You are on page 1of 9

‫‪Faress OussaMa‬‬

‫صعوبات المقاولة‬
‫ذة‪ .‬حنان البكوري‬
‫مقدمة‬
‫قد تعاني المقاولة العديد من الصعوبات التي تختلف حسب طريقة تسير كل مقاولة و عليه فان سوء التسيير قد يألدي بالمقاولة الى‬
‫الوقوع في اختالالت و ان صح القول صعوبات مختلفة من شأنها ان تخل من استغاللية المقاولة وبالتالي تأدي الى مجموعة من‬
‫االمور داخل المجتمع لما للمقاولة من أهمية في اقتصاد كل الدول وعليه فان الصعوبات التي قد تتعرض لها المقاولة هي مالية‬
‫وتكون في غالب او اجتماعية او قانونية‬
‫نظرة تاريخية‪ :‬في المغرب‪ :‬يمكن التمييز بين مرحلتين‪:‬‬
‫‪ -‬قبل الحماية‪ :‬في هاته الفترة كا نت قواعد الشريعة اإلسالمية هي السائدة‪ ،‬وقد تناولت الشريعة والفقه اإلسالميين نظام الفلس‬
‫والتفليس‪ ،‬وعالجاه بالحكمة والرأفة والتنظيم الدقيق والحزم والصرامة القائمة على التمييز بين الغني والفقير‪ ، ،‬قال تعالى‪" :‬وإن‬
‫كان ذو عسرة فنظرة إلى مسيرة" سورة البقرة اآلية ‪.280‬‬
‫‪-‬في عهد الحماية‪ :‬لقد تم وضع مقتضيات خاصة باإلفالس بمقتضى ظهير ‪ 12‬غشت ‪" 1913‬اإلفالس والتفالس والتصفية القضائية‬
‫ورد االعتبار"‪ ،‬مقتبسا من القانون الفرنسي في هذا المجال و تم إلغاؤه بنظام صعوبات المقاولة الذي جاء نتيجة للتغييرات‬
‫والظروف االقتصادية واالجتماعية التي عرفها المغرب‬
‫أهمية نظام صعوبة المقاولة‪:‬‬
‫لقد أحدث هذا النظام الجديد تغييرا جوهريا وجذريا على الطبيعة التقليدية لنظام اإلفالس وأهدافه‪ ،‬بحيث لم تعد وظيفة القضاء تقتصر‬
‫على البث في المنازعات وإصدار األحكام‪ ،‬والرقابة على تنفيذها‪ ،‬بل أصبح يعمل على البحث عن إيجاد حلول للمقاولة المتعثرة‬
‫ويتدخل في مساطر الوقاية والمعالجة إلنقاذها أو لتصفيتها عند الضرورة‪ . .‬وتبدو أهمية الموضوع في تجنب الفشل الذي على‬
‫حنكة وتجربة القضاة وخبرة وكفاءة الخبراء‪ ،‬وتعاون المقاولين وتفهم الدائنين‪ ،‬تفاهم وتعاون ينبغي أن يجري في جو من النزاهة‬
‫والشفافية والمصداقية‪.‬‬
‫**********************************************************************‬

‫القسم األول‪ :‬مساطر الوقاية من الصعوبات التي تعترض المقاولة‬


‫ويتعين على المقاولة ‪ ،‬أن تقوم بنفسها عن طريق الوقاية الداخلية من الصعوبات بتصحيح ما من شأنه أن يخل باستمرارية‬
‫استغاللها وإال تم ذلك عن طريق الوقاية الخارجية بتدخل من رئيس المحكمة التجارية‬
‫‪------------------------------------------------‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مسطرة الوقاية الداخلية‬
‫تسمى كذالك لكونها تجرى داخليا بين أجهزة المقاولة كمراقب أو مراقبي الحسابات والشركاء ورئيس المقاولة أو مجلس اإلدارة‬
‫ومجلس المراقبة والجمعية العامة ‪ .‬وتهدف إلى فتح حوار داخل المقاولة بين هذه األجهزة حول مختلف الصعوبات التي تم اكتشافها‬
‫والتي من شأنها اإلخالل باستمرارية استغالل المقاولة والبحث عن حلول لتسوية وضعية المقاولة‪ .‬وتعد هذه المسطرة داخلية‬
‫وسرية بعيدة عن أعين الدائنين والقضاء‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬المقاوالت الخاضعة لمسطرة الوقاية الداخلية‬


‫شركة تجارية أو حرفية فقط دون غيرها باستثناء شركة المحاصة التي ال تخضع للوقاية الداخلية حتى ولو كانت شركة تجارية أي‬
‫حتى لو كان غرضها تجاريا وذلك لعدم تمتعها بالشخصية االعتبارية‪.‬اما بالنسبة لشركة ذات الشخص الواحد فتكون خاضعة لمسطرة‬
‫الوقاية الداخلية في الحالة التي يعين بها مراقب الحسابات ‪ ،‬وذلك لعدم وجود شريك في الشركة‪ .‬وال تخضع المقاوالت الفردية‬
‫التجارية للمسطرة الوقاية الداخلية لعدم توفر آلياتها وأجهزتها ولكنها تخضع لمساطر الوقاية الخارجية ولمساطر المعالجة‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أجهزة تحريك مسطرة الوقاية الداخلية‬


‫المطلب األول‪ :‬مراقب الحسابات‬
‫يعد تعيينه إجباريا في شركات المساهمة وفي شركات التوصية باألسهم كذلك أما باقي الشركات فتارة يكون اختياريا‪ ،‬وتارة يكون‬
‫إلزاميا وكذلك الشأن بالنسبة للمجموعة ذات النفع االقتصادي ويشترط ان يتوفر‪:",‬‬
‫‪ -1‬الكفاءة‪ :‬البد من تسجلهم في جدول هيئة جزاء المحاسبين وان تتوفر فيهم مبدئيا ضمانات الكفاءة والخبرة‪ .،‬ويعد كل تعيين‬
‫خارج هذا الجدول باطال‬
‫‪ -2‬الحياد‪ :‬نص المشرع على مجموعة من حاالت التنافي التي منع فيها مراقبي الحسابات من مزاولة مهامهم في إحدى الشركات‬
‫وهكذا ال يمكن تعيين األشخاص اآلتي ذكرهم مراقبي حسابات‪:‬‬
‫‪-/‬المؤسسون وأصحاب الحصص العينية والمستفيدون من امتيازات خاصة‪ ،‬والمتصرفون‪ ،‬وأعضاء مجلس الرقابة أو مجلس‬
‫اإلدارة الجماعية في الشركة‪ ، ،‬وكذا المجموعات ذات النفع االقتصادي‪ .‬وأزوجهم وأقاربهم وأصهارهم‪ .‬والمتقاضون أجرا كيفما‬
‫كان نوعه من األشخاص المشار إليهم أعاله‪ ،‬أو من الشركة أو من الشركات التابعة أو من المجموعة بالنظر لممارستهم وظائف قد‬
‫تمت باستقالليتهم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Faress OussaMa‬‬
‫‪ -3‬االستقالل‪ :‬أي أن يكون ال ُم َرا َقب مستقال عن ال ُم َراقِب‪ ،‬لذلك المشرع جعل رئيس المحكمة التجارية هو المختص بإعفاء أو عزل‬
‫مراقبي الحسابات خالفا لما كان سائدا سابقا‪ ،‬إذ كان مراقب الحسابات يعتبر مجرد وكيل شأنه شأن المتصرفين‪ ،‬تملك الجمعية العامة‬
‫حق تعيينهم وعزلهم في أي وقت‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الشركاء‬
‫يمكن للشركاء ان يمارسوا الوقاية الداخلية فرادى أو جماعة تطبيقا لما جاءت به المادة ‪ 546‬من مدونة التجارة التي جاء فيها‪" :‬أو‬
‫أي شريك في شركة"‪ ،‬وذلك ألن الشريك دائما يبحث عن حماية مصالح الشركة ‪ ،‬فقيام الشريك بإجراء عمليات الوقاية الداخلية‬
‫يعتبر سدا لثغرة عدم وجود مراقب حسابات في بعض الشركة‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬سير مسطرة الوقاية الداخلية مراحل الوقاية الداخلية تتجلى في ‪ 3‬مراحل‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬اكتشاف وقائع من شأنها اإلخالل باستمرار االستغالل أو نشاط المقاولة‬
‫يقوم تحريك المرحلة األولى من الوقاية الداخلية مراقب أو مراقبي الحسابات أومن أي شريك أو مجموعة من الشركاء في الشركة‬
‫إلى رئيس المقاولة بعد اكتشاف وقائع من شأنها اإلخالل باستمرارية االستغالل‪ ،‬داخل ثمانية أيام من اكتشافها برسالة مضمونة مع‬
‫اإلشعار بالتوصل يدعون فيها إلى تصحيح ذلك اإلخالل‪ .،‬فتاريخ اكتشاف الوقائع وإثباته و تحديد وقت انطالق الوقاية الداخلية دقيق‬
‫جدا‪ ،‬لذى وجب تحريك مسطرة في وقتها ال في وقت متأخر وال قبل األوان‪ ،‬وإال تحمل المسؤولية تجاه الشركة عن الضرر الناتج‬
‫عن الخطإ واإلهمال‪،‬‬
‫كما يجب عليه ما يهدد استمرار االستغالل المقاولة تبيانه ‪ ،‬واقتراح الحلول المناسبة ودعوة رئيس المقاولة برسالة إلى العمل على‬
‫تصحيح هذا اإلخالل‪ ،‬ويجب على رئيس المقاولة أن يأخذ هذا اإلنذار بجدية وإال فشلت هذه المرحلة من الوقاية الداخلية فننتقل إلى‬
‫المرحلة الثانية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬دعوة الجمعية العامة المقبلة إلى االنعقاد‬
‫رئيس ا لمقاولة يتولى دعوة الجمعية العامة المقبلة إلى االنعقاد لدراسة الوقائع المكتشفة وإيجاد الحلول المالئمة لتصحيحها‪ ،‬و‬
‫تتداول الجمعية بعد سماعها لتقرير المراقب الحسابات او من ينوب عنه كالشريك‬
‫أن تنعقد الجمعية العامة المقبلة في أقرب اآلجال إليجاد الحلول‪ .‬كما انها تعمل على بحث تقرير مراقب الحسابات ‪ ،‬وتناقش هذا‬
‫التقرير بحضور مراقب الحسابات دون ان يتدخل أو يشارك في اتخاذ القرارات‪،‬على عكس المساهمين والشركاء وقد تنجح هذه‬
‫المرحلة فيتعين على رئيس المقاولة اتباع االقتراحات والحلول وإما إن تفشل أي أن رئيس المقاولة يرى أن استمرار النشاط ال زال‬
‫مختال بالرغم من هذه القرارات‬
‫المطلب الثالث‪ :‬إعالم رئيس المحكمة‬
‫بعد فشل مرحلة دعوة الجمعية العامة المقبلة إلى االنعقاد فإنه يتم فتح الباب أمام الوقاية الخارجية وذلك عن طريق إخبار رئيس‬
‫المحكمة التجارية عن طريق تقرير يتضمن مختلف القرارات المتخذة في المراحل السابقة والنتائج التي تم التوصل إليها واألسباب‬
‫الداعية إلى عدم االطمئنان إليها لضمان استمرار االستغالل أو النشاط‪ .‬والمالحظ في هذه المرحلة هو تغييب دور الشريك مع اإلبقاء‬
‫على مراقب الحسابات ورئيس المقاولة‪ ،‬كما تعتبر هذه المرحلة هي بداية لمسطرة الوقاية الخارجية‪.‬‬
‫‪---------------------------------------------‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الوقاية الخارجية والتسوية الودية‬
‫يطلق على هذه المرحلة بالوقاية الخارجية ألن األطراف الفاعلة التي تحركها ال تنتمي إلى األجهزة الداخلية للمقاولة ‪ ،‬وتهدف إلى‬
‫فتح حوار أو نقاش سري كذلك يجري بين رئيس المقاولة ورئيس المحكمة حول الصعوبات المخلة باستمرار االستغالل أو النشاط‪،‬‬
‫والبحث عن الحلول وتقديم االقتراحات الناجعة تفاديا للتوقف عن سداد الديون المستحقة عند حلول أجلها‪،‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الوقاية الخارجية‬


‫هي مسطرة اختيارية تخضع السلطة التقديرية لرئيس المحكمة التجارية‪ ،‬بمعنى يملك حقا كامال في تحريكها أو عدم تحريكها حسب‬
‫ما تنتهي إليه قناعته أو تقديره فان رأى أن هذه الصعوبات جدية فيكون من الواجب غفانه يستدعي رئيس المقاولة لبدء مسطرة‬
‫الوقاية الخارجية أو التسو ية الودية‪ ،‬وإما يرى أن المقاولة في حالة توقف عن سداد ديونها المستحقة عن حلول أجلها‪ ،‬األمر الذي‬
‫يجعلها خاضعة لمساطر المعالجة‪ .‬فيفرض عليه إحالة الملف إلى المحكمة التجارية التي يمكن لها أن تضع يدها على مسطرة‬
‫المعالجة تلقائيا‪ ،‬وإما إلى النيابة العامة إن كان األ مر يتطلب المزيد من البحث ‪ ،‬التي تملك هي األخرى حق طلب فتح مسطرة من‬
‫مساطر المعالجة (التسوية القضائية أو التصفية القضائية)‬
‫المبحث األول‪ :‬المقاوالت الخاضعة لمساطر الوقاية الداخلية‬
‫الوقاية الخارجية تطبق على كل شركة تجارية أو مقاولة فردية تجارية أو حرفية وكل مقاولة جماعية تجارية أو حرفية مملوكة على‬
‫الشياع‪ ،‬تواجه صعوبات من شأنها أن تخل باستمرارية استغاللها أو نشاطها‪ .‬وتجري أيضا على شركة المحاصة التي ال تتمتع‬
‫بالشخصية االعتبارية ألنها بمثابة المقاولة الجماعية المملوكة على الشياع شريطة أن تكون تجارية وحرفية‪ .‬كما تجري أيضا على‬
‫المجموعات ذات النفع االقتصادي التجارية أي التي يكون غرضها تجاريا وأن يتم تقييدها في السجل التجاري لكي تكتسب الشخصية‬
‫المعنوية‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬سير مسطرة الوقاية الخارجية‬
‫يختص رئيس المحكمة بإثارة وتحريك المسطرة‪ .‬وذلك من تلقاء نفسه متى تبين له أن المقاولة تواجه صعوبات من شأنها أن تخل‬
‫باستمرارية استغاللها ‪ .‬وتبدأ مسطرة باستدعاء رئيس المقاولة من طرف رئيس المحكمة التجارية للنظر في اإلجراءات لبتصحيح‬

‫‪2‬‬
‫‪Faress OussaMa‬‬
‫الوضعية‪.‬و في حالة عدم حضور فلرئيس المحكمة التجارية ان يحيل الملف على المحكمة أو على النيابة العامة لبحث إمكانية فتح‬
‫مسطرة المعالجة ضد رئيس المقاولة‪،‬‬
‫اما في حضور رئيس المقاولة تبدأ نقاشات حول الصعوبات التي تم اكتشافها ‪.‬فإذا تبين لرئيس المحكمة أن صعوبات قابلة لإلنقاذ‬
‫يكون بمقدوره تعيين الوكيل ك(خبير حيسوبي‪ ،‬محامي‪ ،‬رجل أعمال‪)...‬الذي يساعدة المقاول على إنقاذ المقاولة وتصحيح وضعيتها‬
‫و التفاوض مع العمال لحل نزاعات الشغل‪ ،‬أو إيقاف إضرابات مستمرة‪ ،‬أو االتصال بالمؤسسات البنكية أو المقرضة أو الممولين‬
‫قصد تخفيف اعتراضاتهم‪ ،‬في مدة محددة زمنيا‪ ،‬ويمكن تجديدها بقرار من رئيس المحكمة بناء على طلب الوكيل الخاص أو‬
‫رئيس المقاولة‪ ..‬وتعتبر مهمة الوكيل الخاص وكالة قضائية وليست اتفاقية ألن رئيس المحكمة هو الذب يتولى تعيينه ويحدد مهمته‬
‫ويحدد أجرته ‪ .‬وأخيرا فإن مسطرة الوقاية الخارجية قد تنجح إن تم إنقاذ المقاولة وتصحيح وضعيتها اوان تفشل المسطرة فيكون‬
‫رئيس أمام خيارين‪ :‬اما إجرا ء التسوية الودية إن لم تكن المقاولة في وضعية التوقف عن الدفع‪ ،‬أو خيار فتح مسطرة المعالجة إن‬
‫كان العكس‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التسوية الودية‬


‫تعتبر من مساطر الوقاية من الصعوبات وهي مسطرة تعاقدية أو اتفاق ودي ال يخضع لإلجراءات الشكلية المعقدة التي كانت تهيمن‬
‫على نظام الصلح القضائي في اإلفالس‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الشروط الموضوعية من خالل المادة ‪ 550‬يتبين أن الشروط الموضوعية تتجلى‬
‫المطلب األول‪ :‬اكتساب الصفة التجارية‬
‫يشترط لتطبيق مسطرة التسوية الودية أن تكون المقاولة تجارية‪ ،‬سواء كانت مقاولة فردية أو جماعية اتخذت شكل شركة تجارية أو‬
‫المجموعات ذات النفع االقتصادي التجارية سواء كانت مقاولة وطنية او أجنبية موجودة بالمغرب‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬وجود صعوبات بالمقاولة‬
‫أي إذا كانت المقاولة التي يسيرها تعاني من صعوبات قانونية أو اقتصادية أو مالية أو اجتماعية من شأنها إحداث ارتباك ومشاكل‬
‫تعيق استمرارية نشاط المقاولة‪،‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الحاجة إلى التمويل‬
‫لقد فتح المشرع باب التسوية أمام المقاولة التجارية التي تكون في حاجة ماسة إلى األموال لتمويل مشاريع مستقبلية لتوسيع‬
‫أنشطتها ‪ ،‬فيتم اللجوء إلى فتح إجراء التسوية الودي ة بين المقاولة والدائنين قصد الوصول إلى اتفاق ودي يهدف إلى تأجيل تاريخ‬
‫استحقاق الديون أو التخفيض منها أو االثنين معا إلتاحة الفرصة أمام المقاولة للحصول على تمويل جديد لتصحيح وضعيتها‬
‫الصعبة‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬عدم التوقف عن دفع الديون‬
‫يجب أن تكون المقاولة غير متوقفة عن دفع ديونها المستحقة عند حلول آجالها‪ .،‬ألن التوقف عن الدفع يؤدي حتما إلى تطبيق‬
‫مساطر المعالجة ال مساطر الوقاية‪ ،‬لذلك إذا ما تم إبرام اتفاق التسوية الودية بعد توقف المقاولة عن دفع ديونها وقبل الحكم عليها‬
‫فتح مسطرة المعالجة‪ ،‬فإن للمحكمة أن تبطل هذا االتفاق على أساس وقوعه داخل فترة الريبة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الشروط الشكلية‬


‫المطلب األول‪ :‬طلب فتح إجراء التسوية الودية‬
‫يرجع حق طلب فتح إجراء التسوية الودية إلى رئيس المقاولة الذي يعود له وحده دون غيره القيام بهذا اإلجراء‪ ،‬ويتم ذلك عبر‬
‫تقديمه لطلب مكتوب يتضمن الوضعية المقاولة ومدى حاجاته لتمويل وذلك ويتم توجيه هذا الطلب بالطرق العادية أو تسليمه يدويا‬
‫بواسطة رئيس المقاولة شخصيا أو محام ينوب عنه‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المحكمة المختصة‬
‫لم تشر المواد ‪ 550‬إلى ‪ 556‬إلى االختصاص المحلي الذي يعود إلى رئيس المحكمة التجارية الموجود في دائرة مؤسسة التاجر أو‬
‫المقر االجتماعي للشركة قياسا على اختصاص المحكمة التجارية التي تنظر في مساطر المعالجة وبعد توصل رئيس المحكمة بطلب‬
‫فتح مسطرة التسوية الودية‪ ،‬يقوم باستدعاء رئيس المقاولة قصد تلقي االستفسارات عن وضعية‪ .‬كما يمكنه تعيين خبير إلعداد‬
‫تقرير حول وضعية المقاولة الخذ الصورة الحقيقية عنها ليتمكن من أخذ القرار المالئم ‪ .‬فاذا قام بفتح إجراء التسوية الودية يعين "‬
‫المصالح " لي توكل إليه مهمة التقريب والتفاوض بين المقاول أو رئيس المقاولة وبين الدائنين إلنقاذ المقاولة‬

‫المبحث الثالث‪ :‬فتح مسطرة التسوية الودية‬


‫المطلب األول‪ :‬تعيين المصالح وتحديد مهامه‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تعيين المصالح يقوم رئيس المحكمة التجارية بتعيين " المصالح " المتوفر على شروط ‪-‬كأن يكون ذا خبرة وتأهيل‬
‫ونزاهة‪ ،‬وقادرا على التفاوض واإلقناع وإدارة النقاش‪ ،‬وتحليل المعلومات وتبقى لرئيس المحكمة الختيار الشخص المناسب‬
‫كالخبراء المحاسبين‪ ،‬أو المستشارين القانونيين‪ ،‬أو القضاة‪ ،‬و أحد المحامين‪...‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مهمة المصالح إبرام اتفاق ودي بين رئيس المقاولة المدين وتفاوض معهم حول االقتراحات التي تقدم بها رئيس‬
‫المقاولة حول قبول اآلجال الجديدة أو التخفيض من قيمة الديون أو هما معا‪ ،‬ولقيام المصالح بمهمته يمكنه الحصول على المعلومات‬
‫التي تساعده على ذلك من رئيس المحكمة التجارية ‪ ،‬كما يمكنه تقديم طلب إلى رئيس المحكمة من أجل الوقف المؤقت لإلجراءات‬
‫الذي من شأنه أن يسهل عملية اتفاق التسوية الودية‬

‫‪3‬‬
‫‪Faress OussaMa‬‬
‫أوال‪ :‬طلب الوقف المؤقت لإلجراءات ب يقوم المصالج بإصدار أمرا يحدد فيه الوقف المؤقت لإلجراءات داخل مدة ال تتجاوز مدة‬
‫قيام المصالح بمهمته‪ ،‬التي حدد في ‪ 3‬أشهر‪ ،‬يمكن تمديدها لشهر واحد بطلب من المصالح ‪ .‬ويسري األمر بهذا الوقف تجاه جميع‬
‫الدائنين و مهما كانت طبيعة ديونهم وال يقبل هذا األمر أي وجه من أوجه الطعن‪ ،‬كما ال يجوز أن تتجاوز في كل األحوال ‪ 4‬أشهر‬
‫وأن استمرار رفع الدعاوي واإلجراءات يترتب عنها العديد من اآلثار منها ما يتعلق بالدائنين ومنها ما يتعلق بالمدين‪.‬‬
‫ثانيا ’ اثار طلب الوقف المؤقت لإلجراءات‬
‫بالنسبة للدائنين‪ :‬أ‪ -‬و تكون غايتها إما‪ :‬الحكم على المدين بسداد مبلغ مالي ‪ -‬فسخ عقد لعدم سداد مبلغ مالي ‪ .‬وال يجري هذا‬
‫الوقف على الدائنون أصحاب الديون الالحقة تفاديا لإلضرار باالئتمان الضروري إلنقاذ المقاولة المتعثرة ب‪ -‬يوقف األمر أو يمنع‬
‫كل إجراءات التنفيذ التي يقوم بها الدائنون بشأن المنقوالت أو العقارات ج‪ -‬تتوقف جميع اآلجال المحددة كآجال أقامة محاضر‬
‫االحتجاج وغيرها‪.‬‬
‫بالنسبة للمدين‪ -1:‬السداد الكلي أو الجزئي ألي دين سابق لهذا األمر ‪-2‬األداء للضامنين الذين أدوا الديون الناشئة سابقا‪ - 3‬القيام‬
‫بتصرفات خارجة عن التسيير العادي للمقاولة ‪ -4‬منع رهن رسمي أو حيازي ‪.‬‬
‫حمى المشرع العمال والمستخدمين ‪ ،‬إذ أعفى ديونهم من هذه القيود التي يفرضها نظام الحظر أو المنع على المدين ‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬آثار التسوية الودية‬


‫المطلب األول‪ :‬آثار اتفاق التسوية الودية تجاه المقاول المدين‬
‫يعد تنفيذ اتفاق التسوية الودية من أهم االلتزامات التي تنشأ في ذمة المدين‪ ،‬فبمقتضاه يجب على المقاول المدين احترام اآلجال‬
‫الجديدة لآلجال‪ ،‬وإنجاز برامج التسوية المتفق عليها‪ ،‬وإجراء التصحيح الضروري إلنقاذ المقاولة تحت طائلة فسخ اتفاق التسوية‬
‫الودية سقوطا آجال األداء الجديدة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬آثار اتفاق التسوية الودية تجاه الدائنين‬


‫‪ -1‬إيقاف كل دعوى قضائية ‪ ،‬بهدف الحصول على سداد الديون موضوع االتفاق‬
‫‪ -2‬حلول اآلجال الجديدة المتفق عليها محل اآلجال القديمة التي تعطلت آثارها نتيجة االتفاق‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬آثار اتفاق التسوية الودية تجاه الغير‬
‫الغير هنا هم الدائنون غير الموقعين على اتفاق التسوية الودية‪ ،‬فيحتفظون بحقهم في المطالبة بديونهم ‪ ،‬ويمارسون سائر الدعاوى‬
‫وإجراءات التنفيذ‪ ،‬فإن توقف المقاول المدين عن سداد ديونهم المستحقة عند الحلول‪ ،‬جاز لهم المطالبة بفتح مسطرة المعالجة هذه‬

‫المبحث الخامس‪ :‬إنهاء اتفاق التسوية الودية‬


‫المطلب األول‪ :‬نهاية مهمة المصالح‬
‫قد تنتهي هذه المهمة المصالح الى عدم التوصل إلى إبرام االتفاق‪ ،‬فينهي هذا اآلخر مهمة المصالح والتسوية الودية وإما بالنجاح‬
‫وإبرام االتفاق بين المقاول المدين وجميع الدائنين أو بعضهم فيقوم المصالح بتدوين بنود ومقتضيات اتفاق التسوية الودية في‬
‫محرر يوقعه جميع الدائنين الذين وافقوا عليه والمصالح الذي تنتهي مهمته بالتوقيع على اتفاق التسوية الودية ورفعه إلى رئيس‬
‫المحكمة التجارية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬فسخ اتفاق التسوية الودية‬
‫ان عدم تنفيذ االلتزامات الناشئة عن اتفاق التسوية الودية من احد االطرف قد يؤدي إلى فسخه وسقوط كل آجال األداء الممنوحة‬
‫ف إذا كان الفسخ مرتبطا بعدم تنفيذ المقاول المدين اللتزامه وعجزه عن سدادها عند حلولها فيتم فتح مسطرة من مساطر المعالجة‬
‫وبالتالي نقل المقاولة من مساطر الوقاية إلى مساطر المعالجة التي قد تكون إما مسطرة التسوية القضائية أو التصفية القضائية ‪.‬‬
‫وينبغي التأكيد ان التوقف عن أداء الديون موضوع االتفاق عند حلول أجلها وحده الذي يؤدي إلى فتح مسطرة المعالجة‪.‬‬

‫‪----------------------------------------‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬مساطر معالجة صعوبات المقاولة‬
‫بعد فشل مساطر الوقاية في المرحلة األولى و توقف المقاولة عن أداء الديون المستحقة ال يبقى أمام المقاولة إال تطبيق مساطر‬
‫المعالجة التي تؤدي إما إلى إنقاذ المقاولة عن طريق مسطرة التصفية القضائية وإما إلى اإلعالن عن نهايتها وموتها عن طريق‬
‫مسطرة التصفية القضائية‪ . .‬ففتح مسطرة المعالجة يتوقف على صدور حكم من المحكمة التجارية وتتطلب األناة والحكمة القضائية‬
‫الجماعية للهيئة بكاملها‪ ،‬األمر الذي يتناسب مع خطورة القرارات المتخذة ‪ ،‬سواء عند تطبيق مساطر التسوية القضائية أو التصفية‬
‫القضائية‪.‬‬

‫الفصل األول‪ :‬شروط فتح مساطر المعالجة‬

‫المبحث األول‪ :‬الشروط الموضوعية‬


‫المطلب األول‪ :‬الصفة التجارية‬
‫تنص المادة ‪ 560‬من م ت على أنه‪ " :‬تطبق مساطر صعوبات المقاولة على كل تاجر وكل حرفي وكل شركة تجارية ليس بمقدورهم‬
‫سداد الديون المستحقة عليهم" فيجب أن تكون المقاولة تجارية ‪.‬أما غير التجار من فالحين أو أصحاب المهن الحرة كالمحاماة‬
‫والطب وغيرها‪ ،‬فال تخضع لهده المساطر بل تخضع لنظام اإلعسار وفق القانون المدني‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪Faress OussaMa‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬بالنسبة للمقاولة الفردية التجارية يشترط الكتساب الشخص الطبيعي صفة التاجر ثالث شروط‪:‬‬
‫‪ -1‬األهلية‪ :‬أن يكون الشخص الطبيعي متمتعا باألهلية القانونية ‪-‬بلوغ سن ‪ 18‬سنة ‪-‬خلوه من أي عارض من عوارض األهلية‬
‫(الجنون والسفه)‪ .‬و قاصر متى توفرت فيه الشروط المحددة في مدونة األسرة لممارسة األنشطة المدنية والتجارية‪،‬‬
‫‪ -2‬الممارسة االعتيادية أو االحترافية لألنشطة التجارية‪ :‬الشخص الطبيعي أو المعنوي يكتسب صفة التاجر متى مارس هذه‬
‫األنشطة على وجه االعتياد أو االحتراف‪.‬‬
‫‪ -3‬االستقالل وعدم التبعية‪ :‬يجب على التاجر أن يمارس األنشطة التجارية باسمه ولحسابه‪ ،‬مستقال وغير تابع لغيره‪ ،‬و اال يكون‬
‫من العمال والمستخدمون والمأجورون التابعون للمقاول النهم يخضعون لقانون الشغل‪ ،‬أما المقاولون فيخضعون للقانون التجاري‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬بالنسبة للمقاولة التي تتخذ شكل شركة تجارية‬


‫تخضع لمساطر المعالجة متى اتخذت شكل شركة تضامن أو توصية بسيطة أو توصية باألسهم أو شركة ذات المسؤولية المحدودة ‪،‬‬
‫وشركة المساهمة والمساهمة المبسطة‪ ،‬وأن تكتسب الشخصية المعنوية أي بعد تسجيلها في السجل التجاري‪ .‬باإلضافة إلى‬
‫المجموعات ذات النفع االقتصادي والتي تطبق عليها مساطر المعالجة متى كان غرضها تجاريا ومقيدة في السجل التجاري‪ .‬كما ان‬
‫الشركاء الموصون أو الشركاء المساهمون في شركة التوصية البسيطة والتوصية باألسهم‪ ،‬والشركة ذات م م وشركة المساهمة و‬
‫ش‪ .‬المساهمة المبسطة فال يخضعون لمساطر المعالجة لكونهم ال يكتسبون صفة التاجر‪ ،‬كما أن مسؤوليتهم عن ديون تكون محدودة‬
‫في حدود الحصة التي قدموها في رأسمالها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التوقف عن دفع الديون عند حلول أجلها‬


‫يعتبر المعيار األساسي لتمييز مساطر الوقاية ومساطر المعالجة‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مفهوم التوقف عن دفع الديون‬
‫أي المقاولة ال غير قادرة عن أداء ديونها عند حلول آجالها ويقع عبء إثبات التوقف عن الدفع على عاتق من يطلب فتح مسطرة‬
‫المعالجة‪ ،‬ويبقى للمحكمة كامل سلطتها التقديرية في األخذ أو عدم األخذ به ‪.‬كما يتم على ضوء هذا المعيار أي "التوقف عن الدفع"‬
‫تحديد المسطرة الواجب تطبيقها في مساطر المعالجة هل هي مسطرة التسوية القضائية اذا كانت المقاولة "مختلة بشكل ال رجعة‬
‫فيه" أم مسطرة التصفية القضائية‪ ،‬فيتم تطبيق أحد المخططين‪ :‬مخطط االستمرارية أو مخطط التفويت‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬شروط التوقف عن الدفع ‪-‬أن يكون هناك دين ثابت وحالة ومستحقة األداء ومطالب بها‪ ،‬وأن تكون المقاولة عاجزة‬
‫عن سدادها‪- .‬أن يكون هناك خلل في الموازنة المالية للمقاولة ‪-‬فقدان اإلئتمان التجاري الذي كانت تتوفر عليه المقاولة‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الشروط الشكلية‪.‬‬


‫المطلب األول‪ :‬األطراف المخول لها صالحية تحريك مسطرة المعالجة‬
‫الفقرة األولى‪ :‬فتح المسطرة بناء على طلب رئيس المقاولة‬
‫يجب على المدين أو رئيس المقاولة إذا شعر أنه غير قادر على سداد الديون المستحقة عند حلول أجلها أن يتقدم بطلب إلى رئيس‬
‫المحكمة التجارية التابعة لها مؤسسة التاجر الرئيسية أو المقر االجتماعي للشركة أو أحد فروعها‪ ،‬من أجل فتح مسطرة المعالجة‬
‫في أجل أقصاه ‪ 15‬يوما تلي توقفه عن الدفع ‪ .‬ارفاق طلب بالوثائق التي نصت عليها المادة ‪ 562‬مثل القوائم التركيبية آلخر سنة‬
‫مالي‪ -‬جرد قيمة كل أموال المقاولة المنقولة أو غير المنقولة‪ -‬الئحة بأسماء الدائنين والمدينين مع اإلشارة إلى مكان إقامتهم ومبلغ‬
‫حقوقهم وديونهم ‪ -‬جدول التحمالت ‪ .‬ويعد هذا التقديم ا جباريا وإكراها ووجوبا وليس اختياريا‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬فتح المسطرة بناء على مقال افتتاحي للدعوى ألحد الدائنين‬
‫ي حق طلب فتح مسطرة المعالجة لكل دائن إن لم يقع سداد دينه وكيفما كان مقدار و مبلغ الدين‪ ، ،‬وال يشترط أن يكون الدائن مالكا‬
‫لسند تنفيذي وإن كان تواجده يدعم إثبات وجود الدين‪ ،‬كما أن يفيد في إثبات توقف المدين عن الدفع ويشترط في هذا الطالب أن‬
‫يكون دائنا‪،‬و أن يطالب بفتح هذه المسطرة ضد المسحوب عليه المدين أو غيره من الملتزمين بالوفاء بقيمة الورقة التجارية‪ ،‬صيانة‬
‫لحقوق المحيل أو المظهر‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أن المشرع قام بإقصاء فئة األجراء‪ ،‬رغم األهمية التي تحتلها في المقاولةكما ان‬
‫حق الدائن في رفع الدعوى يستمر ويبقى قائما ما دام التوقف عن الدفع قائما ومستمرا‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬وضع المحكمة التجارية يدها تلقائيا على المسطرة‬
‫هذا الحق يعتبر إجراء استثنائيا كون البث في النوازل يتوقف مبدئيا على طلب أو دعوى يرفعها أحد أطراف النزاع‪ ،‬وتضع المحكمة‬
‫يدها تلقائيا في عدة حاالت‪ - 1 :‬الحالة التي تكون فيها المقاولة متوقفة عن سداد الديون ‪-2‬حالة عدم تنفيذ االلتزامات المالية‬
‫الناجمة عن االلتزامات المبرمة في إطار اتفاق التسوية الودية ‪ - 3‬حالة امتناع المسؤولين عن إبراء ذمتهم من الدين الذي تم‬
‫تحميلهم إياه نتيجة نقص في باب األصول‪ -4 .‬صد مسؤولي الشركة الذين ارتكبوا واحدا أو أكثر من األفعال المنصوص عليها في م‬
‫‪ 706‬م ت‪ .‬وتضع المحكمة يدها تلقائيا على النازلة سواء أخطرت بشكل رسمي أو غير رسمي بإحدى الحاالت السابقة الذكر كما انها‬
‫ال تتقيد بأية آجال لتفتح المسطرة ما لم يدرك الدين التقادم الذي يسقط‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬فتح مسطرة المعالجة بناء على طلب من النيابة العامة لدى المحاكم التجارية‬
‫اكتفى المشرع المغربي بإدراج حالة وحيدة وهي المتعلقة بعدم تنفيذ االلتزامات المالية المبرمة في إطار اتفاق التسوية الودية‪ ،‬ومع‬
‫ذلك يحق لوكيل الملك طلب فتح المسطرة حتى في الحالة التي يكون فيها الذين يحق لهم طلب فتح المسطرة أو من خالل وسائل‬
‫البحث والتحري‪. .،‬وتتقدم النيابة العامة بعريضة تتضمن وقائع تبرر مسطرة المعالجة و يتم استدعاء المدين وإرفاق االستدعاء‬
‫بنسخة من عريضة وكيل الملك للمثول أمام المحكمة واالستماع إليه مع إخبار النيابة العامة بموعد الجلسة‪ .‬فالنيابة العامة تحظى‬
‫بفرصة كبيرة في جميع المعلومات عن المقاوالت نظرا لمركزها والذي يساعدها في اإلطالع على الملفات المعروضة عليها (أي‬
‫المحكمة) واإلدالء فيها بمستنتجاتها ‪ ،‬فإنها تعرف العديد من الصعوبات كعدم تزودها باآلليات الكفيلة بتمكينها من اإلطالع على‬

‫‪5‬‬
‫‪Faress OussaMa‬‬
‫حاالت المقاولة و وجود انفصال وظيفي الذي يحول دون وصول العديد من المعلومات للنيابة العامة بالمحاكم التجارية الشيء الذي‬
‫أضعف الدور التدخلي للنيابة العامة في طلب فتح مسطرة المعالجة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬االختصاص القضائي‬


‫الفقرة األولى‪ :‬االختصاص النوعي يتحدد من خالل االختصاص المحلي وعليه تختص المحاكم التجارية بالنظر والبث في مساطر‬
‫صعوبات المقاولة‪ ،‬ويعد هذا االختصاص من النظام العام‪ ،‬وال يمكن االتفاق على خالفه‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬االختصاص المحلي ينعقد للمحكمة التجارية التي يوجد في دائرتها مكان مقاولة التاجر الرئيسية أو المقر االجتماعي‬
‫للشركة‪ ،‬وذلك اعتبارا لخصوصيات مساطر صعوبات المقاولة الذي ال ينبغي أن يصطدم بمعيقات القواعد التقليدية وإشكاالتها ما دام‬
‫الهدف المتوخى من هذه المساطر يدعوى إلى المصالح العامة للمقاولة‪ .‬غير انه ال يعد من النظام العام بدليل حيث يمكن لألطراف‬
‫أن يتفقوا كتابة على اختيار المحكمة التجارية المختصة "‬

‫المطلب الثالث‪ :‬إجراءات حكم فتح مسطرة المعالجة‬


‫الفقرة األولى‪ :‬استدعاء المحكمة لرئيس المقاولة واالستماع إليه المحكمة تبث بشأن فتح المسطرة بعد استماعها لرئيس المقاولة أو‬
‫استدعاءه قانونا للمثول أمام غرفة المشورة‪ ،‬بصرف النظر عن الطرف الذي قام بتحريك المسطرة‪ .‬وتأخذ غرفة المشورة شكل‬
‫محكمة سرية ومغلقة‪ ،‬يتجلى عملها في مناقشة رئيس المقاولة بخصوص المشاكل المقاولة‪ ،‬ويمكن للمحكمة االستعان بخبير‪ ،‬او‬
‫شخص يتبين لها أن أقواله مفيدة وتقضي المحكمة بعد االنتهاء من اإلجراءات إما برفض طلب فتح مسطرة المعالجة أو بفتح‬
‫المسطرة وذلك داخل أجل ‪ 15‬يوما من تاريخ رفع الدعوى إلى المحكمة‪ ،‬في جلسة عمومية‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التثبت في توفر الشروط الموضوعية والشكلية يجب على المحكمة التجارية وكذا محكمة االستئناف التجارية أن‬
‫تتأكد من ثبوت الشروط الموضوعية كتوفر الصفة التجارية‪ ،‬والتوقف عن دفع الديون المستحقة عند الحلول‪ ،‬أو االمتناع عن التأكد‬
‫من وضعية المقاولة عند الحكم بالتسوية القضائية من كونها ليست مختلة بشكل ال رجعة فيه وغيرها و التأكد من توفر الشروط‬
‫الشكلية خاصة االختصاص النوعي والمحلي وغيرها من اإلجراءات الشكلية األخرى‪.‬‬
‫لفقرة الثالثة‪ :‬تحديد تاريخ التوقف عن دفع الديون يعين هذا تاريخ الذي ال يجب أن يتجاوز في جميع األحوال ثمانية عشر شهرا قبل‬
‫فتح المسطرة‪ ،‬فهذا التاريخ مفترض الوجود‪ ،‬ويبدأ من تاريخ الحكم بفتح المسطرة ما لم تعين المحكمة صراحة تاريخا آخر‪ ،‬ويفيد‬
‫هذا التحديد في تحديد "فترة الريبة" التي تبدأ من تاريخ التوقف عن الدفع ولغاية صدور حكم فتح مسطرة المعالجة‪ ،‬والتي تجعل‬
‫التصرفات التي يبرمها المدين خالل هذه الفترة خاضعة إما للبطالن الوجوبي أو الجوازي بحسب األحوال ‪ .‬كما يمكن تغييرالتاريخ‬
‫بطلب من السنديك فقط قبل انتهاء أجل ‪ 15‬يوما التالية للحكم الذي يحدد مخطط االستمرارية أو التفويت إ أول قبل انتهاء أجل ‪15‬‬
‫يوما التالية ليوم إيداع قائمة الديون بكتابة ضبط المحكمة إذا كانت المسطرة المفتوحة ضد المقاولة مسطرة التصفية القضائية‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬تعيين القاضي المنتدب والسنديك يعيين قصد السهر واإلشراف على سير مسطرة المعالجة من النظام العام‪ ،‬تحت‬
‫طائلة تعرض الحكم القاضي بفتح المسطرة إلى اإللغاء أو النقض‪.‬‬
‫‪ -1‬تعيين القاضي المنتدب‪ :‬يعين من قبل المحكمة التجارية من هيئة القضاة ومن بين أعضاء هيئة المحكمة التي أصدرت الحكم بفتح‬
‫مسطرة المعالجة وذلك للنيابة عن المحكمة في اإلشراف وإدارة المسطرة إدارة فعالة وناجعة‪ ،‬والسهر على حماية المصالح‬
‫المتواجدة‪.‬‬
‫‪ -2‬تعيين السنديك يعيين من بين كتاب الضبط لدى المحكمة التجارية أو من الغير ويكلف بتسيير عمليات التسوية والتصفية القضائية‬
‫ابتداء من تاريخ صدور الحكم بفتح المسطرة حتى قفلها‪ ،‬ويسهر على تنفيذ مخططي االستمرارية والتفويت‪ ،‬ويقوم بتحقيق الديون‬
‫والمساعدة أو القيام بأعمال التسيير ‪ ،‬كما يملك الحق في التصرف باسم الدائنين ولفائدتهم ‪ ،‬كل ذلك تحت مراقبة وإشراف القاضي‬
‫المنتدب‪ .‬فنجاح أو فشل مسطرة المعالجة يتوقف إلى حد كبير على مدى حنكة وخبرة وكفاءة السنديك‬
‫الفقرة الخامسة‪ :‬شهر حكم فتح مسطرة المعالجة أوجب المشرع القيام بإجراءات الشهر بهدف إعالم جميع الدائنين واألغيار بفتح‬
‫المسطرة حثا لهم على المساهمة فيها ومراقبة سيرها دفاعا عن حقوقهم ومصالحهم‪ ،‬وضمانا للمصداقية والشفافية‪ ،‬زيادة على‬
‫دعوة الدائنين إلى التصريح بديونهم للسنديك داخل األجل القانوني‪ .‬ويقوم بإجراءات الشهر كاتب الضبط المحكمة التجارية التي‬
‫أصدرت الحكم داخل أجل ثمانية أيام من تاريخ صدوره‪.‬‬
‫‪------------------------------------------‬‬
‫*الفصل الثاني‪ :‬فترة إعداد الحل‬
‫إن صدور حكم القاضي بفتح مسطرة معالجة صعوبات المقاولة يعد نقطة البداية في سبيل اختيار الحل‪ ،‬حيث تتحرك األجهزة المعنية‬
‫لهذا الغرض لتشخيص لوضعية المقاولة والبحث في مدى وجود إمكانيات لتسوية وضعيتها والتي على أساسها سيحدد القضاء الحل‬
‫المناسب للمقاولة والمتمثل في أحد الخيارات الثالث‪ :‬حصر مخطط التسوية أو التفويت أو النطق بالتصفية القضائية‬

‫المبحث األول‪ :‬إجراءات فترة إعداد الحل‬


‫وهي فترة االنتقالية الفاصلة بين حكم التسوية القضائية والمدة المحددة إلعداد مخطط التسوية حددها المشرع في أربعة أشهر‬
‫قابلة للتجديد لمدة واحدة بناء على طلب السنديك وتهدف إلى توفير الوقت الالزم للتفكير والعمل على متابعة نشاطها وإعداد‬
‫الموازنة الحقيقة إليجاد الحل المناسب وإنقاذها من الصعوبات‬
‫المطلب األول‪ :‬إعداد الموازنة المالية واالقتصادية واالجتماعية للمقاولة‬
‫يجب على السنديك أن يبين في تقرير يعده الموازنة المالية واالقتصادية واالجتماعية للمقاولة وذلك بمشاركة رئيس المقاولة‬
‫وبالمساعدة المحتملة لخبير أو عدة خبراء وبان يعدها على شكل تقرير مع تبيان حقيقية الدديون والمداخيل التي تتوفر عليها‬

‫‪6‬‬
‫‪Faress OussaMa‬‬
‫المقاولة مع جرد لتقنيات التسويق والمنافسة‪ ،‬وضعية الخدمات‪ ،‬و‪ ،‬الجودة وغيرها كما يجب االشارة للعنصر البشري للمقاولة‪،‬و‬
‫مستوى األجور والتعويضات‪ ،‬وغيرها من المعطيات‪ .‬ولتسهيل مأمورية السنديك في هذا اإلطار‪ ،‬أجاز له إمكانية الحصول على‬
‫المعلومات صحيحة عن وضعية مقاولة‪ ،‬عن طريق مراقب الحسابات واإلدارات والهيئات العمومية و االستعانة برئيس المقاولة‬
‫وبخبير أو عدة خبراء حتى يقدم التقرير الذي يعده السنديك صورة صادقة في وضعية المقاولة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المبادرات واالستشارات التي يقوم بها السنديك في فترة إعداد الحل‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تلقي العروض من الغير أعطى المشرع الحق لألغيار بمجرد علمهم بافتتاح مسطرة المعالجة بتقديم عروض‬
‫المتضمنة لبعض الشروط إلى السنديك التي تهدف إلى اقتناء أو شراء المقاولة أو مساعدتها على االستمرار في القيام بنشاطها‪،‬‬
‫ليتمكن من تحليله ودراسته قبل أن يرف تقرير الذي يقدمه إلى المحكمة عند انتهاء فترة إعداد الحل‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬استشارة الدائنين يقوم السنديك باستثارة كل دائن صرح بدينه من أجل الحصول على موافقته بشأن اآلجال‬
‫والتخفيضات المقترحة لضمان تنفيذ مخطط التسوية‪ ،‬و يجب على جميع الدائنين التي تعود ديونهم إلى ما قبل صدور الحكم القاضي‬
‫بفتح المسطرة‪ ،‬أن يقوموا بالتصريح بديونهم إلى السنديك داخل أجل شهرين ابتداء من تاريخ نشر الحكم بالجريدة الرسمية بالنسبة‬
‫للدائنين القاطنين بالمغرب أو أربعة أشهر بالنسبة للدائنين القاطنين خارج المغرب‪ .‬وتتم هذه االستشارة إما بصورة فردية أو بصورة‬
‫جماعية‪.‬‬
‫أ‪ -‬االستشارة الفردية‪ :‬يوجه سنديك رسالة إلى كل دائن صرح بدينه وقد حدد المشرع أجل ‪ 30‬يوما للجواب على هذه المقترحات‬
‫تحسب ابتداء من توصل الدائن برسالة السنديك‪،‬‬
‫ب‪ -‬االستشارة الجماعية‪ :‬تتم بناء على استدعاء من السنديك موجه إلى جميع الدائنين الذين صرحوا بديونهم‪ ،‬كما يمكن نشر إعالن‬
‫بهذا االستدعاء في صحيفة مخول لها نشر اإلعالنات القانونية وتعليقه كذلك على لوحة اإلعالنات القانونية داخل المحكمة المفتوحة‬
‫أمامها المسطرة‪ .‬يعقد االجتماع ما بين اليوم ‪ 25‬و‪ 21‬من تاريخ ارسال االستدعاء ويكون عدم المشاركة بمثابة موافقة على‬
‫االقتراحات المقدمة من السنديك‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬إشراك المراقبين ورئيس المقاولة‬
‫أ‪ -‬المراقبين‪ :‬يعينون من بين الدائنين الذين يتقدمون بطلب إلى المنتدب القضائي قصد مساعدة كال من السنديك والقاضي المنتدب في‬
‫مهامهم و يبلغ السندسك المراقبين المقترحات التي يتم التقدم بها من أجل تسديد الديون‪ ،‬وجميع المقترحات التي تقدم بها إلى‬
‫الدائنين في إطار االستشارة الفردية أو الجماعية حول تسديد الديون‪ ،‬وكذلك إبالغهم باألجوبة التي قدمة إليه وذلك بواسطة رسالة‬
‫مضمونة مع اإلشعار بالتوصل‬
‫ب‪ -‬رئيس المقاولة‪ :‬يتعين على السنديك إشراك رئيس المقاولة في تحضير مشروع مخطط االستمرارية‪ ،‬إذ بالرغم من أن الحكم‬
‫القاضي قد يقيد أحيانا سلطات رئيس المقاولة في التسيير ‪ ،‬كما يجب ان يعد تقرير حول مخطط االستمرارية بواسطة رسالة‬
‫مضمونة مع إشعار بالتوصل ‪.‬مع امكانية تغيير في رأسمالها او تغيير مسيرين لزم االمر‬
‫المطلب الثالث‪ :‬طرق تسيير وتمويل المقاولة خالل فترة إعداد الحل‬
‫الفقرة األولى‪ :‬طرق تسيير المقاولة خالل فترة إعداد الحل‬
‫‪ -1‬الطريقة األولى‪ :‬مراقبة السنديك للتسيير الذي يباشره رئيس المقاولة تبقى المقاولة في يد رئيسها ويتخذ القرارات بمحض‬
‫إرادته‪ ،‬و استنادا على خبرته ودرايته مع إطالع السنديك على جميع القرارات المتخذة وطرق تنفيذها من أجل إنجاز تقرير يقوم‬
‫برفعه إلى المحكمة التجارية التخاذ اإلجراءات المناسبة‪ .‬هذه الطريقة ال تقرها المحكمة إال إذا ثبت أن الصعوبات ال دخل للمسير‬
‫فيها‪،‬‬
‫‪ -2‬الطريقة الثانية‪ :‬إشراك السنديك في عمليات التسيير من اجل أن يساعد على إنقاذ المقاولة ‪ ،‬وباالعتمادا على الظروف المحيطة‬
‫بالمقاولة و الصفات المهنية لرئيس المقاولة كاللكفاءة والنزاهة مع تحديد نطاق المشاركة من أجل عدم تداخل االختصاصات مما‬
‫يؤدي إلى نشوب صراع بين السنديك ورئيس المقاولة‪.‬‬
‫‪ -3‬الطريقة الثالثة‪ :‬حلول السنديك محل رئيس المقاولة تقوم المحكمة بإقصاء رئيس المقاولة من عمليات التسيير وإعطائها‬
‫للسنديك‪ ،‬الذي يعتبر المس ير الفعلي في هذه الفترة‪ ،‬ويتخذ جميع القرارات واإلجراءات التي يراها مناسبة‪ ،‬تحت اإلشراف الغير‬
‫المباشر للقضاء‪ .‬ويكون هذا نتيجة األخطاء جسيمة في التسيير للمحكمة إمكانية تغيير مهمته السنديك في أي وقت بطلب منه أو‬
‫تلقائيا‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تمويل المقاولة‬
‫حرص المشرع تشجيع الممولين والمنعشين الماليين على تقديم الدعم واالئتمان للمقاولة مع ضمان مصالحهم اباسترداد ديونهم عند‬
‫االستحقاق وسنميز في هذا اإلطار بين الديون الناشئة قبل صدور الحكم بفتح او عدم قتح مسطرة المعالجة‬
‫‪ -1‬بالنسبة للديون الناشئة قبل فتح مسطرة المعالجة‪ :‬ألزم المشرع الدائنين بالتصريح بها لدى السنديك داخل أجل شهرين ابتداء من‬
‫تاريخ نشر حكم فتح المسطرة بالجريدة الرسمية تحت طائلة سقوط الدين فبم هذه الطريقة تحمي المقاولة المتعثرة من الدائنين الذين‬
‫يرغبون في اقتراع حقوقهم بمقتضى متابعات فردية‪،‬‬
‫‪ -2‬بالنسبة للديون الناشئة بعد فتح المسطرة‪ :‬المشرع أعطا امتيازا خاص لهذه الديون على حساب جميع الديون األخرى‪ ،‬حيث‬
‫أوجب تحقق ثالثة شروط أولها ضرورة نشوء الدين بمناسبة مواصلة المقاولة لنشاطها‪ ،‬وأن ينشأ بعد صدور الحكم القاضي بفتح‬
‫المسطرة‪ ،‬وأخيرا أن يكون الدين قد نشأ بصفة قانونية‪.‬كما ان هذه الديون ال تخضع لقاعدة وقف المتابعات الفردية وال لقاعدة وقف‬
‫سريان الفوائد ‪ .‬وال يمكن تقديم الرهن أو الرهن الرسمي أو أداء دين سابق للحكم لفك شيء مرهون أو استرجاع شيء محبوس‬
‫قانونيا إذا كان يستلزم لمتابعة النشاط‪ ،‬إال بعد الحصول على الترخيص و نفس الشيء بالنسبة إلى التوصل إلى صلح أو تراضي مع‬
‫أصحاب الديون‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪Faress OussaMa‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬مصير العقود الجارية أثناء فترة إعداد الحل‬
‫‪ -1‬صالحية تقرير مصير العقود الجارية‪ :‬تنص المادة ‪ 573‬من م ت على أنه " بإمكان السنديك وحده أن يطالب بتنفيذ العقود‬
‫الجارية بتقديم الخدمة المتعاقَد بشأنها للطرف المتعاقِد مع المقاولة ويفسخ العقد بقوة القانون بعد توجيه إنذار إلى السنديك يظل دون‬
‫جواب لمدة تفوق شهرا "‪.‬ف مصير العقود الجارية في يد السنديك وحده دون غيره‪ ،‬يملك وحده حق المطالبة بتنفيذها أو الحق في‬
‫التخلص منها دون إذن مسبق من القاضي المنتدب‪ ،‬ويبقى حق اختيار تنفيذ أو عدم تنفيذ هذه العقود يتم عبر تحليل األسباب‬
‫والعراقيل التي تعاني منها المقاولة وقيمة العقد ومدى مساهمته في تحقيق الهدف من فتح المسطرة‪ ،‬و النزاعات التي قد تنشأ‬
‫بمناسبة إعمال حق الخيار سواء بين السنديك واطراف اخرى ترجع الختصاصات المحكمة‬
‫‪ -2‬إجراءات تنفيذ أو عدم تنفيذ العقود الجارية‪ :‬في حالة اختيار مواصلة العقد الجاري التنفيذ ينفذ سنديك هذا العقد برمته وبجميع‬
‫مقتضياته وشروطه‪ ،‬وأن يلتزم باألجل المحدد بمقتضى العقد أو القانون لفائدة المتعاقد مع المقاولة والخاضعة لمسطرة التسوية‬
‫القضائية‪ .،‬أما في حالة عدم استعمال السنديك حق الخيار الممنوح له فإن العقد يفسخ بقوة القانون بعد توجيه إنذار إلى السنديك يظل‬
‫دون جواب لمدة تفوق شهرا‪ ،‬ويمكن أن يؤدي ذلك إلى رفع دعوى التعويض عن األضرار يدرج مبلغه في قائمة الخصوم‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬اختيار الحل المناسب لتسوية وضعية المقاولة‬


‫يشكل انتهاء فترة إعداد الحل وإعداد الموازنة االقتصادية واالجتماعية للمقاولة المتعثرة‪ ،‬بداية للمرحلة الموالية وهي مرحلة اختيار‬
‫الحل المناسب لوضعيتها‪ ،‬حيث تعمل المحكمة على اختيار الحل الذي تراه مناسبا لمستقبل المقاولة ويكون إما بتبني المخطط الرامي‬
‫إلى استمرارية المقاولة أو إلى تفويتها كليا أو جزئيا ألحد األغيار ‪ ،‬وإما إخضاع المقاولة للتصفية القضائية ألن وضعيتها مختلة‬
‫بشكل ال رجعة فيه‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مخطط االستمرارية‬


‫كل اإلجراءات المتخذة منذ افتتاح المسطرة هي الوصول إلى هذه الغاية من اجل الحفاظ على مناصب الشغل و تصفية الخصوم‪،‬‬
‫فيبقى رئيس المقاولة على رأس مقاولته‪ ،‬ويحافظ الدائنون على موارد استخالص ديونهم‪،‬‬

‫المطلب األول‪ :‬معايير اعتماد مخطط االستمرارية هناك شرطين أساسيين لتقرير استمرارية المقاولة هما ‪:‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬وجود إمكانيات جدية لتسوية وضعية المقاولة يبقى التقدير للسلطة التقديرية للمحكمة التي تعتمد على التشخيص‬
‫الدقيق للوضعية المقاولة اعتمادا على التقرير الذي أعده السنديك و تحليل مجموعة من العوامل أهمها‪ 1:‬إقصاء األسباب التي أدت‬
‫إلى التوقف عن الدفع ‪ 2‬تحديد اإلمكانيات المتاحة أمام المقاولة لالستمرارية ‪ 3‬تحديد اآلليات التي يتم االعتماد عليها لتسوية وضعية‬
‫المقاولة‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬سداد الخصوم تتوصل المحكمة إلى توفر إمكانيات جديدة لسداد الخصوم باالعتماد على التقرير الذي يعده السنديك‬
‫خالل فترة إعداد الحل حيث يكون قد تلقى تصريحات الدائنين بديونهم‪ ،‬وتفاوض معهم بشأن اآلجال والتخفيضات التي يمكنهم أن‬
‫يمنحوها للمقاولة‪ ،‬حيث تقوم المحكمة باإلشهاد عليها‬

‫المطلب الثاني‪ :‬صالحية المحكمة بعد حصر مخطط االستمرارية‬


‫من أهم أثار الحكم باستمرارية المقاولة بقاء المقاولة في ملكية صاحبها شرط التقيد بجميع االلتزامات التي تفرضها هذه المرحلة‬
‫فالمشرع خول للمحكمة أن ترفق مخطط االستمرارية بمجموعة من التدابير التي تقدر أهميتها إلنجاح المخطط‪،‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬إدخال تغييرات على النظام األساسي للمقاولة تفرض المحكمة مجموعة تغيرات‬
‫‪--‬تغيير أجهزة التسيير‪ :‬إذا تعلق األمر بشخص طبي عي أي مقاولة فردية فإن النشاط يستمر في حالة مخطط االستمرارية بيد المقاول‬
‫المدين‪ ،‬وال يمكن للمحكمة أن تأمر باستبداله إال باعتماد مخطط التفويت ‪ .‬أما إذا تعلق األمر بشخص معنوي فإن للمحكمة الصالحية‬
‫في استبدال مسير أو عدة بناء على قرار الشركاء أو المساهمين ويترتب على عدم لجوء الشركاء أو المساهمين إلى اعتماد هذا‬
‫الحل رفض المحكمة العتماد مخطط االستمرارية والحكم بالتالي إما بالتفويت أو التصفية القضائية‬
‫إعادة تكوين الرأسمال‪ :‬وذالك بالرفع من راسمال أو تخفيضه‪ ،‬ويتم تكليف السنديك باستدعاء الجمعية العامة المختص لالنعقاد وفق‬
‫الشكليات المنصوص عليها في القوانين‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬توقيف أو تفويت بعض قطاعات النشاط‬
‫للمحكمة ان توقيف أو إضافة أو تفويت بعض قطاعات نشاط المقاولة إذا رأت في ذلك فائدة لضمان حسن تنفيذ مخطط االستمرارية‪،‬‬
‫‪ ،‬كما يمكن للمحكمة أن تمنع رئيس المقاولة من تفويت بعض األموال التي تعتبر ضرورية الستمرارية نشاط المقاولة‪ ،‬حيث يمنع‬
‫من بيع األموال التي يحددها مخطط االستمرارية إال بعد الحصول على ترخيص مسبق من المحكمة‬

‫المطلب الثالث‪ :‬فسخ المحكمة لمخطط االستمرارية‬


‫تبقى للسلطة التقديرية للمحكمة تحديد مخطط االستمرارية على أن ال تتجاوز هذه المدة عشر سنوات ‪ ،‬وال قضت بفسخ المخطط‬
‫المذكور وتقضي بالتصفية القضائية ‪.‬ليتعين على جميع الدائنين الخاضعين للمخطط أن يصرحوا بكامل ديونهم وضماناتهم بعد خصم‬
‫المبالغ التي تم استيفاؤها‪ ،‬كما يصرح الدائنون الذين نشأ حقهم بعد الحكم بفتح مخطط االستمرارية بما لهم من ديون‪ .‬وتنطق‬
‫المحكمة بقفل المسطرة إذا قامت المقاولة بتنفيذ مخطط االستمرارية إما تلقائيا‪ ،‬أو بناء على طلب من رئيس المقاولة‬

‫‪8‬‬
Faress OussaMa

You might also like