التجارة بموجب المادة‬
‫‪ 1‬من القانون ‪ 39.13‬المتعلق بالضمانات المنقولة والتي أحالت في تحقيق الرهن الحيازي‬
‫التجاري على المقتضيات المنصوص عليها في ظهير االلتزامات والعقود وبالتالي فان تحقيق‬
‫رهن القيم المنقولة يخضع لهذه المقتضيات‪.‬‬

‫⁽‪ ⁾1‬يوسف طباش‪ ،‬تحقيق رهن القيم المنقولة في التشريع المغربي والمقارن‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون‬
‫الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية االقتصادية واالجتماعية ‪،‬جامعة محمد الخامس الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪، 1881-1881‬‬
‫ص ‪.11‬‬
‫⁽‪⁾2‬قرار صادر عن المجلس األعلى‪( ،‬محكمة النقض) بتاريخ ‪ ،1881/81/81‬تحت عدد ‪ ،113‬في الملف عدد‬
‫‪ ،81/931‬منشور بنشرة ق اررات المجلس األعلى الغرفة التجارية‪ ،‬ص ‪ 18‬وما يليها‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫‪-3‬رهن الديون‬

‫يعتبر رهن الدين من المستجدات التي جاء بها المشرع المغربي‪ ،‬بموجب القانون رقم‬
‫‪ 39.13‬المتعلق بالضمانات المنقولة⁽‪ .⁾1‬وسنحاول أن نتطرق بنوع من التركيز إلى مفهوم‬
‫هذا النوع من الرهون‪ ،‬تم إلى الشروط الشكلية والموضوعية النعقاده‪ ،‬تم إلى التزامات وحقوق‬
‫طرفي عقد رهن الدين‪.‬‬

‫أ‪-‬مفهوم رهن الدين‬

‫لقد نظم المشرع المغربي عقد رهن الدين من المادة ‪ 111-3‬إلى المادة ‪ 111-1‬من‬
‫مدونة التجارة‪ .‬وبالرجوع إلى هذه المواد فإننا لم نجد أي تعريف لرهن الدين‪ ،‬وكذلك الشأن‬
‫بالنسبة للمشرع الفرنسي الذي لم يعطي أي تعريف لهذا األخير‪.‬‬

‫إ ال أن القضاء الفرنسي كان السباق لتعريف رهن الدين من خالل أحد ق ارراته ومما جاء‬
‫فيها "بأن العقد الذي يقوم بموجبه المدين بإحالة ونقل جميع الحقوق المرتبطة بدين ممسوك‬
‫في مواجهة أحد األغيار وذلك على سبيل الضمان لدائن معين يعتبر رهنا للدين"⁽‪.⁾2‬‬
‫وقد عرفه بعض الباحثين بأنه حق الدفع أو األداء الذي يتمتع به الدائن تجاه مدينه⁽‪،⁾3‬‬
‫الرهن على رهن الدين الذي له‬
‫فيما عرفه البعض األخر بأنه عقد يلتزم بمقتضاه المدين ا‬
‫تجاه الغير دون التخلي عين الحيازة‪ ،‬سواء أكان الدين حاال أو مستقبال تابتا أو متغي ار حتى‬

‫⁽‪⁾1‬تمت إضافة الفصل الثالث‪ ،‬أعاله إلى الباب الثاني من القسم األول‪ ،‬من الكتاب الرابع من القانون رقم ‪،31.11‬‬
‫المتعلق بمدونة التجارة بمقتضى المادة ‪ ،1‬من القانون رقم ‪.39.13‬‬
‫⁽‪ ⁾2‬أنظر ‪:‬‬
‫‪Cour de cassation, chambre commerciale, Audience publique, de 19 décembre‬‬
‫‪2006 N° de pouvoir 05-16395 publié dans le site www.legifrance.gouv.fr,date de‬‬
‫‪consultation le 14/03/2021.‬‬
‫‪3‬‬
‫⁽ ⁾ أنظر ‪:‬‬
‫‪Johanna Ben Nepthali, Le nantissement de créance et la procédure‬‬
‫‪collectives, thèse, pour l’obtention du crade de doctorat, Université Paris-Est Le 16‬‬
‫‪Avril 2019 N° 3 page15.‬‬

‫‪38‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫لو كان ناتجا عن تصرف الحق لم يحدد مبلغه بعد‪ ،‬وذلك ضمانا للوفاء بالدين الذي له قبل‬
‫الدائن المرتهن⁽‪.⁾1‬‬
‫وتجدر اإلشارة أن رهن الدين هو ضمانة معقدة‪ ،‬يستلزم إنشاءه وجود ثالثة أطراف وهم‬
‫مؤسس الرهن والدائن المرتهن ثم المدين بالدين⁽‪ .⁾2‬والدين أو الحق االجتماعي يمكن أن‬
‫يعطى كرهن فعلى سبيل المثال ولتسهيل حصول االئتمان يمكن للمقاولة رهن ديونها في‬
‫مواجهة زبنائها⁽‪ .⁾3‬هذا وإلبرام عقد رهن الدين البد من احترام بعض الشروط الموضوعية‬
‫والشكلية‪.‬‬

‫ب‪-‬األركان الموضوعية والشكلية النعقاد عقد رهن الدين‬

‫إن عقد رهن الدين كسائر العقود يجب أن تتوفر فيه كافة األركان الموضوعية المطلوبة‬
‫والمنصوص عليها في ظهير االلتزامات والعقود‪ .‬إال أن المشرع جاء بخصوصية تتعلق‬
‫بمحل رهن الدين وكذا شكلية انعقاده‪.‬‬

‫بالنسبة ل أولى فبالرجوع إلى المادة ‪ 111-3‬نجدها تنص على أنه" يجوز رهن أي‬
‫دين قائم حاال أو مستقبال سواء كان مبلغه تابتا أو متغي ار‪ ،‬حتى لو كان ناتجا عن تصرف‬
‫الحق لم يحدد مبلغه بعد وسواء حدد هوية المدينين بهذا الدين أو لم تحدد‪.‬‬

‫من خالل هذه المادة نالحظ أن المشرع قام بتوسيع محل الرهن ليشمل الديون اآلجلة‬
‫والمستقبلية‪ .‬و إذا كانت عبارة مستقبال جاءت عامة فالبد من تعيين هذا المحل تعيينا دقيقا‬

‫⁽‪⁾1‬محمد الهبول‪ ،‬رهن الديون‪ ،‬مقال منشور بمجلة اإلرشاد القانوني‪ ،‬مجلة نصف سنوية ‪،‬العدد المزدوج الثامن والسابع‬
‫طبعة ‪ ،1818‬ص ‪.181-183‬‬
‫⁽‪ ⁾2‬أنظر ‪:‬‬
‫‪Phillippe Simler-Philippe Delebecque, Droit civil les suretés la publicité‬‬
‫‪foncière, 6ème Edition, Dalloz, 2012 N°642, page 574.‬‬
‫⁽‪ ⁾3‬أنظر ‪:‬‬
‫‪Ph. Malaurie-Lourent Aynés -Pierre Croq, Droit des suretés, 10éme Edition,‬‬
‫‪LGDJ 2010N°525, page 334.‬‬

‫‪39‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫بما يضمن حق الدائن وال يجعله محل غرر ومضاربة⁽‪ .⁾1‬زيادة على هذا فالمشرع لم يحدد‬
‫ما المقصود ب الدين المستقبل على عكس المشرع الفرنسي الذي عرف هذا األخير في المادة‬
‫‪ 2L4L-11‬من القانون المالي والنقدي الفرنسي بقوله "إن الدين المستقبل هو الذي يكون‬
‫نتيجة لعقد ثم إبرامه فعال لكن لم يتم بعد تحديد مستحقاته"⁽‪.⁾2‬‬

‫لهذا يعتبر الدين المستقبلي الدين الذي يكون نتيجة لعملية قامت بها المقاولة أتناء‬
‫ممارستها لنشاطها‪ ،‬لكنها لم تستخلص مستحقاتها من المدين بعد‪ ،‬وبالتالي يمكنها أن ترهن‬
‫ما لهذا األخير من دين‪.‬‬

‫زيادة على كون المحل يمكن أن يكون من الديون اآلجلة أو المستقبلية‪ ،‬فان المشرع‬
‫سمح ل أطراف بان يقوموا برهن جزء من هذا الدين فقط شريطة اال يكون غير قابل لالنقسام‬
‫وهذا ما تنص عليه المادة ‪ 111-1‬ونفس المقتضى نص عليه المشرع الفرنسي في المادة‬
‫‪ 1119‬في فقرتها الثانية من القانون المدني⁽‪.⁾3‬‬

‫إن رهن الديون اآلجلة أو المستقبلية رغم عدم إمكانية تسليمها اال أنها تحمل‬
‫المواصفات التي تجعلها قابلة للرهن حيث إن وجودها محقق الوقوع فاألجل حال ال محالة‪،‬‬
‫وكذلك الواقعة المستقبلية ال تنقص من الحق أو تنفيه بل تنقل حدوثه إلى المستقبل وهي‬
‫مجرد عارض يؤجل المطالبة بالحق وهو باألساس موجود مند التعاقد⁽‪.⁾4‬‬

‫⁽‪⁾1‬محمد الزين‪ ،‬النظرية العامة لاللتزامات‪ ،‬العقد‪ ،‬الطبعة الثانية‪ 3111 ،‬صفحة‪ 311 ،‬وما يليها‪.‬‬
‫⁽‪⁾2‬أنطر ‪:‬‬
‫‪L’article L131-23 code monétaire et financier française dispose que "les‬‬
‫‪créances futures résultent d’un acte déjà intervenu au l’intervenu mais le‬‬
‫‪montant et l’exigibilité ne sont pas encoure détermines.‬‬
‫⁽‪⁾3‬أنظر ‪:‬‬
‫‪Le deuxième paragraphe de L’article 1119 code civil français " il peut porter‬‬
‫‪sur une fraction de créance sauf si celle-ci est indivisible.‬‬
‫⁽‪⁾4‬سعيد بالحضري‪ ،‬رهن الديون اآلجلة أو المستقبلية‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد األول‬
‫وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،1818-1831‬ص ‪.11‬‬

‫‪40‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫أما بالنسبة للشروط الشكلية النعقاد رهن الدين فيمكن استخالصها من مضمون المادة‬
‫‪ 111-1‬من مدونة التجارة‪ ،‬والتي تنص على أن "رهن الدين يصبح ساري المفعول بين‬
‫األطراف ابتداء من تاريخ العقد"‪ .‬من خالل هذه المادة يمكن القول إن المشرع اشترط الكتابة‬
‫في إبرام عقد الرهن إال أنه لم يحدد نوع المحرر الذي يجب أن يفرغ فيه هذا العقد‪ .‬ومهما‬
‫يكن فان العقد يجب أن يكون مكتوبا وذلك ليقوم األطراف بتحديد محل الرهن تحديدا دقيقا‬
‫وكذا من أجل االتفاق على عناصره وكيفية نفاده‪.‬‬

‫وعلى عكس المشرع المغربي فان نطيره الفرنسي كان أكثر تشددا منه عندما نص‬
‫وبشكل صريح على شكلية الكتابة تحت طائلة البطالن‪ ،‬وذلك في المادة ‪ 1111‬من القانون‬
‫المدني⁽‪ ⁾1‬وهذا ما يؤكد لنا أن الكتابة في رهن الدين تعتبر شكلية النعقاد هذا األخير وليس‬
‫إلثباته‪ .‬ولعل ما دفع المشرع المغربي إلى عدم اشتراطه لنوع المحرر وترك األمر إلرادة‬
‫األطراف هو تسهيل إنشاء هذا النوع من الرهون‪.‬‬

‫زيادة على شكلية الكتابة فان المشرع ألزم الدائن بضرورة القيام بتبليغ رهن الدين لفائدة‬
‫المدين‪ ،‬فإذا كان ذاتيا فانه يتم عبر إشعار رسمي تابت التاريخ مالم يكن حاض ار زمن‬
‫العقد⁽‪ .⁾2‬أما إذا تعلق األمر بالشخص المعنوي التابع ألشخاص القانون العام وجب أن يتم‬
‫التبليغ المذكور للمحاسب العمومي لديه أو من يقوم مقامه⁽‪.⁾3‬‬

‫هذا ويعد التبليغ ضروريا إلشعار الغير بوجود الرهن سواء تعلق األمر بإشعار مدين‬
‫المدين الراهن أو إشعار حائز الدين المرهون وغالبا ما يتم إشعار المدين لتفادي تصرفه في‬
‫الدين ومنع المدين الراهن من استيفاء هذا الدين أو ترتيب حقوق أخرى عليه⁽‪.⁾4‬‬

‫⁽‪⁾1‬أنظر‪:‬‬
‫‪L’article 1111 code civil français " A peine de nullité, le nantissement de‬‬
‫" ‪créance doit être conclu par écrit.‬‬
‫⁽‪⁾2‬المادة ‪ 111-9‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫⁽‪⁾3‬الفقرة ‪ 1‬من المادة ‪ 111-1‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫⁽‪⁾4‬سعيد بالحضري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11‬‬

‫‪41‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫زيادة على تبليغ المدين بعقد رهن الدين فقد نص المشرع على شكلية أخرى تعد هي‬
‫األهم خاصة عندما يتعلق األمر ب االحتجاج بالضمانة تجاه الغير وهي الشهر اذ ال بد من‬
‫القيام بعملية إشهار عقد الرهن بتقييده في السجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة‪.‬‬
‫وهذا ما تنص عليه المادة ‪111-1‬من مدونة التجارة‪ .‬وتلعب عملية اإلشهار هذه دو ار مهما‬
‫في إعالم األغيار عن وضعية هذ ه الديون فهي تلعب دور الحيازة حينما يتعلق االمر بالرهن‬
‫الحيازي للمنقول‪.‬‬

‫أما إذا تعلق األمر برهن الدين الخاضع لقانون أجنبي فان االحتجاج به‪ ،‬يكون أمام‬
‫المدين الذي يقيم في المغرب بصفة اعتيادية وفق الشروط المنصوص عليها في القانون‬
‫الذي يسري على الدين موضوع الرهن‪ ،‬مع مراعاة أحكام االتفاقيات الدولية المتعلقة‬
‫باالعتراف المتبادل‪ ،‬بالمساطر القانونية والقضائية واإلدارية التي صادقت عليها المملكة‬
‫المغربية أو انضمت إليها‪ ،‬وكذا المقتضيات التشريعية المتعلقة بالنظام العام⁽‪.⁾1‬‬

‫ج‪-‬حقوق والتزامات أطراف عقد رهن الدين‬

‫تترتب عن عقد رهن الدين الصحيح المستوفي لكافة أركانه وشروط صحته‪ ،‬التزامات‬
‫وحقوق أساسية‪ ،‬سواء بالنسبة للدائن المرتهن أو المدين الراهن⁽‪.⁾2‬‬

‫ج‪ -1-‬حقوق والتزامات المدين‬

‫من التزامات المدين الراهن عدم تغير نطاق الحقوق المرتبطة بالديون المرهونة دون‬
‫موافقة الدائن المرتهن‪ ،‬ما لم يتم االتفاق على خالفا ذلك‪ .‬وهذا ما تنص عليه الفقرة الثانية‬
‫من المادة ‪ 111-1‬من مدونة التجارة‪ .‬وبالتالي فان المدين ملزم بالحفاظ على سالمة الدين‬
‫المرهون والسعي لتحقيقه وعدم االنتقاص منه أو تغير حدوده دون موافقة الدائن‪.‬‬

‫⁽‪⁾1‬المادة ‪ 111-1‬من مدونة التجارة‪.‬‬


‫⁽‪⁾2‬محمد الهبول ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.181‬‬

‫‪42‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫كما يلتزم بتبليغ المدين الراهن لعقد رهن الدين‪ ،‬إذا ما اتفق الراهن والمرتهن في العقد‬
‫على أن هذا التبليغ يقع على عاتق الراهن‪ ،‬غير أنه يمكن للمدين أن يتمسك في مواجهة‬
‫الدائن المرتهن ببطالن رهن الدين إذا كان العقد الذي نشأ عنه الحق باطال أو باالنقضاء‬
‫قبل الدائن المرتهن بالقدر الذي يجوز له قبل الدائن األصلي⁽‪.⁾1‬‬

‫ج‪ -2-‬حقوق والتزامات الدائن‬

‫بالرجوع إلى الفقرة الثانية من المادة ‪ 111-1‬من مدونة التجارة نجدها تنص على أنه‬
‫"يمتد الرهن إلى توابع الدين‪ ،‬ما لم يتفق األطراف على خالف ذلك" فالدائن من حقه‬
‫االستفادة من توابع هذا الدين وخصمها من الفوائد ثم من أصل الدين الذي له‪ ،‬مالم يتم‬
‫االتفاق على خالف ذلك⁽‪.⁾2‬‬

‫فضال عن هذا فالدائن يلتزم في مواجهة الغير بوقوع الرهن عن طريق القيد في السجل‬
‫الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة‪ ،‬وذلك من مصلحته حتى ال يفقد حقه في األولوية‪.‬‬
‫وهو ملزم بالتشطيب على هذا الرهن واال تحمل المسؤولية عما قد يصيب الغير في حقوقهم‬
‫نتيجة عدم تمكنهم من تسجيليها‪ ،‬لوجود قيد سابق أغفل التشطيب عليه وقد أعطى المشرع‬
‫المغربي أجل ‪ 31‬يوما بعد انتهاء أجل تقييدها أو بعد الوفاء بالدين أو في حالة فسخ العقد‬
‫أو إبطاله أو بطالنه أو في أي حالة أخرى منصوص عليها في القانون⁽‪.⁾3‬‬

‫هذا وقد يحدث أن يدفع المدين مبالغ غير مستحقة من الدين لفائدة الدائن المرتهن مما‬
‫يدفعنا للتساؤل عن مصير هذا الدفع الغير المستحق؟‬

‫بالرجوع الى المادة ‪ 111-1‬من مدونة التجارة نجدها تجيبنا عن هذا التساؤل بقولها‬
‫يمكن للمدين والدائن أن يتفقا على‪:‬‬

‫⁽‪⁾1‬محمد الهبول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.181‬‬


‫⁽‪⁾2‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.133‬‬
‫⁽‪⁾3‬المادة ‪ 31‬من القانون رقم ‪ 39.13‬المتعلق بالضمانات المنقولة‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫‪ -‬أن يخصم الجزء المدفوع من الدين المرهون؛‬

‫‪ -‬أو أن يعيد الدائن المرتهن الجزء المدفوع إلى المدين؛‬

‫‪-‬أو أن يحتفظ به الدائن المرتهن على سبيل الضمان في حساب خاص‪ ،‬يفتح لدى‬
‫مؤسسة ائتمان مؤهلة لتلقي األموال من الجمهور إلى حين حلول أجله‪ .‬وال تخضع المبالغ‬
‫الواردة في رصيد الحساب المشار إليه لمساطر التنفيذ باستثناء تلك التي تخص الدائن‬
‫المرتهن الذي فتح الحساب باسمه‪.‬‬

‫وما يعاب على المشرع في هذا اإلطار إغفاله للحالة التي يتخلف فيها المدين عن دفع‬
‫الدين المضمون مما يستدعي الرجوع إلى موقف القانون المدني الفرنسي في هذه المسألة‬
‫والذي نص في الفقرة الثالثة من المادة ‪ 1111‬على ما يلي" في حالة تخلف المدين بالدين‬
‫المضمون عن الدفع وبعد انقضاء ثمانية أيام من تاريخ إنذاره بقي دون جدوى يحق‬
‫تخصيص األموال من أجل تسديد دينه وفي حدود المبالغ غير المسددة⁽‪.⁾1‬‬

‫‪ -4‬رهن الحساب البنكي‬

‫يعتبر رهن الحسابات البنكية من المستجدات التي جاء بها المشرع المغربي بموجب‬
‫القانون رقم ‪ 39.13‬المتعلق بالضمانات المنقولة‪ .‬والحساب البنكي هو عقد بمقتضاه يتفق‬
‫البنك مع زبونه على تقييد ديونهما المتبادلة في كشف وحيد على شكل أبواب دائنة ومدينة‪،‬‬
‫والتي بدمجها يمكن في كل حين استخراج رصيد مؤقت لفائدة أحد األطراف⁽‪⁾2‬وبهذا المعنى‬
‫يمكن القول إن رهن الحساب البنكي ما هو إال رهن للدين⁽‪ .⁾3‬وهكذا سنحاول أن نتناول رهن‬
‫الحساب البنكي من خالل كيفية انعقاده وآثاره بين المتعاقدين‪.‬‬

‫⁽‪⁾1‬محمد الهبول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.181‬‬


‫⁽‪⁾2‬المادة ‪ 111‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫⁽‪⁾3‬تنص المادة ‪ 111-1‬من مدونة التجارة على أنه "يعتبر رهن الحساب البنكي رهنا للدين‪ ،‬وفي هذه الحالة يكون الدين‬
‫المرهون هو الرصيد الدائن لهذا الحساب في تاريخ تحقيق الرهن‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫أ‪ -‬انعقاد رهن الحساب البنكي‬

‫كسائر العقود األخرى فعقد رهن الحساب البنكي‪ ،‬البد أن تتوفر فيه األركان‬
‫الموضوعية والشكلية من أجل أن يكون تاما ومنتجا لكافة أثاره‪.‬‬

‫أ‪ -1-‬األركان الموضوعية‪:‬‬

‫إلبرام عقد رهن الحساب البنكي البد أن تتوفر في أطرافه األهلية الالزمة في ذلك‪،‬‬
‫وألن عقد الرهن من العقود الرضائية‪ ،‬يجب أن يبرم العقد برضى األطراف هذه اإلرادة يجب‬
‫أن تكون خالية من العيوب التي يمكن أن تشوبها‪ .‬فضال عن هذا يجب أن يكون السبب‬
‫مشروعا والسبب في عقد الرهن أن الراهن ال يقرر الرهن تبرعا منه بل رغبة منه في‬
‫الحصول على قرض‪ .‬أما المحل في عقد رهن الحساب البنكي فقد جعله المشرع هو الرصيد‬
‫الدائن لهذا الحساب في تاريخ تحقيق الرهن⁽‪ .⁾1‬وعليه فان الرصيد محل الدين ال يتحدد ٳال‬
‫من تاريخ تحقيق الرهن وهذا المقتضى قد يتضمن العديد من المخاطر بالنسبة للدائن‬
‫المرتهن‪ ،‬حيث يمكن أن يجد الدائن عند تاريخ تحقيق الرهن أنه أمام حساب برصيد مدين‬
‫وليس دائن⁽‪.⁾2‬‬
‫هذا ولم يتطرق المشرع المغربي إلى مسألة مهمة‪ ،‬وهي حقوق الدائن على هذا الحساب‬
‫أتناء فتح مساطر صعوبات المقاولة‪ ،‬مع العلم أن هناك أحكام خاصة تنظم هذه المؤسسة‬
‫على عكس المشرع الفرنسي الذي نص على أن حقوق الدائن تمارس على الرصيد الدائن من‬
‫تاريخ إصدار الحكم بفتح المسطرة وهذا ما تنص عليه الفقرة الثانية من المادة ‪ 1118‬من‬
‫القانون المدني الفرنسي⁽‪.⁾3‬‬

‫⁽‪⁾1‬المادة ‪ 111-1‬من مدونة التجارة‪.‬‬


‫⁽‪ ⁾2‬أنظر ‪:‬‬
‫‪Bui DucGiang, sureté conventionnelle sur créances en droit français, anglais et‬‬
‫‪vietnamien, thés de doctorat, en droit, université Panthéon-Assas soutenue le 2 juin‬‬
‫‪2014, page N°15.‬‬
‫⁽‪ ⁾3‬أنظر ‪:‬‬
‫‪Le deuxième paragraphe de L’article 2360 dispose que "Sous cette même réserve, au cas‬‬
‫‪d'ouverture d'une procédure de sauvegarde, de redressement judiciaire, de liquidation‬‬
‫‪judiciaire ou d'une procédure de traitement des situations de surendettement des‬‬
‫‪particuliers contre le constituant, les droits du créancier nanti portent sur le solde du‬‬
‫‪compte à la date du jugement d'ouverture.‬‬

‫‪45‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫أ‪ -2-‬األركان الشكلية إلنشاء رهن الحساب البنكي‬

‫من الشروط الشكلية التي يتطلبها عقد رهن الحساب ضرورة الكتابة‪ ،‬زيادة على إشهار‬
‫هذا العقد لالحتجاج به أمام األغيار‪.‬‬

‫أما فيما يخص شرط الكتابة وان لم ينص عليه المشرع صراحة فيمكن أن نستشفه من‬
‫خالل ما جاء في المادة ‪ 111-9‬من مدونة التجارة‪ ،‬فالعقد يجب أن يتضمن مجموعة من‬
‫البيانات‪ ،‬منها ما يتعلق باألطراف كذكر اسم المؤسسة ماسكة الحساب المرهون‪ ،‬وهوية‬
‫الشخص صاحب الحساب‪ ،‬ورقم هذا األخير‪ .‬ومنها ما يتعلق بملغ الدين المرهون هذا‬
‫االخير يجب تحديده تحديدا كافيا وفي حالة عدم تحديده بيان العناصر التي تمكن من‬
‫التعرف عليه‪.‬‬

‫لكن السؤال المطروح فيما يتعلق بهذه المسألة هل يمكن تحديد مبلغ الدين أتناء ٳبرام‬
‫العقد؟‬

‫في نظرنا ال يمكن ل أطراف أن يقوموا بتحديد مبلغ الدين وذلك لسببين األول أن‬
‫الحساب يكون جاريا بمعنى أنه يعرف حركية مستمرة بين األصول والخصوم‪ ،‬والسبب الثاني‬
‫أن مبلغ الدين المرهون هو الرصيد الدائن لهذا الحساب في تاريخ تحقيق الرهن وهذا ما‬
‫تنص عليه المادة ‪ 111-1‬من مدونة التجارة وكذا الفقرة األولى من الفصل ‪ 1118‬من‬
‫القانون المدني الفرنسي⁽‪.⁾1‬‬

‫من خالل هذه المقتضيات يمكن القول إن المشرع اشترط الكتابة في عقد رهن الحساب‬
‫البنكي‪ ،‬وترك الخيار ل أطراف في اختيار نوع المحرر الذي يريدونه مع التذكير أن المشرع‬
‫الفرنسي اشترط الكتابة تحث طائلة بطالن عقد رهن الدين‪.‬‬

‫⁽‪⁾1‬أنظر‪:‬‬
‫‪Le premier paragraphe, de L’article 2360, code civile français"Lorsque le‬‬
‫‪nantissement porte sur un compte, la créance nantie s'entend du solde créditeur,‬‬
‫‪provisoire ou définitif, au jour de la réalisation de la sûreté sous réserve de la‬‬
‫‪régularisation des opérations en cours, selon les modalités prévues par les‬‬
‫‪procédures civiles d'exécution.‬‬

‫‪46‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫زيادة على شرط الكتابة فقد نص المشرع على شكلية أخرى ضرورية وهي تقييد عقد‬
‫رهن الحساب البنكي في السجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة‪ ،‬وهذا ما تنص عليه‬
‫الفقرة األخيرة من المادة ‪ 111-9‬من مدونة التجارة‪ .‬والغاية من هذا التقيد هو االحتجاج‬
‫برهن هذا الحساب في مواجهة الغير زيادة على ذلك يجب إشعار البنك ماسكة الحساب بهذا‬
‫الرهن تحث طائلة عدم االحتجاج به أمامها مالم تكن طرفا في عقد الرهن‪.‬‬

‫ب‪ -‬آثار رهن الحساب البنكي بين األطراف‬

‫باعتبار رهن الحساب البنكي رهنا للدين‪ ،‬فان جميع أثاره باعتباره من الرهون المعنوية‪،‬‬
‫التي ال يفترض فيها تخلي المدين عن الحيازة‪ ،‬تنطبق على رهن الحساب البنكي‪ .‬اللهم‬
‫بعض الخصوصيات التي نص عليها المشرع المغربي لفائدة المدين الراهن وكذا الدائن‬
‫المرتهن‪.‬‬

‫ومن هذه الخصوصيات ما تنص عليها المادة ‪ 111-1‬من مدونة التجارة والتي جاء‬
‫فيها" يستعمل الحساب المرهون بحرية من طرف المدين الراهن‪ ،"..‬وهذا األمر طبيعي فمن‬
‫خالله تقوم المقاولة بتسوية وضعيتها المالية تجاه زبائنها‪ ،‬لكن ما العمل إذا قام المدين‬
‫بالتصرف في جميع أمواله الموجودة في الحساب؟‬

‫جوابا عل ى هذا السؤال يمكن الرجوع الى ما جاءت به الفقرة الثانية من المادة أعاله‬
‫ومما جاء فيها "أنه ال يؤدي خصم جميع المبالغ الموجودة في الرصيد الدائن للحساب‬
‫المرهون إلى انقضاء الرهن" وبالتالي فالمدين له كامل الحرية في التصرف في الرصيد‬
‫البنكي المرهون إال أن تطبيق هذا المقتضى على صعيد الواقع العملي قذ يثير العديد من‬
‫المشاكل⁽‪.⁾1‬‬

‫⁽‪⁾1‬محمد القدري‪ ،‬رهن الديون والحسابات البنكية‪ ،‬كأحد أبرز مستجدات القانون ‪ ،39.13‬دراسة مقارنة بين التشريع‬
‫المغربي والتشريع الفرنسي‪ ،‬مقال منشور بمجلة الباحث للدراسات واألبحاث القانونية‪ ،‬العدد ‪ 19‬مارس ‪،1813‬‬
‫ص ‪.311‬‬

‫‪47‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫إ ال أن المشرع وأمام خطورة هذا المقتضى فقد جعل له استثناء قد يحد من إمكانية‬
‫تصرف المدين بهذا الرصيد بشكل يضر بالدائن‪ ،‬فبالرجوع الى المادة ‪ 111-38‬من‬
‫المدونة نجدها تنص على إمكانية اتفاق المدين والدائن في عقد الرهن على تجميد مبلغ‬
‫الرهن من الرصيد الدائن لكن يجب عليه إشعار الراهن بذلك‪ ،‬وبالتالي تمنع أي عملية مدينة‬
‫على المبلغ المجمد المرهون‪.‬‬

‫‪-5‬رهن حسابات السندات‬

‫إن الملكية لم تعد تقتصر على األشياء المادية‪ ،‬بل أنها تشمل أيضا أشياء وأموال‬
‫معنوية‪ ،‬كاألسهم والسندات⁽‪ ،⁾1‬وبالتالي فالمقاولة يمكن لها أن ترهن السندات المتوفرة لديها‪،‬‬
‫ألن رهن هذه السندات سيسمح للمقاولة على الحصول على القروض خاصة القصيرة األجل‬
‫وبالتالي تسهيل االئتمان⁽‪.⁾2‬‬

‫ومن التجديدات التي نص عليها المشرع المغربي بموجب المادة ‪ 1‬من القانون رقم‬
‫‪ 39.13‬إمكانية رهن حسابات السندات‪ ،‬واذا كان هذا األخير قد عرف تأخ ار في تنظيم هذا‬
‫النوع من الرهون فان المشرع الفرنسي قد أخد بالعمل به منذ سنة ‪ 3111‬وذلك بموجب‬
‫القانون النقدي والمالي‪ ،‬الذي عرف مجموعة من التعديالت اخرها سنة ‪ ،⁾3⁽1831‬لدى‬
‫سنحاول أن نتطرق إلى األحكام العامة لهذه النوع من الرهون‪.‬‬

‫⁽‪⁾1‬محمد الفروجي‪ ،‬التاجر وقانون التجارة بالمغرب‪ ،‬سلسلة الدراسات القانونية‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الطبعة الثانية‬
‫‪ ، 3111‬ص ‪.1‬‬
‫⁽‪ ⁾2‬أنظر ‪:‬‬
‫‪Aurora Ben Abida, Les suretés mobilières sur les biens incorporels‬‬
‫‪proposition pour rénovation du système des suretés mobilières en France et‬‬
‫‪Québec, thèse de doctorat, l’année de soutenance 1831, université de‬‬
‫‪Montréal, N°92 page 78.‬‬
‫⁽‪ ⁾3‬أنظر ‪:‬‬
‫‪L’ordonnance N°1831-1674 du 8 décembre 2017.‬‬

‫‪48‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫بالرجوع الى المادة ‪ 111-31‬من مدونة التجارة‪ ،‬نجدها تنص على أنه "يمكن أن‬
‫تكون السندات المسجلة في الحساب محل رهن حساب السندات‪ ،‬ويتم هذا الرهن بواسطة‬
‫عقد يتضمن مجموعة من البيانات المتعلقة باسم المؤسسة البنكية ماسكة الحساب‪ ،‬وهوية‬
‫صاحب الحساب المرهون‪ ،‬ونوعية ورقم الحساب‪ ،‬ثم مبلغ الدين المرهون وفي حالة عدم‬
‫تحديده بيان العناصر التي تمكن من التعرف عليه"‪.‬‬

‫أما المادة ‪ L133.18‬من القانون النقدي والمالي الفرنسي فقد نصت على أن رهن‬
‫حسابات السندات ينشأ بين األطراف بموجب إعالن موقع عليه من طرف صاحب‬
‫الحساب⁽‪.⁾1‬‬

‫وهذه الشكلية أصبحت شرط صحة لهذا الرهن بموجب التعديل الصادر بتاريخ ‪1‬‬
‫يوليوز‪ .⁾2⁽3111‬باإلضافة إلى شكلية الكتابة التي نص عليها المشرع المغربي فالبد من‬
‫القيام بعملية إشهار هذا الرهن وذلك بتقييده في السجل الوطني االلكتروني للضمانات‬
‫المنقولة‬

‫هذا وتجدر اإلشارة أنه البد من إشعار المؤسسة البنكية الماسكة لحسابات السندات‬
‫بهذا الرهن‪ ،‬وذلك من أجل االحتجاج به أمامها‪ ،‬مالم تكن طرفا في العقد وبالتالي إعفاء‬
‫الراهن من هذا اإلشعار‪ .‬وهذا ما تنص عليه الفقرة السابعة من المادة ‪ 111-31‬من مدونة‬
‫التجارة المغربية‪ .‬زيادة على هذا فالمشرع أجاز لصاحب حساب السندات المرهونة التصرف‬

‫⁽‪ ⁾1‬أنظر ‪:‬‬


‫‪L’article L133-20 code monétaire et financier Français " Le nantissement‬‬
‫‪d’un compte-titrer est réalisé tant entre les parties qu’à l’égard de la‬‬
‫‪personne morale émettrice et des tiers par une déclaration singé par le‬‬
‫‪titulaire du compte.‬‬
‫⁽‪⁾2‬أنظر‪:‬‬
‫‪Philippe Malaurie-Lourent Aynés-Pierre Qroc, op-cité N°538, page 351.‬‬

‫‪49‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫في السندات المالية المسجلة وعائداتها المودعة في الحساب الفرعي لحساب السندات مالم‬
‫يتفق األطراف على خالف ذلك⁽‪.⁾1‬‬

‫لكن السؤال المطروح هنا ماهي الحماية القانونية لهذا الرهن في حالة حدوث تغيير في‬
‫حساب السندات المدرجة في الحساب؟‬

‫لم نجد أي إجابة لدى المشرع المغربي في مدونة التجارة‪ ،‬على عكس المشرع الفرنسي‬
‫الذي نص على أن السندات المرهونة يجب أن توضع في حساب خاص في اسم حامل‬
‫الحساب يديره وسطاء أو حارس مركزي إذا اقتضى األمر ذلك‪ ،‬وهذا ما نصت عليه الفقرة‬
‫الثالثة من المادة ‪133 2-18‬من القانون النقدي والمالي الفرنسي⁽‪.⁾2‬‬

‫والمالحظ أن المشرع المغربي وسع من دائرة وعاء هذا الرهن بحيث ال يشمل فقد‬
‫السندات المسجلة في الحساب عند إنشاء الرهن وانما السندات التي ستسجل الحقا‪ ،‬كما‬
‫يشمل أيضا عائدات هذه السندات المودعة في الحساب الفرعي إذا ثم االتفاق على ذلك⁽‪.⁾3‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الضمانات اليت تدخل يف حكم الضمانات املنقولة‬
‫باإلضافة إلى الضمانات المنقولة هناك ضمانات أخرى اعتبرها المشرع بمثابة‬
‫ضمانات تدخل في حكم الضمانات المنقولة‪ ،‬ويقصد بها العمليات المتعلقة بحوالة الحق أو‬
‫الدين وبيع المنقول مع شرط االحتفاظ بالملكية واالئتمان اإليجاري وحوالة الديون المهنية‬
‫وعمليات شراء الفاتورات‪ .‬وهذا ما تطرق إليه المشرع عند حديثه عن الضمانات الخاضعة‬
‫لإلشهار بالسجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة في الفقرة الثالثة من المادة ‪ 31‬من‬

‫⁽‪⁾1‬المادة ‪ 111-31‬من مدونة التجارة‪.‬‬


‫⁽‪ ⁾2‬أنظر ‪:‬‬
‫‪Le troisième paragraphe de L’article L211-20code monétaire et financier‬‬
‫‪Français dispose que "le compte nanti prend la forme d’un compte spécial‬‬
‫‪ouvert ou nom du titulaire et tenu par un intermédiaire.‬‬
‫⁽‪⁾3‬المادة ‪ 111-31‬من مدونة التجارة‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫القانون رقم ‪ .39.13‬وسنحاول أن نتطرق إلى هذه الضمانات‪ ،‬مع التركيز على ضمانة‬
‫شرط االحتفاظ بالملكية باعتبارها من مستجدات القانون الجديد المتعلق بالضمانات المنقولة‪.‬‬

‫سنتطرق بداية إلى بيع المنقول مع شرط االحتفاظ بالملكية ثم بعد ذلك إلى ضمانة‬
‫حوالة الحق أو الدين‪.‬‬

‫‪-1‬بيع المنقول مع شرط االحتفاظ بالملكية‬

‫لإلحاطة بهذا الموضوع يجب أوال إعطاء تعريف لهذا الشرط وطبيعته القانونية‪ ،‬ثم بعد‬
‫ذلك إلى كيفية إنشائه وأثاره تجاه األطراف‪.‬‬

‫أ‪-‬تعريف شرط االحتفاظ بالملكية‬

‫االحتفاظ بالملكية هو آلية ضمان مستمدة من الممارسة‪ ،‬وهو شرط يوضع في العقود‬
‫التي تنقل ملكية األشياء‪ ،‬وبموجبه يتفق الطرفان أنه لن تنتقل ملكية هذا الشيء إلى المشتري‬
‫إال عندما يقوم بتنفيذ كافة التزاماته تجاه الدائن⁽‪ ⁾1‬وبموجب هذا الشرط يجوز للمتبايعين‬
‫االتفاق على إرجاء نقل الملكية إلى المشتري إال بعد سداد كامل الثمن⁽‪.⁾2‬‬
‫وقد عرفه البعض بأنه اتفاق بين البائع والمشتري بعدم نقل الملكية بشكل فوري لضمان‬
‫قبض الثمن كامال‪ ،‬وبالتبع فهو بمثابة بيع ائتماني‪ ،‬يوظف الملكية كضمانة لتأدية الثمن‬
‫المتفق عليه من طرف المشتري⁽‪ .⁾3‬من خالل هذه التعاريف يمكن القول إن شرط االحتفاظ‬

‫⁽‪⁾1‬أنظر‪:‬‬
‫‪Florence Coppée, La réserve de propriété et la cession de créance à titre de‬‬
‫‪garantie, mémoire, en vue de l’obtention de diplôme du master, en droit,‬‬
‫‪université catholique de Louvain, années 2014-2015, p.8.‬‬
‫⁽‪⁾2‬محمد حسين منصور ‪ ،‬شرط االحتفاظ بالملكية ‪،‬دار الجامعة الجديدة ‪،‬دون دكر الطبعة ‪ ، 1881،‬ص ‪.11‬‬
‫⁽‪⁾3‬أنظر ‪:‬‬
‫‪Sophie bourguignon, les atteintes Au droit de propriété des créanciers dans‬‬
‫‪les procédure collectives, mémoire, en vue de l’obtention de diplôme du‬‬
‫‪master, en droit université R. shouman Strasbourg années, 2001-2002,‬‬
‫‪p.67.‬‬

‫‪51‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫بالملكية أصبح له وظيفة تأمينية هامة‪ ،‬وضمانة فعالة لحماية حقوق البائع في البيوعات‬
‫االئتمانية تقيه من خطر عدم استيفاء حقه من الثمن في ميعاد استحقاقه⁽‪.⁾1‬‬
‫ووعيا من المشرع المغربي للدور الذي يمكن أن تلعبه هذه الضمانة في مجال بيع‬
‫المنقوالت فقد عمل وألول مرة وبشكل صريح أن ينظم هذا الشرط في صلب ظهير االلتزامات‬
‫والعقود⁽‪.⁾2‬‬
‫وبالرجوع الى الفصل ‪ 139.13‬من هذا الظهير فان المشرع لم يعطي أي تعريف‬
‫لشرط االحتفاظ بالملكية وانما اكتفى بإعطاء مضمون لهذا الشرط‪.‬‬
‫في حين نجد أن المشرع المصري ينص في المادة ‪ 118-3‬من القانون المدني‬
‫المصري على أنه إذا كان البيع مؤجل الثمن جاز للبائع أن يشترط أن يكون نقل الملكية إلى‬
‫المشتري موقوفا على استيفاء الثمن كله ولو ثم التسليم‪ .‬أما المشرع الفرنسي فقد نظم هذا‬
‫الشرط في صلب القانون المدني بموجب األمر المؤرخ في ‪ 11‬مارس ‪ 1881‬وذلك من‬
‫المادة ‪ 1111‬إلى المادة ‪.1111‬‬
‫وتنص المادة ‪ 1111‬من القانون المدني الفرنسي أنه "يمكن االحتفاظ بملكية مال‬
‫على سبيل الضمان بمقتضى شرط االحتفاظ بالملكية‪ ،‬الذي يوقف األثر الناقل للعقد إلى‬
‫حين الوفاء الكامل بااللتزام الذي يشكل المقابل له⁽‪⁾3‬هذا الكالم مفاده أن البيع مع إدراج‬
‫شرط االحتفاظ بالملكية هو ضمانة لفائدة البائع حتى يستوفي باقي ثمن البيع رغم تسليمه‬
‫الشيء المبيع إلى المشتري‪.‬‬

‫⁽‪ ⁾1‬محمد العلواني‪ ،‬شرط االحتفاظ بالملكية البيع االئتماني‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة كلية العلوم القانونية‬
‫االقتصادية واالجتماعية أكدال‪ ،‬جامعة محمد الخامس الرباط‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،3111-3119،‬ص‪.1‬‬
‫⁽‪⁾2‬تمت إضافة الفرع الخامس‪ ،‬من الباب الثالث‪ ،‬من القسم األول‪ ،‬من الكتاب الثاني‪ ،‬بمقتضى المادة ‪،1‬من القانون رقم‬
‫‪ ،39.13‬المتعلق بالضمانات المنقولة‪ ،‬وعنونه "في بيع المنقول مع شرط االحتفاظ بالملكية"‪.‬‬
‫⁽‪ ⁾3‬أنظر ‪:‬‬
‫‪L’article 1111 code civile français " La propriété d'un bien, peut être retenue‬‬
‫‪en garantie, par l'effet d'une clause de réserve de propriété, qui suspend‬‬
‫‪l'effet translatif d'un contrat, jusqu'au complet paiement de l'obligation, qui‬‬
‫"‪en constitue la contrepartie.‬‬

‫‪52‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫ب‪-‬الطبيعة القانونية لشرط االحتفاظ بالملكية‬

‫بداية لقد شكل موضوع الطبيعة القانونية لشرط االحتفاظ بالملكية مجاال خصبا لآلراء‬
‫والجداالت الفقهي ة‪ ،‬فمنهم من يعتبر هذا الشرط وصفا من أوصاف االلتزام‪ ،‬ومنهم من يعتبره‬
‫ضمانا‪ .‬وهكذا سنحاول أن نتطرق الى كل نظرية على حدة تم سنخلص الى موقف المشرع‬
‫المغربي من الطبيعة القانونية لشرط االحتفاظ بالملكية‪.‬‬

‫ب‪ -1-‬شرط االحتفاظ بالملكية باعتباره وصفا‬

‫إن القواعد العامة المعمول بها أن عقد البيع يتم بمجرد تراضي طرفيه أحدهما على‬
‫البيع واألخر بالشراء وباتفاقهم على شروط العقد األخرى‪ .‬إال أنه قد يقع أن يلحق بهذا العقد‬
‫وصفا معينا والوصف يمكن أم يشمل كال من أطراف العقد أو يلحق محله أو برابطة‬
‫المديونية فيه⁽‪ .⁾1‬وأوصاف االلتزام كثيرة إال أن ما يهمنا هنا هو الشرط الفاسخ والشرط‬
‫الواقف‪.‬‬

‫وتبعا لهذا دهب بعض الباحثين إلى اعتبار شرط االحتفاظ بالملكية شرطا واقفا‪ ،‬بحيث‬
‫إ نه معلق على أداء المشتري لباقي ثمن البيع وال تنتقل الملكية اليه قبل الوفاء بالثمن⁽‪ .⁾2‬وقد‬
‫تبنى بعض الفقه الفرنسي نفس الرأي حينما اعتبر شرط االحتفاظ بالملكية شرطا واقفا ألنه‬
‫يجعل الملكية ال تنتقل الى المشتري إال بتسديده لجميع األقساط التي يتحملها⁽‪.⁾3‬‬

‫وبالتالي فشرط الوفاء بالثمن هو شرط واقف‪ ،‬يتوقف على تحققه وجود البيع ذاته‪ ،‬وال‬
‫ينعقد البيع قبل الوفاء بكامل الثمن‪ .‬ويظل البائع مالكا للمبيع وال تنتقل الملكية للمشتري قبل‬

‫⁽‪ ⁾1‬عبد الرزاق أحمد السنهوري الوسيط في شرح القانون المدني الجزء الثالث النظرية بوجه عام مطبعة الجامعات المصرية‬
‫ص ‪.1‬‬
‫⁽‪⁾2‬محمد حسين منصور شرط االحتفاظ بالملكية في بيع المنقول المادي ‪،‬منشأ المعارف اإلسكندرية دون ذكر الطبعة‬
‫والسنة ص ‪.111‬‬
‫⁽‪ ⁾3‬أنظر ‪:‬‬
‫‪Ghistin.J -Réflexion d’un civiliste sur la clause de réserve de propriété N°11‬‬
‫‪pages 8.D3193.‬‬

‫‪53‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫الوفاء بكامل الثمن‪ .‬وال يقدح في صحة هذا الوصف انتقال المبيع إلى حيازة المشتري‪ ،‬إذ أن‬
‫البائع لم يقصد التخلي عن ملكية المبيع قبل حصوله على المقابل المتفق عليه⁽‪.⁾1‬‬

‫ويترتب على إعمال هذا الراي على المستوى القانوني عدة أثار‪ ،‬ومنها ما ينص عليه‬
‫الفصل ‪ 311‬من ظهير االلتزامات والعقود والذي جاء فيه "أنه ال يجوز للملتزم تحث شرط‬
‫واقف أن يجري قبل تحقق الشرط أي عمل من شأنه أن يمنع أو يصعب على الدائن مباشرة‬
‫حقوقه التي تثبت له إذا ما تحقق هذا الشرط"‪ .‬هذا وقد لقي أصحاب هذا التوجه عدة‬
‫انتقادات لكون تبعة الهالك يتحملها البائع وهذا غير مقبول ألن المشتري انتقل إليه الشيء‬
‫المبيع على الرغم من أن الملكية لم تنتقل إليه بعد⁽‪.⁾2‬‬

‫زيادة على ذلك فأصحاب هذا التوجه لم يقدموا أي تفسير ألساس التزام البائع بالتسليم‪،‬‬
‫ذلك أنه في الواقع ال يوجد أي التزام بالتسليم قبل تحقق الشرط الواقف الذي علق عليه البيع‪.‬‬
‫بل إن إعمال قواعد البيع يؤذي إ لى عدم التزام البائع تسليم المبيع طالما لم يدفع المشتري‬
‫الثمن المستحق األداء⁽‪.⁾3‬‬

‫مما أذى إلى ظهور اتجاهات أخرى‪ ،‬ترى أن الطبيعة القانونية لشرط االحتفاظ بالملكية‬
‫تتوقف على الشرط الفاسخ‪ .‬ومغزى هذه النظرية هو أن البيع معلق على شرط فاسخ وهو‬
‫عدم أداء المشتري للثمن في الوقت المحدد في العقد⁽‪.⁾4‬‬

‫أضف إلى ذلك إن اعتبار االحتفاظ بالملكية شرطا فاسخا يعني أن الملكية التي تنتقل‬
‫بمجرد التعاقد تعود إلى البائع بأثر رجعي عند عدم الوفاء بالثمن‪ ،‬وذلك طبقا للقواعد العامة‬

‫⁽‪⁾1‬حسين عبد اهلل شلبي‪-‬الطبيعة القانونية لشرط االحتفاظ بالملكية على سبيل الضمان دراسة مقارنة مقال منشور بمجلة‬
‫جامعة االنبار للعلوم القانونية والسياسية العدد الثالث عشر المجلد الثاني سنة ‪ 1839‬ص ‪.319‬‬
‫⁽‪⁾2‬هادي علي حسين الكعبي‪ ،‬احتفاظ البائع بملكية المبيع دراسة مقارنة ‪ ،‬منشورات الحلي الحقوقية‪ ،‬لبنان بيروت‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬سنة ‪ ،1833‬ص ‪.11‬‬
‫⁽‪⁾3‬محمد حسين منصور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫⁽‪ ⁾4‬تاهنيت عبد الصمد‪ ،‬شرط االحتفاظ بالملكية في عقد البيع دراسة مقارنة رسالة‪ ،‬لنيل دبلوم الدراسات العليا كلية العلوم‬
‫القانونية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة ابن زهر‪ ،‬السنة الدراسية ‪ ،1831-1831‬ص ‪.11‬‬

‫‪54‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫ألحكام الشرط الفاسخ فحق الدائن يزول ويعتبر أنه غير موجود أصال فزوال االلتزام نتيجة‬
‫تحقق الشرط الفاسخ يكون بأثر رجعي⁽‪.⁾1‬‬

‫وبالتالي فان من نتائج األخذ بهذا االتجاه‪ ،‬أنه إذا كان شرط االحتفاظ بالملكية شرطا‬
‫فاسخا فهذا يعني أن المشتري يصبح ما لكا ملكية تامة للشيء المبيع لكن ملكيته هاته تكون‬
‫معرضة للزوال إذ أنه إذا لم يف بالثمن يصبح البائع مالكا للمبيع⁽‪ .⁾2‬وقد تعرض هذا الرأي‬
‫بدوره لالنتقاد ألنه يخالف روح التشريع من جهة‪ ،‬واإلرادة الحقيقة للمتعاقدين‪ ،‬فهذا التكييف‬
‫ليس من شأنه حفظ الملكية للبائع‪ ،‬بل ستنتقل إلى المشتري ثم تعود للبائع⁽‪.⁾3‬‬

‫ب‪ -2-‬شرط االحتفاظ بالملكية باعتباره ضمانا‬

‫يرى بعض الباحثين الذين دافعوا عن هذا االتجاه بقوله‪ ،‬أن شرط االحتفاظ بالملكية هو‬
‫ضمان اتفاقي على أساس أن مصدر نشوؤه هو إرادة البائع واتفاقه مع المشتري ابتداء على‬
‫ذلك‪ ،‬فهو يرى أن شرط االحتفاظ بالملكية ال يصح إيراده إال في عقود البيع المؤجلة‬
‫الثمن⁽‪.⁾4‬‬

‫وهناك من ساند هذا الرأي بقوله إن شـرط االحتفـاظ لملكية كاتفاق يخلـق ضـمانة حقيقية‬
‫لفائدة البائع‪ ،‬مصدره إرادة المتعاقدين‪ ،‬تخول البائع استرداد أمواله المحتفظ بملكيتها من يدي‬
‫المشتري في حالة خضوعه ألحـد مسـاطر صـعوبات المقاولـة مـن ناحيـة‪ ،‬واسـترجاعها حالـة‬
‫عـدم الوفـاء‪ ،‬ولـو لم يتعـرض ألي إعسـار أو إفـالس مـن جهـة أخرى⁽‪.⁾5‬‬

‫⁽‪ ⁾1‬شرابي دليلة‪ ،‬االحتفاظ بالملكية على سبيل الضمان‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬في القانون الخاص ‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫جامعة الجزائر‪ ،-3-‬السنة الدراسية ‪ ،1831-1839‬ص ‪.383‬‬
‫⁽‪⁾2‬محمد العلواني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫⁽‪⁾3‬حسين منصو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.113‬‬
‫⁽‪⁾4‬هادي علي حسين الكعبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11-13‬‬
‫⁽‪⁾5‬محمد بوهاشم‪ ،‬الطبيعة القانونية لشرط االحتفاظ بالملكية في القانون المغربي والمقارن‪ ،‬مقال منشور بمجلة‪.‬‬
‫‪Revu de droit civil, économique et comparé journal of civil Économica and‬‬
‫‪comparative Law RDCE ISSN :2568-946X vol 1 N°1-2020 page 95.‬‬

‫‪55‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫ومن االنتقادات الموجهة إلى هذا الرأي وهو أن التكييف الذي اعتبر شرط االحتفاظ‬
‫بالملكية ضمانا اتفاقيا لم ينسب هذا الشرط إلى نظام قانوني معين بل اقتصر األمر على‬
‫نسبه الى مصدر نشوئه وهو االتفاق‪ ،‬ووظيفته في عقد البيع وهي الضمان‪ ،‬كما أنه لم يحدد‬
‫نوع هذا الضمان فيما إذا كان شخصي أم عيني⁽‪.⁾1‬‬

‫أمام قصور نظرة هذا االتجاه ذهب البعض إلى اعتبار شرط االحتفاظ بالملكية ضمانا‬
‫عينيا‪ ،‬ففكرة الضمان تعبر عن وظيفة اقتصادية أكثر منها قانونية‪ ،‬وتوظيف الملكية في‬
‫مجال المعامالت المالية فيه تحقيق لنوع من الضمان‪ ،‬فهو يعتبر ضمانا عينيا كونه يرد‬
‫على حق عيني أصلي وهو حق الملكية⁽‪ .⁾2‬إال أن هذا االتجاه مردود عليه حسب البعض‬
‫ألن المشتري لم يصبح مالكا لكي يقدم ملكية المبيع ضمانا عينيا للبائع‪ ،‬كما أن الضمان‬
‫العيني الذي يتمثل في الرهن يستلزم إجراءات قانونية محددة البد من مراعاتها حتى ينتج‬
‫ذلك الرهن أثاره ثم أن تطبيق أحكام الرهن يخرج االحتفاظ بالملكية خارج نطاق عقد‬
‫البيع⁽‪.⁾3‬‬

‫ب‪ -3-‬موقف المشرع المغربي من الطبيعة القانونية لشرط االحتفاظ بالملكية‬

‫بداية يجب القول إن المشرع لم يكن ينظم شرط االحتفاظ بالملكية في القانون المدني‪،‬‬
‫وانما أشار إلى هذا الشرط بشكل عرضي في مدونة التجارة عندما تناول مسألة االسترداد في‬
‫مجال صعوبات المقاولة وذلك من المادة ‪ 181‬إلى المادة ‪.181‬‬

‫إال أنه وبموجب التعديل الذي طال ظهير االلتزامات والعقود‪ ،‬بموجب القانون رقم‬
‫‪ 39.13‬المتعلق بالضمانات المنقولة تطرق وبشكل صريح إلى شرط االحتفاظ بالملكية‪،‬‬

‫⁽‪⁾1‬حسين عبد اهلل شلبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.311‬‬


‫⁽‪⁾2‬طارق أوالد علي‪ ،‬البيع مع شرط االحتفاظ بالملكية على ضوء القانون رقم ‪ ،39.13‬المتعلق بالضمانات المنقولة‪،‬‬
‫ـمقال منشور في مجلة القانون واالعمال االلكترونية‪ ،‬تاريخ االطالع ‪ ،1813/81/31‬على الساعة الثامنة وخمسة عشر‬
‫دقيقة مساء‪.‬‬
‫⁽‪⁾3‬حسين عبد اهلل شلبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.311‬‬

‫‪56‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫عندما يتعلق األمر ببيع المنقول وذلك من المادة ‪ 139-13‬إلى المادة ‪ 139-11‬من‬
‫هذا الظهير‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى المادة ‪ 139-13‬من ظهير االلتزامات والعقود نجدها تنص على ما‬
‫يلي "يمكن ل أطراف االتفاق على وقف نقل ملكية الشيء المبيع بموجب شرط االحتفاظ‬
‫بالملكية الى حين األداء الكامل للثمن" وتقابله المادة ‪ 1111‬القانون المدني الفرنسي والتي‬
‫جاء فيها" يمكن االحتفاظ بملكية مال معين علـى سـبيل الضـمان بمقتضـى شـرط االحتفـاظ‬
‫بالملكية الـذي يوقـف األثر الناقل للعقد‪ ،‬إلى حين األداء الكامل لاللتزام المقابل له‪ .‬وهكذا‬
‫تكون الملكية المحتفظ بها تابعة للدين الشخصي المضمون⁽‪.⁾1‬‬

‫يمكن القول من خالل ما سبق أن المشرع المغربي قد سار في اتجاه اعتبار شرط‬
‫اال حتفاظ بالملكية ضمانا اتفاقيا عندما استعمل عبارة االتفاق بشكل صريح في الفصل‬
‫‪ 139-13‬من ظهير االلتزامات والعقود‪ ،‬وبالتالي تبقى مسألة تأجيل نقل ملكية الشيء‬
‫المبيع راجعة إلرادة األطراف في إعمال هذا الشرط من عدمه‪.‬‬

‫ت‪-‬إنشاء عقد بيع المنقول مع شرط االحتفاظ بالملكية‬

‫إلنشاء عقد بيع المنقول مع شرط االحتفاظ بالملكية‪ ،‬البد من توفر األركان العامة التي‬
‫تتطلبها جميع العقود‪ ،‬فضال عن األركان الشكلية التي نص عليها المشرع‪ .‬وهكذا فباإلضافة‬
‫إلى ضرورة توفر األهلية الالزمة للتعاقد البد توفر إرادة سليمة خالية من العيوب ويجب أن‬
‫يكون هناك محال للتعاقد وسبب مشروع‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى الفصل ‪ 139.13‬في فقرته األولى من ظهير االلتزامات والعقود‪ ،‬نجده‬
‫ينص على ما يلي" يمكن االتفاق على وقف نقل ملكية الشيء المبيع بموجب شرط االحتفاظ‬

‫⁽‪ ⁾1‬أنظر ‪:‬‬


‫‪L’article 2367 code civil français « La propriété d'un bien peut être retenue en‬‬
‫‪garantie par l'effet d'une clause de réserve de propriété qui suspend l'effet translatif‬‬
‫‪d'un contrat jusqu'au complet paiement de l'obligation qui en constitue la‬‬
‫‪contrepartie. La propriété ainsi réservée est l'accessoire de la créance dont elle‬‬
‫» ‪garantit le paiement‬‬

‫‪57‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫بالملكية إلى حين األداء الكامل للثمن"‪ .‬لقد استعمل المشرع المغربي مصطلح االتفاق وهذا‬
‫األخير حسب بعض الفقه هو تعبير عن إرادتين أو أكثر إلنشاء التزام معين⁽‪ .⁾1‬وما دمنا‬
‫نتحدث عن البيع فانه وبموجب الفصل ‪ 199‬من ظهير االلتزامات والعقود‪ ،‬فانه يكون تاما‬
‫بمجرد تراضي األطراف أحدهما بالبيع واألخر بالشراء وباتفاقهما على المبيع والثمن وشروط‬
‫العقد األخرى‪ ،‬ومن هذه الشروط التي يمكن ل أطراف أن يتفقوا عليها شرط االحتفاظ‬
‫بالملكية‪.‬‬

‫لكن المشرع في الفقرة الثانية من الفصل ‪ 139.13‬نص على ضرورة االتفاق على‬
‫هذا الشرط كتابة وهذا ما نص عليه المشرع الفرنسي في المادة ‪ 1119‬من القانون‬
‫المدني⁽‪ .⁾2‬والمالحظ أن المشرع المغربي‪ ،‬لم يقيد األطراف بضرورة كتابة هذا العقد في‬
‫محرر معين وانما ترك الحرية ل أطراف الختيار نوع المحرر‪ ،‬إال أنه في نظرنا كان على‬
‫المشرع أن يشترط الرسمية في هكذا عقود نظ ار لما يوفره العقد الرسمي من حماية لكل‬
‫األطراف‪.‬‬

‫ومن الشكليات كذلك التي نص عليها المشرع المغربي ضرورة تقييد عقد شرط‬
‫االحتفاظ بالملكية بالسجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة‪ ،‬وبالتالي ال يمكن‬
‫االحتجاج بهذا الضمان في مواجه األغيار إال من تاريخ التقييد في هذا السجل وهذا ما‬
‫تنص عليه الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 139-13‬من ظهير االلتزامات والعقود‪.‬‬

‫ث‪-‬اآلثار المترتبة على بيع المنقول مع شرط االحتفاظ بالملكية‬

‫باعتبار شرط االحتفاظ بالملكية يقترن في الغالب بعقود البيوع ذات الطابع االئتماني‪،‬‬
‫حيث إن هذا النوع من البيوع هو في الواقع بيع عادي‪ ،‬فانه يرتب أثاره صحيحة وكاملة‪،‬‬

‫⁽‪⁾1‬عبد الرزاق أحمد السنهوري ‪ ،‬الوسيط في شرح القانون ‪ ،‬المدني الجزء األول‪ ،‬ص ‪311‬‬
‫⁽‪⁾2‬أنظر‪:‬‬
‫‪L’article 2368 code civile français"La réserve de propriété est convenue par‬‬
‫"‪écrit.‬‬

‫‪58‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫غير أن أحد األطراف يرجئ تنفيذ التزام ما من التزاماته لفترة ما ويأتمنه الطرف األخر على‬
‫ذلك⁽‪.⁾1‬‬

‫ونظ ار لخصوصية هذا العقد فقد رتب له المشرع عدة أثار خاصة المتعلقة منها بأداء‬
‫باقي الثمن من عدمه أو التصرف في المنقول المبيع‪ ،‬وبالتالي سنحاول أن نتطرق إلى هذه‬
‫اآلثار‪.‬‬

‫ث‪ -1-‬حالة أداء الثمن من عدمه‬

‫ينص الفصل ‪ 139-11‬من ظهير االلتزامات والعقود على الحالة التي يقوم فيها‬
‫المشتري بأداء الثمن ولو جزئيا بقولة "يترتب عن األداء الجزئي لثمن بيع األشياء القابلة‬
‫لالستهالك االنقضاء الجزئي لشرط االحتفاظ بملكية هذه األشياء‪ ،‬وذلك في حدود الثمن‬
‫المؤدى مالم يشترط غير ذلك"‪ .‬من خالل هذا الفصل يتضح أن المشرع سلك مسلك التيسير‬
‫وعدم التشدد تماشيا مع طبيعة هذا النوع من البيوع‪.‬‬

‫ومن تجليات ذلك أن المشتري يمكنه أن يقوم بدفع الثمن على شكل أقساط‪ ،‬وكلما تقدم‬
‫في ذلك كلما اندثر هذا الشرط‪ .‬فالقواعد العامة المنصوص عليها في ظهير االلت ازمات‬
‫والعقود تفرض على المشتري أداء الثمن كامال‪ ،‬إال أنه يمكن والحالة هاته اتفاق األطراف‬
‫على األداء الجزئي للثمن‪ ،‬لكن المشرع المغربي قد ربط هذا األمر في البضائع القابلة‬
‫لالستهالك فقط‪.‬‬

‫أما في حالة عدم أداء المشتري للثمن عند تاريخ االستحقاق‪ ،‬فيحق للبائع استرجاع‬
‫الشيء المرهون وهذا ما تنص عليه الفقرة األولى من الفصل ‪ 139-11‬من ظهير‬
‫االلتزامات والعقود وهو ما ذهب إليه المشرع الفرنسي في المادة ‪ 1113‬من القانون‬

‫⁽‪ ⁾1‬هشام بن الشيخ‪ ،‬االحتفاظ بالملكية ودوره االئتماني‪ ،‬مقال منشور بمجلة دفاتر السياسة والقانون‪ ،‬العدد ‪ ،31‬يناير‬
‫‪ ،1831‬ص ‪.118‬‬

‫‪59‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫المدني⁽‪ ،⁾1‬ويعتبر هذا الحكم القانوني أم ار طبيعيا يرجع أساسه وجوهره إلى كون الدائن في‬
‫هذه الحالة يعد مالكا للمال المنقول المطالب استرداده الحتفاظه بملكيته‪ ،‬ويجنبه الدخول في‬
‫حالة تزاحم مع باقي دائني المدين لحظة استيفاء الحقوق⁽‪.⁾2‬‬

‫ولتحقيق غاية البائع وتمكينه من حقه في االسترجاع‪ ،‬نص المشرع على المسطرة‬
‫الواجب إتباعها في هذه الحالة‪ :‬إذا ترك ل أطراف االتفاق فيما بينهم على كيفية االسترجاع‪،‬‬
‫واذا لم يكن هناك أي اتفاق أو تعذر ذلك يمكن للبائع أن يستصدر أم ار قضائيا من طرف‬
‫رئيس المحكمة بصفته قاضيا ل أمور المستعجلة‪ ،‬بعد معاينة واقعة عدم األداء وهذا ما تنص‬
‫عليه الفقرة الثانية من الفصل ‪ 139-11‬من ظهير االلتزامات والعقود‪.‬‬

‫لكن ما يمكن مؤاخذته على المشرع في هذه النقطة وهي إغفاله لمسألة مهمة متعلقة‬
‫بالتعويض في الحالة التي تكون فيها هذه المنقوالت من البضائع القابلة لالستعمال‪ ،‬زيادة‬
‫على هذا فالمنقوالت في هذا النوع من البيوع تبقى في حوزة المشتري مما قد يؤدي إلى‬
‫استعمالها وحدوث النقص في قيمتها‪ ،‬وبالتالي ليس من مصلحة البائع طلب استرجاع هذا‬
‫المنقول وبالتالي كان على المشرع أن ينص على إمكانية التعويض‪.‬‬

‫زيادة على هذا فالمشرع لم يتناول مسألة أخرى تتعلق باسترداد المنقول أتناء فتح‬
‫مساطر صعوبات المقاولة عندما يتعلق األمر بمنقوالت قابلة لالستهالك‪ ،‬خاصة إذا علمنا‬
‫أن المادة ‪ 181‬من مدونة التجارة تناولت فقط البضائع الموجودة بعينها وهي التي يحق‬
‫للبائع استردادها‪.‬‬

‫⁽‪⁾1‬أنظر‪:‬‬
‫‪L’article 1113 code civil français " A défaut de complet paiement à l'échéance,‬‬
‫‪le créancier peut demander la restitution du bien afin de recouvrer le droit‬‬
‫‪d'en disposer".‬‬
‫⁽‪⁾2‬محمد العلواني ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.388‬‬

‫‪60‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫ث‪-2-‬حالة تصرف المشتري في المنقول‬

‫بداية يجب القول إنه من حق المشتري أن يتصرف في المنقول بالبيع‪ ،‬وليس هناك أي‬
‫مقتضى يمنعه‪ .‬خاصة إذا كانت هذه المنقوالت هي المحرك األساس لنشاط المقاولة‪،‬‬
‫فحرمان المقاولة من التصرف في المنقوالت قد يؤدي ال محالة إلى تعطيل نشاطها‪.‬‬

‫ومن غير المالئم أن نمنع المشتري من استعمال البضائع المسلمة وخاصة إذا تعلق‬
‫األمر بأدوات ومعدات التجهيز‪ ،‬وبالتالي فان شرط االحتفاظ بالملكية ال يعطي للمشتري حقا‬
‫للملكية موصوفا بالملكية الموقوفة‪ ،‬وانما بعض السلطات التي تتيحها السيطرة المادية‬
‫والفعلية على الشيء المبيع على إثر تسليمه له⁽‪ .⁾1‬وبالتالي فالمشرع تعامل مع هذه المسألة‬
‫بحدر وذلك على عكس المشرع المصري الذي تشدد في التعامل مع المشتري الذي يقوم ببيع‬
‫شيء ليس في ملكه⁽‪.⁾2‬‬

‫وبالرجوع إلى الفصل ‪ 139-11‬نجده ينص على مسألة غاية في األهمية‪ ،‬وهي‬
‫إمكانية البائع استيفاء ما تبقى من دينه من ثمن البيع إذا قام المشتري ببيع المنقول تحث‬
‫شرط االحتفاظ بالملكية‪ .‬بمعنى إذا قام المشتري ببيع المنقول إلى شخص أخر فان حقه يبقى‬
‫قائما في ثمن البيع باعتباره بائع تانيا بما تبقى له من حقوق في ثمن البيع‪ ،‬وهي إشارة من‬
‫المشرع على أن االحتفاظ بالملكية ال يوقف التصرف فيها من طرف المشتري‪ ،‬وانما يمكنه‬
‫ذلك في مقابل ترتيب حقوق البائع في األداء على ما سيستوفيه المشتري من ثمن البيع⁽‪.⁾3‬‬
‫كما أن ا لمشرع نص على مسألة غاية في األهمية وتتعلق بالمنقوالت القابلة لالستهالك‬
‫حيث نص في الفصل ‪ 139-11‬من ظهير االلتزامات والعقود أنه "يمارس حق ملكية‬
‫األشياء القابلة لالستهالك في حدود الدين الذي الزال مستحقا على األشياء التي بحوزة‬

‫⁽‪⁾1‬عادل أحمد الجسمي‪ ،‬مدى مالءمة شرط االحتفاظ بالملكية على سبيل الضمان دراسة مقارنة رسالة‪ ،‬لنيل شهادة‬
‫الماستر في القانون الخاص ‪ ،‬كلية الحقوق ‪،‬قسم القانون الخاص‪ ،‬جامعة االمارات العربية المتحدة تاريخ المناقشة ابريل‬
‫‪ ، 1839‬ص ‪.19‬‬
‫⁽‪⁾2‬ينص الفصل ‪ 111‬من القانون المدني المصري على ما يلي اذا باع شخص شيئا معينا بالذات وهو ال يملكه جاز‬
‫للمشتري أن يطلب ابطال البيع‪."...‬‬
‫⁽‪⁾3‬طارق أوالد علي‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫المشتري أو لحسابه والتي تكون من نفس النوعية ونفس الجودة" وتقابله المادة ‪ 1111‬من‬
‫القانون المدني الفرنسي⁽‪⁾1‬والتي جاءت بنفس المقتضى تقريبا‪.‬‬
‫‪-2‬حوالة الحق أو الدين‬
‫كما هو معلوم فان الحوالة نتقسم إلى نوعين‪ :‬حوالة حق إذا نظرنا إليها من زاوية‬
‫الدائنية‪ ،‬وبموجبها ينقل الدائن حقه الشخصي "دينه" على دائن أخر يحل محله في العالقة‬
‫القانونية التي تربط بينه وبين مدينه‪ .‬وحوالة دين إذا نظرنا إليها من زاوية المديونية‪ ،‬بموجبها‬
‫ينقل المدين الدين المترتب في دمته لفائدة دائنه لمدين جديد يحل محله في العالقة القانونية‬
‫التي تربط بينه وبين دائنة⁽‪.⁾2‬‬
‫هذا وال يخلو األمر من حوالة الحق في صورتين‪ :‬فإما أن يقوم الدائن بحوالة مركزه‬
‫القانوني بما يشمل عليه من الصفات ككل ال يتجزأ‪ ،‬فيتلقى المحال له هذا المركز من حيث‬
‫المبدأ واألثر‪ ،‬وهذه هي حوالة العقد المنشئ للحق المحال به الشتمال المركز المحول فضال‬
‫عن صفة الدائن على صفة المتعاقد‪ .‬واما أن يقوم بحوالة أثر مركزه القانوني‪ ،‬وهذه هي‬
‫حوالة منفعة الحق⁽‪ .⁾3‬وبهذا المعنى يمكن القول إن رهن حوالة الحق هي اتفاق بين المحيل‬
‫(الدائن األصلي) والمحال له (الدائن الجديد) على أن يحول له حقه الذي يوجد بدمة المحال‬
‫عليه (المدين)⁽‪.⁾4‬‬

‫هذا وتجدر اإلشارة أن حوالة الدين تتنازع فيه نظرتين‪ :‬النظرية الشخصية والتي تجعل‬
‫الدين لصيقا بشخص المدين‪ .‬ويترتب على هذا المبدأ أن الدين ال يستمر إذا تغير المدين‪،‬‬

‫⁽‪ ⁾1‬أنظر ‪:‬‬


‫‪L’article 1111 code civil français dispose que La propriété réservée d'un bien‬‬
‫‪fongible peut s'exercer, à concurrence de la créance restant due, sur des‬‬
‫‪biens de même nature et de même qualité détenus par le débiteur ou pour‬‬
‫‪son compte.‬‬
‫⁽‪ ⁾2‬أسماء الصدقي ‪ ،‬حوالة الحق الشخصي على ضوء االحكام المسطرة في قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬مقال منشور بمجلة‬
‫المنبر القانوني‪ ،‬مجلة نصف سنوية محكمة‪ ،‬تعنى بالدراسات واألبحاث القانونية والقضائية‪ ،‬العدد ‪ 33‬أكتوبر ‪،1831‬‬
‫ص ‪.11‬‬
‫⁽‪⁾3‬مصطفى مالك‪ ،‬حوالة العقد دراسة مقارنة‪ ،‬مطبعة النجاح‪ ،‬الجديدة‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،1889‬ص‪ ،311‬رقم ‪311‬‬
‫⁽‪ ⁾4‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الجديدة‪ ،‬ص ‪.111‬‬

‫‪62‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫ومن ثم تكون حوالة الدين لعلة غايتها الالإستخالفية حسب هذه الرؤية تقنية ممنوعة ينبغي‬
‫البحث عن بديل ينقضي به الدين عند تغير المدين‪ .‬ونظرية مادية توفق بين القول بقابلية‬
‫الدين للحوالة بفصل الدين عن المدين وسالمة المعامالت بإعطاء الدائن مكنة قبول المدين‬
‫الجديد⁽‪.⁾1‬‬

‫هذا وقد نظم المشرع المغربي حوالة الحق أو الدين‪ ،‬في القسم الثالث من الكتاب األول‬
‫والمتعلق بانتقال االلتزامات وذلك في الفصول من ‪ 391‬الى الفصل ‪ 138‬من ظهير‬
‫االلتزامات والعقود‪ .‬وبالرجوع إلى الفصل ‪ 311‬منه نجد أن المشرع لم يشترط شكلية معينة‬
‫إلنشاء عقد الحوالة‪ ،‬وانما ترك األمر إلرادة األطراف‪ ،‬وبالتالي فهذا العقد يصبح تاما بمجرد‬
‫حصول اإليجاب والقبول بين المحيل والمحال له‪.‬‬

‫ومن التجديدات التي جاء بها المشرع بموجب القانون رقم ‪ 39.13‬المتعلق‬
‫بالضمانات المنقولة ما تنص عليه الفقرة الثانية من الفصل ‪ 311‬من ظهير االلتزامات‬
‫والعقود‪ ،‬بحيث أصبح بإمكان طرفي عقد الحوالة أي المحيل والمحال له االتفاق على أن‬
‫يصير الحق أو الدين ملكا لهذا األخير‪.‬‬
‫هذا واذا تعلق األمر بتقديم حوالة الدين على سبيل الضمان ولترتيب حق األفضلية بين‬
‫المحال عليهم يجب تقييد هذه الحوالة في السجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة⁽‪.⁾2‬‬
‫كما أن حوالة الدين أو الحق ال يمكن االحتجاج بهما في مواجه األغيار إال من تاريخ‬
‫تقييدهما في السجل المكور أعاله⁽‪.⁾3‬‬
‫أما إذا تعلق األمر بحوالة عقد الكراء والذي ينقل المكتري (المحيل) بمقتضاه مركزه‬
‫العقدي الناشئ من عقد الكراء‪ ،‬أو ينقل بموجبه ما ينشأ عن هذا الكراء من حقوق والتزامات‬
‫إلى الغير (المحال له)⁽‪ .⁾4‬فيجب هو األخر تقييده في السجل إذا قدم على سبيل الضمان⁽‪⁾5‬‬

‫⁽‪⁾1‬مصطفى مالك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.311‬‬


‫⁽‪⁾2‬الفقرة الثانية من الفصل ‪ 311‬من ظهير االلتزامات والعقود‪.‬‬
‫⁽‪⁾3‬الفصل ‪ 311‬مكرر من ظهير االلتزامات والعقود‪.‬‬
‫⁽‪⁾4‬مصطفى مالك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.199‬‬
‫⁽‪⁾5‬الفقرة الثانية من الفصل ‪ 311‬من ظهير االلتزامات والعقود‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫سنتطرق في نقطة أولى للحديث عن االئتمان االيجاري للمنقول‪ ،‬على أن ننتهي‬


‫بالحديث عن حوالة الديون المهنية باعتبارهما يعتبران في حكم الضمانات المنقولة‪.‬‬
‫‪-1‬االئتمان االيجاري للمنقول وحوالة الديون المهنية‬

‫سنحاول أن نتطرق الى ضمانة االئتمان االيجاري للمنقول‪ ،‬ثم إلى تقديم حوالة الديون‬
‫على سبيل الضمان‪.‬‬

‫أ‪-‬االئتمان االيجاري للمنقول‬

‫تنص المادة ‪ 113‬من مدونة التجارة على ما يلي "عقد االئتمان االيجاري كل عقد‬
‫يكون موضوعه إحدى العمليات المنصوص عليها في المادة ‪ 1‬من القانون رقم‬
‫‪ ⁾1⁽31.381‬المتعلق بمؤسسات االئتمان والهيئات المعتبرة في حكها"‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى المادة ‪ 1‬من هذا القانون فإننا نجد أن عقد االئتمان االيجاري للمنقول هو‬
‫كل عملية إيجار للمنقوالت التي تمكن المستأجر كيفما كان تكييف تلك العمليات‪ ،‬من أن‬
‫يتملك من تاريخ يحدده المالك كل أو بعض المنقوالت المستأجرة مقابل ثمن متفق عليه‬
‫يراعى في تحديده على األقل جزئيا المبالغ المدفوعة على سبيل اإليجار‪.‬‬

‫وهكذا أصبح محل عقد االئتمان االيجاري للمنقول أوسع مما كان عليه اذ لم يعد األمر‬
‫يتعلق بالسلع التجهيزية أو اآلالت والمعدات بل أصبح يشمل كل المنقوالت⁽‪ ،⁾2‬وبالتالي‬
‫أصبح بإمكان المقاولة اقتناء جميع المنقوالت التي تريدها عن طريق عقد االئتمان االيجاري‪،‬‬
‫والذي سيمكنها من دفع واجبات كرائية لهذه المنقوالت على أن تصبح مالكة لها عند انتهاء‬
‫العقد وذلك باتفاق األطراف‪.‬‬

‫⁽‪⁾1‬الصادر بتنفيذ الظهير الشريف ‪ 3.31.311‬صادر في فاتح ربيع األول ‪( 3111‬الموافق ل‪ 11‬دسمبر ‪)1831‬‬
‫المنشور بالجريدة الرسمية عدد‪ 1119‬بتاريخ ‪ 11‬يناير ‪ 1831‬ص ‪.111‬‬
‫⁽‪⁾2‬هذا ما كانت تنص عليه المادة ‪ 113‬من مدونة التجارة قبل التعديل بموجب القانون ‪.39.13‬‬

‫‪64‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫والمالحظ أن المشرع عندما عرف لنا عقد االئتمان االيجاري للمنقول‪ ،‬لم يقتصر على‬
‫المنقوالت ذ ات الطابع المهني المفترض أنها الغاية التي جاءت من أجلها العملية مند البداية‪.‬‬
‫حيث جاءت لتستجيب لحاجة اقتصادية لدى المشروعات التي تملك المال الكافي القتناء‬
‫معدات‪ ،‬ماهي في حاجة إليها وأن حاجتها إليها مؤقتة⁽‪.⁾1‬‬

‫ومن الناحية العملية فان المشروعات المستفيدة من هذا النوع من العمليات‪ ،‬غالبا تلك التي‬
‫ال تكفي ميزانيتها لشراء ما تحتاجه من اآلالت والمعدات‪ ،‬وفي نفس الوقت تلبية كل ما‬
‫يتطلبه المشروع من حاجيات أخرى تساهم في تطوره ومسايرته للركب االقتصادي⁽‪.⁾2‬‬

‫هذا وتجدر اإلشارة أن عقد االئتمان االيجاري للمنقول ال يسري أثره على األطراف‬
‫الثالثة في عقد الكراء‪ .‬بل يمتد إلى االغيار الذين يتعاملون مع المستعمل‪ ،‬ذلك أن هؤالء قد‬
‫يعتقدون أن ما بين يد هذا األخير هو ملك له‪،‬مع أنه مجرد مكتري فيقدمون له العروض‬
‫التي يرغب فيها وقد يقوم البعض األخر بشراء هذه المنقوالت من المستعمل‪ ،‬والتي تكون في‬
‫ملكية مؤسسة االئتمان االيجاري‪ ،‬وتجنبا لكل هذه األخطار وما ينتج عنها من آثار لمؤسسة‬
‫االئتمان االيجاري وللغير حسن النية‪ ،‬فان المشرع المغربي وعلى غرار ما هو معمول به في‬
‫فرنسا نص في المادة ‪ 111‬من مدونة التجارة على ضرورة إشهار عملية االئتمان االيجاري‬
‫ليتعرف األطراف والغير على األموال موضوع تلك العمليات⁽‪.⁾3‬‬

‫أما إذا تعلق االمر باالئتمان االيجاري للمنقول فيتم هذا الشهر بطلب من مؤسسة‬
‫االئتمان بالسجل الوطني اإللكتروني للضمانات المنقولة االئتمان وهذا من تنص عليه المادة‬
‫‪ 9‬من القانون رقم ‪ 39.13‬المتعلق بالضمانات المنقولة‪.‬‬

‫⁽‪⁾1‬رياض فخري‪ ،‬عقد االئتمان االيجاري بين مدونة التجارة والقانون المنظم لمؤسسات االئتمان‪ ،‬مقال منشور بمجلة الحقوق‬
‫المغربية ‪،‬مجلة مغربية قانونية‪ ،‬تصدر كل نصف سنة‪ ،‬العدد السادس‪ ،‬السنة الثالثة أكتوبر ‪ ،1889‬ص ‪.11‬‬
‫⁽‪ ⁾2‬جميلة حوالي‪ ،‬االئتمان االيجاري للمنقول بالمغرب‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا‪ ،‬في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية االقتصادية واالجتماعية الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،3111-3119‬ص ‪.11‬‬
‫⁽‪⁾3‬محمد برادة غريول‪ ،‬عقد االئتمان االيجاري بين الفقه والقانون‪ ،‬الدورة التخصصية في المادة التجارية سلسلة الندوات‪،‬‬
‫اللقاءات واأليام الدراسية‪ ،‬مكتبة دار السالم‪ ،‬الرباط‪ ،‬ص ‪.311‬‬

‫‪65‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫والمالحظ أن المشرع المغربي قد نسخ المقتضيات المتعلق بتقادم التقييدات والمتعلقة‬


‫باالئتمان االيجاري مالم يتم تجديدها‪ ،‬والتي كانت محدد في خمس سنوات وذلك بموجب‬
‫الفقرة األخيرة من المادة ‪ 119‬من مدونة التجارة مما يدفعنا الى التساؤل عن مصير‬
‫التقييدات المتعلقة باالئتمان االيجاري للمنقول في حالة عدم تجديد هذا التقييد؟‬

‫قد يتبادر الى دهن الباحث أتناء قراءته للتجديدات التي عرفتها مدونة التجارة خاصة‬
‫المتعلقة منها بضمانة االئتمان االيجاري للمنقول‪ ،‬أن المشرع وبنسخه للمقتضيات المتعلقة‬
‫بالتقادم‪ ،‬قد أعفى مؤسس الضمانة من عملية التجديد‪ ،‬إال أنه وبالرجوع الى المادة ‪ 31‬من‬
‫القانون رقم ‪ 39.13‬المتعلق بالضمانات المنقولة نجدها تنص في فقرتها الثانية على ما‬
‫يلي "ويحتج بهذا التقييد في مواجهة الغير ابتداء من تاريخ سريان مفعوله الى حين انقضائه‪،‬‬
‫وذلك خالل أجل أقصاه خمس سنوات‪ ،‬ما لم يتم تجديد هذا التقييد قبل انصرام األجل‬
‫المذكور لمدة مماثلة عند االقتضاء على اال تتجاوز هذه المدة في كل حالة خمس سنوات"‪.‬‬

‫وبالتالي فان جميع الضمانات المنقولة المقيدة بالسجل الوطني االلكتروني للضمانات‬
‫المنقولة بما فيها ضمانة االئتمان االيجاري للمنقول تنقضي داخل أجل خمس سنوات مالم‬
‫يتم تجديد هذا التقييد‪.‬‬

‫وفي نقطة أخيرة يجب اإلشارة الى مسألة مهمة وهي في حالة لم تقدم مؤسسة االئتمان‬
‫االيجاري بإشهار جميع العمليات التي تقوم بها في السجل فال حق لها في باالحتجاج به‬
‫الضمانة في مواجهة الدائنين وكذلك دائني مكتري هذه المنقوالت والمكتسبة بعوض أو‬
‫الحقوق التي احتفظت بملكيتها⁽‪.⁾1‬‬

‫ب‪-‬حوالة الديون المهنية‬

‫لقد نظم المشرع المغربي حوالة الديون المهنية من المادة ‪ 111‬الى المادة ‪111‬‬
‫مكرر من مدونة التجارة‪ ،‬ولم يعرف لنا عقد حوالة الديون المهنية‪ ،‬بل أشار فقط الى إمكانية‬

‫⁽‪⁾1‬المادة ‪ 118‬من مدونة التجارة‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫كل شخص طبيعي أو معنوي وذلك أتناء مزاولته لنشاطه المهني تحويل دين ممسوك على‬
‫أحد من األغيار لمؤسسة بنكية بمجرد تسليم قائمة⁽‪ .⁾1‬وقد عرفه البعض اآلخر بانه عقد‬
‫مكتوب يقوم فيه شخص يسمى المحيل بتفويت ملكية ديونه المهنية المترتبة على الغير الى‬
‫مؤسسة بنكية لضمان االئتمان الممنوح⁽‪.⁾2‬‬

‫والمالحظ على المادة ‪ 111‬من مدونة التجارة أنها ربطت المحال له بالمؤسسة‬
‫البنكية‪ ،‬وهذه األخيرة تعتبر من مؤسسات االئتمان‪ ،‬إال أنه في الواقع العملي هناك مؤسسات‬
‫أخرى وجمعيات تقوم بالتمويل فهل يمكن أن تكون محاال له في إطار حوالة الديون المهنية؟‬

‫يرى بعض الفقه بهذا الخصوص أن الفهم الحرفي يستوجب القول إن شركات وجمعيات‬
‫التمويل ال يجوز لها أن تكون محاال لها في حوالة الحقوق المتعلقة بالديون المهنية‪ .‬غير أن‬
‫هذا الفهم العامي في الحقيقة يتعارض مع متطلبات اإلنعاش االقتصادي⁽‪.⁾3‬‬
‫هذا وقد حددت المادة ‪ 113‬من مدونة التجارة كيفية إحالة الديون المهنية وذلك بوضع‬
‫قائمة تتضمن مجموعة من البيانات‪ ،‬إذ يجب عنونة هذه القائم بتسمية "محرر حوالة الديون‬
‫المهنية" ويجب أن يتضمن اسم المؤسسة البنكية المستفيدة‪ ،‬زيادة على ذكر جميع الديون‬
‫المحالة مع ذكر اسم المدين والمبالغ وقيمتها وتاريخ استحقاقها ورقم الفاتورة عند االقتضاء‪.‬‬
‫ويجب أن يوقع هذا المحرر من طرف المحيل والمحال له‪.‬‬
‫هذا واذا قدمت حوالة الديون المهنية على سبيل الضمان‪ ،‬يجب على المحال له أي‬
‫المؤسسة البنكية أن تقوم بتقيد هذه الحوالة في السجل الوطني االلكتروني للضمانات‬
‫المنقولة‪ ،‬وذلك لالحتجاج بها في مواجهة الغير‪ ،‬وهذا ما تنص عليه الفقرة األخيرة من المادة‬
‫‪ 111‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫أما إذا تعلق األمر بحوالة الديون المهنية الناشئة بمقتضى عقد خاضع لقانون أجنبي‬
‫فانه يحتج بها تجاه المدين الذي يقيم بالمغرب بصفة اعتيادية وفق الشروط المنصوص‬

‫⁽‪⁾1‬المادة ‪ 111‬من مدونة التجارة‪.‬‬


‫⁽‪ ⁾2‬ادريسية بوجطاط‪ ،‬حوالة الديون المهنية دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة‪ ،‬في القانون الخاص‬
‫كلية العلوم القانونية االقتصادية واالجتماعية وجدة‪ ،‬سنة ‪ ،1889‬ص ‪.1‬‬
‫⁽‪⁾3‬محمد الشيل ح‪ ،‬قراءة في أحكام حوالة الديون المهنية المنظمة في مدونة التجارة ‪ ،‬مقال منشور في مجلة محاكمة مجلة‬
‫فصلية‪ ،‬تعنى بالدراسات القانونية‪ ،‬العدد ‪ ،1‬أبريل ‪ ،1889‬ص ‪.31‬‬

‫‪67‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫عليها في القانون الذي يسري على الدين موضوع الحوالة‪ ،‬مع مراعاة االتفاقيات الدولية التي‬
‫صادقت عليها المملكة أو انضمت إليها وكذا التشريعات المتعلقة بالنظام العام⁽‪.⁾1‬‬
‫‪-2‬شراء الفاتورات‬

‫لقد ظهر هذا العقد في أول مرة في أوروبا وبالضبط في إنجلت ار في القرن الثامن عشر‪،‬‬
‫ثم ظهر بعد ذلك في أمريكا الجنوبية‪ ،‬ألنها كانت مستعمرة من طرف انجلت ار⁽‪ .⁾2‬أما في‬
‫المغرب فقد بدأ العمل بهذا العقد ابتداء من سنة ‪ 3191‬وظهرت إلى الوجود شركات‬
‫متخصصة في شراء الفاتورات من مثل‪:‬‬
‫‪Maroc factoring-Wafa factoring-Attijari Factoring Maroc‬‬
‫وعملية شراء الفاتورات تخدم العملية االئتمانية عن طريق تمكين المقاولة من الحصول‬
‫على االئتمان الالزم بمجرد التخلي عن الفواتير التجارية لفائدة شركة الشراء التموينية‪ ،‬ومن‬
‫جهة أخرى تمكن هذه األخيرة من استرداد مبالغ االئتمان الممنوحة دون التعرض ألي‬
‫مخاطر⁽‪.⁾3‬‬
‫هذا وتجدر اإلشارة أن المشرع المغربي اعتبر عملية شراء الفاتورات في حكم عمليات‬
‫االئتمان بموجب البند الثاني من الفقرة الثانية من المادة الثالثة من القانون المنظم لمؤسسات‬
‫االئتمان والهيئات المعتبرة في حكمها‪.‬‬
‫وبالرجوع الى الماد ة الخامسة من القانون المنظم لمؤسسات االئتمان والهيئات المعتبرة‬
‫في حكمها نجدها تعرف لنا عملية شراء الفاتورات وذلك بكونها "اتفاقية تلتزم بموجبها إحدى‬
‫مؤسسات االئتمان بتحصيل ديون تجارية وتعبئتها إما عن طريق الديون المذكورة واما عن‬
‫طريق التصرف كوكيل للدائن مع ضمان حسن انجاز العملية في هذه الحالة األخيرة‪.‬‬

‫⁽‪⁾1‬المادة ‪ 111‬من مدونة التجارة المغربية‪.‬‬


‫⁽‪⁾2‬أنظر‪:‬‬
‫‪Frédéric Mathure, -un nouveau mode de financement le factoring ses‬‬
‫‪perspectives de développement en France, thés de doctorat, années 1970,‬‬
‫‪page 2.‬‬
‫⁽‪⁾3‬سكينة الحرفي‪ ،‬تحديد الطبيعة القانونية لعقد شراء الفاتورات‪ ،‬مقال‪ ،‬منشور بمجلة القانون واالعمال الدولية‪ ،‬العدد ‪11‬‬
‫سنة ‪ 1818‬ص ‪.198‬‬

‫‪68‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫وقد عرفها المشرع الفرنسي في الالئحة المتعلقة بتعريف االصطالحات االقتصادية‬


‫والمالية بأنها ذلك العقد الذي بمقتضاه تتحقق عملية إدارة مالية لحسابات زبناء المقاوالت عن‬
‫طريق تملك هذه الحقوق وتحصيلها لحساب المحصل الخاص وتحمل الخسائر المحتملة إذا‬
‫كان هذا التعامل مع مدينين معسرين⁽‪.⁾1‬‬
‫كما عرفها البعض بأنها اتفاق بين مؤسسة مالية (معروفة بمؤسسة أو شركة‬
‫الفاكتورنغ) مع عميلها (المعروف بالفاكتورايزي) يقدم بموجبه هذا األخير للشركة كافة‬
‫الفواتير والسندات المالية التي يملكها‪ ،‬والتي يحق لها اختيار الفواتير والسندات التي ترى‬
‫إمكانية استيفائها مقابل تعجيل قيمتها للعميل‪ .‬وتتحمل مخاطر عدم وفاء المدين دون الرجوع‬
‫عليه‪ ،‬مالم يتم االتفاق على خالف ذلك صراحة أو في الحاالت المتفق عليها والمحددة في‬
‫العقد⁽‪.⁾2‬وهكذا يمكن القول إن عملية شراء الفاتورات تعد أداة للتمويل ولتداول الديون‬
‫التجارية قصيرة األجل عن طريق الدفع الفوري لقيمة الفواتير ذات االستحقاق األجل وضمان‬
‫الوفاء بها⁽‪.⁾3‬‬
‫وبهذا المعنى يمكن اعتبار أن عمليات شراء الفواتير تدخل في حكم الضمانات المنقولة‬
‫وان لم نقل هي تطبيق من تطبيقات حوالة الديون المهنية‪ .‬وعلى هذا األساس وبعد ابرام‬
‫العقد المتعلق بعملية الشراء‪ ،‬يجب تقييد عقد شراء الفاتورات المقدمة على سبيل الضمان في‬
‫السجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة‪ .‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 31‬في فقرتها‬
‫الثالثة من القانون رقم ‪ 39.13‬المتعلق بالضمانات المنقولة‪ .‬والفقرة الرابعة من المادة‬
‫الثالثة من المرسوم التطبيقي لقانون الضمانات⁽‪.⁾4‬‬

‫⁽‪ ⁾1‬أنظر ‪:‬‬


‫‪L’arrêté du 11/31/1973, qui a adopté la terminologie française, définissait‬‬
‫‪l’affacturage comme Opération ou technique de gestion financière par‬‬
‫‪laquelle, dans le cadre d’une convention un organisme spécialisé géré les‬‬
‫‪compte clients des entreprises en acquérant leur créance, en assurant le‬‬
‫‪recouvrement pour son compte et en supportant les pertes éventuelles sur‬‬
‫‪les débiteurs insolvable.‬‬
‫⁽‪⁾2‬نادر عبد العزيز شافي‪ ،‬عقد الفاكتورنغ‪ ،‬المؤسسة الحديثة للكتاب‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬سنة ‪ ،1881‬ص ‪.19‬‬
‫⁽‪⁾3‬دكري عبد الرزاق محمد‪ ،‬عقد شراء فواتير الديون التجارية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1838 ،‬ص ‪.11‬‬
‫⁽‪⁾4‬مرسوم رقم ‪ ،111.31.1‬صادر في‪ 1‬صفر ‪ 9( 3113‬أكتوبر‪ ،)1831‬بتطبيق القانون رقم ‪ 39.13‬المتعلق‬
‫بالضمانات المنقولة‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 11 – 1911‬ربيع األول ‪ ،3113‬الموافق ل ‪ 13‬نونبر ‪.1831‬‬

‫‪69‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬إنشاء عقد الضمانات املنقولة‬


‫من الغايات التي جاء من أجلها القانون رقم ‪ 39.13‬تبسيط إنشاء عقد الضمانات‬
‫المنقولة فبمقتضى هذا القانون أصبح بإمكان األطراف إبرام عقد الرهن بطريقة مبسطة وغير‬
‫معقدة‪ .‬كمل تلعب فيه إرادة األطراف دو ار مهما‪ .‬هذا العقد يجب أن تتوفر فيه مجموعة من‬
‫اإللزامية‬ ‫البيانات‬ ‫بعض‬ ‫يتضمن‬ ‫أن‬ ‫ويجب‬ ‫لقيامه‪،‬‬ ‫الضرورية‬ ‫األركان‬
‫(المطلب األول) واذا ابرم األطراف عقد رهن المنقول دون التخلي عن الحيازة فيجب‬
‫باإلضافة الى شرط الكتابة أن يتم اشهاره بالسجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة‬
‫(المطلب الثاني)‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬األركان املوضوعية والشكلية لعقد الضمان‬
‫عقد الضمانات المنقولة يجب أن تتوفر فيه األركان الموضوعية (الفقرة األولى) فضال‬
‫عن األركان الشكلية الخاصة بهذا النوع من الضمانات (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬األركان املوضوعية لعقد الضمانات املنقولة‬
‫يقتضي إبرام عقد الضمان توفر مجموعة من الشروط منها ما يتعلق باألطراف أي‬
‫المدين والدائن (أوال) ومنها ما يتعلق بالدين المضمون ومحل الرهن(ثانيا)‪.‬‬

‫يخضع عقد رهن المنقول ل أحكام العامة للعقود إذ البد من توفر ركن أهلية األداء لدى‬
‫المدين الراهن وليس أهلية اإلدارة والتبرع فقط‪ .‬واذا لم يكن أهال للتصرف في ماله فالعقد‬
‫يكون باطال بطالنا نسبيا‪ ،‬أما بالنسبة للدائن المرتهن فال تلزم فيه أهلية األداء بل يكفي أن‬
‫يكون ممي از مادام الرهن يعد من األعمال النافعة له نفعا محضا⁽‪.⁾1‬‬

‫أما إذا كان الراهن كفيال عينيا فيجب أن تتوفر فيه هو األخر أهلية األداء باعتبار‬
‫الرهن بالنسبة إليه عمال ضا ار وعليه إذا كان قاص ار أو محجو ار فان رهنه يكون باطال وليس‬

‫⁽‪⁾1‬بوعبيد عباسي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.383‬‬

‫‪70‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫قابال لإلبطال⁽‪ .⁾1‬وهنا البد من الوقوف على مسألة مهمة متعلقة بالكفيل العيني والمتعلقة‬
‫بعدم كفاية ما قدمه من ضمان أتناء التنفيذ هل من حق الراهن الرجوع عليه في باقي أمواله‬
‫الشخصية؟‬

‫في هذا الشأن يرى بعض الباحثين أن التزام الكفيل العيني محصور فيما قدمه للضمان‬
‫وحده دون أمواله بمعنى أن كفالته كفالة عينية وليست كفالة شخصية مستندا في ذلك على‬
‫الفصل ‪ 3311‬من ظ هير االلتزامات والعقود والذي جاء فيه "يجب أن يكون التزام الكفيل‬
‫صريحا والكفالة ال تفترض⁽‪.⁾2‬‬

‫وهذا ما نص عليه المشرع المغربي في الفصل ‪ 3181‬مكرر من ظهير االلتزامات‬


‫والعقود والذي ثمت إضافته بموجب المادة ‪ 1‬من القانون ‪ 39.13‬والذي جاء فيه" إذا لم‬
‫يكن المدين هو الراهن ال يكون للدائن المرتهن رهنا حيازيا أو المرتهن رهنا بدون حيازة في‬
‫مواجهة الراهن الحق اال على المال محل الضمان"‬

‫زيادة على هذا فال بد من توفر عنصر الرضا وبالتالي فعقد الرهن ال ينعقد اال بتراضي‬
‫طرفيه وألن عقد الرهن ال تشترط فيه الرسمية فيكفي النعقاده اإليجاب والقبول⁽‪ .⁾3‬أما سبب‬
‫العقد فهو ضمان الدائن استيفاء دينه في أجل استحقاقه‪ ،‬ومن شروطه أن يكون ثابت في‬
‫ذمة المدين وايفاء حقه من العين التي رهنت ألجله عند عجز المدين الراهن عن الوفاء‬
‫بالدين مثل الثمن في البيع واألجرة في اإليجار⁽‪.⁾4‬‬

‫⁽‪ ⁾1‬منصور حاتم محسن‪ ،‬رهن المنقول المادي دون حيازة المفهوم واالثر‪ ،‬مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‪،‬‬
‫العدد األول‪ ،‬السنة التاسعة‪ ،1831 ،‬ص ‪.11‬‬
‫⁽‪⁾2‬أحمد كويسي‪ ،‬الكفالة العينية‪ ،‬مقال‪ ،‬منشور بمجلة القانون واالقتصاد‪ ،‬عدد ‪ ،11‬دجنبر ‪ ، 1881‬ص ‪.11-11‬‬
‫⁽‪ ⁾3‬قشطولي رفيقة‪ ،‬الرهن الحيازي الوارد على المنقول في القانون المدني الجزائري‪ ،‬مدكرة مقدمة الستكمال متطلبات شهادة‬
‫الماستر‪ ،‬في القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق بوداود ‪،‬جامعة امحمد بوقرة بومرداس ‪ ،‬السنة الجامعية ‪،1831-1839‬‬
‫ص ‪.31‬‬
‫⁽‪⁾4‬مصطفى راتب حسن‪ ،‬نفاذ الرهن واثاره دراسة مقارنة‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪ ،1881-1881‬ص ‪.11‬‬

‫‪71‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫‪-1‬الدين المضمون‬

‫بموجب التعديل الجديد الذي عرفه الفصل ‪ 3311‬من ظهير االلتزامات والعقود‬
‫بمقتضى المادة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ 39.13‬فان الديون التي يعقد الرهن ألجل ضمانها هي‬
‫الديون الحالية والمستقبلية سواء كان مبلغها تابتا أم متغي ار أو لضمان التزام احتمالي أو‬
‫موقوف على شرط‪.‬‬

‫وهو ما ينص عليه المشرع المصري في المادة ‪ 3818‬من القانون المدني حينما أجاز‬
‫أن يترتب الرهن ضمانا لدين معلق على شرط أو دين مستقبل أو دين احتمالي‪ ،‬كما يجوز‬
‫أن يترتب ضمانا العتماد مفتوح أو لحساب جار‪ ،‬على أن يتحدد في عقد الرهن مبلغ الدين‬
‫المضمون أو الحد األقصى الذي ينتهي إليه هذا الدين‪.‬‬

‫كما نص المشرع الفرنسي على نفس المقتضى في المادة ‪ 1111‬من القانون المدني‬
‫الفرنسي عندما نص على أن الديون المضمونة يمكن أن تكون حالية أو مستقبلية وفي‬
‫الحالة األخيرة يجب أن تكون محددة⁽‪.⁾1‬‬

‫يمكن القول من خالل هذه المقتضيات الجديدة إن المشرع المغربي وسع من دائرة‬
‫الديون المضمونة‪ ،‬سواء تعلق األمر بالرهن الحيازي للمنقول أو رهن المنقول دون التخلي‬
‫عن الحيازة‪ .‬ويتجلى ذلك من خالل إمكانية رهن الديون المستقبلية‪ :‬والدين المستقبلي هو‬

‫⁽‪⁾1‬أنظر ‪:‬‬
‫‪Deuxième paragraphe de l’article 1111 Cod civil française dispose que " les‬‬
‫‪créances garanties, peuvent être présent au future dans ce dernier cas elles‬‬
‫‪doivent être déterminable.‬‬

‫‪72‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫المال الغير المعين بالذات وهو رهن ما عسى أن يملكه الراهن مستقبال عن طريق اإلرث أو‬
‫عن طريق الوصية⁽‪.⁾1‬‬

‫هذا وتعتبر الديون اآلجلة أو المستقبلية ورغم عدم إمكانية تسليمها إال أنها تحمل‬
‫المواصفات التي تجعلها قابلة للرهن‪ ،‬حيث إن وجودها محقق الوقوع فاألجل حال ال محالة‬
‫وكذلك الواقعة المستقبلية ال تنقص من الحق أو تنفيه بل تنقل حدوته إلى المستقبل وهي‬
‫مجرد عارض يؤجل المطالبة بالحق وهو باألساس موجود مند التعاقد⁽‪.⁾2‬‬

‫واذا كان من الممكن تحديد مبلغ الدين بالنسبة للديون الحالية فان األمر يختلف بالنسبة‬
‫للديون المستقبلية التي يصعب تحديدها بالذات مما دفع بعض الفقه إلى اعتبار رهن المال‬
‫المستقبل رهنا باطال وعلته في ذلك عدم تعيين المال المرهون تعيينا كافيا⁽‪.⁾3‬‬

‫والدين الحالي أو المستقبلي ال يجب أن يكون على إطالقه بل يجب أن يكون محددا‬
‫في عقد الرهن واذا تعذر تحديده يمكن وصف عناصره وااللتزامات المنشئة له بكيفية عامة‬
‫وهذا ما ينص عليه الفصل ‪ 3311‬من ظهير االلتزامات والعقود‪.‬‬

‫أما بالنسبة لمدونة التجارة فبالرجوع إلى المقتضيات المتعلقة برهن الديون نجد أن‬
‫المشرع المغربي ينص في المادة ‪ 111-3‬بانه "يمكن أن يتضمن عقد الرهن اإلشارة إلى‬
‫العناصر التي ت مكن من تحديد الدين المرهون في كل وقت‪ ،‬والسيما منها مبلغ الدين أو‬
‫قيمته‪ ،‬ومكان الوفاء به‪ ،‬وسبب االلتزام به‪ ،‬وهوية المدينين الحاليين أو المستقبليين‪ ،‬حسب‬
‫الحالة‪ ،‬وأصنافهم عند االقتضاء‪ ،‬ونوعية العقد أو العقود التي نشأ الدين بموجبها‪.‬‬

‫⁽‪ ⁾1‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬شرح القانون المدني‪ ،‬الجزء العاشر‪ ،‬في التأمينات الشخصية والعينية‪ ،‬الطبعة الثالثة‪،‬‬
‫نهضة مصر‪ ،‬صفحة ‪ ،111‬فقرة ‪.131‬‬
‫⁽‪⁾2‬سعيد بالحضري‪ ،‬رهن الديون اآلجلة والمستقبلية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫⁽‪⁾3‬ع بد الكريم شهبون‪ ،‬الشافي في شرح قانون االلتزامات والعقود المغربي‪ ،‬مطبعة النجاح ‪،‬الجديدة‪ ،‬طبعة ‪،1839‬‬
‫ص ‪.311‬‬

‫‪73‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫أما إذا تعلق األمر برهن الحساب البنكي فيجب تحديد مبلغ الدين المرهون‪ ،‬وفي حالة‬
‫عدم تحديده‪ ،‬بيان العناصر التي تمكن من التعرف عليه⁽‪ ،⁾1‬ونفس الشيء تنص عليه المادة‬
‫‪ 111-31‬عندما يتعلق األمر برهن السندات‪.‬‬

‫‪-2‬محل الرهن‬

‫محل الرهن هو الشيء الذي ينصب عليه الضمان الذي يعطيه الراهن‪ ،‬وسواء تعلق‬
‫هذا المحل بعقار أو منقول أو حقوق معنوية‪ ،‬فال بد أن تتوفر فيه مجموعة من الشروط‬
‫بحيث يجب أن يكون محل الرهن معينا على األقل بالنسبة إلى نوعه وهذا ما تنص عليه‬
‫الفقرة األولى من الفصل ‪ 19‬من ظهير االلتزامات والعقود‪.‬‬

‫ويجب أن يكون هذا المحل مملوكا للراهن إال أنه استثناء يجوز رهن ملك الغير إذا‬
‫ارتضاه مالك الشيء أ و أقره أو إذا اكتسب الراهن في تاريخ الحق ملكية الشيء المرهون‪.‬‬
‫وهذا ما ينص عليه الفصل ‪ 3311‬من ظهير االلتزامات والعقود‪ ،‬هذا ويجب أن يكون‬
‫المحل قابال للرهن بحيث ال يجب أن توجد موانع قانونية تمنع ذلك كالمادة ‪ 111‬من مدونة‬
‫التجارة التي تمنع أن يكون محل الرهن المركبات والطائرات والسفن عندما يتعلق األمر برهن‬
‫أدوات ومعدات التجهيز‪.‬‬

‫ومن المستجدات التي جاء بها القانون ‪ 39.13‬المتعلق بالضمانات المنقولة ما تنص‬
‫عليه الفقرة الثالثة من الفصل ‪ 3313‬من ظهير االلتزامات والعقود‪ ،‬وهو أن الشيء المرهون‬
‫يجوز أن يكون محال إما لمجموعة من الرهون الحيازية واما لمجموعة من الرهون بدون‬
‫حيازة مع مراعاة كل دائن‪ .‬ومؤدى هذا الكالم أنه يجوز لمالك العقار أو المنقول أو الحق‬
‫المعنوي أن يرهنه لفائدة عدة أشخاص وتحدد رتبة كل واحد منهم حسب تاريخ تقيده في‬
‫السجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة‪.‬‬

‫⁽‪⁾1‬المادة ‪ 111-9‬من مونة التجارة‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬األركان الشكلية لعقد الضمانات املنقولة‬


‫باإلضافة إلى األركان الموضوعية التي يجب توفرها إلبرام العقد‪ ،‬البد أن يكون مكتوبا‬
‫(أوال) وأن يتم إشهاره عن طريق القيد في السجل اإللكتروني (ثانيا)‪.‬‬

‫بالرجوع الى الفصل ‪ 3399‬من ظهير االلتزامات والعقود بعد التعديل نجده ينص‬
‫على أن "الرهن الحيازي أو الرهن بدون حيازة ينشأ كتابة في محرر رسمي أو محرر عرفي"‪.‬‬

‫والمشرع هنا خير األطراف بين ابرام عقد الرهن إما بواسطة محرر رسمي أو محرر‬
‫عرفي وفي الحالة األخيرة أعفى األطراف من تصحيح اإلمضاء لدى المصالح المختصة‬
‫وذلك من أجل تسهيل عملية إبرام عقد الضمانات⁽‪.⁾1‬‬

‫هذا وقد جاء المشرع المغربي بمستجد متعلق بالتوقيع اإللكتروني من خالل القانون رقم‬
‫‪ 18.11‬المتعلق بخدمات الثقة بشأن المعامالت االلكترونية⁽‪ ،⁾2‬وقد جاء في المادة ‪19‬‬
‫منه "أنه تحدد بنص تنظيمي قيمة الضمانات الشخصية أو العينية موضوع المحررات‬
‫المنجزة من لدن مؤسسات االئتمان المعتبرة في حكمها‪ ،‬المنصوص عليها في الفصل ‪13‬‬
‫من قانون االلتزامات والعقود التي يستعمل فيها وجوبا التوقيع االلكتروني المتقدم أو المؤهل‬
‫أو الخاتم االلكتروني المتقدم أو المؤهل"‪.‬‬

‫وهكذا يمكن القول إن األطراف يمكنهم إبرام عقد الضمانات المنقولة بواسطة المحرر‬
‫االلكتروني لكن المشرع سيقوم بتحديد قيمة الضمانة التي من خاللها ستكون المحدد‬
‫األساسي الذي يمكن من خالله ل أطراف إبرام هذا العقد والتوقيع عليه بشكل الكتروني‪.‬‬

‫⁽‪⁾1‬مدكرة تقديمية لمشروع القانون المتعلق بإصالح نطام الضمانات المنقولة بالمغرب ص ‪.1‬‬
‫⁽‪⁾2‬القانون رقم ‪ 18.11‬المتعلق بخدمات الثقة ‪ ،‬بشأن المعامالت اإللكترونية‪ ،‬بتنفيذ ظهير شريف رقم ‪3.18.388‬‬
‫صادر في ‪ 31‬من جمادى األولى ‪ ،3111‬الموافق ل ‪ 13‬دجنبر ‪ 1818‬المشور بالجريدة الرسمية عدد ‪11- 1113‬‬
‫جمادى األولى ‪ 3111‬الموافق ل‪ 33‬يناير ‪.1813‬‬

‫‪75‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫وهنا يجب اإلشارة إلى مسألة مهمة وهي أن خصوصية التوقيع االلكتروني تسمح بإبرام‬
‫التصرف بالكامل دون ضرورة حضور األطراف أو وكالئهم‪ ،‬في نفس مكان التعاقد وال شك‬
‫أن مثل هذا الوضع االستثنائي الناشئ من التقدم المذهل في وسائل االتصال الحديثة قد‬
‫يشجع البعض على تزوير المحرر خصوصا مع صعوبة اكتشافه في هذه الوسائل‪،‬‬
‫باإلضافة إ لى ذلك فغالبا ما سيكون المتضرر هو المستهلك العادي الذي يتعاقد مع‬
‫متخصص في هذا المجال⁽‪.⁾1‬‬

‫إال أن واقع الحال وخاصة مع جائحة كوفيد ‪ 31‬التي ضربت العالم باسره‪ ،‬كان لزاما‬
‫على المشرع التسريع بإخراج هذا القانون إلى حيز الوجود خاصة أن التعامل بالعقد‬
‫االلكتروني والتوقيع عليه سيكون وسيلة جديدة إلبرام العقود بين األطراف دون حضورهما إلى‬
‫مجلس العقد‪.‬‬

‫والغاية من اشتراط الكتابة في عقد الضمان في محرر مكتوب سواء تعلق األمر‬
‫بمحرر رسمي أو عرفي هو الحفاظ على الحقوق وااللتزامات بين األطراف وكذلك لتحديد‬
‫المال الضامن تحديدا دقيقا⁽‪ .⁾2‬كما أن الغاية من ذلك حسب البعض منع تواطؤ بين الراهن‬
‫والمرتهن إللحاق الضرر بالغير كتفضيل الدائن المرتهن على غيره من الدائنين من خالل‬
‫تقديم تاريخ الرهن أو استبدال المنقول المرهون بأخر قيمته أعلى⁽‪.⁾3‬‬

‫هذا وتكمن الغاية من وراء اشتراط شكلية الكتابة دون غيرها في هذا النوع من الرهون‬
‫في حماية مصالح أطراف عقد الرهن والدرجة األولى الدائن المرتهن ألنه في طل غياب‬

‫⁽‪⁾1‬سعيد السيد قنديل‪ ،‬التوقيع االلكتروني ماهيته صوره حجيته بين التداول واالقتباس‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬الطبعة الثانية‬
‫سنة ‪ ،1881‬ص ‪.11‬‬
‫⁽‪⁾2‬سعيد حسين علي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11-11‬‬
‫⁽‪ ⁾3‬مالك بهجت عبد اللطيف جمعه‪ ،‬التنظيم القانوني للرهن الحيازي في فلسطين "دراسة مقارنة"‪ ،‬قدمت هذه األطروحة‬
‫الستكمال متطلبات الحصول على درجة الماجستير‪ ،‬في القانون الخاص‪ ،‬من كلية الدراسات العليا جامعة النجاح الوطنية‬
‫نابلس فلسطين‪ ،‬سنة ‪ ،1831‬ص ‪.11‬‬

‫‪76‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫غيابها ال يمكنه االستفادة من مميزات عقد الرهن في مواجه المدين الراهن خاصة في الرهن‬
‫دون التخلي عن الحيازة⁽‪.⁾1‬‬

‫لكن السؤال المطروح في هذا الصدد وهو هل المشرع المغربي اشترط الكتابة في الرهن‬
‫الحيازي التجاري الوارد على المنقول؟‬

‫كما هو معلوم فإن القاعدة العامة في مدونة التجارة هي حرية االثبات إال أن المشرع‬
‫خرج عن هذه القاعدة عندما تعلق االمر بالرهن الحيازي التجاري‪ ،‬فبالرجوع إلى المادة ‪111‬‬
‫من مدونة التجارة نجدها تنص على أن "الرهن الحيازي للمنقول يخضع للمقتضيات العامة‬
‫الواردة في القسم الحادي عشر من الكتاب الثاني من ظهير االلتزامات والعقود‪ ،‬وبالتالي‬
‫خضوع الرهن الحيازي التجاري للمنقول لمقتضيات الفصل ‪ 3399‬من ظهير االلتزامات‬
‫والعقود" بمعنى لزوم شكلية الكتابة في هذا الرهن‪.‬‬

‫لقد نص المشرع وألول مرة بموجب التعديل الجديد لظهير االلتزامات والعقود بموجب‬
‫القانون رقم ‪ 39.13‬على مجموعة من البيانات التي يجب إدراجها في عقد الضمان‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى الفقرة الثانية من الفصل ‪ 3399‬من ظ‪.‬ل‪.‬ع نجدها تنص على هذه‬
‫البيانات‪ ،‬فمنها ما يتعلق باألطراف إذ يجب ذكر هوية كل من الراهن والدائن وذلك بذكر‬
‫أسمائهم الشخصية والعائلية‪ ،‬محل سكناهم مهنتهم ورقم بطاقة التعريف الخاصة بهم‪ .‬ومنها‬
‫ما يتعلق بمبلغ الدين وذلك بتحديده بشكل دقيق إن أمكن ذلك أو حده األقصى إذا تعذر ذلك‬
‫مع ذكر عناصره وااللتزامات المنشئة له بكيفية عامة⁽‪⁾2‬‬

‫⁽‪⁾1‬محمد بوهريان‪ ،‬الحماية القانونية لطرفي عقد رهن المنقول دون حيازة وفقا للقانون رقم ‪ ،39.13‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫الدراسات العليا في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية االقتصادية واالجتماعية تطوان‪ ،‬جامعة عبد المالك السعدي السنة‬
‫الجامعية ‪ ،1818-1831‬ص ‪.11‬‬
‫⁽‪⁾2‬الفقرة الثانية من الفصل ‪ 3311‬من ظهير االلتزامات والعقود‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫زيادة على هذا يجب وصف الشيء المرهون وصفا دقيقا من خالل ذكر نوعه أو‬
‫صنفه ومستوى جودته‪ ،‬وهذا ما ينص عليه الفصل ‪ 3318‬من ظ‪.‬ل‪.‬ع من المالحظ أن‬
‫المشرع المغربي وان كان ألزم األطراف بضرورة إدراج هذه البيانات في عقد رهن المنقول من‬
‫خالل صيغة "الوجوب" فانه لم يحدد أي جزاء في حالة تخلف أحد البيانات وبالتالي كان‬
‫عليه أن يربط صيغة الوجوب بالبطالن‪ ،‬وذلك لتضمين عقد الرهن لكافة هذه البيانات خاصة‬
‫إذا تعلق األمر برهن المنقول دون نقل الحيازة حتى ال يقع أي لبس في حالة النزاع‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬إشهار الضمانات املنقولة‬
‫إذا كانت الحيازة تغني عن اإلشهار في الرهن الحيازي‪ ،‬فالبد من وسيلة أخرى إلشهار‬
‫الرهون دون حيازة لهذا قام المشرع بالتنصيص على مؤسسة جديدة من خاللها يتم إشهار‬
‫هذا النوع من الرهون وبالتالي سنحاول أن نحدد كيف تتم عمليات القيد في هذا السجل‬
‫(الفقرة األول) ثم بعد ذلك سنتطرق إلى حجية هذا القيد في مواجهة األغيار (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬القيد يف السجل الوطين االلكرتوني للضمانات املنقولة‬
‫للقيد في هذا السجل البد من القيام بمجموعة من اإلجراءات منها ضرورة فتح الحساب‬
‫وذلك من طرف األشخاص الملزمون بالقيد (أوال) هذا األخير يمكن األطراف من القيام‬
‫بمجموعة من التقييدات سواء تقييد الضمانة المنقولة ألول مرة أو التقييدات الالحقة أو‬
‫التعديلية (ثانيا)‪.‬‬

‫‪-1‬فتح حساب الزبون‬

‫بالرجوع الى المادة ‪ 31‬من المرسوم التنظيمي لقانون الضمانات المنقولة⁽‪ ⁾1‬نجده‬
‫ينص على أنه "يجب على الشخص الذاتي أو االعتباري أو وكيله أو ممثله القانوني أن‬
‫يقومون بفتح حساب في السجل يسمى "حساب الزبون" وذلك من أجل القيام بإجراءات التقييد‬

‫⁽‪⁾1‬مرسوم رقم ‪ 1.31.111‬صادر في ‪ 1‬صفر ‪ 3113‬الموافق ل ‪ 9‬أكتوبر ‪ ،1831‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ ،1911‬الصادر بتاريخ ‪ 13‬نونبر ‪.1839‬‬

‫‪78‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫والتقييدات التعديلية لها‪ ،‬وكذا التقييدات الالحقة والتشطيبات‪ .‬باإلضافة إلى عمليات البحث‬
‫المصادق عليها في السجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة"‪.‬‬

‫هذا وتضع اإلدارة المكلفة بتدبير السجل اسما للمستخدم وقنا سريا رهن إشارته والذي‬
‫يمكن له تغييرها متى رغب في ذلك‪ .‬أما المشرع الفرنسي فنجده ينص على ما يسمى‬
‫بالجذاذة االلكترونية"‪"Un fichier électronique‬هذه الجذاذة تقيد فيها جميع الرهون‬
‫بدون حيازة⁽‪ .⁾1‬ويقوم بإدارتها وتسيرها المجلس الوطني لكتابة ضبط المحاكم التجارية وهذا‬
‫ما نصت عليه المادة ‪ ⁾2⁽1‬من المرسوم المتعلق بإشهار الرهون دون حيازة⁽‪.⁾3‬‬

‫أما المشرع المغربي فقد أوكل مهمة إدارة السجل الوطني اإللكتروني‪ ،‬إلى السلطة‬
‫الحكومية المكلفة بالعدل وذلك حسب المادة ‪ 11‬من المرسوم التنظيمي لقانون الضمانات‬
‫المنقولة‪.‬‬

‫‪-2‬األشخاص الملزمون بالقيد في السجل‬

‫تنص المادة ‪ 31‬من القانون رقم ‪ 39.13‬المتعلق بالضمانات المنقولة على‬


‫األشخاص الملزمون بالقيد في السجل‪ ،‬وهم الدائن المرتهن‪ ،‬وكيل الضمانات أو أي شخص‬
‫ثم منحه الرهن‪ .‬باإلضافة إ لى ذلك فقد أعطى المشرع الحق في القيد الى الموثقين‪ ،‬العدول‬
‫والمحاسبين المعتمدين واألشخاص الذين يتوفرون على وكالة خاصة‪.‬‬

‫⁽‪⁾1‬العلواني محمد ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫⁽‪ ⁾2‬أنظر ‪:‬‬
‫‪ARTICLE 9« Il est créé un fichier électronique national, sur lequel est mentionnée‬‬
‫‪l’existence des inscriptions, prise en application de l’article 1119 du code civil. Cette‬‬
‫‪fiche est tenue par le conseil national, des greffiers des tribunaux de commerce, qui‬‬
‫‪constitue à cet effet un groupement d’intérêt économique, entre les greffiers des‬‬
‫‪tribunaux de commerce conformément aux dispositions de l’article L.111-12 du‬‬
‫‪Code de commerce.‬‬
‫⁽‪⁾3‬أنظر‪:‬‬
‫‪Décrit N°2006-1804 du 23 décembre 2006 relative à la publicité du gage‬‬
‫‪sans dépossession. JORF N°303 du 31 décembre 2006.‬‬

‫‪79‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫وحسنا فعل المشرع حينما منح للموثقين والعدول الحق في القيد في السجل وذلك الى‬
‫خبرتهم المكتسبة في المجال القانوني التي ستساعد حتما على تحقيق مساعي القانون‬
‫وبالتالي الحفاظ على األمن التعاقدي واستقرار المعامالت بين المتعاقدين⁽‪.⁾1‬‬

‫‪-1‬التقييدات الالحقة أو التعديلية‬

‫كما أسلفنا الذكر فان السجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة‪ ،‬تقيد فيه الرهون‬
‫التي ال يفترض فيها تخلي المدين عن الحيازة‪ ،‬إال أنه قد سمح المشرع للمستفيد من الرهن‬
‫بإجراء تقييد تعديلي لتصحيح هذا الخطأ وهذا ما تنص عليه الفقرة الثامنة من المادة ‪ 31‬من‬
‫القانون ‪ 39.13‬المتعلق بقانون الضمانات المنقولة‪.‬‬

‫ومن التعديالت التي ألزم المشرع على الدائن أو البائع تقييدها ما تنص عليه الفقرة‬
‫الثانية من المادة ‪ 333‬من مدونة التجارة بعد التعديل‪ ،‬والتي جاء فيها "يجب على البائع أو‬
‫الدائن المرتهن خالل خمسة عشر يوما من تاريخ إخطاره أو الثالثين يوما التالية لعلمه‬
‫بالنقل أن يقوم بتقييد تعديلي في السجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة‪ ،‬يحدد فيه‬
‫المقر الجديد الذي انتقل إليه األصل التجاري‪.‬‬

‫ومن اآلثار التي تترتب على عدم احترام المقتضيات أعاله‪ ،‬أن الدائن المرتهن يفقد‬
‫امتيازه إذا اتضح أنه لم يقم بهذا اإلجراء‪ .‬زيادة عن هذا فانه يكون مسؤوال تجاه كل‬
‫األشخاص ان سبب لهؤالء بإهمالها ضر ار نتيجة تضليلهم بشأن الوضعية القانونية ل أصل‬
‫التجاري⁽‪.⁾2‬‬

‫⁽‪⁾1‬شابلي عبد الغفور‪ ،‬السجل الوطني اإللكتروني للضمانات المنقولة في ضوء القانون رقم ‪ ، 39.13‬دراسة تحليلية‪،‬‬
‫مقال منشور بمجلة القانون واالعمال الدولية‪ ،‬تاريخ االطالع ‪ ، 1813/83/83‬على الساعة ‪.11.88‬‬
‫⁽‪ ⁾2‬عادل محفوظي‪ ،‬إشكاالت افراغ األصل التجاري المرهون‪ ،‬مقال‪ ،‬منشور بمجلة الفقه والقانون االلكترونية‪ ،‬العدد التاسع‬
‫واالربعون‪ ،‬بتاريخ نونبر ‪ ،1831‬ص ‪( .31‬تاريخ االطالع ‪.)1813/81/31‬‬

‫‪80‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫‪-2‬تقييد اإلشعارات بتجديد الضمانة أو التشطيب عليها‬

‫بمجرد تقييد عقد رهن المنقوالت دون نقل الحيازة في السجل الوطني اإللكتروني‬
‫للضمانات المنقولة‪ ،‬فإن هذا التقييد يصبح ساري المفعول ابتداء من تاريخ وساعة التقييد‪.‬‬
‫غير أن المشرع قد حدد أجال بموجبه ال يصبح هذا التقييد حجة في مواجهة الغير وهو‬
‫أجل خمس سنوات مالم يتم تجديد هذا التقييد قبل انصرام هذا األجل وهذا ما تنص عليه‬
‫المادة ‪ 31‬من القانون رقم ‪.39.13‬‬
‫هذا ويجب أن يتضمن كل إشعار بالتجديد العناصر المنصوص عليها في المادة ‪9‬‬
‫من المرسوم التنظيمي المتعلق بالضمانات المنقولة‪ ،‬بحيث يجب ذكر رقم التسجيل المتعلق‬
‫بالتقييد ا لمراد تجديده‪ ،‬تعريف الدائن المرتهن المعني بتجديد التقييد وكذا تاريخ انقضاء‬
‫إشعار تجديد تقييد الرهن‪.‬‬
‫أما فيما يخص اإلشعارات المتعلقة بالتشطيب فالمشرع المغربي ألزم الدائن المرتهن أن‬
‫يقوم بالتشطيب على الضمانة المقيدة في السجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة‬
‫وذلك خالل ‪ 31‬يوما بعد انتهاء أجل القيد‪ ،‬أو بعد الوفاء بالدين أو في حالة فسخ العقد أو‬
‫إبطاله أو بطالنه أو في أي حالة نص عليها القانون‪ .‬وهذا ما تنص عليه المادة ‪ 31‬من‬
‫القانون رقم ‪ ،39.13‬هذا وتنتهي حجية التقييد في مواجهة الدائن المرتهن بعد تقييد إشعار‬
‫التشطيب⁽‪.⁾1‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬حجية القيد يف السجل الوطين االلكرتوني للضمانات املنقولة‬
‫سنتطرق في هذه الفقرة إلى حجية تقييد الضمانات المنقولة في السجل الوطني‬
‫اإللكتروني (أوال) على أن نخلص إ لى حجية قيد الضمانات التي تدخل في حكم الضمانات‬
‫المنقولة في هذا السجل (ثانيا)‪.‬‬

‫إذا كان الرهن الحيازي يحتج به في مواجهة الغير بالتسليم الفعلي للشيء المرهون الى‬
‫الدائن‪ ،‬فإن الرهن دون التخلي عن الحيازة ال يحتج به في مواجهة الغير إال من تاريخ تقييده‬

‫⁽‪⁾1‬الفقرة الرابعة من المادة ‪ 1‬من المرسوم التنظيمي المتعلق بالضمانات المنقولة‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫في السجل وهذا ما تنص عليه الفقرة الثانية من الفصل ‪ 3313‬من ظهير االلتزامات‬
‫والعقود‪.‬‬

‫وحرص التشريعات على ضرورة قيد الرهن وشهره في هذه الرهون الجديدة ينبع من‬
‫حقيقة جوهرية في هذه الرهون وهي أنها جميعها تفتقر إلى عنصر نقل الحيازة من المدين‬
‫إلى الدائن وطالما هذا الشيء المرهون يبقى لدى مالكه كان ال بد من االعالم بالحق العيني‬
‫الواقع عليه واعالم الجميع عن طريق القيد⁽‪.⁾1‬‬

‫وهكذا فقد أصبح رهن األصل التجاري‪ ،‬أدوات ومعدات التجهيز ورهن المنتجات والمواد‬
‫ورهن الديون ال يحتج بها في مواجهة االغيار إال من تاريخ تقييدها في السجل الوطني‬
‫االلكتروني للضمانات المنقولة‪ .‬وما يمكن مؤاخذته على المشرع أنه لم يرتب أي جزاء في‬
‫حالة عدم تقييد هذا الرهن في هذا السجل من طرف الراهن‪ ،‬وذلك على عكس مدونة التجارة‬
‫قبل التعديل‪ ،‬التي كانت ترتب البطالن في حالة عدم تقييد رهن األصل التجاري أورهن‬
‫أدوات ومعدات التجهيز في السجل الخاص بكتابة ضبط المحكمة التجارية⁽‪⁾2‬في حين لم‬
‫يرتب جزاء البطالن على عدم انجاز التقييد عندما يتعلق األمر برهن المنتجات والمواد الن‬
‫الكتابة في هذا الرهن مجرد وسيلة لإلثبات وليست وسيلة لالنعقاد⁽‪.⁾3‬‬

‫زيادة على هذا فالمشرع لم يحسم في ترتيب الدائنين‪ ،‬باعتباره أهم األولويات التي‬
‫ينبغي معالجتها‪ ،‬وه ذه اإلشكالية تعتبر من أهم اإلشكاليات التي يعاني منها الدائنون في‬
‫حالة حصول التزاحم⁽‪ ⁾4‬مع العلم أنه يمكن أن يكون لنفس المدين دائنون لهم نفس االمتياز‪.‬‬

‫⁽‪ ⁾1‬طيلبي سيد أحمد‪ ،‬تأثير التنمية االقتصادية على النظرية العامة لرهن المنقول‪ ،‬مدكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق‬
‫جامعة‪ ،‬الجزائر ‪ ،3‬السنة الجامعية ‪ ،1831-1831‬ص ‪.11‬‬
‫‪2‬‬
‫⁽ ⁾ المادة ‪ 381‬و‪ 111‬من مدونة التجارة قبل التعديل‪.‬‬
‫⁽‪⁾3‬بوعبيد عباسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.313‬‬
‫⁽‪ ⁾4‬عمر السكتاني‪ ،‬قانون الضمانات المنقولة المكاسب والرهانات‪ ،‬مقال‪ ،‬منشور بمجلة مغرب القانون‪ ،‬تاريخ االطالع‬
‫‪.1813/81/11‬‬

‫‪82‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫أما القضاء المغربي فقد تضاربت أحكامه وق ارراته بخصوص مسألة التزاحم فبالرغم من‬
‫أن ظهير االلتزامات العقود قد حدد ترتيب الديون الممتازة في الفصل ‪ 3119‬إال اننا نجد‬
‫بعض الق اررات التي تقضي بغير ذلك ومما جاء في إحداها "يستفيد األجراء طبقا للمادة‬
‫‪ 119‬من مدونة الشغل خالفا لمقتضيات الفصل ‪ 3119‬من ظ‪.‬ل‪.‬ع من امتياز الرتبة‬
‫األولى المقرر في الفصل المذكور قصد استيفاء مالهم من أجور التعويضات في دمة‬
‫المشغل من جميع منقوالته بعد خصم المصاريف القضائية والرسوم القضائية‪.⁾1⁽"...‬‬

‫لقد أشارت المادة ‪ 31‬من القانون رقم ‪ 39.13‬المتعلق بالضمانات المنقولة إلى‬
‫العمليات التي تدخل في حكم الضمانات المنقولة‪ ،‬وحددتها في حوالة الحق أو الدين‪ ،‬بيع‬
‫المنقول مع شرط االحتفاظ بالملكية‪ ،‬االئتمان االيجاري‪ ،‬حوالة الديون المهنية وعمليات شراء‬
‫الفاتورات‪ .‬وبالتالي فان هذه الضمانات تخضع للقيد في السجل وال تكتسب حجيتها تجاه‬
‫الغير إال من تاريخ هذا القيد‪.‬‬

‫وهنا يجب اإلشارة إلى مسألة مهمة عندما يتعلق األمر بتقييد عملية بيع المنقول مع‬
‫شرط االحتفاظ بالملكية‪ ،‬إ ذ يمكن لبعض األشخاص أن يقوم بعملية شراء بعض المنقوالت‬
‫مع االحتفاظ بشرط الملكية ويعمدون بموجب القانون الجديد إلى تقييد هذا البيع في السجل‬
‫الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة‪ ،‬وقد يرتبون بعض الرهون على هذه المنقوالت وبعد‬
‫تقييد عقد الرهن في السجل قد يقع أن يطالب المالك الحقيقي باسترجاع هذه المنقوالت لكون‬
‫المشتري لم يقم بتسديد باقي ثمن البيع وهذا من حقه⁽‪⁾2‬وبالتالي ما مصير الرهن الوارد على‬
‫هذه المنقوالت؟‬

‫⁽‪⁾1‬قرار صادر عن محكمة االستئناف التجارية بفاس‪ ،‬تحث عدد ‪ 11‬بتاريخ ‪ ،1838/38/11‬في الملف عدد‬
‫‪ 11/38/1‬والمنشور في المجلة عدد ‪ 31‬عن محكمة االستئناف التجارية بفاس صفحة ‪ 111‬وما بعده‪.‬‬
‫⁽‪⁾2‬الفصل ‪ 139-11‬من طهير االلتزامات والعقود‬

‫‪83‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫هذا وقبل ختام هذه النقطة يمكن القول إن أهمية القيد في السجل االلكتروني تظهر‪،‬‬
‫جليا في حجم الحماية التي يوفرها لصالح الدائن المرتهن بفضل الحقوق التي تنشأ لفائدة هذا‬
‫األخير لحظة تمام عملية القيد في السجل المذكور‪ ،‬بحيث ينتقل المرتهن مباشرة وبشكل‬
‫تلقائي من مرتبة الدائنين العاديين الى أصحاب الديون الممتازة⁽‪.⁾1‬‬

‫⁽‪⁾1‬محمد بوهريان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪11‬‬

‫‪84‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وكيل الضمانات املنقولة وجتديدات حتقيق الرهن‬

‫من التجديدات التي جاء بها المشرع في القانون رقم ‪ ،39.13‬مهمة وكيل الضمانات‬
‫وذلك لضمان استقرار المعامالت وتعزيز تمثيلية الدائنين‪ ،‬وقد نظم المشرع العالقة التي تربط‬
‫بين هذا الوكيل والدائن بموجب عقد الوكالة التي تحدد فيه اختصاصات هذا االخير‪ .‬ونظ ار‬
‫للصعوبات التي كانت تعترض الدائن في التنفيذ على الشيء المرهون في حالة عدم الوفاء‬
‫عمل المشرع من خالل القانون الجديد المتعلق بالضمانات المنقولة على تجاوز هذه‬
‫الصعوبات من خالل سنه لمجموعة من اآلليات الجديدة لتحقيق الرهن‪.‬‬

‫الضمانات‬ ‫وكيل‬ ‫عن‬ ‫بالحديث‬ ‫الفصل‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫سنقوم‬ ‫وعليه‬


‫(المبحث األول) ثم إلى التجديدات التي جاء بها المشرع بخصوص تحقيق الرهن‬
‫(المبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫املبحث األول‪ :‬وكيل الضمانات املنقولة⁽‪⁾1‬‬

‫لقد نظم المشرع هذه المؤسسة بتنظيم خاص وهدفها األساس هو تعزيز تمثيلية‬
‫الدائنين‪ ،‬وقد أحال المشرع في تنظيم العالقة بين الوكيل والدائنين على األحكام العامة‬
‫المنصوص عليها في ظهير االلتزامات والعقود‪ .‬فضال على بعض المقتضيات الخاصة في‬
‫قانون الضمانات والواضح من خالل هذا األخير أن المشرع وسع من اختصاصات وكيل‬
‫الضمانات ليقوم بالدور الذي أنيط به على أحسن وجه‪.‬‬

‫من خالل هذا المبحث سنقوم بإعطاء تعريف لوكيل الضمانات وصالحياته‬
‫(المطلب األول) ثم بعد ذلك سنحاول أن نميز عقد وكالة الضمانات عن غيرها من العقود‬
‫وكذا انقضاء هذا العقد (المطلب الثاني)‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تعريف وكيل الضمانات وصالحياته‬
‫بداية يجب اإلشارة أن وكيل الضمانات تنص عليه أغلب التشريعات في قوانينها‬
‫له‬ ‫تعريفا‬ ‫نعطي‬ ‫أن‬ ‫البد‬ ‫وبالتالي‬ ‫المنقولة‪،‬‬ ‫بالضمانات‬ ‫المتعلقة‬ ‫الخاص‬
‫(الفقرة األولى) وبعد ذلك سنقوم بالحديث عن أهم الصالحيات التي خولها له القانون الجديد‬
‫في إطار عقد الوكالة (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬تعريف وكيل الضمانات‬
‫بالرجوع إلى الفقرة األولى من المادة ‪ 31‬من القانون ‪ 39.13‬المتعلق بالضمانات‬
‫المنقولة نجدها تعرف وكيل الضمانات بأنه "كل شخص ذاتي أو اعتباري يعمل باسم الدائنين‬
‫ولحسابهم بصفته وكيال عنهم‪ ،‬وذلك التخاذ التدابير المتعلقة بإنشاء الضمانات لصالحهم‬
‫وتقييدها وادارتها واالحتجاج بها في مواجهة الغير وتحقيقها والقيام بجميع العمليات المرتبطة‬
‫بها‪.‬‬

‫⁽‪⁾1‬تم إحداث مؤسسة وكيل الضمانات‪ ،‬بموجب القانون رقم ‪ ،39.13‬وذلك في الباب الخامس من هذا القانون‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫أما المشرع الفرنسي فقد أحدث هذه المؤسسة بموجب األمر الصادر بتاريخ ‪1‬‬
‫ماي‪ 1831‬والتي بموجبها ثم تنظيم وكيل الضمانات في القانون المدني⁽‪ ⁾1‬من المواد‬
‫‪ 1199-1‬إلى ‪ ،1199-31‬وبالرجوع الى المادة ‪ 1199-1‬من القانون المدني‬
‫الفرنسي‪ ،‬نجدها تنص على أن جميع التأمينات أو الضمانات يتم إنشائها أو تسييرها أو‬
‫تحقيقا بواسطة وكيل الضمانات الذي يعمل باسمه ولحساب الدائنين‪.)...‬‬

‫وكيل الضمانات يمكن أن يكون شخصا ذاتيا أو اعتباريا كما يمكن أن يكون دائنا‬
‫لفائدة مجمع بنكي كطرف ثالث مختص⁽‪ .⁾2‬واذا كان المشرع المغربي نص في المادة ‪31‬‬
‫أن وكيل الضمانات يعمل باسم الدائنين ولحسابهم فان هذا األخير يعمل باسمه لكن لحساب‬
‫الدائنين وذلك في القانون الفرنسي‪.‬‬

‫أما بالنسبة لطبيعة العالقة التي تربط وكيل الضمانات بالدائنين‪ ،‬فهي عالقة تعاقدية‬
‫من خاللها أحال المشرع المغربي إلى األحكام المنظمة لعقد الوكالة وذلك في الفقرة الثانية‬
‫من المادة ‪ 31‬من القانون ‪ .39.13‬وعال العكس من ذلك فان المشرع الفرنسي نص على‬
‫أن االتفاق بين وكيل الضمانات والدائنين يجب أن يكون في عقد مكتوب يتضمن صالحياته‬
‫وتاريخ انتهاء مهمته وذلك تحث طائلة البطالن وهذا ما تنص عليه المادة ‪ 1199-1‬من‬
‫القانون المدني الفرنسي⁽‪.⁾3‬‬

‫⁽‪⁾1‬أنظر ‪:‬‬
‫‪-L’ordonnance N° 1831-119 DU 1 Mai 1831 relative à l’agent de la sureté ; J.O‬‬
‫‪N°0106 du 5 mai 2017‬‬
‫⁽‪ ⁾2‬أنظر ‪:‬‬
‫‪-JASON‬‬ ‫‪LABRUYERE ,‬‬ ‫‪LE‬‬ ‫‪NOUVEL‬‬ ‫‪AGENT‬‬ ‫‪DES‬‬ ‫‪SÛRETÉS‬‬ ‫‪EN‬‬ ‫‪DROIT‬‬
‫‪FRANÇAIS , ARTICLE PUBLIER DANS LE SIT HTTPS://WWW.VILLAGE-‬‬
‫‪JUSTICE.COM/ DATE DE CONSULTATION LE 23/01/2021.‬‬
‫⁽‪ ⁾3‬أنظر ‪:‬‬
‫‪-Article 2488-7 "peine de nullité, la convention par laquelle les créanciers désignent‬‬
‫‪l'agent des sûretés doit être constatée par un écrit qui mentionne sa qualité, l'objet‬‬
‫‪et la durée de sa mission ainsi que l'étendue de ses pouvoirs".‬‬

‫‪87‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫هذا وتجدر اإلشارة إلى أن عقد وكالة الضمانات يجب أن يتضمن البيانات المنصوص‬
‫عليها في المادة ‪ 18‬من القانون المشار إليه أعاله وذلك تحث طائلة البطالن‪ ،‬وهذه‬
‫البيانات منها ما يتعلق بالوكيل كذكر اسمه وموطنه‪ .‬ومنها ما يتعلق بالدائن أو الدائنين‬
‫زيادة على مدة مهمته وصالحياته مع تحديد الدين أو الديون المضمونة وعند االقتضاء‬
‫أصل الدين أو العناصر المحددة له‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬صالحيات وكيل الضمانات‬
‫تسري على عقد وكالة الضمانات جميع المقتضيات المتعلقة بالوكالة المنصوص عليها‬
‫في ظهير االلتزامات والعقود⁽‪⁾1‬وبما أن العالقة التي تربط الوكيل بالموكل هي عالقة‬
‫تعاقدية‪ ،‬فان صالحيات وكيل الضمانات تحدد في عقد الوكالة نفسها‪ .‬وبالرجوع إلى الفصل‬
‫‪ 918‬من ظهير االلتزامات والعقود فان الوكالة‪ ،‬يمكن أن تكون خاصة أو عامة وبالتالي‬
‫فان اختصاصه يتحدد بنوع الوكالة إذ يمكن للموكل أن يقوم بتوكيل الشخص بالقيام بتقييد‬
‫الضمانة فقط وهنا نكون أمام وكالة خاصة كما يمكن أن يكلفه الدائن بجميع العمليات‬
‫المتعلقة بتأسيس الضمانات وكذا جميع العمليات المتعلقة بالسجل االلكتروني للضمانات‬
‫المنقولة وهنا نتحدث عن الوكالة العامة‪.‬‬

‫وعموما فان الوكيل يقوم بجميع العمليات المتعلقة بإنشاء الضمانات لفائدة الدائنين‬
‫وتقييدها وادارتها واالحتجاج بها ف ي مواجهة الغير وتحقيقها والقيام بجميع العمليات المرتبطة‬
‫بها‪ .‬والمالحظ أن المشرع وسع من صالحيات وكيل الضمانات عندما نص في المادة ‪13‬‬
‫من القانون ‪ 39.13‬المتعلق بالضمانات المنقولة‪ ،‬بحيث يمكن لهذا األخير أن يتقاضى‬
‫باسم الدائنين وانشاء الرهن الحيازي‪ ،‬والرهن دون نقل الحيازة‪ ،‬وكذا التشطيب عليهما بعد‬
‫انقضائهما وذلك دون إذن صريح من الموكل‪ ،‬وهذا خالفا لما نص عليه الفصل ‪ 911‬من‬
‫ظهير االلتزامات والعقود‪.‬‬

‫⁽‪⁾1‬الفقرة الثانية من المادة ‪ 31‬من القانون ‪ 39.13‬المتعلق بالضمانات المنقولة‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫هذا وينص الفصل ‪ 113‬من ظهير االلتزامات والعقود أن الوكيل الذي يتعاقد بصفته‬
‫وكيال وفي حدود وكالته ال يتحمل شخصيا بأي الت ازم تجاه من يتعاقد معهم وال يسوغ لهؤالء‬
‫الرجوع إال على الموكل‪ .‬من خالل هذا الفصل يتضح أن وكيل الضمانات إذا أبرم تصرفا‬
‫في حدود وكالته فانه ال يتحمل أية مسؤولية تجاه مع من تعاقد معهم‪ ،‬لكن على العكس من‬
‫ذلك حيث يتعين عليه أن يتخذ التدابير الالزمة للمحافظة على مصالح الدائنين⁽‪.⁾1‬‬

‫وهذا أيضا ما نستشفه من خالل ما تضمنته المادة ‪ 31‬من القانون ‪ ،39.13‬حينما‬


‫اعتبرت الشخص الذي يقوم بتقيد الضمانات في السجل مسؤوال تجاه االغيار الذين قد‬
‫يتعرضون للضرر‪ ،‬إذا لم يقم بالتشطيب على هذا الضمانة داخل أجل ‪ 31‬يوما من تاريخ‬
‫انتهاء اجل تقييدها أو بعد الوفاء بالدين‪ ،‬أو في حالة فسخ العقد أو إبطاله أو بطالنه أو في‬
‫أي حالة أخرى منصوص عليها في القانون‪ .‬وباعتبار وكيل الضمانات يمكن أن يكون من‬
‫هؤالء األشخاص فهو مسؤوال عن األضرار التي قد تصيب الغير‪.‬‬

‫كما أن المشرع المغربي لم يحدد األشخاص اللذين يمكنهم أن يقوموا بمهمة وكيل‬
‫الضمانات‪ ،‬مع العلم أن تأسيس الضمانات وتقييدها وتحقيقها وغير ذلك ليست بالعملية‬
‫السهلة إذ تتطلب اإللمام باألمور القانونية‪ .‬وفي األخير يجب اإلشارة الى مسألة مهمة وهي‬
‫أن صالحيات الوكيل تتحدد بشكل دقيق في عقد الوكالة‪ ،‬تفاديا ألي نزاع محتمل حول حدود‬
‫هده الصالحيات وفي حالة عدم تحديد نطاق صالحيات الوكيل في العقد فهذا األخير يكون‬
‫باطال⁽‪.⁾2‬‬

‫⁽‪ ⁾1‬الياس العمراني ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.311‬‬


‫⁽‪⁾2‬المادة ‪ 18‬من القانون رقم ‪ 39.13‬المتعلق بالضمانات المنقولة‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬متييز وكالة الضمانات عن بعض العقود وانقضاء عقد‬


‫الوكالة‬
‫سنميز في هذا المطلب بين عقد وكالة الضمانات وبعض العقود األخرى‬
‫(الفقرة األولى) ثم بعد ذلك سنتحدث عن أسباب انقضاء عقد الوكالة (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬متييز عقد وكالة الضمانات عن بعض العقود‬
‫سنميز عقد وكالة الضمانات عن عقد الوكالة التجارية وعقد الوكيل بالعمولة (أوال) تم‬
‫سنميزها عن جمعية الدائنين (ثانيا)‪.‬‬

‫‪-1‬الوكيل التجاري‬

‫تجدر اإلشارة بداية أن كل من وكيل الضمانات والوكيل التجاري يعمالن باسم‬


‫اختالف بينهما من حيث اختصاصات كل واحد منهم‪ ،‬فإذا كان‬ ‫ولحساب الموكل مع‬
‫اختصاص الوكيل التجاري التفاوض أو التعاقد بصفة معتادة‪ ،‬بشأن عمليات تهم أشرية أو‬
‫بيوعات‪ ،‬وبصفة عامة جميع العمليات التجارية لصالح الموكل⁽‪ ⁾1‬فان من اختصاص وكيل‬
‫الضمانات إنشاء الضمانات المنقولة وادارتها واالحتجاج بها تجاه االغيار لفائدة موكله‪.‬‬

‫كما يختلفان كذلك في الطبيعة القانونية لعقد الوكالة‪ ،‬فإذا كان المشرع قد جعل وكالة‬
‫الضمانات عمال مدنيا بدليل أن انه أحال في تنظيم عقد وكالة الضمانات على القواعد‬
‫العامة التي تنظم الوكالة في ظهير االلتزامات والعقود‪ .‬فان المشرع لم يجعل الوكالة التجارية‬
‫عمال تجاريا ومع ذلك فان عمل الوكيل التجاري المتمثل في احتراف إجراء المعامالت‬
‫التجارية لحساب الغير يعتبر عمال تجاري يكتسب من خالله صفة التاجر⁽‪.⁾2‬‬

‫⁽‪⁾1‬المادة ‪ 111‬من مدونة التجارة‪.‬‬


‫⁽‪ ⁾2‬بوعبيد عباسي‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص ‪.311‬‬

‫‪90‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫‪ -2‬الوكيل بالعمولة‬

‫كما قلنا سلفا فان وكيل الضمانات يتعاقد باسم ولحساب الدائنين أما الوكيل بالعمولة‬
‫فهو يتعامل باسمه الشخصي‪ ،‬لكن لحساب موكله وبالتالي فالوكيل بالعمولة يعتبر طرفا في‬
‫العقود التي يبرمها‪ ،‬وبهذه الخاصية تنصرف إليه أثار العقد الذي يبرمه حقوقا كانت أم‬
‫التزامات⁽‪ .⁾1‬إال أن المشرع المغربي قد أحال في تنظيم عقد الوكالة بالعمولة على القواعد‬
‫العامة المنصوص عليها في ظهير االلتزامات والعقود‪ ،‬والمنظمة ألحكام الوكالة شأنها في‬
‫ذلك شأن وكالة الضمانات وبالتالي فكليهما يخضعان لنفس القواعد العامة وهذا ما تنص‬
‫عليه الفقرة الثانية من المادة ‪ 111‬من مدونة التجارة‪.‬‬

‫‪-1‬من حيث اإلطار القانوني‬

‫لقد نظ م المشرع المغربي جمعية الدائنين في الفصل الرابع من الباب الثاني المتعلق‬
‫بإجراءات التسوية القضائية من المادة ‪ 181‬إلى المادة ‪ 113‬من مدونة التجارة‪ ،‬وحدد‬
‫شروط تشكيلها وتأليفها وانعقادها وكذا صالحياتها‪ .‬وبالرجوع إلى المادة ‪ 181‬من مدونة‬
‫التجارة نجد أن هذه الجمعية تتشكل عند فتح مسطرة التسوية القضائية وبالتالي فالمشرع‬
‫استبعد تشكل هذه الجمعية خالل مسطرة اإلنقاذ وذلك على عكس المشرع الفرنسي⁽‪ .⁾2‬أما‬
‫وكالة الضمانات فقد نظمها المشرع المغربي من المادة ‪ 31‬إلى المادة ‪ 11‬من القانون رقم‬
‫‪ 39.13‬المتعلق بالضمانات المنقولة‪.‬‬
‫‪-2‬من حيث االختصاص‬

‫بالرجوع إلى المادة ‪ 181‬من مدونة التجارة فإننا نجد أن من مهام جمعية الدائنين‪،‬‬
‫التداول في مشروع مخطط التسوية الستمرار نشاط المقاولة أو مخطط التفويت أو التصفية‬
‫الذي أعده السنديك بناء على تقرير الموازنة‪ .‬ذلك طبقا للفقرة الثانية من المادة ‪ 111‬من‬

‫⁽‪⁾1‬بوعيبد عباسي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪311‬‬


‫⁽‪ ⁾2‬عبد الرحيم شميعة‪ ،‬قانون االعمال شرح أحكام مساطر معالجة صعوبات المقاولة في ضوء القانون ‪ ،31.11‬مطبعة‬
‫سجلماسة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬سنة ‪ ،1839‬ص ‪.311‬‬

‫‪91‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫مدونة التجارة كما يمكنها التداول بشأن مشروع مخطط التسوية االستمرار نشاط المقاولة‬
‫الذي يقترحه الدائنون‪ .‬أما اختصاصات وكيل الضمانات فهي إنشاء الضمانات المنقولة‬
‫لفائدة الدائنين وتقييدها وتحقيقها وبصفة عامة القيام بجميع العمليات المرتبطة بها‪.‬‬

‫لكن ما هي حدود تصرف وكيل الضمانات المنقولة أثناء خضوع المقاولة للمساطر‬
‫الجماعية؟‬

‫لم نجد أي جواب على سؤالنا هذا في القانون المنظم للضمانات المنقولة على عكس‬
‫المشرع الفرنسي الذي نص في الفقرة الثانية من المادة ‪ 1199-38‬من القانون المدني‬
‫الفرنسي أن صالحيات ومهمة وكيل الضمانات ال تتأثر أتناء فتح هذه المساطر‪ ،‬وهنا يجب‬
‫اإلشارة إلى مسألة مهمة وهي أنه أتناء فتح مساطر الصعوبات فان وكيل الضمانات يمكنه‬
‫التصريح بالديون لدى السنديك بصفته وكيال عن الدائنين⁽‪ ،⁾1‬وهذا ما نستشفه من الفقرة‬
‫السابعة من المادة ‪ 131‬من مدونة التجارة⁽‪.⁾2‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬انقضاء عقد وكالة الضمانات املنقولة‬
‫إن عقد وكالة الضمانات ال يمكن أن يعقد لمدى الحياة وبالتالي ال بد من انقضائه‬
‫وبالتالي فأسباب انقضائه يمكن أن تكون عامة (أوال) كما يمكن أن ترجع ألسباب خاصة‬
‫(ثانيا)‪.‬‬

‫⁽‪ ⁾1‬أنظر ‪:‬‬


‫‪DEUXIEM PARAGRAPH DE L’ARTICLE 2488-10" L'ouverture d'une‬‬
‫‪procédure de sauvegarde, de redressement judiciaire, de liquidation‬‬
‫‪judiciaire ou de rétablissement professionnel à l'égard de l'agent des sûretés‬‬
‫‪est sans effet sur le patrimoine affecté à sa mission ".‬‬
‫⁽‪⁾2‬تنص الفقرة السابعة من المادة ‪ 131‬من مدونة التجارة على انه "يمكن للدائن أن يقوم بالتصريح بنفسه أو بواسطة وكيل‬
‫من اختياره‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫إن عدم ذكر أسباب انقضاء عقد وكالة الضمانات المنقولة في القانون ‪39.13‬‬
‫وباعتباره أحال على المقتضيات الواردة في ظهير االلتزامات والعقود‪ ،‬فيمكننا أن نتطرق إلى‬
‫األسباب العامة التي يمكن من خاللها أن ينقضي عقد وكالة الضمانات المنقولة‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى الفصل ‪ 111‬من ظهير االلتزامات والعقود نجده يعدد مجموعة من‬
‫األسباب التي ينقضي بها عقد الوكالة‪ ،‬وعليه فهذا األخير ينتهي بتنفيذ العملية التي أعطيت‬
‫من أجلها‪ :‬فإذا كان موضوع الوكالة هو إنشاء الضمانة وتقييدها في السجل الوطني‬
‫االلكتروني للضمانات المنقولة فإنها تنتهي بمجرد هذا التقييد واذا كان موضوعها هو‬
‫التشطيب على الضمانة أو تحقيقها فإنها تنتهي بذلك‪.‬‬

‫كما ينتهي عقد الوكالة بتحقق الشرط الفاسخ الذي يمكن ل أطراف أن يتفقوا على‬
‫تضمينه في عقد الوكالة في إطار العقد شريعة المتعاقدين حسب الفصل ‪ 118‬من ظهير‬
‫االلتزامات والعقود‪ .‬زيادة على هذا فان عقد الوكالة ينتهي بانتهاء مهمة وكيل الضمانات لهذا‬
‫يجب تحديد مدة مهمة الوكيل في العقد وذلك تحث طائلة البطالن⁽‪.⁾1‬‬

‫كذلك من األسباب العامة التي ينقضي بها عقد الوكالة هو فقدان الوكيل أو الموكل‬
‫ألهليتهما وفي حالة فقدان الموكل ألهليته يجب على الوكيل عندما يكون في التأخير خطر‬
‫أن يتم العمل الذي بدأه في حدود ما هو ضروري كما يجب عليه أن يفعل كل ما تقتضيه‬
‫الظروف من إجراءات لصيانة مصلحة الموكل إذا لم يكن له وريث متمتع باألهلية أو لم‬
‫يوجد له أو لوارثه نائب قانوني⁽‪.⁾2‬‬

‫هذا واذا كان انقضاء عقد وكالة الضمانات يمكن أن يرجع إلى أسباب عامة فان هناك‬
‫أسباب خاصة يمكن أن تنقضي بها هذه الوكالة‪.‬‬

‫⁽‪⁾1‬الفقرة الرابعة من المادة ‪ 18‬من القانون ‪ 39.13‬المتعلق بالضمانات المنقولة‪.‬‬


‫⁽‪⁾2‬الفصل ‪ 118‬من ظهير االلتزامات والعقود‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫حسب المادة ‪ 31‬من القانون رقم ‪ 39.13‬المتعلق بالضمانات المنقولة‪ ،‬فان وكيل‬
‫الضمانات يمكن أن يكون شخصا ذاتيا كما يمكن أن يكون شخصا اعتباريا واذا ما اعتبرنا‬
‫أن عقد الوكالة يقوم على االعتبار الشخصي فانه يمكن أن ينقضي بموت الوكيل أو الموكل‬
‫إذا كان الشخص ذاتيا أو بحل الشركة إذا كان اعتباريا‪.‬‬

‫هذا وفي حالة موت الوكيل يجب على ورثته إذا كانوا على علم بالوكالة أن يبادروا‬
‫بإعالم الموكل به كما يجب عليهم أن يحافظوا على الوثائق وغيرها من المستندات التي‬
‫تخص الموكل⁽‪ .⁾1‬إال أن وفاة الموكل ليس بالضروري أن تؤدي إلى انقضاء الوكالة فتبقى‬
‫حتى بعد وفاته ويلزم بها الورثة في حدود التركة⁽‪.⁾2‬‬

‫كما يمكن أ ن ينتهي عقد وكالة الضمانات باإلرادة المنفردة ألحد طرفيها‪ ،‬وهكذا‬
‫فالموكل من حقه عزل الوكيل في أي وقت أراد إذا تبين له أن هذا األخير قد ارتكب بعض‬
‫األفعال الموجبة للعزل‪ ،‬كما يمكنه إلغاء الوكالة متى شاء وكل شرط يخالف ذلك يكون عديم‬
‫األثر بالنسبة للمتعاقدين والى الغير على حد سواء⁽‪ .⁾3‬كما أن الوكيل من حقه أن يتنازل‬
‫عن الوكالة بإرادته المنفردة متى أراد وفي أي وقت شاء شريطة عدم األضرار بمصالح‬
‫بالوكيل‪.‬‬

‫⁽‪⁾1‬الفصل ‪ 113‬من ظهير االلتزامات والعقود‪.‬‬


‫⁽‪⁾2‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬الجزء السابع‪ ،‬العقود الواردة على العمل سنة ‪3111‬‬
‫ص ‪.111‬‬
‫⁽‪⁾3‬الفصل ‪ 118‬من ظهير االلتزامات والعقود‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬جتديدات حتقيق الرهن ومص ر الضمانات املنقولة أثناء‬


‫فتح املساطر اجلماعية‬
‫إ ن تحقيق الضمانات المنقولة هو اللحظة التي يخرج فيها الضمان من نومه والذي‬
‫توقظه قبلة الدائن الذي لم يتم الوفاء لمطالبه⁽‪ .⁾1‬واذا حرص المشرع المغربي على تنظيم‬
‫العالقة بين األطراف عند إنشاء الضمانات المنقولة فقد كان حاض ار أيضا في تنظيم القواعد‬
‫المتعلقة بتحقيقها⁽‪.⁾2‬‬

‫والمالحظ أن المشرع المغربي وأثناء سنه للقواعد الجديدة لتحقيق الرهن‪ ،‬قد توجه الى‬
‫تبسيط هذه المساطر من خالل سنه آلليات جديد للتنفيذ على الشيء المرهون فضال عن‬
‫االكتفاء بتوجيه اإلنذار من طرف الدائن المرتهن والتعرض عليه من طرف المدين الراهن‪،‬‬
‫كما عمل المشرع على التنصيص على طرق جديدة لتحقيق الضمانات المنقولة في حالة‬
‫تخلف المدين عن الوفاء بالتزاماته‪ .‬إال أنه لم ينتبه إلى مسالة مهمة تتعلق بمصير‬
‫الضمانات المنقولة أثناء فتح مساطر صعوبات المقاولة‪ ،‬إذ كان عليه أن يولي أهمية كبيرة‬
‫إلى هذا المسألة‪ .‬إذ كيف يعقل أن نشجع المقاوالت الصغيرة والمتوسطة على الولوج الى‬
‫التمويل وجعل أموالهم المنقولة كضمانة ثم يتضح فيما بعد أن هذه الضمانات أسست في‬
‫فترة الريبة وبالتالي تعرضها للبطالن‪.‬‬

‫وهكذا سنحاول في هذا المبحث أن نتطرق إلى تجديدات تحقيق الرهن (المطلب األول)‬
‫ثم إلى مصير الضمانات المنقولة أثناء فتح المساطر الجماعية (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫⁽‪⁾1‬أنظر ‪:‬‬
‫‪Mathilde Dols-Magneville, la réalisation des suretés réelles, thés en vue de‬‬
‫‪l’obtention du doctorat, en droit spéciale en droit privé, université de‬‬
‫‪Toulouse 1 capitale, soutenue le 4 décembre 2013, page N°1.‬‬
‫⁽‪⁾2‬الياس العمراني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.311‬‬

‫‪95‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫املطلب األول‪ :‬جتديدات حتقيق الرهن‬


‫لقد حاول المشرع المغربي من خالل القانون الجديد المتعلق بالضمانات المنقولة تبسيط‬
‫إجراءات تحقيق الرهن (الفقرة األولى) كما نص على آليات جديدة لتحقيقه (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬مسطرة حتقيق الرهن‬
‫لقد اكتفى المشرع أتناء تنظيمه لمسطرة تحقيق الرهن على توجيه اإلنذار إلى المدين‬
‫(أوال) ثم أعطى لهذا األخير إمكانية التعرض عليه (ثانيا)‪.‬‬

‫يجب على الدائن قبل التنفيذ على الشيء المرهون توجيه اإلنذار الى المدين وذلك‬
‫داخل أجل حدده القانون‪.‬‬
‫‪-1‬توجيه اإلنذار‬
‫يعتبر اإلنذار أول إجراء مسطري ضمن مسطرة تحقيق الرهن وليس مجرد إشعار⁽‪.⁾1‬‬
‫وفي حالة خرقه تعتبر دعوى الدائن المرتهن غير مقبولة⁽‪ .⁾2‬كما ال يجوز له ٳتخاد إجراءات‬
‫بيع المنقول الضامن حالة عدم وفاء المدين بالتزاماته إال بعد أن يخطر األخير وتكليفه‬
‫بالوفاء بالدين محل عقد الضمان⁽‪.⁾3‬‬
‫وبالرجوع إلى الفصل ‪ 3131‬من ظهير االلتزامات والعقود والمعدل بموجب القانون‬
‫رقم ‪ 39.13‬المتعلق بالضمانات المنقولة‪ ،‬نجده ينص على ما يلي‪" :‬يوجه الدائن المرتهن‬
‫وإلى المدين حسب األحوال إنذار يطلب بموجبه أداء المبالغ المستحقة‪ "...‬هذا وتطبق نفس‬
‫المقتضيات عندما يتعلق األمر بتحقيق الرهن الحاصل على األصل التجاري⁽‪ ،⁾4‬رهن أدوات‬

‫⁽‪⁾1‬الحبيب خليفة حبودة ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬


‫⁽‪⁾2‬عبد المجيد غميجة‪ ،‬رهن األصل التجاري (تحقيق الرهن)‪ ،‬مقال‪ ،‬منشور بمجلة الندوة‪ ،‬العدد ‪ ،38‬سنة ‪3111‬‬
‫ص ‪.11‬‬
‫⁽‪ ⁾3‬سعيد حسين علي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.381‬‬
‫⁽‪⁾4‬تنص الفقرة األولى من المادة ‪ 311‬من مدونة التجارة عما يلي "عالوة على طرق التحقيق المنصوص عليها في البنود‬
‫‪ 3‬و‪ 1‬و‪ 1‬من الفصل ‪ 3139‬من قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬يجوز للبائع وللدائن المرتهن المقيد دينهما على األصل‬
‫التجاري أن يحصل أيضا على األمر ببيع األصل التجاري الذي يضمن ما لهما من ديون‪ ،‬وذلك بعد استيفاء اإلجراءات‬
‫المنصوص عليها في الفصل ‪ 3131‬من قانون االلتزامات والعقود"‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫ومعدات التجهيز⁽‪⁾1‬ورهن المنتجات والمواد⁽‪ .⁾2‬وما تجب اإلشارة اليه أن مسألة توجيه‬
‫اإلنذار مسألة جوهرية في مسطرة تحقيق الرهن اذ ال يجب االتفاق على اسقاطه من طرف‬
‫الدائن والمدين‪.‬‬
‫هذا وقد نص المشرع الفرنسي على نفس المقتضى في المادة ‪ 1111‬من القانون‬
‫المدني الفرنسي‪ ،‬ٳذ بعد إخطار المدين بالدين المرهون يحق له بناء على ذلك مطالبته‬
‫شخصيا بالوفاء بهذا الدين شامال مبلغ أصل الدين األصلي وفوائده⁽‪.⁾3‬‬

‫والمشرع لم يتطرق إلى شكليات هذا اإلنذار‪ ،‬وأهم البيانات التي يجب أن ترد فيه‪ ،‬ولم‬
‫يرتب أي جزاء في حالة تخلفها‪ .‬وعموما يمكن القول إن أهم البيانات التي يجب أن ترد في‬
‫هذا اإلنذار هي هوية الدائن المرتهن والمدين الراهن‪ ،‬وذلك بذكر أرقام بطاقة تعريفهم ومحل‬
‫سكناهم‪ ،‬وتحديد المنقول أو المنقوالت المشمولة بالضمان مع ذكر مراجع تقييدها في السجل‬
‫الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة زيادة على ذكر تاريخ اإلخطار شريطة أال يقل عن‬
‫‪ 31‬يوما‪.‬‬

‫فضال عن هذا فان المشرع لم ينص على طريقة تبليغ هذا اإلنذار وبالتالي يمكن‬
‫الرجوع إلى القواعد المنصوص عليها في ظهير االلتزامات والعقود وذلك في الفصل ‪111‬‬
‫منه والذي ينص في فقرته الرابعة على أن اإلنذار يحصل كتابة ويسوغ أن يحصل ولو‬
‫ببرقية أو رسالة مضمونة‪.‬‬

‫⁽‪⁾1‬الفقرة األولى من المادة ‪ 118‬من مدونة التجارة "عندما يتعلق األمر بشراء معدات وأدوات مخصصة لالستعمال‬
‫الصناعي والفقرة الثالثة من المادة ‪ 113‬من مدونة التجارة عندما يتعلق األمر بشراء أدوات ومعدات مخصصة لالستعمال‬
‫الفالحي"‪.‬‬
‫⁽‪⁾2‬المادة ‪ 191‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫⁽‪⁾3‬أنطر‪:‬‬
‫‪L’article 2363 Cod civile française dispose que "Après notification, seul le‬‬
‫‪créancier nanti reçoit valablement paiement de la créance donnée en‬‬
‫‪nantissement tant en capital qu'en intérêts. Chacun des créanciers, les‬‬
‫‪autres dûment appelés, peut en poursuivre l'exécution.‬‬

‫‪97‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫‪-2‬أجال اإلنذار‬

‫لقد حددت الفقرة الثانية من الفصل ‪ 3131‬أجل اإلنذار في ‪ 31‬يوما من تاريخ‬


‫التبليغ وحسنا فعل المشرع عندما رفع من هذا األجل⁽‪ ⁾1‬ليتمكن المدين من ترتيب أموره‬
‫والقيام بما يلزم ألداء ما بدمته وتفادي البيع الذي يمكن أن يتقرر على منقوالته والتي تعتبر‬
‫محركا لمشروعه االقتصادي‪.‬‬

‫أما المشرع ا لمصري فقد حدد أجال أقل مما حدده المشرع المغربي عندما نص في‬
‫المادة ‪ 11‬من قانون الضمانات المنقولة "أنه ال يجوز البدء في إجراءات التنفيذ اال بعد‬
‫مضي خمسة أيام من تكليف المدين بالوفاء⁽‪.⁾2‬‬

‫ويجب على الدائن المرتهن تقييد هذا اإلنذار بعد انقضاء األجل المحدد فيه‪ ،‬بالسجل‬
‫الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة‪ ،‬ويجب عليه أن يشعر فو ار باقي الدائنين إن وجدوا‬
‫بنيته في تحقيق الرهن كلما كان ذلك ممكنا وهذا ما تنص عليه الفقرة الثالثة من الفصل‬
‫‪ 3131‬من ظهير االلتزامات والعقود‪ ،‬والغاية من ذلك حسب بعض الباحثين هو إشراكهم‬
‫في إجراءات تحقيق الرهن وتوزيع حصيلته⁽‪.⁾3‬‬

‫ولحماية الدائن من تصرفات المدين الضارة‪ ،‬قام المشرع بغل يد هذا األخير أو الحائز‬
‫من التصرف في األشياء المرهونة‪ ،‬أو القيام بأي تدبير من شأنه إنقاص قيمتها دون موافقة‬
‫الدائن‪ .‬وذلك تحث طائلة تحمله المسؤولية عن ذلك⁽‪ .⁾4‬هذا واذا كانت األشياء المرهونة أو‬
‫تمارها مهددة بالتعييب أو الهالك يجب على الدائن أن يشعر الراهن بذلك فو ار‪ ،‬ولهذا األخير‬

‫⁽‪⁾1‬حيث كان أجل ‪ 1‬أيام المنصوص في الفصل ‪ 3139‬سابقا ال يكفي المدين ليتدبر أمره من أجل األداء وبالتالي قيام‬
‫الدائن بسلوك مسطرة البيع بالمزاد العلني‪.‬‬
‫⁽‪⁾2‬قانون الضمانات المنقولة رقم ‪ 331‬لسنة ‪ 1831‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 11‬مكرر (أ) بتاريخ ‪ 31‬نونبر‬
‫‪.1831‬‬
‫⁽‪ ⁾3‬عبد التواب مبارك‪ ،‬التنفيذ على المنقول الضامن وفقا لقانون الضمانات المنقولة رقم ‪ ،331‬لسنة ‪ 1831‬دون ذكر‬
‫الطبعة الصفحة ‪.18‬‬
‫⁽‪⁾4‬الفقرة الخامسة من الفصل ‪ 3131‬من ظهير االلتزامات والعقود‬

‫‪98‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫أن يسترد األشياء المرهونة أو أن يستبدلها بأشياء أخرى تساويها في القيمة كما أعطى‬
‫المشرع للدائن إمكانية بيع األشياء المرهونة المهددة بالتعييب أو الهالك بعد أن يثبت هذا‬
‫األمر بواسطة الخبرة وذلك بعد استصدار أمر من رئيس المحكمة المختصة بصفته قاضيا‬
‫ل أمور المستعجلة⁽‪.⁾1‬‬

‫لقد أعطى المشرع المغربي وبموجب التعديل الجديد الذي عرفه ظهير االلتزامات‬
‫والعقود بالقانون رقم ‪ 39.13‬المتعلق بالضمانات المنقولة‪ ،‬للمدين مكنة التعرض على‬
‫إجراءات تحقيق الرهن إذا كانت هناك أسباب موضوعية لممارسة هذا الحق⁽‪.⁾2‬‬

‫فحسب مقتضيات الفصل ‪ 3118‬من ظهير االلتزامات والعقود فان الراهن له الحق‬
‫في التعرض داخل أجل ‪ 31‬وهو األجل المنصوص عليه في الفصل ‪ 3131‬وذلك أمام‬
‫رئيس المحكمة المختصة بصفته قاضيا ل أمور المستعجلة‪ .‬من خالل هذا الفصل يتضح أن‬
‫المشرع أسند االختصاص لرئيس المحكمة بصفته قاضيا ل أمور المستعجلة لما يوفره القضاء‬
‫االستعجالي من سرعة في البت‪.‬‬

‫لكن ماهي المحكمة المختصة في النطر في إجراءات التعرض؟‬

‫بالرجوع إلى القانون رقم‪ 39.13‬المتعلق بالضمانات المنقولة نجده يتحدث عن رئيس‬
‫المحكمة وبالتالي فانه لم يحدد المحكمة المختصة هل المحكمة االبتدائية أم التجارية وهذا‬
‫االمر من شأنها أن يؤدي إلى مسالة تنازع االختصاص‪ ،‬كما أن المشرع وان اعطى‬
‫االختصاص لرئيس المحكمة بالنطر في التعرض فإنه لم يوضح هل قرار الرئيس قابل‬
‫للطعن أم هو قرار نهائي ال يقبل الطعن؟ واذا كان قبال للطعن فماهو أجل هذا الطعن؟‬

‫⁽‪⁾1‬الفصل ‪ 3181‬من ظهير االلتزامات والعقود‪.‬‬


‫⁽‪⁾2‬الياس العمراني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.313‬‬

‫‪99‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫وبالتالي فاذا كانت رغبة المشرع من خالل هذا القانون تبسيط إجراءات تحقيق الرهن‪ ،‬فعلى‬
‫العكس من ذلك يمكن أن تطول هذه المسطرة إذا ظل االمر على ما هو عليه‪.‬‬

‫هذا ومن أثار التعرض وقف إجراءات تحقيق الرهن‪ ،‬وهذا عكس ما نص عليه المشرع‬
‫التونسي عندما نص في الفصل ‪ 11‬من مشروع قانون الضمانات المنقولة على ما يلي‬
‫"أثناء حصول الدائن على عريضة من لدن المحكمة االبتدائية يطالب من خاللها التحوز‬
‫بالمنقول الضامن أو السيطرة عليه أن يقدم المدين باعتراض على اإلذن المذكور داخل أجل‬
‫‪ 1‬أيام من تاريخ إعالمه لكن هذا الطلب ليس له أي مفعول توقيفي⁽‪.⁾1‬‬

‫لكن ما مآل هذا التعرض؟‬

‫ال يخرج مال هذا التعرض عن صورتين فإما قبول التعرض أو رفضه من طرف‬
‫قاضي األمور المستعجلة‪.‬‬

‫‪-1‬قبول التعرض‬

‫في هذه الحالة فإن الدائن يمنع عليه مواصلة إجراءات التحقيق على الشيء المرهون‪،‬‬
‫وغالبا ما يكون تعرضه مبنيا على أساس كالمنازعة في مبلغ الدين أو أن المدة التي أعطيت‬
‫له في اإلنذار كأجل للتنفيذ تقل عن المحددة قانونا⁽‪.⁾2‬‬

‫والمالحظ أن المدين يمكن أن يقدم تعرضه من أجل المماطلة‪ ،‬فقط أو لكسب المزيد‬
‫من الوقت حتى يتسنى له األداء دون التنفيذ على منقوالته‪ ،‬والمشرع هنا لم يتدخل لسن‬
‫مقتضيات زجرية في حق المدين الذي استغل هذه المكنة الذي خولها له القانون من أجل‬
‫المماطلة‪.‬‬

‫⁽‪⁾1‬مشروع قانون متعلق بالضمانات المنقولة عدد ‪ 1839/11‬كما أحيل على مجلس الشعب بتاريخ ‪ 13‬ماي ‪.1839‬‬
‫⁽‪ ⁾2‬أيوب عيوش‪ ،‬قراء في المقتضيات المتعلقة بتحقيق الضمانات المنقولة وفقا للقانون رقم ‪ ، 39.13‬مقال منشور بمجلة‬
‫مغرب القانون االلكترونية‪ ،‬تاريخ االطالع ‪.1813/83/11‬‬

‫‪100‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫‪-2‬رفض التعرض‬

‫بالرجوع إلى الفصل ‪ 3118‬في فقرته الثالثة نجدها تنص على هذه الصورة أي عندما‬
‫يرفض قاضي األمور المستعجلة التعرض أو تقديمه خارج األجل وبالتالي فإجراءات تحقيق‬
‫للرهن تستمر على األشياء المرهونة‪.‬‬

‫لكن ماهي حدود سلطة قاضي األمور المستعجلة في رفض أو قبول التعرض؟‬

‫يمكن القول في هذا اإلطار إن قاضي األمور المستعجلة له جميع الصالحيات في‬
‫قبول أو رفض التعرض‪ ،‬فإذا تبين له أن التعرض قدم على أساس قانوني وتتوفر فيه‬
‫الشروط الموضوعية فانه يقبل هذا التعرض‪ ،‬واذا لم يقتنع بحجج المدين المبينة فيه أو قدمه‬
‫خارج األجل أو تبين له أن الغاية منه هي المماطلة والتسويف فيمكنه‪ ،‬إذ ذاك أن يرفضه‬
‫ويأمر بمواصلة إجراءات التحقيق وينفد هذا األمر على األصل⁽‪.⁾1‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬اآلليات اجلديدة لتحقيق الرهن‬
‫لقد أصبح للدائن بموجب القانون الجديد المتعلق بالضمانات المنقولة إمكانية تحقيق‬
‫الرهن بعدة طرق فضال عن الطرق التقليدية المتمثلة في البيع بالمزاد العلني في حالة عدم‬
‫األداء‪.‬‬

‫ومن الطرق الجديد التي نص عليها القانون نجد أنه أصبح من حق الدائن تملك‬
‫الشيء المرهون أو بيعه بواسطة االتفاق (أوال) كما أصبح بإمكانه أن يتملك الشيء المرهون‬
‫أو بيعه بواسطة القضاء (ثانيا)‪ .‬كما مكنه المشرع من إمكانية تحقيق الرهن ورفع اليد عنه‬
‫ولو جزئيا (ثالثا)‪.‬‬

‫⁽‪⁾1‬الفقرة الثانية من الفصل ‪ 3118‬من ظهير االلتزامات والعقود‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫أثناء إبرام عقد الرهن قد يتفق المدين مع الدائن أنه في حالة عدم األداء يمكن لهذا‬
‫األخير تملك الشيء المرهون سواء أكان الرهن حيازيا أو بدون حيازة‪ ،‬كما يمكنهم االتفاق‬
‫على بيع الشيء المرهون ت ارضيا بينهم أو بواسطة المزاد العلني‪.‬‬

‫‪-1‬االتفاق على تملك الشيء المرهون‬

‫لقد كان المشرع يبطل هذا الشرط حتى ولو جاء بعد العقد وذلك في الفصل‬
‫‪3111‬من ظهير االلتزامات والعقود⁽‪⁾1‬والمادة ‪ 118‬من مدونة التجارة⁽‪⁾2‬قبل التعديل‪.‬‬
‫وكذلك الشأن بالنسبة للمشرع العراقي الذي يمنع بدوره االتفاق على تملك الشيء المرهون إذ‬
‫جاء في المادة ‪ 311‬من فانون التجارة العراقي أنه " يبطل كل شرط في عقد الرهن أو كل‬
‫اتفاق بعد انعقاده يعطي للدائن المرتهن في حالة عدم استيفاء الدين عند حلول أجله الحق‬
‫في تملك الشيء المرهون‪.‬‬

‫أما المشرع الفرنسي فقد كان هو األخر يمنع على أطراف العالقة التعاقدية االتفاق‬
‫مسبقا عند قيام الرهن على منح الدائن إمكانية تملك الشيء المرهون‪ ،‬عند تخلف المدين‬
‫على الوفاء بالحق بموجب شرط تملك المال المرهون‪ .‬الذي كان يعتبر شرطا باطال⁽‪ .⁾3‬لكن‬
‫التعديل الذي ادخله المشرع الفرنسي على القانون المدني بموجب األمر الصادر بتاريخ ‪11‬‬
‫ماس ‪ 1881‬والذي أدخل عدة تعديالت على التأمينات العينية المنقولة لم يعد شرط عدم‬

‫⁽‪ ⁾1‬الفقرة األولى من الفصل كانت تنص على ما يلي " كل شرط من شأنه أن يسمح للدائن عند عدم الوفاء له بدينه في أن‬
‫يتمسك بالمرهون أو يتصرف فيه بدون اتباع اإلجراءات التي يقضي بها القانون يكون باطال ولو جاء بعد العقد"‪.‬‬
‫⁽‪⁾2‬كانت الفقرة الثالثة من المادة ‪ 118‬من مدونة التجارة تنص على ما يلي "كل شرط يسمح للدائن بتملك الشيء المرهون‬
‫يعد باطال‪.‬‬
‫⁽‪⁾3‬العلواني محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪102‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫تملك الشيء المرهون محظو ار وبالتالي يحق ل أطراف االتفاق في عقد الرهن على كل طرق‬
‫التنفيذ⁽‪ .⁾1‬وهذا ما تنص عليه المادة ‪ 1119‬من القانون المدني الفرنسي⁽‪.⁾2‬‬

‫وهذا يعني أنه ال يحق للمرتهن أن يتملك الشيء المرهون في مقابل دينه ولو وقع‬
‫االتفاق على ذلك بين الطرفين في عقد الرهن أو عقد مستقل⁽‪ .⁾3‬والغاية من هذا البطالن‬
‫حسب البعض أن مثل هذا االتفاق يساعد الدائن الجشع على استغالل ضعف المدين وعسره‬
‫واحتياجه للنقود وابتزاز أموال منه⁽‪.⁾4‬‬

‫إال أنه وبموجب القانون الجديد رقم ‪ 39.13‬والمتعلق بالضمانات المنقولة أصبح‬
‫بإمكان المدين والدائن االتفاق على تملك الشيء المرهون عند عدم الوفاء بالدين في أجله‪،‬‬
‫وهذا ما ينص عليه الفصل ‪ 3139‬من ظهير االلتزامات والعقود‪ ،‬في فقرته الثانية ومما‬
‫جاء فيها " يجوز للدائن في حالة عدم أداء الدين المضمون وبعد استيفاء اإلجراءات المشار‬
‫إليها في الفصل ‪ 3131‬بعده القيام بما يلي‪" :‬تملك الشيء المرهون رهنا حيازيا أو الشيء‬
‫المرهون بدون حيازة عن طريق االتفاق طبقا للكيفيات المنصوص عليها في الفصل ‪3113‬‬
‫أدناه"‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى الفصل ‪ 3113‬من ظهير االلتزامات والعقود نجده يحدد لنا كيفية هذا‬
‫التملك ففي حالة عدم أداء الدين المضمون‪ ،‬يصبح الدائن مالكا للشيء المرهون‪ ،‬فإذا كان‬
‫الرهن حيازيا يبقى الشيء المرهون بيد الدائن المرتهن ويمتلكه بمجرد تبوث عدم األداء‪ ،‬أما‬

‫⁽‪⁾1‬أنظر ‪:‬‬
‫‪Mathilde dols-Magneville٫ op.cit. Page N°83.‬‬
‫⁽‪ ⁾2‬أنظر ‪:‬‬
‫‪L’article 2348 Cod civile français"Il peut être convenu, lors de la‬‬
‫‪constitution du gage ou postérieurement, qu'à défaut d'exécution de‬‬
‫‪l'obligation garantie le créancier deviendra propriétaire du bien gagé.‬‬
‫⁽‪⁾3‬عبد الكريم شهبون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫⁽‪⁾4‬علي الزيني‪ ،‬أصول القانون التجاري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬النظرية العامة والعقود التجارية‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬عقود الرهن‬
‫‪-‬العمولة‪-‬النقل والشركات المطبعة األميرية ببوالق‪ ،‬دون ذكر الطبع سنة ‪ 3118‬ص ‪.1‬‬

‫‪103‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫إذا كان الرهن بدون حيازة فإن الدائن يمتلك الشيء المرهون بمجرد تبوث عدم الوفاء‪،‬‬
‫ويتعين على الراهن تسليم الشيء المرهون إلى الدائن المرتهن تحث طائلة اللجوء إلى قاضي‬
‫األمور المستعجلة‪.‬‬

‫هذا وتحدد قيمة الشيء المرهون في تاريخ التملك باتفاق بين المرتهن والراهن‪ ،‬وفي‬
‫حالة عدم االتفاق بينهما على القيمة يتم تعيين خبير لهذه الغاية بالتراضي بينهم واذا تعذر‬
‫ذلك يتم اللجوء إلى قاضي األمور المستعجلة الستصدار أمر من أجل تعيينه قصد تحديد‬
‫القيمة وعندما يكون الشيء المرهون مدرجا في سوق مقننة تحدد قيمة هذا الشيء في تاريخ‬
‫التملك على أساس سعر اإلغالق األخير لهذا السوق‪ .‬وهذا ما نص عليه المشرع الفرنسي‬
‫في الفقرة الثانية من الفصل ‪ 1119‬من القانون المدني⁽‪.⁾1‬‬

‫هذا وفي ختام هذه النقطة يمكن القول إن شرط االتفاق يسمح للدائن بأن يصبح بشكل‬
‫تلقائي مالكا للشيء المرهون‪ ،‬في حالة تخلف المدين عن الوفاء ويجب إدراج هذا الشرط في‬
‫العقد المنشئ للرهن ومن مصلحة األطراف االتفاق بشكل مفصل على كيفية التحقيق⁽‪.⁾2‬‬

‫‪-2‬االتفاق على بيع الشيء المرهون‬

‫باإلضافة إ لى تملك الشيء المرهون سواء كان الرهن حيازيا أو بدون حيازة‪ ،‬فقد خول‬
‫المشرع المغربي من خالل القانون الجديد المتعلق بالضمانات المنقولة‪ ،‬إمكانية االتفاق مع‬

‫⁽‪⁾1‬أنظر‪:‬‬
‫‪Deuxième paragraphe de l’article 2348 dispose que « La valeur du bien est‬‬
‫‪déterminée au jour du transfert par un expert désigné à l'amiable ou‬‬
‫‪judiciairement, à défaut de cotation officielle du bien sur un marché organisé‬‬
‫‪au sens du code monétaire et financier. Toute clause contraire est réputée‬‬
‫» ‪non écrite‬‬
‫⁽‪ ⁾2‬أنظر ‪:‬‬
‫‪Philippe Malaurie-Laurent Aynés-Pierre Croq٫ op-cit٫ N°515 pages N°320.‬‬

‫‪104‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫المدين في حالة عدم أداء الدين المضمون وبعد استيفاء اإلجراءات المشار إليها في الفصل‬
‫‪ 3113‬على بيع الشيء المرهون وذلك بالتراضي بينهما⁽‪.⁾1‬‬

‫وفي هذا اإلطار تجدر اإلشارة إلى أن القضاء الفرنسي‪ ،‬كان السباق إلقرار هذه‬
‫القاعدة وذلك في القرار الصادر عن محكمة النقض الفرنسية الصادر بتاريخ ‪ 11‬مارس‬
‫‪ .3181‬والذي قام بإعطاء تفسير للقاعدة القانونية المنصوص عليها في المادة ‪ 111‬من‬
‫قانون المسطرة المدنية قبل التعديل‪ ،‬والتي كانت تحظر الشرط الذي كان يسمح للدائن ببيع‬
‫الشيء المرهون دون اللجوء إلى اإلجراءات المنصوص عليها في القانون‪ ،‬والتي اعتبرت أن‬
‫المقصود من هذه المادة هو االتفاق الذي يتم في وقت إنشاء الضمانة أما البيع الذي يتم في‬
‫وقت الحق إلنشائها غير مشمول بالحظر⁽‪.⁾2‬‬
‫واالتفاق على بيع الشيء المرهون يعرف "بشرط الطريق الممهد" وهو شرط تعاقدي‬
‫يسمح للدائن ببيع الشيء المرهون باالتفاق مع المدين دون موافقة القضاء⁽‪ .⁾3‬وفي إطار‬
‫حماية المدين الراهن الذي يكون الطرف الضعيف في عقد الرهن منع المشرع المغربي أيضا‬
‫شرط الطريق الممهد⁽‪ .⁾4‬وهذا االتفاق حسب بعض الباحثين سيمكن من تسريع تحقيق‬
‫الضمانة وتخفيف االزدحام عن المحاكم⁽‪.⁾5‬‬

‫⁽‪⁾1‬جاء في الفقرة الثالثة من الفصل ‪ 3139‬من ظهير االلتزامات والعقود ما يلي "أو بيع الشيء المرهون رهنا حيازيا أو‬
‫الشيء المرهون بدون حيازة بيعا بالتراضي أو عن طريق مزاد يشرف عليه شخص من أشخاص القانون الخاص طبقا‬
‫للكيفيات المشار اليها في الفصل ‪ 3111‬أدناه‪.‬‬
‫⁽‪ ⁾2‬أنظر ‪:‬‬
‫‪Yannick Blandin٫suretés et bien circulant contribution à la réception d’une‬‬
‫‪sûreté réelle globale٫ thés de doctorat٫ en droit soutenu le 6 novembre٫‬‬
‫‪2014 universités panthéon -Assos (paris II)٫ N°424 page 321.‬‬
‫⁽‪⁾3‬أنظر‪:‬‬
‫‪L. Aynes et P. croq٫ op.cit N°512٫ page 316.‬‬
‫⁽‪⁾4‬مصطفى جدوع‪ ،‬أثار الرهن الرسمي بالنسبة للدائن المرتهن والحائز في التشريع العقاري‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات‬
‫العليا‪ ،‬كلية الحقوق الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪ 3193،-3198‬ص ‪ 11‬وما يليها‪.‬‬
‫⁽‪ ⁾5‬أنظر ‪:‬‬
‫‪Mathilde Dols-Magneville٫ op.cit. Page 75.‬‬

‫‪105‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫هذا وقد نص المشرع المغربي على هذه اإلمكانية شريطة أن يتم البيع طبقا لمقتضيات‬
‫الفصل ‪ 3111‬من ظهير االلتزامات والعقود‪ ،‬وبالرجوع إلى مقتضيات هذا الفصل نجده‬
‫ينص على أنه "يجوز للدائن المرتهن في حالة تبوث واقعة عدم أداء الدين المضمون‪،‬‬
‫االتفاق على بيع الشيء المرهون بالتراضي بينهما أو االتفاق على بيعه عن طريق مزاد‬
‫يشرف عليه شخص من أشخاص القانون الخاص"‪.‬‬

‫واذا تعلق األمر ببيع األصل التجاري فباإلضافة على البيع بالتراضي المنصوص عليه‬
‫في الفصل ‪ 3139‬من ظهير االلتزامات والعقود أجاز المشرع بموجب التعديل الجديد الذي‬
‫عرفته الفقرة األولى من المادة ‪ 318‬من مدونة التجارة ببيع واحد أو أكتر من العناصر التي‬
‫يتكون منها األصل التجاري المثقل بتقييدات‪ ،‬كال على حدة‪ ،‬متى كان البيع بموجب حجز‬
‫تنفيذي وذلك بعد أن كانت هذا إلمكانية غير واردة في المادة ‪ 318‬من مدونة التجارة قبل‬
‫التعديل‪.‬‬

‫والمالحظ هنا أن المشرع المغربي كرس مبدأ حرية التعاقد في هذه اآللية مما قد يطرح‬
‫عدة مشاكل تتعلق بالقيود الواردة على مبدأ سلطان اإلرادة خاصة إذا علمنا أن المقاولة وفي‬
‫أخر المطاف تعتبر مستهلكا للخدمات البنكية مادام التعامل مع المؤسسات البنكية أضحى‬
‫من الضروريات للعديد من المستهلكين اللذين يجدون الخدمات والتسهيالت االئتمانية حال‬
‫لجملة من المشاكل التي تواجههم في حياتهم⁽‪ .⁾1‬وبالتالي فان االتفاق على بيع الشيء‬
‫المرهون دون مراقبة القضاء من شأنه أن يؤثر على المراكز القانونية ل أطراف‪.‬‬

‫هذا وتحدد قيمة الشيء المرهون في تاريخ البيع باالتفاق بين الدائن والمرتهن والراهن‪،‬‬
‫واذ ا كان الرهن يتكون من عدة عناصر وجب تحديد قيمة كل عنصر على حدة وفي حالة‬
‫عدم االتفاق بينهما على القيمة يتم تعيين خبير لهذا الغاية بالتراضي بينهما‪ ،‬واذا تعذر ذلك‬

‫⁽‪ ⁾1‬سيدي علي ماء العينين‪ ،‬ضمانات مستهلك الخدمات البنكية‪ ،‬مقال‪ ،‬منشور بالمجلة العربية للدراسات القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1818 ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪106‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫يتم اللجوء إلى قاضي األمور المستعجلة الستصدار أمر من أجل تعيينه قصد تحديد‬
‫القيمة⁽‪.⁾1‬‬

‫وعندما يكون الشيء المرهون مدرجا في سوق مقننة تحدد قيمة هذا الشيء يوم تنفيذ‬
‫عملية التحقيق على أساس سعر اإلغالق األخير في هذا السوق‪ ،‬وقد نص المشرع الفرنسي‬
‫على نفس المقتضيات وذلك في المادة ‪ 1119‬من القانون المدني الفرنسي⁽‪.⁾2‬‬

‫وفي ختام هذه النقطة نالحظ أن المشرع المغربي‪ ،‬أعطى للدائن إمكانية االتفاق مع‬
‫المدين على بيع الشيء المرهون‪ ،‬عن طريق مزاد يشرف عليه شخص من أشخاص القانون‬
‫الخاص⁽‪⁾3‬وتعتبر آ لية البيع الذي يشرف عليه شخص من أشخاص القانون الخاص كأحد‬
‫أنواع الطرق الحديثة لتحقيق الضمانات المنقولة ويعتبر هذا األمر مقتضى قانوني يشكل‬
‫أساسا قانونيا جديدا لعملية البيع بالمزاد العلني بين الخواص دون إشراف أي جهاز‬
‫قضائي⁽‪.⁾4‬‬

‫المشرع هنا لم يحدد الشروط التي يجب أن تتوفر في هذا الشخص وبالتالي هل يجوز‬
‫ألي شخص أن ينظم هذا البيع شريطة أن يكون شخصا من أشخاص القانون الخاص؟‬

‫في نظ ري يجب أن يكون هذا الشخص له الخبرة الكافية في هذا المجال‪ ،‬ويجب أن‬
‫يكون على علم بالمسائل القانونية‪ ،‬وأن يكون محايدا وأال يغلب مصلحة طرف على أخر وأن‬
‫يعمل قدر اإلمكان على الحصول على أعلى ثمن للشيء المبيع‪.‬‬

‫⁽‪⁾1‬الفقرة ‪ 1-1‬من الفصل ‪ 3111‬من ظهير االلتزامات والعقود‪.‬‬


‫⁽‪⁾2‬أنظر‪:‬‬
‫‪Le deuxième paragraphe de l’article 1119 code civile français « La valeur du bien est‬‬
‫‪déterminée au jour du transfert par un expert désigné à l'amiable ou‬‬
‫‪judiciairement, à défaut de cotation officielle du bien sur un marché organisé au‬‬
‫‪sens du code monétaire et financier. Toute clause contraire est réputée non écrite.‬‬
‫⁽‪⁾3‬أنظر الفقرة الثالثة من الفصل ‪ 3139‬من ظهير االلتزامات والعقود‪.‬‬
‫⁽‪⁾4‬الياس العمراني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.311‬‬

‫‪107‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫باإلضافة إلى تملك الشيء المرهون أو بيعه بواسطة االتفاق‪ ،‬فقد خول المشرع بموجب‬
‫القانون الجديد لفائدة الدائن إمكانية تملك الشيء المرهون أو بيعه بواسطة القضاء‪ ،‬وبالتالي‬
‫سنحاول أن نتناول هذه اآلليات بنوع من التفصيل إذ سنتطرق إلى إمكانية تملك الشيء‬
‫المرهون بواسطة القضاء في نقطة أولى‪ ،‬على أن نتناول بيع الشيء المرهون بواسطة‬
‫القضاء في نقطة ثانية‪.‬‬

‫‪-1‬تملك الشيء المرهون بواسطة القضاء‬

‫لقد نص المشرع المغربي على هذه اإلمكانية في الفقرة الخامسة من الفصل ‪3139‬‬
‫من ظهير االلتزامات والعقود حينما أعطى للدائن إمكانية استصدار أمر قضائي يقضي‬
‫بتملك الشيء المرهون رهنا حيازيا أو الشيء المرهون بدون حيازة‪ ،‬شريطة أن يتم هذا التملك‬
‫طبقا للكيفيات المنصوص عليها في الفصل ‪ 3111‬من ظهير االلتزامات والعقود‪.‬‬
‫والمالحظ أن المشرع قد خول للدائن أن يستصدر هذا األمر وفي جميع األحوال في حالة‬
‫عدم األداء‪.‬‬

‫وهذا ما نص عليه المشرع الفرنسي في المادة ‪ 1111‬من القانون المدني الفرنسي⁽‪⁾1‬‬


‫والذي أجاز كذلك للدائن هذه اإلمكانية كمبدأ عام وليس لحاالت معينة تتعلق بالتلف أو‬
‫الهالك أو البيع لوجود صفقة رابحة⁽‪ .⁾2‬كما سار المشرع المصري في نفس االتجاه عندما‬

‫⁽‪ ⁾1‬أنظر ‪:‬‬


‫‪L’article 1111 code civile français « A défaut de paiement de la dette garantie,‬‬
‫‪le créancier peut faire ordonner en justice la vente du bien gagé. Cette vente‬‬
‫‪a lieu selon les modalités prévues par les procédures civiles d'exécution sans‬‬
‫‪que la convention de gage puisse y déroger ».‬‬
‫⁽‪⁾2‬منصور حاتم محسن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11-13‬‬

‫‪108‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫نص على نفس المقتضيات في الفقرة الثانية من المادة ‪ 3313‬من القانون المدني‬
‫المصري⁽‪.⁾1‬‬

‫وقد جاء هذا النص القانوني استثناء لقاعدة حظر شرط التملك عند عدم الوفاء فاللدائن‬
‫المرتهن أن يطلب من القاضي تمليكه المنقول المرهون دون حاجة إلى رضاء الراهن بذلك‬
‫ويقوم المنقول عندئذ بواسطة الخبراء⁽‪ .⁾2‬وهكذا يمكن القول إن تملك الشيء المرهون بواسطة‬
‫القضاء‪ ،‬يستلزم استصدار أمر قضائي صادر من طرف رئيس المحكمة‪ ،‬فال يجوز االتفاق‬
‫بين الدائن المرتهن والمدين الراهن على اعتبار الشيء المرهون ملكا للدائن بمجرد عدم إيفاء‬
‫الدين دون مراجعة القضاء⁽‪.⁾3‬‬
‫لكن ما العمل إذا طلب المدين اإلمهال القضائي طبقا للمادة ‪ 311‬من القانون رقم‬
‫‪ 89.13‬المتعلق بتدابير حماية المستهلك بناء على أمر قضائي من رئيس المحكمة‪ ،‬وفي‬
‫نفس الوقت قام الدائن باستصدار أمر قضائي من رئيس المحكمة من أجل تملك الشيء‬
‫المرهون؟‬
‫بطبيعة الحال ومن أجل تحقيق التوازن العقدي يجب على رئيس المحكمة أن ينظر في‬
‫طلب المدين من أجل إعطائه إمهاال قضائيا من أجل األداء شريطة أن تتوفر في طلبه‬
‫الشروط المنصوص عليها في المادة ‪ 311‬من القانون ‪ 89.13‬المتعلق بتدابير حماية‬
‫المستهلك‪ ،‬زيادة على ذلك فان هذا القانون نص خاص وبالتالي فهو األولى بالتطبيق من‬
‫النص العام‪.‬‬

‫⁽‪⁾1‬الفقرة الثانية من المادة ‪ 3313‬من القانون المدني المصري تنص على ما يلي" أنه يجوز للدائن المرتهن اذا لم يستوف‬
‫حقه أن يطلب من القاضي أن يأمر بتمليكه الشيء وفاءا للدين على أن يحسب عليه بقيمته بحسب تقدير الخبراء‪.‬‬
‫⁽‪⁾2‬نبيل إبراهيم سعد‪ ،‬التأمينات العينية والشخصية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة دون دكر الطبعة‪ ،‬سنة ‪1881‬‬
‫ص ‪.111-111‬‬
‫⁽‪ ⁾3‬أسعد دياب أبحاث‪ ،‬في التأمينات العينية‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬دون ذكر الطبعة‪،‬‬
‫ص ‪.311‬‬

‫‪109‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫وتجدر اإلشارة أن استصدار األمر القضائي يجب أن يكون طبقا للكيفيات المنصوص‬
‫عليها في الفصل ‪ 3111‬من ظهير االلتزامات والعقود‪ ،‬وعليه يتعين معاينة واقعة عدم‬
‫األداء وتحديد قيمة المال المرهون من قبل خبير يعين لهذه الغاية‪ ،‬واذا كان الرهن يتكون من‬
‫عدة عناصر يجب تحديد قيمة كل عنصر على حدة‪ ،‬أما إذا كان المال المرهون مدرجا في‬
‫سوق مقننة فان هذا األخير تحدد قيمته يوم تنفيذ عملية التحقيق على أساس سعر اإلغالق‬
‫األخير لهذا السوق‪ .‬وعندما تفوق القيمة المحددة مبلغ الدين المضمون يؤدي الراهن مبلغ‬
‫يساوي الفرق بينهما وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 1111‬من القانون المدني الفرنسي⁽‪.⁾1‬‬
‫هذا وقبل ختام هذه النقطة يجب اإلشارة إلى أن المشرع الفرنسي والمصري قد أجازوا‬
‫تحقيق الرهن الحيازي بواسطة التملك القضائي في حين أن المشرع المغربي أعطى هذه‬
‫اإلمكانية للدائن سواء تعلق األمر بالرهن الحيازي أو الرهن بدون حيازة⁽‪.⁾2‬‬
‫‪-2‬بيع الشيء المرهون بواسطة القضاء‬
‫يعتبر البيع القضائي للشيء المرهون من الطرق التقليدية لتحقيق الضمانات العينية⁽‪⁾3‬‬
‫والغرض منه الحصول على أعلى ثمن ل أشياء المبيعة⁽‪ ⁾4‬ففي حالة عدم وفاء المدين بالدين‬
‫يبقى من حق الدائن أن يطلب من القضاء بيع الشيء المرهون⁽‪.⁾5‬‬

‫⁽‪⁾1‬أنظر‪:‬‬
‫‪Le deuxième paragraphe de l’article 1111 code civile français « Lorsque la valeur du‬‬
‫‪bien excède le montant de la dette garantie, la somme égale à la différence est‬‬
‫‪versée au débiteur ou, s'il existe d'autres créanciers gagistes, est consignée ».‬‬
‫⁽‪⁾2‬الياس العمراني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.311‬‬
‫⁽‪ ⁾3‬أنظر ‪:‬‬
‫‪P. Simler P. Delepecque٫ les sûretés la publicité foncière٫ précis N°36 pageN°28٫‬‬
‫‪Motionné par Johanna bennephtali٫ thés pour l’obtention de grade de doctorat٫ en‬‬
‫‪droit soutenu le 16 avril 2019 université de paris page N°93.‬‬
‫⁽‪ ⁾4‬أنظر ‪:‬‬
‫‪Jhonna Bennphtali٫ Le Nantissement de créance٫ op.cit. page N°94.‬‬
‫⁽‪⁾5‬أنطر‪:‬‬
‫‪Katarzyna Kolarska٫ la réforme des sûreté٫ mémoire soutenu en vue de l’obtention‬‬
‫‪du master 2 professionnel٫ université paris v٫ année 2005-2006 page N°33.‬‬

‫‪110‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫وبالرجوع إلى القانون المغربي نجده ينص في الفقرة الرابعة من الفصل ‪ 3139‬على‬
‫أنه " من حق الدائن أن يقوم ببيع الشيء المرهون رهنا حيازيا أو الشيء المرهون بدون حيازة‬
‫بيعا قضائيا"‪ .‬ويقابله في التشريع الفرنسي الفصل ‪ 1111‬من القانون المدني الذي نص‬
‫على أنه في حالة عدم أداء الدين المضمون يحق للدائن بيع الشيء المرهون عن طريق‬
‫القضاء⁽‪.⁾1‬‬

‫هذا األخير يجب أن يكون عن طريق وسائل التنفيذ المدنية‪ ،‬دون اتفاق األطراف على‬
‫خالف ذلك‪ .‬كما نص المشرع المصري على نفس المقتضى بموجب المادة ‪ 3313‬من‬
‫القانون المدني المصري في فقرته األولى ومما جاء فيها "يجوز للدائن المرتهن إذا لم يستوفي‬
‫حقه أن يطلب من القاضي الترخيص له في بيع الشيء المرهون بالمزاد العلني أو بسعره في‬
‫البورصة أو في السوق‪.‬‬

‫هذا ويجب أن يتم هذا البيع وفقا للكيفيات المنصوص عليها في الفصل ‪ 3111‬من‬
‫ظهير االلتزامات والعقود‪ ،‬إ ذ على الدائن أن يثبت واقعة عدم األداء بجميع وسائل اإلثبات‬
‫باعتبارها واقعة مادية‪ ،‬وقد ميز المشرع المغربي في حالة التنفيذ على الشيء المرهون بين‬
‫الرهن الحيازي‪ ،‬والذي أوكل إلى المكلف بالتنفيذ بالمحكمة الموجود بمقرها موطن الدائن‬
‫المرتهن أو موطن الغير الحائز للشيء المرهون بأن يقوم بإجراءات البيع‪ .‬في حين إذا تعلق‬
‫األمر بالرهن دون التخلي عن الحيازة فان الدائن المرتهن يتقدم بمقال إلى قاضي األمور‬
‫المستعجلة المختصة لمعاينة واقعة عدم األداء واألمر ببيع الشيء المرهون بالمزاد العلني⁽‪.⁾2‬‬

‫المشرع المغربي خول للدائن المرتهن تقديم الطلب مباشرة الى قاضي األمور‬
‫المستعجلة إذا تعلق األمر بالرهن بدون حيازة‪ ،‬والغاية من ذلك هي السرعة في تحقيق الرهن‬

‫⁽‪ ⁾1‬أنظر ‪:‬‬


‫‪L’article 1111 code civil français « A défaut de paiement de la dette garantie, le‬‬
‫‪créancier peut faire ordonner en justice la vente du bien gagé. Cette vente a lieu‬‬
‫‪selon les modalités prévues par les procédures civiles d'exécution sans que la‬‬
‫» ‪convention de gage puisse y déroger.‬‬
‫⁽‪⁾2‬الفقرة الثانية والثالثة من الفصل ‪ 3111‬من ظهير االلتزامات والعقود‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫خاصة إذا علمنا أن المنقوالت المرهون تكون بحوزة المدين والذي يمكن أن يتصرف فيها‬
‫بغية اإلضرار بحقوق الدائن‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك فهو مطالب بتعزيز حقه العيني المجرد بوقوف القضاء إلى جانبه‬
‫باإلضافة إلى ما يمكن أن يعطيه ذلك من صرامة وقوة في التنفيذ⁽‪ .⁾1‬هذا ويتم البيع وفقا‬
‫للقواعد العامة المنصوص عليها في قانون المسطرة المدنية‪.‬‬

‫وأثناء مباشرة عون التنفيذ لمهامه عليه أن يتحقق من نوعية ومواصفات األشياء‬
‫المرهونة قبل البيع‪ ،‬ويحرر محض ار بذلك يشير فيه عند االقتضاء إلى األموال الناقصة أو‬
‫تلك التي تضررت⁽‪.⁾2‬وعندما يفوق مبلغ رسو المزاد قيمة الدين المضمون يؤدي الراهن مبلغ‬
‫يساوي الفرق‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى مسألة غاية في األهمية وهي تبليغ باقي الدائنين ان وجدوا‬
‫بإجراءات تحقيق الرهن فإذا كان الرهن حيازيا‪ ،‬يجب على الدائن المرتهن إشعارهم كلما كان‬
‫ذلك متاحا وهذا ما ينص عليه الفصل ‪ 3131‬من ظهير االلتزامات والعقود‪ ،‬في فقرته‬
‫الرابعة وعبارة "كلما كان ذلك متاحا" تبقى غامضة إذ يفهم منها البعض أن الدائن ليس ملزما‬
‫بهذا التبليغ‪ ،‬وبالتالي كان على المشرع أن يستعمل عبارة الوجوب كما فعل عندما يتعلق‬
‫األمر بتبليغ الدائنين في الرهن دون التخلي عن الحيازة وذلك مباشرة بعد تقييد اإلنذار في‬
‫السجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة⁽‪.⁾3‬‬

‫أما إذا تعلق األمر بصاحب االمتياز فيجب تبليغه في عنوانه المعين في التقييد داخل‬
‫أجل ‪ 31‬يوما بكل تحقيق للمال المرهون ليطلب إخراج تلك األموال إلقامة دعوى الفسخ إذا‬
‫تعلق األمر بالبائع صاحب االمتياز‪ ،‬أو من حل محلهم وهنا نتحدث عن رهن أدوات‬
‫ومعدات التجهيز⁽‪.⁾4‬‬

‫⁽‪⁾1‬الخليفة جبودة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬


‫⁽‪⁾2‬الفقرة الخامسة من الفصل ‪ 3111‬من ظهير االلتزامات والعقود‪.‬‬
‫⁽‪⁾3‬الفقرة الثالثة من المادة ‪ 3131‬من ظهير االلتزامات والعقود‪.‬‬
‫⁽‪⁾4‬الفقرة الثانية من المادة ‪ 111‬من مدونة التجارة‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫كقاعدة عام ة فان الدين ال يتج أز بحيث أن الشيء المرهون يبقى ضامنا لكل الدين‪،‬‬
‫وأن هذا األخير مضمون بكل الرهن‪ .‬إال أن هذه القاعدة ليست من مستلزمات الرهن فيجوز‬
‫الخروج عليها باتفاق الطرفين أو بإرادة المشرع بمعنى أن يقوم المرتهن بتحرير جزء من‬
‫الشيء المرهون كلما دفع الراهن جزء من الدين⁽‪.⁾1‬‬

‫ومن المستجدات المهمة التي جاء بها المشرع المغربي هي إمكانية اتفاق الدائن مع‬
‫المدين على أن يتم األداء الجزئي للدين‪ ،‬وفي المقابل رفع اليد الجزئي على الرهن أخدا بعين‬
‫االعتبار نسبة تنفيذ هذا االلتزام وهذا ما ينص عليه الفصل ‪ 3183‬من ظهير االلت ازمات‬
‫والعقود‪.‬‬

‫هذا واذا كانت الرهن المنصب على المنقوالت متجزئ بحيث يكون كل جزء من الرهن‬
‫ضامن لجزء من الدين أمكن للراهن إذا قام بتنفيذ التزامه المتعلق بجزء من الدين أن يسترد‬
‫المنقول المقابل لهذا الجزء⁽‪.⁾2‬‬

‫وهكذا من خالل اآلليات الجديدة لتحقيق الرهن يمكن القول إن المشرع سعى إلى‬
‫تبسيط إجراءات تحقيق الرهن‪ ،‬محاولة منه لتجنب اإلشكاالت التي كانت تعرفها هذه‬
‫المسطرة بحيث أصبح للدائن طرق أخرى للتنفيذ على الشيء المرهون‪ ،‬لكن تحقيق الضمانة‬
‫بشكل سريع يمكن أن يؤدي إلى تغليب مصلحة الدائن على مصلحة المدين⁽‪.⁾3‬‬

‫هذا وبعد التطرق الى االليات الجديد لتحقيق الرهن يمكن أن نطرح التساؤل التالي‪:‬‬

‫⁽‪⁾1‬عالء الدين زكي يوسف البكري‪ ،‬الرهونات المصرفية ومخاطر االئتمان في فلسطين‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماستر في‬
‫القانون الخاص‪ ،‬تخصص القانون التجاري‪ ،‬جامعة بير زيت‪-‬معهد الحقوق‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،1881‬ص ‪.11‬‬
‫⁽‪⁾2‬الفقرة الثانية من الفصل ‪ 3183‬من ظهير االلتزامات والعقود‪.‬‬
‫⁽‪⁾3‬أسماء الدومي‪ ،‬تحقيق الضمانات المنقولة وفقا لقانون ‪ ،39.13‬رسالة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬في القانون الخاص كلية‬
‫العلوم القانونية االقتصادية واالجتماعية جامعة محمد الخامس الرباط السنة الجامعية ‪ ،1831-1839‬ص ‪.11‬‬

‫‪113‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫هل ستقوم مؤسسات االئتمان فعال بالعمل بهذه المقتضيات أم أن ستفرض شروطها‬
‫على المقاولة في عقد الضمان؟‬

‫بطبيعة الحالة وكمحاولة منا لإلجابة عن هذا التساؤل يمكن القول أن مؤسسة االئتمان‬
‫يمكنها أن تفرض على المقاولة الصغيرة والمتوسطة شروطها في عقد الضمان من أجل أن‬
‫تحصل على التمويل الذي تريده‪ .‬وعلية يمكن للمقاولة أن تفرض شرط التملك االتفاقي‬
‫مباشرة في حالة عدم األداء دون اآلليات األخرى التي قد تطيل من مسطرة التنفيذ على‬
‫الشيء المرهون‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬أثر فتح املساطر اجلماعية على تأسيس الضمانات املنقولة‬

‫لم يتطرق المشرع في القانون الجديد إلى أثر فتح المساطر الجماعية على تأسيس‬
‫الضمانات المنقولة‪ ،‬على الرغم من أنها مسألة جد مهمة‪ .‬وهكذا سنحاول أن نتعرف على‬
‫مصير هذه الضمانات خالل فترة الريبة (الفقرة األولى) ثم إلى مصير الضمانات المنقولة‬
‫التي يتم استبدالها أو تجديدها (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬مص ر تأسيس الضمانات املنقولة خالل فرتة الريبة‬

‫لقد قرر المشرع المغربي أن تكون جميع الضمانات المؤسسة خالل فترة الريبة باطلة‬
‫إال أنه جعل لهذا القاعدة عدة استثناءات (تانيا) إال أننا قد نجد بعض الضمانات المنقولة‬
‫قد ال تتأسس في الحين‪ ،‬وانما يمكن أن تكون موضوعا للوعد بالرهن‪ ،‬كما يمكن للمدين‬
‫أن يقوم بشراء منقول مع تضمين العقد شرط االحتفاظ بالملكية إلى حين األداء الكامل‬
‫للثمن وبالتالي ما مصير هذه الضمانات إذا أسست بعد فتح المساطر؟ (ثانيا)‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫سنتناول بداية قاعدة البطالن التي أقرها المشرع وجعلها جزاء للمدين الذي يؤسس‬
‫الضمانات المنقولة خالل فترة الريبة لإلضرار بباقي الدائنين ثم سنتحدث عن االستثناءات‬
‫التي نص عليها المشرع من هذه القاعدة‪.‬‬

‫‪-1‬قاعدة بطالن الضمانات المنقولة خالل فترة الريبة‬

‫تنص المادة ‪ 131‬من مدونة التجارة على أنه "يمكن للمحكمة أن تبطل كل عقد أو‬
‫كل أداء أو كل تأسيس لضمان أو كفالة إذا قام بها المدين بعد تاريخ التوقف عن الدفع"‪.‬‬
‫ومبررات خضوع الضمانات المؤسسة من طرف رئيس المقاولة خالل فترة الريبة لضمان‬
‫ديون سابقة النشأة لهذا التاريخ للبطالن الجوازي‪ ،‬يكمن باألساس في حماية‬
‫الدائنين الذين يمكن أن تتأثر حقوقهم سلبا من جراء انتقال بعضهم من مركز قانوني كانوا‬
‫فيه كدائنين عاديين‪ ،‬إلى مركز قانوني أخر أصبحوا فيه كدائنين دوي ضمانات مما يمس‬
‫بمبدأ المساواة بين الدائنين⁽‪.⁾1‬‬

‫وقد جاء في حكم صادر عن محكمة االستئناف التجارية بفاس أنه "يمكن للمحكمة‬
‫التجارية أن تبطل كل عقد بمقابل إذا قام به المدين بعد تاريخ التوقف عن الدفع طبقا‬
‫لمقتضيات المادة ‪ 191‬من مدونة التجارة وخالل فترة الريبة إذا تبين أن الهدف منه هو‬
‫تهريب أصول المقاولة موضوع التصفية القضائية إضرار بحقوق الدائنين‪ ،‬سواء كانت‬
‫البائعة حسنة النية أم ال‪ ،‬إذ العبرة في تقدير التصرف هو غرابة التصرف أو كونه غير‬
‫مألوف"⁽‪.⁾2‬‬

‫⁽‪ ⁾1‬إكرام يعقوبي‪ ،‬الضمانات العينية وفتح مساطر صعوبات المقاولة‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون الخاص‪ ،‬كلية‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية جامعة موالي إسماعيل‪ ،‬السنة الدراسية ‪ ،1831-1831‬ص ‪.11‬‬
‫⁽‪⁾2‬قرار صادر عن محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء بتاريخ ‪ 1881/81/19‬تحث عدد ‪ 11‬في الملف عدد‬
‫‪ 81/31‬منشور بمجلة المعيار عدد ‪ 11‬ص ‪.11‬‬

‫‪115‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫كما يمكن للمحكمة أن تبطل العقد المؤسس للضمانة إذا تبين لها أن هناك تواطؤ بين‬
‫الدائن والمدين‪ ،‬بقصد اإلضرار بباقي الدائنين اآلخرين أو وجود صورية مختلفة وهذا ما‬
‫أكدته محكمة االستئناف بالدار البيضاء في أحد ق ارراتها⁽‪.⁾1‬‬

‫وهكذا يمكن القول أنه بمجرد صدور الحكم بفتح مسطرة صعوبات المقاولة يظل إنشاء‬
‫الضمانات ره ـينا بقواعد المساطر‪ ،‬فإذا ث ـم تأسيسها بطريقة مخالفة للمقتضيات الق ـانونية فـان‬
‫مصيرها يكون هو البطالن باعتباره‪ ،‬جزاء صارما وضعه المشرع لحماية مصلحة‬
‫المقاولة⁽‪.⁾2‬‬
‫والمالحظ أن المشرع وسع من نطاق بطالن الضمانات التي تحصل في فترة مشبوهة‬
‫وذلك بموجب حكم قضائي⁽‪ ⁾3‬واذا ثم اإلعالن عن هذا البطالن فان الضمان سيكون غير‬
‫فعال ويصبح الدائن المتلقي مجرد دائن عادي⁽‪.⁾4‬‬

‫وبالتالي إذا ثم تأسيس الضمانات المنقولة خالل فترة الريبة فان هذا الضمانات تكون‬
‫باطلة‪ ،‬إذا أجازت المحكمة إبطال هذا العقد لكون هذه الفترة قد تعرف تواطئا بين المدين‬
‫والدائن قصد اإلضرار بباقي الدائنين‪.‬‬

‫⁽‪⁾1‬قرار صادر عن محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء بتاريخ ‪ 1881/83/81‬تحت عدد ‪ 11‬في الملف‬
‫التجاري عدد ‪ 81/31118‬منشور بمجلة الملف عدد ‪ 1‬ص ‪.111‬‬
‫⁽⁾‪2‬عادل فخوري‪ ،‬تأثير مساطر صعوبات المقاولة على الضمانات البنكية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪،‬‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية مراكش‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،1833-1838‬ص ‪.11‬‬
‫⁽‪ ⁾3‬أنظر ‪:‬‬
‫‪Philipp pétel٫ Les procédures collectives٫ 8éme Edition٫ 2014 N°377٫ page‬‬
‫‪204.‬‬
‫⁽‪ ⁾4‬أنظر ‪:‬‬
‫‪Loetitia Antonimi-cochinet Laurence caroline henry٫ l’essentiel du droit des‬‬
‫‪entreprise en difficulté٫ 8éme Edition2019 ٫page 113.‬‬

‫‪116‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫‪-2‬االستثناءات الواردة على هذه القاعدة‬

‫إذا كان المشرع قد نص على بطالن الضمانات المؤسسة خالل فترة الريبة كقاعدة‬
‫عامة فانه استثنى بعض التصرفات من هذه القاعدة‪ ،‬وهكذا نجد أن المادة ‪ 131‬من مدونة‬
‫التجارة تنص على ما يلي" استثناء من مقتضيات المادة السابقة ال يمكن إبطال الكفاالت أو‬
‫الضمانات مهما كانت طبيعتها‪ ،‬والمؤسسة قبل أو بتزامن مع نشوء الدين المضمون"‪.‬‬

‫من خالل هذه المادة يتضح أن المشرع أخرج الضمانات المؤسسة قبل أو بتزامن مع‬
‫نشوء الدين المضمون من دائرة البطالن والغاية من ذلك حسب بعض الباحثين في كون‬
‫الضمانة التي تنشأ بتزامن مع الدين أو قبله ال تخفي أي محاباة لفائدة دائن أخر وال تخل‬
‫بمبدأ المساواة⁽‪.⁾1‬‬

‫إ ال أنه لما كان عدم الخضوع للبطالن الجوازي في هذا المضمار يتوقف على ضرورة‬
‫أن يكون الضمان أو التأمين قد ثم تأسيسه قبل أو بتزامن مع نشأة الدين المضمون‪ ،‬فان‬
‫العبرة هنا تكمن في التأسيس بصفة نهائية وليس الوعد بتأسيس ضمان أو تأمين⁽‪.⁾2‬‬

‫ومن االستثناءات كذلك ما تنص عليه المادة ‪ 131‬من مدونة التجارة‪ ،‬ويتعلق األمر‬
‫بصحة أداء الكمبياالت‪ ،‬سند ألمر‪ ،‬شيك أو دين ثم تفويته طبقا لمقتضيات المادة ‪ 111‬من‬
‫مدونة التجارة‪ ،‬غير أن المشرع سمح للسنديك إذا تبين له أن الساحبين أو المستفيدين من‬
‫الشيك أو الدين المفوت كانوا على علم بتوقف المدين عن الدفع‪ ،‬أن يرفع دعوى السترداد‬
‫المدفوع⁽‪.⁾3‬‬

‫فالبطالن طبقا للمادة ‪ 131‬من مدونة التجارة ال يمس األوراق التجارية‪ ،‬وبالتالي‬
‫فالمشرع حافظ على خصوصيات هذه األوراق نظ ار لضرورتها في التعامل عند فتح المسطرة‬

‫⁽‪⁾1‬حياة حجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.311‬‬


‫⁽‪ ⁾2‬محمد الفروجي‪ ،‬صعوبات المقاولة والمساطر القضائية الكفيلة بمعالجتها‪ ،‬مطبعة النجاح‪ ،‬الجديدة الدار البيضاء‪،‬‬
‫الطبعة األولى ‪ ،1888‬ص ‪.113‬‬
‫⁽‪⁾3‬الفقرة الثانية من المادة ‪ 131‬من مدونة التجارة المغربية‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫القضائية للمعالجة شريطة عدم علم المستفيد من الورقة التجارية‪-‬الدائن الصرفي كون المدين‬
‫في حالة توقف عن الدفع أي أن يكون حامال حسن النية حتى يستفيد من الضمانات التي‬
‫يوفرها القانون الصرفي⁽‪.⁾1‬‬

‫فالمشرع المغربي حاول خلق نوع من التوازن بين مصالح الحامل ومصالح الدائنين‬
‫فاألداء للحامل خالل فترة الربية‪ ،‬من طرف المسحوب عليه أو المتعهد يعد صحيحا ويعفي‬
‫من رد المبلغ المدفوع أما الدائنين فيمكن لهم عن طريق السنديك استرداد المبلغ المدفوع⁽‪.⁾2‬‬

‫لقد أعطى المشرع للمدين إمكانية إبرام عقد الوعد بالرهن مع الدائن‪ ،‬إال أنه قد يحدث‬
‫أن يتم تأسيس الضمانة الفعلية بعد فتح مساطر صعوبات المقاولة‪ ،‬مما يبرز مشكل مال‬
‫هذه الضمانة والتاريخ الذي يجب اعتماده للقول ببطالن الضمانة من عدمه‪ ،‬وقياسا على‬
‫ذلك قد يقوم المدين بشراء منقول ويتفق مع البائع باالحتفاظ بملكية الشيء المبيع إلى حين‬
‫أداء باقي الثمن‪ .‬فما مصير هذا الشرط إذا ثم أداء باقي الثمن وابرام العقد النهائي بعد فتح‬
‫المساطر؟‬

‫‪-1‬مصير الضمانات المنقولة موضوع الوعد بالرهن‬

‫من المستجدات التي جاء بها القانون رقم ‪ 39.13‬المتعلق بالضمانات المنقولة وهي‬
‫الوعد بالرهن وهذا ما ينص عليه المشرع المغربي في الفصل ‪ 3313‬مكرر من ظهير‬
‫االلتزامات والعقود‪ ،‬ومما جاء فيه "يمكن أن يكون الرهن الحيازي أو الرهن بدون حيازة محل‬
‫وعد بالرهن من قبل الراهن المدين"‪.‬‬

‫⁽‪⁾1‬عبد الرحيم‪ ،‬شميعة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.183‬‬


‫⁽‪ ⁾2‬عادل الشاوي‪ ،‬بطالن التصرفات خالل فترة الريبة في قانون صعوبات المقاولة البطالن الجوازي نموذجا‪ ،‬رسالة لنيل‬
‫دبلوم الدراسات العليا المعمقة‪ ،‬في قانون األعمال والمقاولة كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية السويسي الرباط‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪ ،1889-1881‬ص ‪.11‬‬

‫‪118‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫من خالل هذا الفصل المشرع لم يتطرق إلى تعريف هذا العقد الجديد‪ ،‬ولم يبين كيفية‬
‫إنشائه‪ .‬ويرى البعض بهذا الخصوص أنه النعقاد الوعد بالرهن يجب تعيين كافة المسائل‬
‫الجوهرية للعقد الموعود به والمدة التي يجب أن يبرم خاللها واال بطل الوعد⁽‪⁾1‬واذا كان‬
‫الرهن الرسمي ينبغي أن يكون مفرغا في الشكل الرسمي فان الوعد بالرهن ينبغي أن يتوافر‬
‫فيه الشكل الرسمي أيضا⁽‪ .⁾2‬في حين يرى بعض الفقه أن الوعد بالرهن يمكن إفراغه في أي‬
‫شكل إذ يمكن أن يكون عقدا عرفيا كما يمكن أن يمكن إفراغه في ورقة عادية⁽‪.⁾3‬‬

‫ومن الشكليات التي نص عليها المشرع بعد إبرام عقد الوعد بالرهن‪ ،‬ولكي يكون حجة‬
‫في مواجه الغير وهي شكلية التقييد في السجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة‬
‫شريطة أال يتعدى هذا التقييد مدة ثالثة أشهر‪ ،‬وهذا ما تنص عليه الفقرة األولى من المادة‬
‫‪ 39‬من القانون رقم ‪ 39.13‬المتعلق الضمانات المنقولة‪.‬‬

‫ومن هنا يمكن أن نطرح السؤال التالي ما مصير الضمانة موضوع الوعد بالرهن‪ ،‬إذا‬
‫تم تأسيس هذا الرهن بشكل نهائي وتقييده بالسجل الوطني للضمانات المنقولة‪ ،‬وتبين فيما‬
‫بعد أن المقاولة قد أبرمت التصرف في قترة الريبة؟ وهل يعتد بتاريخ تقييد الوعد بالرهن أم‬
‫بتاريخ تقييد الرهن النهائي موضوع الوعد بالسجل؟‬

‫بخصوص هذه المسألة يرى البعض أن الرهن الذي تم تأسيسه خالل فترة الريبة‬
‫لضمان دين سابق يعد باطال وال يحتج به تجاه االغيار‪ ،‬حتى ولو كان مسبوقا بوعد تم‬

‫⁽‪ ⁾1‬محمد عزمي البكري‪ ،‬موسوعة الفقه والقضاء والتشريع‪ ،‬في القانون المدني الجديد‪ ،‬المجلد الرابع عشر‪ ،‬دون دكر الطبعة‬
‫ص ‪.198‬‬
‫⁽‪⁾2‬أنور العمروسي‪ ،‬الموسوعة الوفية في شرح القانون المدني‪ ،‬دار العدالة الطبعة الخامسة‪ ،‬ص ‪.318‬‬
‫⁽‪ ⁾3‬أنظر ‪:‬‬
‫‪Jacques Ghestin٫ traité de droit civil٫ 4éme Edition٫ LGDJ٫1831 N°827 page‬‬
‫‪602.‬‬

‫‪119‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫االتفاق عليه قبل تاريخ التوقف عن الدفع وعلل ذلك بقوله إن الذي يؤخذ به هو تاريخ العقد‬
‫الموثق الذي يؤسس الضمان بغض النظر عن تاريخ تقديم الوعد⁽‪.⁾1‬‬

‫وبالتالي إذا قام المدين قبل نشأة الدين أو بتزامن مع نشأته بإعطاء وعد بالرهن للدائن‬
‫ولكن لم يتأسس هذا الرهن بصورة فعلية إال بعد تاريخ توقف المدين المعني باألمر عن الدفع‬
‫فان الرهن يكون والحالة هذه ناشئا خالل فترة الريبة من أجل ضمان ديون متعاقد عليها‬
‫سابقا مما يجعله مشموال بالبطالن⁽‪⁾2‬‬

‫‪-2‬مصير الضمانات المنقولة موضوع شرط االحتفاظ بالملكية‬

‫يعتبر بيع المنقول مع شرط االحتفاظ بالملكية من المستجدات التي جاء بها المشرع‬
‫من خالل القانون الجديد المتعلق بالضمانات‪ ،‬وشرط االحتفاظ بالملكية هو وسيلة فعالة‬
‫لحماية بائع الممتلكات المنقولة والذي ينوي الحفاظ على حقوقه في حالة عدم وفاء المدين‬
‫بالتزاماته⁽‪.⁾3‬‬

‫واذا كان شرط االحتفاظ بالملكية ال يطرح أي إشكال في األحوال العادية فانه هذا‬
‫الشرط يدخل في وضعية أخرى إذا تعلق األمر بفتح مساطر الصعوبات خاصة إذا ثم هذا‬
‫الشرط خالل فترة الريبة‪ .‬وهكذا يمكننا أن نتساءل عن مصير الضمانات المنقولة التي كانت‬
‫موضوع شرط االحتفاظ بالملكية والتي أسست خالل لفترة الريبة؟ واذا تعرض الشرط لإلبطال‬
‫ما مصير عقد بيع المنقول األصلي؟‬

‫⁽‪⁾1‬حياة حجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫⁽‪ ⁾2‬امحمد الفروجي‪ ،‬وضعية الدائنين في مساطر صعوبات المقاولة دراسة تحليلية نقدية في ضوء القانون المغربي والمقارن‪،‬‬
‫دراسات قانونية معمقة‪ ،‬عدد ‪ ، 1‬مطبعة النجاح‪ ،‬الجديدة الدار البيضاء‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫⁽‪ ⁾3‬أنظر ‪:‬‬
‫‪Valérie Billet, Le sort du vendeur avec réserve de propriété, mémoire réalisé‬‬
‫‪pour l’obtention de diplôme du master, en droit privé université catholique‬‬
‫‪de Louvain٫ année universitaire 2012-2013 page N°1.‬‬

‫‪120‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫قبل اإلجابة عن هذه التساؤالت يجب أوال أن نبين مسألة مهمة تتعلق بشرط الكتابة‪،‬‬
‫كما هو معلوم فان االحتجاج بشرط االحتفاظ بالملكية في مواجهة دائني المقاولة الخاضعة‬
‫للمساطر الجماعية رهين بشكلية اعتبرها المشرع جوهرية تتمثل في االتفاق كتابة على األكثر‬
‫حين التسليم وهذا ما تنص عليه المادة ‪ 181‬من مدونة التجارة حينما اعتبرت كتابة شرط‬
‫االحتفاظ بالملكية كتابة من موجبات استرداد البضائع المبيعة تحث شرط األداء الكامل‬
‫للثمن‪.‬‬

‫ويرى بعض الباحثين أن غاية المشرع من هذه الشكلية هي تفادي تواطؤ البائع مع‬
‫المشتري‪ ،‬على إخراج أموال المقاولة المدينة من الضمان العام⁽‪ .⁾1‬وقد نص المشرع المغربي‬
‫على شرط كتابة االتفاق في الفقرة الثانية من الفصل ‪ 139.13‬من القانون رقم ‪39.13‬‬
‫المتعلق بالضمانات المنقولة بقوله "يجب أن يتم االتفاق على شرط االحتفاظ بالملكية كتابة"‪.‬‬

‫باإلضافة إلى شكلية الكتابة فانه ال يمكن االحتجاج بهذا اشرط في مواجهة االغيار إال‬
‫من تاريخ تقييده في السجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة⁽‪.⁾2‬‬

‫وبالتالي يجب التميز بين عقد البيع األصلي وهو عقد بيع المنقول‪ ،‬ثم االتفاق الذي‬
‫بموجبه تأسس ضمانة هذا العقد والذي يكون أتناء التسليم وبالتالي قد يقع أن يبرم عقد البيع‬
‫في تاريخ معين على أن يبرم االتفاق على الشرط في تاريخ الحق‪ ،‬هذا األخير يمكن أن يبرم‬
‫خالل فترة الريبة‪.‬‬

‫وبالتالي ما مصير هذا الشرط إذا ثم خالل هذه الفترة؟ واذا ثم إبطاله هل يؤثر هذا‬
‫البطالن على عقد بيع المنقول؟‬

‫جوابا على هذا التساؤل يري بعض الفقه أنه مادامت الضمانة من شأنها أن تلحق‬
‫ضر ار بالدائنين وحيث أن الضرر يشكل عنص ار جوهريا إلبطال الضمانات المنشأة خالل‬

‫⁽‪ ⁾1‬جواد دهبي‪ ،‬شرط االحتفاظ بالملكية في مساطر صعوبات المقاولة‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون‬
‫الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية سطات‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،1889-1881‬ص ‪.11‬‬
‫⁽‪⁾2‬الفقرة الثالثة من الفصل ‪ 139.13‬من ظهير االلتزامات والعقود‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫فترة الريبة فانه ليس هناك ما يمنع محكمة المسطرة من إبطال شرط االحتفاظ بالملكية‬
‫واإلبقاء على العقد األصلي⁽‪.⁾1‬‬

‫هذا واذا قامت المحكمة بإبطال الضمانة المؤسسة على شرط االحتفاظ بالملكية أمكن‬
‫للبائع ممارسة حقه في االسترداد العيني‪ ،‬وفق نفس الشروط الخاصة باألموال المنقولة‬
‫المدمجة في مال منقول آخر إذا كان استردادها ال يشكل ضر ار ماديا ل أموال نفسها وهذا ما‬
‫تنص عليه المادة ‪ 181‬من مدونة التجارة‪.‬‬

‫واذا كانت المادة أعاله تطرقت إلى مسألة استرداد األموال المنقولة المدمجة في مال‬
‫منقول آخر‪ ،‬فإنها لم تتطرق إلى الحالة التي يدمج فيها المنقول مع عقار‪ ،‬عكس المشرع‬
‫الفرنسي الذي نص على هذه المسألة وان بشكل عام‪ ،‬حينما اعتبر اندماج األموال المنقولة‬
‫المبيعة تحث شرط االحتفاظ بالملكية مع أموال أخرى ال يحول دون ممارسة الدائن لحقوقه‬
‫مادام فصل هذه األموال عن بعضها لن يتسبب في أي ضرر⁽‪ .⁾2‬وهكذا يمكن القول إن‬
‫ضمانة شرط االحتفاظ بالملكية تعتبر من الضمانات المقاومة للمساطر الجماعية⁽‪.⁾3‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬استبدال الضمانات املنقولة وجتديد التقييدات‬
‫لقد أعطى المشرع بموجب القانون رقم ‪ 39.13‬المتعلق بالضمانات المنقولة للدائن‬
‫والمدين إمكانية استبدال ضمانة بأخرى‪ ،‬كما أنهم ملزمون بتجديد تقيد هذه الضمانات داخل‬
‫أجل معين‪ ،‬وذلك من أجل سريان مفعول االحتجاج بها أمام األغيار‪ .‬لكن قد يحدث أن يتم‬

‫⁽‪ ⁾1‬أحمد شكري السباعي الوسيط‪ ،‬في مساطر الوقاية من الصعوبات التي تعترض المقاولة ومساطر معالجتها‪ ،‬الجزء‬
‫الثالث‪ ،‬دار النشر المعرفة الرباط‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،1888‬ص ‪.111‬‬
‫⁽‪⁾2‬أنظر‪:‬‬
‫‪L’article 2370 code civile français « L'incorporation d'un meuble faisant‬‬
‫‪l'objet d'une réserve de propriété à un autre bien ne fait pas obstacle aux‬‬
‫‪droits du créancier lorsque ces biens peuvent être séparés sans subir de‬‬
‫» ‪dommage.‬‬
‫⁽‪ ⁾3‬أنظر ‪:‬‬
‫‪Arthur Bertin٫ les sûretés résistantes à la procédure collective en droit‬‬
‫‪français٫ Article publié dans -international IMODIVE les Edition٫ page 139.‬‬

‫‪122‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫هذا االستبدال أو التجديد خالل الفترة الممنوعة‪ .‬لهذا سنتطرق الى مال الضمانات التي ثم‬
‫استبدالها خالل هذه الفترة (أوال) تم إلى مصير تجديدها كذلك (ثانيا)‪.‬‬

‫قبل الحديث عن مصير الضمانات المنقولة التي تكون موضوعا التفاق االستبدال البد‬
‫من التطرق إلى األحكام العامة لهذا المستجد‪.‬‬

‫‪-1‬األحكام العامة الستبدال الضمانات المنقولة‬

‫لقد نص المشرع بموجب التعديل الجديد الذي عرفه ظهير االلتزامات والعقود على‬
‫إمكانية اتفاق الدائن المرتهن مع المدين الراهن على استبدال الضمانات المنقولة‪ ،‬وذلك‬
‫بموجب الفصل ‪ 3311‬من ظهير االلتزامات والعقود‪ .‬ومما جاء فيه "يجوز للدائن المرتهن‬
‫رهنا حيازيا أو الدائن المرتهن بدون حيازة أن يتفق مع المدين في أي وقت من األوقات على‬
‫استبدال كل أو جزء من الشيء المرهون"‪.‬‬

‫والمالحظ أن المشرع المغربي من خالل هذا الفصل وان كان قد ترك الحرية ألطراف‬
‫عق د الرهن في االتفاق على استبدال كل أو جزء من الشيء المرهون إال أنه وحماية للدائن‬
‫المرتهن قيد هذا الحق بمجموعة من الشروط المنصوص عليها في الفقرة الثانية من الفصل‬
‫‪ 3311‬من ظهير االلتزامات والعقود‪ ،‬من بينها أال تتجاوز قيمة هذا الشيء عند تاريخ‬
‫االستبدال قيمته األصلية ويضاف إليها العشر‪.‬‬

‫زيادة على ذلك يجب أال يكون محل ضمانة لفائدة دائنين آخرين‪ ،‬ولعل الغاية من ذلك‬
‫هي توفير الحماية الالزمة للدائن المرتهن وحفظ حقه في التنفيذ على المال المرهون عند‬
‫عدم الوفاء دون وجود صعوبات تحول دون تمكينه من ذلك⁽‪.⁾1‬‬

‫واذا كان المشرع المغربي قد وسع من دائرة الضمانات‪ ،‬التي تكون موضوعا لالستبدال‬
‫سواء تعلق األمر بالرهن الحيازي أو الرهن بدون حيازة ‪ ،‬فان المشرع الفرنسي ضيق من هذا‬

‫⁽‪⁾1‬سلوى الخالدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪123‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫األمر إذا جعل الضمانات التي يمكن استبدالها تتعلق باألشياء المثلية فقط‪ ،‬وتالفيا لمشاكل‬
‫التي قد تنجم عن استبدال األموال المثلية‪ ،‬فانه أجاز ألطراف التعاقد في العملية االئتمانية‬
‫تجاوز ذلك بصفة مسبقة عن طريق االتفاق في صلب العقد المؤسس للرهن عن طرق‬
‫وأشكال هذا االستبدال⁽‪.⁾1‬وهذا مالم يتطرق إليه المشرع المغربي حينما نص على إمكانية‬
‫اتفاق المدين والدائن على استبدال الشيء المرهون‪.‬‬

‫هذا ويظل من الضروري توفر عنصر الموازنة بين الضمانة القديمة والجديدة سواء‬
‫بالنظر إلى قواعد التأسيس أو بالنظر إلى الصالحيات التي تمنحها هذه الضمانات إلى‬
‫الدائن⁽‪.⁾2‬‬

‫واذا كانت القاعدة العامة أن الرهن دون التخلي عن الحيازة يتم إشهاره عن طريق‬
‫السجل االلكتروني للضمانات المنقولة‪ ،‬فان قيام الدائن باستبدال الضمانة يتوجب إشهاره عن‬
‫طريق التقييد في هذا السجل ومن هنا يمكن طرح التساؤل التالي ما مصير الضمانات‬
‫المنقولة التي تكون موضوع االستبدال خالل فترة الريبة؟‬

‫يرى بعض الفقه أن استبدال ضمانة بأخرى يخرج من مجال البطالن‪ ،‬باعتبار أن‬
‫األمر ال يتعلق بضمانة جديدة بل فقط باستبدال ضمانة بأخرى‪ ،‬إال في الحالة التي تكون‬
‫فيها الضمانة الجديدة قد أسست لضمان دين سابق فتعتبر أنداك باطلة⁽‪⁾3‬هذا وتجدر اإلشارة‬
‫إلى أن المحكمة في غياب اتفاق بين األطراف على استبدال الضمانات المنقولة‪ ،‬أمكنها أن‬
‫تأمر باستبدال الضمانة شريطة أن تكون هذه الضمانة الجديدة لها نفس االمتيازات وهذا ما‬
‫تنص عليه المادة ‪ 111‬من مدونة التجارة‪.‬‬

‫⁽‪⁾1‬محمد العلواني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫⁽‪⁾2‬حياة حجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫⁽‪ ⁾3‬أنظر ‪:‬‬
‫‪George Teboul٫ Actualité de la nullité de la période suspecte٫ RJC٫ T2 2001‬‬ ‫‪٫‬‬
‫‪page 173.‬‬

‫‪124‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫وبالتالي فان تقييد هذا الضمانات بغض النظر عن صدور الحكم القاضي بفتح‬
‫المسطرة يكون ممكنا وصحيحا⁽‪ ⁾1‬هذا وقد نص المشرع الفرنسي على نفس المقتضيات‬
‫بموجب المادة ‪ 22LL‑9‬من مدونة التجارة الفرنسية⁽‪.⁾2‬‬

‫أوال يجب القول إن مدونة التجارة المغربية لم تقم بإدراج أي استثناء على مبدأ منع‬
‫التقييدات‪ ،‬وبالتالي فانه ال يمكن تقييد الرهون الرسمية وال الرهن وال االمتيازات بعد الحكم‬
‫بفتح المسطرة وهذا ما تنص عليه المادة ‪ 111‬من مدونة التجارة‪ .‬إال أن تجديد التقييدات‬
‫يعتبر استثناء من القاعدة أعاله بالرغم من أن المشرع لم يقم باستثنائها صراحة‪.‬‬

‫والضمانات المنقولة المقيدة بالسجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة‪ ،‬ال تبقى‬
‫مقيدة بهذا السجل بصفة مؤبدة‪ ،‬خاصة عندما يتعلق األمر بحجيتها أمام االغيار إذ تبقى‬
‫سارية المفعول إلى حين تاريخ انقضاء أجل ‪ 1‬سنوات مالم يتم تجديد تقييد هذه الضمانة‬
‫لمدة مماثلة وذلك قبل انصرام اآلجل المذكور أعاله⁽‪.⁾3‬‬

‫وبالرجوع إلى المرسوم التطبيقي المتعلق بالضمانات المنقولة⁽‪⁾4‬نجده ينص في الفقرة‬


‫الخامسة من المادة ‪ 1‬على وجوب تقييد اإلشعارات بتجديد الضمانات المنجزة بالسجل‪،‬‬
‫ومادام تجديد التقييد ال يهدف إلى منح الدائن ضمانة جديدة بقدر ما يهدف الى الحفاظ على‬

‫⁽‪ ⁾1‬أنظر ‪:‬‬


‫‪Corninne saint Alary-houine et Martine Dizel٫ Interdiction des inscriptions٫‬‬
‫‪juris classeur commercial fascicule 2365٫ 1987 p. N°15.‬‬
‫⁽‪⁾2‬أنظر‪:‬‬
‫‪Deuxième paragraphe de L’article 622-8 code de commerce français Les‬‬
‫‪radiations et inscriptions de sûretés sont requises par le demandeur ou le‬‬
‫‪bénéficiaire sur injonction faite par le juge-commissaire dans son‬‬
‫‪ordonnance. Les frais y afférents sont à la charge du débiteur. La radiation‬‬
‫‪ne peut intervenir qu'après constitution de la garantie substituée.‬‬
‫⁽‪⁾3‬المادة ‪ 31‬من القانون رقم ‪ 39.13‬المتعلق بالضمانات المنقولة‪.‬‬
‫⁽‪⁾4‬المرسوم رقم ‪ 1.31.111‬المتعلق بالضمانات المنقولة المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 11- 1911‬ربيع األول‬
‫‪ 3113‬الموافق ل ‪ 13‬نونبر ‪.1831‬‬

‫‪125‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫التقييدات التي كانت صحيحة في تاريخ تقييده‪ ،‬فان تجديد التقييدات يبقى جائ از حتى بعد‬
‫فتح المسطرة⁽‪ .⁾1‬وهكذا فالدائن يبقى من حقه دائما إجراء هذه التجديدات ألن القول بخالف‬
‫ذلك سيفضي إلى انقضاء كل التقييدات بمرور الوقت وهو ما يتناقض ومبادئ العدالة⁽‪.⁾2‬‬

‫⁽‪⁾1‬اكرام يعقوبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.99‬‬


‫⁽‪ ⁾2‬عبد الرحمان السباعي‪ ،‬وضعية الدائنين أصحاب الضمانات في مساطر معالجة صعوبات المقاولة‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫الماستر‪ ،‬في القانون الخاص كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية مكناس‪ ،‬السنة الجامعية ‪، 1889-1881‬‬
‫ص ‪.333-338‬‬

‫‪126‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫خامتة‪:‬‬
‫بعد دراستنا لهذا الموضوع نستشف أن المشرع المغربي وبإخراجه قانون الضمانات إلى‬
‫حيز الوجود‪ ،‬كانت الغاية وراء ذلك هي محاولة تقوية االئتمان وتشجيع المقاوالت الصغرى‬
‫والمتوسطة على اللجوء إلى طلب التمويل‪ ،‬بناء على ما تمتلكه من أصول منقولة‪ .‬هذا‬
‫األمر لن يتأتى بدون كسب تقه المقاوالت ومؤسسات االئتمان من خالل وجود أرضية قانونية‬
‫صلبة تحفظ الحقوق وتثبت االلتزامات‪.‬‬

‫وقد حاولنا من خالل هذه الدراسة تسليط الضوء على أبرز المستجدات التي أدخلها‬
‫المشرع المغربي على نظام الضمانات المنقولة‪ ،‬وذلك من خالل إبراز القاعدة القانونية‬
‫والتجديدات الطارئة عليها‪ ،‬وكذا أثرها ودورها في تسهيل حصول المقاولة على التمويل‪.‬‬

‫وفعال المسنا قوة هذه التجديدات وامكانيتها على تحقيق الغاية التي جاء من أجلها‬
‫ولعل أبرز التجديدات التي جاء بها المشرع ما يتعلق بالرهون دون التخلي عن الحيازة‪ ،‬غايته‬
‫حصول المقاولة على التمويل الذي تحتاجه برهن منقوالتها دون أن تتخلى عنها لفائدة الدائن‬
‫سيما إذا كانت هذه المنقوالت تعد من أساسيات استمرارها في نشاطها االقتصادي‪.‬‬

‫فضال عن هذا قام المشرع باستحداث رهون جديدة بغية توسيع دائرة المصادر التي من‬
‫خاللها تتمكن المقاولة بطلب التمويل بتقديم ضمانات أخرى‪ .‬زيادة على هذا فمن التجديدات‬
‫المهمة التي جاء بها المشرع من خالل القانون ‪ 39.13‬ما يتعلق بتحقيق الضمانات‬
‫المنقولة‪ .‬ألن مسألة التحقيق كانت تشكل عائقا بالنسبة للدائنين اللذين يعانون من طول‬
‫المساطر وتعقيدها مما يؤدي إلى ضياع الحقوق‪.‬‬

‫ولتقوية مراكز الدائنين أحدث المشرع مؤسستين جديدتين‪ ،‬وهما مؤسسة السجل الوطني‬
‫االلكتروني للضمانات المنقولة‪ ،‬وكذا مؤسسة وكيل الضمانات‪ .‬والذي من خاللهما سيتمكن‬
‫الدائن من الحفاظ على حقوقه في مواجهة األغيار‪ ،‬وذلك بتقييد كل الضمانات المنقولة‬
‫والضمانات التي تدخل في حكمها في هذا السجل‪ .‬ولتعزيز تمثيليتهم يمكنهم التعاقد في‬

‫‪127‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫إطار مهمة وكيل الضمانات الذي يم كنهم من تأسيس الضمانة‪ ،‬إدارتها‪ ،‬تقيدها أو التشطيب‬
‫عليها‪.‬‬

‫إال أنه وبالرغم من هذا الزخم من التجديدات التي عرفتها الضمانات المنقولة كان البد‬
‫من الوقوف على أهم جوانب النقض والفراغ التشريعي الذي ربما نتيجة لسهو المشرع لم‬
‫يتطرق اليها‪ .‬وبالتالي كان لدينا بعض المالحظات على هذه التجديدات وسنحاول أن نعطي‬
‫بعض االقتراحات والتوصيات التي يمكن للمشرع أن يلتف إليها ولو بجانب من الفضول‪.‬‬

‫ومن المالحظات التي يمكن أن نثيرها بعد دراسة هذا الموضوع‪:‬‬

‫‪ ‬عدم قدرة المشرع المغربي على تنظيم قانون الضمانات المنقولة بطريقة شاملة وموسعة‪،‬‬
‫فعلى سبيل المثال لم يتطرق إلى مسألة غاية في االهمية كانت تعتبر من اإلشكاالت‬
‫التي تكون مصدر إزعاج بالنسبة للدائنين وهي تزاحم الدائنين وترتيب األولويات‪ .‬خاصة‬
‫إذا علمنا أن الضمانات متعددة ومختلفة فمنها ما يتعلق بالرهون ومنها ما يتعلق بحقوق‬
‫االمتياز‪.‬‬
‫‪ ‬عدم تحديد الطبيعة القانونية لشرط االحتفاظ بالملكية‪ ،‬عندما تم التنصيص عليها ألول‬
‫مرة وبشكل صريح‪ ،‬أتناء تنظيمه لبيع المنقول مع شرط االحتفاظ بالملكية‪ ،‬وذلك‬
‫بمقتضى ظهير االلتزامات والعقود‪ ،‬زيادة على عدم ترتيب المسؤوليات في حالة هالك‬
‫الشيء المبيع بين يدي المشتري‪ ،‬خاصة إذا علمنا أن الملكية لم تنتقل إليه بعد‪.‬‬
‫‪ ‬عدم التنصيص في القانون رقم ‪ 39.13‬ألي مقتضى متعلق بمصير الضمانات‬
‫المنقولة أتناء فتح المساطر الجماعية‪ ،‬والذي يعتبر من اإلشكاالت المهمة التي يواجهها‬
‫مؤسسو الضمانات بصفة عامة‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫‪ ‬عدم تالئم المقتضيات القانونية المتعلقة بإشهار الضمانات المنقولة بالسجل االلكتروني‬
‫للضمانات المنقولة بقرينة الحيازة في المنقول سند الملكية‪ ،‬خاصة عندما يتعلق االمر‬
‫ببيع المنقول مع شرط االحتفاظ بالملكية واالئتمان االيجاري للمنقول‪.‬‬

‫واذا كانت لدينا هذه المالحظات على القانون الجديد المتعلق بالضمانات المنقولة‪ ،‬فال‬
‫بد أن نقترح بعض التوصيات وقد نصيب أو نخطئ ومنها‪:‬‬

‫‪ ‬إن قانون الضمانات المنقولة يعتبر من القوانين المهمة ببالدنا‪ ،‬فمن خالله يمكن‬
‫تحسين مناخ األعمال وتشجيع المقاوالت الصغيرة والمتوسطة على االستثمار‪ .‬إال أنه‬
‫ولتحقيق هذه الغاية يجب أن تكون الترسانة القانونية مكتملة وال يشوبها أي نقض‪.‬‬
‫وبالتالي أتناء محاولة المشرع لسن هذه القوانين كان عليه أن يشرك كافة الجهات‬
‫المعنية من مهنيين وخبراء وأساتذة جامعيين بدل االكتفاء برأي اإلدارة فقط‪.‬‬
‫‪ ‬إخراج مدونة مختصة بالضمانات إلى الوجود‪ ،‬على اختالف أنواعها لتوحيد اإلطار‬
‫القانوني‪ ،‬خاصة إذا علمنا أن هناك نصوص مشتتة تنظم ضمانات مختلفة كمدونة‬
‫الضرائب‪ ،‬مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬قانون نظام الضمان االجتماعي‪ .‬مما يشكل‬
‫في بعض األحيان تضارب على مستوى القضاء فيما يتعلق باالمتيازات‪ .‬وبالتالي وجود‬
‫مدونة جامعة تتضمن جميع المقتضيات المتعلقة بالضمانات كيفما كان نوعها قد يخفف‬
‫كثي ار من هذا اإلشكال‪ ،‬وكذا تيسير عمل القضاة أتناء البث في النزاعات‪ ،‬وحتى المهتم‬
‫بشأن مناخ األعمال من خالل االطالع على هذه المدونة‪.‬‬
‫‪ ‬إعادة النظر في مسألة إشهار الضمانات المنقولة خاصة الرهون دون التخلي عن‬
‫الحيازة‪ ،‬وجعلها أكثر مالئمة مع قرينة الحيازة في المنقول سند الملكية‪ .‬ولما ال على‬
‫الرغم من تقييد الضمانة في السجل الوطني االلكتروني للضمانات المنقولة إلزام المدين‬
‫بوضع لوحة على هذه المنقوالت مكتوب عليها أن هذه المنقوالت موضوع رهن من‬
‫طرف الغير‪ ،‬لكي يكون الشخص الذي يريد أن يبرم تصرفا ما مع صاحب هذه‬
‫المنقوالت على علم بالوضعية القانونية لها‪ ،‬وهو مطلب بعض الفقه كذلك‪.‬‬
‫‪129‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫‪ ‬يجب على المشرع أن يعطي أهمية أكبر للضمانات المنقولة المعنوية سواء من حيث‬
‫تأسيس هذا النوع من الضمانات أو تحقيقها‪ .‬ألنه وأثناء دراسة الموضوع وبالضبط أتناء‬
‫التطرق لمسألة تحقيق الضمانات المنقولة أرى أن المشرع كأنه يتحدث فقط على تحقيق‬
‫الضمانات المنقولة المادية‪ ،‬مع العلم أن هناك ضمانات منقولة معنوية يمكن أن تكون‬
‫محال للرهن وبالتالي كان على المشرع أن يبين كيفية تحقيق هذا النوع من الضمانات‪.‬‬
‫‪ ‬يجب على المشرع المغربي أن يستحضر مسألة التوازن العقدي في عقد الضمان لكي‬
‫ال يفرض الطرف القوي شروطه المجحفة في العقد‪.‬‬
‫‪ ‬التنصيص في التعديالت القادمة المتعلقة بالضمانات المنقولة على مسألة مال هذه‬
‫الضمانات أثناء فتح المساطر الجماعية‪ ،‬وذلك من أجل بث الثقة في نفوس المقاوالت‬
‫الصغرى والمتوسطة وعدم مفاجئتهم بأن الضمانات المؤسسة قد طالها البطالن بعد‬
‫التأسيس‪.‬‬

‫هذه فقط بعض االقتراحات والتوصيات التي يمكن إبدائها حول هذا الموضوع‪ ،‬وأتمنى أن‬
‫تلقى اهتمام من طرف المهتمين‪.‬‬

‫وفي ختام هذا الموضوع يمكن القول إنني تناولت موضوع الضمانات المنقولة باعتباره‬
‫من المستجدات القانونية ببالدنا‪ ،‬حاولت من خالله أن أسلط الضوء على أبرز التجديدات‬
‫التي عرف تها هذه الضمانات‪ ،‬وباعتبارنا كباحثين في الشأن القانوني قد نصيب أو قد نخطأ‬
‫وبالتالي قد ال نكون قد وفينا لهذا الموضوع ما يستحق من البحث‪ ،‬وبالتالي فان وفقت فمن‬
‫اهلل وٳن أخطأت فمن نفسي‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫املــلــحــق‬

‫‪131‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫الئحة املراجع‬
‫أوال‪ :‬املراجع باللغة العربية‬
‫‪-1‬الكتب‬
‫أ‪-‬الكتب العامة‬

‫الوسيط في مساطر الوقاية من الصعوبات التي‬ ‫‪‬‬


‫تعترض المقاولة ومساطر معالجتها‪ ،‬الجزء الثالث دار النشر المعرفة الرباط الطبعة‬
‫األولى ‪.1888‬‬
‫‪‬‬
‫¯ التاجر وقانون التجارة بالمغرب‪ ،‬سلسلة الدراسات القانونية مطبعة النجاح‬
‫الجديدة‪ ،‬الطبعة الثانية ‪.3111‬‬
‫¯ وضعية الدائنين في مساطر صعوبات المقاولة دراسة تحليلية نقدية في ضوء‬
‫القانون المغربي والمقارن‪ ،‬دراسات قانونية معمقة عدد ‪ 1‬مطبعة النجاح الجديدة‬
‫الدار البيضاء‪.‬‬
‫¯ صعوبات المقاولة والمساطر القضائية الكفيلة بمعالجتها‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‬
‫الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى ‪.1888‬‬
‫‪ ،‬الموسوعة الوفية في شرح القانون المدني‪ ،‬دار العدالة الطبعة‬ ‫‪‬‬
‫الخامسة دون ذكر سنة الطبع‪.‬‬
‫أبحاث في التأمينات العينية‪ ،‬المؤسسات الجامعية للدراسات والنشر‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الطبعة األولى ‪.3199‬‬
‫الحقوق العينية وفقا للقانون ‪ ،11-89‬دار نشر المعرفة طبعة‬ ‫‪‬‬
‫‪.1831‬‬
‫العقود التجارية‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش الطبعة‬ ‫‪‬‬
‫األولى ‪.1831‬‬

‫‪132‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫التوقيع االلكتروني ماهيته‪-‬صوره‪-‬حجيته بين التداول‬ ‫‪‬‬


‫واالقتباس‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬الطبعة الثانية سنة ‪.1881‬‬
‫قانون االعمال شرح أحكام مساطر معالجة صعوبات‬ ‫‪‬‬
‫المقاولة في ضوء القانون ‪ ،11.31‬مطبعة سجلماسة‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬سنة ‪.1839‬‬
‫‪‬‬
‫¯ الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬الجزء الثالث النظرية بوجه عام‪ ،‬مطبعة‬
‫الجامعات المصرية‪.‬‬
‫¯ الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬الجزء السابع العقود الواردة على العمل‪ ،‬سنة‬
‫‪.3111‬‬
‫الشافي في شرح قانون االلتزامات والعقود المغربي‪ ،‬مطبعة‬ ‫‪‬‬
‫النجاح الجديدة‪ ،‬طبعة ‪.1839‬‬
‫أصول القانون التجاري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬النظرية العامة والعقود‬ ‫‪‬‬
‫التجارية‪ ،‬المجلد الثاني عقود الرهن‪-‬العمولة‪-‬النقل والشركات‪ ،‬المطبعة االميرية‬
‫ببوالق‪ ،‬دون ذكر الطبعة سنة ‪.3118‬‬
‫‪ ،‬الصفقات العمومية والتنمية‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة الرباط‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الطبعة االولى‪.1838 ،‬‬
‫النظرية العامة لاللتزامات‪ ،‬العقد‪ ،‬الطبعة الثانية ‪-3111‬‬ ‫‪‬‬
‫موسوعة الفقه والقضاء والتشريع في القانون المدني‬ ‫‪‬‬
‫الجديد‪ ،‬المجلد الرابع عشر‪ ،‬دون دكر الطبعة‪.‬‬
‫حوالة العقد دراسة مقارنة‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪‬‬
‫األولى ‪.1889‬‬
‫عقد االئتمان االيجاري بين الفقه والقانون‪ ،‬الدورة التخصصية‬ ‫‪‬‬
‫في المادة التجارية‪ ،‬سلسلة الندوات‪ ،‬اللقاءات واأليام الدراسية‪ ،‬مكتبة دار السالم الرباط‬
‫‪133‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫أحكام وسائل األداء واالئتمان في القانون المغربي‪ ،‬المطبعة‬ ‫‪‬‬


‫والوراقة الوطنية‪ ،‬الطبعة األولى‪.1831 ،‬‬
‫التأمينات العينية والشخصية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة دون‬ ‫‪‬‬
‫دكر الطبعة‪.‬‬

‫ب‪-‬الكتب الخاصة‬

‫محمد عقد شراء فواتير الديون التجارية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الطبعة األولى ‪.1838‬‬
‫تنظيم الضمانات المنقولة بين المفهوم واألثر‪ ،‬وفقا للقانون‬ ‫‪‬‬
‫رقم ‪ 331‬لسنة ‪ ،1831‬دار النهضة العربية‪ ،‬الطبعة األولى ‪.1831‬‬
‫فكرة رهن المنقول دون حيازة والحماية‬ ‫‪‬‬
‫القانونية له‪ ،‬المركز العربي للنشر والتوزيع‪ ،‬طبعة ‪.1839‬‬
‫األسهم وتداولها في شركات المساهمة في القانون‬ ‫‪‬‬
‫الكويتي‪ ،‬دار النهضة العربية القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪.3193 ،‬‬
‫التنفيذ على المنقول الضامن وفقا لقانون الضمانات المنقولة‬ ‫‪‬‬
‫رقم ‪ 331‬لسنة ‪ ،1831‬دون ذكر الطبعة‪.‬‬
‫شرط االحتفاظ بالملكية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬دون دكر‬ ‫‪‬‬
‫الطبعة ‪.1881‬‬
‫عقد الفاكتورنغ‪ ،‬المؤسسة الحديثة للكتاب الطبعة األولى‬ ‫‪‬‬
‫سنة ‪.1881‬‬
‫احتفاظ البائع بملكية المبيع دراسة مقارنة‪ ،‬منشورات‬ ‫‪‬‬
‫الحلي الحقوقية لبنان بيروت‪ ،‬الطبعة األولى سنة ‪.1833‬‬

‫‪134‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫‪-2‬األطروحات والرسائل‬
‫أ‪-‬األطروحات‬

‫رهن المنقوالت دون نقل الحيازة محاولة في التأصيل‪،‬‬ ‫‪‬‬


‫أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في الحقوق كلية العلوم القانونية االقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫أكدال الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪.3111-3111‬‬
‫نظام الضمانات وقانون صعوبات المقاولة دراسة مقارنة‪ ،‬أطروحة‬ ‫‪‬‬
‫لنيل شهادة الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬جامعة محمد الخامس السوسي كلية العلوم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية الرباط‪ ،‬السنة الجامعية‪.1838-1881‬‬
‫االحتفاظ بالملكية على سبيل الضمان‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة‬ ‫‪‬‬
‫الدكتوراه في القانون الخاص جامعة الجزائر‪-3- ،‬كلية الحقوق السنة الدراسية‬
‫‪.1831-1839‬‬
‫نفاذ الرهن واثاره دراسة مقارنة‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة‬ ‫‪‬‬
‫الدكتوراه جامعة القاهرة‪ ،‬السنة الجامعية ‪.1881-1881‬‬

‫ب‪ -‬الرسائل‬

‫حوالة الديون المهنية‪ ،‬دراسة مقارنة رسالة لنيل دبلوم‬ ‫‪‬‬


‫الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية االقتصادية‬
‫واالجتماعية وجدة سنة ‪.1889‬‬
‫الضمانات العينية وفتح مساطر صعوبات المقاولة‪ ،‬رسالة لنيل‬ ‫‪‬‬
‫شهادة الماستر في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫جامعة موالي إسماعيل‪ ،‬السنة الدراسية ‪.1831-1831‬‬
‫العقود التجارية بين الرضائية والشكلية في القانون المغربي‪ ،‬رسالة‬ ‫‪‬‬
‫لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫مراكش‪ ،‬السنة الجامعية ‪.1831-1831‬‬
‫‪135‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫شرط االحتفاظ بالملكية في عقد البيع دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة‬ ‫‪‬‬


‫لنيل دبلوم الدراسات العليا جامعة ابن زهر‪ ،‬كلية العلوم القانونية االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬السنة الدراسية ‪.1831-1831‬‬
‫األسهم في شركات المساهمة وفقا للقانون المغربي والقانون‬ ‫‪‬‬
‫المقارن‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص جامعة محمد الخامس‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪-3191‬‬
‫‪.3191‬‬
‫االئتمان االيجاري للمنقول بالمغرب‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات‬ ‫‪‬‬
‫العليا في القانون الخاص كلية العلوم القانونية االقتصادية واالجتماعية الرباط‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪.3111-3119‬‬
‫شرط االحتفاظ بالملكية في مساطر صعوبات المقاولة‪ ،‬رسالة لنيل‬ ‫‪‬‬
‫دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية سطات‪ ،‬السنة الجامعية ‪.1889-1881‬‬
‫رهن الديون اآلجلة أو المستقبلية‪ ،‬جامعة محمد األول كلية‬ ‫‪‬‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪1818-1831‬‬
‫بيع السيارات في القانون المغربي دراسة مقارنة‪- ،‬رسالة لنيل دبلوم‬ ‫‪‬‬
‫الدراسات المعمقة كلية العلوم القانونية االقتصادية واالجتماعية مراكش‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪.1883-1881‬‬
‫رهن المنقول دون التخلي عن حيازته في ضوء مستجدات قانون‬ ‫‪‬‬
‫‪ 39.13‬المتعلق بالضمانات المنقولة‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون الخاص‬
‫جامعة سدي محمد بن عبد اهلل كلية العلوم القانونية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪.1818-1831‬‬

‫‪136‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫تأثير التنمية االقتصادية على النظرية العامة لرهن المنقول‪،‬‬ ‫‪‬‬


‫مدكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق جامعة الجزائر ‪ ،3‬السنة الجامعية ‪-1831‬‬
‫‪.1831‬‬
‫مدى مالءة شرط االحتفاظ بالملكية على سبيل الضمان‬ ‫‪‬‬
‫دراسة مقارنة رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون الخاص‪ ،‬جامعة االمارات العربية‬
‫المتحدة كلية الحقوق قسم القانون الخاص‪ ،‬تاريخ المناقشة ابريل ‪.1839‬‬
‫بطالن التصرفات خالل فترة الريبة في قانون صعوبات المقاولة‬ ‫‪‬‬
‫البطالن الجوازي نموذجا‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في قانون االعمال‬
‫والمقاولة كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية السويسي الرباط‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪.1889-1881‬‬
‫تأثير مساطر صعوبات المقاولة على الضمانات البنكية‪ ،‬رسالة‬ ‫‪‬‬
‫لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫مراكش‪ ،‬السنة الجامعية ‪1833-1838‬‬
‫الحماية القانونية والقضائية لمشتري السيارات وفق التشريع‬ ‫‪‬‬
‫المغربي‪ ،‬بحث نهاية التكوين بالمعهد العالي للقضاء‪ ،‬سنة التكوين ‪1831-1831‬‬
‫التصرفات الواردة على العالمة التجارية في القانون المغربي‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫رسالة من أجل الحصول على شهادة الماستر كلية العلوم القانونية االقتصادية‬
‫واالجتماعية مراكش‪ ،‬السنة الجامعية ‪.1839-1831‬‬
‫الحماية القانونية للعالمة التجارية في القانون‬ ‫‪‬‬
‫المغربي واالتفاقيات الدولية‪ ،‬رسالة من أجل الحصول على رسالة الماستر كلية العلوم‬
‫القانونية االقتصادية واالجتماعية مراكش‪ ،‬السنة الدراسية ‪.1831-1831‬‬

‫‪137‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫الرهن الحيازي الوارد على المنقول في القانون المدني‬ ‫‪‬‬


‫الجزائري‪ ،‬مذكرة مقدمة الستكمال متطلبات شهادة الماستر في القانون الخاص‪ ،‬جامعة‬
‫امحمد بوقرة بومرداس كلية الحقوق بوداود‪ ،‬السنة الجامعية‪.1831-1839‬‬
‫التنظيم القانوني للرهن الحيازي في فلسطين‬ ‫‪‬‬
‫"دراسة مقارنة" قدمت هده االطروحة الستكمال متطلبات الحصول على درجة الماجستير‬
‫في القانون الخاص‪ ،‬من كلية الدراسات العليا جامعة النجاح الوطنية في نابلس فلسطين‪،‬‬
‫سنة ‪.1831‬‬
‫شرط االحتفاظ بالملكية البيع االئتماني‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬ ‫‪‬‬
‫الدراسات العليا المعمقة جامعة محمد الخامس كلية العلوم القانونية االقتصادية‬
‫واالجتماعية أكدال الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪.3111-3119‬‬
‫الحماية القانونية لطرفي عقد رهن المنقول دون حيازة وفقا للقانون‬ ‫‪‬‬
‫رقم ‪ ،39.13‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص كلية العلوم القانونية‬
‫االقتصادية واالجتماعية تطوان جامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬السنة الجامعية ‪-1831‬‬
‫‪.1818‬‬
‫رهن القيم المنقولة األحكام واآلثار‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في‬ ‫‪‬‬
‫القانون الخاص كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية مراكش جامعة القاضي‬
‫عياض‪ ،‬السنة الجامعية ‪.1831-1831‬‬
‫اثار الرهن الرسمي بالنسبة للدائن المرتهن والحائز في التشريع‬ ‫‪‬‬
‫العقاري‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا كلية الحقوق الرباط‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪.3198-3193‬‬
‫رهن العالمة التجارية في القانون المغربي‪ ،‬رسالة من أجل‬ ‫‪‬‬
‫الحصول على شهادة الماستر كلية العلوم القانونية االقتصادية واالجتماعية وجدة‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪.1838-1881‬‬
‫‪138‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫تحقيق رهن القيم المنقولة في التشريع المغربي والمقارن‪ ،‬رسالة‬ ‫‪‬‬


‫لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية االقتصادية‬
‫واالجتماعية الرباط جامعة محمد الخامس‪ ،‬السنة الجامعية ‪.1881-1881‬‬
‫تحقيق الضمانات المنقولة وفقا لقانون ‪ 39.13‬رسالة لنيل‬ ‫‪‬‬
‫شهادة الماستر في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية االقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫جامعة محمد الخامس السنة الجامعية ‪.1831-1839‬‬
‫‪ ،‬نظام الضمانات المنقولة وفق القانون رقم ‪ 39.13‬رسالة لنيل‬ ‫‪‬‬
‫شهادة الماستر في القانون الخاص كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية جامعة‬
‫موالي إسماعيل مكناس ‪.1818-1831‬‬
‫‪-3‬المقاالت‬
‫‪‬‬
‫¯ الرهن الطليق للمنقول‪ ،‬مقال منشور بمجلة العلوم القانونية واالقتصادية المجلد‬
‫‪ 38‬عدد ‪.1‬‬
‫¯ الرهن الطليق للمنقول‪ ،‬مقال منشور بمجلة العلوم القانونية واالقتصادية المجلد‬
‫‪ 33‬العدد األول‪.‬‬
‫الكفالة العينية‪ ،‬مقال منشور بمجلة مجلة القانون واالقتصاد عدد‬ ‫‪‬‬
‫‪ 11‬دجنبر ‪.1881‬‬
‫حوالة الحق الشخصي على ضوء األحكام المسطرة في قانون‬ ‫‪‬‬
‫االلتزامات والعقود‪ ،‬مقال منشور بمجلة المنبر القانوني‪ ،‬مجلة نصف سنوية محكمة‬
‫تعنى بالدراسات واألبحاث القانونية والقضائية‪ ،‬العدد ‪ 33‬أكتوبر ‪.1831‬‬
‫قراء في المقتضيات المتعلقة بتحقيق الضمانات المنقولة وفقا للقانون‬ ‫‪‬‬
‫رقم ‪ ،39.13‬مقال منشور بمجلة مغرب القانون‪ ،‬االلكترونية تاريخ االطالع‬
‫‪.1813/83/11‬‬

‫‪139‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫أسهم الشركات‪ ،‬مقال منشور بمجلة القضاء والتشريع عدد‬ ‫‪‬‬


‫‪ 38‬سنة ‪.3111‬‬
‫العقود التجارية والتجديدات الطارئة‪ ،‬عليها مقال منشور بمجلة‬ ‫‪‬‬
‫المحامي العدد ‪ 1‬سنة ‪.3119‬‬
‫الطبيعة القانونية لشرط االحتفاظ بالملكية على سبيل‬ ‫‪‬‬
‫الضمان دراسة مقارنة‪ ،‬مقال منشور بمجلة جامعة االنبار للعلوم القانونية والسياسية‬
‫العدد الثالث عشر‪ ،‬المجلد الثاني‪.‬‬
‫عقد االئتمان االيجاري بين مدونة التجارة والقانون المنظم لمؤسسات‬ ‫‪‬‬
‫االئتمان‪ ،‬مقال منشور بمجلة الحقوق المغربية‪ ،‬مجلة مغربية قانونية تصدر كل نصف‬
‫سنة‪ ،‬العدد السادس‪ ،‬السنة الثالثة أكتوبر ‪.1889‬‬
‫تحديد الطبيعة القانونية لعقد شراء الفاتورات‪ ،‬مقال منشور بمجلة‬ ‫‪‬‬
‫القانون واألعمال الدولية‪ ،‬العدد ‪ 11‬سنة‪.1818‬‬
‫ضمانات مستهلك الخدمات البنكية‪ ،‬مقال منشور‬ ‫‪‬‬
‫بالمجلة العربية للدراسات القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬الطبعة األولى ‪.1818‬‬
‫السجل الوطني اإللكتروني للضمانات المنقولة في ضوء‬ ‫‪‬‬
‫القانون رقم ‪ 39.13‬دراسة تحليلية‪ ،‬مقال منشور بمجلة القانون واألعمال الدولية‪،‬‬
‫تاريخ االطالع ‪.1813/83/83‬‬
‫البيع مع شرط االحتفاظ بالملكية على ضوء القانون رقم‬ ‫‪‬‬
‫‪ 39.13‬المتعلق بالضمانات المنقولة‪ ،‬ـمقال منشور في مجلة القانون واألعمال‬
‫االلكترونية‪.‬‬
‫‪ ،‬إشكاالت افراغ األصل التجاري المرهون‪ ،‬مقال منشور بمجلة‬ ‫‪‬‬
‫الفقه والقانون االلكترونية العدد التاسع واألربعون‪ ،‬بتاريخ نونبر ‪.1831‬‬

‫‪140‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫رهن األصل التجاري (تحقيق الرهن)‪ ،‬مقال منشور بمجلة‬ ‫‪‬‬


‫الندوة العدد ‪ 38‬سنة ‪.3111‬‬
‫قراءة في أحكام حوالة الديون المهنية المنظمة في مدونة التجارة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫مقال منشور في مجلة محاكمة مجلة فصلية‪ ،‬تعنى بالدراسات القانونية العدد ‪ 1‬أبريل‬
‫‪.1889‬‬
‫رهن الديون والحسابات البنكية كأحد أبرز مستجدات القانون‬ ‫‪‬‬
‫‪ 13.39‬دراسة مقارنة بين التشريع المغربي والتشريع الفرنسي‪ ،‬مقال منشور بمجلة‬
‫الباحث للدراسات واألبحاث القانونية‪ ،‬العدد ‪ 19‬مارس ‪.1813‬‬
‫رهن الديون مقال منشور بمجلة اإلرشاد القانوني‪ ،‬مجلة نصف‬ ‫‪‬‬
‫سنوية العدد المزدوج الثامن والسابع‪ ،‬طبعة ‪.1818‬‬
‫‪‬‬
‫¯ التمييز بين مفهوم التأمين والضمان من خالل التعليق على حكم للمحكمة‬
‫التجارية بالرباط عدد ‪ 111‬مؤرخ بتاريخ ‪ 1881/81/31‬ملف عدد‬
‫‪ ،1883/119/1‬المجلة المغربية للقانون واالقتصاد‪ ،‬العدد ‪.1838 ،1‬‬
‫¯ المالمح الجديدة للتأمينات العينية في القانون الفرنسي‪ ،‬مقال منشور بمجلة‬
‫الحقوق‪ ،‬العدد ‪ 31-31‬سنة ‪.1831‬‬
‫الطبيعة القانونية لشرط االحتفاظ بالملكية في القانون المغربي‬ ‫‪‬‬
‫والمقارن‪ ،‬مقال منشور بمجلة‪:‬‬
‫‪Revu de droit civil, économiquet comparé journal of civil‬‬
‫‪Economica and comparative Law RDCE ISSN :2568-946X vol 1‬‬
‫‪N°1-2020.‬‬
‫رهن المنقول المادي دون حيازة المفهوم واألثر‪ ،‬مجلة‬ ‫‪‬‬
‫المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية‪ ،‬العدد األول السنة التاسعة ‪.1831‬‬
‫مال الصفقة العمومية في مرحلة الوقاية الخارجية من مساطر‬ ‫‪‬‬
‫صعوبات المقاولة‪ ،‬مقال منشور مجلة ملفات األبحاث في االقتصاد والتسيير‪ ،‬العدد‬
‫الرابع الجزء الثاني‪.‬‬

‫‪141‬‬
12.81 ‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم‬

‫ املراجع باللغة الفرنسية‬:‫ثانيا‬


Les ouvrages

 André Bryneel-Marie stranart٫ Les suretés٫ premier


édition 1983.

 Claude Morel, Nantissement de l’outillage et du matériel


Encyclopédie٫ Dalloz٫ 1984.
 Dominique légeais٫ droit de la sureté et garanties du
crédit 13éme Edition٫ LGDJ٫ 2019.

 Fôex Bénedit٫ _Le contrat du gage mobilier٫ 1èreEdition


1997.

 Ghistin.J٫ Réflexion d’un civiliste sur la clause de


réserve de propriété٫D.1981
 Jacques Ghestin٫ traité de droit civil٫ 4éme Edition٫
LGDJ 2013.

 Loetitia Antonimi-cochinet Laurence caroline henry


l’essentiel du droit des entreprises en difficulté٫ 8éme Edition٫

2019.

 Michel Germain٫ Traité de droit commercial٫19éme


édition٫ LGDJ٫2009
 Ph. Malaurie-Lourent Aynés -Pierre Croq٫Droit des
sureté٫ 10éme Edition٫LGDJ 2016.

 Philipp pétel٫ procédures collectives٫ 8éme Edition 2014.

142
12.81 ‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم‬

 Philippe Delébecqu٫Droit Maritime٫Dalloz٫ 13éme édition


2014.

 Philippe Simler-Philipe Delebecque٫ Droit civil les


suretés la publicité foncière٫ Dalloz٫ 6éme édition 2012.

Les articles
 Arthur Bertin, les sûretés résistantes à la procédure
collective en droit français٫ Article publié dans international
IMODIVE les Edition.

 Corninne saint Alary-houine et Martine Dizel٫


Interdiction des inscriptions juris classeur commercial
fascicule 2365 -1987.

 George Teboul-٫Actualité de la nullité de la période

suspecte ٫RJC T2 2001.

 Jason Labruyère٫LE NOUVEL AGENT DES SÛRETÉS


EN DROIT FRANÇAIS-article publie sur le siteweb
https://www.village-justice.com/.

Les thèses
 Aurora Ben Abida٫Les suretés mobilières sur les biens
incorporels proposition pour rénovation du système de la
sureté mobilière en France et Québec٫ thèse de doctorat٫
l’année de soutenance 2012٫université de Montréal.

143
12.81 ‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم‬

 Bui Duc Giang ٫sureté conventionnelles sur créances en


droit français, anglais et vietnamien٫thés de doctorat en
droit université Panthéon-Assas٫ soutenue le 2 juin 2014.

 Frédéric Mathure, un nouveau mode de financement le


factoring ses perspectives de développement en France٫ thés
de doctorat années 1970.

 Johanna Ben Nepthali٫ Le nantissement de créance et


les procédures collectives, thèse, pour l’obtention du crade
de doctorat, Université Paris-Est Le 16 Avril 2019.

 Mathilde Dols-Magneville٫ la réalisation des suretés


réelles٫ thés en vue de l’obtention du doctorat en droit
spéciale en droit privé université de Toulouse 1
capitale٫soutenue le 4 décembre 2013.

 Yannick Blandin٫suretés et bien circulant contribution


à la réception d’une sûreté réelle globale٫ thés de doctorat en
droit٫ soutenu le 6 novembre 2014 université panthéon -
Assos (paris II).
Les mémoires :
 Florence Coppée٫La réserve de propriété et la cession
de créance à titre de garantie٫ mémoire en vue de l’obtention
de diplôme du master en droit٫ université catholique de
Louvain années 2014-2015.
 Katarzyna kolarska٫ la réforme des sûreté٫ mémoire
soutenu en vue de l’obtention du master 1 professionnel
université paris v années 2005-2006.
144
12.81 ‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم‬

 Sofiane Ben Messaoud٫la garante des crédits bancaires


une étude comparé٫mémoire en vue de l’obtention de
diplôme du magister en droit comparé université d’orane
années 2012-2013.
 Sophie bourguignon٫ les atteintes Au droit de propriété
des créanciers dans les procédure collectives٫ mémoire en
vue de l’obtention de diplôme du master en droit université
R. shouman Strasbourg٫ années 2001-2002
 Valérie Billet٫Le sort du vendeur avec réserve de
propriété٫ mémoire réalisé pour l’obtention de diplôme du
master en droit privé université catholique de Louvain année
universitaire 2012-2013.

145
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫الفهرس‬

‫مقدمة‪3 .......................................................................... :‬‬


‫الفصل األول‪ :‬ماهية الضمانات املنقولة وإنشاؤها ‪33 ............................‬‬
‫املبحث ألاول‪ :‬ماهية الضمانات املنقولة ‪31 ............................................‬‬

‫املطلب ألاول‪ :‬تعريف الضمانات املنقولة وتصنيفاتها ‪31 .................................‬‬

‫ألاوى‪ ::‬تعريف الضمانة واملنقولأ ‪31 .............................................‬‬


‫الفقرة أ‬

‫أوال‪ :‬تعريف الضمانة ‪31 ............................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف املنقولأ ‪31 .............................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تصنيفات الضمانات املنقولة ‪31 ........................................‬‬

‫أوال‪ :‬الرهن الحيازي للمنقولأ ‪31 ......................................................‬‬

‫تانيا‪ :‬رهن املنقول دون التخلي عن الحيازة ‪13 ..........................................‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬املنقوالت املشمولة بالضمان ‪11 .........................................‬‬

‫الفقرة ألاوى‪ ::‬الضمانات املنقولة‪11 ...................................................‬‬

‫أوال‪ :‬الضمانات املنقولة املادية ‪11 ....................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬الضمانات املنقولة املعنوية ‪11 ..................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الضمانات التي تدخل في حكم الضمانات املنقولة ‪18 .......................‬‬

‫أوال‪ :‬بيع املنقول مع شرط الاحتفاظ بامللكية وحوالة الحق أو الدين ‪13 ....................‬‬

‫ثانيا‪ :‬الائتمان الايجاري‪ ،‬حوالة الديون املهنية‪ ،‬وشراء الفاتورات ‪11 .......................‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬إنشاء عقد الضمانات املنقولة ‪18 .......................................‬‬

‫املطلب ألاول‪ :‬ألاركان املوضوعية والشكلية لعقد الضمان ‪18 .............................‬‬


‫‪146‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫الفقرة ألاوى‪ ::‬ألاركان املوضوعية لعقد الضمانات املنقولة ‪18 .............................‬‬

‫أوال‪ :‬ألاركان العامة‪18 ...............................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬الدين املضمون ومحل الرهن ‪11 .................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬ألاركان الشكلية لعقد الضمانات املنقولة ‪11 ..............................‬‬

‫أوال‪ :‬شكلية الكتابة في عقد الرهن ‪11 .................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬البيانات إلالزامية في عقد الضمانات املنقولة ‪11 ...................................‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬إشهار الضمانات املنقولة ‪19 ............................................‬‬

‫الفقرة ألاوى‪ ::‬القيد في السجل الوطني الالكتروني للضمانات املنقولة ‪19 ...................‬‬

‫أوال‪ :‬إجراءات القيد في السجل ‪19 ....................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬التقييدات الالحقة أو التعديلية وتقييد الاشعارات ‪98 ...............................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬حجية القيد في السجل الوطني الالكتروني للضمانات املنقولة ‪93 ............‬‬

‫أوال‪ :‬حجية قيد ألاموال املنقولة ‪93 ...................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬حجية قيد العمليات التي تدخل في حكم الضمانات املنقولة ‪91 ......................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬وكيل الضمانات املنقولة وجتديدات حتقيق الرهن ‪91 ........‬‬
‫املبحث ألاول‪ :‬وكيل الضمانات املنقولة ‪91 .............................................‬‬

‫املطلب ألاول‪ :‬تعريف وكيل الضمانات وصالحياته ‪91 ....................................‬‬

‫الفقرة ألاوى‪ ::‬تعريف وكيل الضمانات ‪91 ..............................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬صالحيات وكيل الضمانات ‪99 ...........................................‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬تمييز وكالة الضمانات عن بعض العقود وانقضاء عقد الوكالة ‪18 ............‬‬

‫الفقرة ألاوى‪ ::‬تمييز عقد وكالة الضمانات عن بعض العقود ‪18 ............................‬‬

‫‪147‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫أوال‪ :‬الوكيل التجاري وال أوكيل بالعمولة ‪18 .............................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬تمييز وكالة الضمانات عن مؤسسة جمعية الدائنين ‪13 .............................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬انقضاء عقد وكالة الضمانات املنقولة ‪11 .................................‬‬

‫أوال‪ :‬ألاسباب العامة النقضاء عقد وكالة الضمانات ‪11 ..................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬ألاسباب الخاصة النقضاء عقد وكالة الضمانات ‪11 ................................‬‬


‫املبحث الثاني‪ :‬تجديدات تحقيق الرهن ومصير الضمانات املنقولة أثناء فتح املساطر الجماعية‬
‫‪11 ...............................................................................‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬تجديدات تحقيق الرهن‪11 ..............................................‬‬

‫الفقرة ألاوى‪ ::‬مسطرة تحقيق الرهن ‪11 ................................................‬‬

‫أوال‪ :‬توجيه إلانذار وأجاله‪11 .........................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعرض املدين عل‪ :‬إجراءات تحقيق الرهن ‪11 ......................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬آلاليات الجديدة لتحقيق الرهن ‪383 ....................................‬‬

‫أوال‪ :‬تملك الش يء املرهون أو بيعه بواسطة الاتفاق ‪381 .................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬تملك الش يء املرهون أو بيعه بواسطة القضاء ‪389 ................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬التحقيق الجزئي للرهن ‪331 ....................................................‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬أثر فتح املساطر الجماعية عل‪ :‬تأسيس الضمانات املنقولة ‪331 .............‬‬

‫الفقرة ألاوى‪ ::‬مصير تأسيس الضمانات املنقولة خالل فترة الريبة ‪331 .....................‬‬

‫أوال‪ :‬قاعدة بطالن الضمانات خالل فترة الريبة والاستثناءات الواردة عليها ‪331 .............‬‬

‫ثانيا‪ :‬مصير الضمانات املنقولة موضوع الوعد بالرهن وشرط الاحتفاظ بامللكية ‪339 ........‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬استبدال الضمانات املنقولة وتجديد التقييدات ‪311 ......................‬‬

‫أوال‪ :‬أثر فتح املساطر عل‪ :‬استبدال الضمانات املنقولة ‪311 ..............................‬‬
‫‪148‬‬
‫الضمانات املنقولة والتجديدات الطارئة عليها وفقا للقانون رقم ‪12.81‬‬

‫ثانيا‪ :‬تجديد التقييدات ‪311 ........................................................‬‬

‫خاتمة‪311 ....................................................................... :‬‬

‫امل ـل ـحــق ‪313 ......................................................................‬‬

‫الئحة املراجع ‪311 .................................................................‬‬

‫الفهرس ‪311 ......................................................................‬‬

‫‪149‬‬

You might also like