Professional Documents
Culture Documents
تقديم
الدكتور عمر �أزوكار
محامي بهيئتي المحامين بالدار البي�ضاء وباري�س
2018
الكراء التجاري الثابت واملتغري العنـوان :
يف �ضوء القانون رقم 49-16
املـ�ؤلف :جواد الرفاعي
الطبعة الأوىل :نونرب 2018
الإيداع القانوين 2018MO0222 :
ردمك 2-37-632-9954-978 :ISBN
التوزيع والن�رش :مكتبة الر�شاد �سطات -الهاتف/الفاك�س 05 23 72 25 59
© جميع احلقوق حمفوظة
الطبع :مطبعة الأمنية -الرباط2018/
3 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
تقديم :
لقد خ�صني الأ�ستاذ جواد الرفاعي ب�شرف تقديم هذا الكتاب الذي تناول بالدر�س
والتحليل مقت�ضيات القانون رقم 49/16المتعلق بالكراء التجاري.
ولقد تطلب هذا التقديم بع�ض الوقت لقراءة العمل للوقوف عند جوانبه الت�أ�صيلية من
جهة وجوانبه العملية من جهة �أخرى.
والأكيد �أن القانون الجديد جاء بمقت�ضيات و�إجراءات م�سطرية في ظاهرها ب�سيطة
وبعيدة عن التعقيد والحماية الإجرائية الزائدة لمن اكت�سب الملكية التجارية وبالتحديد
مكتري العقار الذي يمار�س فيه الن�شاط التجاري وما في حكمه.
ويبدو �أن الرغبة في التب�سيط لدى وا�ضعي هذا القانون �أدت �إلى تحقيق الغاية من جهة
�إال �أن �صياغة الن�صو�ص الخا�صة لهذا القانون طرحت منذ البداية �إ�شكاالت عملية اختلفت
ب�ش�أنها الحلول الق�ضائية منذ دخوله حيز التنفيذ
ولتوحيد العمل الق�ضائي ،ف�إن الحل يقت�ضي انتظار �سنوات لمكنة عر�ض النزاع �أمام
محكمة النق�ض لتقوم بوظيفتها التوحيدية لق�ضاء محاكم المو�ضوع.
والم�ؤلف الذي بين �أيدينا ،فقد �أبرز فيه الم�ؤلف ت�أ�صيال نظريا لمختلف االجراءات
وحاالت الإنهاء لعقد الكراء ,مبرزا بدقة متناهية مختلف الحلول الق�ضائية التي ما تزال
قابلة للتطبيق والإعمال مع �صدور القانون الجديد.
وما يزيد من �أهمية هذا الكتاب �أنه �أبدع �صاحبه في المزج بين الت�أ�صيل النظري
الرفيع والممار�سة الق�ضائية للكراء التجاري �إلى درجة �أننا نعتبر م�ؤلف الكتاب متخ�ص�ص
ول�سنوات في مادة الكراء التجاري في �صيغتها الملغاة وفي �صورتها الجديدة ،خالف
للكتابات الأولية حول المو�ضوع والتي تفاعلت مع الن�صو�ص القانونية ب�شكل �أولي وعر�ضي،
ف�إن هذا الكتاب ي�شكل مزجا لين للعمل الأكاديمي الر�صين ومن خالل احترامه لل�ضوابط
العلمية المقررة في الدرا�سات والمناهج العلمية من جهة ودليال عمليا للمهني يقتدى به في
ممار�سته العملية بلغة قانونية متما�سكة وب�ضبط متناه الإجراءات الخا�صة المقررة في هذا
جواد الرفاعي 4
القانون والحال �أنها خرجت عن ال�ضوابط المقررة في ال�شريعة العامة التي ي�ضمها قانون
الم�سطرة المدنية.
وبالمنا�سبة �أحيي الأ�ستاذ جواد الرفاعي على هذا العمل المتميز والذي ي�شكل مفخرة له
واعتزازا للم�شرف عليه و�إلى ال�سادة الذين ناق�شوه في الكلية والذي ي�ستحق تمنح ب�ش�أنه
رتبة دكتور في الحقوق ل�صاحبه.
فلكم �أ�ستاذي االفتخار بهذا العمل و�سيكون �صدقة جارية تجازى عليه لكل حرف وكلمة
عند الخالق المتعال.
الدكتور عمر أزوكار
5 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
مقدمة :
ال يمكن لأي م�ؤ�س�سة تجارية �أو �صناعية �أو حرفية �أن تقوم بدورها كامال في تن�شيط
حركة االقت�صاد ومد �شرايينه ودفع عجلة النمو نحو االزدهار والرخاء �إال �إذا توفر لها
()1
عن�صر اال�ستقرار في مواجهة �صاحب العقار الذي تمار�س فيه تلك الم�ؤ�س�سات �أن�شطتها
وبما �أن القواعد العامة المنظمة للعالقة الرابطة بين المكري والمكتري والمن�صو�ص عليها
()2
في ظهير االلتزامات والعقود ال ت�ضمن اال�ستقرار الم�ستر�سل لم�ؤ�س�سة الأ�صل التجاري،
مما فر�ض على الم�شرع المغربي وعلى غرار باقي الت�شريعات الأخرى توفير الية اال�ستقرار
وذلك بو�ضعه قواعد قانونية خا�صة تمتاز عما هو مقرر بالقواعد العامة ،وخ�صو�صا �أن
عقود الأكرية الخا�ضعة لهذه الأخيرة تعتبر عقودا م�ؤقتة وتنتهي بانتهاء مدتها.
ذلك �أن م�س�ألة عدم تجديد عقد الكراء ت�شكل فاجعة للمكتري التاجر )3(،وعملية مربحة
للمكري الذي بف�ضل المكتري ي�صبح تاجرا� ،إذ �أنه يمكن �أن يمار�س نف�س الن�شاط التجاري
بالمحل المكترى وي�ستفيد من الأ�صل التجاري الذي �أن�ش�أه المكتري� ،أو �أن يعمد �إلى كرائه
ب�سومة مرتفعة ل�شخ�ص اخر.
ومن هنا كان البد من تدخل الم�شرع المغربي من �أجل حماية مكتري المحل التجاري
كطرف عرف ب�أنه الطرف ال�ضعيف في العالقة التعاقدية ،غير �أن تدخل الم�شرع �إلى جانب
هذا الأخير لم يكن على ح�ساب المكري بل �إن الغاية المن�شودة هو �إحداث التوازن بين
الملكية التجارية والملكية العقارية.
فالحق في الكراء باعتباره عن�صرا من العنا�صر المعنوية للأ�صل التجاري هو الذي
يربط بين الملكية العقارية والملكية التجارية باعتباره ركيزة ائتمان التاجر وعنوان محله
�11أحمد عا�صم ،الكراء التجاري والأ�صل التجاري� ،سل�سلة درو�س املعهد ،من�شورات جمعية تنمية البحوث والدرا�سات
الق�ضائية ،ط الأوىل� ،1983 ،ص.2 .
22عرف امل�رشع املغربي م�ؤ�س�سة الأ�صل التجاري باملادة 79من مدونة التجارة على �أنه :مال منقول معنوي ي�شمل جميع
الأموال املنقولة ملمار�سة ن�شاط جتاري �أو عدة �أن�شطة جتارية.
33حممد املهدي :احلماية القانونية والق�ضائية ملكرتي الأماكن التجارية ،مقال من�شور مبجلة حماكمة ،ع � ،4أبريل -ماي
� ،2008ص.67 .
جواد الرفاعي 6
التجاري �أمام زبنائه ،فهو حق معنوي قابل للت�صرف فيه بالبيع �ضمن عنا�صر الحق التجاري
�أو ب�صفة منفردة� ،أو بعبارة �أخرى هو �أحد مقومات الأ�صل التجاري.
هذا وقد عرف عقد الكراء التجاري في المغرب مند عهد الحماية حتى الآن ا�ضطرابا
قانونيا في تنظيمه ،حيث خ�ضع في بداية ذلك لأحكام الفقه المالكي والأعراف المحلية.
بيد �أنه عند خ�ضوع الدولة المغربية للحماية الفرن�سية بتاريخ 30مار�س � ،)4(1912صدر
قانون الإلتزامات والعقود الذي نظم عقد الكراء في الف�صول من � 627إلى ،722حيث
كانت هذه الأخيرة هي المطبقة على جميع عقود الأكرية� ،إال �أنه وبعد مرور � 27سنة من
تطبيق القواعد العامة ،ات�ضح عجز هذه الأخيرة عن تنظيم كراء المحالت المعدة للتجارة
وال�صناعة والحرف ،مما ارت�أى معه الم�شرع المغربي �إلى تنظيم عقد الكراء التجاري ب�شكل
فعلي بمقت�ضى الظهير الم�ؤرخ في � 20شوال عام ( 1348الموافق 21مار�س ،)5(1930والذي
كان يروم �إلى حماية المكترين من غلو مالكي العقارات عند �إفراغهم ،حيث كان �أول ن�ص
قانوني يوفر للمكتري الحق في التعوي�ض عند رف�ض التجديد ،ثم تال ظهير 21مار�س ،1930
�صدور ظهير 5ربيع الأول عام (1367موافق 17يناير ،1948الذي نظم تجديد عقود كراء
المحالت الم�ستعملة للتجارة �أو ال�صناعة �أو الحرف ،كما عمد �إلى تو�سيع نطاق التطبيق.
وقد �أعقب هذا الظهير الأخير ظهير 2ماي ،1951ثم ظهير 30يناير 1952اللذان �أتيا
بقواعد جديدة تتعلق بم�سطرة طلب تجديد عقد الكراء التجاري ب�شكل مرن بالمقارنة عما
كان مقرر بالظهائر ال�سابقة والتي لم تكن تقر ب�أحقية المكتري في تجديد عقد الكراء.
هذا وقد �صدر بعد �سنتين من �صدور هذا الظهير ظهير 5يناير ،1953الذي يعد �أول
ظهير تناول المراجعة الدورية لأثمان كراء الأماكن المعدة لال�ستغالل التجاري �أو ال�صناعي
�أو الحرفي �أثناء �سريان العقد.
وفي 24ماي � ،1955صدر ظهير ينظم كراء الأماكن المعدة للتجارة �أو ال�صناعة �أو
الحرف .حيث رجحت كفة �إرادة الم�شرع في هذا الظهير على �إرادة طرفي العالقة عقد
الكراء التجاري لعدم ا�ستطاعة كل الظهائر ال�سابقة التغلب �أو تفادي بع�ض الممار�سات
الخطيرة التي كانت تطال المكترين وهي �أ�سباب مهدت ل�صدور ظهير 24ماي 1955الذي
�أكد في ديباجته على �أن فل�سفته تقوم على حماية الملكية التجارية ،وحماية حقوق المكترين
44الظهري ال�رشيف ال�صادر يف 15ذي القعدة 1336املواقف لـ 8ماي 1930املن�شور يف اجلريدة الر�سمية عدد 811بتاريخ
8ماي .1930
55
7 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
في الكراء ،والعمل على ا�ستقرار وا�ستتباب ن�شاطهم التجاري عن طريق الحد من مغاالة
المكرين وتع�سفهم في ا�ستعمال حق الملكية.
لكن ما �سجل على ظهير 24ماي � 1955أنه طرح العديد من اال�شكاليات العملية الذي
يجمع الكل على اعتبار قواعده ك�أنها لعبة �شطرنج �أكثر مما هي قواعد قانونية ،ومن بينها
الإغراق في ال�شكليات من قبيل الإنذار الموجه من المكري �إلى المكتري و�ضرورة ت�ضمينه
النية في �إنهاء العالقة الكرائية ،وما كانت تترك ور�آها له �صلح� ،أحيانا من حيث الأجل
و�شكليات الإنذار من اثار �سلبية مما �أدى ذلك �إلى �ضياع مجموعة من الحقوق ،ف�ضال على
التناق�ض الحا�صل بين الن�سخة للن�ص القديم والن�سخة الفرن�سية لهذا الظهير ،ذلك �أن
الن�سخة العربية لم تكن ت�شترط للتمتع بالحماية الكرائية التي �أفردها هذا الظهير �إال
بممار�سة العمل �أو الن�شاط التجاري ،بخالف مدلول ال�صيغة الفرن�سية التي كانت ت�شترط
وجود �أ�صل تجاري ك�شرط لتطبيق مقت�ضيات هذا الظهير.
ولذلك كان لزاما على الم�شرع المغربي �أن يتدخل لإيجاد بع�ض الحلول وتحقيق نوع من
االن�سجام مع التر�سانة القانونية بمدلوالتها العامة ،و�أي�ضا بما يحقق توازن و�ضمانات �أكبر
لجميع الأطراف المعنية في العالقة التعاقدية بخ�صو�ص هذا النوع من الكراء ،وخلق نوع
من التوازن بين الملكية التجارية والملكية العقارية ،ف�أ�صدر بذلك قانون رقم 49-16لين�سخ
جميع مقت�ضيات ظهير 24ماي .1955
ومن هنا تبرز �أهمية المو�ضوع وذلك لتنوع اال�شكاالت القانونية التي كان يطرحها
الواقعي العملي لعقد الكراء التجاري ،خا�صة و�أن ظهير 24ماي 1955بقي في معزل عن
حركة الإ�صالح الت�شريعي التي عرفها المغرب في العقد الأخير ،ال�شيء الذي �أدى �إلى ظهور
عدة �إ�شكاليات حاول الم�شرع المغربي تجازوها من خالل قانون رقم 49-16م�ستندا في
ذلك على مجموعة من االجتهادات الق�ضائية ال�صرفة.
هذا وقد انتابتنا فكرة اختيار هذا المو�ضوع ،نظرا لما يعرفه ميدان عقد الكراء التجاري
من تطور �إزاء الو�ضعية الإقت�صادية واالجتماعية بالمغرب في العديد من المجاالت
وبالخ�صو�ص الميدان التجاري،
بالإ�ضافة �إلى عدم قدرة مقت�ضيات ظهير 24ماي 1955الملغى عن مواكبة هذه
التحوالت ،محاولين بذلك قدر الإمكان �إبداء المالحظات الأ�سا�سية للقواعد المو�ضوعية
جواد الرفاعي 8
واالجرائية التي اتى بها هذا الن�ص الجديد وما قد تطرحها من ا�شكاالت عملية نظير ظهير
24ماي .1955
�إن الهدف من هذه الدرا�سة هو بيان التقنيات القانونية التي �أقرها الم�شرع للموازنة بين
حقوق مالك الملكية التجارية وحقوق مالك الملكية العقارية بمقت�ضى القواعد القانونية
التي جاء بها قانون رقم ،49-16خا�صة و�أن هذا الن�ص يعتبر �صناعة ت�شريعية مغربية
�صرفة ،على عك�س ظهير 24ماي 1955الذي �صدر عن �سلطة مغت�صبة لل�سلطة بالمغرب.
فانطالقا مما �سبق بيانه ،و�أمام �إدخال تعديالت جوهرية على القواعد القانونية
المنظمة لعقد الكراء التجاري بمقت�ضى قانون رقم ،49-16تطرح �أمامنا �إ�شكالية جوهرية
مفادها �إلى �أي حد ا�ستطاع الم�شرع المغربي معالجة اال�شكاليات المو�ضوعية والإجرائية
التي كان يطرحا ظهير 24ماي 1955الملغى بمقت�ضى القواعد القانونية المن�صو�ص عليها
في قانون رقم 49-16؟
ومقاربتنا لهذا المو�ضوع �سنحاول من خاللها� ،إبداء المالحظات الأ�سا�سية حول قانون
رقم 49-16المتعلق بعقود كراء العقارات �أو المحالت المخ�ص�صة للإ�ستعمال التجاري �أو
ال�صناعي �أو الحرفي .وذلك بالحديث في (الف�صل الأول) عن ال�ضوابط المو�ضوعية التي
تحكم عقد الكراء التجاري ،والذي حاولنا في ظله الحديث عن نطاق تطبيق هذا القانون،
والمدة المتطلبة قانونا للتمتع بحمايته و�أحكام ال�سومة الكرائية بمدلوالتها العامة� ،أما
(الف�صل الثاني) فخ�ص�صناه لل�ضوابط الإجرائية الخا�صة ب�إنهاء كراء المحالت التجارية
وف�سخه وفقا لمقت�ضيات قانون رقم ،49-16حيث �سلطنا ال�ضوء على الم�سطرة الق�ضائية
المو�ضوعية لإنهاء عقد الكراء التجاري ،ثم الم�سطرة الق�ضائية اال�ستعجالية لف�سخ عقد
الكراء التجاري.
وبناء على ما �سبق ف�إن معالجتنا لهذا المو�ضوع تت�أطر وفق الت�صميم الآتي:
■ الف�صل الأول :ال�ضوابط المو�ضوعية لعقد الكراء التجاري
■الف�صل الثاني :ال�ضوابط الإجرائية لإنهاء عقد الكراء التجاري وف�سخه
7 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
�إن خ�صائ�ص عقود كراء المحالت التجارية ومميزاتها فر�ضت على الم�شرع المغربي �أن
يتدخل ق�صد تعديل القواعد القانونية التي تحكم هذا النوع من العقود.
ذلك �أن مقت�ضيات ظهير 24ماي � 1955أبانت عن عجزها في �ضبط العالقة التعاقدية
الرابطة بين مالك الملكية العقارية ومالك الملكية التجارية� ،إذ �أن الواقع العملي �أفرز
العديد من اال�شكاليات القانونية ،فكثيرة هي الحاالت التي يبرم فيها �شخ�ص عقد الكراء
مع مالك العقار �أو المحل التجاري وذلك بغية ممار�سة به ن�شاطه التجاري �أو ال�صناعي �أو
الحرفي و�إن�شاء �أ�صل تجاري ي�ضفي على ذمته المالية قيمة م�ضافة ،ليفاج�أ بعدها على
�أنه غير مكت�سب للحق في الكراء الذي يخول لكل مكتري اال�ستمرار واال�ستقرار بالمحل
المكترى ،وذلك راجعا �إما لطبيعة العين المكتراة والتي ا�ستثنى بع�ض منها الم�شرع
المغربي من نطاق تطبيق قانون الأكرية التجارية� ،أو لعدم تحقق �شرط المدة المتطلب
قانونا الكت�ساب هذا الحق.
فبالن�سبة لطبيعة العين المكتراة ،ف�إن هناك العديد من عقود الأكرية وبالرغم من
وجود �أ�صل تجاري م�ستغل بها ال تخ�ضع للقواعد المنظمة للكراء التجاري كما هو ال�ش�أن
بالن�سبة لعقود كراء العقارت �أو المحالت التابعة للأوقاف والأمالك العامة للدولة والأمالك
الخا�صة للدولة والمخ�ص�صة لمنفعة عامة �أو المحالت المتواجدة بالمراكز التجارية وباقي
الحاالت الأخرى المنظمة بقوانين م�ستقلة ا�ستثناها الم�شرع المغربي من تطاق تطبيق
القانون المنظم للكراء التجاري.
و�أما فيما يتعلق ب�شرط المدة ف�إن الم�شرع المغربي وبمقت�ضى قانون رقم 49-16المتعلق
بعقود كراء العقارات �أو المحالت المخ�ص�صة لال�ستعمال التجاري وما في حكمه فقد اعتبر
�أن انتفاع المكتري وممار�سة ن�شاطه التجاري بالعين المكتراة لمدة �سنتين يخول له ذلك
ا�ستمرار عقد الكراء الرابط بينه وبين المكري و�أن رف�ض هذا الأخير تجديد العقد يخول
جواد الرفاعي 8
له الح�صول على التعوي�ض ،غير �أنه وفي حالة ما �إذا تم �إبرام عقد الكراء لمدة تقل عن
�سنتين فهنا ال يمكن للمكتري االحتجاج بمقت�ضيات قانون رقم 49-16وحقه في تجديد
العقد ،لأن هذا الأخير لم تن�صرم عليه المدة المتطلبة قانونا والتي تم تقلي�صها ل�سنتين
بموجب المادة الرابعة من القانون �أعاله.
وما يالحظ في عقود الأكرية التجارية ب�شكل عام �أنه توجد العديد من المغالطات ل�سوء
فهم القواعد القانونية التي تحكم هذا النوع من العقود ،فمثال قد يبرم مالك العقار �أو
المحل التجاري عقد كراء مع مكتري ويحدد مدة انتفاع هذا الأخير بالعين المكتراة لثالث
�سنوات مثال �أو �أربع ،وبعد انتهاء هذه المدة يطالب المكتري ب�إفراغه من المحل النتهاء مدة
العقد ،ففي هذه الحالة اعتبر الم�شرع المغربي هذا البند باطال رغم اتفاق الأطراف عليه،
لأن عقد الكراء التجاري ال ينتهي بانتهاء مدته و�أن الم�شرع قد تدخل بموجب قاعدة �آمرة،
فاعتبر �أن ت�ضمين العقد �شرطا يق�ضي ب�أنه محدد لمدة و�أن المكتري يلتزم ب�إخالء المحل
في تاريخ معين بدون �ضرورة �أي �إجراء ق�ضائي ال �أثر لهذا ال�شرط ،فهو باطل بقوة القانون
لأنه يرمي �إلى حرمان المكتري من الحق في تجديد العقد.
ومن بين الحاالت �أي�ضا المغلوطة تلك المتعلقة بالقواعد القانونية التي تحكم ال�سومة
الكرائية للعقار �أو المحل التجاري ،فهناك من يعتقد �أن الحد الأق�صى للزيادة في ال�سومة
الكرائية هو ثالث مرات وال يحق بعدها للمكري المطالبة بالزيادة مرة �أخرى.
وعليه وتبعا لهذه اال�شكاليات �سنتعر�ض في (المبحث الأول) لنطاق تطبيق قانون الأكرية
التجارية ومعرفة مجاالت تدخله ،ثم �سنتطرق لإ�شكالية �شرط المدة المتطلبة قانونا لن�شوء
الحق في الكراء وكذلك �إلى ال�ضوابط القانونية التي تحكم ال�سومة الكرائية للمحل التجاري
(المبحث الثاني).
المبحث الأول :نطاق تطبيق قانون كراء المحالت التجارية.
�إن تحديد نطاق تطبيق قانون كراء المحالت التجارية له �أهمية كبرى لمعرفة عقود
كراء العقارات �أو المحالت التي تدخل �ضمن دائرة اخت�صا�ص قانون رقم 49-16المتعلق
بعقود كراء العقارات �أو المحالت المخ�ص�صة لال�ستعمال التجاري وما في حكمه.
والمالحظ �أن الم�شرع ومن خالل قانون رقم 49-16حاول تدارك ال�صيغة المعيبة التي
كانت واردة في الن�سخة العربية من ظهير 24ماي 1955الملغى ،والتي لم تكن ت�شترط
9 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
التمتع بحماية الحق في الكراء �إال بممار�سة الأعمال التجارية المن�صو�ص عليها في المادة
ال�ساد�سة من مدونة التجارة ،بخالف ال�صيغة الفرن�سية التي كانت ت�شترط ا�ستغالل �أ�صل
تجاري بالمحل �أو العقار المكترى كمحدد لتطبيق قانون الأكرية التجارية.
هذا وبالرجوع �إلى ما جاءت به مقت�ضيات قانون رقم 49-16يت�ضح �أن الم�شرع عمل على
و�ضع تفرقة بخ�صو�ص مجال التطبيق ،فقد حددت المادة الأولى من هذا القانون مجال
تطبيقه وجعل هذا الأخير يطبق على عقود كراء العقارات �أو المحالت التي ي�ستغل فيها
�أ�صل تجاري وعقود كراء الأماكن الملحقة بالمحل الم�ستغل فيه الأ�صل التجاري وعقود
كراء الأرا�ضي العارية وعقود كراء الأمالك الخا�صة للدولة �أو باقي المرافق العمومية غير
المر�صودة لمنفعة عامة كما جعل هذا التطبيق ي�سري �أي�ضا على بع�ض عقود الكراء التي
كانت ال ت�ستفيد من الحماية القانونية للت�شريع المتعلق بالكراء التجاري كما هو ال�ش�أن
بالن�سبة لعقود كراء العقارات �أو المحالت التي ت�ستغلها التعاونيات الممار�سة لن�شاط تجاري
والم�صحات الخا�صة والم�ؤ�س�سات المماثلة لها ،كما تم الح�سم في مدى خ�ضوع م�ؤ�س�سات
التعليم الخا�ص لنطاق تطبيق قانون الكراء التجاري.
وفي مقابل ذلك عملت المادة الثانية من قانون رقم 49-16على تحديد م�ستثنيات
تطبيق هذا القانون على بع�ض العقارات �أو المحالت كما هو ال�ش�أن بالن�سبة لعقود كراء
الأمالك العامة للدولة والأمالك التابعة للأوقاف وبع�ض الحاالت الخا�صة كعقود كراء
المحالت المتواجدة بالمراكز التجارية وغيرها من الحاالت.
لذلك نرى �أن من المفيد التطرق �إلى الحاالت التي يطبق فيها قانون كراء المحالت
التجارية والتي عملت المادة الأولى على تحديدها ب�شكل ح�صري والم�شمولة بحمايته
(المطلب الأول) ثم بعد ذلك نتناول في (المطلب الثاني) لم�ستثنيات تطبيق قانون كراء
المحالت التجارية.
المطلب الأول :الأماكن الخا�ضعة لنطاق تطبيق قانون كراء المحالت التجارية.
عملت المادة الأولى من قانون رقم 49-16على تحديد النطاق المو�ضوعي لتطبيقه،
وذلك من خالل التن�صي�ص على بع�ض الحاالت العامة كما كان معمول به في ظل ظهير 24
ماي 1955الملغى (الفقرة الأولى) كما نظمت بع�ض الحاالت الخا�صة التي لم يكن ي�شملها
الظهير المذكور ،غير �أن الم�شرع �آبى �إال �أن يقحمها �ضمن عقود الأكرية التي ت�سري عليها
قواعد قانون الأكرية التجارية (الفقرة الثانية).
جواد الرفاعي 10
بالمعنى المن�صو�ص عليه في القانون التجاري ،و�أن الحالق ينتمي �إلى طبقة الحرفيين
الذي يبا�شرون ب�أنف�سهم �أعمالهم اليدوية ،ف�أعمال ه�ؤالء �أعمال مدنية ،وفي قرار �آخر
ا�ستعبد المجل�س الأعلى 5ا�ستفادة مكتري لمحل من مقت�ضيات ظهير 24ماي 1955لكون �أن
هذا الآخير يمار�س حرفة الخياطة التي ال تعتبر عمال تجاريا.
غير �أنه وبعد �صدور مدونة التجارة وما ت�ضمنته المادة الثامنة منها ،6جعل الق�ضاء
يخ�ضع كافة عقود كراء العقارات �أو المحالت التي ي�ستغلها ال�صناع والحرفيين لنطاق
تطبيق مقت�ضيات ظهير 24ماي 1955الملغى ،ففي قرار �صدر عن محكمة اال�ستئناف
التجارية بمراك�ش 7اعتبرت فيه «�أن الخياطة التقليدية باعتمادها على العمل اليدوي تعتبر
حرفة من بين الأعمال التجارية التي ي�شملها الف�صل الأول من ظهير 24ماي ،1955
والحرفة �أ�صبحت عمال تجاريا بموجب المادة الثامنة من مدونة التجارة وفي قرار �صدر
عن المجل�س الأعلى ‹ 8اعتبر بموجبه �أن ممتهن الحالقة يكت�سب �صفة تاجر بممار�سته
لن�شاط حرفي ب�صورة اعتيادية �أو احترافية ،وبالتالي ف�إن �إفراغ المحل الذي يمار�س فيه
هذا الن�شاط يخ�ضع لمقت�ضيات ظهير 24ماي ».1955
هذا ويعتبر الت�شريع المغربي قد خالف عما هو معمول به في الت�شريع الفرن�سي ،بحيث
�أنه بفرن�سا ال يعتبر ممار�سة ن�شاط تجاري �أو �صناعي �أو حرفي �سببا كافيا لخ�ضوع المكتري
لنظام الأكرية التجارية ،فبالإ�ضافة �إلى �شرط ممار�س ن�شاط تجاري معين وجب على
المكتري �أن يكون م�سجال بال�سجل التجاري ،ففي قرار �صدر عن محكمة النق�ض الفرن�سية
اعتبرت فيه «�أن المكتري الذي يطالب بتطبيق مقت�ضيات نظام الكراء التجاري في حقه
يجب عليه �أن يدلي بما يفيد �أنه م�سجل بال�سجل التجاري.9
55قرار عدد � 1853صدر بتاريخ 1990-09-19يف ملف عدد 89/3918من�شور مبجلة الإ�شعاع ،عدد ،4ال�سنة 1990
�ص.127 .
66ن�صت املادة الثامنة على �أنه :تكت�سب �صفة تاجر باملمار�سة االعتيادية واالحرتافية لكل ن�شاط ميكن �أن مياثل الأن�شطة
الواردة يف املادتني 6و.7
77قرار عدد �1023صدر بتاريخ 2005-11-29يف ملف عدد ،05/1048من�شور مبجلة املحامي عدد ،49ال�سنة
� ،2006ص 485.وما يليها.
-ينظر يف هذا ال�صدد �أي�ضا:
-قرار �صدر عن املجل�س الأعلى بتاريخ 2008-11-5حتت عدد 3730يف ملف عدد ،07/116من�شور مبجلة املناهج
القانونية ،عدد 13و ،14ال�سنة � ،2008ص 31.وما يليها
88قرار �صدر عن املجل�س الأعلى بتاريخ 2009-11-25حتت عدد 1805يف ملف عدد ،08/1327من�شور مبجلة ق�ضاء
املجل�س الأعلى ،الغرفة التجارية ،العدد ،46ال�سنة � ،2009ص 19 .وما يليها.
9. Arrêt de Cassation Française Chambre civile 15-03-1972 n 71-10.482. Arrêt publié par
Hugues Kenfack in Article juridique Synthèse- Champ d’application du statut des baux
commerciaux.article publié au cite www.joandray-avocats.com. Le 24/05/2017. p. 9.
جواد الرفاعي 12
بقي �أن ن�شير �أن ال�صياغة التي �آتى بها الم�شرع المغربي في م�ضمون الفقرة الأولى من
المادة الأولى من قانون 49-16المتعلق بكراء العقارات �أو المحالت المخ�ص�صة لال�ستعمال
التجاري �أو ال�صناعي �أو الحرفي تعتبر تح�صيال حا�صال ،مادام �أن مدونة التجارة في
مادتها الثامنة قد ح�سمت الأمر ،حينما ن�صت على �أن كل �شخ�ص اعتاد واحترف عمال
يكت�سب �صفة تاجر وذلك ب�شكل عالني ،ومن تم فال مندوحة من ذكر فقط عبارة العقارات
�أو المحالت المخ�ص�صة لال�ستعمال التجاري وما في حكمه.
ثانيا :عقود كراء الأماكن الملحقة بالمحل المزاول فيه الأ�صل التجاري.
�أكدت الفقرة الثانية من المادة الأولى من قانون رقم 49-16على �أن نطاق تطبيق
هذا القانون ي�شمل كذلك عقود كراء العقارات �أو المحالت الملحقة بالمحل الذي ي�ستغل
فيه الأ�صل التجاري ،وفي حالة تعدد المالكين ،ف�إن �ضم ا�ستغالل المحل الملحق بالمحل
الأ�صلي يجب �أن يكون بموافقة مالكي العقار الملحق والأ�صلي.
والمالحظ �أن الم�شرع علق �إخ�ضاع المحالت الإ�ضافية الملحقة بالمحل التجاري على
�شرط �أن تكون هذه المحالت �ضرورية ال�ستغالل الأ�صل التجاري� ،أما �إذا لم يكن من �ش�أن
هذا الإلحاق �أن يكون �ضروريا ،فال مجال لإخ�ضاعه لقانون رقم ،49-16وهذا ما �أكده
العمل الق�ضائي في العديد من قراراته ،بحيث جاء في قرار �صدر عن المجل�س الأعلى››10
�أنه العتبار الم�ستودع تابعا للأ�صل التجاري و�إخ�ضاع م�سطرته لظهير 24ماي 1955يتعين
�أن يكون هذا الم�ستودع تابعا للن�شاط التجاري المزاول بالمقر الأ�صلي للمحل المعد للتجارة،
و�أن يكون �ضروريا ال�ستغالله ،ويوافق المكري �صراحة على هذا اال�ستغالل.
وعليه ف�إن امتداد تطبيق مقت�ضيات قانون رقم 49-16على ملحقات المحل التجاري
المزاول به الأ�صل التجاري رهين ب�أن يكون ذلك المحل الم�ضاف �ضروري لال�ستعمال
110قرار رقم � 1301صدر بتاريخ 2000-07-26يف ملف عدد ،97/3591قرار �أورده عبد الرحمان امل�صباحي يف
مقاله :
قراءة يف قرارات املجل�س الأعلى ال�صادرة يف ق�ضايا ظهري 24ماي ،1955الندوة اجلهوية الأوىل حول ق�ضايا كراء
الأماكن ال�سكنية واملهنية واملحالت التجارية من خالل اجتهادات املجل�س الأعلى ،فا�س �أيام 22.23فرباير ،2007
مطبعة الأمنية ،الرباط � ،2007ص 47.وما يليها.
-ينظر يف هذا ال�صدد �أي�ضا :
-قرار عدد � 1603صدر عن املجل�س الأعلى بتاريخ ،2001-12-6من�شور بكتاب الكراء التجاري بني الن�صو�ص
القانونية والعمل الق�ضائي ,العدد ،2ال�سنة ،2004من�شورات املجلة املغربية لقانون الأعمال واملقاوالت ،مطبعة
النجاح ،الدار البي�ضاء � ،2004ص.131.
13 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
التجاري ال �أن يتم تخ�صي�صه ال�ستعمال �آخر ،بحيث ال يكفي �أن يكون المكتري قد �أراد �أن
يجعل منه ملحقا �ضروريا لمتجره ،لأن ذلك ممنوع عليه بمقت�ضى عقد الكراء.11
والمحكمة و�أثناء بحثها عما �إذا كان المكان الملحق بالمحل التجاري هو �ضروري
ال�ستغالل الأ�صل التجاري من عدمه ،هي م�س�ألة واقع تعتمد في ذلك على مجموعة من
المعطيات التي ت�ستقيها �أثناء تحقيق الدعوى .
وحتى يلحق المكان الإ�ضافي بالمحل التجاري فال منا�ص من ح�صول المكتري على
موافقة مزدوجة من مالكي العقار الأ�صلي والملحق ،فبمفهوم المخالفة ف�إن �ضد ا�ستغالل
عقار �أو محل بالعقار الأ�صلي الم�ستغل به الأ�صل التجاري ومن دون موافقة مالكي العقار
الأ�صلي �أو الملحق لن يخ�ضع لمقت�ضيات قانون رقم 49-16لعدم وجود موافقة ثنائية
�صريحة ،اللهم �إذا كان مالك العقار الأ�صلي هو نف�سه مالك العقار الملحق والذي يكفي �أن
ي�صدر عن هذا الأخير موافقة كتابية على عملية الإلحاق.
هذا وقد تطرح عملية �إلحاق المحل الملحق بالمحل الأ�صلي مجموعة من الإ�شكاليات،
وذلك من قبيل م�س�ألة �إثبات علم المكري بواقعة الإلحاق ،فهل يجوز �إثباتها ب�شهادة ال�شهود
�أم بوا�سطة الكتابة ب�شقيها التقليدية وااللكترونية ؟ .12
111قرار �صادر عن املجل�س الأعلى عدد 1215بتاريخ � ،1989-05-17أورده عبد العزيز توفيق يف م�ؤلفه :ق�ضاء
املجل�س الأعلى يف الكراء التجاري من �سنة � 1957إىل ،2004مطبعة النجاح اجلديدة ،الدار البي�ضاء � ،2005ص.73
112ن�صت الفقرة الأوىل من املادة الثانية من قانون رقم 53.05املتعلق بالتبادل الإلكرتوين للمعطيات القانونية على �أنه :
عندما يكون الإدالء مبحرر مطلوب لإثبات �صحة وثيقة ميكن �إعداد هذا املحرر وحفظه ب�شكل الكرتوين وفق ال�رشوط
املن�صو�ص عليها يف الف�صلني 417-1و417-2
-يت�ضح من خالل هذا الف�صل �أن امل�رشع املغربي مل يعطي �أي تعريف للمحرر الإلكرتوين و�إمنا اكتفى بالتن�صي�ص
على قبوله كو�سيلة للإثبات �إن توفرت فيه ال�رشوط املن�صو�ص عليها ،يف حني �أن معظم الت�رشيعات العربية �أوردت يف
قوانينها تعريفا للمحرر الإلكرتوين ال يخرج كثريا عن التعريف الوارد بقانون االون�سرتال النموذجي .
-للإ�شارة �أن قانون رقم � 53.05صدر ب�ش�أن تنفيذه ظهري �رشيف رقم 1.07.129يف 19ذي القعدة 30( 1428
نونرب )2007ن�رش باجلريدة الر�سمية عدد 5584بتاريخ 25ذو القعدة 6 ( 1428دجنرب � ،) 2007ص.3888-3879 .
-عرفت املادة الثانية من قانون الأون�سرتال النموذجي ب�ش�أن التوقيعات الإلكرتونية ل�سنة 2001املحرر الإلكرتوين
ب�أنه :معلومات يتم �إن�شا�ؤها �أو �إر�سالها �أو ا�ستالمها �أو تخزينها بو�سائل الكرتونية �أو �ضوئية �أو بو�سائل م�شابهة ،مبا
يف ذلك على �سبيل املثال ال احل�رص ،التبادل الإلكرتوين للبيانات �أو الربيد الإلكرتوين �أو الربق �أو التلك�س �أو الن�سخ
الربقي».
-لالعتداد باملحرر الإلكرتوين البد من توفر عدة �رشوط �أوردها امل�رشع املغربي يف الف�صول التالية :
-ن�ص الف�صل 1-417من قانون رقم 53.05املتعلق بالتبادل الإلكرتوين للمعطيات القانونية على �أنه :تتمتع الوثيقة
املحررة على دعامة �إلكرتونية بنف�س قوة الإثبات التي تتمتع بها الوثيقة املحررة على الورق .
تقبل الوثيقة املحررة ب�شكل �إلكرتوين للإثبات� ،ش�أنها يف ذلك �ش�أن الوثيقة املحررة على الورق� ،رشيطة �أن يكون
بالإمكان التعرف ب�صفة قانونية على ال�شخ�ص الذي �صدرت عنه ،و�أن تكون معدة وحمفوظة وفق� رشوط من �ش�أنها
�ضمان متاميتها».
-ون�ص الف�صل 2-417على �أنه :يتيح التوقيع ال�رضوري لإمتام وثيقة قانونية التعرف على ال�شخ�ص املوقع ويعرب
جواد الرفاعي 14
�إن �إفراغ موافقة المكري في ورقة كتابية �أو الكترونية �أمر ال محيد عنه بموجبه يتم تحرير
ر�ضاه على م�س�ألة �إلحاق المحل الملحق بالمحل الأ�صلي �سواء �أثناء �إبرام عقد الكراء منذ
الوهلة الأولى� ،أو في ملحق �آخر م�ستقل يت�ضمن تخ�صي�ص المحل الملحق ال�ستعمال المحل،
ففي قرار �صدر عن المجل�س الأعلى اعتبر فيه�« 13أن مقت�ضيات ظهير 24ماي 1955ال تطبق
ح�سب المادة الأولى منه على المرافق المملوكة لغير مالك عقار المتجر الأ�صلي ،عالوة
على �ضرورة �أن يكون المتجر متوقفا على ا�ستعمال المرفق �إال �إذا ا�ستعمل هذا المرفق
والمتجر الأ�صلي معا لنف�س الغر�ض المخ�ص�ص لهما مع علم المكري للمرفق وقت التعاقد
بذلك الغر�ض ».
ولما كان الطاعن قد دفع �أمام المحكمة بعدم علمه ب�أن العين المكتراة �ستلحق بالأ�صل
التجاري المن�ش�أ على عقار �آخر لي�س على ملكه ،ف�إنها ردت دفعه بالقول « ب�أنه ثابت من
خالل مح�ضر المعاينة �أن المحل التجاري الأ�صلي مجاور للمحل مو�ضوع النزاع وال يف�صل
بينهما �إال جدار واحد ،و�أن عقد الكراء ت�ضمن اتفاق الطرفين على �أن ي�ستعمل المحل
كم�ستودع للكاوت�شو » دون �أن تبرز في قرارها �شرط علم المكري ب�إلحاق هذا المحل بالمحل
التجاري الأ�صلي – ف�إنها تكون قد عللت قرارها تعليال ناق�صا وعر�ضته للنق�ض.
بقي �أن ن�شير �أن الم�شرع المغربي وبا�ستعماله �صياغة المحل الملحق بالمحل التجاري
الذي ي�ستغل فيه الأ�صل التجاري �سيخلق نوع من الت�ضارب في المفاهيم ،على اعتبار �أنه لي�س
كل عقد كراء خا�ضع لمقت�ضيات قانون رقم 49-16ي�ستغل فيه �أ�صل تجاري ،فالتعاونيات
والم�صحات وم�ؤ�س�سات التعليم الخ�صو�صي ال تتوفر على �أ�صل تجاري ح�سب مفهوم المادة
79من مدونة التجارة 14و�إنما تعتبر مكت�سبة للحق في الكراء باعتباره عن�صر من عنا�صر
الأ�صل التجاري الذي يمكن �أن ين�ش�أ بمنائ عنه ،ومن تم ف�إن ال�صياغة الأولى التي جاء
بها مقترح قانون رقم 15 49-16تعتبر ال�صياغة الأدق ،بحيث تم ا�ستعمال عبارة الن�شاط
عن قبوله لاللتزامات الناجتة عن الوثيقة املذكورة ،ت�صبح الوثيقة ر�سمية �إذا و�ضع التوقيع املذكور عليها �أمام موظف
عمومي له �صالحية التوثيق .
عندما يكون التوقيع �إلكرتونيا ،يتعني ا�ستعمال و�سيلة تعريف موثوق بها ت�ضمن ارتباطه بالوثيقة املت�صلة به».
113قرار �صدر عن املجل�س الأعلى بتاريخ 2003-06-11حتت عدد 741يف ملف عدد ،2001/1117من�شور بالتقرير
ال�سنوي للمجل�س الأعلى ل�سنة � ،2003ص.111.
114ن�صت الفقرة الأوىل من املادة 79من مدونة التجارة على �أن :الأ�صل التجاري مال منقول معنوي ي�شمل جميع
الأموال املنقولة املخ�ص�صة ملمار�سة ن�شاط جتاري �أو عدة �أن�شطة جتارية.
115ينظر �إىل ما جاء به كتاب �رشوح قانون 49-16الذي �أ�صدرته وزارة العدل واحلريات يف فرباير �سنة 2017
�ص,65.كتاب من�شور مبوقع www.justice.gov.maوزارة العدل واحلريات.
-للإ�شارة ف�إن فريق االحتاد اال�شرتاكي هو الذي تقدم مبقرتح قانون �سنة 2007ملراجعة ظهري 24ماي 1955
15 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
التجاري عو�ض الأ�صل التجاري لت�شمل هذه الحالة كل العقارات �أو المحالت �سواء ا�ستغل
بها �أ�صل تجاري �أو مور�س بها ن�شاط تجاري وما في حكمه.
ثالثا :عقود كراء الأرا�ضي العارية.
تدخل عقود كراء الأرا�ضي العارية التي �شيدت عليها �إما قبل الكراء �أو بعده بنايات
ال�ستغالل �أ�صل تجاري�16ضمن نطاق تطبيق مقت�ضيات قانون رقم � ،49-16شريطة �أن تكون
هذه البنايات قد �شيدت بموافقة كتابية للمالك.
17
والمالحظ �أن الم�شرع �أبقى على هذا النوع من العقود الواردة على الأرا�ضي العارية
�ضمن نطاق تطبيق القواعد القانونية المتعلقة بالكراء التجاري كما كان معمول به في ظهير
24ماي 1955الملغى ،غير �أن الم�شرع وب�إيراده لم�صطلح الأ�صل التجاري بهذه العقارات
هو �أمر ال ن�سايره فيه ،على اعتبار �أنه لي�س كل مكتري لأر�ض عارية يكت�سب �أ�صال تجاريا
قائم الذات ،بل �إن الأمر يتعلق بن�شوء حق في الكراء ب�شكل �إنفرادي ،ومن هنا ف�إن ال�صياغة
التي ت�ضمنها الظهير الملغى كانت �أكثر دقة وو�ضوح حينما �أورد عبارة وجود بنايات بالأر�ض
العارية ق�صد ا�ستعمالها للن�شاط التجاري �أو ال�صناعي �أو الحرفي عو�ض �إيراد عبارة
الأ�صل التجاري ،وهو نف�س الأمر بالن�سبة بالت�شريع الفرن�سي الذي ن�ص على �أن عقود كراء
الأرا�ضي العارية التي ي�ستغل فيها ن�شاط تجاري �أو �صناعي �أو حرفي تخ�ضع لنظام االكرية
التجارية.18
ولإخ�ضاع هذا النوع من العقود �ضمن نطاق تطبيق قانون رقم 49-16البد من توفر
عدة �شروط� ،أولها �أن تكون البنايات المحدثة بالأر�ض العارية قد �شيدت �إما قبل �إبرام عقد
الكراء �أو بعد �إبرامه ،فمتى ثبت �أنه لم يتم �إنجاز �أي بنايات على الأر�ض العارية ،ف�إن عقد
19
الكراء لن يخ�ضع لقانون رقم ،49-16وهو ما �أكدته محكمة النق�ض في قرار �صادر عنها
حيث جاء فيه «�أن العين المكتراة مو�ضوع النزاع �أر�ض بي�ضاء لم يثبت �إنجاز بنايات عليها
مبجل�س النواب ومتت امل�صادقة عليه باملجل�س املذكور �سنة 2010ليحال على جمل�س امل�ست�شارين بتاريخ 2011-06-09
وو�صوال �إىل القراءة الثانية ملقت�ضياته ومناق�شته خالل دورة �أبريل .2016
للمزيد من الإطالع على املراحل الت�رشيعية التي ق�ضاها قانون رقم ،49-16ينظر �إىل ما ت�ضمنه كتاب �رشوح قانون
49-16الذي �أ�صدرته وزارة العدل واملن�شور مبوقعها الإلكرتوين املذكور �أعاله.
116ينظر �إىل الفقرة الثانية من املادة الأوىل من قانون 49-16
117يالحظ �أن امل�رشع املغربي ا�ستبدل عبارة الأرا�ضي البي�ضاء بعبارة الأرا�ضي العارية.
18. Voir article L 145-1. 1-2 du code de commerce française.
119قرار عدد � 38/2صدر بتاريخ 2017/01/19يف ملف جتاري عدد ،2015/213/360قرار غري من�شور.
جواد الرفاعي 16
�سواء قبل �أو بعد �إبرام عقد الكراء ،ف�إن �إنهاء عقد الكراء بخ�صو�صها يبقى م�ستثنى من
ظهير 24ماي .»1955
كما يجب �أن يكون ر�ضى المالك لإقامة المكتري بناءا على الأر�ض المكتراة قد تم التعبير
عنه �صراحة في بنود العقد كتابة �أو بموافقة كتابية الحقة عن العقد ،و�أن عدم �صدور موافقة
كتابية من لدن المالك يجعل عقد الكراء خا�ضعا للقواعد العامة ولي�س لمقت�ضيات قانون
رقم ،49-16وهو ما �أكده المجل�س الأعلى في قرار �صادر عنه �إبان تطبيق مقت�ضيات ظهير
24ماي 1955الملغى ،20بحيث جاء فيه ‹ �أنه تطبيقا للفقرتين الثانية والثالثة من الف�صل
الأول من ظهير ،1955ف�إن الأرا�ضي البي�ضاء ال ت�شملها الحماية القانونية التي خ�ص بها
ظهير الأماكن التجارية �إال �إذا كانت البنايات التي �شيدت بها والم�ستعملة بر�ضى المالك
وكان المكتري قد ح�صل على الموافقة الكتابية ب�ش�أن هذا اال�ستعمال.
وهو نف�س المنحى الذي نحاه الم�شرع الفرن�سي بخ�صو�ص �إخ�ضاع الأرا�ضي العارية
للقانون التجاري 21بحيث ا�شترط بدوره ح�صول المكتري على موافقة �صريحة من لدن
مالك الأر�ض العارية ق�صد �إحداث بناية بها ال�ستغالل �أ�صله التجاري ،22ففي قرار �صادر
عن محكمة النق�ض الفرن�سية اعتبرت فيه «�أن ال�شركة التي �أقامت بناية على �أر�ض عارية
وبدون موافقة مالك الأر�ض ،ال يخ�ضع العقد الرابط بينها وبين مالك الأر�ض لقواعد الكراء
التجاري.23
وي�ضاف �إلى ال�شرطين ال�سابقين� ،شرط اال�ستغالل الفعلي للأ�صل التجاري في البنايات
المحدثة بالأر�ض العارية من لدن المكتري ،بحيث يجب �أن تكون هاته البنايات قد ر�صدت
لممار�سة ن�شاط تجاري معين بها ولي�س الت�صرف في منتجات الأر�ض العارية وثمارها .24
220قرار عدد � 64صدر بتاريخ ،1979/02/07من�شور مبجلة املحاماة ,العدد ،18ال�سنة � ،1981ص.108.
221للإ�شارة ا�ستعملنا عبارة القانون التجاري ,على اعتبار �أن امل�رشع الفرن�سي مل يفرد لعقد الكراء التجاري ن�ص خا�صا
كما هو معمول به باملغرب.
222ينظر �إىل املادة 1-145من القانون التجاري الفرن�سي والتي عدلت مبقت�ضى املادة 42من قانون رقم 2008-776
ال�صادر بتاريخ .2008/8/4
23. Arrêt du Cour de cassation .Chambre civile .3/06/2016.N .15-15-416 .publié in www.
legifrance.gouv.fr. le 04/04/2018.
224جاء يف قرار �صادر عن املجل�س الأعلى �أن :ا�ستغالل مقلع احلجارة عمال جتاريا ح�سب املادة ال�ساد�سة من مدونة
التجارة وال يخ�ضع لظهري 24ماي 1955لكون �أن الكراء مل ين�صب على الرغبة يف ممار�سة جتارة معينة بها ,و�إمنا
ال�ستغاللها بالت�رصف يف منتوجاتها.
-قرار رقم 467م�ؤرخ يف 2006/05/10يف ملف جتاري عدد ,2005/2/3/185من�شور مبجلة ق�ضاء املجل�س
الأعلى ,عدد 67ال�سنة � ،2007ص.226.
-ينظر �أي�ضا يف هذا ال�صدد :
17 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
وتثار في تطبيق هذا النوع من العقود �إ�شكالية الإقامة الم�ؤقتة بهذه الأرا�ضي ،وما �إذا
كانت هذه العقود المو�سمية م�شمولة بمقت�ضيات قانون رقم � 49-16أم ال ؟ وهل هذه العقود
قابلة للتجديد طبقا لما هو مقرر بظهير االلتزامات والعقود� ،أم �أنه بمجرد انتهاء المدة
يمنع التجديد ؟ ومن تم يعتبر المكتري حينها محتل بدون �سند قانوني للعين المكتراة� ،أم
�أن التجديد ال�ضمني للعقد يجعل المكتري م�ستغال للأر�ض ا�ستر�ساال ؟
�إن الحماية القانونية للتاجر تفر�ض نوعا من التمييز بينما �إذا كان المتعاقدان قد �أبرما
عقدا لمدة معينة بهدف ا�ستغالل �أر�ض بي�ضاء خالل فترة ال�صيف25وما �إذا كان العقد
�سنويا م�ستمرا ت�ستغل الأر�ض بمقت�ضاه خالل فترة معينة.26
وفي ال�سياق بعينه ،نميل �إلى الحالة الأخيرة لإ�ضفاء طابع الكراء التجاري على الأر�ض
العارية الم�شيدة بها بنايات ق�صد ممار�سة ن�شاط تجاري وما في حكمه ،على اعتبار �أن
العبرة با�ستمرار عقد الكراء ال بواقعة اال�ستغالل ،ومن تم ف�إذا كان العقد ذو طابع مو�سمي
وم�ؤقت فلن يخ�ضع لمقت�ضيات قانون رقم ،49-16و�أنه بعد انتهاء مدته ي�صبح حينها
المكتري محتال للأر�ض دون �سند قانوني ،وهو ما �أكده �أمر ا�ستعجالي �صدر عن رئي�س
المحكمة االبتدائية بالرباط ،27بحيث جاء فيه «�أن المعتمر لأر�ض بي�ضاء اعتمارا م�ؤقتا ال
يمكنه اال�ستفادة من ظهير 1928/5/5وال من ظهير 24ماي 1955وعندها ي�صبح محتال
بدون حق وال �سند ،ف�إنه ي�سوغ بالنظر لحالة الإ�ستعجال �أن يقع طرده بمقت�ضى �أمر من
طرف قا�ضي الم�ستعجالت.
رابعا :عقود كراء الأمالك الخا�صة للدولة �أو باقي المرافق العمومية غير المر�صودة
لمنفعة عامة.
�إن مجال تطبيق قانون رقم 49-16على الأمالك الخا�صة للدولة �أو الجماعات الترابية
�أو الم�ؤ�س�سات العمومية ينح�صر في الأمالك التي ال تخ�ص�ص لم�صلحة عامة ،والتي تم
االتفاق حين التعاقد ب�ش�أنها على ا�ستغاللها ل�ش�ؤون تجارية �أو �صناعية �أو حرفية.
قرار �صدر عن املجل�س الأعلى عدد 67م�ؤرخ يف 2001/01/10يف ملف مدين عدد ،99/1873من�شور مبجلة
املعيار ،العدد � 28ص 223 .وما يليها.
225حفو �سليمان :ميدان تطبيق عقد الإيجار يف نطاق تطبيق ظهري 24ماي ,1955مقال من�شور مبجلة امليادين ،العدد
الثامن ،ال�سنة � ،1993ص159 .
226حممد بونبات :الكراء التجاري بني ظهري 24ماي 1955وقانون مدونة التجارة ,مرجع �سابق� ,ص.17
� 227أمر �صدر بتاريخ � ,1961/07/19أورده ابراهيم زعيم وحممد فركت يف م�ؤلفهما الكراء ن�صو�ص واجتهادات
,1983-1913م�ؤ�س�سة بن�رشة للطباعة والن�رش (بنميد ) الدار البي�ضاء ,الطبعة الأوىل � ،1985ص.215
جواد الرفاعي 18
وما عداها من الأمالك التي تن�ش�أ عليها عقود �أكرية ،ف�إنها لن تخ�ضع لأحكام قانون رقم
،49-16بحيث �أكدت الفقرة الثالثة من المادة الأولى من القانون �أعاله على �أن عقود الكراء
المرتبطة بالعقارات �أو المحالت المملوكة للدولة ( الملك الخا�ص) �أو الجماعات الترابية
�أو الم�ؤ�س�سات العمومية تخ�ضع لمقت�ضياته مع مراعاة اال�ستثناء الوارد في البند الثاني من
المادة الثانية منه ،ويتعلق هذا اال�ستثناء بعقود كراء العقارات �أو المحالت المملوكة للدولة
�أو الجماعات الترابية �أو الم�ؤ�س�سات العمومية المخ�ص�صة للمنفعة العامة والتي ا�ستثناها
الم�شرع من مقت�ضيات قانون رقم .28 49-16
فالدولة �إلى جانب تملكها لعقارات عادية وم�ساكن مخزنية تملك �أي�ضا محالت تجارية
تقوم مديرية �أمالك الدولة بكرائها للغير طبقا للقواعد القانونية المنظمة لهذا النوع من
المحالت ،29والتي تت�أ�س�س عليها �أ�صوال تجارية ت�صبح في ملكية المكترين الذي يكون
ب�إمكانهم بيع �أ�صلهم التجاري �أو بيع حقهم في الكراء انفرادا.
كما �أن الجماعات الترابية وفي كثير من الحاالت تقوم بكراء بع�ض �أمالكها الخا�صة والتي
ال تكون قد خ�ص�صت لم�صلحة عامة ،بحيث تكريها للخوا�ص �سواء �أكانوا �أ�شخا�صا ذاتيين
�أو معنويين مقابل �أداء وجيبة كرائية محددة م�سبقا ،وال يعتبر عقد الكراء الرابط بين
30
�أحد الخوا�ص وجماعة ترابية عقدا �إداريا ،بدليل �أن محكمة اال�ستئناف االدارية بالرباط
ق�ضت بعدم اخت�صا�صها نوعيا في نزاع ن�ش�أ بين مكتري لمحل تجاري تابع لجماعة محلية.
وبالرجوع �إلى قانون رقم ،49-16نجد �أنه خول لمكتري محل تجاري تابع لجماعة ترابية
�إمكانية �إن�شاء �أ�صل تجاري عليها� ،شريطة �أال يكون ذلك العقار مر�صودا لمنفعة عامة،
و�أن يتعلق الأمر بعقار ومن�ش�أة ثابتة ،ففي قرار �صدر عن المجل�س الأعلى 31اعتبر فيه «�أن
المن�ش�آت التي ال تتوفر على الثبات واال�ستقرار مثل المن�ش�آت القابلة للتفكيك �أو القابلة
228ينظر �إىل الفقرة الثانية من املادة الثانية من قانون .49-16
-للإ�شارة �أن ظهري 24ماي 1955امللغى كان ي�ستثني بدوره عقود كراء العقارات التابعة للدولة من نطاق تطبيقه
كلما ر�صدت ملنفعة عامة.
229حممد نبيل حرزان :منازعات امللك اخلا�ص للدولة ,من�شورات جملة احلقوق ،مطبعة املعارف اجلديدة الرباط ,ال�سنة
� ،2017ص.74 .
330جاء يف حيثيات القرار� :أن من الثابت من �أوراق امللف وخ�صو�صا منها عقد الكراء املربم بني الطرفني �أنه ان�صب على
�أحد االمالكاخلا�صة للجماعة املحلية املكرية وال يتعلق ب�شغل ملك جماعي حتى ميكن اعتباره عقد �إداريا ,هذا ف�ضال
على �أن عقد الكراء املذكور يندرج �ضمن عقود الكراء العادية التي تطبق يف �ش�أنها قواعد القانون اخلا�ص.
-قرار عدد � 350صدر عن حمكمة اال�ستئناف االدارية بالرباط بتاريخ 2007/05/30يف ملف عدد ،06/06/04
قرار غري من�شور.
331قرار عدد � 1/2812صدر بتاريخ 2007/05/31يف ملف عدد ،06/4233من�شور مبجلة املحاكم املغربية،عدد ،115
ال�سنة � 2008ص 136 .وما يليها.
19 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
للنقل ال يحكمها ظهير 24ماي ،1955لأن الحماية التي يكفلها الظهير للمكترين تتطلب
وجود من�ش�آت من مواد �صلبة قارة ومتينة ،فالحماية ال تمتد �إلى الأك�شاك �أو البنايات التي
ي�سهل فكها �أو نقلها.
ومن ثم ف�إن مجال تطبيق قانون رقم 49-16ينح�صر فقط على العقارات الثابتة التي
تعود ملكيتها لجماعة ترابية وغير مر�صودة لمنفعة عامة ،و�أن يقع االتفاق حين التعاقد على
ا�ستغاللها ل�ش�ؤون تجارية �أو �صناعية �أو حرفية وهو االتجاه الذي �أيدته محكمة اال�ستئناف
بالرباط32حينما �أكدت على �أنه «يحق لق�ضاة الواقع �أمام اتفاقية �سميت باتفاقية كرائية
مانحة حق االنتفاع بجزء من الملك للبلدية �أن يعيدوا لهذه االتفاقية خا�صيتها الحقيقية
والقانونية ،و�أن هذا الملك قابل للكراء ح�سب مقت�ضيات الت�شريع الجاري به العمل والتي
تعطي للدولة �أو للبلدية وحدها حق منح رخ�ص االحتالل بطريقة عار�ضة وقابلة للف�سخ،
ال�شيء الذي يكون معه التاجر وتنفيذا لعقد الكراء التجاري الذي يربطه مع الجماعة
المحلية متمتعا بمزية الأ�صل التجاري متى ثبت �شروطه وعنا�صره ،الأمر الذي يك�سبه الحق
في الكراء ك�أهم عن�صر من عنا�صر الأ�صل التجاري.
كما �أن الم�ؤ�س�سات العمومية التابعة للدولة يمكن لها �أن تقوم بكراء بع�ض عقاراتها
كذاك للخوا�ص ،فالف�صل الثاني من ظهير 24ماي 1955الملغى كان يخ�ضع وعلى غرار ما
جاء به قانون رقم 49-16عقود كراء العقارات التابعة للم�ؤ�س�سات العمومية لنطاق تطبيقه
�سواء كانت هاته الم�ؤ�س�سات العمومية تقوم بعمل تجاري �أو �صناعي �أو حرفي 33ما لم ترد
اال�ستثناءات الم�شار �إليها والتي ورد الن�ص عليها في الف�صل 40من الظهير المذكور.
وبالرجوع �إلى العمل الق�ضائي نجده �أقر وفي العديد من �أحكامه ب�أحقية مكتري محل
تابع لم�ؤ�س�سة عمومية في اكت�سابه الحق في الكراء ،ففي حكم �صدر عن المحكمة االبتدائية
ب�أكادير 34اعتبرت فيه «�أن ترخي�ص مكتب ا�ستغالل الموانئ بمقت�ضى عقد االحتالل الم�ؤقت
332قرار �أورده �سمري ايت �أرجدال يف مقاله :تطبيق ظهري 24ماي 1955على امللك اجلماعي ,من�شور مب�ؤلف تدبري
الأمالك اجلماعية وتنمية الر�صيد العقاري للجماعات املحلية� ,أعمال اليوم الدرا�سي الذي نظمه مركز الدرا�سات
القانونية املدنية والعقارية بكلية احلقوق مبراك�ش وبلدية املنارة جليز ,ال�سبت 09فرباير ,2002الطبعة الأوىل ،ال�سنة
� ،2003ص.91.
333حفو �سليمان :ميدان تطبيق عقد الإيجار يف نطاق تطبيق ظهري 24ماي ,1955مرجع �سابق� ,ص.161.
334حكم �صدر عن املحكمة االبتدائية ب�أكادير حتت عدد 97/279يف ملف عدد ،96/661من�شور مبجلة املحامي ,عدد
،34ال�سنة � ،1997ص 158 .وما يليها.
جواد الرفاعي 20
للملك العمومي لمنتفع ما بت�شييد بنايات ق�صد ممار�سة ن�شاط تجاري ،وذلك خارج منظومة
الم�صلحة العامة يجعل هذه الأخيرة خا�ضعة لأحكام ظهير 24ماي .1955
غير �أننا لم ن�ست�سيغ ما ذهبت �إليه بع�ض المحاكم التجارية ،حين ق�ضت ولو �ضمنيا
باكت�ساب الحق في الكراء لمكتري العقار تابع للدولة ،ومن دون �أن تتحرى �أو تبحث فيما
�إذا كان ذلك العقار مخ�ص�صة لمنفعة عامة �أم ال ،ففي حكم �صدر عن المحكمة التجارية
بمراك�ش 35ق�ضت بموجبه بق�سمة �أ�صل تجاري �أ�س�س على عقار تابع للمحطة الطرقية ببني
مالل وبيعه بالمزاد العلني.
فالظاهر من حيثيات الحكم الم�شار �إليه �أعاله� ،أنه لم يتم �إدخال المحطة
الطرقيـ ـ ـ ـ ــة كطرف معني في الخ�صومة ،غير �أنه وح�سب تقديرنا ف�إنه وفي حالة ما
�إذا تم الط ـ ـ ــعن بتعر�ض الغير الخارج عن الخ�صومة من طرف ممثل المحطة الطرقية
للم�سافرين ،نظرا لوجود م�صلحة له في النزاع ،وما قد يثير من دفوع جديا وذلك
من قبيل التم�سك بكون �أن الكراء المن�صب على العقار مو�ضوع النزاع مر�صود لمنفعة
عام ــة ،وال يت�أتـ ـ ـ ــى لم�ستغلـ ـ ــه اكت�ساب �أي حق في الكراء ،ف�إنه �سيتم �إلغاء الحكم
الإبتدائي ال محالة.
الفقرة الثانية :الحاالت الخا�صة.
�أخ�ضع الم�شرع المغربي �أماكن تمار�س فيها �أن�شطة لي�س بطبيعتها �أن�شطة تجارية� ضمن
نطاق تطبيق قانون رقم 49-16كما هو ال�ش�أن بالن�سبة لم�ؤ�س�سات التعليم الخ�صو�صي
(�أوال) والتعاونيات التي تمار�س �أن�شطة تجارية (ثانيا) والم�صحات والم�ؤ�س�سات المماثلة
لها (ثالثا) والن�شاط ال�صيدلي والمختبرات الخا�صة (رابعا).
335حكم رقم � 709صدر بتاريخ ،2016/03/23يف ملف عدد ،2015/8214/501حكم غري من�شور.
21 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
بالن�سبة للكتاتيب القر�آنية ،بحيث جاء في قرار �صدر عن المجل�س الأعلى�« 40أن عقود كراء
الأمالك �أو الأماكن التي ت�شغلها كل م�ؤ�س�سة من م�ؤ�س�سات التعليم تطبق عليها مقت�ضيات
ظهير 24ماي ،1955والطاعن ظل في المرحلتين ي�ؤكد على �أن المحل مو�ضوع النزاع
ي�ستغل لتعليم القراءة والكتابة للأطفال وحفظ �آيات من القران الكريم ،مما يجعل مو�ضوع
الكراء يدخل في حكم الفقرة الثانية من الف�صل الثاني بظهير 24ماي .»1955
ولقد لقي القرار المذكور �أعاله انتقادا وا�سعا من لدن الفقه ،41ون�سوق حيثياته على
عالته كما ورد «�إن التعليم يعد مجاال من مجاالت القانون المدني �سواء �أ كان تعليما ر�سميا
�أو تعليما حرا ،ولهذا يكون معنى عبارة �أي�ضا الواردة في الن�ص �أن �أحكام الظهير كما تطبق
على الأعمال التجارية تطبق كذلك على محالت التعليم بمقت�ضى ن�ص خا�ص.
غير �أن التعليم المعني هنا قطعا ،هو التعليم الحر �شريطة �أن يمار�س في �إطار م�ؤ�س�سة،
حيث يكون هناك برنامج ور�أ�سمال وعمال وجهاز �إداري ،فا�شتراط ممار�سة التعليم الحر
في �إطار م�ؤ�س�سة ي�ستبعد �إذا كراء محالت الكتاتيب القر�آنية.
لكن وبالرغم من �أهمية هذا التعليل ،ف�إننا ال نتفق معه جزئيا ،على اعتبار �أنه يمكن �أن
يمار�س تعليم وتلقين القراءة والكتابة وحفظ �آيات من القران الكريم في �إطار م�ؤ�س�سة �أو
مقاولة ،و�سندنا في ذلك هو �أن الم�شرع المغربي ومن خالل قانون رقم 49-16ارتكز على
معيار الم�ؤ�س�سة �أو المقاولة في بع�ض الأحيان �إلى جانب معيار الن�شاط التجاري لتطبيق
مقت�ضيات هذا القانون.
غير �أن هذا ال يعني قطعا �أن الكتاتيب القر�آنية متى كانت بنيتها على �شكل م�ؤ�س�سة
�ستخ�ضع لقانون رقم ،49-16لكون �أن مقت�ضيات الفقرة الخام�سة من المادة الأولى جاءت
�صريحة حينما قيدت نطاق تطبيق القانون المذكور على العقارات �أو المحالت التي تزاول
فيها م�ؤ�س�سات التعليم الخ�صو�صي ال غير ،وهو ما ين�سجم �أي�ضا عما جاء به قانون رقم
06.00حينما ن�ص على �أنه ال تطبق �أحكام هذا القانون �أي النظام اال�سا�سي لم�ؤ�س�سات
التعليم الخ�صو�صي على الكتاتيب القر�آنية .42
440قرار رقم � 515صادر عن املجل�س الأعلى يف ملف 89/362بتاريخ ,1991-02-20من�شور مبجلة الإ�شعاع ،العدد
اخلام�س ,ال�سنة الثالثة ،يونيو � 1991ص.93.
� 441أحمد عا�صم :احلماية القانونية للكراء التجاري ,دار الن�رش املغربية الدار البي�ضاء ,الطبعة الأوىل ،ال�سنة ،1988
�ص.31.
442ينظر �إىل املادة 32من قانون 06.00املتعلق بالنظام الأ�سا�سي مل�ؤ�س�سات التعليم اخل�صو�صي.
23 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
وبالرجوع �إلى العمل الق�ضائي نجد �أنه لطالما �أخ�ضع عقود كراء العقارات التي ت�ستغل
فيها م�ؤ�س�سات التعليم ن�شاطها لنطاق تطبيق ظهير 24ماي 1955الملغى ،بحيث جاء في
قرار �صدر عن المجل�س الأعلى�« 43أن معهد االعالميات والن�شر يعتبر م�ؤ�س�سة تعليمية،
والمحكمة التي اعتبرته غير خا�ضع لظهير ،1955مع �أن الف�صل الثاني من الظهير المذكور
ين�ص على �أنه تطبق على عقود كراء الأمالك التي ت�شغلها كل م�ؤ�س�سة تعليمية تكون قد
خرقت الف�صل المذكور.
�أما على م�ستوى محاكم المو�ضوع ،ف�إنها بدورها �سايرت حرفية الن�ص القانوني القا�ضي
ب�إخ�ضاع عقود كراء العقارات التي تمار�س فيها م�ؤ�س�سات التعليم ن�شاطها لنطاق تطبيق
قانون الأكرية التجارية ،بحيث جاء في حكم �صادر عن المحكمة االبتدائية بالدار البي�ضاء»44
�أن �إنهاء عقود كراء المحالت التي تتواجد بها م�ؤ�س�سات تعليمية تخ�ضع لمقت�ضيات ظهير
24ماي 1955الذي يحدد الم�سطرة الواجبة الإتباع – نعم .
وي�ستبان مما ذكر �أعاله �أن الم�شرع المغربي �أخ�ضع عقود كراء العقارات التي ت�شغلها
م�ؤ�س�سات التعليم لنطاق تطبيق قانون رقم 49-16ا�ستنادا �إلى معيار الم�ؤ�س�سة �أو المقاولة
من جهة ،ومن جهة ثانية احتكاما �إلى عن�صر الم�ضاربة والربح ،وما يزكي وجهة نظرنا
هاته ،هو �أن الق�ضاء 45بدوره اعتبر �أن ن�شاط م�ؤ�س�سة التعليم الخا�ص يقوم على الم�ضاربة
من �أجل تحقيق الربح ب�صورة اعتيادية واحترافية ،الأمر الذي يكت�سي �صفة تاجر طبقا
لمقت�ضيات المادة 6و 7من مدونة التجارة.
443قرار عدد � 1785صدر بتاريخ 1994-05-18يف ملف مدين عدد ،93/1912من�شور مبجموعة قرارات املجل�س
الأعلى ,املادة التجارية � ،1997-1970ص 123 .وما يليها.
444حكم حتت عدد � 242صدر بتاريخ ،2010-01-20يف ملف عدد ,2004-3879من�شور باملجلة املغربية للدرا�سات
القانونية والق�ضائية ،العدد � ،3ص 359 .وما يليها.
-ينظر يف هذا ال�صدد �أي�ضا :
حكم �صدر عن املحكمة االبتدائية بالرباط يف 16يوليوز 1961والذي جاء يف حيثياته :
�أنه تطبق مقت�ضيات ظهري 24ماي 1955على عقود الكراء الأمالك �أو الأماكن التي ت�شغلها جميع امل�ؤ�س�سات التعليمية,
و�أن ا�ستعمال جزء من الأماكن ككني�سة ( معبد اليهود ) غري م�ؤثر.
-حكم نقله ابراهيم زعيم وحممد فركت ،مرجع �سابق� ،ص،215.
445قرار �صادر عن حمكمة اال�ستئناف التجارية بفا�س رقم 203بتاريخ 1998-12-14يف ملف عدد ,98/335من�شور
مبجلة املحاكم املغربية ،عدد مزدوج ,127-126ال�سنة � ،2010ص 331.وما يليها.
-ينظر يف هذا ال�صدد �أي�ضا :
-قرار رقم � 689صدر عن املجل�س الأعلى� ,أورده الطيب بن ملقدم يف مقاله حتت عنوان :حول الواقع العملي مليدان
تطبيق ظهري 24ماي ,1955من�شور مبجلة رحاب املحاكم ,العدد ,9ال�سنة � ,2010ص.31.
جواد الرفاعي 24
�أما بخ�صو�ص الت�شريع الفرن�سي ،46نجد �أنه بدوره �أخ�ضع عقود كراء العقارات التي
ت�ستغل فيها الم�ؤ�س�سات التعليمية ب�شتى �أنواعها لممار�سة ن�شاطها التربوي والتعليمي
لنطاق تطبيق القانون التجاري ،وهو نف�س الأمر الذي كر�سه العمل الق�ضائي الفرن�سي،
ففي قرار �صدر عن محكمة النق�ض الفرن�سية ،47اعتبرت فيه �أن قيام م�ؤ�س�سة بدورات
تدريبية وم�ستر�سلة لفائدة بع�ض الأ�شخا�ص ق�صد تعليمهم فن الغو�ص وال�سباحة ،وح�صول
م�ؤ�س�سيها على �شهادة تخول لهم ذلك ،يجعل عقد الكراء المن�صب على هذا العقار يكت�سي
�صبغة الكراء التجاري.
48
ثانيا :عقود كراء الأماكن التي تزاول فيها التعاونيات ن�شاطا تجاريا
�إن التعاونية 49تعتبر جماعة تت�ألف من �أ�شخا�ص طبيعيين اتفقوا �أن ينظم بع�ضهم �إلى
بع�ض لإن�شاء مقاولة تتيح لهم تلبية حاجياتهم االقت�صادية واالجتماعية ،50وتدار 51وفق
القيم والمبادئ الأ�سا�سية للتعاون المتعارف عليها.
ومن خالل هذا التعريف يت�ضح �أن الغر�ض من �إحداث تعاونية ما يجب �أن يرتبط
بحاجيات الأع�ضاء المتعاونين �أ�سا�سا وذلك وفق مبادئ 52و�ضوابط ت�شكل العن�صر الأ�سا�سي
في تحديد هويتها ،ومن دون ا�ستهداف الح�صول على الربح المادي الذي يعتبر المحدد
الجوهري للتفرقة بين التعاونية وال�شركة التجارية.
446ينظر �إىل املادة 26من القانون التجاري الفرن�سي والتي عدلتالتي عدلت مبقت�ضى املادة االوىل من قانون ،2014/626
ال�صادر بتاريخ ،2014-10-26ينظر �إىل املادة .2-145
47. Arrêt du Cour de cassation .Chambre civile .3/01/2013.N .12-21-775 .publié in www.
legifrance.gouv.fr. Le 05/04/2018.
448للإ�شارة ف�إن ال�صيغة التي مت التوافق عليها مع جلنة العدل والت�رشيع وحقوق الإن�سان مبجل�س امل�ست�شارين حول مقرتح
القانون املتعلق بالعقارات �أو املحالت املخ�ص�صة لال�ستعمال التجاري �أو ال�صناعي �أو احلريف ( �صيغة 22ابريل )2015
مت الإقرار فيها ب�أن التعاونيات التي �ستخ�ضع ملقت�ضيات هذا القانون هي فقط التعاونيات التي متار�س ن�شاطا جتاريا
ولي�س جميع التعاونيات مبختلف �أ�صنافها.
449يعترب قانون 112-12الإطار القانوين املنظم للتعاونيات والذي �صدر ب�ش�أن تنفيذه ظهري �رشيف رقم 1.14.189
�صادر يف 27حمرم 21 ( 1436نونرب .)2014من�شور باجلريدة الر�سمية عدد � 6318ص ،8481 .ال�صادرة بتاريخ
� 25صفر 18 ( 1436دي�سمرب )2014
550ينظر �إىل املادة الأوىل من قانون رقم 112-12املتعلق بالتعاونيات.
551ملعرفة قواعد ت�سيري التعاونيات ينظر يف هذا ال�ش�أن �إىل املادة الأوىل من املر�سوم رقم 2.15.617ال�صادر بتاريخ 24
من جمادى الثانية 24 (1437مار�س )2016بتحديد قواعد تنظيم وت�سيري التعاونيات ,اجلريدة الر�سمية عدد 6455
بتاريخ 3رجب � 11 ( 1437أبريل � )2016ص.3031 .
552من بني هذه املبادئ نذكر :امل�شاركة والت�ضامن االجتماعي واال�ستقاللية والدميقراطية وحتديد املكاف�أة على ر�أ�س املال.
-للمزيد من التو�سع يف هذا املجال ,يراجع بهذا ال�صدد:
� -أحمد فتح الله :تعريف التعاونية ,مبادئها و�أهدافها وخ�صائ�صها ,مقال من�شور مبجلة املرافعة ,العدد 12ال�سنة
� ،2002ص 64 .وما يليها.
25 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
وبالرجوع �إلى المقت�ضيات القانونية المنظمة للكراء التجاري نجد �أن الم�شرع المغربي
ومن خالل قانون رقم � 53 49-16أخ�ضع عقود كراء العقارات �أو المحالت التي تمار�س فيها
التعاونيات ن�شاطها التجاري لنطاق تطبيقه عك�س ما كان معمول به في ظل ظهير 24ماي
1955الملغى والذي لم ي�شر �صراحة �إلى �إخ�ضاع هذا النوع من العقود لمقت�ضياته.
والمالحظ �أن الم�شرع �أدرج هذه العقود �ضمن نطاق تطبيق قانون رقم 49-16ا�ستنادا
�إلى معيار الن�شاط التجاري ،بمعنى �أنه متى كانت التعاونيات ال تمار�س ن�شاطا تجاريا ،ف�إنه
والحالة هاته ال يمكن �إخ�ضاع العقار �أو المحل المزاول فيه ن�شاطها المدني لقان ــون رقم
،49-16وثانيا احتكاما �إلى معيار الم�ؤ�س�سة �أو المقاولة وهذا ما ين�سجم مع التعريف الذي
�آتى به قانون رقم 112-12المتعلق بالتعاونيات حينما ن�ص على �أن التعاونية تت�ألف من
�أ�شخا�ص اتفقوا لإن�شاء مقاولة 54تتيح لهم تلبية حاجياتهم االقت�صادية واالجتماعية.
وانطالقا مما �سبق بيانه ،يمكن القول �أن الم�شرع اعتمد على معيار الن�شاط التجاري
لإخ�ضاع عقود كراء العقارات التي تزاول فيها التعاونيات ن�شاطها التجاري لنطاق تطبيق
قانون رقم 49-16مفتر�ضا حكما �أن هذه التعاونيات تحقق نوعا من الربح ،غير �أن هذا
الطرح ال ين�سجم عما ما جاء به كتاب �أ�صدرته وزارة العدل ل�شرح مقت�ضيات قانون رقم
55 49-16وذلك حينما اعتبرت في �إحدى �صفحاته على �أنه «ب�إخ�ضاع �أن�شطة التعاونيات
لهذا القانون والتي تمار�س ن�شاطا تجاريا ،ال يعني بال�ضرورة �أن التعاونيات تكت�سب �صفة
التاجر لكون ن�شاطها ال يهدف �إلى تحقيق الربح وال تعتمد على نية الم�ضاربة.
وهو ال�شيء الذي ال نتفق معه على اعتبار �أن الواقع العملي �أظهر نوع من التعاونيات
يكون ن�شاطها هو ن�شاط تجاري في الأ�صل يهدف م�ؤ�س�سيها �أن يكون ن�شاطا مربحا وم�صدرا
للدخل ،وهو ما جعل الم�شرع من خالل قانون رقم 112-12وعي هذه الممار�سة ،فف�سح
المجال �أمام �أع�ضاء التعاونية �إلى تحويلها �إلى �شركة تجارية وذلك ح�سب ما ن�صت عليه
المادة 80من نف�س القانون ،56كما �أن الق�ضاء التجاري ا�ستقر على مبد�أ �أ�سا�سي مفاده �أنه
553ينظر �إىل الفقرة الثانية من املادة الأوىل من قانون .49-16
554ما ينبغي الإ�شارة �إليه �أنه يف ظل القانون القدمي رقم 83-24املنظم للتعاونيات كان امل�رشع قد ا�ستعمل عبارة �إن�شاء
م�رشوع بني الأع�ضاء امل�ؤ�س�سني للتعاونية ,يف حني �أنه يف ظل القانون اجلديد رقم 112-12ا�ستعمل م�صطلح املقاولة
عو�ض امل�رشوع ,وذلك حتى يتم تقنني القطاع وفق تدابري واليات كتلك التي حتكم املقاوالت من قبيل وجود موارد
ب�رشية ومالية وتنظيمية.
555ينظر يف هذا ال�ش�أن �إىل كتاب �أ�صدرتها وزارة العدل لتقدمي �رشوحات يف قانون � 49-16ص.29.
556ن�صت الفقرة الأوىل من املادة 80من قانون 112-12املتعلق بالتعاونيات على �أنه :يجوز للتعاونية �أن تتحول �إىل
�رشكة كيفما كان �إطارها القانوين ،ويتعني �إ�شعار ال�سلطة احلكومية املكلفة باالقت�صاد االجتماعي مب�رشوع التحويل.
جواد الرفاعي 26
متى مور�ست الأن�شطة في �شكل �شركة على �سبيل الم�ضاربة وتحقيق الربح تكت�سب ال�صفة
التجارية ،57وعليه ف�إذا وجد ن�شاط تجاري ممار�س ،ف�إن عن�صر الربح يتحقق فعليا ،وال
يمكن ت�صور وجود ن�شاطا تجاريا مزاول بعقار ما ال ي�سعى �صاحبه �إلى عدم الم�ضاربة فيه.
فنعتقد جازمين �أن �أهداف التعاونية �أ�صبحت ال تقت�صر فقط على ت�شجيع الروح التعاونية
لدى �أع�ضاءها وتح�سين جودة المنتجات التي تقدمها �إليهم ،و�إنما �أ�صبح الأمر يتعدى ذلك
بكثير على اعتبار �أن هناك تحايل من لدن م�ؤ�س�سي التعاونيات ،بحيث �أ�صبح هاج�سهم هو
تحقيق �أرباح مهمة ومن دون �أن تدخل تلك المداخيل في حكم الواقعة المن�شئة لل�ضريبة.
58
ثالثا :عقود كراء الأماكن التي تزاول فيها الم�صحات والم�ؤ�س�سات المماثلة لها ن�شاطها
تعتبر الم�صحة 59من�ش�أة طبية لتقديم الرعاية ال�صحية ،تت�ألف من مجموعة من العيادات
التي تعمل ب�صفة �أ�صلية �أو م�ستمرة في معالجة المر�ضى تحت �إ�شراف طبي.
ولما كان مجال هاته الم�صحات الطبية والم�ؤ�س�سات المماثلة لها 60هي تقديم خدمات
اجتماعية وارتباطها ب�شكل ل�صيق بحياة الأفراد ،ف�إنه كان لزاما على الم�شرع �أن ي�ضفي
حماية خا�صة على العقارات التي تزاول فيها هذه الم�صحات 61وما في حكمها ن�شاطها،
وذلك حتى ال تواجه من طرف المكري مالك العقار بعدم رغبته في تجديد العقد وبالتالي
ف�سخه ،مما �سي�ؤدي ال محالة �إلى عرقلة عملها اال�ست�شفائي والطبي.
557قرار رقم � 863صدر عن حمكمة اال�ستئناف التجارية بفا�س بتاريخ 2002-06-06يف ملف عدد 665/02من�شور
مبجلة املحاكم املحاكم املغربية ،عدد مزدوج � ،127-126ص.330 .
558ينظم هذا القطاع قانون 131-13املتعلق مبزاولة مهنة الطب الذي �صدر بتنفيذه ظهري �رشيف رقم � 1.15.26صادر يف
29من ربيع الأول 19 ( 1436 ،فرباير )2015املن�شور باجلريدة الر�سمية عدد � 6342ص،1607.ال�صادرة بتاريخ
21جمادى الأوىل 12 ( 1436مار�س .)2015
559ن�صت املادة 59من قانون 131-13املتعلق مبزاولة مهنة الطب على �أنه ‘ يراد يف مدلول هذا القانون بامل�صحة� ،أيا
كان الإ�سم املطلق عليها �سواء كان الغر�ض منها حتقيق الربح �أم ال ،كل م�ؤ�س�سة �صحية خا�صة تهدف �إىل تقدمي خدمات
الت�شخي�ص والعالج للمر�ضي واجلرحى والن�ساءاحلوامل �أو باملخا�ض يف �إطار اال�ست�شفاء طوال املدة التي ت�ستدعيها
حالتهم ال�صحية� ،أو تقوم بتقدمي خدمات تتعلق ب�إعادة ت�أهيلهم ،ويجوز للم�صحة �أي�ضا امل�ساهمة يف “م�صلحة اال�ستعجال
الطبي”وفقا للن�صو�ص الت�رشيعية و التنظيمية اجلاري بها العمل يف جمال تنظيم العالجات.
660ن�صت الفقرة الثانية من املادة 52من نف�س القانون على �أنه :تعترب م�ؤ�س�سات مماثلة للم�صحة من �أجل تطبيق �أحكام
هذ القانون والن�صو�ص ال�صادرة بتطبيقه وي�شار �إليها يف باقي �أحكام القانون بامل�صحة :مراكز ت�صفية الدم ،ومراكز
�أمرا�ض الدم ال�رسيرية ،ومراكز العالج الإ�شعاعي ،ومراكز العالج الإ�شعاعي املو�ضعي ،ومراكز العالج
الكيميائي ،ومراكز الق�سطرة ،ومراكز النقاهة �أو �إعادة الت�أهيل ومراكز اال�ستحمام من �أجل العالج و�أي م�ؤ�س�سة
�صحية خا�صة ت�ستقبل املر�ضي لال�ست�شفاء.
661جتدر الإ�شارة �أن م�رشوع القانون املتعلق بامل�صحات كان قد ا�ستعمل �صيغة امل�صحات اخل�صو�صية ,ويف قراءة �أوىل
ملجل�س النواب مت تعديل ال�صيغة و�إيراد م�صطلح امل�صحات اخل�صو�صية وما يجري يف حكمها ,ويف قراءة ثانية ملجل�س
النواب مت االهتداء �إىل اعتماد �صيغة امل�صحات وامل�ؤ�س�سات املماثلة لها.
27 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
وبالرجوع �إلى مقت�ضيات الفقرة ال�سابعة من المادة الأولى من قانون رقم 49-16نجد
�أنها �أخ�ضعت وعلى عك�س الظهير الملغى لنطاق تطبيقه عقود كراء العقارات �أو المحالت
التي تمار�س فيها الم�صحات والم�ؤ�س�سات المماثلة لها ن�شاطها .62
وقد يثار الت�سا�ؤل حول �سبب �إقحام الم�شرع المغربي لهاته العقارات التي يزاول فيها
الأطباء �أن�شطتهم �ضمن نطاق تطبيق هذا القانون ،والحال �أن الأطباء ي�ستعملون مجهودا
يدويا ،وبالتالي ف�إنهم يظلون خا�ضعين لمقت�ضيات قانون رقم 12-67المتعلق بكراء
الأماكن المعدة لل�سكنى �أو لال�ستعمال المهني �ش�أنهم في ذلك �ش�أن المحامين والمفو�ضين
الق�ضائيين والموثقين وغيرها من الأن�شطة المهنية ؟
للإجابة عن هذا الت�سا�ؤل يقت�ضي الأمر �أوال معرفة المعيار الذي ا�ستند عليه الم�شرع
لإخ�ضاع هذا النوع من العقود لنطاق تطبيق قانون رقم .49-16
�إن الم�شرع المغربي قد ا�ستند على معيار الم�ؤ�س�سة �أو المقاولة من جهة لإخ�ضاع هذه
العقود لنطاق تطبيق قانون الأكرية التجارية ،ومن جهة ثانية احتكم �إلى معيار الم�ضاربة
والربح ،وذلك عك�س ما كان من�صو�ص عليه بظهير 24ماي 1955الملغى ،63والذي تمت
ترجمته من اللغة الفرن�سية �إلى اللغة العربية ترجمة خاطئة ،حينما ارتكز على نظرية
الأعمال التجاري بالأ�سا�س كمعيار لإخ�ضاع بع�ض عقود الكراء لنطاق تطبيقه.
وعليه ف�إن مهنة الطب يمكن اعتبارها مهنة تجارية تتميز بعن�صر الم�ضاربة وتحقيق
الربح ،فالم�ضاربة باعتبارها ال�سعي �أو التهافت على تحقيق االرباح 64تتفق مع طبيعة
التجارة ،بل تعتبر من �أهم عنا�صرها ،فالطبيب ومتى اكت�سب �صبغة تجارية با�ستغالله
� 662إن ال�صياغة املطلقة لعبارة امل�ؤ�س�سات املماثلة لها �أي للم�صحات ,جاءت مطلقة على اعتبار �أنه �أحيانا ي�صعب ح�رص
جوامع الكلم للتعبري عن جمموعة من امل�ؤ�س�سات ،وكذلك حتى ال يقع تناق�ض بني ما نظمه الن�ص العام والن�ص
اخلا�ص ,ف�أحيانا يكون الن�ص العام عادة ما يحيل على مقت�ضيات مت�ضمنة بن�ص خا�ص ,ف�إذا افرت�ضنا �أنه مت تعديل
بع�ض املقت�ضيات بالن�ص اخلا�ص ف�إننا �سنكون �أمام تناق�ض يف الإحالة
663يالحظ �أن ظهري 24ماي 1955امللغى مل يخ�ضع العقارات �أو املحالت التي يزاول فيها الطبيب مهنته لنطاق تطبيقه،
وهو ما انعك�س على العمل الق�ضائي ,بحيث جاء يف قرار �صادر عن حمكمة اال�ستئناف بالدار البي�ضاء «�إن مهنة الطب
غري جتارية لأنها ال تتميز بعن�رص امل�ضاربة وحتقيق الربح ,ومن ثم ال ي�سوغ �إعمال مقت�ضيات ظهري 24ماي 1955
وتفويت حمل للبيع للغري لإنعدام عنا�رص الأ�صل التجاري».
-قرار رقم 70بتاريخ 1982/01/19يف ملف عدد ،83 /2360من�شور مبجلة رابطة الق�ضاة عدد � ،5.4سنة ،1985
�ص.124 .
� 664أحمد �شكري ال�سباعي :الو�سيط يف القانون التجاري ,اجلزء الأول ,دار الن�رش واملعرفة الرباط ،طبعة � ،1983ص.
.243
جواد الرفاعي 28
مهاراته وخبراته الفنية وال�صناعية ،ف�إنه تبعا لذلك يعد بائعا لخدمته للجمهور ،فهو
ي�ضارب من �أجل فائدة �أو ك�سب من الزبائن.65
ومن تم يمكن ت�صور تطبيق القواعد القانونية المتعلقة بالكراء التجاري على عقد
الكراء الرابط بين م�صحة طبية وبين مكري مالك للعقار ،ال �أن يتم تطبيق القواعد العامة
�أو الن�صو�ص الخا�صة كما هو ال�ش�أن بالن�سبة لقانون 12-67المتعلق بالمحالت المعدة
لل�سكنى �أو باال�ستعمال المهني.
وعالوة على ذلك ،ف�إنه وبالرجوع �إلى قانون رقم 131.18المتعلق بمهنة الطب 66نجد
�أنه ن�ص �صراحة على �إمكانية �أن تكون الم�صحة في ملكية �شخ�ص ذاتي �أو في ملكية �شركة
تجارية �أو �شخ�ص اعتباري خا�ضع للقانون الخا�ص ،ومن ثم ف�إنه ال يعقل �أن ن�ستثني عقار
تزاول فيه م�صحة ن�شاطها تعود ملكيتها ل�شركة تجارية من نطاق تطبيق قانون رقم 49-16
المتعلق بالأكرية التجارية وما في حكمها.
فالم�شرع �أخ�ضع عقود كراء العقارات التي تزاول فيها الم�صحات �أو الم�ؤ�س�سات المماثلة
لها ن�شاطها لنطاق تطبيق قانون رقم 49-16م�ستندا في ذلك على معيارين� ،أولهما احتكاما
�إلى عن�صر الم�ضاربة والربح �إذا كانت الم�صحة تعود ملكيتها ل�شخ�ص ذاتي ،وارتكازا على
معيار الم�ؤ�س�سة �إذا كانت الم�صحة تعود ملكيتها ل�شركة تجارية ،وما يزكي طرحنا هذا هو
ما ق�ضت به محكمة اال�ستئناف التجارية بفا�س ،67حينما اعتبرت «�أنه يعد عمل الطبيب
تجاريا �إذا كان يدير م�ست�شفى �أو م�صحة وي�ضارب على �إيواء المر�ضى و�إطعامهم ب�صورة
تجعل من هذه الم�ضاربة المو�ضوع الأ�سا�سي للم�ؤ�س�سة كما هو ال�ش�أن في دور النقاهة التي
يقيمها بع�ض الأطباء ،بحيث ت�صبح الإر�شادات الطبية والعالج ذات �أهمية ثانوية تابعة
لمجموعة من الخدمات العامة والأ�سا�سية التي ي�ستهدف الطبيب تقديمها للمري�ض.
رابعا :عقود كراء الأماكن التي يزاول فيها الن�شاط ال�صيدلي والمختبرات الخا�صة
ت�صطلح كلمة �صيدلي على كل �شخ�ص مخت�ص في علم الأدوية ،والذي يتمثل دوره في
�صرف الأدوية المكتوبة في الو�صفات الطبية ال�صادرة عن الأطباء المخت�صين ،مع مراجعة
� 665أحمد ادريو�ش :تولية كراء املحالت املهنية ,مقدمات حول قرار حمكمة اال�ستئناف ,مقال من�شور مبجلة امللحق
الق�ضائي ,العدد 21ال�سنة � ،1989ص.7
666ينظر يف هذا ال�ش�أن �إىل املادة 60من قانون 131-13املتعلق مبزاولة مهنة الطب.
667قرار عدد � 423صدر بتاريخ 1999/04/12يف ملف عدد ،99/87قرار غري من�شور.
29 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
68
وتحديد الطرق ال�صحيحة ال�ستخدامها وتبيان �آثارها الجانبية داخل م�ؤ�س�سة �صحية
ت�سمى ح�سب مدلول قانون رقم 17.04بال�صيدلية.69
وبالرجوع �إلى مقت�ضيات المادة 61من القانون المذكور �أعاله ،70نجد �أنها ن�صت وب�شكل
وا�ضح على �أن جميع المحالت التي تمار�س بها ال�صيدليات تخ�ضع لأحكام الظهير ال�شريف
ال�صادر في � 2شوال 24(1374ماي ،)1955وهو ما كر�سه �أي�ضا قانون رقم 49-16المتعلق
بكراء العقارات �أو المحالت المخ�ص�صة لال�ستعمال التجاري �أو ال�صناعي �أو الحرفي
حينما ن�ص في فقرته الرابعة على �سريان �أحكامه على العقارات �أو المحالت التي يمار�س
فيها الن�شاط ال�صيدلي وما في حكمه.
والمالحظ �أن الم�شرع المغربي جعل العقارات �أو المحالت المزاول بها مهنة ال�صيدلة
تخ�ضع للقواعد القانونية المنظمة للكراء التجاري ،مما قد يتبادر �إلى �أذهاننا ت�سا�ؤل
جوهري حول المعيار الذي اعتمده الم�شرع لإدخال هذا النوع من العقود �ضمن مقت�ضيات
قانون رقم ،49-16هل احتكاما �إلى مفهوم الم�ؤ�س�سة �أم ا�ستنادا �إلى مفهوم الربح ،و�إذا
�سلمنا �أن هناك ربح محقق من لدن ال�صيدلي ،فيمكن �أن نت�ساءل حينها عن مدى �إمكانية
�إ�ضفاء ال�صفة التجارية على �أعمال مهنة ال�صيدلة من عدمها ؟
�إن م�س�ألة تجارية �أو عدم تجارية �أعمال مهنة ال�صيدلة تتجاذبها مجموعة من االتجاهات
الفقهية ،فهناك اتجاه �أول 71اعتبر �أن مهنة ال�صيدلة تعد تجارية لكونها تقوم على عن�صر
الم�ضاربة وتحقيق الربح ،كما يرى �أ�صحاب هذا االتجاه �أن �أعمال مهنة ال�صيدلة تعد
تجارية ت�أ�سي�سا على قيام م�ؤ�س�سات �صيدالنية في االتجار بالأدوية على نطاق وا�سع كما هو
ال�ش�أن بالن�سبة لم�ستودعات الأدوية و�شركات �إنتاج وتوزيع الأدوية ،في حين يرى اتجاه فقهي
�آخر �أن عمل ال�صيدلي يعتبر عمال مدنيا بطبيعته ،لكونه يعد من قبيل المهن الحرة التي
668يراد بال�صيدلية امل�ؤ�س�سة ال�صحية املخت�صة بالقيام ب�صفة ح�رصية �أو ثانوية بالعمليات امل�شار �إليها يف املادة 30من نف�س
القانون.
669قانون رقم 17.04املتعلق مبدونة الأدوية وال�صيدلة ال�صادر بتنفيذه ظهري �رشيف رقم � 1.06.151صادر يف 30من
�شوال 22( 1427نونرب )2006ن�رش باجلريدة الر�سمية عدد 5480ال�صادرة بتاريخ � ،2006/12/07ص 4223 .وما
يليها.
-للمزيد من التو�سع وفهم ما جاءت به مدونة الأدوية وال�صيدلة ,يراجع يف هذا ال�صدد :
-ر�ضى بلح�سني :قراءة �أولية يف مدونة الأدوية وال�صيدلة ,مقال من�شور مبجلة الق�ضاء والقانون ,عدد ،155ال�سنة
� ،2008ص 190 .وما يليها.
770ينظر �إىل املادة 61من قانون رقم 17.04املتعلق مبدونة الأدوية وال�صيدلة.
771ايهاب عمرو :مهنة ال�صيدلة ,مقال من�شور مبوقعLe 04/06/2017 www. Pulpit.alwatan voice.com :
جواد الرفاعي 30
تقوم على ا�ستغالل الملكات ال�شخ�صية والم�ؤهالت العلمية ،كما �أن ال�صيدلي وعلى الرغم
من ت�سجيله بال�سجل التجاري ،ف�إنه غير ملزم بذلك وال يخوله ذلك �صفة التاجر.
وفي �ضوء ما �سبق ب�سطه �أعاله ،ف�إننا نتفق جزئيا مع االتجاه الثاني وخ�صو�صا في
النقطة التي تمت �إثارتها بخ�صو�ص الت�سجيل في ال�سجل التجاري ،فن�ساير هذا الطرح
على اعتبار �أن م�س�ألة الت�سجيل بال�سجل التجاري بالمغرب ال تعتبر قرينة قاطعة 72على �أن
ال�شخ�ص الم�سجل به يعتبر تاجر بل يمكن �إثبات عك�س ذلك.73
غير �أن هذا المعطى بدوره ال يكفي العتبار �أن مهنة ال�صيدلة هي عمل مدني �صرف ،بل
تعتبر ح�سب تقديرنا عمال تجاريا ،وهو ما نتفق مع ما تم التدليل به من لدن االتجاه الأول،
فن�شاط ال�صيدلي يعتبر عمال تجاريا ولي�س عمال مدنيا ،وحجتنا في ذلك �أن ال�صيدلي
يخ�ضع بدوره لكافة االلتزامات الملقاة على عاتق التجار كم�سك المحا�سبة بانتظام وفق
للت�شريع المتعلق بااللتزامات المحا�سبية ،74وكذلك تطبق في حقه �أحكام الكتاب الخام�س
المتعلقة ب�صعوبات المقاولة 75والمن�صو�ص عليها في مدونة التجارة.
وبالتالي ف�إن مهنة ال�صيدلة تعد تجارية لكونها تقوم على عن�صر الم�ضاربة وتحقيق
الربح ،خ�صو�صا و�أن هناك بع�ض ال�صيدليات تقوم ببيع الأدوية والم�ستح�ضرات الطبية
ب�أثمان �أقل مقارنة مع غيرها من ال�صيدليات ت�أ�سي�سا على فكرة الم�ضاربة ،76وما يزكي
طرحنا هذا هو ا�ستقر عليه العمل الق�ضائي بخ�صو�ص اعتبار ال�صيدلي تاجرا ،ففي قرار
772جاء يف قرار �صدر عن حمكمة اال�ستئناف بالدار البي�ضاء «�أن الت�سجيل بال�سجل التجاري ال يعترب حجة قاطعة يف
مواجهة الغري ,بل جمرد قرينة ب�سيطة قابلة لإثبات العك�س».
-قرار �صدر بتاريخ 1991-07-19يف ملف عدد ،91/1717من�شور مبجلة املحاكم املغربية ،عدد � ،74ص.101 .
773ن�صت املادة 58من مدونة التجارة على �أنه يفرت�ض يف كل �شخ�ص ذاتي �أو اعتباري م�سجل يف ال�سجل التجاري
اكت�ساب �صفة تاجر مع ما يرتتب عنها من نتائج ما مل يثبت خالف ذلك.
774ن�صت املادة 113من قانون رقم 17.04املتعلق مبدونة الأدوية وال�صيدلة على �أنه :مي�سك ال�صيديل حما�سبته وفقا
للت�رشيع املتعلق بااللتزامات املحا�سبية الواجب على التجار العمل بها.
775ن�صت املادة 114من نف�س القانون على �أنه :تطبق على ال�صيدليات �أحكام الكتاب اخلام�س املتعلق ب�صعوبات املقاولة
الواردة يف القانون امل�شار �إليه �أعاله رقم 15.95املتعلق مبدونة التجارة.
776جتدر الإ�شارة �أن هناك بع�ض املحالت �أ�صبحت متار�س نف�س ن�شاط ال�صيديل من بيع الأدوية وم�ستح�رضات الطبية
والتجميلية ما تعرف ب PARAMEDICALالت�سا�ؤل املطروح بهذا ال�صدد هو هل تطبق مقت�ضيات قانون رقم
49-16على هذه املحالت؟
با�ستقرائنا ملنطوق الفقرة الرابعة من املادة الأوىل من نف�س القانون ,يت�ضح �أنه لي�س هناك �أي ا�شارة �إىل هذا النوع من
املحالت لكي نخ�ضعها لنطاق تطبيق قانون رقم , 49-16وهو ال�شيء الذي �سي�ؤدي اىل ت�ضارب يف العمل الق�ضائي
وخ�صو�صا يف م�س�ألة مدى اعتبار هذا التاجر مكت�سبا للحق يف الكراء منذ الوهلة الأوىل قيا�سا على حالة ال�صيالدين
املن�صو�ص عليها يف الفقرة الرابعة من املادة الرابعة من القانون �أعاله.
31 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
�صدر عن محكمة اال�ستئناف بالدار البي�ضاء 77اعتبرت فيه «�أن ال�صيدلي يعتبر تاجرا ،مما
يجعل االخت�صا�ص للمحاكم التجارية».
وعليه ف�إن المقت�ضيات التي جاء بها قانون رقم 49-16وخ�صو�صا تلك المتعلقة ب�إخ�ضاع
عقود كراء العقارات �أو المحالت التي يمار�س فيها ال�صيدلي ن�شاطه لنطاق تطبيقه لي�ست
بالجديدة ،على اعتبار �أن جل المحاكم كانت تخ�ضع هاته العقود لمقت�ضيات ظهير 24ماي
1955الملغى ،و�إن كان لم ي�شير هذا الآخير �إلى ذلك �صراحة و�إنما تم اال�ستناد على الإحالة
الواردة في المادة 61من قانون رقم 17.04المتعلق بالأدوية وال�صيدلة.
ففي قرار �صدر عن المجل�س الأعلى« 78اعتبر فيه �أن ال�صيدلي يملك �أ�صال تجاريا ومن
تم ف�إن �إفراغ المحل المكترى للهدم و�إعادة البناء ،يقت�ضي تعوي�ض ال�صيدلي لمدة توازي
كراء ثالث �سنوات ،وفي قرار �آخر �صدر عن نف�س المجل�س� 79أقر فيه با�ستحقاق ال�صيدلي
لتعوي�ض احتمالي قدره 160.000درهم كتعوي�ض يمثل القيمة الحقيقية لأ�صله التجاري.
غير �أن المالحظ من كال القرارين المذكورين �أنه تم �إيراد م�صطلح �أ�صل تجاري
كذمة �إ�ضافية لل�صيدلي ،وهو ما ال نتفق معه ،على اعتبار �أن المعيار الذي تم اال�ستناد
�إليه لإخ�ضاع ال�صيدلي لمقت�ضيات ظهير 1955الملغى هو معيار الن�شاط التجاري وعن�صر
الم�ضاربة والربح ،فال يمكن القول �أن ال�صيدالني يكت�سب �أ�صال تجاريا ،و�إنما يكت�سب الحق
في الكراء باعتباره عن�صرا من عنا�صر الأ�صل التجاري الذي يمكن �أن ين�ش�أ بمنائ عن
ن�شوء الأ�صل التجاري.
المطلب الثاني :الأماكن غير الخا�ضعة لنطاق تطبيق قانون الأكرية التجارية
بعد �أن بين الم�شرع عقود الكراء الخا�ضعة لمقت�ضيات قانون رقم 49-16عر�ض �إلى
بيان نوعية الأكرية الخارجة عن نطاق هذا القانون ،فقد حددت المادة الثانية منه عقود
الكراء التي ال تخ�ضع بالرغم من �أنها تتعلق بعقارات �أو محالت تمار�س فيها �أن�شطة تجارية،
777قرار �صدر عن حمكمة اال�ستناف بالدار البي�ضاء رقم 1103بتاريخ 1999/07/22يف ملف عدد ،13/1244من�شور
مب�ؤلف احل�سن البوعي�سي ،كرونولوجيا الإجتهاد الق�ضائي يف املادة التجارية ,دار الأمان الرباط ,الطبعة الأوىل,
ال�سنة � 2003ص.67.
778قرار عدد � 803صدر عن املجل�س الأعلى بغرفتني بتاريخ 2005/07/06يف ملف جتاري عدد ،2003/2/3/759
من�شور مبجلة مبادئ القرارات ال�صادرة بهيئة م�شكلة من غرفتني �أو من جميع غرف املجل�س الأعلى ( )2009-1957
الطبعة الأوىل � 2009ص.121.
779قرار �صدر عن حمكمة النق�ض عدد 3/493م�ؤرخ يف 2016/11/16يف ملف جتاري عدد ,2015/3/3/728قرار
غري من�شور.
جواد الرفاعي 32
غير �أنه بالنظر �إلى الطبيعة القانونية للعقارات �أو المحالت التي تمار�س فيها تلك الأن�شطة
�أو بالنظر لعدم توفرها على �أ�صل تجاري بالمعنى القانوني ،فتم ا�ستبعادها من نطاق
تطبيق هذا القانون ،ويتعلق الأمر بعقود كراء العقارات �أو المحالت التابعة لأمالك الدولة
والأمالك الموقوفة (الفقرة الأولى) وعقود كراء بع�ض الحاالت الخا�صة كما هو ال�ش�أن
بالن�سبة لعقود كراء المحالت المتواجدة بالمراكز التجارية وعقود الكراء غير المتوفرة
على المدة القانونية والعقود ال�شفوية وغيرها من الحاالت المنظمة بقوانين م�ستقلة
(الفقرة الثانية).
الفقرة الأولى :عقود كراء العقارات �أو المحالت التابعة لأمالك الدولة
�إن الم�شرع المغربي عمل على �إخراج عقود كراء الأمالك العامة للدولة �أو باقي المرافق
العمومية من نطاق تطبيق قانون الكراء التجاري (�أوال) والأمالك الخا�صة للدولة (ثانيا)
كما ا�ستثنى عقود كراء العقارات �أو المحالت الموقوفة (ثالثا).
�أوال :عقود كراء الأمالك العامة للدولة وباقي المرافق العمومية
يعتبر الملك العام كل عقار تملكه الدولة �أو الجماعات الترابية �أو الم�ؤ�س�سات العمومية
يخ�ص�ص ال�ستعمال الجمهور وللمنفعة العامة،كما يخ�ضع لقانون تحكمه قواعد قانونية
تدخل في �إطار القانون الإداري.
وقد كان هناك خلط كببر بين الأمالك العامة والأمالك الخا�صة للدولة ،بحيث لم
تكن هناك فكرة للتمييز بينهما ،نظرا النعدام المن�ش�آت والمرافق المرتبطة بها لمعرفة ما
هو عام وما هو خا�ص ،80بحيث تعددت المعايير ق�صد تمييز الأمالك العامة عن الأمالك
الخا�صة ،81كما �أن الت�شريع الفرن�سي بدوره لم ي�ضع قائمة بم�شتمالت الدومين العام ،ولكنه
اقت�صر على تعيين بع�ض الأمالك دون �أن يحاول �إعطاء تعريفا �شامل للدومين العام.82
وظلت هذه الو�ضعية على حالها بالمغرب �إلى �أن �صدر ظهير 1يوليوز 83 1914المتعلق
بالأمالك العامة الذي و�ضع حدا لذلك الخلط ،بحيث �أكد على �أنه يق�صد ب�أرا�ضي الدولة
880حياة البجداين� :أمالك الدولة بني دواعي تدوين القواعد والأحكام الت�رشيعية و�إ�شكاالت التمويل غري اجلبائية,
من�شورات جملة احلقوق ,مطبعة املعارف اجلديدة ،الطبعة الأوىل� ،سنة � ،2015ص.49.
881ح�سن حوات :املرافق العامة باملغرب وهيمنة التحويل من القطاع العام �إىل القطاع اخلا�ص ,الطبعة الأوىل ،ال�سنة
،2000مطبعة النجاح اجلديدة بالدار البي�ضاء� ،ص 75 .وما يليها.
82. Nathalie Bettio, La circulation des biens entre personne publiques. 2011 L.G.D.J p. 459
883ظهري �صدر بتاريخ 10يوليوز ،1914ن�رش باجلريدة الر�سمية عدد � ،62ص.275.
33 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
العامة تلك الأرا�ضي المخ�ص�صة لال�ستعمال العام ،وب�أن �إدارتها وت�سييرها يكون من طرف
الدولة التي تعتبر و�صية على م�صالح الجماعة ،وال يمكن �أن تكون هذه الأمالك مو�ضوع �أي
تفويت �أو ت�صرف.84
وانطالقا من القاعدة التي تمنع الت�صرف �أو تفويت ملك من �أمالك الدولة العامة وباقي
المرافق العمومية ،ف�إن الم�شرع �سواء في ظهير 24ماي 1955الملغى �أو في قانون رقم
85 49-16ا�ستثنى هذه العقارات من نطاق تطبيقه ،بحيث نجد �أن الف�صل 40من الظهير
المذكور كان ين�ص على �أنه ال تطبق مقت�ضيات هذا الظهير على العقود المبرمة ب�ش�أن
الأمالك العامة �أو الأمالك التابعة �إلى الأمالك الخا�صة بالدولة ال�شريفة �أو ب�أ�شخا�ص
�آخرين �أو بالجماعات العمومية �إذا كانت تلك الأمالك مخ�ص�صة لم�صلحة عمومية �أو كانت
عقود كرائها ي�ستثنيها ا�ستثناء �صريحا ل�ش�ؤون تجارية �أو �صناعية �أو مهنية.
وعليه ف�إن العقارات التي تدخل في نطاق الملك العام للدولة �أو الجماعات الترابية �أو
الم�ؤ�س�سات العمومية ال يمكن �أن تكون محال لعقود الكراء التجاري ،وال يترتب على هذه
العقود ت�أ�سي�س الحق في الكراء عليها ،مما يجعل الحماية القانونية التي كر�سها قانون رقم
49-16منعدمة في هذا المجال ،وبالتالي فال يمكن لمكتري محل يدخل في نطاق الملك
العام للدولة التم�سك باكت�سابه الحق في الكراء بناء على عقد ان�صب على ملك عمومي
للدولة �أو لجماعة ترابية �أو م�ؤ�س�سة عمومية.
وهو الأمر الذي كر�سه العمل الق�ضائي في العديد من قراراته ،بحيث جاء في قرار
�صدر عن المجل�س الأعلى (محكمة النق�ض حاليا)�« 86أنه لما ثبت لمحكمة المو�ضوع �أن
المقهى مو�ضوع طلب الإفراغ التي كانت �أكرته الوكالة الم�ستقلة للنقل الح�ضري للطاعن
ت�ستعمل لتزويد موظفي الوكالة وم�ستخدميها بالم�أكوالت والم�شروبات ،واعتبرتها تبعا
لذلك مخ�ص�صة لخدمة الم�صلحة العامة ،ف�إنما كانت على �صواب في ا�ستبعاد تطبيق
اال�ستثناء الوارد في الف�صل المذكور».
884حممد خريي :م�ستجدات ق�ضايا التحفيظ العقاري يف الت�رشيع املغربي ,دار الن�رش املعرفة ,مطبعة املعارف اجلديدة
الرباط ,طبعة � 2013ص.72.
885ن�صت الفقرة الأوىل من املادة الثانية من قانون رقم 49-16املتعلق بكراء العقارات �أو املحالت املخ�ص�صة لال�ستعمال
التجاري �أو ال�صناعي �أو احلريف على �أنه :ال تخ�ضع عقود كراء العقارات �أو املحالت التي تدخل يف نطاق امللك العام
للدولة �أو ملك اجلماعات الرتابية �أو امل�ؤ�س�سات العمومية.
886قرار رقم � 3501صدر بتاريخ 1993/12/22يف ملف مدين عدد 89/514من�شور مبجلة ق�ضاء املجل�س الأعلى ،العدد
،47ال�سنة � ،1995ص.91.
جواد الرفاعي 34
وفي قرار �آخر �صدر عن نف�س المجل�س� 87أقر فيه بعدم جواز اكت�ساب الحق في الكراء
على ملك جماعي ،بحيث جاء في تعليله «�أن الأمالك الجماعية ال يمكن �أن تمنح لمكتريها
الحق في تجديد الكراء وفقا لظهير 24ماي ،1955وبالتالي ال يمكن �إن�شاء الأ�صل التجاري
على الملك العمومي والتخلي عنه لفائدة الغير.
والمالحظ من القرارين المذكورين �أعاله �أن مجال تطبيق قانون رقم 49-16وعلى
غرار ما كان معمول به ظهير 24ماي 1955الملغى ال يطبقان على عقارات الملك العام
للدولة ،على اعتبار �أنها مخ�ص�صة لمنفعة عامة ،و�أن المبرر في ا�ستبعادها من �آثار الحماية
المقررة بمقت�ضى الن�صو�ص القانونية المذكورة هي �أن هذه الآخيرة تمنح للمكتري الحق
في تجديد العقد واال�ستئثار بالملكية التجارية ،وفي حالة الرف�ض ي�ستحق حينها التعوي�ض،
وهو ما �سيتنافى مع خ�صو�صية هذه الأمالك وطبيعتها.
كما �أن الت�شريع الفرن�سي 88اعتبر �أن عقود كراء العقارات �أو المحالت التابعة للأمالك
العامة للدولة �أو الجماعات الترابية �أو الم�ؤ�س�سات العمومية ال يمكن �أن تكون محل كراء
خا�ضع لنظام االكرية التجارية ،لأن هذا الآخير يمنح حق االنتفاع بالمحل المكترى
والم�ضاربة فيه و�إن�شاء ملكية تجارية خال�صة للمكتري.
وبالرجوع �إلى العمل الق�ضائي الفرن�سي ،نجد �أنه ا�ستبعد تطبيق مقت�ضيات نظام االكرية
التجارية على عقود كراء العقارات �أو المحالت التابعة للملك العام ،بحيث جاء في قرار
�صدر عن محكمة النق�ض الفرن�سية�« 89،أن عقد الكراء ولو �أبرم بين �شخ�صين من الخوا�ص
الذي يملك �أحدهما ملكية الملك العمومي ووافق على �إكراء ذلك المحل ،ف�إنه ال يخ�ضع
لقواعد الكراء التجاري.
887قرار عدد � 586صدر بتاريخ 2009-04-15يف ملف جتاري عدد ,2008/1/3/19من�شور من�شور مبجلة املحاكم
املغربية ,العدد مزدوج � 127-126ص.311.
888ن�صت الفقرة الرابعة من الف�صل 145 - 2من مدونة التجارة الفرن�سية على �أن :
« Les baux des locaux ou immeubles appartenant à l’Etat. Aux collectivités territoriales et aux
établissements publics.dans le cas ou ces locaux ou immeubles satisfont aux dispositions de
l’article L. 145-1 aux 1 et 2 ci-dessus ».
89. Arrêt de Cassation Française Chambre civile 10-03-2010 n 09-12.714. Arrêt publié par
Huguges KENFACK. In Article juriridque « Chams d’application du statut des baux
commreciaux.publié au cite www.joandray-avocats.com.le 05/04/2018.
35 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
ثانيا :عقود كراء الأمالك الخا�صة للدولة وباقي المرافق العمومية المر�صودة لمنفعة
عامة.
يعتبر الملك الخا�ص للدولة كل عقار تملكه الدولة كباقي الأ�شخا�ص المعنويين الخا�صين
�أو الطبيعيين والذي ال يخ�ص�ص ب�صفة مبا�شرة ال�ستعمال العموم – جمهور النا�س.90
فالدولة تك�سب عقاراتها الخا�صة ب�أ�سباب ك�سب الملكية الخا�صة �أو المتعارف عليها
في القواعد العامة ،وذلك من قبيل االقتناء �أو مبا�شرة م�سطرة نزع الملكية ،كما �أنه يمكن
للدولة �أن تك�سب بع�ض العقارات عن طريق م�صادرة بع�ض العقارات لفائدتها.
وبهدف تعزيز البعد الحمائي لهذه الأمالك تدخل الم�شرع المغربي �سواء من خالل
ظهير 24ماي 1955الملغى �أو من خالل قانون رقم 91 49-16وا�ستبعد الأمالك الخا�صة
للدولة من نطاق تطبيق �أحكامه وذلك كلما ر�صدت هاته العقارات لمنفعة عامة.
والمالحظ �أن ما �شمله مجال التطبيق في الفقرة الرابعة من المادة الأولى من قانون
رقم 49-16ا�ستثني في الفقرة الثانية من المادة الثانية وهو تح�صيل حا�صل ،على اعتبار
�أن كل العقارات التابعة للملك الخا�ص للدولة تكون عادة مر�صودة لإحداث مرافق عمومية،
وبالتالي تقدم خدمة للمنفعة العامة وفي حاالت نادرة ما تر�صد هذه العقارات لم�صلحة
خا�صة.
وبالرجوع �إلى العمل الق�ضائي نجد �أن المجل�س الأعلى �ساير حرفية الن�ص المذكور حينما
�أقر بعدم تطبيق قواعد الكراء التجاري على الأمالك الخا�صة للدولة متى كانت مر�صودة
لمنفعة عامة ،بحيث جاء في �إحدى قراراته�« 92أنه تطبيقا للف�صل 40من ظهير 1955ف�إن
مقت�ضياته تطبق على العقود المبرمة ب�ش�أن الأمالك الخا�صة التابعة للدولة والم�ؤ�س�سات
العمومية والجماعات �إذا كانت تلك الأمالك مخ�ص�صة لخدمة الم�صلحة العامة.
990الع�رسي خالد :قراءة يف م�رشوع القانون املنظم للكراء التجاري ,ر�سالة لنيل دبلوم الدرا�سات العليا املعمقة يف القانون
اخلا�ص ،جامعة حممد الأول ,كلية العلوم القانونية واالقت�صادية واالجتماعية بوجدة ،ال�سنة اجلامعية ،2008-2007
�ص.16.
991ينظر �إىل الفقرة الثانية من املادة الثانية من قانون رقم .49-16
992قرار مدين رقم � 2610صدر بتاريخ 1988/1/28يف ملف عدد ,88/1468من�شور مبجلة املحامي ،العدد ،24-23
ال�سنة � ،1988ص.158 .
جواد الرفاعي 36
وب�إعمال مفهوم المخالفة ،ف�إنه متى كانت الأمالك الخا�صة للدولة �أو �أمالك الجماعات
الترابية� 93أو الم�ؤ�س�سات العمومية غير مر�صودة لمنفعة عامة ،ف�إنه والحالة هاته يمكن
لمكتريها اكت�ساب الحق في الكراء على العقار المعتمر من لدنهم.
ثالثا :عقود كراء عقارات الأوقاف
تعتبر �أرا�ضي الأوقاف تلك الأرا�ضي التي �أوقفها 94بع�ض الأ�شخا�ص لفائدة الزوايا
والم�ؤ�س�سات الدينية والخيرية �أو للدولة ب�صفة عامة ،فت�صبح بعدها �أمالك عمومية.
والوقف �إما �أن يكون عاما �أو معقبا �أو م�شتركا �أو خا�صا ،95فهو نظام م�ستمد من ال�شرع
يرمي �إلى وقف العين والت�صدق بثمارها ومنافعها ك�صدقة جارية.
ولما كانت الغاية المن�شودة من الوقف هي نيل البر وال�صدقات ،ف�إن الحديث عن ت�أ�سي�س
الأ�صل التجاري على هذه العقارات وكذا اكت�ساب الحق في الكراء بها �أمر ال ي�ستقيم ،وهو
ما �أقره الت�شريع المغربي ب�صريح العبارة �سواء في المادة الرابعة من ظهير 24ماي 1955
الملغى� 96أو من خالل المادة الثانية في فقرتها الثالثة من قانون رقم 49-16والتي ا�ستثنت
993تن�ص املادة الأوىل من امليثاق اجلماعي كما مت تغيريه وتتميمه مبوجب قانون رقم 17.08على �أن :اجلماعات هي
وحدات ترابية داخلة حكم القانون العام تتمتع بال�شخ�صية املعنوية واال�ستقالل املايل.
-وقد اعترب الد�ستور املغربي ال�صادر بتنفيذه الظهري ال�رشيف رقم 1.11.91بتاريخ 29يوليوز 2011واملن�شور
باجلريدة الر�سمية عدد 5964مكرر ال�سنة املائة� ،ص ،3622 .يف ف�صله 135على �أن :اجلماعات الرتابية للمملكة هي
اجلهات والعماالت والأقاليم واجلماعات.
ويقابل هذا الف�صل يف د�ستور 1996الف�صل 45الذي كان �أكرث تعبريا عن املراد باجلماعات املحلية ,حيث جاء فيه:
�أن اجلماعات املحلية هي اجلهات والأقاليم واجلماعات احل�رضية والقروية وال ميكن �إحداث �أي جماعة حملية �أخرى
�إال بقانون.
994الوقف لغة يراد به احلب�س ,ووقف الأر�ض وقفا �أي ح�سبها ,كما �أنه يراد به املنع ,و�أما الوقف �إ�صطالحا :فهو كل ما
حب�س �أ�صله ب�صفة م�ؤبدة �أو م�ؤقتة ,وخ�ص�صت منفعته لفائدة جهة بر و�إح�سانا عامة �أو خا�صة.
-للمزيد من التو�سع ,ينظر �إىل ابن منظور :ل�سان العرب ,اجلزء التا�سع ,الطبعة الأوىل ,دار �صادر بريوت ,ال�سنة
� ،2003ص.359
-مالحظة :التعريف الذي �أوردناه بخ�صو�ص الوقف هو نف�س التعريف الذي جاءت به املادة الأوىل من مدونة
الأوقاف.
995الوقف العام :هو ما كان لعامة امل�سلمني ك�أوقاف امل�ساجد والأ�رضحة ودور العلم.
-الوقف املعقب :هو الذي يجر به املوقف على ذريته �أو على �شخ�ص معني.
-الوقف امل�شرتك :هو الذي يكون م�شرتكا بني العام واملعقب ,ك�أن يوقف املوقف على ذريته وعلى م�سجد �أو دار
للعجزة.
-الوقف اخلا�ص :ك�أن يوقف الواقف على ويل �صالح دون بيان مال الوقف يف حالة انقطاع ذريته.
996ن�ص الف�صل الرابع من ظهري 24ماي 1955على �أنه :ال يطبق هذا الظهري على الأمالك التابعة للأحبا�س واخلالية
من حقوق املنفعة ,كما ال يطبق هذا الظهري على الأمالك والأماكن امل�شاعة وتكون الأحبا�س متتلك فيها فوائد تبلغ
على الأكرث ثالثة �أرباع منها.
37 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
عقود كراء العقارات �أو المحالت المخ�ص�صة لال�ستعمال التجاري وما في حكمه والتي
تدخل في نطاق الأوقاف من تطبيقه.
ويت�ضح من خالل المقت�ضيات الم�شار اليها �أعاله� ،أن الم�شرع �أراد �أن يخلق نوع من
االن�سجام بين المقت�ضيات المنظمة للكراء التجاري ،وبين مقت�ضيات الفقرة الثانية من
المادة 90من مدونة الأوقاف97والتي ن�صت على �أنه ال يحق للمكتري اكت�ساب الحق في
الكراء على المحالت الموقوفة والمخ�ص�صة لال�ستعمال التجاري وما في حكمه ،فتكون معه
عقود الكراء المتعلقة بالأمالك الوقفية خا�ضعة لمدونة الأوقاف.
فالم�شرع وبن�صه على هاته المقت�ضيات �أراد من جهة احترام �إرادة الموقف لعدم تمليك
ذلك العقار الموقف ل�شخ�ص �آخر ليحتكره وي�ضارب فيه وي�ؤ�س�س عليه ملكية تجارية خال�صة
له ،وهو ما �سي�ؤدي في نف�س الوقت �إلى �إفراغ مفهوم الوقف من محتواه.
ومن جهة ثانية ،ف�إن القوانين المنظمة للأمالك الوقفية منحت لإدارة الأوقاف �صراحة
الحق في �إنهاء عقد الكراء لأي �سبب كان �أو ب�سبب انتهاء مدة الكراء الوقفي الذي يكون
عادة محدد في �سنة �أو �سنتين �أو للأمد المتو�سط.
ومن ثمة ،فلو فر�ضنا �أن العالقة التعاقدية قد انتهت �إما بناء على �إنهائها من لدن
�إدارة الأوقاف �أو انتهائها لحلول الأجل ،ف�إن المكتري مدعي الأ�صل التجاري والم�ؤ�س�س على
الملك الوقفي �سيطالب ال محالة بالتعوي�ض عن فقدانه الحق في الكراء ،والذي يعتبر �أهم
عن�صر من عنا�صر الأ�صل التجاري �إلى جانب الزبناء ،وهو �أمر ال ي�ستقيم على اعتبار �أن
الأمر يتعلق بكراء وقفي �أريد به جني مداخيل مالية وا�ستثمارها ،ال �أن تفر�ض على �إدارة
الأوقاف �أداء تعوي�ضات لفائدة المكتري ،والتي قد تكون في بع�ض الأحيان باهظة وذلك
ح�سب الن�شاط التجاري الممار�س بالمحل الوقفي.
ومن جهة ثالثة ،ف�إن الم�شرع وب�سنه لهذه المقت�ضيات �أراد �أن ينبه �إلى خطورة االكرية
المبرمة مع �إدارة الأوقاف والتي ال يمكن �أن يكت�سب عليها في �أي مرحلة من المراحل الحق
في الكراء ،نظرا لطبيعتها الخا�صة ،وكذا القوانين المنظمة لها.98
997ظهري �رشيف رقم � 1.09.236صدر يف 8ربيع الأول 23( 1431فرباير )2010متعلق مبدونة الأوقاف ,من�شور
باجلريدة الر�سمية عدد 5847بتاريخ فاحت رجب 16( 1431يونيو � )2010ص.3154 .
998من بني القواعد اخلا�صة التي تنفرد بها هذه العقارات ,نذكر على �سبيل املثال ،حكم �صدر عن املحكمة التجارية
مبراك�ش :والذي ق�ضى بعد جواز تقدمي الإنذار بالإفراغ من لدن الأ�شخا�ص العادين بل يقت�ضي الأمر توجيهه من
لدن وزارة الأوقاف وال�ش�ؤون اال�سالمية باعتبارها الوزارة الو�صية عن تدبري �ش�ؤون العقار مو�ضوع النزاع
(حمل يوجد ب�رضيح) ب�صفتها املمثل القانوين للأ�رضحة.
جواد الرفاعي 38
وبالرجوع �إلى العمل الق�ضائي يت�ضح �أنه �ساير هذا التوجه وذلك ب�إقراره عدم جواز
اكت�ساب الحق في الكراء على الأمالك الوقفية ،ففي �أمر �صدر عن نائبة رئي�س المحكمة
االبتدائية بوجدة 99ق�ضت بموجبه ب�إفراغ المدعى عليه من المقهى الحب�سي ،وذلك بعلة �أن
الكراء الحب�سي ولو كان مخ�ص�صا لال�ستعمال التجاري ،فهو كراء �شخ�صي يفر�ض على
المكتري �أن يت�صرف في المحل بنف�سه ويترتب على وفاته انف�ساخ العقد بقوة القانون.
والمالحظ من الأمر المذكور� ،أنه ق�ضى ب�إفراغ المحل الوقفي من دون �أن يبت في
م�س�ألة ف�سخ عقد الكراء على اعتبار �أنها منازعة جدية ومو�ضوعية تخرج عن االخت�صا�ص
اال�ستعجالي ،و�أحالت بذلك �أطراف الخ�صومة على المحكمة المخت�صة.
فالأمر اال�ستعجالي و�إن كان لم يقر بعدم جواز اكت�ساب الحق في الكراء� ،إال �أنه �أ�شار
�إليه �ضمنيا حينما �أورد في حيثياته �أن الكراء الوقفي ينف�سخ بقوة القانون بموت المكتري
م�ستندا بذلك على مقت�ضيات الف�صل 698من ظ.ل.ع ,100وا�ستبعد بذلك تطبيق المقت�ضيات
المنظمة للكراء التجاري باعتبارها ن�ص خا�ص ،مما يفهم �أن الأمر ال يتعلق بكراء تجاري
و�إنما بكراء وقفي �صرف.
101
�أما محاكم المو�ضوع فقد �سارت على نف�س االتجاه ،ففي حكم �صدر عن ابتدائية تازة
اعتبرت بموجبه «�أنه وبمقت�ضى الف�صل الرابع من ظهير 24ماي ،1955ف�إن مقت�ضيات هذا
الظهير ال تطبق على الأمالك والأماكن التابعة للأوقاف ،وقد ا�ست�أنف الحكم االبتدائي لدى
محكمة اال�ستئناف بتازة 102التي �أيدته بنف�س التعليل الوارد بالحكم المطعون فيه باال�ستئناف.
-حكم �صادر عن املحكمة التجارية مبراك�ش يف ملف رقم � 2014/451صدر بتاريخ ,2014/04/03حكم غري
من�شور.
� 999أمر عدد � ،2009/49صدر يف ملف ا�ستعجايل عدد 2009/123بتاريخ ,2009/03/13من�شور مبجلة الق�ضاء
املدين ,املنازعات الوقفية بني مواقف حماكم املو�ضوع وتوجهات حمكمة النق�ض ,اجلزء الثاين ,مطبعة املعارف
اجلديدة الرباط� ,2014 ،ص114.و.115
1100ين�صل الف�صل 698من ظ.ل.ع على �أنه :ال يف�سخ الكراء مبوت املكرتي وال مبوت املكري �إال �أنه � :أوال :الكراء
الذي يربمه امل�ستحق يف ملك حمب�س ينف�سخ مبوته.
ثانيا :الكراء الذي يربمه من بيده ال�شيء بدون موجب ينف�سخ مبوته.
1101حيث جاء يف حيثياته �أنه :ما دام الفندق حمل النزاع ترجع ملكيته للأحبا�س وحدها ح�سبما هو ثابت من عقد الكراء
املدىل به ,ف�إن كرائه ال ت�رسي عليه مقت�ضيات الظهري املذكور ,وال يجوز لورثة املكرتي يف حالة وفاة املكرتي �أن
يتم�سكوا �ضد �إدارة الأحبا�س بت�أ�سي�س مورثهم لأ�صل جتاري على املحل املكرتى ,لأن عقود كراء الأحبا�س لها نظام
خا�ص من�صو�ص عليه يف ظهري 31يوليوز 1913املتعلق بتحيني حالة الأحبا�س العمومية.
-حكم رقم 47يف ملف عدد � 2007/776صدر بتاريخ ,2008/06/30من�شور مبجلة الق�ضاء املدين ,املنازعات
الوقفية بني مواقف حماكم املو�ضوع وتوجهات حمكمة النق�ض ,مرجع �سابق� ,ص.110-109.
1102قرار عدد � 44صدر بتاريخ 2009/02/19يف ملف مدين عدد ,2008/423من�شور مبجلة الق�ضاء املدين ,املنازعات
الوقفية بني مواقف حماكم املو�ضوع وتوجهات حمكمة النق�ض ,مرجع �سابق� ,ص.100-99.
39 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
وفي قرار �آخر �صدر عن محكمة اال�ستئناف التجارية بمراك�ش« 103اعتبرت فيه �أن
الم�ساجد وملحقاتها تعتبر وقفا عاما على عامة الم�سلمين ،و�أن الف�صل 04من ظهير 1955
ا�ستثنى الأمالك الحب�سية الخالية من المنفعة من الخ�ضوع لأحكامه ،وبالتالي تكون العالقة
الكرائية غير خا�ضعة لأحكام الظهير ،و�أن الم�ست�أنف ال يمكن له االنتفاع بالحماية المقررة
بمقت�ضى �أحكامه ومنها المطالبة بالتعوي�ضات المقررة بموجب الف�صل 10وما يليه من
نف�س الظهير.
غير �أن اال�شكال المحوري الذي تطرحه مقت�ضيات الفقرة الثالثة من المادة الثانية من
قانون 49-16وهو ما م�صير الأ�صول التجارية التي ت�ستغل في العقارات �أو المحالت التي
تم وقفها بعد اكت�ساب المكتري الحق في الكراء� ،أو في الحالة التي يكون فيه المحل م�شترك
بين الأوقاف والخوا�ص ؟
بالرجوع �إلى قانون رقم 49-16ي�ستبان �أنه لم يتطرق كليا لهذه الم�س�ألة على خالف
ما كان من�صو�ص عليه في ظهير 24ماي 1955الملغى104والذي �أكد وب�شكل �صريح على �أن
الأمالك والأماكن التي تنجر �إلى الأحبا�س بعد ن�شر هذا الظهير تبقى مقيدة بعقود الكراء
التجاري التي يكون معمول بها� ،أو التي يقع تجديدها تطبيقا لهذا الظهير.
فكان حري بالم�شرع المغربي من خالل قانون رقم � 49-16أن ينظم م�س�ألة م�صير الحق
في الكراء الذي اكت�سب قبل وقف العقار المزاول به الأ�صل التجاري ،على اعتبار �أنه حق
مكت�سب يقت�ضي لزوما مراعاة المركز القانوني للمكتري وتمتعيه بالحماية القانونية الالزمة،
ال �أن يتم تجريده من حقه في الكراء والذي يعتبر قيمة اقت�صادية م�ضافة بالن�سبة �إليه.
الفقرة الثانية :الأماكن المنظمة بقوانين م�ستقلة وبع�ض الحاالت الخا�صة
�إن بع�ض عقود كراء العقارات �أو المحالت التجارية قد ال تخ�ضع لمقت�ضيات قانون رقم
49-16المنظم للكراء التجاري وذلك �إما لتنظيمها بمقت�ضى قوانين م�ستقلة (�أوال) �أو
نظرا الفتقارها لبع�ض ال�شروط المتطلبة قانونا (ثانيا).
1103قرار رقم � 1158صدر عن حمكمة اال�ستئناف التجارية مبراك�ش يف ملف عدد 2013/7/741بتاريخ 2015/08/05
قرار غري من�شور.
1104ن�صت الفقرة الثانية من الف�صل الرابع من ظهري 24ماي 1955على �أنه :بيد �أن الأمالك والأماكن التي تنجر �إىل
الأحبا�س بعد ن�رش هذا الظهري تبقى مقيدة بعقود الكراء التجارية التي يكون معموال بها �أو التي يقع جتديدها تطبيقا لهذا
الظهري.
جواد الرفاعي 40
القانون عقود كراء العقارات �أو المحالت المخ�ص�صة لال�ستعمال التجاري �أو ال�صناعي �أو
الحرفي التي تبرم بناء على مقرر ق�ضائي �أو نتيجة له.
وبا�ستقراء المقت�ضيات القانونية الواردة في مدونة التجارة وخ�صو�صا تلك الواردة في
الباب الخام�س منها ي�ستبان �أنها خرجت عن القواعد العامة المن�صو�ص عليها في ظهير
االلتزامات والعقود� ،108إذ ال يمكن تحديد طبيعة عقد الكراء التجاري �أو تقرير م�صيره
بمعزل عن قرار ال�سنديك الذي منحت له بمقت�ضى المادة 573من مدونة التجارة�109سلطة
الخيار بين موا�صلة تنفيذ العقود الجارية 110ومن �ضمنها عقد الكراء التجاري �أو عدم
ا�ستمراريتها وبالتالي ف�سخها ،مما يت�ضح معه الخروج الجلي عما ا�ستقرت عليه قواعد
القانون المدني وخ�صو�صا الأحكام الرامية �إلى احترام مبد�أ القوة الملزمة للعقد.
وعليه ف�إن حقوق مكري المحل التجاري الممار�س به الن�شاط التجاري للمقاولة الخا�ضعة
لم�سطرة الت�سوية الق�ضائية تخ�ضع لقواعد خا�صة نظمها الم�شرع بمقت�ضى المادة 661من
مدونة التجارة ،حيث يتمتع بموجبها هذا الأخير بامتياز الوجيبة الكرائية الم�ستحقة عن
ال�سنتين ال�سابقتين مبا�شرة من تاريخ �صدور حكم الت�سوية الق�ضائية ،ف�إذا وقع ف�سخ عقد
الكراء ف�إن المكري �سي�ستفيد حينها بامتياز ا�ضافي عن ثمن كراء ال�سنة التي يتم خاللها
هذا الف�سخ.
هذا وتخ�ضع حقوق مكري المحل التجاري خالل فترة �إعداد الحل لقيدين �أ�سا�سيين،
القيد الأول يتمثل في كون �أن المكري ال يمكنه بعد �صدور الحكم القا�ضي بفتح م�سطرة
الت�سوية الق�ضائية �أن يطالب بف�سخ عقد الكراء نتيجة لعدم �أداء الوجيبة الكرائية� ،أما القيد
الثاني يتمثل في تقلي�ص نطاق االمتياز الذي يتمتع به هذا المكري خالل الأحوال العادية.111
1108حممد لفروجي� :صعوبات املقاولة وامل�ساطر الق�ضائية الكفيلة ملعاجلتها� ,سل�سلة الدرا�سات القانونية ( )4مطبعة النجاح
اجلديدة الدار البي�ضاء ،الطبعة الأوىل� ،2000 ،ص.306 .
1109ن�صت املادة 573يف فقرتها الأخرية من مدونة التجارة على �أنه :ال ميكن �أن يرتتب عن جمرد فتح الت�سوية الق�ضائية
جتزئة �أو �إلغاء �أو ف�سخ العقد على الرغم من �أي مقت�ضى قانوين �أو �رشط تعاقدي.
1110يق�صد بالعقود اجلارية تلك العقود التي �أبرمها رئي�س املقاولة مع الأغيار املتعاقدين ،والتي ت�ستنفذ �أو تنق�ض �آثارها
الرئي�سية بعد �صدور حكم فتح م�سطرة املعاجلة �أو مبعنى �آخر ،العقود التي ت�ستمر يف ال�رسيان حتى بعد حكم فتح امل�سطرة.
-للمزيد من التو�سع يف هذا اجلانب يراجع يف هذا ال�صدد:
� -أحمد �شكري ال�سباعي :الو�سيط يف م�ساطر الوقاية من ال�صعوبات التي تعرت�ض املقاولة ،وم�ساطر معاجلتها،
درا�سة معمقة يف قانون التجارة املغربي اجلديد والقانون املقارن ،اجلزء الثاين ،يف م�ساطر املعاجلة حكم فتح م�سطرة
املعاجلة ،ال�رشوط املو�ضوعية وال�شكلية والإجراءات ،والت�سوية الق�ضائية املرحلة امل�ؤقتة وا�ستمرارية املقاولة
والتفويت ،دار ن�رش املعرفة ،مطبعة املعارف اجلديدة الرباط ،الطبعة الثانية � ،2007ص.313.
111. J.WOOG.La protection du créancier.Revenue de jurisprudence de commercial.
R.J.COM.1991 Doctrine. p. 42.
جواد الرفاعي 42
�أما عن حماية عقد الكراء التجاري من واقعة الف�سخ ب�سبب عدم التنفيذ ،ف�إنه وخالفا
للقواعد العامة 112التي تتيح �إمكانية طلب الف�سخ مع التعوي�ض في حالة الإخالل بالتزام
عقدي من جانب المكتري ،ف�إنه وبموجب المادة 653من مدونة التجارة ال يمكن للمكري
تقديم طلب الف�سخ عند فتح م�سطرة الت�سوية الق�ضائية في وجه المقاولة ،وفي مقابل ذلك
يمكن له �إقامة باقي الدعاوى غير المتعلقة بالأداء 113كالدعاوى الرامية �إلى ف�سخ عقد
الكراء لكون �أن العقار تم ا�ستعماله في غير ما �أعد له �أو عند �إهماله.
هذا وقد يحدث �أن يتم اتفاق بين المقاولة المكترية ومكري المحل التجاري على �إدراج
�شرط فا�سخ في عقد الكراء نتيجة عدم الوفاء بالوجيبة الكرائية ،فهل هذا االتفاق يمكن
�إعماله في حالة تحقق واقعة التماطل من جانب المقاولة المكترية ،وبالتالي ال يجوز
االحتجاج بمقت�ضيات المادة 653من مدونة التجارة ؟
بالرجوع �إلى مقت�ضيات المادة 33من قانون رقم 49-16نجدها تن�ص على �أنه في حالة
عدم �أداء المكتري لواجبات الكراء لمدة ثالث �أ�شهر ,يجوز لمكري كلما ت�ضمن عقد الكراء
�شرطا فا�سخا وبعد توجيه الإنذار بالأداء� ،أن يتقدم لقا�ضي الأمور الم�ستعجلة لمعاينة
تحقق �شرط الفا�سخ و�إرجاع العقار �أو المحل.
وفي اعتقادنا �أنه ال يمكن للمكري التم�سك بحرفية ال�شرط الفا�سخ الوارد بعقد الكراء
في حالة خ�ضوع المقاولة لم�سطرة الت�سوية الق�ضائية ،وذلك ا�ستنادا �إلى منطوق المادة
573من مدونة التجارة التي منحت �سلطة مطلقة لل�سنديك ق�صد تحديد م�صير العقود
الجارية ومن �ضمنها عقد الكراء التجاري� ،أما في حالة الحكم بالت�صفية الق�ضائية ،ف�إنه
يمكن للمكري حينها طلب ف�سخ عقد الكراء بناء على ال�شرط الفا�سخ الوارد به داخل �أجل
ثالث �أ�شهر من تاريخ الحكم القا�ضي بالت�صفية الق�ضائية عمال بالمادة 621من مدونة
التجارة.114
1112ينظر �إىل الف�صل 259وكذلك الف�صل 692من ظهري االلتزامات والعقود املغربي.
1113ما يعرف بقاعدة وقف املتابعات الفردية والتي متنع على جميع الدائنني النا�شئة ديونهم قبل احلكم بفتح امل�سطرة يف
حق املقاولة ب�أن يقيموا دعوى ق�ضائية �ضد هذه الأخرية والرامية �إىل احلكم ب�أداء مبلغ مايل �أو ف�سخ عقد لعدم الأداء
�أو مبا�رشة �أي �إجراء تنفيذي على عقار �أو منقول مملوك للمقاولة .
1114ن�صت الفقرة الأخرية من املادة 621من مدونة التجارة على �أنه :يجب على املكري الذي يعتزم طلب الف�سخ �أو
معاينة ح�صوله لأ�سباب �سابقة للحكم بالت�صفية الق�ضائية �أن يرفع� ,إن مل يفعل ذلك من قبل ,طلبه داخل ثالثة �أ�شهر
من �صدور احلكم.
43 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
1115ريا�ض فخري :التوازن العقدي بني الواقع والنظرية يف عقد التاجري التمويلي ,جملة املرافعة ,العدد ،21ال�سنة
� ،2000ص.73.
1116ظهري �رشيف رقم �1.96.83صادر يف 15من ربيـع الأول ( 1417فاحت �أغ�سط�س )1996بتنفيذ القانون رقم
15.95املتعلق مبدونة التجارة املن�شور باجلريدة الر�سمية عدد 4418بتاريخ 13ماي . 1996
1117جتدر الإ�شارة على �أن امل�رشع ا�ستعمل يف مدونة التجارة عبارة �شهر عقاري وهي غري من�سجمة مع باقي القوانني
املغربية التي ت�ستعمل عادة كلمة الت�سجيل ولي�س ال�شهر.
1118خ�ضع ظهري 09رم�ضان 1331املوافق يل( 12غ�شت ) 1913املتعلق بالتحفيظ العقاري ملجموعة من التعديالت
يف فرتات متفرقة على امتداد قرابة قرن من الزمن ,كان اخرها بوا�سطة القانون رقم 14.07ال�صادر بتنفيذه
الظهري ال�رشيف امل�ؤرخ يف 25من ذي احلجة 1432املوافق ل ( 22نونرب )2011املن�شور باجلريدة الر�سمية عدد
5298بتاريخ 27ذي احلجة 24 ( 1432نونرب � )2011ص ،5575.والذي عرف بدوره جمموعة من التعديالت
اجلوهرية همت جميع الف�صول بدون ا�ستنئاء مع االحتفاظ بتاريخ الن�ص وهيكلته.
جواد الرفاعي 44
بالأمر ب�إرجاع العقار بعد معاينة واقعة عدم الأداء وذلك بعد ا�ستنفاد م�سطرة الت�سوية
الودية الم�شار �إليها في المادة 432من مدونة التجارة.119
فالم�شرع ووفقا لما تم ب�سطه �أعاله فقد ا�ستثنى هاته العقود �صراحة من خالل المادة
434من مدونة التجارة من خ�ضوعها للقواعد المنظمة للكراء التجاري ،بحيث ن�صت
المادة المذكورة على �أنه ال تطبق على عقد االئتمان الإيجاري العقاري مقت�ضيات الظهير
ال�شريف الم�ؤرخ في � 2شوال 24( 1374ماي )1955والمتعلق ب�أكرية المحالت المعدة
للتجارة وال�صناعة والحرف ،وهو نف�س المقت�ضى الذي ن�ص عليه قانون رقم 49-16حينما
�أخرج عقود االئتمان االيجاري العقاري من نطاق تطبيقه.120
والمالحظ �أن جل الت�شريعات المقارنة ا�ستبعدت هذه العقود من خ�ضوعها للقواعد
القانونية المنظمة لعقود االكرية التجارية لما تتميز به من خ�صو�صية ،والتي ترد عادة
على العقارات المعدة لل�سكنى �ش�أنها �ش�أن العقود المن�صبة على الكراء المف�ضي �إلى التملك
والتي يقل نظيرها في العقارات المعدة لال�ستعمال التجاري وما في حكمه.
كما �أن الق�ضاء الفرن�سي 121اعتبر بدوره �أن المحالت المكتراة لغر�ض تجاري �أو �صناعي
�أو حرفي في نطاق عمليات االئتمان الإيجاري العقاري ال يطبق عليه مر�سوم ()1953/8/1
الذي يقابله ظهير 24ماي .1955
وعليه ،ف�إن المبرر الأ�سا�سي في ا�ستبعاد هاته العقود من نط ـ ــاق تطبيق قانـ ــون رقم
49-16هو �أن المكتري م�شتري العقار والذي ي�ؤدي الأق�ساط ال�شهرية لفائدة الم�ؤ�س�سة
التمويلية لم يكت�سب بعد الملكية ،لأن هذه الأخيرة تنطوي عادة على حق اال�ستعمال
واال�ستغالل والت�صرف ،ولما كان عقد الكراء ين�صب على المنفعة فقط ،ف�إن ذلك ال يخول
للمتعاقد ب�ش�أن هذا النوع من العقود حق المنفعة المطلقة.
1119تن�ص املادة 433من مدونة التجارة على �أنه :تن�ص عقود االئتمان االيجاري حتت طائلة البطالن على ال�رشوط التي
ميكن فيها ف�سخها وجتديدها بطلب من املتعاقد املكرتي ،كما تت�ضمن تلك العقود كيفية الت�سوية الودية للنزاعات املمكن
حدوثها بني املتعاقدين.
1120ا�ستثنت الفقرة الثامنة من املادة الثانية من قانون رقم 49-16عقود االئتمان االيجاري العقاري من نطاق تطبيقه.
121. Cour de cassation francaise. Appel civil.10/06/1980.DALLOZ.1980. P564. Note par Y.
GYON.
-ا�ستعملنا عبارة الق�ضاء الفرن�سي بالرغم من �أن مو�ضوع الدعوى كان يتعلق مبحل جتاري باملغرب ،وذلك على
اعتبار �أن جميع القرارات اال�ستئنافية ال�صادرة عن املحاكم املغربية كانت تنق�ض لدى حمكمة النق�ض الفرن�سية وذلك
�أثناء حقبة اال�ستعمار الفرن�سي.
45 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
1955كراء المحل الذي ي�ستغل فيه الأ�صل التجاري ويمكن ل�صاحب الحق في تجديد الكراء
بعد اكت�سابه الملكية التجارية ،وال ي�سري على عقد كراء الأ�صل التجاري �أو ما يعبر عنه
بالت�سيير الحر للأ�صل التجاري.
فمناط التمييز بين كراء الأ�صل التجاري وبين كراء محل تجاري يتجلى �أوال في كيفية
انتهاء الت�صرف القانوني المحدث ب�ش�أنه ،فعقد الت�سيير الحر ينتهي بانتهاء المدة المتفق
عليها في العقد ،وبما �أن العقد ال يخ�ضع لمقت�ضيات قانون رقم 49-16المتعلق بكراء
العقارات �أو المحالت المخ�ص�صة لال�ستعمال التجاري �أو ال�صناعي �أو الحرفي ،ف�إن المالك
ال يجبر على تجديد العقد وبالتالي ال يلزم حينها ب�أداء �أي تعوي�ض عن رف�ضه تجديد العقد،
لأن الم�سير الحر في هذه الحالة لي�س طرفا في عقد الكراء الرابط بين مالك الأ�صل التجاري
ومكري المحل التجاري ،وثانيا في معرفة الغر�ض الذي خ�ص�ص من �أجله العقد ،ف�إذا كان
محل العقد من�صب على كراء منقول ولي�س على عقار ،ف�إن العقد لن يخ�ضع لمقت�ضيات قانون
رقم 49-16لأن الأمر ال يعدو �أن يكون مجرد كراء محدد المدة ان�صب على �أ�صل تجاري.
- 4عقود الكراء الطويل الأمد
عالج الم�شرع المغربي الكراء الطويل الأمد في الف�صول � 121إلى 129من مدونة الحقوق
العينية ،127بحيث خول لمكتري العقار حقا عينيا 128يمكن رهنه ر�سميا 129كما يمكن تفويته
وحجزه طبقا لل�شروط المقررة في الحجز العقاري.130
هذا ويجب �أن تفوق مدة الكراء ع�شر �سنوات ومن دون �أن تتجاوز �أربعين �سنة131حتى
ي�ضفى على العقد بكونه كراء طويل الأمد ،وهذا ما كر�سته محكمة النق�ض في العديد من
1127القانون رقم 39.08املتعلق مبدونة احلقوق العينية ال�صادر بتنفيذه الظهري ال�رشيف رقم � 1.11.178صادر يف 25من
ذي احلجة 22( 1432نوفمرب )2011املن�شور باجلريدة الر�سمية عدد 5998بتاريخ 27ذو احلجة 24( 1432نوفمرب
� ،)2011ص.5587.
1128تن�ص املادة الثامنة من مدونة احلقوق العينية على �أن :احلق العيني هو �سلطة مبا�رشة يخولها القانون ل�شخ�ص معني
على عقار معني ,ويكون احلق العيني �إما �أ�صليا �أو تبعيا.
�-أما احلق ال�شخ�صي يعترب رابطة ما بني �شخ�صني دائن ومدين ,يخول للدائن مبقت�ضاه مطالبة املدين ب�إعطاء �شيء
�أو القيام بعمل �أو االمتناع عن عمل.
1129تن�ص املادة 165من مدونة احلقوق العينية على �أن :الرهن الر�سمي حق عيني تبعي يتقرر على ملك حمفظ �أو يف
طور التحفيظ ويخ�ص�ص ل�ضمان �أداء دين.
1130ينظر �إىل الف�صول � 469إىل 487من قانون امل�سطرة املدنية املنظمة لإجراءات احلجز على العقارات.
1131للإ�شارة �أن مدة الكراء الطويل الأمد قد مت تقلي�صها مبوجب قانون رقم 39.08املتعلق مبدونة احلقوق العينية ,بحيث
كان الف�صل ال�ساد�س من ظهري 19رجب 12( 1333غ�شت )1913ين�ص على �أن :مدة الكراء الطويل الأمد يجب
�أن تفوق � 18سنة ومن دون �أن تتجاوز � 99سنة ،غري �أن مدونة احلقوق العينية قل�صت املدة من � 99سنة �إىل � 40سنة
كحد �أق�صى.
47 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
قراراتها ،بحيث جاء في �إحداها «�أنه لكي يعتبر الكراء طويل الأمد ي�سري عليه ما ي�سري
على الحقوق العينية العقارية من �إمكانية ت�سجيله على ال�صك العقاري طبقا للف�صلين 66
و 67من الظهير المطلق على العقارات المحفظة ينبغي �أن تكون مدته تفوق ثمانية ع�شر
�سنة ح�سب مقت�ضيات الف�صل 87من نف�س القانون.132
ونظرا لخ�صو�صية هذا العقد ف�إن الم�شرع المغربي تدخل �سواء من خالل ظهير 24
ماي 1955الملغى �أو من خالل قانون رقم 49-16لي�ستبعد هذا النوع من العقود من نطاق
تطبيقه كعقد ين�صب على محل تجاري ،لكون �أن المكتري في الكراء الطويل الأمد يكت�سب
بموجبه حقا عينيا على العقار وهو قابل للرهن الر�سمي ،فهو ال يعد مجرد حق �شخ�صي،
وعليه ف�إن المكتري والحالة هاته ال يمكن مواجهته بانق�ضاء حق الكراء �إال بعد ا�ستنفاد مدة
� 40سنة كمدة الكراء المن�صو�ص عليها قانونا.
فقد يحدث �أن يبرم �شخ�ص عقد كراء طويل الأمد مع �صاحب محل ،غير �أنه وبعد برهة
من الزمن يمكن �أن يتو�صل من هذا الأخير ب�إنذار ق�صد �إفراغ المحل التجاري وذلك بغية
ا�ستعماله �شخ�صيا ،وي�ضمن بالإنذار كافة البيانات ال�شكلية المن�صو�ص عليها في قانون
رقم 49-16من �أجل وت�سبيب للإنذار وغيرها من البيانات ،ففي هذه الحالة هل يمكن
للمحكمة المعرو�ض عليها النزاع الرامي �إلى الم�صادقة على الإنذار الموجه �إلى المكتري
�أن تق�ضي وفق الطلب ؟
نعتقد �أن منطوق الفقرة الرابعة من المادة الثانية من قانون رقم � 49-16صريحة في
هذا المجال ،بحيث ا�ستبعدت عقود كراء الطويل الأمد من نطاق تطبيق هذا القانون ،ومن
تم ف�إن المحكمة �ستق�ضي ال محالة برف�ض الطلب لعدم اعتبار عقد الكراء الطويل الأمد
من م�شموالت تطبيق قانون رقم .49-16
فالغاية من ا�ستبعاد هذه العقود من نطاق التطبيق تتجلى في كون �أن مدة الكراء
الطويل الأمد عادة ما ت�صل مدته �إلى � 40سنة وهي مدة طويلة وال يمكن تمديدها بالتجديد
ال�ضمني ،لكون �أن مدة الكراء طويل الأمد تفوق بكثير مدة ميالد الحق في الكراء التي
�أ�صبحت مح�صورة في �سنتين.133
1132قرار عدد � 2712صدر عن حمكمة النق�ض بتاريخ 2007-07-05يف ملف مدين عدد � ,2006-1-1-3735أورده
عمر ازوكار يف م�ؤلفه :التحفيظ العقاري يف �ضوء الت�رشيع العقاري وق�ضاء حمكمة النق�ض ,من�شورات دار الق�ضاء
باملغرب ,الطبعة الأوىل ،ال�سنة � 2014ص.170 .
1133ينظر �إىل املادة الرابعة من قانون رقم . 49-16
جواد الرفاعي 48
فلو فر�ضنا �أن �أخ�ضعنا هذا العقد لنطاق تطبيق قانون رقم 49-16ف�إننا �سنكون �أمام
تعار�ض بين ما تم �إقراره بموجب المادة 121من مدونة الحقوق العينية ،والتي اعتبرت
�أن مدة الكراء يجب �أن تنح�صر ما بين ع�شر �سنوات و�أربعين �سنة وينق�ضي حينها العقد
بانق�ضائها ومن تم فال مجال لم�س�ألة تجديد العقد ،وبينما هو مخول لمكتري محل تجاري
خا�ضع لقانون رقم 49-16المتعلق بكراء العقارات �أو المحالت المخ�ص�صة لال�ستعمال
التجاري وما في حكمه ،والذي بمجرد ما يكت�سب الحق في الكراء يجدد العقد الرابط بينه
وبين مالك المحل �ضمنيا وبقوة القانون ،على اعتبار �أن الكراء التجاري يت�سم باال�ستر�سال
ما لم يرتكب �سببا خطيرا من لدن المكتري الذي يخول للمالك المطالبة بف�سخ العقد مع
�إفراغه.
ثانيا :الحاالت الخا�صة
عمل الم�شرع المغربي بمقت�ضى قانون رقم 49-16على تكري�س مجموعة من االجتهادات
الق�ضائية التي د�أب عليها العمل الق�ضائي ومن بينها ا�ستبعاد عقود كراء العقارات �أو
المحالت الموجودة بالمراكز التجارية من نطاق تطبيق قانون الكراء التجاري ( )1كذلك
هو الأمر بالن�سبة لعقود كراء العقارات �أو المحالت المتواجدة بالف�ضاءات المخ�ص�صة
ال�ستقبال م�شاريع المقاوالت التي تمار�س ن�شاطها بقطاعي ال�صناعة وتكنولوجيا المعلومات
( )2كما تم ا�ستبعاد عقود كراء العقارات �أو المحالت التي تنعدم فيها �شروط تطبيق قانون
رقم ،49-16كالعقود غير المتوفرة على المدة القانونية ( )3والعقود ال�شفوية (.)4
- 1عقود كراء الأماكن الموجودة بالمراكز التجارية
عرف الفقه الفرن�سي134المركز التجاري ب�أنه مجموعة من المحالت التي ال يقل عددها
عن ع�شرين محال ،وال تقل م�ساحته عن 5000متر مربع ،فهو عبارة عن �سوق ممتاز �أو محل
ذي �شعار م�شهور ي�شكل من حيث بنيته وهند�سته وت�سييره وحدة تجارية غايتها الأ�سا�سية
جلب الزبناء.
ولما كانت الحماية القانونية المقررة في قانون رقم 49-16تقت�ضي وجود �أ�صل تجاري،
هذا الأخير الذي يتوقف وجوده على عن�صري الزبناء وال�سمعة التجارية ،وذلك ح�سب ما
134. Jean-Marc Poupand. Les Centres Commercieaux.de nouveaux lieux de sociabiliné dans
le paysage urbain .l’Hurmattan.2008. p 35 et 36.
49 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
تقت�ضيه المادة 80من مدونة التجارة ،135فهنا تثار عدة �إ�شكاليات بخ�صو�ص هذه المراكز
التجارية والتي تهدف �إلى تجميع عدة تجار م�ستقلين داخل ف�ضاء موحد ،ي�ستغلون محل
تجاري داخله ،فنت�ساءل في هذا ال�صدد حول �إمكانية �إخ�ضاع عقود الكراء التي تبرم بين
تجار تلك المحالت لمقت�ضيات قانون � ،49-16أم �أن الأمر يقت�ضي خ�ضوعهم لت�شريع خا�ص
بهم 136؟
انطالقا من اعتبار الزبناء العن�صر الأ�سا�سي لوجود �أ�صل تجاري ،ذهب الق�ضاء
�إلى ا�ستبعاد الكراء الواقع داخل المراكز التجارية من المقت�ضيات القانونية الحمائية
التي �أقرها ظهير 24ماي 1955الملغى ،وهو نف�س ال�شيء الذي �سيحدث بمنا�سبة تنزيل
مقت�ضيات قانون رقم 49-16النا�سخ لمقت�ضيات الظهير المذكور �إلى �أر�ض الواقع ،والذي
ن�ص في فقرته الثانية من المادة الثانية137على �أنه ال تخ�ضع عقود كراء العقارات �أو
المحالت الموجودة بالمراكز التجارية لنطاق تطبيق قانون رقم .49-16
ففي نازلة بخ�صو�ص مطعم يوجد داخل ف�ضاء ل�سباق الخيل ،اعتبرت محكمة النق�ض
الفرن�سية 138على› �أن هذا المطعم ال يحظى بالحماية المقررة في نظام الكراء التجاري،
بعلة عدم توفره على زبائن خا�صين به ،على اعتبار �أن ه�ؤالء الزبناء تكون غايتهم هو
الح�ضور ل�سباق الخيل ال الرتياد المطعم المذكور.
�أما بخ�صو�ص موقف الق�ضاء المغربي ،ف�إنه بدوره نحى نف�س منحى الق�ضاء الفرن�سي،
بحيث اعتبرت محكمة اال�ستئناف التجارية بمراك�ش 139في �إحدى قراراتها ،على �أن الثابت
من وثائق الملف �أن المحل الذي ت�ستغله الم�ست�أنفة يقع ببهو فندق ق�صر الورود الدولية،
وي�شكل جزء من الأ�صل التجاري الم�ؤ�س�س بالفندق ،وبالتالي ال يمكن ت�صور كرائه كمحل
معد للتجارة وت�أ�سي�س �أ�صل تجاري عليه.
1135ن�صت املادة 80من مدونة التجارة على �أن :ي�شتمل الأ�صل التجاري وجوبا على زبناء و�سمعة جتارية وي�شمل �أي�ضا
كل الأموال الأخرى ال�رضورية ال�ستغالل الأ�صل كالإ�سم التجاري وال�شعار واحلق يف الكراء والأثاث التجاري
والب�ضائع واملعدات والأدوات وبراءات االخرتاع والرخ�ص وعالمات ال�صنع والتجارة واخلدمة والر�سوم
والنماذج ال�صناعية وب�صفة عامة كل حقوق امللكية ال�صناعية �أو الأدبية �أو الفنية امللحقة بالأ�صل.
1136للإ�شارة ف�إن وزارة العدل واحلريات �رشعت يف �إعداد م�رشوع قانون ينظم عقود كراء املحالت املتواجدة باملراكز
التجارية الكربى.
1137ينظر �إىل الفقرة الثانية من املادة الثانية من قانون رقم .49-16
1138قرار �أوردته �آمال املنيعي يف مقالها :مدى خ�ضوع كراء املحالت الكائنة باملراكز التجارية لظهري 24ماي ,1955
مقال من�شور مبجلة الق�ضاء والقانون ,العدد ،164ال�سنة � ،2014ص.28.
1139قرار �أوردته �آمال املنيعي يف مرجعها ال�سابق� ،ص.28.
جواد الرفاعي 50
كما اعتبرت نف�س المحكمة� 140أن �أهم عن�صر لقيام الأ�صل التجاري هو عن�صر الزبناء
المرتبطين بالفندق ،وال يمكن ت�صور زبناء للمحليين ي�ستغلهما الم�ست�أنف بمعزل عن زبناء
الفندق ،ويكون بذلك ما تم�سك به الم�ست�أنف من كون �أن عقد الكراء يخ�ضع لمقت�ضيات
ظهير 24ماي 1955ال ي�ستند على �أي �أ�سا�س ويتعين رده.
وبناء على ما تم ب�سطه �أعاله ،ي�ستبان �أن الق�ضاء المغربي ا�ستبعد هذه المحالت
الموجودة داخل المراكز التجارية من نطاق تطبيق القواعد القانونية المنظمة لالكرية
التجارية على �أ�سا�س عدم توفرها على زبناء خا�صين بها وم�ستقلين عن الأ�صل التجاري
الذي يملكه �صاحب المركز التجاري.
�إن الق�ضاء الفرن�سي وبالإ�ضافة �إلى معيار �إلزامية وجود زبناء خا�صين بالمحل التجاري،
�أ�ضاف معيار �آخر لخ�ضوع المحل التجاري المتواجد بالمركز التجاري لمقت�ضيات قانون
الكراء التجاري ،وهو معيار اال�ستقاللية في الت�سيير ،وبمعنى �آخر هل تلك المحالت
الموجودة بالمراكز التجارية تنفرد بنظام توقيت عمل خا�ص بها كما هو ال�ش�أن بالن�سبة
للمحالت التجارية العادية �أم �أن الأمر يختلف ؟
اعتبرت محكمة النق�ض الفرن�سية في نازلة�« 141أن محكمة اال�ستئناف التي تبين لها
من عقد الكراء �أن المكري يحتفظ بحق تغيير مكان المحل الذي �أكراه للمكترية ،كما ثبت
لها �أن هذه الأخيرة تلتزم بمواقيت االفتتاح والإغالق تكون � -أي محكمة اال�ستئناف حينما
رف�ضت تطبيق مقت�ضيات مر�سوم � 30شتنبر 1953الخا�ص بالكراء التجاري على العالقة
الكرائية المذكورة ،طبقت القانون تطبيقا �سليما.
وتفريعا لما نوه �إليه �صدره ،ف�إننا ال ن�ساير العلتين المذكورتين �أعاله بخ�صو�ص ا�ستبعاد
المحالت التجارية الموجودة بالمراكز التجارية من نطاق تطبيق قانون ،49-16على اعتبار
�أن الق�ضاء الفرن�سي قد تحول جذريا من موقفه ال�سابق و�أ�ضحى يمنح لمكتري محل تجاري
موجود بمركز تجاري الحماية القانونية التي �أفردها النظام القانوني للكراء التجاري،
ففي نازلة اعتبر فيها الق�ضاء الفرن�سي� 142أن محل تجاري يوجد داخل فندق يتمتع بملكية
تجارية ،بعلة �أن المكتري �أثبت توفره على زبناء خا�صين به وم�ستقلين عن زبناء الفندق.
وعالوة على ذلك ف�إن االعتداد بعن�صر الزبناء للقول بن�شوء �أ�صل تجاري �أ�صبح �أمر
منتقد ،ذلك �أن الفقه الفرن�سي 143المعا�صر اعتبر �أن الزبائن مجرد �صفة ولي�سوا عن�صرا
�أ�سا�سيا للأ�صل التجاري ،و�أن الزبناء ما هم �سوى الهدف المتوخى وذلك بم�ساعدة عدد من
الركائز المادية التي ت�شكل �أي�ضا عنا�صر �ضرورية (كالحق في الكراء ،وال�شعار والمعدات).
فح�سب هذا الر�أي نكون �أمام �أ�صل تجاري بمجرد �أن تتوفر لدى التاجر هذه العنا�صر،
ولو لم يتواجد عن�صر الزبناء بعد ،و�أن الأ�صل التجاري ي�ستمر بقاءه رغم اختفاء الزبناء،
وذلك �إلى حين ت�صفية الأ�صل ،فعن�صر الزبناء يعد �أوال وقبل كل �شيء الهدف المتبع من
طرف التاجر ،وما العنا�صر الأخرى �إال و�سائل لو�صول هذه الغاية المتوخى منها جلب
الزبناء والمحافظة عليهم.144
وعليه ف�إن الإرتكان �إلى عن�صر وجود زبناء خا�صين بمحل تجاري موجود بمركز تجاري
ال ي�ستند على �أي �أ�سا�س وفق هذا االتجاه الفقهي ،وهو نف�س الطرح الذي ن�سايره ،مقتنعين
بفكرة مفادها �أنه متى �أثبت مكتري محل تجاري توفره على زبناء خا�صين به ،ف�إنه والحالة
هاته ي�ستحق �أن يكت�سب حقه في الكراء في محل تجاري يوجد بمركز تجاري ،لكون �أن بع�ض
الزبناء قد ت�ستهويهم عالمة تجارية معينة �أو �سمعة تاجر يزاول ن�شاطه بمحل تجاري �صغير
داخل مركز تجاري.
- 2عقود كراء الأماكن المتواجدة ببع�ض الف�ضاءات المخ�ص�صة
عرف المغرب �إقباال متزايدا على قطاع ترحيل الخدمات �أو ما يعرف باالوف�شورينغ،145
بحيث �شمل عدة مجاالت مختلفة �سواء االقت�صادية منها �أو الخدمات المالية �أو ن�شاطات
الدعم ذات القيمة الم�ضافة العالية والخدمات المالية المنقولة كالعمليات البنكية
والت�أمينات.
حيث �أطلق المغرب �سنة 2005برنامجا هاما من �أجل بلوغ ح�صة 5مليار درهم وخلق
� 60.000ألف من�صب �شغل ،146كما �أنه تم �إ�صدار دورية من طرف رئي�س الحكومة �سنة
143. Rapport de Mr Thibierge – R.T.D com. 1962. p.590.
1144عز الدين بن�ستي :درا�سات يف القانون التجاري املغربي ,درا�سة يف قانون امللكية التجارية وال�صناعية ,اجلزء
الثاين ,الأ�صل التجاري ,مطبعة الأمنية الرباط ،الطبعة الأوىل ،ال�سنة � ,2004ص.38 .
1145الأوف�شورينغ كلمة اجنليزية وتعني �أي�ضا ترحيل اخلدمات املالية و�إعادة توطني ال�رشكات الكربى الأجنبية يف البلدان
ذات الأجور والتكاليف املنخف�ضة ,حيث ميكنها �أن جتد املهارات والكوادر الالزمة.
� 1146إح�صائيات �صادرة عن مديرية الدرا�سات والتوقعات املالية التابعة لوزارة االقت�صاد واملالية ل�سنة 2016عندما مت
�إ�صدار دورية من طرف رئي�س احلكومة ,من�شورة مبوقع:
http://www.lakome2.com/economie.com - le 04/08/2017.
جواد الرفاعي 52
2016تتعلق بقطاع ترحيل الخدمات ،وذلك من �أجل �إر�ساء خم�س محطات �صناعية مندمجة
بالدار البي�ضاء والرباط وفا�س وتطوان ووجدة والتي ت�ستقر بها حاليا �أكثر من مئة �شركة
من بين ال�شركات العالمية الكبرى.147
ولما كانت الغاية من �إحداث هذه الم�شاريع الخا�صة بالمقاوالت الكبرى هي تقوية
المنظومة ال�صناعية بالمغرب ،ومواكبة �إنجاز الم�شاريع ال�صناعية الكبرى والرائدة وخلق
فر�ص ال�شغل بالمغرب ،ف�إنه كان لزاما على الم�شرع المغربي �أن ي�ضع �أر�ضية مالئمة لتنزيل
تلك الم�شاريع �إلى �أر�ض الواقع كالإعفاء ال�ضريبي الجزئي ،وكذا توفير حماية خا�صة
للعقارات المخ�ص�صة لن�شاط تلك ال�شركات العالمية.
ومن تم ف�إن الم�شرع وب�إ�صداره قانون رقم 49-16منح لهاته ال�شركات العالمية حماية
خا�صة للعقار المخ�ص�ص لن�شاطها التجاري وال�صناعي ،حينما ن�ص في الفقرة الثالثة
من المادة الثانية من القانون المذكور على �أنه ال تخ�ضع لنطاق تطبيقه العقود الواردة
على العقارات والمحالت المتواجدة بالف�ضاءات المخ�ص�صة ال�ستقبال م�شاريع المقاوالت
التي تمار�س ن�شاطها بقطاعي ال�صناعة وتكنولوجيات المعلومات وكذا جميع الخدمات
ذات ال�صلة ،بما في ذلك ترحيل الخدمات والتي تنجزها الدولة �أو الجماعات الترابية �أو
الم�ؤ�س�سات العمومية �أو المقاوالت التي تملكها فيها الدولة �أو �شخ�ص من �أ�شخا�ص القانون
العام مجموعة �أو �أقلية ر�أ�سمالها يهدف لدعم و تطوير ان�شطة مدرة للدخل وخلق فر�ص
العمل.
148
- 3عقود الكراء غير المتوفرة على المدة القانونية
�إن تطبيق �أحكام ظهير 24ماي 1955الملغى على عقود كراء المحالت التجارية وما
في حكمها كان رهين بانتفاع المكتري بالعين المكتراة لمدة ال تقل عن �سنتين �إذا كان
العقد كتابيا ولمدة �أربع �سنوات �إذا كان العقد �شفويا ،غير �أن الم�شرع وبمقت�ضى قانون رقم
49-16النا�سخ للظهير المذكور149حذف مدة �أربع �سنوات و�أبقى على مدة �سنتين ك�شرط
لخ�ضوع عقد الكراء لقواعد الكراء التجاري.
1147بيانات وزارة االقت�صاد واملالية بخ�صو�ص قانون املالية ل�سنة 2017من�شورة مبوقع الوزارة:
www.finance.gov.ma - le 04/05/2017.
1148للإ�شارة اقت�رصنا يف هذه الفقرة على تبيان �سبب ا�ستثناء امل�رشع لهذه العقود من نطاق تطبيق قانون رقم 49-16
على �أن نرجئ احلديث عن ال�ضوابط القانونية ل�رشط املدة يف املبحث الثاين من الف�صل الأول.
1149ن�صت الفقرة الأوىل من املادة الرابعة من قانون رقم 49-16على �أنه :ي�ستفيد املكرتي من جتديد العقد متى �أثبت
انتفاعه باملحل ب�صفة م�ستمرة ملدة �سنتني على الأقل.
53 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
وعليه فمتى �أثبت المكري �أن المكتري لم ينتفع بالعين المكتراة لمدة �سنتين ،ف�إنه
والحالة هاته ال تطبق في حق مالك العقار مقت�ضيات قانون رقم ،49-16بل تخ�ضع العالقة
التعاقدية للقواعد العامة المن�صو�ص عليها بظهير االلتزامات والعقود المغربي ،وذلك
ح�سب ما �أ�شارت �إليه المادة 37من نف�س القانون حينما ن�صت على �أنه تطبق مقت�ضيات
قانون االلتزامات والعقود على عقود الكراء التي ال تتوفر فيها ال�شروط المن�صو�ص عليها
في الباب الأول من هذا القانون ومن بينها �شرط المدة ،ما لم تخ�ضع لقوانين خا�صة.
وبالرجوع �إلى العمل الق�ضائي نجد �أن محكمة النق�ض طالما ق�ضت با�ستبعاد الحماية
القانونية الخا�صة التي يمنحها القانون المنظم للكراء التجاري على عقود الكراء التي لم
ت�ستنفد بعد المدة المقررة قانونا ،ففي قرار �صدر عن هذه الأخيرة 150اعتبرت فيه «�أنه ال
مجال لإعمال ظهير 24ماي 1955على عقد الكراء مكتوب محددة المدة ولم ين�صرم عليه
�أجل �سنتين ،وتبقى قواعد قانون االلتزامات والعقود واجبة التطبيق ،ال ظهير 24ماي 1955
لأن ن�شوء الحق في التجديد ال يقوم ما لم ينق�ضي الأجل المقرر قانونا.
وعليه ف�إن نق�صان مدة العقد عما هو مقرر قانونا ،ف�إن المكتري يكون حينها غير م�شمول
بحماية قانون رقم 49-16ولن يكون بمقدوره الحق في المطالبة بتجديد العقد151ولن يت�سنى
له الت�صرف في الحق في الكراء.
- 4عقود الكراء ال�شفوية
�إن مبد�أ �سلطان الإرادة �أ�سا�سه يكمن في حرية الأفراد على �إبرام ما ي�شاءون من العقود،
�إال �أنه والعتبارات تتعلق �أ�سا�سا بالنظام العام والآداب العامة �أو الأخالق الحميدة ،فتتدخل
كل هذه الم�ؤثرات فتكون قيدا لحرية الإرادة ،ف�إرادة الإن�سان تكون كافية وحدها دون غيرها
لإبرام العقد ودونما الحاجة �إلى �إفراغها في �شكل خا�ص.152
بيد �أنه وفي بع�ض الحاالت قد ين�ص القانون على �ضرورة توفر العقد على �شكلية
محددة ،وهو الأمر الذي �سطره الم�شرع المغربي من خالل المادة الثالثة من قانون رقم
1150قرار عدد � 646صدر بتاريخ 2011-05-05يف ملف جتاري عدد ,2011/2/3/727قرار �أورده عمر ازوكار يف
م�ؤلفه :منازعات الكراء التجاري من خالل ق�ضاء حمكمة النق�ض ,مرجع �سابق� ,ص.16.
1151حممد بونبات :الكراء التجاري بني ظهري 24ماي 1955ومدونة قانون التجارة ,مرجع �سابق� ,ص.26.
1152حممد ال�رشقاين :نظرية العقد ,طبع وتوزيع دار القلم ,الطبعة الأوىل ،ال�سنة � ,2004ص.55.
جواد الرفاعي 54
153 49-16والتي ا�شترط بموجبها وجوب كتابة عقد الكراء بمحرر ثابت التاريخ ،وذلك
نظرا لكثرة الق�ضايا التي تطرح �أمام الق�ضاء خ�صو�صا تلك المتعلقة ب�إثبات �شفوية عقود
الكراء التجاري.154
وما ي�ست�شف من المادة �أعاله �أن �شرط الكتابة الوارد بها يجب �أال يفهم على �أنه �شرط
انعقاد العقد �أو �شرط �إثباته ،بل �إن الأمر يتعلق ب�شرط تطبيق مقت�ضيان قانون رقم ،49-16
و�أن تخلف الكتابة ال يعني ذلك �أن العالقة الكرائية غير قائمة ،بل �إن عقد الكراء يظل قائما
ومرتبا لجميع �آثاره القانونية ،غير �أنه لن يخ�ضع في حالة ن�شوء نزاع ب�ش�أنه �إلى مقت�ضيات
قانون رقم ،49-16بل تطبق في حقه القواعد العامة الواردة في ظهير االلتزامات والعقود
المغربي وذلك وفقا لما ن�صت عليه المادة 37من قانون رقم .155 49-16
156
وعليه ف�إن العقود ال�شفوية التي �أبرمت بعد دخول قانون رقم � 49-16إلى حيز الوجود
لن تخ�ضع لمقت�ضياته لتعار�ضها عما جاءت به المادة الثالثة من نف�س القانون� ،أما العقود
ال�شفوية التي كانت مبرمة قبل دخول هذا القانون �إلى حيز النفاذ ت�سري عليها مقت�ضياته،
وهو ما �أ�شارت �إليه �صراحة الفقرة الأولى من المادة 38من نف�س القانون حينما ن�صت على
�أنه تطبق �أحكام قانون رقم 49-16على عقود الكراء الجارية.
ومن هنا قد تثار م�س�ألة الالم�ساواة في قانون رقم ،49-16بحيث قد يقول قائل على
�أن هناك حيف من جانب الم�شرع ال�ستبعاده العقود ال�شفوية المبرمة بعد دخول قانون رقم
49-16حيز التنفيذ من نطاق تطبيقه ،في مقابل ذلك �أبقى على عقود الكراء ال�شفوية التي
كانت مبرمة قبل دخول هذا القانون حيز التطبيق ؟
للإجابة عن هذا الت�سا�ؤل يقت�ضي الأمر الرجوع �إلى ما �أ�شارت �إليه الفقرة الثانية من
المادة 38من نف�س القانون ،حينما ن�صت على �أنه يمكن للأطراف االتفاق في �أي وقت على
�إبرام عقد مطابق لمقت�ضيات القانون المذكور.
1153للإ�شارة �أن ال�صياغة التي جاءت املادة الثالثة لي�ست كال�صياغة التي �صيغت بها يف مقرتح قانون رقم 49-16ملا قدم
�إىل الربملان ,بل �إن املادة الثالثة كانت تن�ص على �أنه :تربم عقود كراء العقارات �أو املحالت املخ�ص�صة لال�ستعمال
التجاري �أو ال�صناعي �أو احلريف وجوبا مبحرر كتابي ثابت التاريخ ,وال تخ�ضع العقود غري املحررة مبحرر كتابي
ثابت التاريخ لهذا القانون.
1154للإ�شارة �أن نف�س التوجه �سلكه امل�رشع املغربي حينما ا�شرتط �رشط الكتابة ك�ضابط للإ�ستفادة من مقت�ضيات قانون رقم
12-67املتعلق بكراء العقارات املعدة لل�سكن ال�شخ�صي �أو املهني.
1155ن�صت املادة 37من قانون رقم 49-16على �أنه :تطبق مقت�ضيات قانون االلتزامات والعقود على عقود الكراء التي
ال تتوفر فيها ال�رشوط املن�صو�ص عليها يف الباب الأول من هذا القانون ,مامل تخ�ضع لقوانني خا�صة.
1156دخل قانون رقم 49-16املتعلق بكراء العقارات �أو املحالت املخ�ص�صة لال�ستعمال التجاري �أو ال�صناعي �أو احلريف
حيز التطبيق بتاريخ 12فرباير.2017
55 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
وعليه ف�إذا حدث �أن تم �إبرام عقد �شفوي بعد دخول قانون رقم 49-16حيز التطبيق
و�أراد �أطراف العالقة الكرائية ا�ستدراك ما فاتهم بخ�صو�ص عدم توثيق عقد الكراء ،ف�إنه
والحالة هاته �أتاح لهم الم�شرع المغربي �إمكانية كتابة العقد من جديد كاتفاق ملحق للعقد
ال�شفوي الأولي.
غير �أن ما ينبغي الإ�شارة �إليه ،فحتى مقت�ضيات المادة 38من القانون المذكور ال ت�سعفنا
�أحيانا وذلك في حالة رف�ض المكري �إبرام عقد كتابي مع المكتري لتهربه من الحماية
القانونية المقررة بمقت�ضى قانون رقم .49-16
في اعتقادنا ،يمكن للمكتري �إجبار المكري على توثيق العقد في حالة الرف�ض ،ذلك
بوا�سطة لجوءه �إلى الق�ضاء الوالئي ق�صد ا�ست�صدار �أمر في �إطار الأوامر المبنية على طلب
وفقا لمقت�ضيات الف�صل 148من ق.م.م ،ق�صد �إيفاد �أحد المفو�ضين الق�ضائيين لمحل
�سكنى �أو موطن المكري لإنجاز مح�ضر ا�ستجوابي لمعرفة رغبة هذا الأخير في �إبرام عقد
كتابي مع المكتري من عدمه ,ف�إذا رف�ض ذلك يكون مح�ضر االمتناع المحرر في هذا ال�ش�أن
حجة على رف�ض المكري توثيق العقد ،ومن تم يمكن حينها للمكتري اللجوء �إلى ق�ضاء
المو�ضوع ق�صد ا�ست�صدار حكم من�شئ لعقد كرائي مكتوب ،ومن هنا يكون الق�ضاء طرف
ثالث في العالقة التعاقدية �إلى جانب المكتري والمكري ،بحيث يمكن له �أن ي�ضع �شروطا
بالنيابة على هذا الأخير ،وذلك في �إطار ما �أ�صبح يعرف بحدود قاعدة العقد �شريعة
المتعاقدين.
ودرءا لكل هاته التعقيدات ،فوجب على �أطراف العالقة التعاقدية �إبرام كافة ت�صرفاتهم
القانونية في عقد مكتوب 157وهو ما توخاه الم�شرع المغربي ق�صد ت�شجيع المتعاقدين على
كتابة اتفاقاتهم المتعلقة باالكرية التجارية من �أجل الق�ضاء على الم�شاكل التي تطرحها
فيما بعد ،158وكذا خلق نظام جديد للعالقة الكرائية وت�صور جديد للتعامل ي�ؤ�س�س على
النظام التوثيقي 159وهو ما كر�سه العمل الق�ضائي في العديد من قراراته ،بحيث جاء في
1157جاء يف قرار فريد �صدر عن حمكمة اال�ستئناف التجارية بالدار البي�ضاء� :أن الفاك�س ال يقوم مقام العقد املكتوب� ,إال
�إذا مت الإقرار به من طرف من يتم�سك به �ضده.
-قرار عدد � ،2008/2203صدر بتاريخ ،2008/04/29يف ملف جتاري عدد ،14/2007/4213 ،من�شور مبجلة
املناهج القانونية ,عدد مزدوج ،14/13 ،ال�سنة � ،2009ص.287.
1158حممد الك�شبور :احلق يف الكراء عن�رص يف الأ�صل التجاري ،درا�سة يف �إطار ظهري 1955-5-24واملدونة التجارة
اجلديدة ،مطبعة النجاح اجلديدة بالدار البي�ضاء ،الطبعة الأوىل ،ال�سنة � ،1998ص.49.
1159ر�شيد م�شقاقة :قانون ا�ستيفاء الوجيبة الكرائية� ,رشح وتعليق ,طبع ون�رش مطبعة دار ال�سالم بالرباط ,الطبعة
الأوىل ،ال�سنة � ،2000ص.22 .
جواد الرفاعي 56
قرار �صادر عن محكمة النق�ض�» 160أن �إبرام عقد الكراء عن طريق تحرير وثيقة ب�ش�أنه
ي�ؤدي �إلى �صيانة الحقوق التي تتولد عن هذا العقد والتي ال تكون م�ضمونة وم�صونة �أكثر �إال
بتوثيق هذه العالقة بمقت�ضى عقد كتابي تحدد فيه حقوق والتزامات كل طرف في العقد».
المبحث الثـاني :المدة والوجيبة الكرائية في الكراء التجاري
�إن مكوث المكتري بالعقار �أو المحل التجاري المكترى لمدة ال تقل عن �سنتين يخول له
ذلك اكت�ساب الحق التجاري (الحق في الكراء) وال يمكن �إنهاء عقد الكراء الرابط بينه
وبين المكري �إال عن طريق �سلوك الم�سطرة المن�صو�ص عليها في المادة 26من قانون رقم
49-16وما تعرفه هذه الأخيرة من �إجراءات �شكلية ا�ستوجب الم�شرع المغربي �سلوكها.
فقد ن�صت المادة الرابعة من قانون رقم 49-16على �أنه ي�ستفيد المكتري من تجديد
العقد متى �أثبت انتفاعه بالمحل ب�صفة م�ستمرة لمدة �سنتين على الأقل ويعفى المكتري من
�شرط المدة �إذا كان قد قدم مبلغا ماليا مقابل الحق في الكراء ،ويجب توثيق المبلغ المالي
المدفوع كتابة في عقد الكراء �أو في عقد منف�صل.
فالظاهر من م�ضمون المادة �أعاله �أن احتجاج المكتري بالتم�سك بالحق في الكراء
مقرون ب�ضرورة �إثبات انتفاعه بالمحل المكترى لمدة �سنتين على الأقل وب�شكل م�ستر�سل
وغير متقطع ،غير �أنه يمكن �إعفائه من هذا ال�شرط متى قدم مبلغا ماليا مقابل الحق في
الكراء� ،أو في الحالة التي يكون فيها المكتري يمار�سا الن�شاط ال�صيدلي.
والمالحظ �أن الم�شرع المغربي اعتبر �أن مرور مدة معينة بالعقار �أو المحل التجاري
يك�سب لمكتريه الحق في تجديد عقد الكراء ويكت�سب الملكية التجارية ،وبخالف ذلك
اعتبرت بع�ض الت�شريعات المقارنة كما هو ال�ش�أن بالن�سبة للت�شريع الفرن�سي على �أنه المدة
في عقد الكراء التجاري ال يجوز �أن تقل عن ت�سع �سنوات مع مراعاة بع�ض اال�ستثناءات
(المطلب الأول).
�أما فيما يتعلق بالوجيبة الكرائية ،فالم�شرع �أبقى على حرية طرفي العالقة الكرائية في
االتفاق على تحديد قيمتها ,غير �أن هذه الأخيرة يمكن مراجعتها مع مرور الوقت وذلك وفق
�ضوابط ومعايير حدد الم�شرع المغربي من خالل قانون رقم ( 07-03المطلب الثاني).
-يراجع يف هذا ال�صدد �أي�ضا :حممد املجيد مرزوق وعمر حالوي� :إثبات عقد الكراء التجاري على �ضوء القانون
واالجتهاد الق�ضائي ،مقال من�شور مبجلة املعيار ,العدد 37يونيو� ،2007ص ،49.وما يليها.
1160قرار عدد � 603صدر عن حمكمة النق�ض بتاريخ ،2012/05/31يف ملف جتاري عدد ،2011/2/3/777من�شور
مبجلة ق�ضاء حمكمة النق�ض ,العدد ،76ال�سنة � ،2013ص.123.
57 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
المدة المتطلبة قانونا ,ين�شىء عن�صرا جديدا �أو قيمة ت�ضاف �إلى الأ�صل التجاري وتزيد
من قيمته ,وهو الحق في الكراء الذي يخول للتاجر �أو ال�صناعي �أو الحرفي اال�ستقرار
واال�ستر�سال في مزاولة ن�شاطه بالمحل المكترى عن طريق اكت�سابه الحق في تجديد عقد
الكراء عند انتهائه ,وفي حالة الرف�ض يخول له تعوي�ضا عن قيمة �أ�صله التجاري ح�سب
ت�صريحاته ال�ضريبية �أو ا�ستنادا �إلى تقرير الخبير في حالة عدم وجودها.
وبالرجوع �إلى ما جاءت به المقت�ضيات القانونية الواردة بقانون رقم 49-16يت�ضح �أن
الم�شرع عمل على توحيد مدة اكت�ساب الحق في الكراء ،على عك�س ما كان معمول به في
ظل ظهير 24ماي 1955الملغى 162الذي كان ين�ص على م�س�ألة اكت�ساب الحق في الكراء
بمرور مدة �سنتين �إذا كان هناك عقد كراء مكتوب ،وفي حالة وجود عقد �شفوي ف�إن الحق
في الكراء يكت�سب بمرور مدة �أربع �سنوات من تاريخ �إبرام العقد.
وبا�ستقرائنا ما جاءت به المادة الرابعة من القانون المذكور163يت�ضح �أن الم�شرع ا�ستعمل
عبارة االنتفاع بالمحل وهي عبارة في نظرنا تعتبر غير مكتملة ,على اعتبار �أن مقت�ضيات
قانون رقم 49-16ال تطبق في حق المكتري الذي يزاول ن�شاطه التجاري بالمحل التجاري
فقط ,بل ت�سري �أي�ضا على كل مكتري لعقار يمار�س فيه ن�شاط تجاري ,فالم�شرع ن�ص وفي
مجمل مواد قانون رقم 164 49-16بعينه على �أن نطاق تطبيقه ي�سري على عقود كراء العقارات
�أو المحالت التي ي�ستغل فيها الأ�صل التجاري �أو التي يمار�س بها ن�شاط هو في الأ�صل ن�شاط
مدني ،غير �أن الم�شرع اعتبره في حكم الن�شاط التجاري165,ومن تم ف�إن التن�صي�ص على
م�س�ألة االنتفاع بالمحل وتغييب االنتفاع بالعقار �سيخلق ت�ضاربا في العمل الق�ضائي.
ومما ينبغي الإ�شارة �إليه �أنه يجب التفريق بين ا�ستغالل الأ�صل التجاري وا�ستغالل العين
المكتراة ,لأن المق�صود من ظاهر الفقرة الأولى من المادة الرابعة من القانون �أعاله هو
اال�ستغالل الفعلي للأ�صل التجاري ولي�س مجرد االنتفاع العادي بالعين المكتراة بغ�ض
1162ن�ص الف�صل اخلام�س من ظهري 24ماي 1955امللغى على �أنه :ال يحق لأي فرد �أن يطالب بتجديد العقدة ماعدا
املكرتين واملتخلى لهم عن عقدة الكراء �أو ذوي حقوقهم ممن ي�أتون هم �أو مورثوهم مبا يثبت به �إما حق انتفاع ملدة
�سنتني متتابعتني ح�صلوا عليه مبقت�ضى عقدة �أو عدة عقود خطية متوالية و�إما ما لهم من انتفاع م�سرت�سل مدة �أربع
�سنوات عمال بعقدة �أو بعدة عقود �شفوية متتابعة �أو مبقت�ضى عقود متوالية مكتوبة كانت �أو �شفوية.
1163ن�صت الققرة الأوىل من املادة الرابعة من قانون رقم 49-16على �أن :املكرتي ي�ستفيد من جتديد العقد متى �أثبت
انتفاعه باملحل ب�صفة م�ستمرة ملدة �سنتني على الأقل.
1164ينظر بالأ�سا�س �إىل املادتني الأوىل والثانية من قانون رقم 49-16املتعلق بعقود كراء العقارات �أو املحالت املخ�ص�صة
لال�ستعمال التجاري �أو ال�صناعي �أو احلريف
1165كما هو ال�ش�أن بالن�سبة لعقود كراء املحالت التي ت�ستغلها التعاونيات وامل�صحات الطبية اخلا�صة وم�ؤ�س�سات التعليم
اخل�صو�صي.
59 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
النظر عن ا�ستغالل �أي �أ�صل تجاري �أو ممار�سة ن�شاط تجاري ,ذلك �أن االنتفاع بالمحل
�أو العقار قد يح�صل بمجرد حفظ فوا�ضل الب�ضائع �أو المعدات 166بعد غلق المتجر و�إيقاف
ا�ستغالل الأ�صل التجاري �أو الن�شاط التجاري ,كما هو الحال �أي�ضا في حالة م�سك مفاتيح
المحل واالحتفاظ به –�أي المحل -ولو بدون ا�ستعماله في �شيء مخ�صو�ص ,فاالنتفاع بهذه
ال�صورة ال يدخل في ح�ساب مدة اال�ستغالل المك�سبة للحق في التجديد ,لأن هذا الحق �إنما
جعل لحماية و�ضمان ا�ستقرار الأ�صل التجاري الذي اجتهد التاجر الم�ست�أجر في �إن�شائه
وتنمية حرفائه (الزبناء) وتكوين �سمعته التجارية.
ففي اعتقادنا ينبغي ا�ستبدال عبارة االنتفاع بعبارة اال�ستغالل الفعلي للأ�صل التجاري
في حالة وجوده �أو الممار�سة الفعلية للن�شاط التجاري وما في حكمه بالمحل �أو العقار
المكترى ,وما يزكي طرحنا هذا هو ما ق�ضى به المجل�س الأعلى في �إحدى قراراته ,بحيث
جاء في �إحداها�« 167أنه الكت�ساب الحق في الكراء ال بد من ممار�سة الن�شاط التجاري في
المحل ب�صورة فعلية على وجه االحتراف خالل المدة المتطلبة قانونا».
كما ندعو الم�شرع ووفقا ما تمت المطالبة به من لدن الفقه�168سابقا �إلى �إلغاء هذه المدة
نهائيا وجعل ن�شوء الحق في الكراء تبد�أ بمجرد ن�شوء الأ�صل التجاري (توفر الزبناء),
فلي�س من المعقول �أن نعترف بوجود الأ�صل التجاري بمجرد بدء اال�ستغالل وتوفر �أول زبون,
وال نعترف للتاجر بالحق في الكراء �أو الملكية التجارية �إال بعد مرور �سنتين من االنتفاع
وبموجب عقد كراء مكتوب .
هذا وقد يثار الت�سا�ؤل في هذا ال�صدد بخ�صو�ص هل كل عقود كراء العقارات �أو المحالت
الخا�ضعة لنطاق تطبيق قانون رقم 49-16تتوفر على �أ�صل تجاري كما هو الحال بالن�سبة
للتعاونيات والم�صحات �أو الم�ؤ�س�سات المماثلة لها �أو م�ؤ�س�سات التعليم الخ�صو�صي؟
نجيب حقا �أنه ال ينبغي �إ�سقاط االقتراح القا�ضي ب�إلغاء �شرط المدة على كل العقود
ا�ستنادا لعدم توفر بع�ض المكترين لعقار �أو محل تجاري على �أ�صل تجاري ,لكن نميل �إلى
اقتراح �أو�سط وهو العمل على تخفي�ض �شرط مدة االنتفاع �إلى �ستة �أ�شهر �أو �سنة حتى
1166ر�شيد ال�صباغ :امللكية التجارية يف القانون التون�سي ,بدون دار الن�رش ,الطبعة الأوىل ،ال�سنة � ,1985ص.25.
1167قرار �صدر بتاريخ ،2004-05-26حتت عدد ،620يف امللف التجاري عدد ،02/1163من�شور مبجلة ق�ضاء
املجل�س الأعلى عدد ،63ال�سنة � ،2005ص ،183.وما يليها.
� 1168أحمد �شكري ال�سباعي :الو�سيط يف الأ�صل التجاري ,درا�سة يف قانون التجارة املغربي والقانون املقارن والفقه
والق�ضاء ,اجلزء الثاين ,دار ن�رش املعرفة ,الطبعة الثانية ،ال�سنة � ،2014ص.37.
جواد الرفاعي 60
يتمكن المكتري اال�ستفادة من الحماية القانونية التي �أ�ضفاها قانون رقم 49-16على عقود
الأكرية التجارية ب�شكل ي�سير.
وبالرجوع �إلى العمل الق�ضائي نجد �أن الق�ضاء169وبمجرد ت�أكده من عدم تحقق �شرط
المدة في عقد الكراء يطبق في حق العالقة الكرائية المقت�ضيات العامة الواردة في ظهير
االلتزامات والعقود المغربي �أو اال�ستناد �إلى الن�صو�ص الخا�صة.
ففي قرار �صدر عن محكمة النق�ض 170اعتبرت فيه «�أن المحكمة م�صدرة القرار
المطعون فيه لما ثبت لها �أن عقد الكراء يبتدئ �سريان مفعوله بتاريخ 2009-08-17و�أن
الإنذار بلغ بتاريخ � 2011-8-8أي قبل مرور �سنتين المن�صو�ص عليها في الف�صل الخام�س
من ظهير 24ماي 1955وخل�صت �إلى �أن القانون الواجب التطبيق هو ظهير 1980-12-25
والذي حل محل ظهير 1928-5-5لم تخرق �أي مقت�ضى وعللت قرارها تعليال �سليما ويبقى
ما ورد بالو�سيلتين غير مرتكز على �أ�سا�س.
�أما بخ�صو�ص محاكم المو�ضوع ,ف�إن معظم المحاكم التجارية بالمغرب �شرعت في
تطبيق مقت�ضيات المادة الرابعة من قانون رقم 49-16ب�شكل فوري ,بحيث جاء في حكم
�صدر عن المحكمة التجارية بمراك�ش� 171أنه وبالرجوع �إلى وثائق الملف وخا�صة عقد الكراء
يتبين �أن مدة ا�ستغالل المدعي في الملف الأ�صلي للعين المكتراة في ن�شاطه التجاري لم
تتجاوز بعد ال�سنتين ,الأمر الذي يكون معه �شرط المدة لم يتحقق بعد حتى تطبق مقت�ضيات
القانون رقم 49-16على العالقة القانونية بين الطرفين ،مما تبقى معه هذه الأخيرة
خا�ضعة لمقت�ضيات الكراء المنظمة بظهير االلتزامات والعقود طبقا لما تن�ص عليه المادة
37من القانون المذكور �أعاله.
وفي حكم �آخر �صدر عن نف�س المحكمة172جاء في م�ضمونه �أنه «لما كان الثابت من
خالل عقد الكراء المبرم بين الطرفين بتاريخ � 2012-02-29أن المدعى عليه ي�ستغل
1169جاء يف قرار عدد � 28صدر عن املجل�س الأعلى بتاريخ ،2002-01-02يف ملف عدد� ,99/1/3/1611أن :عدم
مرور �سنتني �أو �أربع �سنوات ح�سب �شكلية العقد يجعل املكرتي ال يحظى بحماية ظهري 24ماي ,1955قرار من�شور
مبجلة الق�رص ،العدد اخلام�س ,ال�سنة � ,2003ص.145 .
1170قرار �صدر بتاريخ 2015-07-02حتت عدد ،2-433يف ملف جتاري عدد ,2015/2/3/412قرار غري من�شور.
1171حكم رقم � 36صدر بتاريخ ،2017-03-16يف ملف جتاري عدد ,2016/8206/1649حكم غري من�شور.
1172حكم رقم � 77صدر بتاريخ ،2017-03-16يف ملف جتاري عدد ,2016/8207/2520حكم غري من�شور.
-جاء يف �إحدى الأحكام ال�صادرة عن املحكمة التجارية مبكنا�س �أنه :ملا كان عقد الكراء الرابط بني الطرفني حمددا يف
مدة تقل عن ال�سنتني ف�إن ذلك يجعل املكرتي يف نازلة احلال غري خا�ضع حلماية ظهري 24ماي ،1955وتكون بالتايل
القواعد العامة املن�صو�ص عليها يف الظهري املكون ملدونة االلتزامات والعقود هي الواجبة التطبيق ب�ش�أن الإفراغ.
-حكم رقم � 275صدر بتاريخ ،2016/03/01يف ملف عدد ،2015/8206/1228حكم غري من�شور.
61 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
العين المكتراة في ن�شاطه التجاري لمدة تفوق �سنتين ,مما تكون معه العالقة القانونية
بين الطرفين خا�ضعة لمقت�ضيات القانون رقم 49-16المتعلق بكراء العقارات �أو المحالت
المخ�ص�صة لال�ستعمال التجاري �أو ال�صناعي �أو الحرفي .
وبا�ستقرائنا للعديد من قرارات المجل�س الأعلى (محكمة النق�ض حاليا) وخ�صو�صا
تلك المتعلقة ب�شرط المدة تبين لنا �أن هناك خلط وتناق�ض في بع�ض القرارات ,ففي ما
يخ�ص واقعة الخلط ,ف�إن المجل�س الأعلى وبمقت�ضى قرار �صدر عنه ,173اعتبر فيه �أن
محكمة اال�ستئناف بت�أييدها للأمر الم�ست�أنف وعدم ت�أكدها من توافر المكتري على الأ�صل
التجاري قبل الأمر بتطبيق مقت�ضيات ظهير 1955في حقه تكون قد خرقت مقت�ضيات
الف�صل الخام�س من الظهير وعر�ضت قرارها للنق�ض.
وبتحليلنا للقرار المذكور �أعاله ي�ستبان �أن المجل�س الأعلى لم يفرق بين الأ�صل التجاري
وبين الحق في الكراء ,لأن التعليل الذي احتكم �إليه بكون �أن المكتري ال يتوفر على �أ�صل
تجاري هو تعليل مجانب لل�صواب ,فالمق�صود هو الحق في الكراء عو�ض الأ�صل التجاري,
لأن هذا الأخير ين�ش�أ بمجرد دخول �أول زبون للمحل المكترى ,كما �أنه ين�ش�أ بمنائ عن ن�شوء
الحق في الكراء ,فهناك فرق جوهري بينهما و�إن كان هذا الأخير عن�صر م�شكال للأ�صل
التجاري� ,إال �أنه ال يعتبر ركيزة �أ�سا�سية بحيث يوجد الأ�صل التجاري بوجوده ودون وجوده,
على خالف الزبناء وال�سمعة التجارية.174
�أما فيما يخ�ص م�س�ألة تناق�ض المجل�س الأعلى في قراراته ,ف�إنه تارة يقر بتطبيق قواعد
قانون االلتزامات والعقود على عقود الكراء التي ال يتحقق فيها �شرط المدة المن�صو�ص
عليها قانونا ,بحيث جاء في �إحدى قراراته�« 175أنه ال مجال لإعمال ظهير 24ماي 1955
على عقد الكراء مكتوب ومحددة المدة ,لم ين�صرم عليه �أجل �سنتين ,وتبقى قواعد قانون
االلتزامات والعقود واجبة التطبيق ال ظهير 24ماي ,1955لأن ن�شوء الحق في التجديد ال
يقوم ما لم ينق�ض الأجل المقرر قانونا».
1173قرار حتت عدد � 28صدر بتاريخ 2001-01-02يف ملف عدد 99/1611من�شور بالتقرير ال�سنوي للمجل�س الأعلى
ل�سنة � ،2001ص 132 .وما يليها.
1174ن�صت املادة 80من مدونة التجارة على �أنه :ي�شتمل الأ�صل التجاري وجوبا على زبناء و�سمعة جتارية وي�شمل �أي�ضا
كل الأموال الأخرى ال�رضورية ال�ستغالل الأ�صل كالإ�سم التجاري وال�شعار واحلق يف الكراء والأثاث التجاري
والب�ضائع واملعدات والأدوات وبراءات االخرتاع والرخ�ص وعالمات ال�صنع والتجارة واخلدمة والر�سوم
والنماذج ال�صناعية وب�صفة عامة كل حقوق امللكية ال�صناعية �أو الأدبية �أو الفنية امللحقة بالأ�صل.
1175قرار عدد 646م�ؤرخ يف ،2011/05/05يف ملف جتاري عدد � ،2011/2/3/727أورده عمر ازوكار يف م�ؤلفه:
منازعات الكراء التجاري من خالل حمكمة النق�ض ,مرجع �سابق� ,ص.16.
جواد الرفاعي 62
وتارة يلزم �أي -المجل�س الأعلى -محاكم المو�ضـ ـ ــوع بتطبي ـ ـ ــق مقت�ضـ ـ ــيات ظهير
176 1980-12-25عند تخلف �شرط المدة في عقد كراء لمحل تجاري ,ففي قرار �صدر
عن المجل�س المذكور 177اعتبر �أنه لما ثبت للمحكمة �أن كراء المحل المعد للتجارة لم يمر
عليه المدة المحددة في الف�صل الخام�س من ظهير 1955/05/24لي�صبح محميا بالظهير
المذكور ,فكان عليها اعتماد مقت�ضيات الف�صل 41من الظهير المذكور القا�ضية بتطبيق
ظهير 1928/05/05والتي حلت محلها �أحكام ظهير 80/12/25ال �أحكام الف�صل 688من
ق.ل.ع مما يعر�ض قرارها للنق�ض والإبطال.
وقد جانب هذا القرار ال�صواب عندما ارتكن على ظهير 1980ولم يطبق مقت�ضيات
ظهير االلتزامات والعقود ,على اعتبار �أن المحل مو�ضوع النزاع كان معدا لال�ستغالل
التجاري �أو ال�صناعي �أو الحرفي ولم يكن معدا لل�سكن �أو لال�ستعمال المهني حتى يتم
تطبيق مقت�ضيات هذا الظهير ,لأن العبرة بالن�شاط الممار�س بالمحل المكترى وهو الن�شاط
التجاري ولي�س ال�سكن �أو الن�شاط المهني.
ومهما يكن ف�إن الفقه 178اعتبر �أن قانون االلتزامات والعقود يعد في �صالح المكري
وظهير 1980المغير والمتمم بقانون – 1999قبل ن�سخه بالقانون رقم 67-12ل�سنة 2013
(المادة )75يعد في �صالح المكتري و�إن كان بدرجة �أقل من ظهير 24ماي .1955
ثانيا :من حيث اال�ستثناء :
عمل الم�شرع المغربي على منح بع�ض المكترين الحق في الكراء منذ لحظة �إبرام عقد
الكراء ،وذلك اعتبارا لبع�ض الن�صو�ص الخا�صة( )1واحتكاما �إلى عرف �سائد �أ�صبح
منظما بمقت�ضى ن�ص قانوني (.)2
- 1ا�ستثناء بن�ص خا�ص :
�إن الم�شرع المغربي �أحدث ا�ستثناء عن المقت�ضيات القانونية المنظمة الكت�ساب الحق
في الكـ ـ ــراء �س ـ ـ ــواء تلك الواردة في ظهير 24ماي 179 1955الملغى �أو في قانون رقم
1176للإ�شارة ف�إن هذا الظهري قد ن�سخ مبقت�ضى قانون رقم 67-12ال�صادر بتنفيذه ظهري �رشيف رقم � 1.13.111صادر
يف 15من حمرم 19( 1435نونرب )2013املن�شور باجلريدة الر�سمية عدد 6208بتاريخ 24حمرم 28( 1435نونرب
� )2013ص.7328 .
1177عبد العزيز توفيق :ق�ضاء املجل�س الأعلى يف الكراء التجاري ,مرجع �سابق� ,ص.85.
� 1178شكري ال�سباعي :الو�سيط يف الأ�صل التجاري ,درا�سة يف قانون التجارة املغربي والقانون املقارن والفقه والق�ضاء,
مرجع �سابق� ,ص.42 .
1179ينظر �إىل الف�صل اخلام�س من ظهري 24ماي 1955امللغى.
63 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
،180 49-16بحيث �أنه وبمقت�ضى قانون رقم 17.04المتعلق بمدونة الأدوية وال�صيدلية منح
لل�صيدلي ال�صفة التجارية وكذا الحماية القانونية التي تقدمها قواعد الكراء التجاري .
فقد ن�صت الفقرة الأولى من المادة 61من القانون المذكور على �أن كراء المحالت التي
تقام بها ال�صيدليات تخ�ضع لأحكام الظهير ال�صادر في � 2شوال ( 1374موافق 24ماي
)1955ب�ش�أن عقود الأمالك والأماكن الم�ستعملة للتجارة �أو ال�صناعة �أو الحرف ,وا�ستثناء
من �أحكام الف�صل الخام�س من الظهير ال�شريف المذكور يطبق حق تجديد عقد الكراء
ابتداء من تاريخ فتح ال�صيدلية.
والمالحظ من المادة �أعاله �أن الم�شرع فر�ض تجديد عقد الكراء ابتداء من يوم فتح
ال�صيدلية في وجه العامة وبدء ال�شروع في ا�ستغاللها ومن دون انتظار مرور مدة ال�سنتين
المن�صو�ص عليها في الفقرة الأولى من المادة الرابعة من قانون رقم 49-16لكي يكت�سب
المكتري الحق في الكراء ,والذي يترتب على ن�ش�أته مجموعة من ال�ضمانات الهامة التي
تزيد في القيمة االقت�صادية لن�شاط ال�صيدلي.
فحق الكراء يعتبر بمثابة ر�أ�س مال هام يخول لل�صيدلي الحق في و�ضعه على �سبيل
الرهن للح�صول على قر�ض من �إحدى الم�ؤ�س�سات البنكية ,كما �أنه يمكن لل�صيدلي �أن يقوم
بتفويته �إلى مقتني الأ�صل التجاري ,وكل �شرط من �ش�أنه حرمانه من تفويت هذا الحق يعتبر
باطال وك�أن لم يكن وذلك وفقا لما ن�صت عليه الفقرة الأولى من المادة 25من قانون رقم
.181 49-16
لكن ما ينبغي الإ�شارة �إليه في هذا المجال� ,أن العبرة باكت�ساب الحق في الكراء بالن�سبة
لل�صيدالني هي بفتح ال�صيدلية في وجه العموم ولي�س بمجرد �إبرام عقد الكراء ,خ�صو�صا
و�أننا نعلم �أنه يتوقف �إحداث �صيدلية ما الح�صول على �إذن ت�سلمه ال�سلطة الإدارية المخت�صة
بالإقليم �أو بالعمالة التي يعتزم ال�صيدلي �إقامة �صيدليته في دائرة نفوذها وذلك بناء على
مح�ضر معاينة المطابقة.182
ومن تم ف�إن عدم فتح ال�صيدلية في وجه العموم ال يخول لل�صيدلي اكت�ساب الحق
في الكراء وال يخ�ضع لمقت�ضيات قانون رقم 49-16كليا في حالة ما �إذا ن�شب نزاع بينه
1180ينظر �إىل املادة الرابعة من قانون رقم .49-16
1181تن�ص الفقرة الأوىل من املادة 25من قانون رقم 49-16على �أنه :يحق للمكرتي تفويت حق الكراء مع بقية عنا�رص
الأ�صل التجاري �أو م�ستقال عنها دون �رضورة احل�صول على موافقة املكري ,وبالرغم من كل �رشط خمالف.
1182ينظر يف هذا ال�صدد �إىل املادة 57من قانون رقم 17.04املتعلق مبدونة الأدوية وال�صيدلة.
جواد الرفاعي 64
وبين مالك العقار �أو المحل التجاري ,ففي حكم �صدر عن المحكمة االبتدائية بالفقيه
بن �صالح 183اعتبرت فيه «�أن الدفع بعدم االخت�صا�ص النوعي المثار �أمامها غير م�ستند
على �أ�سا�س قانوني �سليم ,على اعتبار �أن المكتري لم يقم بعد بفتح ال�صيدلية حتى ي�سند
االخت�صا�ص ب�ش�أن العقد المبرم بينه وبين المكري للمحاكم التجارية ،مما يجعل القواعد
العامة المن�صو�ص عليها في قانون االلتزامات والعقود هي الواجبة التطبيق.
كما �أنه يثار الت�سا�ؤل حول مدى �إمكانية ال�صيدلي الذي يزاول ن�شاطه بمحل متواجد
بمركز تجاري االحتجاج بم�ضمون المادة 61من قانون رقم 17.04المتعلق بمدونة الأدوية
وال�صيدلة والتي منحت له الحق في تجديد عقد الكراء ابتداء من تاريخ فتح ال�صيدلية ؟
نعتقد �أنه ال يمكن لل�صيدلي �أن يحتج بم�ضمون المادة الم�شار �إليها �أعاله لكون �أن الفقرة
الخام�سة من المادة الثانية من قانون رقم 49-16ا�ستثنت وب�شكل �صريح جميع عقود كراء
العقارات �أو المحالت الموجودة بالمراكز التجارية من نطاق تطبيق هذا القانون ،وعليه
ف�إن اال�ستئناء الوارد في المادة 61من قانون مدونة الأدوية وال�صيدلة لن ي�سعف ال�صيدلي
في �أي �شيء �إذا كان محل مزاولة ن�شاطه ال�صيدالني متواجد بمركز تجاري.
بقي �أن ن�شير �أن قانون رقم 49-16لم ي�شر �إلى �أي �إحالة �صريحة على المادة 61من
قانون رقم 17.04المتعلق بمدونة الأدوية وال�صيدلة ,وهو الأمر الذي �سيخلق نوع من
الت�ضارب في العمل الق�ضائي بخ�صو�ص معرفة ما هو القانون الواجب التطبيق ,فهل �سيتم
تطبيق مقت�ضيات قانون رقم 49-16باعتباره ن�ص خا�ص� ,أم �أن قانون رقم 17.04هو
الن�ص الخا�ص ؟
في اعتقادنا �أن الن�ص الواجب التطبيق هو قانون رقم 17.04باعتباره ن�ص يتعلق بفئة
خا�صة من التجار ،ومن تم ف�إنه ال يجوز تطبيق مقت�ضيات الف�صل 474من ظ.ل.ع 184على
ال�صيدلي ،هذه الأخيرة التي تن�ص على �أن القانون الالحق يلغي القانون ال�سابق ،ولدرء
هذا الغمو�ض كان حري بالم�شرع المغربي �أن ين�ص في فقرة م�ستقلة في المادة الرابعة
من قانون رقم 49-16على ا�ستثناء المحل المزاول فيه مهنة ال�صيدلة من �شرط المدة
المتطلبة قانونا� ,إلى جانب حالة الإعفاء المتمثلة في تقديم مبلغ مالي مقابل الح�صول
على الحق في الكراء ،كما �أن الأمر يقت�ضي كذلك تعديل م�ضمون المادة 61من قانون رقم
1183حكم رقم � 278صدر بتاريخ ،2015/12/09يف ملف عدد ،2015/203حكم غري من�شور.
1184ين�ص الف�صل 474من ظ.ل.ع على �أنه :ال تلغى القوانني �إال بقوانني الحقة ،وذلك �إذا ن�صت هذه �رصاحة على
الإلغاء� ،أو كان القانون اجلديد متعار�ضا مع قانون �سابق �أو منظما لكل املو�ضوع الذي ينظمه.
65 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
17.04المتعلق بمدونة الأدوية وال�صيدلة والتي الزال تحيل على مقت�ضيات ظهير 24ماي
,1955والحال �أن هذا الأخير ن�سخ كليا ولم يعد له �أي وجود.
- 2ا�ستثناء بعرف نظم بمقت�ضى ن�ص قانوني :
لقد ر�أينا �سابقا �أنه لكي يكت�سب المكتري الحق في الكراء بعقار �أو محل تجاري يزاول
به ن�شاطه التجاري �أو ال�صناعي �أو الحرفي البد من �إثبات انتفاعه بالمحل المكترى لمدة
�سنتين كاملتين وبا�ستغالله الفعلي لأ�صله التجاري �إن وجد ,وذلك ح�سب منطوق الفقرة
الأولى من المادة الرابعة من قانون رقم 49-16المتعلق بكراء عقود العقارات �أو المحالت
المخ�ص�صة لال�ستعمال التجاري �أو ال�صناعي �أو الحرفي.
غير �أن الم�شرع وبالإ�ضافة �إلى حالة ال�صيدالني185ارت�أى �أن يمنح للمكتري مجموعة من
ال�ضمانات الذي ترمي �إلى حمايته تحت غطاء القواعد القانونية المنظمة للكراء التجاري,
حيث جعل من تقديم مبلغ مالي من طرف �شخ�ص للمكري �أو المكتري الأ�صلي �إعفاءا من
�شرط المدة المتطلبة قانونا186ومن تم يعتبر حينها مكت�سبا للحق في التجديد عقد الكراء
منذ الخطوة الأولى.
وفي الواقع ف�إن ما جاءت به مقت�ضيات الفقرة الثانية من المادة الرابعة من القانون
المذكور �أعاله عملت على تقنين ممار�سة �شائعة في مختلف دول العالم ,187والتي تعرف
عندنا ببيع ال�ساروت �أو المفتاح.188
وقد عرف الفقه189بيع المفتاح �أو حق الخطوة الأولى نحو الدخول �إلى المحل ذلك المبلغ
المالي �أو غيره الذي يدفعه المكتري الجديد �إما �إلى مكتري �سابق �أو قديم مقابل مغادرته
للمحل �أو العقار المعد للتجارة �أو ال�صناعة �أو الحرفة ,و�إما �إلى مالك العقار �أو المحل
مقابل الحق في ا�ستخدامه لأول مرة في التجارة �أو ال�صناعة �أو الحرفة كذلك.
1185وهي احلالة التي �سبق �أن �أ�رشنا �إليها �سابقا ,والتي مت التن�صي�ص عليها مبوجب املادة 61من قانون رقم 17.04املتعلق
مبدونة الأدوية وال�صيدلة.
1186ينظر �إىل الفقرة الثانية من املادة الرابعة من قانون رقم .49-16
1187يف فرن�سا مت تنظيم هذه املمار�سة مبوجب قانون 30يونيو .1926
1188للإ�شارة ف�إن هذا احلق يتخذ جمموعة من امل�صطلحات منها ما هو عربي �إ�سالمي كاخللو واحلالوة والغبطة وبيع
املفتاح �أو ال�ساروت ,ومنها ما هو �أجنبي كت�سميته حـــــق الرجل وحق العتبة �أو اخلطــــــوة الأوىل نحو املحــــل
« » pas de porte ou droit de porte
� 1189أحمد �شكري ال�سباعي :الو�سيط يف الأ�صل التجاري ,اجلزء الأول ,مرجع �سابق� ,ص.47.
جواد الرفاعي 66
وعليه ف�إن الطبيعة القانونية لهاته الممار�سة تكاد ال تخلو من �صورتين ,الأولى تتجلى في
بيع المفتاح من طرف المكتري للعقار �أو المحل التجاري ,والثانية تتمثل في الخلو نحو باب
الدخول �إلى المحل �أو العقار.
ففي الحالة الأولى يعتبر بيع ال�ساروت ذلك المقابل المادي الذي يدفعه المكتري الجديد
�إلى المكتري الذي يعتمر العقار �أو المحل المخ�ص�ص للتجارة �أو ال�صناعة �أو الحرفة مقابل
�إخالئه من المكان ,ويعد هذا التفويت �أو البيع جائز قانونا� ,سواء تم التفويت رفقة الأ�صل
التجاري �أو انفراديا ,غير �أن المجل�س الأعلى وفي �إحدى قراراته اعتبر �أن هذه الممار�سة
تعتبر باطلة وال �أ�سا�س قانوني يوجب م�صداقيتها ,بحيث جاء في �إحدى قراراته� 190أن
المقابل الذي يت�سلمه المكري �صاحب المحل الذي هو عبارة عن �ساروت لي�س �سبب م�شروع
ما دام لم يمار�س به �أي ن�شاط ,مما يتعين معه �إرجاع ذلك المقابل لمكتري المحل المكرى
ا�ستنادا �إلى مقت�ضيات الف�صل 75من قانون االلتزامات والعقود والف�صول 1و 2و 3من
ظهير 24ماي .1955
وبتفح�صنا �إلى ما �أقره المجل�س الأعلى في هذا القرار ,ي�ستبان �أن ممار�سة بيع المفتاح
�أو ال�ساروت تعتبر باطلة في حالة �إذا تمت عملية التفويت من دون �أن يكون هناك �أي ن�شاط
تجاري �أو �صناعي �أو حرفي ممار�س بالمحل المكترى ,وبمفهوم المخالفة ف�إنه متى �أثبت
المكتري �أنه تم هناك ا�ستغالل العقار �أو المحل لممار�سة ن�شاط تجاري وما في حكمه ,ف�إنه
والحالة هاته تعد عملية بيع ال�ساروت �أو المفتاح جائزة قانونا والتي ال تعدو �أن تكون �صورة
من �صور بيع الحق في الكراء.
�أما بخ�صو�ص الحالية الثانية ,ف�إنه يعتبر الخلو �أو مقابل الحق في الخطوة الأولى نحو
العقار �أو المحل ذلك المبلغ الذي يدفع �إلى مالك العقار �أو المحل وذلك لتعوي�ضه عن الخ�سارة
التي �ستلحق القيمة االقت�صادية للمحل جراء احتالله �أو اعتماره من طرف مكتر تاجر �سيملك
الحق في تجديد عقد الكراء دون حدود ,191وال يمكن �إفراغه منه �إال مقابل تعوي�ض عن فقدانه
الحق في الكراء ,كما يمكن �أن يكون ذلك المبلغ ت�سبيقا للوجيبة الكرائية.192
1190قرار عدد � 723صدر بتاريخ ،1999-05-12يف ملف جتاري عدد ,1990/4147قرار �أورده حممد بفقري يف
م�ؤلفه :قانون كراء املحالت التجارية والعمل الق�ضائي املغربي ,من�شورات درا�سات ق�ضائية� ,سل�سلة القانون والعمل
الق�ضائي املغربيني ,الطبعة الأوىل ،ال�سنة � 2011ص.21.
� 1191أحمد �شكري ال�سباعي :الو�سيط يف الأ�صل التجاري ,اجلزء الأول ,مرجع �سابق� ,ص.50.
192. Frank Azoulay. La nature juridique du pas de porte. Article juridique publié au cite www.
azoulay-avocats.com le 17-08-2017.p6.
67 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
وبالرجوع �إلى العمل الق�ضائي المغربي نجد �أنه في بع�ض القرارات �أقرت م�شروعية
193
بيع ال�ساروت �أو المفتاح ,ففي قرار �صدر عن محكمة اال�ستئناف بالرباط اعتبرت فيه
«�أن المبالغ المدفوعة تنفيذا لعقد الكراء مقابل االنتفاع من الأماكن ت�شكل �أجرة كراء
�سواء كان الأداء دوريا �أو في �شكل مبلغ �إجمالي و�أن القانون ال يحدد �أو ي�سعر �أجرة الكراء
التجاري ،ومن حق الأطراف االتفاق على تكملة �أو �إ�ضافة لفائدة المكري تقيه من �إجراءات
اللجوء �إلى المطالبة بمراجعة الكراء المحتملة كل مرة ,ومن الجائز �أال يكون الخلو (�أو بيع
المفتاح) تكملة للكراء ,و �إنما ي�شكل في بع�ض الحاالت اتفاقا م�ستقال ال يهدف بال�ضرورة
�إلى �أداء �سابق للأوان لأجرة الكراء بل يكون نوعا من ثمن العقد.
�أما فيما يخ�ص الت�شريع الفرن�سي ,ف�إن الم�شرع الفرن�سي منح للأطراف الحرية في
تحديد مبلغ بيع حق الخطوة االولى « » pas de porte ومن دون �أن يخ�ضع هذا التحديد
�إلى مراقبة ق�ضائية� 194أو قانونية ،فبيع ال�ساروت بفرن�سا �إما �أن يتم دفع مبلغا �إلى المكري
كوجيبة كرائية ومن تم ال يمكن لمالك العقار �أن يفر�ض �أي زيادة في ال�سومة الكرائية� ,أما
�إذا تم دفع المبلغ �إلى المكتري ال�سابق نتيجة تخليه عن ملكيته التجارية ,ف�إن المكري مالك
العقار �أو المحل يمكن له �أن يطالب بالزيادة في ال�سومة الكرائية.
بقي �أن ن�شير �أن عملية بيع ال�ساروت �أو المفتاح تعتبر واقعة من�شئة لل�ضريبة ,بحيث
ي�سري عليها ما ي�سري على ال�ضرائب المفرو�ضة على الأرباح العقارية 195،فقد يحدث
�أن يقوم كل من المكتري الجديد والمالك العقار �أو المكتري ال�سابق ب�إ�ضفاء على عملية
التفويت تكييفا قانونيا معينا للتهرب من �أداء ال�ضريبة على الأرباح المنقولة والمتمثلة في
بيع ال�ساروت �أو المفتاح ,هنا الإدارة ال�ضريبية تتدخل وتعيد تكييف العقد ح�سب و�صفه
الحقيقي على خالف الو�صف الذي �أعطي له من قبل �أطراف العقد.196
1193قرار �أورده ابراهيم زعيم وحممد فركت يف م�ؤلفهما :الكراء ,ن�صو�ص واجتهادات ,1985-1913مرجع �سابق,
�ص.222 .
194. Arrét du tribunal du castion française. Chambre civile 14/11/1962 . Arrét publié par Franck
Azoulay - in article juridique. La Nature juridique du pas de porte. Ouvrage précité. p.2.
1195للإ�شارة ف�إن �سعر ال�رضيبة املفرو�ض على الأرباح العقارية يحدد يف ن�سبة 20يف املائة.
196. Francky Azoulay. La fiscalité du pas de porte. Article juridique publié au cite www.
azoulay-avocats.com le 17-08-2017. p. 5.
جواد الرفاعي 68
♦في حالة تغيير المكتري لن�شاطه التجاري الممار�س بالمحل المكترى بدون موافقة
المالك.
كما �أنه لكي يتحلل كل من المكري والمكتري من هذا االلتزام الطويل الأمد لأ�سباب
ذاتية ما لم يت�ضمن العقد �شرطا مخالفا ,يجب �أن يتم توجيه �إ�شعار �إما عن طريق ر�سالة
بالبريد الم�ضمون مع الإ�شعار بالتو�صل �أو عن طريق مفو�ض ق�ضائي وذلك قبل �ستة �أ�شهر
عند انتهاء مدة كل ثالث �سنوات201و�أن مدة تجديد عقد الكراء تكون هي الأخرى لت�سع
�سنوات مالم يتفق الأطراف على مدة �أطول وذلك ح�سب ما ن�ص عليه الف�صل 145-12من
مدونة التجارة الفرن�سية.202
ثانيا :العقود الق�صيرة الأمد
مبدئيا تعتبر عقود الكراء التجاري بفرن�سا خا�ضعة لنظام خا�ص تمنح للمكتري مجموعة
من االمتيازات كالحق في الكراء لمدة ت�سع �سنوات والحق في تجديده.
لكن الم�شرع الفرن�سي �أحدث مكنة خا�صة لأطراف العالقة الكرائية ق�صد عدم �إخ�ضاع
عقد الكراء للقواعد المنظمة للكراء التجاري ,بحيث منحهم الحق في �إبرام عقد الكراء
الق�صير الأمد ب�شرط �أال تتجاوز مدته �سنتين �سواء �أكانت بموجب عقد واحد �أو عدة عقود
متتالية ،وذلك ح�سب ما ن�ص عليه الف�صل 145-5من مدونة التجارة الفرن�سية ،203كما
يجب �أن يكون اللجوء �إلى �إبرام عقد الكراء الق�صير الأمد ا�ستنادا على �أ�سباب مو�ضوعية
وم�شروعية حتى يمكن االعتداد بهذا النوع من العقود.204
بحيث تم و�ضع هذا النظام من طرف الم�شرع الفرن�سي من �أجل ال�سماح للأطراف
اال�ستئنا�س ببع�ضهم البع�ض وتعرف المكري على المكتري عن قرب قبل �إبرام عقد
الكراء التجاري ،205هذا الأخير وقبل �أن يحوز المحل المراد كرائه وقبل �أن ين�شئ �أ�صله
201. Francky Azoulay« Les baux dérogatoire après la loi Pinel »Article juridique. Publié au
cite www.azoulay-francky.com le 24-04-2017. p.13.
202. La durée du bail renouvelé est de neuf sans sauf accord des parties pour une durée plus
longue
2203للإ�شارة ف�إنه قد مت تعديل مقت�ضيات هذا الف�صل مبقت�ضى املادة الثالثة من قانون رقم 2014-626ال�صادر بتاريخ
.2014/06/18
204. Arrêt du Cassation Française. Chambre civile 15-03-1972 n° 71-10.482. Arrêt publié
par Joan Dray in Article juridique « La transformation du bail de courte durée en bail
commercial publié au cite www.joandray-avocats.com le 25-01-2012. p.10.
205. Joan Dray. ouvrage précité. p.13.
جواد الرفاعي 70
التجاري206عليه يقوم بتقييم موقع وجودة المحل بعدها يمكن له �أن يتفق مع المكري لإبرام
عقد كراء تجاري طويل الأمد.
ويترتب على �إبرام عقد الكراء لمدة ق�صيرة عدم �إمكانية المكتري اكت�ساب الملكية
التجارية ومن تم يعتبر قد تنازل وبطريقة وا�ضحة عن اال�ستفادة من الحماية القانونية
المنظمة للكراء التجاري ,وبالتالي يكون مرتبط مع المكري فقط بعقد كراء ق�صير محدد
بمدة معينة.207
ومن بين النتائج التي تترتب على �إبرام عقد الكراء محدد المدة �أنه �إذا انتهى الأجل
المن�صو�ص عليه في العقد والذي يجب �أال يتجاوز مدة �سنتين ال يجبر المكري على �إر�سال
�إ�شعار للمكتري ق�صد تجديد العقد ,ومن تم يعتبر هذا الأخير حينها محتال للمحل بدون
�سند قانوني ،غير �أنه في الحالة ما �إذا تجدد العقد بعد مرور �سنتين وبموافقة كال الطرفين,
ففي هذه الحالة ي�صبح العقد عقد كراء تجاري.208
بقي �أن ن�شير �أن �إبرام عقد الكراء ق�صير الأمد وذلك بغية عدم �إخ�ضاعه للمقت�ضيات
القانونية المنظمة لعقود الكراء التجاري بفرن�سا ال يفتر�ض ,بل ينبغي التن�صي�ص على ذلك
�صراحة في العقد من لدن االطراف ,لأن المحاكم من ال�صعب �أن تتقبل �أن هناك عقد كراء
غير محدد المدة وم�ستر�سل ال يخ�ضع لقواعد الكراء التجاري.209
هذا وت�ضاف عقود كراء �أخرى �إلى جانب عقد المحدد المدة والتي �أقرها الم�شرع
الفرن�سي ق�صد تفادي تطبيق مقت�ضيات القواعد القانونية المنظمة للكراء التجاري ومن
بينها عقود الكراء االحتالل الم�ؤقت وعقود الكراء المو�سمية.
206. Arrêt du Cour d’appel du Versailles 12-01-1995 n 94-7406. Arrêt publié par Joan Dray.
Ouvrage précité. p.13.
207. Arrêt du Cour d’appel de Paris en date du 17/02/2016 n° 15/10553 publié par Joan Dray
in article juridique. p. 6.
208. Arrêt de Cassation française. Chambre civile. en date du 23-03-2007 publié par Joan
Dray. Ouvrage précité. p.12.
209. Arrêt du Cassation Française . Chambre civile en date du 02-02-2005 n 135 publié par
Joan Dray .ouvrage précité . p.13.
71 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
210
المطلب الثاني :الوجيبة الكرائية
�إن عقد الكراء التجاري يقوم على مبد�أ �أ�سا�سي قوامه ترا�ضي طرفي العقد على ال�شروط
والعنا�صر التي يقوم عليها ،ومن جملة هذه العنا�صر تلك المتعلقة بتحديد الوجيبة الكرائية,
بحيث ال يتدخل القانون في تحديدها في حالة عدم اتفاق الطرفين على وجيبة محددة ،بل
�إن الأمر وكل للق�ضاء ,211مما ي�ستنتج �أن الم�شرع �أقر حرية الأطراف 212ك�أ�صل لتحديد
الوجيبة الكرائية (الفقرة الأولى) ،غير �أن هذه الوجيبة قد ال تت�سم بالثبات واال�ستقرار،
بل يمكن لكل من المكري والمكتري طلب مراجعتها وفق �ضوابط معينة (الفقرة الثانية) .
الفقرة الأولى :التحديد الر�ضائي للوجيبة الكرائية
تعتبر الوجيبة الكرائية �أو الأجرة ذلك المبلغ المالي �أو ال�شيء الذي يلتزم المكتري
بدفعه للمكري مقابل انتفاعه بالعين المكتراة خالل المدة المتفق عليها.213
فالوجيبة الكرائية هي محل التزام المكتري ,بحيث تتكون من عدة عنا�صر في مقدمتها
العو�ض الذي ي�ؤديه للمكري نظير انتفاعه بالعقار �أو المحل التجاري ،والذي قد ي�شكل
بمفرده بدل الكراء �إ�ضافة �إلى عنا�صر �أخرى مكملة ،وذلك من قبيل التحمالت المتمثلة في
ر�سوم الخدمات الجماعية وواجبات اتحاد المالك في �إطار نظام الملكية الم�شتركة 214وكذا
ال�ضربية على النظافة وغيرها من التكاليف التي اعتبرها الم�شرع من م�شتمالت الوجيبة
الكرائية ,مالم يتم التن�صي�ص على الجهة الملزمة ب�أدائها �صراحة في العقد ,بحيث �أن
2210عنونا هذا املطلب مب�صطلح الوجيبة الكرائية على اعتبار �أن البدل يف عقد الكراء يجب يف طياته ال�سومة الكرائية وكافة
التحمالت الناجتة عن ا�ستغالل العقار �أو املحل التجاري.
2211للإ�شارة �أنه ميكن ملحكم �أو هيئة حتكيمية �أن تف�صل يف نزاع متعلق بالوجيبة الكرائية ,ففي قرار �صدر عن حمكمة
اال�ستئناف التجارية بالدار البي�ضاء اعتربت فيه :رغم �أن �أحكام ظهري 24ماي 1955تتعلق بالنظام العام ,ف�إن
االتفاق على ح�سم النزاعات املتعلقة بالوجيبة الكرائية عن طريق التحكيم يكون �صحيحا.
-قرار عدد � 2007/4568صدر بتاريخ ،2007-10-09يف ملف جتاري عدد ,2007/4/3234قرار من�شور
مبجلة املناهج القانونية ,عدد مزدوج ،14/13ال�سنة � ،2009ص.279 .
2212اعترب املجل�س الأعلى يف �إحدى قراراته على �أن :تعديل ال�سومة الكرائية ب�صورة حبية بني الطرفني املكري واملكرتي
الي�ستلزم بال�رضورة جتديد عقدة الكراء بينهما ,بل ميكن �إثباتها بالو�صل الكرائي املت�ضمن مقدار ال�سومة املتفق عليها.
-قرار عدد � 41صدر بتاريخ ،2005/01/12يف ملف جتاري عدد ،2004/205قرار �أورده حممد لفروجي:
بكتابه الكراء التجاري من خالل ق�ضاء املجل�س الأعلى ل�سنوات � ،2005/2000ص ،24.وما يليها.
2213حممد الك�شبور :الكراء املدين والكراء التجاري ،مرجع �سابق� ,ص 37وما يليها.
2214يراجع يف هذا ال�ش�أن,كتاب �أ�صدرته وزارة العدل واحلريات ل�رشح مقت�ضيات قانون رقم ,49-16مرجع �سابق,
�ص.36.
-ينظر �أي�ضا �إىل املادة اخلام�سة من نف�س القانون.
جواد الرفاعي 72
العمل الق�ضائي 215اعتبر �أن المكتري هو الذي يتحمل �أداء �ضريبة النظافة �شريطة �أن
يدلي المكري للمحكمة بما يثبت �أدائها نيابة عنه� ,أما في ظل قانون رقم 49-16ف�إذا لم
يتحملها المكتري بمقت�ضى العقد فهي تعتبر من م�شموالت الوجيبة الكرائية بالإ�ضافة �إلى
باقي التحمالت الأخرى ،ففي حكم �صدر عن المحكمة التجارية بمكنا�س جاء فيه� ‹ 216أنه
وبالرجوع �إلى المادة الخام�سة من قانون رقم 49-16نجدها تن�ص على �أنه تحدد الوجيبة
الكرائية وكذا التحمالت والتي تندرج فيها �ضمنيا �ضريبة النظافة بترا�ضي الطرفين ،وفي
حالة عدم التن�صي�ص على الطرف الملزم بها تعتبر انداك هذه التحمالت من م�شموالت
الوجيبة الكرائية و�أنه في غياب �إدالء المكرية في نازلة الحال بما يفيد اتفاقها مع المكتري
على تحمله ل�ضريبة النظافة ا�ستقالال عن الوجيبة الكرائية ،ف�إنه يتعين بذلك اعتبارها من
م�شموالتها.
والمالحظ فيما انتهى �إليه الحكم �أعاله� ،أنه جاء محاديا لل�صواب حينما ق�ضى ب�أداء
المكتري للمكري �ضريبة النظافة من دون �أن يدلي هذا الأخير بما يفيد �أدائه لها ،ذلك �أن ما
ا�ستقر عليه العمل الق�ضائي �أن دعوى المطالبة ب�أداء واجب النظافة تعتبر دعوى ا�سترجاع
ال من قبيل دعاوى الأداء التقليدية 217،فكان على المحكمة �أن تتحرى من معطيات الملف
ما يفيد �أداء المكري �صاحب المحل التجاري ل�ضريبة النظافة وما يثبت تح�صيلها جبائيا.
فتحميل المكتري �أداء كل التكاليف المفرو�ضة على العقار �أو المحل التجاري �سيثقل
كاهله ,على اعتبر �أن مالك العقار �أو المحل هو من يملك منفعة ال�شيء ,وبالتالي ف�إنه من
الالزم عليه �أن يمنح للمكتري هذه المنفعة مكتملة وغير مثقلة بالتزامات هي في منائ عن
ذمة المكتري.
فبالرجوع �إلى الت�شريع الفرن�سي 218نجد �أنه �أقر مجموعة من ال�ضمانات الهامة التي
ت�صب في �صالح المكتري ,وذلك بغية عدم �إثقال كاهله بمجموعة من التحمالت المالية,
2215جاء يف قرار �صدر عن املجل�س الأعلى �أن :الأ�صل طبقا للف�صل 694من ظ.ل.ع �أن املالك اجلديد يحل حمل من
تلقى عنه امللك يف حقوقه والتزاماته الناجتة عن عقد الكراء القائم ,ف�إذا كان املالك ال�سابق ن�ص يف و�صل الكراء على
�أن �رضيبة النظافة تدخل �ضمن �أجرة الكراء ف�إن هذا الو�صل يعترب حجة ملزمة للمالك احلايل وال ميكنه التحلل منه
�إال �إذا �أدىل مبا يخالفه.
-قرار رقم � 1875صدر بتاريخ ,1996-03-26قرار من�شور بكتاب املائدة امل�ستديرة اخلام�سة حول موقف
الت�رشيع والق�ضاء من املنازعات املتعلقة بعقود الكراء ,مرجع �سابق� ،ص.241.
2216حكم رقم � 785صدر بتاريخ ،2017/06/01يف ملف عدد ،2016/8206/1535حكم غري من�شور.
2217عبد الفتاح بنوار :املعطيات القانونية لدعوى ا�سرتجاع �رضيبة النظافة ،مقال من�شور مبجلة املحاكم املغربية ،عدد
،65-64ال�سنة � ،1992ص 67.وما يليها.
2218ينظر �إىل املادة 2-40-L 145من القانون التجاري الفرن�سي.
73 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
بحيث حاول الم�شرع الفرن�سي محاولة تح�سين ال�شفافية بين الطرفين والقدرة على التنب�ؤ
بخ�صو�ص التكاليف �أو التحمالت التي يمكن �أن يتحملها المكتري كالوجيبة الكرائية
وال�ضرائب وباقي الر�سوم.
فالمكري ملزم وقت �إبرام العقد بالتن�صي�ص �صراحة وب�شكل دقيق على مقدار التحمالت
التي �ستلقى على عاتق المكتري ,وفي حالة تم �إغفال ذكرها ,ال يمكن للمكري �أن يفر�ض
ر�سوم جديدة وذلك تحت ذريعة الحرية التعاقدية ,فال يمكن له مطالبة المكتري حينها
با�سترداد ما تم دفعه من طرفه.219
هذا ويالحظ �أن الم�شرع المغربي �أبقى على حرية طرفي العالقة الكرائية في االتفاق
على تحديد مبلغ الوجيبة الكرائية ,وذلك ح�سب ما ن�صت عليه المادة الخام�سة من قانون
رقم ,220 49-16غير �أنه في نف�س الوقت لم يبين الأ�س�س �أو العنا�صر التي ينبغي مراعاتها
�أثناء تحديد القيمة الكرائية �سواء من خالل القانون المذكور �أعاله� ,أو من خالل قانون
رقم 221 03-07الذي يعتبر الإطار القانوني المنظم لمراجعة ال�سومة الكرائية لكافة عقود
الكراء �سواء تلك المتعلقة بالكراء ال�سكني �أو المهني �أو التجاري وما في حكمه.
وبالرجوع �إلى ما كان يت�ضمنه ظهير 24ماي 222 1955الملغى ,نجد �أنه �أقر قاعدة يمكن
�أن يقال عنها �أنها �إلزامية لطرفي عقد الكراء التجاري �أثناء تحديد الوجيبة الكرائية,
ذلك �أن الظهير المذكور �أوجب في فقرته الأولى من الف�صل الرابع والع�شرون �أن يكون
هناك تطابق بين مبلغ الكراء والقيمة الكرائية العادلة للمكان المكرى ،ولتحقيق ذلك و�ضع
الم�شرع مجموعة من العنا�صر وهي:
♦ كافة الم�ساحة الحقيقة المعدة ال�ستقبال العموم �أو لال�ستغالل.
♦ م�ساحة النوافذ الم�شرفة على الأزقة وتقديرها بالن�سبة لكافة م�ساحة المكان.
♦مجموع الم�ساحة الحقيقية للمحالت الإ�ضافية التي قد تخ�ص�ص ب�سكنى الم�ستغل
�أو الأ�شخا�ص التابعين له.
219. David Michel. Les principale mesures de la loi Pinel en matiére de bail commercial.
Article juridique publié au cite www.david-michel.com le 13-03-2017. p.12.
2220ن�صت الفقرة الأوىل من املادة اخلام�سة من قانون رقم 49-16على �أنه :حتدد الوجيبة الكرائية للعقارات �أو املحالت
امل�شار �إليها يف املادة الأوىل وكذا كافة التحمالت برتا�ضي الطرفني.
2221ظهري �رشيف رقم � 1-07-134صدر يف 19من ذي القعدة 30( 1428نونرب )2007بتنفيذ قانون رقم 07-03
املتعلق بكيفية مراجعة �أثمان كراء املحالت املعدة لل�سكنى �أو اال�ستعمال املهني �أو التجاري �أو ال�صناعي �أو احلريف,
ن�رش باجلريدة الر�سمية رقم 5586ال�صادرة بتاريخ � .2007-12-13ص.4061 .
2222ينظر �إىل الف�صل 24من ظهري 24ماي 1955امللغى.
جواد الرفاعي 74
العنا�صر التجارية �أو ال�صناعية مع الأخذ بعين االعتبار في تقييم تلك العنا�صر:
♦�أهمية المدينة والحي والزقاق والموقع ونوع اال�ستغالل ودرجة الت�سهيالت الم�ساعدة
عليه والتكاليف الملقاة على عاتق المكتري.
ومن هذا المنطلق ,اعتبر المجل�س الأعلى في �إحدى قراراته «على �أن المحكمة حينما
�أخذت بعين االعتبار م�ساحة المحل الحقيقية الثابتة لديها من خالل الت�صميم المدلى به
من طرف المكرية والذي لم يكن محل منازعة من طرف الطاعنة ,و�أنها قدرت ال�سومة
الكرائية بالنظر لم�ساحة المحل مو�ضوع النزاع وبالنظر لموقعه التجاري ,واعتبرت لما لها
من �سلطة في التقدير ب�أن ال�سومة المحكوم بها منا�سبة ومالئمة لتلك العنا�صر المعتبرة
قانونا في التقدير ح�سب مقت�ضى الف�صل 24من ظهير 24ماي ,1955فهي بذلك تكون قد
عللت قرارها بما يكفي لتبريره.223
ومن تم ف�إن عدم و�ضع الم�شرع العنا�صر والأ�س�س لتحديد الوجيبة الكرائية في قانون رقم
,49-16ف�إن ذلك ال يمنع �أطراف العالقة التعاقدية من اللجوء �إلى المعايير التي حددها
الظهير المذكور ,اخدين بعين االعتبار قيمة ا�ستعمال الأ�صل التجاري المراد ا�ستغالله
بالعقار �أو المحل المكترى ,وكذا الإمكانات التجارية الممار�سة والتي تتعلق بالخ�صو�ص
بموقع المحل وحالته وتجهيزه ,224كلها عنا�صر �أ�سا�سية لتقدير ال�سومة الكرائية و�ضعها
الم�شرع �سابقا وبتدقيق في الف�صل الرابع والع�شرون من الظهير المذكور.
وهكذا ,فمتى تم تحديد ال�سومة الكرائية بين طرفي العقد وب�شكل وا�ضح من حيث
مقدارها ,فال تثار حينها �أي منازعة ب�ش�أنها� ,إال �أنه في بع�ض الأحيان قد يدعي طرفا العقد
معا �أنه قد وقع تحديد ال�سومة الكرائية بينهما �إال �أنهما يختلفان في مقدارها ,فيدعي
المكري �أنها حددت مثال في مبلغ 4000درهم ,ويدعي المكتري �أنها محددة في مبلغ 2500
درهم ,فطبقا لما هو من�صو�ص عليه فقها ,ف�إذا �سكن المكتري بع�ض المدة فالقول قوله
بيمينه �إن �أ�شبه و�إال فالقول قول المكري بيمينه �إن �أ�شبه و�إن لم ي�شبها معا حلفا ووجب
كراء المثل وهو ما �أقره المجل�س الأعلى (محكمة النق�ض حاليا) في مجمل قراراته،225
2223قرار عدد � 1212صدر بتاريخ 2004/11/03يف ملف جتاري عدد ,2004/1045 ،قرار �أورده حممد لفروجي يف
كتابه :الكراء التجاري من خالل ق�ضاء املجل�س الأعلى ل�سنوات � ,2005-2000ص ،123.وما يليها .
2224ابراهيم زعيم وحممد فركت :الكراء ,ن�صو�ص واجتهادات ,1985-1913مرجع �سابق� ,ص.158.
2225على �سبيل املثال ,قرار عدد � 239صدر بتاريخ ،2006/01/25يف ملف مدين عدد ,2003/1/1437من�شور بكتاب:
املائدة امل�ستديرة اخلام�سة حول موقف الت�رشيع والق�ضاء من املنازعات املتعلقة بعقود الكراء ,ملحق ب�أهم مبادئ
قرارات املجل�س الأعلى ,مطبعة الأمنية الرباط ,العدد اخلام�س ,فرباير� ،2011ص.10.
75 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
كما �أنه يمكن للمكري �أن يلتم�س من المحكمة توجيه اليمين الحا�سمة �إلى المكتري في
حالة اختالف الطرفين على تحديد مبلغ ال�سومة الكرائية ،ففي حكم �صدر عن المحكمة
االبتدائية ببني مالل 226اعتبرت فيه «�أن ال�سومة الكرائية محددة في مبلغ 2488درهم
وذلك ثابت من خالل جل�سة �أداء اليمين الحا�سمة التي �أداها المكتري.
�أما في حالة عدم اتفاق طرفي العقد على تحديد ال�سومة الكرائية �أثناء �إبرام العقد,
فهنا تثار م�س�ألة مقدار ال�سومة الكرائية ,ففي هذه الحالة يتم اعتماد كراء المثل ,ويكون
المكري حق حب�س ال�شيء المنقول للمكتري �ضمانا للكراء الحال ,وهو ما �أكده المجل�س
الأعلى في �إحدى قراراته بحيث جاء في �إحداها� » 227أنه يكون القرار مرتكزا على �أ�سا�س
ومعلال تعليال كافيا عندما طبق مقت�ضيات الف�صول 291و 634و 684من قانون االلتزامات
والعقود ,واعتمد كراء المثل لعدم اتفاق الطرفين على تحديد الوجيبة الكرائية وخول
للمكري حق حب�س ال�شيء المنقول المملوك للمكتري �ضمانا لأداء الكراء الحال».
والمالحظ �أن الم�شرع المغربي �أراد من خالل قانون رقم � 49-16أن تتجه �إرادة �أطراف
العالقة التعاقدية في الكراء التجاري على توثيق ت�صرفاتهم القانونية ب�شكل مكتوب ,وذلك
لتجنب مختلف النزاعات التي قد تن�ش�أ بينهما ,فلو فر�ضنا �أنه تم تحديد مبلغ ال�سومة
الكرائية في عقد الكراء بمحرر كتابي ثابت التاريخ �أو في اتفاق م�ستقل ,هنا ال يمكن �أن
نت�صور �أي منازعة ب�ش�أن ال�سومة الكرائية لوجود دليل كتابي وجب ترجيحه على �شهادة
ال�شهود.
وتجدر الإ�شارة في الأخير ,على �أنه يمكن االتفاق بين الطرفين على تخفي�ض ال�سومة
الكرائية لحظة �إبرام العقد مقابل �أداء المكتري مبلغ معين من المال ,وهو ما يعرف عندنا
بعرف بيع ال�ساروت �أو المفتاح ,228وهي ممار�سة �أ�ضفى عليه المجل�س الأعلى الم�شروعية,
بحيث جاء في �إحدى قراراته�« 229أن البند الرابع من العقد المبرم بين الطرفين ين�ص على
�أن المكري ت�سلم من المكتري عند �إبرام العقد مبلغ 90000درهم مقابل تخفي�ض ال�سومة
الكرائية المحددة في مبلغ 550درهم �شاملة ل�ضريبة النظافة ,وبذلك يكون العقد وا�ضحا
2226حكم رقم � 257صدر بتاريخ 2016/10/18يف ملف عدد ،2016/1304/100حكم غري من�شور.
2227قرار عدد � 1595صدر بتاريخ 2007/05/09يف ملف مدين عدد ,2005/6/1/3779من�شور بكتاب املائدة امل�ستديرة
اخلام�سة حول موقف الت�رشيع والق�ضاء من املنازعات املتعلقة بعقود الكراء ,مرجع �سابق� ,ص.10.
� 2228سبق �أن ف�صلنا يف هذا املعطى يف املطلب الأول من املبحث الثاين لهذا الف�صل.
2229قرار عدد � 1352صدر بتاريخ 2003/04/26يف ملف مدين عدد ,2003/6/1/3388قرار من�شور بكتاب املائدة
امل�ستديرة اخلام�سة حول موقف الت�رشيع والق�ضاء من املنازعات املتعلقة بعقود الكراء ,مرجع �سابق� ,ص.13.
جواد الرفاعي 76
في �أن المبلغ الم�ؤدى هو من قبل تخفي�ض ال�سومة الكرائية ولي�س ككفالة ل�ضمان ت�أدية
الكراء �أو التعوي�ض عن الأ�ضرار التع�سفية.
الفقرة الثانية :مراجعة الوجيبة الكرائية
�إن المق�صود بمراجعة الوجيبة الكرائية هو �إعادة النظر في قيمتها والتفاو�ض ب�ش�أنها
من جديد بين المكري مالك العقار �أو المحل التجاري وبين المكتري للو�صول �إلى الزيادة
فيها �أو التخفي�ض منها.
هذا ويالحظ �أن ظهير 24ماي 1955الملغى لم يكن يعالج م�س�ألة مراجعة �أثمان الكراء
خالل مدة �سريان العقد ،حيث كانت هذه المراجعة خا�ضعة لمقت�ضيات ظهير 5يناير 1953
وذلك مالم يرد �شرط في العقد ,غير �أن الم�شرع المغربي وب�إ�صداره لقانون رقم 07-03
اعتبره الإطار القانوني المنظم لمراجعة ال�سومة الكرائية لكافة عقود الكراء ،وهو نف�س
ال�شيء الذي �أ�شار �إليه قانون رقم 49-16في مادته الخام�سة من حيث المبد�أ ( �أوال) غير
�أنه ا�ستئناء يمكن �أن تتم مراجعة ال�سومة الكرائية اتفاقا �أو ق�ضاء (ثانيا).
�أوال :من حيث المبد�أ
تخ�ضع م�سطرة مراجعة ال�سومة الكرائية للمحالت التجارية وما في حكمها لمقت�ضيات
قانون رقم 07-03من حيث المبد�أ الذي �سعى بموجبه الم�شرع �إلى تحقيق نوع من التوازن
بين طرفي العالقة التعاقدية ،حيث خول للمكري المطالبة بالرفع من قيمة الوجيبة
الكرائية ،كما خول للمكتري �أي�ضا الحق في المطالبة بتخفي�ضها.
بحيث يحق للمكري والمكتري االتفاق على تحديد ثمن الكراء و�شروط مراجعته ون�سبة
الرفع من قيمته �أو تخفي�ضه ،وذلك خالل مدة ال يجب �أن تقل عن ثالث �سنوات ،ابتداء من
تاريخ �إبرام عقد الكراء �أو من تاريخ �آخر مراجعة ق�ضائية �أو اتفاقية� ،أو االتفاق على زيادة
تتعدى الن�سب المقررة في هذا القانون.230
وبمطالعة هذا الف�صل نقف على المعايير المتخذة لمراجعة القيمة الكرائية وهو م�ؤ�س�س
على عن�صر الزمن� ,أي �أنه يجب احترام مدة ثالث �سنوات على الأقل لمراجعة ال�سومة
2230تن�ص املادة الثالثة من قانون رقم 07.03على �أنه � :إذا مل يقع بني الطرفني اتفاق على �رشوط مراجعة ثمن الكراء
ون�سبة الرفع من قيمته �أمكن مراجعته بعد مرور كل ثالث �سنوات على الأقل من تاريخ االتفاق على الثمن �أو من
تاريخ مراجعته بني الأطراف مبا�رشة� ،أو من التاريخ التي حددته املحكمة لآخر مراجعة وذلك طبقا للن�سب املقررة
يف هذا القانون.
77 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
الكرائية ,231وذلك لقطع الطريق على المطالبات المتتالية من �أ�صحاب المحالت للزيادة
فيها .
�أما من حيث عن�صر الن�سبة المقررة للزيادة في ال�سومة الكرائية ,ف�إن الم�شرع وبموجب
المادة الرابعة من قانون 232 07-03حدد �ضوابط المطالبة بالزيادة ,ذلك �أنه بالن�سبة
للمحالت المخ�ص�صة لال�ستعمال التجاري �أو ال�صناعي �أو الحرفي ف�إن الن�سبة تحدد في
10في المائة ما لم يتفق الأطراف على الزيادة بن�سبة �أقل منها.
والمالحظ �أن الم�شرع لم يقت�صر على تحديد هذه الن�سبة ب�شكل مطلق ,بل �سمح
للمحكمة في تحديد ن�سبة الزيادة في ثمن الكراء بما لها من �سلطة تقديرية 233ودون التقيد
بالن�سبة المذكورة في المادة الرابعة �إذا كان ثمن كراء العقار �أو المحل التجاري ال يتجاوز
�أربعمائة درهم �شهريا على �أال تتعدى ن�سبة الزيادة المحكوم بها 50في المائة .
ويظهر �أن قانون رقم 07-03ح�سم النقا�ش الذي ثار حول مدى نجاعة اال�ستعانة بتقرير
الخبير لتحديد ثمن ال�سومة الكرائية لمحل تجاري ,بحيث تم اال�ستجابة �إلى االنتقادات
الموجهة على ا�ستمرار في م�ضامين التقارير المرفوعة تطبيقا لأحكام الق�ضاء ,فف�ضل
الم�شرع اللجوء في نطاق اال�ستجابة �إلى معيار قار وهو معيار الن�سب في الزيادة في قيمة
الوجيبة ح�سما للجدل المثار.234
ذلك �أن م�ساطر المطالبة بمراجعة ال�سومة الكرائية كانت مطبوعة بالت�شعب قبل �صدور
قانون رقم ,07-03ففي ظل ظهير 235 1953-01-05كان يتم اللجوء مبا�شرة �إلى الق�ضاء,
بينما في ظهير 24ماي 1955كان البد على المكري �أن يقوم بتوجيه �إنذار للمكتري ق�صد
تجديد العقد مقترحا الزيادة المرغوب فيها لل�سومة الكرائية ,وبعد التو�صل بهذا الإنذار �إما
�أن ينتظر المكري مرور المدة المحددة في الإنذار وال يتوجه المكتري �إلى قا�ضي ال�صلح,
2231جتدر الإ�شارة �إىل �أنه قبل �صدور قانون رقم ,07-03كان �إذا �سلك املكري م�سطرة مراجعة ال�سومة الكرائية يف
�إطار مقت�ضيات ظهري 24ماي 1955فهو غري ملزم مبرور ثالث �سنوات ,بينما �إذا طالب مبراجعة ال�سومة الكرائية
يف �إطار مقت�ضيات ظهري 5يناير 1953ف�إنه واحلالة هاته يكون ملزم باحرتام �رشط املدة.
2232ن�صت املادة الرابعة من قانون رقم 07-03على �أنه :حتدد ن�سبة الزيادة يف ثمن الكراء كما يلي :
8 -يف املائة بالن�سبة للمحالت املعدة لل�سكنى.
10 -يف املائة بالن�سبة لباقي املحالت.
2233ينظر �إىل املادة اخلام�سة من قانون رقم .07-03
2234حممد بونبات :مراجعة �أثمان الكراء بقانون رقم ,07-03مقال من�شور مبجلة الأمالك ,العدد املزدوج الرابع
واخلام�س ,ال�سنة 2009مطبعة دار الأفاق املغربية للن�رش والتوزيع� ,ص.36.
2235ظهري 18ربيع الثاين 1372املوافق 5يناير 1953ب�ش�أن املراجعة الدورية لأثمان كراء الأماكن امل�ستعملة للتجارة �أو
لل�صناعة �أو للحرف ,من�شور باجلربدة الر�سمية بالفرن�سية عدد 2100بتاريخ 23يناير � ،1953ص.104.
جواد الرفاعي 78
فيكون حينما هذا الأخير قابال لل�سومة المقترحة بالإنذار ,236و�إما �أال يوافق المكتري على
مبلغ ال�سومة الكرائية الجديد فيبادر �إلى اللجوء �إلى قا�ضي ال�صلح عار�ضا عليه الأمر,
وهذا الأخير ي�صرح بنجاح ال�صلح في حالة اتفاق الأطراف و�إما ف�شل محاولة ال�صلح ,ومن
تم يمكن للأطراف اللجوء �إلى ق�ضاء المو�ضوع .237
وبمقت�ضى قانون رقم 07-03اختار الم�شرع م�سلكا لتجاوز الو�ضع ال�سابق و�سلبياته
بتحديد قواعد مراجعة ال�سومة الكرائية للمحالت التجارية وفق �ضوابط معينة تتما�شى مع
م�صلحة الطرف المكتري المنظور �إليه دائما �أنه الطرف الأ�ضعف في العالقة الكرائية,
بخالف المكري الذي يفتر�ض �أنه في مركز متوفق وقوي.
هذا وبالرجوع �إلى المقت�ضيات المنظمة لمراجعة ال�سومة الكرائية ,نجد �أن الم�شرع كما
خول للمكري الحق في المطالبة بالزيادة في الوجيبة الكرائية� ,سمح للمكتري المطالبة
ب�إنقا�صها ,بحيث ن�صت المادة ال�ساد�سة من قانون رقم 07-03على �أنه «يمكن للمكتري
المطالبة بتخفي�ض ثمن الكراء �إذا طر�أت ظروف �أثرت على ا�ستعمال المحل للغر�ض الذي
اكترى من �أجله وذلك وفق �أحكام الف�صلين 660و 661من ظهير االلتزامات والعقود,
ويتعلق الإنقا�ص من ثمن الكراء بظروف طر�أت و�أثرت على ا�ستعمال المحل وال تحتاج �إلى
م�ضي ثالث �سنوات وبذلك �أن هذا االنقا�ص يخرج من نطاق المادة الثالثة من قانون رقم
.238 07-03
وتتعلق حالة الف�صل 239 660من ظهير االلتزامات والعقود بتعيب العين المكتراة جزئيا,
بحيث ت�صبح معه العين غير �صالحة جزئيا لال�ستعمال للغر�ض الذي اكتريت من �أجله,
ففي هذه الحالة يمكن للمكتري الحق في �إنقا�ص الكراء بقدر ما نق�ص انتفاعه من العين
المكتراة.
2236جاء يف قرار �صدر عن املجل�س الأعلى على �أنه� :إذا اقرتح املكري على املكرتي يف الإنذار باالفراغ قيمة كراء
جديدة ,ف�إن عدم االلتجاء �إىل م�سطرة ال�صلح يحمل قرينة على �أن املكرتي قد قبل جتديد العقد بتلك ال�رشوط.
-قرار عدد 823بتاريخ 1985-04-03يف ملف مدين عدد ,96175من�شور مب�ؤلف عبد العزيز توفيق ,ق�ضاء
املجل�س الأعلى يف الكراء التجاري ,مرجع �سابق� ،ص.221.
2237ينظر يف هذا ال�ش�أن �إىل الف�صل 6و 27و 30و 32من ظهري 24ماي 1955امللغى.
� 2238سبق �أن قلنا �أن املادة الثالثة من قانون رقم 07-03ا�شرتطت مرور مدة ثالث �سنوات حتى يتم قبول طلب مراجعة
ال�سومة الكرائية غري �أنه يف حالة مطالبة املكرتي مبراجعة ال�سومة عن طريق الإنقا�ص ف�إنه ال يتقيد بهذا ال�رشط.
2239ن�ص الف�صل 660من ظهري االلتزامات والعقود على �أنه� :إذا مل تهلك العني املكرتاة �أو مل تتعيب �إال جزئيا ,بحيث
تبقى �صاحلة لال�ستعمال للغر�ض الذي اكرتيت من �أجله� ,أو تبقى �صاحلة له جزئيا مل يكن للمكرتي �إال حق �إنقا�ص
الكراء بقدر ما نق�ص من انتفاعه.
79 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
�أما الحالة المن�صو�ص عليها في الف�صل 240 661من نف�س الظهير فهي تتعلق بتخلف
الو�صف الموعود به من المكري �أو الذي يقت�ضيه �إعداد العين المكتراة ,بحيث �إذا حدث �أن
واعد المكري بتوفر العقار �أو المحل التجاري على موا�صفة معينة ,وبعد �إبرام عقد الكراء
تبين للمكتري �أن تلك الموا�صفات غير واردة بالعين المكتراة ,ف�إن له الحق في المطالبة
ب�إنقا�ص ثمن الكراء لتخلف ما وعد به .
بقي �أن ن�شير� ,أن المحكمة االبتدائية هي التي تخت�ص بالنظر في المنازعات المتعلقة
بمراجعة الزيادة في ثمن الكراء �241سواء المن�صو�ص عليها في العقد مع مراعاة �شرط
المادة الثانية من قانون رقم � 07-03أو المقررة قانونا في المادة الثالثة من نف�س القانون.242
ويمكن ا�ستئناف الحكم ال�صادر في هذه الق�ضايا داخل �أجل ثالثين يوما كاملة تبتدئ من
تاريخ التبليغ ,243وال يوقف �أجل اال�ستئناف تنفيذ الأحكام ال�صادر في نطاق المادة الرابعة
من قانون رقم 07-03لكون �أن هاته الأحكام هي م�شمول بالنفاذ المعجل ,غير �أنه يمكن
للمحكمة �أن توقف التنفيذ بقرار معلل وذلك بناء على طلب الطرف المراد التنفيذ عليه.
هذا وينبغي التذكير به �أنه وب�صدور قانون رقم 49-16لم يعد ب�إمكان المكري �أن ي�سبب
الإنذار للمطالبة بالزيادة في ال�سومة الكرائية ،بل يجب عليه �أن يرفع دعوى م�ستقلة للمطالبة
بالزيادة �أمام المحكمة االبتدائية ،ففي حكم �صدر عن المحكمة التجارية بطنجة244جاء
فيه «�أنه لم يعد بالإمكان ت�سبيب الإنذار �سواء في �إطار ظهير 24ماي � 1955أو في �إطار
قانون رقم 49-16المتعلق بكراء العقارات �أو المحالت المخ�ص�صة لال�ستعمال التجاري
�أو ال�صناعي �أو الحرفي ،ولي�س هو القانون الواجب التطبيق على نازلة الحال للزيادة في
ال�سومة الكرائية على اعتبار �أن المادة العا�شرة من القانون رقم 07-03ن�صت �صراحة على
�أنه «تلغى جميع المقت�ضيات المخالفة لهذا القانون والمتعلقة بمراجعة ثمن الكراء».
2240ن�ص الف�صل 661من ظهري االلتزامات والعقود على �أنه :تطبق �أحكام الف�صلني 659و 660على احلالة التي يتخلف
فيها بعد العقد وبدون خط�أ �أي واحد من املتعاقدين ,الو�صف املوعود به من املكري �أو الذي يقت�ضيه �إعداد العني
املكرتاة.
2241ينظر �إىل الفقرة الأوىل من املادة الثامنة من قانون رقم .07-03
2242املالحظ �أن امل�رشع ح�رص هذا االخت�صا�ص يف منازعة اال�ستيفاء ب�ش�أن الزيادة ,واحلال �أن هذا االخت�صا�ص يهم
املراجعة �أي الرفع والتخفي�ض.
للمزيد من التو�سع يف املو�ضوع يراجع يف هذا ال�صدد :
-حممد ملجاوي :مراجعة ثمن كراء املحالت التجارية وفق القانون رقم ,07-03مقال من�شور مبجلة احلقوق
املغربية ,النظام القانون لل�سومة الكرائية ,العدد الثالث� ,أكتوبر� ،2011ص.49.
2243ينظر �إىل الفقرة الثالثة من نف�س املادة امل�شار اليها �أعاله.
2244حكم رقم � 1179صدر بتاريخ 2017/06/06يف ملف عدد ،2017/8207/514حكم غري من�شور.
جواد الرفاعي 80
اعتبار �أن منطوق الفقرة الثالثة من المادة 22من قانون 49-16ح�صرت اخت�صا�ص رئي�س
المحكمة في منح الإذن لممار�سة ن�شاط مكمل جديد ,ودون النظر في م�س�ألة تحديد مبلغ
ال�سومة الكرائية.
وفي اعتقانا �أنه يمكن للمكتري اللجوء في �إطار ق�ضاء المو�ضوع ق�صد ا�ست�صدار حكم
يحدد بموجبه ثمن ال�سومة الكرائية الجديدة.
- 2مراجعة ال�سومة الكرائية في حالة الكراء من الباطن
تعتبر التولية في الكراء (الكراء من الباطن) بمثابة العقد الذي بموجبه يعمد المكتري
الأ�صلي على �إكراء ما اكتراه من المكتري �إلى طرف ثالث ي�سمى المكتري الفرعي مقابل
كراء معين ,وتمكن التولية من �إبرام عقد كراء فرعي يربط المكتري الفرعي والمكتري
الأ�صلي من جهة ,وعقد الكراء الأ�صلي الرابط بين هذا الأخير والمكري من جهة تانية .
وخالفا لما كان معمول به في ظل مقت�ضيات الف�صل 22من ظهير 24ماي 1955الملغى
الذي كان يمنع على المكتري �أن يقوم بتولية الكراء �إال �إذا ت�ضمن عقد الكراء �شرطا مخالفا
�أو وافق رب الملك على التولية ،ف�إن قانون رقم 49-16وفي مادته � 24أجاز للمكتري �أن
يكري للغير المحل المكترى كال �أو بع�ضا ,مالم ين�ص العقد على خالف ذلك ،246ولما كان
الكراء من الباطن عقد بموجبه يحدد طرفاه �أي المكتري الأ�صلي والمكتري الفرعي مبلغ
ال�سومة الكرائية ,ف�إن قيمتها �ستنعك�س على قيمة ال�سومة الكرائية المحددة بين المكتري
الأ�صلي ومالك العقار �أو المحل التجاري.
وبالرجوع �إلى الفقرة الأخيرة من المادة 24من قانون رقم 247 49-16نجد �أنها �أقرت
حق المكري بمراجعة ال�سومة الكرائية ,بحيث منح الم�شرع �إمكانية للمكري ق�صد المطالبة
بالزيادة في الكراء الأ�صلي �إذا كانت قيمة الكراء الفرعي تزيد عن الكراء الأ�صلي ،وتتم
مراجعة ال�سومة الكرائية �إما بالترا�ضي ،وفي حالة عدم ح�صول الترا�ضي بين المكتري
الأ�صلي والمالك ،ف�إنه يحق لهذا الأخير �أن يطالب بالزيادة في الكراء الأ�صلي لدى الق�ضاء
2246يالحظ �أن املادة 24من قانون رقم 49-16مل ت�شرتط �صدور موافقة املالك حتى يربم عقد الكراء من الباطن كما
كان معمول به يف ظل ظهري 24ماي 1955بل �ألزمت املكرتي الأ�صلي ب�أن يقوم ب�إخبار املكري الأ�صلي فقط.
2247ن�صت الفقرة الأخرية من املادة 24من قانون رقم 49-16على �أنه :يحق للمكري �إذا كانت قيمة الكراء من الباطن
تفوق قيمة الكراء الأ�صلي ,مراجعة ال�سومة الكرائية �إما اتفاقا �أو ق�ضاء ,ويف احلالة الأخرية تراعي املحكمة الفرق
بني ال�سومتني دون �أن تتقيد مبقت�ضيات القانون رقم 07-03املتعلق مبراجعة �أثمان كراء املحالت املعدة لل�سكنى �أو
اال�ستعمال املهني �أو التجاري �أو ال�صناعي �أو احلريف.
جواد الرفاعي 82
الذي له ال�سلطة التقديرية الوا�سعة لتقرير الزيادة ،ا�ستنادا �إلى قيمة ال�سومة الكرائية في
الكراء الفرعي مع مراعاة الفرق بين ال�سومتين.
والمالحظ �أن الم�شرع المغربي في هذه الحالة منح للأطراف وللمحكمة ال�سلطة
التقديرية في تحديد مبلغ ال�سومة الكرائية من غير التقيد بال�شروط التي �أوجبها قانون
رقم 07-03ك�شرط مرور ثالث �سنوات على مراجعة ال�سومة الكرائية �أو احترام الن�سبة
المقررة قانونا .248
بحيث يمكن للمحكمة �أن ت�ستعين بالخبرة ق�صد تحديد ال�سومة الكرائية الجديدة,
باعتبار �أن هذه الأخيرة تدخل �ضمن الم�سائل الفنية التي تقت�ضي تدخل الخبير ق�صد
تحديد نوعية الن�شاط المزاول بالمحل التجاري وكذا موقعه وم�ساحته.
- 3مراجعة ال�سومة الكرائية في حالة �إفراغ المحل الآيل لل�سقوط
يعتبر المبنى الآيل لل�سقوط كل بناية �أو من�ش�أة كيفما كان نوعها يمكن النهيارها الكلي �أو
الجزئي� ,أن يترتب عنه م�سا�س ب�سالمة �شاغليها �أو م�ستغليها �أو المارة �أو البنايات المجاورة
و�إن كانت غير مت�صلة بها.249
وبهذا ف�إنه يدخل في حكم المبنى الآيل لل�سقوط كل مبنى ينطوي على خلل في �إن�شائه,
الأمر الذي ي�ستوجب ترميمه �إذا كان قابل للترميم �أو �إزالته في عك�س ذلك من �أجل الحفاظ
على �سالمة النا�س وبالخ�صو�ص �شاغلي العقار �سواء كان مالكا �أو مكتريا.
وبالرجوع �إلى الفقرة الرابعة من المادة الرابعة من قانون رقم 94-12نجد �أنها �أجازت
للمكري الذي قام ب�إ�صالح �أو ترميم �أو اعادة بناء عقاره� ,أن يحدد الوجيبة الكرائية الجديدة
بناء على كل ال�صوائر التي �أنفقها جراء عملية الترميم �أو الإ�صالح.250
والمالحظ �أن الم�شرع لم يحدد نوعية هذه ال�صوائر التي �أنفقها المكري ،فهل كل ما
�أنفقه من م�صاريف �سواء تلك المتعلقة باليد العاملة وكذا مختلف ال�سلع والمعدات التي
� 2248أ�رشنا �سابقا على �أنه مبقت�ضى املادة الرابعة من قانون رقم 07-03حتدد ن�سبة مراجعة املحالت التجارية يف 10يف
املائة.
2249ينظر �إىل املادة الثانية من قانون رقم 94-12املتعلق باملباين الآيلة لل�سقوط وتنظيم عمليات التجديد احل�رضي الذي
�صدر بتنفيذه ظهري رقم 1.16.48ال�صادر بتاريخ 49من رجب � 24( 1437أبريل )2016املن�شور باجلريدة الر�سمية
عدد 6465بتاريخ � 09شعبان 16( 1437ماي � )2016ص. 3772 .
2250ن�صت الفقرة الرابعة من املادة الرابعة من قانون رقم 94-12على �أنه :تعطى الأ�سبقية للمكرتي �أن يرجع �إىل املبنى
املكرتى بعد �إ�صالحه �أو ترميمه �أو �إعادة بنائه ,ويف هذه احلالة ,ت�ؤخذ بعني الإعتبار عند حتديد الوجيبة الكرائية
اجلديدة جميع ال�صوائر التي مت �رصفها لتدعيم و�صيانة املبنى الآيل لل�سقوط �أو �إعادة بنائه.
83 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
اقتناها يدخل في حكم الأعباء التي تحملها والتي بناء عليها يمكن تحديد �سومة كرائية
جديدة ،كما �أنه وفي حالة تعدد مالكي العقار �أو المحل التجاري ,فهنا تثور �إ�شكالية تحديد
ال�سومة الكرائية الجديدة ,بحيث �أنه قد تختلف �آراء المالكين بخ�صو�ص تحديد ثمن معين ؟
في اعتقادنا يمكن للمالكين في �إطار ملكية م�شتركة �أن يفو�ضوا م�س�ألة تحديد مبلغ
ال�سومة الكرائية الجديدة بعد انتهاء عملية الترميم �إلى ال�سنديك باعتباره المكلف بت�سيير
العقار الم�شترك.
- 4مراجعة ال�سومة الكرائية في حالة الهدم و�إعادة البناء
�أقرت المادة التا�سعة من قانون رقم 49-16حقا للمكري ق�صد المطالبة ب�إفراغ
المكتري من العقار �أو المحل التجاري وذلك لرغبته في هدمه و�إعادة بنائه� ,شريطة �أن
ي�ؤدي للمكتري تعوي�ضا م�ؤقتا يوازي كراء ثالث �سنوات مع االحتفاظ له بحق الرجوع �إذا
ا�شتملت البناية الجديدة على محالت معدة للممار�سة ن�شاط مماثل.251
والمالحظ من المادة �أعاله �أنها �أقرت نوعا من التوازن بين العالقة العقدية الرابطة
بين المكري والمكتري ,ذلك �أنه يمكن للمكري مطالبة هذا الأخير ب�إفراغه من العين
المكتراة ق�صد هدمها و�إعادة بنائها وفقا لمتطلبات �أملتها الحالة المادية للعقار .
غير �أنه وبعد انتهاء الأ�شغال وح�صول المكري على �شهادة المطابقة يكون حينها المكري
ملزما ب�إ�شعار المكتري برغبته بالرجوع �إلى العين المكتراة بعد �إ�صالحها �أو �إعادة بنائها,
وفي حالة موافقته على ذلك ,يكون هذا الأخير ملزما ووفقا لما ن�صت عليه المادة 12من
القانون نف�سه �أن يدفع الوجيبة الكرائية القديمة كما كانت محددة �سلفا في انتظار تحديد
ال�شروط الجديدة للعقد �إما اتفاقا �أو بوا�سطة المحكمة مع مراعاة العنا�صر الجديدة
الم�ستحدثة بالمحل ودون التقييد بمقت�ضيات القانون رقم 07-03المتعلق بمراجعة �أثمان
كراء مختلف المحالت بما فيها المحالت التجارية.
ويق�صد بالعنا�صر الجديدة الم�ستحدثة بالمحل الواردة في المادة �أعاله كل التح�سينات
والإ�ضافات التي �أدخلها المكري على العين المكتراة من عملية تو�سيع �أو تعلية وكذا �إحداث
قبو بها وغيرها من اال�صالحات.
2251للإ�شارة ف�إن امل�رشع نظم م�سالة هدم و�إعادة البناء للعقار �أو املحل يف القانون رقم 012-90املتعلق بالتعمري ال�صادر
بتنفيذه ظهري رقم 1.92.31ال�صادر بتاريخ 15ذي احلجة 17( 1412يونيو )1992املن�شور باجلريدة الر�سمية عدد
4159بتاريخ � ،1992/07/15ص.887 .
جواد الرفاعي 84
بقي �أن ن�شير �أنه ينعقد االخت�صا�ص للبت في طلب تحديد ال�سومة الكرائية الجديدة بناء
على حالة الهدم و�إعادة البناء للمحكمة التجارية التابع لها المحل التجاري ,على اعتبار �أن
الم�شرع ا�ستثنى في هذه الحالة المحكمة من التقيد بمقت�ضيات قانون رقم � 07-03أثناء
مراجعة ال�سومة الكرائية ,ومن تم فمتى تم ا�ستبعاد مقت�ضيات هذا القانون من التطبيق
والذي منح االخت�صا�ص الح�صري للمحكمة االبتدائية في تحديد ال�سومة الكرائية ,ف�إنه
تكون تبعا لذلك المحكمة التجارية هي المخت�صة للنظر في طلب المكري الرامي �إلى
تجديد عقد الكراء ب�سومة كرائية جديدة.
85 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
�إن ممار�سة ن�شاط تجاري �أو �صناعي �أو حرفي �أو حق االنتفاع في عقار �أو محل تجاري
ح�سب المدة المتطلبة قانونا وبموجب عقد كراء مكتوب ين�شئ عن�صرا جديدا �أو قيمة جديدة
ت�ضاف �إلى الأ�صل التجاري وتزيد من مكانته وهو الحق في الكراء الذي ي�ضمن للتاجر
اال�ستقرار واال�ستمرار في ممار�سة ن�شاطه التجاري والحق في تجديد عقد الكراء عند
انتهاء مدته بقوة القانون ،وذلك بغ�ض النظر عما �أورده المتعاقدان من �شروط �إن تعار�ضت
مع مقت�ضيات قانون رقم 49-16المتعلق بعقود كراء العقارات �أو المحالت المخ�ص�صة
لال�ستعمال التجاري �أو ال�صناعي �أو الحرفي �إال وتم الت�صريح ببطالنها ،و�أن رف�ض المكري
تجديد العقد �أو مطالبته با�سترجاع عقاره �أو محله التجاري لال�ستعمال ال�شخ�صي يخول
ذلك للمكتري الحق في ح�صوله على تعوي�ض ال يقل عن قيمة �أ�صله التجاري �أو عما يحققه
من �أرباح ح�سب ت�صاريحه ال�ضريبية لأربع ال�سنوات الأخيرة.
ولما كان الحق في الكراء ذو �أهمية في تحديد وتثبيت موقع �أو مكان الأ�صل التجاري
لجلب الزبناء ف�إن الم�شرع المغربي وعلى غرار باقي الت�شريعات المقارنة عمل على و�ضع
و�سائل للحفاظ عليه عند نهاية عقد الكراء ،فاعتبر �أن هذا الأخير ال يمكن �إنهائه بطريقة
تلقائية ،بل ا�ستوجب الم�شرع �سلوك عدة �إجراءات م�سطرية �أمام الق�ضاء لإنهاء �أو ف�سخ
العالقة الكرائية وذلك من قبيل �ضرورة توجيه �إنذار للمكتري من لدن المكري ومنحه �أجاال
وت�سبيب الإنذار واحترام مدة �صالحيته ق�صد رفع دعوى الم�صادقة عليه.
ومن تم ف�إن ما جاء به قانون رقم 49-16المتعلق بعقود كراء العقارات �أو المحالت
المخ�ص�صة لال�ستعمال التجاري وما في حكمه توحي على �أن المكري �أ�صبح هو �صاحب
المبادرة ق�صد اللجوء �إلى الق�ضاء وطرح ادعاءاته �أمامه ،وذلك على خالف ما كان معمول
به في ظل ظهير 24ماي 1955الذي كان يعرف تناق�ض في مدى �أحقية المكري في اختيار
جواد الرفاعي 86
�إحدى الم�سطرتين لف�سخ عقد الكراء بين ما هو من�صو�ص عليه في الظهير المذكور وبين ما
هو وارد بالقواعد العامة المن�صو�ص عليها في قانون االلتزامات والعقود المغربي.
وفي �ضوء ما �سبق بيانه ،ف�إن المكري �أ�صبح ملزما ب�سلوك م�سطرة �إنهاء �أو ف�سخ عقد
الكراء الرابط بينه وبين المكتري طبقا لما هو من�صو�ص عليه في الن�صو�ص الخا�صة
وبالتحديد بما جاء في قانون رقم � 49-16سواء �أمام ق�ضاء المو�ضوع في حالة رغبته
ال�سترجاع عقاره �أو محله التجاري لال�ستعمال ال�شخ�صي �أو في حالة �إخالل المكتري ببنود
العقد �أو بالتزاماته �أو نظرا للحالة المادية للعين المكتراة (المبحث الأول) �أما �إن �أراد
المكري �سلوك الم�سطرة اال�ستعجالية ق�صد ف�سخ العالقة الكرائية فيكاد هذا االختيار
ينح�صر في خياران ال ثالثا لهما �إما �أن يت�ضمن عقد الكراء �شرطا فا�سخا ،ففي هذه الحالة
يمكن للمكري رفع دعواه �أمام رئي�س المحكمة المخت�ص ب�صفته قا�ضي للأمور الم�ستعجلة
لمعاينة تحقق ال�شرط الفا�سخ ومن تم �إفراغ المكتري ،و�إما هجر هذا الأخير للعقار �أو
المحل التجاري وتركه مغلقا ح�سب المدة المتطلبة قانونا (المبحث الثاني).
المبحث الأول :الم�سطرة الق�ضائية المو�ضوعية لإنهاء عقد الكراء التجاري
1
خالفا لما ن�ص عليه الم�شرع المغربي في الف�صل 687من ظهير االلتزامات والعقود
الذي يجعل عقد الكراء منتهيا بقوة القانون بانتهاء المدة المحددة له ،ف�إن �إنهاء عقد
الكراء التجاري ال يتم �إال ب�إتباع �شكليات معينة تعتبر من �صميم النظام العام ،فح�سب
المادة ال�ساد�سة من قانون رقم 49-16ال يمكن لمكري عقار �أو محل تجاري �أن ينهي عقد
كراء رابط بينه وبين مكتري �إال طبقا لمقت�ضيات المادة 26من نف�س القانون ,ويعتبر كل
�شرط مخالف باطال وال يرتب �أي �آثر.2
11ين�ص الف�صل 687من ظ.ل.ع على �أن :كراء الأ�شياء ينق�ضي بقوة القانون عند انتهاء املدة التي حددها له املتعاقدان
من غري �رضورة �إعطاء تنبيه بالإخالء ,وذلك مامل يق�ض الإتفاق بغريه ومع عدم الإخالل بالقواعد اخلا�صة بكراء
الأرا�ضي الزراعية.
22اعتربت املحكمة التجارية مبكنا�س � :أن امل�رشع ومبقت�ضى قانون رقم 49-16حدد امل�سطرة الواجب اتباعها من قبل
املكري الراغب يف و�ضع حد للعالقة الكرائية والتي تبتدئ ب�إنذار موجه �إىل املكرتي يت�ضمن وجوبا ال�سبب املعتمد من
�أجل �إنهاء العقد ،ومبا �أن املدعي مل يديل بالإنذار بالإفراغ ال�شيء الذي حال دون اطالع املحكمة عليه والت�أكد من مدى
احرتامه ملقت�ضيات املادة 26من القانون رقم 49-16وت�ضمينه ال�سبب املعتمد يف �إنهاء العقد ليبقى معه طلبه الرامي
للإفراغ غري م�سموع على حالته وعر�ضة لعدم القبول.
-حكم رقم � 749صدر بتاريخ 2017/05/25يف ملف عدد ،2017/8207/187حكم غري من�شور.
� -أثري نقا�ش حول ما �إذا كان من اجلائز �إنهاء عقد كراء ملحل حتاري عن طريق �إحدى الو�سائل البديلة حلل النزاعات،
ففي قرار �صدر عن حمكمة اال�ستئنناف بالدار البي�ضاء اعتربت فيه � :أنه �إذا ن�ص عقد الكراء على �رشط التحكيم ،يتعني
على طريف العقد يف حالة ن�شوب نزاع بينهما اللجوء �إىل التحكيم ،و�أن كل دعوى تقام دون احرتام هذا ال�رشط يكون
87 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
وا�ستنادا �إلى ما ت�ضمنته المادة 26من القانون �أعاله ,ف�إنه يجب على المكري الراغب
في و�ضع حد للعالقة الكرائية� ,أن يوجه للمكتري �إنذارا يت�ضمن �شكليات معينة (المطلب
الأول) حينها يمكن له اللجوء �إلى الجهة الق�ضائية المخت�صة ق�صد الم�صادقة على الإنذار
ابتداء من تاريخ انتهاء الأجل المحدد فيه (المطلب الثاني).
3
المطلب الأول :وجوب توجيه الإنذار
�إن �إنهاء عقد الكراء في �إطار قانون رقم ،49-16وكما كان معمول به في ظل ظهير
24ماي 1955الملغى 4ال يتم �إال بعد توجيه �إنذار بوا�سطة المكري مالك العقار �أو المحل
التجاري يت�ضمن �شكليات محددة (الفقرة الأولى) ويتم تبليغه �إلى المكتري وفق طرق
معينة تحت طائلة بطالنه (الفقرة الثانية).
م�آلها عدم القبول ولو تعلق النزاع باملقت�ضيات التي تخ�ضع لظهري .1955/5/24
-قرار عدد � 2200صدر بتاريخ 1987/11/24يف ملف عدد ،87/686قرار من�شور مبجلة املحاكم املغربية عدد ،56
يوليوز – غ�شت � ،1988ص 53 .وما يليها.
-يف اعتقادنا �أنه ال ميكن لطريف العالقة الكرائية اللجوء �إىل التحكيم ق�صد �إنهاء عقد الكراء التجاري ،لكون �أن امل�رشع
ن�ص ومبوجب املادة ال�ساد�سة من قانون رقم 49-16على �أنه ال ينتهي العمل بعقود كراء العقارات �أو املحالت اخلا�ضعة
لهذا القانون �إال طبقا ملقت�ضيات املادة 26وما بعده ويعترب كل �رشط خمالف باطال ،مما يت�ضح معه �أنه ال ميكن الأخذ ببنذ
وارد باتفاق التحكيم ،لأن امل�رشع ن�ص وب�رصيح العبارة على عدم اجلواز االعتداد ب�أي �رشط تعاقدي.
-للمزيد من التو�سع يف املو�ضوع يراجع يف هذا ال�صدد :
-حممد خمبوت :مدى حرية االتفاق على حل النزاعات املتعلقة بالأكرية عن طريق التحكيم ،تعليق على قرار من�شور
مبجلة املحاكم املغربية عدد ،56يوليوز – غ�شت � ،1988ص 57 .وما يليها.
33جاء يف حكم �صدر عن املحكمة التجارية مبكنا�س � :أن رغبة املكرية يف �إنهاء عالقتها الكرائية باملدعى عليه �أ�ضحت
ت�ستلزم منها �أوال توجيه �إنذار �إليه بذلك يف �إطار املادة 26من قانون رقم 49-16يت�ضمن وجوبا ال�سبب املعتمد يف
الإفراغ مع منح املكرتي �آجال للإفراغ اعتبارا من تاريخ التو�صل ،الأمر الذي يجعل املدعية غري حمقة يف ترتيب �أي
�آثر للإفراغ بناء على جمرد الإتفاق املذكور على �إنهاء عقد الكراء املربم بينها وبني املدعى عليه لوقوعه باطال.
-حكم رقم � 569صدر بتاريخ 2017/07/20يف ملف عدد ،2017/8206/270حكم غري من�شور.
-كما جاء يف حكم �آخر عن نف�س املحكمة � :أن طلب املدعي املقدم ر�أ�سا �أمام هذه املحكمة بف�سخ العالقة الكرائية و�إفراغ
خ�صمه بناء على �إنذار عادي بالأداء مل يت�ضمن �أي مطالبة �رصيحة لهذا الأخري ب�إفراغ املحل ،يبقى منعدم الأ�سا�س
القانوين ويتعني الت�رصيح برف�ضه.
-حكم رقم � 1008صدر بتاريخ 2017/07/25يف ملف عدد ،2017/8206/829حكم غري من�شور.
44ح�سب الف�صل ال�ساد�س من ظهري 24ماي 1955امللغى ف�إنه :ال ينتهي العمل بعقود كراء الأماكن اخلا�ضعة ملقت�ضياته
�إال �إذا وجه للمكرتي طلب الإفراغ قبل انق�ضاء العقدة ب�ستة �أ�شهر على الأقل وذلك دون التفات �إىل �أي �رشط تعاقدي
خمالف ملا ذكر وحيادا عن الف�صول 687و 688و 689من الظهري ال�رشيف ال�صادر يف 9ربيع االول 1331املوافق 12
غ�شت 1913املعترب مبثابة قانون لاللتزامات والعقود.
-جدير بالذكر �أن قانون رقم 49-16مل يلزم املكري يف حالة ما �إذا �أراد �أن يطالب املكرتي ب�إفراغه من املحل التجاري
�أن يتقيد ب�أجل �ستة �أ�شهر على الأقل قبل انق�ضاء العقد ,بل �أ�صبح يتحدث فقط عن الأجال التي ينبغي ت�ضمينها بالإنذار
والتي تختلف ح�سب احلاالت.
جواد الرفاعي 88
وخالفا لهذا االتجاه ,ذهب جانب من الق�ضاء �إلى الحكم بقبول الإنذار غير الموقع من
طرف المكري مادام المكتري قد �سلك دعوى المنازعة 8فيه ولم يح�صل له �أي �ضرر جراء
عدم توقيعه ,بحيث جاء في قرار �صدر عن محكمة النق�ض�« 9أنه لما تبين للمحكمة عدم
جدية الدفع المثار من لدن الطاعن بخ�صو�ص تو�صله ب�إنذار غير موقع من طرف المكري،
لكونه قد تقدم بدعوى المنازعة ،وبالتالي لم يلحقه �أي �ضرر جراء عدم التوقيع ومحكمة
اال�ستئناف بت�أييدها للحكم االبتدائي تكون قد تبنت علله وكان ذلك كافيا في تبرير ما
انتهت �إليه».
وفي اعتقادنا �أن م�سالة عدم توقيع الإنذار المتو�صل به من طرف المكتري تتحقق في
غالب الأحيان عندما يبادر المكري بتوجيه الإنذار بنف�سه ،وال يقوم بت�ضمين البيانات
الإلزامية به ،كعدم ذكر ال�سبب المعتمد عليه وعدم الإ�شارة �إلى �أجل الإنذار مما يجعله
عر�ضة للبطالن وال ينتج �أي �آثر قانوني اتجاه المكتري� ،أما �إذا تم بعث الإنذار من طرف
محامي المكري ,ف�إنه ال يت�صور في هذه الحالة عدم توقيع الإنذار ،لكون �أن وكيل هذا
الأخير له ما يكفي من التجربة واالحتكاك بالمنازعات �أمام المرفق الق�ضائي ت�شفع له
بعدم الوقوع في هذا العيب ال�شكلي.
ولكي يعتبر الإنذار الموجه �إلى المكتري منتجا لآثاره القانونية يجب �أن ي�صدر من
�شخ�ص ذو �صفة و�أهلية ،ف�إذا حدث �أن توفي المكري ف�إنه يبطل الإنذار بالإفراغ وال يمكن
للورثة رفع دعوى الم�صادقة عليه ،بل ي�ستوجب الأمر �إعادة بعث الإنذار من لدنهم من
جديد وهو نف�س الأمر بالن�سبة للمكتري ،بحيث اعتبرت محكمة النق�ض في �إحدى قراراتها
«�أن الإنذار الموجه ل�شخ�ص متوفى ال يمكن �أن يرتب �أي �آثر قانوني ،لأن العالقة الكرائية
بعد وفاة المكتري �أ�صبحت بين الورثة والمكري ويتطلب لإنهائها توجيه �إنذار للورثة».10
-قرار عدد � 488صدر بتاريخ 1985/03/12يف ملف عدد ،81/213قرار من�شور مبجلة املحاكم املغربية عدد ،45
ال�سنة � 1986ص.89 .
88للإ�شارة �أنه ومبقت�ضى قانون رقم 49-16مل يعد هناك �أي جمال لرفع دعوى املنازعة يف الإنذار ،فامل�رشع جعل
املكري هو �صاحب املبادرة للجوء �إىل الق�ضاء ق�صد مطالبة املكرتي ب�إفراغه من العقار �أو املحل التجاري يف حالة �إذا ما
حتققت موجباته.
99عمر �أزوكار :الكراء التجاري يف �ضوء ظهري 24ماي 1955وق�ضاء حمكمة النق�ض ،م �س� ،ص.11 .
110قرار عدد � 2/280صدر بتاريخ 2017/05/11يف ملف جتاري عدد ،2017/2/3/570قرار غري من�شور.
-جاء يف حكم �صدر عن املحكمة التجارية مبراك�ش � :أن الثابت من الإنذار مو�ضوع الدعوى وامل�ؤ�س�س على �إحداث
تغيريات �أنه بلغ بتاريخ 2013/08/02و�أن املكرتي الهالك تويف بتاريخ 2013/12/23ف�إن الإنذار وقت توجيهه وجه
لغري ذي �صفة على اعتبار �أنه بتاريخ توجيهه كان الهالك الزال على قيد احلياة ،ومل يكن املدعي مكت�سبا ل�صفة خلف عام
�إال من بعد تاريخ الوفاة ،مما يكون معه الإنذار وجه لغري ذي �صفة مما يكون معه تبعا لذلك احلكم ببطالنه.
-حكم رقم � 2376صدر بتاريخ 2015/10/22يف ملف جتاري عدد ،2013/8207/3122حكم غري من�شور.
جواد الرفاعي 90
غير �أن الإ�شكالية الجوهرية المطروحة في هذا ال�صدد هو في الحالة التي يتعدد فيها
المكرين المالكين للعقار �أو المحل التجاري ,فهل يجب �أن يوجه الإنذار من لدنهم جميعا،
�أم �أنه ال مانع من توجيهه من طرف �شريك واحد �أ�صالة عن نف�سه ونيابة عن باقي �شركائه ؟
بالرجوع �إلى العمل الق�ضائي نجد �أنه هناك موقفين مختلفين لمحاكم المو�ضوع
بخ�صو�ص مدى �إلزامية توجيه الإنذار بالإفراغ من لدن كافة المالكين من عدمه ،ففي قرار
�صدر عن محكمة اال�ستئناف التجارية بالدار البي�ضاء» 11اعتبرت فيه �أنه في حالة تعدد
المكرين ،يتعين �أن يوجه الإنذار بالإفراغ من طرفهم جميعا لأن عبارة المكري الواردة في
الن�ص الت�شريعي ت�سري على جميع ال�شركاء في حالة تعددهم مادام عقد الكراء غير قابل
للتجزئة ،و�إال اعتبر الإنذار باطال».
�أما بخ�صو�ص الموقف الثاني ،ف�إن محكمة اال�ستئناف التجارية بمراك�ش 12ذهبت للقول
�أنه ال موجب لتوجيه الإنذار من جميع المكرين ،بحيث جاء في حيثيات القرار ال�صادر عنها
‹ �أنه وبخ�صو�ص الدفع بانعدام �صفة باعثة الإنذار لمراجعة الكراء ،فقد تبين من مراجع
الملف عدم جدية الدفع �أمام �إدالء الم�ست�أنف عليها بن�سخة طبق الأ�صل من ر�سم ق�سمة
ق�ضائية يفيد �أن محلي النزاع �آال �إلى محجورتيها.
وح�سب منظورنا ،ف�إننا نتفق مع الموقف الذي ا�شترط وجوب توجيه الإنذار بالإفراغ
من طرف جميع المكرين المالكين للعقار �أو المحل التجاري تحت طائلة عدم قبوله ،على
اعتبار �أن الإنذار قد ينتج �آثارا جد هامة قد ترهق الذمة المالية لأحد المكرين ،وبغ�ض
111قرار �صدر عن حمكمة اال�ستئناف التجارية بالدار البي�ضاء حتت عدد 2012/1783بتاريخ 2012-03-29يف ملف
رقم ،15/2010/5488قرار غري من�شور.
-يف نف�س ال�صدد جاء يف قرار �صدر عن حمكمة اال�ستئناف التجارية مبراك�ش � :أن الإنذار بالإخالء الذي يوجه يف
�إطار مقت�ضيات ظهري 24ماي 1955يعد ت�رصف قانوين ولريتب �آثره ينبغي �أن يوجه جلميع املكرتين ،والثابت �أن
املكرتي مل يبلغ ب�أي �إنذار بالإخالء ومل ي�شعر ب�إنهاء عقد الكراء ،كما �أنه وجه من مكر واحد ،واحلال �أن هناك عدة
مكرين �آخرين مل يف�صحوا عن رغبتهم ب�ش�أن عقد الكراء ب�إنهائه �أو بالإبقاء عليه مما يكون الإنذار وبغ�ض النظر عن
ال�سبب الذي بني عليه وكما جاء يف ال�سبب عن �أ�سا�س غري مرتب لآثره ،لأن عقد الكراء وحدة غري قابل للتجزئة وال
للتبعي�ض.
-قرار رقم � 0757صدر بتاريخ 2006/07/27يف ملف عدد ،1362/05قرار غري من�شور.
-كما اعتربت املحكمة التجارية بطنجة يف �إحدى �أحكامها � :أنه ملا كان الإنذار امل�ؤ�س�سة عليه الدعوى احلالية م�شاع بني
الورثة ح�سب الإراثة و�شهادة امللكية ،ف�إنه ال يجوز للمدعى عليهم وحدهم توجيهه باعتبار �أن ذلك من �أعمال الإدارة
وال ت�صح �إال �إذا توفرت ثالثة �أرباع املالك امل�شاعني.
-حكم رقم � 904صدر بتاريخ 2017/05/04يف ملف عدد ،2016/8207/1956حكم غري من�شور.
112قرار �أورده عمر ازوكار يف مرجعه ،الكراء التجاري يف �ضوء ظهري 24ماي 1955وق�ضاء حمكمة النق�ض ،م
�س� ،ص.36 .
91 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
النظر عن االتجاه الق�ضائي 13القائل ب�أنه ال يجبر �أن يوجه الإنذار من طرف جميع الورثة
ب�صفتهم مكرين مادام الكراء عمل من �أعمال الإدارة للمال الم�شترك ،و�أن القيام بالإجراء
المذكور يكون �سليما �إذا �صدر عن المالكين لثالثة �أرباع العقار الم�شترك.
فلو افتر�ضنا �أنه تبين للمحكمة المخت�صة �صحة ال�سبب الذي بني عليه الإنذار الموجه
من �أحد المكرين ،ف�إنها �ستق�ضي وفق الطلب الرامي �إلى الم�صادقة على الإنذار و�إفراغ
المكتري والحكم له بالتعوي�ض ،ومن تم ف�إنه يكون لزاما في هذه الحالة على جميع المكرين
المالكين للعقار �أو المحل التجاري ب�أداء التعوي�ض ت�ضامنا فيما بينهم ،والحال �أنه لم تتجه
�إرادة �أحدهم �إلى مطالبة المكتري ب�إفراغ العين المكتراة ،ومن هنا نكون �أمام تحول من
اعتبار الإنذار هو مجرد عمل من �أعمال الإدارة �إلى اعتباره عمل من �أعمال الت�صرف
القانوني الذي قد يرتب �أداء تعوي�ض معين لفائدة المكتري.
وهذا ولكي يرتب الإنذار الموجه من طرف المكري �آثاره القانونية وجب �أن يوجه �إلى
المكتري ال�شخ�ص الطبيعي �أو ال�شخ�ص المعنوي المتعاقد معه والذي ما تزال لديه �صفة
المكتري �أثناء القيام بتوجيه الإنذار �إليه تحت طائلة بطالنه عن طريق المحكمة.
وتثار في هذا ال�صدد �إ�شكالية تتعلق ب�صفة المكتري ال�شخ�ص المعنوي ،بحيث كما هو
معلوم ف�إن الممثل القانوني هو من لديه ال�صفة في ت�سلم الإنذار الموجه �إليه ،غير �أنه
وفي حالة ما �إذا كان هذا ال�شخ�ص المعنوي فتحت في حقه م�سطرة الت�سوية �أو الت�صفية
الق�ضائية 14،فهل تبقى �صفة الممثل القانوني قائمة في ت�سلم الإنذار نيابة عن ال�شخ�ص
المعنوي الذي يمثله ؟
بالرجوع �إلى العمل الق�ضائي 15نجد �أنه ق�ضى بعدم غل يد الممثل القانوني لل�شركة عن
القيام ب�أعمال الإدارة والت�سيير ،ومن تم ف�إن له ال�صفة في التو�صل بالإنذار الرامي �إلى
�إفراغ المقاولة ،لأنه و�إن كانت هذه الأخيرة خا�ضعة لم�سطرة الت�سوية الق�ضائية ف�إنها ال
تفقد �أهليتها وتتقا�ضى با�سمها في �شخ�ص من يمثلها قانونا ،وينح�صر دور ال�سنديك وفقا
للمادة 573من مدونة التجارة في مراقبة عمليات الت�سيير �أو م�ساعدة رئي�س المقاولة.
113قرار عدد � 1180صدر عن حمكمة النق�ض بتاريخ 2011/10/6يف ملف جتاري عدد ،2010/2/3/1739قرار
من�شور يف جملة ق�ضاء حمكمة النق�ض ،العدد ،75ال�سنة � ،2012ص 246 .وما يليها.
114ينظر �إىل املواد 572وما يليها من مدونة التجارة.
115قرار �صدر عن حمكمة اال�ستئناف التجارية بالدار البي�ضاء رقم � 163صدر بتاريخ 2007/03/06يف ملف عدد
،2004/02/556قرار غري من�شور
جواد الرفاعي 92
ن�ستغرب حقا فيما انتهى �إليه القرار المذكور �أعاله ب�إقراره عدم فقدان ال�شركة الخا�ضعة
لم�سطرة الت�سوية الق�ضائية لأهليتها ق�صد التقا�ضي ،على اعتبار �أن الفقرة الأولى من
المادة 573من م.ت 16منحت �سلطة مطلقة لل�سنديك ق�صد تحديد م�صير العقود الجارية
ومن �ضمنها عقد الكراء التجاري ،بحيث �أن عقد الكراء ال يف�سخ �إال بعد توجيه �إنذار �إلى
ال�سنديك ولي�س �إلى الممثل القانوني لل�شركة ،و�إذا ظل دون جواب ولمدة تفوق �شهرا ،ف�إنه
ينف�سخ العقد حينها بقوة القانون.
بقي �أن ن�شير في الأخير �أنه في حالة ما �إذا تعدد المكترين المبرم معهم عقد الكراء،
فهل المكري ملزم بتوجيه الإنذار �إليهم جميعا �أم �أن تو�صل �أحدهم يكفي العتبار واقعة
تبليغ الإنذار �صحيحة ؟
جاء في قرار �صادر عن محكمة اال�ستئناف التجارية بمراك�ش� ›17أن الإنذار الذي وجهه
المكرين �إلى �أحد ورثة المكتري والذي يترتب عنه التماطل ويترتب عنه الإفراغ باطل ،لأنه
لم يوجه �إلى كافة ورثة المكتري ،و�أنه لئن كان المكري غير ملزم بالبحث عن ورثة المكتري
و�أ�سمائهم �إال �أنه ال يعفى من توجيه الإنذار ومقا�ضاتهم ب�صفتهم ورثة المكتري.
ن�ست�شف من منطوق القرار �أعاله �أن المحكمة �ألزمت المكري بالبحث عن كافة ورثة
المكتري وتبليغهم بالإنذار الرامي �إلى �إفراغهم من العين المكتراة ،غير �أنه وفي نظرنا �أنه
ال مانع من �أن يتو�صل بالإنذار �أحد المكترين نيابة عن الآخرين والتوقيع عن �شهادة الت�سليم
الخا�صة بواقعة التبليغ ،باعتبار هذا الأخير �شريكا في عقد الكراء ،و�أن م�سالة �إلزام تبليغ
جميع المكترين قد ت�صبح حجرة عثر على المطالبة ب�أداء الوجيبة الكرائية �أو �إفراغ العين
المكتراة المعتمرة من لدن المكترين ال�شركاء
ثانيا � :أجل الإنذار
للمكري الحق في �إنهاء العالقة الكرائية التي تربطه بالمكتري وذلك عن طريق توجيهه
له �إنذارا يرمي �إلى �إفراغه من العين المكتراة� ،شريطة �أن يمنحه �أجال للإفراغ اعتبارا من
تاريخ تو�صله بالإنذار.
116ن�صت الفقرة الأوىل من املادة 573من مدونة التجارة على �أنه :ب�إمكان ال�سنديك وحده �أن يطالب بتنفيذ العقود اجلارية
بتقدمي اخلدمة املتعاقد ب�ش�أنها للطرف املتعاقد مع املقاولة ،ويف�سخ العقد بقوة القانون بعد توجيه �إنذار �إىل ال�سنديك يظل
دون جواب ملدة تفوق �شهرا.
117قرار رقم � 711صدر بتاريخ 2015/05/13يف ملف عدد ،2017/1819قرار غري من�شور.
93 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
والمالحظ �أن قانون رقم 49-16لم يتحدث عن احترام مدة عقد الكراء ك�شرط لإنهائه
بوا�سطة الإنذار ،18ذلك �أن الف�صل ال�ساد�س من ظهير 24ماي 1955الملغى كان يوجب
على المكري �أن يوجه التنبيه بالإخالء قبل نهاية مدة العقد ب�ستة �أ�شهر على الأقل ،و�إال ف�إن
العقد ي�ستر�سل �إلى ما بعد التاريخ المحدد فيه.
ف�إذا كان العقد محدد المدة بثالث �سنوات ،يجب �أن يوجه الإنذار قبل نهاية مدة العقد
ب�ستة �أ�شهر على الأقل ،و�أما �إذا كان العقد بالم�شاهرة يبتدئ من �أول كل �شهر وينتهي عند
نهاية كل �شهر ،ف�إن احترام مدة العقد يقت�ضي �أن تمنح للمكتري مهلة للتنبيه.19
وبالرجوع �إلى الفقرة الثانية من المادة 26من قانون رقم 49-16نجد �أنها حددت
�أجلين مختلفين وذلك ح�سب ال�سبب المعتمد من لدن المكري بالإنذار ،ففي حالة تم ت�سبيب
الإنذار لعدم �أداء الوجيبة الكرائية �أو في حالة ما �إذا كان الطلب مبنيا على كون المحل �آيال
لل�سقوط ،ف�إنه ينبغي على المكري احترام �أجل خم�سة ع�شر يوما من تاريخ تو�صل المكتري
بالإنذار� ،أما في حالة ما �إذا كان الطلب مبنيا على الرغبة في ا�سترجاع المحل لال�ستعمال
ال�شخ�صي� ،أو لهدمه و�إعادة بنائه� ،أو تو�سعته �أو تعليته� ،أو لوجود �سبب جدي يرجع �إلى
�إخالل المكتري ببنود العقد ك�إحداث تغييرات جوهرية في المحل المكرى �أو تغيير الن�شاط
الممار�س به �أو توليته للغير بدون موافقة المكري ،ف�إنه يجب على هذا الأخير �أن يمنح
للمكتري �أجل ثالثة �أ�شهر من تاريخ التو�صل بالإنذار ق�صد �إفراغه من العين المكتراة.
وعلى ما يقوم لدينا من اعتقاد� ،أن الم�شرع قد �أوجب احترام مهلة تنبيه المكتري حتى
يتدبر �آمره هذا الأخير ،وذلك بالبحث مثال عن محل تجاري جديد ي�سكن فيه �أو ينقل �إليه
تجارته �إذا اقتنع ب�صحة الأ�سباب المحتج بها من طرف المكري دون �ضرورة الدخول في
م�سطرة المنازعة الق�ضائية.
وتثار في هذا ال�صدد �إ�شكالية تتعلق ب�ضرورة ت�ضمين �أجل خم�سة ع�شر يوما �أو ثالثة
�أ�شهر ح�سب الحاالت بالإنذار من �أجل اال�ستجابة للطلب الوارد به� ،أم �أن الم�شرع قد تكفل
بتحديد الأجل ،ومن تم فال داعي للتن�صي�ص عليه بالإنذار ؟
� 118إن امل�رشع املغربي مل يعترب احرتام مدة العقد �رشط �أ�سا�سي ل�صحة التنبيه مبقت�ضى قانون رقم 49-16وذلك بغية حماية
امللكية التجارية و�ضمان التوازن بينها وبني امللكية العقارية ،وخري دليل على ذلك �أنه قل�ص من مدة اكت�ساب احلق
يف الكراء �إىل �سنتني بعدما كانت تختلف ح�سب نوعية العقد ،بحيث �إذا كان عقد الكراء مكتوب ف�إن مدة اكت�ساب امللكية
التجارية تتحدد يف �سنتني� ،أما �إذا كان عقد الكراء �شفوي ،ف�إن املدة تتحدد يف �أربع �سنوات.
� 119أحمد عا�صم :احلماية القانونية للكراء التجاري ،م �س� .ص.52 .
جواد الرفاعي 94
نعتقد جازمين �أنه ما دامت المدة قد احترمت بالإنذار ح�سب التف�صيل �أعاله ،ف�إنه لن
يترتب جزاء عدم قبول الإنذار �شكال في حالة ما �إذا �أغفل المكري الإ�شارة �إلى مدة التنبيه
بالإنذار ،و�سندنا في ذلك �أن مهلة التنبيه قد تولى الم�شرع بتحديدها من تلقاء نف�سه ومن
حق المكتري �أن يتمتع بها و�سواء �أ�شار �إليها الإنذار �أو لم ي�شر �إليها ،وال يترتب عن عدم
قبول طلب الإفراغ على مجرد �إغفال الإ�شارة �إلى مدة التنبيه بالإنذار ،فال بطالن بدون
ن�ص و�أن الم�شرع لو �أراد ذلك لن�ص على ذلك �صراحة .
هذا وبالرجوع �إلى العمل الق�ضائي نجد �أن بع�ض المحاكم التجارية ت�ستوجب �ضرورة
ت�ضمين �أجل خا�ص بالتماطل مثال و�أجال خا�ص بالإفراغ ،فقد جاء في حكم �صدر عن
المحكمة التجارية بمراك�ش� 20أنه بخ�صو�ص طلب الإفراغ ف�إنه وبالرجوع �إلى الإنذار بالأداء
المبلغ بتاريخ 2017/10/25يتبين �أنه ت�ضمن �أجل 15يوما للأداء دون ت�ضمينه �أجل 15
يوما للإفراغ وفق مقت�ضيات الف�صل 26من قانون رقم 49-16مما يجعل طلب الإفراغ طلبا
�سابقا لأوانه ويتعين معه تبعا لذلك الحكم بعدم قبول الطلب في ال�شق المتعلق بالإفراغ.
فوا�ضح �أن ما انتهى �إليه الحكم الم�شار �إليه �أعاله ال ينبني على �أي �أ�سا�س قانوني �سليم،
على اعتبار �أن مجرد تحقق واقعة التماطل يتحقق الإفراغ ،و�أنه ال وجود لأي ن�ص قانوني
يوجب �أن يتم منح المكتري �أجل 15يوما من �أجل الأداء و�أجل 15يوما �آخر لإفراغه من
المحل.
بقي �أن ن�شير �أن المدد الخا�صة بالإنذار هي عبارة عن قواعد �آمرة ،ال يجوز االتفاق
على �إ�سقاطها �أو تعديلها بالزيادة �أو النق�صان ،21وهو ما كر�سه العمل الق�ضائي في العديد
22
من قراراته ،بحيث جاء في قرار �صدر عن محكمة اال�ستئناف التجارية بالدار البي�ضاء
‹حيث �إن الم�ست�أنف نازع في الأجل الم�ضروب له في الإنذار المبلغ له بالتاريخ �أعاله ،وفعال
بالإطالع على م�ضمونه تبين �أن المكري منحه فقط �أجل � 48ساعة من �أجل �إبراء ذمته من
مبلغ 18200درهم وهو مبلغ ال ي�ستهان به ،و�أن االجتهاد الق�ضائي ا�ستقر على �أن الأجل
المعقول يقدر في 15يوما ،و�أن الطاعن تو�صل بالإنذار في 2009/11/17وبادر �إلى عر�ض
220حكم رقم � 3358صدر بتاريخ 2017/12/27يف ملف عدد ،2017/8207/2813حكم غري من�شور.
221حممد ك�شبور :الكراء املدين والكراء التجاري ،م �س� ،ص.103 .
222قرار رقم � 2012/120صدر بتاريخ 2012/01/05يف ملف جتاري عدد ،2015/2011/3029قرار �أورده عمر
ازوكار يف مرجعه :الكراء التجاري يف �ضوء ظهري 24ماي 1955وق�ضاء حمكمة النق�ض ،م �س� ،ص.135 .
95 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
الكراء على دفاع الم�ست�أنف عليه بتاريخ � 2009/12/02أي داخل الأجل �أعاله ،و�أن العر�ض
هو الذي ينفي حالة المطل».
ثالثا :ت�سبيب الإنذار
�إن �إنهاء عقود كراء العقارات �أو المحالت الخا�ضعة لأحكام قانون رقم 49-16ال يتم
�إال بتوجيه �إنذارا بالإفراغ يت�ضمن �أجال لإخالء العين المكتراة وكذا بيان الأ�سباب الداعية
�إليه ،بحيث ن�صت الفقرة الأولى من المادة 23 26من القانون �أعاله على �أنه يجب على
المكري الذي يرغب في و�ضع حد للعالقة الكرائية� ،أن يوجه للمكتري �إنذارا يت�ضمن وجوبا
ال�سبب الذي يعتمده ،و�أن يمنحه �أجال بالإفراغ اعتبارا من تاريخ التو�صل.
والمالحظ �أن الم�شرع قيد حرية المكري في ا�سترجاع ملكه ب�ضرورة بيان ال�سبب
الذي يدعيه ق�صد �إفراغ المكتري من العقار �أو المحل التجاري ،وذلك من �أجل ال�سعي
�إلى ا�ستمرار العالقة التعاقدية و�إحداث نوع من التوازن بين طرفي عقد الكراء ،لذلك
يكون �إلزام المكري بذكر �سبب الإخالء �ضمن الأ�سباب القانونية الق�صد منها الحد من
الت�صرفات االرتجالية للمالك باختالف المكترين.24
ويثار في هذا ال�صدد ت�سا�ؤل محوري حول مدى اعتبار تلك الأ�سباب التي يجب �أن
يوردها المكري بالإنذار محددة من طرف الم�شرع ح�صرا ,بحيث ال يمكن له المطالبة
ب�إفراغ المكتري من المحل المكترى �إال باال�ستناد عليها� ،أم �أن له الحق في ا�سترداد عقاره
�أو محله التجاري لأي �سبب كان ؟
نعتقد �أن الم�شرع وبمقت�ضى قانون رقم 49-16تولى تحديد الأ�سباب التي يمكن للمكري
�أن ي�ستند عليها للمطالبة ب�إفراغ المكتري من العين المكتراة ،غير �أن بع�ض الفقه اعتبر
�أنه يحق للمكري �أن يخلي عقاره من المكتري لأي �أ�سباب �أراد� ،إال �أنه يجب عليه �أن يعو�ض
المكتري في هذه الحالة عن ال�ضرر الذي �سيتعر�ض له ب�سبب ا�ستعمال هذا الحق.25
ف�سندنا في اعتبار �أن الأ�سباب الداعية �إلى الإفراغ مقيدة هو ما �أقرته المادة 27من
قانون رقم 49-16حينما اعتبرت �أن الجهة الق�ضائية المخت�صة �إذا تبين لها عدم �صحة
223تعترب املادة 24من قانون رقم � 49-16صورة مقابلة ملا كان يت�ضمنه الف�صل ال�ساد�س من ظهري 24ماي 1955امللغى
والذي كان يوجب على املكري �أن يو�ضح للمكرتي الأ�سباب الداعية �إىل �إفراغه.
224حممد بونبات :الكراء التجاري بني ظهري 24ماي 1955ومدونة التجارة ،م �س� ،ص.75 .
� 225أحمد عا�صم :احلماية القانونية للكراء التجاري ،م �س� ،ص.57 .
جواد الرفاعي 96
ال�سبب المبني عليه الإنذار ق�ضت برف�ضه ،ومن تم ف�إنه ي�ستبان �أن م�س�ألة ت�سبيب الإنذار
الرامي �إلى �إفراغ المكتري غير مطلقة على عواهنها ،بل قيدها الم�شرع المغربي في �أ�سباب
على �سبيل الح�صر ال ينبغي التو�سع فيها ،وذلك تما�شيا مع ال�ضمانات التي ن�ص عليها قانون
رقم 49-16والتي جاءت في مجملها في �صالح المكتري ،والتي ت�شترط لقبول طلب الإفراغ
البد �أن يكون ال�سبب الم�ستند عليه جديا و�صحيحا.
وما ينبغي الإ�شارة �إليه في هذا ال�صدد �أنه يجب على المكري �أن يرتكز على �سبب واحد
بالإنذار ويمنع عليه �أن يقوم بت�ضمين �سببين مختلفين بالإنذار وذلك بغية تحقيق نتيجة
الإفراغ في حالة ما �إذا ت�أكدت المحكمة من عدم جدية �إحدى ال�سببين ،ففي قرار �صدر عن
محكمة اال�ستئناف التجارية بمراك�ش ‹ 26اعتبرت فيه �أن العمل الق�ضائي ا�ستقر على اعتبار
الإنذار بالإفراغ الذي يت�ضمن �سببين متناق�ضين يكون م�آله البطالن ،ولما كان الإنذار
مو�ضوع الطلب باطال و�أن الت�صرف الباطل بطالنا مطلقا منعدم بداهة وال يمكن �أن ينتج
�أي �آثر قانوني ،ف�إن طلب التعوي�ض عن فقدان الأ�صل التجاري والإفراغ من هذا الأخير
�أ�ضحى غير ذي مو�ضوع ،كما اعتبرت المحكمة التجارية بالرباط� ‹ 27أنه �أمام تناق�ض
ادعاءات الطرف المدعي تارة بتوجيه �إنذار لأجل الهدم لكون البناء �آيال لل�سقوط وتارة
�أخرى بتوجيه �إنذار لأداء الواجبات الكرائية والمطالبة من ناحية �أخرى بالإفراغ لالحتالل
بدون �سند ،مما يجعل الدعوى غير مبنية على �أ�سا�س �سليم وطبقا لقاعدة من تناق�ضت
حججه �سقطت دعواه ،ف�إنه يتعين وللعلل ال�سالفة الذكر الت�صريح برف�ض الطلب.
وختاما ف�إن المقت�ضيات القانونية المن�صو�ص عليها في قانون رقم 49-16وخ�صو�صا
تلك المتعلقة بالبيانات الإلزامية الواجب توافرها بالإنذار تفيد �أن الم�شرع المغربي رتب
جزاء عدم قبول الدعوى �شكال في حالة عدم ذكرها وخ�صو�صا م�س�ألة ت�سبيب الإنذار،
حيث �أن المادة 26من القانون �أعاله �ألزمت المكري ببيان الأ�سباب الداعية �إلى الإفراغ،
وذلك على هدي ما انتهى �إليه بع�ض الفقه� 28إبان تطبيق مقت�ضيات ظهير 24ماي 1955
226قرار عدد � 1178صدر بتاريخ 2017/06/28يف ملف عدد ،2017/8206/687قرار غري من�شور.
-على خالف هذا التوجه اعتربت املحكمة التجارية بطنجة � :أن املدعي الفرعي عندما التم�س ت�صحيح الإ�شعار بالإفراغ
يكون قد تبنى ال�سببني معا ،وملا كان ال�سبب الأول غري م�ؤ�س�س ،ف�إن ال�سبب املتعلق بالإفراغ لال�ستعمال ال�شخ�صي
م�ؤ�س�سا ،ويتعني بالتايل ت�صحيحه.
-حكم رقم � 1181صدر بتاريخ 2017/06/06يف ملف رقم ،2015/8206/625حكم غري من�شور.
227حكم رقم � 1200صدر بتاريخ 2017/04/03يف ملف عدد ،2016/8206/3447حكم غري من�شور.
� 228أحمد عا�صم ،احلماية القانونية للكراء التجاري ،م �س� ،ص.59 .
97 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
الملغى ،بحيث كان يعتبر �أن ظاهر عبارات الف�صل ال�ساد�س من الظهير المذكور 29يفيد �أن
الجزاء ين�صرف �إلى كل من عدم ت�سبيب التنبيه ,وعدم ت�ضمينه ن�ص الف�صل ،27ولهذا
قيل ب�أنه ب�إمكان التم�سك �ضد المكري ب�سقوط الحق وذلك م�شروط ب�شرطين �أولهما �أن
يكون الإنذار معلال و�أن ينقل فيه ن�ص الف�صل ،27وهو االتجاه نف�سه الذي �سايره العمل
الق�ضائي بالمغرب ،بحيث جاء في قرار �صدر عن المجل�س الأعلى� 30أن المكري ملزم ببيان
الأ�سباب الداعية �إلى الإفراغ ،و�أنه في حالة عدم الإ�شارة �إلى ذلك ،ف�إن الجزاء المترتب
عن عدم ذكر ال�سبب هو عدم �إمكانية مواجهة المكتري ب�سقوط الحق المن�صو�ص عليه في
الف�صل 24من الظهير الملغى.
رابعا :مدة �صالحية الإنذار
خالفا لما كان معمول به في ظل ظهير 24ماي 1955الملغى ،ف�إن الم�شرع المغربي
وبمقت�ضى قانون رقم 49-16قل�ص �أجال رفع دعوى الم�صادقة على الإنذار من طرف المكري
الراغب في و�ضع حد لعقد الكراء ،بحيث ن�صت الفقرة الخام�سة من المادة 26من نف�س
القانون على �أنه ي�سقط حق المكري في طلب الم�صادقة على الإنذار بمرور �ستة �أ�شهر من
تاريخ انتهاء الأجل الممنوح للمكتري في الإنذار ،غير �أنه يجوز للمكري �أن يقوم برفع دعوى
الم�صادقة بناء على �إنذار جديد يوجه وفق نف�س ال�شروط المن�صو�ص عليها في هذه المادة.31
وما يالحظ �أن معظم المحاكم التجارية بالمغرب �شرعت في تطبيق �أحكام قانون رقم
49-16ب�شكل فوري ،وهو ما �أدى �إلى خلق نوع من االرتباك لدى المتقا�ضين وخ�صو�صا
هيئة الدفاع في �إطار النيابة عن موكليهم ،بحيث �أن جميع الإجراءات التي �سبق �أن �سلكوها
في �إطار ظهير 24ماي 1955الملغى قاموا بتجديدها وقت دخول قانون رقم 49-16حيز
التطبيق ،وهو توجه ال ي�ستند على �أي �أ�سا�س قانوني �سليم ،على اعتبار �أن المادة 38من
القانون نف�سه جاءت وا�ضحة حينما ن�صت في فقرتها الأولى على �أنه تطبق �أحكام هذا
القانون على عقود الكراء الجارية وعلى الق�ضايا غير الجاهزة للبت فيها ،دون تجديد
للت�صرفات والإجراءات والأحكام التي �صدرت قبل دخول هذا القانون حيز التنفيذ ،ومن
تم ف�إن الت�صرفات والإجراءات التي �صدرت قبل دخول القانون الجديد حيز التطبيق بتاريخ
229حلت املادة 26من قانون 49-16حمل الف�صل ال�ساد�س من ظهري 24ماي 1955امللغى والتي �أوجبت م�س�ألة ت�سبيب
الإنذار.
330قرار �صدر بتاريخ 04مار�س ،1976من�شور مبجلة املحاكم املغربية ،العدد 25 ،11نونرب � ،1976ص.105 .
331ينظر �إىل الفقرة الأخرية من املادة 26من قانون رقم .49-16
جواد الرفاعي 98
2017-02-11تبقى �صحيحة ومنتجة لكافة �آثارها القانونية ،وهكذا ف�إن تم بعث �إنذار
للمكتري في �إطار ظهير 24ماي 1955ووفقا ل�شكلياته ،ف�إنه يبقى �صحيحا ومنتجا لآثاره
القانونية ،وهو ما ق�ضت به المحكمة التجارية بمكنا�س في �إحدى �أحكامها 32،بحيث اعتبرت
�أنه وعلى عك�س ما دفع به نائب المدعى عليه ف�إن مقت�ضيات المادة 38من قانون رقم -16
49جاءت �صريحة في قولها ب�أن الت�صرفات والإجراءات والأحكام التي �صدرت قبل دخول
القانون المذكور حيز التنفيذ ال يتم تجديدها ،وطالما �أن توجيه الإنذار �إلى المكتري بالأداء
يعتبر في حكم الإجراءات المق�صودة من المادة المذكورة ،ف�إن المكري يبقى غير ملزم
بتوجيه �إنذار جديد للمكتري.
وفي حكم �صدر عن المحكمة التجارية بمراك�ش 33و�أثناء تطبيقها لمقت�ضيات قانون
رقم 49-16ب�شكل فوري 34،اعتبرت �أنه لم يعد �أمر ممار�سة دعوى الم�صادقة على الإنذار
متروكا على عواهنه ،بل �أ�صبح مقيدا ب�أجل �سقوط يواجه به الطرف المكري ،وهو ما حدده
الم�شرع بالفقرة ما قبل الأخيرة من المادة 26من القانون المذكور في �ستة �أ�شهر من تاريخ
انتهاء الأجل الممنوح للمكتري في الإنذار.
فالثابت �أن المدعي مار�س دعواه �إال بعد ان�صرام �أزيد من �ستة �أ�شهر عن الأجل
الم�ضمن في الإنذار المذكور �أعاله ،الأمر الذي يكون معه حق المكري في طلب الم�صادقة
على الإنذار بالإفراغ الذي تو�صل به المكتري بتاريخ 2014/01/08قد �سقط ،وتبعا لذلك
ف�إن طلب الإفراغ بناء على الإنذار المذكور �أعاله يكون معه غير مبرر ويتعين معه الحكم
برف�ضه.
وبالرجوع �إلى ما انتهى الحكم الم�شار �إليه �أعاله ،يت�ضح �أنه جاء موافقا لل�صواب فيما
ق�ضى به ،على اعتبار �أن المحكمة ق�ضت ب�سقوط حق المكري في رفع دعوى الم�صادقة على
الإنذار من تلقاء نف�سها ،رغم �أن �صاحب الم�صلحة لم يتم�سك به ،لكون �أن �أجل ال�سقوط
332حكم رقم � 874صدر بتاريخ 2017/06/22يف ملف عدد ،2017/8206/57حكم غري من�شور.
333حكم �صدر بتاريخ 2017-03-16يف ملف جتاري عدد ,2016/8207/2113حكم غري من�شور.
� 334أثارت م�س�ألة تطبيق قانون رقم 49-16ب�شكل فوري العديد من الإ�شكاالت ،بحيث �أن خمتلف الدعاوى التي مت
رفعها بعد مرور �أكرث من �ستة �أ�شهر من تبليغ الإنذار �إىل املكرتي حكمت برف�ض الطلب لفوات الأجال ،وهو �أمر غري
مرتكز على �أي �أ�سا�س قانوين �سليم ،على اعتبار �أنه مت تطبيق هذا القانون ب�أثر فوري ،وهذا ما حدا باملحكمة التجارية
مبراك�ش �إىل توحيد الر�ؤى يف هذا اجلانب ،ومت التوافق على �أن يحت�سب �أجل �سقوط دعوى امل�صادقة على الإنذار
بدءا من تاريخ دخول هذا القانون حيز التنفيذ� ،أي �أن نقطة انطالق احت�ساب �أجل �سقوط دعوى امل�صادقة على الإنذار
تبتد�أ من تاريخ .2017-02-12
-هذا التوجه طبعا �سي�ؤدي �إىل �إلغاء جميع الأحكام االبتدائية التي اعتربت �أن �أجل �سقوط ممار�سة دعوى امل�صادقة على
الإنذار يحت�سب من تاريخ تو�صل املكرتي بالإنذار.
99 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
ووفقا لما ا�ستقر عليه الفقه والعمل الق�ضائي يعتبر من النظام العام ،وللمحكمة الحق في
�إثارته من تلقاء نف�سها ،على عك�س �أجل التقادم الذي يمنع على المحكمة �إثارته من تلقاء
نف�سها مالم يتم�سك به من له م�صلحة في ذلك.
وختاما ،ف�إن الم�شرع قد قل�ص �أجال �سقوط حق المكري في رفع دعواه الرامية �إلى
الم�صادقة على الإنذار �إلى �ستة �أ�شهر من تاريخ انتهاء الأجل الممنوح للمكتري في
الإنذار ،وذلك عك�س ما كان من�صو�ص عليه في ظهير 24ماي 1955الذي حدد �أجال عامة
ل�سقوط الدعاوى ،ذلك �أن الف�صل 33منه �أكد على �أن جميع الدعاوى التي تقام عمال
بهذا الظهير ت�سقط بمرور �سنتين ،35غير �أننا لم ن�ست�سغ ما ذهبت �إليه المحكمة التجارية
بمراك�ش في �إحدى �أحكامها 36حينما اعتبرت «�أن دعوى �إفراغ المحالت التجارية منظمة
�سابقا بمقت�ضيات قانون االلتزامات والعقود والتي لم تكن تقيد ممار�ستها ب�آجل معين عدا
ال�شروط الواجب توفرها بالإنذار الذي كان يخ�ضع لمقت�ضيات الف�صل 6من ظهير 24ماي
،1955والحال �أن الف�صل 33من الظهير المذكور كان ين�ص وب�صريح العبارة على �أنه
جميع الدعاوى التي تقام عمال بهذا الظهير ت�سقط بمرور �سنتين».37
الفقرة الثانية :تبليغ الإنذار
�إن التنبيه كت�صرف قانوني �صادر من جانب واحد ،ال يمكن �أن ينتج �آثاره في مواجهة
الطرف الآخر� ،إال �إذا بلغ �إليه بنف�س و�سائل التبليغ المطبقة �أمام الق�ضاء لتبليغ �إجراءات
الدعوى�( 38أوال) وفي حالة ما �إذا نازع المكتري في ذلك ،ف�إن المكري ملزم ب�إثبات واقعة
التبليغ (ثانيا) .
335اعتربت حمكمة النق�ض يف �إحدى قراراتها � :أن الدعوى التي يرفعها املكري يف مواجهة املكرتي بعد مرور �أجل
�سنتني ،ومل يبادر فيها هذا الأخري �إىل املطالبة باملنازعة يف الإنذار بالإفراغ �أو املطالبة بالتعوي�ض دعوى تخ�ضع يف
�أحكامها لقانون الإلتزامات والعقود ال لظهري 24ماي 1955وال يلحقها �سقوط الف�صل 32منه.
-قرار عدد 674م�ؤرخ يف 2011/05/12يف ملف جتاري عدد , 2010/2/3/917قرار �أورده عمر ازوكار يف
مرجعه ،منازعات الكراء التجاري من خالل حمكمة النق�ض ،م �س� ،ص.198 .
336حكم رقم � 1334صدر بتاريخ 2017/05/18يف ملف جتاري عدد ،2017/8207/722حكم غري من�شور.
337ينظر �إىل الف�صل 33من ظهري 24ماي 1955امللغى.
� 338أحمد عا�صم ،الكراء التجاري والأ�صل التجاري � :سل�سلة درو�س املعهد ،من�شورات جمعية تنمية البحوث والدرا�سات
الق�ضائية ،الطبعة الأوىل� 1984 ،ص.45 .
جواد الرفاعي 100
ففي قرار �صدر عن محكمة اال�ستئناف التجارية بالدار البي�ضاء 41اعتبرت فيه �أن الإنذار
الم�ستدل به في نازلة الحال تم تبليغه فعال خالفا لمقت�ضيات الف�صل 6من ظهير 24ماي
42 1955التي ت�ستلزم توجيهه طبقا للكيفيات المن�صو�ص عليها في الف�صل 37و 38و 39و�إما
بوا�سطة ر�سالة م�ضمونة مع الإعالم بت�سليمها وبالتالي ف�إن الإنذار ال يعتد به.
كذلك هو الأمر فيما يتعلق بالمحا�ضر التي ينجزها المفو�ض الق�ضائي بمنا�سبة قيامه
بعملية التبليغ ،ف�إن مختلف محاكم المو�ضوع 43اعتبرت �أن مح�ضر التبليغ ال يثبت عملية
التبليغ وال يقوم مقام �شهادة الت�سليم المعتبرة قانونا عمال بالف�صل 39من ق.م.م ،وبذلك
يكون حينها التبليغ �أنجز ب�شكل مخالف للإجراءات المن�صو�ص عليها طبقا للقانون.
في حين اعتبرت محكمة اال�ستئناف التجارية بمراك�ش� 44أن التبليغ المنجز عن طريق
المفو�ض الق�ضائي يعتبر تبليغا قانونا ومرتبا لجميع �آثاره ،مادام �أن المح�ضر المذكور يقوم
مقام �شهادة الت�سليم التي تتم وفق الف�صل 39من ق.م.م ،وعليه يبقى ما �أثير في هذا ال�ش�أن
غير مجدي ،عالوة على �أن الم�ست�أنف �سلك م�سطرة ال�صلح بعد تو�صله بالإنذار بالإفراغ،
كما �سلك م�سطرة دعوى المنازعة بعد �أن تو�صل بمح�ضر عدم نجاح محاولة ال�صلح بنف�س
الطريقة التي تو�صل بها بالإنذار ،وهو ما ي�ؤكد عدم ح�صول �أي �ضرر بحقوقه.
هذا وقد �أثار مو�ضوع مدى االعتداد بالتبليغ المنجز من طرف كاتب المفو�ض الق�ضائي
مجموعة من الإ�شكاالت والت�ضاربات في العمل الق�ضائي ،فتارة تعتبر المحاكم �أن تبليغ
الإنذارات المتعلقة بعقود االكرية التجارية تخرج عن اخت�صا�ص كاتب المفو�ض الق�ضائي،
وتوجب على المفو�ض الق�ضائي القيام بعملية التبليغ بنف�سه ،ففي قرار �صدر عن محكمة
النق�ض 45اعتبرت فيه �أنه يخرج تبليغ الإنذار بالإفراغ عن اخت�صا�ص كاتب المفو�ض
441قرار عدد � 523صدر بتاريخ 2011/05/12يف ملف عدد ،2010/3225قرار �أورده عبد املجيد اللويزي يف مقاله:
تبليغ املفو�ض الق�ضائي للإنذار بالإفراغ و�إ�شكاالته الق�ضائية يف �ضوء ظهري 24ماي ،1955مقال من�شور مبجلة
املحاكم املغربية ،العدد ،144يناير -مار�س � ،2014ص.33 .
442ن�صت الفقرة الرابعة من الف�صل ال�ساد�س من ظهري ماي 1955امللغى على �أنه :من الالزم توجيه الإعالم بالإفراغ �إما
طبقا للكيفيات املن�صو�ص عليها يف الف�صول 55و 56و 57من الظهري املعترب مبثابة قانون للمرافعات املدنية و�إما بوا�سطة
ر�سالة م�ضمونة مع الإعالم بت�سليمها.
443قرار �أورده عبد املجيد اللويزي ،م �س� ،ص 33 .مكررة.
444قرار رقم � 1281صدر بتاريخ 2015/10/07يف ملف عدد ،2015/8206/766قرار غري من�شور
445قرار عدد � 978صدر بتاريخ /2002/7/08يف ملف جتاري عدد ،2004/3/2/1491قرار �أ�شار �إليه عمر ازوكار
يف مرجعه ،منازعات الكراء التجاري من خالل حمكمة النق�ض ،م �س� ،ص.142 .
جواد الرفاعي 102
الق�ضائي مادام الم�شرع قد حدد ح�صرا حاالت اخت�صا�صه ن�ص عليها في الفقرة الثانية
46
من ظهير 10/9/93المتعلق ب�إحداث الأعوان الق�ضائيين.
وتارة تعتبر المحاكم �أن التبليغ المنجز عن طريق كاتب المفو�ض الق�ضائي يعتبر تبليغا
�صحيحا ومرتبا لجميع �آثاره القانونية �شريطة عدم ت�ضرر المكتري المبلغ �إليه الإنذار من
ذلك ،فقد جاء في قرار �صدر عن محكمة النق�ض «�أن محكمة اال�ستئناف لما الحظت �أن
الطاعنين لم ينازعوا في تبليغ الإنذار �إليهم ،و�إنما دفعوا بعدم قانونية هذا التبليغ ،كما
الحظت �أنهم لم يت�ضرروا من م�س�ألة تبليغهم بوا�سطة كاتب العون الق�ضائي طالما �أنهم
�سلكوا الم�ساطر الملزمين بها بمقت�ضى ظهير 24ماي 1955داخل الأجل القانوني ،اعتبرت
عن �صواب �أن الدفع المثار من طرفهم غير جدي ،وكان ذلك كافيا في تبرير ما انتهت �إليه
47
فجاء قرارها معلال تعليال �سليما دون خرق للمقت�ضيات المحتج بها».
وفي اعتقادنا �أن م�س�ألة �إ�سناد تبليغ الإنذارات الخا�صة بعقود الأكرية التجارية للمفو�ض
الق�ضائي ح�صرا وعدم ال�سماح لكاتبه بتبليغها هو توجه ال ي�ستقيم ،على اعتبار �أنه مادامت
الفقرة الخام�سة من المادة 15من قانون رقم 81-03المتعلق بمهنة المفو�ضين الق�ضائيين
منحت للمفو�ض الق�ضائي �إمكانية �أن ينيب عنه وتحت م�س�ؤوليته كاتبا محلفا للقيام بعمليات
التبليغ ،كما �أنه وبمقت�ضى الفقرة الأولى من المادة 41من نف�س القانون 48فقد تم �إ�سناد
لكاتب المفو�ض الق�ضائي وتحت �إ�شراف هذا الأخير عمليات التبليغ دون تقييد �أو ح�صر
هذه العمليات في تلك المتعلقة با�ستدعاءات التقا�ضي دون الإنذارات ،بل ترك القانون
عمليات التبليغ الواقعة من لدن كتاب المفو�ضين الق�ضائيين على �إطالقها لت�شمل حتى تبليغ
الإنذارات �سواء بناء على طلب الأطراف مبا�شرة �أو بناء على �أمر من رئي�س المحكمة،
ويكون هذا التبليغ �صحيحا طالما تم تحت رقابة و�إ�شراف المفو�ض الق�ضائي ويحمل
ت�أ�شيرته 49،ف�ضال على �أنه ومتى ارتكب كاتبه خط�أ ت�ضرر منه المبلغ �إليه الإنذار ،ف�إنه يمكن
446للإ�شارة ف�إنه ومبقت�ضى قانون رقم 81.03مت ا�ستبدال عبارة الأعوان الق�ضائيني بعبارة املفو�ضني الق�ضائيني.
447قرار �أ�شار �إليه م�صطفى بوجنة يف كتابه :الكراء التجاري بني ظهري 1955والقانون رقم ،49-16من�شورات املركز
املغربي للتحكيم ومنازعات الأعمال ،الطبعة الأوىل � ،2016ص.138 .
448ن�صت الفقرة الأوىل من املادة 41من قانون رقم 81-03املنظم ملهنة املفو�ضني الق�ضائيني على �أنه :ميكن للمفو�ض
الق�ضائي �أن يلحق مبكتبه حتت م�س�ؤوليته كاتبا حملفا �أو �أكرث ،للنيابة عنه يف الإجراءات املتعلقة بالتبليغ.
449حكم �صدر عن املحكمة التجارية مبراك�ش بتاريخ 2017/03/30يف ملف جتاري عدد ،2016/8207/2248حكم
غري من�شور.
-يف حكم �صدر عن املحكمة التجارية مبراك�ش اعتربت فيه � :أن عدم توقيع املفو�ض الق�ضائي على �أ�صول التبليغات
التي يقوم بها كاتبه املحلف يجعل الإنذار املبلغ مبقت�ضاها خمالفا ملقت�ضيات املادة 44من قانون رقم 81.03املتعلق بتنظيم
مهنة املفو�ضني الق�ضائيني ولذلك يتعني الت�رصيح ببطالنه.
-حكم �صدر بتاريخ 2017/04/20يف ملف جتاري عدد ،2016/8206/2001حكم غري من�شور.
103 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
الرجوع المت�ضرر على المفو�ض الق�ضائي لأداء تعوي�ضا له من �إجراء كاتب هذا الأخير،
باعتبار الطرف الأول متبوعا وم�س�ؤوال عن �أعمال تابعيه طبقا لما ين�ص عليه الف�صل 85
من ظ.ل.ع.50
بقي �أن ن�شير �أن الم�شرع وبمقت�ضى قانون رقم 49-16لم يح�سم الأمر في م�س�ألة تراتبية
طرق تبليغ الإنذار �إلى المكتري ،فهل للمكري الخيار في اللجوء �إلى المفو�ض الق�ضائي
مبا�شرة �أم �سلوك الإجراءات القانونية الأخرى الخا�صة بالتبليغ المن�صو�ص عليها في
ق.م.م ؟
550ين�ص الف�صل 85من ظ.ل.ع على� :أن املخدمون ومن يكلفون غريهم برعاية م�صاحلهم ي�س�ألون عن ال�رضر الذي
يحدثه خدامهم وم�أمورهم يف �أداء الوظائف التي �شغلوهم فيها.
جواد الرفاعي 104
وبتفح�ص محتويات المادة 34من قانون 49-16يت�ضح �أن الم�شرع ا�ستعمل كلمة �أو وهي
�أداة تخيير ،مما ي�ستفاد معه �أنه ال يمكن �إجبار المكري باحترام تراتبية طرق التبليغ ،وهذا
ما نختلف فيه حينما ذهب �أحد الباحثين� 51إلى اعتبار �أن الم�شرع المغربي وبمقت�ضى قانون
رقم 49-16قد ا�ستثنى توجيه الإنذارات عن طريق البريد الم�ضمون ،لأنه لو �أراد الم�شرع �أن
ي�ستثني هذه الطريقة لما �أحال وب�شكل �صريح على المقت�ضيات المنظمة لطرق التبليغ الواردة
في ق.م.م والتي تجيز �أن يتم التبليغ عن طريق البريد الم�ضمون مع الإ�شعار بالتو�صل.
ومن جهة �أخرى كان حري بالم�شرع المغربي �أن يلزم المكري بتوجيه �إنذار عن طريق
المفو�ض الق�ضائي كقاعدة ،وفي حالة �إذا ما تعذر على هذا الأخير القيام بمهامه ،ف�إنه
والحالة هاته يمكن للمكري حينها اللجوء �إلى باقي طرق التبليغ المن�صو�ص عليها في
القانون الإجرائي ،وهذا ما تمت �صياغته في �صيغة مقترح القانون المتعلق بكراء العقارات
�أو المحالت المخ�ص�صة لال�ستعمال التجاري �أو ال�صناعي �أو الحرفي كما وافق عليها
مجل�س النواب بتاريخ 20ابريل 2010في �إطار قراءته الأولى للمقترح ،52بحيث �أكد على
وجوب تبليغ الإنذارات والإ�شعارات بوا�سطة المفو�ضين الق�ضائيين ما لم تقرر المحكمة
القيام بتبليغها وفق الطرق الأخرى.
ويثار في ال�صدد ت�سا�ؤل حول مدى االعتداد بالتبليغ الواقع عن طريق و�سيلة �إلكترونية،
فهل يمكن ت�صور تبليغ �إنذار للمكتري وفق بريد �إلكتروني مثال ؟
�إن الم�شرع وبمقت�ضى م�شروع قانون الم�سطرة المدنية 53تدخل ق�صد �إ�ضفاء طابع
الم�شروعية على التبليغ الإلكتروني ،وذلك باعتباره و�سيلة من بين و�سائل التبليغ القانونية
�إلى جانب الطرق التقليدية ،والذي قد يحقق فوائد جمة تتمثل في �سرعة الإجراءات
وتقلي�ص تكلفة التقا�ضي.
551ينظر �إىل مرجع عبد الرحيم بنربكة :القانون رقم 49-16املتعلق بكراء العقارات �أو املحالت املخ�ص�صة لال�ستعمال
التجاري �أو ال�صناعي �أو احلريف ،درا�سة حتليلية ،مطبعة دار القلم ،الرباط ،الطبعة الأوىل� ،2017 ،ص.61 .
552ينظر �إىل املادة 26من �صيغة مقرتح القانون الذي �أدخلت عليه تعديالت مبجل�س النواب بتاريخ 5جمادى الأوىل
1431املوافق يل � 20أبريل 2010يف �إطار قراءته الأوىل له.
553ينظر �أ�سا�سا �إىل املادة 37من م�رشوع قانون امل�سطرة املدنية التي �أكدت على جواز االعتداد بالتبليغ الواقع بالو�سائل
الأخرى ،ويف ذلك �إقرار ب�شكل غري مبا�رش بجواز اللجوء �إىل التبليغ الإلكرتوين ،كما �أن املادة 33من امل�رشوع �أكدت
على جواز تبليغ الأطراف بعنوانهم الوارد بربيدهم الإلكرتوين.
105 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
هذا ولكي يعتد بالمحرر االلكتروني كحجة في الإثبات البد من توفره على �شرطين
�أوردهما الم�شرع المغربي في الف�صل 54 417-1من قانون رقم 53.05المتعلق بالتبادل
االلكتروني للمعطيات القانونية� ،أولهما �أن يكون بالإمكان التعرف ب�صفة قانونية على
ال�شخ�ص الذي �صدر عنه ،و�أن تكون الوثيقة االلكترونية معدة ومحفوظة وفق� شروط من
55
�ش�أنها �ضمان تماميتها.
ثانيا � :إثبات تبليغ الإنذار
يبدو �أن الم�شرع وب�إحالته على الن�صو�ص المنظمة لإجراءات التبليغ المن�صو�ص عليها
في ق.م.م يتطلب �أن يتم التو�صل الفعلي بالإنذار ،وذلك حتى يت�أتى للمكتري الإطالع على
فحواه ،ويتدارك مع ارتكبه من خط�أ يوجب �إفراغه من العين المكتراة ،غير �أنه وفي غالب
الأحيان قد ال يتحقق التو�صل الفعلي بالإنذار ،وذلك راجعا �إما ب�سبب من المكتري نف�سه �أو
ل�سبب �آخر.56
وبالرجوع �إلى العمل الق�ضائي نجد �أن المجل�س الأعلى �أكد على �ضرورة �أن يتم تبليغ
الإنذار وفق �شكليات القانون ،و�أن ي�شار فيه �إلى اال�سم ال�شخ�صي والعائلي للمت�سلم ،وهكذا
جاء في �إحدى قراراته �أنه ‹ ال يعتبر مجرد ت�سليم الطي ل�شخ�ص بعنوان المبلغ �إليه ت�سليما
�صحيحا ،بل البد من ذكر اال�سم ال�شخ�صي والعائلي للمت�سلم تحت طائلة البطالن.57
554ن�ص الف�صل 417-1من قانون رقم 53.05املتعلق بالتبادل االلكرتوين للمعطيات القانونية على �أنه :تتمتع الوثيقة
املحررة على دعامة �إلكرتونية بنف�س قوة الإثبات التي تتمتع بها الوثيقة املحررة على الورق.
-تقبل الوثيقة املحررة ب�شكل �إلكرتوين للإثبات �ش�أنها يف ذلك �ش�أن الوثيقة املحررة على الورق� ،رشيطة �أن يكون
بالإمكان التعرف ب�صفة قانونية على ال�شخ�ص الذي �صدرت عنه ،و�أن تكون معدة وحمفوظة وفق �رشوط من �ش�أنها
�ضمان متاميتها».
-للمزيد من التو�سع يف املو�ضوع يراجع يف هذا ال�صدد :
� -أحمد ادريو�ش :ت�أمالت حول قانون التبادل االلكرتوين للمعطيات القانونية من�شورات �سل�سلة املعرفة القانونية،
الطبعة الأوىل ،ال�سنة .2009
� 555إن امل�رشع املغربي مل يعطي �أي تعريفا مل�صطلح التمامية مبقت�ضى قانون رقم ،53.05بحيث يعترب م�صطلحا تقنيا دخيال
على اللغة العربية ،واملق�صود منه هو �شمولية م�ضمون الوثيقة االلكرتونية ومتامها من دون �أي زيادة �أو نق�صان.
-للمزيد من التو�سع يف املو�ضوع يراجع يف هذا ال�صدد:
-العربي جنان :التبادل االلكرتوين للمعطيات القانونية يف القانون املغربي رقم ،53.05درا�سة حتليلية نقدية ،مطبعة
الوراقة الوطنية ،مراك�ش ،ط الأوىل ،ال�سنة .2008
556اعتربت حمكمة النق�ض يف �إحدى قرارتها � :أن اعتقال الطالب بال�سجن ال يحول مانعا بينه وبني �أداء واجبات الكراء
املطالب بها مبقت�ضى الإنذار ،وال يغل يده عن الت�رصف يف �أمواله مادام مل يكن معتقال من �أجل جناية.
-قرار عدد � 2/262صدر بتاريخ 2015/07/22يف ملف جتاري عدد ،2015/3/3/605قرار غري من�شور.
557القرار عدد � 188صدر بتاريخ 78/3/15من�شور مبجلة الق�ضاء والقانون ،العدد ،129ال�سنة � ،1979ص.76 .
جواد الرفاعي 106
هذا وتثار في هذا ال�صدد �إ�شكالية التبليغ الواقع عن طريق البريد الم�ضمون ،فكثير ما
يثير المكتري �أن الغالف الذي تو�صل به كان فارغا ،ولم يت�ضمن �أي �إنذار مكتوب بداخله،
وفي مقابل ذلك يت�شبث المكري ب�أن المكتري قد تو�صل فعال ب�أ�صل الإنذار ؟
اعتبر المجل�س الأعلى في �إحدى قراراته� 58أن التو�صل بالظرف البريدي و�إن كان ال
يفتر�ض �أنه كان يحتوي بالفعل على الإنذار المتطلب قانونا ،ف�إنه يمكن لمن وجه الإنذار �أن
يثبت ذلك بوا�سطة القرائن ،وبالتالي ف�إن للمحكمة �سلطة التقدير في واقعة وجود الإنذار
من عدمه.
والمالحظ من القرار المذكور �أنه منح لق�ضاة المو�ضوع ال�سلطة التقديرية الكاملة في
اعتمادهم على القرائن المن�ضبطة للت�أكد من �أن المكتري قد تو�صل فعال ب�أ�صل الإنذار� ،أم
�أن ادعاء المكري يعتبر واهي وبالتالي يتعين الت�صريح بعدم قبول الإنذار الموجه للمكتري
�شكال ،غير �أنه وبدخول المحكمة في �إثبات هذه الواقعة قد ي�ؤدي ذلك �إلى طول الم�سطرة،
ومن تم كان من ال�ضروري �أن يبلغ الإنذار عن طريق مفو�ض ق�ضائي الذي يقوم عادة ما
يقوم بتحرير مح�ضر التبليغ المعتبر في حكم المحا�ضر الر�سمية التي ال يجوز دح�ض ما
جاء بها �إال عن طريق �سلوك م�سطرة الطعن بالزور فيه ،و�إن كان هذا الحل ح�سب بع�ض
الفقه 59قد ي�ؤدي �إلى �إثقال كاهل المحاكم بعدد كبير من ملفات التبليغ ،والحال �أنها ال
تملك و�سائل كفيلة بتحقيق ذلك.
هذا ويعتبر المكري هو المكلف ب�إثبات واقعة تبليغ الإنذار بالإفراغ �إلى المكتري حتى
ينتج �آثاره القانونية ،بحيث جاء في قرار �صدر عن محكمة النق�ض� 60أنه وبمقت�ضى ظهير
24ماي 1955ف�إن المكري في حالة النزاع عليه �إثبات �أن المكتري فعال تو�صل ب�صك
الإنذار المت�ضمن لكافة البيانات المن�صو�ص عليها في الف�صل 6من هذا الظهير الذي
يوجب �أن يتو�صل المكتري ب�صك الإنذار ولي�س بمجرد غالف بريدي ،و�أن تو�صل المكترية
بهذا الظرف ال يفتر�ض حتما �أنه كان بداخله �صك الإنذار بكامله ،كما �أن الإدالء بن�سخة
منه ال يعتبر كافيا لإثبات �أن المكترية تو�صلت فعال ب�أ�صل هذه الن�سخة.
558قرار �أورده احمد عا�صم ،احلماية القانونية للكراء التجاري ،م �س� ،ص.51 .
559احل�سني بلح�ساين :احلماية القانونية ملكرتي املحالت ال�سكنية ،دعوى الإفراغ ،الأحمدية للن�رش بالدار البي�ضاء ،الطبعة
الأوىل ،ال�سنة � ،2001ص.88 .
660قرار عدد � 474صدر بتاريخ 2007/04/25يف ملف جتاري عدد ،2004/2/3/1319قرار غري من�شور.
107 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
بقي �أن ن�شير �أنه وبمقت�ضى الفقرة الرابعة من المادة 26من قانون رقم 49-16في
حالة تعذر تبليغ الإنذار بالإفراغ لكون �أن المحل مغلقا با�ستمرار ،ف�إنه يمكن للمكري �إقامة
دعوى الم�صادقة على الإنذار بعد مرور الأجل المحدد في الإنذار اعتبارا من تاريخ تحرير
المح�ضر بذلك.
والمالحظ �أن هذا المقت�ضى ي�شكل خرقا �سافرا للم�سطرة التواجهية 61والتثبت من واقعة
علم المكتري بما ينوي المكري �سلوكه في حقه من م�ساطر قانونية ،بحيث البد من تو�صل
المكتري بالإنذار و�إال تعطلت الإجراءات و�ضاعت حقوق النا�س �إزاء المتعنتين والمكرين
ذوي النية ال�سيئة.
فا�شتراط تحرير مح�ضر التبليغ في حالة وجود المحل مغلقا با�ستمرار يمكن قبوله في
م�سطرة ا�سترجاع المحالت المهجورة ،والتي قد ال ت�ؤدي �إلى الإ�ضرار بالمكتري مادام �أنه
يمكن لهذا الأخير ا�سترجاع حيازة المحل المهجور قبل مرور �أجل �ستة �أ�شهر من تاريخ
تنفيذ الأمر القا�ضي ب�إرجاع المحل �إلى مالكه� ،أما في حالة دعوى الم�صادقة على الإنذار
فوجب الت�أكد على �أن المكتري قد تو�صل فعليا بالإنذار.
المطلب الثاني :دعوى الم�صادقة على الإنذار
تدخل الم�شرع المغربي بمقت�ضى قانون رقم 49-16ففك تنازع االخت�صا�ص الذي كان
�سائدا في ظل ظهير 24ماي 1955الملغى ،بحيث ن�صت المادة 35من نف�س القانون على
�أنه تخت�ص المحاكم التجارية بالنظر في النزاعات المتعلقة بتطبيق هذا القانون ،غير �أنه
ينعقد االخت�صا�ص للمحاكم االبتدائية طبقا للقانون المتعلق بالتنظيم الق�ضائي للمملكة،
وبذلك يكون الم�شرع قد حدد الجهة المخت�صة للبت في نزاعات االكرية التجارية (الفقرة
الأولى) كما عمل على تحديد نطاق اخت�صا�صها (الفقرة الثانية).
الفقرة الأولى :الجهة المخت�صة للبت في نزاعات االكرية التجارية
ظهر الت�ضارب واالختالف حول م�س�ألة جوهرية تتعلق بمدى اخت�صا�ص المحكمة
التجارية للبت في النزاعات المرتبطة باالكرية التجارية ،بحيث اعتبر اتجاه ق�ضائي بعدم
661للإ�شارة ف�إن نف�س امل�س�ألة ن�ص عليها امل�رشع املغربي يف املدونة العامة لل�رضائب يف ن�سخة ،2016بحيث افرت�ض �أن
التبليغ مبلغ ب�شكل �صحيح بعد مرور ع�رشة �أيام املوالية لتاريخ تعذر ت�سليم الظرف املراد تبليغه للملزم.
-ينظر �إىل املادة 219من املدونة العامة لل�رضائب ،ن�سخة .2016
جواد الرفاعي 108
اخت�صا�ص المحكمة التجارية بالنظر فيها (�أوال) وفي مقابل ذلك وقف اتجاه �آخر ليقول
باخت�صا�ص هذه المحاكم للنظر في مثل هذه النزاعات وفق مرتكزات معينة (ثانيا).
�أوال :تقرير عدم اخت�صا�ص المحكمة التجارية
اعتبرت جل المحاكم التجارية وكذا بع�ض محاكم اال�ستئناف التجارية على �أنها غير
مخت�صة نوعيا للبت في نزاعات االكرية التجارية ،وذلك ا�ستنادا �إلى �ضابط العقود
المختلطة ( )1وكذا في حالة اتفاق الأطراف وب�شكل �صريح على �إ�سناد االخت�صا�ص
للمحاكم ذات الوالية العامة (.)2
� - 1ضابط العقود المختلطة
�إن �أهم الإ�شكاليات التي طرحت �أمام المحكمة التجارية وهي ب�صدد البت في النزاعات
المتعلقة باالكرية التجارية في �إطار ظهير 24ماي 1955الملغى ،تمثلت في مدى اعتبار
عقد الكراء القائم بين طرفي العالقة الكرائية عقد تجاريا �أم عقدا مدنيا ؟
فقد اعتبرت محكمة اال�ستئناف التجارية بالدار البي�ضاء في �إحدى قراراتها� 62أنه ال
ينعقد االخت�صا�ص للمحكمة التجارية للنظر في الدعوى المتعلقة بظهير 24ماي 1955
المنظم لعقود كراء المحالت المعدة لال�ستعمال التجاري �إال �إذا كان طرفي النزاع تاجرين
�أو باتفاقهما على �إ�سناد االخت�صا�ص للمحكمة التجارية عند وجود عقد مختلط بينهما.
والمالحظ فيما انتهى �إليه القرار �أعاله� ،أنه ارتكن �إلى معيار العمل التجاري لتقرير
اخت�صا�ص المحاكم التجارية نوعيا من عدمه ،وهو توجه مجانب لل�صواب على اعتبار
�أن عقد الكراء التجاري ال يدخل �ضمن زمرة العقود التي في �أ�صلها تعد �أعماال تجارية
بطبيعتها ،لكون �أن الم�شرع المغربي لم يخ�ضعه لقواعد القانون التجاري.63
وتدعيما لنف�س التوجه اعتبرت المحكمة التجارية بطنجة� 64أنه وفي غياب ما يفيد
�صفة المدعى عليه كتاجر تكون مقت�ضيات المادة الخام�سة من القانون المحدث للمحاكم
662قرار عدد � 98صدر بتاريخ 1998-06-25يف ملف عدد ،98-4من�شور مبجلة الق�رص ،العدد الأوىل ،ال�سنة 2002
�ص.135
663عز الدين بن�ستي :درا�سات يف القانون التجاري املغربي ،درا�سة يف قانون امللكية التجارية وال�صناعية ،ج الثاين،
الأ�صل التجاري ،مطبعة النجاح اجلديدة بالدار البي�ضاء ،ط ،1ال�سنة� ،2001ص 118 .وما يليها.
664حكم رقم � 881صدر بتاريخ 2017/04/25يف ملف عدد ،2017/8207/127حكم غري من�شور.
109 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
التجارية غير متوفرة بالنازلة ويبقى االخت�صا�ص للبت في الق�ضية منعقدا للمحكمة
االبتدائية بطنجة.
هذا وقد تدخل بع�ض الفقه لتحديد م�س�ألة االخت�صا�ص النوعي لإحدى المحكمتين
االبتدائية �أو التجارية للنظر في الدعوى المرتبطة بتطبيق مقت�ضيات ظهير 24ماي 1955
بالتمييز ح�سب حالتين:
♦الحالة التي ينظر فيها �إلى عقد الكراء التجاري من زاوية طبيعته كعقد �أو �إحدى
مكونات الأ�صل التجاري.
♦والحالة التي ينظر فيها �إلى هذا العقد من زاوية طبيعته كعمل من الأعمال
65
التح�ضيرية لممار�سة التجارة.
وما يفهم من هذا التوجه على �أن عقد الكراء التجاري ال يدخل �ضمن العقود التجارية
التي تك�سب �صاحبها هذه ال�صفة ،لكون �أن الم�شرع المغربي وبمقت�ضى الكتاب الخام�س من
مدونة التجارة حدد �أنواع العقود التجارية ،كما �أن عقد الكراء المن�صب على العقار ال يدخل
�ضمن العقود والعمليات الواردة على م�ؤ�س�سة الأ�صل التجاري ،مما حدى بهذا التوجه �إلى
اعتبار �أن النزاع النا�شئ بتطبيق مقت�ضيات ظهير 24ماي 1955ال يدخل �ضمن الدعاوى
المتعلقة بالعقود التجارية �أو تلك المتعلقة بالأ�صول التجارية المن�صو�ص عليها بموجب المادة
الخام�سة من قانون رقم 53-95المحدد لالخت�صا�ص النوعي للمحاكم التجارية ،ومن تم
وجب الت�صريح بعدم اخت�صا�ص المحكمة التجارية نوعيا للبت في هذا النوع من الق�ضايا.
وهذا وقد اعتبر بع�ض الفقه� 66أن هناك عدة مبررات تدفع �إلى القول ب�أن االخت�صا�ص
في مادة الكراء التجاري يظل لفائدة المحاكم االبتدائية ،م�ستندا �إلى كون الم�شرع لم
يتو�صل �إلى تنظيم عقد الكراء التجاري في مدونة التجارة بالنظر الى طبيعته المدنية،
و�أن �إ�ضفاء الو�صف التجاري على عقد الكراء ال يغير من طبيعته الأ�صلية في �شيء لكونه
يعد تجاريا فقط من جانب المكتري ،و�إلى كون هذا العقد ال يدخل في �إطار العقود الواردة
على الأ�صل التجاري ،و�أنه �إذا كانت المحاكم التجارية تخت�ص للبت في النزاعات المتعلق
بالأ�صول التجارية ،ف�إن النزاعات المتعلقة بعقد الكراء ال تدخل �ضمن النزاعات المن�صبة
665حممد لفروجي :مدى اعتبار املحكمة التحارية خمت�صة وحدها بالنظر يف الدعوى املتعلقة بالكراء التجاري ،مقال
من�شور مبجلة اال�شعاع ،ع ،21ال�سنة � ،2002ص.23 .
666بوعبيد العبا�سي :ت�ضارب االجتهاد الق�ضائي ب�ش�أن االخت�صا�ص يف مادة الكراء التجاري ( ظهري 24ماي )1955مقال
من�شور مبجلة املنتدى ،ع ،1ال�سنة � ،1997ص.162 .
جواد الرفاعي 110
على الأ�صل التجاري لكون هذا الأ�صل ال ين�ش�أ �إال بعد الكراء ،وبالتالي فالنزاع يتعلق بعقد
كراء �أدى �إلى تكوينه ،بالإ�ضافة �إلى ذلك ف�إنه ال يمكن اعتماد ال�صياغة العامة للقول
باخت�صا�ص المحاكم التجارية في كل ما له عالقة بالأ�صل التجاري ،لأن هذه ال�صياغة
تحددها الن�صو�ص الواردة بالمدونة التي لم تت�ضمن ما يتعلق بعقد الكراء ،كما �أن عنوان
الق�سم الثاني من الكتاب من المدونة جاء كما يلي « :العقود المتعلقة بالأ�صل التجاري»
ويرى هذا الفقه وجوب الربط بين هذا العنوان والعبارة الواردة بالفقرة الخام�سة من
المادة الخام�سة 67التي تن�ص على �أن «النزاعات المتعلقة بالأ�صل التجاري» وهذه العبارة
تن�صرف �إلى الت�صرفات المتعلقة بالعقود التجارية التي تتخذ الأ�صل التجاري كمحل لها
كما هو ال�ش�أن بالن�سبة لبيع الأ�صل التجاري �أو رهنه �أو ت�سييره �أو تقديمه كح�صة في �شركة.
� - 2ضابط اتفاق الأطراف
قد يحدث �أن يكون هناك عقد كراء تجاري مبرم بين طرفين ،طرف مدني وهو المكري
مالك العقار �أو المحل ،وطرف تاجر وهو المكتري ،ف�إننا نكون في هذه الحالة �أمام عقد
كراء مختلط ،و�إذا حدث عدم اتفاق الطرفين على �إ�سناد االخت�صا�ص للمحكمة التجارية
عند قيام النزاع بينهما ،ف�إن المحكمة االبتدائية تكون هي المخت�صة بالبت في النازلة،
ففي قرار �صدر عن محكمة اال�ستئناف التجارية بالدار البي�ضاء 68اعتبرت فيه «�أن عقود
كراء المحالت التجارية المنظمة بمقت�ضى ظهير 24ماي 1955ال تعتبر عقودا تجاريا
بطبيعتها �إال �إذا �أبرمت بين مكتر تاجر وبين مكر غير تاجر فنكون في هذه الحالة �أمام
عقد مختلط باعتباره مدنيا بالن�سبة للثاني على �أ�سا�س �أن عقد الكراء المن�صب على عقار
يعد عمال مدنيا »69وتبعا لذلك ال ينعقد االخت�صا�ص للمحاكم التجارية في هذه الحالة �إال
باتفاق الطرفين طبقا للفقرة ما قبل الأخيرة من الف�صل المذكور.
وعليه ف�إنه �إذا كان الطرف المدني هو المكري وال يمار�س التجارة وبادر �إلى رفع دعوى
الم�صادقة على الإنذار في مواجهة المكتري التاجر ،فله الخيار في اللجوء �إما �إلى المحكمة
االبتدائية �أو �إلى المحكمة التجارية.
667لقي امل�رشع املغربي انتقادا وا�سعا من لدن الفقه وذلك مبنا�سبة الغمو�ض الذي �شمل حمتوى املادة اخلام�سة من قانون
رقم 53-95املتعلق ب�إحداث املحاكم التجارية.
-حممد لفروجي :م �س� ،ص.22 .
668قرار عدد �99/430صدر بتاريخ 1999/04/15يف ملف عدد ،/99/470من�شور مبجلة ر�سالة املحاماة،ع ،15ال�سنة
� 2000ص.120 .
669حممد لفروجي :م �س� ،ص.23 .
111 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
770قرار عدد � 98صدر بتاريخ 1998/10/26يف ملف جتاري عدد ،186/98قرار من�شور مبجلة املنتدى ،العدد ،1
ال�سنة � 2002ص.235 .
771عبد الله درمي�ش :الإ�شكاليات التي يطرحها قانون املحاكم التجارية ،مقال من�شور مبجلة املحاكم املغربية ،ع ،81
مار�س � ،2000ص 92.وما يليها.
جواد الرفاعي 112
ر�أينا في المو�ضوع:
�إن النزاعات المرتبطة بتطبيق ظهير 24ماي � 1955شكلت م�صدرا لجدل حاد داخل
الأو�ساط الفقهية والق�ضائية المغربية من حيث مدى اخت�صا�ص المحاكم التجارية للبت
في ق�ضاء الكراء التجاري على �أ�سا�س المادة الخام�سة 72من القانون رقم 53-95المتعلق
ب�إحداث المحاكم التجارية ،خ�صو�صا و�أن ال�صياغة التي جاءت بها هذه المادة تعتبر �صياغة
غام�ضة ،بحيث ثار الت�سا�ؤل حول ما المق�صود بالنزاعات المتعلقة بالأ�صول التجارية ؟
وفي �ضوء هذه ال�صياغة يمكن �أن ن�ستنتج �أن الم�شرع �أراد �أن ي�سند االخت�صا�ص للمحاكم
التجارية للبت في ق�ضايا االكرية التجارية كقاعدة ،بحيث ن�صت الفقرة الرابعة من المادة
الخام�سة من قانون رقم 53-95لما كان م�شروعا معرو�ضا على �أنظار البرلمان على ما
يلي :تخت�ص محاكم التجارة بالنظر في النزاعات النا�شئة بين جميع الأ�شخا�ص فيما
يتعلق ب�أ�صل تجاري ،لكن وبعد عر�ض الم�شروع على المناق�شة اقترحت فرق الوفاق الوطني
�صياغة هذه الفقرة كالتالي :في النزاعات المتعلقة بالأ�صل التجاري با�ستثناء ق�ضايا �أداء
الكراء ،وي�ستثنى من اخت�صا�ص المحاكم التجارية ق�ضايا حوادث ال�سير ،في حين اقترح
فريق االتحاد اال�شتراكي والفريق اال�ستقاللي للوحدة والتعادلية وفريق التجديد والتقدم ما
يلي :بين جميع الأ�شخا�ص فيما يتعلق بالنزاعات في الأ�صول التجارية.73
وعليه ف�إنه يت�ضح من خالل ما تم ب�سطه �أعاله� ،أن �إرادة الم�شرع اتجهت نوع منح االخت�صا�ص
للمحاكم التجارية للبت في النزاعات النا�شئة عن تطبيق مقت�ضيات ظهير 24ماي 1955
با�ستثناء الق�ضايا المتعلقة ب�أداء الكراء ،والتي بدورها لم يكن موفقا الم�شرع حينما ا�ستبعدها
772ن�صت املادة اخلام�سة من قانون رقم 53-95املتعلق ب�إحداث املحاكم التجارية على �أنه «تخت�ص املحاكم التجارية
بالنظر يف :
-الدعاوى املتعلقة بالعقود التجارية.
-الدعاوى التي تن�ش�أ بني التجار واملتعلقة ب�أعمالهم التجارية.
-الدعاوى املتعلقة بالأوراق التجارية.
-النزاعات النا�شئة بني �رشكاء يف �رشكة جتارية.
-النزاعات املتعلقة بالأ�صول التجارية.
-وت�ستثنى من اخت�صا�ص املحاكم التجارية ق�ضايا حوادث ال�سري.
ميكن االتفاق بني التاجر وغري التاجر على �إ�سناد االخت�صا�ص للمحكمة التجارية فيما قد ين�ش�أ بينهما من نزاع ب�سبب
عمل من �أعمال التاجر .ويجوز للأطراف االتفاق على عر�ض النزاعات املبينة �أعاله على م�سطرة التحكيم وفق
�أحكام الف�صول � 306إىل 327من قانون امل�سطرة املدنية».
773للإطالع على املراحل التي مر منها م�رشوع قانون رقم 53-95املتعلق ب�إحداث املحاكم التجارية يراجع يف هذا
ال�صدد :تقرير �أجنز ب�ش�أن املحاكم التجارية ،من�شورات املجلة املغربية للإدارة املحلية والتنمية� ،سل�سلة ن�صو�ص
ووثائق ،12الطبعة الأوىل ،ال�سنة � ،1997ص.63.
113 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
من نطاق اخت�صا�ص المحاكم التجارية ،على اعتبار �أن المطالبة ب�أداء واجبات الكراء قد
ت�ؤدي �إلى تحول من طلب الأداء �إلى طلب �إفراغ الأ�صل التجاري ،وبالتالي �سنغيب اخت�صا�ص
المحكمة التجارية في هذا ال�ش�أن بالرغم من وجود منازعة قد تم�س بم�ؤ�س�سة الأ�صل التجاري.
ومن جهة �أخرى ف�إنه لما كانت الغاية من تطبيق ظهير 24ماي 1955هو حماية المكتري
من تع�سف المكري ،وكذا تعوي�ضه عن الأ�ضرار التي قد تلحق �أ�صله التجاري وخ�صو�صا في
الحالة التي يتقدم بها المكري بدعوى الم�صادقة على الإنذار الرامي �إلى ا�سترجاع المحل
لال�ستعمال ال�شخ�صي ،ف�إن المحكمة التجارية في هذه الحالة تكون هي المخت�صة ،على
اعتبار �أنه �سيتم الحكم بتعوي�ض عن الإفراغ وتحديد قيمة الأ�صل التجاري باعتباره م�ؤ�س�سة
قانونية قائمة الذات.
ودرءا لكل هاته الت�ضاربات الق�ضائية تدخل المجل�س الأعلى في قراره ال�شهير ،74واعتبر
�أن المادة الخام�سة من القانون المحدث للمحاكم التجارية �أ�سندت االخت�صا�ص لهذه
الأخيرة بالن�سبة للنزاعات المتعلقة بالأ�صول التجارية ،و�أن حق التوبة يخ�ضع لم�سطرة
تجديد عقد كراء محل معد للتجارة الذي هو �أحد عنا�صر الأ�صل التجاري الداخل في
النزاعات المتعلقة بالأ�صول التجارية.
وهو التوجه الذي �سايره الم�شرع المغربي بمقت�ضى قانون رقم ،49-16بحيث اعتبر
�أن المحاكم التجارية تكون هي المخت�صة في النزاعات المتعلقة بتطبيق هذا القانون
كدعوى الم�صادقة على الإنذار ودعوى الحرمان من حق الرجوع ودعوى ا�سترداد المحالت
المهجورة ودعوى معاينة تحقق ال�شرط الفا�سخ.
75
علما ب�أن مقت�ضيات قانون رقم � 49-16ألغت المرحلة المتعلقة بدعوى ال�صــلح،
774قرار عدد � 2243صدر بتاريخ 2001/11/14يف ملف عدد ،2000/227من�شور مبحلة املحاكم املغربية ،عدد،91
ال�سنة � 2001ص.45
� 775سبق �أن اعترب بع�ض الفقه على �أنه ي�ستوجب الأمر �إلغاء م�سطرة ال�صلح املن�صو�ص عليه يف مقت�ضيات الف�صل 27من
ظهري 24ماي 1955لتحل حملها دعوى واحدة يلج�أ �إليها املكري لت�صحيح الإنذار بالإفراغ.
-عبد العزيز توفيق :عقد الكراء يف الت�رشيع والق�ضاء ،درا�سة ت�أ�صيلية ،مطبعة النجاح اجلديدة الدار البي�ضاء ،الطبعة
الأوىل ،ال�سنة � ،1991ص 75 .وما يليها.
-وعلى عك�س هذا االجتاه اعترب جانب من الفقه على �أنه :يف كل الظروف والأحوال ال ميكن �أن ن�ساير نهج حذف
م�سطرة ال�صلح لكونه ي�سري �ضد التيار الوطني والدويل ،فنجاح هذه امل�سطرة ولو �شكل � 20أو 10يف املائة يحمي
م�صالح املكرتي واملكري ،ويحافظ على الزبناء وال�سري العادي للأ�صل التجاري.
-للمزيد من التو�سع يف املو�ضوع يراجع يف هذا ال�صدد :
� -أحمد �شكري ال�سباعي :الو�سيط يف الأ�صل التجاري ،درا�سة يف قانون التجارة املغربي ويف القانون املقارن والفقه
والق�ضاء ،اجلزء الثالث ،الطبعة الأوىل ،دار الن�رش للمعرفة الرباط ،ال�سنة � 2007ص.647 .
جواد الرفاعي 114
وك ـ ـ ـ ــذلك ت ـ ـ ـ ــم �إلغ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء دع ـ ــوى المنازع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ف ــي الإن ـ ــذار مـ ــن لـ ــدن
المكتــري 76،حيث يجوز للمكري اللجوء �إلى المحكمة المخت�صة للم�صادقة على الإنذار
ابتداء من تاريخ انتهاء الأجل المحدد فيه ،وهو ما ن�صت عليه المادة 77 26من القانون
نف�سه.
ولما كانت المحاكم التجارية �صاحبة االخت�صا�ص للنظر في النزاعات المتعلق بتطبيق
هذا القانون متى كانت العقارات �أو المحالت التجارية �أو ال�صناعية �أو الحرفية توجد
بدائرة هذه المحاكم ،ف�إن المحاكم االبتدائية تكون هي المخت�صة للبت في النزاعات
المتعلقة بتطبيق هذا القانون في المناطق التي ال توجد بها محاكم تجارية ،وذلك طبقا لما
ن�صت عليه المادة 35من قانون . 78 49-16
غير �أنه ال يفهم من هذا على �أن المحاكم االبتدائية هي المخت�صة بعينها باعتبارها ذات
الوالية العامة ،و�إنما الأق�سام التجارية التي �ستحدث بها هي التي �ستكون مخت�صة للنظر في
مثل هذه النزاعات ،لكون �أن الم�شرع المغربي �أدخل تعديالت جديدة على م�ستوى م�شروع
قانون التنظيم الق�ضائي ،بحيث ن�ص على �ضرورة �إحداث �أق�ساما متخ�ص�صة في الق�ضاء
التجاري والإداري ،وذلك ق�صد التغلب على م�شاكل عدم تعميم المحاكم المتخ�ص�صة
وتقريب المرفق الق�ضائي للمواطنين.
هذا وقد يحدث لب�س لدى القارئ المت�صفح لمقت�ضيات المادة 35مـ ـ ــن قان ــون رقم
،49-16بخ�صو�ص عبارة غير �أنه ينعقد االخت�صا�ص للمحاكم االبتدائية طبقا للقانون
المتعلق بالتنظيم الق�ضائي ،فهل الم�شرع �أراد في حالة عدم تواجد محكمة تجارية تابع
لها مقر العقار �أو المحل التجاري المتنازع ب�ش�أنه �أن ي�سند االخت�صا�ص ح�صرا للمحاكم
االبتدائية في هذه الحالة ؟
�إن �إرادة الم�شرع كانت تتجه نحو �إخراج كل من القانونين ،قانون الكراء التجاري رقم
49-16وقانون التنظيم الق�ضائي متزامنين في نف�س الوقت ،غير �أنه ولأ�سباب مجهولة تم
776جاء يف حكم �صدر عن املحكمة التجارية بالدار البي�ضاء � :أن القانون رقم 49-16مل ينظم دعوى املنازعة يف الإنذار
بالإفراغ ،و�إمنا تطرق �إىل دعوى امل�صادقة على الإنذار بالإفراغ ،وحيث �إنه تبعا لذلك يكون طلب بطالن الإنذار
بالإفراغ املقدم من طرف املدعية غري م�ؤطر قانونا ،مما يتعني الت�رصيح بعدم قبوله.
-حكم رقم � 1833صدر بتاريخ 2017/02/22يف ملف عدد ،2015/8206/2514حكم غري من�شور.
777ن�صت الفقرة الثانية من املادة 26من قانون رقم 49-16على �أنه :يف حالة عدم ا�ستجابة املكرتي للإنذار املوجه �إليه،
يحق للمكري اللجوء �إىل اجلهة الق�ضائية املخت�صة للم�صادقة على الإنذار ابتداء من تاريخ انتهاء الأجل املحدد فيه.
778ن�صت املادة 35من قانون رقم 49-16على �أنه :تخت�ص املحاكم التجارية بالنظر يف النزاعات املتعلقة بتطبيق هذا
القانون ،غري �أنه ينعقد االخت�صا�ص للمحاكم االبتدائية طبقا للقانون املتعلق بالتنظيم الق�ضائي للمملكة.
115 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
ت�أخير �إخراج م�شروع قانون التنظيم الق�ضائي �إلى حيز الوجود ،والذي ن�ص على �إحداث
�أق�سام تجارية بالمحاكم االبتدائية و�أق�سام تجارية ا�ستئنافية لدى محاكم اال�ستئناف.79
الفقرة الثانية :نطاق االخت�صا�ص
�إن المحكمة و�أثناء نظرها في دعوى الم�صادقة على الإنذار المرفوعة �أمامها من طرف
المكري ،يجب عليها �أن تت�أكد من جدية ال�سبب المعتمد بالإنذار (�أوال) كما �أن المحكمة
�أ�صبحت ملزمة بالبت في طلب التعوي�ض المقدم من طرف المكتري في حاالت محددة
�أمامها (ثانيا).
�أوال :البت في طلب الإفراغ
للمحكمة �أن تناق�ش الأ�سباب الواردة بالإنذار والتي على �أ�سا�سها وجه الإ�شعار �إلى
المكتري ( )1وفي حالة عدم ثبوت ال�سبب المعتمد به تق�ضي برف�ض الطلب (.)2
- 1حاالت طلب الإفراغ
ر�أينا �سابقا �أن الم�شرع فر�ض على المكري الراغب في �إفراغ المكتري من العين المكتراة
�ضرورة ت�سبيب الإنذار وذلك حتى تتمكن المحكمة من ب�سط رقابتها على ال�سبب المعتمد
من لدنه ،ويمكن �إجمال حاالت طلب الإفراغ وفق ما يلي:
■ حالة الإفراغ لعدم �أداء واجبات الكراء :
�إن المكتري الذي تو�صل بالإنذار الرامي �إلى �إفراغه لعدم الوجيبة الكرائية في �إطار
المادة 26من قانون رقم ،49-16يجب عليه لكي ي�ستبعد عنه حالة المطل �أن يودع الوجيبة
الكرائية مو�ضوع الإنذار داخل �أجل خم�سة ع�شر يوما من تاريخ تو�صله الإنذار ،وكان مجموع
ما بذمته على الأقل ثالثة �أ�شهر من الكراء ،بحيث �إذا ثبت �أنه رغم تو�صله بالإنذار الم�سبب
بعدم �أداء الوجيبة الكرائية لم يحرك �ساكنا ،كان للمكري الحق في اللجوء �إلى المحكمة
المخت�صة ق�صد الم�صادقة على الإنذار الرامي �إلى �إفراغ المكتري من العين المكتراة لعدم
779ن�صت املادة 42من م�رشوع قانون التنظيم الق�ضائي على �أن :املحاكم االبتدائية ذات الوالية العامة امل�شتملة على �أق�سام
متخ�ص�صة يف الق�ضاء التجاري و�أق�سام متخ�ص�صة يف الق�ضاء االداري.
-كما ن�صت الفقرة الثانية من املادة 43على � :أنه ميكن �أن يحدث باملحكمة االبتدائية ق�سم متخ�ص�ص يف الق�ضاء التجاري
يبت دون غريه يف الق�ضايا التجارية امل�سندة �إىل املحاكم االبتدائية التجارية مبوجب القانون ويف الق�ضايا التجارية
الأخرى التي تدخل يف اخت�صا�ص املحكمة االبتدائية.
-للمزيد من التو�سع يف املو�ضوع يراجع م�رشوع قانون التنظيم الق�ضائي املغربي رقم .38-15
جواد الرفاعي 116
�أداءه الوجيبة الكرائية ،ومن تم ال يكون حينها ملزما هذا الأخير ب�أداء �أي تعوي�ض للمكتري
لتحقق ال�سبب الخطير والم�شروع ،وذلك ح�سب ما ن�صت عليه الفقرة الأولى المادة الثامنة
من قانون رقم ،4980-16وهذا ما ق�ضت به �إحدى المحاكم 81حينما اعتبرت �أن التماطل
ح�سب الف�صل 255من ق.ل.ع يعتبر �سببا �صحيحا وم�شروعا يبرر �إنهاء عقد الكراء طبقا
لمقت�ضيات المادة 27من القانون رقم .49-16
■ حالة �إحداث تغييرات جوهرية بالمحل دون موافق المكري:
يجب على المكتري �أن يحافظ على المحل المكترى وال يجوز له �أن يدخل على البنايات
�أي تغييرات جوهرية �إال بموافقة �صريحة من المكري ،كتق�سيم المحل التجاري على نحو
�آخر مما ي�ؤثر على �سالمة البناء� ،أما التغييرات الطفيفة التي ال ت�ضر ب�سالمة بناية المحل
فال تعد من بين الأ�سباب الخطيرة التي توجب �إفراغ المكتري بدون تعوي�ض ،ففي قرار
�صدر عن محكمة النق�ض اعتبرت فيه�« 82أن التغييرات المحدثة بالعين المكراة قد تمت دون
موافقة رب الملك ،مما تعتبر معه المكترية مخلة بالتزاماتها التعاقدية طبقا لمقت�ضيات
الف�صل 663من ق.ل.ع 83،وبالتالي تحقق ال�سبب الخطير الموجب للإفراغ دون تعوي�ض.
والمالحظ �أن قانون رقم 49-16جاء بمقت�ضيات مخالفة عما ا�ستقر عليه اجتهاد
محكمة النق�ض بحيث �أنه وبتفح�ص الفقرة الثانية من المادة الثامنة من القانون �أعاله،
يت�ضح �أن الم�شرع ا�ستلزم ح�صول �ضرر ي�ؤثر على �سالمة البناء �أو يرفع من تحمالته ك�سبب
موجب لإفراغ المكتري من المحل التجاري� ،أما �إذا كان من �ش�أن ذلك التغيير المحدث
880ن�صت الفقرة الأوىل من املادة الثامنة من قانون رقم 49-16على �أنه :ال يلزم املكري ب�أداء �أي تعوي�ض للمكرتي
مقابل الإفراغ يف احلاالت التالية :
ومن بني هذه احلاالت ،عدم �أداء املكرتي للوجيبة الكرائية ملدى ال تقل عن ثالث �أ�شهر ومن دون اال�ستجابة لفحوى
الإنذار املوجه �إليه ،ففي هذه احلالة ال ي�ستحق املكرتي �أي تعوي�ض عن �إفراغه من املحل املكرتى.
881حكم �صدر عن املحكمة التجارية مبراك�ش بتاريخ 2017/03/16يف ملف عدد ،2016/8206/1458غري من�شور.
-جاء يف حكم �صدر عن املحكمة التجارية مبكنا�س � :أنه ويف غياب �إدالء املدعى عليه بحجة مقبولة تفيد �أداء واجبات
الكراء املطلوبة يف مواجهته مبقت�ضى الإنذار بالإفراغ ،ف�إنه تبعا لذلك يبقى متاطله ثابتا ،وطاملا �أن املدة املطلوبة
مبقت�ضى الإنذار تتجاوز قيمتها كراء ثالثة �أ�شهر املحددة مبقت�ضى املادة الثامنة من القانون رقم ،49-16ف�إن ال�سبب
املبني عليه الإنذار بالإفراغ يبقى �صحيحا.
-حكم عدد � 396صدر بتاريخ 2017/07/25يف ملف عدد ،2017/8206/508حكم غري من�شور.
882قرار عدد � 1803صدر بتاريخ 2009/11/25يف ملف جتاري عدد ،2008/2/3/812قرار �أ�شار �إليه عمر �أزوكار،
يف مرجعه الكراء التجاري يف �ضوء ظهري 24ماي 1955وق�ضاء حمكمة النق�ض ،م �س� ،ص.154 .
883ن�ص الف�صل 663من ظ.ل.ع على �أنه :يتحمل املكرتي بالتزامني �أ�سا�سيني:
� -أن يدفع الكراء.
� -أن يحافظ على ال�شيء املكرتى و�أن ي�ستعمله بدون �إفراط �أو �إ�ساءة وفقا لإعداده الطبيعي �أو ملا خ�ص�ص له مبقت�ضى
العقد.
117 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
بالعين المكراة القيام ب�إ�صالحات �ضرورية من �أجل مزاولة الن�شاط الذي يود المكتري
ممار�سته فيه ،فال يعتبر حينها هذا الأخير مرتكب لخط�أ موجب للإفراغ بدون تعوي�ض.
وعليه فمتى ثبت �أن قام المكتري ب�إحداث تغييرات جوهرية بالمحل ودون موافقة المكري
ب�شكل ي�ضر بالبناية وي�ؤثر على �سالمة البناء �أو يرفع من تحمالته ،يجب على المكري حينها
�أن يبعث للمكتري �إنذارا ق�صد �إرجاع الحالة �إلى ما كانت عليها داخل الأجل الممنوح له في
الإنذار ،على �أن تبا�شر الأ�شغال من �أجل ذلك في جميع الأحوال داخل �أجل ثالثة �أ�شهر ،وفي
حالة تقاع�س المكتري عن ذلك ،يحق حينها للمكري اللجوء �إلى الق�ضاء ق�صد الم�صادقة
على الإنذار الرامي �إلى �إفراغ المكتري ب�سبب �إحداثه تغييرات جوهرية بالمحل المكترى.
والمالحظ �أن الم�شرع المغربي وبمقت�ضى قانون رقم � 84 49-16أ�ضفى حماية خا�صة
للمكتري وذلك ق�صد ت�شجيعه على تنمية ن�شاطه التجاري ،بحيث منحه الفر�صة لإرجاع
الحالة �إلى ما كانت عليه ،تفاديا لإفراغه من المحل التجاري المكترى من لدنه في حالة
ما �إذا قام ب�إحداث تغييرات جوهرية به ودون موافقة المكري وذلك على خالف ما كان
معمول به في ظل ظهير 24ماي 1955الملغى 85الذي كان بمجرد �أن يقوم المكتري ب�إحداث
تغييرات جوهرية بالمحل �إال وبادر المكري �إلى �إثبات تلك الواقعة فحينها ت�ستجيب المحكمة
ال محالة لطلبه الرامي �إلى �إفراغ المكتري من المحل التجاري لكونه �أخل ببنود العقد ،غير
�أن م�س�ألة تقدير مدى ت�أثير تلك التغييرات المحدثة بالمحل التجاري قد تطرح العديد من
الإ�شكاليات وخ�صو�صا في حالة ا�ستنكاف المكتري عن �إرجاع الحالة �إلى ما كانت عليه
داخل الأجل الممنوح له بالإنذار ،فكيف يمكن اعتبار �أن تلك التغييرات المدخلة على المحل
التجاري غير م�ؤثرة على �سالمة البناء وال ترفع من تحمالته ؟
�إن المكتري ودرءا لكل هذه الإ�شكاالت وجب عليه �أن ينتدب مكتبا للدرا�سة ذو تخ�ص�ص
بالهند�سة المدنية ق�صد �إعداد ملف تقني بموجبه �سيت�أكد على �أن التغييرات المزمع
�إحداثها بالمحل التجاري لن ت�ؤثر على �سالمة البناء ولن ترفع من تحمالته ،وبالتالي ال
يكون ملزما حينها ب�إرجاع الحالة �إلى ما كانت عليه في حالة ما �إذا تو�صل من المكري
ب�إنذار رامي �إلى �إفراغه من المحل التجاري لثبوت واقعة �إحداث تغييرات جوهرية بالمحل.
884ينظر �إىل الفقرة الثالثة من املادة الثامنة من قانون رقم .49-16
885ن�صت الفقرة الأوىل من الف�صل 11من ظهري 24ماي 1955امللغى على �أنه :للمكري �أن يرف�ض جتديد العقدة ودون
�إلزامه ب�أداء �أي تعوي�ض وذلك يف الأحوال التالية :
� -إن �أتى بحجة ت�شهد �ضد املكرتي املطالب بالإفراغ ب�أن هناك �سببا خطريا وم�رشوعا.
جواد الرفاعي 118
886ن�صت الفقرة الأوىل من املادة 22من قانون 49-16على �أنه :ميكن ال�سماح للمكرتي مبمار�سة ن�شاط �أو �أن�شطة مكملة
�أو مرتبطة بالن�شاط الأ�صلي ،متى كانت هذه الأن�شطة غري منافية لغر�ض وخ�صائ�ص وموقع البناية ،ولي�س من �ش�أنها
الت�أثري على �سالمتها ،ويف هذه احلالة يجب على املكرتي �أن يوجه طلبه للمكري يت�ضمن الإ�شارة �إىل الأن�شطة التي يريد
ممار�ستها �إىل رئي�س املحكمة.
887قرار عدد � 2/4صدر بتاريخ 2013/01/03يف ملف جتاري عدد ،2012/2/3/442قرار غري من�شور.
-جاء يف قرار �صادر عن حمكمة النق�ض � :أن ق�ضاة املو�ضوع بعدما ثبت لهم من املدىل به �أمامهم �أن ما قام به املكرتي
من ا�ستغالل خمادع هاتفية باملحطة التي يكرتيها من الطالبة مل يطل اجلدران �أو الت�صميم الهند�سي العام للعني املكرتاة،
فاعتربوا عن �صواب �أن ا�ستغالل جزء معني من العني يف ن�شاط مكمل للتجارة الأ�صلية ال يعترب تغيريا موجبا لف�سخ
العقد.
-قرار عدد � 897صدر بتاريخ 2011/06/16يف ملف جتاري عدد ،2011/2/3/341قرار غري من�شور.
119 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
ن�شاط تحويل الأموال واليان�صيب و�آلة مراقبة ال�ضغط والوزن وبيع العطور ال يعتبر ذلك
تغييرا في الن�شاط الممار�س بالمحل المكترى بل يعد ن�شاطا مكمال له».
ومن هنا وجب على ق�ضاة المو�ضوع �إعمال �سلطتهم التقديرية الوا�سعة في تقرير �أن
الن�شاط المحتج به من لدن المكري يعتبر �سببا خطيرا يوجب �إفراغ المكتري� ،أم �أن الأمر
ال يعدو �أن يكون ن�شاط مكمل للن�شاط الأ�صلي ال يتنافى مع غر�ض وخ�صائ�ص موقع المحل
التجاري ،ومن تم ال موجب لإفراغ المكتري.
88
■ حالة وجود المحل في و�ضعية �آيلة لل�سقوط :
للمكري الحق في توجيه �إنذار �إلى المكتري ي�شعره بمقت�ضاه �أن المحل المعتمر من
لدنه �آيال لل�سقوط ،وفي حالة عدم ا�ستجابة هذا الأخير للإنذار الموجه �إليه ،يمكن حينها
للمكري اللجوء �إلى رئي�س المحكمة ب�صفته قا�ضيا للم�ستعجالت وبعد مرور �أجل خم�سة
ع�شر يوما من تاريخ تو�صل المكتري بالإنذار ق�صد الم�صادقة عليه و�إفراغ المكتري من
المحل التجاري ومن دون �أدائه �أي تعوي�ض لفائدة هذا الأخير.
وعليه ف�إذا �أثبت المكري �أن في �شغل المحل المكترى خطرا ل�سبب انعدام الأمن فيه،
ولكونه يهدد بال�سقوط على من فيه �إلى حين �إلى �آخر� ،إما لكون بنايته متال�شية �أو كانت
معيبة منذ البداية لأ�سباب فنية ،كان للمحكمة �أن ت�ستجيب لطلبه وتفرغ المكتري من المحل
الآيل لل�سقوط وبدون �أداء �أي تعوي�ض من طرف المكري ما لم يثبت المكتري م�س�ؤولية
المالك في عدم القيام ب�أعمال ال�صيانة الملزم بها اتفاقا �أو قانونا ورغم �إنذاره بذلك.89
هذا وينبغي على المكري �أن يدلي بقرار �صادر عن ال�سلطة الإدارية التابع لها المحل
التجاري يفيد �أن هذا الأخير ي�شكل خطرا على �سالمة المواطنين مما ي�ستوجب �إفراغه،
ففي قرار �صدر عن محكمة النق�ض اعتبرت فيه�« 90أنه لما كان تبين من ن�ص الإنذار
مو�ضوع الدعوى �أن طلب الإفراغ بني على كون العقار المتواجد به المحل المكترى �آيال
لل�سقوط ،و�أ�صبح ي�شكل خطرا على م�ستعمليه وذلك ثابت بمقت�ضى الوثائق الذي �أدلى بها
المطلوب ويتعلق الأمر بقرار رئي�س المجل�س الجماعي للدار البي�ضاء والذي �أكد من خالله
� 888أدرجنا هذه احلالة �ضمن امل�سطرة الق�ضائية املو�ضوعية ولي�س �ضمن امل�سطرة اال�ستعجالية بالرغم من �أن رئي�س املحكمة
هو املخت�ص بالنظر يف الإنذار الرامي �إىل �إفراغ املحل الآيل لل�سقوط ،على اعتبار �أن رئي�س املحكمة يف هذه احلالة ال
يتقيد بال�رشوط التقليدية الخت�صا�صه ،بل �إنه �أ�صبح قا�ضيا للمو�ضوع وفق التوجه الفقهي والق�ضائي احلديث ،كما هو
ال�ش�أن بالن�سبة للحالة امل�شار �إليها يف املادة 21من قانون رقم 53.95املتعلق ب�إحداث املحاكم التجارية.
889ينظر �إىل الفقرة الرابعة من املادة الثامنة من قانون رقم .49-16
990قرار عدد � 2/214صدر بتاريخ 2017/04/13يف ملف جتاري عدد ،2016/2/3/116قرار غري من�شور.
جواد الرفاعي 120
المنع من النزول وال�سكنى بالبناية نظرا لأقدميتها وخطرها على المارة وكذلك ا�ستنادا
على قرار المختبر العمومي للتجارب والأبحاث الذي �أفاد �أن البناية �آيلة لالنهيار ،مما
تكون معه محكمة اال�ستئناف لما ق�ضت ب�إفراغ الطالب من المحل المكترى تكون قد قدرت
الو�سائل الم�ستدل بها فجاء قراراها على النحو المذكور معلال وم�ؤ�س�سا قانونا.
غير �أنه قد يحدث �أن يكون القرار الإداري المتخذ من لدن رئي�س المجل�س الجماعي
م�شوبا بال�شطط في ا�ستعمال ال�سلطة �أو �أنه غير مرتكز على �أ�سا�س واقعي �أو قانوني �سليم،
فهل يحق للمكتري الطعن في القرار المذكور �أمام المحكمة الإدارية المخت�صة �ش�أن ذلك
�ش�أن جميع القرارات الإدارية� ،أم �أن هذا القرار غير قابل للطعن ؟
بالرجوع �إلى مقت�ضيات المادة 20من القانون رقم 41.90المحدث بموجبه المحاكم
الإدارية 91نجدها تن�ص على �أن كل قرار �إداري �صدر من جهة غير مخت�صة �أو لعيب في
�شكله �أو النحرافه في ال�سلطة �أو النعدام التعليل �أو القانون ،ي�شكل تجاوزا في ا�ستعمال
ال�سلطة ،يحق للمت�ضرر الطعن فيه �أمام الجهة الق�ضائية الإدارية المخت�صة.
ومن تم ف�إنه وبموجب المادة 20من القانون �أعاله يحق للمكتري الطعن في القرار
الإداري ال�صادر عن ال�سلطة الإدارية المخت�صة في تنظيم عمليات التجديد الح�ضري
والرامي �إلى اعتبار المحل المكترى �آيال لل�سقوط ،كما �أنه يمكن للمكتري وفي حالة
ما �إذا بادر المكري برفع دعوى �إفراغه من المحل �أمام رئي�س المحكمة �أن يدفع �أمام
هذا الأخير بت�أجيل الأمر في الق�ضية �إلى حين �صدور حكم �أو قرار مكت�سب لقوة ال�شيء
المق�ضي به في �إطار دعوى فح�ص مدى �شرعية القرار الإداري المذكور وذلك ح�سب ما
ن�صت عليه �صراحة الفقرة الأولى من المادة 44من قانون رقم 41.90المحدث للمحاكم
الإدارية.92
� 991صدر بتنفيذ هذا القانون الظهري ال�رشيف رقم � 1.91.225صادر يف 22من ربيع الأول � 10 ( 1414سبتمرب )1993
املن�شور باجلريدة الر�سمية عدد 4227بتاريخ � ،1993/11/03ص.2168 .
992ن�صت الفقرة الأوىل من املادة 44من قانون رقم 41.90املحدث للمحاكم الإدارية على �أنه � :إذا كان احلكم يف ق�ضية
معرو�ضة على حمكمة عادية غري زجرية يتوقف على تقدير �رشعية قرار �إداري وكان النزاع �رشعية القرار جديا
يجب على املحكمة املثار ذلك �أمامها �أن ت�ؤجل احلكم يف الق�ضية وحتيل تقدير �رشعية القرار الإداري حمل النزاع �إىل
املحكمة الإدارية �أو �إىل املجل�س الأعلى بح�سب اخت�صا�ص كل من هاتني اجلهتني الق�ضائتني كما هو حمدد يف املادتني 8
و� 9أعاله ،ويرتتب على الإحالة رفع امل�س�ألة العار�ضة بقوة القانون �إىل اجلهة الق�ضائية املحال �إليها البت فيها.
121 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
�أجاز الم�شرع المغربي وبمقت�ضى قانون رقم 94 49-16للمكتري �أن يكري للغير المحل
المكترى كال �أو بع�ض ما لم ين�ص�ص العقد على خالف ذلك� ،أما �إذا ت�ضمن عقد الكراء
ب�أنه يمنع على المكتري �أن يقوم بكراء المحل �إلى الغير ،95ففي هذه الحالة يحق للمكري
�أن يلج�أ �إلى الق�ضاء ق�صد الم�صادقة على الإنذار بعد مرور �أجل ثالثة �أ�شهر من تاريخ
تو�صل المكتري الأ�صلي به و�إفراغه من العين المكتراة لوجود �سبب جدي يرجع لإخالل
هذا الأخير ببنود العقد.
وعليه ف�إن الكراء من الباطن ومن دون التن�صي�ص على ذلك في العقد يعد من �أ�سباب
الإ�شعار بالإفراغ المن�صو�ص عليها في الفقرة الثانية من المادة 26من قانون رقم 49-16
التي بموجبها يتم �إفراغ المكتري وبدون منحه �أي تعوي�ض� 96،أما حينما يكون العقد ن�ص
على جواز �إكراء المحل �إلى الغير من طرف المكتري الأ�صلي ،ف�إنه ال يعتبر حينها من
�أ�سباب الإ�شعار بالإفراغ التي يمكن للمكري �أن ي�ستند عليها لإفراغ المكتري.
وما ينبغي الإ�شارة �إليه �أنه قد تختلف �صور الكراء من الباطن مع بع�ض الم�ؤ�س�سات،
فتواجد ال�شخ�ص م�شتري الحق في الكراء المملوك للمكتري ال يفيد التولية وكذلك هو الأمر
بالن�سبة لتواجد ال�شخ�ص المتنازال له عن الحق في الكراء.
■ حالة الهدم و�إعادة البناء :
�أجاز الم�شرع للمكري الحق في المطالبة بالإفراغ لرغبته في هدم المحل و�إعادة بنائه،
�شريطة �إثبات تملكه للمحل لمدة ال تقل عن �سنة من تاريخ الإنذار ،مع �أدائه للمكتري تعوي�ضا
م�ؤقتا يوازي كراء ثالث �سنوات مع االحتفاظ بحق الرجوع �إذا ا�شتملت البناية الجديدة على
محالت معدة لممار�سة ن�شاط مماثل تحدده المحكمة من خالل الت�صميم الم�صادق عليه
993يالحظ �أن امل�رشع ا�ستعمل ا�صطالح الكراء من الباطن بدل م�صطلح تولية الكراء �أو كراء ما حتت يد املكرتي �أو الكراء
الفرعي والتخلي عن الكراء وذلك وفقا ملا هو من�صو�ص عليه يف ظ.ل.ع وخ�صو�صا يف املادتني 668و 669منه.
994ن�صت الفقرة الأوىل من املادة 24من قانون رقم 49-16على �أنه :يجوز للمكرتي �أن ي�ؤجر املحل املكرتى كال �أو
بع�ضا ،ما مل ين�ص العقد على خالف ذلك وتبقى العالقة قائمة بني املكري واملكرتي الأ�صلي.
-للإ�شارة ف�إن هذه املادة كان يقابلها الف�صل 22من ظهري 24ماي 1955امللغى الذي كان ين�ص على :منع تولية الكل
�أو البع�ض من الأماكن املكراة ما عدا �إذا احتوت العقدة على �رشط يخالف ما ذكر �أو وافق رب امللك على التولية.
995اعترب جانب من الفقه على �أن �أ�صول املكرتي وفروعه و�أقارب املكرتي من غري �أ�صوله وفروعه ال يدخلون يف حكم
مفهوم الغري.
للمزيد من التو�سع يف املو�ضوع يراجع يف ال�صدد :
� -أحمد عا�صم :احلماية القانونية للكراء التجاري ،م �س� ،ص106 .وما يليها.
996ينظر �إىل املادة الثامنة من قانون رقم .49-16
جواد الرفاعي 122
من الجهة الإدارية المخت�صة ،ففي حكم �صدر عن المحكمة التجارية بمراك�ش« 97اعتبرت
فيه �أن المدعية لم تدل للمحكمة بما يفيد تملكها للعين المكتراة المراد �إفراغها على الأقل
لمدة �سنة قبل توجيه الإنذار بالإفراغ لرغبتها في هدم المحل و�إعادة بنائه ،وبالتالي ف�إن
طلبها تبعا لذلك يكون غير م�ؤ�س�س قانونا مما يتعين الت�صريح بعدم قبوله».
ويكفي لإثبات جدية ال�سبب الوارد في الإنذار بالإفراغ �أن يقع الإدالء بت�صميم البناء
المراد �إقامته مكان البناء المراد هدمه ،وبرخ�صة البناء حديثة العهد متى تمت الإ�شارة
�إلى هدم وبناء جميع الملك بما فيه المحل المكترى ،دون �أن تلج�أ المحكمة �إلى و�سائل
تحقيق الدعوى للتثبت من واقعة الهدم من عدمها ،ففي قرار �صدر عن محكمة اال�ستئناف
التجارية بمراك�ش 98اعتبرت فيه �أن �إثبات �سبب الهدم و�إعادة البناء يتم ح�سب اجتهاد
محكمة النق�ض واجتهاد هذه المحكمة بالإدالء بت�صميم البناء المراد �إنجازه ورخ�صة
�إنجاز البناء الجديد من غير حاجة للإدالء بالإذن بالهدم.
وما ينبغي �أن ن�ست�شفه من هذه الم�سطرة التي نظمها الم�شرع المغربي بمقت�ضى المادة
التا�سعة وما يليها من قانون رقم � 4999-16أنها م�سطرة �ستبقى حبي�سة الن�ص ،على اعتبار
�أن الم�شرع فر�ض على المكري عدة التزامات و�أعباء قد تثقل كاهله ،بحيث يمكن للمحكمة
�أن تحمل المكري وبناء على طلب المكتري جزء من م�صاريف االنتظار طوال مدة البناء
ال تقل عن ن�صفها �إذا �أثبت المكتري ذلك ،والمق�صود بم�صاريف االنتظار كل �أجور اليد
العاملة وال�ضرائب والر�سوم التي ي�ؤديها عادة المكتري في الحالة العادية.
هذا ويعتبر الإنذار الرامي �إلى �إفراغ المكتري من المحل المكترى ل�سبب الهدم و�إعادة
البناء غير نهائي ،لكون �أن الم�شرع وبمقت�ضى المادة التا�سعة من نف�س القانون �أجاز
997حكم رقم � 1168صدر بتاريخ 2017/05/04يف ملف جتاري عدد ،2017/8207/384حكم غري من�شور.
998قرار عدد � 1158صدر بتاريخ 2017/06/22يف ملف جتاري عدد ،2017/8206/652قرار غري من�شور.
-اعتربت املحكمة التجارية مبكنا�س � :أن �إثبات جدية الهدم و�إعادة البناء ك�سبب يبنى عليه الإنذار بالإفراغ يقت�ضي
لزوما �إدالء املكري برخ�صة �إدارية للهدم و�إعادة البناء وت�صميم هند�سي.
-حكم رقم � 219صدر بتاريخ 2016/02/18يف ملف عدد ،2015/8206/459حكم غري من�شور.
-كما جاء يف قرار �صادر عن حمكمة النق�ض � :أن املطلوب �أيد دعواه بالت�صميم الذي يت�ضمن �إعادة بناء العقار
مو�ضوع النزاع ورخ�صة البناء وحمكمة اال�ستئناف اعتربت عن �صواب �أن ال�سبب املتم�سك به ثابت مبقت�ضى الوثيقتني
املذكورتني تربر �إفراغ املكرتي.
-قرار عدد � 2/562صدر بتاريخ 2015/10/22يف ملف جتاري عدد ،2015/2/3/385قرار غري من�شور.
-يف قرار فريد ملحكمة النق�ض اعتربت فيه � :أن الإدالء برخ�صة البناء والت�صميم لي�س �رضوريا من �أجل �إفراغ املحل
ب�سبب وخامة البناء ،لأن ال�سلطات الإدارية �أعلنت �أنه وخم.
قرار رقم � 2/172صدر بتاريخ 2016/03/31يف ملف جتاري عدد ،2015/2/3/328قرار غري من�شور.
999ينظر �إىل املادة التا�سعة وما يليها من قانون رقم 49-16والتي نظمت م�سطرة الهدم و�إعادة البناء.
123 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
للمكتري ممار�سة الحق في الرجوع �إلى المحل المراد هدمه �شريطة توفر البناية الجديدة
على محالت معدة لممار�سة ن�شاط مماثل و�أن يكون قدر الإمكان متطابقا مع المحل ال�سابق،
و�إذا تعذر ذلك ي�ستحق المكتري حينها تعوي�ضا وفقا لمقت�ضيات المادة ال�سابعة من نف�س
القانون.100
ويالحظ على منطوق المادة �أعاله �أن الم�شرع فر�ض على المكري �أن يقوم ببناء بناية
جديدة والعمل على قدر الإمكان بت�شييد محالت تجارية بها تتطابق عما كانت عليه �سابقا
�سواء من حيث الم�ساحة �أو من حيث نوع الن�شاط الممار�س ،غير �أنه �إذا حدث �أن تم بناء بناية
ال تتوفر على ذلك ف�إن المكتري حينها ي�ستحق التعوي�ض الكامل عن فقدان �أ�صله التجاري،
ففي حكم �صدر عن محكمة التجارية بمراك�ش 101اعتبرت فيه ‹ �أنه طالما ال يوجد بالعمارة
الم�شيدة محل تجاري جديد بم�ساحة م�ساوية للم�ساحة القديمة وطالما التغيير الحا�صل في
تخ�صي�ص البناء لأن�شطة معينة ال يعود للمدعى عليه و�إنما �إلى الأ�سباب التنظيمية وطالما
الملف خال مما يفيد �أن المدعى عليه قام ب�إقامة تق�سيم المحل واحتوائه محال تجاريا
بنف�س م�ساحة المحل ال�سابق ف�إنه ال ي�سع معه المحكمة �إال الت�صريح برف�ض التعوي�ض.
وحيث �إن الحكم الموم�أ �إليه �أعاله ذهب �إلى عدم ا�ستحقاق المكتري للتعوي�ض عن
فقدان �أ�صله التجاري لكون �أن المكري �شيد محالت �أكبر مما هي كانت عليه قبل واقعة
الهدم ،ومن تم ف�إن المكتري ال يخول له حق في الرجوع نظرا الختالف م�ساحة المحل
الم�شيد.
وبمطالعة حيثيات هذا الحكم يت�ضح �أنه جانب ال�صواب فيما ق�ضى به على اعتبار
�أن الم�شرع اعتبر وبموجب الفقرة الرابعة من المادة التا�سعة من قانون رقم � 49-16أنه
�إذا لم ت�شتمل البناية الجديدة على المحالت المذكورة – �أي توفر نف�س الم�ساحة ونف�س
الن�شاط -ا�ستحق المكتري تعوي�ضا وفقا لمقت�ضيات المادة ال�سابعة من نف�س القانون ،ومن
تم فكان على المحكمة �أن تق�ضي بتعوي�ض كامل لفائدة المكتري ال �أن تق�ضي برف�ض طلبه،
لأن المكري ملزم بتوفير محالت بالعمارة التي �سبق �أن تم هدمها بنف�س م�ساحة المحالت
التي �سبق �أن �شيدت بها قبل واقعة الهدم ،و�إال ق�ضي لفائدة المكتري بتعوي�ض كامل.
1102جاء يف �إحدى �أحكام املحكمة التجارية مبراك�ش � :أن ت�أ�سي�س طلب الإفراغ على رغبة املكري يف ا�ستعمال العني
املكرتاة �شخ�صيا ال يعد �سببا معفيا من تعوي�ض املكرتي عن فقدان �أ�صله التجاري لكونه ال يندرج �ضمن املادة 8من
قانون رقم 49-16املحددة حلاالت �إعفاء املكري من التعوي�ض ،الأمر الذي يكون معه املكرتي حمقا يف احل�صول
على تعوي�ض عن فقدان �أ�صله التجاري وفق القواعد املحددة يف املادة 7من ذات القانون.
-حكم �صدر بتاريخ 2017/04/20يف ملف جتاري عدد ،2017/8206/340حكم غري من�شور.
1103م�صطفى بوجنة ،م �س� ,ص.152 .
1104ن�صت الفقرة الأوىل من املادة 19من قانون رقم 49-16على �أنه :يجوز للمالك املطالبة ب�إفراغ اجلزء املتعلق
بال�سكن امللحق باملحل التجاري �أو ال�صناعي �أو احلريف لي�سكن فيه بنف�سه �أو زوجه �أو �أحد �أ�صوله �أو فروعه املبا�رشين
من الدرجة الأوىل �أو امل�ستفدين من الو�صية الواجبة� ،إن وجدوا طبقا ملقت�ضيات املادة 369وما يليها من مدونة
الأ�رسة� ،أو املكفول املن�صو�ص عليه يف القانون رقم 15.01املتعلق بكفالة الأطفال املهملني� ،رشيطة �إثبات �أن
ال�شخ�ص املطلوب الإفراغ لفائدته ال يتوفر على �سكن يف ملكه �أو يتوفر على �سكن يف ملكه لكنه غري كاف حلاجياته
العادية ,ويف هذه احلالة ي�ستحق املكرتي تعوي�ضا يوازي كراء ثالث �سنوات ح�سب �آخر �سومة كرائية للمحل امللحق.
125 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
الحرفي و�ضمن �شروط محددة ،وبالتالي فلي�س هناك �أي �إ�شارة وا�ضحة �إلى حق المكري في
تقديم طلب الإفراغ لال�سترجاع المحل برمته لال�ستعمال ال�شخ�صي.
وح�سب منظورنا ،ف�إن الم�شرع وخالفا ما ذهب اليه هذا الطرح قد خول للمكري �إمكانية
ا�سترجاع محله لال�ستعمال ال�شخ�صي ،بدليل �أنه ن�ص وب�شكل جلي على �أنه في حالة ما
�إذا كان الطلب مبني على ا�سترجاع المحل لال�ستعمال ال�شخ�صي ،وجب على المكري �أن
يحترم �أجل ثالثة �أ�شهر من تاريخ تو�صل المكتري بالإنذار ،وذلك ق�صد اللجوء �إلى الجهة
المخت�صة للم�صادقة على الإنذار الرامي �إلى �إفراغ المحل لال�ستعمال ال�شخ�صي من لدن
المكري مالك العقار �أو المحل التجاري.
و�أن االرتكان �إلى ما جاءت به مقت�ضيات المادة 19من نف�س القانون ال ي�ستند على �أي
�أ�سا�س ،على اعتبار �أن هناك فرق جوهري بين ا�سترجاع المحل لال�ستعمال ال�شخ�صي،
وبين ا�سترجاع ال�سكن الملحق بالمحل التجاري ،لأنه في الحالة الأولى يتحدث الم�شرع
المغربي عن رغبة المكري في ا�سترجاع محله التجاري ق�صد ا�ستثماره والم�ضاربة فيه
بنف�سه ولي�س ال�سكن به وجعله م�سكنا �شخ�صيا له� ،أما في الحالة الثانية ف�إن الم�شرع
يتحدث عن ا�سترجاع �سكن ملحق بالمحل التجاري بغية اعتماره من لدن المكري بنف�سه
�أو �أ�صوله �أو فروعه لل�سكن فيه ح�صرا ،ولي�س لمزاولة ن�شاط تجاري به ،وما يزكي طرحنا
هذا هو �أن مختلف المحاكم التجارية اعتبرت �أن �سبب �إفراغ المحل لال�ستعمال ال�شخ�صي
من لدن المكري يعتبر �سببا نظمه الم�شرع المغربي بمقت�ضى القانون الجديد ،ففي حكم
�صدر عن المحكمة التجارية بمكنا�س 105اعتبرت فيه �أن مادام قد �أ�س�س الإنذار على �سبب
الرغبة في ا�سترجاع المحل من �أجل اال�ستعمال ال�شخ�صي وهو ما ال يخالف مقت�ضيات
قانون رقم 49-16باعتباره قد �أورد هذا ال�سبب �صراحة �ضمن حاالت الأ�سباب المعتمدة
في الإنذار بمقت�ضى المادة 26منه ،ولم يجعل منه �سببا لحرمان المكتري كليا �أو جزئيا
من التعوي�ض ،ف�إنه يكون بذلك هذا ال�سبب �صحيحا ومعتمدا ،ويتعين بالتالي وعمال
بالمادة 27من ذات القانون اال�ستجابة لطلب الم�صادقة على الإنذار و�إفراغ المكتري
ومن يقوم مقامه من المحل مو�ضوع الدعوى ،مع حقه في اال�ستفادة من التعوي�ض عن
�إنهاء عقد الكراء.
1105حكم عدد � 473صدر بتاريخ 2017/04/06يف ملف جتاري عدد ،8206/16/544حكم غري من�شور
جواد الرفاعي 126
كما �أن المحكمة التجارية بمراك�ش اعتبرت �أنه لما كان قانون رقم 49-16قد خول
للمكري في مادته 26مكنة المطالبة ب�إفراغ المحل لرغبته في ا�ستعماله �شخ�صيا �شريطة
توجيه �إنذار بذلك يت�ضمن ال�سبب الذي يعتمده و�أن يمنحه �أجال للإفراغ اعتبارا من تاريخ
التو�صل ،وطالما المدعية وجهت للمدعى عليه �إنذارا يت�ضمن رغبتها في ا�سترجاع محلها
ال�ستعماله �شخ�صيا ومنحت له �أجل ثالثة �أ�شهر لإفراغ العين المكتراة وهو ما ين�سجم
ومقت�ضيات المادة المذكورة ،106وهو نف�س التوجه الذي �سارت عليه المحكمة التجارية
بالرباط ،ففي حكم �صدر عنها 107اعتبرت فيه �أن المكري علل �إ�شعاره ب�إنهاء العالقة
الكرائية برغبته في ا�سترجاع المحل لأجل اال�ستغالل ال�شخ�صي وهو ما ال يخالف مقت�ضيات
قانون رقم 49-16خا�صة المادة 7و 26منه التي تخول للمكري حق ا�سترداد محله �إذا �أبدى
ا�ستعداده لتعوي�ض المكتري عما لحقه من �أ�ضرار نتيجة الإفراغ حتى ولو لم تكن الأ�سباب
التي بني عليها الإنذار جدية ومبررة.
بقي �أن ن�شير �أن ت�سبيب الإنذار الرامي �إلى �إفراغ المكتري من المحل المكترى لال�ستعمال
ال�شخ�صي يقت�ضي الأمر �أن تتجه �إرادة المكري �إلى ا�ستعمال المحل المراد ا�سترجاعه
لمزاولة ن�شاط تجاري ال �أن تن�صرف �إرادته �إلى ا�سترجاع المحل ق�صد اعتماره لل�سكن،
وما يزكي طرحنا هو ما ق�ضت به المحكمة التجارية بمراك�ش في �إحدى �أحكامها 108،بحيث
اعتبرت «�أن الأ�سباب الموجبة لإفراغ المكتري من المحل المكترى دون تعوي�ض محددة
بالمادة الثامنة من القانون رقم 49-16والتي ال تندرج �ضمن زمرتها مكنة الإفراغ الحتياج
المكري لل�سكن بالمحل ،ف�ضال على �أن مقت�ضيات الباب الخام�س المعنون ب�إفراغ ال�سكن
الملحق بالمحل المكترى والذي تنظمه المادتين 19و 20من القانون المذكور انفا �صريحة
في تحديدها للمحل الذي يمكن �إفراغه وهو ال�سكن الملحق ولي�س المحل الذي يمار�س به
الن�شاط التجاري ،وذلك حفاظا من الم�شرع على ا�ستقرار العقود ذات ال�صبغة التجارية،
وبالرجوع لعقد الكراء الرابط بين الطرفين ف�إنه من الثابت �أن المحل المكترى مخ�ص�ص
ال�ستغالله في حالقة الن�ساء التي تعتبر ن�شاطا تجاريا وفقا ما ا�ستقر عليه االجتهاد
الق�ضائي ،ولي�س ثمة ما يفيد �أن ال�شقة المكتراة ت�ستغل ك�سكن ملحق لمحل �آخر يمار�س فيه
الن�شاط التجاري».
1106حكم �صدر بتاريخ 2017/04/20يف ملف جتاري عدد ،2017/8206/568حكم غري من�شور.
1107حكم رقم � 1194صدر بتاريخ 2017/04/03يف ملف جتاري عدد ،2016/8206/1683حكم غري من�شور.
1108حكم رقم � 913صدر بتاريخ 2017/04/06يف ملف عدد ،2016/8206/354حكم غري من�شور.
127 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
■ حالة هالك المحل بفعل المكتري �أو ب�سبب قوة قاهرة �أو حادث فجائي :
�إن �أول ما ن�سجله في هذا الإطار هو �أن ظهير 24ماي 1955لم يتطرق للحالة المتعلقة
بهالك العين بفعل القوة القاهرة �أو الحادث الفجائي ك�سبب النف�ساخ العالقة الكرائية وذلك
بالرغم من �أهمية هذه الحالة على الم�ستوى الواقعي .109فلم يكن بيد الق�ضاء المغربي �سوى
تطبيق القواعد العامة على هذه الو�ضعية وتحديدا مقت�ضيات الف�صل 659من ظ.ل.ع ،فقد
جاء في قرار �صادر عن المجل�س الأعلى على �أن ‹ الف�صل 659من ظ.ل.ع �إذ يرتب ف�سخ
عقد الكراء على هالك العين الم�ؤجرة �أو ما ي�صيبها من عيب �أو تغيير كلي �أو جزئي يجعلها
غير �صالحة لال�ستعمال للغر�ض الذي اكتريت من �أجله وال ي�ستثنى من ذلك �إال حالة كون
الهالك �أو التلف نتج عن خط�أ �أحد المتعاقدين ،وبالتالي تبقى مقت�ضياته �شاملة لكل حاالت
الهالك والتلف والتغيير الناتج بفعل الطبيعة �أو حادث فجائي �أو فعل الغير ،ولذلك ف�إن
المحكمة حين ا�ستخل�صت من وقائع الدعوى المعرو�ضة عليها �أن العين الم�ؤجورة تهدمت
بغير فعل �أحد المتعاقدين و�صارت غير �صالحة لال�ستعمال فيما �أعدت له ورتبت على ذلك
ف�سخ العالقة الكرائية القائمة ب�ش�أنها بين الطرفين تكون قد طبقت الف�صل 659المحتج به
تطبيقا �سليما وتكون الو�سيلة بدون �أثر.110
فالفراغ القانوني الذي كان يعرفه ظهير 24ماي 1955على م�ستوى عدم تنظيمه لحالة
هالك العين بفعل المكتري �أو ب�سبب �أجنبي خارج عن �إرادة المتعاقدين ك�سبب النف�ساخ
عقد الكراء حاول الم�شرع المغربي �أن يتفاداه وذلك حينما اعتبر �أن هالك المحل مو�ضوع
الكراء بفعل المكتري �أو ب�سبب قوة قاهرة �أو حادث فجائي يعتبر �سببا مبررا للإفراغ وبدون
تعوي�ض وذلك ح�سب منطوق الفقرة الخام�سة من المادة الثامنة من قانون رقم .49-16
ومن تم ف�إن حدث �أن �أهمل المكتري المحل المكترى ب�شكل �أدى �إلى هالكه ك�أن ين�شب
حريق به نتيجة فعل هذا الأخير ف�إنه يعتبر �سببا جديا موجبا لإفراغ المكتري وبدون
تعوي�ض ،ففي قرار �صدر عن محكمة النق�ض 111اعتبرت فيه �أن بالإطالع على وثائق الملف
تبين �أن هناك �شهادة م�صادق عليها �صادرة عن الم�أمورية الجهوية للوقاية المدنية تفيد �أنه
بتاريخ 2007/12/06تعر�ض المحل مو�ضوع النزاع لحريق ،وما الحريق �إال نتيجة حتمية
1109يراجع يف هذا الإطار:
-حممد الك�شبور :احلق يف الكراء عن�رص يف الأ�صل التجاري ،م �س� ،ص.118 – 117
1110قرار �صدر عن املجل�س الأعلى حتت عدد 1821يف ملف مدين عدد 85/2815بتاريخ � 17شتنرب ،1990من�شور
مبجلة الإ�شعاع عدد ،4ال�سنة � ،1989ص 124 .وما يليها .
1111قرار عدد � 217صدر بتاريخ 2013/04/11يف ملف جتاري عدد ،2012/2/3/1117قرار غري من�شور.
جواد الرفاعي 128
لما تعر�ض له هذا المحل من الإهمال ،مما تكون معه المكترية قد ا�ستعملت ال�شيء المكترى
على نحو ي�سبب له �ضررا كبيرا ،ومحكمة اال�ستئناف بنهجها ذلك تكون قد عللت قرارها بما
يكفي لتبريره وركزته على �أ�سا�س.
112
■ حالة فقدان الأ�صل التجاري لعن�صر الزبناء وال�سمعة التجارية:
اعتبر الم�شرع المغربي في حالة ما �إذا فقد الأ�صل التجاري لعن�صري الزبناء وال�سمعة
التجارية نتيجة �إغالق المحل ولمدة �سنتين �سبب موجبا للإفراغ بدون تعوي�ض ،بحيث ن�صت
المادة الثامنة من قانون رقم 113 49-16على �أن المكري ال يلزم ب�أداء �أي تعوي�ض للمكتري
مقابل الإفراغ في حاالت معينة ،ومن �ضمنها الحالة الم�شار �إليها �أعاله.
فقد يكون �سبب فقدان الأ�صل التجاري لأهم عنا�صره �إما ب�سبب يعود للتاجر نف�سه �أو
نتيجة �سبب خارجي عن �إرادته كما في حالة نزع العقار �أو المحل المزاول به الأ�صل التجاري
من �أجل المنفعة العامة ،غير �أنه في هذه الحالة ي�ستحق المكتري تعوي�ضا من طرف الدولة
وذلك ح�سب ما ن�صت عليه المادة 21من قانون رقم ،114 49-16كما يمكن �أن يتم �إغالق
المحل ب�سبب قرار �صادر عن ال�سلطة الإدارية ،ففي هذه الفر�ضية يمكن للمكتري المطالب
بالتعوي�ض عن ال�ضرر الذي لحقه جراء القرار الإداري القا�ضي ب�إغالق المحل وذلك طبقا
115
للقواعد العامة.
ولما كان الأ�صل التجاري ي�شتمل وجوبا على عن�صر الزبناء وال�سمعة التجارية ح�سب ما
تقت�ضيه المادة 80من مدونة التجارة 116،ف�إن ذلك يعني �أن وجود الأ�صل التجاري متوقف
1112اعتربت حمكمة اال�ستئناف التجارية مبراك�ش � :أن كون املحل يف حاجة �إىل نوع من الإ�صالح ال ت�أثري له على وجود
وبقاء الأ�صل التجاري قائما بدرجة معينة من ال�صيانة يف غياب �أي دليل قاطع على اندثار عنا�رصه باملرة.
-قرار رقم � 591صدر بتاريخ 2014/03/26يف ملف عدد ،2013/8206/827قرار غري من�شور.
1113ينظر �إىل الفقرة ال�سابعة من املادة الثامنة من قانون رقم 49-16
1114ن�صت املادة 21من قانون رقم 49-16على �أنه� :إذا وقع نزع ملكية عقار ي�ستغل فيه �أ�صل جتاري لأجل املنفعة
العامة ،تطبق مقت�ضيات القانون رقم 7.81املتعلق بنزع امللكية لأجل املنفعة العامة وباالحتالل امل�ؤقت.
-لفهم امل�سطرة املتبعة لنزع ملكية من �أجل املنفعة العامة يرجى الرجوع �إىل قانون رقم 7.81املتعلق بنزع امللكية لأجل
املنفعة العامة وباالحتالل امل�ؤقت ال�صادر بتنفيذه الظهري ال�رشيف رقم 1.81.254بتاريخ 11من رجب 6 ( 1402مايو
.)1982املن�شور باجلريدة الر�سمية عدد 3685بتاريخ 3رم�ضان � )1983/06/15 ( 1403ص.980 .
1115ين�ص الف�صل 79من ظ.ل.ع على� :أن الدولة والبلديات م�س�ؤولة عن الأ�رضار الناجتة مبا�رشة عن ت�سيري �إدارتها
وعن الأخطاء امل�صلحية مل�ستخدميها.
1116ن�صت الفقرة الأوىل من املادة 80من مدونة التجارة على � :أنه ي�شتمل الأ�صل التجاري وجوبا على زبناء و�سمعة
جتارية.
129 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
على توفره على هذين العن�صرين ،وبدونهما ال يوجد كيان له على الإطالق ،ومن تم ف�إذا
�أغلق المحل لمدة �سنتين ،ف�إننا نكون �أمام �أ�صل تجاري مندثر.117
وح�سب منظورنا ،ف�إن الم�شرع المغربي لم يكن موفقا حينما اعتبر �أن فقدان الأ�صل
التجاري لعن�صر الزبناء وال�سمعة التجارية �سبب موجبا لإفراغ المكتري وبدون �أداء �أي
تعوي�ض لفائدته ،لكون �أنه يمكن �أن تندثر بع�ض عنا�صر الأ�صل التجاري ،في حين يبقى الحق
في الكراء قائما �إن وجد ،والذي يمكن تفويته لوحده با�ستقالل عن الأ�صل التجاري والذي
طاله االندثار في جل عنا�صره ،وما يزكي طرحنا هذا هو ما ذهبت �إليه محكمة النق�ض في
�إحدى قراراتها ،بحيث اعتبرت في قرار �صادر عنها� 118أنه لئن كان الف�صل 1من ظهير
24ماي 1955يقت�ضي �أن مقت�ضيات الظهير تجد مجال تطبيقها على عقود كراء المحالت
التي ي�ستغل فيها �أ�صل تجاري ،و�أن المحل المدعى فيه بعد �إغالقه فقد عنا�صره المن�صو�ص
عليها في المادتين 79و 80من مدونة التجارة� ،إال �أنه و�إن تم �إغالق المحل لمدة طويلة نتج
عنها تبديد بعد عنا�صره� ،إال �أنه بقي قطعا الحق في الكراء وهو عن�صر يمكن الت�صرف فيه
ب�إفراد ،كما يمكن الت�صرف فيه بمعية عنا�صر معينة من الأ�صل التجاري .كما �أنه ي�صعب
ت�صور تطبيق هذه الحالة بالن�سبة للمحالت التي تزاول فيها التعاونيات والم�صحات وما في
حكمها ن�شاطها التجاري ،لكونها ال تتوفر على �أ�صل تجاري ،و�إنما �أقحمها الم�شرع المغربي
�ضمن نطاق تطبيق قانون االكرية التجارية ا�ستنادا �إلى معيار المقاولة �أو الم�ؤ�س�سة.
وعليه ف�إن حدث �أن �أغلق 119المحل الذي تزاول فيها تعاونية ما ن�شاطها التجاري ولمدة
تفوق �سنتين ،ال يمكن للمكري مالك المحل حينها التم�سك بمقت�ضيات الفقرة ال�سابعة من
1117قد يتم ت�أويل الن�ص على �أنه متى فقد الأ�صل التجاري عن�رصي الزبناء وال�سمعة التجارية ف�إن امل�سطرة الواجبة االتباع
هي القواعد العامة ولي�س القواعد اخلا�صة املن�صو�ص عليها يف قانون رقم ،49-16وهذا توجه غري مرتكز على �أي
�أ�سا�س قانوين �سليم ،على اعتبار �أن الن�ص اخلا�ص يقدم على الن�ص العام.
-ففي قرار �صدر عن حمكمة النف�ض اعتربت فيه � :أن القانون الواجب التطبيق لإنهاء عقد الكراء هو ظهري
1955/05/24وبالأخ�ص الف�صل ال�ساد�س منه باعتبار م�سطرته خا�صة مقدمة على م�سطرة القواعد العامة ،ومقيدة
لها ولتعار�ضهما يف امل�سطرة والنتائج.
-قرار عدد � 62صدر بتاريخ 2009/01/14يف ملف جتاري عدد ،2006/2/3/599قرار غري من�شور.
1118قرار عدد � 1421صدر بتاريخ 2008/10/08يف ملف جتاري عدد 2008/2/3/499قرار غري من�شور.
1119اعتربت حمكمة اال�ستئناف بالرباط يف �إحدى قراراتها � :أن �إغالق امل�ؤ�س�سة التجارية ي�ؤدي �إىل فقد احلق يف التعوي�ض
عن الإخالء طبقا للفقه والعمل الق�ضائي و�أن احلق يف التعوي�ض رهني با�ستغالل املكرتي جتارته يف املكان املكرتى
ب�صفة م�ستمرة ،و�أن التوقف عن مزاولة الن�شاط التجاري يف املحل يرتتب عنه فقد جميع املزايا التي يخولها احلق
التجاري للمحل.
-قرار عدد � 594صدر بتاريخ 1985/03/27يف ملف عدد ،84-4691من�شور مبجلة ر�سالة املحاماة ،العدد ،8
� ،1991ص.175 .
جواد الرفاعي 130
المادة الثامنة من قانون رقم ،49-16لكون �أن هذه الحالة تتعلق بفقدان الأ�صل التجاري
لعن�صر الزبناء وال�سمعة التجارية ،والحال �أن التعاونية ال تتوفر على �أ�صل تجاري ،اللهم
اذا �سلك المكتري م�سطرة �إفراغ المحل لكونه مهجورا �أو مغلقا وذلك في �إطار الق�ضاء
اال�ستعجالي.120
هذا وبالرجوع �إلى الق�ضاء الفرن�سي ،نجد �أنه بدوره ا�شترط �إغالق المحل لمدة ثالث
121
�سنوات ك�شرط لقبول دعوى �إفراغ المكتري من المحل الندثار عنا�صر �أ�صله التجاري،
غير �أنه وفي �إحدى قراراته الناذرة اعتبر �أن �إغالق المحل وعدم مزاولة ن�شاط تجاري به
بفعل ال�سلطة الإدارية ،ال يترتب عنه ف�سخ عقد الكراء التجاري وعدم الحكم بالتعوي�ض
لفائدة المكتري.122
- 2م�آل طلب الإفراغ
�إن الم�شرع المغربي وبمقت�ضى قانون رقم 49-16و�ضع حدا لكل الت�ضاربات التي كان
يعرفها العمل الق�ضائي بخ�صو�ص م�آل طلب الإفراغ ،بحيث �أن عمل محاكم المو�ضوع لم
ي�ستقر على اتجاه واحد في هذا ال�ش�أن ،فكان تردد بين الأخذ بالر�أي القا�ضي ببطالن الإنذار
في حالة ما �إذا تبين �أنه غير مبني على �سبب �صحيح ،وبين الر�أي القائل بعدم بطالن الإنذار
في حالة عدم جدية ال�سبب المبني عليه ،والحكم لفائدة المكتري بتعوي�ض كامل.
وقد تدخلت محكمة النق�ض فح�سمت هذا الت�ضارب بالقول �أن عدم �صحة ال�سبب الوارد
في الإنذار ال يخول للمحكمة �أن تق�ضي ب�إبطاله ،بل يجب الحكم لفائدة المكتري بتعوي�ض
الكامل ،ففي �إحدى القرارات ال�صادرة عنها 123اعتبرت �أن عدم �صحة ال�سبب الذي بني
عليه الإنذار الموجه في �إطار مقت�ضيات ظهير 24ماي 1955يترتب عليه منح المكتري
التعوي�ض الكامل ،ومادامت المكرية قد �أبدت ا�ستعدادها لأداء التعوي�ض مقابل �إخالء
محلها ،ف�إنه لم يكن هناك محل لمناق�شة المنازعة في �أ�سباب الإنذار لالنتهاء برف�ض طلب
1120ينظر �إىل املادة 32من قانون رقم 49-16التي تعترب الإطار القانوين املنظم لدعوى ا�سرتجاع املحالت املهجورة
�أو املغلقة.
121. Arrêt de Cassation Française Chambre civile 26-10-2011 n° 10-25.247. Arrêt publié par
Joan Dray in Article juridique -
« La non- exploitation du fonds de commerce et la résiliation du bail publié au cite www.
joandray-avocats.com le 16-01-2012 .p. 1
122. Arrêt de Cassation Française Chambre civile 01-02-1989 n° 201. Arrêt publié par Joan
Dray in Aticle précité ».p 5. -
1123قرار عدد � 539صدر بتاريخ 2010/4/14يف ملف جتاري عدد ،2009/2/3/207قرار غري من�شور.
131 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
الإفراغ لعدم جدية ال�سبب ،والقرار المطعون فيه لما �أيد الحكم االبتدائي القا�ضي برف�ض
طلب الإفراغ لعدم جدية ال�سبب رغم ما �أ�شير �إليه �أعاله لم يركز ق�ضاءه على �أ�سا�س قانوني
وعر�ضه للنق�ض.
والمالحظ �أن قانون رقم 49-16اعتبر �أنه �إذا تبين للجهة الق�ضائية المخت�صة �صحة
ال�سبب المبني عليه الإنذار ق�ضت وفق طلب المكري الرامي �إلى الم�صادقة على الإنذار،
�أما �إذا تبين لها عك�س ذلك ق�ضت برف�ض الطلب ،124وبالتالي يكون الم�شرع قد خالف ما
ا�ستقر عليه عمل محكمة النق�ض وهو توجه محمود ،على اعتبار �أن محكمة النق�ض كانت
تلزم محاكم المو�ضوع في حالة ثبوت عدم جدية ال�سبب باال�ستجابة لطلب المكري لإفراغ
المكتري مادام �أن المكري م�ستعد لأداء تعوي�ض كامل له ،والحال �أن المكتري في بع�ض
الأحيان قد ينازع في الإنذار وال يتقدم بطلب التعوي�ض �إال احتياطيا ،وهو ما كان ي�شكل
في حد ذاته مخالفة لمقت�ضيات الف�صل الثالث من ق.م.م 125وذلك بتغيير مو�ضوع و�سبب
طلبات الأطراف.
وعليه ف�إنه �إذا حدث �أن وجه المكري �إلى المكتري تنبيها بالإخالء ،و�سببه بعدم �أداء
الوجيبة الكرائية �أو بكونه يرغب في هدم المحل �أو �إعادة بناءه �أو �أنه يرغب في ا�سترجاع
ال�سكن الملحق بالمحل الأ�صلي وتبين للمحكمة عدم �صحة هذه الأ�سباب ،و�أن المكتري مثال
ي�ؤدي الوجيبة الكرائية بانتظام و�أنه لي�س هناك �أي تماطل من جانبه� ،أو �أنه ال توجد �أي
نوايا حقيقية للهدم و�إعادة البناء ،و�أن مرامي المكري هي الم�ضاربة في العقار و�إبرام عقد
كراء مع مكتري اخر ب�شروط جديدة وب�سومة كرائية مرتفعة ،ف�إن المحكمة ملزمة حينها
برف�ض طلب المكري في حالة عدم جدية ال�سبب متقيدة في ذلك بمنطوق المادة 27من
قانون رقم � ،49126-16أما �إذا تبين للمحكمة جدية ال�سبب المت�ضرع به من لدن المكري،
ف�إنها �ستق�ضي في هذه الحالة با�ستحقاق المكتري لتعوي�ض كامل يحدد وفق �ضوابط معنية
كما �سنرى الحقا.
فالم�شرع المغربي اعتبر �أن الهدف من ت�سبيب الإنذار بالإفراغ في �إطار قانون رقم
49-16هو تبرير الإفراغ �أو رف�ض تجديد العقد ،ولي�س تبرير حرمان المكتري من التعوي�ض
كليا �أو جزئيا ،ففل�سفة الت�سبيب في هذا القانون تختلف كليا عن فل�سفة ظهير 24ماي 1955
الملغى ،وهو ما �سارت على نهجه �إحدى المحاكم 127حينما اعتبرت �أنه لما انتهى الحكم
التمهيدي �إلى عدم �صحة ال�سبب الم�ؤ�س�س عليه الإنذار ،ف�إن طلب التعوي�ض عن الإفراغ
�أ�صبح غير ذي مو�ضوع وذلك طبقا لمقت�ضيات المادة 27من القانون رقم .49-16
وختاما ف�إنه وبمقت�ضى المادة 29من قانون رقم 49-16وجب على المكري الراغب في
و�ضع حد لكراء المحل الذي ي�ستغل فيه �أ�صل تجاري مثقل بتقييدات� ،أن يقوم بتبليغ طلبه
�إلى الدائنين المقيدين �سابقا ،و�أن العبرة من هذا الإجراء لي�س �أداء مخلف الكراء من
طرفهم �أو المنازعة في الإنذار ،بل كل ما في الأمر �أن تتاح لهم الفر�صة من �أجل تتبع الأ�صل
128
التجاري والمطالبة ببيع باقي عنا�صره المادية �أو المعنوية بالمزاد العلني.
129
ثانيا :البت في طلب التعوي�ض
على خالف ما كان معمول به في ظل ظهير 24ماي 1955الملغى ،130ف�إن المكتري لم
يعد ملزما ب�سلوك دعوى المنازعة في الإنذار م�سبقا ،بحيث �أ�صبح المكري هو المجبر ب�أخذ
المبادرة ق�صد اللجوء �إلى الق�ضاء للم�صادقة على الإنذار الموجه من طرفه ،حينها يمكن
للمكتري المنازعة في الإنذار �أو تقديم دعوى م�ستقلة للمطالبة بالتعوي�ض الذي ي�ستحقه
�ضمن �أجال محددة ( )1ووفق �ضوابط معينة (.)2
� - 1أجال تقديم الطلب
ن�صت المادة 27من القانون رقم 49-16على �أنه يجوز للمكتري �أن يتقدم بطلب
التعوي�ض �أثناء �سريان دعوى الم�صادقة على الإنذار ،غير �أنه �إذا لم يتقدم المكتري بطلب
1127حكم �صدر عن املحكمة التجارية مبراك�ش بتاريخ 2017/03/09يف ملف عدد ،2016/8207/1518حكم غري
من�شور.
1128اعتربت حمكمة النق�ض يف �إحدى قراراتها � :أن الهدف من املادة 112من م.ت هو �إ�شعار الدائنني بالدعوى واتخاذ
ما يرونه منا�سبا للحفاظ على حقوقهما وعلى ال�شيء املرهون وبالتايل ال �صفة لهم يف تقدمي الطعن باال�ستئناف.
-قرار عدد � 836صدر بتاريخ 2012/09/20يف ملف جتاري عدد ،2010/2/3/1733قرار غري من�شور.
� 1129أ�رشنا �سابقا �إىل �أن التعوي�ض املحكوم به يف حالة الهدم و�إعادة البناء ،ويف حالة وجود املحل يف و�ضعية �آيلة لل�سقوط
قد حدد امل�رشع املغربي مدته على عك�س حاالت التعوي�ض التي �سنتطرق �إليها يف هذا املحور.
1130ينظر �إىل الف�صل 32من ظهري 24ماي 1955امللغى.
133 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
مقابل للتعوي�ض �أثناء �سريان هذه الدعوى ،ف�إنه يجوز له �أن يرفع دعوى التعوي�ض داخل �أجل
�ستة �أ�شهر من تاريخ تبليغه بالحكم النهائي بالإفراغ.
والمالحظ �أن للمكتري م�سطرتين اختياريتين ق�صد المطالبة بالتعوي�ض 131،بحيث
يمكن له في الحالة الأولى �أن يتقدم بمقال م�ضاد خالل دعوى الم�صادقة على الإنذار،132
ويطالب بموجبه تعوي�ضا كامل يجبر ال�ضرر الذي قد يلحق �أ�صله التجاري �أو ن�شاطه
الممار�س بالمحل المكترى� ،133أما في حالة تغا�ضي المكتري عن تقديم هذا الطلب� ،أجاز
له الم�شرع �أن يتقدم بدعوى م�ستقلة داخل �أجل �ستة �أ�شهر من تاريخ تبليغه بالحكم النهائي
القا�ضي بالإفراغ ،134ففي حكم �صدر عن المحكمة التجارية بمراك�ش 135اعتبرت فيه �أن
قانون رقم 49-16لم يتول دعوى المنازعة بالتنظيم خالفا ما كان االمر عليه في ظهير 24
ماي ،1955بل �أ�صبح من حق المكتري المطالبة فقط بالتعوي�ض عن فقدان �أ�صله التجاري
�أثناء �سريان دعوى الإفراغ التي يقيمها المكري� ،أو بعد �صدور حكم نهائي بالإفراغ وتبليغه
�إياه وذلك داخل �أجل محدد.
1131اعتربت املحكمة التجارية بالرباط � :أنه مادام العقد قد �أبرم ملدة ثالث �سنوات ،مما يكون معه املدعى عليه قد �أ�صبح
مالكا للأ�صل التجاري بجميع عنا�رصه التكوينية مبرور �سنتني على �إبرام العقد الكتابي ،ف�ضال عن املادة ال�سابعة من
قانون رقم 49-16التي تن�ص ب�صفة �رصيحة على بطالن كل �رشط �أو اتفاق من �ش�أنه حرمان املكرتي من حقه يف
التعوي�ض عن �إنهاء العقد ،مما يكون معه طلب الإفراغ امل�ؤ�س�س على انتهاء املدة غري م�ؤ�س�س ويتعني رف�ضه.
-حكم رقم � 1119صدر بتاريخ 2017/04/03يف ملف جتاري عدد ،2016/8206/3282حكم غري من�شور.
-فم�س�ألة ا�ستحقاق املكرتي للتعوي�ض رهينة بتحقق جدية ال�سبب املعتمد من لدن املكري� ،أما �إن هي انتهت املحكمة
�إىل التثبت من عدم �صحة ال�سبب ،ف�إن م�س�ألة تعوي�ض املكرتي تبقى غري ذي مو�ضوع.
-قرار عدد � 1279صدر بتاريخ 2017/07/12يف ملف عدد ،2017/8206/971قرار غري من�شور.
1132للإ�شارة ف�إنه ينبغي على املكرتي تقدمي طلب م�ضاد يرمي �إىل ا�ستحقاقه للتعوي�ض خالل املرحلة االبتدائية ما مل
يتم حجز امللف �إىل املداولة ،و�إذا تعذر عليه ذلك ،ف�إنه ال ميكن تقدميه خالل املرحلة اال�ستئنافية ،لكونه �سيواجه
مبقت�ضيات الف�صل 143من ق.م.م الذي مينع تقدمي طلبات جديدة لأول مرة �أمام حمكمة اال�ستئناف ،وتبقى املكنة
الوحيدة للمكرتي ق�صد املطالبة بالتعوي�ض يف هذه احلالة هو رفع دعوى م�ستقلة عن دعوى امل�صادقة على الإنذار وفق
الأجال التي حددها امل�رشع مبقت�ضى الفقرة الثالثة من املادة 27من قانون .49-16
1133تعمدنا ذكر هذه ال�صياغة على اعتبار �أنه لي�س كل مكرتي لعقار �أو حمل جتاري يتوفر على �أ�صل جتاري ،فالتعاونيات
وامل�صحات ال تتوفر على �أ�صل جتاري.
1134ن�صت الفقرة الثالثة من املادة 27من قانون رقم 49-16على �أنه � :إذا مل يتقدم املكرتي بطلب مقابل للتعوي�ض �أثناء
�رسيان هذه الدعوى (دعوى امل�صادقة على الإنذار) ف�إنه يجوز له �أن يرفع دعوى التعوي�ض داخل �أجل �ستة �أ�شهر
من تاريخ تبليغه باحلكم النهائي القا�ضي بالإفراغ.
1135حكم �صدر بتاريخ 2017/03/09يف ملف عدد ،2016/8206/2448حكم غري من�شور.
-كما اعتربت املحكمة التجارية بالرباط � :أن دفع املدعى عليها با�ستفادتها من حماية قانون كراء املحالت التجارية،
الي�سعفها لرف�ض طلب الإفراغ ،طاملا �أن من حقها �سلوك امل�ساطر القانونية املخولة لها مبقت�ضى القانون رقم 49-16
خا�صة املادة 27منه.
-حكم رقم � 1214صدر بتاريخ 2017/04/03يف ملف عدد ،2016/8206/3492حكم غري من�شور.
جواد الرفاعي 134
هذا وقد يثار الت�سا�ؤل حول ما �إذا كان الم�شرع قد �أغفل التن�صي�ص على جزاء عدم
مطالبة المكتري با�ستحقاقه للتعوي�ض داخل �أجل �ستة �أ�شهر من تاريخ تبليغه بالحكم
النهائي القا�ضي بالإفراغ ،فهل �سكوت الن�ص يوحي �أن الم�شرع لم يرتب �أي �آثر ،وبالتالي ال
ي�سقط حق المكتري �إطالقا في المطالبة بالتعوي�ض على عك�س ما تم �إقراره في حالة عدم
تقديم المكري لدعوى الم�صادقة على الإنذار� 136،أم �أن �آثر عدم المطالبة ي�ست�شف من
باطن الن�ص ؟
�إن �أجل ال�سقوط وحتى ولو لم ين�ص الم�شرع على جزاء عدم احترامه ،فهناك معيارين
يمكن للقا�ضي �أن ي�ستند عليهما� ،أولهما المعيار ال�شكلي الذي ي�ست�شف من و�ضوح الن�ص،
والمعيار الثاني هو المعيار الع�ضوي الذي بموجبه يمكن ا�ستنباط جزاء عدم احترام �أجل
رفع دعوى المطالبة بالتعوي�ض ،وبمفهوم المخالفة ،ف�إن المكتري في حالة عدم رفعه دعوى
المطالبة بالتعوي�ض داخل �أجل �ستة �أ�شهر من تاريخ تبليغه بالحكم النهائي بالإفراغ ،ف�إنه
لن ي�ستفيد من �أي تعوي�ض.
وما ينبغي الإ�شارة �إليه �أن الم�شرع المغربي وب�إ�صداره قانون رقم 49-16يكون قد
حدد الحد الأق�صى للتعوي�ض 137من خالل �إيراد م�شتمالته خالل المادة ال�سابعة من نف�س
القانون138،وبذلك يكون الم�شرع قد ح�سم النقا�ش الفقهي الذي كان �سائد في ظل ظهير 24
1136اعترب امل�رشع املغربي مبقت�ضى قانون رقم � 49-16أن املكري الذي مل يقم برفع دعوى امل�صادقة على الإنذار بعد
مرور �أجل �ستة �أ�شهر من تاريخ انتهاء الأجل املمنوح للمكرتي �سقط حقه.
-ينظر �إىل الفقرة الرابعة من املادة 26من قانون رقم .49-16
1137اعتربت حمكمة النق�ض يف �إحدى قراراتها � :أن التزام الطالبة ب�إفراغ ال�صيدلية مقابل تعوي�ض اتفاقي قدره
4.650.000درهم يجعل هذا االتفاق منتجا بالنازلة مما يتعني �إعماله.
-قرار عدد � 2/270صدر بتاريخ 2017/05/04يف ملف عدد ،2016/2/3/1210قرار غري من�شور.
-كما اعتربت حمكمة اال�ستئناف بالقنيطرة يف نف�س ال�صدد � :أن االتفاق املربم بني الكري واملكرتي على تعوي�ض
اتفاقي ال يتنافى مع مقت�ضيات ظهري 24ماي ،1955مما يتعني معه الت�رصيح بتحديد التعوي�ض وفق ما جاء يف
االتفاق املذكور.
-قرار رقم � 310صدر بتاريخ 1991/01/30يف ملف عدد ،89/1195قرار من�شور مبجلة اال�شعاع ،العدد
الثالث ،ال�سنة التانية – يوليوز � ،1990ص 135 .وما يليها.
1138ن�صت املادة ال�سابعة من قانون رقم 49-16على �أنه :ي�ستحق املكرتي تعوي�ضا عن �إنهاء عقد الكراء ،مع مراعاة
اال�ستثناءات الواردة يف هذا القانون ،يعادل التعوي�ض ملا حلق املكرتي من �رضر ناجم عن الإفراغ ،وي�شمل هذا
التعوي�ض قيمة الأ�صل التجاري التي حتدد انطالقا من الت�رصيحات ال�رضيبية لل�سنوات الأربع الأخرية بالإ�ضافة �إىل
ما �أنفقه املكرتي من حت�سينات و�إ�صالحات وما فقده من عنا�رص الأ�صل التجاري ،كما ت�شمل م�صاريف االنتقال من
املحل ،غري �أنه ميكن للمكري �أن يثبت �أن ال�رضر الذي حلق املكرتي �أخف من القيمة املذكورة ،ويعترب باطال كل
�رشط �أو اتفاق من �ش�أنه حرمان املكرتي من حقه يف التعوي�ض عن �إنهاء عقد الكراء.
يف احلالة املن�صو�ص عليها يف الفقرة الثانية من املادة الرابعة �أعاله ،وال ميكن �أن يقل التعوي�ض عن الإفراغ عن
املبلغ املدفوع مقابل احلق يف الكراء.
135 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
ماي 1955الملغى حول ما �إذا كانت قيمة ال�ضرر تفوق قيمة الأ�صل التجاري �أم ال ،ومن جهة
�أخرى ف�إن الم�شرع قيد �سلطة الخبير في تقدير التعوي�ض عندما حدد له م�شتمالته على
�سبيل الح�صر ،منها الم�صاريف التي �أنفقها المكتري على العقار �أو المحل عند ا�ستغالل
�أن�شطته من �إ�صالحات وتح�سينات مدخلة على العين المكتراة ،وكذا قيمة الأ�صل التجاري
انطالقا من الت�صاريح ال�ضريبية خالل الأربع ال�سنوات الأخيرة ،139فبالرجوع �إلى بع�ض
الأحكام التمهيدية التي �صدرت عن المحاكم ،نجد �أنها ت�شير �إلى المعايير التي يجب على
الخبير التقيد بها ،ففي حكم تمهيدي �صدر عن المحكمة التجارية بمراك�ش� 140،أمرت
بموجبه الخبير باالنتقال �إلى محل النزاع ومعاينته وو�صفه و�صفا �شامال ودقيقا ومعاينة
الأ�صل التجاري الم�ؤ�س�س عليه ،وبيان العنا�صر المادية والمعنوية المكونة له ،وتحديد قيمة
الأ�صل التجاري انطالقا من الت�صاريح ال�ضريبية لل�سنوات الأربع الأخيرة بالإ�ضافة �إلى ما
�أنفقه من تح�سينات و�إ�صالحات وما فقده من عنا�صر الأ�صل التجاري �إ�ضافة �إلى م�صاريف
االنتقال الى محل �آخر.141
والمالحظ �أن الم�شرع المغربي لم يكون موفقا �أثناء �صياغته للمادة ال�سابعة من قانون
رقم 49-16وذلك ل�سببين� ،أولهما �أن �صياغة التعوي�ض عن الأ�صل التجاري قد ت�شكل عائق
�أمام الق�ضاء لتطبيق مقت�ضيات هذه المادة ،على اعتبار �أن بع�ض الأن�شطة المزاولة بهذه
العقارات �أو المحالت قد ال تتوفر على �أ�صل تجاري ،كالتعاونيات والم�صحات والم�ؤ�س�سات
1139للإ�شارة ف�إن العديد من املحاكم التجارية �سواء االبتدائية منها �أو اال�ستئنافية كانت �سباقة لالعتداد بالت�صاريح ال�رضيبية
كمعيار لتقدير التعوي�ض امل�ستحق للمكرتي ،ففي قرار �صدر عن حمكمة اال�ستئناف التجارية مبراك�ش اعتربت فيه:
�أن املكرتي غري م�سجل بال�سجل التجاري وال م�رصح باملحل �أو بن�شاطه التجاري لدى امل�صالح ال�رضيبية ،كما �أنه
ال مي�سك �أي �سجالت جتارية ،و�أنه ت�أ�سي�سا على كل هذه املعطيات واعتبارا ملا تدره الأن�شطة املماثلة من دخل عمل
اخلبري على حتديد قيمة العنا�رص املادية واملعنوية للأ�صل التجاري بكل مو�ضوعية واعتدال.
-قرار رقم � 1064صدر عن حمكمة اال�ستنئاف التجارية مبراك�ش بتاريخ 2017/05/29يف ملف عدد
،2014/07/205قرار غري من�شور.
1140حكم متهيدي �صدر بتاريخ 2017/03/16يف ملف عدد ،2016/8206/1705غري من�شور.
1141ما يالحظ �أن االجتهاد الق�ضائي و�إبان تطبيقه مقت�ضيات ظهري 24ماي 1955كان اليعترب التح�سينات والإ�صالحات
املدخلة على املحل التجاري من عنا�رص تقدير التعوي�ض امل�ستحق للمكرتي مالك الأ�صل التجاري ،غري �أنه وب�صدور
قانون رقم 49-16يكون بذلك امل�رشع قد خالف ما ا�ستقر عليه االجتهاد الق�ضائي يف هذا ال�صدد ومن بني االجتهادات
نذكر :
-قرار عدد � 2/292صدر عن حمكمة النق�ض بتاريخ 2017/05/18يف ملف جتاري عدد ،2017/2/3/71قرار
غري من�شور ،جاء يف حيثياته مايلي :
�إن فاتورتي �إ�صالح املحل وجتهيزه املدىل بها من لدن الطاعن ال تدخل �ضمن عنا�رص التعوي�ض ،و�أن عنا�رص
الأ�صل التجاري التي تت�أثر جراء عملية النقل هي احلق يف الكراء واالت�صال بالزبناء وال�سمعة التجارية طبقا للمادة
80من مدونة التجارة وهي التي يتعني اعتبارها يف حتديد التعوي�ض عن فقدان الأ�صل التجاري وال�رضر الذي يلحق
باملكرتي.
جواد الرفاعي 136
الم�شابهة لها ،ففي هذه الحالة تتاح للقا�ضي �سلطات وا�سعة ق�صد تقدير قيمة التعوي�ض
ا�ستنادا �إلى الأحكام العامة التي كان معمول بها ومن بينها اللجوء �إلى الخبرة الفنية .
�أما فيما يخ�ص النقطة الثانية فهي تتعلق بعبارة الت�صاريح ال�ضريبية ،بحيث �أن الت�صاريح
التي ن�ص عليها الم�شرع المغربي بمقت�ضى المادة ال�سابعة والتي يقوم بها عادة المكتري -
الملزم – عن �شتى عملياته و�أن�شطته التجارية قد ت�شوبها �أحيانا بع�ض الإختالالت� ،إما
لعدم م�سكه المحا�سبة ب�شكل منتظم �أو �أن تكون محا�سبته عبارة عن �صورة �صادقة ولي�ست
خال�صة ،مما يحدو بالإدارة ال�ضريبية �إلى القيام بت�صحيح الأ�سا�س ال�ضريبي الم�صرح به،
ومن تم فكان حري بالم�شرع بالمغربي �أن ين�ص على اعتماد النتيجة الجبائية الخال�صة
ولي�س الت�صاريح ال�ضريبية الختالف اال�سا�س ال�ضريبي بين كلتا الحالتين لكي ي�صير مبلغ
التعوي�ض مقدر على �أ�س�س �صحيحة ال غبار عليها.
وقد يثار الت�سا�ؤل حول مدى �إلزام الخبير باالعتماد على تلك الت�صاريح ال�ضريبية التي
ن�صت عليها المادة ال�سابعة �أثناء تقديره التعوي�ض الم�ستحق لفائدة المكتري ،خ�صو�صا
و�أن الم�شرع قد حدد مدة �أربع �سنوات كحد �أدنى للأخذ بها ؟
يمكن القول �أن الت�صاريح الت�ضريبية تعتبر فقط م�ؤ�شر �أو معيار يمكن اال�ستناد عليه
من طرف الخبير ،وفي حالة ما �إذا كان المكتري غير م�صرح بال�ضريبة �أو �أنه لم ي�ستوف
بعد مدة �أربع �سنوات التي ا�شترطها الم�شرع ،فهنا ال مانع من االعتماد على القواعد العامة
لتقدير التعوي�ض وذلك ا�ستنادا �إلى قيمة الأ�صل التجاري 142،ومن دون �أن يقل التعوي�ض
المقدر من لدن الخبير المبلغ المدفوع مقابل الحق في الكراء في الحالة المن�صو�ص عليها
في الفقرة الثانية من المادة الرابعة من قانون رقم .143 49-16
هذا وبالرجوع �إلى الت�شريع الفرن�سي نجد �أنه و�ضع محددات للق�ضاء ق�صد تقدير
التعوي�ض الم�ستحق للمكتري في حالة �إفراغه من المحل ،بحيث اعتبر �أن قيمة الأ�صل
التجاري يجب �أن تحدد انطالقا من �أعراف الحرفة �أو المهنة وكذا الأعراف التجارية
ب�صفة عامة ،بالإ�ضافة �إلى التكاليف المحتملة لتنقل المكتري �إلى محل �آخر وكذا م�صاريف
1142اعتربت حمكمة النق�ض يف �إحدى قراراتها � :أن املنازعة يف �صفة اخلبري يجب �أن تتم داخل الأجل املحدد قانونا وهو
خم�سة �أيام من تاريخ تبليغ املقرر الق�ضائي بتعيني اخلبري.
-قرار عدد � 3/556صدر بتاريخ 2016/12/07يف ملف عدد ،2015/3/3/1348قرار غري من�شور.
-ينظر كذلك �إىل الفقرة الرابعة من الف�صل 62من ق.م.م.
1143وهي حالة بيع ال�ساروت �أو املفتاح التي نظمها امل�رشع الغربي مبقت�ضى الفقرة الثانية من املادة الرابعة من قانون
رقم .49-16
137 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
كراء محل تجاري جديد ،ما لم ي�أتي المكري بحجة تثبت على �أن ال�ضرر �أخف من القيمة
المذكورة وذلك ح�سب ما ن�صت عليه الفقرة الثانية من المادة 145-17من مدونة التجارة
الفرن�سية.144
� - 2ضوابط تنفيذ التعوي�ض
�إذا ق�ضت المحكمة المخت�صة ب�إفراغ المكتري في حالة ما ثبت لديها �أن ال�سبب المبني
عليه الإنذار هو �سبب �صحيح ،ف�إنها تق�ضي ب�أداء المكري لفائدة المكتري تعوي�ضا كامال،
ويجب على المكري �إيداع مبلغ التعوي�ض المحكوم به داخل �أجل ثالثة �أ�شهر 145من التاريخ
الذي ي�صبح فيه الحكم قابل للتنفيذ ،و�إال اعتبر متنازال عن التنفيذ ،ويتحمل حينئذ جميع
الم�صاريف الق�ضائية وذلك طبقا لما ن�صت عليه المادة 28من قانون رقم .49-16
فالظاهر من محتويات هذه المادة �أنها تكاد ت�شبه حق التوبة الذي كان منظما بمقت�ضى
ظهير 24ماي 146,1955بحيث كان للمكري الحق في العدول عن طلب الإفراغ وذلك بتقديم
طلب �إلى المحكمة ق�صد ممار�سة م�سطرة التوبة� ،شريطة �أن ال ينتقل المكتري �إلى محل
�آخر ،و�أن يمار�س هذا الحق داخل �أجل 30يوم من تاريخ الذي �أ�صبح فيه الحكم نهائيا �إذا
كان الأمر يتعلق بحكم �صادر عن المحكمة االبتدائية� ،أو من اليوم الذي بلغ فيه القرار �إذا
كان الأمر يتعلق بقرار محكمة اال�ستئناف.
غير �أن �آثر المادة 28من قانون رقم 49-16تختلف عن الآثار المترتبة عن ممار�سة
حق التوبة 147،فالمكري بمقت�ضى هذا القانون يمكن له التمل�ص من �أداء التعوي�ض المحكوم
به �إذا ما تبين له �أنه مبالغ فيه �أو �أنه غير قادر على �أدائه ،وذلك بعدم �إيداعه داخل �أجل
ثالثة �أ�شهر من التاريخ الذي ي�صبح فيه الحكم قابل للتنفيذ ،ومن تم نكون �أمام حكم ال
يعدو �أن يكون مجرد �إجراء وقتي لم يكت�سب حجية ال�شيء المق�ضي به ،كما �أن المكري ملزم
في حالة �إذا لم ي�ؤد التعوي�ض المحكوم به ب�أداء جميع م�صاريف الدعوى من ر�سوم ق�ضائية
و�أجرة المفو�ض الق�ضائي والخبير وغيرها من التكاليف التي يتكفل بها لوحده ،هذا وقد
اعتبرت �إحدى المحاكم 148في هذا ال�صدد �أن طلب تجديد عقد الكراء في �إطار قانون رقم
49-16يبقى غير ذي مو�ضوع ،ويبقى �أمام المدعي �إذا �أراد التمل�ص من �أداء التعوي�ض
المحكوم به وتجديد العقد مع المدعى عليه عدم �إيداع مبلغ التعوي�ض المحكوم به داخل
�أجل ثالثة �أ�شهر من التاريخ الذي ي�صبح فيه الحكم قابال للتنفيذ ،ولكي ي�سقط حقه في
التنفيذ طبقا لمقت�ضيات الفقرة االخيرة من المادة 28من القانون �أعاله.
هذا وقد يتفادى المكري من �أداء الم�صاريف المترتبة عن الدعوى وذلك بتقديم تنازل
عن دعواه �إذا ما تبين له من تقرير الخبير �أن مبلغ التعوي�ض المحكوم به جد مرتفع ،مادامت
المادة 120من ق.م.م قد �أجازت تقديم طلب التنازل عن الدعوى في جميع الق�ضايا ،فقد
اعتبرت المحكمة التجارية بالدار البي�ضاء 149في �إحدى �أحكامها ‹ �أن التنازل عن الدعوى
مظهر من مظاهر �سيادة الخ�صوم في الدعاوى المدنية ،وحيث �إن المحكمة ال ي�سعها �سوى
قبول تنازل المدعي عن الدعوى.
ومن جهة �أخرى ،ف�إنه ال يمكن تنفيذ الحكم القا�ضي بالإفراغ �إال بعد �أداء التعوي�ض
المحكوم به ،با�ستثناء الحالة الم�شار �إليها في الفقرة الثالثة من المادة 27من قانون رقم
150،49-16بحيث ال يمكن �إفراغ المكتري الذي له الحق في التعوي�ض� ،إال �إذا �أدى له مبلغ
151
التعوي�ض الم�ستحق وذلك ب�إيداعه لدى �صندوق المحكمة.
1147للتو�سع يف هذا املو�ضوع ،يراجع يف هذا ال�صدد :
حممد الطاو�س وناظم اخل�رض :حق التوبة يف الكراء التجاري ،درا�سة نقدية يف �ضوء القانون والعمل الق�ضائي
املغربي ،مقال من�شور مبجلة الواحة القانونية ،العدد الثاين ،ال�سنة الرابعة � ،2006ص 311 .وما يليها.
1148حكم �صدر عن املحكمة التجارية مبراك�ش بتاريخ 2017/03/09يف ملف عدد ،2016/8332/2783حكم غري
من�شور.
1149حكم رقم � 2185صدر بتاريخ 2017/03/01يف ملف عدد ،2017/8206/1188حكم غري من�شور.
1150هذه احلالة تتعلق يف حالة �إذا مل يتقدم املكرتي بطلب مقابل للتعوي�ض �أثناء �رسيان دعوى امل�صادقة على الإنذار ،حينها
ميكن تنفيذ احلكم القا�ضي بالإفراغ ما دام �أن املكري قد و�ضع التعوي�ض املحكوم به ب�صندوق املحكمة.
1151ميكن للمكري الذي ا�ست�صدر حكما �أو قرارا ق�ضى ب�إفراغ املكرتي من املحل التجاري مو�ضوع الكراء �أن يقوم
139 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
�أما �إذا قام المكتري ب�إفراغ المحل باختياره دون �أن يكون قد تو�صل ب�أي تعوي�ض من لدن
المكري ،ف�إنه والحالة هاته ال يمكن �إجبار هذا االخير على �أدائه له ،مادامت المادة 28قد
�أجازت له بعدم �أداء التعوي�ض المحكوم به داخل �أجل ثالثة �أ�شهر من تاريخ الحكم بالإفراغ،
ومن تم ف�إنه يكون لزاما على المكتري الرجوع �إلى المحل بعدما كان قد �أفرغه معتقدا في
نف�سه �أنه �سي�ستفيد من التعوي�ض ال محالة.
ومن بين ال�ضوابط كذلك التي تحكم تنفيذ الحكم القا�ضي بالإفراغ والم�ستحدثة من
طرف الم�شرع المغربي بمقت�ضى قانون رقم 49-16تلك المتعلقة ب�ضرورة �إدالء المكتري
ب�شهادة م�سلمة من كتابة ال�ضبط تثبت خلو الأ�صل التجاري من كل تقييد� ،أما �إذا كان
الأ�صل التجاري مثقال بتقييدات معينة ،ف�إن المكتري يكون ملزما بالإدالء بما يفيد �إ�شعار
الدائنين المقيدين بوقوع الإفراغ وبوجود تعوي�ض م�ستحق له ب�صندوق المحكمة.
المبحث الثاني :الم�سطرة الق�ضائية اال�ستعجالية لف�سخ عقد الكراء التجاري
�إن الم�شرع المغربي قد توفق حينما �أ�سند لم�ؤ�س�سة الرئي�س �أو الق�ضاء اال�ستعجالي معالجة
العديد من بنود ن�صو�ص قانون رقم 49-16وذلك بغية اال�ستفادة من تجربة رئي�س المحكمة �أو
من ينوب عنه من �أقدم الق�ضاة وكذلك ما تتميز به الم�ساطر اال�ستعجالية ك�شمولها بالتنفيذ
المعجل 152وهو ما �سي�ساهم ق�ضائيا في اندثار كثلة من الق�ضايا وت�صفية وح�سم النزاعات في
153
مهدها ولو مع وجود الحق في الطعن باال�ستئناف �أو اثارة �صعوبة في التنفيذ.
ذلك �أن رئي�س المحكمة المخت�ص يبت في دعوى معاينة تحقق ال�شرط الفا�سخ في �إطار
م�سطرة ا�ستعجالية تواجهية بين طرفي النزاع (المطلب الأول) كما �أنه �أ�صبح مخت�صا
ب�إيداع مبلغ التعوي�ض لدى ح�ساب ودائع املحامني رهن �إ�شارة نائب املكرتي باعتبار هذا الأخري وكيال عنه ،فقد جاء
يف �أمر �صدر عن نائب رئي�س املحكمة التجارية بالدار البي�ضاء � :أن �إيداع مبلغ التعوي�ض يف ح�ساب ودائع املحامني
من طرف املدعي يعد �إيداعا قانونا ومربئا لذمته.
� -أمر رقم � 1079صدر بتاريخ 2013/04/10يف ملف رقم � ،2012/2/3845أمر من�شور مبجلة املرافعة عدد ،22
غ�شت � ،2014ص 251 .وما يليها.
1152تن�ص الفقرة الأوىل من الف�صل 153من قانون امل�سطرة املدنية على �أنه :تكون الأوامر اال�ستعجالية م�شمولة بالنفاذ
املعجل بقوة القانون وميكن للقا�ضي مع ذلك �أن يقيد التنفيذ بتقدمي كفالة.
1153ين�ص الف�صل 436من قانون امل�سطرة املدنية على �أنه� :إذا �أثار الأطراف �صعوبة واقعية �أو قانونية لإيقاف تنفيذ
احلكم �أو ت�أجيله �أحيلت ال�صعوبة على الرئي�س من لدن املنفذ له �أو املحكوم عليه �أو العون املكلف بالتبليغ �أو تنفيذ احلكم
الق�ضائي ويقدر الرئي�س ما �إذا كانت االدعاءات املتعلقة بال�صعوبة جمرد و�سيلة للمماطلة والت�سويف ترمي �إىل امل�سا�س
بال�شيء املق�ضي به حيث ي�أمر يف هذه احلالة ب�رصف النظر عن ذلك ،و�إذا ظهر �أن ال�صعوبة جدية �أمكن له �أن ي�أمر
ب�إيقاف التنفيذ �إىل �أن يبت يف الأمر.
-ال ميكن تقدمي �أي طلب جديد لت�أجيل التنفيذ كيفما كان ال�سبب الذي ي�ستند �إليه.
جواد الرفاعي 140
بن�ص خا�ص للبت في دعوى ا�سترجاع حيازة المحالت المهجورة �أو المغلقة بعدما كانت
هذه الأخيرة تمار�س في �إطار اجتهاد ق�ضائي �صرف (المطلب الثاني).
المطلب الأول :دعوى معاينة تحقق ال�شرط الفا�سخ
�إن م�ؤ�س�سة الف�سخ االتفاقي تقوم على ت�ضمين العقد �شرطا بمقت�ضاه يتفق المتعاقدان
على جعله معلقا على �شرط فا�سخ وهو �إخالل �أي منهما بتنفيذ التزاماته.
فالعقد ينف�سخ بقوة القانون 154بمجرد �إخالل �أحد المتعاقدين بالتزاماته دون حاجة
لتدخل القا�ضي ،في حين �أن الف�سخ وفقا لتوجهات القانون المعا�صر ال يقع وكقاعدة عامة
�إال بحكم القا�ضي ،بل �إن للقا�ضي �سلطة تقديرية رحبة في توقيعه ت�صل �إلى حد �إمكان
رف�ضه بالرغم من توافر �شروطه.155
هذا ويعتبر تحقق ال�شرط الفا�سخ من �أهم �أ�سباب الف�سخ ،هذا ال�سبب الذي اختلف �أمر
تنظيمه بين القواعد العامة والقواعد المن�صو�ص عليها في قانون الأكرية التجارية (الفقرة
الأولى) كما �أنه يتميز ب�إجراءات خا�صة تكفل الم�شرع بتنظيمها (الفقرة الثانية).
الفقرة الأولى :تحقق ال�شرط الفا�سخ بين القواعد العامة وقانون رقم :49-16
يعتبر ال�شرط الفا�سخ ب�صفة عامة ذلك البند ال�صريح الذي يدرجه المتعاقدان في
العقود الملزمة لجانبين ،ويفيد �أنه متى تم االمتناع عن تنفيذ �إحدى االلتزامات النا�شئة
عن العقد الرابط بينهما ،يحق للطرف المت�ضرر من عدم التنفيذ ف�سخ العقد من تلقاء
نف�سه ودون حاجة للجوء �إلى �سلطة الق�ضاء ،بل يقوم بذلك انطالقا من �سلطان �إرادته
فقط ،156وحتى في حال اللجوء �إلى الق�ضاء ف�إن ال�شرط الفا�سخ ي�سلب القا�ضي �سلطته
1154اعترب بع�ض الفقه �أن �إ�شكالية العقود املف�سوخة بقوة القانون معظلة �أرهقت الق�ضاء ،ذلك �أن امل�سائل املتعلقة بف�سخ العقود
وانف�ساخها و�إنهاء هذه العالقات عادة ما تكون من مهام حماكم املو�ضوع وال عالقة لها بالعنا�رص اال�ستعجالية ،لأنه
لي�س هناك ما يدعى �إىل �أن نقوم بعملية ف�سخ العقد بطريقة تلقائية ،ومن طرف رئي�س املحكمة الذي ال ميلك بدوره
الإمكانية التي ت�ؤدي �إىل �إنهاء العقد وف�سخه بقوة القانون.
-للمزيد من التو�سع يف املو�ضوع يراجع يف هذا ال�صدد :
-عبد القادر العرعاري :عقد الكراء املدين ،دار الأمان بالرباط ،الطبعة الأوىل� ،2011ص 45 .وما يليها.
1155حممد �صربي :الوا�ضح يف �رشح القانون املدين ،النطرية العامة للإلتزامات ،م�صادر الإلتزام ،العقد والإرادة
املنفردة ،درا�سة مقارنة يف القوانني العربية ،الطبعة الثانية ،2011دار الهدى� ،ص.384 .
1156حممد �صربي :م �س� ،ص.386 .
141 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
التقديرية ،حيث ال ي�ستطيع �أن يمنح للمدين مهلة لتنفيذ التزامه ،فالقا�ضي في هذه الحالة
ال يملك �سوى الحكم بالف�سخ فيكون هذا الحكم كا�شفا ال من�ش�أ له.157
وبالرجوع �إلى الف�صل 260من ظ.ل.ع نجده ين�ص على �أنه «�إذا اتفق المتعاقدان على �أن
العقد يف�سخ عند عدم وفاء �أحدهما بالتزاماته وقع الف�سخ بقوة القانون بمجرد عدم الوفاء.
وما يالحظ من م�ضمون الف�صل �أعاله �أنه لم يقيد ال�شرط الفا�سخ بعبارات �أو �شكليات
معينة ،وعليه ف�إن �أي عبارة ت�صلح لأن تقيم لل�شرط القا�ضي بوقوع الف�سخ من تلقاء نف�سه
وبقوة القانون طالما �أنها تنم على حقيقة حكمه وم�ضمونه على نحو وا�ضح يبتعد كل البعد
عن ال�شك والغمو�ض».158
�إن كلمة الف�صل في تحديد م�آل العقد في حالة تحقق ال�شرط الفا�سخ –الف�سخ االتفاقي
–ترجع �أ�سا�سا لإرادة الدائن المنفردة ،حيث �إن هذا النوع من �أنواع الف�سخ يزيل �سلبيات
التدخل البعدي للقا�ضي بل يعد امتيازا للدائن يمنع القا�ضي من فح�ص مدى مالئمة
الف�سخ� 159،إال �أنه قد يح�صل ويتفق الأطراف عند �إدراجهم لل�شرط الفا�سخ في العقد الرابط
بينهم �أن ي�شترطوا �ضرورة اللجوء للمحكمة من �أجل �إ�ضفاء ال�صبغة الر�سمية على الف�سخ.
وقد يحدث �أي�ضا �أن يتفق الأطراف على جعل العقد مف�سوخا بقوة القانون دون حكم �أو
�إنذار� ،إال �أن المدين قد ينازع ويدعي عدم توافر مقومات ال�شرط الفا�سخ ،في هذه الحالة
يتعين على الدائن رفع دعوى الف�سخ للف�صل في �أوجه دفاع المدين ،160ولكن القا�ضي عندما
يبت في هذا النوع من الق�ضايا ال تكون له تلك ال�سلطة التقديرية الوا�سعة التي يحظى بها
في حالة الف�سخ الق�ضائي حيث �أن دوره يقت�صر على التحقق من وجود ال�شرط الفا�سخ
وحقيقة المق�صود من هذا االتفاق ،161وبعد تحققه من وجود ال�شرط المذكور ف�إن تف�سيره
له يجب �أن يكون تف�سيرا �ضيقا بما �أن الف�سخ االتفاقي يمثل ا�ستثناءا من القاعدة التي
تخ�ضع الف�سخ لل�سلطة التقديرية لقا�ضي المو�ضوع واال�ستثناء ال يتو�سع في تف�سيره.162
1157عبد الرزاق ال�سنهوري :الو�سيط يف �رشح القانون املدين اجلديد ج الأول ،م�صادر االلتزام ،دار الن�رش للجامعات
امل�رصية ،الطبعة الثالثة � ،2011ص.714.
1158عبد احلميد ال�شواربي :ف�سخ العقد يف �ضوء الق�ضاء والفقه ،مطبعة من�شاة املعارف اال�سكندرية الطبعة الأوىل ،ال�سنة
� 1997ص.48 .
1159عبداحلميد ال�شواربي :م �س� ،ص.49.
� 1160أنور طلبه :انحالل العقود ،مطبعة املكتب اجلامعي احلديث اال�سكندرية (دون �إ�شارة للطبعة) ال�سنة � 2004ص.73 .
1161عبد احلميد ال�شواربي :م �س� ،ص.50.
1162للمزيد من التفا�صيل حول ال�سلطة التقديرية للقا�ضي يف الف�سخ االتفاقي يراجع يف هذا ال�صدد :
Paulin ( c) : la clause résolutoire édit L.G.D.J imprimerie France quercy 1996 p. 274.
جواد الرفاعي 142
وعلى خالف ال�شرط الفا�سخ المن�صو�ص عليه في القواعد العامة ،ف�إنه وبالرجوع �إلى
قانون رقم 49-16المتعلق بعقود كراء العقارات �أو المحالت المخ�ص�صة لال�ستعمال
التجاري وما حكمه وعلى غرار ما كان معمول به في ظهير 24ماي 1955الملغى 163نجد �أن
الم�شرع المغربي قد نظم م�س�ألة ال�شرط الفا�سخ واعتبره ك�سبب من �أ�سباب الف�سخ ،وذلك
حين ن�ص في المادة 33منه على �أنه «في حالة عدم �أداء المكتري لواجبات الكراء لمدة
ثالثة �أ�شهر ،يجوز للمكري كلما ت�ضمن عقد الكراء �شرطا فا�سخا ،وبعد توجيه �إنذار بالأداء
يبقى دون جدوى بعد ان�صرام �أجل 15يوما من تاريخ التو�صل� ،أن يتقدم بطلب �أمام قا�ضي
الأمور الم�ستعجلة ،لمعاينة تحقق ال�شرط الفا�سخ و�إرجاع العقار �أو المحل.
والمالحظ �أن الم�شرع المغربي �سمح ب�إقحام ال�شرط الفا�سخ �ضمن عقد الكراء الرابط
بين الطرفين� ،إال �أنه قيده في حدود حالة عدم �أداء الوجيبة الكرائية دون غيرها ،وهو ما
ن�صت عليه الفقرة الأولى من المادة � 33أعاله ب�صريح العبارة ،غير �أن �سريان مفعول هذا
ال�شرط ال ينتج �آثاره �إال بعد م�ضي �أجل خم�سة ع�شر يوما تبتدئ من تاريخ تبليغ الإنذار
الذي يوجهه المكري للمكتري ويبقى بدون جواب ،164فقد جاء في قرار �صادر عن المجل�س
الأعلى 165على �أن الف�صل 26من ظهير 24ماي 166 1955ي�شير �إلى �أن كل بند يندرج في
العقدة وين�ص على ف�سخها بموجب الحق �إذا لم ي�ؤد له الكراء عند حلول التواريخ المتفق
عليها ال يكون �ساري المفعول �إال بعد 15يوما تم�ضي على تاريخ �إنذار يوجه للمكتري ويبقى
بدون جواب ويجب �أن ي�شار في الإنذار �إلى الأجل المذكور ،و�أنه وبالرجوع �إلى عقد الكراء
يتبين �أنه ن�ص في بنده التا�سع على ال�شرط الفا�سخ مما وجب �إعماله.
وعليه ،ف�إذا ت�ضمن عقد الكراء �شرطا فا�سخا وجب على المكري �سلوك الم�سطرة
اال�ستعجالية �أمام رئي�س المحكمة ب�صفته قا�ضيا للأمور الم�ستعجلة ،وذلك لمعاينة تحقق
1163للإ�شارة ف�إن الف�صل 26من ظهري 24ماي 1955كان ينظم م�س�ألة الف�سخ االتفاقي� ،إىل �أن �صدر قانون رقم
49-16الذي ن�سخ الظهري املذكور ونظم يف مادته 33ال�رشط الفا�سخ الذي خ�صه امل�رشع املغربي مبجموعة من
اخل�صو�صيات كما �سرنى الحقا.
1164جناة الك�ص :احلق يف الكراء ومدى احلماية املقررة له يف �ضوء ظهري 24ماي � ،1955أطروحة لنيل �شهادة
الدكتوراه يف احلقوق،كلية العلوم القانونية واالقت�صادية واالجتماعية بالدار البي�ضاء � ،2005-2004ص.174 .
1165قرار عدد � 126صدر بتاريخ 2005/02/09يف ملف جتاري عدد ،2003/2/3/1258من�شور مبجلة قرارات
الغرفة التجارية ،العدد الرابع ،ال�سنة � ،2006ص.45.
1166ن�صت الفقرة الأوىل من الف�صل 26من ظهري 24ماي 1955امللغى على �أنه :كل بند يدرج يف العقدة وين�ص على
ف�سخها مبوجب احلق �إذا مل ي�ؤد ثمن الكراء عند حلول التواريخ املتفق عليها ال يكون �ساري املفعول �إال بعد خم�سة ع�رش
يوما مت�ضي على تاريخ �إنذار يوجه للمكرتي ويبقى بدون جواب ،ويجب �أن ي�شار يف الإنذار �إىل الأجل املذكور
و�إال فيكون باطال كما يجب �أن ير�سل �إما على �صيغة �إعالم يكون مطابقا لل�صورة املن�صو�ص عليها يف الف�صول 55
و 56و 57من الظهري املعترب مبثابة قانون للمرافعات املدنية و�إما بوا�سطة ر�سالة م�ضمونة مع الإعالم بو�صولها.
143 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
167
ال�شرط المذكور ،وهذا ما �أكدته محكمة النق�ض ،بحيث جاء في �إحدى قراراتها �أي�ضا »
�أن محكمة اال�ستئناف حينما قيدت المكري ب�ضرورة احترام مقت�ضيات الف�صل 27من
ظهير 24ماي ،1955في حين �أن النزاع كان مطروحا في �إطار الف�صل 26من نف�س القانون
وبناء على البند الخام�س من عقد الكراء ،يكون قرارها فاقدا للأ�سا�س مما يعر�ضه للنق�ض.
ومن تم ،ف�إنه وبمجرد وجود �شرط فا�سخ بعقد الكراء ف�إن االخت�صا�ص ينعقد حينها
لرئي�س المحكمة ب�صفته قا�ضيا للأمور الم�ستعجلة ،وي�صبح العقد مف�سوخا بقوة القانون،
ففي قرار �صدر عن المجل�س الأعلى اعتبر فيه� » 168أنه لما كان مكتري الأ�صل التجاري يقر
بتحقق ال�شرط الفا�سخ ،ف�إن قا�ضي الم�ستعجالت يكون مخت�صا بطرده دون �أن يكون في
ذلك �أي م�سا�س بالجوهر ،مادام لم يواجه ب�أي نزاع جدي حول تحقق ال�شرط الفا�سخ وال
ف�صل في هذه الم�س�ألة ،و�إنما عاين وجودها.
وما ي�ست�شف من القرار �أعاله� ،أنه متى �أثيرت دفوع جدية من لدن المكتري �أمام قا�ضي
الم�ستعجالت حين بته في دعوى معاينة تحقق ال�شرط الفا�سخ ،ففي هذه الحالة وجب عليه
�أن ي�صرح بعدم اخت�صا�صه للنظر في الدعوى المرفوعة �أمامه مع �إحالة الأطراف �إلى
الجهة المخت�صة.
فمثال قد يحدث �أن يقوم المكتري ب�أداء الواجبات الكرائية المتخلذة بذمته� ،إما بالقيام
بعر�ضها مبا�شرة على المكري� ،أو �إيداعها ب�صندوق المحكمة ،فهنا يجب على قا�ضي
الم�ستعجالت �أن ي�صرح بعدم اخت�صا�صه لوجود دفوع جدية يقت�ضي الأمر تمح�صيها في
�إطار ق�ضاء المو�ضوع ،ففي قرار �صدر عن المجل�س الأعلى 169اعتبر فيه �أنه «ال يكون للبند
الف�سخي الوارد في العقد مفعول �إذا �أدى المكتري ما عليه وفق ال�شروط المحددة في العقد.
1167قرار عدد � 62صدر بتاريخ 2011/01/13يف ملف جتاري عدد ،2010/2/3/1203قرار غري من�شور.
-اعتربت حمكمة النق�ض يف �إحدى قراراتها � :أنه يجب على املحكمة �أثناء نظرها يف الدعوى املقدمة �أمامها بناء على
حتقق ال�رشط الفا�سخ� ،أن تناق�ش ما ورد ببنود العقد للت�أكد من وجود ال�رشط الفا�سخ من عدمه.
-قرار عدد � 73صدر بتاريخ 2011/01/13يف ملف جتاري عدد ،2010/2/3/674قرار غري من�شور.
1168قرار عدد � 2220صدر بتاريخ 1989/11/01يف ملف مدين عدد ،99489قرار من�شور مبجلة ق�ضاء املجل�س
الأعلى ،العدد ،45ال�سنة ،16نونرب � ،1991ص 57 .وما يليها.
1169قرار �صدر يف ملف عدد 91/10277بتاريخ ،1994/12/08من�شور مبجلة الإ�شعاع ،العدد ال�ساد�س ،ال�سنة 1996
�ص 113 .وما يليها.
-كما اعترب املجل�س الأعلى يف �إحدى قراراته � :أن �أداء الكراء بعد الإنذار وقبل �صدور احلكم يبطل ال�رشط الفا�سخ.
-قرار �صدر يف ملف مدين عدد 92/763بتاريخ ،1992/11/04من�شور بن�رشة قرارات حمكمة النق�ض ،الغرفة
التجارية ،اجلزء احلادي ع�رش ،ال�سنة � ،2013ص 110 .وما يليها.
جواد الرفاعي 144
فمنطوق المادة 33من قانون رقم 49-16و�إن كانت لم ت�شر ب�شكل �صريح �إلى الت�صريح
بعدم اخت�صا�ص رئي�س المحكمة كلما كان هناك نزاع جدي �أمامه ،ف�إنه يمكن ا�ستنباط
ذلك من باطن الن�ص ،وبمفهوم المخالفة� ،إذا لم يعاين رئي�س المحكمة ب�صفته قا�ضي
للأمور الم�ستعجلة تحقق ال�شرط الفا�سخ ،ف�إن الأمر يقت�ضي منه الت�صريح بعدم اخت�صا�صه
النتفاء �سبب �إ�سناد االخت�صا�ص �إليه.
وحري بالبيان �أن م�س�ألة اخت�صا�ص رئي�س المحكمة لمعاينة تحقق ال�شرط الفا�سخ ال
يعني دائما �أن المكري ملزم دائما ب�سلوك الم�سطرة اال�ستعجالية ،بل يمكن له اللجوء �إلى
ق�ضاء المو�ضوع ق�صد معاينة تحقق ال�شرط الفا�سخ ،لأن �إ�سناد هذا االخت�صا�ص لرئي�س
المحكمة يعتبر ا�ستثناءا من القواعد العامة ،ويجوز للمكري الخيار في �سلوك �إحدى
الم�سطرتين ،ففي حكم �صدر عن المحكمة التجارية بمكنا�س 170ق�ضت بموجبه› بمعاينة
تحق ال�شرط الفا�سخ الوارد في عقد الكراء الرابط بين الطرفين وب�إفراغ المدعى عليه ومن
يقوم مقامه �أو ب�إذنه من المحل الذي يكتريه».
بقي �أن ن�شير �أن الم�شرع الفرن�سي نظم م�ؤ�س�سة ال�شرط الفا�سخ ب�صفة عامة ،وذلك من
خالل المادة L 145– 41من القانون التجاري الفرن�سي ،حيث لم يميز بين ال�شرط المتعلق
بعدم �أداء الوجيبة الكرائية وباقي ال�شروط الأخرى كما فعل نظيره المغربي� ،إذ جعل نفاذ
ال�شرط الفا�سخ و�إنتاجه لجميع �آثاره متوقفا على �ضرورة توجيه �إنذار للمكتري يجمد مفعول
ال�شرط المذكور لمدة �شهر.171
ذلك �أن الف�صل 25من مر�سوم رقم 172 1953قبل التعديل كان ين�ص على نظامين مختلفين
لف�سخ عقد الكراء التجاري ،في هذه حالة بني الف�سخ على عدم �أداء الكراء ،فعلى المكري �أن
يقوم بتوجيه �إنذار للمكتري ق�صد �إبراء ذمته من الواجبات الكرائية المترتبة بذمته مع منحه
�أجل �شهر لت�سوية و�ضعيته و�إال ف�إنه يرفع دعواه �أمام الق�ضاء ق�صد تفعيل ال�شرط الفا�سخ� ،أما
�إذا تعلق الأمر بالإخالل ب�شروط عقد الكراء الأخرى ،فالمكري فهذه الحالة له �إمكانية رفع
دعوى معاينة ال�شرط الفا�سخ مبا�شرة �إلى المحكمة ومن دون �سابق �أي �إنذار.
1170حكم رقم � 357صدر بتاريخ 2017/07/18يف ملف عدد ،2017/8206/743حكم غري من�شور.
1171احل�سن البوعي�سي :جزاء �إغفال املالك تبليغ الدائنني املقيدين قبل �إقدامه على ف�سخ كراء العقار الذي ي�ستغل فيه �أ�صل
جتاري (قراءة للمادة 112من مدونة التجارة) الطبعة الأوىل مطبعة النجاح اجلديدة الدار البي�ضاء ،ال�سنة ،2005
�ص.55 .
172. Art. 25 : « toute caluse insérée dans le bail prévoyant la résiliation de plein droit ne produit
effet qu’un mois après un commandement demeuré infructueux. Le commandement doit,
à peine de nullité, mentionner ce délai.
145 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
غير �أنه وبعد تعديل مقت�ضيات الف�صل 25من المر�سوم المذكور ،اعتبر الم�شرع �أن كل
�شرط مدرج في العقد ي�شترط ف�سخه بقوة القانون ال ينتج �أي �أثر اتجاه المكتري �إال بعد
مرور �أجل ال�شهر المن�صو�ص عليه في الإنذار ،و�أن يتم التبليغ عن طريق مفو�ض ق�ضائي
تحت طائلة بطالنه ،173كما �أنه �إذا لم يورد المكري بن�ص الإنذار �أجل �شهر يعتبر �إنذارا
باطال ،وال ينتج �أي �آثر قانوني.
174
الفقرة الثانية � :إجراءات الف�سخ االتفاقي
بالرجوع �إلى المادة 33من قانون رقم 49-16المتعلق بعقود كراء العقارات �أو المحالت
المخ�ص�صة لال�ستعمال التجاري وما في حكمه نجدها تتحدث عن الف�سخ االتفاقي ،حيث
�أعطى الم�شرع المغربي للمكري الحق في طلب الف�سخ في حالة تحقق ال�شرط الفا�سخ
المرتبط بعدم �أداء ال�سومة الكرائية عند حلول التاريخ المتفق عليه� ،إال �أن فك العالقة
الكرائية في هذه الحالة رهين ب�سلوك المكري مجموعة من ال�شروط الإجرائية والمتمثلة في :
� - 1ضرورة توجيه �إنذار مكتوب �إلى المكتري لمطالبته ب�أداء الواجبات الكرائية.
- 2وجوب الن�ص في الإنذار على منح المكتري �أجل 15يوما للأداء وذلك تحت طائلة
بطالن الإنذار
- 3وجوب ان�صرام الأجل المبين �أعاله من غير �أن ي�ستجيب المكتري لمقت�ضيات
الإنذار الموجه �إليه.
فالمكري ال يعفى من �إجراء هام وهو �إعذار المدين وتنبيهه بالوفاء بما ترتب بذمته من
وجيبة كرائية� ،أو �إثبات امتناعه عن التنفيذ ،والإعذار الذي يتم االعتداد به هو ذلك الذي
يتو�صل به المدين ،فالمادة المذكورة �أعاله تحد ن�سبيا من مفعول تطبيق البند الفا�سخ،
بحيث �إذا كان عقد الكراء يت�ضمن بندا من هذا النوع ،يجب على المكري الذي يعتزم
االعتداد به �أن يقوم بتوجيه للمكتري �إنذارا ق�صد �أداء الوجيبة الكرائية داخل �أجل خم�سة
ع�شر يوما ،وفي هذا ال�صدد ق�ضى المجل�س الأعلى في ق�ضية تهم هذا ال�صنف من الف�سخ
االتفاقي بـ�«:أن الف�سخ الوارد في الو�سيلة م�شروط طبقا لما ورد في العقد الرابط بين
1173املادة 145-45من القانون التجاري الفرن�سي.
� 1174إن الف�سخ االتفاقي يقع بقوة القانون مبجرد حتقق ال�رشط الفا�سخ ،وهو ملزم للقا�ضي.
-للمزيد من التو�سع يف املو�ضوع ،يراجع يف هذا ال�صدد :
� -أحمد عا�صم ،احلماية القانونية للكراء التجاري ،م �س� ،ص 157 .وما يليها.
جواد الرفاعي 146
الطرفين بتوجيه الإنذار ،و�أن المحكمة حينما �صرحت ب�أن الغاية من توجيه الإنذار هو
التو�صل به للقيام بما يلزم ،و�أن مجرد توجيه الإنذار ال يحقق هذه الغاية ،وعليه فال يرد
خرق �أي ف�صل مما ورد في الو�سيلتين مما يجعل القرار م�ؤ�س�س قانونا ومعلل بما فيه الكفاية
مما تبقى معه الو�سيلة بدون �أ�سا�س.175
والمالحظ �أن الإنذار الموجه للمكتري بعد تحقق ال�شرط الفا�سخ طبقا للمادة 33من
قانون رقم 176،49-16يكاد ي�شبه كثيرا الإنذار الموجه في �إطار دعوى الم�صادقة عليه
والمنظمة بمقت�ضى المادة 26من القانون نف�سه� ،إذ ال يختلفان من حيث غايتهما و�أ�سبابهما
و�أجلهما التي تكفل الم�شرع بتحديدهما ،فمثال في حالة �إثبات تماطل المكتري عن �أداء
الوجيبة الكرائية ،ف�إن الم�شرع ا�شترط �أن ال يتم توجيه الإنذار بالإفراغ �إال �إذا لم ي�ؤد هذا
الأخير الوجيبة الكرائية وكان مجموع ما بذمته على الأقل ثالثة �أ�شهر ،وهو نف�س ال�شيء
الذي ن�صت عليه المادة 33المنظمة لل�شرط الفا�سخ حينما �أكدت على �ضرورة �أن يكون
المكتري قد توقف عن �أداء الوجيبة الكرائية لمدة ثالثة �أ�شهر.
فالظاهر من منطوق الن�ص �أنه لي�س للمكري الحق في توجيه الإنذار ق�صد �إثبات تماطل
المكتري بحلول �شهر واحد فقط وحتى و�إن ن�ص بند في العقد على ذلك ،وهو �أمر في
اعتقادنا قد ي�ؤدي ال محالة �إلى �إفراغ مفهوم الف�سخ االتفاقي من محتواه ،على اعتبار �أنه
ولئن �أجاز الم�شرع المغربي لكال طرفي العالقة التعاقدية بت�ضمين �شرط فا�سخ بتحققه
يمكن و�ضع حد للعالقة الكرائية وذلك في �إطار احترام مبد�أ �سلطان الإرادة ،ف�إن هذا ال
يعني �أن المكري غير مقيد ب�شرط ،بل �إن الم�شرع تدخل للحد من ال�شروط التي قد يوردها
المكري في عقد الكراء ،ك�أن ي�ضمن في �إحدى بنوده �أن عقد الكراء يف�سخ بمجرد عدم �أداء
المكتري للوجيبة الكرائية ل�شهر �أو �شهرين.
1175قرار عدد � 26صدر بتاريخ 1996/1/2يف ملف مدين عدد 90/2329من�شور مبجلة ق�ضاء املجل�س الأعلى ،عدد
،52ال�سنة � ،1998ص.45.
1176على خالف ما كان معمول به يف ظهري 24ماي 1955امللغى ،بحيث كان هناك اختالف جوهري بني الإنذار املوجه
يف �إطار الف�صل ال�ساد�س ،والإنذار املوجه يف �إطار الف�صل . 26
-للمزيد من التو�سع يف مدى اختالف الف�صلني 6و 26من الظهري املذكور ،يراجع يف هذا ال�صدد:
� -أحمد عا�صم ،دعوى ف�سخ عقد الكراء وم�سطرة ظهري 24ماي ،1955مقال من�شور مبجلة املحاكم املغربية ،عدد
،63ال�سنة � 1991ص 11 .وما يليها.
147 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
فبع�ض الفقه 177اعتبر �أن الم�شرع و�إن كان قد اعترف للمكري بالحق في �إلزام المكتري
بال�شرط الفا�سخ عند تماطل هذا االخير عن �أداء الوجيبة الكرائية ،فقد تدخل في نف�س
الوقت للحد من قوته فقيد تطبيقه بتوجيه �إنذار للمكتري بالأداء ،مقرون ب�إخطار لمدة
خم�سة ع�شر يوما ،ثم زاد على ذلك ف�أجاز للقا�ضي �أن يوقف ال�شرط الفا�سخ ،وينذر
المكتري لأداء الكراء ب�أجل وا�سع يبلغ في حده الأق�صى �سنة كاملة.
وفي نقي�ض ذلك اعتبر جانب من الفقه� 178أن الف�صل 26من ظهير 24ماي 1955
المنظم لمقت�ضيات الف�سخ االتفاقي ي�ضفي حماية خا�صة للمكري عند �إخالل المكتري
بالتزامه ب�أداء الكراء ،حيث �أ�صبح من حق المكري �إلزام المكتري ب�شرط فا�سخ م�ضمن
بعقد الكراء عند تماطله في �أداء الوجيبة الكرائية.
ومهما يكن ،ف�إن الم�شرع منح لأطراف العالقة التعاقدية �إمكانية ف�سخ العقد باتفاقهما
بناء على تحقق واقعة معينة� ،إال �أنه �ألزم المكري بتوفر مدة ثالثة �أ�شهر ك�شرط لقبول
تحقق ال�شرط الفا�سخ المبني على عدم �أداء الوجبات الكرائية ،كما �ألزمه بت�ضمين الإنذار
�أجل خم�سة ع�شر يوما وذلك تحت طائلة البطالن ،وهو ما �أكده المجل�س الأعلى في �إحدى
قراراته ال�صادر عنه ،بحيث جاء في �إحداها� ›‹ 179أن تعليل المحكمة ب�أن الإنذار مخالف
لمقت�ضيات الف�صل 26من ظهير 24ماي 1955الذي يوجب تحت طائلة البطالن �أن يت�ضمن
�أجل خم�سة ع�شر يوما ،هو فعال �إنذار من �أجل الأداء تحت طائلة �إعمال ال�شرط الفا�سخ،
ولي�س �إنذار ي�ؤدي �إلى تحريك م�سطرة تجديد العقد ،كما هو الحال بالن�سبة للإنذار الذي
يوجهه المكري في نطاق الف�صل ال�ساد�س من نف�س الظهير.
�أما �إذا لم يحترم المكري �أجل خم�سة ع�شر يوما �أو لم ي�ضمنه بالإنذار ،ف�إن المحكمة
�ستق�ضي ببطالن الإنذار الموجه �إلى المكتري ،بحيث ق�ضى المجل�س الأعلى بنق�ض قرار
�صدر عن محكمة اال�ستئناف 180،بعلة �أن تطبيق ال�شرط الفا�سخ وفقا لما جاءت به مقت�ضيات
الف�صل 26من ظهير 24ماي ،1955ي�شترط �إلزامية توجيه �إنذار للمكتري مع بقائه بدون
� 1177أحمد باكو ،تعليق على الأمر اال�ستعجايل ال�صادر بتاريخ ،1975/03/24من�شور مبجلة املحاكم املغربية ،العدد 14
ماي – يونيو � ،1977ص 49 .وما يليها.
1178حممد الك�شبور ،نظام التعاقد ونظريتا القوة القاهرة والظروف الطارئة ،الطبعة الأوىل ،مطبعة النجاح اجلديدة
بالدار البي�ضاء ،ال�سنة � ،1993ص 185 .وما يليها.
1179قرار عدد �1561صدر بتاريخ 1986/07/01يف ملف مدين عدد ،96483من�شور مبجلة الندوة ،العدد الثالث
�أكتوبر -نونرب� ،2001 -ص.13 .
1180قرار عدد � 7044صدر بتاريخ ،1996/11/26يف ملف مدين عدد ،90/363من�شور مبجلة ق�ضاء املجل�س الأعلى،
العدد ،52ال�سنة � ،1998ص.69
جواد الرفاعي 148
جواب بعد مرور �أجل خم�سة ع�شر يوما من تاريخ الإنذار الذي يت�ضمن هذا الأجل ويعتبر
باطال بحكم القانون.
فتماطل المكتري بناء على المادة 33من قانون رقم ،49-16ال يتحقق �إال �إذا قام المكري
بتوجيه �إنذار للمكري وبقي هذا الإنذار بدون جدوى ،ومن تم ف�إن المكتري متى امتنع عن
الوفاء بالتزامه بعد �أن تو�صل بالإنذار وبدون عذر مقبول ،فال يكون حينها جدير بالحماية
المقررة �ضمن مقت�ضيات القانون المذكور �أعاله ،وبالتالي يكون تحقق واقعة تماطله �سببا
موجبا لإفراغه من العقار �أو المحل التجاري المعتمر من لدنه.
ف�أهم ما يالحظ على المادة المذكورة �أعاله المنظمة لمقت�ضيات الف�سخ االتفاقي(ال�شرط
الفا�سخ) �أن الم�شرع لم يمنح للمكتري �أي �أجل للوفاء عما ترتب بذمته من واجبات كرائية،
وذلك على عك�س ما كان معمول به في ظل ظهير 24ماي 1955الملغى ،حيث كانت الفقرة
الثانية من الف�صل 26من الظهير المذكور 181تعطي لقا�ضي المو�ضوع الحق في �أن يوقف
الآثر القانوني لل�شرط الفا�سخ 182،وذلك بمنحه �أجال معينا للمكتري المدين ق�صد الوفاء
بالتزاماته دون �أن يتعدى ذلك �سنة واحدة ،وهي �إمكانية منحت للق�ضاء لإعمال �سلطته
التقديرية في منح مهلة المي�سرة ،التي تعتبر حالة من �ضمن الحاالت التي يعمد فيها الم�شرع
�إلى و�ضع حل �أو عدة حلول لواقعة معينة� ،إال �أنه ال يفر�ض هذا الحل �إطالقا على القا�ضي
المعرو�ضة عليها نازلة تتعلق بمعاينة تحقق ال�شرط الفا�سخ ،و�إنما يترك له حرية كبيرة في
التقدير� ،أي الأخذ بالحل �أو الحلول التي يرت�ضيها طبقا ل�سلطته التقديرية ،وبذلك ف�إن
الم�شرع قد ي�ضع حال معينا ال يلزم قا�ضي المو�ضوع ب�إتباعه.183
هذا وقد اعتبر بع�ض الفقه 184على �أن الف�صل 26من ظهير 24ماي 1955كان يمنح
�أجلين مختلفين� ،أجل قانوني يتمثل في �أن تاريخ الف�سخ االتفاقي ي�ؤخر لمدة خم�سة ع�شر
يوما تمر بعد تاريخ الإنذار بالأداء ،و�أجل ق�ضائي يمكن �أن ي�صل �إلى �سنة ،تمنح المحكمة
1181ن�صت الفقرة الثانية من الف�صل 26من ظهري 24ماي 1955على �أنه :يف و�سع احلاكم �أن يوقف عمل بنود العقدة
القا�ضية بف�سخها لعدم �أداء واجب الكراء وقت حلول التاريخ املتفق عليه ،و�أن يعطى للمكرتي �أجال لأداء ما عليه
حتدد مدته الق�صوى يف �سنة واحدة ،وذلك �إذا مل يثبت الف�سخ املذكور �أو مل ي�صدر يف �ش�أنه حكم ق�ضائي �أ�صبح باتا،
وال يكون للبند الف�سخي مفعول �إذا �أدى املكرتي ما عليه وفق ال�رشوط املحددة من طرف املحاكم.
-للإ�شارة ف�إن الظهري املذكور كان ي�ستعمل م�صطلح احلاكم وهو يدل على القا�ضي املكلف بالدعوى ولي�س املق�صود
منه حاكم البالد.
1182نوال بفقري ،م �س� ،ص.73.
1183حممد الك�شبور :رقابة املجل�س الأعلى على حماكم املو�ضوع يف املواد املدنية ،حماولة للتمييز بني الواقع والقانون،
مطبعة النجاح اجلديدة ،الطبعة الأوىل� ،سنة � ،2001ص 361 .وما يليها.
1184حممد الك�شبور :نظام التعاقد ،ونظريتا القوة القاهرة والظروف الطارئة ،م �س� ،ص 185.وما يليها.
149 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
للمكتري �إذا كانت هناك ظروف طارئة مثال ،منعت المكتري من �أداء واجب الكراء في
الوقت الم�ضروب له ،وح�سب الفقرة الأخيرة من ذلك الف�صل فللقا�ضي �أن يتدخل وي�ضع
�شروطا جديدة لأداء الدين حيث يتوقف م�صير ال�شرط الفا�سخ على التزام المدين
بال�شروط التي و�ضعها القا�ضي.
وفي نظرنا ،ف�إن الف�صل 26من ظهير 24ماي 1955الملغى كان يمنح للمكتري حماية
خا�صة وذلك ب�إعطائه فر�صة من طرف القا�ضي كي ي�سدد ما بذمته حفاظا على ن�شاطه
التجاري وكذا على �أ�صله التجاري الذي ي�شكل قيمة اقت�صادية �إ�ضافية بالن�سبة لذمته
المالية ،وهذا ما عبر عنه بع�ض الفقه حينما اعتبر « �أن تدخل الم�شرع بدى على �أ�شد
ما يكون في عقود الكراء الواردة على الأماكن الم�ستعملة للأغرا�ض التجارية وال�صناعية
والحرفية ب�سبب تعاظم الن�شاط ال�صناعي والتجاري واالقت�صادي عموما .185
فالم�شرع وبعدم تن�صي�صه في المادة 33من قانون رقم 49-16المتعلق بعقود كراء
العقارات �أو المحالت المخ�ص�صة لال�ستعمال التجاري وما في حكمه على منح �أجل للمكتري
في حالة تحقق ال�شرط الفا�سخ في عقد الكراء ق�صد الوفاء ما ترتب بذمته من واجبات
الكراء� ،أراد �أن ين�سجم مع نف�سه ،وذلك حينما �أكد في المادة الثانية من مدونة التجارة
على �أنه يف�صل في الم�سائل التجارية بمقت�ضى قوانين و�أعراف وعادات التجارة �أو بمقت�ضى
القانون المدني ما لم تتعار�ض قواعده مع المبادئ اال�سا�سية للقانون التجاري 186،ومادام
�أن هذا الأخير يت�سم بخا�صية ال�سرعة واالئتمان ،ف�إنه كان من ال�صعب �أن يتبنى الم�شرع
في قانون الكراء التجاري بع�ض مقت�ضيات القانون المدني كمنح المدين مهلة الم�سيرة
المن�صو�ص عليها بمقت�ضى الف�صل 243من ظ.ل.ع المغربي.187
ففي المعامالت التجارية الأمر مختلف تماما ،حيث �أن القاعدة في الديون التجارية
هو عدم منح �أو �إعطاء للمدين مهلة للوفاء بما ي�شغل ذمته من التزامات تجاه الدائن
في حالة ا�ستحالة الوفاء بالتزاماته في �أجلها المحدد ،فلم يعمل الم�شرع المغربي في
القانون التجاري كقاعدة عامة على منح المدين بدين تجاري مهلة للوفاء ،ومع ذلك �أجاز
�إ�ستثناءا من هذه القاعدة �إعطاء المدين مهلة للوفاء في حالة وجود ن�ص قانوني �أو كانت
هناك �ضرورة ت�ستدعي منح المدين مهلة للوفاء بديونه ،وهذا ما ن�صت عليه المادة 556
من مدونة التجارة188حينما منحت لرئي�س المحكمة ال�سلطة التقديرية في منح المدين
�أجال للأداء.
ولعل الحكمة من هذا الت�شدد في الديون التجارية بعدم منح المدين مهلة للوفاء بديونه
(نظرة المي�سرة) يعود �إلى �أن المعامالت التجارية ذات طبيعة ترابطية بع�ضها ببع�ض،
وبالتالي ف�إن عدم تنفيذ المدين بدين تجاري في موعد اال�ستحقاق قد يعر�ض دائنه �إلى
عجزه عن الوفاء بالتزاماته تجاه الغير مما يكون مدينا لهم الأمر الذي قد ي�ؤدي �إلى �إعالن
�إفال�سه.189
وبالتالي فمن الم�ؤكد �أن هذا الأمر يمثل خطرا ج�سيما على الدائن ،وعلى هذا قلما نجد
�أن يمنح القا�ضي في المعامالت التجارية مهلة الوفاء (نظرة المي�سرة) .والمتتبع لن�صو�ص
القانون التجاري المغربي ب�صفة عامة يجد الكثير من التطبيقات على هذه القاعدة (عدم
�إعطاء المدين مهلة الوفاء).
غير �أننا وبالرجوع الى الت�شريع الفرن�سي ،نجد �أنه �أتاح الفر�صة للمكتري ق�صد �أداء
ما ترتب بذمته من واجبات الكراء ،بحيث منح للمحكمة �إمكانية منحه �أجال �إ�ضافية من
�أجل تبرئة ذمته في حالة �إذا كان ال�شرط الفا�سخ يتعلق بعدم �أداء الكراء وذلك طبقا
للمقت�ضيات المن�صو�ص عليها في الف�صل 1244من القانون المدني الفرن�سي وما يليه.
وعموما يمكن القول �إن المكتري بمجرد �أن يتو�صل ب�إنذار من طرف المكري في �إطار
المادة 33من قانون رقم 49-16المتعلق بعقود كراء العقارات �أو المحالت المخ�ص�صة
1188ن�صت املادة 556من مدونة التجارة على �أنه :عند �إبرام اتفاق مع جميع الدائنني ،ي�صادق عليه رئي�س املحكمة
ويودع لدى كتابة ال�ضبط� ،إذا مل يتم �إبرام اتفاق مع الدائنني الرئي�سني� ،أمكن لرئي�س املحكمة �أن ي�صادق عليه �أي�ضا،
و�أن مينح �أجل الأداء الوارد يف الن�صو�ص اجلاري بها العمل فيما يخ�ص الديون التي مل ي�شملها االتفاق.
-ينظر كذلك �إىل ما جاءت به املادة 598من مدونة التجارة.
1189للمزيد من التو�سع يف املو�ضوع ،يراجع يف هذا ال�صدد :
-ف�ؤاد معالل ،م �س� ،ص.24 .
151 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
لال�ستعمال التجاري وما في حكمه� ،إال ووجب عليه �أن يبادر �إلى �إبراء ذمته من واجبات
الكراء داخل �أجل 15يوما من تاريخ تبليغه بالإنذار ،وفي حالة عدم ا�ستجابته له ،ف�إن
المكري ملزم حينها ب�سلوك م�سطرة معاينة تحقق ال�شرط الفا�سخ �أمام رئي�س المحكمة
ب�صفته قا�ضي للأمور الم�ستعجلة.
وما ينبغي الإ�شارة �إليه في هذا ال�صدد� ،أنه في حالة ما �إذا التج�أ المكري �إلى الق�ضاء
اال�ستعجالي ق�صد معاينة تحقق ال�شرط الفا�سخ و�إفراغ المكتري من العقار �أو المحل
التجاري ،فهل المكري ملزم ب�أن يقوم بتبليغ طلبه – طلب الإفراغ� -إلى الدائنين المقيدين
الذين يتوفرون على امتياز البائع �أو رهن على الأ�صل التجاري المملوك للمكتري والمراد
�إفراغه� ،أم �أن هذا الإجراء مقت�صر فقط في حالة الف�سخ الق�ضائي دون الف�سخ االتفاقي ؟
في اعتقادنا �أن عدم تبليغ الدائنين بطلب المكري الرامي ّ�إلى ف�سخ عقد الكراء الرابط
بينه وبين المكتري مالك الأ�صل التجاري المقيد عليه عدة ديون �سي�ؤثر ال محالة على
حقوقهم ،ولعل هذه االعتبارات هي التي دفعت الم�شرع المغربي �إلى �إحداث ن�ص قانوني
يرمي من خالله المحافظة على حقوق الدائنين المقيدين ب�صفة نظامية في ال�سجل
التجاري الخا�ص بالمكتري المدين ،على اعتبار �أن الدائنين اتخذوا هذا الأ�صل �ضمانا
وت�أمينا لحقهم في اقت�ضاء ديونهم ،و�أن من �ش�أن ممار�سة المكري لحقه في �إنهاء �أو ف�سخ
عقد الكراء �أن ي�ؤثر على تلك ال�ضمانة ،لأن ف�سخ العقد يعني فقدان المكتري عن�صر الحق
في الكراء الذي له ت�أثير مبا�شر على الأ�صل التجاري ككل.
وهكذا ن�ص الم�شرع �ضمن مقت�ضيات المادة 29من القانون رقم 49-16المتعلق بعقود
كراء العقارات �أو المحالت المخ�ص�صة لال�ستعمال التجاري وما في حكمه 190على �أنه �إذا
�أراد المكري و�ضع حد لكراء المحل الذي ي�ستغل فيه �أ�صل تجاري مثقل بتقييدات ،وجب عليه
�أن يبلغ طلبه �إلى الدائنين المقيدين �سابقا ،في الموطن المختار المعين في تقييد كل منهم.
وبا�ستقراء منطوق المادة �أعاله ي�ستبان �أن �صيغتها جاءت عامة ،بحيث �إذا �أراد المكري
و�ضع حد للعالقة الكرائية الرابطة بينه وبين المكتري �سواء �إذا تحقق �سبب من �أ�سباب
الإفراغ المن�صو�ص عليها في المادة 26من القانون المذكور� ،أو ب�سبب وجود �شرط فا�سخ
1190للإ�شارة �أن ظهري 24ماي 1955امللغى مل يكن ي�شري �إىل م�س�ألة وجوب �إعالم الدائنني ب�أن مالك العقار قد �أقام دعوى
ف�سخ عقد الكراء امل�ستغل به الأ�صل التجاري املثقل بتقييدات ،غري �أنه كان يتم االهتداء �إىل ما جاءت به املادة 112من
مدونة التجارة والتي �أكدت على �إلزامية تبليغ الدائنني بوجود دعوى ف�سخ عقد الكراء امل�ستغل به الأ�صل التجاري
املرهون من لدنهم.
جواد الرفاعي 152
مت�ضمن بعقد الكراء ،فيجب على المكري وجوبا �أن يقوم بتبليغ طلبه الرامي �إلى �إنهاء
�أو ف�سخ عقد الكراء �إلى جميع الدائنين المقيدين بال�سجل التجاري الخا�ص بالمكتري
المدين ،كما يجب على كل من القا�ضي المقرر في �إطار دعوى الم�صادقة على الإنذار
ورئي�س المحكمة ب�صفته قا�ضي للأمور الم�ستعجلة في �إطار دعوى معاينة تحقق ال�شرط
الفا�سخ �أن يت�أكدا من وجود ما يفيد تبليغ الدائنين بطلب الإفراغ ،وفي حالة خلو الملف من
ذلك يجب الت�صريح بعدم قبول الدعوى �شكال.
فالمالحظ �أن الم�شرع المغربي وهو ب�صدد �صياغة ن�ص المادة 29من القانون المذكور
�أعاله كانت �أهدافه ترمي �إلى تحقيق الحماية االزمة لحقوق جميع الدائنين المقيدين
بال�سجل التجاري المملوك للمكتري المدين ،ف�أهمية هذا التبليغ تتميز بدور فعال ،بحيث
تتيح للدائنين المرتهنين �إمكانية �إيجاد حل ودي و�سلمي بين كل من المكري مالك العقار
والمكتري المدين ،وذلك من قبيل �شراء الأ�صل التجاري عن طريق متابعتهم لإجراءات
البيع االجمالي له ق�صد ا�ستيفاء ديونهم �إلى جانب دين المكري.
وفي مقابل ذلك ،ف�إن المحكمة وعندما تق�ضي بتعوي�ض كامل عن �إنهاء العالقة الكرائية
ف�إن المبلغ المحكوم به ال يمكن �أن ي�ستخل�ص من طرف المكتري �إال �إذا �أدلى هذا الأخير
ب�شهادة �ضبطية تفيد خلو الأ�صل التجاري من كل تقييد ،و�إذا كان الأ�صل التجاري مثقال
بتقييدات ،ف�إن المكتري يكون ملزما بالإدالء بما يفيد �إ�شعار الدائنين المقيدين بوقوع
الإفراغ وبوجود تعوي�ض م�ستحق ومحكوم له.
مما يت�ضح معه� ،أن الم�شرع وبمقت�ضى قانون رقم 49-16جعل االلتزام بالإ�شعار مزدوج
الجانب ،بحيث يقع على عاتق كل من المكري والمكتري في نف�س الوقت ،حتى ال يتم الإ�ضرار
بحقوق الدائنين ،وهذا ما ق�ضت به المحكمة التجارية بمراك�ش �إبان تطبيقها مقت�ضيات
ظهير 24ماي 1955الملغى ،بحيث جاء في �إحدى �أحكامها� 191أن الإخالل بالتزام �إعالم
الدائنين يعد م�س�ؤولية تق�صيرية يتمثل جزا�ؤها في �إلزام المكري بتعوي�ض جميع الأ�ضرار
التي يتعر�ض لها الدائن ب�سبب ف�سخ العقد الذي وقع على غير علمه ،و�أدى �إلى تبديد عنا�صر
الأ�صل التجاري المرهون طبقا لما قررته المادة 112من مدونة التجارة.
غير �أن جميع هذه المقت�ضيات التي تمت الإ�شارة �إليها �أعاله قد ال ت�سعف �أحيانا في
�إ�ضفاء حماية �أمثن لحقوق الدائنين المقيدين بال�سجل التجاري الخا�ص بالمكتري المدين،
1191حكم عدد � 1244صدر بتاريخ 2000/12/11يف ملف عدد ،99/901من�شور مبجلة املحامي ،عدد ،42ال�سنة
� ،2001ص 137.وما يليها.
153 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
على اعتبار �أنه لي�س كل مكتري تاجر يمتلك �أ�صال تجاري مقيدا بال�سجل التجاري ،فالم�شرع
المغربي بنف�سه اعتبر �أن الت�سجيل بال�سجل التجاري ال يعتبر قرينة قاطعة على �أن ال�شخ�ص
تاجر 192ولم يرتب على عدم ت�سجيله �أي �آثر ،اللهم اذا ما ا�ستثنينا �آثر عدم احتجاج التاجر
على الأغيار ب�صفته تلك.
وفي الأخير بقي �أن نت�ساءل حول مدى �إمكانية لجوء المكري �إلى القواعد العامة ق�صد
رفع دعوى معاينة تحقق ال�شرط الفا�سخ� ،أم �أنه يجب عليه �أن يتقيد بما ورد في القانون
الخا�ص المنظم للكراء التجاري ،وال يجوز له �أن يخرج على مقت�ضياته ؟
�إن الجواب عن هذا الت�سا�ؤل له ارتباط بمجال تطبيق قانون رقم 49-16باعتباره قانونا
خا�ص خرج به الم�شرع المغربي عن القواعد العامة الواردة في ظ.ل.ع وذلك �أثناء تنظيمه
لعقد الكراء ،فالمادة ال�ساد�سة من نف�س القانون ن�صت على �أنه ال ينتهي العمل بعقود كراء
المحالت �أو العقارات الخا�ضعة لهذا القانون �إال طبقا لمقت�ضيات المادة 26بعده ،ويعتبر
كل �شرط مخالف باطال ،مما ي�ستبان معه �أن الم�شرع ا�ستبعد تطبيق القواعد العامة في
هذا المجال ،وهو نف�س ال�شيء بالن�سبة لدعوى ال�شرط الفا�سخ ،بحيث �أنه �إذا ت�ضمن عقد
الكراء �شرطا فا�سخا لعدم �أداء الوجيبة الكرائية ،وبما �أن قانون رقم 49-16المتعلق بعقود
كراء العقارات �أو المحالت المخ�ص�صة لال�ستعمال التجاري وما في حكمه قد نظمه تنطيما
خا�صا ،فال بد من �إعمال مقت�ضياته ،بحيث ال ي�سمح للمكري �أن يطالب بمعاينة تحقق
ال�شرط الفا�سخ على �أ�سا�س مقت�ضيات الف�صل 260من ظ.ل.ع ،الذي يقرر �أن الف�سخ يقع
بقوة القانون ،و�إنما وجب �إعمال مقت�ضيات المادة 33من قانون رقم 49-16الذي يعتبر
ن�صا خا�صا يقدم على الن�ص العام.
المطلب الثاني :دعوى ا�سترجاع حيازة المحالت المهجورة �أو المغلقة
لقد كان �إ�شكال فتح المحالت المهجورة �أو المغلقة من بين الق�ضايا التي تعر�ض لها
الق�ضاء والتي لم يتولى الم�شرع بتنظيمها في مختلف القوانين المتعلقة بالكراء �سواء في
ظ.ل.ع �أو في ظهير 25دجنبر 1980المتعلق بتنظيم العالقات التعاقدية بين المكري
والمكتري لالماكن المعدة لل�سكنى �أو لال�ستعمال المهني والذي ن�سخ بمقت�ضى قانون رقم
� 193 12-67أو من خالل ظهير 24ماي ،1955مما خلف ذلك فراغا ت�شريعيا حاول الفقه
والق�ضاء تجاوزه عن طريق اللجوء �إما �إلى مقت�ضيات الف�صل � 194 148أو �إلى مقت�ضيات
الف�صل 195 149من ق.م.م ،لهذا قيل �أن م�سطرة ا�سترجاع حيازة المحالت المهجورة �أو
المغلقة هي من �صنع الق�ضاء ولي�س من �صنع الت�شريع ،ذلك �أن الظروف الواقعية والعملية
هي التي فر�ضت على الق�ضاء �إيجاد حل لبع�ض الق�ضايا والنوازل التي لم تحط بعناية من
الم�شرع.196
ول�سد هذه النواق�ص والت�ضاربات في العمل الق�ضائي جاء قانون رقم 49-16ونظم لأول
مرة م�سطرة ا�سترجاع حيازة المحالت التجارية المهجورة �أو المغلقة من طرف المكري
(الفقرة الأولى) كما خول للمكتري �إمكانية مطالبة رئي�س المحكمة المخت�ص ب�إرجاع الحالة
�إلى ما كانت عليه في حالة ظهوره و�أداءه مخلف الكراء (الفقرة الثانية).
الفقرة الأولى :ا�سترجاع المحل من طرف المكري
تعتبر م�سطرة ا�سترجاع المحالت المهجورة �أو المغلقة من �أ�سرع الم�ساطر الق�ضائية
التي يمكن للمكري �سلوكها وذلك ق�صد ا�سترجاع حيازة محله بعد �أن هجره المكتري لوجهة
غير معلومة.
هذا وقد �أحاط الم�شرع المغربي هذه الم�سطرة بمجموعة من ال�شروط ال�شكلية التي
ينبغي احترامها لقبول طلب المكري (�أوال) كما عمل على و�ضع مجموعة من المقت�ضيات
الجديدة ترتب �آثار قد ت�ؤدي �إلى ف�سخ عقد الكراء (ثانيا).
1193يعترب قانون رقم � 67-12أول ن�ص قانوين ينظم ويقنن م�سطرة ا�سرتجاع حيازة املحالت املعدة لل�سكنى �أو لال�ستعمال
املهني وذلك مبقت�ضى الف�صل 57وما يليه.
-ظهري �رشيف رقم � 1.13.111صادر يف 15من حمرم 19( 1435نونرب )2013بتنفيذ القانون رقم 67.12املتعلق
بتنظيم العالقات التعاقدية بني املكري واملكرتي للمحالت املعدة لل�سكنى �أو لال�ستعمال املهني ،من�شور باجلريدة
الر�سمية عدد 6208بتاريخ 24حمرم 28(1435نونرب � )2013ص.7328 .
1194ن�صت الفقرة الأوىل من الف�صل 148من ق.م.م على �أنه :يخت�ص ر�ؤ�ساء املحاكم االبتدائية وحدهم بالبت يف
كل مقال ي�ستهدف احل�صول على �أمر ب�إثبات حال �أو توجيه �إنذار �أو �أي �إجراء م�ستعجل يف �أي مادة مل يرد ب�ش�أنها
ن�ص خا�ص وال ي�رض بحقوق الأطراف ،وي�صدرون الأمر يف غيبة الأطراف دون ح�ضور كاتب ال�ضبط ب�رشط
الرجوع �إليهم يف حالة وجود �أي �صعوبة.
1195ن�صت الفقرة الأوىل من الف�صل 149من ق.م.م على �أنه :يخت�ص رئي�س املحكمة االبتدائية وحده بالبت ب�صفته قا�ضيا
للم�ستعجالت كلما توفر عن�رص اال�ستعجال يف ال�صعوبات املتعلقة بتنفيذ حكم �أو �سند قابل للتنفيذ �أو الأمر باحلرا�سة
الق�ضائية� ،أو �أي �إجراء �آخر حتفظي� ،سواء كان النزاع يف اجلوهر قد �أحيل على املحكمة �أم ال ،بالإ�ضافة �إىل
احلاالت امل�شار �إليها يف الف�صل ال�سابق والتي ميكن لرئي�س املحكمة االبتدائية �أن يبت فيها ب�صفته قا�ضيا للم�ستعجالت.
1196حممد �أكرام :ا�سرتجاع حيازة املحالت املغلقة واملهجورة وم�سطرته ،مقال من�شور مبجلة املرافعة ،العدد ،6ال�سنة
� ،1992ص 36 .وما يليها.
155 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
1197ن�صت الفقرة الأوىل من املادة الثالثة من قانون رقم 49-16على �أنه :تربم عقود كراء العقارات �أو املحالت
املخ�ص�صة لال�ستعمال التجاري �أو ال�صناعي �أو احلريف وجوبا مبحرر كتابي ثابت التاريخ.
1198ينظر �إىل املادة 38من قانون رقم .49-16
1199دخل قانون 49-16املتعلق بكراء العقارات �أو املحالت املخ�ص�صة لال�ستعمال التجاري �أو ال�صناعي �أو احلريف حيز
التطبيق بتاريخ 12فرباير .2017
جواد الرفاعي 156
ومن تم فلقبول دعوى ا�سترجاع حيازة المحل المهجور �أو المغلق �شكال البد للمكري �أن
يدلي بعقد كراء مبرم في محرر كتابي ثابت التاريخ وذلك في حالة قيام العالقة الكرائية
بعد دخول قانون رقم 49-16حيز التنفيذ� ،أما في حالة قيامها قبل ذلك وعدم وجود عقد
كراء مكتوب فيكفي للمكري �أن يدلي بما يفيد قيام هذه العالقة من �أوامر �أو �أحكام �أو
قرارات ق�ضائية ف�صلت في نزاع ن�ش�أ بينه وبين المكتري �أو بمحا�ضر عرو�ض عينية �أو
وبو�صالت �أداء الكراء �صادرة عن المكري وتحمل توقيعه وا�سمه ،و�إن كان الق�ضاء قد
اختلف في م�س�ألة مدى االعتداد بو�صالت �أداء الكراء كو�سيلة لإثبات العالقة الكرائية.200
ودرءا لكل هاته التعقيدات ،فوجب على �أطراف العالقة التعاقدية �إبرام كافة ت�صرفاتهم
القانونية في عقد مكتوب ،وهو ما توخاه الم�شرع المغربي من خالل قانون رقم 49-16ق�صد
ت�شجيع المتعاقدين على كتابة اتفاقاتهم وذلك ل�صيانة الحقوق التي تتولد عن عقد الكراء.
- 2الإدالء بمح�ضر معاينة واقعة الإغالق مع تحديد المدة :
�إن الطلب الرامي �إلى فتح محل مهجور �أو مغلق يجب �أن يكون مرفقا بمح�ضر �إثبات
واقعة �إغالق المحل وهجره منجزا من طرف المفو�ض الق�ضائي وذلك بمقت�ضى �أمر مبني
على طلب في �إطار مقت�ضيات الف�صل 148من ق.م.م.
ونعتقد �أن هذا المح�ضر غير كافي لإثبات �أن المكتري قد غادر المحل وتركه مغلقا لمدة
معينة ولم ت�ؤدى عنه مبالغ الكراء ،لكون �أن هذا المح�ضر ينجز عادة بناء على ت�صريحات
طالب االجراء و�أ�شخا�ص �أح�ضرهم هذا الأخير ق�صد الإدالء بت�صريحاتهم �أمام المفو�ض
الق�ضائي ،وهذا ما يدفع رئي�س المحكمة �إلى عدم الأخذ به ،با�ستثناء بع�ض ر�ؤ�ساء المحاكم
التجارية الذين ي�ستندوا عليه للت�أكد من واقعة الهجر �أو الإغالق ومن دون �إجراء �أي بحث
في المو�ضوع ،ففي �أمر �صدر عن رئي�س المحكمة التجارية بمكنا�س جاء فيه�« 201أنه تبين من
مح�ضر المعاينة واال�ستجواب المنجز على يد مفو�ض ق�ضائي والم�ؤرخ في 2016/11/06
ب�أن المحل مغلق منذ �أكثر من �سنة ،وحيث �إن ا�ستمرار الو�ضع على ما هو عليه من �ش�أنه
2200اعتربت املحكمة التجارية بالدار البي�ضاء � :أن الأ�صل يف الو�صل �أنه ال يعترب حجة لإثبات العالقة الكرائية �إال يف حال
عدم وجود عقد كتابي� ،إذ يف هذه احلالة الأخرية يبقى دور الو�صل قا�رصا فقط على �إثبات الأداء املتعلق به دون �أن
يتجاوزه �إىل ما �سوى ذلك من تعديالت قد تلحق العقد.
-حكم عدد � 6660صدر بتاريخ 2007/07/03يف ملف جتاري عدد ،2007/6/993حكم غري من�شور.
� 2201أمر عدد � 2016/472صدر بتاريخ 2016/12/14يف ملف ا�ستعجايل عدد � ،2016/8101/455أمر غري من�شور.
157 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
الإ�ضرار بالمحل بما ال يمكن تداركه ،كما �سي�ؤدي �إلى حرمان المكترية من االنتفاع ،وحيث
ارت�أينا بذلك اال�ستجابة �إلى الطلب».
هذا وينبغي على المفو�ض الق�ضائي �أن يبين في مح�ضره مدة �إغالق المحل المهجور
وذلك بعد ا�ستف�سار طالب الإجراء والجيران �إن وجدوا ،و�أن عدم ذكر مدة الإغالق لن
يترتب عنه �أي �آثر مادام �أن الم�شرع لم يرتب �أي جزاء عن ذلك ،كما �أن رئي�س المحكمة ال
ي�ستند بدوره على ذلك المح�ضر فح�سب للحكم با�سترجاع حيازة المحل وفتحه ،بل يعتمد
بالأ�سا�س على البحوث التي تنجز من طرف ال�سلطة المحلية وال�شرطة لمعرفة هل فعال
المحل المطلوب فتحه مغلقا ،وما هي مدة �إغالقه ،وهل هناك من يتفقده ،وهل ت�ؤدى مبالغ
الكراء ،ومنذ متى لم ت�ؤدى ،فيتم تحرير كل ذلك في مح�ضر يتم توجيهه �إليه ،ففي نازلة
عر�ضت على رئي�س المحكمة االبتدائية بمدينة بني مالل 202تتعلق بطلب رامي �إلى ا�سترجاع
حيازة محل تجاري تدعي مالكته �أنه تم هجره من طرف المكتري ،بحيث �أن رئي�س المحكمة
�أمر ب�إجراء بحث عن طريق ال�سلطة المحلية وال�شرطة ،فتبين له �أن المحل فعال مهجور و�أن
�أحد ورثة المكتري يقطن بمنطقة �أخرى ،وبعد ا�ستدعاء هذا الأخير تم�سك بدفوعات غيرت
مجرى الدعوى ،بحيث �أدلى �أمام رئي�س المحكمة بمح�ضر معاينة منجز من طرف مفو�ض
ق�ضائي بمقت�ضاه تم معاينة المكرية تمنع �أحد ورثة المكتري من فتح المحل وا�ستغالله،
كما �أدلى بمحا�ضر عرو�ض عينية بموجبها تم �إيداع واجبات الكراء لدى �صندوق المحكمة،
مما حدا برئي�س المحكمة �إلى الت�صريح بعدم االخت�صا�ص لكون �أن هناك منازعة جدية في
المو�ضوع تقت�ضي النظر فيها �أمام ق�ضاة المو�ضوع.
فوا�ضح �أن ما انتهى �إليه الأمر اال�ستعجالي يعتبر موافقا لل�صواب ،على اعتبار �أن
م�سطرة ا�سترجاع حيازة المحالت المهجورة �أو المغلقة تتعلق في حالة ما �إذا غادر المكتري
المحل وتركه مهجورا ومغلقا لمدة طويلة� ،أما في نازلة الحال ف�إن واقعة الهجر غير ثابتة
في حق ورثة المكتري ،ف�ضال على عدم ثبوت تماطلهم في �أداء واجبات الكراء ،فكان حري
بالمكرية في هذه النازلة �أن تتقدم بدعوى في المو�ضوع وت�سبب الإنذار الرامي �إلى �إفراغ
الخلف العام للمكتري بكون �أن الأ�صل التجاري قد فقد عن�صري الزبناء وال�سمعة التجارية
نظرا لإغالق المحل لأكثر من �سنتين وذلك ح�سب ما تن�ص عليه الفقرة ال�سابعة من المادة
� 2202أمر رقم � 165صدر بتاريخ 2015/09/17يف ملف ا�ستعجايل عدد � ،2015/1101/55أمر غري من�شور.
جواد الرفاعي 158
الثامنة من قانون 203 49-16والتي تعتبر حالة من �إحدى الحاالت التي يعفى المكري من
�أداء �أي تعوي�ض لفائدة المكتري.
وما ينبغي الإ�شارة �إليه �أن هناك من يقوم ب�إجراء معاينة واقعة هجر المحل التجاري �أو
�إغالقه عن طريق �أمر ق�ضائي مبني على طلب ،وهناك من يقوم بتقديم طلب مبا�شر �إلى
المفو�ض الق�ضائي ،فكلتا الحالتين جائزتين ،على اعتبار �أن المادة 15من قانون رقم 81.03
المنظم لمهنة المفو�ضيين الق�ضائيين ن�صت �صراحة على �إمكانية انتداب مفو�ض ق�ضائي
من لدن الق�ضاء للقيام بمعاينات مادية مح�ضة ومجردة من كل ر�أي لطرف في الخ�صومة،
كما �سمحت له �أي�ضا القيام بمعاينات من نف�س النوع مبا�شرة بطلب من طالب الإجراء.
فمن الأجدر �أن يتم تقديم طلب مبا�شر �إلى المفو�ض الق�ضائي ق�صد �إجراء معاينة
واقعة هجر المحل و�إغالقه لما في ذلك من �سرعة في الإجراءات ،فالواقع العملي �أثبت �أنه
لكي يتم �إنجاز مح�ضر معاينة بناء على �أمر ق�ضائي ي�ستوجب الأمر مرور �أكثر من �أ�سبوع
وما ينيف ،بدءا من �إ�صدار �أمر من طرف رئي�س المحكمة وبعدها الح�صول على ن�سخة منه
وفتح ملف تنفيذ والأداء عنه ب�صندوق المحكمة وانتهاء بت�سلم المفو�ض الق�ضائي الطي
المراد تنفيذه من ق�سم التنفيذ ،ودرءا لكل هاته التعقيدات فال �ضير على المكري �أن يتقدم
بطلبه مبا�شرة �إلى مفو�ض ق�ضائي ق�صد القيام بمعاينة واقعة الإغالق لما في ذلك من
نجاعة و�سرعة في الإجراءات ونق�صان من الم�صاريف الق�ضائية.
وختاما ف�إن الم�شرع المغربي وبمقت�ضى قانون رقم 49-16عمل على تغيير بع�ض
المقت�ضيات المنظمة لم�سطرة ا�سترجاع حيازة المحالت المهجورة �أو المغلقة والمن�صو�ص
204
عليها في قانون رقم 67-12المتعلق بالمحالت المعدة لل�سكنى �أو لال�ستعمال المهني،
ذلك �أنه ا�شترط لقبول طلب المكري الرامي ال�سترجاع محله المخ�ص�ص لل�سكن �أو
لال�ستعمال المهني �أن يكون المكتري قد هجر المحل �أو �أغلقه لمدة �ستة �أ�شهر على الأقل
بعد �إخالئه من جميع منقوالته و�أغرا�ضه كليا �أو جزئيا ،وغيابه عنه وعدم تفقده من طرفه
�شخ�صيا �أو من طرف من يمثله �أو من يقوم مقامه.
2203ن�صت الفقرة ال�سابعة من املادة الثامنة من قانون رقم 49-16على �أنه :ال يلزم املكري ب�أداء �أي تعوي�ض للمكرتي
مقابل الإفراغ يف احلاالت الآتية ومن بينها� ،إذا فقد الأ�صل التجاري عن�رصي الزبناء وال�سمعة التجارية ب�إغالق
املحل ملدة �سنتني على الأقل.
2204ينظر �إىل املادة 57من قانون رقم 67-12املتعلق بتنظيم العالقات التعاقدية بني املكري واملكرتي للمحالت املعدة
لل�سكنى �أو لال�ستعمال املهني.
159 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
فعبارة تفقد المحل من طرف من يمثل المكتري �أو من يقوم مقامه قد ت�شكل �إ�شكاال
جوهريا بمقت�ضاه ي�صعب على المكري ا�سترجاع محله ،فالواقع العملي �أثبت �أن المكري يعمد
�إلى ترك مفاتيح المحل ل�شخ�ص �آخر يتفقده وال ي�ؤدي عنه مبالغ الكراء نيابة عن المكتري،
فلو فر�ضنا �أن المكري قام برفع دعوى ا�سترجاع محله المهجور ،ف�إن البحث الم�أمور به
من طرف رئي�س المحكمة �سيثبت فعال �أن المحل غير متواجد به المكتري ،غير �أن هناك
�شخ�ص من يمثله ويتفقد المحل ،هنا يكون م�صير دعوى المكري عدم قبول الطلب.
ولدرء كل هذه اال�شكاالت اقت�صر الم�شرع المغربي بمقت�ضى قانون رقم 205 49-16على
�شرط �إثبات عدم تواجد المكتري بالمحل المراد ا�سترجاعه لوحده ،ولم يورد عبارة من
يمثله �أو يتفقده ،وح�سنا فعل لما في ذلك من �ضرب للنوايا ال�سيئة لمختلف المكترين الذين
يقومون بهذا الت�صرف البتزاز المكري مالك العقار �أو المحل ومطالبته بمبالغ خيالية
وبدون مبرر مقابل �إرجاع المحل �إليه.
- 3وجود �إنذار لأداء واجبات الكراء ولو تعذر تبليغه
البد للمكري �أن يدلي بما يفيد �أنه قام بتبليغ �إنذار لأداء الواجبات الكرائية �إلى المكتري
ولو تعذر تبليغه ،ففي �أمر �صدر عن رئي�س المحكمة التجارية بمراك�ش« 206جاء فيه �أن
المكري لم يدلي ب�إنذار لأداء الكراء طبقا لمقت�ضيات المادة 32من قانون رقم ،49-16
مما ي�ستوجب عدم قبول الطلب».
فالم�شرع ا�ستوجب �سلوك هذا الإجراء لي�س من �أجل �إثبات تماطل المكتري ومنحه
�أجال للوفاء ،و�إنما لإثبات ما ترتب بذمته من واجبات الكراء ،وفي حالة ظهوره �أثناء تنفيذ
الأمر القا�ضي بفتح المحل وا�سترجاع حيازته من قبل المكري ،ف�إن �إجراءات التنفيذ تتوقف
تلقائيا وفي هذه الحالة يمهل رئي�س المحكمة المكتري ق�صد ت�سوية مخلف الكراء الذي
ترتب بذمته بمقت�ضى الإنذار الذي بعثه المكري قبل ا�ست�صدار الأمر القا�ضي با�سترجاع
المحل المهجور.207
2205ن�صت الفقرة الأوىل من املادة 32من قانون رقم 49-16على �أنه :ميكن للمكري يف حالة توقف املكرتي عن �أداء
الكراء وهجره للمحل املكرتى �إىل وجهة جمهولة ملدة �ستة �أ�شهر� ،أن يطلب من رئي�س املحكمة ،ب�صفته قا�ضيا للأمور
امل�ستعجلة �إ�صدار �أمر بفتح املحل والإذن له با�سرتجاع حيازته.
� 2206أمر رقم � 609صدر بتاريخ 2017/07/11يف ملف ا�ستعجايل عدد � ،2017/8101/554أمر غري من�شور.
2207ينظر �إىل الفقرة ال�ساد�سة من املادة 32من قانون رقم .49-16
جواد الرفاعي 160
ومن تم ف�إن �شكليات الإنذار في دعوى ا�سترجاع حيازة المحالت المهجورة �أو المغلقة
تختلف كليا عن �شكليات الإنذار الموجه في �إطار المادة 26من قانون رقم ،49-16
فالمكري في م�سطرة ا�سترجاع المحل المهجور غير ملزم بت�ضمين �أجل في االنذار ق�صد
�أداء واجبات الكراء ،كما �أنه لي�س من ال�ضروري �أن يقوم بت�سبيبه ،لأن الهدف من ت�سبيب
الإنذار بالإفراغ في �إطار دعوى الم�صادقة عليه هو تبرير الإفراغ �أو رف�ض تجديد العقد،
�أما الهدف من الإنذار الموجه في �إطار دعوى ا�سترجاع المحل المهجور �أو المغلق هو �إثبات
مخلف الكراء ،كما �أن هذه الدعوى غير معنية بمقت�ضيات الفقرة ال�ساد�سة من المادة 26
من نف�س القانون الم�شار �إليه �أعاله 208،على اعتبار �أن مدة �صالحية الإنذار المن�صو�ص
عليها بهذه الفقرة تتعلق بالحالة التي ي�ستنكف فيها المكري عن رفع دعوى الم�صادقة على
الإنذار الذي �سبق �أن بعثه للمكتري ومر عليه �أكثر من �ستة �أ�شهر ف�سقط حقه في ذلك� ،أما
الإنذار الموجه في �إطار دعوى ا�سترجاع المحل المهجور �أو المغلق لي�س له �أي ت�أثير على
هذه الأخيرة ،فلو فر�ضنا �أن المكتري بعث �إنذار �إلى المكتري ،وبعد مرور �سنة على تاريخ
تعذر تبليغ الإنذار ،ف�إنه لن يواجه ب�أجل ال�سقوط المن�صو�ص عليه في الفقرة ال�ساد�سة من
المادة 26من نف�س القانون ،بل يجوز له �أن يرفع دعوى ا�سترجاع محله المهجور �أو المغلق
متى �شاء ،ب�شرط �أن يدلي بالإنذار الذي �سبق �أن تعذر تبليغه للمكتري.
فالم�شرع لم يحدد �أي �أجل �صريح في م�ضمون المادة 32من القانون رقم 49-16
المنظمة لم�سطرة ا�سترجاع حيازة المحالت المهجورة �أو المغلقة ،ف�ضال على عدم وجود
�أي عبارة تفيد تقرير �أجل ال�سقوط ا�ستنادا �إلى المعيار المو�ضوعي الذي عادت ما ي�ستنبطه
قا�ضي المو�ضوع من فحوى الن�ص القانوني في حالة عدم التن�صي�ص عليه �صراحة.
وما يالحظ �أن الم�شرع المغربي لم ين�ص على طريق معينة لتبليغ الإنذار ،مما يعني �أنه
يمكن للمكري �أن يوجه الإنذار عن طريق البريد الم�ضمون مع الإ�شعار بالتو�صل �أو بوا�سطة
مفو�ض ق�ضائي ،هذا وتعتبر و�سيلة التبليغ عن طريق المفو�ض الق�ضائي هي الو�سيلة الأنجع
لتحقيق المبتغى وتجاوز الم�شاكل التي تنتج عن باقي و�سائل التبليغ المن�صو�ص عليها في
المواد 37و 38من قانون الم�سطرة المدنية فالمكري ملزم ب�إثبات واقعة تعذر تبليغ الإنذار
�إلى المكتري ،ففي حالة ما �إذا قام المكري ببعث �إنذار �إلى هذا الأخير عن طريق البريد
الم�ضمون مع الإ�شعار بالتو�صل ،ف�إنه في هذه الحالة وجب عليه �إثبات واقعة تعذر تبليغ
2208تن�ص الفقرة ال�ساد�سة من املادة 26من قانون رقم 49-16على �أنه :ي�سقط حق املكري يف طلب امل�صادقة على
الإنذار مبرور �ستة �أ�شهر من تاريخ انتهاء الأجل املمنوح للمكرتي يف الإنذار.
161 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
الإنذار ،وذلك با�ستالم الظرف البريدي الموجود به الإنذار والمذيل بعبارة غير مطلوب ثم
الإدالء به �أمام رئي�س المحكمة� ،أما في حالة قيام المكري بتبليغ الإنذار عن طريق مفو�ض
ق�ضائي فيكفي �أن يدلي ب�شهادة الت�سليم 209تحمل مالحظة �أن المحل مهجورا �أو مغلق ،و�أن
المراد تبليغه غير موجود به.
وختاما ،ف�إنه وبعد �إطالع رئي�س المحكمة على جميع الوثائق الالزمة للت�أكد من جدية
الطلب و�صفة وم�صلحة المدعي في الدعوى ،ف�إنه يقوم ب�إ�صدار �أمر لإنجاز بحث عن طريق
ال�سلطة المحلية وال�شرطة 210التابع لنفوذها المحل التجاري مو�ضوع الطلب وذلك ب�شكل
دقيق و�سري لبيان ما �إذا كان المحل مغلقا �أم ال ،مع تحديد مدة �إغالقه ،ومكان �إقامة
المطلوب �ضده عند االقت�ضاء.
وما ي�سجل على الم�ستجدات التي جاء بها قانون رقم 49-16في ال�شق المتعلق بم�سطرة
ا�سترجاع حيازة المحالت المهجورة �أو المغلقة �أنه لم يلزم رئي�س المحكمة ب�إحالة الملف
على النيابة العامة لتقديم م�ستنتجاتها وذلك باعتبار �أن المكتري من الأ�شخا�ص المفتر�ض
غيبتهم ح�سب ما تن�ص عليه الفقرة الرابعة من الف�صل التا�سع من ق.م.م 211،وح�سنا
فعل الم�شرع حينما �أعفى رئي�س المحكمة من القيام بذلك ،على اعتبار �أن ال�سادة ر�ؤ�ساء
المحاكم وقبل �صدور قانون رقم 49-16كانوا يحيلون الملف برمته على النيابة العامة
ق�صد �إبداء ر�أيها في المو�ضوع ،ويتم ت�أخير الملف �إلى �أ�سبوعين �أو �أكثر ،وفور تو�صلهم
بملتم�سات النيابة العامة حينها يبتون في الطلب ،وهذا ما كان ي�ؤدي �إلى طول م�سطرة
ا�سترجاع حيازة المحالت المهجورة و�إفراغ الم�سطرة اال�ستعجالية من محتواها.
غير �أنه وب�صدور قانون رقم 49-16ف�إنه وبعد الأداء عن مقال الدعوى يتم توجيه
ا�ستدعاء للمكتري مبا�شرة ق�صد الح�ضور �إلى الجل�سة ،وفي حالة تعذر تبليغه يتم �إيراد
2209تختلف �شهادة الت�سليم ح�سب نوعية طلب املكري ،ففي حالة تقدميه طلب �إجراء معاينة واقعة الهجر مبا�رشة �إىل
املفو�ض الق�ضائي ،يقوم هذا الأخري ت�سليمه �أ�صل �شهادة الت�سليم� ،أما يف حالة �إجناز معاينة واقعة الهجر بناء على �أمر
ق�ضائي ،ف�إنه يتم ت�سليمه �شهادة الت�سليم طبق الأ�صل لوقوع التبليغ من طرف ق�سم التبليغ التابع للمحكمة املفتوح بها
ملف تبليغ الأمر.
� 2210إن البحوث التي تنجز عن طريق ال�سلطة املحلية عادة ما تثبت هوية املكرتي ،وهل فعال قاما بهجر املحل ،وما هي
مدة هجره� ،أما البحوث التي تنجز عن طريق ال�رشطة فهي متكن املحكمة من الإطالع على مكان تواجد املكرتي �أو
�أحد فروعه �أو �أو�صوله.
2211ن�صت الفقرة الرابعة من الف�صل 9من ق.م.م على �أنه :يجب �أن تبلغ �إىل النيابة العامة الدعاوى الآتية :الق�ضايا
التي تتعلق وتهم الأ�شخا�ص املفرت�ضة غيبتهم.
جواد الرفاعي 162
مالحظة ب�شهادة الت�سليم على �أن المحل مهجور و�أن المكتري غير متواجد به ،بعدها ي�شرع
رئي�س المحكمة في القيام بالإجراءات الالزمة لتحقيق الدعوى.212
وجدير بالذكر �أنه يتم ت�سليم �إعالن بفتح م�سطرة ا�سترجاع المحل للمكري �صاحب
الدعوى ق�صد تعليقه عن طريق مفو�ض ق�ضائي بباب المحل التجاري المراد ا�سترجاعه
وتحرير مح�ضر �إخباري لواقعة التعليق ،كما يمكن �أخذ �صور فوتوغرافية ت�ؤكد �أنه فعال تم
تعليق المل�صق بالمحل ،213فهذا الإجراء يعتبر من القواعد التي ا�ستقر عليها معظم ر�ؤ�ساء
المحاكم للإعالن على �أن هناك م�سطرة ال�سترجاع حيازة محل مهجور تروج بهذه المحكمة،
وعلى من يهمه الأمر �أن يت�صل حاال بمكتب ال�سيد الرئي�س �أو بالق�سم اال�ستعجالي ،وهناك
من ر�ؤ�ساء المحاكم من يت�شدد ب�ضرورة قيام المكري بن�شر هذا الإعالن ب�إحدى الجرائد
الوطنية ،وفي حالة عدم اال�ستجابة �إلى ذلك يكون م�صير دعواه عدم القبول ،ففي �أمر �صدر
عن رئي�س المحكمة االبتدائية ببني مالل ‹ 214اعتبر فيه �أنه وبالرغم من تكليف المدعية
بن�شر الإعالن الق�ضائي الم�أمور به من طرف المحكمة لإعذار المعني بالأمر بالدعوى
الجارية ال�سترجاع حيازة المحل كم�سطرة ا�ستئنائية عن الم�سطرة الواجب اتباعها تبعا
لعقد الكراء الرابط بينها وبين المكتري ،ف�إنها لم تعمل على القيام بن�شر الإعالن ب�إحدى
الجرائد الوطنية ،ال�شيء الذي لم تتمكن المحكمة معه من الت�أكد من كون المكتري غادر
المحل وتركه مهجورا دون نية الرجوع �إليه ويتعين تبعا لذلك عدم قبول الطلب.
وهكذا يظهر �أن رئي�س المحكمة علق قبول دعوى ا�سترجاع المحل على �شرط ن�شر
الإعالن الق�ضائي ب�إحدى الجرائد الوطنية حتى يت�سنى للمحكمة التحقق من مغادرة
المكتري للمحل المراد ا�سترجاعه دون نية الرجوع �إليه ،وهو توجه غير �صائب وغير مبني
على �أي �أ�سا�س قانوني �سليم ،على اعتبار �أن المكري �سبق له �أن �أدلى بمح�ضر معاينة واقعة
هجر المحل و�إغالقه منجز من طرف مفو�ض ق�ضائي ،ف�ضال على �أنه تم �إجراء بحث من
طرف ال�سلطة المحلية وكذا ال�شرطة التابع لنفوذها المحل التجاري مو�ضوع الدعوى ،فتم
الت�أكد فعال على �أن المكتري هجر المحل وتركه مغلقا لمدة تزيد عن �ستة �أ�شهر ،ومن تم
2212ومن بينها �إجراء بحث� ،أما باقي الإجراءات ف�إن رئي�س املحكمة ال يلج�أ �إليها على اعتبار �أن هذه امل�سطرة ال تت�سم
بالطابع التواجهي
-ينظر �إىل الف�صول � 55إىل 102من ق.م.م املنظمة لإجراءات حتقيق الدعوى.
2213يعترب �أخذ �صور فتوغرافية للمحل من طرف املفو�ض الق�ضائي اجتهاد يقوم به بع�ض ال�سادة املفو�ضيني الق�ضائيني
وهو �إجراء غري �إلزامي.
� 2214أمر عدد� ،171صدر عن رئي�س املحكمة االبتدائية بني مالل بتاريخ 2015/09/22يف ملف ا�ستعجايل عدد
� ،2015/1101/120أمر غري من�شور.
163 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
ف�إن واقعة هجر المحل قد ثبتت للمحكمة جليا ،و�أن فر�ض ن�شر الإعالن الق�ضائي ب�إحدى
الجرائد الوطنية لن ي�ضيف �أي �شيء.
ف�صحيح �أن هذا االجراء يزيد من �ضمان حقوق المكتري الذي كان يعتمر المحل وتركه
عر�ضة لل�ضياع والإهمال� ،إال �أن هذا االجراء قد يثقل كاهل المكري بم�صاريف ال مبررة
لها ،فيكفيه �أنه حرم من ا�ستغالل محله وكذا ا�ستفادته من منافع العين المكتراة ح�سب مدة
الهجر �أو الإغالق ،كما قد يكون الأمر يتعلق بخلف عام يتامى ال قدرة لهم في �أداء م�صاريف
الن�شر بالجرائد الوطنية التي تكون �أحيانا باه�ضة الثمن 215،ولذلك نرى �أنه ال ينبغي �إجبار
المكري على ن�شر الإعالن الخا�ص بفتح م�سطرة محل مهجور بالجرائد الوطنية ،واالكتفاء
فقط بتعليقه بباب العقار �أو المحل التجاري لمدة معينة حتى ي�شيع الخبر.216
عالوة على ذلك ف�إن رئي�س المحكمة المذكور لم ي�ستح�ضر �أن الأمر القا�ضي بفتح
المحل وا�سترداد حيازته ال يعدو �أن يكون مجرد �إجراء وقتيا يمكن العدول عنه �إذا تغيرت
الأ�سباب والظروف التي �صدرت من �أجلها وال يترتب عنها ب�أي حال من الأحوال �إنهاء
العالقة الكرائية ،كما �أن ظهور المكتري وا�ستعداده �أداء مخلف الكراء الذي تخلذ بذمته
يجعل طلب العدول عن الأمر له ما يبرره ،وخ�صو�صا �أن الأمر الق�ضائي الم�شار �إليه �سابقا
�صدر �إبان تطبيق ظهير 24ماي 1955الملغى ولم يتزامن مع تاريخ دخول قانـ ــون رقم
49-16حيز التنفيذ ،باعتبار �أن هذا الأخير جاء بمقت�ضيات جد مغايرة عما كان معمول به
في ظل الظهير المذكور ،من قبيل �إمكانية ف�سخ عقد الكراء بعد مرور مدة �ستة �أ�شهر على
تاريخ تنفيذ الأمر اال�ستعجالي القا�ضي بفتح المحل وبدون ظهور المكتري.
ثانيا :الآثار المترتبة عن ا�سترجاع المحل :
�إذا تبين لرئي�س المحكمة �أن طلب ا�سترجاع حيازة المحل المهجور �أو المغلق له ما يبرره
وتوفرت ال�شروط الالزمة لذلك ،وهي �أن تكون العالقة الكرائية بين المكري والمكتري ثابتة
بموجب �سند كتابي �أو ما يفيد ذلك ،و�أن مدة هجر المحل �أو �إغالق ال تقل عن �ستة �أ�شهر،
و�أنه ال ت�ؤدى عنه مبالغ الكراء ،ف�إن رئي�س المحكمة ي�صدر �أمرا بفتح المحل وا�سترداد
2215ترتاوح م�صاريف ن�رش �أي �إعالن ق�ضائي باجلرائد الوطنية �أو اجلهوية بني مبلغ � 300إىل 500درهم.
2216بع�ض ر�ؤ�ساء املحاكم يلزمون املكري ب�رضورة الإدالء مبا يفيد بقاء الإعالن الق�ضائي معلقا بباب املحل املراد
ا�سرتجاع حيازته وذلك مبقت�ضى حم�رض معاينة منجز من طرف مفو�ض ق�ضائي ،كرئي�س املحكمة التجارية
مبراك�ش.
جواد الرفاعي 164
حيازته لفائدة المكري ،فيترتب عن هذا الأمر ف�سخ العالقة الكرائية ( )1كما ينتج عنه بيع
منقوالت المكتري الموجودة بالمحل (.)2
- 1ف�سخ عقد الكراء
�إن قانون رقم � 49-16آتى بمقت�ضيات جد �إيجابية يرمي من خاللها �إلى و�ضع توازن بين
العالقة الكرائية الرابطة بين المكري والمكتري وعدم التع�سف في ا�ستعمال الحق من كال
الجانبين ،وبالرجوع �إلى مقت�ضيات الفقرة الرابعة من المادة 32من القانون �أعاله نجدها
تن�ص على �أنه �إذا ا�ستمرت غيبة المكتري لمدة ال تقل عن �ستة �أ�شهر من تاريخ تنفيذ الأمر
اال�ستعجالي القا�ضي ب�إرجاع المحل ،ت�صبح �آثار التنفيذ نهائية ،ويترتب عنها ف�سخ عقد
الكراء.
والمالحظ �أن الم�شرع عمل على تقنين م�سطرة ا�سترجاع حيازة المحالت المهجورة
�أو المغلقة فخالف ما ا�ستقر عليه االجتهاد الق�ضائي في هذا ال�صدد ،فكما هو معلوم �أن
الأوامر الوالئية �أو الق�ضائية 217ال تعدو �أن تكون مجرد �إجراءات وقتية يمكن في �أي وقت
العدول عنها �إذا ما تغيرت الأ�سباب والظروف التي �صدرت من �أجلها ،و�أنها ال تعتبر �إال
�سببا موقف لعقد الكراء وال تنهيه ،و�أن ظهور المكتري و�إبداء رغبته في ا�سترجاع محله
يبرر تدخل القا�ضي اال�ستعجالي لحماية المركز القانوني للمكتري ،ورد الحيازة التي يجد
مدخلها القانوني في عقد الكراء الذي لم يطله الف�سخ بعد.218
غير �أن الم�شرع اعتبر وبمقت�ضى قانون رقم � 49-16أن ا�ستمرار غيبة المكتري لمدة
ال تقل عن �ستة �أ�شهر من تاريخ ا�سترداد المكري لمحله المهجور ي�ؤدي ذلك �إلى ف�سخ عقد
الكراء ،ومن هنا نكون �أمام �أوامر ق�ضائية منهية للعالقة الكرائية من دون �أن تكون قد
�صدرت في �إطار م�سطرة تواجهية بين المكري والمكتري وال يمكن الطعن فيها ب�أي من
طرق الطعن �سواء العادية منها �أو غير العادية 219،فيبقى للمكتري خياران� ،أولهما �أن يبقى
2217للتفرقة بني الأوامر الوالئية والأوامر الق�ضائية يراجع يف هذا ال�صدد :
-حممد �أكرام ،م �س� ،ص.14 .
2218قرار �صدر عن املجل�س الأعلى حتت عدد 1789بتاريخ 2009/11/25يف ملف جتاري عدد ،2008/2/3/126
قرار من�شور مبجلة املحاكم املغربية ،عدد مزدوج ،125-124يناير-فرباير ،ال�سنة �،2010ص 29وما يليها.
2219اعتربت حمكمة النق�ض يف قرار �صادر عنها � :أن املحكمة م�صدرة القرار املطعون فيه مل تناق�ش الدفوع املذكورة ومل
جتب عنها على الرغم مما قد يكون لها من �آثر على ق�ضائها ،فالطاعنة دفعت يف املرحلة اال�ستئنافية �أن الأمر القا�ضي
با�سرتجاع حيازة املحل املهجور وقع تنفيذه وبذلك �أ�صبح اال�ستئناف غري ذي مو�ضوع ،مما يجعل قرار حمكمة
املو�ضوع ناق�ص التعليل وعر�ضة للنق�ض.
-قرار عدد � 3/108صدر بتاريخ 2016/03/09يف ملف جتاري عدد ،2015/3/3/631قرار غري من�شور.
165 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
المحل الم�سترد حيازته من لدن المكري فارغا ،حينها يمكن له تقديم طلب ق�صد الرجوع
�إليه �شريطة �أداءه مخلف الكراء الذي تخلذ بذمته ،وثانيهما �أن يطالب بتعوي�ض لجبر
ال�ضرر الذي لحقه �إذا ما �أثبت �أن هناك �سوء نية المكري في �سلوك م�سطرة ا�سترجاع
حيازة محله كما �سنرى الحقا.
وبهذا التوجه يكون الم�شرع قد �أوجد حال لل�صعوبات 220التي كانت تعر�ض على ر�ؤ�ساء
المحاكم وخ�صو�صا تلك المتعلقة بمدى �أحقية رجوع المكتري �إلى المحل المكترى بعد
ظهوره ،ومدى �صحة الت�صرفات القانونية التي كان يبرمها المكري بعد ا�ست�صداره الأمر
القا�ضي با�سترداد حيازة محله المهجور.
ومن بين هذه ال�صعوبات ،نجد �أن المكري وبعد ا�سترداد حيازة محله المهجور يقوم
بكرائه للغير ،فتترتب على هذا المحل حقوق لفائدة هذا الأخير ،وهذا ما ي�ؤدي �إلى �سلوك
الم�ساطر والإجراءات التي تكفل له حماية تلك الحقوق ،فيتقدم بطلب �إلى ال�سيد رئي�س
المحكمة ويثير فيه �صعوبة في تنفيذ قرار �إعادة الحالة �إلى ما كانت عليه الذي �سبق
للمكتري الأ�صلي �أن ا�ست�صدره م�ستندا في ذلك على قاعدية ن�سبية الأحكام وقاعدة ح�سن
النية ،كما يتقدم بنف�س الوقت بطعن �ضد القرار مو�ضوع التنفيذ عن طريق تعر�ض الغير
الخارج عن الخ�صومة 221،وهذا ما ي�ؤدي �إلى جر المكري �صاحب المحل �إلى دوامة من
الم�ساطر والإجراءات والدعاوى الق�ضائية التي بمقت�ضاها يتعذر على المكري حيازة محله
�أو االنتفاع به وبدون نزاعات �سواء �ضد المكتري الأ�صلي �أو المكتري الجديد.
وتفاديا لكل هذه الم�ساوئ عمل الم�شرع المغربي وبمقت�ضى قانون رقم 49-16على
اعتبار �أن ا�ستمرار غيبة المكتري لمدة ال تقل عن �ستة �أ�شهر من تاريخ تنفيذ الأمر القا�ضي
بفتح المحل وا�سترداد حيازته لفائدة المكري ،ف�إنه يف�سخ عقد الكراء وال يمكن للمكتري
االحتجاج بقيام العالقة الكرائية� ،أو �أنه ال يمكن ف�سخ العقد �إال بترا�ضي طرفيه �أو بمقت�ضى
حكم �أو قرار ق�ضائي �صادر عن ق�ضاة المو�ضوع.
2220اعتربت حمكمة النق�ض يف �إحدى قراراتها �أن :للمكرتي الذي فقد املحل التجاري املكرتى يف �إطار م�سطرة ا�سرتجاع
املحالت املهجورة �أن ي�سرتدها مادام عقد كرائه مل يقع ف�سخه ق�ضاءا �أو اتفاقا ،و�أن �إقدام املالك على تفويت العقار �إىل
�أحد �أفراد عائلته وت�أ�سي�س الأ�صل التجاري عليه ال مينع من الطعن يف هذا العقد بال�صورية.
-قرار عدد � 323صدر بتاريخ 2009/03/19يف ملف جتاري عدد ،2005/2/3/415قرار �أ�شار �إليه عمر �أزوكار
يف مرجعه :منازعات الكراء التجاري من خالل ق�ضاء حمكمة النق�ض ،م� ،س 303 ،وما يليها.
2221ين�ص الف�صل 303من ق.م.م على �أنه :ميكن لكل �شخ�ص �أن يتعر�ض على حكم ق�ضائي مي�س بحقوقه �إذا كان هو
�أو من ينوب عنه يف الدعوى.
جواد الرفاعي 166
وما ينبغي الإ�شارة �إليه في هذا ال�صدد� ،أنه في حالة ما �إذا التج�أ المكري �إلى الق�ضاء
اال�ستعجالي ق�صد ا�سترداد حيازة عقاره �أو محله التجاري ،فهل يكون ملزما حينئذ بتبليغ
طلبه – طلب اال�سترجاع� -إلى الدائنين المقيدين الذين يتوفرون على امتياز البائع �أو رهن
على الأ�صل التجاري المملوك للمكتري والمراد �إفراغه� ،أم �أن هذا الإجراء مقت�صر فقط
في حالة الف�سخ الق�ضائي في �إطار دعوى الم�صادقة على الإنذار ؟
بالرجوع �إلى ما ن�صت عليه المادة 29من قانون رقم 49-16ي�ستبان �أن �صيغتها جاءت
عامة ،بحيث �أنه �إذا �أراد المكري و�ضع حد للعالقة الكرائية الرابطة بينه وبين المكتري
�سواء �إذا تحقق �سبب من �أ�سباب االفراغ المن�صو�ص عليها في المادة � 8أو المادة 26من
القانون المذكور� ،222أو ب�سبب وجود �شرط فا�سخ مت�ضمن بعقد الكراء� 223،أو في دعوى
ا�سترجاع حيازة المحالت المهجورة �أو المغلقة ،فيجب عليه �أن يقوم بتبليغ طلبه الرامي �إلى
�إنهاء �أو ف�سخ عقد الكراء �إلى جميع الدائنين المقيدين بالأ�صل التجاري الملوك للمكتري
المدين ،كما يجب على كل من القا�ضي المقرر في �إطار دعوى الم�صادقة على الإنذار
ورئي�س المحكمة ب�صفته قا�ضي للأمور الم�ستعجلة في �إطار دعوى معاينة تحقق ال�شرط
الفا�سخ �أو في �إطار دعوى ا�سترجاع حيازة المحل المهجور �أن يت�أكدا من وجود ما يفيد تبليغ
الدائنين بطلب الإفراغ �أو اال�سترجاع ،وفي حالة خلو الملف من ذلك يجب الت�صريح بعدم
قبول الدعوى �شكال.224
و�سندنا في �ضرورة قيام المكري بتبليغ طلبه الرامي �إلى ا�سترجاع حيازة محله المهجور
�أو المغلق �إلى الدائنين المقيدين هو �أن �صيغة المادة 29الم�شار �إليها �أعاله ن�صت على
�أنه �إذا �أراد المكري و�ضع حد لكراء المحل ،ف�إنه وجب عليه �أن يقوم بتبليغ الدائنين ،وبما
�أن م�سطرة ا�سترجاع حيازة المحالت �أ�صبحت ت�ؤدي �إلى ف�سخ عقد الكراء في حالة ما �إذا
ا�ستمر غياب المكتري لمدة ال تقل عن �ستة �أ�شهر من تاريخ تنفيذ الأمر اال�ستعجالي القا�ضي
با�سترداد المحل ،وبالتالي ف�إن �إرادة المكري قد اتجهت �إلى و�ضع حد لكراء المحل ،ومن
هنا يكون �شرط �إلزام قيام المكري بتبليغ الدائنين قد تحقق جليا مادام �أن الم�سطرة التي
�سلكها المكري ترمي �إلى ف�سخ العالقة الكرائية.
2222ينظر �إىل املادتني من قانون رقم .49-16
2223ينظر �إىل املادة 33من قانون رقم 49-16
2224ي�صعب عمليا على رئي�س املحكمة الت�أكد من وجود دائنني يتوفرون على امتياز البائع �أو رهن على الأ�صل التجاري
اململوك للمكرتي مما وجب على رئي�س املحكمة �أن يلزم املكري ب�إالدالء ب�شهادة حديثة لل�سجل التجاري اخلا�ص
باملكرتي للت�أكد من وجود دائنني مقيدين ،ويف حالة عدم ت�سجيل املكرتي بذلك ال�سجل ،ف�إن املكري ملزم بالإدالء
ب�شهادة عدم الت�سجيل بال�سجل التجاري.
167 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
ف�إرادة الم�شرع ان�صرفت �إلى و�ضع قواعد قانونية ق�صد حماية الدائنين المقيدين على
الأ�صل التجاري الذي ي�شكل �ضمانة هامة ق�صد ا�ستخال�ص واقت�ضاء ديونهم العالقة بذمة
المكتري مالك الأ�صل التجاري ،ومن تم فال ينبغي ح�صر واجب �إ�شعار الدائنين في حالة
الف�سخ الق�ضائي في �إطار دعوى الم�صادقة على الإنذار ،بل وجب تعميمه في �سائر مناحي
الخ�صومة الق�ضائية بما فيها م�سطرة ا�سترجاع حيازة المحالت المهجورة �أو المغلقة ،ففي
�أمر ا�ستعجالي �صدر عن نائبة رئي�س المحكمة التجارية بمراك�ش 225جاء فيه �أن المادة 29
من قانون رقم 49-16اكتفت بالن�ص على وجوب تبليغ الدائنين المقيدين �سابقا دون �أن
تن�ص على منع المكري من ا�سترجاع العين المكراة.
وما ينبغي الإ�شارة �إليه �أن ر�ؤ�ساء المحاكم وقبل �صدور قانون رقم 49-16و�أثناء بتهم
في دعوى ا�سترجاع حيازة محل مهجور �أو مغلق كانوا يلزمون المكري بالإدالء ب�شهادة من
�إدارة ال�ضرائب لمعرفة و�ضعية المحل اتجاه الإدارة ال�ضريبية� ،إذ كثيرا ما تكون �إدارة
ال�ضرائب قد �أوقعت حجزا تحفظيا على الأ�صل التجاري �ضمانا لأداء ديون الدولة.226
- 2بيع منقوالت المكتري بالمزاد العلني
ر�أينا �سابقا �أنه بعد تفح�ص رئي�س المحكمة للوثائق المدلى بها من طرف المكري
وقيامه ب�إجراء بحث عن طريق ال�سلطة المحلية وال�شرطة التابع لنفوذها العقار �أو المحل
التجاري مو�ضوع الدعوى ،وبعد الت�أكد من واقعة هجر المحل من طرف المكتري ،وعدم
�أداءه لواجبات الكراء ،ف�إنه يقوم ب�إ�صدار �أمر يق�ضي بموجبه فتح المحل وا�سترجاع
حيازته ،وينفذ هذا الأمر على الأ�صل 227،فيقوم المكلف بالتنفيذ بتحرير مح�ضر و�صفي
للأ�شياء والمنقوالت الموجودة بالمحل.
هذا ومن بين �آثار الأمر القا�ضي با�سترجاع حيازة المكري لمحله المهجور ،نجد �أن
الم�شرع ا�ستوجب بيع منقوالت المكتري في حالة ما �إذا ا�ستمر غيابه لمدة ال تقل عن
�ستة �أ�شهر من تنفيذ الأمر المذكور بالمزاد العلني وذلك على نفقة المكري ووفقا لقواعد
الم�سطرة المدنية 228،كما �أن الثمن ال�صافي يودع بكتابة �ضبط المحكمة.
� 2225أمر رقم � 966صدر بتاريخ 2017/11/21يف ملف ا�ستعجايل عدد � ،2017/8101/734أمر غري من�شور.
2226حممد �أكرام ،م �س� ،ص.6 .
� 2227أي �أنه يتم تنفيذ الأمر بدون تبليغ املكرتي وانتظار �رسيان �أجل الطعن باال�ستئناف وال �سلوك م�سطرة تبليغ الأمر
عن طريق القيم ،فالأمر القا�ضي با�سرتداد حيازة املحل املهجور يكون م�شموال بالنفاذ املعجل بقوة القانون ،وينفذ
على الأ�صل.
2228ينظر �إىل الف�صول � 462إىل 487من ق.م.م.
جواد الرفاعي 168
والمالحظ �أن قانون رقم 49-16لم ي�شر �إلى مدى �إلزام المكري بحرا�سة منقوالت
المكتري والحفاظ عليها �إلى حين مرور مدة �ستة �أ�شهر حتى يتم بيعها بالمزاد العلني،
فم�سطرة ا�سترجاع حيازة المحالت المهجورة �أو المغلقة وقبل تقنينها بمقت�ضى هذا
القانون ،كان ال�سادة ر�ؤ�ساء المحاكم 229ي�أمرون بو�ضع منقوالت المكتري تحت حرا�سة
المكري ،وبعد مرور مدة ثمانية �أيام على عملية التنفيذ يتقدم هذا الأخير بطلب في �إطار
الأوامر المبنية على طلب يلتم�س بمقت�ضاها �إ�صدار �أمر ببيع الأ�شياء المحرو�سة لديه مع
و�ضع ثمنها ب�صندوق المحكمة لفائدة من له الحق فيها ،ويتم اال�ستجابة �إلى ذلك تطبيقا
لمقت�ضيات الف�صل 447من ق.م.م.230
فالم�شرع وبمقت�ضى قانون رقم 49-16و�إن كان لم يلزم المكري بحرا�سة منقوالت
المكتري �إلى حين بيعها بالمزاد العلني ،فقد �أعفاه من �ضرورة ا�ست�صدار �أمر جديد من
طرف رئي�س المحكمة يق�ضي بموجبه بيع هذه المنقوالت وو�ضعها ب�صندوق المحكمة،
فالمكري ملزم فقط وبعد مرور مدة �ستة �أ�شهر من تاريخ تنفيذ الأمر القا�ضي با�سترجاع
حيازة محله المهجور �أن يتقدم بطلب �إلى المحكمة ق�صد موا�صلة التنفيذ بعد �أداءه الر�سوم
الق�ضائية الم�ستحقة ،وو�ضع طلبه لدى ق�سم التنفيذ.
وقد يثار الت�سا�ؤل حول ما �إذا كان الأمر القا�ضي با�سترجاع حيازة المحل المهجور الذي
ا�ست�صدره المكري يعد من بين ال�سندات التنفيذية التي بمقت�ضاها يمكن له �أن ي�ستفيد من
ثمن بيع منقوالت المكتري بالمزاد العلني �إ�سوة بباقي الدائنين الذين يتوفرون على �سندات
تنفيذية �أخرى ؟
�إن الأوامر الق�ضائية ولئن �أ�ضحت ت�ؤدي �إلى ف�سخ العالقة الكرائية ف�إن ذلك ال يعني
�أنها تعتبر �سندات تنفيذية يمكن لمن ا�ست�صدرها �أن يح�صل على ثمن بيع العنا�صر المادية
للأ�صل التجاري المملوك للمكتري الذي هجر المحل وتركه مغلقا ،لكون �أن منطوق الأمر
اال�ستعجالي ال ي�شمل �أداء مخلف واجبات الكراء لفائدة المكري ،بل ينح�صر فقط في الأمر
بفتح المحل المهجور وا�سترداد حيازته.
وفي اعتقادنا �أنه يمكن للمكري ا�ست�صدار �سند تنفيدي �آخر ،وذلك بتبليغ �إنذار �آخر
للمكتري ق�صد �أداء الوجبات الكراء ولو تعذر تبليغه ،وبعد ذلك يقوم برفع دعوى الم�صادقة
2229حممد �أكرام ،م �س� ،ص.6 .
2230ن�ص الف�صل 447من ق.م.م على �أنه � :إذا كان املنفذ عليه ملزما بت�سليم عقار �أو نقل ملكيته �أو التنازل عنه نقلت
حيازته �إىل الدائن ،ويجب �أن ترد الأ�شياء املنقولة التي ال ي�شملها هذا التنفيذ �إىل املنفذ عليه� ،أو �أن تو�ضع حتت ت�رصفه
خالل �أجل ثمانية �أيام ،ف�إذا رف�ض ت�سلمها بيعت باملزاد و�أودع الثمن ال�صايف يف كتابة ال�ضبط.
169 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
عليه �أمام الق�ضاء المو�ضوعي ،لكون �أن الم�شرع وبمقت�ضى قانون رقم 231 49-16اعتبر �أنه
�إذا تعذر تبليغ الإنذار بالإفراغ في حالة ما �إذا كان المحل مغلقا با�ستمرار ،جاز للمكري
�إقامة دعوى الم�صادقة على الإنذار بعد مرور الأجل المحدد في الإنذار 232اعتبارا من
تاريخ تحرير مح�ضر بذلك ،بحيث �أن الم�شرع لم ي�شترط التو�صل الفعلي بالإنذار بل �أجاز
االكتفاء ب�إثبات واقعة تعذر تبليغه لكون �أن المحل مغلق.
هذا وبعد �صدور الحكم القا�ضي ب�أداء واجبات الكراء لفائدة المكري ،ف�إن هذا الأخير
حينها يكون ملزما بتبليغ القيم 233بذلك الحكم وذلك ح�سب ما تن�ص عليه الفقرة ال�سابعة
من المادة 39من ق.م.م 234،وبعد مرور �أجل 15يوما 235من تاريخ تبليغ القيم ي�صبح الحكم
مكت�سبا لقوة ال�شيء المق�ضي به� ،إذ ذاك يعتبر �سندا تنفيذيا يخول للمكري الح�صول على
ثمن بيع منقوالت المكتري بالمزاد العلني كا�ستخال�ص للواجبات الكرائية التي ترتبت بذمة
المكتري الذي هجر المحل ولم ي�ؤديها له.
و�أخيرا ،ف�إن المكري �إذا �أراد ا�سترجاع حيازة محله المهجور ،وفي نف�س الوقت
ا�ستخال�ص واجبات الكراء العالقة بذمة المكتري ،فينبغي عليه �أن يتقدم بدعوتين
موازيتين ،الأولى �أمام الق�ضاء اال�ستعجالي ال�سترجاع المحل ،والثانية �أمام الق�ضاء
المو�ضوعي ال�ست�صداره �سند تنفيذي يخول له الح�صول على مبالغ الواجبات الكرائية التي
ترتبت بذمة المكتري.
2231ينظر �إىل الفقرة اخلام�سة من املادة 26من قانون رقم .49-16
2232يختلف هذا الأجل ح�سب احلاالت ،ففي حالة ت�سبيب الإنذار لعدم �أداء واجبات الكراء� ،أو كون املحل �آيل لل�سقوط
ف�إن الأجل يحدد يف خم�سة ع�رش يوما� ،أما يف حالة ت�سبيب الإنذار للرغبة يف ا�سرتجاع املحل لال�ستعمال ال�شخ�صي،
�أو لهدمه و�إعادة بنائه� ،أو تو�سعته� ،أو تعليته �أو على وجوب �سبب جدي يرجع لإخالل املكرتي ببنود العقد ،ف�إن
الأجل يحدد يف ثالثة �أ�شهر.
-ينظر �إىل الفقرة الثانية والثالثة من املادة 26من قانون رقم .49-16
2233يذكر �أنه ومبقت�ضى م�رشوع قانون امل�سطرة املدنية املعرو�ض حاليا على �أنظار جمل�س النواب مت �إلغاء التبليغ املنجز
عن طريق القيم.
2234ن�صت الفقرة ال�سابعة من الف�صل 39من ق.م.م على �أنه :تعني للقا�ضي يف الأحوال التي يكون فيها موطن �أو حمل
�إقامة الطرف غري معروف عونا من كتابة ال�ضبط ب�صفته قيما يبلغ �إليه هذا الإ�ستدعاء.
2235ذكرنا �أجل 15يوما ل�رسيان �أجال اال�ستئناف ،لكون �أنه مادامت املحكمة التجارية هي املخت�صة ،ف�إن قواعد الأجال
املطبقة �أمامها تخ�ضع ملقت�ضيات املادة 18من قانون رقم 53-95القا�ضي ب�إحداث حماكم جتارية والتي ن�صت على
�أنه :ت�ست�أنف الأحكام ال�صادرة عن املحكمة التجارية داخل �أجل 15يوما من تاريخ تبليغ احلكم.
جواد الرفاعي 170
236
الفقرة الثانية :دعوى �إرجاع الحالة �إلى ما كانت عليه
�إن �آثار الأوامر الوالئية كما ر�أينا �سابقا �أ�صبحت منهية للعالقة الكرائية في حالة ما
�إذا ا�ستمرت غيبة المكتري لمدة ال تقل عن �ستة �أ�شهر من تاريخ تنفيذ الأمر اال�ستعجالي
القا�ضي بفتح المحل ،غير �أنه قد يحدث �أن يظهر المكتري خالل عملية تنفيذ الأمر �أو بعد
تنفيذه ،هنا يمكن له �أن يطالب رئي�س المحكمة ب�إرجاع الحالة �إلى ما كانت عليه �شريطة
�أن ي�ؤدي مخلف الكراء المترتب بذمته (�أوال) غير �أنه �إذا حدث �أن ظهر المكتري بعد
ا�ستكمال عملية تنفيذ الأمر اال�ستعجالي القا�ضي بفتح المحل وبيعت منقوالته ،يبقى له
الحق في مطالبة المكري ب�أدائه له تعوي�ضا يجبر ال�ضرر الذي ح�صل له جراء �سوء نية هذا
الأخير في التقا�ضي (ثانيا).
�أوال :ظهور المكتري �أثناء عملية التنفيذ �أو بعدها
ن�صت الفقرة ال�سابعة من المادة 32من قانون رقم 49-16على �أنه في حالة �إذا ما ظهر
المكتري �أثناء عملية تنفيذ الأمر القا�ضي با�سترجاع المكري حيازة محله المهجور ،تتوقف
�إجراءات التنفيذ تلقائيا ،حينها يمكن لرئي�س المحكمة �أن يحدد للمكتري �أجال ال يتعدى
خم�سة ع�شر يوما لت�سوية مخلف الكراء ،تحت طائلة موا�صلة �إجراءات التنفيذ في حقه.
وما يالحظ من منطوق المادة �أعاله �أن الم�شرع منح فر�صة للمكتري ق�صد ا�سترجاع
المحل الذي �سبق له �أن هجره وتركه عر�ضة للإهمال �شريطة �أداءه مخلف الكراء المترتب
بذمته على �إثر الإنذار الذي بعثه المكري له �إبان فترة �إغالق المحل.
فرئي�س المحكمة له ال�سلطة التقديرية في منح المكتري �أجال للوفاء �سواء ليوم �أو يومين
�أو �أ�سبوع ومن دون �أن يتعدى ذلك مدة خم�سة ع�شر يوما المن�صو�ص عليها قانونا ،كما �أنه
يمكن لرئي�س المحكمة عدم منح هذا الأجل �إطالقا لفائدة المكتري ،مادام �أن الم�شرع لم
2236قبل �صدور قانون رقم 49-16كانت عبارة – الرجوع �إلينا يف حالة وجود �صعوبة -هي ال�سند القانوين الذي
مبقت�ضاه يجوز للمكرتي تقدمي طلب �إىل رئي�س املحكمة ق�صد العدول عن الأمر القا�ضي با�سرتجاع حيازة املحل من
طرف املكري و�إرجاعه �إليه.
-اعترب املجل�س الأعلى يف �إحدى قراراته �أن � :إلغاء الأمر القا�ضي بالإفراغ يفيد احتفاظ املكرتي مبلكيته التجارية
التي كان يتوفر عليها قبل الإفراغ� ،إن طلب الرجوع ورد احلالة �إىل ما كانت عليه من امل�سائل اال�ستعجالية التي
تكون �إجراء حتفظيا حلماية اجلانب املعر�ض للخطر.
-قرار عدد � 198صدر بتاريخ ،1979/06/15قرار من�شور مبجلة ق�ضاء املجل�س الأعلى ،عدد ،26ال�سنة ،1980
�ص.88 .
171 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
ي�ضع قاعدة �آمرة بمقت�ضاها ال يجوز لرئي�س المحكمة مخالفتها ،بحيث له الخيار في منح
�أجل للمكتري من عدمه.
وقد تطرح حالة ظهور المكتري �أثناء عملية التنفيذ عدة �إ�شكاالت ،وذلك من قبيل
منازعته في المبالغ الم�ضمنة بالإنذار المثبت لتماطله في الأداء ،فهل رئي�س المحكمة يعتبر
مخت�صا للبت في مدى �صحة �إدعاءات المكري بخ�صو�ص الواجبات الكرائية المتخلذة
بذمة المكتري� ،أم �أنه ال يمكن له النظر في هذا الطلب على اعتبار �أن نطاق اخت�صا�صه
ينح�صر فقط في البت في دعوى ا�سترجاع حيازة المحل المهجور ومراقبته عملية تنفيذ
الأمر ال�صادر ب�ش�أنها ومنح �أجال للمكتري ق�صد �أداء مخلف الكراء ؟
�إن اخت�صا�ص رئي�س المحكمة ينح�صر فقط بالنظر في مدى تحقق موجبات ا�سترجاع
حيازة المحالت المهجورة �أو المغلقة وكذلك ال�سهر على تنفيذ مقت�ضيات الأمر ال�صادر في
�ش�أنها ومنح �أجال للمكتري ق�صد �أداء مخلف الكراء ك�شرط لإرجاع الحالة �إلى ما كانت عليه.
وقد يتبادر �إلى الذهن �أنه يمكن في هذه الحالة للمكتري �إذا ما تبين له �أن المكري طالبه
بواجبات كرائية �سبق له �أن تم �أداءها له قبل هجره للمحل ،فيجوز له �أن يتقدم بطلب في �إطار
مقت�ضيات الف�صل 149من ق.م.م� 237أمام رئي�س المحكمة لإيقاف التنفيذ م�ؤقتا �إلى حين
�صدور حكم في المو�ضوع يلغي الأمر اال�ستعجال القا�ضي با�سترجاع المكري حيازة محله.
نعتقد �أن هذه الم�سطرة لن تنفع المكتري في �أي �شيء ،لكون �أن طلب �إيقاف تنفيذ �أمر �أو
حكم ي�ستوجب الإدالء بما يفيد �أنه تم الطعن فيه �أمام المرجع اال�ستئنافي ،ف�ضال على �إثارة
دفوع جدية بمقت�ضاها يمكن لرئي�س المحكمة ايقاف الأمر �أو الحكم المراد تنفيذه ،ف�إذا
�سلمنا �أن المكتري تقدم بمقال يرمي من خالله �إلى �إيقاف تنفيذ الأمر القا�ضي با�سترجاع
حيازة المحل لفائدة المكري في �إطار القواعد العامة ،و�أدلى بما يفيد �أنه طعن في الأمر
المذكور باال�ستئناف ،ف�إن رئي�س المحكمة وبعد �إطالعه على المقال اال�ستئنافي والدفوع
المثارة به �سيتبين له عدم جديتها.
عالوة على ذلك ف�إنه وبالرجوع �إلى مقت�ضيات الفقرة الثامنة من الف�صل 147من
ق.م.م نجد �أنها �أكدت على عدم �إمكانية �إيقاف تنفيذ الأوامر والأحكام �إذا كان التنفيذ
2237تن�ص الفقرة الأوىل من الف�صل 149من ق.م.م على �أنه :يخت�ص رئي�س املحكمة االبتدائية وحده بالبت ب�صفته قا�ضيا
للم�ستعجالت كلما توفر عن�رص اال�ستعجال يف ال�صعوبات املتعلقة بتنفيذ حكم �أو �سند قابل للتنفيذ �أو الأمر باحلرا�سة
الق�ضائية� ،أو �أي �إجراء �آخر حتفظي� ،سواء كان النزاع يف اجلوهر قد �أحيل على املحكمة �أم ال ،بالإ�ضافة �إىل
احلاالت امل�شار �إليها يف الف�صل ال�سابق والتي ميكن لرئي�س املحكمة االبتدائية �أن يبت فيها ب�صفته قا�ضيا للم�ستعجالت.
جواد الرفاعي 172
معجال بقوة القانون ،وبما �أن الأوامر ال�صادرة في �إطار م�سطرة ا�سترجاع حيازة المحالت
المهجورة �أو المغلقة تنفذ على الأ�صل ،ف�إنه ي�صعب ت�صور �إيقاف تنفيذها من طرف رئي�س
المحكمة.
هذا وقد يحدث �أن يدلي المكتري بما يفيد �أدائه واجبات الكراء �سواء مقابل و�صل
الكراء �أو و�ضعها لدى �صندوق المحكمة عن طريق م�سطرة العر�ض العيني� ،أو و�ضعها في
الح�ساب البنكي الخا�ص بالمكري ،ف�إنه يتعين في هذه الحالة على رئي�س المحكمة وب�صفته
قا�ضيا للأمور الم�ستعجلة وبعد ثبوت عدم مديونية المكتري �أن ي�أمر ب�إرجاع الحالة �إلى ما
كانت عليه وت�سليم المحل لهذا الأخير ،لكون �أن الوقائع التي انبنى عليها الأمر اال�ستعجالي
القا�ضي با�سترجاع حيازة المحل المهجور لفائدة المكري قد ات�ضح �أنها لم تكن �صادقة
ب�سبب كتمان و�سوء نية هذا الأخير.
فالم�شرع ا�ستلزم توافر �شرطين متالزمين ق�صد ا�سترجاع حيازة محل مهجور من طرف
مالكه ،بحيث �أنه و�إن ثبت غياب المكتري عن المحل وقيامه ب�إغالقه ،ف�إن ذلك لن يخول
للمكري ا�سترجاع حيازة محله عن طريق م�سطرة ا�سترجاع حيازة المحل المهجور في �إطار
الق�ضاء اال�ستعجالي ،بل في هذه الحالة وجب عليه �أن ي�سلك م�سطرة �إفراغ المكتري من المحل
المكترى الندثار �أ�صله التجاري ب�سبب �إغالقه للمحل لمدة �سنتين وذلك في �إطار الق�ضاء
238
المو�ضوعي ووفقا لمنطوق الفقرة ال�سابعة من المادة الثامنة من قانون رقم .49-16
بقي �أن ن�شير �أن م�سطرة �إرجاع الحالة �إلى ما كانت عليه قد تفرغ دعوى ا�سترجاع حيازة
المحالت التجارية المهجورة من محتواها ،على اعتبار �أنه قد يحدث �أن ي�ستجاب لطلب
المكتري ق�صد �إرجاعه �إلى المحل بعد �أدائه مخلف الكراء ،غير �أنه وبعد مرور مدة زمنية
معينة يمكن لهذا الأخير �أن يقوم بهجر المحل بعد �أن ا�سترده ،فهل المكري ملزم حينئذ ب�أن
يرفع دعواه للمرة الثانية ق�صد ا�سترداد حيازة محله المهجور ؟
�إن الم�شرع لم ينظم هذه الم�س�ألة ال من قريب وال من بعيد ،فيبقى هذا الأمر موكول
�إلى االجتهاد الق�ضائي للحكم بعدم اال�ستجابة �إلى طلب �إرجاع الحالة �إلى ما كانت عليه في
حالة ثبوت حالة العود من جانب المكتري.
2238ينظر �إىل الفقرة ال�سابعة من املادة الثامنة من قانون رقم .49-16
173 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
وعليه ف�إن المكري وبعد ا�ست�صداره الأمر القا�ضي با�سترجاع حيازة محله المهجور
وجب عليه �أن ينتظر مرور مدة �ستة �أ�شهر عن تاريخ تنفيذ الأمر المذكور ،حينها يف�سخ
عقد الكراء الرابط بينه وبين المكتري� ،إذ ذاك يمكن له �إبرام كافة الت�صرفات القانونية
على المحل الم�سترجع حيازته ككرائه للغير �أو بيعه� ،أما في حالة ما �إذا قام بتفويته �أو
كرائه للغير ومن دون مرور المدة المتطلبة قانونا 240وقتها يحق للمكتري مطالبة المكري
بالتعوي�ض عن ال�ضرر الذي لحقه جراء عدم �إمكانية رجوعه �إلى المحل.
هذا وقد يثار الت�سا�ؤل حول �إذا ما كان للمحكمة المخت�صة في تقدير التعوي�ض الم�ستحق
للمكتري جراء �سوء نية المكري في �سلوك م�سطرة ا�سترجاع حيازة محله المهجور ال�سلطة
التقديرية الكاملة في تحديده� ،أم �أن الم�شرع وبمقت�ضى قانون رقم 49-16و�ضع معايير
ومحددات ال ينبغي للمحكمة �أن تحيد عنها ؟
بالرجوع �إلى مقت�ضيات المادة ال�سابعة من قانون رقم 49-16نجد �أنها و�ضعت للمحكمة
معايير على �سبيل اال�ستئنا�س ق�صد تقدير التعوي�ض الم�ستحق للمكتري في حالة �إنهاء
عقد الكراء من طرف المكري ،ومن بين هذه المعايير نجد �أنه يحدد التعوي�ض انطالقا
من الت�صريحات ال�ضريبية لل�سنوات الأربع الأخيرة بالإ�ضافة �إلى ما �أنفقه المكتري من
تح�سينات و�إ�صالحات وما فقده من عنا�صر الأ�صل التجاري ،وكذلك م�صاريف االنتقال
من المحل.
فيمكن القول �أن المحكمة ال مانع من اعتمادها على المعايير المذكورة �أعاله لتقدير
التعوي�ض الم�ستحق للمكتري جراء �سوء نية المكري في �سلوك م�سطرة حيازة المحالت
المهجورة ،غير �أننا نتحفظ عن اعتماد معيار ما فقده الأ�صل التجاري من عنا�صر مادية
ومعنوية ،على اعتبار �أن المكتري لما هجر المحل وتركه عر�ضة للإهمال وبمرور ما يزيد
عن �ستة �أ�شهر ،ف�إنه بذلك يكون قد �ساهم في اندثار العنا�صر المعنوية لأ�صله التجاري
من زبناء و�سمعة تجارية� 241،أما فيما يخ�ص العنا�صر المادية للأ�صل التجاري كالب�ضائع
� 2240أي مرور �ستة �أ�شهر من تاريخ تنفيذ الأمر اال�ستعجايل القا�ضي با�سرتجاع حيازة املحل املهجور.
2241يف نازلة اعترب املكرتي �أنه ورغم ا�ست�صداره �أمرا ا�ستعجاليا ق�ضى ب�إرجاع احلالة �إىل ما كانت عليه بعدما �أفرغ من
املحل التجاري الذي كان يزاول فيه ن�شاطه التجاري ،ف�إنه م�ضطرا �إىل العمل على ا�سرتجاع مكانة �أ�صله التجاري
بعد اندثاره وفقدانه ملجموعة كبرية من الزبناء منهم الدائنني واملدينني ،فكان جواب حمكمة اال�ستئناف التجارية
بالدار البي�ضاء كالتايل :
«�إن الطاعن مل يثبت �أي تع�سف يف ا�ستعمال احلق يف التقا�ضي باعتبار �أن احلق يف التقا�ضي حق م�رشوع لكل
مواطن ،ولي�س رهني بك�سب الق�ضية �أم خ�رسانها بقدر ما هو رهني مبمار�سته بح�سن نية وجتنب التع�سف».
-قرار رقم � 2013/886صدر بتاريخ 2013/02/13يف ملف جتاري عدد ،2012/1635قرار غري من�شور.
175 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
وال�سلع والمعدات فال يجوز التعوي�ض عنها لأنه تم بيعها بالمزاد العلني وفق الطرق القانونية
المحددة في ق.م.م 242،وتم ا�ستفاء الدائنين لديونهم منها بمقت�ضى �سندات تنفيذية ،مما
يبقى معه التعوي�ض الوحيد الم�ستحق للمكتري هو تعوي�ضه عن فقدانه الحق في الكراء والذي
بموجبه يمكن للق�ضاء �أن يحدده بعد ت�أكده من ح�صول ال�ضرر ب�شروطه القانونية م�ستندا في
ذلك لعدة عنا�صر منها وجود �ضرر وخط�أ �صادر عن المكري وعالقة �سببية بينهما.
وما ينبغي التذكير به �أن رئي�س المحكمة ال يخت�ص بالنظر في التعوي�ض المطالب به من
طرف المكتري الذي يدعي �أنه ت�ضرر من �سلوك المكري لم�سطرة ا�سترجاع حيازة محله
المفترى عليه واقعة الهجر ،فالم�شرع ن�ص وب�صريح العبارة على �أنه �إذا �أثبت المكتري �أنه
كان ي�ؤدي الكراء بانتظام ،جاز له �أن يطالب المكري �أمام المحكمة بالتعوي�ض عن جميع
الأ�ضرار التي لحقته ،فعبارة المحكمة تدل على �أن ق�ضاء المو�ضوع هو المخت�ص ولي�س
رئي�س المحكمة في �إطار الق�ضاء اال�ستعجالي ،وح�سنا فعل الم�شرع حينما �أ�سند االخت�صا�ص
للمحكمة ولي�س لرئي�سها ،على اعتبار �أن دعوى التعوي�ض تقت�ضي ت�صفح الوثائق والنظر
في المنازعات الجدية المثارة من طرف �أطراف الخ�صومة ،وهو الأمر غير جائز قانونا
بالن�سبة لرئي�س المحكمة ب�صفته قا�ضيا للأمور الم�ستعجلة و�إن كان الم�شرع قد �أفرد لهذه
القاعدة بع�ض اال�ستثناءات.243
-هذا وقد مت الطعن بالنق�ض يف القرار املذكور �أعاله بوا�سطة املكرتي ،فاعتربت حمكمة النق�ض � :أن ا�ستخال�ص
اخلط�أ املوجب للم�س�ؤولية �إمنا يدخل يف ال�سلطة التقديرية ملحكمة املو�ضوع وال رقابة ملحكمة النق�ض عليها �إال من حيث
التعليل ،و�أن الف�صل 94من قانون االلتزامات والعقود قد ن�ص على �أنه ال حمل للم�س�ؤولية املدنية� ،إذا فعل �شخ�ص
بغري ق�صد الإ�رضار بالغري وهو ما ال يتحقق �إال بانتفاء كل م�صلحة من ا�ستعماله ،وملا كان حق التقا�ضي من احلقوق
امل�سموح بها وال ي�س�أل من يطرق �أبواب الق�ضاء مت�سكا بحق لنف�سه �أو دفاعا عنه �إال �إذا ثبت انحرافه عن احلق �إىل
التعنت فيه ابتغاء الإ�رضار باخل�صم ،و�أن الطاعن مل يثبت �سوء نية املطلوبني وق�صدهم من وراء مقا�ضاته �سوء
الإ�رضار به.
-قرار عدد � 2/56صدر بتاريخ 2014/01/30يف ملف جتاري عدد ،2013/2/3/1557قرار غري من�شور.
2242ينظر �إىل الف�صل 460وما يليه من ق.م.م.
2243من بينها ما ن�صت عليه الفقرة الثالثة من املادة 21من القانون رقم 53.95املحدث للمحاكم التجارية التي �أكدت على
�أنه :ميكن لرئي�س املحكمة �ضمن نف�س النطاق ورغم وجود منازعة جدية �أن ي�أمر بكل التدابري التحفظية �أو ب�إرجاع
احلالة �إىل ما كانت عليه لدرء �رضر حال �أو لو�ضع حد لإ�رضاب ثبت جليا �أنه غري م�رشوع.
-والإ�ستثناء الثاين هو ما جاءت به الفقرة الرابعة من املادة 13من قانون رقم 49-16املتعلق بعقود كراء العقارات
�أو املحالت املخ�ص�صة لال�ستعمال التجاري �أو ال�صناعي �أو احلريف ،بحيث ن�صت على �أنه :يخت�ص رئي�س املحكمة
ب�صفته قا�ضيا للأمور امل�ستعجلة ،ب�رصف النظر عن املقت�ضيات املخالفة ،بالبت يف دعوى الإفراغ ،وبتحديد تعوي�ض
احتياطي كامل وفق مقت�ضيات املادة � 7أعاله ،بطلب من املكرتي ،ي�ستحقه يف حالة حرمانه من حق الرجوع.
-ما يالحظ �أن امل�رشع عمل على تكري�س مفهوما جديدا مل�ؤ�س�سة الرئي�س ،وهو ما ي�صطلح عليه بالق�ضاء اال�ستعجايل
املو�ضوعي.
جواد الرفاعي 176
وختاما ف�إن الم�شرع منح للمكتري فر�صة �إ�ضافية �أخرى ق�صد رجوعه �إلى المحل
المكترى بالرغم من مرور مدة �ستة �أ�شهر عن عملية تنفيذ الأمر اال�ستعجالي القا�ضي
با�سترجاع حيازة المحل المهجور لفائدة المكري ،بحيث �أنه �إذا ظل المحل المكترى فارغا
بعد تنفيذ الأمر المذكور جاز للمكتري المطالبة ب�إرجاعه �إليه ،ولو بعد ان�صرام �أجل �ستة
�أ�شهر من تاريخ تنفيذ الأمر القا�ضي با�سترجاع الحيازة.244
مما يفهم على �أنه وبعد تنفيذ الأمر اال�ستعجالي وا�سترداد حيازة المحل من طرف
المكري ومرور مدة �ستة �أ�شهر عن هذه العملية وعدم ظهور المكتري ،وجب على المكري
�أن يجري بع�ض الت�صرفات القانونية على محله الم�سترد حيازته ،ككرائه للغير �أو بيعه ،وال
ينبغي له �أن يترك المحل فارغا معتقدا في نف�سه �أنه ال يمكن للمكتري �أن يرجع �إلى المحل
بعدما �أن ا�سترد حيازته.
وما يالحظ �أن الم�شرع لم يكن موفقا �إطالقا ب�إجازته للمكتري الرجوع �إلى المحل في
حالة ما �إذا ظل فارغا ،لكون �أنه �سبق للم�شرع نف�سه �أن اعتبر �أن ا�ستمرار غيبة المكتري
لمدة ال تقل عن �ستة �أ�شهر من تاريخ تنفيذ الأمر اال�ستعجالي القا�ضي با�سترجاع حيازة
المحل المهجور ،يترتب عنها ف�سخ عقد الكراء.
ومن تم ف�إن التن�صي�ص على هذا المقت�ضى �سي�شكل تناق�ضا في ن�ص المادة ،و�سي�ضع
معوقات تحول دون ف�سخ العالقة الكرائية عن طريق الأوامر ال�صادرة في �إطار دعوى
ا�سترجاع حيازة المحالت المهجورة في حالة ما �إذا ظل المحل فارغا بعد ا�سترداد حيازته
من طرف المكري.
2244ينظر �إىل الفقرة التا�سعة من املادة 32من قانون رقم .49-16
177 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
خاتمة :
�إن النزاعات المتعلقة بعقد الكراء التجاري كما بينا من خالل هذا البحث تعتبر من
�أهم الم�شاكل القانونية التي تطرح �أمام الق�ضاء و�أعقدها و�أكثرها رواجا �أمام المحاكم
بمختلف درجاتها.
ولما كان ظهير 24ماي 1955الإطار القانوني المنظم لعقد الكراء التجاري منذ �ستين
�سنة ونيف �أ�صبحت مقت�ضياته عاجزة عن حماية �أطراف العالقة الكرائية وكذا المحافظة
على ا�ستقرار الو�ضع االقت�صادي ،ال�شيء الذي دفع الم�شرع المغربي �إلى التدخل من �أجل
تعديل مقت�ضيات هذا الظهير وو�ضع �إطار قانوني من�سجم مع طبيعة عقد الكراء التجاري،
وهذا ما كان حيث تمت الم�صادقة على قانون رقم 49-16ون�شر بالجريدة الر�سمية بتاريخ
2016/08/11ودخل حيز التنفيذ بتاريخ .2017/02/11
وانطالقا من الأهداف المعلنة لقانون رقم ،49-16والرامية �إلى �إيجاد حلول
للإ�شكاليات التي كان يعرفها ظهير 24ماي 1955وتجاوز الإغراق في ال�شكليات التي كان
يطرحها هذا الظهير كلها �أهداف وقفنا عليها في �ضوء هذه الدرا�سة على م�ستوى جميع
مواد هذا القانون ،فقمنا بتحليل جل الن�صو�ص القانونية التي جاء بها هذا القانون وفيما
�إذا كان الم�شرع المغربي قد توفق في �سد الثغرات والنواق�ص التي كانت تعتري مقت�ضيات
ظهير 24ماي .1955
وما يالحظ من خالل المقت�ضيات التي �أفردها الم�شرع المغربي بخ�صو�ص نطاق تطبيق
قانون رقم � 49-16أنه حاول تدارك ال�صيغة المعيبة التي كانت واردة في الن�سخة العربية
من ظهير 24ماي 1955الملغى ،والتي لم تكن ت�شترط التمتع بحماية القواعد القانونية
المنظمة للأكرية التجارية �إال بممار�سة الأعمال التجارية المن�صو�ص عليها في المادة
ال�ساد�سة من مدونة التجارة ،بخالف ال�صيغة الفرن�سية التي كانت ت�شترط ا�ستغالل �أ�صل
تجاري بالمحل �أو العقار المكترى كمحدد لتطبيق قانون الأكرية التجارية.
جواد الرفاعي 178
هذا وبالرجوع �إلى ما جاءت به مقت�ضيات قانون رقم 49-16يت�ضح �أن الم�شرع عمل على
و�ضع تفرقة بخ�صو�ص مجال التطبيق ،فقد حددت المادة الأولى من هذا القانون مجال
تطبيقه وجعل هذا الأخير يطبق على عقود كراء العقارات �أو المحالت التي ي�ستغل فيها �أ�صل
تجاري من قبل تاجر �أو �صناعي �أو حرفي ،غير �أنه ما يالحظ �أن ال�صياغة التي �آتى بها
الم�شرع المغربي في م�ضمون الفقرة الأولى من المادة الأولى من قانون 49-16تعتبر تح�صيال
حا�صال ،مادام �أن مدونة التجارة في مادتها الثامنة قد ح�سمت الأمر ،حينما ن�صت على �أن
كل �شخ�ص اعتاد واحترف عمال يكت�سب �صفة تاجر وذلك ب�شكل عالني ،ومن تم فال مندوحة
من ذكر فقط عبارة العقارات �أو المحالت المخ�ص�صة لال�ستعمال التجاري وما في حكمه.
كما �أخ�ضع عقود كراء الأماكن الملحقة بالمحل الم�ستغل فيه الأ�صل التجاري وعقود
كراء الأرا�ضي العارية وعقود كراء الأمالك الخا�صة للدولة �أو باقي المرافق العمومية غير
المر�صودة لمنفعة عامة لنطاق تطبيق قانون رقم ،49-16كما جعل هذا التطبيق ي�سري �أي�ضا
على بعد عقود الكراء التي كانت ال ت�ستفيد من الحماية القانونية للت�شريع المتعلق بالكراء
التجاري كما هو ال�ش�أن بالن�سبة لعقود كراء العقارات �أو المحالت التي ت�ستغلها التعاونيات
الممار�سة لن�شاط تجاري والم�صحات الخا�صة والم�ؤ�س�سات المماثلة لها ،وقد �أثير الت�سا�ؤل
في خ�ضم هذا البحث حول المعيار المعتمد لإخ�ضاع هذا النوع من العقود لقواعد الأكرية
التجارية ،فخل�صنا �إلى �أن الم�شرع قد اعتمد تارة على معيار المقاولة لتطبيق مقت�ضيات
قانون رقم 49-16وتارة ا�ستند على مفهوم الم�ضاربة والربح وذلك بغ�ض النظر عن طبيعة
الأعمال الممار�سة بالمحل المكترى فيما �إذا كانت �أعمال مدنية �أو تجارية.
كما تم الح�سم في مدى خ�ضوع م�ؤ�س�سات التعليم الخا�ص لنطاق تطبيق قانون الكراء
التجاري ،وذلك بالتن�صي�ص على �إخ�ضاع م�ؤ�س�سات التعليم الخ�صو�صي لقواعد االكرية
التجارية ،وعلى خالف ال�صيغة العامة والمطلقة التي ن�ص عليها ظهير 24ماي 1955
الملغى والتي جعلت الق�ضاء يخ�ضع كافة م�ؤ�س�سات التعليم لنطاق تطبيقه كما هو ال�ش�أن
بالن�سبة للكتاتيب القر�آنية
وفي مقابل ذلك عملت المادة الثانية من نف�س القانون على تحديد م�ستثنيات تطبيق هذا
القانون على بع�ض العقارات �أو المحالت كما هو ال�ش�أن بالن�سبة لعقود كراء الأمالك العامة
للدولة والأمالك التابعة للأوقاف ،ووقفنا عند الإ�شكال الذي تطرحه مقت�ضيات الفقرة
الثالثة من المادة الثانية من قانون 49-16والمتعلق بم�صير الأ�صول التجارية التي ت�ستغل
179 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
في العقارات �أو المحالت التي تم وقفها بعد اكت�ساب المكتري الحق في الكراء ،فات�ضح
لنا �أن الم�شرع المغربي لم يتطرق كليا لهذه الم�س�ألة في قانون رقم 49-16على خالف
ما كان من�صو�ص عليه في ظهير 24ماي 1955الملغى ،والذي �أكد وب�شكل �صريح على �أن
الأمالك والأماكن التي تنجز �إلى الأحبا�س بعد ن�شر هذا الظهير تبقى مقيدة بعقود الكراء
التجاري التي يكون معمول بها� ،أو التي يقع تجديدها تطبيقا لهذا الظهير ،فكان حري
بالم�شرع �أن ينظم م�س�ألة م�صير الحق في الكراء الذي اكت�سب قبل وقف العقار المزاول
به الأ�صل التجاري ،على اعتبار �أنه حق مكت�سب يقت�ضي لزوما مراعاة المركز القانوني
للمكتري وتمتعيه بالحماية القانونية الالزمة
هذا وقد ا�ستثنى الم�شرع المغربي بع�ض الحاالت الخا�صة من نطاق تطبيق قانون رقم
49-16ومن بينها عقود كراء الأماكن المبرمة بناء على مقرر ق�ضائي �أو نتيجة له ،وعقود
االئتمان الإيجار العقاري ،وعقود الكراء الطويل الأمد ،وكعقود كراء المحالت المتواجدة
بالمراكز التجارية والتي لقيت انتقاد حاد من جميع الهيئات الفاعلة في الميدان القانوني
وخ�صو�صا �أن هذا النوع من العقود يعتبر �سببا رئي�سيا في ركود هذا القانون داخل قبة
البرلمان منذ تاريخ 2007/12/31لتجاذب مجموعة من الم�صالح والر�ؤى من طرف
العديد من الفاعلين في المجال االقت�صادي والقوى ال�ضاغطة� ،إلى �أن تم التوافق على
ا�ستبعاد هذا النوع من العقود من نطاق تطبيق قانون رقم 49-16على �أن يتم تخ�صي�ص
ن�ص قانوني خا�ص لهذا النوع من العقود والذي �شرعت وزارة العدل والحريات في �صياغته
كم�شروع قانون.
هذا وقد ات�ضح لنا من خالل المادة الرابعة من هذا القانون �أن الم�شرع المغربي وحد
المدة المتطلبة قانونا لن�شوء الحق في الكراء وذلك ال�شتراطه انتفاع المكتري بالمحل
المكترى لمدة �سنتين ك�شرط ال�ستفادته من الحماية التي جاء بها قانون رقم ،49-16غير
�أنه يمكن �إعفائه من هذا ال�شرط متى قدم مبلغا ماليا مقابل الحق في الكراء� ،أو في الحالة
التي يكون فيها المكتري يمار�سا الن�شاط ال�صيدلي.
كما وقفنا عن �شرط الكتابة التي ن�ص عليها الم�شرع في المادة الثالثة من قانون رقم
49-16وخل�ص �إلى �أن �شرط الكتابة في هذا القانون ال هو ب�شرط انعقاد عقد الكراء وال
�شرط �إثباته ،بل �إنه �شرط تطبيق مقت�ضيات هذا القانون وذلك بدليل المادة 37من نف�س
القانون.
جواد الرفاعي 180
�أما فيما يتعلق بالقواعد الإجرائية الواجب اتباعها عند الرغبة في �إنهاء عقد الكراء
التجاري �أو ف�سخه ،فقد الحظنا �أن الم�شرع اعتبر �أنه ال يمكن لمكري عقار �أو محل تجاري
�أن ينهي عقد كراء رابط بينه وبين المكتري �إال طبقا لمقت�ضيات المادة 26من قانون رقم
49-16وذلك من قبيل توجيه له �إنذارا يت�ضمن �أجاال تختلف ح�سب الحاالت و�ضرورة ت�سبيبه
واحترام مدة �صالحيته وتبليغه عن طريق المفو�ض الق�ضائي �أو بوا�سطة باقي و�سائل التبليغ
الأخرى المن�صو�ص عليها في القانون االجرائي.
�أما فيما يتعلق بقواعد االخت�صا�ص الق�ضائي ،ف�إن الم�شرع المغربي لم يكن موفقا حينما
ن�ص في المادة 35من قانون رقم 49-16على �أن تخت�ص المحاكم التجارية بالنظر في
النزاعات المتعلقة بتطبيق هذا القانون ،غير �أنه ينعقد االخت�صا�ص للمحاكم االبتدائية
طبقا للقانون المتعلق بالتنظيم الق�ضائي للممكلة ،فالمت�صفح لمقت�ضيات هذه المادة ،قد
يعتقد �أن الم�شرع �أراد في حالة عدم تواجد محكمة تجارية تابع لها مقر العقار �أو المحل
التجاري المتنازع ب�ش�أنه �أن ي�سند االخت�صا�ص ح�صرا للمحاكم االبتدائية في هذه الحالة ؟
بل �إن �إرادة الم�شرع كانت تتجه نحو �إخراج كل من القانونين ،قانون الكراء التجاري رقم
49-16وقانون التنظيم الق�ضائي متزامنين في نف�س الوقت ،غير �أنه ولأ�سباب مجهولة تم
ت�أخير �إخراج م�شروع قانون التنظيم الق�ضائي �إلى حيز الوجود ،والذي ن�ص على �إحداث
�أق�سام تجارية بالمحاكم االبتدائية و�أق�سام تجارية ا�ستئنافية لدى محاكم اال�ستئناف.
كما الحظنا �أن تم �إلغاء م�سطرة ال�صلح لعدم فعاليتها ونجاعتها ،بعدما تبين من خالل
الممار�سة العملية �أنها م�سطرة �شائكة ال ت�ؤدي �إلى الغاية المتوخاة في حماية المكتري وحق
الكراء ،بالإ�ضافة �إلى �أنها تزيد من م�شقة الق�ضاء وفي تراكم عدد الملفات المتعلقة بها كما
�أنه لم يعد للمكتري الحق في رفع دعوى المنازعة في �أ�سباب الإنذار ،بل �إن المكري �أ�صبح
هو �صاحب المبادرة للجوء �إلى الق�ضاء ق�صد طرح ادعاءاته عن طريق دعوى الم�صادقة
على الإنذار.
هذا وقد وفقنا عند الحاالت التي يمكن للمكري المطالبة ب�إفراغ المكتري على �إثرها
ومن بين الحاالت الجديدة نجد حالة ت�سبيب الإنذار الندثار عن�صري الزبناء وال�سمعة
التجارية للأ�صل التجاري ،وهي حالة ق�ضائية �صرفة �سبق لمحاكم المو�ضوع ومحكمة
النق�ض �أن كر�ست هذه القاعدة ،فتبناها الم�شرع المغربي بمقت�ضى الفقرة ال�سابعة من
المادة الثامنة من قانون رقم .49-16
181 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
هذا وما ي�سجل على الم�ستجدات التي اتى بها هذا القانون �أنه �أ�صبح يمنح للمكتري
فر�صة تدارك �إخالله ببنود عقد الكراء في حالة ما �إذا �أقدم على تغيير الن�شاط الممار�س
بالمحل المكترى والم�شترط بالعقد ،وكذلك في حالة ما �إذا قام ب�إحداث تغييرات جوهرية
تم�س بمثانة و�صالبة المحل المكترى.
ذلك �أن الم�شرع فر�ض على المكري �أن يقوم بتوجيه �إنذار للمكتري ق�صد �إرجاع الحالة
�إلى ماكانت عليه وفي حالة عدم ا�ستجابة هذا الأخير للإنذار المذكور داخل �أجل حدده
الم�شرع في ثالثة �أ�شهر حينها يحق للمكري اللجوء �إلى الق�ضاء ق�صد �إفراع المكتري من
المحل المكترى.
كما تطرقنا ل�ضوابط تنفيذ الحكم القا�ضي بالإفراغ وذلك من قبيل �ضرورة �إيداع
المكري مبلغ التعوي�ض المحكوم به ك�شرط لتنفيذ ذلك الحكم ،و�إذا لم يتم �إيداع مبلغ
التعوي�ض اعتبر حينها المكري متنازال عن التنفيذ وهي الية اقتب�سها الم�شرع من مدونة
الأ�سرة وخ�صو�صا في م�سطرة الطالق لل�شقاق ،وفي نظير لذلك �ألغى م�سطرة التوبة .
كما فر�ض الم�شرع المغربي على المكتري قيدا لح�صوله على التعوي�ض المحكوم لفائدته
والمودع ب�صندوق المحكمة وذلك ب�ضرورة �إدالئه ب�شهادة م�سلمة من كتابة ال�ضبط تثبت خلو
�أ�صله التجاري من لكل تقييد �أو بما يفيد �إ�شعار الدائنين بواقعة االفراغ في حالة وجودهم.
وختاما وقفنا عند الم�سطرة اال�ستعجالية التي بمقت�ضاها يمكن للمكري �سلوكها لف�سخ
عقد الكراء الرابط بينه وبين المكتري ،وخ�صو�صا دعوى معاينة تحقق ال�شرط الفا�سخ وما
تتركه من اثار ايجابية وخ�صو�صا اال�ستفادة من تجربة م�ؤ�س�سة الرئي�س للنظر في مثل هاته
الدعاوى وكذلك ال�سرعة في ا�ست�صدار �أمر ا�ستعجالي يق�ضي بف�سخ عقد الكراء و�إفراغ
المكتري منه و�شموله بالنفاذ المعجل.
كما عالجنا دعوى ا�سترجاع حيازة المحالت المهجورة �أو المغلقة وما كانت تعرفه
من فراغ ت�شريعا حاول الق�ضاء معه �إيجاد حلول لهاته الم�سطرة وذلك باال�ستناد �إما �إلى
مقت�ضيات المادة � 148أو المادة 149من قانون الم�سطرة المدنية ح�سب اقتناع وتوجه كل
رئي�س المحكمة على حدى .
وقد اعتبر الم�شرع المغربي بمقت�ضى المادة 32من قانون رقم � 49-16أنه �إذا ا�ستمرت
غيبت المكتري لمدة ال تقل عن �ستة �أ�شهر من تاريخ تنفيذ االمر اال�ستعجالي القا�ضي
با�سترجاع حيازة المحل المهجور ،يف�سخ عقد الكراء وت�صبح اثار التنفيذ نهائية.
جواد الرفاعي 182
وما ي�سجل على هذا المقت�ضى �أن الم�شرع حاول تجاوز اال�شكاالت التي كانت تطرح �أمام
ر�ؤ�ساء المحاكم �أثناء نظرهم في مدى ا�ستحقاق المكتري الرجوع �إلى المحل المكترى
وخ�صو�صا �إذا ما �أثبت �أن المحل لم يكن مهجور �أو مغلق و�أن هناك �سوء نية المكري في
�سلوك م�سطرة اال�سترجاع.
ونقول قبل �أن نختم مو�ضوعنا هذا :
�أننا و�أثناء بحثنا في مو�ضوع الكراء التجاري بينما كان مقرر بظهير 24ماي 1955
الملغى وبين ما قرر بمقت�ضى قانون رقم 49-16وما وفقنا عليه من م�شاكل عديدة ومتنوعة
التي يطرحها هذا النوع من العقود ،فقد حاولنا قدر الإمكان �أن ن�ضع هذا البحث في �إطاره
العملي والتطبيقي لر�صد مختلف اال�شكاليات التي عر�ضت والزالت تعر�ض على الق�ضاء،
ليبقى الت�سا�ؤل في هذا ال�صدد مطروحا حول ما �إذا كان قانون رقم 49-16المتعلق بعقود
كراء العقارت �أو المحالت المخ�ص�صة لال�ستعمال التجاري �أو ال�صناعي �أو الحرفي قد
ا�ستطاع فعال �أن ي�سد التغرات والنواق�ص التي تركها الظهير الغير الم�أ�سوف عليه ،وهو �أمل
م�أمول في الق�ضاء ومختلف الفاعلين في مرفق العدالة من محامين ومفو�ضين ق�ضائيين
لتنزيل هذا القانون على �أر�ض الواقع ب�شكل مرتكز على �ضوابط قانونية.
ومهما يكن ف�إن الت�شريع الو�ضعي لي�س من �صفته الكمال ،فالقانون رقم 49-16و�إن
كان قد اعترته بع�ض النواق�ص ،ف�إنه قد جاء بم�ستجدات هامة ويكفينا �أنه يعتبر �أول ن�ص
ت�شريعي مغربي �صرف.
العمل الق�ضائي
جواد الرفاعي 184
القاعدة :
�إن عنا�صر الأ�صل التجاري التي تت�أثر جراء عملية النقل هي الحق في الكراء
واالت�صال بالزبناء وال�سمعة التجارية طبقا للمادة 80من مدونة التجارة وهي
التي يتعين اعتبارها في تحديد التعوي�ض عن فقدان الأ�صل التجاري وال�ضرر
الذي يلحق بالمكتري نتيجة ا�ضطراره �إلى نقل ملكيته �إلى جهة �أخرى.
�إن الفاتورتين المتم�سك بهما من طرف الطاعنين ب�إ�صالح المحل وتجهيزه
ال تدخل �ضمن عنا�صر التعوي�ض وفق ما هو محدد �أعاله.
حيث ي�ستفاد من م�ستندات الملف ومن القرار المطعون فيه �أن الطالبين قدما بتاريخ
2013/1/8مقاال �إلى المحكمة التجارية بالرباط عر�ضا فيه �أنهما يكتريان من المطلوب
المحل التجاري الكائن بعنوانهما تو�صال منه بتاريخ 2012/09/26ب�إنذار في �إطار ظهير
1955/5/24من �أجل �إفراغه بدعوى اال�ستغالل ال�شخ�صي و�أن دعوى ال�صلح انتهت
بالف�شل والتم�سا بذلك �إبطال الإنذار وتجديد العقد بنف�س ال�شروط واحتياطيا �إجراء خبرة
لتقدير قيمة الأ�صل التجاري وتحديد التعوي�ض المنا�سب وحفظ حقهما.كما قدم المطلوب
مقاال �إلى نف�س المحكمة التم�س فيه الم�صادقة على الإنذار والحكم ب�إفراغ المكتريين من
محل النزاع ومن يقوم مقامهما وبعد �ضم الملفين و�إجراء خبرة بوا�سطة الخبير الذي حدد
التعوي�ض عن الإفراغ في مبلغ 338.220درهم انتهت الق�ضية ب�صدور حكم ق�ضى ب�إفراغ
الطالبين من محل النزاع مقابل تعوي�ض قدره 338.220درهم ي�ؤديه المطلوب والذي
ا�ست�أنفه الطالبان وبعد �إجراء خبرة بوا�سطة الخبير الذي حدد التعوي�ض في مبلغ 370000
درهم �أيدته محكمة اال�ستئناف التجارية بمقت�ضى القرار المطلوب نق�ضه.
185 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
حيث يعيب الطاعنان القرار في الو�سيلة الفريدة بخرق الف�صل 50من ق.م.م وبنق�صان
التعليل ذلك �أنه بتبنيه لتعليالت الحكم االبتدائي يكون معلال تعليال ناق�صا �إذ ورد به ‹ �أن
الخبير �أورد تقريره بتاريخ 2014/01/17الذي جاء م�ستوفيا لما ت�ضمنته مقت�ضيات الف�صل
63من ق.م.م ومن�سجما مع معطيات الملف ووثائقه والمحكمة بما لها من �سلطة تقريرية
( هكذا) في تقييم الحكم المعرو�ض �أمامها فقد ارت�أت الم�صادقة عليه ‹ وهو تعليل غير
كاف على اعتبار �أن الطالبين �أو�ضحا بمذكرتهما المدلى بها بتاريخ 2014/06/12ابتدائيا
�أن الخبرة غير مو�ضوعية وال ت�ستند �إلى معطيات دقيقة وقانونية بل �إن الخبير تفادى ذكر
العديد من النقط القانونية التي �أثارها في الخبرة ومنها الفاتورتين المتعلقتين ب�إ�صالح
وتجهيز المحل التجاري.
لكن ،حيث �إن محكمة اال�ستئناف التجارية م�صدرة القرار المطعون فيه بخ�صو�ص
ا�ستبعاد مذكرتهما المدلى بها للخبير والمرفقة بفاتورتي �إ�صالح وتجهيز المحل بتعليلها ‹
�أنه �إذا كان الإفراغ لال�ستعمال ال�شخ�صي يعطي للمكتري الحق في اال�ستفادة من تعوي�ض
كامل عن رف�ض تجديد العقد طبقا للف�صل 10من ظهير 1995/5/24ف�إن ما يراعى في
تقدير هذا التعوي�ض وهو ما قد يلحق المكتري من خ�سارة حقيقية وما يفوته من ك�سب متى
كانا ناتجين عن عملية الإفراغ ونقل الن�شاط التجاري �إلى جهة �أخرى .و�أن عنا�صر الأ�صل
التجاري التي تت�أثر جراء عملية النقل هي الحق في الكراء واالت�صال بالزبناء وال�سمعة
التجارية طبقا للمادة 80من مدونة التجارة وهي التي يتعين اعتبارها في تحديد التعوي�ض
عن فقدان الأ�صل التجاري وال�ضرر الذي يلحق بالمكتري نتيجة ا�ضطراره �إلى نقل ملكيته
�إلى جهة �أخرى .وحيث �إنه �إ�ضافة �إلى تعلق الفاتورتين المتم�سك بهما من الطاعنين ب�إ�صالح
المحل وتجهيزه فهي ال تدخل �ضمن عنا�صر التعوي�ض وفق ما هو محدد �أعاله .فتكون بذلك
قد ردت وعن �صواب ما تم�سك به الطاعنان بهذا الخ�صو�ص ويبقى ما �أثير بهذا الخ�صو�ص
خالف الواقع يجعل ما بالو�سيلة غير مقبول.
لهذه الأ�سباب :
ق�ضت محكمة النق�ض برف�ض الطلب وبتحميل رافعيه ال�صائر.
وبهذا �صدر القرار في اليوم وال�شهر وال�سنة �أعاله ومن نف�س الهيئة التي ناق�شت الق�ضية
كاتب ال�ضبط الم�ست�شار المقرر الرئي�س
جواد الرفاعي 186
القاعدة :
�إن الإدالء برخ�صة البناء والت�صميم لي�س �ضروريا من �أجل �إفراغ المحل
ب�سبب وخامة البناء.
يحق للمكري رف�ض تجديد العقد �إذا ثبت وجوب هدم الملك كال �أو بع�ضا
لأن ال�سلطات الإدارية �أعلنت �أنه وخم ومخالف للمبادئ ال�صحية �أو �أثبت �أن في
�شغل الملك خطرا ب�سبب انعدام الأمن فيه.
حيث ي�ستفاد من م�ستندات الملف ومن القرار المطعون فيه ال�صادر عن محكمة
اال�ستئناف بالعيون بتاريخ 2014/12/31في الملف رقم � 2014/1302/59أن المدعي
تقدم بمقال �أمام المحكمة االبتدائية بالعيون يعر�ض فيه �أنه يكري للمدعى عليه الم�ستودع
التجاري الكائن بعنوانه �أعاله و�أن ال�سلطات الإدارية �أ�صدرت مقررا بتاريخ 2008/08/24
بهدم البناء و�إعادة بنائه ،فوجه للمكتري �إنذارا بالهدم و�إعادة البناء بقي بدون جدوى،
التم�س الم�صادقة على الإنذار و�إفراغا المدعى عليه هو ومن يقوم مقامه �أو ب�إذنه تحت
طائلة غرامة تهديدية .وبعد جواب المدعى عليه �صدر حكم بالإفراغ مع اال�شهاد على
المدعي بتمكين المدعى عليه من حق الأولوية .ا�ست�أنفه المدعى عليه فق�ضت محكمة
اال�ستئناف بت�أييده بموجب قرارها المطلوب نق�ضه.
حيث ينعى الطاعن عن القرار المطعون فيه عدم ارتكازه على �أ�سا�س قانوني .ذلك �أنه
تم�سك �أمام محكمة اال�ستئناف بحجية الحكم االبتدائي الأول الذي اعتبر رخ�صة البناء
قديمة وق�ضى بعدم قبول الطلب �أما الحكم االبتدائي الثاني هو الذي يجيب على الحكم
187 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
الأول .و�أن المحكمة لم تجب على الدفع المثار فات�سم قرارها بنق�صان التعليل المعتبر
بمثابة انعدامه عر�ضة للنق�ض.
لكن حيث �إن المحكمة م�صدرة القرار المطعون فيه ردت الدفع مو�ضوع الو�سيلة بعلة
�أن الإدالء برخ�صة البناء والت�صميم لي�س �ضروريا من �أجل �إفراغ المحل ب�سبب وخامة
البناء ،مطبقة وعن �صواب مقت�ضيات الف�صل 11من ظهير 24ماي 1955الذي ين�ص على
حق المكري في رف�ض تجديد العقد �إذا ثبت وجوب هدم الملك كال �أو بع�ضا لأن ال�سلطات
الإدارية �أعلنت �أنه وخم ومخالف للمبادئ ال�صحية �أو �أثبت �أن في �شغل الملك خطرا ب�سبب
انعدام الأمن فيه ،فجاء قرارها معلال تعليال �سليما وما بالو�سيلة غير جدير باالعتبار.
لهذه الأ�سباب :
ق�ضت محكمة النق�ض برف�ض الطلب وتحميل الطاعن ال�صائر.
وبهذا �صدر القرار في اليوم وال�شهر وال�سنة �أعاله ومن نف�س الهيئة التي ناق�شت الق�ضية
كاتب ال�ضبط الم�ست�شار المقرر الرئي�س
جواد الرفاعي 188
القاعدة :
�إن الإنذار الموجه ل�شخ�ص متوفى ال يمكن �أن يرتب �أي �آثر قانوني لأن
العالقة الكرائية بعد وفاة المكتري �أ�صبحت بين الورثة والمكري ويتطلب
لإنهائها توجيه �إنذار للورثة.
الدفع بانعدام �صفة المبلغ �إليه الإنذار هو من الدفوع الم�ؤثرة في دعوى
الم�صادقة.
حيث ي�ؤخذ من وثائق الملف والقرار المطعون فيه �أن المطلوبين تقدموا بمقال للمحكمة
التجارية بالدار البي�ضاء مفاده �أن الهالك ..كان يكتري منهم محال تجاريا بم�شاهرة 460
درهم ،و�أنه توقف عن �أداء واجبات الكراء من �أكتوبر � 2011إلى مار�س ،2013فوجهوا
�إنذارا بالأداء والإفراغ تو�صل به بتاريخ 2013/5/8لكن بقي دون جدوى ولم يبادر �إلى
الأداء ،وقد بلغ �إلى علمهم �أن المكتري توفي ف�إنهم �أ�صبحوا محقين في رفع هذه الدعوى
في مواجهة ورثته الظاهرين ،والتم�سوا الم�صادقة على الإنذار والحكم ب�إفراغهم�.أجاب
الورثة �أن الإنذار يحمل تاريخ 2013/5/8والحال �أن مورثهم توفي بتاريخ 2013/1/23
ح�سب الثابت من ر�سم الوفاة ،مما يكون معه الإنذار بلغ �إلى ميت وبالتالي يكون باطال ،و�أنه
لي�س بالملف ما يفيد �أن الحكم �أ�صبح نهائيا ،والتم�سوا الحكم ببطالن الإنذار وبعدم قبول
طلب الأداء ،وبعد �إتمام الإجراءات �أ�صدرت المحكمة التجارية حكما ب�إفراغ المدعى عليهم
وبرف�ض باقي الطلبات� ،ألغته محكمة اال�ستئناف التجارية وت�صدت للحكم من جديد بعدم
قبول الطلب بمقت�ضى القرار المطلوب نق�ضه.
189 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
حيث يعيب الطاعنون القرار في الو�سيلة الفريدة ب�سوء تطبيق الف�صل 38من ق.م.م
وف�ساد التعليل الموازي النعدامه بدعوى �أن الإنذار الموجه للمكتري �سلم بكيفية �صحيحة
لإبن المكتري الذي وقع على مح�ضر التبليغ و�أنه لم يعلم م�أمور �إجراءات التبليغ بواقعة
وفاة والده ،كما �أن المطلوبين لم يطعنوا في مح�ضر تبليغ الإنذار و�أن المحكمة لما �ألغت
الحكم االبتدائي وق�ضت بعدم قبول الطلب بعلة �أن الدفع بانعدام �صفة المبلغ �إليه الإنذار
هي من الدفوع الم�ؤثرة في دعوى الم�صادقة على الإنذار تكون قد اعتمدت ا�ستنتاجا خاطئا
ومخالفا للقانون.
لكن حيث �إن محكمة اال�ستئناف التجارية التي ثبت لها من خالل وثائق الملف �أن الإنذار
الموجه لمورث الطالبين كان بعد وفاته ،فيبقى ما تم�سك به كون المحكمة خرقت الف�صل
38من ق.م.م غير مرتكز على �أ�سا�س على اعتبار �أن الإنذار الموجه ل�شخ�ص متوفى ال
يمكن �أن يرتب �أي �آثر قانوني لأن العالقة الكرائية بعد وفاة المكتري �أ�صبحت بين الورثة
والمكري ويتطلب لإنهائها توجيه �إنذار للورثة ،و�أن المحكمة لما عللت قرارها بما م�ضمنه
(�أن الدفع بانعدام �صفة المبلغ �إليه الإنذار هو من الدفوع الم�ؤثرة في دعوى الم�صادقة) لم
تخرق الف�صل 38من ق.م.م المتم�سك به لأن توجيه الإنذار يعتبر من الت�صرفات القانونية
ويتعين �أن يوجه لمن له ال�صفة والأهلية وال يمكن توجيهه لميت من �أجل تنفيذ التزام تحت
طائلة عدم تجديد العقد ،مما يبقى ما ورد بالو�سيلة على غير �أ�سا�س.
لهذه الأ�سباب :
ق�ضت محكمة النق�ض برف�ض الطلب وتحميل الطالب ال�صائر.
وبهذا �صدر القرار في اليوم وال�شهر وال�سنة �أعاله ومن نف�س الهيئة التي ناق�شت الق�ضية
كاتب ال�ضبط الم�ست�شار المقرر الرئي�س
جواد الرفاعي 190
القاعدة
�إن العين المكراة مو�ضوع النزاع �أر�ض بي�ضاء لم يثبت �إنجاز بنايات عليها
�سواء قبل �أو بعد �إبرام عقد الكراء ،ف�إن �إنهاء عقد الكراء بخ�صو�صها يبقى
م�ستثنى من ظهير 24ماي .1955
حيث ي�ستفاد من م�ستدان الملف ومن القرار المطعون فيه ال�صادر بتاريخ 2014/12/30
عن محكمة اال�ستئناف التجارية بفا�س في الملف عدد � 14/8202/1633أن المدعين تقدموا
بمقال �أمام المحكمة التجارية بفا�س بمقال عر�ضوا فيه �أن المدعى عليه �أبرم مع مورثهم
عقد كراء القطعة الأر�ضية (قنطرة ربي) ق�صد ا�ستغاللها في ا�ستخراج الأحجار بثمن
قدره 300درهم لل�شحنة الواحدة واتفقا في العقد على مدة غير محددة مع �إمكانية �إنهائه
ح�سب رغبة كل طرف ،وبتاريخ 2013/12/30وجهوا للمدعى عليه �إنذارا لف�سخ العقد
داخل �أجل �شهرين بقي دون جدوى ،والتم�سوا الحكم بف�سخ العقد و�إفراغ المدعى عليه من
القطعة الأر�ضية المذكورة ،وبعد جواب المدعى عليه والتم�س بتطبيق مقت�ضيات ظهير 24
ماي � 1955صدر حكم ق�ضى بالإفراغ ،ا�ست�أنفه المدعى عليه ف�أيدته محكمة اال�ستئناف
التجارية بموجب قرارها المطلوب نق�ضه.
حيث ينعى الطاعن على المحكمة م�صدرة القرار المطعون فيه في و�سيلته الفريدة
بخرق القانون المتخذ من خرق ظهير 1955/05/24ذلك �أنها عللت قرارها ب�أن الأرا�ضي
البي�ضاء ال تخ�ضع لمقت�ضيات ظهير 24ماي � 1955إال �إذا �أن�ش�أت عليها بنايات قبل �إبرام
العقد �أو بعده �شريطة �أن يكون ت�شييدها �أو ا�ستغاللها بر�ضى المالك ،في حين �أن طبيعة
العقد الرابط بين الطرفين هو مزاولة ن�شاط التنقيب وا�ستخراج الأحجار وهذا الن�شاط
191 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
ال يمكن ت�صوره دون �إقامة من�شئات و�أبنية ون�صب منقوالت ك�آالت الحفر والتنقيب ور�ضا
المالك مفتر�ض �ضمنيا طبقا للعقد ،و�أنه حتى �إذا كان هناك �شك في هذا الواقع كان على
المحكمة التحقق من ذلك بوا�سطة خبرة وهو ما لم ت�أمر به فجاء قرارها خارقا للقانون
وعر�ضة للنق�ض.
لكن حيث �إن المحكمة م�صدرة القرار المطعون فيه ردت ما ت�ضمنته الو�سيلة بعلة ‹
�أن العين المكراة مو�ضوع النزاع �أر�ض بي�ضاء لم يثبت �إنجاز بنايات عليها �سواء قبل �أو
بعد �إبرام عقد الكراء ،ف�إن �إنهاء عقد الكراء بخ�صو�صها يبقى م�ستثنى من ظهير 24ماي
،1955وهو تعليل يطابق ما جاء في عقد الكراء الرابط بين الطرفين والذي يفيد �أن العين
المكتراة عبارة عن �أر�ض عارية لي�ست بها بنايات لال�ستعمال ال�صناعي �أو التجاري �أو
الحرفي اكتراها الطاعن من �أجل ا�ستغالل الأحجار الظاهرة منها والباطنة ،وبالتالي فهو
م�ستثنى من ظهير 1955/05/24ب�صريح الف�صل الأول منه.
لهذه الأ�سباب :
ق�ضت محكمة النق�ض برف�ض الطلب وتحميل الطالب ال�صائر.
وبهذا �صدر القرار في اليوم وال�شهر وال�سنة �أعاله ومن نف�س الهيئة التي ناق�شت الق�ضية
كاتب ال�ضبط الم�ست�شار المقرر الرئي�س
جواد الرفاعي 192
القاعدة
�إن حق التقا�ضي من الحقوق الم�سموح بها وال ي�س�أل من يطرق �أبواب الق�ضاء
تم�سكا بحق لنف�سه �أو دفاعا عنه �إال �إذا ثبت انحرافه عن الحق �إلى التعنت فيه
ابتغاء الإ�ضرار بالخ�صم.
حيث ي�ؤخذ من وثائق الملف والقرار المطعون فيه �أن الطالب رفع دعوى �ضد المطلوبين
كونهم ا�ست�صدروا �ضده قرارا عن ا�ستئنافية الدار البي�ضاء التجارية بتاريخ 2008/02/28
في الملف عدد 2007/5045ق�ضى ب�إفراغه من المحليين التجاريين اللذين يكترهما منهم
مقابل �أدائهم له تعوي�ضا قدره 343880درهما والذي تم نق�ضه بناء على طلبه بمقت�ضى
قرار محكمة النق�ض عدد 50بتاريخ 2010/1/13ملف تجاري عدد 2008/1042و�أنه
بعد الإحالة ق�ضى ا�ستئنافية البي�ضاء التجارية ب�إلغاء الحكم االبتدائي وت�صدت ببطالن
الإنذار ورف�ض طلب الإفراغ ،ملتم�سا الحكم له بتعوي�ض قدره 150000درهم مقابل
الأ�ضرار التي لحقت به جراء التع�سف في ا�ستعمال الحق الناتج عن اندثار �أ�صله التجاري،
فق�ضت المحكمة االبتدائية برف�ض الطلب بحكم �أيدته محكمة اال�ستئناف بمقت�ضى قرارها
المطلوب نق�ضه بعلة �أ�سا�سية مفادها «�أن الطاعن لم يثبت �أي تع�سف في ا�ستعمال الحق في
التقا�ضي باعتبار �أن الحق في التقا�ضي حق م�شروع لكل مواطن ولي�س رهين بك�سب الق�ضية
�أم خ�سرانها بقدر ما هو رهين بممار�سته بح�سن نية وتجنب التع�سف.
حيث يعيب الطاعن القرار في و�سيلة النق�ض الفريدة بعدم ارتكازه على �أ�سا�س قانوني،
ذلك �أنه علل �أن الطاعن لم يثبت �أي تع�سف في ا�ستعمال الحق في التقا�ضي ،و�أنه خالفا
لذلك ف�إن الدعوى و�إن كان حقا م�شروعا خوله القانون للأ�شخا�ص حماية لحقوقهم من
193 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
ال�ضياع ف�إن ا�ستعمال ذلك الحق ولو في دعوى واحدة ب�شكل تع�سفي يترتب عنه �ضرر للذي
ا�ستعمل �ضده يثبت له الحق في التعوي�ض ،و�أن ال�ضرر الالحق به يتمثل في فقدانه للأ�صلين
التجاريين رغم �إيداع مبلغ التعوي�ض ب�صندوق المحكمة و�سحبه من طرف المطلوبين ،و�أنه
رغم ا�ست�صداره �أمرا ا�ستعجاليا ب�إرجاع الحالة �إلى ما كانت عليه ف�إنه م�ضطرا �إلى العمل
على ا�سترجاع مكانة �أ�صليه التجاريين بعد اندثارهما وفقدانه لمجموعة كبيرة من الزبناء
منهم الدائنين والمدنيين .
لكن حيث �إن ا�ستخال�ص الخط�أ الموجب للم�س�ؤولية �إنما يدخل في ال�سلطة التقديرية
لمحكمة المو�ضوع وال رقابة لمحكمة النق�ض عليها �إال من حيث التعليل ،و�أن الف�صل 94من
قانون االلتزامات والعقود قد ن�ص على �أنه « ال محل للم�س�ؤولية المدنية� ،إذا فعل �شخ�ص
بغير ق�صد الإ�ضرار ما كان له الحق في فعله ،و�أن ا�ستعمال الحق ال يكون غير م�شروع �إال �إذا
لم يق�صد به �سوى الإ�ضرار بالغير وهو ما ال يتحقق �إال بانتفاء كل م�صلحة من ا�ستعماله،
ولما كان حق التقا�ضي من الحقوق الم�سموح بها وال ي�س�أل من يطرق �أبواب الق�ضاء تم�سكا
بحق لنف�سه �أو دفاعا عنه �إال �إذا ثبت انحرافه عن الحق �إلى التعنت فيه ابتغاء الإ�ضرار
بالخ�صم ،ف�إن الطاعن لم يثبت �سوء نية المطلوبين وق�صدهم من وراء مقا�ضاته �سوء
الإ�ضرار به ،و�أن المحكمة حينما ق�ضت برف�ض دعواه �إنما ارتكزت على انتفاء ركن الخط�أ
الموجب للم�س�ؤولية من جانبهم معللة قرارها ب�أ�سباب مقبولة وكافية لتبرير ق�ضائها الذي
ركزته على �أ�سا�س قانوني �سليم ويبقى ما بالو�سيلة على غير �أ�سا�س.
لهذه الأ�سباب :
ق�ضت محكمة النق�ض برف�ض الطلب وتحميل الطالب ال�صائر.
وبهذا �صدر القرار في اليوم وال�شهر وال�سنة �أعاله ومن نف�س الهيئة التي ناق�شت الق�ضية
كاتب ال�ضبط الم�ست�شار المقرر الرئي�س
جواد الرفاعي 194
القاعدة
�إن اعتقال الطالب بال�سجن ال يحول مانعا بينه وبين �أداء واجبات الكراء
المطالب بها بمقت�ضى الإنذار ،وال يغل يده عن الت�صرف في �أمواله مادام لم
يكن معتقال من �أجل جناية.
حيث ي�ؤخذ من وثائق الملف والقرار المطعون فيه �أن المدعي تقدم بمقال عر�ض فيه
�أنه يملك الأ�صل التجاري يكتري محله من المدعى عليهما بم�شاهرة محددة في 1265
درهم ،وبتاريخ 2009/05/26تو�صل منهما ب�إنذار في �إطار ظهير 24ماي 1955يتعلق
ب�أداء واجب الكراء وجب فيها مبلغ 15180درهم وتقدم بدعوى ال�صلح انتهت بالف�شل،
و�أن الطرف المكري ا�ستغل اعتقاله بال�سجن من �أجل المطالبة ب�أداء واجبات الكراء و�أن
ال�سومة المطلوبة غير حقيقية لكونها لم تت�ضمن مبلغ �ضريبة النظافة ،و�أنه م�ستعد لأداء
ما بذمته كما �أن الطرف المكري لم يحترم مقت�ضيات المادة 112من مدونة التجارة لكون
الأ�صل التجاري مثقل بديون ،والتم�س الحكم ب�إبطال الإنذار بالإفراغ واحتياطيا �إجراء خبرة
لتحديد التعوي�ض الم�ستحق عن فقدانه �أ�صله التجاري ،كما تقدما المكريتان بمقال عر�ضتا
فيه �أنهما يكريان محال للمدعى عليه ب�سومة �شهرية قدرها 1265درهم و�أنه تقاع�س عن
�أداء واجبات الكراء و�أنه تو�صل ب�إنذار بتاريخ 2009/05/26وبا�شر م�سطرة ال�صلح انتهت
بالف�شل ،والتم�سا الحكم على المدعى عليه ب�أدائه لفائدتهما مبلغ 32175درهم ومبلغ 5000
درهم عن التماطل والم�صادقة على الإنذار بالإفراغ والحكم ب�إفراغه هو ومن يقوم مقامه
من المحل التجاري تحت طائلة غرامة تهديدية.
195 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
وبعد �ضم التعقيب وتبادل المذكرات ق�ضت برف�ض طلب �إبطال الإنذار وب�أداء المكتري
للمدعيتين مبلغ 41175درهم واجب كراء وبالم�صادقة على الإنذار بالإفراغ وب�إفراغ
المدعى عليه من المحل التجاري هو ومن يقوم مقامه ،بحكم ا�ست�أنفه المكتري المحكوم
عليه ف�أيدته محكمة اال�ستئناف التجارية بقرارها المطعون فيه بالنق�ض.
حيث ينعى الطالب على القرار عدم االرتكاز على �أ�سا�س قانوني و�سوء التعليل الموازي
النعدامه بدعوى �أنه خالفا لما علل به ،ف�إن االعتقال يرتب واقعا ماديا يتح�صل في تقييد
حرية الطالب وغل يده عن ممار�سه حقوقه ،والقرار المطعون فيه اعتبر �أن اعتقال الطالب
بال�سجن ال ي�شكل قوة قاهرة وال �سببا خارجا عن ارادته لعدم تنفيذه التزامه دون �أن يعلل ذلك
تعليال �سليما و�إنما �ساق تخمينات واحتماالت والحال �أن �أحكام الق�ضاء تبنى على اليقين.
لكن ،حيث �إن محكمة اال�ستئناف م�صدرة القرار المطعون فيه ردت دفع الطالب
بخ�صو�ص القوة القاهرة بتعليل جاء فيه «وتواجده بال�سجن وقت ت�سلم الإنذار ال يبرر هذا
المطل وال يعد من قبيل القوة القاهرة �أو ا�ستحالة التنفيذ» .هذا تعليل ي�ساير مقت�ضيات
الف�صل 269من ق.ل.ع وخا�صة الفقرة الثانية منه والتي جاء فيها «وال يعتبر من قبيل القوة
القاهرة الأمر الذي كان ممكن دفعه ما لم يقدم المدين الدليل على �أنه بذل العناية لدرء
عن نف�سه» .ذلك �أن اعتقال الطالب ال يحول مانعا بينه وبين �أداء واجبات الكراء المطالب
بها بمقت�ضى الإنذار ،وال يغل يده عن الت�صرف في �أمواله مادام لم يكن معتقال من �أجل
جناية ،عالوة على �أن ما جاء بالو�سيلة من كون القرار بني على التخمين بعد �أن جاء في
تعليله �أن اعتقال الطالب بال�سجن ال يحول دون تنفيذ التزامه مادام �أنه ا�ستطاع �أن يقيم
دعوى ال�صلح ،خالفا مادام �أن القرار لم يت�ضمن التعليل المذكور ،وبذلك يكون القرار
المطعون فيه مبني على �أ�سا�س قانوني �سليم والو�سيلة على غير �أ�سا�س عدا ما هو خالف
الواقع فهو مقبول.
لهذه الأ�سباب :
ق�ضت محكمة النق�ض برف�ض الطلب وتحميل الطالب الم�صاريف.
وبهذا �صدر القرار في اليوم وال�شهر وال�سنة �أعاله ومن نف�س الهيئة التي ناق�شت الق�ضية
كاتب ال�ضبط الم�ست�شار المقرر الرئي�س
جواد الرفاعي 196
القاعدة
�إن الإنذار مو�ضوع الدعوى ت�ضمن فقط الدعوى �إلى الأداء تحت طائلة
اعتبار المكتري متماطال ،و�أحقية المكري في طلب الف�سخ والإفراغ ،فجاء
بذلك خاليا من �شروط المادة 26من قانون 49-16وخا�صة ما يتعلق بت�ضمينه
وجوبا ال�سبب الذي يعتمده المكري ومنحه �أجال للإفراغ مدته – في هذه
الحالة 15يوما من تاريخ التو�صل ،في حين �أن �أجل 15يوم الم�ضروبة في
الإنذار هو �أجل للأداء ال للإفراغ.
فيها مبلغ قدره 7440درهم والتم�س قبول المقال �شكال ،وفي المو�ضوع الحكم ب�أداء المدعى
عليه لفائدة العار�ض واجبات الكراء المتخلذة بذمته عن الفترة الممتدة من 2016/10/01
�إل غاية 2017/07/31بح�سب مبلغ �إجمالي قدره 37200درهم والحكم بف�سخ عقدة الكراء
الرابط بين الطرفين للتماطل ،وب�إفراغ المدع عليه هو �أو من يقوم مقامه �أو ب�إذنه من المحل
التجاري الم�شار �إلى عنوانه �أعاله ،و�شمول الحكم بالنفاذ المعجل في �شقه المتعلق بالأداء
والحكم عليه ب�أداء مبلغ 5000درهم كتعوي�ض عن التماطل ،وتحديد مدة الإجبار في الأدنى
وتحميله ال�صائر ،و�أرفق المقال ب�أ�صل التزام ون�سخة من الإنذار بالأداء والإفراغ مع مح�ضر
تبليغ �إنذار و�صورة من �شهادة الت�سليم و�صور ك�شوف ح�سابية.
وبناء على المذكرة الجوابية المدلى بها من طرف المدعى عليه بجل�سة 2017/10/12
والتي �أو�ضح فيها �أن الثابت من عقد الكراء الرابط بين الطرفين �أنه قد تم االتفاق على
�أن يتم �إيداع واجبات الكراء بالح�ساب البنكي للمكري ،و�أن المدة التي يطالب بها المدعي
�سبق للعار�ض �أن �أودعها بالح�ساب البنكي لهذا الأخير ،و�أنه �سيدلي بالو�صوالت البنكية فور
الح�صول عليها ،مما يكون معه التماطل منتفيا في النازلة ،و�أنه ومن جهة ثانية �أن مقال
الدعوى غير معزز بما يثبت �سلوك الم�سطرة المن�صو�ص عليها في المادة 26من القانون رقم
49-16التي توجب على المكري الذي يرغب في و�ضع حد للعالقة الكرائية �أن يوجه �إنذارا
يت�ضمن وجوبا ال�سبب الذي يعتمده و�أن يمنحه �أجال للإفراغ اعتبارا من تاريخ التو�صل،
والتم�س تبعا لذلك الحكم �أ�سا�سا بعدم قبول الدعوى واحتياطيا الأمر تمهيديا ب�إجراء بحث.
وبناء على مقال �إ�ضافي م�ؤدى عنه الر�سوم الق�ضائية بتاريخ 2017/10/23مدلى به من
طرف المدعي والذي التم�س من خالله الحكم على المدعى عليه ب�أدائه له واجبات الكراء
المترتبة عن المدة الالحقة والممتدة من � 2017/08/01إلى غاية 2017/11/31والتي
�أوجب فيها مبلغ قدره 14880درهم مع تحديد مدة الإكراه البدني في الأق�صى و�شمول
الحكم بالنفاذ المعجل.
وبعد ا�ستنفاد كافة الإجراءات� ،أ�صدرت المحكمة التجارية حكمها �أعاله.
فا�ست�أنفه المحكوم �ضده �أ�صليا والمحكوم له فرعيا بناء على الأ�سباب التالية :
في اال�ستئناف الأ�صلي :حيث عاب الطاعن على الحكم االبتدائي مجانبته لل�صواب
ومخالفته لقاعدة قانونية جوهرية ،فيما ق�ضى به من �أداء ،ذلك �أن المدة المطالب بها
�سبق للعار�ض �أن �أودع كراءه بالح�ساب البنكي للم�ست�أنف عليه عن المدة � 2016/10/01إل
2017/05/30كما ت�شهد بذلك الو�صوالت البنكية رفقته ،وذلك تنفيذا لبنود عقد الكراء،
جواد الرفاعي 198
وبالتالي فالتماطل غير ثابت في حقه ،طالبا �إلغاء هذا الحكم في ال�شق المتعلق بالأداء
والتعوي�ض عن التماطل والحكم ت�صديا برف�ض الطلب ،وت�أييده في الباقي ،واحتياطيا
�إجراء بحث وحفظ حقه في تقديم م�ستنتجاته عل �ضوئه ،مدليا بمجموعة من الوثائق.
في الجواب واال�ستئناف الفرعي � :أفاد الطاعن ب�أن الأداء المتم�سك به من طرف
الم�ست�أنف �أ�صليا ال ينفي عنه التماطل لكونه جاء بعد مرور الأجل الممنوح له ،خ�صو�صا
فيما يتعلق ب�أداء كراء �أربعة �أ�شهر هي فبراير ومار�س و�أبريل وماي طالبا رد ا�ستئنافه هذا.
وحول اال�ستئناف الفرعي :التم�س قبوله �شكال ،وفي المو�ضوع عاب على الحكم االبتدائي
ف�ساد التعليل الموازي النعدامه فيما يتعلق بال�شق القا�ضي بعد قبول طلب الف�سخ والإفراغ،
ذلك �أن الإنذار بالأداء المتو�صل به من طرف المكتري يت�ضمن الإفراغ ب�شكل �صحيح،
و�أنه بمرور الأجل الم�ضروب له في هذا الإنذار دون ح�صول الأداء ي�صبح المعني بالأمر
محتال للمحل بدون �سند قانوني وي�ستوجب �إفراغه كما �سار على ذلك العمل الق�ضائي.طالبا
�إلغاء الحكم الم�ست�أنف في هذا ال�شق وت�صديا الحكم بف�سخ عقد الكراء للتماطل ،وب�إفراغ
الم�ست�أنف �أ�صليا هو �أو من يقوم مقامه �أو ب�إذنه مع العين الم�ؤجرة .
وعند عر�ض الق�ضية بجل�سة 2018/04/19التي ح�ضرها نائبا الطرفين ،و�أدلى
الم�ست�أنف �أ�صليا بمذكرة تعقيبية ت�سلم نائب الم�ست�أنف عليه ن�سخة منها و�أكد ما �سبق،
قررت المحكمة اعتبار الق�ضية جاهزة وحجزها للمداولة لجل�سة 2018/05/03التي �صدر
فيها القرار االتي ن�صه :
محكمة اال�ستئناف
في ال�شكل :حيث قدم اال�ستئناف م�ستوفيا لكافة ال�شروط القانونية فهو مقبول �شكال.
في المو�ضوع :في اال�ستئناف الأ�صلي :حيث ق�ضت المحكمة التجارية في مواجهة
الم�ست�أنف ب�أداء واجب كراء كامل المدة المطلوبة في الإنذار وفي المقالين االفتتاحي
والإ�ضافي �أي من � 2016/10/01إلى متم اكتوبر 2017الذي هو تاريخ تقديم هذا الأخير
بما مجموعه 48360درهم مع تعوي�ض قدره 1500درهم بحجة ثبوت التماطل في الأداء.
وحيث �أثبت الم�ست�أنف خالل هذه المرحلة بمقت�ضى تحويالت بنكية �أدائه لفائدة
الم�ست�أنف عليه واجبات الكراء عن المدة المحددة في الإنذار المبتدئة من 2016/10/01
�إل 2017/05/30وهي الأداءات التي لم ينازع فيها الم�ست�أنف عليه ،مما ينبغي معه خ�صمها
من المبلغ المحكوم به.
199 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
�أما بخ�صو�ص التماطل فيبقى ثابت في حق الم�ست�أنف على الأقل بالن�سبة لأداء كراء
المدة من � 2017/02/01إلى متم مايو من نف�س ال�سنة التي ح�صل �أدا�ؤها خارج الأجل
المحدد في الإنذار وبال�ضبط في غ�ضون �شهر يوليوز ،2017علما ب�أن التو�صل بالإنذار تم
في .2017/05/15
وحيث جاءت باقي مقت�ضيات الحكم االبتدائي �صحيحة ومطابقة للقانون ،مما وجب
القول بتعديله بجعل المبلغ الم�ستحق للم�ست�أنف عليه محددا في 29760 – 48360درهم
= 18600درهم واجب كراء المدة من � 2017/06/01إلى متم �أكتوبر من نف�س ال�سنة ،مع
ت�أييده في الباقي.
في اال�ستئناف الفرعي :حيث خالفا لما بالو�سيلة ،فقد تبين للمحكمة �صحة ما ق�ضى
به الحكم الم�ست�أنف ب�ش�أن طلبي الف�سخ والإفراغ على اعتبار �أن الإنذار مو�ضوع الدعوى
ت�ضمن فقط الدعوى �إلى الأداء تحت طائلة اعتبار المكتري متماطال ،و�أحقية المكري في
طلب الف�سخ والإفراغ ،فجاء بذلك خاليا من �شروط المادة 26من قانون 49-16وخا�صة ما
يتعلق بت�ضمينه وجوبا ال�سبب الذي يعتمده المكري ومنحه �أجال للإفراغ مدته – في هذه
الحالة 15يوما من تاريخ التو�صل ،في حين �أن �أجل 15يوم الم�ضروبة في الإنذار هو �أجل
للأداء ال للإفراغ.
لهذه الأ�سباب :
ف�إن محكمة اال�ستئناف التجارية بمراك�ش
وهي تبت انتهائيا علنيا وح�ضوريا :
في ال�شكل :بقبول اال�ستئنافين الأ�صلي والفرعي
في المو�ضوع :بتعديل الحكم الم�ست�أنف بجعل المبلغ الم�ستحق للم�ست�أنف عليه �أ�صليا
عن كراء المدة من � 2017/06/01إل 2017/10/30محددا في مبلغ 18600درهم مع
ت�أييده في الباقي وجعل ال�صائر على الن�سبة.
وبهذا �صدر القرار في اليوم وال�شهر وال�سنة �أعاله ومن نف�س الهيئة التي ناق�شت الق�ضية
كاتب ال�ضبط الم�ست�شار المقرر الرئي�س
جواد الرفاعي 200
القاعدة
طبقا للف�صل 27من ذات القانون الجديد ف�إنه �إذا تبين للجهة الق�ضائية
المخت�صة �صحة ال�سبب المبني عليه الإنذار ق�ضت وفق طلب المكري الرامي
�إلى الم�صادقة على الإنذار بالإفراغ و�إفراغ المكتري من محل الكراء و�إال ق�ضت
برف�ض الطلب.
�إن ما تم�سكت به الم�ست�أنفة من كون المادة 27تخول لها طلب التعوي�ض
�أثناء �سريان دعوى الم�صادقة �أو حتى بعد �صدور الحكم القا�ضي بالإفراغ
�إنما يكون في الحالة التي ت�صادق المحكمة فيها على الإنذار بالإفراغ ويكون
للتعوي�ض محل.
طال معظمها التقادم ملتم�سة الت�صريح ببطالن الإنذار واحتياطيا الأمر ب�إجراء خبرة
لتحديد التعوي�ض عن الإفراغ ونزع اليد وحفظ حقها في تقديم مطالبها النهائية على �ضوء
الخبرة معززة مقالها ب�صورة من عقد الكراء ونموذج ج ج عدد 9739و�صورة من �إنذار
و�صورة من حكم رقم .1289
و�أجاب المدعى عليه بمقت�ضى مذكرة م�شفوعة بمقال م�ضاد م�ؤدى عنه ال�صائر
الق�ضائي بتاريخ 2015/04/15جاء فيها �أن ال�سومة الكرائية للمحل تقدر ب 12.000درهم
و�أن المكترية لم ت�ؤد واجبات الكراء منذ � 97إلى غاية متم مار�س � 2014أي ما مجموعه
204000درهم و�أن المكترية لم تثبت �أداء واجبات الكراء وفي المقال المقابل �أن المدعى
عليها �أنذرت لأداء واجبات الكراء عن الفترة المطلوبة و�أنها تو�صلت بالإنذار دون �أن تبرئ
ذمتها من المبلغ المطلوب من المبلغ العالق بذمتها ملتم�سا رد المقال الأ�صلي وفي المقال
المقابل الحكم على المدعى عليها ب�أداء واجبات الكراء عن الفترة من � 1997/04/01إلى
غاية 2014/03/31بمبلغ 204000درهم و�إفراغها من محل الكراء هي �أو من يقوم مقامها
من العين المكتراة وبتحميل المدعية الأ�صلية ال�صائر.
وعقبت المدعية الأ�صلية بوا�سطة محاميها بمقت�ضى مذكرة جاء فيها �أن جزء من
واجبات الكراء عن الفترة من � 1997/04/01إلى غاية �سنة 2009طالها التقادم و�أن
الم�ستحقات الكرائية بعد �سنة � 2009إلى غاية 2014/03/31تم �أدا�ؤها ح�سب البين من
و�صوالت الأداء رفقته ملتم�سة رف�ض الطلب المقابل والحكم وفق الطلب الأ�صلي.
وبتاريخ 2015/06/11تقدم المدعي الفرعي بطلب الطعن بالزور في التوا�صيل المحتج
بها ملتم�سا �سلوك م�سطرة الزور الفرعي.
وبعد �إجراء خبرة خطية عل التوقيع الم�ضمن بو�صوالت الكراء.
وبعد �إجراء خبرتين لتحديد التعوي�ض الكامل وتعقيب الطرفين عليها �أدرج الملف
بجل�سة 2017/02/23وتقرر جعل الق�ضية في المداولة لجل�سة 2017/03/09ف�صدر
الحكم المطعون فيه.
ا�ست�أنفته المدعية الأ�صلية بوا�سطة محاميها ،ناعية عليه ف�ساد التعليل وتناق�ضه ذلك
�أنه ورد بتعليل الحكم �أن المحكمة ق�ضت برف�ض الطلب الأ�صلي لعدم جدية ال�سبب بعدما
عاينت تقادم جزء من واجبات الكراء المطلوبة و�أداء الجزء الأخر و�أن عدم جدية ال�سبب
يف�ضي �إلى الحكم وفق المقال المعار�ض الرامي �إلى تعوي�ضها عن �ضياع �أ�صلها التجاري و�أن
جواد الرفاعي 202
الحكم الم�ست�أنف لما ق�ضى برف�ض الطلب العار�ضة المقابل بتعليل مفاده �أن المادة 27من
القانون رقم 49-16تق�ضي برف�ض الطلب �إذا تبين عدم �صحة ال�سبب يعتبر تعليال فا�سدا
لكون المادة 27من القانون المذكور ن�صت �صراحة على �أن المكترية �إذا لم تقدم دعوى
التعوي�ض �أثناء �سريان دعوى الإفراغ يمكن لها �أن تتقدم بدعوى التعوي�ض داخل �أجل �ستة
�أ�شهر من تاريخ تبليغه بالحكم النهائي القا�ضي بالإفراغ واعتبارا �إلى �أن العار�ضة تقدمت
بدعوى التعوي�ض �أثناء �سريان دعوى الإفراغ و�أن رف�ض الطلب الأ�صلي ال يقت�ضي الحكم
برف�ض الطلب المقابل ملتم�سة تعديل الحكم الم�ست�أنف والحكم بقبول الطلب الأ�صلي،
وعززت مقالها بن�سخة من الحكم الم�ست�أنف.
و�أجاب الم�ست�أنف عليه بمقت�ضى مذكرة جاء فيها �أن الم�ست�أنفة ال ت�ستحق �أي تعوي�ض
لعدم توفر الأ�صل التجاري على عنا�صر الزبناء وال�سمعة التجارية بالنظر لإغالق المحل
لمدة طويلة ملتم�سا ت�أييد الحكم الم�ست�أنف.
وبعد �أدرج الملف بجل�سة 2017/06/28وتقرر اعتبار الق�ضية جاهزة ،فتم حجزها
للمداولة لجل�سة 2017/07/12و�أثناء المداولة �أدلت الم�ست�أنفة بوا�سطة نائبها بطلب
�إخراج الملف من المداولة للإدالء بوثائق حا�سمة ف�أ�صدرت الهيئة التي ناق�شت الق�ضية
القرار التالي :
التعليل :
في ال�شكل :حيث �إن اال�ستئناف اجتمع فيه كافة �شروطه ال�شكلي �صفة وم�صلحة و�أداء
و�أجال لعدم ثبوت تبليغ الحكم الم�ست�أنف للطاعنة مما يتعين الت�صريح بقبوله ا�ستئنافها
�شكال.
في المو�ضوع :حيث تجلى للمحكمة عدم �صحة ما �أثارته الم�ست�أنفة في و�سيلة ا�ستئنافها
ذلك �أنه بمقت�ض المادة 38من القانون رقم 49-16المتعلق بكراء العقارات �أو المحالت
المخ�ص�صة لال�ستعمال التجاري �أو ال�صناعي �أو الحرفي المن�شور بالجريدة الر�سمية عدد
6490بتاريخ 2016/08/11الذي دخل حيز النفاذ بعد ان�صرام �ستة �أ�شهر من تاريخ
ن�شره� ،أي ابتداء من 2017/02/12وبما �أن الق�ضية التي �صدر فيها الحكم كانت جاهزة
في 2017/02/23تاريخ و�ضعها في المداولة ،ف�إن القانون المذكور وباعتباره ن�سخ �أحكام
ظهير 24ماي 1955هو الواجب التطبيق على النازلة ،و�أنه وطبقا للف�صل 27من ذات
القانون الجديد ف�إنه �إذا تبين للجهة الق�ضائية المخت�صة �صحة ال�سبب المبني عليه الإنذار
ق�ضت وفق طلب المكري الرامي �إلى الم�صادقة على الإنذار بالإفراغ و�إفراغ المكتري من
203 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
محل الكراء و�إال ق�ضت برف�ض الطلب و�أنه تبين للمحكمة من خالل مطالعة طيات الملف
�أن الإنذار بالإفراغ كان م�سببا بعدم �أداء واجبات الكراء عن الفترة � 1997/04/01إلى
متم مار�س 2014و�أن المحكمة التجارية عاينت بعد ثبوت �صحة ال�سبب لتقادم جزء من
الواجبات المطلوبة ولح�صول وفاء المكتري بالجزء االخر بعد ثبوت �صحة التوقيع الم�ضمن
بو�صوالت الأداء بوا�سطة خبرة ق�ضائية و�أن المحكمة لما ق�ضت برف�ض طلب الم�صادقة على
الإنذار بالإفراغ ،ف�إن مناق�شة طلب ا�ستحقاق المكتري للتعوي�ض �أ�ضحى بدون مو�ضوع ،و�أن
ما تم�سكت به الم�ست�أنفة من كون المادة 27تخول لها طلب التعوي�ض �أثناء �سريان دعوى
الم�صادقة �أو حتى بعد �صدور الحكم القا�ضي بالإفراغ �إنما يكون في الحالة التي ت�صادق
المحكمة فيها على الإنذار بالإفراغ ويكون للتعوي�ض محل و هو ما لم يتحقق في نازلة الحال
مما يتعين معه ت�أييد الحكم الم�ست�أنف مع تحميل الم�ست�أنفة ال�صائر.
لهذه الأ�سباب :
ف�إن محكمة اال�ستئناف التجارية بمراك�ش
وهي تبت انتهائيا علنيا وح�ضوريا :
في ال�شكل :بقبول اال�ستئناف
في المو�ضوع :بت�أييد الحكم الم�ست�أنف مع تحميل الم�ست�أنفة ال�صائر.
وبهذا �صدر القرار في اليوم وال�شهر وال�سنة �أعاله ومن نف�س الهيئة التي ناق�شت الق�ضية
كاتب ال�ضبط الم�ست�شار المقرر الرئي�س
جواد الرفاعي 204
القاعدة :
توجيه المدعية للمدعى عليها �إنذارا بالإفراغ للرغبة في ا�سترجاع المحل،
وبمرور �أزيد من �أجل � 3أ�شهر عن تاريخ تو�صل المدعى عليها بالإنذار ،ف�إنها
تكون محقة في طلب الم�صادقة على الإنذار وبالتالي الحكم ب�إفراغ المدعى
عليها من المحل المكترى.
�إن دفع المدعى عليها با�ستفادتها من حماية قانون كراء المحالت التجارية
ال ي�سعفها لرف�ض طلب الإفراغ ،طالما �أن من حقها �سلوك الم�ساطر القانونية
المخولة لها بمقت�ضى القانون رقم 49-16خا�صة المادة 27منه.
المحل ،كما تخول له – في حالة عدم ا�ستجابة المكتري للإنذار -الحق في اللجوء �إلى
المحكمة للم�صادقة على الإنذار ابتداء من انتهاء الأجل المحدد فيه.
وحيث �إنه بذلك ،وبتوجيه المدعية للمدعى عليها �إنذارا بالإفراغ للرغبة في ا�سترجاع
المحل ،وبمرور �أزيد من �أجل � 3أ�شهر عن تاريخ تو�صل المدعى عليها بالإنذار ،ف�إن المدعية
تكون محقة في طلب الم�صادقة على الإنذار وبالتالي الحكم ب�إفراغ المدعى عليها من
المحل المكترى.
وحيث �إن دفع المدعى عليها با�ستفادتها من حماية قانون كراء المحالت التجارية ال
ي�سعفها لرف�ض طلب الإفراغ ،طالما �أن من حقها �سلوك الم�ساطر القانونية المخولة لها
بمقت�ضى القانون رقم 49-16خا�صة المادة 27منه.
وحيث �إن طلب النفاذ المعجل ال مبرر له ويتعين رف�ضه.
وتطبيقا لمقت�ضيات قانون الم�سطرة المدنية،ـ والقانون رقم 95-53القا�ضي ب�إحداث
المحاكم التجارية والقانون رقم 49-16المتعلق بكراء العقارات �أو المحالت المخ�ص�صة
لال�ستعمال التجاري �أو ال�صناعي �أو الحرفي ،وقانون االلتزامات والعقود.
لهذه الأ�سباب :
حكمت المحكمة علنيا ابتدائيا ح�ضوريا
في ال�شكل :قبول الدعوى
في المو�ضوع :ب�إفراغ المدعى عليها من المحل التجاري – عبارة عن فرن هي ومن
يقوم مقامها مع تحميلها الم�صاريف وبرف�ض باقي الطلبات.
وبهذا �صدر الحكم في اليوم وال�شهر وال�سنة �أعاله ومن نف�س الهيئة التي ناق�شت الق�ضية
كاتب ال�ضبط القا�ضي المقرر الرئي�س
جواد الرفاعي 206
القاعدة :
�إن تناق�ض ادعاءات الطرف المدعي تارة بتوجيه �إنذار لأجل الهدم لكون
البناء �آيل لل�سقوط وتارة �أخرى بتوجيه �إنذار لأداء الواجبات الكرائية المطالبة
من ناحية �أخرى بالإفراغ لالحتالل بدون �سند يجعل الدعوى غير مبنية على
�أ�سا�س �سليم.
المطالبة من ناحية �أخرى بالإفراغ لالحتالل بدون �سند يجعل الدعوى غير مبنية على
�أ�سا�س �سليم وطبقا لقاعدة من تناق�ضت حججه �سقطت دعواه ف�إنه يتعين وللعلل ال�سالفة
الذكر الت�صريح برف�ض الطلب.
لهذه الأ�سباب :
حكمة المحكمة بجل�ستها العلنية :
في ال�شكل :قبول الطلب
في المو�ضوع :برف�ضه مع تحميل رافعيه الم�صاريف.
وبهذا �صدر الحكم في اليوم وال�شهر وال�سنة �أعاله ومن نف�س الهيئة التي ناق�شت الق�ضية
كاتب ال�ضبط القا�ضي المقرر الرئي�س
جواد الرفاعي 208
القاعدة :
�إن قانون رقم 49-16المتعلق بكراء العقارات �أو المحالت التجارية هو
الواجب التطبيق في نازلة الحال لم ينظم دعوى المنازعة التي كانت منظمة
�ضمن الف�صل 32من ظهير 24ماي .1955
تعليل المكري �إ�شعاره ب�إنهاء العالقة الكرائية برغبته في ا�سترجاع المحل
لأجل اال�ستغالل ال�شخ�صي وهو ماال يخالف مقت�ضيات قانون 49-16خا�صة
المادة 7و 26منه التي تخول للمكري حق ا�سترداد محله �إذا �أبدى ا�ستعداده
لتعوي�ض المكتري عما لحقه من �أ�ضرار نتيجة الإفراغ حتى ولو لم تكن
الأ�سباب التي بني عليها الإنذار جدية ومبررة.
المنازعة المدلى به غير م�ؤ�س�س قانونا ويتعين الت�صريح بعدم قبوله مع االحتفاظ بمناق�شة
طلباته في �إطار المقال المقابل طبقا لما �سيف�صل �أدناه.
في المقال المقابل :حيث يهدف المدعيان فرعيا �إلى الحكم ب�إفراغ المدعى عليه
فرعيا لأجل اال�ستغالل ال�شخ�صي.
وحيث �إن المكري علل �إ�شعاره ب�إنهاء العالقة الكرائية برغبته في ا�سترجاع المحل لأجل
اال�ستغالل ال�شخ�صي وهو ماال يخالف مقت�ضيات قانون 49-16خا�صة المادة 7و 26منه
التي تخول للمكري حق ا�سترداد محله �إذا �أبدى ا�ستعداده لتعوي�ض المكتري عما لحقه من
�أ�ضرار نتيجة الإفراغ حتى ولو لم تكن الأ�سباب التي بني عليها الإنذار جدية ومبررة ،مما
يبق معه الدفع المثار من طرف المكتري في غير محله ويتعين رده.
وحيث �سبق للمحكمة الموقرة �أن �أمرت للغاية المذكورة ب�إجراء خبرة عهد بها للخبير
الذي خل�ص في تقريره �إلى تحديد التعوي�ض الكامل عن الأ�ضرار الناجمة عن نقل الن�شاط
التجاري للمدعى عليه �إلى جهة �أخرى في �ضوء العنا�صر التالية :االت�صال بالزبناء ،والحق
في الكراء ،وال�سمعة التجارية في مبلغ 525.700درهم.
وحيث �إن المحكمة وبعد اطالعها على وثائق الملف و�أخذها بعين االعتبار للمعطيات
الواردة في تقرير الخبرة والمتعلقة بم�ساحة المحل ( 25متر مربع) ونوعية الن�شاط
الممار�س فيه ( بيع المواد الغدائية بالتق�سيط مع رخ�صة بيع ال�سجائر) وم�سجل بال�سجل
التجاري ويتواجد في موقع ا�ستراتيجي وكذا مدة االعتمار ،فقد ارت�أت المحكمة بناء على
ذلك �إعماال ل�سلطته التقديرية تحديد مبلغ التعوي�ض الم�ستحق للمدعي مقابل الإفراغ فيما
خل�ص �إليه الخبير من تعوي�ض محدد في 525700درهم.
لهذه الأ�سباب :
حكمت المحكمة بجل�ستها العلنية ابتدائيا وح�ضوريا :
في المقال الأ�صلي :بعدم قبوله مع تحميله رافعه الم�صاريف
في المقال المقابل :ب�إفراغ المدعى عليه فرعيا ومن يقوم مقامه �أو ب�إذنه من المحل
التجاري مقابل تمكينه من المدعين فرعيا تعوي�ضا �إجمالي قدره 525700درهم مع جعل
الم�صاريف منا�صفة بين الطرفين ورف�ض الباقي.
وبهذا �صدر الحكم في اليوم وال�شهر وال�سنة �أعاله ومن نف�س الهيئة التي ناق�شت الق�ضية
كاتب ال�ضبط القا�ضي المقرر الرئي�س
جواد الرفاعي 210
القاعدة :
�إن المادة ال�سابعة من قانون رقم 49-16تن�ص ب�صفة �صريحة على بطالن
كل �شرط �أو اتفاق من �ش�أنه حرمان المكتري من حقه في التعوي�ض في �إنهاء
العقد ،مما يكون معه طلب الإفراغ الم�ؤ�س�س على انتهاء المدة غير م�ؤ�س�س.
وحيث للعلل المذكورة و�أمام عدم ا�ستجابة المحكمة لطلب المدعي عليه ف�إنه طلبه
الرامي �إلى المنازعة والت�صريح ببطالن الإنذار يبقى عديم الأ�سا�س القانوني ويتعين
الت�صريح بعدم قبوله.
لهذه الأ�سباب :
حكمت المحكمة بجل�ستها العلنية ابتدائيا وح�ضوريا :
في المقال الأ�صلي :برف�ضه وتحميل رافعه الم�صاريف
في المقال المقابل :بعدم قبوله وتحميل رافعه ال�صائر.
وبهذا �صدر الحكم في اليوم وال�شهر وال�سنة �أعاله ومن نف�س الهيئة التي ناق�شت الق�ضية
كاتب ال�ضبط القا�ضي المقرر الرئي�س
جواد الرفاعي 212
القاعدة :
�إن القانون رقم 49-16لم ينظم م�سطرة التوبة و�إنما ن�ص في المادة 28على
�أنه �إذا ق�ضت الجهة الق�ضائية بالإفراغ مع التعوي�ض يتعين على المكري �إيداع
مبلغ التعوي�ض المحكوم به داخل �أجل ثالثة �أ�شهر من التاريخ الذي ي�صبح
فيه الحكم قابال للتنفيذ و�إال اعتبر متنازال عن التنفيذ ويتحمل حينئذ جميع
الم�صاريف الق�ضائية المترتبة عن الم�سطرة.
و�إال اعتبر متنازال عن التنفيذ ويتحمل حينئذ جميع الم�صاريف الق�ضائية المترتبة عن
الم�سطرة.
وحيث �إنه وتبعا لذلك يكون طلب التوبة المقدم من طرف المدعية غير م�ؤطر قانونا مما
يتعين الت�صريح بعدم قبوله.
لهذه الأ�سباب :
حكمت المحكمة بجل�ستها العلنية ابتدائيا وغيابيا :
في ال�شكل :عدم قبول الطلب وتحميل رافعته الم�صاريف.
وبهذا �صدر الحكم في اليوم وال�شهر وال�سنة �أعاله ومن نف�س الهيئة التي ناق�شت الق�ضية
كاتب ال�ضبط القا�ضي المقرر الرئي�س
جواد الرفاعي 214
القاعدة :
القاعدة :
ان�صراف �إرادة طرفي العقد �إلى �إعمال �أحكام ال�شرط الفا�سخ للعقد وهو ما
�سمح بتفعيله وتنفيذه القانون رقم 49-16من خالل مادته الثالثة والثالثين
�شريطة �أن يكون مبلغ الكراء الم�ستحق ال يقل عن ثالثة �أ�شهر و�أن يتم توجيه
�إنذار للمكتري بالأداء يبقى دون جدوى بعد ان�صرام 15يوما من تاريخ التو�صل
به.
وحيث �إنه بمراجعة ن�ص الإنذار ومح�ضر التبليغ المرفقين بالمقال ثبت للمحكمة �أنهما
يتوافقان مع �شروط المادة 33المذكورة �أعاله �سواء من حيث مدة الكراء المطلوبة والتي
و�صلت � 18شهرا �أو من خالل الأجل الممنوح للمكتري للوفاء بالتزامه.
وحيث �إنه ولما لم يثبت للمحكمة ا�ستجابة المدعى عليه لم�ضمون الإنذار عن طريق
عر�ضه قانونيا على المكري الكراء المطلوب �أو حتى تبرئة ذمته داخل الأجل الممنوح
لهاته الغاية ،ف�إن المدعي يبقى محقا في الرجوع عليه ق�ضائيا من �أجل معاينة ف�سخ العقد
والحكم ب�إفراغه من العين المكراة ال�شيء الذي يبقى معه طلب المدعي بهذا الخ�صو�ص
م�ؤ�س�سا ويتعين اال�ستجابة له
وحيث �إن تنفيذ الحكم بالإفراغ ال يتوقف على التدخل ال�شخ�صي والمنفرد للمدعى عليه
مما ال تجد معه المحكمة مبررا لطلب الغرامة التهديدية.
لهذه الأ�سباب :
حكمت المحكمة بجل�ستها العلنية ابتدائيا وح�ضوريا :
بمعاينة تحقق ال�شرط الفا�سخ الوارد في عقد الكراء الرابط بين الطرفين وب�إفراغ
المدعى عليه هو ومن يقوم مقامه �أو ب�إذنه من المحل الذي يكتريه وبتحميله ال�صائر
وبرف�ض ما عدا ذلك.
وبهذا �صدر الحكم في اليوم وال�شهر وال�سنة �أعاله ومن نف�س الهيئة التي ناق�شت الق�ضية
كاتب ال�ضبط القا�ضي المقرر الرئي�س
جواد الرفاعي 218
القاعدة :
�إن طلب المدعي المقدم ر�أ�سا �أمام هذه المحكمة بف�سخ العالقة الكرائية
و�إفراغ خ�صمه بناء على �إنذار عادي بالأداء لم يت�ضمن �أي مطالبة �صريحة
لهذا الأخير ب�إفراغ المحل ،يبقى منعدم الأ�سا�س القانوني ويتعين الت�صريح
برف�ضه.
القاعدة :
�إن رغبة المكرية في �إنهاء عالقتها الكرائية بالمدعى عليه �أ�ضحت ت�ستلزم
منها �أوال توجيه �إنذار �إليه بذلك في �إطار المادة 26من قانون 49-16يت�ضمن
وجوبا ال�سبب المعتمد في الإفراغ مع منح المكتري �أجال للإفراغ اعتبارا
من تاريخ التو�صل ،الأمر الذي يجعل المدعية غير محقة في ترتيب �أي اثر
للإفراغ بناء على مجرد االتفاق.
ذلك �أن �أي رغبة للمكرية في �إنهاء عالقتها الكرائية بالمدعى عليه �أ�ضحت ت�ستلزم منها
�أوال توجيه �إنذار �إليه بذلك في �إطار المادة 26من ذات القانون يت�ضمن وجوبا ال�سبب
المعتمد في الإفراغ مع منح المكتري �أجال للإفراغ اعتبارا من تاريخ التو�صل ،الأمر الذي
يجعل المدعية غير محقة في ترتيب �أي اثر للإفراغ بناء على مجرد االتفاق المذكور على
�إنهاء عقد الكراء المبرم بينها وبين المدعى عليه لوقوعه باطال ،ويتعين بذلك الت�صريح
برف�ض طلبها لعدم ت�أ�سي�سه.
لهذه الأ�سباب :
حكمت المحكمة بجل�ستها العلنية ابتدائيا وح�ضوريا :
في ال�شكل :بقبول الدعوى
في المو�ضوع :برف�ضه الطلب و�إبقاء ال�صائر عل رافعته.
وبهذا �صدر الحكم في اليوم وال�شهر وال�سنة �أعاله ومن نف�س الهيئة التي ناق�شت الق�ضية
كاتب ال�ضبط القا�ضي المقرر الرئي�س
جواد الرفاعي 222
القاعدة :
�إنه ما دام قد �أ�س�س الإنذار على �سبب الرغبة في ا�سترجاع المحل من �أجل
اال�ستعمال ال�شخ�صي وهو ما ال يخالف مقت�ضيات قانون رقم 49-16باعتباره قد
�أورد هذا ال�سبب �صراحة �ضمن حاالت الأ�سباب المعتمدة في الإنذار بمقت�ضى
المادة 26منه.
وحيث �سبق للمحكمة �أن �أمرت ب�إجراء خبرة �أ�سندت �إلى الخبير والذي خل�ص في تقريره
�إلى اقتراح مبلغ التعوي�ض عن �إفراغ الأ�صل التجاري في مبلغ 154000درهم.
وحيث �إن المحكمة وبعد اطالعها على وثائق الملف و�أخذها بعين االعتبار للمعطيات
الم�ستمدة من تقرير الخبرة وخا�صة المتعلقة بم�ساحة المحل ،ونوعية الن�شاط المزاول
به وهو التلحيم وال�صباغة الحديدية ،وموقعه ومدة اعتماره من طرف المدعي منذ واحد
وع�شرين �سنة وحالته ،وبعد الأخذ بعين االعتبار للعنا�صر التي يجب على المحكمة مراعتها
في تحديد التعوي�ض عن فقدان المكتري للأ�صل التجاري والمحددة في الف�صل ال�سابق من
القانون رقم 49-16فقد تعين معه اعتماد معطيات الخبرة المنجزة في المو�ضوع مع ح�صر
مبلغ التعوي�ض في مجموع العنا�صر المعنوية وقيمة المعدات القابلة للإتالف عند الإفراغ
وم�صاريف االنتقال وتهيئة المحل الجديد ،وبالتالي يتعين الحكم على المكرية ب�أدائها مبلغ
( 131000 = 6400+2000+5000 +117600درهم للمكتري كتعوي�ض مقابل الإفراغ.
وحيث ال مبرر للنفاذ المعجل لعدم قيام موجباته.
لهذه الأ�سباب :
حكمت المحكمة بجل�ستها العلنية ابتدائيا وح�ضوريا :
في ال�شكل :بقبول الطلبين الأ�صلي والمقابل
في المو�ضوع :بالم�صادقة على الإنذار المبلغ للمدعي وب�إفراغه ومن يقوم مقامه من
المحل مو�ضوع الدعوى مقابل �أداء المكرين له تعوي�ضا عن الإفراغ قدره 131000درهم
وبتحميلهم �صائر الطلب الأ�صلي وتحميل المدعي �صائر طلبه المقابل وبرف�ض باقي
الطلبات.
وبهذا �صدر الحكم في اليوم وال�شهر وال�سنة �أعاله ومن نف�س الهيئة التي ناق�شت الق�ضية
كاتب ال�ضبط القا�ضي المقرر الرئي�س
جواد الرفاعي 224
القاعدة :
�إن مقت�ضيات المادة 38من قانون رقم ،49-16جاءت �صريحة في قولها ب�أن
الت�صرفات والإجراءات والأحكام التي �صدرت قبل دخول القانون المذكور حيز
التنفيذ ال يتم تجديدها ،وطالما �أن توجيه �إنذار �إلى المكتري بالأداء يعتبر في
حكم الإجراءات المق�صودة في المادة المذكورة ،ف�إن المدعي يبقى غير ملزم
بتوجيه �إنذار جديد للمكتري.
�إن المفو�ض الق�ضائي يبقى غير ملزم قانونا من التثبت من هوية المبلغ
�إليه ،و�إنما يكتفي بتدوين المالحظات بخ�صو�ص التو�صل بناء على �إفادة المبلغ
�إليه.
�إن مدة الكراء المطلوبة في الإنذار تفوق المدة الم�شترطة قانونا بمقت�ضى
المادة 8من القانون رقم 49-16حتى ينه�ض التماطل �سببا وجيها للإفراغ دون
تعوي�ض ،وبالتالي ف�إن ال�سبب الم�ؤ�س�س عليه الإنذار يبقى جديا.
49-16حيز التطبيق وهو القانون الواجب التطبيق ،لكن حيث وعلى عك�س ما دفع به نائب
المدعى عليه ف�إن مقت�ضيات المادة 38من القانون المذكور ،جاءت �صريحة في قولها ب�أن
الت�صرفات والإجراءات والأحكام التي �صدرت قبل دخول القانون المذكور حيز التنفيذ
ال يتم تجديدها ،وطالما �أن توجيه �إنذار �إلى المكتري بالأداء يعتبر في حكم الإجراءات
المق�صودة في المادة المذكورة ،ف�إن المدعي يبقى غير ملزم بتوجيه �إنذار جديد للمكتري،
وبالتالي ف�إن الدفع المثار يبقى في غير محله ويتعين رده.
وحيث �إن دفع المدعى عليه كذلك ب�أنه لم ي�سبق له �أن تو�صل ب�أي �إنذار من المدعي
بحيث ال يمكن للمفو�ض الق�ضائي التعرف على هويته ومعرفة ما �إذا كان هو المعني بالتبليغ
فعال ،يظل غير م�ؤثر في الدعوى ،فح�سب الثابت من خالل �شهادة الت�سليم وكذا مح�ضر
تبليغ �إنذار المنجزين بتاريخ � 2016/08/25أن المدعى عليه رف�ض ت�سلم الإنذار ،و�أنه
وبغ�ض النظر عن ما �إذا كان المدعى عليه هو من رف�ض التو�صل بالإنذار من عدمه ،ف�إنه
وبالرجوع �إلى مقت�ضيات الف�صل 38من قانون الم�سطرة المدنية ف�إن التبليغ يقع �صحيحا
�إلى ال�شخ�ص نف�سه �أو �إلى �أي �شخ�ص في موطنه ،وبالتالي ف�إن رف�ض �شخ�ص اخر غير
المدعى عليه التو�صل في موطن هذا الأخير يعتبر تو�صال قانونيا ومنتجا لكافة اثاره
القانونية ،وف�ضال على ذلك ف�إن المفو�ض الق�ضائي يبقى غير ملزم قانونا من التثبت من
هوية المبلغ �إليه ،و�إنما يكتفي بتدوين المالحظات بخ�صو�ص التو�صل بناء على �إفادة المبلغ
�إليه ،هذا الأخير الذي يكتفي بذكر هويته دون الإفادة ب�أي وثيقة ر�سمية تفيد هويته كما هو
ال�ش�أن في النازلة ،مما يجعل الدفع المثار غير مرتكز عل �أ�سا�س.
وحيث ن�صت المادة 38من القانون رقم 49-16المتعلق بكراء العقارات �أو المحالت
المخ�ص�صة لال�ستعمال التجاري �أو ال�صناعي �أو الحرفي على �أن �أحكام هذا القانون تطبق
بمجرد دخوله حيز التنفيذ على الق�ضايا غير الجاهزة للبت فيها دون تجديد للت�صرفات
والإجراءات والأحكام التي �صدرت قبل ذلك ،ف�إنه وت�أ�سي�سا على تاريخ حجز هذا الملف
للمداولة والذي جاء الحقا عن تاريخ بد�أ �سريان هذا القانون والم�صادف ليوم 2017/02/11
يتوجب �إعمال مقت�ضيات هذا القانون انيا على طلبات الأطراف.
وحيث ن�صت مقت�ضيات المادة 26من القانون 49-16على �أنه يتعين على المكري
اللجوء �إلى الجهة الق�ضائية المخت�صة ق�صد المطالبة بالم�صادقة على الإنذار في حالة
عدم ا�ستجابة المكتري لم�ضمونه وذلك داخل �أجل �ستة �أ�شهر الموالية لتاريخ انتهاء الأجل
الممنوح للمكتري في الإنذار تحت طائلة �سقوط الحق ،و�أنه ولما كان الثابت من ت�أ�شيرة
جواد الرفاعي 226
كتابة ال�ضبط الواردة على المقال االفتتاحي للدعوى �أنه قدم بتاريخ 2017/01/10بعدما
تو�صل المكتري بالإنذار بالإفراغ بتاريخ 2017/08/25ف�إنه بذلك يكون قد جاء وفق الأجل
المحدد طبقا لمقت�ضيات المادة المذكورة.
وحيث يتعين على المحكمة وفقا لمقت�ضيات المادة 27من نف�س القانون الم�شار �إليه وفي
�إطار بتها في طلب الم�صادقة على الإنذار بالإفراغ المقدم من طرف المكتري �أن تتبين
�صحة ال�سبب المبني عليه الإنذار.
وحيث وطالما �أن تماطل المدعى عليه في �أداء الكراء ثابت ا�ستنادا �إلى خلو ملف النازلة
مما يفيد �أداءه لواجبات الكراء المطلوبة في مواجهته ،واعتبارا لكون مدة الكراء المطلوبة في
الإنذار تفوق المدة الم�شترطة قانونا بمقت�ضى المادة 8من القانون رقم 49-16حتى ينه�ض
التماطل �سببا وجيها للإفراغ دون تعوي�ض ،ف�إن ال�سبب الم�ؤ�س�س عليه الإنذار يبقى جديا.
وحيث متى ت�أكد للمحكمة �صحة ال�سبب الم�ؤ�س�س عليه الإنذار �إال وق�ضت وفق طلب
المكري بالم�صادقة على الإنذار والإفراغ ،وتبعا لذلك يتعين الحكم وفق طلب المدعي
الرامي �إلى �إفراغ المدعى عليه.
لهذه الأ�سباب :
حكمت المحكمة بجل�ستها العلنية ابتدائيا وح�ضوريا :
في ال�شكل :بقبول الدعوى
في المو�ضوع :ب�أداء المدعى عليه لفائدة المدعين مبلغ 4800درهم واجب كراء المدة
من � 2016/05/01إلى 2016/08/30بح�سب �سومة �شهرية قدرها 1200درهم مع �شمول
هذا الأداء بالنفاذ المعجل ،وبتعوي�ض عن التماطل في مبلغ 400درهم وب�إفراغه ومن يقوم
مقامه �أو ب�إذنه من المحل المكترى وبتحميله م�صاريف الدعوى وبتحديد مدة الإكراه
البدني في حقه في الأدنى وبرف�ض الباقي.
وبهذا �صدر الحكم في اليوم وال�شهر وال�سنة �أعاله ومن نف�س الهيئة التي ناق�شت الق�ضية
كاتب ال�ضبط القا�ضي المقرر الرئي�س
227 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
القاعدة :
�إنه وبدخول القانون رقم 49-16المذكور �أعاله حيز النفاذ �أ�صبحت الأ�سباب
الموجبة لإفراغ المكتري من المحل المكترى دون تعوي�ض محددة بالمادة
8منه والتي ال تندرج �ضمن زمرتها مكنة الإفراغ الحتياج المكري لل�سكن
بالمحل.
�إن مقت�ضيات الباب الخام�س المعنون ب�إفراغ ال�سكن الملحق بالمحل
المكترى والذي تنظمه المادتين 19و 20من القانون المذكور �آنفا� ،صريحة
في تحديدها للمحل الذي يمكن �إفراغه وهو ال�سكن امللحق ولي�س املحل الذي
ميار�س به الن�شاط التجاري.
الدعوى مو�ضوع نازلة الحال قد تم حجزها للمداولة واعتبرتها المحكمة جاهزة للبت في
مو�ضوعها بعد دخول القانون المذكور �أعاله حيز النفاذ بتاريخ .2017/02/12
وحيث ولئن كانت المحكمة قد �سبق و�أمرت ب�إجراء خبرة للتحقق من �صالحية العين
المكتراة لل�سكن وذلك وفق مقت�ضيات ظهير 24ماي 1955الذي كان �ساري المفعول انذاك
باعتباره القانون المطبق على المحالت المعدة لال�ستعمال التجاري �أو ال�صناعي �أو الحرفي،
ف�إنه وبدخول القانون رقم 49-16المذكور �أعاله حيز النفاذ �أ�صبحت الأ�سباب الموجبة
لإفراغ المكتري من المحل المكترى دون تعوي�ض محددة بالمادة 8منه والتي ال تندرج
�ضمن زمرتها مكنة الإفراغ الحتياج المكري لل�سكن بالمحل ،ف�ضال على �أن مقت�ضيات الباب
الخام�س المعنون ب�إفراغ ال�سكن الملحق بالمحل المكترى والذي تنظمه المادتين 19و 20من
القانون المذكور �آنفا� ،صريحة في تحديدها للمحل الذي يمكن �إفراغه وهو ال�سكن الملحق
ولي�س المحل الذي يمار�س به الن�شاط التجاري وذلك حفاظا من الم�شرع على ا�ستقرار
العقود ذات ال�صبغة التجارية ،وبالرجوع لعقد الكراء الرابط بين الطرفين ف�إنه من الثابت
�أن المحل المكترى مخ�ص�ص ال�ستغالله في حالقة الن�ساء التي تعتبر ن�شاطا تجاريا وفق ما
ا�ستقر عليه االجتهاد الق�ضائي ولي�س ثمة ما يفيد �أن ال�شقة المكتراة ت�ستغل ك�سكن ملحق
لمحل اخر يمار�س فيه الن�شاط التجاري ،وتبعا لذلك ف�إن الإنذار الذي تو�صلت به المدعية
�أ�صليا من المدعى عليه رغم اعتباره ت�صرفا قانونيا �سليما ف�إنه يكون معه م�ؤ�س�سا على �سبب
غير �صحيح وال يمكن اال�ستناد على ما جاء فيه لإفراغ المكترية من المحل مو�ضوع الكراء.
وحيث �إنه طبقا لما تن�ص عليه مقت�ضيات الفقر الأولى من الف�صل 27من القانون رقم
49-16المذكور �أعاله فلكي ت�صادق المحكمة على الإنذار بالإفراغ الذي وجهه المكري
للمكتري ف�إنه يتعين �أن يكون هذا الأخير م�ؤ�س�سا على �سبب جدي و�صحيح تحت طائلة رف�ض
الطلب في حالة ثبوت خالف ذلك ،وتبعا لذلك ف�إنه ولما ثبت للمحكمة كما هو مف�صل
�أعاله �أن ال�سبب الذي ارتكز عليه المدعي فرعيا في الإنذار الذي وجهه للمدعى عليها
فرعيا وتو�صلت به بتاريخ 2015/10/05غير جدي ،ف�إن طلبه الرامي �إلى �إفراغها بناء على
الإنذار المذكور يكون معه غير مبرر قانونا مما يتعين الت�صريح برف�ضه.
وحيث �إنه وبرف�ض المحكمة طلب �إفراغ المدعية �أ�صليا من العين المكتراة وفق ما هو
مف�صل �أعاله ،ف�إن طلبها المتعلق بتعوي�ضها عن فقدان �أ�صلها التجاري ي�صبح معه غير ذي
مو�ضوع ويتعين معه الحكم برف�ضه.
229 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
القاعدة :
�إن مقت�ضيات المادة 9من القانون رقم 49-16المتعلق بكراء العقارات �أو
المحالت المعدة لال�ستعمال التجاري �أو ال�صناعي �أو الحرفي تخول للمكري
مكنة المطالبة ب�إفراغ العين المكتراة لرغبتها في هدمها و�إعادة بنائها ،ف�إن نف�س
المادة لم تترك الأمر على عواهنه بل ا�شترطت على مالك المحل �أن يثبت تملكه
للعقار المراد هدمه لمدة ال تقل عن �سنة من تاريخ الإنذار ف�ضال على �أدائه لفائدة
المكتري تعوي�ضا م�ؤقتا يوازي كراء ثالث �سنوات مع االحتفاظ له بحق الرجوع
�إذا ا�شتملت البناية الجديدة على محالت معدة لممار�سة ن�شاط مماثل.
القاعدة :
لما كانت مقت�ضيات المادة 15من القانون رقم 81.03المتعلق بتنظيم مهنة
المفو�ضين الق�ضائيين تمنح لكاتب المفو�ض الق�ضائي المحلف �صالحية القيام
بالتبليغات ف�إن المادة 44من نف�س القانون لم تترك الأمر على عواهنه بل رتبت
في بندها الأول جزاء البطالن على عدم توقيع المفو�ض الق�ضائي لأ�صول
التبليغات التي يقوم ها كاتبه المحلف.
وحيث �إنه وبت�صريح المحكمة ببطالن الإنذار مو�ضوع طلب الم�صادقة ،ف�إنه يكون
معه الطلب الذي تقدم به المدعون فرعيا والرامي �إل �إفراغ المدع عليه فرعيا من العين
المكتراة غير ذي مو�ضوع ويتعين معه الحكم برف�ضه.
لهذه الأ�سباب :
حكمت المحكمة في جل�ستها العلنية ابتدائيا وح�ضوريا
في ال�شكل :بقبول الطلبين الأ�صلي والمقابل
في المو�ضوع :في الطلب الأ�صلي :ببطالن تبليغ الإنذار بالإفراغ الذي بلغ به المدعي
�أ�صليا بتاريخ 2017/05/21وتحميل المدعى عليهم �أ�صليا ال�صائر ورف�ض باقي الطلبات.
في الطلب المقابل :برف�ضه و�إبقاء �صائره على رافعه.
وبهذا �صدر الحكم في اليوم وال�شهر وال�سنة �أعاله ومن نف�س الهيئة التي ناق�شت الق�ضية
كاتب ال�ضبط القا�ضي المقرر الرئي�س
جواد الرفاعي 234
القاعدة :
� -إن الم�شرع في القانون رقم 49-16لم ينظم كيفية تجديد العقد �أمام
المحكمة كما فعل في الف�صلين 9و 32من ظهير 24ماي 1955واكتفى بالن�ص
في المادة 28منه على �أنه �إذا ق�ضت الجهة الق�ضائية المخت�صة ب�إفراغ المكتري
مع التعوي�ض يتعين على المكري �إيداع مبلغ التعوي�ض المحكوم به داخل �أجل
ثالثة �أ�شهر من التاريخ الذي ي�صبح فيه الحكم قابال للتنفيذ و�إال اعتبر متنازال
عن التنفيذ ويتحمل جميع الم�صاريف الق�ضائية المترتبة عن الم�سطرة.
-يبقى �أمام المدعي �إذا �أراد التمل�ص من �أداء التعوي�ض المحكوم به وتجديد
العقد مع المدعى عليه عدم �إيداع مبلغ التعوي�ض المحكوم به داخل �أجل ثالثة
�أ�شهر من التاريخ الذي ي�صبح فيه الحكم قابال للتنفيذ لكي ي�سقط حقه في
التنفيذ طبقا لمقت�ضيات الفقرة الأخيرة من المادة � 28أعاله وتجدد العالقة
الكرائية بين الطرفين بقوة القانون.
وحيث �إن المدعي �أ�س�س طلبه الرامي �إلى التنازل عن الإنذار بالإفراغ وتجديد العالقة
الكرائية على مقت�ضيات الف�صل 32من ظهير 24ماي 1955في حين لم يدل المدعى عليه
ب�أي جواب في المو�ضوع.
لكن حيث �إنه لما ن�شر القانون رقم 49-16المتعلق بكراء العقارات �أو المحالت
المخ�ص�صة لال�ستعمال التجاري �أو ال�صناعي �أو الحرفي بالجريدة الر�سمية عدد 6490
بتاريخ 2016/08/11ون�صت الفقرة الأولى من المادة 38منه على �أن �أحكام هذا القانون
تطبق بمجرد دخوله حيز التنفيذ على الق�ضايا غير الجاهزة للبت فيها دون تجديد
للت�صرفات والإجراءات والأحكام التي �صدرت قبل ذلك ،ف�إنه بذلك تكون الق�ضية مو�ضوع
الملف م�شمولة بمقت�ضيات هذه المادة لكونها غير جاهزة بتاريخ دخول القانون رقم 49-16
حيز التنفيذ بتاريخ .2017/02/12
وحيث �إن الم�شرع في القانون رقم 49-16لم ينظم كيفية تجديد العقد �أمام المحكمة كما
فعل في الف�صلين 9و 32من ظهير 24ماي 1955واكتفى بالن�ص في المادة 28منه على �أنه �إذا
ق�ضت الجهة الق�ضائية المخت�صة ب�إفراغ المكتري مع التعوي�ض يتعين على المكري �إيداع مبلغ
التعوي�ض المحكوم به داخل �أجل ثالثة �أ�شهر من التاريخ الذي ي�صبح فيه الحكم قابال للتنفيذ
و�إال اعتبر متنازال عن التنفيذ ويتحمل جميع الم�صاريف الق�ضائية المترتبة عن الم�سطرة.
وحيث تبعا لذلك يكون طلب تجديد عقد الكراء وفقا لل�شروط ال�سابقة في �إطار القانون
الجديد الذي دخل حيز التنفيذ غير ذي مو�ضوع ويبقى �أمام المدعي �إذا �أراد التمل�ص
من �أداء التعوي�ض المحكوم به وتجديد العقد مع المدعى عليه عدم �إيداع مبلغ التعوي�ض
المحكوم به داخل �أجل ثالثة �أ�شهر من التاريخ الذي ي�صبح فيه الحكم قابال للتنفيذ لكي
ي�سقط حقه في التنفيذ طبقا لمقت�ضيات الفقرة الأخيرة من المادة � 28أعاله وتجدد العالقة
الكرائية بين الطرفين بقوة القانون.
لهذه الأ�سباب :
حكمت المحكمة في جل�ستها العلنية ابتدائيا وح�ضوريا
في ال�شكل :بقبول الطلب
في المو�ضوع :برف�ضه وتحميل رافعه ال�صائر
وبهذا �صدر الحكم في اليوم وال�شهر وال�سنة �أعاله ومن نف�س الهيئة التي ناق�شت الق�ضية
كاتب ال�ضبط القا�ضي المقرر الرئي�س
جواد الرفاعي 236
القاعدة :
-لما كان الثابت من خالل عقد الكراء المبرم بين الطرفين �أن المدعى عليه
ي�ستغل العين المكتراة في ن�شاطه التجاري لمدة تفوق �سنتين ،مما تكون معه العالقة
القانونية بين الطرفين خا�ضعة لمقت�ضيات القانون رقم 49-16المتعلق بكراء
العقارات �أو المحالت المخ�ص�صة لال�ستعمال التجاري �أو ال�صناعي �أو الحرفي.
-طالما �أن الإنذار ب�أداء واجبات الكراء الذي تو�صل به المكتري ال يت�ضمن
العنا�صر المن�صو�ص عليها بالمادة 26من القانون المذكور وخا�صة �شرطي بيان
تحقق ال�سبب الموجب للإفراغ وكذلك منحه �أجال للإفراغ اعتبارا من تاريخ
التو�صل ،ف�إنه تبعا لذلك يكون معه هذا ال�شق من الطلب المتعلق ب�إفراغ المدعى
عليه غير م�ؤ�س�س قانونا.
النفاذ بعد ان�صرام �ستة �أ�شهر من تاريخ ن�شره ح�سب ما هو من�صو�ص عليه بالمادة 38منه،
وطالما �أن الإنذار ب�أداء واجبات الكراء الذي تو�صل به المكتري بتاريخ 2016/04/07ال
يت�ضمن العنا�صر المن�صو�ص عليها بالمادة 26من القانون المذكور وخا�صة �شرطي بيان
تحقق ال�سبب الموجب للإفراغ وكذلك منحه �أجال للإفراغ اعتبارا من تاريخ التو�صل ،ف�إنه
تبعا لذلك يكون معه هذا ال�شق من الطلب المتعلق ب�إفراغ المدعى عليه غير م�ؤ�س�س قانونا
مما يتعين معه الت�صريح بعدم قبوله.
في المو�ضوع :
حيث �إنه طبقا لمقت�ضيات الف�صل 663من ظهير االلتزامات والعقود ف�إن �أهم االلتزامات
الملقاة على عاتق المكتري مقابل انتفاعه من العين المكتراة هي �أداءه الوجيبة الكرائية،
وبالرجوع �إلى وثائق الملف فلي�س ثمة ما يفيد �أداء المدعى عليه للواجبات مو�ضوع الطلب
والإنذار عن المدة من تاريخ � 2014/09/01إلى غاية تاريخ � 2016/05/31أو حتى عر�ض
�أدائها داخل الأجل الممنوح له والم�ضمن بالإنذار المذكور ،وذلك بح�سب ال�سومة ال�شهرية
المتفق عليها بين الطرفين والمحددة فيما قدره 700درهم كما هو ثابت من خالل العقد
المذكور �أعاله ،ف�ضال على �أن الكمبيالة رقم 0443594الحاملة لمبلغ 3500درهم والتي
�سبق للمدعى عليه �أن �سلمها للمدعي تنفيذا اللتزامه رجعت دون �أداء كما هو ثابت من
خالل ال�شهادة البنكية المدلى بها بالملف رفقة الكمبيالة المذكورة وذلك ب�سبب عدم
توفر الم�ؤونة بح�ساب المدعى عليه ،كما �أن العر�ض العيني الذي قام به فرغم �أنه تم قبل
تو�صله بالإنذار بالأداء ف�إنه يبقى غير حقيقي طالما �أنه لم يعقبه �أي �إيداع للمبلغ الم�ضمن
بالمح�ضر المنجز من قبل المفو�ض الق�ضائي لكي يبرئ ذمته المالية.
لهذه الأ�سباب :
حكمت المحكمة في جل�ستها العلنية ابتدائيا وح�ضوريا
في ال�شكل :بعدم قبول ال�شق من الطلب المتعلق ب�إفراغ المدعى عليه وبقبول باقي الطلب.
في المو�ضوع :ب�أداء المدعى عليه لفائدة المدعي مبلغ 13500درهم واجبات الكراء
عن المدة من � 2014/09/01إلى غاية 2016/05/31وب�شمول الحكم بالتنفيذ المعجل مع
تحميله ال�صائر وتحديد مدة الإكراه البدني في حقه في الأدنى ورف�ض باقي الطلبات.
وبهذا �صدر الحكم في اليوم وال�شهر وال�سنة �أعاله ومن نف�س الهيئة التي ناق�شت الق�ضية
كاتب ال�ضبط القا�ضي المقرر الرئي�س
جواد الرفاعي 238
القاعدة :
38منه ،لم يعد �أمر ممار�سة دعوى الم�صادقة على الإنذار بالإفراغ متروكا على عواهنه بل
�أ�صبح مقيدا ب�أجل �سقوط يواجه به الطرف المكري وهو ما حدده الم�شرع بالفقرة ما قبل
الأخيرة من المادة 26من القانون المذكور في �ستة �أ�شهر من تاريخ انتهاء الأجل الممنوح
للمكتري في الإنذار ،وبما �أن الدعوى مو�ضوع نازلة الحال قد تم حجزها للمداولة واعتبرتها
المحكمة جاهزة للبت فيها بعد دخول القانون المذكور حيز النفاذ بتاريخ 2017/02/12
ف�إنها بذلك تخ�ضع لأحكامه ومن �ضمنها �أجل �سقوط دعوى الم�صادقة على �إنذار الإفراغ
المن�صو�ص عليها بالمادة 26ال�سالفة الذكر ،وبالرجوع �إلى وثائق الملف فالثابت �أن
المدعى عليه تو�صل ب�إ�شعار بالإفراغ بتاريخ 2015/10/12و�أن المدعية منحت المكتري
�أجل �ستة �أ�شهر من تاريخ تو�صله لإفراغ المحل المكترى ،مما يكون معه لزاما على المكري
ممار�سة دعوى الم�صادقة على �إنذار بالإفراغ داخل ال�ستة �أ�شهر الالحقة للأجل الممنوح
للمكتري في الإنذار المذكور تطبيقا لمقت�ضيات المادة 26من القانون رقم ،49-16ولما
كانت الدعوى مو�ضوع نازلة الحال قد تم تقييدها ب�سجالت المحكمة بتاريخ 2017/03/21
فالثابت �أنها لم تمار�س �إال بعد ان�صرام �أزيد من �ستة �أ�شهر عن الأجل الم�ضمن في الإنذار
المذكور �أعاله ،الأمر الذي يكون معه حق المكري في طلب الم�صادقة على الإنذار بالإفراغ
الذي تو�صل به المكتري بتاريخ 2015/10/12قد �سقط ،وتبعا لذلك ف�إن طلب الإفراغ على
الإنذار المذكور �أعاله يكون معه غير مبرر ويتعين معه الحكم برف�ضه.
لهذه الأ�سباب :
حكمت المحكمة في جل�ستها العلنية ابتدائيا وح�ضوريا
في ال�شكل :بقبول الطلب
في المو�ضوع :برف�ضه و�إبقاء �صائره على رافعته.
وبهذا �صدر الحكم في اليوم وال�شهر وال�سنة �أعاله ومن نف�س الهيئة التي ناق�شت الق�ضية
كاتب ال�ضبط القا�ضي المقرر الرئي�س
جواد الرفاعي 240
القاعدة :
وحيث �إن الدفع بتقادم الطلب مردود على المدعى عليه طالما مار�س المدعي حقه في
�إطار ظهير 1955/05/24داخل الأجل القانوني وتقديم الطلب الحالي كان بعد ا�ستنفاد
�إجراءات التقا�ضي ب�ش�أن طلب التعوي�ض ،كما �أن الدفع ب�سبقية البت مردود �أي�ضا طالما
�أن مو�ضوع القرار المحتج به يتعلق بالتعوي�ض ولي�س بالتمكين من المحل الجديد ف�ضال
عن كون محكمة اال�ستئناف �صرحت بعدم قبول الطلب ولي�س برف�ضه مما يجعل مقت�ضيات
الف�صل 451من ق.ل.ع منتفية في النازلة.
وحيث تبين للمحكمة �أن طلب المدعي قدم بتاريخ 2017/05/18وبالتالي فهو خا�ضع
لمقت�ضيات القانون رقم 49-16الذي دخل حيز التنفيذ في .2017/02/12
وحيث �إن حق الأ�سبقية الممنوح للمكتري ينح�صر في الم�ساحة الم�ساوية للمحالت التي
كان ي�ستغلها طبقا لمقت�ضيات المادة 14من الفقرة 2من القانون رقم 49-16وبالتالي ف�إن
المدعي ب�صفته مكتري �سابق و�إن عبر عن رغبته في ممار�سة ن�شاط تجاري جديد يتنا�سب
مع التهيئة الجديدة طبقا للفقرة 3من المادة 14من القانون الجديد ف�إنه طالما ال يوجد
بالعمارة الم�شيدة محل تجاري جديد بم�ساحة م�ساوية للم�ساحة القديمة وطالما التغيير
الحا�صل في تخ�صي�ص البناء لأن�شطة معينة ال يعود للمدعى عليه و�إنما للأ�سباب التنظيمية
طبقا لمقت�ضيات المادة 15من الفقرة 2وطالما الملف خال مما يفيد �أن المدعى عليه قام
ب�إعادة تق�سيم المحل واحتوائه محال تجاريا بنف�س م�ساحة المحل ال�سابق ف�إنه ال ي�سع معه
للمحكمة �إال الت�صريح برف�ض الطلب.
لهذه الأ�سباب :
حكمت المحكمة في جل�ستها العلنية ابتدائيا وح�ضوريا
في ال�شكل :بقبول الطلب
في المو�ضوع :برف�ضه وتحميل رافعه ال�صائر.
وبهذا �صدر الحكم في اليوم وال�شهر وال�سنة �أعاله ومن نف�س الهيئة التي ناق�شت الق�ضية
كاتب ال�ضبط القا�ضي المقرر الرئي�س
جواد الرفاعي 242
القاعدة :
�إن عقد كراء ال�سطح محل النزاع لم يكن من �أجل ممار�سة الن�شاط التجاري
فيه و�إنما من �أجل �إقامة من�ش�أتها المتعلق بالربط الهاتفي والخدمات الهاتفية
وال�سلكي والال�سلكية لخدمة منطقة �أزيالل و�ضواحيها ،وبالتالي فمحل النزاع
لي�ست له طبيعة المحل التجاري.
�أجل �إقامة من�ش�أتها المتعلق بالربط الهاتفي والخدمات الهاتفية وال�سلكي والال�سلكية
لخدمة منطقة �أزيالل و�ضواحيها ،وبالتالي فمحل النزاع لي�ست له طبيعة المحل التجاري
الم�شمول بمقت�ضيات الف�صل 1وما يليه من ظهير 24ماي 1955طالما المن�ش�أت الموجودة
به قابلة للتفكيك والنقل وال ي�ستغل فيه �أي ن�شاط تجاري بمفهوم المادة 6وما يليها من
مدونة التجارة ،وفي هذا الإتجاه ذهب قرار لمحكمة اال�ستئناف بالدار البي�ضاء بتاريخ
2007/05/31تحت عدد 1/2812في الملف رقم 05/4233و 06/2057من�شور بمجلة
المحاكم المغربية عدد � 115ص 136 .وما يليها �إلى �أن ال�سطح الذي �أقيم فيه الجهاز
ال�ضخم اللتقاط المكالمات الال�سلكية لي�ست له طبيعة المحل التجاري والذي ي�ستوجب �أن
يكون هناك بناء م�شيد له جدران وكيان م�ستقل وبالتالي فهو ال يخ�ضع لظهير 1955/05/24
وتبعا لذلك يكون التعوي�ض عن فقدان الأ�صل التجاري غير ذي مو�ضوع وتعين رف�ضه لأن
عقد الكراء المبرم بين الطرفين خا�ضع للقواعد العامة.
في المقال المعار�ض :حيث انتهت الحيثيات �أعاله �إلى كون محل النزاع غير خا�ضع
لمقت�ضيات ظهير 24ماي 1955وطالما ال�سبب الذي �أ�س�س عليه الإنذاران لي�س �ضمن
الحاالت التي ت�سمح للمكري بف�سخ العقد طبقا للبند 7فقرة 2منه وطبقا للف�صل 230من
ق.ل.ع �أو طبقا لمقت�ضيات الف�صل 692من ق.ل.ع العقد وبذلك يكون طلب الإفراغ غير
مرتكز على �أ�سا�س قانوني وتعين رف�ضه.
لهذه الأ�سباب :
حكمت المحكمة في جل�ستها العلنية ابتدائيا وح�ضوريا
في ال�شكل :بقبول المقالين الأ�صلي والمعار�ض
في المو�ضوع :برف�ضهما وتحميل كل طرف �صائر مقاله.
وبهذا �صدر الحكم في اليوم وال�شهر وال�سنة �أعاله ومن نف�س الهيئة التي ناق�شت الق�ضية
كاتب ال�ضبط القا�ضي المقرر الرئي�س
جواد الرفاعي 244
القاعدة :
�إن المق�صود بمفهوم الأحكام المن�صو�ص عليها بالمادة 38من القانون رقم
49-16والتي ال ي�ستوجب القانون تجديدها هي الأحكام الفا�صلة في مو�ضوع
الطلب ولي�ست الأحكام التمهيدية من قبيل الأحكام ب�إجراء بحث �أو خبرة التي
ت�صدرها المحكمة بغر�ض تحقيق الدعوى� ،أما الت�صرفات والإجراءات المن�صو�ص
عليها كذلك في نف�س المادة فيق�صد بالأولى ما �صدر عن طرفي عقد الكراء من
�إنذارات� ،أما الثانية �أي الإجراءات فين�صرف مفهومها للم�ساطر الق�ضائية التي
كان ظهير 24ماي 1955ي�ستوجب ممار�ستها.
بالمادة 38منه ،ونظرا لكون الفقرة الأولى من نف�س المادة تن�ص �صراحة على �أن �أحكام
هذا القانون تطبق على الق�ضايا غير الجاهزة للبت فيها ،ولما كانت الدعوى مو�ضوع نازلة
الحال قد تم حجزها للمداولة واعتبرتها المحكمة جاهزة للبت في مو�ضوعها بعد دخول
القانون المذكور �أعاله حيز النفاذ بتاريخ 2017/02/12ف�إنها بذلك �أ�صبحت خا�ضعة
لأحكامه ومن �ضمنها مقت�ضيات المادة 27التي تن�ص على �أنه �إذا تبين للجهة الق�ضائية
المخت�صة �صحة ال�سبب المبني عليه الإنذار ق�ضت وفق طلب المكري الرامي �إلى الم�صادقة
على الإنذار و�إفراغ المكتري و�إال ق�ضت برف�ض الطلب.
وحيث �إنه تطبيقا لما ن�صت عليه المادة 38من القانون المذكور �أعاله ف�إن الق�ضية ال
تعتبر جاهزة �إال بحجزها للمداولة في مو�ضوعها� ،أما المق�صود بمفهوم الأحكام المن�صو�ص
عليها بنف�س المادة والتي ال ي�ستوجب القانون تجديدها فهي الأحكام الفا�صلة في مو�ضوع
الطلب ولي�ست الأحكام التمهيدية من قبيل الأحكام ب�إجراء بحث �أو خبرة التي ت�صدرها
المحكمة بغر�ض تحقيق الدعوى� ،أما الت�صرفات والإجراءات المن�صو�ص عليها كذلك في
نف�س المادة فيق�صد بالأولى ما �صدر عن طرفي عقد الكراء من �إنذارات �أما الثانية �أي
الإجراءات فين�صرف مفهومها للم�ساطر الق�ضائية التي كان ظهير 24ماي 1955ي�ستوجب
ممار�ستها ،لذلك ولما انتهت المحكمة في حكمها التمهيدي المذكور �أعاله لعدم جدية
ال�سبب الم�ضمن بالإنذار بالإفراغ والم�ؤ�س�س عليه طلب الإفراغ ف�إنه ورغم �إنجاز خبرة
لتحديد قيمة عنا�صر الأ�صل التجاري الم�ستغل بالمحل المكترى ف�إن طلب التعوي�ض عن
فقدان المدعي �أ�صليا لأ�صله التجاري لم يعد ذي مو�ضوع ويتعين معه الت�صريح برف�ضه،
وطالما �أن الإنذار الذي تو�صل به المدعي �أ�صليا بتاريخ 2016/02/03من طرف المدعي
عليها �أ�صليا رغم ت�صريح المحكمة بعدم جدية ال�سبب الم�ؤ�س�س عليه ف�إنه مع ذلك جاء
م�ستجمعا لعنا�صره و�أركانه باعتباره ت�صرفا قانونيا مما يكون معه طلب بطالنه غير مرتكز
على �أ�سا�س قانوني �سليم ويتعين معه رف�ضه.
وحيث �إنه طبقا لما تن�ص عليه مقت�ضيات الفقرة الأول من الف�صل 27من القانون رقم
49-16المذكور �أعاله فلكي ت�صادق المحكمة على الإنذار بالإفراغ الذي وجهه المكري
للمكتري ف�إنه يتعين �أن يكون هذا الأخير م�ؤ�س�سا على �سبب جدي و�صحيح تحت طائلة رف�ض
الطلب في حالة ثبوت خالف ذلك ،وتبعا لذلك ف�إنه لما ثبت للمحكمة كما هو مف�صل في
الحكم التمهيدي المذكور �أعاله �أن ال�سبب الذي ارتكزت عليه المدعية فرعيا في الإنذار
الذي وجهته للمدعى عليه فرعيا وتو�صل به بتاريخ 2016/02/03غير �صحيح ،ف�إن طلبها
جواد الرفاعي 246
الرامي �إلى �إفراغه من العين المكتراة بناء على الإنذار المذكور يبقى غير مبرر قانونا مما
يتعين الت�صريح برف�ضه.
وحيث �إن تم�سكت به المدعى عليها �أ�صليا ب�إفراغ المدعي �أ�صليا �سواء من خالل الإنذار
الذي وجهته له �أو �أثناء م�سطرة ال�صلح التي انتهت ب�صدور مقرر بف�شله �أو بموجب الملف
مو�ضوع نازلة الحال هو �أ�سا�س ال�صوائر مو�ضوع الملف ،مما يتعين تحميلها كافة هذه
الم�صاريف.
لهذه الأ�سباب :
حكمت المحكمة في جل�ستها العلنية ابتدائيا وح�ضوريا
في ال�شكل :بقبول الطلبين الأ�صلي والمقابل
في المو�ضوع :برف�ضهما وتحميل المدعى عليها �أ�صليا كافة الم�صاريف.
وبهذا �صدر الحكم في اليوم وال�شهر وال�سنة �أعاله ومن نف�س الهيئة التي ناق�شت الق�ضية
كاتب ال�ضبط القا�ضي المقرر الرئي�س
247 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
القاعدة :
�إن ت�أ�سي�س طلب الإفراغ على رغبة المكري في ا�ستعمال العين المكتراة اليعد
�سببا معفيا من تعوي�ض المكتري عن فقدان �أ�صله التجاري لكونه ال يندرج
�ضمن المادة الثامنة من القانون رقم 49-16المحدد لحاالت �إعفاء المكري من
التعوي�ض ،الأمر الذي يكون معه المكتري محقا في الح�صول على تعوي�ض عن
فقدان �أ�صله التجاري وفق القواعد المحددة في المادة 7من ذات القانون في
حالة ت�سبيب الإنذار بالإفراغ برغبة المكري في اال�ستعمال ال�شخ�صي للعين
المكتراة.
�ضمن زمرة الأ�سباب المعتبرة �صحيحة وفق مقت�ضيات المادة 26من القانون المذكور ما
يجعل طلب الإفراغ م�ؤ�س�س قانونا ويتعين معه اال�ستجابة له.
وحيث �إنه ت�أ�سي�س طلب الإفراغ على رغبة المكري في ا�ستعمال العين المكتراة ال يعد �سببا
معفيا من تعوي�ض المكتري عن فقدان �أ�صله التجاري لكونه ال يندرج �ضمن المادة الثامنة
من القانون رقم 49-16المحدد لحاالت �إعفاء المكري من التعوي�ض ،الأمر الذي يكون معه
المكتري محقا في الح�صول على تعوي�ض عن فقدان �أ�صله التجاري وفق القواعد المحددة
في المادة 7من ذات القانون في حالة ت�سبيب الإنذار بالإفراغ برغبة المكري في اال�ستعمال
ال�شخ�صي للعين المكتراة ،لذلك فالمحكمة من �أجل تحديد قيمة التعوي�ض الم�ستحق
للمدعية �أ�صليا جراء ما �سيلحقها من خ�سارة وما �ستفقده من ك�سب نتيجة فقدانها �أ�صلها
التجاري الم�ستغل بالعين المكتراة �أمرت ب�إنجاز خبرة حدد من خاللها الخبير المعين قيمة
التعوي�ض عن العنا�صر المادية والمعنوية التي ي�شملها الأ�صل التجاري المملوك لها في مبلغ
102.500درهم ولما كان التقرير المذكور قد جاء م�ستوفيا ل�شروطه ال�شكلية المن�صو�ص
عليها بالف�صل 63من قانون الم�سطرة المدنية ف�ضال على �أنه �أجاب عن النقط التقنية
المحددة من قبل المحكمة بموجب الحكم التمهيدي المذكور �أعاله وذلك ب�إعمال الخبير
المعين لقواعد المقارنة مع الأ�صول التجارية في نف�س المنطقة وكذلك من نف�س الن�شاط
وما �صرح به المكتري بخ�صو�ص الأداءات ال�ضريبية بالنظر لمدخوله ال�سنوي ومردودية
�أ�صله التجاري واالقت�صادي ما جعله يت�سم بالمو�ضوعية ،الأمر الذي يكون معه ما دفع به
طرفي الدعوى من عدم مو�ضوعية الخبرة المنجزة غير مرتكز على �أ�سا�س ويتعين معه رده،
وتبعا لذلك تكون المدعية �أ�صال محقة في الح�صول على تعوي�ض محدد في مبلغ 102500
درهم عن فقدان �أ�صلها التجاري نتيجة �إفراغها من العين المكتراة لرغبة المدعى عليهم
في ا�سترجاعها ال�ستعمالها �شخ�صيا.
لهذه الأ�سباب :
حكمت المحكمة في جل�ستها العلنية ابتدائيا وح�ضوريا
في ال�شكل :بقبول الطلبين معا الأ�صلي والمقابل
في المو�ضوع :في الطلب الأ�صلي :ب�أداء المدعى عليهم �أ�صليا كل بح�سب منابه من
تركة مورثهم لفائدة المدعية تعوي�ضا قدره 102500درهم مع تحميلهم ال�صائر وتحديد
مدة الإكراه البدني في حقهم في الأدنى.
249 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
في الطلب المقابل :ب�إفراغ المدعى عليها فرعيا هي ومن يقوم مقامها �أو ب�إذنها من
المحل مو�ضوع النزاع وتحميلها ال�صائر وبرف�ض باقي الطلب.
وبهذا �صدر الحكم في اليوم وال�شهر وال�سنة �أعاله ومن نف�س الهيئة التي ناق�شت الق�ضية
كاتب ال�ضبط القا�ضي المقرر الرئي�س
جواد الرفاعي 250
القاعدة :
�إن مدة ا�ستغالل المدعي في الملف الأ�صلي للعين المكتراة في ن�شاطه
التجاري لم تتجاوز بعد ال�سنتين ،الأمر الذي يكون معه �شرط المدة لم
يتحقق بعد حتى تطبق مقت�ضيات القانون رقم 49-16على العالقة القانونية
بين الطرفين وتبقى معه هذه الأخيرة خا�ضعة لمقت�ضيات الكراء المنظمة
بظهير االلتزامات والعقود طبقا لما تن�ص عليه المادة 37من القانون المذكور
�أعاله.
ما يتعلق ب�صفة باعثه كمكري ومن تو�صل به ب�صفته مكتري كما �أنه ت�ضمن عنوان العين
المكتراة ،مما يكون معه طلب �إبطاله غير مرتكز على �أ�سا�س قانوني �سليم ويتعين معه
الت�صريح برف�ضه.
وحيث �إنه طبقا لمقت�ضيات الف�صل 663من ظهير االلتزامات والعقود ف�إن �أهم
االلتزامات الملقاة على عاتق المكتري مقابل انتفاعه من العين المكراة هي �أدائه الوجيبة
الكرائية ،وبالرجوع لوثائق الملف فلي�س ثمة ما يفيد �أداء المدعى عليه في الملف رقم
2016/8206/1710للواجبات مو�ضوع الإنذار بالأداء عن المدة من تاريخ 2016/02/01
�إلى غاية تاريخ � 2016/03/31أو حتى عر�ض �أدائها داخل الأجل الممنوح له والم�ضمن
بالإنذار المذكور ،وذلك بح�سب ال�سومة ال�شهرية المتفق عليها بين الطرفين والمحددة
فيما قدره 20.000درهم كما هو ثابت من خالل العقد المذكور �أعاله.
وحيث �إنه بثبوت حالة المطل تجاه المدعي في الملف الأ�صلي والتي تعتبر مبررا م�شروعا
لف�سخ العالقة الكرائية و�إفراغ المكتري من العين المكتراة دون ا�ستحقاقه �أي تعوي�ض ،ف�إنه
يكون معه طلبه الرامي �إلى تعوي�ضه عن فقدان �أ�صله التجاري جراء الحكم ب�إفراغه غير
م�ؤ�س�س قانونا مما يتعين معه الحكم برف�ضه.
لهذه الأ�سباب :
حكمت المحكمة في جل�ستها العلنية ابتدائيا وح�ضوريا
في ال�شكل :بقبول جميع الطلبات
في المو�ضوع :ب�أداء المدعى عليه لفائدة المدعي مبلغ 260.000درهم واجبات الكراء
عن المدة � 2016/02/01إلى غاية 2017/02/28ومبلغ 2000درهم عن التماطل ،وبف�سخ
عقد الكراء الرابط بين الطرفين وب�إفراغ المدعى عليه من المحل مو�ضوع الكراء هو ومن
يقوم مقامه �أو ب�إذنه مع تحميله ال�صائر بح�سب الن�سب وتحديد مدة الإكراه البدني في
الأدنى وبرف�ض باقي الطلبات.
وبهذا �صدر الحكم في اليوم وال�شهر وال�سنة �أعاله ومن نف�س الهيئة التي ناق�شت الق�ضية
كاتب ال�ضبط القا�ضي المقرر الرئي�س
جواد الرفاعي 252
القاعدة :
من بين المهام التي يمكن �إ�سنادها لكاتب المفو�ض الق�ضائي تحت �إ�شراف
هذا الأخير عمليات التبليغ دون تقييد �أو ح�صر هذه العمليات في تلك المتعلقة
با�ستدعاءات التقا�ضي دون الإنذارات ،بل ترك القانون عمليات التبليغ الواقعة
من لدن كتاب المفو�ضين الق�ضائيين على �إطالقها لت�شمل حتى تبليغ الإنذارات
�سواء بناء على طلب الأطراف مبا�شرة �أو بناء على �أمر المحكمة.
وحيث دفع المدعى عليه ببطالن الإنذار بالإفراغ الذي تو�صل به بتاريخ 2016/05/12
لكون باعثه لم ي�سلك الإجراءات الم�سطرية المتطلبة بظهير 24ماي ،1955لكن وطالما
�أن عقد الكراء المذكور �أعاله يتعلق بمحل مخ�ص�ص ال�ستغالل �أ�صل تجاري وقد ان�صرمت
�أزيد من �سنتين على انتفاع المكتري به ،ف�إن العالقة القانونية بين الطرفين تكون تبعا لذلك
قد �أ�صبحت خا�ضعة لمقت�ضيات القانون رقم 49-16المتعلق بكراء العقارات �أو المحالت
المخ�ص�صة لال�ستعمال التجاري �أو ال�صناعي �أو الحرفي المن�شور بالجريدة الر�سمية عدد
6490بتاريخ 2016/08/11الذي دخل حيز النفاذ بعد ان�صرام �ستة �أ�شهر من تاريخ ن�شره
ح�سب ما هو من�صو�ص عليه بالمادة 38منه دون حاجة لتجديد الت�صرفات والإجراءات
ال�سابقة ،خا�صة و�أن الدعوى مو�ضوع نازلة الحال قد تم حجزها للمداولة واعتبرتها
المحكمة جاهزة للبت في مو�ضوعها بعد دخول القانون المذكور �أعاله حيز النفاذ بتاريخ
2017/02/12وتبعا لذلك ف�إن الإنذار الذي تو�صل به المكتري بتاريخ 2016/05/12
من المكري بناء على مقت�ضيات الفقرة الثالثة من المادة 15من القانون المنظم لمهنة
المفو�ضين الق�ضائيين باعتباره ت�صرفا قانونيا يكون معه قد بلغ وفق المقت�ضيات القانونية
التي تن�ص عليها المادة 34من القانون رقم 49-16المذكور �أعاله ،مما يكون ما تم�سك
به الطرف المدعى عليه بهذا ال�ش�أن غير مرتكز على �أ�سا�س قانوني �سليم ويتعين معه رده.
لهذه الأ�سباب :
حكمت المحكمة في جل�ستها العلنية ابتدائيا وح�ضوريا
في ال�شكل :بقبول الطلب
في المو�ضوع :بف�سخ عقد الكراء الرابط بين الطرفين وب�إفراغ المدعى عليه من المحل
مو�ضوع الكراء هو ومن يقوم مقامه �أو ب�إذنه مع تحميله ال�صائر ورف�ض باقي الطلبات.
وبهذا �صدر الحكم في اليوم وال�شهر وال�سنة �أعاله ومن نف�س الهيئة التي ناق�شت الق�ضية
كاتب ال�ضبط القا�ضي المقرر الرئي�س
جواد الرفاعي 254
القاعدة :
�إن الدعوى الحالية �إنما تتعلق ب�أداء واجب الكراء ،وبالتالي في غياب ما
يفيد �صفة المدعى عليه كتاجر تكون مقت�ضيات المادة 5من القانون المحدث
للمحاكم التجارية غير متوفرة ويبقى االخت�صا�ص للبت في الق�ضية منعقدا
للمحكمة االبتدائية بطنجة.
المادة 5من القانون المحدث للمحاكم التجارية غير متوفرة ويبقى االخت�صا�ص للبت في
الق�ضية منعقدا للمحكمة االبتدائية بطنجة ويبقى الدفع المثار بهذا الخ�صو�ص م�ؤ�س�س
ويتعين اال�ستجابة له و�إحالة الملف على هذه المحكمة.
وحيث يتعين حفظ البت في ال�صائر �إلى حين البت في الجوهر.
وتطبيقا للف�صول 1و 3و 32و 39و 50و 124من ق.م.م والمواد 4و 5و 6و � 13إلى 17
من قانون �إحداث المحاكم التجارية رقم 53 -95ومن مدونة التجارة وظهير االلتزامات
والعقود.
لهذه الأ�سباب :
حكمت المحكمة في جل�ستها العلنية ابتدائيا وح�ضوريا
في االخت�صا�ص :بعدم االخت�صا�ص نوعيا للبت في الق�ضية و�إحالتها على المحكمة
االبتدائية بطنجة وحفظ البت في ال�صائر.
وبهذا �صدر الحكم في اليوم وال�شهر وال�سنة �أعاله ومن نف�س الهيئة التي ناق�شت الق�ضية
كاتب ال�ضبط القا�ضي المقرر الرئي�س
جواد الرفاعي 256
القاعدة :
لم يعد بالإمكان ت�سبيب الإنذار �سواء في �إطار ظهير 24ماي � 1955أو في
�إطار القانون الذي ن�سخه بمقت�ضى ظهير �شريف رقم � -16.99صادر في 13
من �شوال 8( 1437يوليوز )2016بتنفيذ القانون رقم 16-49المتعلق بكراء
العقارات المخ�ص�صة لال�ستعمال التجاري �أو ال�صناعي �أو الحرفي والواجب
التطبيق على نازلة الحال بالزيادة في ال�سومة الكرائية على اعتبار �أن المادة
العا�شرة من القانون رقم 03-07ن�صت �صراحة على �أنه تلغى جميع المقت�ضيات
المخالفة لهذا القانون والمتعلقة بمراجعة ثمن الكراء.
وحيث �إن القانون رقم 07-03المتعلق بمراجعة �أثمان كراء المحالت المعدة لل�سكن �أو
اال�ستعمال المهني �أو التجاري �أو ال�صناعي �أو الحرفي ين�ص في مادته الرابعة على �أنه :
تحدد ن�سبة الزيادة في ثمن الكراء كما يلي 8في المائة بالن�سبة للمحالت المعدة لل�سكن
و 10في المائة بالن�سبة لباقي المحالت.
وحيث ت�ضيف المادة الثامنة منه على �أنه :تخت�ص المحكمة االبتدائية بالنظر في
المنازعات المتعلقة بمراجعة وا�ستيفاء الزيادة في �أثمان الكراء.
وحيث �إنه تبعا لذلك فالقانون المذكور حدد معايير دقيقة لمراجعة �أثمان الكراء و�أعطى
االخت�صا�ص للبت فيها للمحكمة االبتدائية.
وحيث �إنه تبعا لما ذكر لم يعد الإمكان ت�سبيب الإنذار �سواء في �إطار ظهير 24ماي 1955
�أو في �إطار القانون الذي ن�سخه بمقت�ضى ظهير �شريف رقم � -16.99صادر في 13من �شوال
8( 1437يوليوز )2016بتنفيذ القانون رقم 49-16المتعلق بكراء العقارات المخ�ص�صة
لال�ستعمال التجاري �أو ال�صناعي �أو الحرفي والواجب التطبيق على نازلة الحال بالزيادة
في ال�سومة الكرائية على اعتبار �أن المادة العا�شرة من القانون رقم 07-03ن�صت �صراحة
على �أنه تلغى جميع المقت�ضيات المخالفة لهذا القانون والمتعلقة بمراجعة ثمن الكراء.
وحيث �إنه واعتبارا لكل هذه الأ�سباب يبقى الإنذار مو�ضوع الدعوى مخالفا لما يقت�ضيه
القانون ويقع باطال.
وحيث �إن طلب التعوي�ض عن الإفراغ �أ�صبح غير ذي مو�ضوع مادام الإنذار الم�ستند �إليه
باطال قانونا.
لهذه الأ�سباب :
حكمت المحكمة بجل�ستها العلنية ابتدائيا وح�ضوريا :
في ال�شكل :بقبول الدعوى
في المو�ضوع :ببطالن الإنذار بالإفراغ المبلغ للمكتري بتاريخ 2016/12/30مو�ضوع
مقرر ف�شل ال�صلح عدد 153ال�صادر بتاريخ 2017/02/08في الملف عدد -8108-47
2017ورف�ض باقي الطلبات وتحميل المدعى عليهما ال�صائر.
وبهذا �صدر الحكم في اليوم وال�شهر وال�سنة �أعاله ومن نف�س الهيئة التي ناق�شت الق�ضية
كاتب ال�ضبط القا�ضي المقرر الرئي�س
جواد الرفاعي 258
القاعدة :
�إنه من �شروط ال�ضرر الموجب للإفراغ �أن يكون حديثا و�أن الخبرة المنجزة
�أثبتت كون ال�سدة الم�ستند عليها في الإنذار قديمة ال تلحق �أي �ضرر بالبناية.
�إن المدعي فرعيا عندما التم�س ت�صحيح الإ�شعار بالإفراغ يكون قد تبنى
ال�سببين معا ولما كان ال�سبب الأول غير م�ؤ�س�س ف�إن ال�سبب المتعلق بالإفراغ
لال�ستعمال ال�شخ�صي م�ؤ�س�سا ويتعين بالتالي ت�صحيحه والحكم على المكتري
بالإفراغ من العين الم�ؤجرة له هو ومن يقوم مقامه.
وحيث �إنه وبالرجوع �إلى وثائق الملف تبين للمحكمة �أن المدعى عليهم بلغوا المدعي
ب�إنذار بتاريخ 2014-09-12ي�شعرونه فيه بعدم رغبتهم في تجديد عقد الكراء معه ل�سببين
الأول قيامه ب�إحداث تغييرات بالمحل والثاني رغبتهم في ا�ستغالل المحل �شخ�صيا.
وحيث تم�سك المدعي بعدم �إحداث تغييرات بالمحل المكترى و�أنه ولجه على حالته
الراهنة.
وحيث �إن الخبرة المنجزة من طرف الخبير قد �أثبتت �أن المحل مو�ضوع الدعوى في
حالة جيدة وتوجد به �سدة قديمة البناء م�ساحتها 21متر مربع تقريبا و�أعمدتها ملت�صقة
جيدا ب�أعمدة البناية وال ت�شكل �أي �ضرر �أو ت�أثير على البناء.
وحيث �إنه من �شروط ال�ضرر الموجب للإفراغ �أن يكون حديثا و�أن الخبرة المنجزة
�أثبتت كون ال�سد الم�ستند عليها في الإنذار قديمة ال تلحق �أي �ضرر بالبناية.
وحيث �إن ما تم�سك به الطرف المدعي من كون �إحداث ال�سدة كان �سنة 2013ح�سب
ال�شكاية المرفقة التي تقدم بها المالكون ،و�أن ذلك �سبب لهم م�شاكل عند تحفيظ عقارهم
كون الت�صاميم الطبوغرافية تفيد عدم وجود ال�سدة بالمحل �إال �أن لجنة معاينة العقار
ومطابقة الت�صاميم على �أر�ض الواقع وقفت على خالف ذلك ف�إنه �إ�ضافة �إلى عدم وجود
ما يفيده ف�إن ما �أدلي به هو مجرد �شكاية موجهة �إلى المجل�س البلدي ب�ش�أن وجود ال�سدة.
وحيث �إنه لذلك يبقى ال�سبب المتعلق ب�إحداث التغييرات بالمحل المكترى غير ذي
�أ�سا�س ويتعين رف�ضه.
وحيث �إنه فيما يخ�ص ال�سبب الثاني المتعلق بالرغبة في ا�ستغالل المحل �شخ�صيا.
وحيث و�إن كانت الم�سطرة مو�ضوع الإنذار الرامي �إلى الإفراغ قد بو�شرت في �إطار
المادة 10من ظهير 24ماي 1955ف�إن ما ن�ص عليه الف�صل 37من القانون رقم 49-16
من كون �أحكام هذا القانون تطبق على عقود الكراء الجارية والق�ضايا الجاهزة للبت فيها
دون تجديد للت�صرفات والإجراءات والأحكام التي �صدرت قبل دخوله حيز التنفيذ بتاريخ
2017/02/12يجعل الإجراءات المنجزة على ذمة هذه الق�ضية �سلفا �صحيحا قانونا.
وحيث �إن الف�صل العا�شر من الظهير الم�شار �إليه �أعاله يخول للمكري رف�ض تجديد
العقدة �إال �أنه �إذا ا�ستعمل هذا الحق فيكون عليه �أن ي�ؤدي للمكتري المطلوب منه الإفراغ
تعوي�ضا عن الإفراغ يعادل ما لحقه من �ضرر ناتج عن عدم تجديد العقد و�أن هذا المقت�ضى
جواد الرفاعي 260
يقابله ما ن�صت عليه المادة 7من القانون والتي حددت الأ�س�س المعتمدة في تحديد
التعوي�ض عن الإفراغ.
وحيث �إنه ولذلك ف�إن الإنذار الموجه �إلى المدعي من قبل المدعى عليه هو �إنذار �صحيح
يجد �سنده في الف�صلين ال�سالفي الذكر ويكون بذلك الطلب الرامي �إلى بطالنه غير م�ؤ�س�س
ويتعين لذلك رف�ض هذا الطلب.
وحيث �إن المحكمة �أمرت ب�إجراء خبرة لتحديد التعوي�ض الكامل الذي ي�ستحقه المدعي
عن الإفراغ طبقا للف�صل العا�شر الم�شار �إليه �أعاله انتدبت لها الخبير ..الذي خل�ص في
تقريره �إلى تقدير التعوي�ض المذكور في مبلغ 604400درهم.
وحيث �إن المحكمة بعد اطالعها على الخبرة المنجزة واعتبارا لطبيعة الن�شاط الممار�س
بالمحل ومدة الكراء والتح�سينات المدخلة عليه وقيمة العنا�صر المعنوية والمادية للأ�صل
التجاري واعتبارا لما لها من �سلطة تقديرية قررت تحديد مبلغ التعوي�ض الم�ستحق للمكتري
مقابل الإفراغ في 300000درهم.
- 2في الطلب المقابل :
حيث التم�س المدعون فرعيا ت�صحيح الإنذار بالإفراغ عدد 2015/05/29الموجه
للمكتري و�إفراغه هو ومن يقوم مقامه من المحل مع ال�صائر.
وحيث �إنه وكما �سلف ذكره بيانه �أعاله ،ف�إن ال�سبب المتعلق بالإفراغ بدون تعوي�ض هو
�إحداث تغييرات بالمحل ثبت للمحكمة �أنه غير جدي وقامت با�ستبعاده و�أنه لم يبقى للطرف
المكري �إال الحق في �أن يرف�ض تجديد العقد مع المكتري �إذا منح لهذا الأخير التعوي�ض
الكامل عن الإفراغ.
وحيث �إن المدعي فرعيا عندما التم�س ت�صحيح الإ�شعار بالإفراغ يكون قد تبنى ال�سببين
معا ولما كان ال�سبب الأول غير م�ؤ�س�س ف�إن ال�سبب المتعلق بالإفراغ لال�ستعمال ال�شخ�صي
م�ؤ�س�سا ويتعين بالتالي ت�صحيحه والحكم على المكتري بالإفراغ من العين الم�ؤجرة له هو
ومن يقوم مقامه.
وحيث طبقا للفقرة الأخيرة من المادة 27من القانون المذكور يبقى المكتري بالمحل
�إلى حين تو�صله بمبلغ التعوي�ض.
وحيث �إنه يتعين جعل ال�صائر منا�صفة بين الطرفين.
261 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
وتطبيقا للف�صول 1و 3و 32و 39و 50و 124من ق.م.م والمواد 4و 5و 6و � 13إلى 17من
قانون �إحداث المحاكم التجارية رقم 53-95ومدونة التجارة وظهير االلتزامات والعقود
والقانون رقم 49-16المتعلق بكراء العقارات �أو المحالت المخ�ص�صة لال�ستعمال التجاري
�أو ال�صناعي �أو الحرفي .
لهذه الأ�سباب :
حكمت المحكمة بجل�ستها العلنية ابتدائيا وح�ضوريا :
في ال�شكل :بقبول الطلبين الأ�صلي والمقابل
في المو�ضوع :بت�صحيح الإ�شعار بالإفراغ المبلغ �إلى المكتري وتبعا لذلك �إفراغ هذا
االخير ومن يقوم مقامه من المحل مقابل تعوي�ض قدره 300000درهم ي�ؤديه له الطرف
المكري وعلى المكتري البقاء بالمحل ال�سالف الذكر �إلى حين تو�صله بالتعوي�ض الم�شار �إليه
�أعاله وجعل ال�صائر منا�صفة بين الطرفين ورف�ض باقي الطلبات.
وبهذا �صدر الحكم في اليوم وال�شهر وال�سنة �أعاله ومن نف�س الهيئة التي ناق�شت الق�ضية
كاتب ال�ضبط القا�ضي المقرر الرئي�س
جواد الرفاعي 262
القاعدة :
الوقائع :
بناء على المقال الم�ؤدى عنه بتاريخ 2017/09/12الذي تعر�ض فيه المدعية �أنها �أكرت
للمدعى عليه المحل التجاري بوجيبة �شهرية قدرها 1500درهم� ،إال �أن المدعى عليها
توقفت عن �أداء الكراء وغادرت �إلى وجهة مجهولة منذ �أكثر من �سنتين وبقي المحل مغلقا،
و�أن الأ�صل التجاري الم�ستغل بالمحل مرهون لفائدة المطلوب بمح�ضره وتم تقييده بال�سجل
التجاري الخا�ص بالمدعى عليها ،لذلك فهي تلتم�س الأمر بفتح المحل وب�إ�سترجاع حيازته،
و�أدلت ب�صور من عقد الكراء ومح�ضر معاينة ،و�إنذار و�شهادة ت�سليم ونموذج 7من ال�سجل
التجاري.
وبجل�سة 2017/11/21ح�ضر ذ محمدي عن نائبتي المطلوب الحكم بمح�ضره و�أدلى
بتعقيب رام �إلى ت�أكيد الجواب الذي جاء فيه �أن الطلب فيه م�سا�س بحقوقه االمتيازية
263 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
كدائن مرتهن للأ�صل التجاري الم�ستغل بالمحل ،و�أن الحكم ال�صادر بتاريخ 2015/05/23
عن المحكمة التجارية بمراك�ش في الملف 2013/9/2988ي�ستفاد منه �أن المحل لي�س
مهجورا وتوجد به مدر�سة مونى الخا�صة ،مما ا�ضطره �إلى تقديم �شكاية �إلى ال�سيد وكيل
الملك بالمحكمة االبتدائية ببني مالل �ضد المدعى عليها من �أجل تبديد الأ�صل التجاري
المرهون ،ملتم�سا الت�صريح بعدم االخت�صا�ص والحكم برف�ض الطلب ،و�أدلى ب�صور من
حكم و�شكاية.
و�سبق �أن �أدلى نائب المدعية بتعقيب جاء فيه �أن الحق في الكراء لي�س عن�صرا جوهريا
في الأ�صل التجاري و�أن تبليغ الدائنين ح�سب المادة 29من القانون رقم 49-16لي�س من
�شـ�أنه �أن يمنع البت في دعوى الإنهاء �أو الف�سخ ،و�أن المطلوب الحكم بمح�ضره يقر ب�أن
المدعى عليها نقلت �أ�صلها التجاري
من المحل منذ �سنة ،2011وهو ما يجعل واقعة الهجر ثابتة ،و�أن مدر�سة مونى ت�شغل
محال بالطابق الأول ولي�س المحل التجاري مو�ضوع الطلب ،ملتم�سا الحكم وفق الطلب.
و�سبق �أن �أفيد عن المدعى عليها �أن المحل مغلق ،فتقرر حجز الملف للت�أمل لجل�سة
يومه.
بعد الت�أمل وطبقا للقانون :
حيث �إن المادة 32من القانون رقم 49-16تمنح �صراحة االخت�صا�ص لرئي�س المحكمة
ب�صفته قا�ضيا للأمور الم�ستعجلة للأمر بفتح المحل المهجور �أو المغلق والإذن للمكتري
با�سترجاع حيازته ،مما يكون دفع المطلوب الحكم بمح�ضره بعدم االخت�صا�ص في غير
محله ويتعين رده.
وحيث ثبت من االطالع على وثائق الملف �أن المدعية وجهت �إنذارا بالأداء للمدعى
عليها ورجع تبليغه بتاريخ 2017/09/11/بمالحظة �أن المحل مغلق ،ولما ثبت من مح�ضر
المعاينة المنجز من قبل المفو�ضة الق�ضائية �أن المفو�ض الق�ضائي قام بتعليق الإعالن بفتح
م�سطرة ا�سترجاع المحل و�أنها تفقدته بتاريخ 2017/10/31ووجدته مغلقا ،كما تبين من
البحث المنجز من قبل ال�شرطة �أن المحل مغلقا منذ �أزيد من خم�س �سنوات ،ف�إن واقعة
�إغالق المحل وهجره لمدة تفوق �ستة �أ�شهر تكون ثابتة في النازلة ،وتطبيقا للمادة 32من
القانون رقم 49-16المتعلق بكراء العقارات �أو المحالت المخ�ص�صة لال�ستعمال التجاري
�أو ال�صناعي �أو الحرفي يكون الطلب مبررا ويتعين اال�ستجابة له ويبقى دفع المطلوب الحكم
جواد الرفاعي 264
بمح�ضره برف�ض الطلب في غير محله لأن المادة 29من القانون رقم 49-16اكتفت بالن�ص
على وجوب تبليغ الدائنين المقيدين �سابقا دون �أن تن�ص على منع المكري من ا�سترجاع
العين المكراة.
وتطبيقا للمادة 21من قانون �إحداث المحاكم التجارية والقانون رقم .49-16
لهذه الأ�سباب :
ن�أمر بفتح المحل الم�شار �إليه �أعاله و�إرجاع حيازته للمدعية وتحميلها ال�صائر.
بهذا �صدر الأمر في اليوم وال�شهر وال�سنة �أعاله
كاتب ال�ضبط الرئي�س
265 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
القاعدة :
لما ثبت من خالل البحث المنجز من طرف الدرك الملكي �أن المحل مغلق
منذ خم�س �سنوات ،ف�إن واقعة �إغالقه وهجره لمدة تفوق �سنة �أ�شهر ثابتة في
النازلة وذلك طبقا للمادة 32من القانون رقم 16-49المتعلق بكراء العقارات
�أو المحالت المخ�ص�صة لال�ستعمال التجاري.
الوقائع :
بناء على المقال الم�ؤدى عنه بتاريخ 2018/02/16الذي يعر�ض فيه المدعون �أنهم
�أكروا للمدعى عليه المحل التجاري الكائن بعنوانه �أعاله� ،إال �أنه توقف عن �أداء الكراء
وغادر �إلى وجهة مجهولة منذ مدة تزين عن �سنتين وبقي المحل مغلقا ومهجوراـ لذلك
فهم يلتم�سون الأمر بفتح المحل وبا�سترجاع حيازته ،و�أدلوا ب�صورة من عقد الكراء� ،إراثة،
مخارجة ،مح�ضر تبليغ �إنذار ومح�ضر معاينة.
وبجل�سة 2018/04/03رجعت نتيجة البحث ،و�سبق �أن �أفيد عن المدعى عليه �أن المحل
مغلق ،فتقرر حجز الملف للت�أمل لجل�سة يومه.
بعد الت�أمل وطبقا للقانون :
حيث ثبت من االطالع على وثائق الملف �أن المدعين وجهوا �إنذارا بالأداء للمدعى عليه
ورجع تبليغه بتاريخ 2017/03/28بمالحظة �أن المحل مغلق ،ولما ثبت من البحث المنجز
من قبل الدرك الملكي ببني مالل مركز �أوالد امبارك بتاريخ � 2018/03/27أن المحلق
جواد الرفاعي 266
مغلق منذ خم�سة �سنوات ،ف�إن واقعة �إغالق المحل وهجره لمدة تفوق �ستة �أ�شهر تكون ثابتة
في النازلة ،وتطبيقا للمادة 32من القانون رقم 49-16المتعلق بكراء العقارات �أو المحالت
المخ�ص�صة لال�ستعمال التجاري �أو ال�صناعي �أو الحرفي ،وتبعا لذلك يكون الطلب مبررا
ويتعين اال�ستجابة له.
وتطبيقا للمادة 21من قانون �إحداث المحاكم التجارية والقانون رقم .49-16
لهذه الأ�سباب :
ن�أمر بفتح المحل الم�شار �إليه �أعاله و�إرجاع حيازته للمدعين وتحميلهم ال�صائر.
بهذا �صدر الأمر في اليوم وال�شهر وال�سنة �أعاله
كاتب ال�ضبط الرئي�س
267 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
القاعدة :
ي�سلتزم الإدالء ب�إنذار لأداء واجبات الكراء وذلك طبقا لمقت�ضيات المادة
32من القانون رقم 16-49المتعلق بكراء العقارات �أو المحالت المخ�ص�صة
لال�ستعمال التجاري.
�إن �أداء واجبات الكراء بانتظام ومنع المكتري من فتح المحل ي�شكل منازعة
جدية تحول دون البت في طلب ا�سترجاع حيازة المحل المهجور.
الوقائع :
بناء على المقال الم�ؤدى عنه بتاريخ 2017/06/23الذي يعر�ض فيه المدعون �أن مورث
المدعى عليه كان يكتري منهم الدكان رقم ،44و�أن المحل ظل مغلقا منذ ثالث �سنوات
مما �ألحق بهم �أ�ضرارا بليغة ،لذلك فهم يلتم�سون الأمر بفتح المحل والإذن لهم با�سترجاع
حيازته ،و�أدلوا ب�صور من ر�سوم �إراثة� ،شهادة �إدارية ،ومح�ضر معاينة.
وبجل�سة 2017/07/11تخلف نائب المدعية رغم التو�صل وح�ضر المدعى عليه �شخ�صيا
و�صرح ب�أن �أم الورثة تمنعه من فتح المحل و�أنه وباقي الورثة ي�ؤدون واجبات الكراء بانتظام،
فتقرر حجز الق�ضية للت�أمل.
بعد الت�أمل وطبقا للقانون :
حيث �إنه بالإ�ضافة �إلى عدم �إدالء المدعين ب�إنذار ب�أداء واجبات الكراء طبقا للمادة
32من القانون رقم 49-16المتعلق بكراء العقارات �أو المحالت المخ�ص�صة لال�ستعمال
جواد الرفاعي 268
التجاري �أو ال�صناعي �أو الحرفي ،ف�إن المدعى عليه �صرح ب�أن واجبات الكراء ت�ؤدى بانتظام
و�أن واحدة من المدعين تمنعه من فتح المحل ،وبذلك تكون واقعة عدم �أداء واجبات الكراء
و�إغالق المحل وتركه مهجورا محل منازعة جدية تحول دون البت في الطلب مما ي�ستوجب
الت�صريح بعدم االخت�صا�ص.
وتطبيقا للمادة 21من قانون �إحداث المحاكم التجارية والمادة 32من القانون رقم
.49-16
لهذه الأ�سباب :
ن�صرح بعدم االخت�صا�ص وتحميل المدعين ال�صائر.
بهذا �صدر الأمر في اليوم وال�شهر وال�سنة �أعاله
كاتب ال�ضبط الرئي�س
269 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
الن�ص الت�شريعي
ينفذ وين�شر بالجريدة الر�سمية ،عقب ظهيرنا ال�شريف هذا ،القانون رقم 49.16المتعلق
بكراء العقارات �أو المحالت المخ�ص�صة لال�ستعمال التجاري �أو ال�صناعي �أو الحرفي ،كما
وافق عليه مجل�س النواب ومجل�س الم�ست�شارين.
11اجلريدة الر�سمية عدد 6490بتاريخ 7ذي القعدة 11( 1437اغ�سط�س � ،)2016ص.5857 .
جواد الرفاعي 270
قانون رقم 49.16يتعلق بكراء العقارات �أو المحالت المخ�ص�صة لال�ستعمال التجاري
�أو ال�صناعي �أو الحرفي
الباب الأول:
�شروط التطبيق
الفرع الأول :مجال التطبيق
المادة الأولى
�أوال :تطبق مقت�ضيات هذا القانون على ما يلي:
.1عقود كراء العقارات �أو المحالت التي ي�ستغل فيها �أ�صل تجاري في ملكية تاجر �أو
حرفي �أو �صانع؛
.2عقود كراء العقارات �أو المحالت الملحقة بالمحل الذي ي�ستغل فيه الأ�صل التجاري؛
في حالة تعدد المالكين ،ف�إن �ضم ا�ستغالل المحل الملحق بالمحل الأ�صلي يجب �أن يكون
بموافقة مالكي العقار الملحق والأ�صلي؛
.3عقود كراء الأرا�ضي العارية التي �شيدت عليها� ،إما قبل الكراء �أو بعده ،بنايات
ال�ستغالل �أ�صل تجاري ب�شرط الموافقة الكتابية للمالك؛
.4عقود كراء العقارات �أو المحالت المخ�ص�صة لال�ستعمال التجاري �أو ال�صناعي �أو
الحرفي التي تدخل في نطاق الملك الخا�ص للدولة �أو الجماعات الترابية �أو الم�ؤ�س�سات
العمومية ،مع مراعاة اال�ستثناء الوارد في البند الثاني من المادة الثانية بعده.
ثانيا :ت�سري مقت�ضيات هذا القانون �أي�ضا على عقود كراء المحالت الآتي ذكرها:
.1العقارات �أو المحالت التي تمار�س فيها م�ؤ�س�سات التعليم الخ�صو�صي ن�شاطها؛
.2العقارات �أو المحالت التي تمار�س فيها التعاونيات ن�شاطا تجاريا؛
.3العقارات �أو المحالت التي تمار�س فيها الم�صحات والم�ؤ�س�سات المماثلة لها
ن�شاطها؛
.4العقارات �أو المحالت التي يمار�س فيها الن�شاط ال�صيدلي والمختبرات الخا�صة
للتحاليل البيولوجية الطبية وعيادات الفح�ص بالأ�شعة.
المادة 2
ال تخ�ضع لمقت�ضيات هذا القانون:
271 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
.1عقود كراء العقارات �أو المحالت التي تدخل في نطاق الملك العام للدولة �أو الجماعات
الترابية �أو الم�ؤ�س�سات العمومية؛
.2عقود كراء العقارات �أو المحالت التي تدخل في نطاق الملك الخا�ص للدولة �أو في
ملك الجماعات الترابية �أو الم�ؤ�س�سات العمومية حينما تكون تلك الأمالك مر�صودة لمنفعة
عامة؛
.3عقود كراء العقارات �أو المحالت المخ�ص�صة لال�ستعمال التجاري �أو ال�صناعي �أو
الحرفي التي تدخل في نطاق الأوقاف ؛
.4عقود كراء العقارات �أو المحالت المخ�ص�صة لال�ستعمال التجاري �أو ال�صناعي �أو
الحرفي التي تبرم بناء على مقرر ق�ضائي �أو نتيجة له؛
.5عقود كراء العقارات �أو المحالت الموجودة بالمراكز التجارية؛ ويق�صد بالمركز
التجاري ،في مفهوم هذا القانون ،كل مجمع تجاري ذي �شعار موحد م�شيد على عقار مهي�أ
وم�ستغل ب�شكل موحد ،وي�ضم بناية واحدة �أو عدة بنايات ت�شتمل على محالت تجارية ذات
ن�شاط واحد �أو �أن�شطة متعددة ،وفي ملكية �شخ�ص ذاتي �أو عدة �أ�شخا�ص ذاتيين �أو �شخ�ص
اعتباري �أو في عدة �أ�شخا�ص اعتباريين ،و يتم ت�سييره ب�صورة موحدة �إما مبا�شرة من
طرف مالك المركز التجاري �أو عن طريق �أي �شخ�ص يكلفه هذا الأخير.
ويق�صد بالت�سيير كل التدابير التي تتخذ لتح�سين �سمعة وجاذبية المركز التجاري والرفع
من عدد زواره كالإ�شهار �أو التن�شيط �أو الت�سويق �أو �ضمان احترام المميزات والخ�صائ�ص
التقنية والهند�سية للمركز �أو تنظيم �ساعات العمل �أو الحرا�سة �أو النظافة؛
.6عقود كراء العقارات �أو المحالت المتواجدة بالف�ضاءات المخ�ص�صة ال�ستقبال
م�شاريع المقاوالت التي تمار�س ن�شاطها بقطاعي ال�صناعة وتكنولوجيا المعلومات ،وكذا
جميع الخدمات ذات ال�صلة ،بما في ذلك ترحيل الخدمات ،والتي تنجزها الدولة �أو
الجماعات الترابية �أو الم�ؤ�س�سات العمومية �أو المقاوالت التي تملك فيها الدولة �أو �شخ�ص
من �أ�شخا�ص القانون العام مجموع �أو �أغلبية ر�أ�سمالها بهدف دعم وتطوير �أن�شطة مدرة
للدخل ومحدثة لفر�ص العمل.
.7عقود الكراء الطويل الأمد؛
.8عقود االئتمان الإيجاري العقاري.
جواد الرفاعي 272
22القانون رقم 07.03املتعلق مبراجعة �أثمان كراء املحالت املعدة لل�سكنى �أو اال�ستعمال املهني �أو التجاري �أو ال�صناعي �أو
احلريف ال�صادر بتنفيذه الظهري ال�رشيف رقم 1.07.134بتاريخ 19من ذي القعدة 30( 1428نوفمرب )2007؛ اجلريدة
الر�سمية عدد 5586بتاريخ 2ذو احلجة 13( 1428دي�سمرب) � ،2007ص.4061 .
273 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
الباب الثالث:
الحق في تجديد عقد الكراء
الفرع الأول :تجديد عقد الكراء
المادة 6
يكون المكتري محقا في تجديد عقد الكراء متى توفرت مقت�ضيات الباب الأول من هذا
القانون ،وال ينتهي العمل بعقود كراء المحالت والعقارات الخا�ضعة لهذا القانون �إال طبقا
لمقت�ضيات المادة 26بعده ،ويعتبر كل �شرط مخالف باطال.
الفرع الثاني :التعوي�ض عن �إنهاء عقد الكراء
المادة 7
ي�ستحق المكتري تعوي�ضا عن �إنهاء عقد الكراء ،مع مراعاة اال�ستثناءات الواردة في هذا
القانون.
يعادل التعوي�ض ما لحق المكتري من �ضرر ناجم عن الإفراغ.
ي�شمل هذا التعوي�ض قيمة الأ�صل التجاري التي تحدد انطالقا من الت�صريحات ال�ضريبية
لل�سنوات الأربع الأخيرة بالإ�ضافة �إلى ما �أنفقه المكتري من تح�سينات و�إ�صالحات وما
فقده من عنا�صر الأ�صل التجاري ،كما ي�شمل م�صاريف االنتقال من المحل .غير �أنه يمكن
للمكري �أن يثبت �أن ال�ضرر الذي لحق المكتري �أخف من القيمة المذكورة.
يعتبر باطال كل �شرط �أو اتفاق من �ش�أنه حرمان المكتري من حقه في التعوي�ض عن
�إنهاء الكراء.
في الحالة المن�صو�ص عليها في الفقرة الثانية من المادة � 4أعاله ،ال يمكن �أن يقل
التعوي�ض عن الإفراغ عن المبلغ المدفوع مقابل الحق في الكراء.
الفرع الثالث :الإعفاء من التعوي�ض
المادة 8
ال يلزم المكري ب�أداء �أي تعوي�ض للمكتري مقابل الإفراغ في الحاالت الآتية:
� .1إذا لم ي�ؤد المكتري الوجيبة الكرائية داخل �أجل خم�سة ع�شر يوما من تاريخ تو�صله
بالإنذار ،وكان مجموع ما بذمته على الأقل ثالثة �أ�شهر من الكراء؛
� .2إذا �أحدث المكتري تغييرا بالمحل دون موافقة المكري ب�شكل ي�ضر بالبناية وي�ؤثر
على �سالمة البناء �أو يرفع من تحمالته ،ما عدا �إذا عبر المكتري عن نيته في �إرجاع الحالة
جواد الرفاعي 274
�إلى ما كانت عليه داخل الأجل الممنوح له في الإنذار ،على �أن تتم الأ�شغال من �أجل ذلك،
في جميع الأحوال ،داخل �أجل ال يتعدى ثالثة �أ�شهر؛
� .3إذا قام المكتري بتغيير ن�شاط �أ�صله التجاري دون موافقة المالك ،ما عدا �إذا عبر
المكتري عن نيته في �إرجاع الحالة �إلى ما كانت عليه داخل الأجل الممنوح له ،على �أن يتم
هذا االرجاع ،في جميع الأحوال ،داخل �أجل ال يتعدى ثالثة �أ�شهر؛
� .4إذا كان المحل �آيال لل�سقوط ،ما لم يثبت المكتري م�س�ؤولية المكري في عدم القيام
ب�أعمال ال�صيانة الملزم بها اتفاقا �أو قانونا رغم �إنذاره بذلك؛
� .5إذا هلك المحل مو�ضوع الكراء بفعل المكتري �أو ب�سبب قوة قاهرة �أو حادث فجائي؛
� .6إذا عمد المكتري �إلى كراء المحل من الباطن خالفا لعقد الكراء؛
� .7إذا فقد الأ�صل التجاري عن�صر الزبناء وال�سمعة التجارية ب�إغالق المحل لمدة �سنتين
على الأقل.
الباب الرابع:
حاالت الحق في الرجوع
الفرع الأول :الهدم و�إعادة البناء
المادة 9
يحق للمكري المطالبة بالإفراغ لرغبته في هدم المحل و�إعادة بنائه� ،شريطة �إثبات
تملكه �إياه لمدة ال تقـل عن �سنة من تاريخ الإنذار و�أدائه للمكتري تعوي�ضا م�ؤقتا يوازي
كراء ثالث �سنوات مع االحتفاظ له بحق الرجوع �إذا ا�شتملت البناية الجديدة على محالت
معدة لممار�سة ن�شاط مماثل تحدده المحكمة من خالل الت�صميم الم�صادق عليه من
الجهة الإدارية المخت�صة ،على �أن يكون ،قدر الإمكان ،متطابقا مع المحل ال�سابق والن�شاط
الممار�س فيه.
�إ�ضافة �إلى التعوي�ض الم�ؤقت الم�شار �إليه في الفقرة �أعاله ،يمكن للمحكمة ،بناء على
طلب المكتري ،تحميل المكري جزءا من م�صاريف االنتظار طوال مدة البناء ال تقل عن
ن�صفها �إذا �أثبت المكتري ذلك.
يق�صد بم�صاريف االنتظار ال�ضرر الحا�صل للمكتري دون �أن يتجاوز مبلغ الأرباح التي
حققها ح�سب الت�صريحات ال�ضريبية لل�سنة المالية المن�صرمة ،مع الأخذ بعين االعتبار
�أجور اليد العاملة وال�ضرائب والر�سوم الم�ستحقة خالل مدة حرمانه من المحل.
275 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
�إذا لم ت�شتمل البناية الجديدة على المحالت المذكورة ،ا�ستحق المكتري تعوي�ضا وفق
مقت�ضيات المادة � 7أعاله.
تحدد المحكمة تعوي�ضا احتياطيا كامال وفق المادة � 7أعاله ،بطلب من المكتري،
ي�ستحقه في حالة حرمانه من حق الرجوع.
المادة 10
يتعين على المكري ال�شروع في البناء داخل �أجل �شهرين من تاريخ الإفراغ ،وفي حالة
تعذر ذلك يحق للمكتري الح�صول على التعوي�ض وفق مقت�ضيات المادة � 7أعاله ،ما لم يثبت
المكري �أن �سبب الت�أخير خارج عن �إرادته.
المادة 11
يتعين على المكري �أن ي�شعر المكتري بتاريخ تمكينه من المحل الجديد ،والذي يجب
�أال يتعدى ثالث �سنوات من تاريخ الإفراغ .ويتعين عليه �أن يقوم داخل �أجل �شهر من تاريخ
تو�صله ب�شهادة المطابقة المن�صو�ص عليها في المادة 55من القانون رقم 012.90المتعلق
بالتعمير ال�صادر بتنفيذه الظهير ال�شريف رقم 1.92.31بتاريخ 15من ذي الحجة 1412
( 17يونيو 3)1992والم�سلمة له من طرف الجهة المخت�صة ،ب�إ�شعار المكتري ب�أنه ي�ضع
المحل رهن �إ�شارته.
في حالة عدم ت�سليم المكتري المحل داخل �أجل ثالث �سنوات من تاريخ �إفراغه ،يحق
له المطالبة بالتعوي�ض وفق مقت�ضيات المادة � 7أعاله ،ما لم تكن �أ�سباب الت�أخير خارجة
عن �إرادة المكري.
المادة 12
يلزم المكتري عند تمكينه من المحل بدفع الوجيبة الكرائية القديمة في انتظار تحديد
ال�شروط الجديدة للعقد �إما اتفاقا �أو بوا�سطة المحكمة ،مع مراعاة العنا�صر الجديدة
الم�ستحدثة بالمحل دون التقيد بمقت�ضيات القانون رقم 07.03المتعلق بمراجعة �أثمان
كراء المحالت المعدة لل�سكنى �أو اال�ستعمال المهني �أو التجاري �أو ال�صناعي �أو الحرفي
ال�سالف الذكر.
33القانون رقم 012.90املتعلق بالتعمري ال�صادر بتنفيذه الظهري ال�رشيف رقم 1.92.31بتاريخ 15من ذي احلجة 1412
( 17يونيو )1992؛ اجلريدة الر�سمية عدد 4159بتاريخ 14حمرم 15( 1413يوليو � ،)1992ص.887 .
جواد الرفاعي 276
المادة 15
ي�ستحق المكتري التعوي�ض الكامل وفق مقت�ضيات المادة � 7أعاله:
� -إذا لم يتبق في البناية الجديدة محالت �أخرى بعد ممار�سة حق الأ�سبقية؛
� -إذا �أ�صبحت البناية الجديدة ال تتوفر على محالت معدة لأن�شطة تجارية �أو �صناعية
�أو حرفية لأ�سباب غير تلك المتعلقة بمقت�ضيات قانونية �أو تنظيمية ذات ال�صلة بالبناية.
الفرع الرابع :تو�سيع المحل �أو تعليته
المادة 16
�إذا اعـتزم المالك تو�سيع �أو تعلية البناية ،وكان ذلك ال يت�أتى �إال ب�إفراغ المحل �أو
المحالت المكراة ،ف�إن الإفراغ الم�ؤقت للمكتري يتم لمدة يحددها المكري ،على �أن ال
تتعدى �سنة واحدة ابتداء من تاريخ الإفراغ.
ي�ستحق المكتري تعوي�ضا عن مدة �إفراغه ي�ساوي ال�ضرر الحا�صل له ،دون �أن يتجاوز
مبلغ الأرباح التي يحققها ،ح�سب الت�صريحات ال�ضريبية لل�سنة المالية المن�صرمة ،مع
الأخذ بعين االعتبار �أجور اليد العاملة وال�ضرائب والر�سوم الم�ستحقة خالل مدة حرمانه
من المحل .وفي جميع الحاالت يجب �أن ال يقل التعوي�ض ال�شهري عن قيمة ال�سومة الكرائية.
يمكن تمديد مدة الإفراغ لأجل ال يتعدى �سنة بطلب من المكري.
ال يحق للمكري ا�ستيفاء الوجيبة الكرائية طيلة مدة الإفراغ.
يجب على المكري �إعادة ت�سليم المحل داخل الأجل الم�شار �إليه في الفقرة الأولى �أعاله،
و�إال حق للمكتري المطالبة بالتعوي�ض الكامل وفق مقت�ضيات المادة � 7أعاله ،ما لم تكن
�أ�سباب الت�أخير خارجة عن �إرادة المكري.
المادة 17
يخت�ص رئي�س المحكمة في الطلب الرامي الى الإفراغ وتحديد قيمة التعوي�ض الم�ستحق
للمكتري طيلة مدة الإفراغ ،كما يبت في طلب تمديد مدة الإفراغ وتحديد التعوي�ض الم�ستحق
عن ذلك.
كما يخت�ص بتحديد تعوي�ض احتياطي كامل وفق مقت�ضيات المادة 7اعاله ،بطلب من
المكتري ،ي�ستحقه في حالة حرمانه من حق الرجوع.
جواد الرفاعي 278
يتعين على ال�شخ�ص المطلوب الإفراغ لفائدته �أن يعتمر المحل �شخ�صيا داخل �أجل
�أق�صاه �ستة �أ�شهر من تاريخ مغادرته من طرف المكتري ولمدة ال تقل عن ثالث �سنوات ،ما
لم يكن هناك عذر مقبول ،و�إال حق للمكتري المطالبة بالتعوي�ض عما لحقه من �ضرر يوازي
كراء ثمانية ع�شر �شهرا ح�سب قيمة �آخر وجيبة كرائية.
المادة 20
ال يجوز للمالك المطالبة ب�إفراغ الجزء المتعلق بال�سكن الملحق بالمحل التجاري �أو
ال�صناعي �أو الحرفي في الحاالت الآتية:
� .1إذا كان من �ش�أن ا�سترجاع المحل �أن يحدث م�سا�سا خطيرا با�ستغالل الأ�صل التجاري؛
� .2إذا تعلق الأمر بملحقات الم�ؤ�س�سات ال�سياحية و�أ�شكال الإيواء ال�سياحي الأخرى،
والم�صحات والم�ؤ�س�سات المماثلة لها ،وم�ؤ�س�سات التعليم الخ�صو�صي؛
� .3إذا كان المكتري ي�ستعمل جزءا من محل الكراء لل�سكن ال يمكن الف�صل بينه وبين
الجزء الم�ستعمل كمحل تجاري �أو �صناعي �أو حرفي ،ف�إنه في هذه الحالة ال يمكن �إفراغه من
الجزء الم�ستعمل لل�سكن ،دون �إفراغه من الجزء الم�ستعمل للتجارة ،وذلك وفق مقت�ضيات
هذا القانون.
الباب ال�ساد�س:
نزع ملكية العقار الم�ستغل فيه �أ�صل تجاري
المادة 21
�إذا وقع نزع ملكية عقار ي�ستغل فيه �أ�صل تجاري لأجل المنفعة العامة ،تطبق مقت�ضيات
القانون رقم 7.81المتعلق بنزع الملكية لأجل المنفعة العامة وباالحتالل الم�ؤقت ال�صادر
بتنفيذه الظهير ال�شريف رقم 1.81.254بتاريخ 11من رجب 6( 1402مايو .6)1982
66القانون رقم 7.81املتعلق بنزع امللكية لأجل املنفعة العامة وباالحتالل امل�ؤقت ال�صادر بتنفيذه الظهري ال�رشيف رقم
1.81.254بتاريخ 11من رجب 6( 1402مايو )1982؛ اجلريدة الر�سمية عدد 3685بتاريخ 3رم�ضان 15( 1403
يونيه � ،)1983ص .980 .كما مت تغيريه وتتميمه.
جواد الرفاعي 280
الباب ال�سابع:
ممار�سة �أن�شطة مكملة �أو مرتبطة �أو مختلفة
المادة 22
يمكن ال�سماح للمكتري بممار�سة ن�شاط �أو �أن�شطة مكملة �أو مرتبطة بالن�شاط الأ�صلي،
متى كانت هذه الأن�شطة غير منافية لغر�ض وخ�صائ�ص وموقع البناية ،ولي�س من �ش�أنها
الت�أثير على �سالمتها ،وفي هذه الحالة يجب على المكتري �أن يوجه طلبه للمكري يت�ضمن
الإ�شارة �إلى الأن�شطة التي يريد ممار�ستها.
يجب على المكري �إ�شعار المكتري بموقفه بخ�صو�ص هذا الطلب داخل �أجل �شهرين من
تاريخ التو�صل ،و�إال اعتبر موافقا على الطلب ،وفي حالة الرف�ض يمكن للمكتري اللجوء �إلى
رئي�س المحكمة ،ب�صفته قا�ضيا للأمور الم�ستعجلة ،للإذن له بممار�سة الن�شاط �أو الأن�شطة
الجديدة.
ال يجوز للمكتري ممار�سة ن�شاط بالمحل المكترى ،مختلف عما تم االتفاق عليه في عقد
كراء� ،إال �إذا وافق المكري كتابة على ذلك.
المادة 23
يحق للمكري ،في الحاالت الم�شار �إليها في المادة ال�سابقة� ،أن يطالب بتحديد الوجيبة
الكرائية الجديدة ،على �أن ت�سري من تاريخ المطالبة بها ق�ضائيا.
الباب الثامن:
الكراء من الباطن
المادة 24
يجوز للمكتري �أن ي�ؤجر للغير المحل المكترى كال �أو بع�ضا ،ما لم ين�ص العقد على
خالف ذلك ،وتبقى العالقة قائمة بين المكري والمكتري الأ�صلي.
ال يكون لهذا الكراء �أي �أثر تجاه المكري �إال من تاريخ �إخباره به.
على المكري الذي �أخبر بالكراء من الباطن �أن ي�شعر المكتري الفرعي بكل �إجراء يعتزم
القيام به تجاه المكتري الأ�صلي ،تحت طائلة عدم مواجهته به.ال يمكن للمكتري الفرعي
التم�سك ب�أي حق تجاه المكتري الأ�صلي ،مع مراعاة الفقرة ال�سابقة.
يبقى المكتريان الأ�صلي والفرعي مت�ضامنين تجاه المكري في جميع االلتزامات
المن�صو�ص عليها في عقد الكراء الأ�صلي.
281 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
يحق للمكري� ،إذا كانت قيمة الكراء من الباطن تفوق قيمة الكراء الأ�صلي ،مراجعة
ال�سومة الكرائية �إما اتفاقا �أو ق�ضاء ،وفي الحالة الأخيرة تراعي المحكمة الفرق بين
ال�سومتين دون �أن تتقيد بمقت�ضيات القانون رقم 07.03المتعلق بمراجعة �أثمان كراء
المحالت المعدة لل�سكنى �أو اال�ستعمال المهني �أو التجاري �أو ال�صناعي �أو الحرفي ال�سالف
الذكر.
الباب التا�سع:
تفويت الحق في الكراء
المادة 25
يحق للمكتري تفويت حق الكراء مع بقية عنا�صر الأ�صل التجاري �أو م�ستقال عنها دون
�ضرورة الح�صول على موافقة المكري ،وبالرغم من كـل �شرط مخالف.
يتعين على كل من المفـوت والمفـوت له �إ�شعار المكري بهذا التفويت ،تحت طائلة عدم
�سريان �آثاره عليه.
ال يمكن مواجهة المكري بهذا التفويت �إال اعتبارا من تاريخ تبليغه �إليه ،ويبقى المكتري
الأ�صلي م�س�ؤوال تجاه المكري بخ�صو�ص االلتزامات ال�سابقة.
ال يحول هذا التفويت دون ممار�سة المكري لحقه في المطالبة بالإفراغ في حالة تحقق
�شروط مقت�ضيات المادة الثامنة من هذا القانون ،كما ال يحول دون موا�صلة الدعاوى
المثارة ،طبقا لهذا القانون ،والتي كانت جارية قبل تاريخ التفويت.
يتم التفويت بعقد ر�سمي �أو عرفي ثابت التاريخ يت�ضمن البيانات الواردة في المادة 81
من القانون رقم 95.15المتعلق بمدونة التجارة ،7ويودع ثمن البيع لدى جهة م�ؤهلة قانونا
لالحتفاظ بالودائع ،ويجب �أن يخ�ضع العقد للإجراءات المن�صو�ص عليها في المواد من 83
الى 89من نف�س القانون.
يمكن للمكري �أن يمار�س حق الأف�ضلية ،وذلك با�سترجاع المحل المكترى مقابل عر�ضه
لمجموع المبالغ المدفوعة من طرف الم�شتري �أو �إيداعه لها ،عند االقت�ضاء ،وذلك داخل
�أجل ثالثين يوما من تاريخ تبليغه ،و�إال �سقط حقه.
77القانون رقم 15.95املتعلق مبدونة التجارة ال�صادر بتنفيذه الظهري ال�رشيف بتاريخ 15من ربيـع ا لأول
)1417فاحت �أغ�سط�س ( 1996؛ اجلريدة الر�سمية عدد 4418ال�صادرة بتاريخ 19جمادى ا لأوىل 3) 1417
�أكتوبر � )1996ص .2187 .كما مت تغيريه وتتميمه.
جواد الرفاعي 282
الباب العا�شر:
الم�سطرة
الفرع الأول :دعوى الم�صادقة على الإنذار
المادة 26
يجب على المكري الذي يرغب في و�ضع حد للعالقة الكرائية� ،أن يوجه للمكتري
�إنذارا ،يت�ضمن وجوبا ال�سبب الذي يعتمده ،و�أن يمنحه �أجال للإفراغ اعتبارا من تاريخ
التو�صل.
يحدد هذا الأجل في:
-خم�سة ع�شر يوما �إذا كان الطلب مبنيا على عدم �أداء واجبات الكراء �أو على كون
المحل �آيال لل�سقوط؛
-ثالثة �أ�شهر �إذا كان الطلب مبنيا على الرغبة في ا�سترجاع المحل لال�ستعمال
ال�شخ�صي� ،أو لهدمه و�إعادة بنائه� ،أو تو�سعته� ،أو تعليته� ،أو على وجود �سبب جدي
يرجع لإخالل المكتري ببنود العقد.
في حالة عدم ا�ستجابة المكتري للإنذار الموجه �إليه ،يحق للمكري اللجوء �إلى الجهة
الق�ضائية المخت�صة للم�صادقة على الإنذار ابتداء من تاريخ انتهاء الأجل المحدد فيه.
�إذا تعذر تبليغ الإنذار بالإفراغ لكون المحل مغلقا با�ستمرار ،جاز للمكري �إقامة دعوى
الم�صادقة على الإنذار بعد مرور الأجل المحدد في الإنذار اعتبارا من تاريخ تحرير مح�ضر
بذلك.
ي�سقط حق المكري في طلب الم�صادقة على الإنذار بمرور �ستة �أ�شهر من تاريخ انتهاء
الأجل الممنوح للمكتري في الإنذار.
غير �أنه يجوز للمكري رفع دعوى الم�صادقة بناء على �إنذار جديد يوجه وفق نف�س
ال�شروط المن�صو�ص عليها في هذه المادة.
المادة 27
�إذا تبين للجهة الق�ضائية المخت�صة �صحة ال�سبب المبني عليه الإنذار ،ق�ضت وفق طلب
المكري الرامي �إلى الم�صادقة على الإنذار و�إفراغ المكتري ،و�إال ق�ضت برف�ض الطلب.
يجوز للمكتري �أن يتقدم بطلب التعوي�ض �أثناء �سريان دعوى الم�صادقة على الإنذار.
283 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
�إذا لم يتقدم المكتري بطلب مقابل للتعوي�ض �أثناء �سريان هذه الدعوى ،ف�إنه يجوز له �أن
يرفع دعوى التعوي�ض داخل �أجل �ستة �أ�شهر من تاريخ تبليغه بالحكم النهائي القا�ضي بالإفراغ.
ال تتم �إجراءات تنفيذ الحكم القا�ضي بالإفراغ �إال بعد �إيداع التعوي�ض المحكوم به .غير
�أنه ينفذ الحكم القا�ضي بالإفراغ عندما يتعلق الأمر بالحالة المن�صو�ص عليها في الفقرة
الثالثة �أعاله.
المادة 28
�إذا ق�ضت الجهة الق�ضائية المخت�صة ب�إفراغ المكتري مع التعوي�ض ،يتعين على المكري
�إيداع مبلغ التعوي�ض المحكوم به داخل �أجل ثالثة �أ�شهر من التاريخ الذي ي�صبح فيه
الحكم قابال للتنفيذ ،و�إال اعتبر متنازال عن التنفيذ ،ويتحمل حينئذ جميع الم�صاريف
الق�ضائية المترتبة عن هذه الم�سطرة.
المادة 29
�إذا �أراد المكري و�ضع حد لكراء المحل الذي ي�ستغل فيه �أ�صل تجاري مثقل بتقييدات،
وجب عليه �أن يبلغ طلبه �إلى الدائنين المقيدين �سابقا ،في الموطن المختار المعين في
تقييد كل منهم.
يق�صد بالدائن المقيد ،الدائن الذي يتوفر على امتياز البائع �أو رهن على الأ�صل
التجاري.
المادة 30
عندما تق�ضي المحكمة بالتعوي�ض الكامل وفق مقت�ضيات المادة � 7أعاله ،ال يمكن
ا�ستخال�ص المبلغ المحكوم به �إال بعد �إدالء المكتري ب�شهادة م�سلمة من كتابة ال�ضبط تثبت
خلو الأ�صل التجاري من كل تقييد.
�إذا كان الأ�صل التجاري مثقال بتقييدات ،ف�إن المكتري يكون ملزما بالإدالء بما يفيد
�إ�شعار الدائنين المقيدين بوقوع الإفراغ وبوجود تعوي�ض م�ستحق له.
يجوز للدائنين المقيدين �أن يتعر�ضوا على �أداء ثمن التعوي�ض المودع بكتابة ال�ضبط
بت�صريح يقدم �إليها ،داخل �أجل �أق�صاه خم�سة ع�شر يوما من تاريخ التو�صل بالإ�شعار
المن�صو�ص عليه في الفقرة ال�سابقة ،وذلك وفق الم�سطرة المن�صو�ص عليها في المادة 84
من مدونة التجارة،
جواد الرفاعي 284
ال ي�ستخل�ص المكتري التعوي�ض المحكوم به لفائدته �إال بعد ان�صرام �أجل التعر�ضات
المن�صو�ص عليها في الفقرة ال�سابقة.
يتم توزيع مبلغ التعوي�ض المودع لفائدة المكتري وفق الإجراءات المن�صو�ص عليها في
الف�صل الرابع من الباب الرابع من الكتاب الثاني من مدونة التجارة.
الفرع الثاني:
دعوى الحرمان من حق الرجوع
المادة 31
يحق للمكتري ،متى ثبت حرمانه من حق الرجوع المحكوم به في الحاالت المن�صو�ص
عليها في المواد 9و 13و ،17طلب تنفيذ التعوي�ض االحتياطي وفق المبلغ الذي �سبق الحكم
به.
يبقى من حق المكتري� ،إذا لم ي�سبق له �أن تقدم بطلب تحديد التعوي�ض المذكور،
المطالبة به �أمام المحكمة المخت�صة وفق مقت�ضيات المادة � 7أعاله ،دون التقيد بالأجل
المن�صو�ص عليه في المادة 27من هذا القانون.
الفرع الثالث:
ا�سترجاع حيازة المحالت المهجورة �أو المغلقة
المادة 32
�أ -ا�سترجاع المحل من طرف المكري:
يمكن للمكري ،في حال توقف المكتري عن �أداء الكراء وهجره للمحل المكترى �إلى وجهة
مجهولة لمدة �ستة �أ�شهر� ،أن يطلب من رئي�س المحكمة ،ب�صفته قا�ضيا للأمور الم�ستعجلة،
�إ�صدار �أمر بفتح المحل والإذن له با�سترجاع حيازته.
يجب �أن يكون الطلب الم�شار �إليه �أعاله معززا بعقد الكراء ،وبمح�ضر معاينة واقعة
الإغالق �أو الهجر مع تحديد المدة ،وب�إنذار موجه للمكتري لأداء واجبات الكراء ولو تعذر
تبليغه.
ي�أمر رئي�س المحكمة فورا ب�إجراء بحث للت�أكد من واقعة الإغالق �أو الهجر.
ي�صدر رئي�س المحكمة ،بناء على الوثائق المدلى بها� ،أمرا بفتح المحل وا�سترجاع
حيازته ،وينفذ هذا الأمر على الأ�صل.
285 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
يقوم المكلف بالتنفيذ بتحرير مح�ضر و�صفي للأ�شياء والمنقوالت الموجودة بالمحل.
�إذا ا�ستمرت غيبة المكتري لمدة ال تقل عن �ستة �أ�شهر من تاريخ تنفيذ الأمر اال�ستعجالي
الم�شار �إليه �أعاله ،ت�صبح �آثار التنفيذ نهائية ،ويترتب عنها ف�سخ عقد الكراء ،وفي هذه
الحالة يقوم المكلف بالتنفيذ فورا ببيع المنقوالت الموجودة بالمحل بالمزاد العلني على
نفقة المكري وفق قواعد قانون الم�سطرة المدنية ،ويودع الثمن ال�صافي بكتابة �ضبط
المحكمة.
ب � -إرجاع الحالة �إلى ما كانت عليه:
�إذا ظهر المكتري �أثناء تنفيذ الأمر الم�شار �إليه �أعاله ،تتوقف �إجراءات التنفيذ تلقائيا.
يمكن للرئي�س ،في هذه الحالة� ،أن يحدد للمكتري �أجال ال يتعدى خم�سة ع�شر يوما
لت�سوية مخلف الكراء ،تحت طائلة موا�صلة �إجراءات التنفيذ في حقه.
�إذا ظهر المكتري ،بعد تنفيذ الأمر الق�ضائي با�سترجاع الحيازة ،قبل مرور �أجل �ستة
�أ�شهر من تاريخ تنفيذ الأمر المذكور� ،أمكن له المطالبة� ،أمام رئي�س المحكمة ،ب�صفته
قا�ضيا للأمور الم�ستعجلة ،ب�إرجاع الحالة �إلى ما كانت عليه� ،شريطة �إثباته �أداء ما بذمته
من دين الكراء.
�إذا �أثبت المكتري �أنه كان ي�ؤدي الكراء بانتظام ،جاز له �أن يطالب المكري �أمام المحكمة
بالتعوي�ض عن جميع الأ�ضرار التي لحقت به ب�سبب الم�سطرة التي با�شرها المكري �ضده،
و�إذا ظل المحل المكترى فارغا جاز له المطالبة ب�إرجاعه �إليه ،ولو بعد ان�صرام �أجل �ستة
�أ�شهر من تاريخ تنفيذ الأمر القا�ضي با�سترجاع الحيازة.
الفرع الرابع :ال�شرط الفا�سخ
المادة 33
في حالة عدم �أداء المكتري لواجبات الكراء لمدة ثالثة �أ�شهر ،يجوز للمكري ،كلما
ت�ضمن عقد الكراء �شرطا فا�سخا ،وبعد توجيه �إنذار بالأداء يبقى دون جدوى ،بعد ان�صرام
�أجل 15يوما من تاريخ التو�صل� ،أن يتقدم بطلب �أمام قا�ضي الأمور الم�ستعجلة ،لمعاينة
تحقق ال�شرط الفا�سخ و�إرجاع العقار �أو المحل.
جواد الرفاعي 286
الفرع الخام�س:
مقت�ضيات عامة
المادة 34
يجب �أن تتم الإنذارات والإ�شعارات وغيرها من الإجراءات ،المنجزة في �إطار هذا
القانون ،بوا�سطة مفو�ض ق�ضائي �أو طبق الإجراءات المن�صو�ص عليها في قانون الم�سطرة
المدنية.
المادة 35
تخت�ص المحاكم التجارية بالنظر في النزاعات المتعلقة بتطبيق هذا القانون ،غير �أنه
ينعقد االخت�صا�ص للمحاكم االبتدائية طبقا للقانون المتعلق بالتنظيم الق�ضائي للمملكة.
المادة 36
تعتبر الآجال المن�صو�ص عليها في هذا القانون كاملة.
الباب الحادي ع�شر:
مقت�ضيات ختامية
المادة 37
تطبق مقت�ضيات قانون االلتزامات والعقود على عقود الكراء التي ال تتوفر فيها
ال�شروط المن�صو�ص عليها في الباب الأول من هذا القانون ،ما لم تخ�ضع لقوانين خا�صة.
المادة 38
يدخل هذا القانون حيز التنفيذ بعد ان�صرام �أجل �ستة �أ�شهر ابتداء من تاريخ ن�شره
بالجريدة الر�سمية ،وتطبق �أحكامه على عقود الكراء الجارية وعلى الق�ضايا غير الجاهزة
للبت فيها دون تجديد للت�صرفات والإجراءات والأحكام التي �صدرت قبل دخول هذا القانون
حيز التنفيذ.
تخ�ضع الأكرية المبرمة خالفا للمقت�ضيات الواردة في المادة الثالثة �أعاله ،لهذا
القانون ،ويمكن للأطراف االتفاق ،في �أي وقت ،على �إبرام عقد مطابق لمقت�ضياته.
تن�سخ ابتداء من دخول هذا القانون حيز التنفيذ:
-مقت�ضيات ظهير � 2شوال 24( 1374ماي )1955ب�شـ�أن عـقـود كراء الأمالك �أو
الأماكن الم�ستعملة للتجارة �أو ال�صناعة �أو الحرف ،كما وقع تغييره وتتميمه؛
-مقت�ضيات المادة 112من القانون رقم 95.15المتعلق بمدونة التجارة.
287 يف �ضوء القانون رقم 49-16 الكراء التجاري الثابت واملتغري
الفهر�س:
تقديم 3..............................................................................................
مقدمـ ـ ــة5......................................................................................... :
ثانيا :عقود كراء الأمالك الخا�صة للدولة �أو باقي المرافق العمومية
المر�صودة لمنفعة عامة35...........................................................
ثالثا :عقود كراء عقارات الأوقاف 36......................................................
الفقرة الثانية :الأماكن المنظمة بقوانين م�ستقلة وبع�ض الحاالت الخا�صة 39.......
�أوال :الأماكن المنظمة بقوانين م�ستقلة 40..............................................
- 1عقود كراء الأماكن المبرمة بناء على مقرر ق�ضائي �أو نتيجة له 40...........
- 2عقد االئتمان االيجار العقاري 43.....................................................
- 3عقد الت�سيير الحر 45...................................................................
- 4عقود الكراء الطويل الأمد 46.........................................................
ثانيا :الحاالت الخا�صة 48....................................................................
- 1عقود كراء الأماكن المتواجدة بالمراكز التجارية 48.............................
- 2عقود كراء االماكن المتواجدة ببع�ض الف�ضاءات المخ�ص�صة 51..............
- 3عقود الكراء غير المتوفرة على المدة القانونية 52................................
- 4عقود الكراء ال�شفوية53..................................................................
الف�صل الثاني:
القواعد الم�سطرية لإنهاء عقد الكراء التجاري وف�سخه
المبحث الأول :الم�سطرة الق�ضائية المو�ضوعية لإنهاء عقد الكراء التجاري 86....
المطلب الأول :وجوب توجيه الإنذار 87........................................................
الفقرة الأولى � :شكليات الإنذار88...............................................................
�أوال :الطبيعة القانونية للإنذار 88.......................................................
ثانيا � :أجل الإنذار92.........................................................................
ثالثا :ت�سبيب الإنذار 95.....................................................................
رابعا :مدة �صالحية الإنذار .............................................................
الفقرة الثانية :تبليغ الإنذار 99.................................................................
�أوال :طرق تبليغ الإنذار 100....................................................................
- 1تبليغ الإنذار عن طريق المفو�ض الق�ضائي100.......................................
- 2الطرق الأخرى لتبليغ الإنذار 103.......................................................
ثانيا � :إثبات تبليغ الإنذار 105..................................................................
المطلب الثاني :دعوى الم�صادقة على الإنذار 107...........................................
الفقرة الأولى :المحكمة المخت�صة للبت في نزاعات الأكرية التجارية 107.............
�أوال :تقرير عدم اخت�صا�ص المحكمة التجارية 108......................................
� - 1ضابط العقود المختلطة108..............................................................
� - 2ضابط اتفاق الأطراف 110...............................................................
ثانيا :تقرير اخت�صا�ص المحاكم التجارية 111...........................................
جواد الرفاعي 290
المبحث الثاني :الم�سطرة الق�ضائية اال�ستعجالية لف�سخ عقد الكراء التجاري 139..
المطلب الأول :دعوى معاينة تحقق ال�شرط الفا�سخ139.....................................
الفقرة الأولى :تحقق ال�شرط الفا�سخ بين القواعد العامة وقانون رقم 140... 49-16
الفقرة الثانية � :إجراءات الف�سخ الإتفاقي 145.................................................
المطلب الثاني :دعوى ا�سترجاع حيازة المحالت المهجورة �أو المغلقة153............
الفقرة الأولى :ا�سترجاع المحل من طرف المكري 154.....................................
�أوال � :شروط ا�سترجاع حيازة المحل 155.....................................................
� - 1ضرورة الإدالء بعقد الكراء �أو ما يفيد ذلك 155....................................
- 2الإدالء بمح�ضر معاينة واقعة الإغالق مع تحديد المدة156.......................
- 3وجود �إنذار لأداء واجبات الكراء ولو تعذر تبليغه 159...............................
ثانيا :الآثار المترتبة عن ا�سترجاع المحل163................................................
- 1ف�سخ عقد الكراء 164.......................................................................
167............................................ - 2بين منقوالت المكتري بالمزاد العلني
الفقرة الثانية :دعوى �إرجاع الحالة �إلى ما كانت عليه 170.................................
�أوال :ظهور المكتري �أثناء عملية التنفيذ �أو بعدها 170......................................
ثانيا :مطالبة المكتري للمكري بالتعوي�ض عن ال�ضرر173..................................
خاتمة �177.................................................................................................7
العمل الق�ضائي 183.....................................................................................
الن�ص الت�شريعي 269.....................................................................................
الفهر�س 287................................................................................................